يا هنانا بالحبيب لما iiيرانا ... قد رفعنا لواءه iiأنصارا
وهنانا برفقة منه iiلمّا ... نلتقي في الجنان صحبا iiجوارا(1408/2)
عاد محمد صلى الله عليه وسلم
عمر طرافي البوسعادي / الجزائر
amartharrafi@yahoo.fr
أيسخر كف الليل بالنور iiهازئا ... ويضحك في سخفٍ صليبٌ وغرقدُ
أيشتم مشكاة النبوة iiوالهدى ... وفي عرقنا نبض تلألأ iiيوقدُ
أ ترسم أيد حاقدات iiرسولنا ... لها في ذيوع الشر و الكفر iiمقصدُ
تطاول عشاق الدنية فامتطوا ... صحيفة خبث في السخافة تفندُ ii!!!
أباحوا حمى الإسلام بالإفك iiجهرة ... على المصطفى عيثا أساؤوا وأفسدوا
وما يرعوي الأوغاد إن صحتَ باكيا ... على الفعلة النكرا تنزّه iiأحمدُ
وما تنتهي الأحقاد ذاكم دفينهم ... تجلّى على مرآى العوالم iiيشهدُ
تصدّع كل الكون من خطب iiراسم ... دَعِيٍّّ سفيهٍ للحصافة iiيفقد
تئنّ مجرا ت الفضاء iiتقطعا ... وتنتحب الذرّات والقلب iiأكمدُ
ويشتعل البركان من حرّ iiغضبةٍ ... وينهمر الطوفان يرغي iiويزبدُ
وتنتفض الحيتان في البحر iiريثما ... قصاصٌ يردّ العزّ يحيي iiوينجدُ
ألا ليت شعري كم تعدّ iiجسومنا ... فنعجز كا لموتور في الردع يزهدُ
أم الغفلة الصماّء طاب وسادها ... على أعذب الأحلام نغفو iiونرقدُ
لعمري هو الإسلام نعرف iiنهجه ... ولكننا نأبى السلالم iiنصعدُ
وما الرفض رفض للعقيدة iiإنما ... كسالى إلى الأهواء نسعى iiونحفدُ
فمن ذا الذي يأبى السعادة iiغاية ... وكل المنى فيها تهيم وتسعدُ
ولكن جنان الله صعب منالها ... غلتْ سلعة تشرى كذا قال iiأحمدُ
هي الصحوة العصماء نور iiبوهجها ... تسير على نهج الحبيب iiوترشدُ
إذا لم تكن منا ففي نسلنا iiالذي ... سنشبعه من حب " طه" iiونعهدُ
سنغرس هذا الحب في كل iiأسرة ... منارة إسلام علينا iiتُشيّدُ
ويصبح مولود العيايل iiراضعا ... معين الهدى قد صار بالدين iiيعضدُ
وينمو هزبرا بين كتْفيه iiلبدة ... يرصّع يمناه الحسام المهندُ
ويحمل قلبا لا مثيل iiلعطفه ... صفاء وودا لا يكيد iiويحقدُ
وترجع أسراب الطيور iiبنغمها ... مغردة أحلى التراتيل iiتنشدُ
وتنفتق الأكمام وردا معطّرا ... يضوع أريجا في المساجد iiينفدُ(1409/1)
فيا أيها الغرب الغرير iiتمردا ... على أمة الإسلام تمضي iiتُهدِّدُ
كفاك الغرور قد دنوتَ iiبسفرةٍ ... إلى الموت قد أغواك هذا التعنّدُ
إذا لم تتب هذا المصير مصيركم ii: ... " ترابٌ يواري سوءة الغرب iiملحدُ"
ويا أمتي هذا خلاصكِ iiفالزمي ... سفينة نوح قادها الحِبّ iiأحمدُ
بشائركِ الكبرى تلوح من iiالسما ... على الشفق الورديّ :" عاد محمّدُ "(1409/2)
عصيّ الدمع
عمر طرافي البوسعادي / الجزائر
amartharrafi@yahoo.fr
تماديتِ في العصيان يا نفس iiفارقبي ... جحيما من النيران شبّ حواليا
ألم ترمقي تلك الكلالب لم تزل iiْ ... مقاريضها هبّتْ تسير حِياليا ؟
أما راعكِ الزقوم جوفي به iiامتلا ... وأسنُ الحميم من غساقٍ iiسقانيا؟
وجلدي عراه النضج هذا iiشواظهُ ... وغسلينهُ قد سال من حرّ ما iiبيا
أنادي ولكنْ لا مجيبَ iiلدعوتي ... : أفيضوا عليَّ الماء قدْ مِتّ ُ iiصاديا
وجمرةُ قعر النار تجذب iiمنسمي ... تطير بلبّي من عقاب بدا iiليا
أصيح و أبكي كا لثكالى iiودمعتي ... تقطّع أنفاسي شهيقا iiتتاليا
ولي في البُكا ندبُ العويل وصرخة iiٌ ... تمزّق في دار الكلام iiحباليا
زبانيةُ الأهوال هاهم iiترينهم ... يجرّونني في النار ندْمانَ iiباكيا
ألا فاشفقي يا نفسُ لستُ iiبقادرٍ ... على أن تشاكي كيف لو عشتِ حاليا ؟!
وإني أراكِ تعرضينَ عن iiالتقى ... كأنكِ لا تدرين جهلا مآليا ii!
تطيعينَ شيطانا أحبكِ iiعنوة ... فراح يدسّ السمّ يُغوي iiفؤاديا
سقاكِ بمعسول الحديث تزلفا ... فلبيتُ ما أملى هياما iiبرانيا
وإنْ لم تكفي عن هواكِ iiلكيدهِ ... جنيتُ المعاصي بالتستّر iiخافيا
أ ثمَّ إذا ما قد زللتُ iiمنعتني ... عذابا عسيرا ..هل ذكرتِ قوافيا ii؟
إذا كان سلطان الهوى زيف iiواعدٍ ... فميعاد ربي قد تبرّأ iiخاليا
ووعد الجليل جنة ٌ طال iiعرضها ... كخطين سارا في السطوح iiتوازيا
هنالكَ ما لا يمكنُ العين iiوصفهُ ... ولا أذُنٌ صاختْ لمن كان iiصاغيا
ملاط القصور أذفر المسك نفحة iiً ... وحيطانها الإبريز معْ فضةٍ iiهيا
وحصباؤها الياقوت أنعمْ iiبتربةٍ ... منَ الزعفران قد أهاجتْ iiخياليا
و أنهارها ماءٌ فراتٌ مرجرجٌ ... وأنهار خمرٍ تنعشُ الآنَ iiباليا
ومن لبنٍ أخرى عظيم iiمذاقها ... ومن عسلٍ تلكم ، حلا الشهد iiصافيا
وحور الجنان في الخيام iiتقصّرتْ ... لأزواجهنّ اشتقنَ عشنَ صواديا
وفيها ..وفيها من مسرّات iiأنفسٍ ... عديدٌ من اللذات أروتْ iiأمانيا(1410/1)
و إن شئتِ يا نفسُ الزيادة iiبهجةً ... ترينَ إلهي للعباد iiمدانيا
وما قد أحبّ العبدُ شيئا iiكنظرةٍ ... إلى الله ما أحلاهُ هذا iiالتلاقيا
أسائل نفسي في القرارة iiأدمعا ... فتأبى وتبقى في الإباء كما هيا
تقول : عصيَّ الدمع ..مالكَ حيلة ... إذا لم تجاهدْني غدا الحوبُ iiدائيا
لعمري جهاد النفس صعبٌ iiمراسهُ ... بديمومة الأفعال نلتَ iiدوائيا
فكن عاملا لله سرّا iiوجهرةً ... وكن عابدا تحيي قياما iiلياليا
وكن عالما مااسْطعتَ فالعلم سؤددٌ ... تصير سخيَّ الدمع بالكلّ iiهاميا
وحسبكَ أنّ الله يقبلُ iiتوبةً ... إذا صدقتْ عيناك تبكي iiالخواليا(1410/2)
على درب الرّنتيسي
الشهيد القائد الدكتور ... عمر طرافي البوسعادي / الجزائر
عبد العزيز الرّنتيسي ... amartharrafi@yahoo.fr
شمس رنتيسي في قرار iiالقلوبِ
بيد أنّ الممات في الخطب نصر
يا شهيدا في أرضه قد تسامى
امتطيت البراق تشدو iiنشيدا
عارجا في مدارج المجد iiتجلي
كلّما سرت هبّ ريح ضحوك
والسّماء تزيّنت في ابتهاج
والملائك من حواليك iiترنو
أيّ عرس يحفّ روح iiالشّهيد
ويح نفسي فعالم الأرض iiشأن
قصف "رنتيسي" بالرّكات جبان
ذي فلسطين أثكلت في iiضناها
قطرات الدّماء صارت iiحديدا
قطرة من دم الشّهيد تروّي
قطرة من دم الشّهيد iiتدوّي
قل لشارون من ضباب iiاليهود
ما هبوب الرّياح إلاّ نذير
فاضحكا قليلا على حرز iiحرب
واذكرا بأنّ الرّزايا iiسجال
ذاك وعد من الإله iiعظيم
يا شهيد الوغى رحلت iiبعيدا
هل دريت بأنّك كنت iiفي
ذاك قلب أحبّك iiبافتخار
ومضى يقتفي وراءك أثرا
حركاتك صولة في iiجهاد
كاتب بارع لنصرة iiحقّ
قائد ثائر لدكّ iiالأعادي
أيّها القائد المظفّر عذرا
قد رجت خلاصا من الأسر تشكو
بيد أنّ قلوبها في iiفلسطين
ليتني كنت قيد أنملة iiفي
يا حبيب الفؤاد زرني iiفإنّي
أنت حيّ فطف بطيفك iiعنّي
ستظلّ تعيش في iiخاطري ...
... تستجيش البكا بدمع سكوبِ
والشّهادة ظفر تلك iiالخطوب
للمعالي بروحه iiالمحبوب
سابحا في علا الفضاء iiالرّحيب
للعوالم من خفى iiالمحجوب
داعب النّور بابتسام iiالهبوب
باللآليء بالجمان الخلوب
موكب العرس في عروج iiالدّروب
أيّ فخر أدرّه iiللعروب
غير ذاك الذّي جرى في iiالغيوب
رجّت الأرض باقتراف iiذنوب
فجّعت في صنديدها iiالمغصوب
كلّها صوّغت إلى iiألهوب
كلّ ربعـ من أرضنا iiالمجدوب
في الدّنا لقد آن وقت iiالوثوب
واسمعن خلفهم عطاء iiالحلوب
للعواصف بعد شجب iiالهبوب
وابكيا كثيرا بدلع iiالحروب
بيننا وبين صائر iiمغلوب
كي نذود عن حقّنا iiالمسلوب
هل رحمت فؤادي المشبوب؟
قلب الحزين بفقدك المنكوب؟
وترعرع رغم بعد iiالحبيب(1411/1)
يرتجي أسوة من iiالمطلوب
سكناتك فكرة iiللنشوب
وطبيب معالج iiللكروب
باسل انبرى على iiالمغضوب
فالشّعوب في قيدها المرعوب
وطأة الحاكم مليء iiالجيوب
وفي غاسق العراق iiالعصيب
جسم هذا الحصيف عين iiالأريب
لشعارك حامل في iiدروبي
واطفئن جمرة كوت في iiالقلوب
كلّ صباح وحين وقت الغروب(1411/2)
لم يقصفوك ...
عمر طرافي البوسعادي / الجزائر
amartharrafi@yahoo.fr
لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
قصفوا قلوب العاشقين بجمرةٍ حمراءَ من لهب الفراقْ
فتضرّمت نيران لوعة فقد " رنتيسي "على قلب الرفاقْ
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
قصفوا فلسطين الحبيبة في الفؤاد بثكلها أسد الأسودْ
فتفطّرت أكبادها وتصعّدت زفراتها عن ليثها : صقر الخلودْ
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
قصفوا عضيّات التراب فتلك في الجسم المكبّل قد تموتْ
والروح في معراجها لله قد أمست تسبّح في قنوتْ
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
أوَ يقصف الطود الأشمّ شهامة في عزّه رسخ الإباءْ ؟!
أيضيع وهج الشمس خلف غمامةٍ سوداء من كرب الشتاء ؟!
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
من هؤلاء السافلون العابثون إذا دجى جنح الظلامْ ؟
المرعبَون بجبنهم قد أضجروا ليلا معالينا الهمامْ ؟
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
***
ها أزعجتْكَ بعوضتان عنيدتان فقمتَ تخرس ُ ما أثارا منْ طنينْ
ورحلتَ من ضجر المكان إلى الجنان فثمّة الأطيار أعذبتِ الرنينْ
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
أبدا وما امتدّتْ إليك سيوفهم وجها لوجهٍ حين يشتدّ الصليلْ
لكنهم من جبنهم وهلوعهم قد قاتلوا عن ألف أمتار وميلْ
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
يا شامة للكبرياء أمام جحفل عدّهم وعتادهم لم ترتض السلم الخؤون ْ
يوما و لا أفن الحصيف برأيه عند التّحدث في مصير القدس شريان العيونْ
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
يا موجة البحر الفسيح تهللت من غزّة الشمّاء عزّة يعربِ
أمست تهوج بسُحرةٍ وغدت تموج ببكرةٍ وفق السداد لمأربِ
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
يا زهرة الأنوار والقمح المذهّب والنّخيل تهدّلت منه الثِّمارْ
لم ترض كشكوت التطفّل يبتغي من روضة البستان زهر الجلّنارْ
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..(1412/1)
لم يقصفوكْ
***
ها قد رحلتَ وفي المآقي من لهيب البين أخدود الدموعْ
وأنا الرقيق المرهف الحسّاس لا أقوى على كبت الضلوعْ
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
كم من حنينٍ راود القلب المؤمّل نظرة شوقا إليكْ
أصمى السويداءَ الرحيلُ فكيف إن هاجرتَ لا أبكي عليكْ
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
وبقيتُ مفجوع الفؤاد بفقد " رنتيسي " الحبيبْ
هدّتْ حوانيني رياح الصمت من حزني الجديبْ
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
كذب اليهود بزعمهم إنّا قصفنا الصقر وانتهتِ الرواية بالشجبْ
فلقد رسمتَ الدرب للأجيال كي تتلو من الأنفال ما يذكي اللهبْ
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
سأظلّ أذكر ما حييتُ جهادك البطل الأبيّ مدى الحياهْ
وسأقتفي نور الشهادة بالتعطّر من أريجك في الجباه
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
لن يطفئ اللهب المؤجّج في دمي إلاّ بأن أدعو اللحوق بصاحبي
ربّاه ألحقني به في جنّة الرضوان أشفِ لواعجا لترائبي
لكنّهم لم يقصفوكْ
إي إي نعم ..
لم يقصفوكْ
12/03/2005م(1412/2)
نهضة العزّ
عمر طرافي البوسعادي / الجزائر
" ممرض هاو للشعر"
amartharrafi@yahoo.fr
دويّ الرصاص ...
يلعلع في خيمة الباديه
ولغم القصاص
تخبّئه في السجون الضباع
ويحرسه الجند خوف الضياع
بعدّ النجوم !!
ومن يقترف يلق حتفا يحوم
تسلّل يوما فتىً تحت جنح الظلام
على حين غفلة أهل الغرام
لبنت الدنان
وقام بشقّ الثرى خندقا للدخول
وعاد وفي بطنه اللغم
قد لفّه بالنطاق...
أخيرا .. بدا قنس رأس الهمام
تلاه القفا مشرئبّا من الفوهة الخانقه
ولكنْ ...
أظافر كفٍّ مباغتةٍ طوّقتْ جيده ُ
تلفّ بإحكامِ قبضتها لحدهُ
أدار محيّاه صوب الحراك
و زمجر ينوي نشوب العراك
فألفى الضباع بتيجانها
تحملق فيه بنار الغضبْ
ـ إلى أين تأخذ لغم القصاص ؟
تكلّمْ ..
سنخنق أنفاس إرهابك الآن
هيّا تكلّمْ ..
ولا ملجأ اليوم منا
ولا من مناص
أجاب الهمام :
ـ إلى حيث أثأر للشرف اليعربي
فأنصر ديني وقوميّتي
أما قد رأيتم جسوم العروبة عارية ً تغتصبْ ؟ !!
أما عاين الضبع منكم كتاب الجليل
يُدنَّس في قرية العالم المطبقه
إلام السكوت ؟ !
متى سوف نكسر صمت المرايا ؟
ونحن عرايا !!
ونحن نذ َلّ ُ لهم في قنوت ؟ !
متى تضبح العاديات لتجلب نصر الشروق ؟
ويلمع في أفق الكون برقُ السيوف ؟
متى تطلع الشمس فوق المرابع
في أرضنا ؟
فيخضرّ زرع ٌ
ويُحلَبُ ضرعٌ
وينتشر العطر من زهرة الياسمين .
متى سوف نلقى نوارس شطآن ضاد العروب ؟
ضمئتُ إلى نسمة البحر من خدرها
ورعشة جسمي على العوم في مائها
وشوقي إلى الغوص في عمقها
لأجمع منها لآلي المحار
ضمئتُ إلى كحل عيني
بتبر السنابل و الإزهرار
وحنّتْ مسامع قلبي
لنغم الهزار
لماذا اختفت قدس شمس الشموس ؟
وأين عراق القمر ؟
أجيبوا بربّ السماء ؟
أما اغتالهم بالغيوم الظلام ؟ !!
فلم تتكلم شفاه الضباع
ولكنّ حبّ الرياسة و الجبروت
تململ في صدرهم أجمعين
فقالوا :
ـ علمتَ بأنّا عشقنا الكراسي
لحدّ الجنون
ومرماك يا لعنة الدهر حتف الملوك
خذوه فغلّوه(1413/1)
ثمّ الجحيم فصلّوه
إنه يعبث بالعرش فوق الظنون
فهبّ الجنود لجلد الغلام
وصبّوا على رأسه من غساق الحميم
وقالوا : لأنك أنت العزيز الكريم !!
تذوّق عذاب الجحيم ...
وزجّوا به صوب زنزانة مظلمه
ليلبث في السجن بضع سنين
وذات مساء ...
أطلّ الهمام من الكوّة الضيّقه
وراح يناجي ضياء القمر
يحدّثه عن شجون الحفاة
وسوط القضاة
وبجْر البغاة
حيال البتول الحَصان الرزان
وصعّد زفرة بركانه الحارقه
و أسبل دمعة طوفانه الغارقه
و أنّ الأنين
فهبّ النسيم يكفكف دمع الفتى
إلى أن تجلّت غيوم الجفون
وثمّة أبصر ثغر القمر
يبث ّ المشفّرَ عبر الأثير
تفرّس لبّ الغلام على ماحوته الرموز
فألفى خطابا من البدر شعّت بتبر الضياء
ـ هو الكون يسري بسنّة خالقه في الحياة
إذا رام عبّاده نهضة العزّ يوما
فلا بدّ أن يفقهوا سنّة النصر
كيف تقوم
وكيف تدوم
وكيف تُدَاولُ عند الشتات
إذا ضاع منهم شعاع العلوم ...(1413/2)
يا أمتي انتبهي فالخطب أهوال
عمر طرافي البوسعادي / الجزائر
amartharrafi@yahoo.fr
يا أمّتي انتبهي فالخطْبُ iiأهوالُ ... أصمى العروبة َ والإسلامَ iiجُهّالُ
حقدٌ دفينٌ من الأعداء قد iiشهروا ... رام الإساءة للمختار iiأنذالُ
أهان رسمهم المخبول قدوتنا ... في الغيّ مسبحهم يأتيه iiضُلاّلُ
من ذا الذي جعلوه اليوم في صُحُفٍ ... رمزا يهدّد بالإرهاب يَغتالُ ii؟
هو الحبيبُ رسول الله قد iiأفكوا ... حوبا عظيما من الأوزار قد iiنالوا
حاشاه سيّدنا ما جاء منتقما ... في عين شانئه المغرور: iiقتّالُ!!
