الكتاب : ديوان رؤبة بن العجاج الجزء الثاني
-11-
وقال أيضًا(1) فى مَدِيحِ [تَمِيمٍ وسَعْدٍ ونَفْسِه](2):
/1- دايَنْتُ أَرْوَى والدُّيُونُ تُقْضَا
2- فَمَطَلَتْ (3) بَعْضًا وأَدَتْ بَعْضَا
قال: دايَنْتُ بين اثْنَيْن، يُقالُ: دايَنْتُ: فُلانًا: إذا أقْرَضْتَهُ وأَقْرَضَكَ، ودايَنْتُ فُلانًا: إذا فَعَلْتَ به مِثْلَ ما فَعَلَ بِكَ، وكذلك دِنْتُه بِذلِكَ المَعْنَى أَدِينُه دَيْنًا، ودِنْتُ أنا: أخَذْتُ الدَّيْنَ، قال: وأنْشَدَنِى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
نَدِينُ ويَقْضِى اللَّهُ عَنّا وقد نَرَى :. مَكانَ رِجالٍ لا يَدِينُونَ جُوَّعَا (4)
ويُقالُ: رَجُلٌ مَدِينٌ ومَدْيوُنٌ: إذا رَكِبهُ الدَّيْنُ، وقد ادَّانَ فُلانٌ: إذا أخَذَ الدَّيْنَ، وقد أَدَنْتُهُ: إذا أقْرَضْتَهُ وأَعْطَيْتَهُ.
قال أبو الحَسَنِ: وأنْشَدَنِى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
أَدَانَ وأَثْبَأَهُ الأَوّلُونَ :. بِأَنَّ المُدَانَ مَلِىٌّ وَفِىّْ(5)
والدِّينُ: الدَّأْبُ، ساكِنَةُ الهَمْزةِ. والدِّينُ: الطّاعةُ. فأمّا قَوْلُه:
__________
(1) الأرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع من صفحة (89-81) ورقمها (29).
(2) ما بين الحاضرتين زيادة من ديوان رؤبة المطبوع.
(3) اللسان، والتاج (د ى ن ) وفيهما "فَماطَلَتْ..." وفى التاج (أ ض ض) "فَمَطَلَتْ..." وفى مقاييس اللغة (د ى ن) "فَمَطَلَتْ".
(4) اللسان، والتاج (د ى ن) أنشده الأَحْمَرُ للعُجَيْر السَّلُولِىِّ، ورواية العَجُزِ:
* مَصَارِعَ قَوْمٍ لا يَدِينُونَ ضُيَّعَا *
قال ابنُ بَرِّىٍّ: صَوَابُهُ "ضُيَّعِ" بالخَفْضِ علَى الصِّفَةِ لِقَوْمٍ، وقبله:
فَعِدْ صاحِبَ اللَّحّامِ سَيْفًا تَبِيعُهُ وَزِدْ دِرْهَمًا فَوْقَ المُغَالِينَ واخْنَعِ(1/1)
(5) الشِّعْر لأَِبِى ذُؤَيْبٍ الهُذَلِىِّ فى شرح أشعار الهُذَلِيِّين الجزء 1/99 واللسان، والتاج (د ى ن). (أَدَانَ: باعَ بَيْعًا إلى أَجَلٍ، فَصارَ له على الناسِ دَيْنٌ؛ الأَوّلُونَ: مَسَانُّ الرِّجالِ والمَشْيَخة).
* يا دِينَ قَلْبُكَ مِنْ سَلْمَى وقَدْ دِينَا * (1)
قال: فَإنَّ هذا يَخْتَلِفُ فى إِعْرابِه ومَعْناهُ، أنْشَدَنِى اللِّحْيانِىُّ:
* يا دِينَ قَلْبِكَ مِنْ سَلْمَى وقَدْ دِينَا *
فالمَعْنَى: (يا) تَنْبِيهٌ، كَأَنَّهُ قَالَ يَاهذَا ثم قَالَ: دِينَ قَلْبُكَ يَرْفَعُهُ بِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، ومَعْناهُ مِنَ الاْنقِيادِ وَالطَّاعَةِ. ومَنْ قَالَ: يا دِينَ قَلْبِكَ، فَمَعْناهُ: يا عَادَةَ قَلْبِكَ، أى فى لَهْوِهِ وَطَرَبِهِ.
وقَوْلُهُ: والدُّيُونُ تُقْضَى، يَقُولُ: الدُّيُونُ وَاجِبٌ قَضَاؤُهَا، فَلَمْ تَفِ لِى بِما وَعَدَتْنىِ، والمَعْنَى: كَانَ مِنِّى إلَيْهَا كَلاَمٌ فَوَعَدَتْنِى فَصارَ لىِ عَلَيْهَا دَيْنٌ فَمَطَلَتْ بَعْضًا وَأَدَّتْ بَعْضًا.
3- وَهْىَ تَرَى ذَا حاجَةٍ مُؤْتَضَّا
4- ذا مَعَضٍ لَوْلاَ يَرُدُّ الْمَعْضَا (2)
المُؤْتَضُّ: الْمُلْجَأُ، يُقَالُ: أَضَّتْنِى إلَيْكَ الْحَاجَةُ تَؤُضُّنِى أَضًّا، وَعَنِ/ الأَصْمَعِىِّ أيْضًا قَوْلُه: الأَوّلُ أَضَّنىِ يَؤُضُّنىِ: إِذَا أَحْرَقَنِى وغَمَّنِى.
ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: الْمُؤْتَضُّ: المُلْجَأُ. أَبُو عَمْرٍو : مُحْتَاجًا.(3)
والْمَعْضُ: يُقَالُ: امْتَعَضَ مِنْ ذَلِكَ الأَمْرِ: إذا أَحْرَقَهُ وكَرِهَهُ، يُقَالُ: مَعَضَ مَعَضًا فَخَفَّفَ مَعْضًا لِلْحَاجةِ، ومَعناهُ كَمَا تَقُولُ: إنَّ فُلاَنًا لَحدِيدٌ لَوْلاَ أَنَّهُ يَكْظِمُ.
5- فَقُلْتُ قَوْلاً عَرَبِيًّا غَضَّا (4)
6- لَوْ كانَ خَرْزًا فى الكُلَى مَا بَضَّا (5)
غَضًّا:أَىْ طَرِىٌّ لم يَسْبِقْنىِ إِلَيْهِ أَحَدٌ.
__________
(1) اللسان، والتاج (د ى ن).(1/2)
(2) اللسان (م ع ض) وفيه "تَرُدُّ"، والرجز فى التاج (م ع ض).
(3) "مُحْتاجًا" تفسيرٌ آخر لأبى عمرو لكلمة "مُؤْتَضَّا".
(4) اللسان، والتاج (ب ض ض).
(5) اللسان، والتاج (ب ض ض).
مَا بَضَّا: يَقُولُ: لَوْ كَانَ قَوْلىِ هَذَا خَرْزًا فىِ كُلَى الْمَزَادِ مِنْ إحْكامِهِ مَا بَضَّ مِنْها شَىءٌ، أَىْ مَا سَالَ وَمَا قَطَرَ مِنْ إحْكامِهِ وجَوْدَتِهِ، بَضَّ يَبِضُّ بَضًّا، وَإِنَّمَا خَصَّ الكُلَى، وَالكُلَى: الرِّقَاعُ الَّتىِ فى عُرَى الْمَزَادِ والأدَاوَى. فالجَذْبُ إنَّمَا هُوَ عَلَيْهَا، فَيَقُولُ: لَوْ كَانَ فىِ ذَلِكَ المَوْضِعِ عَلَى كَثْرةِ
جَدْبِهِ وأنَّ الْعَمَلَ عَلَيْهِ مَا بَضَّ مِنْهَا شَىءٌ لإِحْكامِهِ.
7- إِنْ كانَ خَيْرٌ مِنْكَ مُسْتَنَضَّا(1)
8- فَاقْنَىْ فَشَرُّ القَوْلِ مَا أَمَضَّا(2)
المُسْتَنَضُّ: المُسْتَخْرِجُ مَا عِنْدَهُ مِنَ النَّاضِّ كَذَا وكَذَا، وَالنَّاضُّ: النَّقْدُ مِنْ ثَمَنِ المَتَاعِ خاصّةً، وَيُقَالُ: عِنْدِى مِنَ النَّاضِّ.
فَاقْنَىْ: أرَادَ أَنْ يَقُولَ: فَاقْنَىْ حَيَاكِ وَاذْكُرِيهِ، أَىِ احْفَظِى حَيَاءَكِ، وقال:
* ويَقْنَى الحَيَاءَ المَرْءُ والَرُّمْحُ ساجِرُ *
وقَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
إِنْ كُنْتِ أَدْنَى لِلشّبابِ فَقَدْ تَقْنَا الحَيَاءَ خَرِيدَةٌ بِكْرُ
وَيُرْوَى: "فَلاَ تَنْسَى الحَيَاءَ خَرِيدَةٌ بِكْرُ".
وأمَضَّ: أَحْرَقَ، يُقَالُ: أَمَضَّنِى الجُرْحُ وَلاَ يُقَالُ: مَضَّنِى.
وَالْحَيَاءُ: الاسْتِحْياءُ.
9- أَمَا تَرَىْ دَهْرًا حَنَانِى حَفْضَا (3)
10- أَطْرَ الصَّنَاعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضَا (4)
__________
(1) اللسان، والتاج (ن ض ض) وفيهما "خَيْرٌ مِنْكِ".
(2) اللسان، والتاج (ن ض ض) وفيهما "فَشَرُّ القَوْلِ" وفى التاج (م ض ض ) وفيه "وَشَرُّ القَوْلِ".(1/3)
(3) اللسان (ق ع ض)، والتاج (ح ف ض) وفيه "إِمَّا"، ومَقاييس اللغة (ح ف ض، ع ر ش ) وإصلاح المَنْطِق "إِمّا تَرَىْ ..." وفى اللسان (ع ر ش) "إِمَّا تَرَىْ".
(4) فى ديوان رؤبة المطبوع "أَظرَ" خطأ. وفى اللسان (ع ر ش) "أُطْرَ"، والرجز فى التاج (ح ف ض).
الحَفْضُ: الأَطْرُ والحَطُّ، أَطَرَهُ يَأْطِرُهُ أَطْرًا، أَطَرَهُ وحَنَاهُ: حَفَضَهُ، وَهُوَ الْعَطْفُ.
/ وَيُقَالُ لِلْمَرْأة: صَنَاعٌ، وَرَجُلٌ صَنَعٌ، وَصِنْعُ اليَدَيْنِ، وإِنَّمَا قَالَ صَنَاعَيْنِ؛ لأَِنَّهُما إِذَا اجْتَمَعَتَا كَانَ أحْكَمَ مِنْ أَنْ تَكُونَ وَاحِدَةً.
وَالعَرِيشُ: مَرْكَبٌ تَرْكَبُ فِيهِ النِّسَاءُ.
قَالَ: وَالقَعْضُ لاَ أَدْرِى ما هُوَ، لَمْ أَجِدْ أحَدًا يَحُقُّهُ، قَالَ: وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ الصَّغِيرُ. (1)
11- مِنْ بَعْدِ جَذْبِى المِشْيَةَ الجِيَضّا (2)
12- فِى سَلْوَةٍ عِشْنَا بِذاكَِ أُبْضَا (3)
الجِيَضُّ: مِشْيَةٌ فيها تَبَخْتُرٌ وَاخْتِيالٌ، هُوَ يَمْشِى الجِيَضَّا، وَقَدْ جَاضَ فى الْمِشْيَةِ يَجِيضُ جَيْضًا. وَالسَّلْوَةُ: أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ فِى بُلَهْنِيَةٍ ورَخَاءٍ مِنْ عَيْشِهِ، وَيُقَالُ: عِشْنَا أُبْضًا مِنَ الزَّمَانِ، قال: لاَ أَعْلَمُ لَهُ أصْلاً غَيْرَ هَذَا وَيُرْوَى بِذلِكَ. (4)
__________
(1) فى اللسان (ق ع ض) قال الأَصْمَعِىُّ: العَرِيشُ القَعْضُ: الضَّيِّقُ، وقيل: هو المُنْفَكُّ. وفى مقاييس اللغة (ق ع ض): القَعْضُ: عَطْفُكَ رَأْسَ الخَشَبَةِ، كما تَعْطِفُ عُرُوشَ الكَرْمِ.
(2) اللسان (ج ى ض)، وفى التاج (ج ى ض) برواية "... الجِيِضَّى".(1/4)
(3) اللسان (أ ب ض)، ومقاييس اللغة (أ ب ض):"فِى حِقْبَةٍ عِشْنَا ..."، والتاج (ج ى ض). وفى اللسان (ن ع ض): إِمّا أن يريد بِقَوْلِه "عِشْنَا" الجَمْعَ فيكونُ المَعْنَى علَى اللَّفْظِ، ويَكُونَ "خِدْنَ اللَّوَاتِى" مَوْضوعًا مَوْضِعَ أَخْدانِ اللَّوَاتِى، وإِمّا أن يَقُولَ "عِشْنَا" كَقَوْلِكَ "عِشْتُ" إلاّ أَنه اختارَ "عِشْنَا" لأنه أَكْمَلُ فى الوَزْنِ.
(4) فى اللسان (أ ب ض): "ابن سِيدَه: والأُبْضُ، بالضَّمِّ: الدَّهْرُ"، وفى مقاييس اللغة (أ ب ض): الأُبْضُ: الدَّهْرُ" وأيضًا فى نسخة أبى سعيد الضرير.
13- خِدْنَ اللَّوَاتِى يَقْتَضِبْنَ النُّعْضَا (1)
14- فَقَدْ أُفَدَّى مِرْجَمًا مُنْقَضَّا (2)
يَقْتَضِبْنَ: يَقْطَعْنَ، يُقَالُ: قَضَبَهُ: إِذَا قَطَعَهُ، وَقَالَ أَبوُ عَمْرٍو: يَقْتَضِبْنَ مِنَ القِضْبَانِ، وَهُوَ جَمْعُ قَضِيبٍ، وقُضْبانٌ أَيْضًا.
والنُّعْضُ: شَجَرٌ يُسْتَاكُ به، وَالْوَاحِدَةُ نُعْضَةٌ(3)، فَيَقُولُ: كُنْتُ خِدْنَ الشَّوَابِّ اللَّوَاتِى هكَذَا عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ.
أُفَدَّى: يُقَالُ لِى وَيْهًا فِدًى لَكَ.
ومِرْجَمٌ، أُرَاجِمُ الأَسْفارَ، أَرْجُمُ فِى الْبِلاَدِ: إِذَا مَضَيْتُ لِحَاجَةٍ، فإِذَا رَجَعْتُ انْقَضَضْتُ انْقِضَاضَ الكَوَاكِبِ رَاجِعًا. وَالمُرَاجَمَةُ أَيْضًا باللِّسَانِ، قال:
* شَدِيدٌ باللِّسَانِ وبِالْيَدِ *
15- بِمَهْمَهٍ (4) يَبْرِى الذُّرَى والنَّحْضَا
16- مِنَ المَهَارَى تَحْتَ قَيْظٍ أَغْضَا (5)
__________
(1) اللسان (ن ع ض)، وفيه رواية ثانية "جَذْبَ اللَّوَاتىِ"، وفى التاج (ن ع ض) "مِنَ اللَّوَاتِى" وأَشارَ إلى رواية "خِدْنَ اللَّوَاتِى".
(2) اللسان (ج ى ض ) وفيه "فَقَدْ أُفَدِّى مِشْيَةً ...".
(3) فى اللسان (ن ع ض): "النُّعْضُ، بالضَّمِّ: شَجَرٌ مِنَ العِضَاهِ سُهْلِِىٌّ، له شَوْكٌ يُسْتاكُ به.(1/5)
(4) المَهَمَهُ: المَفازَةُ البَعِيدةُ، والجَمْعُ المَهَامِهُ، وقِيلَ: الفَلاَةُ بِعَيْنِها لا ماءَ بها ولا أَنِيس، وقيل: البَلْدةُ المُقْفِرَةُ. (اللسان/ م هـ هـ).
(5) المَهَارَى جَمْعُ مَهْرِيّة، وهى الإبِلُ المَنْسُوبةُ إلى مَهْرَة بن حَيْدانَ، أبو قَبِيلةٍ، وجَمْعُ المَهْرِيّة أيضًا مَهَارِىٌّ، ومَهَارٍ. (اللسان/ م هـ ر).
الذُّرَى: الأَسْنِمَةُ، وَذِرْوَةُ الجَبَلِ، وَذِرْوَةُ كُلِّ شىءٍ: أَعْلاَهُ، وَالذُّرَى: ما اسْتَتَرْتَ بِهِ. والنَّحْضُ: اللَّحْمُ، يُقَالُ: هَذَا الطَّرِيقُ مِنْ بُعْدِهِ يَبْرِى أَسْنِمَةَ الإِْبِلِ ويَذْهَبُ بِشُحُومِهَا وَلُحُومِهَا.
وأغْضَى: غَمَّضَ عَلَيْهِمْ وَأَطْبَقَ، لاَ يَنْقَلِعُ هذا الحَرُّ.
108/أ 17-/ أَخْرَجَ مِنْها عَرَقًا مُرْفَضَّا (1)
18- يَخْبِطْنَ رَمْضَى بِالْحِدَابِ الرَّمْضَا
بِالْحِدَابِ الرَّمْضَا، يَقولُ: قد رَمِضَتْ هَذِهِ الإِْبِلُ مِنَ الحَرِّ، فَهُنَّ يَخْبِطْنَ وَهُنَّ رَمْضَى، كَمَا قَالَ:
لاَ يَرْمَضُونَ إِذَا حَرَّتْ مَعَافِرُهُمْ - وَلاَ تَرَى مِنْهُم فِى طَعْنٍ مَنَالاَ
يَقُولُ: إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِم الْحَرُّ لَمْ يَرْمَضُوا.
والحِدَابُ الرَّمْضَى: الَّتىِ قَدِ اشْتَدَّ عَلَيْهَا الْحَرُّ فَتَسْخَنُ، وَوَاحِدُ الحِدَابِ حَدَبَةٌ(2)، يَقُولُ: هَذَا القَيْظ أَخْرَجَ هَذَا العَرَقَ، وَيُرْوَى "يَخْبِطْنَ رَمْضًا" مُنَوَّنٌ.
ورَمِضَ يَرْمَضُ رَمَضًا: إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ.
19- إِذَا امْتَطَيْنَا نِقْضَةً ونِقْضَا(1)
20- أَصْهَبَ أَجْرَى نِسْعَهُ وَالْغَرْضَا
المَطْوُ: الْمَدُّ، يُقَالُ: مَدَّ وَمَطَّ، كَمَا قَالَ:
* سَاطٍ يَمُطُّ الرَّسَنَ المُحَمْلَجَا(3)
__________(1/6)
(1) ارْفَضَّ الدَّمْعُ: سالَ وَتَفَرَّقَ وتَتابَعَ سَيَلانُه وقَطَرانُه. (اللسان/ ر ف ض)، وفى شرح أبى سعيد الضرير:"المُرْفَضُّ: المُتَفَرِّقُ".
(2) الحَدَبَةُ: ما أَشْرَفَ مِنَ الأَرْضِ وغَلُظَ وارْتَفَعَ. (اللسان/ ح د ب، شرح أبى سعيد الضرير).
(3) اللسان (ع و ى ، ن ق ض، و ف ض) وفيه "إذَا مَطَوْنَا نِقْضةً أَوْ نِقْضَا" وهى رواية أبى سعيد الضرير، والتاج (ن ق ض) "إذا مَطَوْنَا..."، والتاج (وف ض) "أَوْ نِقْضَا". ومَطَوْنَا: سِرْنا عليه. (أبو سعيد الضرير).
(2) الرَّجَزُ لِلعَجّاج فى ديوانه /384.
*
والنِّقْضُ: الَّذِى قَدْ سُوفِرَ عَلَيْهِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ فَانْتَقَضَ بَدَنُهُ وذَهَبَ لَحْمُهُ.
والنِّسْعُ: الخُفُّ(1).
وَالغَرْضُ: التَّصْدِيرُ، وَهُوَ حِزَامُ الرَّحْلِ(2)، يَعْنِى أَنَّهَا كانت بِطَانًا سِمَانًا فَسُوفِرَ عَلَيْهَا حَتَّى ضَمِرَتْ وقَلِقَتْ عُرُوضُهَا، وَيُقَالُ: مَطَا يَمْطُو مَطْوًا.
21- طُولُ التَّهَاوِى عُصَبًا ورَفْضَا
22- تَعْوِى البُرَى مُسْتَوْفَضَاتٍ وَفْضَا(3)
التَّهَاوِى: الهُوِىُّ فىِ الْفَلاَةِ، أَىْ يَهْوِينَ فِيهَا، أَىْ يُسْرِعْنَ فِيهَا.
وَالْعُصَبُ: الْجَمَاعَةُ (4)، الْوَاحِدَةُ: عُصْبَةٌ.
وَالرَّفْضُ: مُتَفَرِّقَةٌ، وَهُوَ هَاهُنَا مَصْدَرٌ.
وَتَعْوِى: تَرُدُّ، يُقَالُ: عَوَاهُ يَعْوِيهِ عَيًّا: إِذَا رَدَّه وَنَوَاه.
والمُسْتَوْفَضُ: الْمُسْتَعْجَلُ، اسْتُوفِضَ: إِذَا مَرَّ يَعْدُو مَرًّا شَدِيدًا سَرِيعًا، يَقُولُ: فَالْبُرَى تَرُدُّهُنَّ وهُنَّ يَهْوِينَ وَيَمْضِينَ.
وَالبُرَى: جَمْعُ بُرَةٍ، وَهِىَ الْحَلْقَةُ الصُّفْرُ فِى أَنْفِ البَعِير. والبُرَأُ بالهَمْزِ: جَمْعُ بُرْأَةٍ، وَهِىَ مَوْضِعُ الصَّائِدِ الَّذِى يَكُونُ فِيهِ.
23- وَالْخِمْسُ نَاجٍ لاَ يُرِيدُ الخَفْضَا
24- إِذَا اعْتَسَفْنَا رَهْوَةً أَوْ غَمْضَا(5)(1/7)
وَالخِمْسُ نَاجٍ: يَقُولُ: سَيْرُ الخِمْسِ بِنَا نَاجٍ: سَرِيعٌ.
(108/ب) وَالْخَفْضُ: الدَّعَةُ وَالاْسْتِرَاحَةُ /.
__________
(1) فى شرح أبى سعيد الضرير:"أَجْرَى نِسْعَهُ: أقْلَقَه".
(2) فى الأصل "حِزَامُ الرَّجُلِ" خطأ، والمُثْبَتُ من اللسان (غ ر ض)، وشرح أبى سعيد الضرير.
(3) اللسان، والتاج (ع و ى، وف ض)، ومقاييس اللغة (ع و ى) "مُسْتَوْفِضاتٍ" وأيضًا فى ديوانه المطبوع. ومُسْتَوْفضات: مُتَفَرِّقات. (أبو سعيد الضرير)
(4) العُصَبُ: الجماعات (أبو سعيد الضرير).
(5) اللسان (غ م ض) غير مَنْسُوبٍ، والرجز فى التاج (غ م ض).
وَالاْعْتِسَافُ: رُكُوبُ الفَلاَةِ عَلَى غَيْرِ هِدَايَةٍ، والاعْتِنَافُ فىِ غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ: كَرَاهَتُكَ الشَّىءَ، قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
لم يَخْتَرِ البَيْتَ عَلَى التَّغَرُّبِ وَلاَ اعْتِنَافَ رُجْلَةٍ عَنْ مَرْكَبِ(1)
وَالرَّهْوَةُ: المَكَانُ المُرْتَفِعُ.
وَالْغَمْضُ: الْغَامِضُ الْمُطْمَئِنُّ.
ولا اعْتِنَافَ، يَقُولُ: لَمْ يَكْرَه الرُّجْلَةَ ويَرْغَبْ فىِ الرُّكُوبِ وَلَكِنّهُ اخْتارَ الرُّجْلَةَ لِقُوَّتِهِ عَلَيْهَا، وَإِنَّمَا يُخْبِرُ عَنْ جَلَدِهِ، يَقُولُ: لم يَخْتَرِ الرَّاحَةَ.
25- فَيْفًا كَأَنَّ آلَهُ المُبْيَضَّا(2)
26- مُلاَءُ غَسَّالٍ أَجَادَ الرَّحْضَا(3)
27- عَنَّى المَهَارَى بُعْدُهُ وَأَنْضَا
28- جَاوَزْتُهُ بِالقَوْمِ حَتَّى أفْضَا(4)
الفَيْفُ: مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرْضِ، يُقَالُ: فَيْفٌ، وأَفْيافٌ، وفَيَافٍ.
والرَّحْضُ: الغَسْلُ: يُقَالُ: الغَسْلُ، يُقَالُ: رَحَضَ ثَوْبَهُ يَرْحَضُهُ رَحْضًا.
وَأَنْضَى: هَزَلَ.
وَأفْضَى: خَرَجَ إِلَى الْفَضَاءِ وَإِلَى مَا لاَ يَعْرِفُونَ بَعْدَ أَنْ كانُوا لَهُ مُنْكِرينَ مِن اشْتِبَاهِهِ.
وَالمَهَارَى: الإِْبِلُ الْمَهْرِيَّةُ.
29- بِهِمْ وَأَمْضَى سَفَرٌ ما أَمْضَا(5)(1/8)
30- يَأَيُّهَا القَائِلُ قَوْلاً حَرْضًا(6)
قَوْلُهُ" أَمْضَى سَفَرٌ قَالَ: مَعْنَاهُ: قَضَى اللَّهُ مِنْ أَمْرِنَا مَا قَضَى فَوَلَّى. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرابِىِّ: يَقُولُ: أَفْنَى السَّفَرُ عنّا مِنَ الطَّريقِ مَا أَفْنَى، ويُقالُ فِيهِ قَوْلٌ آخَرُ، يَقُولُ: قَضَى السَّفَرُ مَا قَضَى، يَعْنِى أَهْلَهُ.
__________
(1) رواية اللسان (ع ن ف) "... على التَّعَزُّب".
(2) التاج (غ م ض).
(3) التاج (غ م ض).
(4) اللسان (ف ض ى).
(5) اللسان (ف ض ى).
(6) اللسان (ح ر ض). ورواية أبى سعيد الضرير "فَأَيُّها ...".
وحَرْضًا:(1) أَصْلُهُ حَرَضًا وَلَكِنَّهُ أَسْكَنَ، وَيُقَالُ: أَحْرَضَهُ الْمَرَضُ، وَأُحْرِضَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُحْرَضٌ، وَرَجُلٌ حارِضَةٌ. ويُرْوَى: "بَلْ أَيُّهَا الْقَائِلُ".
31- إِنَّا إذا نادَى مُنَادٍ حَضَّا
32- وَجَدْتَ فِينَا مِرَّةً ونَقْضَا
حَضًّا: أَىْ حَضَّنَا عَلَى نَفْسِه وَدَعَانَا إِلَى مَا أَهَمَّهُ.
وَجَدْتَ فِينَا مِرَّةً ونَقْضَا: يَقُولُ: نُبْرِمُ أُمُورَنَا ونَنْقُضُ ما نُرِيدُ نَقْضَهُ.
33- أَصْبَحَ أَعْدَاءُ تَمِيمٍ مَرْضَا (2)
34- مَاتُوا جَوًى والْمُفْلِتُونَ جَرْضَا (3)
(109/أ) / مَرْضَى: يَقُولُ: كَادُوا يَمُوتُونَ جَسَدًا.
وَالْجَوَى: فَسَادٌ فىِ الْجَوْفِ، يَقُولُ: فَمَاتُوا غَيْظًا.
وَالْمُفْلِتُونَ: الَّذِينَ لم يُصِبْهُمْ كَيْدُنَا أَفْلَتُوا يَجْرِضُونَ بِأَرْياقِهِمْ، أَىْ بِآخِرِ رَمَقٍ، يُقَالُ: تَرَكْتُهُ يَجْرِضُ بِرِيقِهِ: إذَا كَانَ بِآخِرِ رَمَقٍ، جَرَضَ يَجْرِضُ جَرْضًا: إذَا غَصَّ، يُقَالُ: تَرَكْتُهُ يَفُوقُ بِنَفْسِهِ ويَجْرِضُ بِرِيقِهِ عِنْدَ المَوْتِ.
35- إنَّ تَمِيمًا لاَ تُبَالِى البُغْضَا
36- مِنْ أَجْلِ أَنَّا الْمَالِئُونَ الأَرْضَا
37- طُولاً تَغَشَّى طُولَهَا وَالْعَرْضَا
38- تَرَى إذَا شَدَّ الأُمُورَ النَّقْضَا (4)(1/9)
البُغْضُ: مَنْ أبْغَضَهُمْ مِنَ النَّاسِ.
الأَرْضَا: يَقُولُ: مَلأْنَا الأَرْضَ رِجَالاً، يَقُولُ: إذَا اشْتَدَّ نَقْضُ أُمُورِ النَّاسِ وجَاءَتْ أُمُورٌ شِدَادٌ تَنْقُضُ مَا يُبْرَمُ رَأَيْتَ فِينَا كَذَا وكَذَا مِنْ إِحْكَامِ الأُمُورِ.
39- مِنَّا قُرُومًا يَقْتَصِلْنَ الْعَضَّا
__________
(1) الحَرَضُ: الفاسدُ القبيحُ. (أبو سعيد الضرير)
(2) التاج (ج ر ض).
(3) اللسان والتاج (ج ر ض).
(4) رواية أبى سعيد الضرير: "... الأُمُورَ القِبْضَا".
40- يَجْمَعْنَ زَأْرًا وهَدِيرًا مَخْضَا (1)
نَصَبْتَ قُرُومًا بِقَوْلِكَ: تَرَى، وَالْقُرُومُ: جَمْعُ قَرْمٍ، وَالْقَرْمُ: الْفَحْلُ يُتْرَكُ مِنَ العَمَلِ ويُوَدَّعُ للضِّرَابِ، وَهُوَ هَا هُنَا مَثَلٌ، وَالْمَعْنَى لِلرِّجَالِ.
وَيَقْتَصِلْنَ: يَقْطَعْنَ مَا عَضِضْنَ، يُقَالُ: قَصَلَ يَقْصِلُ قَصْلاً، وَيُقَالُ للسَّيْفِ: مِقْصَلٌ، وَنَابٌ مِقْصَلٌ: إِذَا كَانَ يَقْطَعُ، وَالْمِقْصَلُ: اللِّسَانُ يَفْصِلُ بَيْنَ الحَقِّ وَالْبَاطِلِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنىِ مَنْ أَثِقُ بِه فىِ حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِىّ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ أَنْ يُحَدِّثَهُ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ عامِلَةَ، قَالَ: لاَ أُحَدِّثُكَ، قَالَ لَهُ: لِمَ؟ قَالَ: لأَِنَّهُ لَيْسَ لَكُمْ عِلْمٌ بِالعَرَبِيّةِ أَوْ قَالَ بِالكَلاَمِ، قَالَ: إنِّى لاَ أَعْرِفُ مِنْها، فَمَا مَعْنَى قَوْلِ الشَّاعِرِ:
صَرِيعُ مُدَامٍ يَرْفَعُ الشَّرْبُ رَأْسَهُ لِيَحْيَا وقَدْ ماتَتْ عِظَامٌ وَمِفْصَلُ (2)
مَا يَعْنِى بالمِفْصَلِ؟ قَالَ: اللِّسَانُ، قَالَ: اغْدُ عَلَىَّ لأُِحَدِّثَكَ.
والزَّأْرُ: يُقَالُ لِلْفَحْلِ إذَا رَدَّدَ الصَّوْتَ: قَدْ زَأَرَ، يَقُولُ: يَجْمَعْنَ أَنْ يَزْئِرْنَ فى/ أَجْوَافِهِنَّ ويَهْدِرْنَ فَيَمْخَضْنَ ذَاكَ.(1/10)
وَالْمَخْضُ: ما يُفْصِحُ بِهِ، والزَّئيرُ: ما لا يُفْصِحُ بِهِ، ومِنْهُ: مَخَضْتُ السِّقَاءَ: إذا حَرَّكْتَهُ.
__________
(1) ورد الرجز فى اللسان (م خ ض) غير منسوب لرؤبة، وفى مادة (زأر) نسب الرجز له. وفى التاج (م خ ض، ن هـ ض) "يَتْبَعْنَ زَأْرًا...".
(2) الشاهد فى شعر الأخطل /2.
41- فىِ عَلِكَاتٍ يَعْتَلِينَ النَّهْضَا (1)
42- جَرَّتْ تِمَامًا لَمْ تُخَنِّقْ جَهْضَا (2)
العَلِكَاتُ(3): الأَنْيابُ يَعْلُكْنَ، يَقُولُ: إِذَا نَهَضْنَ عَلَوْنَ، يَقُولُ: يَنْهَضْنَ نَهْضًا عَالِيًا: لا يَشْتَدُّ عَلَيْهِنَّ النَّهْضُ.
جَرَّتْ تِمَامًا: يَقُولُ: تَمَّتْ أَيَّامُهَا وَلَمْ تُنْتَجْ قَبْلَ التِّمَامِ فَتَضْعُفُ.
وَتُخَنِّقُ: مِنْ قَوْلِهِ: خَنَّقَ فُلاَنٌ الْخَمْسِينَ: إِذَا قَارَبَهَا وَلَمْ يُجَاوِزْ، فيَقُولُ: لَمْ تُخَنِّقِ الْوَقْتَ وَلَكِنَّهَا اسْتَكْمَلَتْ وتَمَّتْ لَهَا الأَ يَّامُ فَيَقُولُ: حِينَ خَنَّقَتْ لَمْ تُجْهِضْ، أَىْ لَمْ تُعْجِلْ، وقَالَ: اللَّفْظُ فىِ هَذَا عَلَى الإِبِلِ، وَالمَعْنَى عَلَى الرِّجالِ كَالَّذِى قَبْلَهُ، أَجْهَضَتْ إجْهاضًا، وَالْوَلَدُ مُجْهَضٌ.
43- يَخْبِطْنَ خَبْطًا مِشْدَخًا وَرَضَّا (4)
44- بِمُطْلَقَاتٍ لَمْ تُعَلَّمْ أَبْضَا
أَبُو عَمْرٍو "وَرَكْضَا" ورَوَى:"لَمْ تُعَوَّدْ أَبْضَا"(5) .
والمُطْلَقَاتُ: يَعْنِى أَيْدِيَهَا.
وَالأَبْضُ: يَقُولُ: لَمْ تُؤْبَضْ: لَمْ تُرْكَبْ صِعَابًا، والإبَاضُ: حَبْلٌ يُشَدُّ مِنَ الرُّسْغِ إِلَى العَضُدِ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُ.
45- وَإِنْ وَهَى الدِّينُ شَدَدْنَا القَبْضَا
46- عَلَى المُعَاصِينَ ونَجْزِى القَرْضَا
أَبُو عَمْرٍو: "وَنُعْطِى القَرْضَا"(6)، يَقُولُ: نَحْنُ عَلَى المُعَاصِينَ غُلَظَاءُ.
__________(1/11)
(1) ورد الرجزُ فى اللسان (ع ل ك) شاهدًا على العَلِكَة، بمَعْنَى شِقْشِقةِ الجَمَلِ عند الهَدِيرِ، وأيضًا فى التاج (م خ ض)، وفى التاج (ن هـ ض) "فىِ عَلَكاتٍ" بفتح اللام.
(2) رواية أبى سعيد الضرير "جَرعت تِمامًا..".
(3) العَلِكاتُ: الشديدات المَضْغ. (أبو سعيد الضرير)
(4) رواية أبى سعيد الضرير: "... ورَقْضَا".
(5) وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(6) وهى رواية أبى سعيد الضرير.
وَالْقَرْضُ: أَنْ تَصْنَعَ بِهِ مِثْلَ ما يَصْنَعُ بِكَ. وَالْقَرْضُ: أَنْ يُعْطِيَهُمْ مِنْ نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلُوهُ شَيْئًا، والمَعْنَى أَنَّهُ يَقُولُ: مَنْ أَحْسَنَ إلَيْنَا أَوْ أَسَاءَ كَافَيْنَاهُ، وَهِىَ المُكَافَأَةُ، فإنْ تَرَكْتَ الهَمْزَ قُلْتَ: كَافَيْتُهُ مُكَافَاةً.
47- قَوْمًا وأَقْوَامًا نُعِيرُ العَرْضَا
48- إنَّا إذَا قُدْنَا لِقَوْمٍ عِرْضَا (1)
(110/أ) / نُعِيرُ: أَىْ نَهَبُ لَهُمْ ونُعْطِيهِمْ وَلَيْسَ بِالْعَارِيّةِ المَرْدُودَةِ. وَأَصْلُ الْعَارِيّةِ مِنْ هذَا، إذَا قُلْتَ: أَعِرْنىِ شَيْئًا، أَى انْقُلْهُ مِنْ عِنْدِكَ إلَىَّ، فهذَا أَصْلُهُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعْرابِيًّا يَقُول: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الاسْتِفْرَاضِ وَالاسْتِقْراضِ، فالاسْتِفْراضُ أَنْ يَسْأَلَ فَيُعْطَى، والاسْتِقْراضُ: القَرْضُ.
وقَوْلُهُ: عِرْضَا: العِرْضُ: الْجَبَلُ، وَهُوَ هَاهُنَا الْجَيْشُ، وَهُوَ مَثَلٌ، قَالَ أَبُو الحَسَنِ: أَنْشَدَنِيهَا ابْنُ الأَعْرابِىِّ بِالكَسْرِ عِرْضَ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِى عَمْرٍو، وقَدْ حُكِىَ عَنِ الأَصْمَعِىِّ عَرْض بِالفَتْحِ.
49- لَمْ نُبْقِ مِنْ بَغْىِ الأَعَادِى عِضَّا (2)
50- نَشْذِبُ عَنْ خِنْدِفَ حَتَّى تَرْضَا(1/12)
يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كانَ شَدِيدَ الْعَارِضَةِ واللِّسَانِ وَالْخُصُومَةِ: إِنَّهُ لَعِضٌّ مِنَ الأَعْضَاضِ، وَإِذَا كانَ دَاهِيَةً مُنْكَرًا عَالِمًا بِتَصَرُّفِ الأُمُورِ: إِنَّهُ لَجُوَّلٌ قُلَّبٌ، وَإنَّهُ لَحَوَالِىٌّ، قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ(3)
__________
(1) اللسان (ع ر ض) وفيه "عَرْضَا" بفتح العين، وفى مقاييس اللغة (ع ر ض) "كُنّا إذا..."، وفى ديوان رؤبة المطبوع "عِرْضًا" بِفَتْح العَيْنِ وكَسْرِها.
(2) اللسان (ع ر ض).
(3) نُسِبَ الشّاهدُ أيضًا فى اللسان (ح و ل) للمَرَّارِ بن مُنْقِذٍ العَدَوِىّ، وصَدْرُه:
*أَوْ تَنْسَأَنْ يَوْمِى إلى غَيْرِه *
ورِواية العَجُزِ فى اللسان "... وإنِّى حَذِرْ". بكَسْرِ الذالِ.
:
* إِنِّى حَوَالِىٌّ وإِنِّى حَذُرْ *
وإنَّهُ لِيَرْقُمُ الماءَ إذَا كانَ أَيْضًا كَذلِكَ أَوْ أكْثَرَ. قال أَبُو الحَسَنِ: وأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
سَأَرْقُمُ فىِ الْماءِ القَرَاحِ إلَيْكُمُ - عَلَى نَأْيِكُمْ إنْ كانَ فىِ الْماءِ رَاقِمُ (1)
نَشْذِبُ: يَقُولُ: نَرُدُّ عَنْهَا ونَدْفَعُ كما يُشَذَّبُ الشَّوْكُ عَنِ الشَّجَرَةِ.
وخِنْدِفُ: أُمُّ طَابِخَةَ ومُدْرِكَةَ وقَمَعَةَ، وَإنَّمَا سُمِّى عَامِرٌ طَابِخَةَ؛ لأَِنَّهُ قَعَدَ يَطْبُخُ، وَسُمِّىَ عَمْرٌو مُدْرِكَةَ؛ لأَِنَّهُ أَدْرَكَ الإِْبِلَ، وَسُمِّىَ قَمَعَةَ؛ لأَِنَّهَ انْقَمَعَ فَلَمْ يَبْرَحْ، وَسُمِّيَتْ خِنْدِفُ؛ لأَِنَّها خَرَجَتْ فَخَنْدَفَتْ فىِ مَشْيِهَا، فَقَالَ لَهَا إلْياسُ زَوْجُها: أَيْنَ تُخَنْدِفِينَ وقَدْ رُدَّتِ الإِْبِلُ؟، وَاسْمُها لَيْلَى، وَهِىَ قُضَاعِيّةٌ.
51- ولَيْسَ دِينُ اللَّهِ بِالمُعَضَّا (2)
52- إِنَّ لَنَا هَوَّاسَةً عِرَبْضَا (3)
المُعَضَّى: المُقَطَّعُ.
وَالْهَوّاسَةُ: الأَسَدُ (4)، وهُوَ وَصْفٌ لَهُ، يُقَالُ: هُوَ يُهَوِّسُهُ، أَىْ يَطْحَنُهُ وَيُدَقِّقُهُ.(1/13)
وَالْعِرَبْضُ: الضَّخْمُ الغَلِيظُ، وَأَصْلُهُ العِرْباضُ، يُقَالُ ذَلِكَ لِكُلِّ غَلِيظٍ.
__________
(1) الشاهد فى اللسان (ر ق م) غير مَنْسُوبٍ بِرِواية "عَلَى بُعْدِكُمْ ..." وهو لأوس بن حَجَر فى ديوانه /116 ورواية صَدْره:
* سَأَرْقُمُ بالماءِ القُرَاحِ إليكُمُ *
(2) اللسان (ع ض ى) غير مَنْسُوبٍ، وفى مقاييس اللغة (ع ض و) لرؤبة.
(3) اللسان، والتاج (ع ر ب ض).
(4) الهَوّاسةُ مُشَدَّدة: الأَسَدُ الهَصُور، كالهَوَّاسِ، والهاءُ للمُبالغة. (القاموس المحيط/ هـ و س). وفى اللسان (هـ و س): الهَوّاسُ: الأَسَدُ. وفى شرح أبى سعيد الضرير: هَوّاسةٌ: شُجاعٌ شَدِيدٌ.
(110/ب) / 53- نَعْلُو بِهِ وَمِخْبَطًا مِهَضَّا (1)
54- لَوْ صَكَّ بَعْدَ رَضِّهِ ما رَضَّا
ويُرْوَى: "نَرْدِى بِهِ وَمِنْطَحًا مِهَضَّا".
نَرْدِى:نَصُكُّ، وَالْمِرْدَى: الحَجَرُ يُضْرَبُ بِهِ، وَيُقَالُ: رَدَيْتُهُ أَرْدِيهِ رَدْيًا، والرَّدَاةُ: الصَّخْرَةُ.
وَمِنْطَحٌ: كَبْشٌ يُنْطَحُ بِهِ، وهُوَ هَاهُنَا مَثَلٌ، يَعْنِى الرَّئِيسَ.
وَمِهَضٌّ: مِكْسَرٌ، هَضَّهُ يَهُضُّهُ هَضًّا: إذا كَسَرَهُ، ويُرْوَى: مَنْ رَضَّا، قالَهُ أَبُو عَمْرٍو، وإِذَا قالَ: مَا رَضَّا (فَمَا) فىِ مَعْنَى الَّذِى.
55- ثَهْلاَنَ أَوْ دَمْخَ الحِمَى لاَرْفَضَّا (2)
56- أَوْ رُكْنَ سَلْمَى أَوْ أَجَا لاَنْقَضَّا (3)
لاَنْقَضَّا: يَعْنِى هذَا الرُّكْنَ، فَيَقُولُ: لَوْ صَكَّ هذَا المِنْطَحُ بِعُلاَلَتِهِ، أىْ بِمَا بَقِىَ مِنْهُ بَعْدَ أَنْ كَسَرَ مَنْ كَسَر وَفَعَلَ بِمَنْ فَعَلَ لاَنْقَضَّ هذَا الرُّكْنُ، أىْ تَفَرَّقَ.
وَارْفَضَّ: تَفَرَّقَ وتَكَسَّرَ أَيْضًا.
ثَهْلاَنُ، وَدَمْخُ، وَسَلْمَى، وَأَجَأُ: جِبَالٌ كُلُّها.