بل رحمة وسعتْ ذريّة iiبقيتْ ... من نسل آدم تترى منه iiأجيالُ
إن آمنت كفلتْ ما كان يكفلهُ ... الإسلام من كرمٍ، والعزّ iiينهالُ
أو أمسكتْ أمِنَتْ بالسلم iiروعتها ... والمال في الأمن مهما زاد iiإقلالُ
يا صاحِ كم عِبَرٍ في الحرب iiبازغةٍ ... من " طه " منبعها فخرٌ iiوإجلالُ
لا الشيخ يطعنه الفرسان من هَرَمٍ ... لا الطفل في عُمُرِ الأيّام iiيُغتالُ
لا نسوة قُتلتْ يوما بلا سبب ... والقاصرون كما النسوان iiأمثالُ
يا من تغشّتْ على عينيه كم iiسُدُمٍ ... أعمتْ بصيرته بالسفه iiيحتالُ
إنّ الشمائل في المختار قد iiجُمعتْ ... غيما ، يَدرّ حشاهُ الثرَّ iiهطّالُ
قف عند مفخرة التاريخ في iiوجلٍ ... وانظرْ مسيرته فالشهم iiرئبالُ
حلمٌ وعفوٌ وعدلٌ زانه iiخلقا ... زهدٌ ، حياءٌ ، جوادٌ منه iiتصهالُ
تواضعٌ و وفاءٌ حلّ iiمنهمرا، ... قد هابه في وغى الميدان iiأبطالُ
رؤوفُ قلبٍ ، رحيمٌُ ، طيّبٌ ، عَطُرٌ ... طلْقُ المُحيّا، على المنسيِّ iiسآالُ
هو النبيّ حباه الله iiمعجزة ... ذكر الحكيم وعذبُ الآي iiسلسالُ
انشقّ منشطرا يعنو له iiقمرٌ ... والجذعُ حنّ بشوقٍ ساءه iiالحالُ
ألقى الجماد له التسليم من iiحجرٍ ... والمِثْلُ من شجرٍ في ذاك iiأقوالُ
صلىّ عليه إله الكون من iiعِظمٍ ... والإنسُ والجنّ والمشكوم iiبخّالُ
قل للمحبّ له : هل ودّكم عملٌ ii؟ ... إنّ المحبّة للمحبوب iiأشكالُ(1414/1)
إن كان باللفظ ذاك الحبّ iiمنقصة ... مالم تترجمه بالصدق iiأفعالُ
رتقٌ بسنّتهِ ، جهْرٌ iiبدعوتهِ ... عزّ بنصرته ، في الساح بَذ iiّالُ
هذا الشتات نلمّ اليوم شملتهُ ... إنّا إلى دُرُج العلياء iiقُفّالُ
طار الذباب عن الأجفان iiممتعضا ... ما عاد للنوم بعد iiالصحْوِإقبالُ
عاد البريق إلى من عاش في iiصدإ ... و هاجرالخيلَ في الأدواء iiعُقّالُ
لأم الجراح شَفَاهُ الأوبُ في حُزُمٍ ... نحو الهداية والمختارمفضالُ
ألا وإنّ الحمى في الدين iiمنتهَكٌ ... هبّوا جميعا إلى من جاء iiيختالُ
إن كان ينقصنا علمٌ وتقنية iiٌ ... فالدين ناصرنا والله iiفعّالُ(1414/2)
أبطال حطين
شعر الأستاذ خير الدين وانلي رحمه الله
حَيَّ الأَشاوسَ مِنْ كُرْدٍ ومنْ عَرَبِ في يومِ (حطينَ) رمزِ النصرِ في الحِقَبِ
ذُلُّ الصَّليبِ صَلاحُ الدينِ حَقَّقَهُ وعِزَّةُ الحقِّ لا تَخْبو على النُّوَبِ
جيشُ الفَرنْسيسِ والطُّليانِ رايتُهُ تحتَ السنابِكِ يومَ الروْعِ والغَلَب
وتاجُ (بطرسَ) في الأوحالِ منغمسٌ والطيلسانُ يجرُّ الخِزْيَ عَنْ كَثَبِ
سَلاسلُ الجندِ لم تَدْفَعْ هَزيمتَهُمْ فَجَرْجَروها وهمْ ماضونَ في الَهَربِ
فقدرةُ اللهِ أَقْوى مِنْ سوابِغِهم وسيفُ إِسلامِه ما كانَ من خشَبِ
تَدحرجَ الهامُ في (حطينَ) مقبرةِ المستعمرينَ ذَوي الأَطْماع والرَِّغب
ما جاء يوماً إِلى (حطينَ ) مغتصِبٌ إلا وعادَ هَضيماً جِنْحُ مُغتَصِبِ
صَهيونُ سوفَ تَرى من بأْسِ مُسْلِمِنا ما يُذْهِلُ الأُمَّ عن إِرضاعِها لِصَبي
حتّى تكلِّمَنا الأَشجارُ قائِلةً هذا اليَهوديُّ خَلْفي يا أُولي القُضُبِ
بذاكَ بَشَّرنا المختارُ ( أَحمدُنا ) والمُصطفى صادقُ الآياتِ لم تَخِبِ
*****
يا يوم َوقعةِ (حِطّينَ ) الذي شَهِدتْ لهُ الأَعادي و أَحْنَتْ هامةَ الغَلَبِ
لقد تركتَ فؤادَ الغرْبِ مُتَّقِداً بِجَمْرِ حِقْدٍ على الإِسلامِ مُلْتَهِبِ
عارُ الهزيمةِ لا تُمحى مَذَلَّتُهُ وإنْ تَطَاوَلَ مَنْ يَجْثو على الركَبِ
عادَ الفَرنسيسُ و السِكْسونُ يدفَعُهمْ حِقْدٌ قَديمٌ على الإسلامِ والعَرَبِ
لكنهمْ رَجَعوا عنْ أَرضِنا هَرَبا مِنْ ثَورَةِ الشعبِ من نافورةِ اللَّهَبِ
لم تُجْدِهمْ طائراتٌ في أَعِنَّتِها ذوبُ الجَحيمِ و إرصادٌ مِنَ الشَُّهُبِ
لم تُغْنِ عنْهم أَساطيلٌ مدجَّجةٌ ولا جنازيرُ دبّاباتِ مُحْتربْ
في حرِّ إِيمانِنا ذابتْ مدَافِعُهم وقُدرةُ اللهِ فوقَ الشَّكِّ والرِّيَبِ
مِنْ يومِ (حِطّينَ)مِنْ أمجادِ دولتِنا نَسْتَلْهِمُ النَّصْرَ مِنْ آبائِنَا النُّجُبِ(1415/1)
عاشوا وماتوا لأَجلِ الدينِ يدفعُهم حُبُّ الشهادةِ أن يَسْعَوا إلى القُضُبِ
قَد أَنْصبوا في سبيلِ اللهِ أَنفُسَهم و أَرْخَصوا كلَّ ما حازوا مِنْ النَّشَبِ
لم يُغْرِهمْ زُخرُفُ الدنيا وزينَتُها ولا اسْتَكانوا إِلى لَهْوٍ ولا لَعِبِ
السيفُ صاحِبهُم والرمحُ سامِرُهُمْ والقوسُ رائِدُهم في وقْعَةِ الرَّهَبِ
كانتْ أُخوَّتُهم نبراسَ عِزَّتِهمْ تَفوقُ رابطةَ القُربَى أَو النَّسَبِ
وكان إِيثارُهُمْ بين الوَرَى عَجَباً يَرتْابُ في صِدْقِهِ الرّاوي مِنْ العَجَبِ
وكان إيمانُهم طَوْداً تَمُرُّ بهِ أَعْتى العَواصِفِ لا تَقَوى على الغَلََبِ
وكان رائدَهمْ في الخيرِ قائِدُهم مُحَمدُ المُصْطفى مِنْ أُمَّةِ العَرَبِ
فحرَّروا الناسَ مَنْ رقٍّ ومنْ عَمَهٍ وأخْرجَوهم إلى الأنوارِ مِنْ حُجُبِ
ولن يَعودَ لنا ماضٍٍ وعِزتُهُ إِلا بَعَوْدتِنا للآيِ والكُتُبِ
حتّى نُعيدَ إلى الدنْيا سَعادتَهَا ويَرْفُلَ الكونُ في أَثوابِهِ القُشُبِ(1415/2)
أبو الزهراء
الأستاذ الشاعر : خير الدين وانلي رحمه الله
? أبو الزهراء خيرُ المرسَلينا وأَشرفُ قدوةٍ للمُهتدينا
? إِلهُ العرشِ أَعطاهُ مَقاماً وخلَّد ذكرَه في العاَلمينا
? تُحكِّمه قريشٌ في نزاعٍ وقد سَمَّتْه مِنْ قبلُ الأَمينا
? دعا الأَقوام َ لمْ يَحفِلْ بصَدٍّ ولم يَأْبَهْ بمنْ ظنّوا الظّنونا
? تحمَّلَ منْ مناوِئه عذابا وسخريةً وتضييقاً مُهينا
? وأَشفقَ مِنْ دعاءٍ حين سالتْ دماهُ بل دَعا للمعتدينا
? ليهديَهم صراطا مُستقيما إلهٌ ناصرٌ للمرسَلينا
? وعادَ لفتحِ أَفئدةٍ غلاظٍ فلانَتْ ( مكةٌ ) للفاتحينا
? وأَيدهُ على فرسٍ و رومٍ إِلهٌ يكرهُ المُستضعَفينا
? وسارتْ خيلُ أَحمدَ في الصحاري ووجَّهَ للمحيطاتِ السَّفينا
? فلم يَمْض سوى زمنٍ يسيرٍ ليغزوَ جيشُه هِنداً وصينا
? وتلهجَ باسمِه الدنيا نداءً يدوّي في المآذنِ أَجمعينا
? ويذكرَه المصلّي في صلاةٍ وإبراهيمَ جدِّ المرسَلينا
? ومنْ خطِيءَ الصلاةَ عليه يوْماً يكنْ في الحشرِ بينَ الخاسرينا
? ومَنْ لًَمْ يتبِّعْه يحدْ شمالاً عنِ الشرعِ المكمَّل أَو يَمينا
? فسنتُه هي الأَهدى صِراطاً ومنهجُه هو الأَسمى يَقينا
? أَتانا بالكتابِ الحقِّ وحْياً عليهِ لمْ يكنْ يوماً ضَنينا
? وعلّمنا الشرائعَ واضحاتٍ وكانَ لجهلِنا النورَ المبينا
? فصرنْا مَشعلَ الدنيا علوماً نُنيرُ به دروبَ السالكينا
? وأَصبحنا أساتذةً عظاماً ومصباحَ الهُدى دنيا ودينا
? وتلكَ ثمارُ جهدٍ واصطبارٍ من المختارِ خيرِ الصّابرينا
? فصلّى اللهُ ذو الإكرامِ ربي على خيرِ البريةِ أجمعينا
? أَبي الزهراء ما حي كلِّ شرْكٍ ويَنبوعِ الهدى للظامئينا
? وسلَّمَ ربُّنا أزكى سلامٍ على آلٍ وصحبٍ خالدينا(1416/1)
أجدادي
شعر الأستاذ خير الدين وانلي رحمه الله
جَدّي ( أبو بكْرٍ ) رَفيقُ المُصطفى في الغارِ والكفّارُ فَوْقُ الغارِ
جَدّي ( أبو حفصٍ ) وَزيرُ المُصطفى والمُستشارُ وكاتمُ الأسرارِ
جَدّي ( أبو النورين ) صهرُ المُصطفى ومجهِّزُ الفُرْسانِ في الإعسارِ
جَدّي ( أبو الحسنِ ) ابنُ عمِّ المُصطفى مَنْ قد تَدَثَّرَ بُرْدةَ المختارِ
مَنْ عندَهُ جدٌّ كأجدادي وهلْ مِنْ مثلِهِم بَرأَ القَدير الباري ؟
الصدقُ الإخلاصُ نَسْجُ حياتِهم بالطهرِ قد جُبلتْ وبالإيثارِ
مِنْ بحرِ علْمِ المُصطفى عَبّوا ومِنْ نورِ النبيِّ مطالعُ الأنوارِ
هم ثَبّتوا الإسلامَ بعدَ زلازلٍ مِنْ رِدَّةٍ وتأَلُّبِ الأشرارِ
هم قَوّضوا مُلك الأكاسِرِ عَنْوةً وكذاكَ ملكُ القيصرِ الجبارِ
هم علّموا الحكّاَم عَدْلاً خالِصاً وتَعفُّفاً عنْ بارِق الدّينارِ
هم طبّقوا حكمَ الكتابِ وسنةِ المبعوثِ نوراً هادياً للساري
لم تَلْمَسِ الدنيا كرأْفَةِ أولِ.. الخلفاءِ بالمسكينِ ذي الأطمارِ
أو تعرفِ الدنيا كعدْل أميرِنا.. الفاروقِ ذي الإلهامِ والإصرارِ
أو تشهدِ الدنيا كجودِ أميرِنا عثمانَ ذي النورين في الأطْهارِ
أو تبصرِ الدنيا كبأسِ عليِّنا يومَ اللقاءِ وسيفِه البتّارِ
******
لم يحملِ الأجدادُ يوماً إِحنةً مِنْ بعضِهم والفضلُ فضُل الباري
إذ هذّبَ الرحمنُ منهم أنفُساً فََصَفَتْ فعادت دونما أكدارِ
وتأدبتْ بكتابِه ورسولِه حتى غدتْ أُمثولةَ الأبرارِ
ربطَ الرسولُ المُصطفى ما بينَهم بقرابةِ الإصهار والأصهارِ
حتى غدا بيتُ النبوةِ بيتَهم عمّانِ للصِّهْرينِ أولى جارِ
الراشدونَ يُحبُّهمْ أهلُ التُّقى لا يكرَهُ الأخيارَ كالفجارِ
الراشدونَ يَذُمُّهم أهلُ الهوَى والشمسُ لنْ تَهتمَّ للصَّرَارِ
الراشدونَ همُ الهداةُ تَعلّموا خيرَ الهُدى من سنَّةِ المختارِ
الراشدونَ همُ الضياءُ بدرْبِنا لحنُ الخلودِ بهذهِ الأوتارِ(1417/1)
همُ قُدوتي وإلى عُلاهم نِسبَتي أكرمْ بأجدادي بتاجِ الغارِ(1417/2)
أحب المصطفى صلى الله عليه وسلم
الأستاذ الشاعر خير الدين وانلي رحمه الله
قالوا : تحبُّ المصطفى العَدْناني قلتُ : اشهدوا فهو الحبيبُ الثاني
و الأولُ اللهُ الذي خَصَّه بشفاعةٍ كبرى وبالقرآنِ
******
قالوا : تُتابعُه وتنصرُ دينَه قلتُ : الفداءُ لملَّةِ الفُرقانِ
روحي وأَهلي والعشيرةُ كلُّها وجميعُ ما ملكتْ يَدي مِنْ فانِ
******
قالوا : تجاهدُ في سبيلِ رسالةٍ قلتُ : الجهادُ هو العمادُ الثاني
في دين ِ أحمدَ فالجهادُ فريضةٌ للذَّوْدِ عن شَرْعٍ وعن أَوطانِ
******
قالوا : تُهاجرُ إنْ فُتنتَ وصودرتْ حريَّةُ الإِيمانِ و الأديانِ
قلتُ : البلادُ فسيحةٌ واللهُ لا يذرُ المهاجرَ فاقدَ الأَعوانِ
******
قالوا : الرسالةُ من عهودُ تخلُّفٍ قلتُ : الرسالةُ منْ يدِ الرحمنِ
و بها سَمَوْنا وارتقيْنا سلَّماً للمجدِ أَعلى غايةِ الإِنسانِ
******
قالوا : الرسالةُ قَوَّضَتْ قوميةً عربيةً رُضعتْ مع الأَلبانِ
قلت : الرسالةُ وحَّدت أَقوامَها في ظلِّ رابطةٍ منَ الإِيمانِ
******
قالوا : فأَحْمدُ لم يكنْ مُتَثَقِّفاً بثقافةِ الكلدانِ و اليونانِ
قلت : المؤدبُ ربُّه يا حبّذا تأديبُ ربِّ العرشِ والميزانِ
******
قالوا : الصحابةُ قد تَوَلَّوا بعدَه وتنازَعوا للمالِ والسلطانِ
قلت : الصحابةُ خيرُ مَنْ حَمَلَ الهُدى للناسِ بعد المصطفى العدناني
******
قالوا : فأنتَ تحبُّ آلَ محمدٍ صَحْباً وأَتباعاً ذوي الإِحسانِ
والتابعينَ فقلتُ: هم سَلَفُ الهُدى وعقيدتي سَلَفيَّةُ البُنيانِ
******
قالوا : فأنتَ عدوُّ كلِّ تعصبٍ للرأيِ دونَ نصاعةِ البرهانِ
قلت : التعصبُ بدعةٌ مذمومةٌ والخيرُ هَدْيُ الشرْعِ ذي الفُرقانِ
******
قالوا : فأيَّ الفقهِ تنهجُ مذهباً قلتُ: الذي يحتجُّ بالقرآنِ
وبسنّةِ المختارِ والفهْمِ الذي فَهِمَ الصحابةُ أَهلُ هذا الشأنِ
******
قالوا : وترفضُ ما تراهُ مخالفاً من رأيِ مشهورٍ وذي سُلطانِ(1418/1)
قلتُ: الصوابُ أَحقُّ أن أَختارَه دونَ التفاتٍ للجَهولِ الشاني
******
قالوا : ستحيا ما حييتَ بغربةٍ في الأَهلِ والأَصحابُ والجيرانِ
قلتُ : الديانةُ لم تَزَلْ في غربةٍ والخلدُ للغرباءِ في الأكوانِ(1418/2)
أصحاب النار
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله تعالى
أَصْحاب النّارِ الكُفارُ والمُشْرِكُ ثُمَّ الفُجّارُ
مَنْ كَذَّبَ إِنْذَارَ الرُّسُل وَكَلامَ اللهِ مِنَ الأَزَلِ
مَنْ كَذَّبَ يَوْماً بالقَدرِ وَبِملائِكَةٍ أَوْ بِالنُّذُرِ
مَنْ شَكَّكَ بِاليَوْمِ الآخِرْ وَالمُجْرِمُ والغَاوي الغَادِرْ
وَكَذا الدَّهْرِيُّ وَمَنْ عَادىَ رَبَّاً وَرَسولاً أَوْحَادا
والطَّاغي الفاسقُ والضالُّ والمُسْرِفُ والباغي الغالُّ
والزّاني السِّكِّيرُ الآثِمْ وَمُريدُ العاجِلَةِ الظَّالِمْ
والشَّارِبُ سُمّاً والغاِفْل عِنْ ذِكْرِ المَوْلى والقاتِلْ
والشَّاهِدُ زوراً والخائِنْ وَالكَاتِمُ عِلْمَاً والماجِنْ
والمُتْرَفُ وَالعاصي السَّارِقْ وَمُطَفِّفُ كَيْلاً والآبِقْ
مُؤْذي الجيرانِ المَكَّارُ وَبَذيءُ القَوْلِ الجَبّارُ
والآكِلُ حَقّاً بِالبَاطِلْ والكانِزُ مَالاً والباخِلْ
والسَّاعي في هَدْم المَسْجِدْ والقاسي القَلْبِ المُسْتَبْعَدْ
أَهْلُ الأَهْواءِ وَمَنْ عَبَدوا صَنَماً وَلِرَبٍّ ما سجَدَوا
والظّالِمُ نَفْسا واليائِسْ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّي والماكِسْ
والمَرْأَةُ واصِلَةُ الشَّعْرِ والنَّواحاتُ عَلَى القَبْرِ
والحالِفُ كِذْباً والآمِنْ مِنْ مَكْرِ الموْلى والفَاتِن
وَخَطِيبُ السّوءِ كَذا الزّاني والناهِشُ لَحْمَ الإِخْوانِ
وَعَليمُ لِسانٍ والمانِعْ فَضْلاً مِنْ مَاءٍ وَالخانِعْ
والمُعْرِضُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ والناقِضُ عَهْداً واللاّهي
ومُراءٍ دَيَّوثٌ ساحِرْ وَمُحِبُّ مَديحٍ والماكِرْ
والقَاذِفُ ذاتَ الإِحْصانِ وَرِجالُ شِبْهُ النِّسْوانِ
والآكِلُ مالاً بالباطل لِيَتِيمٍ والمُربي السّافِلْ
والمرتَدْونَ عَنِ الدِّينِ والآكِلُ مالَ المِسْكينِ
والذّابِحُ لَكِنْ للِّصنَم والقاطِعُ مِن سُدْرِ الْحَرَمِ
والمُفْسِدُ في الأَرْضِ القاطِعْ رَحِماً والنَّمامُ الخادِعْ(1419/1)
والأَفْاكونَ وَمَنْ جادَلْ بِالباطِلِ أوْ عَنْهُ ناضَلْ
والمُغْتَرّونَ بِدُنْيَاهُمْ والمَنَّانُونَ عَطايَاهُم
والمُؤْذي أَهْلَ الإِيمانِ ومُؤَوِّلُ آيِ القُرآنِ
وَالآتي المَرْأَةَ في الدُّبْرِ وَكَذا اللُّوطِيُّ أخَوا النُّكْرِ
أْهَلُ التَّثْليثِ وَمَن قَتَلوا أَهْلَ الإِصْلاحِ وَمَنْ عَدَلوا
وَإِمامٌ ضَلَّلَ أَتْباعا والشّاري الخَمْرَ ومَنْ بَاعا
مَنْ صَدَّ النَّاسَ عَنِ الدينِ وَتَعالى فَوْقَ المِسْكينِ
مَنْ لَمْ يَسْتَنْزِهْ مِنْ بَوْلِ وَمُنافِقُ فِعْلٍ أَوْ قَوْلِ
مَنْ يَأْكُلُ في صَحْنِ الذَّهَبِ والمُنْتَسِبونَ لِغَيْرِ أَبِ
مَنْ سَبَّ صَحابَةَ أَحْمَدِنا أَوْ عادى أَهْلَ وَلايَتِنا
أَوْ آذى رُسْلَ الرحْمنِ وَأَطاعَ جُنودَ الشَّيْطانِ
مَنْ عَقَّ أَباهُ أَوِ الأُمَّا أَوْ غَيَّرَ مِنْ أَرْضٍ تَخْما
أَوْ قامَرَ أَوْ لَعَنَ الخَلْقا وَتَجَسَّسَ أو جافَى الصِّدْقا
وَمُحَلِّلُ زَوْجاً والهارِبْ مِنْ زَحْفٍ أَوْ عَنْهُ ناكِبْ
وَالمُسْبِلُ ثَوْباً والحاكِمْ بِخِلافِ المُنْزَلِ والظَّالِمْ
مَنْ شابَهَ أَهْلَ التَّوْراةِ وَذَوي الإِنْجيلِ بعاداتِ
مَنْ آوىَ المُحْدِثَ أَوْ ضَلَّلْ أَعْمى أَوْ أَعْرَضَ عَنْ مُنْزَلْ
وَتَوَلَّى أَهْلَ الكُفْرانِ أَوْ مَزَّقَ جَمْعَ الإِيمانِ
وَالكاسِيَةُ كالعُرْيانَةْ وَالزَّوَّاراتُ الجَبَّانَةْ
وَالواشِمَةُ أَوْ مَنْ يَسْأَلْ باللهِ المالَ وَمَنْ يَبْخَلْ
وَأَبو جَهْلٍ وَأَبو لَهَبِ وَخَليلَتُه أُمُّ الحَطَبِ
إِبْليسُ وَفِرْعَونُ الأَكْبَرْ وَالآلُ وَكُلُّ مَنِ اسْتكْبَرْ
وَمُصَدِّقُ ضَرّابِ النَّجْمِ أَوْ صاحبِ رَمْلٍ أَوْ سَهْمِ
وَالآتي البَهْمَةَ والجاني وَالسَّالِكُ دَرْبَ العُدْوانِ
وَصَلاةَ الجُمْعَةِ مَنْ عَطَّلَ وَصَلاةَ جَماعَتِهِ أَهْمَلْ
وَعَلى مَوْلاه مَنْ كَذَّبْ أَوْ عاداهُ أَوْ لَمْ يَرْهَبْ(1419/2)
وَالآكِلُ وَالمُعْطيِ الرِّشْوَةْ وَعَلى الضُّعفاءِ لَهُ سَطْوَةْ
ذو الوَجْهَيْنِ أَوْ مَنْ أَغْضَبْ مَوْلاهُ وَذا روحٍ عَذَّبْ
وَالآخِذُ أَجْرَ التَّعْليمِ في قُرْآنٍ ذي تَكْرِيمِ
مُتَبرِّجَةٌ أَوْ مَنْ أَخَّرْ صَلَواتٍ أَوْ فيها قَصَّرْ
مَنْ يَشْهَدُ أَهْلُ الإِسْلامِ بالشَّرِ لَهُ وَالآثامِ
عَبْدُ اللهِ وَأبو طالِبْ وَالمُطَّلِبُ الجَدُّ الحادِبْ
وَمُضَرٌ – إِمّا قَد أَوْصى - بالوارِثِ في شَيْءٍ مُوصَى
وَزكاةً يَمْنَعُ عَنْ غارِمْ وَالراكِنُ يَوْماً للظالِمْ
وَقُضاةُ الباطِلِ والجَهْلِ وَمُعاوِنُ حُكّامِ البُطْلِ
*****
النّارُ زَبائِنُها أَكْثَرْ مِمّا عَدَّدْنا أَوْ أَغْزَرْ
فَجَهَنَّمُ تَفْتَأُ تَسْتَكْثِرْ وَبِأهْلِ الباطِلِ تَسْتَأْثِرْ
وَتَوَدُّ مَزيداً مِنْ حَطَبِ مِمَّنْ ذَبَحوا حَوْلَ النُّصُبِ
أَوْ مِنْ عاص أو من فاجر أَوْ مِنْ مُرْتَدٍّ أَوْ كافِرْ
يَضَعُ الجَبّارُ بِهَا القَدمَا فَتَقُول قَطٍ لَنْ أَحْتَدمِا
*****
ربّاهُ أَجِرْنا مِنْ نارِ في الأُخْرى في تِلْكَ الدَّارِ
وَاحْفَظْنَا مِنْ شَرِّ النَّفْسِ وَمِنَ الوَسْواسِ أَبي الهَمْسِ
وَأَنِلْنا مِنْكَ الرِّضْوانا يا مَنْ كَرَّمْتَ الإِنْسانا
كَيْ يَعْبُدَ رَباً يَرْعاه وَيُكَفِّرُ عَنْهُ خَطاياهُ
مَوْلايَ تَقَبَّلْ طاعَتَنا وَاحْفَظْ مِنْ سوءٍ أُمَّتَنا
لِتَعودَ مَناراً للأُمَمِ وَتُزَلْزِلَ أَرْكانَ الصَّنَمِ
وَيَعُمَّ الدنيا الإِسْلامُ وَتُنَفَّذَ فيها الأَحْكامُ
وَيَسود سَلاَمُ الأَبْرارِ وَالعدلُ بِكُلِّ الأَقْطارِ
لا يُخْلَفُ وَعْدُ الرَّحْمنِ في نَصْرِ جيُوشِ الإِيمانِ
وَالوَعْدُ كتابٌ مُسْتَطَرُ وَالله عزيز مُقْتَدِرُ(1419/3)
أعياد وأعياد
ماذا عن عيد المعلم وعيد الأم وعيد العمال ؟
للأستاذ الشاعر : خير الدين وانلي رحمه الله
مِنْ أينَ جاؤوا بعيدِ الأمِّ واخترعوا عيدَ المعلِّمِ أو عيدَ الشجيراتِ
حتى النسيمُ له عيد الفَسيخِ وللعمالِ عيدٌ وعيدٌ للرياضاتِ
في كلِّ يومٍ لهمْ عيد ومحتَفَلٌ يُضيِّعون به بعضَ السُّويعاتِ
هذي التقاليدُ جاءتْ من كنائِسهم ومن صوامعِ قديسٍ وبِيعاتِ
و الناسُ أسرى تقاليدٍ وما علموا أنَّ التقاليدَ قد تأتي بويلاتِ
وشأنُ من غُلبوا تقليدُ غالِبهم في مأكلٍ أو لباسٍ أو بعاداتِ
وقد بُلينا بمنْ في أرضِنا حكموا واستعمروا الشعبَ في كلِّ المجالاتِ
وصارَ تقليدهم فرضاً على أُممٍ مغلوبةٍ نسيتْ أزهى الحضاراتِ
*****
للمسلمين مدارَ العامِ عيدانِ فطرٌ وأضحى فأكرمْ بالعباداتِ
يُعيّدون إذا أدَّوا فَرائضَهم فعيدُهم فرحةٌ منهم بطاعاتِ
ما العيدُ عندَهمُ رقصٌ وفاحشةٌ أو اختلاطُ سُكارى بالمميلاتِ
لكنه نظرةٌ للجارِ حانيةٌ وللقريبِ وأصحابِ المصيباتِ
العيدُ أن تَنصرَ المظلومَ تُنقذَه مِنْ ظلمِ طاغيةٍ مستعبِدٍ عاتِ
العيدُ تجديدُ وَصْلٍ في ذوي رحمٍ فوصْلُها أمرُ رحمانِ السماواتِ
العيدُ عونٌ لأهلِ البؤسِ يَنْشلُهم منْ بؤسهِم وهو تَخفيف لويلاتِ
العيدُ إدخالُ أفراحٍ على أُسرٍ محزونةٍ هدّها ثِقْلِ الملماتِ
العيدُ تفريحُ أطفالٍ وتوسعةً على ذوي العسْرِ أو أهلِ القرباتِ
ما العيدُ تعطيلُ أعمالٍ وتسليةُ فاللهوُ عارٌ لدى أهلِ المروءاتِ
إنْ أدَّ كلُّ امريءٍ في الأرضِ واجبَه يَعِشْ بعيدٍ ويَسْعَدْ في الغَدِ الآتي(1420/1)
أم عمر
للشاعر الأستاذ خير الدين وانلي رحمه الله
ليتَها قد أنجبتْ باثنَيْ عَشَرْ كلُّهمْ في البأْسِ والزهْدِ عُمَرْ
كلُّّهم يَدعو إلى إسلامِه دونَ أنْ يَرهْبَ طاغوتَ البَشَرْ
يَجْبَهُ الكفرَ بجأشٍ رابطٍ راغبٍ في الموتِ فالموتُ قَدَرْ
لا يُبالي بصعابٍ عَرَضتْ فطريقُ الخلْدِ حُفَّتْ بالخَطَرْ
يَعبدُ المولى بقلبٍ خاشعٍ ويُناجيه ويَدعو في السَّحَرْ
ويَخافُ اللهَ في خلوتِه ويُطيعُ اللهَ فيما قد أمَرْ
ويَنتهي عنْ كلِّ شرٍّ أو أذى ليسَ في الدينِ ضِرار أو ضَرَرْ
يَغْمُرُ الناسَ بعطفٍ خالصٍ من رياءٍ أو نفاقٍ أو أشَرْ
يملأُ الآفاقَ بِراً ونَدَى وعطاءً إن تَوَلّى أو حَضَرْ
إنه فوقَ ثَراها مَلَكٌ يَلْبَسُ الأثْوابَ أثوابَ البَشَرْ
ليتَ أمَّ الصَّقْرِ في إنْجابِها كبعاثِ الطيرِ لكنْ لا مَفَرْ
قَدَرٌ قَدَّرهُ خلاّقُنا ليسَ للمخلوقِ شأنٌ في القَدَرْ(1421/1)
أمجادنا
شعر الأستاذ :خير الدين وانلي رحمه الله تعالى
سَلِ المواضيَ عَنْ أَمجادِ ماضينا واسأَََََََََََََََََََََلْ عواليَنا ذِكرى مَعالينا
نحنُ الذينَ جمعْنا كلَّ مكرُمةٍ ماسِيمَ عائذُنا ما خابَ راجينا
نحنُ الذين فتحْنا كلَّ مُغلَقَةٍ وفرَّ مِنْ بأْسِنا العاتي مُلاقينا
نحنُ الذين رفعْنا كلَّ مِئذَنَةٍ في مَسْمَعِ الكونِ تكبيراتُ داعينا
الله مقصِدُنا والذكرُ منهجُنا وسنَّةُ المصطفى للنّورِ تَهدينا
وجنةُ الخلْدِ والفردوسُ بغيَتُنا معَ النبييِّن أَكْرِمْ بالنَّبيّينا
آباؤُنا خالدُ اليرموكِ تعرفُهُ جَحافلُ الرومِ مِنْ بينِ المُغيرينا
والفرسُ تَعرفُ سعداً من وقائعِهِ والنيلُ يعرفُ عَمْراً في المجلّينا
والباهليُّ بتركستانَ صولتُهُ معروفةٌ فاسأَََلِ التْركَ الميامينا
فتى ثَقيفٍ بأَرضِ الهندِ جحفلُه يزلزلُ الشرقَ حتَّى يبلغَ الصّينا
وعُقبةُ الخيرِ نحو الغربِ فيلقُهُ يخوضُ في البحرِ يَستَعدي المُلاقينا
والقدسُ سيفُ صلاحِ الدينِ حرّره من الغزاةِ الأُلى جاؤوا فلسْطينا
في كلِّ معتركٍ آباؤُنا كتَبوا صحائفَ المجدِ يتْلوها أَعادينا
فالقادسيةُُ واليرموكُ وَقْعُهما مازالَ في سَمْع جالوتٍ وحِطَّينا
ونفْحةُ النصرِ من بدْرٍ ومن أُحُدٍ تعطِّرُ الصِّيدَ منا والأبيِّينا
***
إمجادُنا في سطورِ العلمِ يقرؤُها مَنْ يطلبُ العلمَ مِنْ أسفارِ ماضينا
في الطبِّ في الجبْرِ في رسْمٍ وفي فلَكٍ في الكيمياءِ وفي عُمرانِ بانينا
في هيئةِ الأرضِ والبلدانِ موقِعِها وفي المعادنِ تَنْقيباً وتعْدينا
وفي الملاحةِ واستخراجِ لُؤْلُئِها وفي الفِلاحةِ أو سُقْيا أراضينا
في الفنِّ في الشْعرِ في نحوٍ وفلسفةٍ وفي الخطابةِ تعْليماً وتلْقينا
في الفقهِ والنقْدِ والتحديثِ عن سَنَدٍ وفي الروايةِ والتفسيرِ تَبْيينا
في كلِّ علْمٍ نبغْنا قبلَ من أخذوا منا علوماً فصاروا اليومَ عالينا
**(1422/1)
أَمجادُنا روضةٌ بالطيبِ قد عبِقتْ حَوَتْ وروداً وريْحاناً ونسرينا
مِنْ كلِّ ما تَبْهَجُ العينينِ رؤيتُهُ مِنْ كلِّ ما تَشْتهي نفْسُ المحبّينا
آثارُ أمجادِنا في الأرضِ شاخصةٌ في البرِّ في البحرِ في الوديانِ في المينا
قد أيقنَ الكونُ أنا للعُلى نَسَبٌ وأنَّ أمجادَنا منْ صُنْعِ بارينا
فمُذْ سلكْنا سبيلَ الدّينِ أيَّدنا بنصرهِ وحَبَانا كلَّ ماشِينا
فتحُ القديرِ وما الفْتح ِمنْ عَجَبٍ فقدرةُ الله عوْنُ المستَجيبينا(1422/2)
الجار المفقود
الأستاذ الشاعر خير الدين وانلي رحمه الله
من لي بإنسانٍ إذا جاورتُه لم أَشْكُ يَوْماً مِنْ قَبيحِ فِعالِهِ
وإذا نأَيتُ فليسَ ينأَى عهدُه فالودُّ والإخلاصُ بعضُ خِصالِهِ
وإذا افتقرْتُ فلا يقصِّرُ في نَدَىً وإن اغتَنَيْتُ يَزِدْ غِنىً بحلالِهِ
وإذا مرضْتُ يَعودني متأَلِّماً ويَحوطني بحنانِه ودَلالِهِ
تَلْقاهُ مُبْتَسِماً وإنْ خَطْبٌ دَنا فالبِشْرُ سيماهُ وسرُّ جَمالِهِ
القلبُ ممتلئ بكلِّ مودَّةٍ وحديثُهُ شَهْدٌ كنورِ جَلالِهِ
وتراه يُسْرعُ في أموري كلِّها حتى وإنْ بَذَلَ النَّدى مِنْ مالِهِ
مَنْ لي بهذا الجارِ أيْنَ مكانُهُ ؟ لكنني أحْيا بطيْفِ خيالِهِ(1423/1)
الحب الأمثل
الأستاذ الشاعر : خير الدين وانلي رحمه الله ... ا
حُبّي لربي ومَعْبودي هو الحُبُّ بهِ حَياتي وفيهِ يَخْفِقُ القلْبُ
الناسُ في حبِّهم أسرى غرائِزهم لكنْ حُبيَ ما مِنْ مثلِهِ حُبُّ
حبُّ البقاءِ وحبُّ الجِنْسِ غايتُهُمْ فنارُ شَهْوتِهمْ للجِنْسِ لا تَخْبو
كَمْ دَنَّسوا الحبَّ في الدنيا بمعصيةٍ ؟ وكم تَعامى عَنِ الخُلْقِ الفَتى الصَّبُّ
وكَمْ أحبّوا لدنيا أو لمصلحةٍ ؟ فعادَ حبُّهم بُغْضاً لمن حَبّوا
كَمْ ضَيّعوا واجِباً مِنْ أجلِ حبِّهِمُ ؟ كَمْ قَصْروا في حقوقٍ سَنَّها الربُّ ؟
لكنَّ حبيَ لا تَأتيه شائِبَةٌ من الشوائبِ أو يَنتابُه الرَّيْبُ
لأنَّ صاحبَه عبدٌ لسيِّدِه يُطيعُهُ في جميعِ الأمرِ لا يَنْبو
إني على الحبِّ يا مَوْلايَ ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وما لَمعتْ في كونِنا شُهْبُ