57- أَوْ زُلْنَ فى مُسْتَرْجَفَاتِ نَفْضَا (4)
58- نُزِلُّ بِالْوَطْءِ المَكَانَ الدَّحْضَا(1/14)
أَوْ زُلْنَ: يَعْنِى هَذِهِ الجِبَالَ الَّتِى ذَكَرَ، قَالَ: وَأَجَا أَصْلُهُ الهَمْزُ، وَقَدْ يُذْهَبُ بهِ مَذْهَبَ التَّأْنِيثِ، قَالَ:
* أَبَتْ أَجَأٌ أَنْ تُسْلِمَ العَامَ جَارَهَا * (5)
__________
(1) التاج (ع ر ب ض) وفيه "نَرْدِى بِهِ وَمِنْطَحًا مِهَضَّا"، وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(2) رواية أبى سعيد الضرير: ... لاَنْقَضَّا".
(3) رواية أبى سعيد الضرير: "... لاَرْفَضَّا".
(4) فى ديوان رؤبة المطبوع "مُسْتَرْجِفاتٍ" بِكَسْرِ الجِيمِ.
(5) الشاهد صَدْرُ بيت لاِمْرِئِ القيس فى ديوانه /95، وعَجُزُه:
* فَمَنْ شاءَ فَلْيَنْهَضْ لها مِنْ مُقَاتِلِ *
ومُسْتَرْجَفَاتٍ: أَىْ مَعَ مُسْتَرْجَفَاتٍ، أَىْ مَعَ جِبَالٍ تَسْتَرْجِفُ وتَتَحرَّكُ.
وَالنَّفْضُ: التَّحَرُّكُ، نَفَضَ رَأْسَهُ، وأَنْفَضَ بِرَأْسِهِ.
وَالدَّحْضُ: المَكَانُ الَّذِى لاَ يَثْبُتُ فِيهِ شَىْءٌ.
59- وَنُورِدُ المُسْتَوْرِديِنَ الحَمْضَا(1)
60- وَالنَّبْلُ تَهْوِى خَطَأً وَحَبْضَا (2)
الْحَمْضُ: مَا مَلُحَ مِنَ النَّبْتِ فَتَخْتَلُّ الإِبِلُ إلَيْهِ تَشْتَهِيهِ إذَا أَكَلَتِ الخُلَّةَ، وَهَذَا هَاهُنَا مَثَلٌ، يَقُولُ: مَنِ اشْتَهَى قِتَالَنَا أَوْرَدْنَاهُ مِنْ ذلِكَ مَا يَشْتَهِى وَيَشْفِى صَدْرَهُ، أَىْ أَنَّهُ يَجِدُ عِنْدَنا مِنَ الضَّرْبِ مَا تَجِدُ الإِْبِلُ مِنَ الحَمْضِ، ومِثْلُهُ:
* جَاءوا مُخِلِّينَ فَلاَقَوْا حَمْضَا * (3)
وَالْحَبْضُ(3): أَنْ تَقَعَ النَّبْلُ بَيْنَ يَدَىِ الرَّامِى فَلاَ تَذْهَبُ حَيْثُ يُرِيدُ،/ وذلِكَ إِذَا اشْتَدَّ الْقِتَالُ.
61- قَفْخًا عَلَى الهَامِ وَبَجًّا وَخْضَا (4)
62- أُولاَك يَحْمُونَ المُصَاصَ الْمَحْضَا
الْقَفْخُ: الضَّرْبُ عَلَى الْيَابِسِ (5)، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو:"نَفْخًا عَلَى الْهَامِ".
وَالْهَامُ: جَمِيعُ هَامَةٍ، أَىْ تُصِيبُ الأَدْمِغَةَ.(1/15)
وَالْبَجُّ: الشَّقُّ، بَجَّ يَبُجُّ بَجًّا.
__________
(1) رواية أبى سعيد الضرير:
* ونحمضُ المُسْتَوْرِينَ الحَمْضَا *
(2) فى ديوان رؤبة المطبوع "تَهْوَى"، وفى اللسان (ح ب ض) "وَحَبَضَا"، والرجز فى التاج (ح ب ض، هـ و ى).
(2) الرَّجزُ للعجاج فى اللسان (خ ل ل)، وديوانه /89.
(3) الحَبْضُ: صَوْتُ الوَتَرِ. (أبو سعيد الضرير).
(4) اللسان (ق ف خ، و خ ض)، والتاج (و خ ض).
(5) فى اللسان (ق ف خ): لايكونُ القَفْخُ إلاّ على شىءٍ صُلْبٍ أو على شىءٍ أَجْوَفَ أو على الرأسِ، فَإن ضَرَبَه على شىءٍ مُصْمَتٍ يابِسٍ قال: صَفَقْتُهُ وصَقَعْتُهُ.
وَالْوَخْضُ: الطَّعْنُ الَّذِى لاَ يَنْفُذُ، وَخَضَ يَخِضُ وَخْضًا.
والْمُصَاصُ: الْخَالِصُ، يُقَالُ: فُلاَنٌ فىِ مُصَاصِ قَوْمِه.
وَالْمَحْضُ: مَا لَمْ يُخالِطْهُ شَىءٌ.
63- فىِ العِدِّ لَمْ يُقْدَحْ ثِمَادًا بَرْضَا (1)
يَقُولُ : هَؤُلاءِ فى العِدِّ مِنَ الْمَاءِ، وهَذَا مَثَلٌ.
وَالعِدُّ: الْمَاءُ الَّذِى لاَ يَنْقَطِعُ أَهْلُهُ، يَقُولُ: فَنَحْنُ فىِ الأَصْلِ العَظِيمِ الكَثِيرِ.
والثِّمَادُ: البِئْرُ الَّتِى تَزِيدُ مَعَ السَّيْلِ وتَنْقُصُ.
والْقَدْحُ: أَنْ يُقْدَحَ، أَىْ يُغْرَفَ بِالْقَدَحِ قَلِيلاً قَلِيلاً، فَيُقَالُ لِلْمِغْرَفَةِ المِقْدَحَةُ، قَالَ أَبُو الحَسَنِ: وَحَكَى لَنَا ابْنُ الأَعْرابِىِّ:
لاَ أُحْسِنُ اللَّعِبْ إلاَّ جِلِخْ جِلِبْ أو أَكْلَ انْفَخهْ، بَيْضاءَ مُصْلَحَهْ، فىِ صِفْوِ مِقْدَحَهْ.
قَالَ أَبُو الحَسَنِ: قَالَ ابْنُ الأَعْرابِىِّ: سَأَلْتُ أَبَا الجَرَّاحِ مَا قَوْلُهُ: جِلِخْ جِلِبْ: قَالَ: لُعْبَةٌ لَهُمْ. وَالْبَرْضُ: الْمَاءُ القَلِيلُ. ويُقَالُ لِلْبِئْرِ القَلِيلَةِ الْمَاءِ: هِىَ تُقْدَحُ، أَىْ يُخْرَجُ مِنْها الْمَاءُ قَلِيلاً قَلِيلاً، ويُقَالُ: هُوَ يَتَبَرَّضُ مَا عِنْدَهُ ، أَىْ يُخْرِجُهُ قَلِيلاً قَلِيلاً.(1/16)
[وقال أَيْضًا فىِ نَفْسِهِ] (2) :
1- يَا بِنْتَ عَمْرٍو لاَ تَسُبِّى بِنْتِى
2- حَسْبُكِ إحْسَانُكِ إنْ أَحْسَنْتِ
3- وَيْحَكِ إِنْ أَسْلَمْ فَأَنْتِ أَنْتِ
4- أَإِنْ رَأَيْتِ هَامَتِى كالطَّسْتِ(3)
__________
(1) اللسان (ب رض)، ورواية التّاج (ب ر ض) "... لم يَقْدَحْ..." وفى مقاييس اللغة (ب ر ض) "... لم تَقْدَحْ...".
(2) مابين الحاصرتين بياض بالأصل، والمُثْبت من ديوانه المطبوع، والأرجوزة فيه (23 ، 24) ورقمها (9).
(3) اللسان (ب هـ ت) غير منسوب، وروايته "أَأَنْ رَأَيْتَ ..."
وَيُرْوَى "يا بِنْتَ عَمِّى"، يَقُولُ: لاَ تُؤْذِينىِ، حَسْبُكِ أَنْ تُحْسِنِى وتَكُفِّى، فَأَنْتِ أَنْتِ، يَقُولُ: / أَنْتِ المُخْصِبَةُ المُدْرِكَةُ لِمَا تُرِيدِينَ مِنَ العَيْشِ.
5- بَعْدَ خُدَارِىٍّ غُدَافِ النَّبْتِ
6- فىِ سَلِبِ الأَنْقاءِ غَيْرِ شَخْتِ
أَبُو عَمْرٍو: "أَثِيثِ النَّبْتِ".
الخُدَارِىُّ: الأَسْوَدُ، ويُقَالُ لِلْعُقَابِ خُدَارِيّةٌ.
والغُدَافُ: الكَثِيرُ، قالَ: ولاَ أَعْلَمُهُ، يُقَالُ فى هَذَا المَعْنَى: أَغْدَفَ، ويُقَالُ: أَغْدَفَ القِنَاعَ: إذَا سَدَلَهُ.
والسَّلِبُ: الطَّوِيلُ.
والأَنْقَاءُ: العِظَامُ فِيهَا مُخٌّ، والواحِدُ: نِقْىٌ، ويُقَالُ: أَيْضًا لِلْمُخِّ نِقْىٌ، وقَدِ انْتَقَيْتُ العَظْمَ: إذا اسْتَخْرَجْتَ مُخَّهُ، وتَمَقَّقْتُهُ، وتَمَكَّكْتُهُ: إذا اسْتَخْرَجْتَ ما فِيه. والهُنَانَةُ: المُخُّ الرَّقِيقُ. والمُخَاخةُ، والمُكَاكَةُ: المُخُّ. وأَمَخَّ وأَمَكَّ. والرِّيرُ، والرَّارُ أيضًا: المُخُّ الرَّقِيقُ.
والشَّخْتُ: الضَّعِيفُ الدَّقِيقُ، يَقُولُ: لَمْ أَكُنْ كَذَلِكَ.
7- رَابَكِ والشَّيْبُ قِنَاعُ المَقْتِ
8- نُحُولُ جُسْمانِى كَمَا نَحَلْتِ(1/17)
رَابَكِ: رَأَيتِ مِنّى ما يُرِيبُكِ، يُقالُ: رَابَنىِ، وأَرابَنِى قَلِيلةٌ، قالَ أَبُو الحَسَنِ: وَأَنْشَدَنِى الفَصِيحُ مِنْ بَنِى أَسَدٍ:
* قَامَتْ فَقَالَتْ لِىَ قَوْلاً تَحْلِفُهْ *
* أَرَابَنىِ مِنْ شَيْخِنَا تَمَخُّطُهْ * (1)
والجُسْمان، والجِسْمُ، والجُثْمانُ واحِدٌ، وهو جِسْمُ الرَّجُلِ.
9- وخُشْنَتِى بَعْدَ الشَّبَابِ الصَّلْتِ (2)
10- أَزْمانَ لاَ أَدْرِى وإنْ سَأَلْتِ
الصَّلْتُ: الأَمْلَسُ، والمْؤَنَّثُ: صَلْتَةٌ، وأَنْشَدَ:
تَجَلَّتْ بِهِ شَمْطاءُ آنِسَةٌ - مِنْ عَبْدِشَمْسٍ صَلْتَةُ الخَدِّ
ويُقَالُ: أَصْلَتَ السَّيْفَ إصْلاَتًا، أى سَلَّهُ، وسَيْفٌ صَلْتٌ. ويُقَالُ: مَرَّ بِنَا مُنْصَلِتًا: إذا مَرَّ مُنْجَرِدًا وذاهٍبًا.
11- مَا نُسْكُ يَوْمِ جُمْعَةٍ مِنْ سَبْتِ
12- أَغْيَدُ لاَ أَحْفِلُ يَوْمَ الوَقْتِ
الأَغْيَدُ: اللَّيِّنُ المُتَثَنِّى.
ولاَ أَحْفِلُ: يَقُولُ: كُنْتُ جَاهِلاً بِفَضْلِ يَوْمِ الجُمُعةِ ومَا فِيهِ مِنَ الفَضْلِ/ عَلَى غَيْرِه، ويُقَالُ: كُنْتُ أَلْهُو بِهِ وَلاَ أَطْلُبُ ما فىِ هذِهِ الأَيّامِ مِنَ النُّسْكِ.
ويُقالُ: رَجُلٌ ناسِكٌ: إذا كانَ ذَا فَضْلٍ وخَيْرٍ، وأَصْلُ النُّسْكِ فى الحَجِّ.
لاَ أَحْفِلُ: يَقُولُ: لاَ أتَفَكَّرُ ولاَ أُبَالىِ الوَقْتَ، وهو المِيعَادُ لِيَوْمِ القِيَامَةِ. حَفَلَ يَحْفِلُ حَفْلاً، أىْ مِنَ الغِرَّةِ.
13- كَحَيَّةِ الماءِ جَرَى فىِ القَلْتِ (3)
14- إنْسًا وجِنِّيًّا كَمَا وَصَفْتِ
__________
(1) فى اللسان (م خ ط) مشطور قريب من هذا، وهو:
* قَدْ رابَنَا من سَيْرِنَا تَمَخُّطُهْ *
وبعده:
*أصْبَحَ قد زايَلَهُ تَمَخُّطُهْ *
وورد المشطوران فى التاج برواية:
* قد رابَنَا من شَيْخِنَا تَمَخُّطُهْ *
* أصْبَحَ قد زايَلَهُ تَخَبُّطُهْ *
وتَمَخُّطُهُ: اضْطِرابه فى مِشْيَتِه يَسْقُطُ مَرَّةً ويَتَحامَلُ أُخْرَى.(1/18)
(2) اللسان (ص ل ت). والخُشْنةُ: الخُشُونَةُ.
(3) رواية أبى سعيد الضرير: "كَحَيَّةِ الحلِّ...".
حَيَّةُ الماءِ: يَقُولُ: كُنْتُ أَمْلَسَ بَرَّاقًا فىِ شَبَابىِ كَهذِهِ الحَيَّةِ.
وجَرَى: يَعْنىِ الحَيَّةَ، وقَدْ تَجِىءُ الحَيَّةُ بِلَفْظِ المُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ، كَمَا قالُوا: الحَيَّةُ الذَّكَرُ.
والقَلْتُ: النُّقْرَةُ تَكُونُ فى الجَبَلِ يَكُونُ فيها الماءُ. ومِمّا ذَكَّرُوهُ فىِ الحَيَّةِ:
إِذَا رَأَيْتَ بِوَادٍ حَيَّةً ذَكَرَا - فَاذْهَبْ وَدَعْنىِ أُمَارِسُ حَيَّةَ الوادِى (1)
وقالَ آخَرُ:
* قَدْ أُنْذِرُوا حَيَّةً فى رَأْسِ هَضْبَتِهِ *(2)
فَذَكَّرَ.
إِنْسِيًّا وجِنِّيًّا: يَقُولُ: أَنَا إنْسِىٌّ وأَفْعَلُ فِعْلَ الجِنِّ، وهو مُبَالَغَةٌ فىِ الوَصْفِ يُمْدَحُ بِهِ الرَّجُلُ.
كَمَا وَصَفْتِ: يَقُولُ: إذا نَعَتِّ أَمْرِى وجَرَّبْتِنى رَأَيْتِنِى كَذَا.
15- أَرْكَبُ مَا دُونَ الفُجُورِ البَحْتِ
16- فَآلَ أَوْلىِ واسْتَقَامَ سَمْتِى
مَا دُونَ الفُجُور: يَقُولُ: كُنْتُ صاحِبَ غَزَلٍ ومُحَادَثةِ النِّسَاءِ ولَمْ أَكُنْ آتِى الفُجُور. والبَحْتُ: وهو الخالِصُ.
فَآلَ:أَىْ رَجَعَ. ويقال: آل يَئولُ أَوْلاً: إذَا رَجَعَ، وألَّ فىِ العدْوِ يَؤُلُّ أَلاًّ شَدِيدًا: إذَا اشْتَدَّ فِيهِ.
__________
(1) الشِّعْرُ لِعَبِيد بن الأَبْرَص فى ديوانه ص 48 ط مصر، ورِوايته:
فَإِنْ رَأَيْتَ بِوَادٍ حَيَّةً ذَكَرًا - فَامْضِ وَدَعْنِى أُمَارِسْ حَيَّةَ الوادِى
خَصَّصَ الحَيّةَ بالذّكَرِ؛ لأَنّه أَخْبَثُ؛ أُمارِسُ: أُعَالِجُ؛ حَيَّةُ الوادِى: يُطْلَقُ على الرَّجُلِ نِهايةً فى الدَّهاءِ والخُبْثِ والعَقْلِ، وهو حَيَّةٌ ذَكَرٌ: شَهْمٌ؛ وهو حَيَّةُ الوادِى: حامِى حَوْزَته.
(2) الشاهد صَدْرُ بيت للأخطل فى "شرح الأخطل /268، وعَجُزُه:
* وقد أَتَتْهُمْ به الأَخْبارُ والنُّذُرُ *(1/19)
وأَلَّ الثَّوْبَ يَؤُلُّهُ أَلاًّ: إذَا خاطَهُ الخِيَاطَةَ الأُولَى، فإذا كَفَّهَ قِيلَ: حَتَأَهُ وأَحْتَأَهُ، قالَ أَبُو الحَسَنِ: حَكَاهُمَا لَنَا جَمِيعًا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ.
والأَلَّةُ: الحَرْبَةُ. ويُقَالُ: أَلَّهَا: إذا سَاسَهَا. ومَا أَحْسَنَ إِيَّالَهُ ونِوَالَتَهُ، إنَّهُ لآيِلُ مالٍ، وإزَاءُ مالٍ، وخائِلُ مالٍ، وخَالُ مالٍ: إذا كانَ حَسَنَ القِيَامِ عَلَيْهِ. والخالُ: الاخْتِيالُ، قالَ العَجَّاجُ:
* والخَالُ ثَوْبٌ مِنْ ثِيَابِ الجُهَّالْ * (1)
وآلَ اللَّبَنُ: إذا خَثُرَ /.
وسَمْتِى: أَىْ قَصْدِى وَوَجْهِى، يَقُولُ: أَبْصَرْتُ أَمْرِى ورَجَعْتُ عَمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ واسْتَقَامَ طَرِيقِِى.
17- فَإِنْ تَرَيْنىِ أَحْتَمِى بالسَّكْتِ
18- فَقَدْ أَقُومُ بالمَقَامِ الثَّبْتِ (2)
أَحْتَمِى بالسَّكْتِ: يَقُولُ: أَمْتَنِعُ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ مَخَافَةَ أَنْ أُسْقِطَ فى كَلاَمِى لأَِنِّى قد أَسْنَنْتُ وكَبِرْتُ. وقال أبو عَمْرٍو فىِ قَوْلِهِ: أَحْتَمِى بالسَّكْتِ، يقول: قَدْ تَوَقَّرْتُ وسَكَنْتُ عَمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ فى شَبَابِى مِمَّا لاَ يَعْنِينىِ وأُعْنَى به. وقال أبو الحَسَن: وقَوْل أَبِى عَمْرٍو فى هَذَا أَقْرَبُ إلى الصَّوَابِ؛ لأَِنَّهُ لَمْ يَبْلُغُ مِنَ السِّنِّ مَا يَخَافُ هَذَا عَلَى نَفْسِهِ.
والثَّبْتُ: يَقُولُ: إنْ رَأَيْتِنِى اليَوْمَ كَذَا قَدْ تَغَيَّرْتُ فَقَدْ أَقُومُ بالمَقَامِ الَّذِى يُحْتَاجُ إِلَىَّ فِيهِ فَأَثْبُتُ. ويُقَالُ: إنَّهُ لَثَبْتُ الغَدَرِ: إذَا كان لاَ يَزِلُّ فى المَنْطِقِ.
__________
(1) الرَّجَزُ فى اللسان (خ ى ل)، وبعده:
* الدَّهْرُ فيه غَفْلَةٌ لِلْغُفّالْ *
والرَّجَزُ فى ديوانه/413 ط دار صادر بيروت.
(2) أراجيز العرب، وفيه: "... بالمَقَامِ السَّبْتِ".(1/20)
والغَدَرُ: الجَحِرَةُ، وهذا مَثَلٌ، وأصْلُهُ فىِ الدَّابَّةِ، إذَا كانَ ثَبْتًا فىِ مِثْلِ هَذَا.
19- أَشْجَعُ مِنْ ذِى لِبَدٍ بِخَبْتِ
20- يَدُقُّ صُلْبَاتِ العِظَامِ رَفْتىِ
مِنْ ذِى لِبَدٍ: يَعْنىِ أَسَدًا، وَلِبَدٌ: جَمْعُ لِبْدَةٍ، وَهِىَ الَّتىِ عَلَى كَتِفَيْهِ إذَا أَسَنَّ.
وخَبْتٌ(1): مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ.
والرَّفْتُ: الدَّقُّ، مِنَ الرُّفَاتِ، رَفَتَهُ يَرْفُتُهُ رَفْتًا.
محمد بن حَبِيبٍ: الخَبْتُ: السَّهْلُ بَيْنَ الحَزْنَيْنِ.
21- لَفْتًا وتَهْزِِيعًا سَواءَ اللَّفْتِ
22- وَطَامِحِ النَّخْوَةِ مُسْتَكِتِّ
اللَّفْتُ: اللَّىُّ، لَفَتَهُ يَلْفِتُهُ لَفْتًا: إذَا لَوَاهُ وصَرَفَهُ.
والتَّهْزِيعُ: التَّكْسِيرُ.
وقَوْلُهُ: سَوَاءَ اللَّفْتِ: يَقُولُ: التَّهْزِيعُ غَيْرُ اللَّفْتِ، ومُهَزَّعٌ: مُكَسَّرٌ.
ومُسْتَكِتٌ: الَّذِى يَهْدُرُ، وَهُوَ الكَتِيتُ، وَهُوَ دُونَ الهَدْرِ الشَّدِيدِ، ويُقَالُ: المُسْتَكِتُّ: العَظِيمُ فى نَفِسِهِ، وقالَ أَبُو عَمْرٍو: المُسْتَكِتُّ: المَمْلُوءُ غَضَبًا.
محمد بن حَبِيبٍ: الكَتِيتُ والكَشِِيشُ لِلْبَكْرِ قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ شِقْشِقَتُه فَإِذَا نَبَتَتْ هَدَرَ.
23- / طَأْطَأَ مِنْ شَيْطانِهِ المُعَتِّى (2)
24- صَكِّى عَرَانِينَ العِدَى وَصَتِّى (3)
أَبُو عَمْرٍو: "شَيْطَانِهِ التَّعَتِّى"، أَخْرَجَهُ مَخْرَجَ المَصْدَرِ، ورَوَى "رَجْمِى عَرانِينَ".
والمُعَتِّى: مِنَ العُتُوِّ.
__________
(1) فى معجم البلدان (خَبْتٌ) قال أبو عمرو: الخَبْتُ سَهْلٌ فى الحَرّةِ، وقيل: عَلَمٌ لِصَحْراء بين مكة والمدينة يقال: له خَبْثُ الجَمِيش، وقيل: ماءٌ لِكَلْب، وقيل: من قُرَى زبيد باليمن.
(2) اللسان، والتاج ( ص ت ت) وفيهما "... التَّعَتِّى". وَطَأْطَأَ: خَفَّضَ من أَمْرِهِ.(1/21)
(3) عَرانِينُ الناسِ: وُجُوهُهُم، وعَرانِينُ القَوْمِ: سادَتُهم وأَشرافُهُم. (اللسان / ع ر ن).
والصَّكُّ هو الصَّتُّ:(1) صَكَّهُ يَصُكُّهُ صَكًّا، قالَ: وَلاَ يُصَرَّفُ الصَّتُّ، قالَ: ويُقَالُ: صَتِيتَانِ، أىْ فَرِيقانِ، وَصَتِيتٌ، أىْ جَمْعٌ.
25- حَتَّى يَرَى البَيِّنَ كَالأَرَتِّ (2)
26- يَعْتَزُّ صِدْقِى صِدْقَهُ وَبَهْتِى
27- وأَرْضِ جِنٍّ تَحْتَ حَرٍّ سَخْتِ (3)
يَقُولُ: أَقْطَعُهُ عَنْ حُجَّتِهِ ويَغْلِبُ صِدْقِى صِدْقَهُ وَبَهْتِى بَهْتَهُ.
الأَرَتُّ: قالَ أَبُو عمرٍو: هُوَ الَّذِى يَتَرَدَّدُ فىِ كَلاَمِهِ، وَهُوَ الَّذِى يَشُقُّ عَلَيْهِ الكَلاَمُ. وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "حَرٍّ أَبْتِ" أَىْ شَدِيدٍ.
ومَنْ قالَ "سَخْت" فَهُوَ أَيْضًا الشَّدِيدُ، قال: وهو بالفارِسِيّة (4).
وقَوْلُهُ: تَحْتَ حَرٍّ: يَقُولُ: قَدْ عَلاَهُ الحَرُّ.
28- لَهَا نُعَافٌ كَهَوَادِى البُخْتِ (5)
29- يُغْسِى عَلَى أَلْوانِهِنَّ الكُمْتِ (6)
الواحِدَةُ نَعْفٌ، وَهِىَ أُصُولُ الجِبَالِ تَرْتَفِعُ عَنِ السَّيْلِ وتَنْحَدِرُ عَنِ الغِلَظِ.
والهَوَادِى: الأَعْنَاقُ. ويُقَالُ: غَسَا اللَّيْلُ وأَغْسَى: إذَا أَلْبَسَ عَلَى أَلْوَانِهِنَّ، عَلَى أَلْوَانِ النِّعَافِ. ويُغْسِى: يُظْلِمُ.
30- أَوْطَفُ مِنْ وَادِقِ لَيْلٍ هَفْتِ
__________
(1) الصَّكُّ، والصَّتُّ: الدَّفْعُ. (اللسان/ ص ت ت، ص ك ك).
(2) رواية أبى سعيد الضرير: "حَتَّى تَرَكَ...".
(3) التكملة للصاغانى (1/296)، وفيها "... حَرٍّ أَبْتِ"، وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(4) فى الفارسية (سَخْتْ)، أى شديد. (معجم لُغَت نامَه لِدِهْخُدَا).
(5) فى ديوانه المطبوع، وأراجِيز العَرَب "لَهَا نِعَافٌ" بكَسْرِ النون، كذا فى اللسان، والتاج (ن ع ف). وفى اللسان (ب خ ت): "والبُخْتُ: أَعْجَمِىٌّ مُعَرَّبٌ، وهى الإِبِلُ الخُرَاسانِيّة، وقِيَل عنه: إنَّهُ عَرَبِىٌّ.(1/22)
(6) رواية أبى سعيد الضرير: "يُغْشِى على ...".
31- يَنْبُو بِإِصْغَاءِ الدَّلِيلِ الْبُرْتِ (1)
يَقُولُ: يَنْبُو دَوِيُّهُ بِسَمْعِ الدَّلِيل. يُقَالُ لِلسَّحَابِ إذَا كانَ فِيهِ مِثْلُ القُطُفِ مُسْتَرْخٍ أَوْطَفُ، فجَعَلَ ما اسْتَرْخَى مِنَ اللَّيْلِ هَكَذا.
ووَادِقٌ: وَدَقَ: إذَا دَنَا، وفُلاَنٌ وَادِقُ السُّرَّةِ: إذَا كان مُسْتَرْخِيَها. ويُقَالُ: عَيْنٌ وَطْفَاءُ: طَوِيلَةُ الأَشْفَارِ.
والهَفْتُ: المُتَسَاقِطُ.
بإصْغَاءِ الدَّلِيلِ: إذَا أَصْغَى لِيَتَسَمَّعَ، وذلِكَ عِنْدَ اشْتِبَاهِ الطَّرِيِقِ عليه لَمْ / يَسْمَعْ شَيْئًا.
والبُرْتُ: الدَّلِيلُ النَّافِذُ المَاضِى عَلَى الأَهْوَالِ. قالَ أَبُو عَمْرٍو: البُرْتُ: الدَّلِيلُ العَالِمُ بالأَرْضِ، والجَمْعُ أَبْرَاتٌ.
والوَادِقُ: مَا وَدَقَتْ ظُلْمَتُهُ، أىْ دَنَتْ، يُرِيدُ أَنَّهُ أَلْبَسَ كُلَّ شَىءٍ ظُلْمَتَهُ.
32- وَإِنْ حَدَا مِنْ قَلِقَاتِ الْخُرْتِ (2)
33- خِمْسٌ كَحَبْلِ الشَّعَرِ المُنْحَتِّ
أَبُو عَمْرٍو: "وَإِنْ طَوَى مِنْ قَلِقَاتِ" يَقُولُ: ضَمَرَتْ فاضْطَرَبَتِ الحِبَالُ.
والخُرْتُ: الثَّقْبُ مِثْلُ خُرْتِ الإِبْرَةِ.
وقَوْلُهُ: كَحَبْلِ الشَّعَرِ: يَقُولُ: خِمْسٌ مُمْتَدٌّ مُنْجَرِدٌ لاَ مُقَامَ فِيهِ ولاَ فُتُورٌ فىِ سَيْرِه، وهَذَا مِثْلُ قَوْلِ أَبِى زُبَيْدٍ:
نَاطَ أَمْرَ الضِّعَافِ واجْتَعَلَ اللَّيْـ - ـلَ كَحْبَلِ العَادِيَّةِ المَمْدُودِ (3)
__________
(1) رواية الرجز فى اللسان، والتاج (ب ر ت) "تَنْبُو ..."، وفى أراجيز العرب "... البَرْتِ". والبَرْتُ والبُرْتُ بِمَعْنًى.
(2) قَلِقات الخُرْتِ: يَعْنِى النُّوقَ. (أراجيز العرب).(1/23)
(3) فى اللسان (ج ع ل) قاله أبُو زُبَيْد يَرْثِى اللَّجْلاجَ بْنَ أُخْيّه. أى جَعَلَ يَسِيرُ اللَّيْلَ كُلَّهُ مُسْتَقِيمًا كاسْتِقامةِ حَبْلِ البِئْرِ إلى الماءِ، والعادِيَّةُ: البِئْرُ القَدِيمةُ.
ويَعْنىِ بالخُرْتِ هَاهُنَا الحَلَقَةَ تَجْرِى فِيهَا النِّسْعَةُ.
34- إذَا بَنَاتُ الأَرْحَبِىِّ الأَفْتِ (1)
35- قَارَبْنَ أَقْصَى غَوْلِهِ بالْمَتِّ (2)
الأَرْحَبِىُّ: مَنْسُوبٌ إِلَى أَرْحَبَ.
والأَفْتُ: قالَ ابْنُ الأَعْرابِىِّ: الَّتىِ عِنْدَهَا مِنَ الصَّبْرِ والْبَقَاءِ ما لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِها. قالَ ابْنُ أَحْمَر:
* كَأَنِّى لَمْ أَقُلْ عَاجٍ لأَِفْتِ * (3)
وقالَ أبُو عَمْرٍو: الأَفْتُ: الكَرِيمُ، والمَتُّ: المَدُّ، والمَدُّ والمَطُّ واحِدٌ، يُقَالُ: مَدَّ ومَطَّ، ويُقَالُ: مَثَّ إِلَىَّ بِرَحِمٍ بَعِيدَةٍ.
غَوْلُهُ: بُعْدُهُ.
محمد بن حَبِيب: الأَفْتُ: السَّرِيعُ الَّذِى يَغْلِبُ الإبِلَ عَلَى السَّيْرِ يَأْتَفِتُ عَلَيْها، يُقَالُ: فُلاَنٌ لاَ يُفْتَاتُ عَلَيْهِ فى رَأْيِهِ: إذَا كانَ حازِمًا، وكَذَا هَذِه النّاقَةُ تَفْتَئِتُ عَلَى الإبِلِ فىِ سَيْرِها.
36- واجْتَبْنَ جَوْنًا كَعُصَارِ الزِّفْتِ
__________
(1) بَنَاتُ الأَرْحَبِىِّ: النُّوقُ. (أراجِيز العرب). وفى اللسان (رح ب): أَرْحَبُ: حَىٌّ أو مَوْضِعٌ يُنْسَبُ إليه النَّجائِبُ الأَرْحَبِيّة، قال الأَزهرىُّ: ويُحْتَمَلُ أن يَكُونَ أَرْحَبُ فَحْلاً تُنْسَبُ إليه النَّجائِبُ؛ لأَِنّها مِنْ نَسْلِه. والشاهدُ مَنْسُوبٌ للعجاج فى اللسان (أ ف ت) وليس فى ديوانه، ورُوِىَ الشاهدُ أيضًا "إذا بَنَاتُ الأَرْحَبِىِّ الإِفْتِ" بالكَسْرِ بِمَعْنَى الكَرِيم كما فَسَّرَه أبو عمرو فى اللسان. وقال ابْنُ الأَعرابِىِّ: فَلاَ أَدْرِى أَهِىَ لُغَةٌ أَو خَطأٌ.
(2) فى حاشِيةِ اللسان (أ ف ت) برواية "غُولِه" وزاد: والغُولُ: البُعْدُ.(1/24)
(3) اللسان (أ ف ت) وعَجُزُه:
* تُرَاوِحُ بَعْدَ هِزَّتِها الرَّسِيمَا *
37- مِنْ سَافِعَاتٍ وهَجِيرٍ أَبْتِ (1)
يَقُولُ: مِنَ العَرَقِ، يُقَالُ: اجْتَبْتُ الشَّىْءَ: دَخَلْتُ فيه.
والأَبْتُ: شِدّة الحَرِّ وسُكُونُ الرِّيحِ، أَبَتَ يَوْمُنَا أَبْتًا.
وَجَوْنًا: أىْ كالقَارِ الأَسْوَدِ.
38- وَهْوَ إذَا ما اجْتَبْنَهُ مِنْ شَتِّ
39- مُسْتَوْرِدَاتٍ كَحِبَالِ المُسْتىِ
/ المُسْتىِ: الَّذِى يَمُدُّ الحِبَالَ أَسْتًا وأَسْدًا، واحِدٌ، وَهُوَ السَّتَا والسَّدَى.
وقَوْلُهُ فىِ رِوَايةٍ أُخْرَى "مِنْ شَتِّ" أىْ مِنْ طُرُقٍ شَتَّى.
والمُسْتَوْرِدَاتُ: الوَارِداتُ الطِّوَالُ.
والمُسْتِى: الحائِكُ، يُقَال: سَتَى وأَسْدَى.
40- جَافَيْنَ عُوجًا عن جِحَافِ النَّكْتِ (2)
41- وَكَمْ طَوَيْنَ مِنْ هَنٍ وهَنْتِ (3)
جافَيْنَ مَرَافِقَهُنَّ، يَقُولُ: هُنَّ فُتْلٌ لا تَنْكُتُ مَرَافِقُهُنَّ بِكَرَاكرِهِنَّ(4)، وهُوَ النَّاكِتُ، نَكَتَ يَنْكُتُ نَكْتًا، والحَازُّ، والضَّاغِطُ، والنَّاكِتُ أَقَلُّهُنَّ. وانْتِكاتُها: اصْطِكَاكُها.
وقَوْلُهُ: مِنْ هَنٍ وهَنْتِ، أىْ أَرْضٍ وأَرْضٍ، وخَوْفٍ وخَوْفٍ، وبُعْدٍ وبُعْدٍ، وفِيهِ مَعْنًى آخَرُ "مِنْ هَنٍ وهَنْتِ": جَبَلٍ وأَكَمَةٍ أو عَلَمٍ وَرَابِيَةٍ.
__________
(1) يُرْوَى الرَّجَزُ أيضًا "... وهَجِيرٍ حَمْتِ" حيث توجد كلمة "حَمْتِ" بجوار كلمة "أبْتِ" فى الأصل. والأَبْتُ والحَمْتُ بِمَعْنًى. و"حَمْتِ" رواية التكملة للصاغانى 1/296.
(2) فى ديوانه المطبوع "... عن حِجَافِ ..." بتقديم الحاء على الجيم، وهما بِمَعْنًى: وهو مَشْىُ البَطْنِ عن تُخْمةٍ أو شَىْءٍ لا يُلائِمُ.
(3) أراجيز العرب "وكَمْ طَوَيْنَا ..."
(4) الكَرَاكِرُ: جَمْعُ كِرْكِرَة، وهى زَوْرُ البَعيرِ الذى إذا بَرَكَ أصابَ الأرضَ، وهى ناتِئة عن جِسْمِه كالقُرْصةِ. (اللسان/ ك ر ر).(1/25)
وجَحْفَةٌ وسَجْحَةٌ واحدٌ (1).
42- تَعَسُّفًا وهَكَذَا بالسَّمْتِ (2)
43- يَنْفُضْنَ أَنْقَى مِنْ نِعَالِ السِّبْتِ
التَّعَسُّفُ: السَّيْرُ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ.
والسَّمْتُ: أَنْ يَهْتَدِىَ بِشَىْءٍ بِنَجْمٍ أَوْ غَيْرِه.
يَنْفُضْنَ: يَعْنِى مَشَافِرَهُنَّ.
وأَنْقَى مِنْ نِعَالِ السِّبْتِ: يُقَالُ: إنَّ المِشْفَرَ إذَا كانَ نَقِيًّا أَمْلَسَ كانَ أَعْتَقَ له.
والسِّبْتُ: ما كانَ مَدْبُوغًا بِقَرَظٍ.
44- بِأَرْجُلٍ رُوحٍ وَأَيْدٍ هُرْتِ
ابْنُ الأَعْرابِىِّ: "بِأَرْجُلٍ رُحٍّ أَتَتْ مَا تَأْتِى" (3) قال فَكَأَنَّهُ قالَ: تَقْطَعُ البِلاَدَ بِأَرْجُلٍ رُحٍّ، وأَمَّا مَنْ قالَ: رُوحٍ، فَالْواحِدَةُ: رَوحَاء، والروح انْبِسَاطٌ، ومِثْلُ هَذَا قَوْلُ الرَّاعِى:
* وَوَلَّتْ بِرَوْحَاءَ مَأْطُورةٍ *(4)
قال: ولَمْ يَعْرِفِ الأَصْمَعِىُّ هُرْت، وقالَ أَبُو عَمْرٍو: الهُرْتُ: بَعِيدَةُ ما بَيْنَ الخَطْوِ، أَخَذَهُ مِنَ الأَهْرَتِ، وَهُوَ الواسِعُ الشِّدْقِ، ويُقَالُ: إنَّ الرَّجُلَ إذَا اتَّسَعَ شِدْقُهُ كانَ أَبْيَنَ لَهُ وأَطْرَى، أى أَقْدَرَ عَلَى الكَلاَمِ مِنْ غَيْرِهِ، ومِنْهُ قَوْلُ ابْنُ مُقْبِلٍ:
* هُرْتُ الشَّقَاشِقِ ظَلاَّمُونَ لِلْجُزُرِ *(5)
__________
(1) هكذا بالأصل "سَجْحة" بتقديم الجيم على الحاء، ولَعَلَّ الشارح يريد "سَحْجة" بتقديم الحاء على الجيم، فَمَعَانىِ جَحْفة وسَحْجة متقاربة.
(2) فى اللسان، والتاج ( س م ت) غير مَنْسوبٍ لِرُؤبة، وقاله أعْرابِىٌّ من قَيْسٍ بِرِواية "... أو هكذا..."، وقبله:
* سَوْفَ تَجُوبِينَ بِغَيْرِ نَعْتِ *
(3) وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(4) هو صَدْرُ بَيْتٍ لِلرّاعِى النُّمَيْرِىّ فى ديوانه / 104 ط بيروت، وتَمامُه:
فَوَلَّتْ بِرَوْحاءَ مَأْطُورةٍ - نَوَاجٍ إذا وَقَدَ الحَزْوَرُ
(5) اللسان، والمَقاييس (ظ ل م)، وصَدْرُه:(1/26)
* عادَ الأَذِلّةُ فى دارٍ وكانَ بِهَا *
والشاهد فى ديوان تَمِيمِ بنِ مُقْبِلٍ /81. وفى اللسان: يُقَالُ للخَطِيبِ من الرِّجالِ: أَهْرَتُ الشِّقْشِقةِ.
أَىْ أَنَّهُم خُطَبَاءُ / بُلَغاءُ.
والمَأْطُورةُ: الَّتِى انْأَطَرَتْ، أى انْعَطَفَتْ، مِنْ قَوْلِهِ: حَتَّى تَأْطِرُوهُمْ عَلَى الحَقِّ أَطْرًا(1).
ظَلاَّمُونَ لِلْجُزُرِ، أَىْ يَنْحَرُونَها وأَوْلادُها فىِ بُطُونِها، فذَلِكَ ظُلْمُهُمْ إيّاهَا، وأَيْضًا قالَ: يُعَرْقِبُونَهَا ولا يَضْرِبونَ لَبَّاتِها.
* * *
-13-
وقال أيضًا (2):
1- هَاجَكَ مِنْ أَرْوَى كَمُنْهاضِ الفَكَكْ (3)
2- هَمٌّ إذَا لَمْ يُعْدِهِ هَمٌّ فَتَكْ
هَاجَكَ: حَرَّكَكَ وأَلْهَبَكَ، ويُقَالُ: هَاجَ البَقْلُ: إذَا يَبِسَ وصَوَّحَ (4)[ وَاقْطَرّ (5)].
والانْهِيَاضُ: أَنْ يُجْبَرَ العَظْمُ ثم يُصِيبُهُ شىءٌ فَيَعْنَتَ، فذَلِكَ انْهِياضُهُ، ومِنْهُ قَوْلُ ذِى الرُّمَّةِ:
كأَنَّ فُؤَادِى هَاضَ عِرْفَانُ رَبْعِهَا بِهِ وَعْىُ سَاقٍ أَسْلَمَتْهَا الجَبَائِرُ (6)
__________
(1) عِبارة "حَتّى تَأْطِرُوهُمْ علَى الحَقِّ أَطْرًا" وَرَدتْ فى اللسان (أ ط ر) ضِمْنَ حديثٍ عن النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، أنه ذَكَرَ المَظالِمَ التى وَقَعَتْ فيها بَنُو إسرائِيلَ والمَعَاصِى، فقال:"لاَ والَّذِى نَفْسِى بِيَدِه حتى تَأْخُذُوا على يَدِ الظالمِ وتَأْطِرُوهُ علَى الحَقِّ أَطْرًا" أى تَعْطِفُوهُ عليه.
(2) الأُرْجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع (117، 118) ورقمها (43) يَمْدَحُ الحَكَمَ بنَ عبد المَلِكِ بن بِشْر بن مَرْوان.
(3) اللسان (ف ك ك، هـ ى ض)، والتاج (ز ح ك، ف ت ك، ف ك ك). والرواية فى نسخة أبى سعيد الضرير "...كَمَا انْهاض الفَكَكْ".
(4) صَوَّحَ البَقْلُ: يَبِسَ (اللسان /ص و ح).(1/27)
(5) فى الأصْلِ (وافْطَرَّ) بالفاءِ خَطأٌ، والمُثْبَتُ من القاموس المحيط، وفيه "اقْطَرَّ النَّبْتُ: وَلَّى وأَخَذَ يَجِفُّ". وفى نسخة أبى سعيد الضرير "واقْطَرَّ" أيضًا.
(6) الشاهد فى ديوان ذى الرمة 2/1011ط دمشق تحقيق د/عبد القدوس أبو صالح برواية "بِهِ وَعْىَ ...".
والمَعْنَى هَاضَ عِرْفَانُ رَبْعِهَا بِانْهِيَاضِهِ، والهاءُ راحِمَةٌ(1) عَلَى الفُؤَادِ.
والفَكَكُ: أَرَادَ الفَكَّ فَاحْتَاجَ إِلَى إظْهَارِ التَّضْعيفِ فَأَظْهَرَهُ، ومِثْلُه:
* إِنَّ بَنِىَّ لِلِّئَامِ زَهَدَهْ * (2)
* مَا لِىَ فىِ صُدُورِهِمْ مِنْ مَوْدَدَهْ * (3)
* إِلاَّ كَوُدِّ مَسَدٍ فِى قَرْمَدَهْ *
وقَوْلُهُ: يُعْدِهِ هَمٌّ: الهَمُّ هَاهُنَا: العَزْمُ والمَضَاءُ، ومِنْ هَذَا قَوْلُ ذِى الرُّمَّةِ:
* هَمُّ امْرِئٍ لِهَمِّهِ كَنُودِ * (4)
ومَعْنَاهُ: هَمُّ امْرِئٍ كَنُودٍ فِدَاءٌ لِهَمِّهِ، أَىْ هُوَ دُونَ هَمِّهِ لا يَبْلُغُهُ فى شِعْرِ ذِى الرُّمّةِ.
وَيُعْدِهِ: أَىْ يُقَوِّيهِ ويُعِينُهُ، يُقَالُ: أَعِدْنِى عَلَى فُلاَنٍ وآدِنِى، أَىْ قَوِّنىِ، وَهُوَ الأَيْدُ والآدُ، أَى القُوَّةُ.
ويُقَالُ: فَتَكَ عَلَى هَذَا الأَمْرِ: اجْتَرَأَ عَلَيْهِ وجَسَرَ بِعَزْمٍ مَضَى عَلَى أَمْرِه وأَضَرَّ بِكَ.
3- كَأَنَّهُ إذْ عَادَ فِينَا وَزَحَكْ (5)
4- حُمَّى قَطِيفِ الخَطِّ أَوْ حُمَّى فَدَكْ (6)
__________
(1) عبارة أبى سعيد الضرير "والهاءُ راجعة إلى الفُؤاد".
(2) اللسان (ودد) وفيه "لَلِئَامٌ"، وأيضًا فى نسخة أبى سعيد الضرير.
(3) اللسان (ودد) ورد شاهدًا على المَوْدَدَةِ بِفَكِّ الإِدغام، والمَِوْدَدَة بِفَتْحِ الدالِ وكَسْرِها، والفَتْحُ هو القياس، وأراد من مَوْدَدَةٍ.
(4) ديوان ذى الرمة 1/352، وتَمَامُه:
تَقُولُ بِنْتِى إذْ رَأَتْ وَعِيدِى - هَمُّ امْرِئٍ لِهَمِّهِ كَبُودِ(1/28)
ويُرْوَى "كَنُودِ". وكَبُودٌ: قَصُودٌ. وكَنُود فى الغالب تصحيف أو لَعَلَّه من "كند" بمعنى جَحَدَ، أى هو مُخْفٍ لِهَمِّه، ورُبّما كانت مُصَحَّفَة عن "كَيُود" وهى إحدى الروايات. والهَمُّ الأَوّل فى عَجُزِ البيت بِمَعْنَى القَصْد، والهَمُّ الثانى، أى عَزْمُه لَمّا يَهُمُّ.
(5) اللسان، والتاج (ز ح ك).
(6) اللسان، والتاج (ز ح ك).
كَأَنَّهُ: كَأَنَّ هَذَا الَّذِى حَرَّكَنَا مِنْ حُبِّهَا، يُرِيدُ قَرُبَ مِنَّا أَوْ زَحَكَ عَنَّا: تَنَحَّى عَنَّا.
وقَطِيفٌ: أَرْضٌ بالبَحْرَيْنِ.
والخَطُّ: مَا أَشْرَفَ عَلَى السَّاحِلِ من البَحْرَيْنِ.
وفَدَكَ: عِرْضٌ مِنْ / أعْرَاضِ المَدِينةِ ذُو نَخْلٍ.
5- وَقَدْ أَرَتْنَا حُسْنَهَا ذَاتُ المَسَكْ
6- شَادِخَةُ الغُرَّةِ غَرَّاءُ الضَّحِك (1)
المَسَكُ: شَىءٌ مِنَ الذَّبْلِ(2) كَأَنَّهُ قَرْنٌ ولَيْسَ بِقَرْنٍ يُجْعَلُ فى الْيَدِ، الواحِدَةُ: مَسَكَةٌ، ومَسَكٌ الجَمْعُ.
والشَّادِخةُ: يُقَالُ لِلْغُرَّةِ إذَا انْتَشَرَتْ فىِ وَجْهِ الفَرَسِ شَادِخَةٌ، فإذَا ابْيَضَّ مَوْضِعُ اللَّطْمَةِ فَهُوَ لَطِيمٌ، وأنْشَدَ:
شَدَخَتْ غُرَّةُ السَّوَابِقِ مِنْهُمْ - فىِ وُجُوهٍ إلَى اللِّمَامِ الجِعَادِ (3)
ومَعْنَى فىِ (مَعَ)، ومِثْلُ هَذَا كَثيرٌ، وأَرَادَ بِقَوْلِهِ: شَادِخَةُ الغُرَّةِ أَىْ إنَّها بَيِّنَةُ البَيَاضِ.
وغَرَّاءُ الضَّحِكْ: أى تَبْسِمُ عَنْ ثَغْرٍ أَبْيَضَ أَغَرَّ بَرَّاقٍ.
7- تَبَلُّجَ الزَّهْرَاءِ فىِ جِنْحِ الدَّلَكْ (4)
__________
(1) التاج (ض ح ك).
(2) فى القاموس المحيط (م س ك): "المَسَكُ: الأَسْوِرةُ والخَلاَخِيلُ مِنَ القُرُونِ أو العاجِ" وفى مادة (ذ ب ل):"الذَّبْلُ: جِلْدُ السُّلَحْفاةِ البَحْرِيّة أو البَرِّيّةِ أو عِظَامُ ظَهْرِ دابّةٍ بَحْرِيّةٍ تُتَّخَذُ منها الأَسْوِرةُ والأَمْشاطُ".(1/29)
(3) الشِّعْر فى اللسان (ل م م) مَنْسُوبٌ لِيَزِيد بن مُفَرِّغ. وأيضًا فى اللسان (ش د خ)، وروايتُه:
شَدَخَتْ غُرَّةُ السَّوابِق فِيهِمْ - فى وُجُوهٍ إلَى الكِمَامِ الجَعَادِ
وفى حاشية اللسان (ش د خ) خَطَّأَ رِواية "الكِمَامِ".
(4) التاج (ض ح ك).
8- لاَ تَعْذِلِينىِ بالرُّذَالاَتِ الحَمَكْ (1)
الزَّهْرَاءُ: قال: يَعْنىِ سَحَابَةً بَيْضَاءَ.
والتَّبَلُّجُ: التَّفَيُّحُ والإِضَاءةُ.
الحَمَكُ: صِغَارُ المالِ ورُذَالُهُ(2)، وَهُوَ هَاهُنَا مَثَلٌ، وإذَا لَقِيَكَ الرَّجُلُ مُتَبَسِّمًا ضَاحِكًا فَقَدْ تَبَلَّجَ.
والجِنْحُ: إذَا جَنَحَتِ الشَّمْسُ لِلْمَغِيبِ.
والدَّلَكُ: دَلَكَتِ الشَّمْسُ، أى غَابَتْ.
9- وَلاَ شَظٍ فَدْمٍ وَلاَ عَبْدٍ فَلِكْ (3)
10- يَرْبِضُ فىِ الرَّوْثِ كَبِرْذَونِ الرَّمَكْ (4)
يُقَالُ لِلْفَرَسِ إذَا زَالَ العَظْمُ الَّذِى إلَى جَنْبِ الذِّرَاعِ مِنْهُ: قَدْ شَظِىَ يَشْظَى شَظًى، وبَعْضُ النَّاسِ يَجْعَلُ الشَّظَى انْشِقَاقَ العَصَبِ، والشِّظَاظَانِ: العُودَانِ اللَّذَانِ يُحْمَلُ بِهِمَا الأَعْدَالُ، وأَنْشَدَ:
* أَيْنَ الشِّظَاظَانِ وأَيْنَ المِرْبَعَهْ ؟ *
__________
(1) اللسان (ر م ك) وفيه "لاَ تَعْدِلِينىِ..." وأيضًا فى التاج (ح م ك، ر م ك، ف ل ك)، وفى اللسان (ح م ك) "لاَ تَعْدِلِينىِ بِرُذالاتِ الحَمَكْ" غير مَنْسُوبٍ. والحَمَكُ فى الفارسية (حَمَكْ): كل شىءٍ صغير من كل جِنْسٍ، والحَقِيرُ. (معجم لُغَت نامَه لِدِهْخُدَا).
(2) فى شرح أبى سعيد الضرير: "الحَمَكُ أيضًا: حُثَالَةُ الناسِ، واحده حَمَكَة".
(3) التاج (ف ل ك).
(4) اللسان، والتاج (ر م ك)، وفى اللسان (ف ل ك) روايته "... كَبِرْذَوْنٍ رَمَكْ".
* وَأَيْنَ وَسْقُ النّاقَةِ المُطَبَّعَهْ ؟ * (1)(1/30)
والفَدْمُ: العَيىُّ مِنَ الرِّجَالِ، يُقَالُ: عَيِىَ يَعْيَا عِيًّا، أَىْ عَيِىَ بِكَلاَمِهِ، فَهُوَ عَيِىٌّ، وأَعْيَا فىِ عَمَلِهِ يُعْيِى إعْيَاءً.
والفَلِكُ: قال ابْنُ الأَعْرابِىِّ: المُفَلَّكُ الأَلْيَتَيْنِ: مُدَوَّرُهُمَا عَلَى خِلْقَةِ الفَلْكَةِ.
__________
(1) الشاهد للنابغة الجَعْدِىّ فى ديوانه /106، وذكر محقق الديوان فى الحاشية أن البيت له أو للنابغة الذبيانى فى شرح شواهد المغنى 1/507 أو لقيس بن الخطيم فى خزانة الأدب 8/498 وملحق ديوانه /235 وكتاب الصناعتين /315، وللنابغة الذبيانى فى شرح التصريح 2/3 والمقاصد النحوية 4/379، وبلا نسبة فى أوضح المسالك 3/10 وتذكرة النحاة 5/609 والجنى الدانى /262 والحيوان 3/76 وخزانة الأدب 7/5 وشرح الأشمونى 2/283 وشرح عمدة الحافظ /266 ومغنى اللبيب 1/182 وهمع الهوامع 1/31،5. وفى اللسان (ط ب ع): "والمُطَبَّعةُ: النّاقةُ التى مُلِئتْ لَحْمًا وشَحْمًا فَتَوَثَّقَ خَلْقُها، وفى اللسان (ش ظ ظ) بِرِواية "... الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ" وفى اللسان (ج ل ف ع):" الجَلَنْفَعُ مِنَ الإِبِلِ: الغَلِيظُ التامُّ الشَّدِيدُ، والأُنْثَى بِهاء، وقد تكون الجَلَنْفَعةُ المُسِنَّةُ، وفى اللسان (و س ق): وَسَقَتِ الأَتَانُ: إِذَا حَمَلَتْ وَلَدًا فى بَطْنِها، ووَسَقَتِ الناقةُ تَسِقُ: حَمَلَتْ وأَغْلَقَتْ رَحِمَها علَى الماءِ.
والرَّمَكُ: قالَ الأَصْمَعِىُّ: هَذَا فى الفَارِسية أَصْلُهُ أَرْمَه(1) قالَ: وقَوْلُ النّاسِ: رَمَكَةٌ خَطَأٌ(2).
11- / فَلاَ تَسَمَّعْ قَوْلَ دَسَّاسٍ نُزَكْ(3)
12- وَ ارْعَ تُقَى اللَّهِ بِنُسْكٍ مُنْتَسَكْ
دَسَّاسٌ: يَقُولُ: ذُو الغَيْبَةِ والنَّمِيمَةِ بِالنّاسِ.
ونُزَك: أَصْلُهُ مِن الطَّعْنِ بالنَّيْزَكِ وَهُوَ القَنَاةُ، وقال ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: النُّزَكُ: الَّذِى يَنْزِكُ النَّاسَ يَسْعَى بِهِمْ.(1/31)
بِنُسْكٍ مُنْتَسكٍ: أَىْ جُعِلَ نُسْكًا.
13- وَجَوْزِ خَرْقٍ بالرِّيَاحِ مُؤْتَفَكْ(4)
14- بِعَاصِفٍ هَابٍ وذَارٍ مُنْسَهِكْ
قال: المُؤْتَفِكَةُ مِنَ الرِّيَاحِ: المُخْتَلِفَةُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ(5)، قالَ الأَصْمَعِىُّ: وسَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ: إذَا كَثُرَتِ المُؤْتَفِكَاتُ زَكَتِ الأَرْضُ.
والعاصِفُ: الإِعْصَارُ الشَّدِيدُ.
__________
(1) فى اللسان: "أصْلُهُ رَمَهْ". وفى اللغة الفارسية (رَمَهْ) أيضًا بمعنى الفَرَسِ والبِرْذَوْن. (عن المُعَرّب من الكلام الأعْجَمِىّ لأبى منصور الجواليقىّ).
(2) فى اللسان (ر م ك): الرَّمَكَةُ: الفَرَسُ، والبِرْذَوْنَةُ التى تُتَّخَذُ لِلنَّسْلِ، مُعَرَّبةٌ، والجَمْعُ رَمَكٌ، وأَرْماكٌ جَمْعُ الجَمْعِ، الجَوْهَرِىُّ: الرَّمَكَةُ: الأُنْثَى من البَرَاذِين، والجَمْعُ رِمَاكٌ، ورَمَكاتٌ، وأَرْماكٌ (عن الفَرّاءِ) مِثل ثِمَارٍ وأَثْمارٍ.
(3) هذا المَشْطُورُ والذى يَلِيه فى التاج (ن ز ك).
(4) فى ديوانه المطبوع "مُؤْتَفِكْ"، وفى اللسان، والتاج (أ ف ك) بِرِواية "وَجَوْنِ خَرِقٍ بالرِّياحِ مُؤْتَفِكْ" وخَطَّأَ صاحب حاشية اللسان رواية "جَوْنِ" ورواية أبى سعيد الضرير "وجَوْزِ خَرْقٍ..." وقال: الجَوْزُ: الوَسَطُ من كل شىءٍ، والخَرْقُ من الفَلاَةِ: ما اتَّسَعَ منها.
(5) قال أبو سعيد الضرير فى شرحه: "المُؤْتَفِكُ: الرِّيَاحُ التى تجىْءُ بالتُّرَاب.
والهَابِى: الْغُبَارُ ذُو الهَبْوَةِ ذُو الغَبَرَةِ.
والذَّارِى: الَّذِى يَذْرُو كُلَّ شَىْءٍ يَقْتَلِعُه.
ومُنْسَهِكٌ: شَدِيدُ السَّحْقِ، سَحَقَتْهُ الرِّيحُ وسَهَكَتْهُ، وَرِيحٌ سَهُوكٌ، وسَيْهُوكٌ، وسَهِيكٌ لِسُرْعَةِ مَرِّهَا.
15- قَدَدْتُهُ قَدَّ الرِّوَاقِ المُنْتَهَكْ (1)
16- بِقُلُصٍ يَنْتُقْنَ أَقْتَادَ الوُرُكْ
قَدَدْتُهُ: خَرَقْتُهُ وقَطَعْتُهُ.(1/32)
والمُنْتَهَكُ: الَّذِى يُنْهَكُ، ونَهْكُ كُلِّ شَىْءٍ: بُلُوغُ أَشَدِّ عَمَلِه، نَهِكَتْهُ الْحُمَّى: إذَا أَذْهَبَتْ لَحْمَهُ وَدَمَهُ، ونَهَكَتْهُ وَهِىَ قَلِيلَةٌ. قالَ أَبُو الحَسَنِ: وأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "الْمُنْهَتِك".
وعَنِ الأَصْمَعِىِّ أَيْضًا قَالَ: قَدَدْتُهُ: شَقَقْتُهُ كَمَا يُشَقُّ الرِّوَاقُ وَيُصْلَحُ.
ويَنْتُقْنَ: يَنْقُضْنَ، ومِنْهُ قَوْلُ النَّابِغةِ:
* طَفَحَتْ عَلَيْكَ بِنَاتِقٍ مِذْكَارِ * (2)
وأَقْتَادٌ: يَعْنىِ خَشَبَ الرَّحْلِ، والواحِدُ: قِتْدٌ. (3)
__________
(1) الرِّوَاقُ: سِتْرٌ يُمَدُّ دُونَ السَّقْفِ، وقِيلَ: سَقْفٌ فى مُقَدَّمِ البَيْتِ.
(2) صَدْرُ الشاهد فى اللسان (ن ت ق):
* لَمْ يُحْرَمُوا حُسْنَ الغِذَاء وأُمُّهُمْ *
وفَسَّرَ النّاتِقَ بالرَّحِمِ، وذَكَّرَ على مَعْنَى الفَرْجِ أَو العُضْوِ. والشاهد فى ديوان النابغة الذبيانى. (طَفَحَتْ: اتَّسَعَتْ وغَلَبت؛ الناتِقُ: التى أخْرَجتْ ما عندها من الولدِ؛ مِذْكارٌ: تَلِدُ الذكُورَ؛ والأُمُّ هى الناتقُ لا غيرها، وإن كان اللَّفْظُ لِغَيْرِها؛ يقول: إنهم غُذُّوا غِذَاءً حَسَنًا فَنَموا وكَثُروا).
(3) فى اللسان (ق ت د): القَتَدُ، والقِتْدُ (الأَخِيرة عن كُرَاع): خَشَبُ الرَّحْلِ، والجَمْعُ أَقْتادٌ، وأَقْتُدٌ، وقُتُودٌ.
والوُرُكُ: واحِدُها وِرَاكٌ، وَهُوَ مَا يُجْعَلُ عَلَى المَوْرِكَةِ حَيْثُ يَضَعُ الرَّاكِبُ عَلَيْهِ رِجْلَهُ يَثْنِيهَا قُدَّامَ الرَّحْلِ.
17- نَتْقَ المَحَالاَتِ مِنَ الشِّيزَى الدُّمُكْ (1)
18- تَنَشَّطُ البُعْدَ بِصَدْقَاتٍ رُتُكْ (2)
الواحِدَةُ مَحَالَةٌ، وَهِىَ البَكْرَةُ الَّتىِ يَسْتَقِى بِهَا البَعِيرُ.
والدُّمُكُ: جَمْعُ دَمُوكٍ، يُقَال لِلْبَكْرَةِ إذَا كَانَتْ سَرِيعَة المَرِّ: دَمُوكٌ، ويُقَالُ لِلْمَرْأَةِ: طَالَ مَا دَمَكتِ الرَّحَى تَدْمُكُ / دَمْكًا.(1/33)
والتَّنَشُّطُ: أَنْ تَنْشِطَ يَدَهَا ثُمَّ تَرْجِعَهَا [بِسُرْعة] (3).
وَصَدْقَاتٌ: قَوَائِمُ صُلْبَاتٌ، وَقالَ الأَصْمَعِىُّ: أَخْطَأَ فىِ صِفَتِهِ إيّاهَا أَنَّهَا رُتُكٌ، وذَلِكَ أَنَّ الرَّتَكَ تَقَارُبُ الخَطْوِ (4)، والرُّتُكُ جَمْعُ رَتُوكٍ.
19- تُقَطِّعُ الجُونِىَّ بالخَرْقِ البَتِكْ
20- وَإنْ أُنِيخَتْ رَهْبُ أَنْضَاءٍ عُرُكْ (5)
قالَ: وأَنْشَدَنا ابْنُ الأَعْرابِىِّ "رَهْبَ" عَلَى الْحَالِ خَارِجًا مِمَّا قَبْلَهُ.
والجُونِىُّ: الْقَطَا.
والبَتِكُ: يَقُولُ: أَرْضٌ مُنْقَطِعَةٌ لَيْسَتْ بِالمُتَّصِلَةِ بِالشَّىْءِ.
وتُقَطِّعُ الجُونِىَّ: تُخَلِّفُهُ خَلْفَهَا تَسْبِقُهُ، كَمَا تَقُولُ: قَطَعَ فُلاَنٌ فُلاَنًا: إذَا مَا خَلَّفَهُ.
وَالرَّهْبُ: الضَّعِيفَةُ الرَّقِيقَةُ.
والأَنْضَاءُ: الَّتىِ قَدْ حَسَرَهَا السَّيْرُ وذَهَبَ بِلَحْمِها، الْوَاحِدَةُ: نِضْوٌ.
__________
(1) الشِّيزَى: شَجَرٌ تُعْمَلُ منه القِصَاعُ والجِفَانُ. (اللسان / ش ى ز، وشرح أبى سعيد الضرير).
(2) فى ديوان رؤبة المطبوع "رُتَكْ" بفَتْح التاء.
(3) ما بين الحاصرتين زيادة من شرح أبى سعيد الضرير.
(4) عبارة أبى سعيد الضرير "الرَّتَكانُ: تَقَارُبُ الخَطْوِ بِسُرْعةٍ".
(5) اللسان، والتاج "د هـ ك".
وعُرُكٌ: جَمْعُ عَرِيكٍ فىِ مَعْنَى مَعْرُوكٍ، وَهُوَ الَّذِى قَدْ عَرَكَهُ السَّيْرُ ودَلَكَهُ.
21- رَدَّتْ رَجِيعًا بَيْنَ أَرْجَاءٍ دُهُكْ (1)
22- مِنْ خَبْطِ أَيْدِيهِنَّ عَادِىَّ الشَّرَكْ
23- وَحَاجَةٍ أَخْرَجْتُ مِنْ أَمْرٍ لَبِكْ
وعَنِ الأَصْمَعِىِّ أَيْضًا "أَرْجَاءٍ دُمُكْ" قال: ويُقَالُ: دَهَكَ وَدَمَكَ، وَهُوَ الدَّقُّ. ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "دُهُكٌ"، والدَّهَكُ: الطَّحْنُ.(1/34)
والرَّجِيعُ: الجِرَّةُ فَيَقُولُ: لاَتَجْتَرُّ حَتَّى يُوضَعَ عَنْها؛ لأَِنَّها فىِ جَهْدٍ مِنَ السَّيْرِ. وعَنِ الأَصْمَعِىِّ أيضًا يَقُولُ: هِىَ فىِ جَدْبٍ لاَ تَجِدُ مَأْكَلاً فَهِىَ تَجْتَرُّه.
والْعَادِىُّ: النَّدِيمُ(2).
__________
(1) اللسان، والتاج (د هـ ك) وفيهما "...بين أَرْحاءٍ دُهُكْ" بالحاء. وفى التاج (د م ك)"بين أَرْحاءٍ دُمْك". ورواية أبى سعيد الضرير: "... بين أَرْجاءٍ دُهُك" والأرجاءُ: الأضراس.
(2) هكذا بالأصل، ولم أجد العادىَّ بِمَعْنَى النَّدِيمِ فيما بين يَدَىَّ من مراجع، ولعلها "القَدِيم" وهو ما يتفق مع الشَّرَكِ، وهو الكَلأُ. وفى شرح أبى سعيد الضرير: "عادِىُّ الشَّرَك: قَدِيمُ الشَّرَك".
واللَّبِكُ: يَقُولُ: مُخْتَلِطٌ، لَبَكَ يَلْبُكُ لَبْكًا، كَمَا قال:
* عَلَيْها لُبَابُ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ * (1)
وقَالَ: اَسْتَفْتَى الحَسَنَ رَجُلٌ فَخَلَّطَ فَقَالَ: لَبَكْتَ.
وقَوْلُهُ: وحَاجَةٍ أَخْرَجْتُ: يَقُولُ: كانَتْ بَيْنَ أَمْرٍ مُخْتَلِطٍ وبَيْنَ تَصْرِيحٍ.
24- أَخْرَجْتُهَا مِنْ بَيْنِ تَصْرِيحٍ وَلَكّْ
25- إذَا الخُصُومُ وَرَدَتْ وِرْدَ الأَبَكّْ
/ قَوْلُهُ: وَلَكّ: يَعْنِى الاخْتِلاَطَ، يُقَالُ: تَلاَكَّتِ الإبِلُ عَلَى الْحَوْضِ: إذَا ازْدَحَمَتْ.
والأَبَكّ: قَالَ الأَصْمَعِىُّ: اسْمٌ(2). وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: الأَبَكُّ هُوَ الحِمَارُ، قَالَ أَبُو الحَسَنِ: وأَنْشَدَنا:
* جَرَبَّةٌ كَحُمُرِ الأَبَكِّ * (3)
* لاَ ضَرَعٌ فِينَا وَلاَ مُذَكِّ * (4)
* لَيْسَ بِنَا فَقْرٌ إلَى التَّشَكِّى *
قالَ: وإنَّما قِيلَ لَهُ: أَبَكُّ؛ لأَِنَّه يَبُكُّ الأُتْنَ بَكًّا، أَىْ يَدْفَعُها، ومِنْهُ بَكَّةُ مَوْضِعُ الطَّوَافِ، مِنْ هُنَا أُخِذَ؛ لأَِنَّ النَّاسَ يَبُكُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَأَمَّا مَكَّةُ فالْحَرَمُ أَجْمَعُ.(1/35)
الْجَرَبَّةُ: الْعِيَالُ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ وَلاَ يَنْفَعُونَ.
26- وَقَدْ أُقَاسِى حُجَّةَ الخَصْمِ المَحِكْ (5)
__________
(1) الشاهد لأُِمَيَّة بن أَبى الصَّلْتِ الثَّقَفِىّ فى اللسان (ل ب ك) وصَدْرُه:
* إِلَى رُدُحٍ مِنَ الشِّيزَى مِلاَءٍ *
والشاهد فى ديوانه، ورواية العَجُز:
* لُبَابُ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ *
(2) فى شرح أبى سعيد الضرير: "اسْمُ ماءٍ".
(3) الأَبَكُّ: مَوْضِعٌ نُسِبَتِ الحُمُرُ إليه. (اللسان /ب ك ك).
(4) اللسان (ج ر ب)، وفى اللسان (ب ك ك) "لاَضَرَعٌ فِيهَا وَلاَ مُذَكّى" والمُذَكِّى: المُسِنُّ.
(5) التاج (ى ك ك)، وفى التاج (م ح ك) "...شِدَّة الخَصْمِ المَحِكْ" والرَّجَزُ فى حاشِيةِ اللسان (ى ك ك).
27- تَحَدِّىَ الرُّومِىِّ مَنْ يَكٌّ لِيَكّْ (1)
أُقَاسِى: أَقُومُ بِهَا.
والخَصْمُ: يَكُونُ وَاحِدًا واثْنَيْنِ وَجَمْعًا.
والْمَحِكُ: اللَّجُوجُ.
والتَّحَدِّى: أَنْ يَتَحَدَّاهُمْ يَتَمَرَّسُ بِهِمْ يَسْأَلُ الْبِرَازَ والْقِتالَ.
وقَوْلُهُ: مَنْ يَكٌّ لِيَكّ: قَالَ: هَذَا فَارِسِىٌّ أَىْ مِنْ وَاحِدٍ لِوَاحِدٍ.
وقَوْلُهُ: الرُّوِمىّ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: هُوَ عِنْدِى مِثْلُ قَوْلِهِ:
* مِثْلُ النَّصَارَى قَتَلُوا الْمَسِيحَا *
أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: الْفَارِسِىّ، وَلِهَذَا نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ.
28- يُعْجِزُ عَنْهَا حِيلَةُ الْمَغْدِ الرَّبِكْ
29- مِنْ دَهْوِ أَجْدَالٍ وَمِنْ خَصْمٍ سَدِكْ
30- مِنْ أَشْعَرِيِّينَ وَمِنْ لَخْمٍ وَعَكّْ (2)
__________(1/36)
(1) "مَنْ" بفَتْح الميم، هكذا بالأصل، وفى اللسان (ى ك ك)، وفى ديوانه المَطْبوع "...مِنْ..."، وفى التاج (ى ك ك) "مِنْ يَكٍّ لِيَكّْ"، ويُرْوَى "مِنْ يَكٍّ" بالكَسْرِ مُنَوَّنًا وبالفَتْحِ مَمْنُوعًا أيضًا، أَى مِنْ واحدٍ لِواحِدٍ، فلَمّا لم يَسْتَقِمْ له أن يَقُولَ "تَحَدِّىَ الفارِسِىِّ" قال: "تَحَدِّىَ الرُّومِىِّ" والذى بالفارِسِيّةِ "يَكْ" بِتَخْفِيفِ الكافِ، وإنَّما شَدَّدَه الراجزُ ضَرُورةً.
(2) فى اللسان (ش ع ر): "وَأَشْعَرُ: قَبِيلةٌ مِنَ العَرَبِ، منهم أبو مُوسَى الأَشْعَرِىّ، ويُجْمَعُونَ الأَشْعَرِينَ بِحَذْفِ ياءِ النِّسْبةِ. وفى اللسان (ل خ م): "لَخْمٌ: حَىٌّ من جُذَام، قال ابن سِيدَه: لَخْمٌ حَىٌّ من اليَمَنِ، ومنهم كانت مُلُوكُ العَرَبِ فى الجاهلِيّة. وفى اللسان (ع ك ك): "وَعَكّ بن عَدْنان: أَخُو مَعَدّ، وهو اليَوْم فى اليَمَنِ، هذا قَوْلُ اللَّيْثِ، وقال بعضُ النَّسَّابِينَ: إنما هو مَعَدُّ بن عَدْنان، فَأَمّا عَكّ فهو ابن عُدْثانَ (بالثاء)، وعُدْثان مِنْ وَلَدِ قَحْطان، وعَدْنان (بالنون) من وَلَدِ إسماعيل.
ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "حِيلَةُ الْوَغْدِ": وَهُوَ الضَّعِيفُ القَلِيلُ، والْجَمْعُ أَوغَادٌ.
والْمَغْدُ: الْمُسْتَرْخِى الضَّعِيفُ.
والرَّبِكُ: الَّذِى قَدِ ارْتَبَكَ عَلَيْهِ أَمْرُهُ، أَىِ اخْتَلَطَ عَلَيْهِ.
والسَّدِكُ: يُقَالُ: سَدِكَ بِهِ وَعَلِقَ، وبَكِىَ بِهِ، وَقَدْ مَرَّ مِثْلُ هَذَا، وعَبِقَ بِهِ مِثْلُهُ: لَزِمَهُ.
31- أَدْلَى بِحَقٍّ أَوْ بِكِذْبٍ مُبْتَشَكْ
32- فَقُلْتُ أَقْوَالَ حَنِيكٍ مُحْتَنِكْ
مُبْتَشَكٌ: يُقَالُ: ابْتَشَكَهُ ابْتِشَاكًا سَرِيعًا: إذَا كَذبَهُ فىِ سُرْعَةٍ، وَمِنْهُ: نَاقَةٌ بَشَكَى، وَهِىَ السَّرِيعَةُ. وَقَدْ بَشَكَ ثَوْبَهُ: إذَا خَاطَهُ خِيَاطَةً خَفِيفةً.(1/37)
والْحَنِيكُ: الَّذِى قد / حَنَّكَتْهُ السِّنُّ وجَرَّبَ الأُمُورَ وَدَرَّبَها.
33- يَقْصِدُ مَهْواهَا عَلَى خَيْرِ السِّكَكْ
34- فىِ مَذْهَبٍ بَيْنَ الجِبَالِ والنَّبَك (1)
مَهْوَاهَا: طَرِيقُها الَّذِى تَهْوِى فِيهِ.
وتَقْصِدُ: تَأْخُذُ عَلَى الطُّرُقِ.
والسِّكَكُ: جَمْعُ السِّكَّةِ، قَالَ: ويُقَالُ: خَيْرُ الْمَالِ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ وَفَرَسٌ مَأْمُورةٌ، والسِّكَّةُ: يَعْنى طَرِيقَةَ نَخْلٍ قَدْ أُبِرَتْ، ويُقَالُ: اُبِّرَتْ أَيْضًا. ومَأْمُورَةٌ: كَثِيرَةُ النَّتَاج مُبَارَكَةٌ، قَالَ: وَإِنَّمَا قِيلَ: سِكَكٌ؛ لأَِنَّ الدُّورَ مُتَحَاذِيَةٌ فِيهَا، قَالَ أَبُو الحَسَنِ: وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: أُنْبُوبٌ مِنَ الشَّجَرِ مِثْلُ سِكَّةٍ مِنَ النَّخْلِ.
والنَّبَكُ: جِبَالٌ مِنْ طِينٍ فِيمَا بَيْنَهَا سَهْلٌ، يَقُولُ: فَهِىَ بَيْنَ هَذَيْنِ، وهَذَا مَثَلٌ.
وَأَبَرْتُ النَّخْلَ: إذَا أَصْلَحْتَهُ وَلَقَّحْتَهُ.
35- فىِ ضَاحِكِ الْمَطْلَعِ سَهْلِ المُنْسَلَكْ
36- وقُلْتُ والأَرْحَامُ شَبْكٌ ذُو شَبَكْ
__________
(1) التاج (ن ب ك).
ضَاحِكٌ: يَقُولُ: بَيِّنٌ، ويُقَالُ لِكُلِّ بَارِزٍ مُنْكَشِفٍ: ضَاحِكٌ، يُقَالُ: اسْتَقْبَلَتْنىِ الثَّنِيّةُ تَضْحَكُ. ويُقَالُ: شَجَّهُ شَجَّةً فَضَحِكَتْ: إِذَا شَجَّهُ مُوضِحَةً تُوضِحُ عَنِ العَظْمِ.
والمَطْلَعُ: طَرِيقٌ فىِ ارْتِفَاعٍ.
وذُو شَبَكٍ: يُرِيدُ ذُو الْتِباسٍ بَيْنىِ وبَيْنك، يَعْنىِ خِنْدِفَ (1).
37- يَا حَكَمُ الوارِثُ مِنْ عَبْدِالمَلِكْ
38- مِيرَاثَ أَحْسَابٍ وَجُودٍ مُنْسَفِكْ
حَكَمُ بن عَبْدِالْمَلِكِ بن بِشْر بْن مَرْوانَ، ويُرْوَى "يَا حَكَمُ الْوَارِثَ".
مُنْسَفِكٌ: مُنْصَبٌّ، وإنَّما أرَادُ جُودًا كَثِيرًا عَظِيمًا.
39- فىِ القَدَمِ العَدِىِّ والْعِزِّ العَرِكْ
40- مِنْ كُلِّ زَآرٍ ومَخَّاضٍ عَلِكْ(1/38)
فىِ القَدَمِ: يَعْنىِ السَّابِقَةَ والشَّرَفَ.
والْعَادِىُّ: القَدِيمُ.
والعَرِكُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إذَا كَانَ شَدِيدَ العِلاَجِ والمُمَارسةِ: عَرِكٌ.
والزَّآرُ: من الزَّئِيرِ.
ومَخّاضٌ: مِنْ يَمْخَضُ / الْهَدِيرَ مَخْضًا، كَأَنَّهُ يُرَجِّعُهُ وَيُرَدِّدُهُ.
وعَلَكَ يَعْلِكُ أَنْيَابَهُ: يَدْلُكُ بَعْضَها بِبَعضٍ، وإِنَّمَا هَذَا مَثَلٌ لِلشِّدَّةِ.
41- لِعِيصِهِ أَعْيَاصُ مُلْتَفٍّ شَوِكْ
42- مِنَ العِضَاةِ والأَرَاكِ المُؤْتَرِكْ (2)
لِعِيصِهِ: يُرِيدُ لِعَدَدِهِ وكَثْرَتِهِ.
__________
(1) خِنْدِفُ: اسْمُ امرأة.
(2) "مِنَ العِضاةِ" هكذا بالأصل، وفى التاج (أرك)، والمَقاييس 1/83، وديوان رؤبة المطبوع: "مِنَ العِضَاهِ...". وأيضًا فى شرح أبى سعيد الضرير. والعِضَاهُ: شَجَرٌ له شَوْكٌ.
شَوِك: يَقُولُ: ذُو شَوْكٍ. ويُقَالُ: امْشَّرَ (1) العِضَاهُ، ومَشْرَتُهُ(2) : وَرَقُهُ، وقِصَدُهُ: عِيدَانُهُ حِينَ تَخْرُجُ رَطْبَةً، ويُقَالُ: قَصَّدَ وأَقْصَدَ: إذَا صَارَ لَهُ عِيدَانٌ، قال: وَمَا كانَ مِنْ غَيْرِ العِضَاهِ فَهُوَ مُخَوِّصٌ، وخُوصَتُهُ أَنْ تَطْلُعَ عِيدَانُهُ رِطَابًا، فإذَا غَلُظَتْ واشْتَدَّتْ فَقَدْ أَشْجَرَ.
والمُؤْتَرِكُ: يُرِيدُ أَنَّ لَهُ أَصْلاً كَثِيرًا وعَدَدًا، ومُؤْتَرِكٌ: مُفْتَعِلٌ مِنَ الأَرَاكِ كَأَنَّهُ تَوْكِيدٌ وَازْدِيَادٌ، ويُقَالُ: قَدْ أَرَكَتِ الإِبِلُ تَأْرُكُ، وَهِىَ آرِكَةٌ: إذَا اشْتَكَتْ عَنْ أَكْلِ الأَراكِ، وَأَرِكَتْ: إذَا كَانَتْ تَرْعَى الأرَاكَ.
43- صَعَّدَكُمْ فىِ بَيْتِ مَجْدٍ مُنْسَمِكْ (3)
44- إِلَى المَعَالىِ طَوْدُ رَعْنٍ ذِى حُبُكْ (4)
45- إِلَيْكَ أَشْكُو عَضَّ دَهْرٍ مُنْتَهِكْ
46- بِالمَنْكِبَيْنِ والجِرانِ مُبْتَرِكْ
ويُرْوَى "مُسْتَمِكْ" عَنِ الأَصْمَعِىِّ أَيْضًا.(1/39)
ومُنْسَمِكٌ: لَهُ سَمْكٌ مُرْتَفِعٌ، مِنْ قَوْلِكَ لِلدّارِ: هِىَ طَوِيلَةُ السَّمْكِ.
والطَّوْدُ: الجَبَلُ.
والرَّعْنُ: أَنْفٌ مِنْهُ(5).
والحُبُكُ: الطَّرَائِقُ.
والمُنْتَهِكُ: يَقُولُ: هَذَا الدَّهْرُ نَهِكَهُ يَنْهَكُهُ نَهْكًا فَطَحَنَهُ بِمَنْكِبَيْهِ وَجِرَانِهِ.
والجِرَانُ: بَاطِنُ الحَلْقِ.
__________
(1) هكذا بالأَصْلِ، خَطأ، والصَّوابُ "أَمْشَرَتِ العِضَاهُ: إذا خَرَجَ لها وَرَقٌ وأغصان". (اللسان / م ش ر).
(2) هكذا بالأصل، والصواب "ومَشْرَتُهُ".
(3) اللسان (س م ك) وفيه: "صَعَّدَكُمْ فى بَيْتِ مَجْدٍ مُسْتَبِكْ" ويُرْوَى: "مُنْسَمِكْ"، والتاج (ح ب ك) وفيه "صَعَّدَكُمْ فى بَيْتِ نَجْمٍ مُنْسَمِكْ".
(4) التاج (ح ب ك).
(5) فى شرح أبى سعيد الضرير :"الرَّعْنُ: الجَبَلُ سائرٌ فى الأَرْضِ وله فى السماءِ أنْفٌ شامِخٌ.
ومُبْتَرِكٌ: يَقُولُ: جَادٌّ فىِ ذَلِكَ لم يَدَعْ جَهْدًا، ومِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ:
* كَمَا ابْتَرَكَ الخَلِيعُ عَلَى القِدَاحِ * (1)
ومِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ:
* حَتَّى إذَا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تَبْتَرِكُ * (2)
47- مِنَ السِّنِينَ والهَلاَكِ المُهْتَلِكْ (3)
48- مُنْجَرِدِ الحارِكِ مَحْصُوصِ الوَرِكْ
المُهْتَلِكُ: المُتَساقِطُ، يَتَهَالَكُ عَلَى النَّاسِ؛ يَتَسَاقَطُ عَلَيْهِمْ، ومِنْهُ: الهَلُوكُ: المُتَسَاقِطَةُ عَلَى / الرِّجَالِ، وَهِىَ الْفَاجِرَةُ.
مُنْجَرِدٌ: يَقُولُ: زَمَانٌ أَبْتَرُ لاَ خَيْرَ فِيهِ.
مُنْحَصٌّ: قَدْ تَحَاتَّ شَعَرُهُ، وهَذَا مَثَلٌ، ويُقَالُ: زَمَانٌ أَحَصُّ، أَىْ مُنْجَرِدٌ لاَ خَيْرَ فِيه، جَدْبٌ، ومِنْهُ:
قَدْ حَصَّتِ البَيْضَةُ رَأْسِى فَمَا - أَطْعَمُ نَوْمًا غَيْرَ تَهْجَاعِ (4)
49- وقَدْ عَلِمْنَا ذَاكَ عِلْمًا غَيْرَ شَكّْ
__________
(1) الشاهد فى اللسان (خ ل ع، ع ز ز) غير مَنْسُوبٍ، وصَدْرُه:(1/40)
* يَعُزُّ عَلَى الطَّرِيقِ بِمَنْكِبَيْهِ *
يقول: يَغْلِبُ هذا الجَمَلُ الإِبِلَ على لُزُومِ الطَّرِيقِ، فَشَبَّهَ حِرْصَهُ على لُزُومِ الطَّرِيقِ وَإِلْحاحَهُ على السَّيْرِ بِحْرِصِ هذا الخَلِيع على الضَّرْبِ بالقِدَاحِ، لَعَلَّه يَسْتَرْجِعُ بعضَ ما ذَهَبَ من مالِه، والخَلِيعُ: المَخْلُوعُ المَقْمُورُ مالُهُ. والشاهد فى ديوانه 1/88.
(2) صَدْرُه فى اللسان (ب ر ك):
* مَرًّا كِفَاتًا إذا ما الماءُ أَسْهَلهَا *
والشاهد فى شرح ديوان زهير. والكَفْتُ: القَبْضُ، ويقال: عَدْوٌ كَفِيتٌ أى سَرِيعٌ؛ إِذَا ما الماءُ أسْهَلَها: إذا عَرِقَتْ؛ تَبْتَرِك: تجتهد فى العَدْو.
(3) اللسان، والتاج (هـ ل ك).
(4) الشاهد فى اللسان (هـ ج ع)، والتاج (هـ ج ع) مَنْسُوبٌ إلى "أَبى قَيْسِ بن الأَسْلَت شاهدًا على التَّهْجاعِ بِمَعْنَى النَّوْمَةِ الخَفِيفةِ.
50- أَنَّكَ بَعْدَ اللّهِ إِنْ لَمْ تَتَّرِكْ
51- مِفْتَاحُ حَاجَاتٍ أَنَخْنَاهُنَّ بِكْ
52- فالذِّكْرُ مِنْهَا عِنْدَنَا والأَجْرُ لَكْ (1)
تَتَّرِكْ: إنْ لَمْ تَتْرُكْ مِنْ جَهْدِكَ شَيْئًا كُنْتَ مِفْتَاحَ حَاجَاتِنَا.
53- مَا بَعْدَنَا مِنْ طَلَبٍ وَلاَ دَرَكْ (2)
54- فَنَجِّنَا مِنْ حَبْسِ حَاجَاتٍ وَرَكّْ (3)
55- فَرُبَّما نَجَّيْتَ مِنْ تِلْكَ الدُّوَكْ (4)
56- أَوْدَيْتُ إِنْ لَمْ تَحْبُ حَبْوَ المُعْتَنِكْ (5)
يَقُولُ: مَا بَعْدَنَا أَحَدٌ أَوْلَى بِمَعْرُوفِكَ مِنَّا، ولاَ تَضَعْهُ عِنْدَ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنَّا. ويُقالُ: رَكَّ الأَمْرَ رَكًّا: إذَا رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ.
وَلاَ دَرَكْ: يَقُولُ: إِنْ لَمْ تُحْسِنْ فىِ أَمْرِنَا لِوَاجِبِ حَقِّنَا عَلَيْكَ لَمْ تُحْسِنْ فىِ أَمْرِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ.
وقَوْلُهُ: رَكَّ، الرَّكُّ: التَرَدُّدُ، يُقَالُ: رَكَّ أَمْرَهُ يَرُكُّهُ: إِذَا رَدَّدَهُ.
__________(1/41)
(1) اللسان، والتاج (ر ك ك) وفيهما "فَالذُّخْرُ مِنْها ..."، وهى رواية أبى سعيد الضرير، والتاج (ع ن ك) وفيه "فالذُّخْرُ فِيهَا ..."، وترتيبُ هذا المشطور فى ديوان رؤبة المطبوع رقم (55).
(2) المَشْطُورُ لم يَرِدْ فى ديوان رؤبة المطبوع، وهو ضِمْن الأَبياتِ المُفْرَادت المَنْسُوبة إليه / 181، والرَّجَزُ فى التاج (د ر ك).