فاقبلْ مُحبّاً أُوارُ الشَّوْقِ أرَّقَهُ والسُّهْدُ دَنَّفَهُ فارْحمْهُ يا رَبُّ ...(1424/1)
الشام
شعر : خير الدين وانلي
الشامُ تلكَ الجنةُ الفيحاءُ فالحسْنُ حيثُ الماءُ والخضراءُ
كانتْ وما زالتْ تَفيضُ نضارةً ومن النضارةِ يَنبُعُ الإغراءُ
هي شامةٌ الدنْيا وكلُّ رُوائِها وهي الشَّذى والروضةُ الغََّناءُ
أهلُ الشامِ دَماثةٌ وطلاقةٌ ودُعابةٌ وبَشاشةٌ غَرّاءُ
ونساؤُها طُهْرٌ يَفيضُ لطافةً ويزينُ طهرَ المرأةِ استحياءُ
الفُلُّ والجوريُّ نَبْتُ حقولِها والياسَمينُ نجومُه آلاءُ
الشامُ بابُ الشرقِ من يفتحْ يَلجْ وهي الهواءُ لأرضِنا والماءُ
من رامَها بالسوءِ يرجعْ خائباً سَلْ من طوتْهم أَرضُها الفيحاءُ
أرضُ الرسالاتِ التي ضاءْت بها سُبْلُ الهُدى وانجابتِ الظلماءُ
أرضُ البطولاتِ التي قد حطّمتْ كلَّ الغزاةِ فما لهم أصداءُ
معراجُ أحمدِنا ومَسْرى نورِه منها العروجُ ونحوَها الإِسراءُ
وعلى رُباها سارَ صَحْبُ (محمدٍ) وكتابُهم بيمينِهم وَضاءُ
منها جيوشُ المسلمينَ تحركتْ (للصينِ ) (للأوراسِ )أنى شاءوا
فالشامُ أضحتْ مركزاً لخلافةٍ أُموِيةٍ فَخَرتْ بها الجوزاءُ
فالأمرُ أمرُ الشامِ في سلمٍ وفي حربٍ وشأَنُ العالمِ الأصغاءُ
الأرضُ طوعُ بنانِها إن أومأَتْ خرَّتْ لعزْةِ حكمِها الأرجاءُ
فمتى تَعودُ لمجدِها وفخارِها فلقدْ بَراها الضعفُ والإعياءُ
حتى غَزاها شَرُّ مَنْ فوق الثَّرى فلهمْ على أبنائِها اسْتعلاءُ
لنْ تصلُحَ الشامُ المشتْتُ شملُها إلا إذا اتْبعَ الهْدى الأبناءُ
فالدين أيقظَها فصارتْ دولةْ وبدونه عصفَتْ بها الأهواءُ
يا ربَّنا رُدَّ الشامَ لدينِها المختارِ وهو مَحَجَّةٌ بيضاءُ
ركناهُ قرآنٌ كريمٌ منزَلٌ للعالَمين وسنَّةٌ عَصماءُ
أنتَ المجيبٌ إلهَنا ورجاءَنا ماخابَ راجٍ راغبٌ دَعّاءُ(1425/1)
الصائم
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله تعالى
مَلَكٌ في زِيِّنا أمْ iiبَشَرٌ ... غَضَّ طرْفاً أمْ تُرى لا iiيُبصرُ؟
مالَهُ لا يأْكلُ الحَلوى iiولا ... يَشربُ الماءَ كَدُرٍّ iiيَقْطرُ؟
مالَهُ يُكثرُ مِنْ iiإنفاقِهِ ... في سبيلِ اللهِ لا iiيَستكثرُ؟
مالَهُ أَعرضَ عن iiزينتِها ... واكتفَى بالنَّزْرِ أو ما iiيَستُرُ؟
مالَهُ لا يَشهدُ الزورَ iiولا ... يَنْهشُ الأعراضَ ؟ بل iiيَسْتَنكرُ
أهْوَ منْ كوكَبِنا أمْ iiأَنَّه ... مِنْ نجومٍ قد طَوَتْها iiالأَعْصُرُ؟
غارقٌ في فكرِه iiمسترسلٌ ... يحمدُ الرحمنَ يَرجو iiيَشْكُرُ
إنهُ الصائمُ يَخشى محبِطا ... لصيامٍ فهو دَوْماً يَحذَرُ
ويصلي الخَمسَ في iiمسجِدها ... أوَّلَ الوقْتِ ولا iiيَستأْخِرُ
يقرأُ القرآنَ يَبكي iiخاشِعا ... ويقومُ الليلَ يَدعو يَجْأَرُ
متْقِنٌ في صنعِه iiمُستأْمَنٌ ... حافظٌ عَهْداً بهِ لا iiيَغْدِرُ
صادقٌ في قولِه في iiنصحِهِ ... آمرٌ بالخيْرِ فيهِ يَنْصُرُ
يحمدُ الموْلى على iiنَعْمائِهِ ... وعلى كلِّ البَلايا iiيَصبرُ
ليسَ مُغتاباً ولا مُستهزئاً ... ليسَ مَزْهُواً ولا iiيَستكبرُ
هكذا الصائمُ هذا شأنُهُ ... أينَ منهُ صومُ مَنْ لا iiيُبْصرُ(1426/1)
الصديق أبو بكر
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله تعالى
أَتعبتَ بعدَك من للحُكْمِ قد جاؤوا كذاكَ أَتعبتِ النِّسْوانَ (( أَسماء ))
يا خيرَ أَصحاب رسْلِ الله قاطبةً باهتْ بعائشةَ الحمراءِ حَوّاء
يا صاحبَ الغارِ هلْ في الغارِ ملتَجَأ وفوقَه وقْعُ أَقدامٍ وأَصداء
يا ثاني اثْنينِ لا تحزَنْ فغارُكُما تحفُّه نصرةُ المولى وآلاء
يا أَفضلَ الناسِ بعدَ الرسْلِ صَلِّ بهمْ ما ضرَّ أَنك في الترتيلِ بَكّاء
فأَنتَ أَولُ صِدّيقٍ ومُتَّبِعٍ وقفتَ كالطوِد لما كانَ إسراء
يا مَنْ بذلتَ جميعَ المالِ محتسِباً يَهنيكَ في الخلْدِ إِكرامٌ و إِجْزاء
سبقتَ أقرانَك الأَصحابَ في كرمٍ كما سبقتَ بعزمٍ فيه إِمضاء
فكنتَ أَشبهَ بالمعصومِ تخلُفُه على صلاةٍ إذا نابتْهُ ضَرّاء
وأَنتَ أَولى بهذا الأَمر تحملُه فأَنتَ مختارُه والحكْمُ أَعباء
يا مَنْ حَلبتَ شياهاً كنتَ تحلُبها قبلَ الخلافةِ لم تَفقدْك عَمياء
ظنتْ مشاغلَ هذا الأمرِ صارفةً ذا الأَمر عن شاتِها والشاةُ جرباء
لا تَقلقي فأميرُ القومٍ خادمُهم ما غرَّه منصبٌ عالٍ وإِِِِِِِِِغراء
فالدينُ علَّمه نُصْحاً لأُمتهِ والدينُ للفكرِ والأَخلاقِ إحْياء
والمصطفى تَمَّمَ الأخلاقَ كمّلَها وصاحبُ الغارِ ما شانتْه نكراء
أكرمْ بغارٍ حَوى فضلاً ومكرُمةَ لم تحوِ مثلَهما في الدهرِ غبرْاء
*****
وقفتَ في وجهِ رومانٍ ذوي طمع ضاقتْ بأَطماعِهم بَترا وبَلْقاء
وكنتَ للفرْس مقراضاً ومطرقةً فتلكَ أَفيالُهمِ أَعمى وعرْجاء
وردَّةُ العربْ ما بعثاً بحابسةٍ فابعثْ ((أُسامةَ)) فالبيداءُ أَصداء
وقلْ لمن لانَ - والأَعرابُ مانعةٌ زكاتَها - ليس في الإسلامِ إِغضاء
تاللهِ لو مَنعوا حبْلاً لقاتلَهمْ سَيفي وما غيرَه للشرِك محّاء
لا فرقَ بين زكاةِ المالِ تمنعُها وجحْدِ ركْنٍ وللأَركانِ إِعلاء
إن الزكاةَ من الأركانِ تاركُها مهدِّمٌ دينَه والسيفُ بنّاء(1427/1)
شهادةُ اللفظِ لا تكفي فإن تُركتْ أركانُها فهي عندَ اللهِ بَتْراء
ولا تصانُ دماءُ المرءِ قائِلها ما لم تصدقْه أَفعالٌ وآراء
******
مضَى الخليفةُ يُزجي الجيشَ يدفعُه في نحرِ مرتدُهم والجهلُ أَهواء
خاضتْ جيوشُ أَبي بكر معامِعَها فقلَّ في الناسِ كُتّابٌ وقرّاء
فالحربُ قد أَرهقتْ قُرّاءنا بدداً وجمعُ قرآنِنا فرضٌ وإِجراء
فليأمرِ الحاكمُ الصدّيقُ أَقرأَهم بجمعِه وهو في القُرّاءِ جَوْزاء
وحولَه عصبةٌ من خيْرِ أُمتِنا وكلُُّهم كاتبٌ للوحي قَرّاء
وتمَّ جمْعٌ كتابِ اللهِ في صُحُفٍ تضمُّ آياتِه فالحربُ هَوجاء
وقرَّتِ العينُ مِنْ صدَّيقِنا وكذا مِنْ مُلْهَمٍ رأيُهُ الفاروقُ وَضّاء
نعمَ الوزيرُ أَبو حفصٍ ففكرتُه هي الصوابُ وبعضُ الفكرِ خطّاء
******
يا جارَ ((أحمدَ)) في روْضٍ به سعدتْ بطاحُ ((طابَةَ)) فالروضاتُ غنّاء
لأنتَ أكرمُ جارٍ حلَّ ساحتَها طابَ الجوارُ وطابَ الظلُّ والماء
كنتَ الرفيقَ لخيرِ الرسْلِ أَحمدِنا إنْ مَسَّهُ الخيرُ أَو نابتْهُ بأساء
وأنتَ سلواهُ في قبْرٍ وصاحبهُ في برزخٍ وبدار الخلدِ نعماء
ما فوقَ منزلةِ الصدّيقِ منزلةٌ حاشا الَّنبيينَ فالصِّديقُ علياء(1427/2)
العالم الإسلامي
الأستاذ الشاعر خير الدين وانلي رحمه الله ... ... ... ...
الصينُ والهندُ والأفغانُ العجمُ والعرْبُ والتُّركُ بالإسلامِ تَعتصمُ
وكلُّهم نحوَ بيتِ اللهِ مُتَّجِهٌ عندَ الصلاةِ وللقرآنِ يَحتكمُ
إنْ فَرَّقَ الغاصبُ المحتلُّ أرضَهمُ فللقلوبِ بحبلِ اللهِ مُعتَصَمُ
لَنْ يَستطيعَ أخو مكرٍ مباعدةً بين الأقاربِ فالقُربى لها ذِمَمُ
الدينُ للناسِ في دنياهمُ نَسَبٌ ما فوقَه صِلةٌ ما مثلُهُ رَحِمُ
إن الإخاء بدين الله مفترض والحب في الله نبراس مُلْتَزَمُ
هذا ( صُهيبٌ) إلى الرومانِ نسبتُه وذا ( بلالٌ ) من الأحباشُ متَّسِمُ
وذاكَ ( سلمانُ) منْ فُرْسٍ وكم وقَفوا ثلاثةً في الوغى والموجُ مُلتَطِمُ
وكم تَزاحمتِ الأقدامُ خاشعةً خلفَ الإمام فذا كهْلٌ وذا هَرِمُ
الأصلُ فرَّقَهم والدينُ جَمَّعَهم أخُوَّةُ الدينِ أمرٌ خَطَّهُ القَلَمُ
لا فضلَ للبيضِ أو للحُمرِ كلُّهُمُ أولادُ آدمَ والتّقوى هي الكَرَمُ
لا يَنْظُرُ اللهُ للأجسادِ فَارِهةً فالقلبُ والسعيُ في فضلَيْهما القِيمُ ...(1428/1)
المسلمون اليوم
الأستاذ الشاعر : خير الدين وانلي رحمه الله
لا نَستعيدُ بضرْبِ الشّيشِ مَسجِدنَا في القدسِ أو نَدحرُ العدوانَ والغَدْرا
واللهُ قال ( أعِدّوا ) لمْ يَقُلْ نَغَماً بل قوةً تُرهبُ الكفّار والكفْرا
أجدادنا فَتحوا والسيفُ في يدِهم ومصحفُ العدلِ والتوحيدِ في الأُخرى
فَها بهم قيصرُ الرومانِ وارتعْدتْ فرائصُ الفرْسِ والإيوانُ مِنْ كسرى
وخافَهم ملكُ الصينِ الذي بلغتْ جيوشُه عَدَداً لا يَعرفُ الحَصْرا
ورَفرفتْ رايةُ الإسلامِ مِنْ ( مَلَقا ) إلى ( مراكشَ ) براً كان أو بَحْرا
لم يَفتحوها بزارٍ أو بِدروشةٍ لكنما فتحوها بالقَنا سُمْرا
وجاء مِنْ بعدِهم أنصارُ شعوذةٍ فضيّعوا ما بَنى آباؤُهم دَهْرا
وأصبحوا بينَ خلْقِ اللهِ مهزلةً فالرقصُ مثلَ الغواني قد غدا ذِكْرا
و لا تَعود لهم أفجادُ دولتِهم إلا بتسليمهِم للخالق الأمْرا
وجعلِ شِرْعتِهِ السمحاء منهجَهم في كلِّ أحوالهم في السرِّ أو جَهرا
لترجعَ الأرضُ في ظلِّ الهُدى رَغَدا ويرجعَ الناسُ إخواناً بهِ طُرّا(1429/1)
اليهودية
شعر الأستاذ خير الدين وانلي رحمه الله
عقربٌ بلْ أُخطبوطٌ ماكرُ بل هي الداءُ العَياء الفاقِرُ
ضمّتِ السوآتِ من أَطرافِها كلُّ تعريفٍ ووصفٍ قاصرُ
عنها من كلِّ شرٍّ شَرُّهُ كل ما فيها فسوقٌ سافرُ
أيُّ شعبٍ لم يذقْ ويلاتِها أبُّ شر ما أَتاهُ الفاجرُ
أفسدتْ في الأَرضِ أخلاق الورى ففسادُ الخُْلق فيها غامِرُ
عكّرتْ منْ كلِّ دينٍ نبعَه ما نجا مِنْ ذاك إلاّ النادرُ
ضاربتْ واحتكرتْ كلَّ الربا مَصرفُ الأموالِ كنزٌ حاضرُ
واشترتْ بالمالِ أقْلاماً فكمْ مِنْ إذاعاتٍ شَراها التاجرُ
سَتَّرَ الإعلامُ عن إِجرامِها ومن الإعلامِ سترٌ ساترُ
نََوَّعتْ دورَ الخَنى فارتزقتْ مِنْ مواخيرِ الفسادِ العاهرُ
هَمُّها قتْلُ المروءاتِ التي لم تَزلْ فينا فبشَ الداعرُ
كلُّ ماسونيةٍ من صنَعِها كلُّ سحرٍ قد أَتاهُ الساحرُ
دعوةُ الباطِن من تزيينِها والتقيّاتُ النفاقُ الماهرُ
كلُّ حربٍ ساهمتْ في نسجِها فاقتتالُ الخلْقِ قَصْدٌ ماكرُ
كيْ يظلَّ الهودُ شعباً باقياً حُلمٌ ماضٍ وطيفٌ عابرُ
*******
علُّ الصهيونِ مستعصية ما لها إلا العلاجُ الباترُ
إنهُ الإسلام ُدينُ المصطفى مجدُنا الزاهي التليد ُ الزاهي ُ
(خيبرٌ ) تعرفُ ما إسلامُنا و(قينقاع ) اليهودِ الغابرُ
احرصُ الناسِ على عيشٍ وإنْ حفَّهُ ذلٌ وحظُّ عاثِرُ
قدَّرَ اللهُ جلاءً فانْجلى كلُّ شرٍّ مذْ تَوارى الغادرُ
تنفثُ الأفعى ولكنْ خلسةً سُمَّها واللينُ ثوبٌ ظاهرُ
فإذا ما اشتدَّ يوماً عودُها هاجمتْ والنابُ سُمٌّ قاطِرُ
شدّ كفرُ الأرضِ منها أزرَها طمعاً والمالُ وزْرٌ وازرُ
كَشَّرتْ عَنْ نابِها في أرضِنا وأخو الأعْرابِ ساهٍ ساهرُ
غارِقٌ في لهوهِ مسْترسلٌ في خصوماتٍ وغَيٍّ سادرُ
أحرقتْ مَسجدَه واستَعمرَتْ أرْضَه فالشَّعْبُ عبدٌ صاغرُ
في فلسطينَ الحُبالى أُبقِرَتْ وعلى البَطحاء سالَ الطاهرُ
أُفْسِدَ الحرثُ على أصحابِه هلكَ النسْل وبادَ العامرُ(1430/1)
أيُّ بيتٍ لم يُخيمْ فوقَه شَبَحُ اليُتْمِ الرهيبُ الباسرُ
أيُّ جَفْنٍ رَقَأتْ دمعتُه أيُّ جِورٍ لجَّ فيِه الجائرُ
سَبْعُ راياتٍ من العُرْبِ انبرتْ للوَغَى والموتُ فيها دائرُ
والبُطولاتُ وكانتْ جَمَّةً كالأساطيرِ رَواها الناظرُ
أفْسَدَ الحكّام مِنْ بَهْجَتِها بالخياناتِ ليَرضى الآمِرُ
بل تنادتْ دولُ الكفرِ إلى ( مجلسِ الأمنِ ) ليُحمى الخاسرُ
فاستعادَ المعتدي أنفَاسَهُ وشعوبُ الكفرِ عونٌ ناصرُ
أمةُ العرْب تَلاشى جمعُها والخُصوماتُ العدو القاهرُ
ما نِداءُ العِرْقِ يَبني أمةً يَجمعُ الأقوامَ ربٌّ قادرُ
شَعْبُ إسرائيلَ لا تجمعُهم فكرةٌ قوميةٌ أو خاطرُ
إنما تجمعُهم تَوْراتُهم فإخاءُ الدينِ فيهمْ وافِرُ
لا يَفُلُّ الدينَ إلاّ مثلُه لا يُباري الدّارعينَ الحاسِرُ
مِلّةُ التوراةِ لن يَقْمعَها غيرُ دينِ اللهِ فهو الظاهرُ
ليسَ يحَمي الهودَ إلا غرقَدٌ فهو للهود الخباءُ الساتِرُ
إنهُ الإسلامُ يُفْني جمعَهم كل َّ شرٍّ بعدَ ذاكمْ قاصرُ
تَعمرُ الأرضُ إذا ما استؤصِلوا ويَسودُ البيدَ عدلق باهرُ
يملأُ الإسلامُ دنيانا هُدىً وإخاءً ذاكَ شيءٌ صائرُ
إنها بُشرى رسولٍ صادقٍ لا يُماري فيهِ إلا كافرُ(1430/2)
تأملات
شعر الأستاذ خير الدين وانلي رحمه الله ...