(3) اللسان، والتاج (ر ك ك) وفيهما "وَنَجِّنَا ..." وتَرْتيبُه فى الديوان المطبوع رقم (52).
(4) التاج (د و ك) وفيه "فَرُبَّمَا نَحَّيْتَ ..." بالحاء. وتَرْتيبُه فى الديوان المطبوع رقم (53).
(5) اللسان (ع ن ك) وفيه "أَوْدَيْتَ ..."، والمقاييس (ع ن ك). وتَرْتيبُه فى الديوان المَطبوع رقم (54).
والدُّوَك: التَّخْلِيطُ والشَّدَائِدُ والاسْتِدَارةُ، فَكَأَنَّ الوَاحِدَةَ دُوكَةٌ. ولَمْ يُسْمَعْ دُوكَةٌ وإنَّمَا يُقَالُ: دَوْكَةٌ(1)، وقَالَ: هُوَ مِنْ قَوْلِكَ: دَوَّكَ أَمْرَهُ: إِذَا رَدَّدَهُ وخَلَّطَهُ، ويُقَالُ: وَقَعُوا فىِ دَوْكَةٍ وَوَقَعُوا فىِ مُرَمَّعَةٍ وعِصْوَاءٍ، كُلُّ ذَلِكَ إِذَا وَقَعُوا فىِ تَخْلِيطٍ وَأَمْرٍ شَدِيدٍ.(1/42)
والمُعْتَنِكُ: البَعِيرُ يَصْعَدُ فىِ العَانِكِ مِنَ الرَّمْلِ، وَهُوَ المُتَعَقِّدُ، فإذَا قَطَعَهُ قِيلَ: مُعْتَنِكٌ، وَهُوَ أَنْ يَشْتَدَّ عَلَيْهِ فَيَبْرُكَ ويَحْبُو حَتَّى يَقْطَعَها عَلَى جَهْدٍ، يَقُولُ: فَإنْ لَمْ تَصْبِرْ لِحَاجَتِنَا حَتَّى تَقْضِيَهَا كَمَا يَقْطَعُ هَذَا البَعِيرُ العَانِكَ بالصَّبْرِ فَقَدْ هَلَكْتُ، قَالَ: ويُقَالُ أَيْضًا: يَشْتَدُّ عَلَى البَعِيرِ صُعُودُ هَذَا العَانِكِ ويَشُقُّ عَلَيْهِ أَلاَّ يَجْهَدَ فَيَقُولُ: أَوْدَيْتُ إنْ لَمْ تَلْطُفْ فىِ أَمْرِى وتَحْتَلْ كَمَا يَصْنَعُ هَذَا / الْبَعِيرُ. وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِىِّ فىِ هَذَا المَعْنَى: يَقُولُ: أَوْدَيْتُ إِنْ لَمْ تُجْزِلْ لِىَ الْعَطَاءَ وتُكْثِرْ مِنْهُ إِلَىَّ، هَكَذَا العَانِكُ فىِ كَثْرَتِهِ مِنَ الرَّمْلِ أَوْ مَعْنَى مَا قَالَ.
57- إِذْ حَالَ دُونِى مِصْرَعُ الْبَابِ المِصَكّْ
58- إنْ تَشْفِ نَفْسِى مِنْ حَزَازَاتِ الحَسَكْ (2)
إذْ حَالَ دُونِى: يَقُولُ: حُجِبْتَ عَنِّى.
وَمِصْرَعٌ: يُرِيدُ أَحَدَ المِصْرَاعَيْنِ.
والْمِصَكُّ: الشَّدِيدُ الصُّلْبُ.
__________
(1) فى اللسان (د و ك):" وَقَعَ القَوْمُ فى دَوْكةٍ وَدُوكةٍ، أى وَقَعُوا فى اختلاطٍ من أَمْرِهِم وخُصُومةٍ وشَرٍّ، وجَمْعُ الدَّوْكَةِ: دِوَكٌ، وَدِيَكٌ، ومَنْ قال: "دُوكَة" قال "دُوكٌ" فى الجَمْعِ.
(2) اللسان (م س ك) وفيه "إِنْ تُشْفَ نَفْسِى مِنْ ذُبَاباتِ الحَسَكْ".
وحَزَازات، ويُرْوَى: "ذُبَابَاتِ الحَسَكْ" يَعْنِى مَا حَزَّ فىِ صَدْرِهِ.
والْحَسَكُ: مَا وَجَدْتَ فىِ صَدْرِكَ مِنْ شَىْءٍ، وَهِىَ الحُسَيْكَةُ، وَأَصْلُهُ مِنَ الضِّغْنِ والْحِقْدِ. وَيُقَالُ: فىِ صَدْرِهِ عَلَيْهِ ضَغِينَةٌ، وحَسِيفَةٌ، وحَفِيظةٌ، وحَسِيكَةٌ، وَسَخِيمَةٌ، وشَحْنَاءُ، وكَتِيفَةٌ، قَالَ الْقَُطَامِىُّ:(1/43)
* وَتَرْفَضُّ عِنْدَ الْمُحْفِظَاتِ الكَتَائِفُ * (1)
والضَّمَدُ نَحْوُهُ، قَالَ النَّابِغَةُ:
* وَلاَ تَقْعُدْ عَلَى ضَمَدٍ * (2)
ويُقَالُ: ضَغِنَ عَلَيْهِ ضَغَنًا، وَأَحِنَ أَحَنًا، وَهُوَ مِنَ الضِّغْنِ، وكَذَلِكَ المِئْرَةُ، والذَّحْلُ، والدِّمْنَةُ، والدِّعْثُ.
والذُّبَاباتُ: بَقَايَا فِى صَدْرِهِ.
59- أَجْزِ بِهَا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ المِسَكْ (3)
60- ذَاكِيهِ نَفَّاحٌ مِنَ الفَأْرِ الصَّئِكْ
الفَأْرُ: جَمْعُ فَأَرَةٍ، مِنْ فَأْرِ المِسْكِ (4).
والمِسَكُ: جَمْعُ مِسْكَةٍ، يَقُولُ: أَجْزِيكَ ثَنَاءً طَيِّبًا، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرابِىِّ: المِسَكُ: أَرَادَ المِسْكَ كَمَا قَالُوا لِلدِّبْسِ : الدِّبَس فىِ شِعْرِ أَبِى زُبَيْدٍ.
__________
(1) صَدْرُه فى اللسان (ح ف ظ):
* أَخُوكَ الَّذِى لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ *
والشاهد فى ديوانه صفحة/ 27ط ليدن، ورواية صَدْرِه كَرِواية اللسان. ويُرْوى العَجُزُ "وَترْفَضُّ يَوْمَ المُحْفِظاتِ الكَتائِفُ" والكَتائِفُ: الأحْقادُ، الواحدة: كتِيفةٌ.
(2) الشاهد فى اللسان (ض م د) وتَمَامُهُ:
ومَنْ عَصَاكَ فَعَاقِبْهُ مُعَاقَبةً تَنْهَى الظَّلُومَ وَلاَ تَقْعُدْ علَى الضَّمَدِ
وأنْشَدَه الجَوْهَرِىُّ "... ولاَ تَقْعُدْ على ضَمَدِ" بغير تَعْرِيفٍ. وهى رواية الديوان، والشاهد فى ديوانه /33.
والضَّمَدُ: الذُّلُّ والغَيْظُ.
(3) اللسان (م س ك) وفيه "أَحْرِ بِهَا ...".
(4) فَأْرُ المِسْكِ: وعاؤُه الذى يَجْتَمِعُ فيه.
والصَّئِكُ: الشَّدِيدُ الرِّيحِ مِنْ نَتْنٍ وغَيْرِه. وصَئِكَ مِثْلُ صَعِكَ. ويُقَالُ: بِعَضَلِ الإِنْسَانِ الْفَأْرُ.(1/44)
قَالَ أَبُو الحَسَنِ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ قَالَ: يُقَالُ: أَبْرِزْ نَارَكَ وَإِنْ هَزَلْتَ فَأْرَكَ، يَقُولُ: أَكْرِمِ الضِّيفَانَ (1) وأَطْعِمْهُمْ وَإِنْ أَضَرَّ ذَلِكَ بِبَدَنِكَ حَتَّى تُهْزَلَ مِنْهُ.
قَالَ: ويُقَالُ: أَهْدِ لِجَارِكَ أَشَدّ لِمَضْغِكَ.
[والصَّئِكُ: الشَّدِيدُ الرِّيحِ مِنْ نَتْنٍ وغَيْرِه (2)]. وَدَمٌ صَائِكٌ: إذَا أَرْوَحَ، يَقُولُ: إِذَا أَهْدَيْتَ إلَيْهِ كَانَ أَحْرَى أَنْ لاَ تَسْتَحِى إذَا أَكَلْتَ.
/61- وَكُنْتَ تَجْزِى مِنْ نَدَى العَقْبِ المَحِكْ
62- ولَسْتَ بالْخَبِّ وَلاَ الْجَدْبِ المَعِكْ (3)
النَّدَى، والمَدَى: الْغَايَةُ.
والْعَقْبُ: الْعَدْوُ بَعْدَ الْعَدْوِ.
وَالْمَحِكُ: أَنْ يَتَماحَكَ اثْنَانِ فِى الْعَدْو، فَيُرِيدُ أَنَّكَ تَصْبِرُ عَلَى العَطَايَا بَعْدَ العَطَايَا.
ومَعْنَى مِنْ نَدَى فِى نَدَى.
وَالْخَبُّ: الجِبْسُ الثَّقِيلُ.
وَالْجَدْبُ: أَنْ لاَ يَكُونَ عِنْدَهُ خَيْرٌ.
والْمَعِكُ: أَنْ يُطَوِّلَ عَلَيْكَ حَاجَتَكَ لاَ يَقْضِيها.
63- وَلَمْ تَزَلْ فِى وَعْكَةِ اليَوْمِ الوَعِكْ
64- تَشْأَى المَحَاضِيرَ بِعَدْوٍ مُمَّهِكْ (4)
الوَعْكَةُ: الشِّدَّةُ فىِ الحَرِّ والحَرْبِ وغَيْرِهِ، ووَعْكَةُ الحُمَّى مِنْ هَذَا أُخِذَ، واللهُ أَعْلَمُ.
والْوَعِكُ، أى ذُو الوَعَكَاتِ.
وتَشْأَى: تَسْبِقُ، شَآنِى: سَبَقَنِى يَسْبِقُنىِ، شَأَى يَشْأَى شَأْوًا.
__________
(1) فى الأَصل "الضَّيْفانَ" والمُثْبتُ هو الصواب.
(2) ما بين الحاصرتَيْن مُكَرَّرٌ وسَبَق شرحه.
(3) التاج (م ع ك) وفيه "... بالخِبِّ ...".
(4) التاج (م هـ ك) وفيه "نَشْوَى المَحاضِيرِ ..."، وفى ديوانه المطبوع "نَشْأَى المَحَاضِيرَ ...".
وَالمَحَاضِيرُ: جَمْعُ مِحْضِيرٍ (1).(1/45)
والمُمَّهِكُ: ويُقَالُ: امَّهَكَ الْعَدْوَ: إذَا اجْتَهَدَ فَأَسْرَعَ. ويُقَالُ: سَحَقَهُ سَحْقًا شَدِيدًا، وَمَهَكَ العَدْوَ يَمْهَكُهُ مَهْكًا، أَىْ سَحَقَهُ سَحْقًا.
65- لَيْسَ الجَوَادُ المَحْضُ كَالْخَبِّ المِدَكّْ
ويُرْوَى "كَالْكَابىِ". والْكَابِى: الَّذِى إذَا عَدَا رَبَا وانْتَفَخَ، وكَبَا الفَرَسُ يَكْبُو كَبْوًا.
المِدَكُّ: الْغَليظُ الْجَافِى، وأَمَةٌ مِدَكَّةٌ: إذَا كَانَتْ غَلِيظَةً، وَرَجُلٌ مِدَكٌّ: شَدِيدٌ غَلِيظٌ.
* * *
-14-
وقَالَ أيضًا(2) [يمدح مُسَبِّحًا من آل زِيادٍ]: (3)
1- قَدْ عَجِبَتْ لَبَّاسَةُ المُصَبَّغِ (4)
2- أَنْ لاَحَ شَيْبُ الشَّعَرِ المُثَمَّغِ (5)
ويُرْوَى :"شَيْبُ الشَّمَطِ".
ويقال: ثَمَّغَ رَأَسَهُ بالْحِنَّاءِ يُثَمِّغُهُ وبِالْخَلُوقِ: إذَا غَمَسَهُ وأَكْثَرَهُ.
3- وعَضَّ عَضَّ الأَدْرَدِ المُثَغْثِغِ (6)
4- بَعْدَ أَفانِينِ الشَّبَابِ البُرْزُغِ(7)
الأَدْرَدُ: الَّذِى لاَ سِنَّ لَهُ.
__________
(1) فى اللسان (ح ض ر) :"فَرَسٌ مِحْضِيرٌ: إذا كان شَدِيدَ الحُضْرِ، وهو العَدْوُ، الذَّكَرُ والأُنْثَى فى ذلك سَوَاءٌ.
(2) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع (97-99) ورقمها (36).
(3) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوان رؤبة المطبوع. وفى التاج (ب ل غ) يَمْدَحُ المُسَبِّحَ بن الحَوَارِىِّ بن زِيادِ بن عَمْرٍو العَتَكِىّ.
(4) التاج (ث م غ، ص ب غ).
(5) اللسان، والتاج (ث م غ) وفيهما "... شَيْبُ الشَّمَطِ ..." وأيضًا فى نسخة أبى سعيد الضرير. والمُثَمَّغُ: المَصْبُوغُ حُمْرَةً أو صُفْرَةً.
(6) التاج (ث غ غ).
(7) التاج (ث غ غ). وأُفْنُونُ الشَّبابِ: أَوَّلُه (اللسان/ ف ن ن). والغَرْبُ: الدَّلْوُ الضَّخْمةُ. (أبو سعيد الضرير).(1/46)
والمُثَغْثِغُ: الَّذِى إذَا تَكَلَّمَ حَرَّكَ أَسْنَانَهُ فِى فِيهِ واضْطَرَبَ اضْطِرَابًا شَدِيدًا فَلَمْ يُبِنْ كَلامَهُ. ويُقَالُ: المُثَغْثِغُ: الَّذِى يَبُلُّ رِيقَهُ بِفِيهِ وَلاَ / يُؤَثِّرُ فِيمَا يَعَضُّ؛ لأَِنَّهُ لاَ أَسْنَانَ لَهُ، قَالَ أَبُو الحَسَنِ: وَلاَ أَدْرِى هَذَا عَنِ الأَصْمَعِىِّ أَوْ غَيْرِه.
والأَفَانِينُ: ضُرُوبٌ، يُقَالُ: فَنٌّ، وفُنُونٌ، وأَفَانِينُ، ويُقَالُ: [رَعَيْنَا فُنُونَ النَّباتِ، وأَصَبْنَا، فُنُونَ الأَموال](1).
والبُرْزُعُ: قَالَ الأَصْمَعِىُّ: لاَ أَعْرِفُهُ (2). قَالَ أَبُو الحَسَنِ: وسَأَلْتُ عَنْهُ ابْنَ الأَعْرَابِىِّ فَقَالَ: الغَضُّ النَّاعِمُ.
5- بَلْ قُلْ لِعَبْدِاللهِ بَلِّغْ وَابْلُغِ (3)
6- مُسَبِّحًا يَعْلَمْ بِأَنْ لَمْ أَفْرغِ (4)
وَيُرْوَى "أَفْرُغِ"(5) ويُرْوَى: "مُسَبِّحًا حُسْنَ الثَّنَاءِ الأَبْلَغِ" قَالَ الأَصْمَعِىُّ: لَمْ يُرِدْ أَحَدًا يُبَلِّغُ عَنْهُ، عَبْدُاللهِ وَلاَ غَيْرُهُ.
بَلِّغْ: أَىْ بَلِّغْ عَنِّى.
وابْلُغِ: أَىْ بَلغَكَ اللهُ.
ويُقَالُ: فَرَغَ يَفْرُغُ، وَفَرِغَ يَفْرَغُ. وقد يُقَالُ: فَرِغَ يَفْرُغُ يَرْجِعُ إلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ: فَرَغَ، وكَذَلِكَ فَضِلَ يَفْضَلُ، وفَضَلَ يَفْضُلُ.
7- مَا عِشْتَ مِنْ حُسْنِ الثَّنَاءِ الأَبْلَغِ
يَقُولُ: لم أَفْرغْ مِنْ مِدْحَتِكَ، أَنَا بِهَا مَشْغُولٌ ما حَيِيتُ.
والأَبْلَغُ: مِنَ الثَّنَاءِ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان (ف ن ن) وبه يستقيم المعنى.
(2) فى اللسان (ب ر ز غ) :"وشَبَابٌ بُرْزُغٌ، وبُرْزُوغٌ، وبِرْزاغٌ: تارٌّ تامٌّ مُمْتَلِئٌ".
(3) التاج ( ب ل غ).
(4) فى التاج (ب ل غ) وفيه "مُسَبِّحًا حُسْنَ الثَّنَاءِ الأَبْلَغِ". والراء فى "أَفْرغِ" غير مضبوطة.
(5) وهى رِواية ديوانه المطبوع.(1/47)
8- فَانْفَحْ بِسَجْلٍ مِنْ نَدَى مُبَلِّغِ (1)
9- بِمِدْفَقِ الغَرْبِ رَحِيبِ المَفْرَغِ (2)
الأَبْلَغُ، والمُبَلِّغُ: المُبَالَغُ فِيهِ الَّذِى هُوَ أَبْلَغُ مِنْ غَيْرِهِ.
وسَجْلٌ: يَقُولُ: أَىْ بِنَصِيبٍ، ويُقَالُ لِكُلِّ نَفْحَةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ: سَجْلٌ وَذَنُوبٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ:
* لِكُلِّ أُنَاسٍ مِنْ وَقَائِعِهِمْ سَجْلُ *(3)
وَمِدْفَقُ الْغَرْبِ: أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: "بِغَرْبٍ مِدْفَقٍ" فَقَلَبَ، وهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ:
* لَمَّا خَشِيتُ نَسَبَىْ أَضْوَائِهَا *
أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: "أَضْوَاءَ نَسَبَيْهَا". ومِثْلُهُ قَالَ أَبُو الحَسَنِ: أَنْشَدَنَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
إِذَا أحْسَنَ ابْنُ العَمِّ بَعْدَ إِسَاءَةٍ - فَلَسْتُ بِشَرَّىْ فِعْلِهِ بِحَمُولِ (4)
أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: "لِشَرِّ فِعْلَيْهِ".
وقَوْلُهُ "بِحَمُولِ" أَىْ لاَ أَحْمِلُهُ: لاَ أُؤَاخِذُهُ بِهِ، أَصْفَحُ عَنْهُ. وشَبِيهٌ بِهِ عَنْ أَبِى عَمْرٍو الشَّيْبَانِىِّ:
* كَمَا دَحَسْتَ الثَّوْبَ فىِ الْوِعَاءَيْنِ * (5)
__________
(1) اللسان (م غ م غ)، وفى التاج (م غ غ) "وانْفُحْ بِسَجْلٍ...".
(2) اللسان (و ش غ) وفيه "بِمَدْفَق ..."، والتاج (و ش غ).
(3) الشاهد فى ديوان زهير /107، وصَدْرُه:
* تِهَامُونَ نَجْدِيُّون كَيْدًا ونُجْعةً *
أى يأتون تِهامة ونَجْدًا لا يَمْنَعُهُمْ بُعْدُ المكانِ من أنْ يَغْزُوه أو يَنْتَجِعُوهُ، وسَجْلٌ: لَفْحَةٌ، وأصْلُ السَّجْلِ الدلو المملوءة ماء، ولا تكون سَجْلاً إلا وفيها ماءٌ.
(4) اللسان (ش ر ر) وفيه "فَلَسْتُ بِشَرِّى فِعْلَهُ ...".
(5) الشاهد فى اللسان (د ح س) وقبله:
* يَؤُرُّها بِمُسْمَعِدِّ الجَنْبَيْنِ *
(مُسْمَعِدٌّ: مُعْتَدِلٌ مُنْتَصِبٌ؛ دَحَسَ الثَّوبَ فى الوِعاءِ: أَدْخَلَهُ).(1/48)
أَرَادَ أَنْ يَقُولَ "الثَّوْبَيْنِ فىِ / الْوِعَاءِ"، وَلَيْسَ التَّفْسِيرُ عَنْ أَبِى عَمْرٍو، قَالَ: وَالرَّحِيبُ: الواسِعُ، قَالَ طَرَفَةُ:
رَحِيبٌ قِطَانُ الْجَيْبِ مِنْهَا رَفِيقَةٌ - بِجَشِّ النَّدَامَى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ (1)
والْبَضَّةُ: النَّاعِمَةُ، قَالَ الأَصْمَعِىُّ، وقِيلَ لأَِعْرَابِىٍّ: صِفْ لَنَا امْرَأَةً فَقَال: بَيْضَاءُ بَضَّةٌ، لاَ يُصِيبُ قَمِيصُها مِنْهَا إذَا قَامَتْ إلاَّ مُشَاشَةَ مَنْكِبَيْهَا وحَلَمَتَىْ ثَدْيَيْهَا وَرَانِغَتَىْ أَلْيَتَيْهَا، والرَّانِغَتَانِ: طَرَفَا أَلْيَتَيْهَا. ويُقَالُ: رَحُبَتِ الدَّارُ، وَأَرْحَبَتْ، وَرَحِبَتْ.
والمَفْرَغُ: مَا بَيْنَ عَرْقُوَتَى الدَّلْوِ، يَقُولُ: فَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَاسِعٌ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِى عَمْرٍو أَيْضًا.
10- لَيْسَ كَإِيشَاغِ القَلِيلِ المُوشَغِ (2)
11- مَا مِنْكَ خَلْطُ الكَذِبِ المُمَغْمَغِ (3)
يُقَالُ: أَوْشَغَ لَهُ فىِ الْعَطَاءِ: إِذَا أَقَلَّ لَهُ مِنْهُ.
والمُوشَغُ: الشَّىءُ المُعْطَى.
__________
(1) الشاهد فى ديوان طَرَفة /30، وروايتُه:
رَحِيبٌ قِطَابُ الجَيْبِ منها، رَفِيقَةٌ - بِجَسِّ النَّدَامَى، بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
[قِطابُ الجَيْبِ: مُجْتَمعُه، أى مخْرَجُ الرأسِ منه، ووَصَفَ قِطَابَ جَيْبِها بالسَّعَةِ؛ لأنها كانت تُوَسِّعُه لِيَبْدُو صَدْرُها، فَيْنظُر إليه ويَتَلَذّذ به.
(2) اللسان، والتاج (و ش غ).
(3) اللسان (م غ م غ) وفيه "... خَلْطُ الخُلُقِ المُمَغْمِغ"، والتاج (م غ غ) وفيه "... خَلْطُ الخُلُقِ المُمَغْمَغ"، وفى المقاييس (مغ) ذُكِرَ من المَشْطُورِ "الخُلُقِ المُمَغْمَغِ" فقط.(1/49)
والمُمَغْمَغُ:(1) المُخَلَّطُ، يُقَالُ: مَغْمَغَ أَمْرَهُ: إذَا خَلَّطَهُ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ: أَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ قَالَ: يُقَالُ لِلطَّعَامِ المَأْدُومِ المُرَوَّى بِالأُدْمِ: المُمَغْمَغُ، والمُمَرَّغُ، والْمُلَغْلَغُ، والْمُسَفْسَغُ، والْمُسَغْبَلُ، والمُرَوَّلُ، كُلُّ ذَلِكَ إِذَا أُكْثِرَ أُدْمُهُ، قَالَ: ويُقَالُ: قَدْ تَمَغْمَغَ المَالُ: إِذَا نَالَ شَيْئًا مِنَ الْعُشْبِ. والْمَالُ: الإِبِلُ، قَالَ: وَحَكَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ قَالَ: تَمَغْمَغَ الْمَالُ فىِ عَامٍ مِنْ تِلْكَ الأَعْوَام وَكَانَ عَامًا مُخَادِعًا لَمْ تَنْسِلْ شَاتُهُ، وَلَمْ يَتَوسَّفْ بَعِيرُه: تَأَخَّرَ وَسْمِيُّهُ وانْقَطَعَتْ أَزْلِيَتُهُ(2) فَلَمْ يَبْقَ مِنْ شَائِهِ قَاصِيَةٌ، وَلاَ مِنْ إِبِلِهِ آبِيَةٌ، فَهَلَكَ الْمَالُ، فَإنَّهُ لَمُطْلِقٌ وَإنَّ جَارَّتَهُ لَمُدَرَّعَةٌ. فَالمُخَادَعُ: الَّذِى يُنْتَظَرُ مَتَى يَمْضِى ويَنْقَطِعُ ويَنْقَضِى. وَلَمْ يَتَوَسَّفْ: يَقُولُ: لَمْ يَسْمَنْ فَيَسْقُطَ وَبَرُهَ. وَقَاصِيَةٌ: هِىَ الَّتىِ تُؤَخَّرُِ ضِنًّا مِنْهُمْ بِهَا لِكَرَمِهَا وشَحْمِهَا. والآبِيَةُ مِنَ الإِْبِلِ: الَّتىِ تَأْبَى الْفَحْلَ. والمُطْلِقُ: أَخَذَهُ مِنْ لَيْلَةٍ طَلْقَةٍ لاَحَرَّ فِيَها وَلاَ بَرْدَ. والْجَارَّةُ: الطَّرِيقُ إِلَى الْمَاءِ. والمُدَرَّعُ: الَّذِى لاَ نَبْتَ فِيهِ.
12- مَا بَعْدَكُمْ آلَ زِيَادٍ أَبْتَغِى (3)
13- شَيْئًا وَأَيْدِيكُمْ طِوَالُ المَبْلَغِ
__________
(1) المُمَغْمَغُ: الذى ليس بِمَعْروفٍ. (أبو سعيد الضرير).
(2) هكذا بالأصل، ولَعَلَّهُ يريد أَزْلَتَه من "أَزَلُوا أمْوالَهُم: لم يُخْرِجوها إلى المَرْعَى خَوْفًا أو جَدْبًا. (عن القاموس المحيط).
(3) زِيَاد: هو زِيادُ بن عَمْرٍو الأشرف، وهو جَدُّ مُسَبِّح. (أبو سعيد الضرير).(1/50)
/ المَبْلَغُ: يَقُولُ: تَبْلُغُونَ فىِ الْعَطِيَّةِ وَلاَ تَقْصُرُ أَيْدِيكُمْ عَنْهَا، وَخِلاَفُ قَوْلِهِ: "طِوَالُ المَبْلَغِ" قَوْلُكَ لِلرَّجُلِ: أَنْتَ أَقْصَرُ يَدًا مِنْ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا.
14- يُعْطِينَ مِنْ فَضْلِ الإِلهِ الأَسْبَغِ (1)
15- سَيْبًا وَدُفَّاعًا كَسَيْلِ الأَصْبَغِ (2)
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "آذِىُّ دُفَّاعٍ كَسَيْلِ".
الأَصْبَغُ: السَّابِغُ التَّامُّ.
والدُّفَّاعُ: المَوْجُ، قَالَ: وقَالَ الأَصْمَعِىُّ: لاَ أَدْرِى مَا سَيْلُ الأَصْبَغِ، جَهَدْتُ جَهْدِى فَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَحَدٍ(3). قَالَ أَبُو الحَسَن: وَسَأَلْتُ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ عَنْ قَوْلِهِ: "كَسَيْل الأَصْبَغِ" فَقَالَ: الكَثِيرُ، قَالَ: وَيُقَالُ: فُلاَنٌ مَصْبُوغٌ فىِ الْكَرَمِ.
16- يَغْمِسْنَ مَنْ غَمَسْنَهُ فىِ الأَهْيَغِ (4)
17- لَوْ كُنْتُ أَسْطِيعُكَ لَمْ يُشَغْشَغِ (5)
__________
(1) رواية أبى سعيد الضرير:
* يُعْطِينَ مِنْ سَيْبِ الإلهِ الأَسْبَغِ *
(2) التاج (ص ب غ) وفى التاج غير المحقق "سَيْلاً ودُفّاعًا ..." والسَّيْبُ: المَطَرُ السائبُ، أى الجارى. ورواية أبى سعيد الضرير:
* أذى دفاع كَسَيْلِ الأصْبَغِ *
(3) فى التاج (ص ب غ) قال أبو إسحاق: لاَ أَدْرِى ما سَيْلُ الأَصْبَغِ، قال الصاغانِىُّ: هو وادٍ بالبَحْرَيْنِ.
(4) اللسان (هـ ى غ).
(5) اللسان (ش غ غ) وفيه "لَمْ تُشَغْشِغ"، وهى رواية أبى سعيد الضرير، والرجز فى التاج (ش غ غ، ف ر غ)، والمقاييس (شغ).
الأَهْيَغُ: يُقَالُ: وَقَعَ فىِ الأَهْيَغَيْنِ: إذَا وَقَعَ فىِ سَعَةٍ مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ، ويُقَالُ: هَيَّغَ لَنَا هَرِيسَتَنَا (1): إِذَا أَكْثَرَ وَدَكَهَا، قَالَ أَبُو الحَسَنِ: لاَ أَدْرِى هَذَا التَّفْسِيرَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ أَوْ عَنْ أَبِى عَمْرٍو أَوْ عَنِ الأَصْمَعِىِّ.(1/51)
يُشَغْشَغُ: يُخَلَّطُ وَيُكَدَّرُ، يَقُولُ: لَوْ قَدَرْتُ أَنْ آتِيكَ وَأَبْلُغَكَ لأَصَبْتُ مِنْكَ شِرْبًا صَافِيًا. وشَغْشَغَ البِئْرَ: إذَا كَدَّرَها.
18- شِرْبِى وَمَا المَشْغُولُ مِثْلُ الأَفْرَغِ (2)
19- عَرَفْتُ أَنِّى نَاشِغٌ فىِ النُّشَّغِ (3)
قَالَ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ يُغْشَى عَلَيْهِ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ: نَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغًا، ثُمَّ قَالَ: لأَِىِّ شَىءٍ يَكُونُ ذَاكَ لمَخْرَجِى إلَيْكَ.
20- إِلَيْكَ أَرْجُو مِنْ نَدَاكَ الأَسْوَغِ (4)
21- إِنْ لَمْ يَعُقْنِى عَائِقُ التَّسَغْسُغِ (5)
الأَسْوَغُ: السَّائِغُ السَّهْلُ.
والتَّسَغْسُغُ: الدُّخُولُ فىِ الأَرْضِ كَأَنَّهُ قَالَ: إِنْ لَمْ أَمُتْ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ: سَغْسَغَ رَأْسَهُ بِالدُّهْنِ: إِذَا أَدْخَلَهُ بَيْنَ شَعَرِهِ.
يَعُقْنِى: يَعْنِى يَعُقْنِى عَنْكَ مَوْتٌ أَو غَيْرُه.
22- / فىِ الأَرْضِ فَارْقُبْنِى وَعَجْمَ المُضَّغِ (6)
__________
(1) هَيَّغْتُ الثَّرِيدةَ: إذا أكْثَرْتَ وَدَكَها، أى دَسَمَها. (اللسان، والتاج/ هـ ى غ).
(2) اللسان (ش غ غ) وفيه "مِثْلَ" بفتح اللام، وفى المقاييس (شغ) "شُرْبِى" بِضَمِّ الشِّين، والرجز فى التاج (ش غ غ، ف ر غ).
(3) اللسان، والتاج (ن ش غ)، ورواية أبى سعيد الضرير:"عَلِمْتُ أَنِّى ..." والناشِغُ: الذى يَبْرَأُ من المَرَضِ. (أبو سعيد الضرير).
(4) اللسان، والتاج (ن ش غ) وفيهما "... مِنْ نَدَاكَ الأَسْبَغِ" وفى التاج (س غ غ) "... مِنْ نَدَاكَ الأَسْوَغِ".
(5) التاج (س غ غ، م ض غ).
(6) التاج (م ض غ).
23- لاَجْتَبْتُ مَسْحُولاً جَدِيبَ الأَرْفُغِ (1)
يَقُولُ: إِنْ لَمْ يَعُقْنىِ ذَاكَ [فانْظُرْنىِ أى ارْقُبْنىِ](2)، والَّذِين يَمْضَغُونىِ (3) عِنْدَكَ يَعِيبُونَنىِ ويَقَعُونَ فِىَّ عِنْدَكَ.(1/52)
والْمَسْحُولُ: الْمَوْطُوءُ، وَسَحَلَهُ يَسْحَلُهُ سَحْلاً: وُطِئَ حَتَّى انْسَحَلَ، ويُقَالُ: الْمَسْحُولُ:(4) شُبِّهَ بالسَّحْلِ، وَهُوَ الثَّوْبُ الأَبْيَضُ، شَبَّهَ الطَّرِيقَ بِهِ.
لاَجْتَبْتُ: المَعْنَى يَقُول: لَوْ خَرَجْتُ لاَجْتَبْتُ.
والأَرْفُغُ: جميعُ رَفْغ، وَهِىَ النَّواحِى.
وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: المَسْحُولُ: الأَمْلَسُ.
24- لِلأَرْضِ مِنْ جِنِّيِّهِ المُتَغْتِغِ (5)
25- رَجْسٌ كَتَحْدِيثِ الهَلُوكِ الهَيْنَغِ (6)
الْمُتَغْتِغُ: الَّذِى إِذَا تَكَلَّمَ لَمْ تَكَدْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُ وَلاَ تَفْهَمُهُ. ويُقَالُ: الْمُتَغْتِغُ: الَّذِى إذَا تَكَلَّمَ كَأَنَّمَا يَتَكَلَّمُ بِدُرْدُرِهِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرابِىِّ قَالَ: المُتُغْتِغُ: الَّذِى إِذَا تَكَلَّمَ يَضْحَكُ ضَحِكًا لِخِفَّتِه، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "المُبَغْبِغُ" بِالْبَاءِ وقَالَ: المُبَغْبِغُ: الَّذِى لاَ يُبِينُ كَلاَمَهُ.
__________
(1) التاج (ر ف غ) وفيه "لاَجْتَبْتَ...".
(2) ما بين الحاصرتين هكذا بالأَصْلِ، والصَّوابُ: فَارْقُبْنىِ أى انْظُرْنِى.
(3) هكذا بالأصل، والصواب "يَمْضَغُونَنىِ".
(4) المَسْحُولُ: الطريقُ المُذَلَّلُ. (أبو سعيد الضرير).
(5) التاج (ت غ غ).
(6) اللسان (هـ ن غ)، وحاشية التاج (هـ ن غ) وفيهما "قَوْلاً كَتَحْدِيثِ..."، وفى التاج (ت غ غ، هـ ن غ) "وَجْسٌ كَتَحْدِيثِ..." وهى رواية أبى سعيد الضرير، ووَرَد الرَّجَزُ فى اللسان (ن د غ) غير منسوب بِرِواية "قَوْلاً كَتْحدِيثِ...". والوَجْسُ: الصَّوْتُ. (أبو سعيد الضرير).
والْهَيْنَغُ: الكَلاَمُ المُخْفَى، أُخِذَ مِنَ الْمُهَانَغَةِ، والْمُهَانَغَةُ والْمُغَازَلَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
والْهَلُوكُ: يُقَالُ: إنَّهَا الْفَاجِرَةُ، قَالَ: وَأرَاهُ أَنَّهَا تَهَالَكُ، أَىْ تَسَاقَطُ عَلَى الرِّجَالِ، قَالَ الأَعْشَى:(1/53)
* تَهَالَكُ حَتَّى تُبْطِرَ المَرْءَ عَقْلَهُ * (1)
__________
(1) الشاهد صَدْرُ بَيْتٍ للأَعْشَى فى ديوانه /353، وعَجُزُه:
* وتُصْبِى الحَلِيمَ ذا الحِجَى بالتَّقَتُّلِ *
[ تُصْبِيه: تَفْتِنُه؛ الحِجَى: العَقْلُ].
26- لَذَّتْ أَحَادِيثَ الغَوِىِّ المِنْدَغِ (1)
27- فَهِىَ تُرِى تُرِى(2) الأَعْلاَقَ ذَاتَ النُّغْنُغِ
الْمِنْدَغُ: الَّذِى لاَ يَزَالُ يَنْدَغُ بِكَلِمَةٍ تَكْرَهُهَا، يُقَالُ: نَدَغَ، وَنَسَعَ، ونَزَغَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والأَعْلاَقُ: مَا عَلَّقْتَ مِنَ الْقِرَطَةِ (3) يَنُوسُ (4) ويَتَذَبْذَبُ مُتَدَلِّيًا.
28- فَاعْسِفْ بِنَاجٍ كَالرَّبَاعِ المُشْتَغِى (5)
29- بِصُلْبِ رَهْبَى أَو جَمَادِ اليَرْبَغِ (6)
المُشْتَغِى: الَّذِى قَدْ هَمَّ أَنْ يُلْقِىَ رَبَاعِيَتَهُ إذا شَخَصَتْ ونَفَضَتْ إذَا أَرَادَ البُزُولَ، يَعْنىِ هَذَا الحِمَارَ.
وَصُلْبُ رَهْبَى: مَوْضِعٌ.
قَالَ: والْيَرْبَغُ لاَ يَدْرِى أَحَدٌ أَيْنَ هُوَ (7).
30- / يَرْمِى بِمَجْدُولِ الشَّظَى لَمْ يُبْزَغِ (8)
31- مُسْتَقْرِعِ النَّعْلِ شَدِيدِ الأَرْسُغِ (9)
يَعْنِى هَذَا الحِمَار.
__________
(1) اللسان (ن د غ) وفيه "لَذَّتْ أَحاديثُ..." بِضَمِّ الثاء، وفيه أيضًا "مالَتْ لأَِقْوالِ الغَوِىّ..."، والرجز فى التاج (هـ ن غ).
(2) "تُرِى" مُكَرَّرة بالأصل، والرَّجَزُ فى اللسان والتاج (ن غ غ) "فَهْىَ تُرِى الأَعلاقَ ذاتِ النُّغْنُغِ"، وفى اللسان (ن د غ) "فَهْىَ ..."، والنُّغْنُغُ: الحَرَكَةُ. (اللسان/ن غ ن غ، والتاج ن غ غ).
(3) القِرَطُةُ: جَمْعُ قُرْطٍ: نَوْعٌ من حُلِىِّ الأُذُنِ.
(4) ناسَ الشىءُ يَنُوسُ نَوْسًا، ونَوَسانًا: تَحرَّك وتَذَبْذَبَ مُتَدَلِّيًا. (اللسان / ن و س).
(5) التاج (ر ب ع) وفيه "... كالرَّبَاعِىِّ...".
(6) التاج (ر ب غ) وفيه "... أو جِمَادِ ..." بِكَسْرِ الجيم.(1/54)
(7) فى التاج (ر ب غ) قال الصاغانِىُّ: هو بَيْنَ عُمَانَ والبَحْرَيْنِ. وفى معجم البلدان: مَوْضعٌ فى دِيارِ بَنِى تَمِيمٍ بين عُمَانَ والبَحْرَيْنِ، واسْتَشْهَدَ عليه بِرَجَزِ رؤبة المذكور هنا.
(8) رواية أبى سعيد الضرير:"... لَمْ يُنْزَغِ".
(9) التاج (ر س غ).
بِمَجْدُولٍ: أَىْ بِحَافِرٍ مَجْدُولٍ.
الشَّظَى: أَىْ مَوْضِعُ شَظَاهُ شَدِيدٌ، والشَّظَى يَجْعَلُهُ بَعْضُ الْعَرَبِ انْشِقَاقَ الْعَصَبِ، وبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هُوَ عُظَيْمٌ فىِ بَاطِنِ الذِّرَاعِ، فإِذَا زَالَ عَنْ مَوْضِعِهِ قِيلَ. شَظِىَ الْفَرَسُ يَشْظَى شَظًى.
لَمْ يُبْزَغِ، أَىْ لَمْ يَحْتَجْ إلَى بَيْطَارٍ، مِثْلُ قَوْلِهِ:
* وَلَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَهَا بِيطَارُ * (1)
مُسْتَقْرِعٌ: شَدِيدٌ، يُقَالُ: تُرْسٌ قَرَّاعٌ.
والنَّعْلُ: باطِنُ الْحَافِرِ.
والأَرْسُغُ: جَمْعُ رُسْغ. (2)
32- أَكْدَرَ لَفَّافٍ عِنَادَ الرُّوَّغِ
33- يَشْتَقُّ بَعْدَ الطَّرَدِ المُبَغْبِغِ (3)
أَكْدَرَ: يَعْنىِ الحِمَارَ، أَكْدَرُ: أَغْبَرُ.
لَفَّافٌ، يَقُولُ: إذَا رَاغَتْ مِنْهُ أَتَانٌ وَعَانَدَتْ، أى عَارَضَتْ رَدَّهَا، أَىْ كَفَّهَا.
والرُّوَّغُ: مَا رَاغَ مِنْهَا رَدَّهُ إِلَى جَمَاعَةِ الْعَانَةِ.
يَشْتَقُّ: أَىْ يَشْتَدُّ، أَىْ يُجِدُّ فِيهِ.
والْمُبَغْبِغُ: الْقَرِيبُ، وَأَصْلُهُ أَنَّهُ يُقَالُ: بِئْرٌ بُغَيْبِغٌ، أَىْ قَرِيبَةُ الْقَعْرِ، قَالَ: وَأَنْشَدَ:
* بُغَيْبِغٌ يُنْزَعُ بِالْعِقَالِ * (4)
__________
(1) الشاهد فى اللسان (ر ح ح) غير منسوب، وقبله:
* لاَرَحَحٌ فيها ولا اصْطِرَارُ *
يَعْنِى لا فيها عِرَضٌ مُفْرِطٌ ولا انْقِباضٌ وَضِيقٌ ولكنه وَأْبٌ، وذلك مَحْمودٌ. وفى اللسان (ص ر ر) "لا رَحَحٌ فيه ...".
(2) فى اللسان (ر س غ) "الرُّسْغُ: مَفْصِلُ ما بين الكَفِّ والذِّرِاع" وللرُّسْغِ تَعْرِيفات أخرى كثيرة.(1/55)
(3) اللسان (ب غ غ) وفيه "... بَعْدَ الطَّلَقِ ..."، والتاج (ب غ غ) وفيه "... بَعْدَ القَرَبِ ..."، وفى التاج (هـ ن ب غ) كَرِوايةِ شرح الديوان.
(4) فى اللسان (ب غ غ) غير منسوب، وقبله:
* يا رُبَّ ماءٍ لَكَ بالأَجْبالِ *
* أَجْبالِ سَلْمَى الشُّمَّخِ الطِّوَالِ *
وبعده:
* طامٍ عليه وَرَقُ الهَدَالِ *
34- وَبَعْدَ إِيغَافِ العَجَاجِ الهُنْبُغِ (1)
35- نَدْفًا كَإِيغَافِ الغُلاَمِ المُرْتَغِى
الإِيغَافُ: هَذَا مَثَلٌ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنَّهُ يَعْدُو فَيَقْلِبُ التُّرَابَ بِحَافِرِه فَيَرْفَعُهُ كما يُوغِفُ الْغُلاَمُ، وَهُوَ أَنْ يَأْخُذَ الرُّغْوَةَ بِيَدِه فَيَرْفَعَهَا إِلَى فِيهِ.
والْهُنْبُغُ: التُّرَابُ الَّذِى يَطِيرُ مِنْ أَدْنَى شَىءٍ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو: والإِيغَافُ والإِيخَافُ واحِدٌ كَمَا يُوخَفُ الخَطْمِىُّ.
نَدْفًا: يَقُولُ: يَنْدِفُ بِيَدِهِ فىِ الْعَدْوِ فىِ عَجَلَةٍ كَهَذَا الْمُرْتَغِى الَّذِى يَحْسُرُ (2) الرُّغْوَةَ أَوْ يُعَالِجُهَا.
36- فَاذْكُرْ بِخَيْرٍ وَابْغِنىِ مَا يَنْبَغِى
37- وَاحْذَرْ أَقَاوِيلَ العُداةِ النُّزَّغِ (3)
فَاذْكُرْ بِخَيْرٍ: يَقُولُ: اصْنَعْ بىِ مَا يَنْبَغِى أَنْ يُصْنَعَ بِمِثْلِى، يَعْنىِ هَذَا الرَّجُلَ المَمْدُوحَ / وَهُوَ مُسَبِّحُ بن فُلاَنٍ.