أن أعرف نفسي هل يكفي ؟ أم يكفيني علم الخلق ؟
هل أبدي الحق فلا أخفي ؟ أم أحجم عن قول الحق ؟
*****
الناس لسان لا يرحم والعادة قانون آسر
والبادي بالشر الأظلم والكثرة تخدع بالظاهر
*****
إن كان ضميري مرتاحا والمولى يرضى عن فعلي
فسأمضي أحمل مصباحا لأنير دياجير الجهل
*****
الذئب شريعته عمت والويل لخرفان المرعى
والجهل مخازيه طمت وغدا ذو القربى كالأفعى
*****
عاد الإخوان كأعداء والأنثى صارت كالذكر
والكذبة نشرة أنباء والحق لأرباب الظفر
*****
يطغى الإنسان إذا استغنى والشح عدو الإنسان
والمال كجامعه يفنى لا يبقى غير الإحسان
*****
من رام نجاة فليسلم لله مقاليد الأمر
وليقنع بعطاء المنعم وليمسك عن فعل الشر(1431/1)
تجليات شعبان
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله تعالى
في ليلةِِ النصفِ ربي السامعُ الرائي يَمحو الخطايا سِوى شرْكٍ و شحْناء
اللهُ يعلمُ كمْ للشركِ من سُبُلٍ خفيةٍ كَدبيبٍ تحت ظلماء
مَنْ كانَ يَحلفُ بالمخلوقِ معتقِداً بفضلِه كانَ في شرْكٍ و عمياء
وناذرُ النذْرِ للمخلوق عابدُه كالمستغيثِ بهِ في كلِّ بَلواء
كَمَنْ دعا عندَ قبْرٍ كيْ يوسِّطَه في كشْفِ ضُرٍّ وفي تَخْفيفِ بأْساءِ
كَمَنْ تقرَّبَ للمقبورِ في نُسُكٍ أَو استعانَ بهِ للبُرْءٍ مِنْ داءِ
كَمَنْ توكَّلَ في أَمْرٍ على أَحَدٍ أَو قالَ يعلَمُ غيباً دونَ إِنْباءِ
أَو ظَنَّهُ مالكاً ضُراً ومنفعةً فالنفْعُ والضُّر إظهارٌ لآلاء
لا يَستطيعُ الورى تغييرَ مُسْتَطَرِ من المقاديرِ دانيها أو النائي
من خافَ من ميّتٍ بطْشاً ومُفْجِعَةً كَمَنْ رجاهُ لإِسعادٍ وسرّاء
وَمَنْ تعلَّق شيئاً من تمائِمِهم لدفْعِ عَيْنٍ وحُسّادٍ وإِيذاء
كَمَنْ تعلِّقُ خيْطاً عندَ مقبرةٍ يذكِّرُ الميْتَ إِسْراعاً بإِمضاء
وَمَنْ يعظِّمْ مزاراتٍ وأَضرحةً ويلثمُ القبرَ في ذلٍّ وإِغضاء
الشرْكُ منتشرٌ في كلِّ ناحيةٍ والناسُ من أَمرهِ في شرِّ أَخطاء
ظنّوه أَمراً على الكفّارِ مقتصراً وما دَرَوا أَنه كالملْحِ في الماء
كُفّارُ مكَّةَ ما ضَلّوا وما كفروا إلا بتوسيطِ أمواتٍ وأَحياء
فتلكَ أصنامُهم زُلْفى تقرِّبُهم مِنْ ربِّهم فهو ذو منْعٍ وإِعطاء
همْ وحّدوا اللهَ رباً خالقاً أَحَداً لكنَّ إِشراكَهم تحكيمُ آراء
همْ شبّهوا اللهَ بالمخلوقِ واخترعوا له بناتٍ وأَعواناً بأَسماء
همْ أيقنوا أَنَّ ربَّ الكونِ خالقُهم وأَنه رزاقٌ غفّارُ أَسواء
لكنْ عبادتُهم تقليدُ مَنْ سَبَقوا حتى ولو كان تَقليداً لغوغاء
فسيَّبوا البُدْنَ بالأَهواءِ وابتدعوا ذَبْحاً على النُّصْبِ تقطيعاً لأَشلاء
واستسقموا ثَمَّ بالأَزلامِ واحتكموا لسادنٍ قادهم في ذلَّةِ الشاء(1432/1)
والناسُ في عصرِنا صاروا مقلدةً للجاهليّين في فكْرٍ وإجْراء
فالحلْفُ والنذْرُ للمخلوقِ دَيْدَنُهم والاستعانةُ بالموتى لإِبراء
فكيف نُنكِرُ في الكفّارِ شركَهُمُ ومثلهُ واقعٌ في كلِّ أَنحاء
شِرْكُ العبادَةِ كلُّ الناس واقعةٌ فيه سوى من وَقاه الحافظُ الرائي
واللهُ لا يغفرُ الإشراكَ من أَحَدٍ مهما تبَاعَدَ عن سُوءٍ ونكْراء
وليسَ يُجدي مع الإِشراكِ صالحةٌ فكلُّها كهبَاءٍ بيْنَ أَنواء
رأسُ السعادةِ إِيمانٌ له أَثَرٌ في مَسْلَكِ المرْء تَقويماً لأَخطاء
وكلُّ معصيةٍ في الشرْعِ خادشَةٌ إِيمانَ فاعِلِها ويْحاً لخطّاء
وما انتفاعٌ بإيمانٍ بلا عملٍ كالغصْنِ دون ثمارٍ دونَ أَفياء
و ما لسعيٍ ثوابٌ عند خالِقِه بلا يَقينٍ وصبْرٍ عندَ ضَرّاء
فلنسأَلِ اللهَ في شعبانَ مغفرةً في ليلةِ النصْفِ تَمحو كلَّ أَسواء
إنّا نتوبُ من الإِشراكِ قاطبةً ومن قبائحِ شَحْناء وبَغْضاء(1432/2)
جريمتنا
شعر الأستاذ خير الدين وانلي رحمه الله
جريمَتُنا أنّنا نَتَّقي مذلَّةَ دهْرٍ وعارَ الأبَدْ
جريمَتُنا عندَهم أنّنا أبَيْنا خُضوعاً لغيرِ الصمدْ
جريمَتُنا يا أخي عندَهم تَطَلُّعُ عَقْلٍ ونبلٌ و جِدْ
رفضْنا اجتهاداً بلا حُجةٍ ولم نتعبدْ لغيرِ الأحدْ
وما للمشايخِ مِنْ عصمةٍ فيؤخَذُ من قولِهم أو يُرَدْ
أنترك ما صح من سنَّةٍ لقيل وقال وأخذ و رَدْ ؟
أنختارُ مَنْ ليسَ ذا عصمة ٍ ونَنْسى رسولَ الهُدى المعتمَدْ ؟
أينأى عنِ البحرِ ذو فطنةٍ ويأتي السواقيَ كي يَبتَرِدْ ؟
ويُشعلُ عند الضحى شمعةً وشمسُ الضُّحى نورُها متَّقِدْ ؟
لقد طالَ مِنْ غافلٍ نومُه فهلْ آن صحوْ لمن قد هَجَد
وهلا نعودُ إلى سنّةٍ تُوَضِّحُ قرآنَنا ذا الرَّشَدْ
وتَجمعُ شَمْلاً على مَذْهبٍ وتَمحو الطرائقَ ذاتَ القِدَدَ
لنُرجعَ ماضيَ أسلافِنا بناةِ الحضارةِ أهلِ السَّدَدْ(1433/1)
جنة الشهيد
شعر : خير الدين وانلي
يا جنةَ الشهيدِ يا روضةَ الخلودِ
نَوَّرْتِ لي قَصيدي يا جنةَ الشهيدِ
*****
نعيمُكِ النعيمُ وفضلُكِ العميمُ
يا فرحةً تَدومُ يا جنةَ الشهيدِ
*****
منْ تحتِكِ الجناتُ ماجَتْ بكِ الآياتُ
أنسامُكِ الحياةُ يا جنةَ الشهيدِ
*****
يا رتبةَ الشهادهْ يا مُنتهى العِبادهْ
حُقَّتْ لكِ السيادهْ يا جنةَ الشهيدِ
*****
يا أيها الشهيدُ في قلبكَ الوجودُ
حفَّتْ بكَ السعودُ يا جنةَ الشهيدِ
*****
ما أروعَ الشهادهْ ما مثلُها سعادَهْ
القربُ والزيادهْ يا جنةَ الشهيدِ
*****
أشتاقُ أن أراكِ يا مُنتهى السِّماكِ
كلُّ النَّدى نَداكِ يا جنةَ الشهيدِ
*****
أضْنانيَ اصطباري يا درةَ الدراري
يا نَضْرَةَ النُّضارِ يا جنةَ الشهيدِ
*****
الخلدُ أنتَ الخلدُ والجَدُّ أنتِ الجدُّ
و المُرتقى والمجدُ يا جنةَ الشهيدِ(1434/1)
حقيقة العيد
شعر : خير الدين وانلي
قالوا أتَى العيدُ هلْ في أرْضِنا عيدُ ؟ وحولَ مسجدِنا الأقْصى عرابيدُ
هل زارنا العيدُ (والجَولانُ) مغتَصَبٌ وفوقَ (حَيْفا) و (يافا) يرتَعُ الهودُ
وفي مسامعِ (صيدا) صوتُ قاذفةٍ وللكتائبِ تقسيمٌ وتَهويدُ
الأرضُ ترزحُ تحتَ الظلمِ صارخةً هيهاتَ يَسمعُها الصمُّ الجلاميدُ
الناسُ في لهوهِم غَرقْى وقد غَفَلوا عن الجهادِ فذلَّت منهمُ الجيدُ
فحربُهم خُطَبٌ والعزْفُ معركةٌ وعُدَّةُ القومِ في الهيْجا أناشيدُ
وفي الإذاعةِ تكبيرٌ وجَعْجعةٌ ودَمْدَماتٌ وإيعادٌ وتَهديدُ
فلمسةُ الطفْلِ تَمْحو كلَّ ما صَنَعوا ونفخةُ الريحِ تحويلٌ وتَبْديدُ
هذي المراقصُ والحاناتُ حاشدةٌ وفي البيوتِ على الشاشاتِ تميهدُ
في كلِّ راء من الفحشاء أقبحُها وللتعرّي بطولاتٌ وتمجيدُ
وفي المسابحِ والعوراتُ بارزةٌ للناشئاتِ مع الفتيانِ تَشْريدُ
والخمرُ منْ كلِّ صِنفٍ في متاجرِهم مبذولةٌ ما لها حجْرٌ وتَحديدُ
للفِسْقِ والفحْشِ هيئاتٌ وأندِيةٌ وللقمارِ إذاعاتٌ وتأييدُ
في كلِّ ناحيةٍ عُرْيٌ ومفسدةٌ جُلُّ الوظائفِ تُستحلَى لها الغيدُ
وفي المصايفِ أشلاءٌ مبعثرةٌ للخُلْقِ ... فالدينُ والإيمانُ محصودُ
فكيفَ نأمنُ من خسْفٍ وزلزلةٍ وهذه حالُنا ؟ فلْيَشهدِ العيدُ
*****
العيدُ يا قومِ إعلانٌ لبهجتِنا بصومِنا أو بحجٍّ فهو تأكيدُ
بأننا نعبدُ المولَى ونشكُرهُ على عبادتِهِ فالعيدُ تَحميدُ
فيهِ التفاتٌ إلى المسكينِ يُفرِحُهُ وفيهِ للبائسِ المحرومِ تَسعيدُ
فيه صلاتُ ذوي الأرحامِ بعضَهمُ وفيه لطفٌ وإيناسٌ وتَسديدُ
فيهِ تفقُّدُ جيرانٍ وتقويةٌ لكلِّ وُدٍّ فوُدُّ الجارِ مَحمودُ
ما العيدُ بالرقْصِ والألحانُ صادحةٌ وللملابسِ تطريزٌ وتَجعيدُ
ما العيدُ توزيعُ حَلْوى عندَ مقبُرَةٍ أو وضْعُ آسٍ على لحْدٍ وتَجويدُ
ما العيدُ إتخامُ أمعاءٍ بأطعمةٍ منْ كلِّ لونٍ فللأَنفاسِ تَقييدُ(1435/1)
ما العيدُ تسريحةٌ أو نمْصُ حاجِبِها أو نزهةٌ في اختلاطٍ أو مَواعيدُ
تبرأَ الدينُ من عيدٍ بمعصيةٍ فكلُّ معصيةٍ للعيدِ تنكيدُ
*****
طهارةُ العيدِ أغلى من زخارِفهِ فما زخارفُه إلا تقاليدُ
إنَّ المظاهرَ زيْفٌ خادعٌ كذبٌ وتحتَ ألوانِها للحقِّ تَصْفيدُ
كلُّ الخداعِ إلى النيرانِ مرجعُه وللمنافِقِ في النيرانِ تَخليدُ
واللهُ ينظرُ للتقوى ويَقْبلُها وللمخادعِ يومَ العرْضِ تَجريدُ
ويفضحُ اللهُ في الدنيا مخادِعُها وفي القيامةِ تَسفيهٌ وتنْديدُ
*****
ما العيدُ أن نُخفيَ الأضغانَ نستُرُها ببرقُعُ الحبِّ والإخلاصُ مفقودُ
لكنَّهُ باطِّرحِ الحقْدِ عَنْ جُنُبٍ فالحقدُ آثارُه همٌّ وتَسهيدُ
فضائلُ العيدِ لا تُحصى لِكثْرَتِها فالعيدُ للخيرِِ والأخلاقٍ تَجسيدُ
وبعدَ هذا فهلْ حقاً لنا عيدُ أمْ أنَّ ذلكَ عاداتٌ وتقليدُ
ما جئتُ أُنْقِصُ من أفراحِ ذي فَرَحٍ لكنّها نفثةٌ فالقلبُ مَكمودُ(1435/2)
دروس بدر
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله تعالى
(بدرٌ) هي الدرعُ يَحمي حقَّ أُمتنا والحقُ بالسيفِ محفوظٌ من العادي
(بدرٌ) هي العصمةُ الكُبرى لدعوتِنا فالحقُّ قُرآنُهُ يُحمى بأَجنادِ
هي الحياةُ بلا خوْفٍ ولا وجَلٍ على العقيدةِ من طاغٍ وجلاّدِ
الأمنُ للدينِ والدنيا أمانُهما فنعمةُ الأمنِ تتويجٌ لإسعادِ
*****
أقامَ في (مكةَ) المختارُ أحمدُنا في الضيقِ والكرْب في لمزٍ وإيعادِ
فما تهيَّبَ عدْواناً لذي سَفَهٍ بل استهانَ بإرصادٍ و رُصَّادِ
وقالَ شاهتْ وجوهٌ يومَ هجرِته وغُفِّرتْ أوجهٌ كانت بمرِصادِ
وأنقذَ اللهُ خيرَ الرُّسْلِ من فتنٍ ومن براثِنِ أشرارٍ وأَوغادِ
وحصَّنَ اللهُ بالأنصارِ دعوتَه من شرِّ كفرٍ طَغَى في كلِّ أنجادِ
وحقَّقَ الدينُ في الدنيا أُخوَّتَه فحطمتْ كلَّ أضغانٍ وأحقادِ
وعَلَّمَ المصطفى المختارُ أمَّتَهُ بناءَ أمجادِها أكرمْ بأمجادِ
وكان فيهم رسولاً قائداً بَطَلاً وقدوةً سلمتْ من نقْدِ نقادِ
وللجهادِ دعاهُم فاستجابَ له أسْدٌ غضابٌ وأشبالٌ كأطوادِ
ما شاهدَ الكونُ يومَ البأسِ مثلَهُمُ ومالهمْ من نَظيرٍ بينَ عُبّادِ
*****
صَفَّ الرسولُ جنودَ الحقِّ يحفِزُهم لجنةِ الخلدِ نعمَ الصبرُ من زادِ
يقولُ : يا ربِّ إن تُهلِكْ جماعتَنا فلستَ تُعبدُ بعدَ اليومِ يا هادي
يا ربِّ أنجزْ لنا وعْداً بنصْرَتنا فأنتَ حَسْبي ومنكَ الرِيَّ للصادي
يا ربَّ لم تَبقْ أرضٌ دونَما صنمٍ فأدركِ الدينَ منْ كفر وإلحادِ
فأنجزَ اللهُ للمختارِ موعِدَهُ فللملائكِ ضربٌ فوقَ أجيادِ
ومزَّقَ اللهُ كفْراً بعدَ حِدَّتِه وعادَ جيشُ قريشٍ دونما حادي
مخلِّفاً كلَّ صنديدٍ لهُ خطرٌ تنوشُهُ الطيرُ تقطيعاً بأَجسادِ
يخاطبُ المصطفى الأجسادَ يُسمعُها بقدرةِ اللهِ تبكيتاً لأسيادِ
يقولُ : إنا وَجَدْنا خيَر موعدةٍ فهل وجدتُم يَقيناً شرَّ ميعاد ِ؟
وعادَ أَسْرى قريشٍ بعد عزَّتهمْ إلى المدينةِ في خزِيٍ وأصفادِ(1436/1)
وهلَّلَ الشيبُ والأطفالُ واجتمعوا حولَ الرسولِ بتكبيرٍ وإنشادِ
وكلُّهم ثقةٌ باللهِ ناصرِهم والنصرُ يؤتَى بتقوى لا إعدادِ
فعِدّةُ الكفر أضعافٌ مضاعفةٌ وعُدَّةُ الكفر فاقَتْ كلَّ إعدادِ
لكنَّ قوةَ ربِّ العرشِ ناصرةٌ جندَ الهُدى بعدَ تَمحيصٍ وإرشادِ
*****
(بدرٌ) أقرَّت لدينِ اللهِ عزَّتَه وحققتْ فخرَ آباءٍ وأجدادِ
فما التَقَى الكفرُ والإيمانُ بعدئذٍ إلاّ و للكفرِ خزْيٌ فاضحٌ بادِ
بالرُّعْب قد نَصر المَولى جحافِلَنا في البرِّ في البحرِ في سهلٍ وفي وادِ
والطيرُ تتبعُ في الهيجاءِ جحفَلنا ففي لحومِ العِدا فيضٌ من الزادِ
(بدرٌ) تعلِّمنا في كلِّ آونةٍ أنَّ الحياةَ صراعٌ بينَ أضدادِ
لا يَرتضي الكفرُ للإيمانِ قائمةً بل يَبتغي سحقَه والظالمُ البادي
واللهُ يَسمعُ للمظلومِ يَنصرُهُ ويقمعُ اللهُ بغْي الجائرِ العادي
(بدرٌ) تعلِّمنا الإخلاصَ في عملٍ وفي جهادٍ وفي بذلٍ وإعدادِ
فالدينُ صفوتُه الإخلاصُ معتَقَداً والدينُ لُحمتُه إخلاصُ عُبّادِ
لا يقبلُ اللهُ إلا كلَّ خالصةٍ من الشوائبِ من إشراكِ أندادِ
إليهِ تُرفَعُ أعمالٌ له خَلَصتْ وما سِواها فَتَلقَى شَرَّ إبعادِ
(بدرٌ)هي الصبرُ والإقدامُ رائدُها وللصبورِ جزاءً كلُ إسعادِ
(بدرٌ) هي المددُ الأعلى لدعوتِنا ولا يتمُّ انتصارٌ دونَ إمدادِ
ولا يُضيِّعُ رُّب العرشِ أُمتَنا إنْ كانَ مِنْ (بدرِها)إشعاعُها الهادي
ومالَها غيرُ دينِ اللهِ يَرفعُها إلى العُلى بعدَ إخفاقٍ وإخلادِ
دروسُ(بدرٌ) عظَاتٌ لا نظيرَ لها لمنْ تجرَّدَ عنْ بَغيْ و أحقادِ
وينفعُ اللهُ بالذكرى ذَوي نظَرٍ ويقمعُ اللهُ فيها كلَّ جَحَّادِ(1436/2)
دعاء ليلة القدر
شعر : خير الدين وانلي