واحْذَرْ أَقَاوِيلَ: يَقُولُ: لاَ تَقْبَلْ كَلاَمَ عُدَاتِى الَّذِينَ يَنْزَغُونَنىِ عِنْدَكَ.
38- عَلَىَّ أَنِّى لَسْتُ بالمُزَغْزَغِ (4)
39- إِنِّى عَلَى نَسْغِ الرِّجالِ النُّسَّغِ (5)
__________
(1) اللسان، والتاج (هـ ن ب غ).
(2) حَسَرَ الشىءَ عن الشىءِ: أَزَالَهُ عنه فانْكَشَفَ. (اللسان/ ح س ر).
(3) اللسان (م ش غ)، والتاج (د غ غ، ن ز غ). والنَّزْغُ: الوُقُوعُ فى الناس. (أبو سعيد الضرير).(1/56)
(4) اللسان (م ش غ)، والتاج (ز غ غ) وفيهما: "عَلَىَّ إِنِّى..."، والتاج (د غ غ) وفيه "عَلَىَّ إِنِّى لَسْتُ بالمُدَغْدَغِ" وهى رواية أبى سعيد الضرير، واللسان (ز غ غ) وفيه "عَلِىُّ إِنِّى...".
(5) اللسان (ن س غ) غير منسوب، والرَّجَزُ فى التاج (ن س غ) لرؤبة. ورواية أبى سعيد الضرير:
* إنِّى عَلَى نَشْغِ العُدَاةِ النُّشَّغِ *
ويُرْوَى "الْمُدَغْدَغِ" أَيْضًا، أَبُو عَمْرٍو وابْنُ الأَعْرَابِىِّ: هُوَ المَغْمُورُ فىِ حَسَبِهِ.
والنُّسَّغُ: النُّخَّسُ، واحِدُهُمْ نَاسِغٌ. والنَّسْغُ: النَّخْسُ.
40- أَعْلُو وَعِرْضِى لَيْسَ بِالْمُمَشَّغِ(1)
41- بِالْهَدْرِ تَكْشَاشَ الْبِكَارِ الْمُرَّغِ (2)
الْمُمَشَّغُ: المُكَدَّرُ أَوْ نَحْوُهُ.
والتَّكْشَاشُ: إنَّمَا ضَرَبَهُ مَثَلاً، يُقَالُ: كَشَّ البَكْرُ يَكِشُّ كَشِيشًا، وَهُوَ صَوْتُهُ أَوَّلَ مَا يَهْدِرُ.
والْمُرَّغُ: الَّتىِ يَسِيلُ لُعَابُهَا، لاَ واحِدَ لَهُ، قَالَ الأَصْمَعِىُّ: وَنُرَى أَنَّهُ اشْتِقَاقٌ، إنَّمَا يُقَالُ: ضَرَبَهَ حَتَّى سَالَ مَرْغُهُ، أى لُعَابُهُ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: والْمُرَّغُ: مُرَّغٌ فىِ التُّرَابِ، وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: تُمَرِّغُهَا الْفُحُولُ، يَرْجِعُ إلَى مَعْنَى قَوْلِ أَبِى عَمْرٍو.
42- لِلَّهِ دَرُّ المُحْدَثِينَ النُّبَّغِ
43- وَاعْلَمْ وَلَيْسَ الرَّأْىُ بالتَّبَيُّغِ(3)
لَمْ يَرْوِهِ الأَصْمَعِىُّ ورَوَاهُ أَبُو عَمْرٍو وابْنُ الأَعْرَابِىِّ.
النُّبَّغُ: الَّذِينَ نَبَغُوا فىِ الشِّعْرِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ قَبْلَ ذَاكَ أَوَّلُ.(1/57)
والتَّبَيُّغُ: يَقُولُ: لَيْسَ الرَّأْىُ بِأَنْ تَقُولَ: أُبَايِغُ فىِ الأَمْرِ وَأَتَشَدَّدُ فِيهِ، وَيُقَالُ: قَدْ تَبَيَّغَ بِهِ الدَّمُ: إِذَا بَلَغَ مِنْهُ، يَقُولُ: فَلَيْسَ الرَّأْىُ بالاجْتِهَادِ يَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ دُونَهُ إِذَا عَلِمْتَ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وأَصْلُهُ تَبَغَّى ثُمَّ قَلَبَ (4) فَقَالَ تَبَيَّغَ.
__________
(1) اللسان (م ش غ) وفيه "أَغْدُو وعِرْضِى..."، والتاج (م ر غ، م ش غ)، والرَّجز فى المقاييس (م ش غ) غير منسوب.
(2) التاج (م ر غ).
(3) اللسان، والتاج (ب ى غ) وفيهما "فاعْلَمْ...". وهى رواية أبى سعيد الضرير.
44- بِأَنَّ أَقْوَالَ الْعَنِيفِ الْمِفْشَغِ (1)
45- خَلْطٌ كَخَلْطِ الْكَذِبِ المُضَغْضَغِ (2)
وَيُرْوَى: "كَخَلْطِ الْكَاذِبِ"، وَيُرْوَى: "المُمَضَّغِ والمُمَغْمَغ"، وَهُوَ المُخَلَّطُ، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "بِأَنَّ / إِجْرَاءَ العَنِيفِ" فَقَوْلُهُ: "بِأَنَّ أَقْوَالَ" يَقُولُ: لَيْسَ الرَّأْىُ بِأَنْ يَقُولَ: أُبَالِغُ فىِ الأَمْرِ وَأَتَشَدَّدُ فِيهِ.
والْمِفْشَغُ: الَّذِى إِذَا عَلاَ الدَّابَّةَ قَهَرَهُ وَقَدَعَهُ، وَيُقَالُ: قَدْ تَفَشَّغَ الظَّلْعُ فىِ إِبِلِ فُلاَنٍ: إِذَا تَفَشَّى فِيهَا، ويُقَالُ: قَدْ فَشَغَتِ الْغُرَّةُ جَبْهَتَهُ: إِذَا كَثُرَتْ فِيهَا وَاتَّسَعَتْ، يَقُولُ: فَهؤُلاَءِ الَّذِينَ لاَ يُحْسِنُونَ يَقُولُونَ الشِّعْرَ كَهَذَا الَّذِى لاَ يُحْسِنُ الرُّكُوبَ وَيَعْنُفُ عَلَى الدَّابّةِ.
46- قَدْ أَتْرُكُ الشَّاعِرَ مِثْلَ الأَلْثَغِ (3)
47- أَعْجَمَ لاَ يَعْرِفُ زَيْغَ الزُّيَّغِ
يَقُولُ: إِنْ زَاغَ لَمْ يَدْرِ وَإِنْ قَصَدَ لَمْ يَدْرِ.
48- وَ ذَاقَ حَيَّاتُ الدَّواهِى اللُّدَّغِ (4)
49- مِنِّى مَقَاذِيفَ مِدَقٍّ مِفْدَغِ (5)
جَعَلَ اللُّدَّغَ هِىَ الدَّواهِى.
__________
(1) التاج (ب ى غ، ف ش غ).(1/58)
(2) التاج (ب ى غ، ف ش غ) وفيه "...المُمَغْمَغ". وفَسَّرَ أبو سعيد الضرير "المُضَغْضَغ": الذى يَمْضَغُ كَلاَمَهُ.
(3) الأَلْثَغُ: المعجمُ الذى لا يُفْصِحُ. (أبو سعيد الضرير).
(4) التاج (ل د غ)، وفى التاج غير المحقق "ذات حَيّات اللَّواهِى" تصحيف. ورواية أبى سعيد الضرير :"ودق حَيّاتِ...".
(5) اللسان (ف د غ) وفيه "مِنِّى مَقَادِيفُ..."، والتاج (ل د غ).
والمَقَاذِيفُ: المَرَادِى(1)، والْوَاحِدَةُ مِقْذَفَةٌ، يَقُولُ: حَيَّاتُ النَّاسِ ودَوَاهِيهِمْ ذَاقُوا مِنِّى مِقْذَفًا مِشْدَخًا.
مِفْدَغًا: أَىْ يَفْدَغُ كُلَّ شَىءٍ يَدُقُّ الصَّخْرَ، ويُقَال: فَدَغَ الْكَمْأَةَ بالسَّمْنِ، ويُقَالُ: المَقَاذِيفُ: الْمَرَامِى(2) أَيْضًا.
50- يُوهِى عِظَامَ الرَّأْسِ إِنْ لَمْ يَدْمَغِ
51- وَمُقْرِفِ الْوَجْهِ لَئِيم الأَصْدُغِ
الْمُقْرِفُ: الَّذِى قَدْ دَانَى الْهُجْنَةَ، وَيُقَالُ: قَارفَ الأَمْرَ: إِذَا قَارَبَهُ، وكَذَلِكَ قَرَفَ لِذَلِكَ الأَمْرِ، وَلاَ يَكَادُ يُقَالُ فىِ الْخيْرِ، ومَثَلٌ مِنَ الأَمْثَالِ "الْقَرَفُ مِنَ التَّلَفِ"، أَىْ مُقَارَبَةُ الأَمْرِ الْمَكْرُوهِ، ويُقَالُ: مُقَارَبَةُ الأَرْضِ الْوَبِيئَةِ.
ويُقَالُ لِلرَّجُلِ: لَئِيمُ الأَصْدُغِ: إذَا كَانَ هَجِينَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ.
52- إِذَا الْبَلاَيَا انْتَبْنَهُ لَمْ يَصْدَغِ (3)
53- شَيْئًا وَأَعْطَى الذُّلَّ كَفَّ الْمُرْزِغِ (4)
__________
(1) المرادِى: جَمْعُ المِرْدَى، وَهُوَ الحَجَرُ الثَّقِيلُ، وأيضًا جَمْعُ المِرْداة، وَهِىَ الصَّخْرَةُ تُكْسَرُ بها الحِجارَةُ. (اللسان / ر د ا).
(2) المَرَامِى: جَمْعُ المَرْمَى، وَهُوَ ما تُرْمى إليه السِّهَامُ ونَحْوُها. وأيضًا: جَمْعُ المِرْماة: سَهْمٌ صغيرٌ ضعيفٌ، أَوْ سَهْمٌ يُتَعَلَّمُ به الرَّمْىُ. (اللسان /ر م ى). وفى اللسان (ر د ا): "المَرَادِى: المرامى".(1/59)
(3) اللسان (ر ز غ، ص د غ)، والتاج (ص د غ) وفيهما "إذا المَنَايَا..." وفى اللسان والتاج (ص د غ) "... لَمْ يَصْدُغِ" أى لم يَضْعُفْ.
(4) اللسان، والتاج (ر ز غ) وفيهما "ثُمَّتَ أَعْطَى الذُّلَّ..." ووَرَدَ هذا المشطور والذى قبله شاهدين على "أرْزَغَ الرَّجُلَ: لَطَّخهُ بِعَيْبٍ، وأَرْزغَ فيه إرْزاغًا: اسْتَضْعَفَهُ واحْتَقَرهُ وعَابَهُ. وفى شرح أبى سعيد الضرير: "...كَفَّ المنِزغ".
لَمْ يُصْدَغْ: لَمْ يَرُدَّ ظَالِمًا عَنْ ظُلْمِهِ، يُقَالُ: صَدَغَ يَصْدَغُ: إذَا رَدَّ الظَّالِمَ عَنْ ظُلْمِهِ، ويُقَالُ: اتَّبَعُوا الْبَعِيرَ فَلَمْ يَصْدَغْهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، أَىْ لَمْ يَعْطِفْهُ، فَيَقُولُ: إِذَا / نَزَلَتْ بِهِ بَلِيَّةٌ لَمْ يَدْفَعْ عَنْ نَفْسِهِ مِنْهَا شَيْئًا.
وَأَعْطَى الذُّلَّ، أَى الْمَذَلَّةَ، ويُقَالُ: ذَلِيلٌ بَيِّنُ الذُّلِّ والْمَذَلَّةِ: مِنْ رِجَالٍ أَذِلَّةٍ. وَذَلُولٌ بَيِّنُ الذِّلِّ: إِذَا كَانَ سَلِسًا مُنْقَادًا، يُقَالُ ذَلِكَ فىِ الْفَرَسِ وغَيْرِهِ مِنْ رِجَالٍ ذُلُلٍ.
والْمُرْزِغُ: الضَّعِيفُ، يُقَالُ: أَصَابَنَا رَزَغٌ مِنْ مَطَرٍ، أَىْ قَلِيلٌ ضَعِيفٌ. قَالَ: وَهَذَا كَقَوْلِه:
* كَفُّهُ أَضْعَفُ مِنْ أَنْ يَمْنَعَ يَدَ لاَمِسٍ *
وَهِىَ الرَّدَغَةُ، والرَّزَغَةُ بِالدَّالِ والزَّاى.
54- وَالْحَرْبُ شَهْبَاءُ الْكِبَاشِ الصُّلَّغِ (1)
55- يُمَارِسُ الأَعْضَالَ بِالتَّمَلُّغِ (2)
وَيُرْوَى "السُّلَّغِ" بالسِّينِ والصَّادِ، وَهِىَ الَّتِى قَد انْتَهَى أَسْنَانُها، وَهُوَ هَاهُنَا مَثَلٌ لِلرِّجالِ. وَشَهْبَاءُ: يَعْنِى مِنَ السِّلاَحِ.
والتَّمَلُّغُ: مِنَ الْمَلْغِ، وَهُوَ المُجُونُ والْحُمْقُ.(1/60)
وَالأَعْضَالُ: الدَّوَاهِى، ويُقَالُ: رَجُلٌ عُضْلَةٌ مِنَ العُضَلِ، فَقَالَ: أَعْضَالٌ بِذَلِكَ المَعْنَى، يَقُولُ: فَهُوَ يُمَارِسُ الدَّوَاهِى مِنَ الرِّجَالِ وَلَيْسَ بِشَىءٍ.
56- وَهْوَ أَذَلُّ الشَّائِلاَتِ الْوُزَّغِ
__________
(1) اللسان، والتاج (ر ز غ) وفيهما "فالحَرْبُ...". والكِبَاشُ: الأبطالُ والرُّؤُساء. (أبو سعيد الضرير).
(2) اللسان (م ل غ) وفيه "يُمَارِسُ الأَغْصانَ" وصُوِّبت الرواية بِحاشِيةِ اللسان كَرِواية شرح الديوان. وفى شرح أبى سعيد الضرير:
* يُمَارِسُ الأَعْضالَ بالتَّمَيُّغِ *
وفَسَّر التَّمَيُّغَ بالتَّحَمُّقِ.
57- فَلاَ تَقِسْنىِ بِامْرِئٍ مُسْتَوْلِغِ (1)
الشَّائِلاَتُ: هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: فَلَوْ كَانَ مِنَ الإِبِلِ لَكَانَ أَذَلَّهَا، والشَّائِلَةُ: الَّتِى قَدْ لَقِحَتْ فَهِىَ تَكَبَّرُ فىِ نَفْسِهَا بِشَوَلاَنِ ذَنَبِهَا.
والْوُزَّغُ: الَّتىِ تُوزِغُ بِأَبْوَالِهَا، وَإِنَّمَا كَانَ يَنْبَغِى أَنْ يَقُولَ: الْمُوزِغَةُ؛ لأَِنَّهُ يُقَالُ: أَوْزَغَ بِبَوْلِهِ.
والْمُسْتَوْلِغُ: الَّذِى يَرْمِى بِنَفْسِهِ فىِ الدَّنَاءَةِ مِنَ الحِرْصِ.
58- أَحْمَقَ أَوْ سَاقِطَةٍ مُزَغْزَغِ (2)
59- أَسْلَغَ يُدْعَى لِلدَّعِىّ الأَسْلَغِ (3)
مُزَغْزَغٌ: مَغْمُوزٌ عَلَيْهِ فىِ حَسَبِهِ.
والأَسْلَغُ: الأَحْمَرُ، وإِذَا اشْتَدَّتِ الْحُمْرَةُ حَتَّى تَنْقَشِرَ فَهُوَ عَيْبٌ عِنْدَهُمْ.
60- أَوْهَى أَدِيمًا حَلِمًا لَمْ يُدْبَغِ (4)
61- والْمِلْغُ يَلْكَى بالكَلاَمِ الأَمْلَغِ (5)
62- / لَوْلاَ دَبُوقَاءِ اسْتِهِ لَمْ يَبْدَغِ (6)
63- خَالَطَ أَخْلاَقَ المُجُونِ الأَمْرَغِ (7)
لَكِئْتُ بِهِ: لَزِقْتُ بِهِ. لَكِئَ بِهِ، وَسَدِكَ، وَغَرِىَ: إِذَا لَزِمَهُ وَلَزِقَ بِهِ.
وَدَبُوقَاءُ: مَا قَذَفَ بِهِ مِنْ جَوْفِهِ. والدَّبُوقَاءُ: الدِّبْقُ.
__________(1/61)
(1) اللسان (و ل غ)، والتاج (ز غ غ، و ل غ).
(2) التاج (ز غ غ).
(3) التاج (س ل غ) وفيه "... يُدْعَى باللَّئِيمِ...".
(4) اللسان (م ل غ).
(5) اللسان (ب د غ، م ل غ)، والتاج (م ل غ، ى ل ك). وكَلاَمٌ مِلْغٌ وأَمْلَغُ: لا خَيْرَ فيه. (اللسان/ م ل غ). ويَلْكَى: يُولعُ. (أبو سعيد الضرير).
(6) اللسان (د ب ق، ب ط غ)، والمقاييس (ب ط غ) وفيها: "...لَمْ يَبْطَغ" بمعنى التَّلَطُّخِ بالشىءِ، ويَبْطَغُ: لُغَةٌ فى يَبْدَغ. وفى اللسان (ب د غ، د ب ق، ب ط غ) والتاج (ب د غ) "لَوْلاَ دَبُوقاءُ...".
(7) التاج (م ر غ).
لَمْ يَبْدَغِ: قَالَ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ: بُدِغَ فىِ خَرْئِهِ: إِذَا تَلَطَّخَ بِهِ، وكَذَلِكَ قَوْلُ أَبِى عَمْرٍو فى الدَّبُوقَاءِ.
والأَمْرَغُ: قَالَ: كَأَنَّهُ خَالَطَ الأَغْلاَقَ الْمُنْتِنةَ والْمِنْتِنَةَ، ويُقَال: مُنْتِنٌ، ومِنْتِنٌ (1)، ونَتُنَ، وَأَنْتَنَ. وَيُقَالُ: سَالَ مَرَغُهُ، أَىْ لُعَابُهُ.
64- بِالْوَثْبِ فى السَّوْآتِ والتَّمَرُّغِ
65- مِنْ خُبْثِ ذَاكَ الْمَثْبِرِ الْمُرَوَّغِ (2)
أَبُو عَمْرٍو "مِنْ نَتْنِ ذَاكَ الْمَثْبِرِ" وَالْمَثْبِرُ: مَوْضِعُ النِّتَاجِ الَّذِى تُنْتَجُ فِيهِ النَّاقَةُ، وَهُوَ هَاهُنَا مَثَلٌ لِهَذَا المَهْجُوِّ.
الْمُرَوَّغُ: رُوِّغَ فىِ التُّرَابِ، وَمِنْهُ: رَوَّغَ فىِ وَجْهِهِ، أَىْ غَبَّرَ.
والتَّمَرُّغُ: يَقُولُ: هُوَ يَتَمَرَّغُ فىِ السَّوْآتِ كتَمَرُّغِ الدَّابّةِ، وعَنْ غَيْرِ الأَصْمَعِىِّ: الْمُرَوَّغُ: الَّذِى قَدْ تَرَوَّغَ فىِ دَمِهِ وَغِرْسِهِ، والْغِرْسُ: شَىءٌ يَخْرُجُ مَعَ الْوَلَدِ.
66- وَالْعَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ الْمُدَغْدَغِ (3)
67- كَالْفَقْعِ إِنْ يُهْمَزْ بِوَطْءٍ يُثْلَغِ (4)
الْمُدَغْدَغُ، والْمُزَغْزَغُ: أَىْ مَغْمُوزٌ فىِ حَسَبِهِ.
يُثْلَغُ: يُشْدَخُ.(1/62)
وَالْفَقْعُ: جِنْسٌ مِنَ الْكَمْأَةِ أَرْدَأُ ما يَكُونُ مِنْها، وَالأَحْمَرُ الْجِبَأَةُ الْوَاحِدُ جَأْبُ (5)، والْكَمْأَةُ تَجْمَعُ هَذَا كُلَّهُ.
__________
(1) قال الجَوْهَرِىُّ فىِ "مِنْتِنٍ": كُسِرَتِ المِيمُ إتْباعًا للتاءِ؛ لأَِنَّ مِفْعِلاً ليس من الأبْنِيةِ. (اللسان / ن ت ن ).
(2) ورواية أبى سعيد الضرير "مِنْ بَيْنِ ذاك...".
(3) التاج (د غ غ، ز غ غ) وفيه "... المُزَغْزَغِ" وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(4) اللسان (ث ل غ)، وفى التاج (ث ل غ، هـ ن ب غ) "كالفِقْعِ" وَالفَقْعُ والفِقْعُ بمعنًى.
(5) هكذا بالأصل "جَأْبٌ" والصواب "جَبْءٌ".
68- صَاحِبُ سَوْآتٍ وَجُوعٍ هُنْبُغِ (1)
وَيُرْوَى "فَعَصَّ بِالْوَيْلِ وَجُوعٍ هُنْبُغِ" بِرِوايَةِ أَبِى عَمْرٍو، وَقَالَ: هُنْبُغٌ: أَسْوَأُ الْجُوعِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُنْبُغٌ: لاَزِقٌ.
* * *
-15-
وَقَالَ أيضًا (2)[فى وَصْفِ نَفْسِهِ]: (3)
1- قَالَتْ أُبَيْلَى لىِ وَلَمْ أُسَبَّهِ (4)
2- مَا السِّنُّ إِلاَّ غَفْلَةُ الْمُدَلَّهِ (5)
/ أُبَيْلَى: اسْمُ امْرَأَةٍ.
وَأُسَبَّهُ: أُدَلَّهُ، يُقَالُ: سُبِّهَ الشَّيْخُ: إِذَا ذَهَبَ عَقْلُهُ، يَقُولُ: فَقَالَتْ لىِ هَذَا الْقَوْلَ وَلَمْ أَصِرْ إلَى مَا قَالَتْ، أَىْ إِنَّ عَقْلِى مَعِى بَعْدُ، يَقُولُ: وَمَا بُلُوغُ السِّنِّ إِلاَّ أَنْ تُدَلَّهَ فَيَذْهَبَ عَقْلُكَ، يَقُولُ: فَلَسْتُ بِمُدَلَّهٍ كَمَا قَالَتْ.
3- لَمَّا رَأَتْنِى خَلَقَ المُمَوَّهِ (6)
4- بَرَّاقَ أَصْلاَدِ الْجَبِينِ الأَجْلَهِ (7)
قَوْلُهُ: "خَلَقَ المُمَوَّهِ" والْمَمَوَّهُ: يَقُولُ: كَأَنَّهُ مُوِّهَ بِمَاءِ الذَّهَبِ فىِ شَبَابِهِ فَأَخْلَقَ الْيَوْمَ وتَشنَّنَ لَمَّا كَبِرَ. ويُقَالُ: مَوَّهَ لىِ قَوْلاً، أَىْ حَسَّنَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ جَعَلَ فِيهِ الذَّهَبَ.(1/63)
الأَصْلادُ: يُقَالُ: حَجَرٌ صَلْدٌ، فَيُرِيدُ أَنَّهُ جَلِحَ فَصَلُبَ كَأَنَّهُ صَخْرَةٌ.
__________
(1) التاج (هـ ن ب غ) وفيه "فَعَضَّ بالوَيْلِ وجُوعٍ هُنْبُغِ". وهى رِواية أبى سعيد الضرير.
(2) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع الصفحات من (165-167) ورقمها (58).
(3) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوان رؤبة المطبوع.
(4) اللسان (س ب هـ).
(5) اللسان (د ل هـ) رَوَاه ابنُ بَرِّىّ غير مَنْسُوبٍ، والرجز فى اللسان (س ب هـ) لِرُؤبة.
(6) اللسان (ب ل هـ) وفيه "إِمّا تَرَيْنِى..."، وفى اللسان (ج ل هـ، م و هـ) "لَمَّا رَأَتْنِى ..."، والرجز فى التاج (م و هـ).
(7) التاج (ج ل هـ).
ويُقَالُ: قَدْ جَلِحَ وَجَلِه: إذَا انْكَشَفَ مُقَدَّمُ شَعَرِ رَأْسِهِ، وَجَلِىَ يَجْلَى جَلاً شَدِيدًا.
5- بَعْدَ غُدَانِىِّ الشَّبَابِ الأَبْلَهِ (1)
6- لَيْتَ الْمُنَى والدَّهْرَ جَرْىُ السُّمَّهِ (2)
الْغُدَانِىُّ: الْمُسْتَرْخِى النَّاعِمُ، قَالَ: ويُقَالُ: رَجُلٌ فِيهِ غَدَنٌ، أَى اسْتِرْخَاءٌ.
وَأَبْلَهُ: يَقُولُ: كَأَنَّ صَاحِبَهُ أبْلَهُ مِنْ غَفْلَتِهِ لاَ يَعْقِلُ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ النَّعْمَةِ.
قال: والسُّمَّهُ، قَالَ: يُقَالُ: ذَهَبَ فىِ السُّمَّهَى هَكَذَا يُتَكَلَّمُ بِهِ، أَىْ فىِ الرِّيحِ والْبَاطِلِ، فَجَاءَ به رُؤبَةُ عَلَى حَذْفِ الأَلِفِ، يَقُولُ: فَلَيْتَ الدَّهْرَ كَانَ كَذَا، لَيْتَ الَّذِى نَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَامَ لَنَا وثَبَتَ مَا جَرَتِ الرِّيحُ لاَيَنْقَطِعُ أَبَدًا.
7- لِلَّهِ دَرُّ الْغَانِياتِ الْمُدَّهِ (3)
8- سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِنْ تَأَلُّهِى (4)
يَتَعَجَّبُ مِنْهُنَّ فىِ قَوْلِهِ: "لِلَّهِ دَرُّ الْغَانِيَاتِ" يَقُول: لَمَّا رَأَينَ كِبَرِى سَبَّحْنَ وَاسْتَرْجَعْنَ.
__________
(1) اللسان (ب ل هـ، ج ل هـ)، والتاج (ب ل هـ).(1/64)
(2) اللسان، والتاج (س م هـ) وفيهما "يا لَيْتَنَا والدَّهْرَ..."، وفى المقاييس (س م هـ) "جَرْىَ السُّمَّهِ"، وفى اللسان (س م هـ) "جَرْىُ" بالنَّصْبِ والرَّفْعِ، بالرَّفْعِ خبر لَيْتَ، ومَنْ نَصَبَه فَعَلَى المَصْدَرِ، أى يجرى جرى السُّمَّهِ. وفى اللسان (س م هـ) أورد الجوهرىُّ الرَّجز برواية شرح الديوان، وأيضا الرواية فى اللسان (ج ل هـ).
(3) اللسان (ج ل هـ، س م هـ)، والتاج (م د هـ)، والمقاييس (أ ل هـ)، وخزانة الأَدب 6/397، وفى اللسان (أ ل هـ) غير منسوب.
(4) اللسان (أ ل هـ) غير منسوب، والرجز فى التاج (م د هـ)، والمقاييس (أ ل هـ)، وخزانة الأدب 6/397). والتَّأَلُّهُ: التَّدَيُّنُ. (أبو سعيد الضرير).
والْمُدَّهُ: اللَّوَاتِى يَمْدَهْنَ، أَرَادَ المُدَّحَ، يُقَالُ: مَدَحَهُ وَمَدَهَهُ، والْمَعْنَى يَقُول: هَؤُلاَءِ الْغَانِيَاتُ اللَّوَاتِى كُنَّ إِذَا رَأَيْنَنىِ قُلْنَ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَكَ!، سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ الْيَوْمَ لَمَّا رَأَيْنَنىِ تَأَلَّهْتُ (1) وتَقَرَّبْتُ وتَقَرَّأْتُ.
/ 9- أَنْ كَادَ أخْلاَقِى مِنَ التَّنَزُّهِ (2)
10- يُقْصِرْنَ عَنْ زَهْوِ الشَّبَابِ الْمُزْدَهِى
يَقُولُ: تَنَزَّهَتْ أَخْلاَقِى عَمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ فىِ شَبَابىِ.
وَقَوْلُهُ: "يُقْصِرْنَ عَنْ زَهْوٍ" يَقُولُ: لاَ يَسْتَخِفُّهَا الشَّبَابُ الْمُزْدَهِى، وَهُوَ الْمُسْتَخِفُّ.
وَزَهْوُهُ: اسْتِخْفَافُهُ، يُقَالُ: زَهَاهُ يَزْهَاهُ: إِذَا اسْتَخَفَّهُ وَرَقَعَهُ(3).
وأَصْلُ التَّنَزُّهِ: التَّبَاعُدُ مِنَ الشَّىءِ والتَّنَحِّى عَنْهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّاسِ: خَرَجَ يَتَنَزَّهُ، أَى يَتَبَاعَدُ مِنَ الْعُمْرَانِ وخَرَجَ إِلَى غَيْرِهِ.
11- بَعْدَ لَجَاجٍ لاَيَكَادُ يَنْتَهِى (4)
12- عَنِ التَّصَابِى وَعَنِ التَّعَتُّهِ (5)(1/65)
لَجَاجٌ: مَصْدَرُ لَجِجْتُ لَجَاجَةً، والْجَمِيعُ لَجَاجٌ، ويُقَال: لَجِجْتُ أَلَجُّ أَيْضًا، وكَذاكَ ضَنِنْتُ أَضَنُّ، وَضَنَنْتُ أَضِنُّ ضِنًّا.
والتَّعَتُّهُ: مِنَ الْمَعْتُوهِ حَتَّى كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ، وَهُوَ الإِفْراطُ فىِ الشَّىءِ كَمَا قَالَ:
* فىِ عُتَهِىِّ العَيْشِ والتَّدَهْقُنِ *(6)
__________
(1) تَأَلَّهْتُ: تَنَسَّكْتُ وتَعَبَّدْتُ. (اللسان/ أ ل هـ).
(2) رواية أبى سعيد الضرير: "أَنْ كانَ...".
(3) فى الأصل "ورَقَعَهُ" بالقاف، ولعَلَّها "ورَفَعَهُ" بالفاء.
(4) اللسان، والتاج (ع ت هـ).
(5) اللسان، والتاج (ع ت هـ).
(6) لرؤبة رَجَزٌ قريب من هذا فى ديوانه المطبوع /161، وهو:
*مِنْ حَبَرَاتِ العَيْشِ ذِى التَّدَهْقُنِ *
وقبله: *عَلَىَّ دِيباجُ الشَّبَابِ الأَدْهَنِ *
* فِى عُتَهِىِّ اللُّبْسِ والتَّقَيُّنِ *
* كَأَنَّ فَوْقَ النَّاصِعِ المُبَطَّنِ *
فلَعَلَّ الرَّجز له.
والتَّدَهْقُنُ مِنَ الدَّهَاقِينِ، كَأَنَّهُ أَرَادَ خَفْضَ العَيْشِ وسَعَتَهُ.
13- بِالْحَقِّ وَالْبَاطِلِ والتَّمَتُّهِ (1)
14- أَيَّامَ تُعْطِينىِ الْمُنَى مَا أَشْتَهِى
قَالَ: والتَّمَتُّهُ والتَّعَتُّهُ واحِدٌ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: التَّمَتُّهُ: التَّنَوُّقُ. وَقَوْلُهُ: "بِالْحَقِّ وَالْبَاطِلِ" يَقُول: آخُذُ أَمْرِى مَرَّةً بِهَذَا ومَرَّةً بِهَذَا. وَعَنِ الأَصْمَعِىِّ: التَّعَتُّهُ: أَنْ يُبَالَغَ فىِ الشِّىءِ حَتَّى كَأَنَّهُ يَتَكَبَّرُ مِنْ شِدَّةِ مُبَالَغَتِهِ، وَهُوَ التَّمَتُّهُ أَيضًا.
تُعْطِينىِ المُنَى مَا أَشْتَهِى: يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا تَمَنَّيْتُ شَيْئًا أَوْ أَرَدْتُهُ قَدَرْتُ عَلَيْهِ. وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "أَزْمَانَ تُعْطِينىِ".(2)
15- غِرٌّ بِلَذَّاتِ الصِّبَا تَفَكُّهِى
16- تَحْتَ دُجُنَّاتِ النَّعِيمِ الأَرْفَهِ(1/66)
أَبُو عَمْرٍو "غِرًّا" نَصْبٌ. وعَنِ الأَصْمَعِىِّ أَيْضًا بِالنَّصْبِ والرَّفْعِ.
وتَفَكُّهِى يَقُولُ: كُنْتُ أَتَفَكَّهُ بِمَا أُرِيدُ.
والدُّجُنَّةُ: إلْبَاسُ الْغَيْمِ، وَإِنَّما أَرَادَ أَنَّهُ فىِ رَفَاهِيَةٍ وَخِصْبٍ، قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ:
بَنَتْ عَلَيْهِ الْمُلْكُ أَطْيَابَها كَأْسٌ زَنُوبَاةٌ وَطِرْفٌ طِمرّ(3)
__________
(1) اللسان، والتاج (م ت هـ).
(2) وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(3) فى الأصل "أَطْنابَهَا" بالنُّونِ والياء، والشاهد فى اللسان (م ل ك) لاِبْنِ أَحْمَرَ، ورِوايَتُه:
بَنَّتْ عَلَيْهِ المُلْكُ أَطْنابَها - كَأْسٌ رَنَوْناةٌ وَطِرْفٌ طِمِرّ
قال ابنُ الأَعْرابِىِّ: المُلْكُ هنا: الكَأْسُ، والطِّرْفُ الطِّمِرُّ؛ ولذلك رُفِعَ المُلْكُ والكأْسُ مَعًا بِجَعْلِ الكَأْسِ بَدَلاً مِنَ المُلْكِ. وأَنْشَدَ غَيْرُه:
* بَنَّتْ عَلَيْهِ المُلْكَ أَطْنابَها *
فَنَصَبَ المُلْكَ علَى أنه مَصْدَرٌ مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ الحالِ، كأنه قال: مُمَلَّكًا ولَيْسَ بِحَالٍ؛ ولذلك ثَبَتَتْ فيه الأَلِفُ واللاَّمُ.
قَالَ / أَبُو عَمُرٍو فىِ قَوْلِهِ: "دُجُنَّاتِ النَّعِيمِ": يَقُولُ: أَنَا فىِ سَحَابِ النَّعِيمِ تُمْطِرُ عَلَىَّ إمْطَارًا، يَرْجِعُ إِلَى مَعْنَى قَوْلِ الأَصْمَعِىّ وَإِنْ كَانَ مُخَالِفًا فىِ اللُّغَةِ، وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ، يَقُولُ: كَأَنِّى مِنْ غَفْلَةِ الشَّبَابِ وصِبَاىَ فىِ ظُلْمَةٍ وَغَفْلَةٍ.
وَالأَرْفَهُ: السَّاكِنُ الوَادِعُ مِنَ الرَّفَاهِيَةِ.
17- لَمْ يَطْوِ أَذْيَالىِ كِثَارُ الْمُبْتَهِى
18- وَلاَ مَعَرَّاتُ الخُطُوبِ الشُّدَّهِ(1/67)
يَقُولُ: لَمْ يَقْطَعْ ولَمْ يُذْهِبْ مِنْ جَرِّ أَذْيَالىِ كِثَارُ هَذَا الْمُبْتَهِى الَّذِى يُبَاهِينىِ ويُكَاثِرُنىِ، يَقُولُ: إِذَا فَاخَرَنىِ لَمْ يُقَصِّرْ ذَلِكَ مِنِّى، ويُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ فىِ رَخَاءٍ وَسُهُولَةٍ: زَالَ لِلدُّنْيَا وزَالَتْ لَهُ.
وَقَوْلُهُ: "وَلاَ مَعَرَّات" يَقُولُ: مَا يَعُرُّ مِنَ الأُمُورِ الَّتىِ يَشْدَهْنَ الْقُلُوبَ، يَقُولُ: وَذَاكَ أَيْضًا لَمْ يَقْطَعْنىِ وَلَمْ يَكْسِرْنىِ، يُقَالُ: عَرَّهُ، وعَرَاهُ، وَاعْتَرَاهُ، قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:
تَرْعَى الْقَطَاةُ الخِمْسَ قَفُّورَهَا ثُمَّ تَعُرُّ الْمَاءَ فِيمَنْ يَعُرّْ (1)
قَالَ: ويُقَالُ: رَجُلٌ مَشْدُوهٌ، وَقَدْ شُدِهَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو فى قَوْلِهِ: "يَطْوِ أَذْيَالىِ" يَقُولُ: مَنْ كَانَ يُرْخِى ذَيْلَهُ كُنْتُ أُرْخِى لَهُ ذَيْلِى وَأُكَاثِرُهُ.
19- فَالْيَوْمَ قَدْ نَهْنَهَنىِ تَنَهْنُهِى (2)
20- وَأَوْلُ حِلْمٍ لَيْسَ بِالْمُسَفَّهِ (3)
نَهْنَهَنىِ: يَقُولُ: رَدَّنىِ عَمّا كُنْتُ عَلَيْهِ.
__________
(1) اللسان (ع ر ر)، وروايتُه فى اللسان (ق ف ر) "تَرْعَى القَطَاةُ البَقْلَ..."، والقَفُّور: ما يُوجَدُ فى القَفْرِ.
(2) اللسان، والتاج (د هـ د هـ)، وخزانة الأَدب 6/392.
(3) رواية أبى سعيد الضرير: "... لَيْسَ بالمُسَلّهِ".
وَقَوْلُهُ: "وَأَوْلُ حِلْمٍ" أَىْ رُجُوعُهُ إِلَىَّ بَعْدَمَا كُنْتُ قَدْ أَذْهَبْتُهُ بِاللَّذَّاتِ. ويُقَالُ: آل فُلاَنٌ يَؤُولُ أَوْلاً: إِذَا رَجَعَ، وَآلَ: إذَا صَلَحَ، وَآلَ اللَّبَنُ: إِذَا خَثُرَ. وَأَلَّ فىِ السَّيْرِ يَؤُلُّ: إِذَا أَسْرَعَ، وَأُذُنٌ مُؤَلَّلَةٌ: مُحَدَّدَةٌ، وَثَوْبٌ مَأْلُولٌ: إِذَا خِيطَ الْخِيَاطَةَ الأُولَى.
21- وَقُوَّلٌ إِلاَّ دَهٍ فَلاَ دَهِ (1)
22- وحَقَّةٍ لَيْسَتْ بِقَوْلِ التُّرَّهِ (2)(1/68)
أَبُو عَمْرٍو: وَقَوْلُهُمْ: "إِلاَّ دَهٍ فَلاَ دَهٍ" فَمَعْنَى قُوَّلٍ أى عَوَاذِلُ يَقُلْنَ إِلاَّ تَصْلُحِ الآنَ فَلاَ تَصْلُحُ أَبَدًا، وهَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ. إِلاَّ يَكُنْ هَذَا الْيَوْمَ فَلاَ يَكُنْ.
وحَقَّةٌ، أَىْ حَقٌّ فَفَخَّمَ / الْهَاءَ، قَالَ: وهَذَا مِثْلُ قَوْلِكَ: سَوِيقَةٌ وَدَقِيقَةٌ، قَالَ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىّ هَكَذَا "وَحَقِّةٍ" (3) بِالخَفْضِ عَلَى مَعْنَى رُبَّ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: حَقَّةٍ، أَىْ مِنَ الْحَقِّ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: لاَ أَدْرِى كَيْفَ رَوَاهَا هُوَ وَالأَصْمَعِىُّ بِالرَّفْعِ أَمْ بِالخَفْضِ.
والتُّرَّهُ: مِنَ التُّرَّهَاتِ، وَهِىَ الأَبَاطِيلُ، وَالْوَاحِدَةُ تُرَّهَةٌ وَتُرَّةٌ.
__________
(1) اللسان، والتاج (د هـ دهـ). وهو مَثَلٌ، وَرَوى ابنُ الأَعرابىّ "إلاَّ دَهْ فَلاَ دَهْ" ساكن الهاء، قال أبو عُبَيْد: يَضْرِبُهُ الرَّجُلُ يقول: أريد كذا وكذا، فإن قيل لَيْسَ يمكن ذا، قال فكَذَا وكَذَا، قال المُنْذِرىّ: قالوا معناه: إلا هذه فلا هذه، يَعْنىِ أن الأصل إلاّ ذه فَلاَ ذه بالذال المعجمة. (الأمثال للميدانى/ 47).
(2) اللسان، والتاج (ت ر هـ)، وفى خزانة الأدب 6/392 "وحَقَّةٌ" أى خُطَّةٌ حَقَّةٌ، فالمَوْصُوفُ مَحْذُوفٌ، وأراد بها المَوْتَ وقُرْبَهُ.
(3) هكذا بالأصل "وَحَقِّةٍ" والصوابُ "وَحَقَّةٍ".
23- تَنْصِبُ عَزَّاءَ الحِفَاظِ الْمُكْرَهِ
24- أَدْرَكْتُهَا قُدَّامَ كُلِّ مِدْرَهِ (1)
تَنْصِبُ: أَىْ تُقِيمُ وتَعْدِلُ، يَعْنِى أَنَّهَا تَنْصِبُ الشِّدَّةَ، ويُقَالُ: نَصَبَ الْقَوْمُ يَوْمَهُمْ إِلَى اللَّيْلِ فىِ السَّيْرِ.
وَالْعَزَّاءُ: الشِّدَّةُ.
وَالْحِفَاظُ: الْمُحَافَظَةُ.
والْمُكْرَهُ: الْكُرْهُ.(1/69)
أَدْرَكْتُهَا: يَعْنِى هَذِهِ الْخَصْلَةَ لَحِقْتُهَا قُدَّامَ، يَقُولُ: قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهَا أَحَدٌ مِنْ هؤُلاَءِ سَبَقْتُهُمْ إِلَيْهَا وَقُمْتُ بِهَا.
وَمِدْرَهُ الْقَوْمِ: الَّذِى يُدَافِعُ عَنْهُمْ وَيُخَاصِمُ.
25- بِالدَّفْعِ عَنِّى دَرْءَ كُلِّ عُنْجُهِى (2)
26- مِنَ الْغُوَاةِ والْعُدَاةِ الشُّوَّهِ
دَرْؤُهُ: عِوَجُهُ وَمَيْلُهُ، قَالَ: ويُقَالُ: فِيهِ عُنْجُهِيَّةٌ: إِذَا كَانَ فِيهِ هَوَجٌ وتَكَبُّرٌ وَجَفَاءٌ.
__________
(1) التاج (ع ج هـ).
(2) اللسان (ب د هـ) وفيه "بِالدَّرْءِ عَنِّى دَرْءِ كُلِّ عَنْجُهِى"، والتاج (ب د هـ) وفيه "بِالدَّرْءِ عَنِّى كُلّ دَرْءٍ عُنْجُهِى"، وفى اللسان والتاج (ع ج هـ) "بالدَّفْعِ عَنِّى دَرْءَ كُلِّ عُنْجُهِ".
والشُّوَّهُ: يُشَوِّهُونَهُ، يُرِيدُونَ أَنْ يُصِيبُونَهُ (1) بِالْعَيْنِ، وَهُمُ الْحُسَّدُ، وَالْوَاحِدُ شَائهٌ. وَيُقَالُ: تَرَكْتُ فُلاَنًا يَتَشَوَّهُ لِفُلاَنٍ: إذَا أَرَادَ أَنْ يُصِيبَهُ بِعَيْنٍ، وَقَالَ رَجُلٌ لِبَعْضِ الأُمَرَاءِ: نَمَى (2) وَلَدُكَ وَكَثُرَ مَالُكَ، قَالَ: فَقَالَ: تَشَوَّهَ لىِ؛ حَلَّ لىِ دَمُهُ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَأَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرابِىِّ قَالَ: نَظَر رَجُلٌ إِلَى مَالِ رَجُلٍ وجَعَلَ يَفُوقُ فَخَافَ أَنْ يَعِينَهُ فَقَالَ لَهُ: فُقْ بِلَحْمِ حِرْبَاءَ لاَ بِلَحْمِ تَرْبَاءَ، يَقُولُ: أَكَلْتُ لَحْمَ حِرْبَاءِ لاَ لَحْمَ جَزُورٍ مَعِينٍ مَنْحُورٍ.