في لَيلةِ القدْرِ والأَملاكُ في الأمرِ دعوتُ ربِّيَ حتى مَطْلعِ الفجرِ
سألتُهُ كلَّ عفْوٍ كلُّ عافيةٍ وأَنْ يَحُطَّ جميعَ الوِزْرِ و الإصْرِ
*****
يا ليلةَ القدْرِ هل تَدرين ما كانا من أَمرِ أُمتنا شيباً وشُبّانا ؟
وكيفَ صارتْ زرافاتٍ ووِحْدانا مِنْ بعدِ ما أعرضَتْ عن ليلةِ القدرِ
*****
في ليلةِ القدرِ صيحاتُ العرابيدِ مِنَ المغنّينَ والرقْصاتُ منْ غيدِ
وفي المساجدِ أَنغامُ الأناشيدِ أهكذا قد تجلَّتْ ليلةُ القدرِ ؟
*****
في الناسِ شحٌّ وشحناءُ وبغضاءُ وفي المعاركِ أَنّاتٌ وأَشلاءُ
وفي المتاجرِ حيّاتٌ وحرْباءُ أهكذا الحالُ صارتْ ليلةَ القدْرِ؟
*****
ما حيلتي ليسَ لي في الأمر منْ حَوْلِ ما قُدرتي ليس لي في الناسِ منْ طَوْلِ
في الضيقِ والضنْكِ والضرّاءِ والهوْلِ ما لي سِوى دَعوتي في ليلةِ القدرِ
*****
رباهُ ما لي سوى ديني و إيماني باللهِ والمصطفى من نَسْلِ عَدْنانِ
فإنْ تُشفعْه يا رباهُ في العاني فذاكَ أَقْصى رجائي ليلةَ القدرِ
*****
و الطفْ بأُمةِ خيرِ الرسْلِ راعيها ونجِّها من شرورٍ أَحدَقتْ فيها
وكنْ لها وعلى باغٍ يُعاديها ولا تُخيِّبْ رجائي ليلةَ القدرِ(1437/1)
سبيل النصر
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله تعالى
ألمْ يأْنِ للكفرِ أن يُهزَما ألم يأْنِ للدينِ أن يَحكما ؟
فقدْ طالَ من أمتي نومُها وليلُ الجهالةِ قد خيّما
فلا مَنْ ينبِّهُ من رقْدةٍ ولا مَنْ يُعاقبُ من أجرما
ولا النهيُ عن منكرٍ واردٌ ولا الأمرُ بالعرْف فيهم نَما
مذاهبُ شتى سرتْ بينهمْ وعمَّ التعصُّبُ واستحكما
وكلٌّ يُشيدُ بأَشياخِهِ ويَفدي أقَاويلَهم بالدما
يردُّ الدليلَ ولا يَرعوي منَ البغي مهما يكنْ مُفحما
كأنَّ المشايخَ في عصمةٍ فلا يُخطئُ الشيخُ مهما رَمَى
أهذي تعاليمُ قرآنِنا أهذي مواثيقُ من أسلَما
أهذي سبيلُ انتصاراتِنا أيُمنَحُ نصرٌ لمنْ أحجما؟
****
يحزُّ بنفسيَ ألاّ أرى سوى الجهلِ بالدينِ مُستحكما
وأنظرُ حوليَ في حسرةٍ واستعجلُ النصرَ مُسترحما
فيملأُ سمعيَ صوتٌ رهيب يهزُّ الكيانَ فما أعظما
يُنادي الأنامَ لكي يَرفعوا حجاباً عن العقلِ قد أُحكِما
ليَعلمَ مَنْ لم يزلْ جاهلاً ويُبصرَ مَنْ لم يزلْ في عَمَى
بأنَّ السبيلَ لمستنصر بأن يَنصرَ اللهَ ربَّ السما
وأنَّ الذي لم يزلْ عاصياً حريّ وأجدرُ أن يُهزما
ومنْ لم يقاومْ هَوى نفسِه يَظلَّ أسيرَ الهوى دائماً
ولنْ تَستقيمَ لعودٍ ظلال إذا لم يكنْ جذعُه قائما
يغيِّرُ ربُّ إذا غيّروا ولن ينصرَ اللهُ مستسلما(1438/1)
سر القرآن
شعر الأستاذ خير الدين وانلي رحمه الله
أيُّ سرٍّ سِرُّ ذا القرآنِ؟ كيفَ أرسى كلَّ ذا البُنيانِ؟
كيفَ نجّى العقلَ من أوهامٍ؟ كيفَ نمّى غرسةَ الإيمانِ؟
كيفَ أحيا القلبَ من أمواتٍ؟ كيفَ نقّى النفسَ من أَدْرانِ؟
كيفَ أورى الزنْدَ في بارودٍ ؟ كيفَ صَحَّى غافيَ الوِجدانِ؟
ألَّفَ الأقوامَ من تَشْتيتٍ وحَّدَ الأفكارَ مِنْ إخْوانِ
أرسخَ التوحيدَ في أعماقٍ أخلصتْ للخالِقِ الرحمنِ
هذَّبَ الأخلاقَ من إنسانٍ حرَّرَ الوِجْدانَ من إذعانِ
مدَّنَ الأقوامَ في الصحراءِ شادَ صرْحَ العلمِ والعِرفْانِ
أنقذَ الأحرارَ من إذْلالٍ حطَّمَ الأغلالَ من عُبْدانِ
علّمَ الحكّامَ مَعنى العدْلِ هدَّمَ الأركانَ من طُغْيانِ(1439/1)
سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله
يا سُنَّةِ المُصطفى خيرِ النبييّنا نحنُ الفداءُ بيومِ الروْعِ فادْعينا
منكِ رَضَعْنا لبَانَ العزِّ فاختلطتْ به دِمانا فأَصبحنا الميامينا
الحربُ تعلمُ والأَبطالُ شاهدةٌ والجارُ يأْمَنُ والضِّيفانُ تَبغينا
إيثارُنا مَضرِبُ الأَمثالِ قدوتُنا فيه الصحابةُ أَنصاراً مُواسينا
والمُصطفى كاملُ الأَخلاقِ أَسوتُنا في الحربِ والسِّلْمِ إِنْ عُسراً وإِنْ لينا
مِنْ هَدْيهِ مِنْ كتابِ اللهِ شِرْعَتُنا زِدْنا بدعوتِها في الأَرضِ تمكينا
*****
البيتُ قبلتُنا و القدسُ مسجدُنا والحقُّ دعوتُنا والمجدُ ماضينا
منَ الرسولِ ورثْنا كلَّ مكرُمَةٍ بأْساً وعدْلاً وإِحسانا لراجينا
نحنُ الأُلى زيَّنَ التاريخَ سالِفُنا وسارَ في هدْيِه المبرورِ تالينا
وسطَّرَ المجدُ أَسفاراً تخلِّدنا على العصورِ بما خطّتْ مواضينا
واستقبلَ الكونُ بالترحابِ دعوتَنا لما تبدَّتْ له أَخلاقُ داعينا
مِنْ سُنَّةِ المصطفى جاءتْ مكارمُنا لأَن أُسوتَنا خيرُ النبيّينا(1440/1)
سندنا
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله
ما غيرُ الله ِلنا سندُ فعليهِ دَوْماً نعتمدُ
لم نشرِكْ يوماً بالباري فهو الأحدُ الفردُ الصَّمدُ
مَنْ للمضطرِّ إذا نادى كي يكشفَ عنهُ ما يَجِدُ ؟
مَنْ للمحزونِ وللمَكْروب وللملْهوفِ المعتمدُ ؟
مَنْ غيرُ اللهِ يُؤَيِّدُنا بالنصرِ ومن منهُ المَدَدُ ؟
فعلى الرحمنِ توكلَّنا وإليهِ نَجِدُّ ونجتهدُ
وله أسلمنا عنْ طَوْعٍ و بهِ نعتزُّ ونَعتَضِدُ
وإليهِ أنَبْنا في ذلٍّ مِنْ هولِ جهنمَ نَرتعِدُ
نَدعوه نَرجو جنَّتَه فالخلدُ منالٌ مبتعدُ
لكنَّ الرحمةَ واسعة ٌ يُؤْتاها العبدُ المجتهدُ(1441/1)
سيد الشهداء حمزة
شعر الأستاذ :خير الدين وانلي رحمه الله تعالى
يا سيِّدَ الفُرسانِ والشُّجْعانِ نَفْديكَ كلُّ الشِّيبِ والشُّبََانِ
ناداكَ ( عُتْبةُ ) شاهراً بيَمِنه سيفَ الغِوى في ساحةِ المَيْدانِ
فاضْربْ عدوَّ اللهِ واقْطَعْ رأَسَه ليخضِّبَ الأَرضَ النجيعُ القاني
واحملْ على الأَعداءِ حملةً فيْلقٍ واضرِبْ منَ الكُفّار كلَّ بنَانِ
في يومِ ( بدْرٍ) كنتَ أَولَ طاعِنٍ ومَضيْتَ في (أُحُدٍ) إلى الرحمنِ
غالتْ يدُ الغدْرِ الأَثيمةُ مهجةً من بعدِ أَن عَجِزتْ يدُ الشجعانِ
وأَتتهُ (هندٌ) تَبْقَرُ الصدرَ الذي لم يلتفتْ يوماً عنِ الفرسانِ
موتورةً بشقيقِها وبعمِّها وبوالدٍ منْ أكبرِ الأَعيانِ
قد أَقسمتْ باللّاتِ والعزّى لَئِنْ ظفرت به فالأمر للأسنانِ
لاكتْ من الأَسَدِ الهَصورِ مرارةً كي تطفيء المسعور من نيرانِ
لكنَّها لم تَشْفِ حِقْدَ فؤادِها بل زادت الإضرام في البركانِ
ليستْ لحومُ الأَسْدِ طُعمَ ثَعالبٍ تأبى النسور تحدى الغربانِ
**********
يا سيِّدَ الشهداءِ حسبُكَ رفعةً أنْ كنتَ سَبّاقاً إلى الإيمانِ
أدميتَ رأْسَ الظلمِ أجهلَ كافرٍ لما تَمادى الكفرُ في الطّغيانِ
كنتَ الدِعامةَ للرسولِ بمكةٍ تَحميه منْ بَغْيٍ ومن عُدوانِ
وحميتَ رايتَهُ ببدرٍ ثابتاً كالراسياتِ وراسخِ البنيانِ
لم تَشهدِ الهيجاءُ مثلَكَ فارساً مستهزئاً بالموتِ في الميدانِ
فاهنأْ بجنّاتِ النعيمِ و خُلْدِها يا سيدَ الشهداءِ في الأزمانِ(1442/1)
سيف الإسلام
للشاعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله
يا صلاحَ الدينِ جَرِّدْ ذلكَ السيفَ المتينْ
( قُدْسُنا ) جُحْرُ أَفاعٍ تحملُ السُّمَّ الدَّفينْ
*******
حفْنةُ الشذّاذِ جاءتْ تحملُ الموتَ الزُّؤامْ
دَنَّسْتْ كلَّ طَهورٍ حلَّلتْ كلَّ حرَامْ
*******
أَحرزَتْ حبلاً من المستعمريَن الطامعينْ
فانبرْ تغْصِبُ أرْضَ الشعبِ والشعبُ سجينْ
*******
جاءها الرشَّاشُ والتأْييدُ ... منْ كلَّ مكانْ
دولً الكفرِ تَرى الإسلامَ .... خصْماً منْ زَمانْ
*******
شرَّدتْ أهلَ البلادِ القاطنينَ الآمنينْ
أبَقَرَتْ منهم حَبالى بِئْسَ حِقْدُ الحاقدينْ
*******
نهبتْ خيراتِ أرضٍ منْ ( فلسطينَ ) الأبيهْ
وسقَتْها منْ دماءٍ حرةِ الأصلِ زكيَّهْ
*******
لم يَهنْ للقدسِ عَزْمٌ ما رمَى الشعبُ السلاحْ
أعزلُ الكفينِ لكنْ روحُه رمزُ الكفاحْ
*******
قصَّرتْ عنه أيادي العونِ لكنْ ما اسْتكانْ
إنه الإيمانُ لا يَخبو ... ولا يَرضى الهَوانْ
*******
لنْ يعودَ الحقُّ إلا بالسيوفِ المسلمهْ
و بها تُقطََعُ أيدي .. الآثِمين المجرمهْ(1443/1)
سَلِ المواضيَ عَنْ أَمجادِ ماضينا
سَلِ المواضيَ عَنْ أَمجادِ ماضينا *** واسأََلْ عواليَنا ذِكرى مَعالينا
نحنُ الذينَ جمعْنا كلَّ مكرُمةٍ *** ماسِيمَ عائذُنا ما خابَ راجينا
نحنُ الذين فتحْنا كلَّ مُغلَقَةٍ *** وفرَّ مِنْ بأْسِنا العاتي مُلاقينا
نحنُ الذين رفعْنا كلَّ مِئذَنَةٍ *** في مَسْمَعِ الكونِ تكبيراتُ داعينا
الله مقصِدُنا والذكرُ منهجُنا *** وسنَّةُ المصطفى للنّورِ تَهدينا
وجنةُ الخلْدِ والفردوسُ بغيَتُنا *** معَ النبييِّن أَكْرِمْ بالنَّبيّينا
******
آباؤُنا خالدُ اليرموكِ تعرفُهُ ***** جَحافلُ الرومِ مِنْ بينِ المُغيرينا
والفرسُ تَعرفُ سعداً من وقائعِهِ ***** والنيلُ يعرفُ عَمْراً في المجلّينا
والباهليُّ بتركستانَ صولتُهُ ***** معروفةٌ فاسأَََلِ التْركَ الميامينا
فتى ثَقيفٍ بأَرضِ الهندِ جحفلُه ***** يزلزلُ الشرقَ حتَّى يبلغَ الصّينا
وعُقبةُ الخيرِ نحو الغربِ فيلقُهُ ***** يخوضُ في البحرِ يَستَعدي المُلاقينا
والقدسُ سيفُ صلاحِ الدينِ حرّره ***** من الغزاةِ الأُلى جاؤوا فلسْطينا
في كلِّ معتركٍ آباؤُنا كتَبوا ***** صحائفَ المجدِ يتْلوها أَعادينا
فالقادسيةُُ واليرموكُ وَقْعُهما ***** مازالَ في سَمْع جالوتٍ وحِطَّينا
ونفْحةُ النصرِ من بدْرٍ ومن أُحُدٍ ***** تعطِّرُ الصِّيدَ منا والأبيِّينا
*******
إمجادُنا في سطورِ العلمِ يقرؤُها ***** مَنْ يطلبُ العلمَ مِنْ أسفارِ ماضينا
في الطبِّ في الجبْرِ في رسْمٍ وفي فلَكٍ ***** في الكيمياءِ وفي عُمرانِ بانينا
في هيئةِ الأرضِ والبلدانِ موقِعِها ***** وفي المعادنِ تَنْقيباً وتعْدينا
وفي الملاحةِ واستخراجِ لُؤْلُئِها ***** وفي الفِلاحةِ أو سُقْيا أراضينا
في الفنِّ في الشْعرِ في نحوٍ وفلسفةٍ ***** وفي الخطابةِ تعْليماً وتلْقينا
في الفقهِ والنقْدِ والتحديثِ عن سَنَدٍ ***** وفي الروايةِ والتفسيرِ تَبْيينا(1444/1)
في كلِّ علْمٍ نبغْنا قبلَ من أخذوا ***** منا علوماً فصاروا اليومَ عالينا
*******
أَمجادُنا روضةٌ بالطيبِ قد عبِقتْ ***** حَوَتْ وروداً وريْحاناً ونسرينا
مِنْ كلِّ ما تَبْهَجُ العينينِ رؤيتُهُ ***** مِنْ كلِّ ما تَشْتهي نفْسُ المحبّينا
آثارُ أمجادِنا في الأرضِ شاخصةٌ ***** في البرِّ في البحرِ في الوديانِ في المينا
قد أيقنَ الكونُ أنا للعُلى نَسَبٌ ***** وأنَّ أمجادَنا منْ صُنْعِ بارينا
فمُذْ سلكْنا سبيلَ الدّينِ أيَّدنا ***** بنصرهِ وحَبَانا كلَّ ماشِينا
فتحُ القديرِ وما الفْتح ِمنْ عَجَبٍ ***** فقدرةُ الله عوْنُ المستَجيبينا
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله تعالى(1444/2)
سَلِمتْ أيادي الفتيةِ الشجعانِ
سَلِمتْ أيادي الفتيةِ الشجعانِ ** والموتُ للطاغوتِ والكفرانِ
أفدي بروحي مَنْ فَدَى إسلامَه ** والروحُ أسمى بُغيةِالإنسانِ
مَنْ باعَ للإسلامِ نَفْساً حَقُّهُ ** مجدٌ وتمجيدٌ مِنَ الأكوانِ
فاللهُ كرَّمَهُ وأعلى شأنَهُ ** وله الخلودُ بجنَّةِ الرضوانِ
إن الشهيدَ مقامُه في أوْجِها ** كالنجمِ يَسمو فوقَ كلَ مكانِ
حيٌّ وكلُّ الناسِ في أجداثِهم ** فالروحُ في الروضاتِ والأفنانِ
في جوفِ خضْرِ الطيرِ تَسرحُ كيفما ** تَهوى وكلُّ الناسِ في الأكفانِ
*****
يا مَنْ تقاعس عنْ جهادٍ خائفاً ** أتظنُّ أنَّ العمرَ ليسَ بفانِ
هل ماتَ ذو الهيجاء قبل أوانِه ** أو طالَ عمرُ الهاربِ الفزْعانِ
الموتُ لا يُدنيهِ خوضٌ للوغَى ** فالعمرُ لا يَزدادُ بضْعَ ثوانِ
والرزقُ محدودٌ فليسَ يَزيدُه ** طولُ البقاءِ وخِشيةُ السلطانِ
ماقد قَضى المولى القديرُ فإنه ** لابُدَّ آتٍ دونَ أيِّ تَوانِ
والناسُ لو جُمعوا لنفْع أو أَذى ** لم يَقدِروا فالأمرُ للرحمنِ
مالم يُقدَّرْ فهو ليسَ بكائنٍ ** جلَّ الإلهُ مدبرُ الأكوانِ
******
يا مَنْ يَخافُ من الظلومِ وبطشِه ** ويهابُ قولَ الحقِّ للسلطانِ
أومَا علمتَ بأَنَّ صمتَكَ زائدٌ ** في ظلمِهِ في البطشِ والطغيانِ
إنَّ السكوتَ عن الضلالِ ضلالةٌ ** ومؤازرُ الشيطانِ كالشيطانِ
من لمْ يقلْ للبغيِ يا بغيُ ارعوِ ** فهو الشريكُ وناصرُ العدوانِ
الجبنُ عارٌ لا يزولُ شنارُه ** ويبوء بالخُسْرانِ كلُّ جبانِ
والخوفُ من غيرِ الإلهِ مذلةٌ ** والذلُّ يُنفي صحةَ الإيمانِ
والنهيُ عن كلِّ المناكِرِ واجبٌ ** بعضُ الجهادِ نصحية ٌ بلسانِ