27- وَكَيْدِ مَطَّالٍ وَخَصْمٍ مِبْدَهِ (3)
28- يَنْوِى اشْتِقَاقًا فىِ الضَّلاَلِ الْمِتْيَهِ (4)
29- هَرَّجْتُ فَارْتَدَّ ارْتِدَادَ الأَكْمَهِ (5)
30- فِى غَائِلاَتِ الْخَائِبِ الْمُتَهْتَهِ (6)
وَكَيْدِ مَطَّالٍ، أَىْ وَرُبَّ كَيْدِ مَطَّالٍ يُطَاوِلُنىِ وَيُماطِلُنىِ الشُّرُورَ وَآخَر يَبْدَهُنىِ بِالشَّرِّ.(1/70)
وَالْمِتْيَهُ: / الَّذِى يَتِيهُ فىِ الْبَاطِلِ يَتَحَيَّرُ فِيهِ وَيَذْهَبُ فىِ فُنُونِهِ.
__________
(1) "أَنْ يُصِيبُونَهُ" هكذا بالأصل، والصواب "أَنْ يُصِيبُوهُ".
(2) فى الأَصْل "نَمَى"، والصواب "نَمَا".
(3) اللسان، والتاج (ب د هـ). والمِبْدَهُ: الذى يَبْدَهُكَ بِشَرٍّ، أى يُعاجِلُكَ به. (أبو سعيد الضرير).
(4) اللسان، والتاج (ت ى هـ).
(5) اللسان (ك م هـ)، وفى التاج (ج هـ ج هـ) غير منسوب بِرِواية:
* جَهْجَهْتُ فَارْتَدَّ ارْتِدَادَ الأَكْمَهِ *
(6) اللسان، والتاج (ت هـ ت هـ) وفيهما "فىِ غائِلاَتِ الحائِرِ المُتَهْتَهِ" وفى اللسان (ك م هـ) "... الحائِرِ المُتَهْتِهِ" بِكَسْرِ التاء الثانية، والصواب "المُتَهْتَهِ" بفَتْح التاءَيْن، كما ورد فى حاشية اللسان (ك م هـ).
هَرَّجْتُ: يَقُولُ: زَجَرْتُ بِهِ وصِحْتُ كَمَا يُصَاحُ بِالسَّبُعِ.
فَارْتَدَّ: رَجَعَ كَمَا يَرْجِعُ الأَكْمَهُ وَهُوَ الأَعْمَى.
وَغَائِلاَتٌ: دَوَاهٍ اغْتَالَتْهُ.
وَالْمُتَهْتَهُ (1): الْمُضَلَّلُ.
31- لَوْ دَقَّ وِرْدِى حَوْضَهُ لَمْ يَنْدَهِ
32- وَطَامِحٍ مِنْ نَخْوةِ التَّأَبُّهِ (2)
"لَوْ دَقَّ وِرْدِى حَوْضَهُ" هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ إِبِلِى وَرَدَتْ حَوْضَهُ فَشَرِبَتْ وَبَقِىَ الْوِرْدُ
لَمْ يَنْدَهْهَا، أىْ لم يَزْجُرْها.
وَالْوِرْدُ: الإِْبِلُ، وَالْوِرْدُ: الْمَاءُ الَّذِى يَرِدُهُ، وَالْوِرْدُ: جُزْؤُكَ الَّذِى تَقْرَؤُهُ، ويُقَالُ: اذْهَبْ فَلاَ أَنْدَهُ سَرْبَكَ، أَىْ لاَ أَزْجُرُ مَالَكَ وَإِبِلَكَ.
والتَّأَبُّهُ: الأَخْذُ فىِ الأُبَّهَهِ، وَهُوَ الكِبْرُ.
33- كَعْكَعْتُهُ بِالرَّجْمِ والتَّنَجُّهِ (3)
34- أَوْ خَافَ صَقْعَ الْقَارِعَاتِ الْكُدَّهِ (4)
أَبُو عَمْرٍو: "وَخَافَ صَقْعَ".(1/71)
وَقَوْلُهُ: "التَّنَجُّهِ" وَهُوَ النَّجْهُ وَهُوَ أَسْوَأُ الرَّدِّ، قَالَ الأَصْمَعِىُّ: وَسَمِعْتُ عِيسَى بنَ عُمَرَ يُنْشِدُ:
* حُيِّيتَ عَنَّا أَيُّهَا الْوَجْهُ * (5)
* وَلِغَيْرِكَ الْبَغْضَاءُ وَالنَّجْهُ *
وَهُوَ اسْتِقْبَالُكَ الرَّجُلَ بِالكَلاَمِ الَّذِى يَكْرَهُهُ.
والصَّقْعُ: كُلُّ ضَرْبٍ عَلَى يَابِسٍ.
__________
(1) فى الأصل "المُثَهْثَهُ"، والمُثْبَتُ هو الصوابُ.
(2) اللسان، والتاج (أ ب هـ).
(3) اللسان، والتاج (ن ج هـ). ورواية أبى سعيد الضرير "كَعْكَعْتُهُ بالزَّجْر.." وكَعْكَعْتُه: رَدَدْتُه.
(4) اللسان، والتاج (ك د هـ) وفيهما "وَخَافَ صَقْعَ..."، والرجز فى اللسان (ع د هـ، ن ج هـ)، والتاج (ع ى د هـ).
(5) أنشده ثَعْلَبٌ فى اللسان (ن ج هـ):
* حَيَّاكَ رَبُّكَ أَيُّهَا الوَجْهُ *
* ولِغَيْرِك البَغْضاءُ والنَّجْهُ *
وَالْقَارِعاتُ: الدُّوَاهِى الَّتىِ تَقْرَعُهُ.
والكُدَّهُ:(1)الْكُسَّرُ، يُقَالُ: وَقَعَ مِنْ فَوْقِ الْبَيْتِ فَتَقَدَّحَ وتَكَدَّهَ. والكُدَّهُ مِثْلُ الكُدَّحِ الَّتىِ تَكْدَحُهُ، وَهُوَ مِثْلُ المُدَّحِ والْمُدَّهِ.
35- وَخَبْطَ صِهْمِيمِ الْيَدَيْنِ عَيْدَهِى(2)
36- أَشْدَقَ يَفْتَرُّ افْتِرَارَ الأَفْوَهِ (3)
الصِّهْمِيمُ: قَالَ الأَصْمَعِىُّ: سَأَلْتُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ عَنِ الصِّهْمِيمِ فَقَالَ: الَّذِى يَخْبِطُ بِيَدِهِ، وَيَرْكُضُ بِرِجْلِهِ، وَيَزُمُّ بِأَنْفِهِ، يُرِيدُ أَنَّهُ مُمْتَنِعٌ.
وَالأَشْدَقُ: الْوَاسِعُ الشِّدْقِ.
وَالْعَيْدَهِىُّ مَنْسُوبٌ، وَهُوَ الَّذِى فِيهِ نِفَارٌ، يُقَالُ: فِيهِ عَيْدَهِيَّةٌ، أَىْ نِفَارٌ وَامْتِنَاعٌ.
وَقَوْلُهُ: يَفْتَرُّ يُرِيدُ أَنَّهُ يَفْتَحُ فَمَهُ.(1/72)
وَالأَفْوَهُ: الْفَاتِحُ فَاهُ، يَعْنِى أَنَّهُ يَكْلَحُ فَتَظْهَرُ أَنْيابُهُ / كَمَا يَفْعَلُ الطَّوِيلُ الأَسْنَانِ، يَقُولُ: فَصَارَ بِهَا ذَا فَوَهٍ، وَهُوَ الَّذِى شَخَصَتْ أَسْنَانُهُ. أَبُو عَمْرٍو: الأَفْوَهُ: الَّذِى تَطْلُعُ ثَنَايَاهُ عَلَى شَفَتِه السُّفْلَى.
37- مِنْ عَصِلاَتِ الضَّيْغَمِىِّ الأَجْبَهِ
38- أَنْ جَاءَ دُونَ الزَّجْرِ وَالْمُجَهْجَهِ (4)
__________
(1) فى الأصل "الكُدَّةُ" والصواب "الكُدَّهُ" كما هو مُثْبَتٌ.
(2) اللسان (ص هـ م، ع د هـ)، والتاج (ع ى د هـ) "...عَيْدَهِ". والعَيْدَهُ: السَّيِّئُ الخُلُقِ من الناسِ والإبِلِ. ورواية أبى سعيد الضرير:
* ويَبْسُطُ صِهْميم اليَدَيْنِ عَيْدَهِى *
والصِّهْميمُ: الحَدِيدُ النَّفْسِ الحَدِيدُ الخَلْقِ.
(3) اللسان (ع د هـ، ف و هـ) غير منسوب، وفيه "أشْدَقُ..." بضم القاف.
(4) ذُكِرَ فى الأصل بِجانِبِ كلمة "والمُجَهْجَهِ" كلمة (التَّجَهْجُهِ) وبها وَرَدَ الرَّجَزُ فى اللسان، والتاج (ج هـ ج هـ):
* فَجَاءَ دُونَ الزَّجْرِ والتَّجَهْجُهِ *
وأيضا فى المقاييس (جه) 1/422. ورِواية أبى سعيد الضرير: "إِذْ جاءَ...".
عَصِلاَتٌ: قَالَ: هَذِهِ أَنْيَابٌ قَدْ طَالَتْ وَعَسَتْ وَاعْوَجَّتْ.
وَالضَّيْغَمِىّ: الشَّدِيدُ الضَّغْمِ، وَهُوَ الْعَضُّ.
وَالأَجْبَهُ: الْوَاسِعُ الْجَبْهَةِ، وَهَذَا عَلَى الأَسَدِ، وَهُوَ يَعْنِى إِنْسَانًا.
قَوْلُهُ: "أَنْ جَاءَ دُونَ الزَّجْرِ والْمُجَهْجَهِ" يَقُولُ: جَاءَ دُونَ هَذَيْنِ بَيْنَ الَّذِى يَزْجُرُهُ وَبَيْنَاهُ، يَقُولُ: تَخَطَّى الزَّجْرَ والْجَهْجَاهَ حَتَّى وَصَلَ إِلَى الرَّجُلِ، وَأَنْشَدَ:
أَوْقَدْتُ نَارِى وَمَا أَدْرِى أَذَا لِبَدٍ يَغْشَى الْمُهَجْهِجَ عَضَّ السَّيْفُ أَمْ رَجُلاَ (1)(1/73)
قَالَ: وَيُقَالُ: هَجْهَجَ، وَجَهْجَهَ: إِذَا زَجَرَ. وَالْمُهَجْهِجُ: الَّذِى يَقُولُ لِلسَّبُعِ: هَجْ هَجْ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمُهَجْهِجُ هَاهُنَا: الأَسد. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَكَذَلِكَ هُوَ عِنْدِى.
39- وَدُونَ نَبْجِ النابِجِ المُوَهْوَهِ (2)
40- رَعّابَةٌ يُخْشِى نُفُوسَ الأُنَّهِ (3)
الْمُوَهْوِهُ: الَّذِى يَقُولُ: وَهْ وَهْ مِنَ الغَيْظِ، وَإِنَّمَا هُوَ حِكَايَةٌ لِلصَّوْتِ، يُرِيدُ صَوْتَ الْكَلْبِ.
وَالرَّعَّابَةُ: الَّذِى يَرْعَبُ غَيْرَهُ يُفْزِعُهُ، وَإِنَّمَا الْمَعْنَى لِلرَّجُل وَاللَّفْظُ لِلْفَحْلِ.
وَالأُنَّهُ: الَّذِينَ يَزْفِرُونَ، يُقَالُ: أَنَهَ يَأْنِهُ، وَأَنَحَ يَأْنِحُ وَهُوَ زَحِيرُ الْمُثْقَلِ مِنْ حَمْلٍ أَوْ غَيْرِهِ.
__________
(1) ورد الشاهد فى اللسان (ج هـ ج هـ) غير منسوب بِرواية:
جَرَّدْتُ سَيْفِى فَمَا أَدْرِى أَذَا لِبَدٍ - يَغْشَى المُجَهْجَهَ عَضُّ السَّيْفِ أَم رَجُلاَ
وجاء فى حاشية اللسان: "قَوْلُه جَرَّدْتُ... إلخ" فى المُحْكَم هكذا أنْشَدَه ابن دُرَيْد، قال السيرافىِ: المَعْرُوفُ: "أَوْقَدْتُ نارِى فَمَا أَدْرِى ...إلخ".
(2) اللسان (ب هـ هـ) وفيه "المُوَهْوِهِ" بِكَسْرِ الواو.
(3) اللسان (ب هـ هـ)، والتاج (أ ن هـ).
41- بِرَجْسِ بَخْبَاخِ الْهَدِيرِ الْبَهْبَهِ (1)
42- سَامٍ عَلَى الزَّأرَةِ الْمُكَهْكِهِ (2)
وَرَجْسٌ: يَعْنىِ الْمَوْتَ، يُقَالُ: سَمِعْتُ رَجْسَ الرَّعْدِ، وَهُوَ صَوْتُ الرَّعْدِ.
وَقَوْلُهُ: بِخْبَاخ إِنَّمَا يُعَظِّمُ أَمْرَهُ وَيُهَوِّلُهُ، وَبَخْبَخَ مِثْلُ قَوْلِهِ: بَهْبَهَ.
السَّامِى: الَّذِى يَسْمُو عَلَى غَيْرِهِ يَغْلِبُهُ وَيَعْلُو عَلَيْهِ.(1/74)
وَالزَّآرَةُ: مِنْ زَئِيرِ الأَسَدِ، وَهُوَ هَاهُنَا مَثَلٌ لِلْعَدَاوَةِ، يَقُولُ: يَزْئِرُونَ بِلاَ فِعْلٍ يُجْدِى فِيهِ جَدَاءً وَلاَ يُغْنىِ فِيهِ شَيْئًا إِلاَّ أَنْ يُكَهْكِهَ، وَهُوَ حِكَايَةُ الصَّوْتِ، يَقُولُ: كَهْكَهْ / لَيْسَ غَيْرَ ذَلِكَ.
43- بَعْدَ اهْتِضَامِ الرَّاغِيَاتِ النُّكَّهِ (3)
44- ومَخْفِقٍ مِنْ لُهْلُهٍ ولُهْلُهِ (4)
وَيُرْوَى: "بَعْدَ اخْتِناقٍ".
قَوْلُهُ: "بَعْدَ اهْتِضَامِ" أَىْ بَعْدَ قَسْرِ هَذِهِ الرَّاغِياتِ، وَإِذَا رَغَا البَعِيرُ فَقَدْ ضَفَا وَذَلَّ.
__________
(1) اللسان (ب هـ هـ) وأشارَ إلى رِوَايةِ "... بَهْبَاهِ الهَدِيرِ..."، وهى رِواية التاج (ب هـ هـ)، وفى المقاييس (بغ) "بِرَجْسِ بَغْباغِ..." ورِواية أبى سعيد الضرير: "بِزَجْرِ بَخْباخِ...". وفى اللسان(ب هـ هـ): البَهْبَهُ: الكَثِيرُ، والبَهْبَهُ: من هَدِيرِ الفَحْلِ، والبَهْبَهَةُ: الهَدْرُ الرَّفِيعُ.
(2) التاج (ك هـ هـ)، وفى اللسان (ك هـ ك هـ) غير منسوب.
(3) اللسان (ل هـ ل هـ)، والتاج (ل هـ هـ، ن ك هـ). والراغِياتُ: اللَّواتى تَرْغُو من ضَعْفٍ؛ وذلك لأنها تُغْلَبُ وتُقْهَرُ.
(4) اللسان (ل هـ ل هـ) وفيه "ومُخْفِقٍ" بضم الميم، والتاج (ل هـ هـ).
وَالنُّكَّهُ: الَّتىِ قَدْ ذَهَبَتْ أَصْوَاتُهَا، وَقَالَ أبُو عَمْرٍو: النُّكَّهُ مِنْ فَتْحِ الْفَمِ إِذَا اسْتَنْكَهْتَ الإِنْسَانَ فَعَلَ هَذَا، فَشَبَّهَ الضُّعَفَاءَ مِنَ النَّاسِ بِهَذِهِ الْبِكَارَةِ الَّتىِ لاَ هَدِيرَ عِنْدَها.
والْمَخْفِقُ: الْبَلَدُ يَخْفِقُ فِيهِ السَّرَابُ أَو تَخْفِقُ فِيهِ الرِّيحُ.
واللُّهْلُهُ: الْقَفْرُ الْمُسْتَوِى مِنَ الأَرْضِ الَّذِى لَيْسَتْ فِيهِ أَعْلاَمٌ، والْجَمْعُ لَهَالِهُ.
45- وَمَهْمَهٍ أَطْرَافُهُ فىِ مَهْمَهِ (1)
46- أَعْمَى الهُدَى بِالجَاهلِينَ العُمَّهِ (2)(1/75)
يَقُولُ: أَطْرَافُ هَذَا المَهْمَهِ إِلَى مَهْمَهٍ غَيْرِهِ، وَإِنَّمَا يَصِفُ بُعْدَه.
أَعْمَى الْهُدَى: إذَا سَلَكَهُ الْجَاهِلُ الَّذِى يَتَعَمَّهُ فِيهِ لَمْ يَهْتَدِ لَهُ، وَلاَ يَهْتَدِى لَهُ إِلاَّ الدَّلِيلُ الْعَالِمُ بِالأَرْضِ.
ويَتَعَمَّهُ: يَتَرَدَّدُ.
47- جَالَتْ بِهِ مُخْتَلِفَاتُ الأَوْجُهِ
48- إِذَا سَيَاهِيكُ الرِّيَاحِ الْوُلَّهِ (3)
مُخْتَلِفَاتُ الأَوْجُهِ: يُرِيدُ أَنَّ الرِّيَاحَ تَجِىءُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ: جَنُوبٌ، وَصَبًا، وَشِمَالٌ.
وَالسَّيَاهِيكُ، وَالأَسَاهِيكُ: إذَا كَانَتْ تَسْهَكُ، والسَّهْكُ: الأَثَرُ الشَّدِيدُ، ويُقَالُ: سَهَكَتْ زَعْفَرَانَهَا وَسَحَقَتْهُ.
49- دَهْدَهْنَ جَوْلاَنَ الْحَصَى المُدَهْدَهِ (4)
__________
(1) اللسان، والتاج (ع م هـ) برواية شرح الديوان، وفى اللسان (ل هـ ل هـ، م هـ م هـ) وفى التاج (م هـ هـ) بِرِوايةِ:
* مِنْ مَهْمَهٍ يَجْتَبْنَهُ ومَهْمَهِ *
والمَهْمَهُ: القَفْرُ المُسْتَوِى. (أبو سعيد الضرير).
(2) اللسان، والتاج (ع م هـ).
(3) رواية أبى سعيد :"إذا أَسَاهِيكُ..." والأَسَاهِيكُ: الرِّياحُ الشديدات المَرِّ على وَجْه الأرض، كالسَّياهِيكِ.
(4) اللسان، والتاج (د هـ د هـ).
50- بِجَوْزِ لاَ مَسْقًى وَلاَ مُؤَيّهِ (1)
يُقَالُ: دَهْدَهَهُ، وَدَهْدَاهُ، فَمَنْ قَالَ: دَهْدَهَهُ قالَ: هُوَ مَدَهْدَهٌ، ومَنْ قَالَ: دَهْدَاهُ يا فَتًى قال هُوَ مُدَهْدًى كما تَرَى، وذَلِك إذَا دَحْرَجَهُ قال: وَيُقَالُ: دُهْدِيَّةُ الجُعَلِ مِنْ هَذَا، كَمَا قَالَ:
لَهُ دُهْدِيَّةٌ إِنْ خَافَ يَوْمًا مِنَ الجِعْلاَنِ أَحْرَزَهَا احْتِفَارَا (2)
وَقَوْلُهُ / :"بِجَوْزِ لاَ مَسْقًى" أَىْ بِجَوْزِ بَلَدٍ لَيْسَ فِيهِ مَسْقًى، وَجَوْزُ كُلِّ شَىءٍ: وَسَطُهُ، يَقُولُ: لَيْسَتْ فِيهِ إِقَامَةٌ وَلاَ مَحْبِسٌ وَلاَ مُعَرَّسٌ.(1/76)
وَقَوْلُهُ: "مُؤَيَّهِ" يُقَالُ: أَيِّهْ بَعِيرَكَ: إذَا دَعَاهُ إِلَى الْمَاءِ، كَمَا قَالَ أَبُو زُبَيْدَةَ:
كَأَنَّمَا كَانَ تَأْبِيهًا وَعِيدُهُمُ فىِ كُلِّ إِيعَادِه يَدْنُو تِقِرَّابَا
يَقُولُ: كَأَنَّهُمْ بِوَعِيدِهِمْ وَزَجْرِهِمْ إِيَّاهُ يَدْعُونَهُ إِلَيْهِمْ، أَىْ أَنَّهُ لاَ يَهَابُهُمْ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَيَّهَ: صَوَّتَ.
وَإيعَادَهُ: أَرَادَ إِيعَادَهُمْ إِيَّاهُ.
51- جَدْبِ المُنَدَّى شَئِزِ الْمُعَوَّهِ (3)
52- مُوَاجِهٍ أَشْبَاهَهُ بِالأَشْبُهِ (4)
المُنَدَّى: مِنَ التَّنْدِيَةِ، والتَّنْدِيَةُ: أَنْ يُورِدَ الرَّجُلُ إِبِلَهُ فَتَشْرَبَ ثُمَّ يَدَعَهَا تَرْعَى وَلاَ تَرِدُ الْمَاءَ، فَيَقُول: دَعْهَا حَتَّى تَشْتَهِى الْمَاءَ، فإِذَا رَدَّهَا إِلَى الْمَاءِ فَذَلِكَ الْمُنَدَّى، والتَّنْدِيَةُ، قَالَ ابنُ عَبَدَةَ:
__________
(1) اللسان، والتاج (أ ى هـ) والرَّجَزُ فيهما هكذا:
* بحور لا مسقى ولا مُؤَيَّهِ *
(2) الشاهد للفرزدق 1/357، ورواية صَدْرِه "...إن خافَ شيئًا"، [الدُّهْدِيّةُ: ما يُدَحْرِجُه الجُعَلُ من العَذِرةِ].
(3) اللسان، والتاج (ع و هـ).
(4) فى ديوان رؤبة المطبوع "بِالأَشْبَهِ" ورواية أبى سعيد الضرير: "مُوَاجِهًا...".
تُرَادُ عَلَى دِمْنِ الحِيَاضِ فإنْ تَعَفْ فَإنّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ وَرُكُوبُ (1)
يَقُولُ: يُرِيدُها عَلَى الْمَاءِ فَإِنْ هِىَ شَرِبَتْ فَذَاك، وَإنْ لَمْ تَشْرَبْ لَمْ يَنْتَظِرْ بِهَا لَكِنَّهُ يَرْحَلُهَا ثُمَّ يَمْضِى.
وَالشَّئِزُ: الْغَلِيظُ مِنَ الأَرْضِ.
وَالْمُعَوَّهُ: المَحْبِسُ، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ:
* شَازٍ بِمَنْ عَوَّهَ جَدْبِ المُنْطَلَقْ *(2)(1/77)
وقَوْلُهُ: "مُوَاجِهٍ أَشْبَاهَهُ بِالأَشْبُهِ" يَقُولُ: كُلُّ عَلَمٍ فِيهِ قُبَالَتَهُ عَلَمٌ يُشْبِهُهُ، وَيُقَالُ أَيْضًا: جِبَالُهُ الَّتىِ عَنْ يَمِينِهِ تُشْبِهُ جِبَالَهُ الَّتىِ عَنْ يَسَارِه فَلاَ يُهْتَدَى فِيهِ، وَيُرْوَى: "جَدْبِ الْمُلَهَّى" (3) يَقُولُهُ أَبُو عَمْرٍو.
53- عَلَيْهِ رَقْرَاقُ السَّرَابِ الأَمْرَهِ (4)
__________
(1) ورد الشاهد فى اللسان (ن د ى) لِعَلْقَمة بن عَبَدَة، وروايته:
تُرَادَى عَلَى دِمْنِ الحِيَاضِ فَإِنْ تَعَفْ - فَإنَّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فَرُكُوبُ
ويُرْوَى "وَرُكُوبُ" وقال ابنُ بَرِّىّ: فى تُرَادَى ضَمِيرُ ناقةٍ تَقَدَّم ذِكْرُها فى بَيْتٍ قَبْلَه، وهو:
إلَيْكَ أَبَيْتَ اللَّعْنَ! أَعْمَلْتُ ناقَتىِ لِكَلْكَلِهَا والقُصْرَيْنِ وَجِيبُ
والشاهد فى ديوان علقمة بن عَبَدَة التميمىّ /29.
(2) الرَّجَزُ فى اللسان (ع و هـ) لرؤبة شاهدًا على عَوَّهَ عليهم: عَرَّجَ وأَقامَ، بِرِواية "شأْزٍ بِمَنْ..."، وبعده
* ناءٍ مِنَ التَّصْبيحِ نائِى المُغْتَبَقْ *
وينظر الشرح فى الأُرْجوزة.
(3) وهى رِواية أبى سعيد الضرير أيضًا.
(4) اللسان (م ر هـ) غير منسوب، وفى اللسان (ر ى هـ)، والتاج (ر و هـ، م رهـ) بِرِواية "كَأَنَّ رَقْراق..."، وفى اللسان (م ق هـ) بِرِواية "... الأَمْقَهِ"، وفى هامش اللسان رُوِى "يَعْلُوهُ رَقْراقُ...". وهى رِواية أبى سعيد الضرير. والأَمْقَهُ والأَمْرَهُ بِمَعْنًى.
54- يَسْتَنُّ مِنْ رَيْعَانِهِ الْمُرَيَّهِ (1)
أَبُو عَمْرٍو: "يَعْلُوهُ رَقْرَاقُ".
وَالأَمْرَهُ: الكَرِيهُ الْبَيَاضِ، وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ الَّتىِ لَيْسَتْ بِمُكْتَحِلَةٍ: مَرْهَاءُ؛ لِكَرَاهَةِ مَنْظَرِها، وَإِنَّما هَذَا تَهْوِيلٌ مِنْهُ لِلْبَلَدِ.
وَرَيْعَانُهُ: أَوَّلُهُ.
وَيَسْتَنُّ: يَمُرُّ فِيهِ سَنَنًا عَلَى وَجْهِهِ.(1/78)
وَالْمُرَيَّهُ، والْمُرَيَّعُ واحِدٌ، وَهُوَ الَّذِى يَجِىءُ وَيَذْهَبُ، وَهَذَا تَوْكِيدٌ، وَكَأَنَّهُ قَالَ: مِنْ رَيْعَانِهِ الْمُرَيَّعِ.
55- يَمْشِى بِهِ الأَدْمَانُ كَالْمُؤَمَّهِ (2)
56- بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كُلِّ مِيلَهِ (3)
/ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "غَوْلَ كُلِّ مِتْيَهِ".
الْمُؤَمَّهُ: الَّذِى بِهِ الأَمِيهَةُ، وَهُوَ الجُدَرِىّ والجَدَرِىُّ، يَقُولُ: مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ كَأَنَّ بِهَا الأَمِيهَةَ، وَقَدْ أَمِهَتِ الشَّاةُ، وَهِىَ مَأْمُوهَةٌ.
وتَمَطَّتْ: سَارَتْ وَمَدَّتْ.
وَغَوْلٌ: مَكَانٌ يَغْتَالُ الشَّىءَ، فَلاَ الْمَشْىُ يَسْتَبِينُ فِيهِ وَلاَ يَكَادُ يَنْقَطِعُ مِنْ بُعْدِه.
__________
(1) اللسان (ر ى هـ، م ق هـ) وفيه "... فىِ رَيْعَانِه..."، والرَّجَزُ فى التاج (ر و هـ). ورواية أبى سعيد الضرير "يَهْتَزُّ مِنْ...".
(2) فى ديوانه المطبوع "الأُدْمَانُ". وفى القاموس المحيط:"والأُدْمةُ بالضَّمِّ فى الإِبِلِ: لونٌ مُشْرَبٌ سَوَادًا أو بَيَاضًا، أو هو البَيَاض الواضِحُ، أو فى الظِّبَاءِ لَوْنٌ مُشْرَبٌ بَيَاضًا وفِينَا السُّمْرَةُ، أَدُِمَ كَعَلِمَ وكَرُمَ، فهو آدَمُ (ج) أُدْمٌ وأُدْمَانٌ.
(3) اللسان (و ل هـ)، وفى اللسان (ت ل هـ) "... كُلّ مِتْلَهِ" والرجز فى التاج (و ل هـ) بِرِواية الشرح، وأيضًا بِرِواية "كُلّ مِتْلَهِ"، وفى المقاييس (ت ل هـ) "... كُلِّ مِتْلَهِ" وأشار إلى صِحّةِ رِواية "مِيلَهِ".
وَمِيلَهٌ: مِفْعَلٌ مِنَ الْوَلَهِ، وَهُوَ الْبَلَدُ الَّذِى يُوَلِّهُ النَّاسَ، تَذْهَبُ فِيهِ عُقُولُهُمْ مِنْ خَوْفِهِ وَبُعْدِه.
57- بِنَا حَرَاجِيجُ المَهَارَى النُّفَّهِ (1)
58- يَجْذِبْنَهُ بِالْبَوْعِ وَالتَّأَوُّهِ
بِنَا حَرَاجِيجُ: هَذِهِ الْبَاءُ الَّتىِ فىِ "بِنَا" صِلَةٌ لِتَمَطَّتْ، أَىْ تَمَطَّتْ بِنَا فىِ هَذَا الْبَلَدِ.(1/79)
وَالنُّفَّهُ: قَالَ الأَصْمَعِىّ: لَمْ يُجِدْ فىِ هَذَا، إنَّمَا يُقَالُ: رَجُلٌ مَنْفُوهُ الْفُؤَادِ: إِذَا ضَعُفَ مِنْ صَوْمٍ أَوْ جَهْدٍ، ويُقَالُ: جَاءَنا نَافِهَ الْفُؤَادِ، أَىْ قد ضَعُفَ، وَقَدْ نَفِهَتْ نَفْسُه: ضَعُفَتْ.
وَقَوْلُهُ: "يَجْذِبْنَهُ" أَىْ يَجْذِبْنَ الْبَلَدَ يَقْطَعْنَهُ بِالْبَوْعِ، وَالْبَوْعُ: مَدُّ الْيَدِ فىِ السَّيْرِ.
والتَّأَوُّهُ: أَنْ يَقُولَ: آه آه، وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
* تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ *(2)
59- كَمْ رُعْنَ لَيْلاً مِنْ صَدًى مُنَبَّهِ
60- عَلَى إِكَامِ النَّائِحَاتِ النُّوَّهِ (3)
الصَّدَى: طَائِرٌ، وَالصَّدَى: الْعَطَشُ، والصَّدَى: جُثْمَانُ الرَّجُلِ، والصَّدَى: مَا أَجَابَكَ مِنَ الصَّوْتِ، قَالَ طَرَفَةُ:
__________
(1) اللسان (م ط ا) وفيه:
* بِنَا حَراجِيجُ المَطِىِّ النُّفَّهِ *
وأَشارَ أَيضًا إلى رواية "المَهَارِى" بِكَسْرِ الراء، وهى رواية اللسان (ن ف هـ، و ل هـ)، وفى اللسان (غ و ل) "المَهَارَى" بفتح الراء، وفى المقاييس (ن ف هـ) "المَهَارَِى" بِكَسْرِ الراء وفتحها، والرجز فى التاج (و ل هـ).
(2) الشاهد فى اللسان، والتاج (أ و هـ) للمُثَقِّبِ العَبْدِىّ، وصَدْرُهُ:
* إِذا ما قُمْتُ أَرْحَلُها بِلَيْلٍ *
ويُرْوَى العَجُزُ:
* تَهَوَّهُ هاهَةَ الرَّجُلِ الحَزِينِ *
والشاهد فى ديوانه /39.
(3) اللسان (ن و هـ)، وفى التاج (ن و هـ):"... البانِجَاتِ النُّوَّهِ". والبانِجاتُ: المُفاجِئاتُ.
* سَتَعْلَمُ إِنْ مُتْنَا صَدَى أَيِّنَا الصَّدِى *(1)
وَيُرْوى: "صَدًى أَيُّنَا الصَّدِى"، فَمَنْ أَضَافَ جَعَلَ الصَّدَى جُثْمَانًا، وَمَنْ لَمْ يُضِفْ جَعَلَ الصَّدَى العَطَشَ. وَالصَّدَأُ مَهْمُوزٌ صَدَأُ الْحَدِيدِ.(1/80)
وَالنُّوَّهُ: الَّتىِ تَرْفَعُ أَصْوَاتَهَا تُنَوِّهُ بِهَا، كَمَا يُقَالُ: نَوَّهَ بِاسْمِهِ، أَىْ يُنَوِّهْنَ وَهُنَّ عَلَى إِكَامٍ، أَبُو عَمْرٍو: النُّوَّهُ والنُّوَّحُ واحِدٌ.
61- تَعْدِلُ أَنْضَادَ القِفَافِ الرُّدَّهِ (2)
62- عَنْهَا وَأَثْبَاجَ الرِّمَالِ الوُرَّهِ (3)
تَعْدِلُ أَنْضَادَ: يَقُولُ: بَيْنَا هِىَ بِإِزَائِنَا إِذْ عَدَلَتْ عَنَّا، وَإِنَّمَا يَصِفُ اشْتِبَاهَ الْبَلَدِ / واخْتِلافَ طَرِيقِهِ.
وَالأَنْضَادُ: الْمَتَاعُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، فَجَعَلَ الحِجَارَةَ هَاهُنَا أَنْضَادًا، أَىْ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، يَقُولُ: تَعْدِلُ الأَنْضَادَ: تُجَاوِزُهَا فَتَقْطَعُهَا.
__________
(1) شاهد طَرَفة فى هامش اللسان (ص د ى) وتمامه:
كَرِيمٌ يُرَوِّى نَفْسَهُ فى حَياتِهِ سَتَعْلَمُ إِن مُِتْنَا غَدًا أَيُّنَا الصَّدِى
والشاهد فى ديوانه /35 وروايته:
كَرِيمٌ يُرَوِّى نَفْسَهُ فى حَياتِه سَتَعْلَمُ إن مُتْنَا، صَدَى أَيِّنَا الصَّدِى
(2) اللسان (ر د هـ) وفيه:
* مِنْ بَعْدِ أَنْضادِ الرِّدَاهِ الرُّدَّهِ *
وفى اللسان (ق م هـ):
* يَعْدِل أنْضادَ القِفَافِ القُمَّهِ *
وفى التاج (ر د هـ):
* مِنْ بَعْضِ أَنْضاضِ القِفَافِ الرُّدَّهِ *
وفى المقاييس (ر د هـ):
* مِنْ بَعْدِ أَنْضادِ التِّلاَلِ الرُّدَّهِ *
ورِواية أبى سعيد الضرير:
* يَعْدِلُ أنْضَادَ القِفَافِ الرُّدَّهِ *
والرُّدَّهُ: النُّقَرُ فى الجَبَلِ يكون فيها الماءُ.
(3) اللسان (و ر هـ)، والتاج (ر د هـ، و ر هـ).
وَالرُّدَّهُ: أَرَادَ الرُّدَّحَ، وَهِىَ السُّتَرُ، يُقَالُ: ارْدَحِى بَيْتَكِ فَتُرْسِلُ الشُّقَّةَ، وَارْدَهِى أَيْضًا بِنَاكِ(1) بِمَعْنَى ارْدَحِى، وأَنْشَدَ:
* بِنَاءَ صَخْرٍ وَمُرْدَحٍ وَطِينِ * (2)
وَقَالَ أَبُو النَّجْمِ:
* بَيْتَ حُتُوفٍ مُكْفَأً مَرْدُوحَا * (3)(1/81)
ويُقَالُ: ارْدَحْ وَأَرْدِحْ أَيْضًا.
وَالوُرَّهُ: هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: هَذِهِ رِمَالٌ تَهَافَتُ وتَسَاقَطُ. وَأَصْلُهُ مِنَ الْمَرْأَةِ الوَرْهَاءِ، وَهِىَ الْحَمْقَاءُ.
63- قَفْقَافُ أَلْحِى الرَّاعِشَاتِ الْقُمَّهِ (4)
64- يَطْلُقْنَ قَبْلَ الْقَرَبِ الْمُقَهْقِهِ (5)
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "تَرْجَافُ أَلْحِى الرَّاعِشاتِ" وَرَوَى:
* يُطْلَقْنَ قَبْلَ الْقَرَبِ المُقَهْقِهِ *
* فىِ الفِيفِ مِنْ ذَاكَ البَعِيدِ الأَمْقهِ *
رَفَعْتَ "قَفْقَافَ" بِقَوْلِهِ: "يَعْدِلُ"، وَكَذَلِكَ مَنْ قَالَ: "تَرْجَافُ".
__________
(1) فى اللسان (ب ن ى) "البِنْيَةُ، والبُنْيةُ: ما بَنَيْتَهُ، وهو البِنَى، والبُنَى".
(2) الشاهد فى اللسان (ر د ح) لِحُمَيْد الأَرْقَط يصف صائدًا، وقبله:
* أَعَدَّ فى مُحْتَرِسٍ كَنِينِ *
ورِوايةُ العَجُزِ "مُرْدَحٍ" بِغَيْرِ واوٍ قبل مُرْدَحٍ.
(3) شاهد أَبِى النَّجْم فى اللسان (ر د ح) يصف بيت الصائد. والمُكْفَأُ: المُوَسَّعُ فى مُؤَخَّرِه. والشاهد فى ديوانه /67 برواية "...مُكْفَإٍ...".
(4) فى اللسان (ق م هـ) قال ابن بَرِّىّ: والذى فى رَجَزِ رؤبة:
* تَرْجافُ أَلْحِى الراعِساتِ القُمَّهِ *
وفى التاج (ق م هـ) "...الراعِسات...".
والراعِساتُ والراعِشات بِمَعْنًى. ورِواية أبى سعيد الضرير:
* تَرْجَافُ أَلْحِى الراعِشاتِ القُمَّهِ *
وأشار إلى رِواية "قَفْقاف" أيضًا.
(5) اللسان، والتاج (ق هـ ق هـ) يَصِفُ ظَلِيمًا وبَيْضَهُ، وفيهما:
* يُصْبِحْنَ بَعْدَ القَرَبِ المُقَهْقِهِ *
والْقَفْقَافُ: يُرِيدُ اضْطِرَابَ أَلْحِيَها إِذَا سَارَتْ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُ ابْنِ أَحْمَرَ:
يَظَلُّ يَحُفُّهُنَّ بِقَفْقَفَيْهِ - وَيَلْحَفُهُنَّ هَفَّافًا ثَخِينَا (1)
فَجَعَلَ القَفْقَفَيْنِ هَاهُنَا الْجَنَاحَيْنِ لاِضْطِرَابِهِمَا، سَمَّاهُمَا بِفِعْلِهِمَا.(1/82)
والرَّاعِشَاتُ: الرَّاجِفَاتُ المُضْطَرِبَاتُ.
وَالْقُمَّهُ: اللَّوَاتِى يُبْعِدْنَ، يُقَالُ: خَرَجَ يَتَقَمَّهُ فىِ الأَرْضِ: إذَا ذَهَبَ فِيهَا، وَعَنِ الأَصْمَعِىِّ أَيْضًا :إِذَا أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ.
وَقَوْلُهُ: "يَطْلُقْنَ" يَعْنىِ الإِبِلَ يَسِرْنَ الطَّلَقَ، والطَّلَقُ قَبْلَ الْقَرَبِ بِيَوْمٍ.
والْقَرَبُ: اللَّيْلَةُ الَّتىِ يُصَبِّحْنَ فِيهَا الْمَاءَ مِنْ غَدِهَا.
والمُقَهْقِهُ، والْمُهَقْهِقُ واحِدٌ، وَهِىَ الحَقْحَقَةُ، وَهِىَ إِتْعَابُ السَّيْرِ قَلْبَهُ، فَقَالَ: "مُقَهْقِهٌ" ثُمَّ قَلَبَ الحَاءَ هَاءً.
65- فى الْفَيْفِ مِنْ ذَاكَ البَعِيدِ الأَمْقَهِ (2)
يُرِيدُ: يَطْلُقْنَ فىِ الفَيْفِ، والفَيْفُ: المُسْتَوِى مِنَ الأَرْضِ.
وَالأَمْقَهُ:(3) الكَرِيهُ المَنْظَرِ.
* * *
-16-
__________
(1) شاهد ابْنِ أحْمَرَ فى اللسان (ق ف ف) يَصِفُ الظَّلِيمَ والبَيْضَ، وروايَتُه:
فَظَلَّ يَحُفُّهُنَّ بِقَفْقَفَيْهِ - ويَلْحَفُهُنَّ هَفْهافًا ثَخِينَا
أى يَحُفُّ بَيْضَهُ ويَجْعَلُ جَناحَيْهِ له كاللِّحَافِ، وهو رقِيقٌ مع ثَخِنهِ.
(2) فى اللسان، والتاج (ق هـ ق هـ) أَوْرَدَهُ الجَوْهَرِىُّ:
بِالهَيْفِ مِنْ ذاك البَعِيدِ الأَمْقَهِ *
وقال ابْنُ بَرِّىّ: صَوَابُه "بالفَيْفِ" يريد القَفْرَ. وفى اللسان (م ق هـ): الأَمْقَهُ: الذى لا خَضْراءَ فيه. ورَوَاهُ أَبُو عَمْرٍو: "...الأَقْمَهِ" قال: وهو البَعِيدُ.
(3) الأَمْقَهُ: الكَرِيهُ المِرْآةِ من شِدَّةِ ضَوْءِ الشَّمْسِ والسَّرَابِ.
/ وَقَال أَيْضًا (1) [يَمْدَحُ مَسْلَمَةَ بنَ عبدِ المَلِكِ]: (2)
1- يَارَبِّ إِنْ أَخْطَأتُ أَو نَسِيتُ
2- فَأَنْتَ لاَ تَنْسَى وَلاَ تَمُوتُ
3- إِنَّ المُوَقَّى مِثْلُ مَا وُقِيتُ (3)
4- أَنْقَذَنىِ مِنْ خَوْفِ مَا خَشِيتُ (4)(1/83)
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ قَالَ: أَنْشَدَنىِ أَبُو عَوْنٍ الحِرْمَازِىُّ: "إِنَّ المُوَقَّى مِثْلَ مَا وُقِّيتُ" وَهِىَ لَعَمْرِى أَكْثَرُ إذَا كَانَتْ مِثْلُ فىِ مَوْضِعِ الفِعْلِ، أى تُنْصَبُ، ومِثْلُهُ قَوْلُ بِشْرٍ:
* وَهَلِ المُجَرَّبُ مِثْلَ مَنْ لَمْ يَعْلَمِ *(5)
والمُوَقَّى هَاهُنَا مَصْدَرٌ، المَعْنَى أَنَّ التَّوْقِيَةَ مِثْلُ مَا وُقِيتُ.
5- رَبِّى وَلَوْلاَ دَفْعُهُ تَوِيتُ
6- فَالجِدُّ أَغْشَانىِ الَّذِى غَشِيتُ
__________
(1) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع (25-27) ورقمها (10).
(2) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوان رؤبة المطبوع، وهو مَسْلَمةُ بن عبد المَلِك بن مَروان بن الحكم (120هـ = 738م) من بنى أمية فى دمشق، يُلَقَّبُ بالجرادة الصفراء، من أبطال عصره، له فتوحات مشهورة، غزا القسطنطينية فى دولة أخيه سليمان، وغزا الترك والسند سنة 109هـ، ومات بالشام، وكانت منازلهم فى بلاد الأشمونين بمصر.
(3) اللسان (و ق ى) غير منسوب، وفيه:
* إِنَّ المُوَقَّى مِثْلُ ما وَقَّيْتُ *
والرجز فى التاج (و ق ى).
(4) رواية أبى سعيد الضرير: "نَقْذِفُ مِنْ...".
(5) الشاهد فى ديوانه /180 وتمامه:
سائِلْ تَمِيمًا فى الحُرُوبِ وعامِرًا - وهَل المُجَرَّبُ مِثْلُ مَنْ لَمْ يَعْلَمِ
المُجَرَّبُ بكَسْرِ الراء وفتحها، ويُرْوَى مِثْلُ ومِثْلَ، ونَصْبُ مِثْل على مَذْهَبِ الصِّفةِ.