******
نَصَرَ الإلهُ الصَّحْبَ لما حقَّقوا ** مَعنى الجهادِ ببذلِهم وسنانِ
خاضوا المعاركَ لم يُبالوا بالرَّدى ** والموتُ لا يخشاهُ ذو الإيقانِ
هو يطلبُ الفردوسَ في هيجائِها ** لينالَ إحساناً على الإحسانِ(1445/1)
النصرُ إحدى الحُسْنَيَينْ يَحوزُه * لكنه يَهفو لدارِ أمانِ
يَبغي الشهادةَ فهي أسمى طِلْبةٍ * * كالماءِ يُروي غُلَّةَ الظمآنِ
باعَ الدماءَ رخيصةً من أجلِها ** والمهرُ للحُسنى عظيمُ الشانِ
ما فازَ إلا مَنْ يفوزُ بخلدِها ** ما خالدُ الآمالِ مثلَ الفاني
شعر الأستاذ خير الدين وانلي رحمه الله تعالى(1445/2)
شجاعة المؤمنين
شعر الأستاذ :خير الدين وانلي رحمه الله تعالى
سَلِمتْ أيادي الفتيةِ الشجعانِ والموتُ للطاغوتِ والكفرانِ
أفدي بروحي مَنْ فَدَى إسلامَه والروحُ أسمى بُغيةِالإنسانِ
مَنْ باعَ للإسلامِ نَفْساً حَقُّهُ مجدٌ وتمجيدٌ مِنَ الأكوانِ
فاللهُ كرَّمَهُ وأعلى شأنَهُ وله الخلودُ بجنَّةِ الرضوانِ
إن الشهيدَ مقامُه في أوْجِها كالنجمِ يَسمو فوقَ كلَ مكانِ
حيٌّ وكلُّ الناسِ في أجداثِهم فالروحُ في الروضاتِ والأفنانِ
في جوفِ خضْرِ الطيرِ تَسرحُ كيفما تَهوى وكلُّ الناسِ في الأكفانِ
*****
يا مَنْ تقاعس عنْ جهادٍ خائفاً أتظنُّ أنَّ العمرَ ليسَ بفانِ
هل ماتَ ذو الهيجاء قبل أوانِه أو طالَ عمرُ الهاربِ الفزْعانِ
الموتُ لا يُدنيهِ خوضٌ للوغَى فالعمرُ لا يَزدادُ بضْعَ ثوانِ
والرزقُ محدودٌ فليسَ يَزيدُه طولُ البقاءِ وخِشيةُ السلطانِ
ماقد قَضى المولى القديرُ فإنه لابُدَّ آتٍ دونَ أيِّ تَوانِ
والناسُ لو جُمعوا لنفْع أو أَذى لم يَقدِروا فالأمرُ للرحمنِ
مالم يُقدَّرْ فهو ليسَ بكائنٍ جلَّ الإلهُ مدبرُ الأكوانِ
******
يا مَنْ يَخافُ من الظلومِ وبطشِه ويهابُ قولَ الحقِّ للسلطانِ
أومَا علمتَ بأَنَّ صمتَكَ زائدٌ في ظلمِهِ في البطشِ والطغيانِ
إنَّ السكوتَ عن الضلالِ ضلالةٌ ومؤازرُ الشيطانِ كالشيطانِ
من لمْ يقلْ للبغيِ يا بغيُ ارعوِ فهو الشريكُ وناصرُ العدوانِ
الجبنُ عارٌ لا يزولُ شنارُه ويبوء بالخُسْرانِ كلُّ جبانِ
والخوفُ من غيرِ الإلهِ مذلةٌ والذلُّ يُنفي صحةَ الإيمانِ
والنهيُ عن كلِّ المناكِرِ واجبٌ بعضُ الجهادِ نصحية ٌ بلسانِ
******
نَصَرَ الإلهُ الصَّحْبَ لما حقَّقوا مَعنى الجهادِ ببذلِهم وسنانِ
خاضوا المعاركَ لم يُبالوا بالرَّدى والموتُ لا يخشاهُ ذو الإيقانِ
هو يطلبُ الفردوسَ في هيجائِها لينالَ إحساناً على الإحسانِ
النصرُ إحدى الحُسْنَيَينْ يَحوزُه لكنه يَهفو لدارِ أمانِ(1446/1)
يَبغي الشهادةَ فهي أسمى طِلْبةٍ كالماءِ يُروي غُلَّةَ الظمآنِ
باعَ الدماءَ رخيصةً من أجلِها والمهرُ للحُسنى عظيمُ الشانِ
ما فازَ إلا مَنْ يفوزُ بخلدِها ما خالدُ الآمالِ مثلَ الفاني(1446/2)
صفة المؤمنين
شعر الأستاذ خير الدين وانلي رحمه الله
إنما الإنسانُ مَخلوقٌ هَلوعْ فإِِذا ما مَسَّهُ الشَّرُ جَزوعْ
وإذا ما مَسَّهُ الخيرُ مَنوعْ غيرَ مَنْ يَختارُ نَهْجَ المُؤْمِنينا
******
ذلكَ المُؤْتَي حقوقَ السائلينا والذي يَخْشى إلهَ العالمَينا
والذي للفْرجِ مِمَّنْ يَحفَظُونا ومنَ النيرانِ حَقاً يُشْفِقونا
وعلى فَرْضِ الصلاةِ دائمونا وبيومِ الدينِ ذاكمْ يُؤْمنونا
وشهاداتٍ بها لا يَجْحدونَ وأَماناتٍ وعهداً حافظونا
في جنانٍ خالداتٍ يُكرمونا وإلى ربٍّ كريمٍ يَنْظُرونا
بجوارِ المُصطفى يَسْتَبشرونا ومنَ الحوْضِ رَحيقاُ يَشْربونا(1447/1)
صيام رجب
شعر الأستاذ خير الدين وانلي رحمه الله
ما صحَّ شيء في رَجَبْ كما بَتَبْيينِ العَجَبْ
مَنْ صامَهُ مُعَظِّما فقدْ أتَى مُحَرَّما
لكنهُ شَهْرٌ حرَامْ فيهِ القتالُ لا الطعامْ
ومثلُهُ ذو القِعدةِ شهرُ النَّدى والنَّجدةِ
فالصومُ فيهِ مُبتدَعْ وكلُّ شَرٍّ في البِدَعْ
إلا صيامَ مَنْ يَصومْ صيامَ داودَ الرَّؤومْ
أو غيرَه مَنْ الصِّيامْ مما ارْتَضَى خيرُ الأنامْ
كالبيضِ أو يَوْمِ الخَميسْ أو يَوْمِ اثْنينٍ نَفيسْ
لأنَّهُ يَوْمٌ وُلِدْ فيه الرسولُ وافْتُقِدْ
وشهرُ شَعبانَ المَجيدْ شهرٌ لمن شَاءَ المَزيدْ
وفَوْقَهُ شهرُ الصِّيامْ فيه اعتكافٌ أو قِيامْ
والخيرُ فيما قَدْ شَرَعْ محمدٌ فلمْ يَدَعْ
فاحذَرْ فِعالُ الجاهلينْ والزَمْ إمامَ المُرْسلينْ(1448/1)
عثمان بن عفان
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله
عثمانُ ذو النّورين في العَلْياءِ ودمُ الشهيدِ مُعطِّرُ الأجواءِ
شيخُ الصحابةِ سابقٌ إسلامُه وأخو الحياءِ مبجَّلُ الأحياء
منهُ الملائكُ تَستَحي وبجودِه تتحدَّثُ الركبانُ في البيداء
مَنْ مثلُه في علْمِه أو حِلْمِه ؟ مَنْ مثلُ ذي النورينِ في القرّاء؟
صانَ الكتابَ عن التلاعبِ مصحفٌ في كلِّ مِصْرٍ مرجعُ الخطّاء
ما ذمَّهُ إلا الروافضُ بئْسَهُمْ صهرُ الرسولِ عن الدنايا ناء
قالوا يُولّي أهلَه ما أهلُه إلا الجديرُ بتلكمُ الأعباء
وصلتْ جيوشُ المسلمين بأمرهِ للأطلسيِّ وللشمالِ النائي
وغزتْ بحارَ الرومِ وانقضَّتْ على شُطآنِهم كالبرقِ كالأنوار
هابتْ ملوكُ الأرضِ دولةَ أحمدٍ وخليفةَ البَكْرْينِ في الهيجاء
وتحقَّقتْ للمسلمينَ بحكمِهِ أسمى معَاني العزَّةِ العصماء
اللهُ أكبرُ فوقَ كلِّ هضابِها خفاقةُ الراياتِ والأصداء
فالدينُ إسلامٌ عزيزٌ ظاهرٌ والمسلمون أشاوسُ الغبرْاء
ظلم الملوك تقوضت اركانه وعبادة الطاغوت والأهواء
ومشتْ ذئابُ الغابِ جَنْبَ رئالِهِ والظعنُ قد أمنتْ أذى الصحراء
أهلُ الكتابِ بذمةٍ مأمونةٍ وحقوقُهم جلّت عن الإيذاء
والناسُ في رغَدِ الحياةِ تنعّموا وتمتّعوا بالأمنِ والسَّراء
لكن إبليس اللعين وجنده لم يَهنؤوا والهُودُ أصْلُ الداء
فَسَعَوا لتقويضِ البناء بهمةٍ وتستّروا بالنصْحِ للدهماء
أغرَوا ذَوي الأغراضِ أن يتملْملوا ومَضَوا لزرعِ الحقْدِ في الغوغاء
ذمّوا الخليفةَ وهو أَنبلُ مسلمٍ حاشا رفيقيْ صاحبِ الإسراء
وتجمَّعَ الغوغاءُ ثم تَألّبوا وتَسوَّروا الجدرانَ في الظلماء
وجرتْ دماءُ الحبْرِ فوق كتابِهِ والخلْدُ للمظلومِ في العَلياء
وتصدَّعتْ بعدَ الخليفةِ أمةٌ وتناثرتْ كتناثرِ الأشلاء
وَوَهى البناءُ وكان سَدّاً محكَماً في وجهِ ذي الأغراض و الأسْواء
وغدا القميصُ لذي المآربِ حجةً والخَرقُ قد أعيا يدَ الرفّاء(1449/1)
فإلى الإلهِ المُشتكى من فتنةٍ تَدَعُ الحليمَ بحيرْةِ الآراء
لن يُصلحَ الأحوالَ إلا عودةٌ لكتابِنا وإخائِنا الوضّاء(1449/2)
عزة الإسلام
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله تعالى
الذلُّ والإيمانُ مُختصمانِ لا يَرتضي بالذلُّ غيرُ جَبانِ
للهِ كلُّ العزِّ جَلَّ جلالُهُ فهو العزيزُ وصاحبُ السلطانِ
وهو المعزُّ لمنْ يَشاءُ بفضلِه وهو المذلُّ لكلِّ ذي كُفْرانِ
بالعروةِ الوثْقى تمسَّكُ تَغتنمْ والعروةُ الوثقى هُدَى القرآنِ
عَزَّ الأنامُ بشرعِه وتعَاونوا وتَقدّموا في العلْمِ والعُمرانِ
واهتزَّ عرشُ الكفر تحتَ ملوكِهِ وارتاعَ كِسْرى صاحبُ الإيوانِ
والرومُ قصيرُهم غشَتْه رِعْدَةٌ فلقد أَحسَّ بثورةِ البركانِ
اللهُ أكبرُ ملْءَ كلِّ مسامعٍ لما أُزيلَ الوقرُ من آذانِ
وتطلعتْ نحو المآذِنِ أعينٌ سئمتْ من الإذلالِ والإذعانِ
هي عزَّةُ الإسلامِ عَمَّتْ أرضَنا وسمتْ بمن فيها من الإنسانِ
حتى غدا البدويُّ في أَسْمالِه يطأُ العروشَ بعزَّةِ الإيمانِ
ويهدِّدُ الفرسَ الأكاسرةَ الأُلى دكّوا حصونَ القيصرِ الروماني
هي نُصرَةُ المولى العزيزِ لجندِه والنصرُ بالإِيمانِ لا السلطانِ
من ذلَّ للهِ القديرِ عَنَتْ له كلُّ الطغاةِ بقدْرِة الرحمنِ
من قامَ في وجهِ الظلومِ مجاهداً فهو الشهيدُ شَهادةَ الشجعانِ
من قالَ: لا للظلمِ دونَ تردُّدٍ فهو الجديرُ بِجَنَّةِ الرِّضوانِ
المؤمنونَ عزيزةٌ راياتُهم سحقَتْ صَغارَ الكفْرِ والأوثانِ
ومشتْ جحافلُهم عل بطحائِها وجرتْ سفائنُهم على الخِلجانِ
أورتْ سنابكُ خيلِهم نيرانَها فتوقَّدَ الجُلمودَ بالنيرانِ
ذابَ الهوانُ على سعيرِ لهيبِها وتساقطَ الطاغوتُ ذو الكفرانِ
وتسلَّمَ المستضعفونَ قيادةً كانت بأيدي الظلْمِ والطغيانِ
رضَعوا مِنَ الإسلامِ عِزّاً فارْتَوَوا وتخلّقوا بمكارمِ الإحسانِ
حتى غَدَوا مِشكاةَ كلِّ فضيلةٍ والفضلُ محمودٌ بكلِّ لسانِ
* * *
من عزَّةِ الإسلامِ عِزُّ نفوسِنا فنفوسُنا تعتزُّ بالإيمان ِ
ولقد نَهَلْنا فارتَوَينا عزَّةً وكرامةً من منهَلِ القرآنِ(1450/1)
ما فازَ مَنْ لم يَسْتَنِرْ بمنارةٍ كالشمسِ تَنْثُرُ واضحَ البرهانِ
قرآنُنا تاريخُنا ومحمدٌ باني الحضارةِ قدوةُ الإنسانِ
لم يحنِ رأساً للعواصفِ حولَه في وجهِ أَهلِ البغْيِ والعدوانِ
إنْ كان فرْداً فالملائكُ جيشُهُ تَفَْري رؤوسَ الكفْرِ في الميْدانِ
أوْ كانَ أصحابُ النبيِّ قليلةً أعدادُهم فالنصرُ بالإيمانِ
ما صادَفَ الإيمانُ كفْراً في الوغَى إلا وللكفرانِ كلُّ الهوانِ
هي سنَّةُ الربِّ العظيمِ تقدَّسَتْ أسماءُ مَنْ يُعطي بلا حُسبانِ
* * *
يا خالقَ الأكوانِ صرْنا أُمةً مسلوبةَ الخيراتِ والأَوطانِ
أفكارُها من أُعْطياتِ خصومِها ما أقبحَ التقليدَ في السَّعْدانِ
والبأسُ فيما بينهما مستحكم ٌ والأمرُ فوْضى والشعوبُ تُعاني
ما ذاكَ إلا بعدَ نَأْيٍ واضحٍ عن محكَمِ التشريعِ والفُرْقانِ
لا يُرجِعُ الأَمجادَ إلا رجعة ٌ للهِ في سًّر وفي إعلانِ
فهو العزيزُ أَعزّنا بكتابِه لنقيمَ شرْعَ اللهِ في الأكوانِ
ويعمَّ نورُ اللهِ في أَرجائِها ويسودَ دينُ اللهِ في الأَديانِ(1450/2)
عظمة الكون
شعر الأستاذ خير الدين وانلي رحمه الله
بديعٌ كلُّ ما في الكونِ ... خَلْقُ المبدعِ القادرْ
جميلٌ كل ّما في الكونِ للمُستَمتعِ الشاعرْ
تأمّلْ هل تَرى عيْباً بصنعِ المتقِنِ الفاطرْ
تَعالى اللَّهُ ربُّ العرشِ جلَّ الباطنُ الظاهِرْ
*******
تأمَّلْ زهْرةَ التفاحِ ذاتَ السِّحْرِ والعِطْرِ
وتابِعْ شدْوَ شحرورٍ يُناجي بَسْمَة الفجْرِ
و راقبْْ نملةً تَسعى ونحلاً عاصَ في الزْهر
ونهْراً فضةً يَجري على حصباءَ كالدُّرِّ
*******
تَأَمَّلْ طائراً يَسعى على أَفراخِهِ الزُّغْبِ
وبطاً سابحاً يَجري مع التيّارِ في حرْبِ
وشاةً طفلَها تَدعو ثغاءً مفرحَ القلْبِ
ومُهراً قافزاً يَلهو على بُسْطٍ من العشْبِ(1451/1)
عقوق الوالدين
خير الدين وانلي
عقوقُ الوالدينِ هو الجحيمُ وبرُّ الوالدينِ هو النَّعيمُ
ومَنْ للوالديْنِ يقولُ: أْفٍّ ففي سَقَرٍ على جمرْ مُقيمُ
فكم سَهرا عليكَ وأَنتَ طفْلٌ وكم رعَياكَ والمولَى عليمُ
وكم جاعا لتشبعَ دونَ مَنٍّ وكم تَعبا ليرتاحَ السَّقيمُ
أَتجزي صانعَ المعروفِ سوءاً ويَجزي الخيرَ بالشرِّ اللئيمُ
أَلْم تعلمْ بأَنَّ الدهرَ دَوْرٌ وأَنكَ مثلما تَبغي ظَليمُ
فمَنْ يزرعْ عقوقاً يجْنِ شَراً مِنَ الأَبناءِ والبادي أَثيمُ
ومن يجحدْ صنيعَ الناسِ يجحدْ عطاءَ اللهِ والباري حَكيمُ
ومن أَبدى لوالدِه عقوقاً فللغرباءِ مرتعُهُ وَخيمُ
فمنْ لا خيرَ للأَبوينِ فيه فما للناسِ فيهِ ما تَشيمُ
ومن يكنِ العقوقُ له شِعاراً فما في طبْعِه شىءٌ سَليمُ
فبادرْ واغتنمْ بِراً بأْمٍّ سقَتْك حليبَها وأَبٍ يَهيمُ
فما في الأَرضِ أًَولى من رحيمٍ بِبرٍّ والإِلهُ بهِ رَحيمُ
وما في الكونِ أَزرى من عقوقٍ فذاكَ كبيرةٌ وله الجحيمُ(1452/1)
عمر بن الخطاب
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله تعالى
عمرُ الفاروقُ ثاني الخلفاءْ مُلْهَمُ الأُمةِ فخرُ الأَولياء
فاتحُ ((القدْسِ )) وماحي ((قيصر)) قاهرُ الفرسِ وحامي الأَبرياء
هزَّتِ الدِّرةُ أَركانَ الغِوى فهَوى الطاغوتُ بعدَ الكبرياء
إِنَّ سيفَ الحقِّ سيفٌ صارمٌ وهو أَمْضى في أَيادي الأَقوياء
***
يا أَبا العدْلِ ويا فخْرَ الحِمى صنتَ بالعدلِ حقوقَ الضعفاء
أنتَ للإسلامِ درعٌ سابغٌ حُزْتَ بالإسلامِ عزَّ الأنبياء
فارتمتْ فوقَ الثَّرى في ذِلَّةٍ كلُّ أصنامِ الهوَى والأَغبياء
وامَّحى الإشراكُ وانزاحَ الغِوى فالهُدى يَغْمُرُ أَرضَ الأَتقياء
***
نَمْ قَريرَ العينِ يا فاروقَنا حلَّ عدلُ الدينِ في دانٍ وناء
دولةُ الحقِّ استقرتْ وانتهى ظلْمُ طاغوتٍ وعسْفُ الأَسْرياء
لم يعدْ ثَمَّةَ حقدٌ عارمٌ بين ذي فقْرٍ وبينَ الأغنياء
فجميعُ الناسِ في بَحبوحةٍ وغِنى النفْسِ أسَاسٌ في الغَناء
****
نعمةُ الإسلامِ حَلَّتْ أَرضَنا فصراطُ اللهِ شرعُ الأسوياء
شرعة الرحمن للارض الهدى ليسَ منْ هَدْيٍ سوى هَدْيِ السماء
نفذَّتْهُ عصبةٌ مختارةٌ كأبي حفصٍ زعيمِ الأوفياء
فإذا الدنْيا سلامٌ رافلٌ بنعيمِ الحبِّ زاهٍ بالإِخاء
******
يا شهيدَ الحقِّ والعدْلِ ويا مُلْهَمَ الخيرِ ويا رمزَ الفداء
قَبْلَكَ الإِسلاُم في البلوى وفي دعوةِ الأفرادِ سرّاً في الخَفاء
بعدَكَ الإسلامُ في عزَّتِه يتّحدّى كلَّ كفْرٍ في إباء
هجرةٌ منكَ أَتتْ جهراً ولمْ تأتِ من غيرك إِلا في اختفاء
****
كان جمعُ الآي من قرآنِنا بعضَ ما خصَّك ربّي منْ عطاء
لكَ في الأَسرى ببدرٍ خطةٌ خصَّها الملى بمدْحٍ واصْطفاء
واحتجابٌ لنساءِ المصطفى فكرةٌ جالتْ فخُصَّتْ بالبَقاء
فأبو حفصٍ أَبو بَجْدَتِها وإلهُ العرشِ عونُ الأَصفياء
****
يا أنيسَ المصطفى في حجرةٍ أنتَ كالصدّيق بعدَ الأنبياء
كنتَ في الدنيا رفيقَ المُجتَبى تبذلُ الغاليَ تَسخو في العطاء(1453/1)
نمْ قريراً في جوارٍ طيبٍ نعمَ جارُ المصطفَينْ الكرماء
دُمْ معَ الصدّيقِ جارَ المُصطفى في نعيمِ الخلدِ في دارِ الهناء(1453/2)
قادة العالم
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله تعالى
يا سِّيدَ الرُّسْلِ قَدْ خَلَّفْتَ أَصحابا باعوا النفوسَ لرحمنِ السماواتِ
لم يَعرفوا الدينَ إِنْشاداً وسُبَّحَةً بل مارسوا الدينَ مَيْداناً وغَزْواتِ
كانتْ فتوحاتُهم للأَرضِ مرحَمةً فأَنقذَتُها مِنَ الطاغوتِ والعاتي
وسجَّلوا عدلَهم بالنورِ خالدةً سطورُه في جبينِ الدهرِ آياتِ
سادوا وقادوا وشادوا كلَّ باقيةٍ فذكرهُم عاطرٌ في كلِّ أَوقاتِ
هم عَلَّموا الناسَ تَوْحيداً لخالِقهم وحَطَّموا كلَّ إِشْراكٍ وسَوْءاتِ
باعوا دماهُم وبالجناتِ قد رَغبوا كانتْ تجارتُهم خيرَ التجاراتِ
فسارَعوا للوَغَى والخلْدُ طِلْبَتُه أَكرمْ بِفِرْدَوْسِها منْ بيْنِ جَنّاتِ
ما حكّموا الرأْيَ في الأحكامِ بل خَضَعوا لشِرْعَةِ اللهِ في طوْعٍ وإِخْباتِ
ما عَطَّلوا صفةً للهِ واردةً بل سَلَّموا في صفاتِ اللهِ والذاتِ
ما شَبَّهوا الخلقَ بالمخلوقِ وابتَدعَوا في الدينِ بل تابعوا وحْيَ السماواتِ
فما أَتاهمْ بهِ قرآنُهم أَخذوا وما نَهاهمْ فعنهُ يَنتْهي الآتي
( اللهُ أَكبرُ ) في الهيجاءِ صرختُهم لهولها يَرجُفُ العاتي بساحاتِ
وفي المآذنِ إِنْ دَوَّتْ فدعوتُهم إلى الصلاةِ وإخلاصِ العباداتِ(1454/1)
قَوْمِي
الشاعر الأستاذ :خير الدين وانلي رحمه الله
إن قومي صحبُ الأنبياءْ مَنْ بهم طاوَلَتِ الأرضُ السماءْ
فتيةٌ باعوا دماهُم واشتَرَوا جنةً فيها نعيمٌ لا انتهاءْ
عَمَّموا بالمجدِ هاماتِهُمُ بوركتْ هاماتُ قومٍ أتقياءْ
إنهمْ في الأرضِ أملاكٌ على صورةِ الإنسانِ إنسانِ العَلاءْ
لم ترَ الدنيا قديماً مثلَهم خيرُ قرْنٍ جُنْدُ زَيْنِ الأنبياءْ
زَلزلوا كسرى على إيوانِهِ فارتَمى الطاغوتُ بعدَ الكبرياءْ
واحتَمَى القيصرُ في قلعتِهِ دولةُ الرومانِ مالتْ للعَفاءْ
وامَّحى الهندِ عرشٌ وانْحنى صاحبُ الصينِ لأمرِ الأقوياءْ
واستكانَ البحرُ بحرٌ مُظلِمٌ تحتَ وطءِ الخْيلِ خيلِ الأولياءْ
إنهم واللهِ آبائي فهلْ مثلُهم في الكونِ آباءٌ سواءْ
تَزدهي الدنيا بهمْ بلْ فاخرَتْ هذه الأرضُ بهم شمسَ الضِّياءْ
مدَّنوا الأقوامَ لما أيقظوا كلَّ عقْلٍ من دَياجير العَماءْ
عدلُهم للعدلِ قِسطاسٌ فهم قِمَّةٌ في كلََّ حكْمٍ أو قَضَاءْ
لم يَزلْ إيثارُهم أُسطورةٌ عندَ مَنْ لم يُدركوا نُبْلَ العَطاءْ
قِسمةُ الإخوانِ صارتْ عادةً عندَهم أكرمْ بمَنْ سَنَّ الإخاءْ
حاتِمُ الجودِ إليهمْ يَنتَمي جودُه أنعمْ بقومٍ أسخياءْ
والفروسياتُ فيهم لم تَزلْ عزةُ الإسلامِ يَنبوعُ المَضاءْ
زانتِ التقوى خِلالاً بَرَّةً هذَّبَ الإيمانُ منها كيفَ شاءْ
صارتِ الأملاكُ في عَليائها تحسُدُ الدنيا عليهمْ في السَّماءْ
ربُّنا باهى بهمْ جبريلَه وهو روحُ القدْس أصفَى الأصفياءْ
أَيُّ علمٍ لم يكونوا أصْلَه أو يشيدوا الركْنَ منه والبِناءْ
أَيُّ فنٍّ لم يكونوا أهلَه دَلْوهُم أَوسعُ منْ كلِّ الدِلاءْ
هذه آثارُهم مبثوثةً في بقاعِ الأرضِ منْ دانٍ وناءْ
سَطّرتْ أقلامُهم أَسفارَهم أَدهشتْ مَنْ بَعدَهم مِنْ علماءْ
دُرِّسَتْ في الغرْبِ في معهدِه قِمَّةٌ في كلِّ حكْمٍ أو قَضَاءْ
ذكرُ آبائي على كلِّ فمٍ إنهم كالماءِ فيها والهواءْ(1455/1)
نحنُ مُذْ حِدْنا عن النهجِ الذي خطَّه المولى لنا حُمَّ القَضاءْ
فارتكَسْنا في ظلامٍ دامسٍ بعد نورٍ دياجينا أضاءْ
لا يُعيدُ المجدَ إلا عودةٌ لكتابِ الله ذي النْهجِ السواءْ
لا يعزُّ اللهُ إلاّ مؤمناً باذلاً روحاً ومالاً في سَخاءْ(1455/2)
لأجل إسلامي
شعر الأستاذ خير الدين وانلي رحمه الله
أعيشُ لأجلِ إسلامي أموتُ لأجلِ إسلامي
*****
نذرتُ الروحَ للباري له جَهْري وإسلامي
وديني شمسُ أنوارِ أموتُ لأجلِ إسلامي
*****
بهِ قد عَزَّ أجدادي وفيه مجدُ أحفادي
فأَموالي وأولادي فدى ديني وإسلامي
*****
منَ الإسلام أفكاري وللإسلام أشعاري
وفي الإسلامِ آثاري أعيشُ لأجلِ إسلامي
*****
هو التشريعُ و الشرعُ وفيه الأصلُ والفرعُ
وفيه الخفضُ والرفعُ ضياءُ الكونِ إسلامي
*****
منَ القرآنِ تَشريعي ومنهُ كلُّ تَفريعِ
ولن أرضى بتنويعِ فحسبي شرْعُ إسلامي
*****
صلاحُ الفردِ والأمةْ بآيِ اللهِ والحكمهْ
وكشفُ الكرْبِ والغمَّه بعودتِنا لإسلام
*****
فتحْنا كلَّ معمورِ نشرْنا كلَّ دُستورِ
وما الإظلامُ كالنورِ ومادينٌ كإسلامي
*****
إلى القرآنِ إخواني على تَقْوى وإيمانِ
فنصر إلهنا دانِ إذا عُدنا لإسلامِ(1456/1)
مجد الآباء
صغت القوافي لا زلفى ولا ملقا
شعرا نظمت به أمجاد من سبقا
من صحب أحمد من طابت سرائرهم
فطاب منزلهم ظلا ومرتفقا
من علموا الناس قرآنايطهرهم
ويرفع الإصر والأغلال والرهقا
من زلزلوا الفرس والرومان زلزلة
وحطموا الظلم والطغيان والنزقا
هم الأشاوس ما لانت عريكتهم
هم الفوارس لو أبصرتهم نسفا
من مثل ( حمزة ) و ( القعقاع ) إن حزبت
ومن لها ( كالمثنى ) إن غدت زلقا
ومن ( كسعد ) ومن ( كابن الوليد) إذا
ماالبيض قد لمعت أو أومضت ألقا
يا قاهري فارس والروم حسبكما
فخرا فذكركما في الكون قد عبقا
وحسب من حرك الأبطال مكرمة
عدل به أمن ( الفاروق ) من فرقا
خليفة كان للصديق تابعه
في حرب من فارق الإسلام وانزلقا
ومن ( كعثمان ) ذي النورين في كرم
يجهز الجيش يعطي ماله غدقا
ومن ترى ( كعلي ) الرأي إن صعبت
ومن ترى كأمين المال إن برقا
أو ( كابن زيد ) و ( كابن عوف ) منقبة
( وطلحة ) و ( ابن العوام ) ومن صدقا
من عنده مثل آبائي ؟ وأين هم
كم مثلهم خالق الأكوان قد خلقا
فلنحمد الله أن كنا لهم خلفا
أكرم بهم سلفا أعظم بهم صدقا
***
صغت القوافي من أصحاب سيدنا
محمد سيد الإنسان مذ خلقا
لكن مدحي للأصحاب مجتمع
في شخص قائدهم من للسماء رقى
فجاوز السبع لم يلحق به بشر
فكلهم دونه قدرا ومستبقا
ما قال فيه أخو شعر فرائده
إلا وقصر في وصف فما لحقا
محمد فضله في الكون مؤتلق
وذكره بعد ذكر الله ما افترقا
محمد قدوة للناس قاطبة
ما بعده مرسل ما مثله خلقا
تقاصر الشعر عن وصف لجوهره
فليس في الشعر ما يكفي وإن نطقا
إن كنت قصرت لا عيا ولا خورا
فحسب شعري أن في بحره غرقا
الشمس قد بهرت عيني فما وصفت
شمسا وما جاوزت في وصفها شفقا
لكنني واثق ألا يضيع سدى
شعر نظمت به أمجاد من سبقا(1457/1)
نور الدين الشهيد
شعر : خير الدين وانلي رحمه الله
لم يبقَ مِنْ نورِ الشهيدِ السامي في الشامِ غيرُ القبرِ والحمّامِ
هذا الذي عمَّ البرايا فَضلُهُ وجهادُه في سالفِ الأيامِ
هذا الذي جمعَ القبائلَ عَنوةً حتى توحَّدَ أمْرُها في الشامِ
هذا الذي قادَ الجحافلَ عزْمُه ليَصُدَّ عُدوانَ الصليبِ الظامي
الشامُ تشهَدُ للشهيدِ فأرضُها بدمائِهِ جُبِلَتْ فنِعمَ الدامي
واسألْ (صلاحَ الدينِ) ينبئْكَ النَّبا عنْ فضلِهِ وجهادِهِ البَسّامِ
أذكى الشهيدُ العزْمَ في قُوّادِهِ فصلاحُ دينِ اللهِ غرْسٌ نامِ
والفضلُ للأُستاذِ إنْ طلاّبُهُ نَبَغوا فأكرمْ بالشهيدِ السامي
أينَ المعاهدُ للقتالِ تَضَخَّمَتْ باسمِ الشهيدِ الفاتحِ المقدامِ ؟
أينَ الشوارعُ والمدارسُ باسمِهِ أينَ المساجدُ رافعاتُ الهامِ ؟
أوَهكذا تَنسى الشآمُ رجالَها وجهادَهم في خِدْمِة الإسلامِ ؟
أوَهكذا حفْظُ العهودِ لأهلِها أوَهكذا التكريمُ للأعْلامِ ؟
بئسَ الصنعُ تنكُّرٌ لذوي النُّهى والعزمِ والإخلاصِ والإقدامِ
*****
لو كانَ نورُ الدينِ غَرْبيّاً لما بَخِلوا على ذِكراهُ بالإكرامِ
ولَخَلَّدوا أعمالَه في شعرِهم وعلى مسارِحهم وفي الأنغامِ
ولَصوَّروا في كلِّ ساحٍ شخصَهُ ليراهُ كلُّ الناسِ طولَ العامِ
*****
أنا لا أقولُ بنصْبِ تمثالٍ لهُ كيْ تَسلَحَ الأطيارُ فوقَ الهامِ
لكنْ بأنْ يَحيا بجوفِ قلوبِنا ليمدَّنا بمحامِدِ الإلهامِ
ويكونَ نبْراساً يُنيرُ جهادَنا لنعيدَ مجدَ الدينِ والإسلامِ(1458/1)
نور الفلق
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله تعالى
إنْ طالَ بالظلمِ الغَسَقِ لاُبدَّ مْن نوِر الَفلَقْ
الحقُّ منتصرٌ ولو طالَ المدى فالحقُّ حَقْ
نورُ الحقيقةِ نافذٌ لا يحجُبُ الغيمُ الشَّفَقْ
كم مرَّ فوق أديمِنا مِنْ ظالمٍ ثم انمَحَقْ
إنَّ الفَراشَ إذا دنا من شعلةِ النورِ احترقْ
سلْ عن قياصرةٍ وكم جاروا وزادوا في الخَرَقْ
وأسألْ أكاسرةً عتَوا ماذا جَنَوا مما سَبَقْ
فلقدْ تمزَّقَ ملكُهم وتفرقتْ منه المُزَقْ
داستْ سنابكُ خيلِنا تلكَ الجحافلَ والفِرَقْ
وتقوّضَتْ أَحلامُهم وتناثرتْ مثلَ الورقْ
خفاقةٌ راياتُنا ما فوقَها بندٌ خفقْ
واللهُ يحفظُ دينَه ويَخيبُ كفّارٌ أَبَقْ
جلَّ الحكيمُ بخلقِه في كلِّ ماجلَّ ودَقْ
لنْ يُهملَ الظالمَ مهما طالَ بالظلْمِ الرمَقْ
لا يُعجزُ الخلّاقَ فانٍ أصلُهُ ماءٌ دفَقْ
لنْ يخرقَ الأرضَ ولنْ يُطاولَ النجمَ العلقْ
إنسانُ هذي الأرضِ في الكـ ـونِ هباءٌ مُختلَقْ
لا يعلمُ الأكوانَ حقَّ العلـ ـمِ إّلاِ مَنْ خَلَقْ
ربٌّ بديعٌ دبَّر الأَمـ ـرَ على أعلى نَسقْ
لن يتركَ المؤمنَ في هـ ـمًّ وغمٍ وأرقْ
فالدينُ شرعُ اللهِ والإِيمـ ـانُ أسمى منطَلَقْ
واللهُ يَجزي صابراً والعجزُ عنوانُ الخرَقْ
وَضَحَ الطريقُ أمامَ كلِّ الحائرين بمفْتَرَقْ
لا عذْرَ بَعدَ اليوم للمسـ ـتنكفينَ منَ الفِرَقْ
مَن يركبِ الأمواجَ لا يَخْشَ على النفْسِ الغرقْ
فتقدّموا أهلَ الحِجى فالخلدُ نعمَ المرتَفَقْ(1459/1)
هبوا من النوم
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله
باللهِ يا قَوْمي هُبّوا منَ النومِ
واستَبْدِلوا الإقدامْ بالنومِ والأحلامْ
فالدينُ ناداكمْ واللهُ يَرعاكُمْ
والحقُّ بالقوةْ والبغيُ للهُوَّهْ
والمجدُ أعباءُ والحزْمُ إمضاءُ
ما خابَ مَنْ يَسْعى في صالحِ المَسْعى
فالجُهْدُ مشكورُ والأجرُ مذْخورُ
واللهُ ذو المِنَّهْ يدعو إلى الجَنَّهْ
والمُصطفى أحمدْ متبوعُنا الأوحَدْ
في دينِه الأقومْ نهجُ الهُدى الأسلمْ
في دربِه العِصمَهْ في هديهِ الرَّحْمهْ
مَنْ زاغ عنهُ عادْ للكفرِ والإلحادْ
يا ربَّنا زِدْنا عِلْماٌ وسَدِّدْنا
كي نحفظَ العهدا كي نُرجعَ المجدا(1460/1)
يا إمام الرسل
شعر الأستاذ : خير الدين وانلي رحمه الله
يا إمامَ الرُّسْلِ يا أحمدْ يا لواءَ الخيرِ والرَّحمهْ
أنتَ في ظلمائِها الفَرْقَدْ نِعمةٌ ما فوقها نِعمهْ
يا زعيمَ الأمةِ الأوحدْ جئتَنا بالنورِ والحكمهْ
مَنْ يَسِرْ في دربها يَسْعَدْ إنها النبراسُ للأُمَّهْ
********
أنتَ للأخلاقِ تجسيدُ أنتَ مشكاةُ الهُدى فينا
أنتَ إرشادٌ وتَسديدُ أنتَ للعَلْيا تُنادينا
دينُك الإسلامَ تأكيدُ لرسالاتِ النبيِّينا
شرعُك القرآن تأبيدُ للمعالي نورُ ماضينا
*******
جئتَنا في ظلمةِ الدهرِ فأنرتَ القلبَ والفِكْرا
قدْتَنا باللينِ واليسرِ فاقتلعَت الشرَّ والكفْرا
أنتَ رمزُ الحلمِ والصبرِ ناشرٌ بَين الوَرى بِشْرا
أَيُّ سرٍّ أنت لا أدري فَلْتُسامِحْني أبا الزَّهْرا(1461/1)