تَوِيتُ، يُقَالُ: تَوَى يَتْوَى تَوًى مَقْصُورٌ وَأَتْوَاهُ غَيْرُه(1).
قَوْلُهُ: "فَالْجِدُّ" يَقُولُ: الجِدُّ فىِ إِتْيَانِكَ أَغْشَانىِ مَا غَشِيتُ وذَلِكَ أَنَّهُ مَرَّ بِالحَرُورِيَّةِ فَأَرَادُوا قَتْلَهُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: فَالجِدُّ أَغْشَانىِ، أَى الحَظُّ. وقَوْلُ الأَصْمَعِىِّ وابْنِ الأَعْرَابِىِّ هَاهُنَا أَجْوَدُ.
7- أَرْمِى بِأَيْدِى الْعِيسِ إِذْ هَوِيتُ(1/84)
8- فىِ بَلْدَةٍ يَعْيَا بِهَا الخِرِّيتُ (2)
هَوِيتُ فىِ الْفَلاَةِ، قال: وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ:
* لَمَّا عَلاَ كَعْبُكَ لىِ عَلِيتُ * (3)
وَقَوْلُهُ: "أَرْمِى بِأَيْدِى الْعِيسِ" أَىْ أَرْمِى بِالْعِيسِ، ومِثْلُهُ:
* الْوَاطِئِينَ عَلَى صُدُورِ نِعَالِهِمْ *
ومِثْلُهُ:
وَقَوْمٍ كِرَامٍ أَنْكَحَتْنَا بَنَاتِهِمْ - صُدُورَ السُّيُوفِ والرِّمَاحِ المَدَاعِسِ (4)
والخِرِّيتُ: الْهادِى الْعَالِمُ بِالطَّرِيقِ، يُقَالُ: إنَّهُ أُخِذَ مِنْ خُرْتِ الإِبْرَةِ فىِ لَطَافَةِ نَظَرِه وَبَصَرِه.
9- رَأْىُ الأَدِلاَّءِ بِهَا شِتِّيتُ (5)
__________
(1) فى اللسان (ت و ا):"تَوِىَ المالُ، بالكَسْرِ يَتْوَى تَوًى: ذَهَبَ فَلَمْ يُرْجَ، وحَكَى الفارِسِىُّ أن طَيِّئًا تقول :"تَوَى". وفى القاموس المحيط: تَوِىَ تَوًى (كَرَضِىَ): هَلَكَ.
(2) اللسان (خ رت) وفيه "... يَعْنىِ بها..." قال ابنُ بَرِّىّ: وهو الصوابُ، ومَعْنَى "يَعْنىِ بها" يَضِلُّ بها ولا يَهْتَدِى، يقال: عَنَى عليه الأَمْرُ: إذا لم يَهْتَدِ له. والرَّجَزُ فى اللسان، والتاج (أ م ت) كَرِواية الشرح.
(3) الرَّجَزُ لِرُؤْبة، وانظره فى مَوْضِعِه من هذه الأُرْجوزة، المَشْطُور (25).
(4) المِدْعَسُ من الرِّماحِ: الغَلِيظُ الشَّدِيدُ الذى لا يَنْثَنِى.
(5) اللسان، والتاج (أ م ت) وفيهما "...شَتِيتُ" والشَّتِيتُ: المُتَفَرِّقُ.
10- هَيْهَاتَ مِنْهَا مَاؤُهَا الْمَأْمُوتُ (1)
أَبُو عَمْرٍو: "أَيْهَاتَ"، ومَعْنَى هَيْهَاتَ أَىْ بَعِيدٌ مِنْهَا ماؤُها.
قَالَ: وَالْمَأْمُوتُ: الْمَاءُ الَّذِى يُقَالُ: نَرِدُهُ غَدًا فىِ وَقْتِ كَذَا وَكَذَا.
/11- مَرْتٍ يُنَاصِى حَزْمَهَا مُرُوتُ (2)
12- صَحْرَاءَ لَمْ يَنْبُتْ بِهَا تَنْبِيتُ (3)
أَبُو عَمْرٍو: "خَرْقَهَا" قَالَ: وَالْمَرْتُ: الْجَرْدَاءُ الَّتىِ لاَ نَبْتَ عليها بِهَا، قَالُ ذُو الرُّمَّةِ:(1/85)
* مَرْتُ الحِجَاجَيْنِ مِنَ الإْعْجَالِ * (4)
قَالَ: وَسُئِلَ أَبُو الْمَكْتُومِ عَنِ الْمَرْتِ فَقَالَ: الَّتىِ لاَ يَجِفُّ ثَرَاها وَلاَ يَنْبُتُ مَرْعَاهَا، قَالَ: يُرِيدُ أَنَّها سَبَخَةٌ لاَ تُنْبِتُ شَيْئًا.
وَيُنَاصِى: يُوَاصِلُ.
تَنْبِيتُ، يَقُولُ: لَمْ يَنْبُتْ بِهَا مَا يَنْبُتُ.
13- يُمْسِى بِهَا ذَا الشِّرَّةِ السَّبُوتُ (5)
14- وَهْوَ مِنَ الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ (6)
__________
(1) اللسان، والتاج (أ م ت) وفيهما "أَيْهاتَ مِنْهَا..." وفى المقاييس (أ ن ت) "...ماؤُها المَأْنُوتُ" والمَأُنُوتُ: المُقَدَّرُ.
(2) اللسان (م ر ت)، والتاج (ن ب ت) وفيهما "... خَرْقَهَا مُرُوتُ" وهى رِواية أبى سعيد الضرير أيضًا.
(3) اللسان، والتاج (ن ب ت) وفيهما "بَيْداءُ لَمْ..." والرجز غير منسوب فى اللسان.
(4) شاهدُ ذِى الرُّمَّة فى اللسان (م ر ت) بِرِواية "مَرْتِ الحَجَاجَيْنِ..." يَصِفُ إِبِلاً أَجْهَضَتْ أولادَها قَبْلَ نَباتِ الوَبَرِ. وقبله ثلاثة مشاطير. والشاهد فى ديوانه /482، والحجَاجُ: ما طافَ بالعَيْنِ، يريد الجَنْبَيْنِ.
(5) اللسان، والتاج (س ب ت) وفيهما "يَمْشِى بِهَا ذُو المِرَّةِ السَّبُوتُ" وفى ديوانه المطبوع "يَمْشِى ...".
(6) اللسان (ن ح ت) غير منسوب، وفى التاج (س ب ت) "خَفٍ نَحِيتُ" بالخاء. ورِواية الرجز فى نسخة أبى سعيد الضرير:
* ومِنَ الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ *
السَّبُوتُ: مِنَ السَّبْتِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ، مَرَّ يَسْبِتُ سَبْتًا. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: السَّبُوتُ مِنَ الإِْبِلِ: المِعْنَاقُ.
وَالْحَفِى: الَّذِى قَدْ حَفِىَ خُفُّهُ مِنَ الإْبِلِ.
وَنَحِيتُ: قَدْ نَحَتَهُ السَّيْرُ: أَذْهَبَ لَحْمَهُ وَهَزَلَهُ، وَمِثْلُهُ:
* يُنْحَتُ مِنْ أَقْطَارِهِ بِفَأْسِ * (1)
15- كَأَنَّنىِ سَيْفٌ بِهَا إصْلِيتُ (2)
16- يَنْشَقُّ عَنِّى الحَزْنُ والْبِرِّيتُ (3)(1/86)
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الإِْصْلِيتُ: المسْلُولُ، وَهُوَ الْمُنْجَرِدُ مِنْ غِمْدِه. وَيُقَالُ: حَمَلَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ صَلْتًا. وَمِثْلُ إصْلِيتٍ فىِ وَزْنِهِ يُقَالُ: امْرَأَةٌ إبْرِيقٌ، وَهِىَ الْبَرَّاقَةُ، وَإِخْمِيمٌ: بَلَدٌ، وَإِغْرِيضٌ. وَيُقَالُ لِلسَّيْفِ أَيْضًا: إِبْرِيقٌ كما قَالَ:
قَدْ جِئْتُمُونَا بِأَبَارِيقِكُمْ كَأَنَّكُمْ بَعْضُ بَنىِ الأَسْلَعِ
أََبَارِيقُكُمْ: أَسْيَافُكُمْ، يَقُولُ: جِئْتُمُونَا طَامِعِينَ فِينَا وَقَدْ هَزَمَكُمْ بَنُو الأَسْلَعِ، وَهُمْ أَضْعَفُ مِنَّا، فَكَيْفَ طَمِعْتُمْ فِينَا؟.
وَالْحَزْنُ: الْغِلَظُ (4) مِنَ الأَرْضِ.
وَالْبِرِّيتُ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو: هُوَ مَوْضِعٌ،(5) وَلَمْ يَحْكِ عَنِ الأَصْمَعِىِّ وَلاَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ فِيهِ شَيْئًا.
17- وَالْبَيْضَةُ البَيْضَاءُ والْخُبُوتُ
18- وَوَدَّ أَعْدَائِىَ لَوْ نُعِيتُ
وَالبَيْضَةُ: أَرْضٌ (6)، قَالَ: وَالْبَيْضَاءُ: أَرَادَ كَلَوْنِ الفِضَّةِ، وهَكَذَا لَوْنُهَا.
__________
(1) الرجز للعجاج ( ديوانه /473 ).
(2) التاج (ب ر ت).
(3) التاج (ب ر ت) وفيه "تَنْشَقُّ...".
(4) هكذا بالأصل، وفى اللسان (ح ز ن) "الغَلِيظُ مِنَ الأَرضِ".
(5) البِرِّيتُ: أرضٌ ناحية البَصْرة. (أبو سعيد الضرير).
(6) البَيْضةُ: أرض بيضاءِ ليس بها نَبَاتٌ. (أبو سعيد الضرير).
وَالْخُبُوتُ(1): أَرَضُونَ رِقَاقٌ دَقِيقَةُ التُّرَابِ.
/19- وَمِنْكَ أَرْجُو فَوْقَ مَا مُنِيتُ
20- عَسَى أَرَى يَقْظَانَ مَا أُرِيتُ
21- فىِ النَّوْمِ رُؤْيَا أَنَّنىِ سُقِيتُ
22- سُقِيتُ مَاءَ المُزْنِ أَوْ سُقِيتُ
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "شُفِيتُ" قَالَ: وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَمْرٍو، قَالَ: مِنَ الشِّفَاءِ.
23- مِنْ بَارِدِ النَّحْلِ وَقَدْ صَدِيتُ
24- قَارَبَ نَقْعَ الرِّىِّ أَوْ رَوِيتُ(1/87)
25- لَمَّا عَلاَ كَعْبُكَ لىِ عَلِيتُ (2)
26- وَقْعُكَ دَاوَانىِ وَقَدْ جَوِيتُ
صَدِيتُ: عَطِشْتُ، صَدَى يَصْدَى صَدًى.
والنَّقْعُ: الرِّىُّ، يُقَالُ: شَرِبَ حَتَّى نَقَعَ وَبَضَعَ، وَحَتَّى أَوَّنَ، وَحَتَّى كَأَنَّهُ طِرَاقٌ، وَحَتَّى اطْمَخَرَّ وَامْطَخَرَّ: إِذَا امْتَلأَ وانْتَفَخَ.
وَقَوْلُهُ: "كَعْبُكَ لىِ عَلِيتُ" يَقُولُ: لَمَّا بَلَغَنِى أَنَّكَ ظَفِرْتَ كَانَ ذَلِكَ لىِ ظَفَرًا وسُرُورًا.
وَقْعُكَ: وَقْعُكَ بِالأَعْدَاءِ.
جَوِيتُ: يُقَالُ: جَوِىَ يَجْوَى جَوًى: إِذَا فَسَدَ جَوْفُهُ.
27- مِنْ دَاءِ نَفْسِى بَعْدَ مَا طَنِيتُ (3)
28- مِثْلَ طَنَى الأَسْنِ وَمَا ضَنِيتُ (4)
الطَّنَى: الْمَرَضُ وَمُطَاوَلَتُهُ، يُقَالُ: ضَرَبَهُ ضَرْبَةً لاَ تُطْنِى، أَىْ تَقْتُلُهُ لاَ تُلَبِّثُهُ.
__________
(1) الخُبُوتُ: الأرضُ المُطَيَّنَةُ الواسعة. (أبو سعيد الضرير).
(2) فى المقاييس (ع ل و) قال ابنُ سِيدَه: وَوَجْهُ إِنشادِه:
* .... كَعْبُكَ بىِ ...*
والرَّجَزُ فى التاج (ع ل و) غير منسوب.
(3) اللسان (ط ن ا).
(4) اللسان (ط ن ا) وفيه "مِثْلَ طَنَى الإِبْلِ..." ورِواية أبى سعيد الضرير: "... ومَا طَنِيتُ".
والطَّنَى: المَرَضُ، ويُقالُ: لُصُوقُ الرِّئَةِ بِالْجَنْبِ مِنَ العَطَشِ، يَقُولُ: فَكُنْتُ كَالْجَمَلِ الَّذِى بِهِ هَذَا فَشَفَيْتَنىِ، قَالَ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:(1)
أَكْوِيهِ إِمَّا أَرَادَ الكَىَّ مُعْتَمِدًا كَىَّ الْمُطَنِّى مِنَ النَّحْرِ الطَّنَى الطَّحِلاَ
وَالأَسْنُ: أَنْ يَتَغَيَّرَ جَوْفُهُ فَيُنْتِنَ مِنَ الدَّاءِ وَيَنْتُنُ أَيضًا، يُقَالُ: أَسِنَ أَسَنًا.
29- أَوْ صَاحِبِ السَّهْمِ وَمَا رُمِيتُ
30- مَسْلَمَ لاَ أَنْسَاكَ مَا حَيِيتُ (2)
31- عَهْدَكَ وَالْعَهْدَ الَّذِى رَضِيتُ (3)
32- لَوْ أَشْرَبُ السُّلْوَانَ مَا سَلِيتُ (4)(1/88)
يَقُولُ: الْعَهْدُ الَّذِى رَضِيتَهُ لاَ أَنْسَاهُ، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "فَضْلَكَ وَالْعَهْدَ الَّذِى رَضِيتُ". / والسُّلْوَانُ (5): شَىءٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَسْقِيهِ الإْنْسَانَ فَيَقُولُونَ: قَدْ سَلاَ.
33- مَا بِى غِنًى عَنْكَ وَإِنْ غَنِيتُ (6)
34- لَوْ أَنَّنىِ صَمِمْتُ أَوْ عَمِيتُ
35- إِنْ أَنَا لَمْ أَصْدُقْكَ مَا لَقِيتُ (7)
36- مِنْ كُرَبٍ فَوْتَ الرَّدَى رَدِيتُ
__________
(1) الشاهد فى اللسان (ط ن ا) للحارِثِ بن مُصَرِّفٍ، وهو أَبُو مُزَاحم العُقَيْلِىّ، وروايتُه:
أَكْوِيهِ إِمَّا أَرَادَ الكَىَّ مُعْتَرِضًا - كَىَّ المُطَنَّى مِنَ النَّحْزِ الطَّنَى الطَّحِلاَ
(2) اللسان (س ل ا) وفيه "مُسْلِمُ لا.." ورِواية أبى سعيد الضرير "... ما بَقِيتُ".
(3) رواية أبى سعيد الضرير: "فَضْلَكَ والعَهْدَ...".
(4) اللسان، والتاج (س ل ا).
(5) السُّلْوانُ: جرة صغيرة يُصَبُّ عليها الماء فَيُسَرُّ بها الحزينُ فَيَنْسَى بها حُزْنَهُ أوعِشْقَه. (أبو سعيد الضرير).
(6) اللسان، والتاج (س ل ا).
(7) رواية أبى سعيد الضرير: "... ما بَقِيتُ".
أَبُو عَمْرٍو: وَمَا غَنِيتُ فَوْتَ الرَّدَى: أَىْ حَيْثُ فُتُّ الرَّدَى، أَىْ نَجَوْتُ مِنْهُ، يَقُولُ: كُنْتُ قَرِيبًا مِنْهُ فَنَجَّانىِ اللَّهُ، كَقَوْلِكَ: هُوَ فَوْتُ الرَّدَى.
وَقَوْلُهُ: "رَدِيتُ" يَقُولُ: إِنْ أَنَا لَمْ أُخْبِرْكَ الْحَقَّ فَرَدِيتُ، فىِ مَذْهَبِ الدُّعاءِ عَلَى نَفْسِهِ.
37- مَا بَعْدَ أَنِّى مُرْهَقٌ مَبْهُوتُ
38- لاَ آخُذُ النِّصْفَ وَلاَ أَفُوتُ
قَالَ: كَانَتِ الْحَرُورِيّة أَخَذَتْهُ.
وَالْمُرْهَقُ: الْمُلْحَقُ.
وَمَبْهُوتٌ: يَقُولُ: بُهِتُّ بِأَمْرٍ لَمْ أَكُنْ أَعْدَدْتُ لَهُ جَوَابًا، بَهَتَهُ يَبْهَتُهُ بَهْتًا.
وَقَوْلُهُ: "مَا بَعْدَ أَنِّى" يَقُولُ: أَىُّ شَىءٍ يُصِيبُنىِ بَعْدَ هَذَا.(1/89)
وَقَوْلُهُ: "النِّصْفُ" يَقُولُ: لاَ يَنْصِفُونىِ وَلاَ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَنْفَلِتَ مِنْهُمْ. وَيُقَالُ: قَدْ أَعْطَاهُ النِّصْفَ مِنْ حَقِّهِ: إِذَا أَعْطَاهُ حَقَّهُ كُلَّهُ، يُقَالُ: أَنْصِفْنىِ يَا هَذَا: إِذَا سَأَلَهُ الحَقَّ مِنْ نَفْسِهِ.
39- قَدْ فَرِقَ النَّاسُ وَقَدْ عَيِيتُ
40- مِنْ أَيْنَ آتِى الأَمْرَ إِذْ أُتِيتُ (1)
41- رَهْنَ الحَرُورِيِّينَ إِذْ صُرِيتُ (2)
42- صَمَّاءَ صُمٍّ طَيْرُهَا سُكُوتُ
أَبُو عَمْرٍو: "قَدْ خَرِقَ النَّاسُ" أَىْ دَهِشُوا.
أَبُو عَمْرٍو: "رَهْنَ الحَرُورِيِّينَ قَدْ صُرِيَتْ"، وابن الأعرابىِّ: :صَرِيتُ".
قَوْلُهُ: "رَهْنَ الحَرُورِيِّينَ" يَقُولُ: أَنَا فىِ أَيْدِيهِمْ مُرْتَهَنٌ، وَيُقَالُ: اصْرِ هَذَا الأَمْرَ عَنْكَ، أى ادْفَعْهُ. وَيُقَالُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى صَرَى عَنْكَ شَرَّ فُلاَنٍ.
__________
(1) اللسان، والتاج (ل و ى) غير منسوب.
(2) التاج (ص ر ى). وفيه "قد صُرِيتُ". وهى رِواية أبى سعيد الضرير أيضًا.
وَقَوْلُهُ: "صَمَّاءَ صُمٍّ" يَقُولُ: هَذِهِ الدَّاهِيَةُ دَاهِيَةُ دَوَاهٍ، يَقُولُ: صُرِيتُ صَمَّاءَ، أَى نَجَوْتُ مِنْهَا وَدُفِعَتْ عَنِّى.
وَقَوْلُهُ: "طَيْرُهَا سُكُوتُ" يَقُولُ: كَأَنَّمَا يَنْتَظِرْنَ صَاعِقَةً.
/ 43- لَوْلاَ انْتِظارِى كَشْفَهَا بَلِيتُ (1)
44- إِذْ قَالَ شَيْطَانُهُمُ الْعِفْرِيتُ
45- لَيْسَ لَكُمْ مُلْكٌ وَلاَ تَثْبِيتُ
46- إِنْ لَمْ يُصَبْ مِنْ صِيتِ سَعْدٍ صِيتُ (2)
قَالَ: يُقَالُ: قَوْمٌ ذَوُو صِيتٍ، وَرَجُلٌ ذُو صِيتٍ، أَىْ: ذُو شَرَفٍ، يَقُولُ: إِنْ لَمْ يُصَبْ مِنْ آلِ سَعْدٍ رَجُلٌ ذُو شَرَفٍ، يُرِيدُ أَنَّ الحَرُورِيَّةَ قَالُوا: أَصِيبُوا مِنْ آلِ سَعْدٍ ذَا شَرَفٍ، وَإِنَّما يَعْنِى نَفْسَهُ وَعَظَّمَ بِذَلِكَ أَمْرَهُ.
47- وَكُنْتُ مِجْذَمًا إِذَا عُصِيتُ (3)(1/90)
48- إِذا الْتَوَى بىِ الأَمْرُ أَوْ لُوِيتُ (4)
49- وَلاَ أُجِيبُ الرُّعْبَ إِنْ رُقِيتُ (5)
50- حَتَّى يُفِيقَ الْغَضَبُ الْحَمِيتُ (6)
إِذَا الْتَوَى: يَقُولُ: إِذَا احْتَبَسَ عَلَىَّ الأَمْرُ وَلَمْ يَجِئْ سَهْلاً كُنْتُ قَطَّاعًا لأَِمْرِى.
وَلُوِيتُ: صُرِفْتُ عَنْ أَمْرِى، أَىْ لاَ يُقْدَرُ عَلَى ذَاكَ مِنِّى.
__________
(1) رواية أبى سعيد الضرير:" ... دَفْعَها بَلِيتُ".
(2) رِواية أبى سعيد الضرير:"... مِنْ صَوْتِ سَعْدٍ صِيتُ".
(3) فى ديوانه المطبوع "...إذا حَمِيتُ".
(4) اللسان (ل و ى) غير منسوب بِرِواية "...لَوِيتُ" وذُكِرَ بعده المشطور رقم (40) من الأُرْجُوزة، وفى التاج (ل و ى) غير منسوب أيضا، وفى ديوانه المطبوع "إذِ الْتَوَى..."
(5) رواية أبى سعيد الضرير: "ولَوْلاَ أُجِيبُ الرُّعْبَ إنْ وُقِيتُ".
(6) اللسان، والتاج (ح م ت)، وإصلاح المنطق، وفيها:"حَتَّى يَبُوخَ..." وفى ديوانه المطبوع "حَتَّى يَفِيقَ...".
وَلاَ أُجِيبُ الرُّعْبَ: يَقُولُ: إِنْ تُهِدِّدْتُ وَخُوِّفْتُ لم أُعْطِ عَلَى التَّهَدُّدِ.
وَالْحَمِيتُ: الشَّدِيدُ، يُقَالُ: هَذَا التَّمْرُ أَحْمَتُ مِنْ هَذَا: أَىْ أَمْتَنُ وَأَشَدُّ، فَيَقُولُ: لاَ أَصْنَعُ هَذَا حَتَّى يَسْكُنَ الَّذِى خُوِّفْتُ بِهِ.
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "الْمَحِيتُ" قَالَ: وَهُوَ الشَّدِيدُ أَيْضًا، فَكَأَنَّهُ مِنَ المَقْلُوبِ.
51- إِذَا اسْتَدَارَ الْبَرَِمُ الْغَلُوتُ (1)
52- قُلْتُ وَقَوْلىِ عِنْدَهُمْ مَقْتُوتُ (2)
قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىّ: البَرِمُ: الْعَيِىُّ بِالأَمْرِ، قَدْ بَرِمَ بِأَمْرِه بَرَمًا.
وَالْغَلُوتُ يُقَالُ: قَدْ غَلِتَ، وَغَلِطَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ.(1/91)
والْمَقْتُوتُ: يَقُولُ: قَدْ أُخْبِروا بِقَوْلىِ، وَقُتَّ قَوْلىِ عِنْدَهُمْ، أَى نُمَّ عِنْدَهُمْ، وَمِنْهُ القَتَّاتُ: النَّمَّامُ، قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
يَارُبَّ دَاءٍ قدتنَا يَا بثنَ بِهِ - ورُبما قد فتنا يا بثن قَبل
وَيُقَالُ: قَدْ نَمَلَ، وَأَنْمَلَ للنَّمّامِ إذَا نَمَّ، وَهِىَ النُّمْلَةُ (3) لِلنَّمِيمَةِ. والنُّمْلَةُ (4): قُرُوحٌ تَخْرُجُ بِالْجَسَدِ.
53- مَقَالَةً إِذْ قُلْتُهَا غَوِيتُ (5)
54- بَلْغٌ إِذَا اسْتَنْطَقْتَنِى صَمُوتُ
__________
(1) اللسان (غ ل ت) وفيه "إِذَا اسْتَدَار البَرِمُ ..." و "إذَا اسْتَدَرَّ البَرِمُ..."، وفى التاج (غ ل ت) "إذا اسْتَدَرَّ البَرِمُ..."، ورِواية الشرح "البَرَِمُ" بفتح الراء وكَسْرِها. ورِواية أبى سعيد الضرير:"لَمَّا اسْتَدارَ...".
(2) اللسان، والتاج (ق ت ت).
(3) فى اللسان (ن م ل): النُّمْلَةُ، والنَّمْلَةُ، والنِّمْلَةُ، والنَّمِيلةُ: النَّمِيمةُ".
(4) فى اللسان (ن م ل): "النَّمْلَةُ" بِفَتْحِ النُّونِ وَضَمِّها.
(5) التاج (ق ت ت) ورِواية أبى سعيد الضرير: "... قَوِيتُ".
/ يَقُول: إذَا اسْتَنْطَقْتَنِى أَبْلُغُ مَا أُرِيدُ، وَأَنَا صَمُوتٌ: إِذَا لَمْ أُسْتَنْطَقْ، وَيُقَالُ: رَجُلٌ بَلِيغُ اللِّسَانِ وبَلْتَعِىّ اللِّسَانِ: إِذَا كَانَ بَلِيغًا، ويُقَالُ: بَلَغَ مِنْهُ البِلَغِينَ، وَعَمِلَ بِهِ العَمَلِينَ: إِذَا بَالَغَ فِيمَا يَكْرَهُ.
وَغَوِيتُ: يُقَالُ: غَوَى يَغْوِى غَوَايَةً وَغَيًّا، وَغَوِىَ يَغْوَى، مِنَ الْغَىِّ قَلِيلَةٌ، وَغَوِىَ الفَصِيلُ
يَغْوَى: إِذَا تَخَثَّرَ مِنْ كَثْرَةِ شُرْبِ اللَّبَنِ.
55- فَقُلْتُ أَنْجُو النَّفْسَ إِذْ نُجِيتُ
56- هَلْ يَعْصِمَنِّى حَلِفٌ سِخْتِيتُ (1)
أَنْجُو النَّفْسَ: أُنَاجِيهَا، وَمِنْهُ:(1/92)
فَظَلَّ يُنَاجِى نَفْسَهُ وَأَمِيرَهَا - أَيَأْتِى الَّذِى يُعْطِى بِهَا أَمْ يُحَاذِرُ؟
للِشَّمّاخِ. (2)
وسِخْتيتٌ: قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: فَارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ(3)، أَى شَدِيدٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: سِخْتِيتٌ: شَدِيدٌ، قَالَ: يُقَالُ للِسَّويقِ الدَّقِيقِ الْكَثِير: سِخْتِيتٌ.
وَقَوْلُهُ: "نُجِيتُ" أَى نَاجُونىِ فَسَأَلُونىِ.
57- أَوْ فِضَّةٌ أَوْ ذَهَبٌ كِبْرِيتُ ؟(4)
58- مِنْهُمْ وَمِنْ خَيْلٍ لَهَا صَتِيتُ
أَبُو عَمْرٍو "أَوْ إِبِلٌ أَوْ ذَهَبٌ كِبْرِيتُ" (5) أَىْ أَحْمَرُ. وَقَالَ الأَصْمَعِىُّ أَو غَيْرُه: ظَنَّ أَنَّ الكِبْرِيتَ ذَهَبٌ.
__________
(1) اللسان (س خ ت) وفيه "هَلْ يُنْجِيَنِّى كَذِبٌ..." وفيه أيضًا "هَلْ يُنْجِيَنِّى حَلِفٌ..."، وفى التاج (س خ ت) "هَلْ يُنْجِيَنِّى حَلِفٌ..."، وفى التاج (ك ب ر ت) كَرِواية الشَّرْحِ.
(2) الشاهد غير موجود فى ديوان الشماخ.
(3) فى الفارسية (سَخْتْ) أى شديد. (معجم لُغَت نامَهِ لِدِ هْخُدَا والمعرب للجواليقى /227، 228).
(4) اللسان (س خ ت)، والتاج (ك ب ر ت).
(5) وهى رِواية أبى سعيد الضرير.
والصَّتِيتُ: فِرْقَةٌ، (1) يُقَالُ: صَارَ الْحَىُّ صَتِيتَيْنِ: فِرْقَتَيْنِ جَمْعَيْنِ.
59- لا بَلْ دَعَوْتُ اللَّهَ إِذْ هُدِيتُ
60- دَعَوْتُهُ والمُتَّقِى ثَبِيتُ
ثَبِيتُ: أَىْ مُتَثَبِّتٌ. والثَّبِيتُ: الْعَاقِلُ المُحْكِمُ لأَِمْرِه، قَالَ طَرَفَةُ:
فَالْهَبِيتُ لاَ فُؤَادَ لَهُ والثَّبِيتُ ثَبْتُهُ فَهْمُهْ (2)
وَالْهَبِيتُ: المَبْهُوتُ، وَيُقَالُ: بِهِ هَبْتَةٌ: إِذَا كَانَ به كَالْهَوَجِ.
61- فَانْتَاشَنِى وَلَمْ يُصَبْ تَعْنِيتُ
62- مِنْ رَوْحِهِ رَوَحٌ فَقَدْ حَيِيتُ (3)
انْتَاشَنِى: أَدْرَكَنِى واسْتَنْقَذَنىِ.
وَقَوْلُهُ: "يُصَبْ": يَقَعُ، يَقُولُ: يَقَعُ تَعْنِيتٌ، مِنْ قَوْلِهِ:
* وَلَقَدْ صَابَتْ بِقُرّْ * (4)(1/93)
63- إنَّ الَّذِى نَجَّى وَمَا بُدِيتُ
64- نَجَّى وَكُلُّ أَجَلٍ مَوْقُوتُ
/65- مُوسَى وَمُوسَى فَوْقَهُ التَّابُوتُ
66- وَصَاحِبُ الحُوتِ وَأَيْنَ الْحُوتُ؟ (5)
__________
(1) وانظر الخلاف فى (صَتيت) التاج (ص ت ت).
(2) شاهد طَرَفة فى اللسان (ث ب ت) ورِواية عَجُزِه:
* و الثَّبِيتُ قَلْبُهُ قِيَمُهْ *
والشاهد فى ديوانه /80، ورواية العَجُز "... فَهَمُهْ".
(3) فى ديوانه المطبوع "مِنْ رَوْحِهِ رَوْحٌ ...". ورِواية أبى سعيد الضرير: "... فَقَدْ خَبِيتُ".
(4) فى اللسان (ق ر ر): "وقَوْلُهُم عند شِدَّةٍ تُصِيبُهُم: صابَتْ بِقُرٍّ، أَى صارت الشِّدَّةُ إلى قَرارِها، ورُبَّما قالُوا: وَقَعَتْ بِقُرٍّ. وقال ثَعْلَبٌ: معناه وَقَعَتْ فى المَوْضِع الذى يَنْبَغِى. أبو عُبَيْدٍ فى باب الشِّدّةِ: صابتْ بِقُرٍّ: إذا نَزَلتْ بِهِم شِدّةٌ، قال: وإنما هو مَثَلٌ. والمثَلُ فى مجمع الأمثال /414.
(5) اللسان، والتاج (هـ ى ت).
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "وَمَا نُدِيتُ"(1) أَىْ مَا أَصَابَنىِ شىءٌ، المَعْنَى نَجَّى مُوسَى، وَهُوَ مَوْضِعُ نَصْبٍ بِنَجَّى، وَمُوسَى الثَّانىِ مُبْتَدَأٌ.
67- فىِ ظُلُمَاتٍ تَحْتَهُنَّ هِيتُ (2)
68- لِلْحُوتِ فىِ أَثْنَائِهِ بُتُوتُ (3)
أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ وابْنُ الأَعْرَابِىِّ "فىِ أَثْنَائِهِ بُيُوتُ".(1/94)
وَقَوْلُهُ: "هِيتُ" قَالَ: يُقَالُ: هُوَ فىِ هَوْتَةٍ مِنَ الأَرْضِ، أَىْ مُطْمئِنٍّ مِنَ الأَرْضِ، قَالَ: وَيُقَالُ: إِنَّ هِيتًا إِنَّمَا سُمِّيَتْ مِنْ هَذَا. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَأَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ قَالَ: قِيلَ لأُِمِّ هِشَامٍ السَّلُولِيَّةِ: أَيْنَ مَنْزِلُكِ؟ فَقَالَتْ: بِهَاتِى الهَوْتَةِ، قيل لها: وما الهَوْتَةُ؟ قَالَتْ: بِهَاتِى الوُكْرَةِ، قِيلَ: وَمَا الوُكْرَةُ؟ قَالَتْ: بِهَذَا الصُّدَادِ، قِيلَ: وَمَا الصُّدَادُ؟ قَالَتْ: بِهَاتِى المَوْرِدَةِ. قَالَ: وَهَذَا كُلُّهُ الطَّرِيقُ الْمُنْحَدِرُ إِلَى الْمَاءِ.
وَأَمَّا البُتُوتُ فَالبُتُوتُ: لِبَاسٌ بَعْدَ لِبَاسٍ، والبُيُوتُ مِنَ الْبَيْتِ، كَأَنَّ ذَلِكَ بَيْتٌ لَهُ.
69- وَزَبَدُ الْمَاءِ لَهُ كَتِيتُ (4)
70- تَرَاهُ وَالْحُوتُ لَهُ نَئِيتُ
71- كِلاَهُمَا مُغْتَمِسٌ مَغْتُوتُ (5)
__________
(1) وهى رِواية أبى سعيد الضرير.
(2) اللسان، والتاج (هـ ى ت). ولِلرَّجَزِ روايةٌ أخرى فى اللسان (هـ ى ت) وهى "والحُوتُ فىِ هِيتَ رَدَاهَا هِيتُ"، وقال الأَزهرىُّ: وإنما قال رُؤبة:"فىِ ظُلُماتٍ تَحْتَهُنَّ هِيتُ". وهِيتُ: مَوْضِعٌ على شاطئ الفُرَات. ورواية أبى سعيد الضرير:"وظُلُماتٍ...".
(3) رِواية أبى سعيد الضرير:"...مِنْ أثْنائِهِ بُيُوتُ".
(4) اللسان، والتاج (م و ت) وفيهما:"وزَبَدُ البَحْرِ..." وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(5) رواية أبى سعيد الضرير:"كِلاَهُما مُنْغَمِسٌ...".
72- وكَلْكَلُ الْمَاءِ لَهُ مَبِيتُ (1)
الكَتِيتُ: الهَدِيرُ هَدْرَ البِكَارَةِ (2).
والنَّئِيتُ، وَالزَّحِيرُ، والطَّحِيرُ، وَالأَنِيتُ كُلُّهُ الزَّحِيرُ، أَنَتَ يَأْنِتُ أَنِيتًا، وَزَحَرَ يَزْحِرُ، وَطَحَرَ يَطْحِرُ، زَحِيرًا، وطَحِيرًا.
وَالمَغتُوتُ: الْمَغْمُومُ، غَتَّهُ: غَمَّهُ.
73- وَاللَّيْلُ فَوْقَ الْمَاءِ مُسْتَمِيتُ (3)(1/95)
74- يُدْفَعُ عَنْهُ جَوْفُهُ الْمَسْحُوتُ (4)
المَسْحُوتُ: الَّذِى لاَ يَشْبَعُ.
وَالْمُسْتَمِيتُ:كَأَنَّهُ خَاشِعٌ سَاكِنٌ.
* * *
__________
(1) اللسان (غ ت ت) وفيه "وجَوْشَنُ الحُوتِ لَهُ مَبِيتُ". وهى رِواية أبى سعيد الضرير.
(2) فى اللسان (ك ت ت):"الكَتِيتُ: صَوْتٌ فى صَدْرِ الرَّجُلِ يُشْبِهُ صَوْتَ البَكَارَةِ (بِفَتْحِ الباءِ) من شِدَّةِ الغَيْظِ.
(3) اللسان، والتاج (م و ت).
(4) وَرَدتِ المَشاطير من (71-74) فى اللسان، والتاج (غ ت ت) يذكُرُ يُونُسَ والحُوتَ، بترتيبٍ آخَرَ:
* وجَوْشَنُ الحُوتِ لَهُ مَبِيتُ *
* يُدْفَعُ عَنْهُ جَوْفُهُ المَسْحُوتُ *
* كِلاَهُمَا مُغْتَمِسٌ مَغْتُوتُ *
* واللَّيْلُ فَوْقَ الماءِ مُسْتَمِيتُ *
-16-
وَقَالَ أَيْضًا(1) [يَفْتَخِرُ فى الأَجْداد] (2)وَلَمْ يَحْكِ فِيها عَنْ أَبِى عَمْرٍو وَلاَ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ شَيْئًا:
/1- مَا بَالُ عَيْنَيْكَ بِدَمْعٍ سَجْمِ
2- كَمَا جَرَى سِمْطُ الجُمَانِ النَّظْمِ
السِّمْطُ: النِّظَامُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ، قَالَ: والنَّظْمُ مَصْدَرٌ، وَجَعَلَهُ هَاهُنَا اسْمًا، وَهَذَا كَقَوْلِهِ: رَجُلٌ كَرَمٌ.
3- أَمْ كَيْفَ أَبْكَاكَ البِلَى مِنْ رَسْمِ
4- غَيَّرَهُ سَحُّ الرَّبَابِ السُّحْمِ
5- قَطْرُ السَّوَارِى وَرِيَاحٌ تَعْمِى
6- إِذَا اسْتَخَفَّتْ مُسْتَخَفَّ الْهَجْمِ
السَّحُّ: الصَّبُّ الشَّدِيدُ، سَحَّتِ السَّمَاءُ تَسُحُّ سَحًّا.
والرَّبَابُ: سَحَابٌ أَسْوَدُ دُونَ سَحَابٍ أَبْيَضَ، قَالَ:
كَأَنَّ الرَّبَابَ دُوَيْنَ السَّمَا ءِ نَعَامٌ يُعَلَّقُ بِالأَرْجُلِ (3)
وَذَلِكَ أَنَّ النَّعَامَ إِذَا نُطْتَهُ بِرِجْلِهِ فَأَوَّلُ مَا تَرَى مِنْهُ سَوَادَ ظَهْرِ جَنَاحَيْهِ، وَمَا تَحْتَ ذَلِكَ مِنْ جَنَاحِهِ مِنْ زِفِّهِ أَبْيَضُ. قَالَ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:(1/96)
* أَوْ كَالنَّعَامِ نُطْتَهُ بِالأَرْجُلِ * (4)
وَوَصَفَ سَحَابًا.
__________
(1) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع /141، ورقمها (52)، ويُلاحظ أن المشاطير من (1) إلى (34) غير موجودة ضمن الأرجوزة فى الديوان المطبوع.
(2) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوانه المطبوع.
(3) الشاهد فى اللسان (ر ب ب) ورِوايته:
كَأَنَّ الرَّبَابَ دُوَيْنَ السَّحَا - بِ نَعَامٌ تَعَلَّقَ بالأَرْجُلِ
وقبله ثلاثة أبيات، ونَسَبَه الأَصْمَعِىُّ لعبد الرحمن بن حَسّان، وقال ابن بَرِّىّ: ورَأيْتُ مَنْ يَنْسُبُه لِعُرْوَة بن جَلْهَمة المازِنِىّ، وفى هامش اللسان قال: صَوابُه زُهَيْرُ بن عُرْوةَ بن جَلْهَمة المازِنِىّ المَعْروف بالسَّكْبِ.
(4) الشاهد رِواية أخرى لاِبن الأَعرابِىّ لِعَجُزِ البيتِ السابق.
والسَّوَارِى: الَّتىِ تَسْرِى لَيْلاً، والْعَوَادِى: مَا غَدَتْ.
وَتَعْمِى: تَسِيلُ.
إِذَا اسْتَخَفَّتْ: يُقَالُ لِلرِّياحِ: هَجَمَتِ الْبَيْتَ، يَقُول: فَإِذَا اسْتَخَفَّتِ الرِّيحُ الَّتىِ تَجِىءُ مَعَ هَذِه، قَالَ: وهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ:
* هَدَجُ الرِّئَالِ يَكُبُّهُنَّ شَمَالاَ * (1)
وَيُقَالُ: هَجَمَ عَلَيْهِمُ الْبَيْتُ، أَىْ سَقَطَ، وَاهْتَجَمَ مَا فىِ ضَرْعِ النَّاقَةِ: اسْتَخْرَجَهُ كُلَّهُ، كَمَا قَالَ:
* فَاهْتَجَمَ الْعَبْدَانِ مِنْ أَخْصَامِهَا * (2)
* غَمَامَةٌ تَبْرُقُ مِنْ غَمَامِهَا *
* وَتَسْفِرُ النُّقْبَةَ عَنْ لِثَامِهَا *
وَالأَخْصَامُ: الْجَوَانِبُ.
والنُّقْبَةُ: اللَّوْنُ. والنُّقْبَةُ: أَوَّلُ الْحَرْبِ.
7- مِنْ بَارِحِ النَّجْمِ وغَيْرِ النَّجْمِ
8- وَقَدْ أَرَى الأَطْلاَلَ قَبْلَ الصُّرْمِ
9- بِهِنَّ إِنْ لَمْ تَكْمِ عِينٌ تَكْمِى
10- بِيضٌ كَآرَامِ الصَّرِيمِ الأُدْمِ(1/97)
تَكْمِى: تَكْتُمُ، يَقُولُ: إِنْ لَمْ تَكْتُمْ عَيْنٌ تَكْتُم، يُقَالُ: كَمَى فُلانٌ شَهَادَتَهُ، أَىْ كَتَمَهَا، وَمِنْهُ:
* بَِلْ قَدْ شَهِدْتَ النَّاسَ إِذْ تُكُمُّوا * (3)
وَمِنْهُ الْكَمِىُّ: الشُّجَاعُ الَّذِى يَكْمِى شَجَاعَتَهُ.
__________
(1) الشعر عَجْزُ بيت للأخطل، شرح ديوانه /43، وصَدْرُه:
* ولَقَدْ عَلِمْتِ إذا العِشَارُ تَرَوَّحَتْ *
ورواية العَجُز "... تَكُبُّهُنَّ ...".
(2) فى اللسان (خ ص م) شاهدٌ قريبٌ من هذا لأَبى محمد الحَذْلَمِىّ فى وَصْفِ الإبِلِ، وروايتُه:
* واهْتَجَمَ العِيدانُ مِنْ أَخصامِها *
وله أيضًا فى اللسان (ل ث م):
* وتَكْشِفُ النُّقْبةَ عن لِثَامِها *
فلَعَلَّ الرَّجَزَ لأَبِى محمد الحَذْلَمِىّ.
(3) اللسان (ك م ى) غير منسوب. والشاهد للعجاج، ديوانه/422، وروايتُه:
* بَلْ لَوْ شَهِدْتَ الناسَ إذْ تُكُمُّوا *
والظِّبَاءُ. ثَلاَثَةُ / أَضْرُبٍ: رِيمٌ، وَهُوَ الْخَالِصُ الْبَيَاضِ، وَأَدَمٌ: وَهُوَ الَّذِى فىِ جَنْبَيْهِ خَطَّانِ إِلَى السَّوَادِ، والأَعْفَرُ، وَهُوَ الَّذِى فىِ عُنُقِهِ هَنَعٌ، وَهُوَ قَصِيرٌ تَعْلُو بَيَاضَهُ حُمْرَةٌ. وَالْهَنَعُ: دُنُوُّ الْعُنُقِ مِنَ الصَّدْرِ. والدَّنَنُ: دُنُوُّ الصَّدْرِ مِنَ الأَرْضِ، رَجُلٌ أَدَنُّ وَامْرَأَةٌ دَنَّاءُ.
11- أَيَّامَ يَدْعُو مَنْ دَعَانِى بِاسْمِى
12- وَلَوْ رَأَى البِيضَ مَكَانَ العُصْمِ
13- لاَنْقَضَّ مِنْ أَعْلَى الهِضَابِ الدُّلْمِ
14- بِهِنَّ نَامُوسُ الرُّقَى وَالنَّهْمِ
قَوْلُهُ: "مَنْ دَعَانىِ بِاسْمِى" قَالَ: كَأَنَّهُ أَرَاد أَنَّهُ إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَنْتَصِرُوا بِهِ قَالُوا: وَيْهًا فُلاَنُ.
وقَوْلُهُ: "وَلَوْ رَأَى البِيضَ" يقول لَوْ رَأَى البِيضَ مُمْتَنِعَات فىِ مَكَانِ الوُعُولِ.
وَالأَعْصَمُ مِنَ الوُعُولِ: الَّذِى فىِ طَرَفِ يَدِهِ بَيَاضٌ، قَالَ: وَهَكَذَا العُصْمُ.(1/98)
والهَضْبَةُ: الْجَبَلُ المُفْتَرِشُ.
والدُّلْمُ: السُّودُ، الذَّكَرُ أَدْلَمُ والأُنْثَى دَلْمَاءُ.
لاَنْقَضَّ مِنْ أَعْلَى: يَقُولُ: لَحَدَرَتْهُنَّ رُقَاىَ فانْقَضَضْنَ وَانْحَدَرْنَ.
والنَّامُوسُ: الرَّقَا (1)، قَالَ: والنَّامُوسُ كَأَنَّهُ الَّذِى يُرَغِّبُهُنَّ، والنَّامُوسُ: مَا أَسْرَرْتَ مِنْ كَلاَمِكَ وَأَخْفَيْتَهُ، قَالَ الكُمَيْتُ:
* وَعَمَّهُمَا والمُسْتَسِرَّ الْمُنَامِسَا * (2)
__________
(1) "الرَّقَا" بفتح الراء، هكذا بالأصل، ولعَلَّها "الرُّقَا" بِضَمِّ الراءِ.
(2) الشاهد فى اللسان (ن م س) بِرِواية:
* وعَمَّيْهِمَا والمُسْتَسِرَّ المُنَامِسَا *
وصَدْرُه:
* فأبْلِغْ يَزِيدَ إنْ عَرَضْتَ ومُنْذِرًا *
والشاهد للكُمَيتِ فى شعر الكُمَيْت 1 /206.
أى المُسْتَخْفِى، نَامَسْتُ: اسْتَخْفَيْتُ، قَالَ: وَلَيْس ما فَسَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ عَنِ الأَصْمَعِىِّ.
15- فَقُلْتُ والنَّائِلُ يَوْمًا يَنْمِى
16- إنْ لَمْ أُحُاذِرْ فَرَطًا مِنْ إِثْمِ
يَقُولُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ فِيمَا قُلْتُ إِثْمٌ.
وَالْفَرَطُ: مَا سَبَقَ، وَمِنْهُ الدُّعَاءُ فىِ الصَّلاَةِ عَلَى الصَّبِىِّ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا، أَىْ أَجْرًا مُتَقَدِّمًا. وَالْفَارِطُ: المُتَقَدِّمُ فىِ طَلَبِ الْمَاءِ، وَفَرَطْتُ الْقَوْمَ أَفْرُطُهُمْ: إِذَا تَقَدَّمْتَهُمْ لِتَرْتَادَ لَهُمُ الْمَاءَ. وَأَفْرَطْتُ الشَّىءَ: نَسِيتُهُ.
17- لَوْ قُلْتُ شَيْئًا لَمْ يُسَفَّهْ حِلْمِى
18- وَمَنْهَلٍ قَفْرٍ خَلاَءٍ سُدْمِ
السُّدْمُ: المُنْدَفِنُ، وَمِيَاهٌ أَسْدَامٌ كَمَا قَالَ:
* فىِ دَاثِرٍ خَلَقِ الأَعْضَادِ أَهْدَامِ * (1)
وَبَعِيرٌ مُسَدَّمٌ: / إِذَا مُنِعَ مِنَ الضِّرَابِ.
19- تُورِدُهُ الأَرْوَاحُ قَبْلَ الْهَجْمِ
20- مِنْ بَيْنِ أَبْوَابِ الثَّنَايَا العُلْمِ(1/99)
الْهَجْمُ: الطَّرْدُ الشَّدِيدُ مَا تَطْرُدُهُ الرِّيحُ، يَقُولُ: فَهِىَ تُورِدُهُ قَبْلَ أَنْ يَجِىءَ طَرْدُهُ الشَّدِيدُ، وَقَدْ مَرَّ مَا فىِ الْهَجْمِ قَبْلَ هَذَا.
وَقَوْلُهُ: "العُلْمُ" يُقَالُ: ثَنَايَا عُلْمٌ وثَنَايَا ثُرْمٌ مِنَ الأَعْلَمِ وَالأَثْرَمِ، وَهَذَا مَثَلٌ.
21- أَرْمَكَ مِنْ جَوْلاَنِ دِمْنٍ يَطْمِى
22- كَشَفْتُ أَثْنَاءَ الظَّلاَمِ البُهْمِ
أَرْمَك، أَىْ أَسْوَدَ.
وَجَوْلاَن: يَعْنىِ مَا جَالَتْ بِهِ الرِّيحُ.
وَيَطْمِى: يَرْتَفِعُ.
__________
(1) الشاهد فى اللسان (هـ د م) أنْشَدَه ابنُ بَرِّىّ لأَبِى دُوادٍ، وصَدْرُه:
* هَرَقْتُ فى صُفْنِه ماءً لِيَشْرَبَهُ *
والهِدْمُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ المُرَقَّعُ، والجَمْعُ أهْدامٌ، وهِدَمٌ، وهِدَمٌ نادِرةٌ.
وَقَوْلُهُ: "كَشَفْتُ" يَقُول: لَمْ أَزَلْ أَطْلُبُهُ حَتَّى كَشَفْتُهُ عَنِّى، يُرِيدُ فىِ طَلَبِ الْمَاءِ، أَىْ سَيْرِى.
وقَوَلُهُ: "البُهْمُ" وَهُوَ مِنَ البَهِيمِ، يُرِيدُ أنَّهُ لاَ بَيَاضَ فِيهِ، وهَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: كَأَنَّمَا ثُنِّىَ، وَمِثْلُهُ: لَيْلٌ كَأَنَّ ثِنْيَهُ مَثْنِىٌّ.
23- عَنْهُ بِِِِِِِِأَعْنَاقِ الْمَهَارَى الصُّحْمِ
24- بَلْ أَىُّ هَذَا المُوعِدِى بالغَشْمِ
وَيُرْوَى "المَهَارَى السُّعْمِ" والسُّعْمُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ، كَمَا قَالَ:
تَوَاهَقُ (1) بِالرُّكْبَانِ أَمّا نَهَارُهَا فَسَعْمٌ وَأَمَّا لَيْلُهَا فَهْىَ تَنْعَبُ
والنَّعْبُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ فِيهِ ارْتِفَاعٌ. وَمِثْلُ بِأَعْنَاقِ المَهَارَى السُّعْمِ الوَاطِئِينَ عَلَى صُدُورِ نِعَالِهِمْ، فَيَقُولُ: إِنَّهُ لَمْ يَكْشِفْ بِالأَعْنَاقِ دُونَ غَيْرِها.
والأَصْحَمُ: سَوَادٌ إلَى الحُمْرَةِ.
والغَشْمُ: الظُّلْمُ.
25- والظُّلْمِ وَالْمُنْكَرِ بَعْدَ الظُّلْمِ
26- إِنَّكَ أَوْعَدْتَ مَنِيعَ الْوَغْمِ(1/100)
27- أَوْعِدْ رُوَيْدًا واسْتَمِعْ مِنْ رَجْمِى
28- فَقَدْ حَدَا النَّاسُ قِدَاحَ الْقَسْمِ
الوَغْمُ: التِّرَةُ(2)، وَهُوَ الذَّحْلُ، يَقُولُ: أَوْعَدْتَ مَنْ يَمْنَعُ أَنْ يُنَالَ.
والرَّجْمُ قَدْ يَكُونُ بِالْيَدِ وَاللِّسَانِ، قَالَ زُهَيْرٌ:
* شَدِيدُ الرِّجَامِ بِاللِّسَانِ وَبِالْيَدِ *(3)
__________
(1) تَوَاهَقْتُ بالرُّكبانِ: تَسَايَرْتُ، والمُواهَقَةُ: أن تَسِيرَ مِثْلَ سَيْرِ صاحِبِكَ. (اللسان /و هـ ق).
(2) فى الأصل "التِّرَهُ" والمُثْبت هو الصواب.
(3) الشاهد فى ديوانه /233ط - القاهرة، وصَدْرُه:
* ومِدْرَهُ حَرْبٍ حَمْيُها يُتَّقَى به *
[ مِدْرَهٌ: مِدْفَعٌ، وهو فارسُ القَوْمِ الذى يَدْفَعُ عنهم؛ الرِّجامُ: المُراماةُ بالخُصُومةِ والقِتَالِ، يقول: يَدْفعُ عن نَفْسِه وقَوْمِهِ بِلِسانِه ويَدِه]. ويروى "ومِدْرَهِ حَرْبٍ" بالخَفْضِ على الكَلاَم الذى قَبْلَه "بِضَرَّاب".
وَالرَّجْمُ قَدْ يَكُونُ بِالْحِجَارَةِ / أَيْضًا، يَقُولُ: أَوْعِدْ رُوَيْدًا، يَقُولُ: ارْفُقْ بِنَفْسِكَ فىِ الوَعِيدِ فَإِنَّ وَعِيدَكَ لاَ يُغْنىِ شَيْئًا، واسْتَمِعْ وَقْعِى بِلِسَانىِ وَمِنْ لِسَانىِ.
وَالقَسْمُ: هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: قَدْ تَهَيَّأَ النَّاسُ لأَِنْ يَسْتَهِمُوا فىِ القُرْعَةِ فَعَرَفُوا سَبْقِى وتَقَدُّمِى. والْقَسْمُ مَصْدَرٌ، والقِسْمُ: النَّصِيبُ. والقَسْمُ: المُقَاسِمُ، قَالَ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
إِذَا مَا الْمَنَايَا قَاسَمَتْ بِابْنِ جَعْفَرٍ
أَخًا وَاحِدًا لَمْ يُعْطَ نِصْفًا قَسِيمُها
فَآبَ بِلاَ قِسْمٍ وَآبَتْ بِقِسْمِهِ
إِلَى قِسْمِهَا لاَقَتْ قَسِيمًا يَضِيمُهَا(1/101)
النِّصْفُ: أَنْ يُعْطَى الرَّجُلُ حَقَّهُ، وَهَذَا مَثَلٌ، وَهُوَ مَدْحٌ لاِبْنِ جَعْفَرٍ، يَقُولُ: إِنَّ الْمَنَايَا أَنْصَفَتْ مَنْ تُقَاسِمُهُ بِابْنِ جَعْفَرٍ لَمْ يُعْطَ النِّصْفَ مِنْهَا؛ لأَِنَّهَا أَخَذَتْهُ كَبِيرًا كَثِيرًا فَذَهَبَتْ بِقِسْمِ الْمُقَاسِمِ مَعَ قِسْمِهَا ثُمَّ دَعَا عَلَيْها فَقَالَ: "لاَقَتْ قَسِيمًا يَضِيمُها" وَهَذَا مَثَلٌ، يُرِيدُ يَعْرِفُ قِدْحِى الَّذِى أُقَارِعُ بِهِ.
29- فَعَرَفَ النَّاسُ بِقِدْحِى وَسْمِى
30- وَإِنْ تَعَرَّضْتُ ارْتَمَى بِالْخَصْمِ
وَقَوْلُهُ: "وَسْمِى" أَىْ فىِ شِعْرِى الَّذِى أَسِمُ.
وَقَوْلُهُ: "تَعَرَّضْتُ" يَقُولُ: اعْتَرَضْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ أَسْتَقِمْ، وَمِنْهُ: فِيهِ اعْتِراضٌ، وَنَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ: إِذَا لَمْ تَسْتَقِمْ.
31- شَأْوِى إِذَا أَنْصَتَ مَاضِى الْحُكْمِ
32- أَفْثَأُ عَنِّى مَرَّةً وَأَحْمِى
أَفْثَأُ: يَقُولُ: أُفَتِّرُهُ وَأَكْسِرُه.
وَيُرْوَى "سَامٍ إِذَا مَا انْصَبَّ مَاضِى الحُكْمِ" يَقُولُ: هُوَ سَامٍ إِذَا مَا انْصَبَّ لَمْ يَتَكَسَّرْ وإِذا حَكَمَ حُكْمًا مَضَى.
33- إِذَا تَعَرَّقْنَا لِحَاءَ الْعَظْمِ
34- أَرَيتُ عَيْنَيْهِ غَرَامَ الغُرْمِ
قَوْلُهُ: "تَعَرَّقْنَا" يَقُولُ: إِذَا بَلَغْنَا الْغَايَةَ، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ: قَدْ بَلَغَ السِّكِّينُ العَظْمَ.
وقَوْلُهُ: "غَرَامَ الغُرْمِ" يَقُولُ: أَرَيْتُهُ الْعَمَى فىِ أَمْرِهِ، كَمَا تَقُولُ: رَأَى فُلاَنُ الْعَمَى، أَى مَا يَكْرَهُ.
/35- وَاضْطَرَّهُ مِنْ أَيْمَنٍ وَشُؤْمِ (1)
36- صَرَّةُ صَرْصَارِ العِتَاقِ القُتْمِ
قَوْلُهُ: "شُؤْمٌ" يُقَالُ لِلْيَدِ الشِّمَالِ: شُؤْمَى، وَمِنْهُ: صَبَحْنَاهُمْ فَأَخَذُوا شَأْمةً، يُرِيدُ ذَاتَ الشِّمَالِ، وَمِنْهُ: فَأَنْحَى على شُؤْمَى يَدَيْهِ.(1/102)
والصَّرَّةُ: صَوْتُ الصَّقْرِ، يَقُولُ: فَأَضَطَرُّهُ إِلَى مَايَكْرَهُ.
وَالأَقْتَمُ فىِ لَوْنِهِ: الأَكْدَرُ إِلَى السَّوَادِ.
37- ضَارِى المُضَرَّى بِطَرِىِّ اللَّحْمِ
38- أَكْدَرُ كَالْجُلْمُودِ يَوْمَ الرَّجْمَ
39- إِذَا تَقَضَّى مِنْ أَعَالىِ اللُّجْمِ
40- ضَمَّ جَنَاحَيْهِ انْخِرَاطَ السَّهْمِ
قَوْلُهُ: "ضَارِى الْمُضَرَّى" أَىْ ضَارِ مَا ضُرِّى مِنْهُ يَوْمَ الرَّجْمِ كَالْجُلْمُودِ إِذَا رُمِىَ بِهِ.
تَقَضَّى: يُرِيدُ انْقَضَّ أَوْ تَقَضَّضَ فَرَدَّ إِحْدَى الضَّادَيْنِ إِلَى الْيَاءِ، كَمَا قَالَ:
* تَقَضِّىَ الْبَازِىْ إذَا الْبَازِىْ كَسَرْ *(2)
وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ.
__________
(1) هذا المَشْطُور هو أوّل الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع.
(2) الرَّجَزُ فى اللسان (ق ض ى) للعَجّاج، وقَبْله:
* إذا الكِرَامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ *
والرِّواية فى ديوانه /28:
* إذا الكِرَامُ ابْتَدَرُوا الباعَ ابْتَدَرْ *
قَالَ: وَاللَّجْمُ: الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ، يُقَالُ لِلْجَمِيعِ: لِجَمَةٌ، وَهُوَ مِثْلُ تُرْسٍ وَتِرَسَةٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ رَجُلاً مِنَ الْعُلَمَاءِ يُنْشِدُ "مِنْ أَعَالىِ الأُجْمِ"، وَالأُجْمُ: الْبِنَاءُ عَلَى هَيْئَةِ الجَوْشقِ، وَمِثْلُهُ الأُطْمُ وَالْجَمْعُ آطَامٌ، وَآجَامٌ. وَقَالَ الأَنْصَارِىُّ:
زَجَرْنَا النَّخْلَ وَالآجَامَ حَتَّى إِذَا لَمْ يُشَيِّعْنَا بِزَجْرِ (1)
هَمَمْنا بِالإِقَامَةِ ثُمَّ سِرْنَا كَسَيْرِ حُذَيْفَةَ الخَيْرِ بْنِ بَدْرِ
وَمَعْنَاهُ، يَقُولُ: أَرَدْنَا أَنْ نَنْتَقِلَ بِأَمْوَالِنَا فَلَمَّا لَمْ نُطِقْ ذَلِكَ أَقَمْنَا وَقَاتَلْنَا.
وَالاِْنْخِرَاطُ: السُّرْعَةُ وَشِدَّةُ المُضِىِّ.
41- فَهُنَّ صَرْعَى مِنْ هَوِىِّ النَّحْمِ
42- مِنْ أَحْجَنِ الكَلُّوبِ أَقْنَى الخَطْمِ
43- يَخْتَطِفُ الأَرْوَاحَ قَبْلَ اللَّطْمِ(1/103)
44- بِهِ رَشَاشٌ مِنْ دَمِ الْمُسْتَدْمِى
يُرِيدُ مِنْ هَوِىِّ انْتِحَامِهِ، ونَحِيمُهُ: صَوْتٌ يَخْرُجُ مِنْ صَدْرِه.
وَالكَلُّوبُ مَثَلٌ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنَّهُ يَقْتُلُ قَبْلَ أَنْ يَدْنُوَ، وَإِنَّمَا يُهَوِّلُ أَمْرَهُ.
وَقَوْلُهُ: "المُسْتَدْمِى" أَىْ مِنْ دَمِ صَيْدِهِ الَّذِى قَدْ أَدْمَاهُ، فَالدَّمُ يَسِيلُ مِنْهُ، قَالَ: وَيُعْلَمُ بِالْمَعْنَى أَنَّ هَاهُنَا صَيْدًا.
/45- لأُثْنِيَنَّ صَادِقًا بِعِلْمِى (2)
46- بِفِعْلِ قَوْمِى فى الْغِنَى وَالْعُدْمِ
47- وَهُمْ إذَا زَاحَمَ يَوْمُ الزَّحْمِ
48- وَصَدَّعَ الصَّدْمُ جِبَالَ الصَّدْمِ
49- فىِ جَاهِليَّاتٍ مَضَتْ أَوْ سِلْمِ
50- كَعْبُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ وَرَائِى تَرْمِى
__________
(1) الشاهد لِقَيْسِ بن الخَطِيم، ديوانه /122، ورواية الشاهد الأول:
زَجَرْنَا النَّخْلَ والآطامَ حَتّى - إذا هِىَ لَمْ تُشَيِّعْنَا لِزَجْرِ
(2) فى ديوانه المطبوع "لأَثْنِيَنَّ...".
"سِلْمِ" يُرِيدُ الإِسْلاَمَ، يُقَالُ: رَجُلٌ عَظِيمُ السِّلْمِ، أَىِ الإِْسْلاَمِ، يَقُولُ: إِنْ كَانَ أَمْرٌ عَظِيمٌ رَمَتْ كَعْبٌ مِنْ قُدَّامِى.
وَالْوَرَاءُ هَاهُنَا: القُدَّامُ، وَأَنْشَدَ:
أَلَيْسَ وَرَائِى إِنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتىِ - لُزُومَ العَصَا تُحْنَى عَلَيْهَا الأَصابِعُ (1)
51- فىِ بَاذِخِ العِزِّ عُرَاضٍ فَعْمِ (2)
52- ومَنْكِبُ الْحارِثِ وَابْنَا رُهْمِ
"بَاذِخٌ" يَقُولُ: فىِ عِزٍّ ومَنَعَةٍ، وعَدَدٍ.
وَعُرَاضٌ: لَهُ عُرْضٌ.
وَفَعْمٌ: مُمْتَلِئٌ، وَهَؤُلاَءِ قَبَائِلُ مِنْ تَمِيمٍ.
53- وَمِنْ عَبِ الشَّمْسِ حُمَاةُ الْعَزْمِ
54- وَسَائِرُ الأَحْلاَفِ وَابْنَا عَثْمِ
55- فَاليَوْمَ أَرْمِى بِسَنًا ذِى جِسْمِ
56- بِكُلِّ صَرَّافِ الشَّبَا صِلَّخْمِ
"ابْنَا عَثْمِ": بَنُو جُشَمَ بْنِ سَعْدٍ.(1/104)
صَرَّافُ الشَّبَا، يَقُولُ: تَسْمَعُ لأَِنْيَابِهِ صَرِيفًا.
وَصِلَّخْمٌ: شَدِيدٌ، ويُقالُ: المُتَغَضِّبُ المُتَظَلِّمُ.
57- وَكُلِّ قَبْقَابِ الْهَدِيرِ قَهْمِ (3)
58- أَرْأَسَ ذِى بَرَاثِنٍ دِلَّخْمِ
"أَرْأَسَ": يَصُكُّ الرُّؤُوسَ، وَيُرْوَى "أَرْأَسَ أَنْ يَرْأَسَ أَوْ أَنْ يَحْمِى" كَقَوْلِكَ: رَجُلٌ أَنْ يَتَّقِى اللَّهَ.
وَدِلَّخْمٌ: العَظِيمُ الثَّقِيلُ، قَالَ: وَيُقَالُ: نَامَ نَوْمًا دِلَّخْمًا، أَىْ ثَقِيلاً.
59- يَأْوِى إِلَى عَادِىِّ مَجْدٍ ضَخْمِ
60- وَعَدَدٍ مِنْ آلِ زَيْدٍ فَعْمِ
61- لَيْسَتْ أَوَاسِى عِزِّهِ بِدُرْمِ
__________
(1) الشاهد فى اللسان ( و ر ى) مَنْسُوب لِلَبِيد، ورِواية عَجُزِه:
* لُزُومُ العَصَا تُثْنَى عَلَيْها الأَصابِعُ *
والشاهد فى ديوانه /170ط - الكويت بِرِواية "... تُحْنَى عليها ..."، و"وَرائِى" فى معنى قُدَّامِى.
(2) فى ديوانه المطبوع "فى بازِخِ..." بالزاى خطأ.
(3) القَبْقابُ: الجَمَلُ الهَدَّارُ؛ والقَهِمُ: القَلِيلُ الأَكْلِ من مَرَضٍ أو غيره.
62- مُنْيَتُهُ بَعْدَ الزَّئِيرِ الزَّأْمِ
الأَوَاسِى: السَّوَارِى.
والدُّرْمُ: الَّتىِ لَيْسَتْ بِمُشْرِفَةٍ، وَمِنْهُ: كَعْبٌ أَدْرَمُ، قَالَ وَأَخْبَرَنىِ / ابْنُ الأَعْرَابِىِّ قَالَ:
يُقَالُ: قَدْ دَرَّمَ أَظْفَارَهُ: إِذَا سَوَّاهَا بَعْدَ قَصِّهَا حَتَّى لاَ يَكُونَ فِيهَا نُتُوءٌ.
وَالزَّأْمُ: يُقَالُ: زَأَمَهُ عَلَى ذَلِكَ، أَىْ حَمَلَهُ عَلَيْهِ وَأَكْرَهَهُ.
63- وَبَعْدَ قَبْقَابِ الهَدِيرِ الْقَذْمِ (1)
64- عَضُّ الذَّفَارَى بِاخْتِضَارٍ خَضْمِ
الْقَذْمُ هَاهُنَا كَثْرَةُ الهَدِيّةِ، يُقَالُ: قَذَمَ لَهُ، وقَثَمَ لَهُ: إِذَا أَعْطَاهُ، وَزَعَبَ لَهُ: إِذَا أَعْطَاهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِىِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: "وَأَزْعَبُ لَكَ زَعْبَةً مِنَ الْمَالِ". (2)(1/105)
والاخْتِضَارُ، يُقَالُ: عَضَّهُ فَاخْتَضَرَ أُذُنَهُ، أَىْ قَطَعَهَا.
وَالخَضْمُ، يُقَالُ لِمَنْ أَكَلَ شَيْئًا: قَدِ اخْتَضَمَ الشَّىءَ: إذَا أَكَلَهُ مِنْ أَصْلِهِ.
* * *
- 17-
وَقَالَ أَيضًا (3) [فى وَصْفِ مَفَازةٍ]:(4)
1- قَدْ طَرَقَتْ لَيْلَى بِلَيْلٍ هَاجِعَا
2- تَطْوِى إِلَيْهِ مُهْوَأَنًّا وَاسِعَا
3- فَأَرَّقَتْ بِالْحُلْمِ وَلْعًا وَالِعَا
4- أَشْعَثَ مَضْبُوحًا وَنِضْوًا ضَارِعَا
وَيُرْوَى: "تَطْوِى إِلَيْنَا"(5).
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "...القَرْمِ".
(2) تَمَامُ الحَدِيثِ فى اللسان (ز ع ب): "أن النَّبِىَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قال لِعَمْرِو بن العاص: إنِّى أَرْسَلْتُ إليكَ لأَِبْعَثَكَ فى وَجْهٍ، يُسَلِّمُكَ اللهُ ويُغَنِّمُك، وأَزْعَبُ لَكَ زَعْبةً منَ المالِ" (الزَّعْبةُ: الدّفْعةُ من المالِ).
(3) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع من (93-95) ورقمها (34).
(4) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوانه المطبوع.
(5) وهى رِواية أبى سعيد الضرير.
وَالْمُهْوَأَنُّ: السَّعِيدُ(1).
وقَوْلُهُ: "بِالْحُلْمِ" أَىْ فىِ النَّوْمِ، يَقُولُ: جَاءَتْنَا فىِ النَّومِ لَيْسَ كَمَنْ يَزُورُ، وَيُقَالُ: قَدْ حَلُمَ الْغُلاَمُ يَحْلُمُ حُلْمًا فىِ النَّوْمِ، وَمِنَ الحِلْمِ قَدْ حَلُمَ يَحْلَمُ حِلْمًا. وقَدْ حَلِمَ الأَدِيمُ يَحْلَمُ حَلَمًا.(1/106)
وقَوْلُهُ: "وَلْعًا وَالِعًا" وَالْوَلْعُ: الكَذِبُ، يَقُولُ: أَرِقْتُ بِحُلْمٍ كَانَ كَاذِبًا وَلَمْ يَكُ صَادِقًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: "يَخْتَلِينَ الأَرْضَ"، أَخَذَهُ مِنَ الْخَلاَءِ، وَهُوَ الْحَشِيشُ، يَقُولُ: فَكَأَنَّهُنَّ فىِ سَيْرِهِنَّ يَجْتَذِبْنَ الأَرْضَ يَقْطَعْنَهَا كَمَا تَقْطَعُ الْخَلاَ تَجْذِبُهُ. والشَّاةُ تَلَعُ، يَقُولُ: لاَ يَجِدُّ فىِ العَدْوِ وَلاَ يَصْدُقُ، وَيُقَالُ: جَدَّ فىِ الأَمْرِ وَأَجَدَّ، وَقَالَ فىِ الوَلَعِ:
* يَا نَفْسُ لاَ تَجْزَعىِ وَلاَ تَلَعِى *
وَقَوْلُهُ: "وَلْعًا وَالِعًا"، كَمَا قَالَ:
أَتَيْتُ ابْنَ زَيْنَبَ أَبْغِى الثَّوَا بَ فَأَوْعَدَنىِ عَجَبٌ عَاجِبُ
وَالْمَضْبُوحُ: الَّذِى قَدْ ضَبَحَتْهُ الشَّمْسُ: غَيَّرَتْ لَوْنَهُ.
وَالنِّضْوُ: الضَّارِعُ الضَّعِيفُ.
/5- وَالنَّجْمُ يَهْدِى الأَنْجُمَ التَّوَابِعَا
6- شَآمِيَاتٍ طَائِرًا وَوَاقِعَا (2)
__________
(1) السَّعِيدُ) هكذا بالأصل خطأ، والصواب (البَعِيدُ) كما فى شرح أبى سعيد الضرير، وفى اللسان (هـ أ ن): المُهْوَأَنُّ: المكانُ البَعِيدُ، والصحراءُ الواسعةُ. وفى اللسان (هـ و أ): المُهْوَأَنُّ: الصحراءُ الواسعةُ، قال ابن بَرِّىّ: جَعَلَ الجَوْهَرِىُّ مُهْوَأَنًّا فى فَصْلِ (هـ و أ) وَهَمٌ منه؛ لأنَّ مُهْوَأَنًّا وَزْنُه مُفَوْعَلٌ، وكذلك ذكَره ابن جِنِّى، قال: والواو فيه زائدة.
(2) رواية أبى سعيد الضرير:
* بِشَآمِيَاتٍ طائِرًا أو واقِعَا *
النَّجْمُ: اسْمُ الثُّرَيّا، وَهُوَ هَاهُنَا يُرِيدُ النُّجُومَ تَتْبَعُ الثُّرَيَّا.(1/107)
وَقَوْلُهُ "طَائِرًا وَوَاقِعَا": يُرِيدُ النَّسْرَ الطَّالِعَ والنَّسْرَ الوَاقِعَ، يَقُولُ: طَائِرُهُنَّ، وَوَاقِعُهُنَّ، وَيُقَالُ لِلنُّجُومِ إِذَا قَطَعَتِ الْمَجَرَّةَ: شَآمِيَةٌ، وَالَّتىِ تَأْخُذُ أَسْفَلَ مِنْهَا يَمَانِيةٌ، وَالطَّائِرُ يَقْطَعُ قَبْلَ الوَاقِعِ وَيَغِيبُ بَعْدَهُ.
7- وَاسْتَوْرَدَ الغَوْرَ سُهَيْلٌ ضَاجِعَا (1)
8- كَالعَسْجَدِىِّ اسْتَوْرَدَ الشَّرَائِعَا
اسْتَوْرَدَ، أَىْ وَرَدَ.
وَالْعَسْجَدِىُّ: بَعِيرٌ نَسَبَهُ إِلَى فَحْلٍ.
وَالشَّرائِعُ: يُرِيدُ وِرْدَ الْمَاءِ، وَالوَاحِدَةُ شَرِيعَةٌ، وَهُوَ الْمَشْرَعَةُ.
وَالضَّاجِعُ: الْمَائِلُ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: أَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ قَالَ: يُقَالُ: دَلْوٌ ضَاجِعَةٌ: إِذَا كَانَتْ مَلأَى، وَغَنَمٌ ضَاجِعَةٌ، أَىْ كَثِيرَةٌ، وَإِبِلٌ ضَاجِعَةٌ: لاَزِمَةٌ للحَمْضِ، قَالَ: وَأَنْشَدَنىِ فىِ الدَّلْوِ:
* إِنْ لَمْ تَجِئْ كَالأَجْدَلِ الْمُسِفِّ *
* ضَاجِعَةً تَعْدِلُ مِثْلَ الدَّفِّ (2) *
وَأَنْشَدَنىِ فىِ اللاَّزِمَةِ لِلْحَمْضِ:
* ضَوَاجِعُ مَا تَغُورُ مَعَ النُّجُومِ *(3)
__________
(1) الغَوْرُ: كل ما كانَ من تِهامَة. (أبو سعيد الضرير).
(2) المشطوران فى اللسان (ض ج ع) ورواية المشطور الثانى:"ضاجعةً تَعْدِلُ مَيْلَ الدَّفِّ" ووَرَد بعدهما:
* إذًا فَلاَ آبتْ إلَىَّ كَفِّى *
* أو يُقْطَعَ العِرْقُ مِنَ الأَلَفِّ *
ودَلْوٌ ضاجعةٌ: مُمْتلِئةٌ، وقيل: هى المَلأَى التى تَمِيلُ فى ارتِفاعها من البِئْرِ لِثِقَلِها؛ والأَلَفُّ: عِرْقٌ فى العَضُدِ.
(3) ورد الشاهد فى اللسان (ض ج ع) غير منسوب، وتَمَامُه:
أَلاَكَ قَبائِلٌ كَبَناتِ نَعْشٍ ضَواجِعَ لا يَغُرْنَ مع النُّجُومِ
وإبِلٌ ضاجعةٌ وضَواجع: لازِمةٌ للحَمْضِ مُقِيمةٌ فيه؛ لأَِنَّ بَنَاتَ نَعْشٍ ثَوابت.(1/108)
قَالَ: وَيُقَال: رَجُلٌ ضَاجِعٌ، أَىْ أَحْمَقُ، وَرَجُلٌ ضُجْعِىٌّ، وَأنْشَدَ:
* يَا حَارِ جِنِّيَّا *
* لَمْ تَكُ تِرْعِيّا *
* فىِ الْبَيْتِ ضُجْعِيّا *
قَالَ: وَيُقَالُ أَيْضًا: رَجُلٌ هِزْرٌ لِلأَحْمَقِ، وَطَيْخَةٌ، وَقِنْذَعْلٌ، وَمَضْعُوفٌ، وَمَهْبُوتٌ، وَمَرْثُوٌّ، وَغَرَارَةٌ، كُلُّ ذَلِكَ لِلأَحْمَقِ. وَالْغِرَارَةُ بِالكَسْرِ: الْجُوَالِقُ.
9- وَبَلْدَةٍ تَدَّرِعُ الْمَدَارِعَا
10- مِنَ السَّرَابِ والقَتَامِ السَّايِعَا (1)
المَدَارِعُ: مِنَ الدِّرْعِ تَدَّرِعُ مِنَ السَّرَابِ.
وَالْقَتَامُ: الْغَبَرَةُ، والقُتْمَةُ: الغَبَرَةُ.
وَالسَّايِعُ: مَا جَرَى ذَهَبَ وَجَاءَ.
11- إِذَا طَفَتْ أَعْلاَمُهَا شَوَافِعَا
12- تَرَى مَعَ اثْنَيْنِ خَسًى وَرَابِعَا
/13- مِنْ سَنِّ رَقْرَاقِ الضُّحَى مُمَايِعَا(2)
14- كَلَّفْتُهَا المَهْرِيَّةَ الضَّوَابِعَا
إِذَا طَفَتْ: يَقُولُ: رَفَعَهَا الآلُ.
وَشَوَافِعُ: يُرِيدُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ مُضَاعَفَةً، وَخَسًى لِلْفَرْدِ وَزَكًى لِلزَّوْجِ.
وَقَوْلُهُ: "سَنِّ" يُرِيدُ اسْتِنَانَ.
والمُمَايِعُ: مِنَ الْمَايِعِ إِذَا جَاءَ وذَهَبَ.
والضَّوَابِعُ: تَذْهَبُ أَيْدِيهَا إِلَى ضَوَابِعِهَا.
وَالمَهْرِيَّةُ: مَنْسُوبَةٌ إلَى مَهْرَةَ.
15- إِذَا مَطَتْ أَعْنَاقَهَا الشَّعَاشِعَا
16- رَأَيْتَ مِنْهَا مَاتِحًا وَنَازِعَا
وَيُرْوَى "أَعْنَاقَهَا شَعَاشِعَا"، والشَّعَاشِعُ: الخِفَافُ، ويُقَال الطِّوَالُ أَيْضًا، كَمَا قَالَ:
* تُبَادِرُ الْحَوْضَ إِذَا الحَوْضُ شُغِلْ *
* بِشَعْشَعَانِىٍّ صُهَابِىٍّ هَدِلْ *
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "السّائِعَا".
(2) فى ديوانه المطبوع "مُمَائِعَا".
* وَمَنْكِبَاهَا خَلْفَ أَوْرَاكِ الإِْبِلْ * (1)
وقَوْلُهُ: "مَاتِحٌ" يَقُولُ: تَمْشِى بِمَنْزِلَةِ الَّذِى يَمْتَحُ بالدَّلْوِ.(1/109)
وَنَازِعٌ: يَقُولُ: هُوَ فىِ سَيْرِهِ بِمَنْزِلَةِ الَّذِى يَمْشِى، فَيَقُولُ: هِى فىِ ضُرُوبٍ مِنَ السَّيْرِ مُخْتَلِفٍ بِمَنْزِلَةِ هَذَا الْمَاتِحِ وَالنَّازِعِ، وَهُوَ يُرِيدُ السُّرْعةَ.
وَقَوْلُه: "وَمَنْكِبَاهَا خَلْفَ أَوْرَاكِ الإِبِلْ" إنَّمَا وَصَفَهَا بِطُولِ العُنُقِ، وهَذَا فىِ الإْفْرَاطِ فىِ الْوَصْفِ.
17- إذَا ابْتَدَلْنَ الأَذْرُعَ الذَّوَارِعَا
18- وَلاَقَتِ الأَعْضَادُ يَوْمًا بَايِعَا (2)
يَقُولُ: بَاعَتْ فَجَعَلَتْ تَمُدُّ أَبْوَاعَهَا فىِ المَشْىِ تَبُوعُ.
وَقَوْلُهُ: "وَلاَقَتِ الأَعْضَادُ يَوْمًا" كَمَا تَقُولُ: لاَقَتْ رَجُلاً شَدِيدًا.
19- حَسِبْتَ أَعْلاَمَ الْفَلاَ رَوَاجِعَا
20- مِنْ خَلْجِ أَيْدِيهَا النِّجَادَ اللاَّمِعَا
21- وَإِنْ أَقَلَّ الآلُ نُصْبًا طَالِعَا
22- وَالآلُ يَزْهَى خَافِضًا وَرَافِعَا
قَوْلُهُ: "مِنْ خَلْجِ أَيْدِيهَا" يُرِيدُ أَنَّهَا تَجْذِبُهُ، يَقُولُ: تَقْطَعُهُ.
وَلاَمِعٌ، أَىْ يَلْمَعُ مِنَ السَّرَاب.
وَالنِّجَادُ: ما ارْتَفَعَ مِنَ الأَرْضِ.
والنُّصْبُ: الشَّىءُ يُنْصَبُ.
وَيَزْهَى: يَرْفَعُ، / يَقُولُ: يَرْفَعُ هَذِه الأَعْلاَمَ وَيَخْفِضُ.
23- حَسِبْتَهُ أَكْلَفَ يَرْدِى ظَالِعَا
24- عَلَى ثَلاَثٍ أَو قَرِيعًا قَائِعَا
يَقُولُ: تَحْسِبُ هَذَا الَّذِى يَرْفَعُهُ الآلُ مِنْ الجِبَالِ بَعِيرًا أَكْلَفَ.
والْقَرِيعُ: الْفَحْلُ.
__________
(1) الرجزُ فى اللسان (ش ع ع) للعَجّاج يَصِفُ المِشْفَرَ لِطُولِه ورِقَّتِه، والشَّعْشَعانِىُّ: الطويلُ الحَسَنُ الخفيفُ اللَّحْمِ، والرجزُ غير موجود فى ديوان العجاج.
(2) فى ديوانه المطبوع: "بَوْعًا بائِعَا".(1/110)
وَالْقَائِعُ: السَّافِدُ، يُقَال: قَاعَ الْفَحْلُ يَقْعُو، وَقَعَا، وَهَذَا مِنَ المَقْلُوبِ، كَمَا قَالُوا: جَذَبَ وَجَبَذَ، وَإِنَّمَا قَالَ: "عَلَى ثَلاَثٍ"؛ لأَِنَّكَ تَرَى الْعَلَمَ يَرْتَفِعُ مَرَّةً وَيَخْتَفِضُ أُخْرَى.
والْعَلَمُ: الْجَبَلُ.
25- وَالْقَيْظُ يُغْشِيهَا لُعَابًا مائِعَا (1)
26- وَأْتَجَّ لَفَّافٌ بِهَا الْمَعَامِعَا (2)
27- بِوَهَجَانٍ يَسْفَعُ السَّوَافِعَا
28- إِذَا التَّلَظِّى أَوْقَدَ الْيَرَامِعَا
اللُّعَابُ تَرَاهُ كَنَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ.
وَالْمَائِعُ: الذَّائِبُ، يُقَالُ: مَاعَتِ الشَّحْمَةُ: ذَابَتْ وَسَالَتْ.
وَالاْئْتِجَاجُ: شِدَّةُ الحَرِّ وَتَلَهُّبُهُ.
وَالْمَعَامِعُ: شِدَّةُ الحَرِّ أَيْضًا.
أَبُو عَمْرٍو "ذُو وَهَجَانٍ".
وَقَوْلُهُ: "يَسْفَعُ": يَلْفَحُ.
وَالسَّوَافِعُ، قَالَ: هَذَا كَقَوْلِكَ: يَفْعَلُ الأَفَاعِيلَ. وَيُرْوَى "الْمَسَافِعَا".
وَالْيَرْمَعُ: حِجَارَةٌ بِيضٌ.
وَيُرْوَى: "إِذَا تَلَظَّى يُوقِدُ الْيَرَامِعَا".
29- وَأَوْلَجَ الزَّجَاجَةَ الْقَوَادِعَا (3)
30- أَرْطَى الْمَحَانىِ وَالأَلاءَ الْيَانِعَا
31- يَجْتَبْنَ مِنْ أَظْلاَلِهِ الْمَخَادِعَا (4)
32- أَغْشَيْتُهَا هَمًّا وَأَمًّا صَادِعَا
الزَّجَاجُ: كُلُّ بَعِيدِ الخَطْوِ، يُقَالُ: ثَوْرٌ أَزَجُّ، وَكُلُّ طَوِيلٍ أَزَجُّ.
وَالْقَوادِعُ تَقْدَعُ الذَّبَّانَ والبَقَّ بِرُؤُوسِهِنَّ، أىْ يَطْرُدْنَهُ.
__________
(1) اللسان (م ى ع).
(2) اللسان (م ى ع) وفيه: "فَأْتَجَّ...".
(3) هذا المشطور والذى يَلِيه غير موجودين بِدِيوانه المطبوع.
(4) رواية المشطور فى ديوانه المطبوع:
* يَجْتَبْنَ مِنْ أَظْلالِها مَخادِعَا *
وترتيبه بعد المشطور التالى له. ورِواية أبى سعيد الضرير:
* يَجْتَبْنَ مِنْ أَظْلاَلِها المَخادِعَا *(1/111)
وَالْمَحَانىِ: الْواحِدَةُ مَحْنِيَّةٌ، وَهِىَ مُنْعَطِفُ الرَّمْلِ هَاهُنَا.
وَالأَلاَءُ: شَجَرٌ، الْواحِدَةُ أَلاَءَةٌ.
وَالْيَانِعُ: الْمُدْرِكُ الَّذِى قَدْ بَلَغَ. وَيُرْوَى: "أَغْشَيْتُها مَرًّا وَأَمًّا صَادِعَا..(1)
يَجْتَبْنَ: هَذَا مَثَلٌ، يُرِيدُ أَنَّهُنَّ صِرْنَ فىِ مِثْلِ الْمَخْدَعِ، وَهِىَ المَخَادِعُ لَهَا مَدَاخِلُ كمَخَادِعِ البُيُوتِ يَسْتَتِرْنَ بها مِنْ شِدَّة / الْحَرِّ.
وَمَعْنَى هَمًّا، أَىْ عَزْمًا، وَأَمًّا، أَىْ قَصْدًا.
__________
(1) وهى رِواية أبى سعيد الضرير.
وَصَادِعٌ، يَقُولُ: مَاضٍ ذَاهِبٌ، يُقَالُ: صَدَعَ بِرَأْيِهِ فَمَضَى.
وَمَنْ قَالَ: "أَغْشَيْتُهَا مَرًّا" جَعَلَهُ مَصْدَرًا، تَقُولُ: مَرَرْتُ بِه مُرُورًا.
33- كَأَنَّمَا أُنْحِى حُسَامًا قَاطِعَا
34- بِنَاعِجٍ يُعْطِى الزِّمَامَ الزَّايِعَا
أُنْحِى: أَحْمِلُ وَأَقْصِدُ.
وَالْحُسَامُ: السَّيْفُ الْقَاطِعُ.
وَالنَّاعِجُ: الْبَعِيرُ الأَبْيَضُ، فَيَقُولُ: كَأَنِّى فىِ مُضِيِّى أُنْحِى سَيْفًا، أَىْ أَمْضِى كَالسَّيْفِ.
وَقَوْلُهُ: "يُعْطِى الزِّمَامَ الزَّايِعَا" يَقُولُ: هَذَا النَّاعِجُ وَهُوَ البَعِيرُ إِذَا زَاعَهُ الزِّمَامُ، أَىْ عَطَفَهُ أَعْطَى مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعَدْوِ وَالسَّيْرِ، يُقَالُ: زُعْتُهُ أَزُوعُهُ، وَوَزَعَهُ يَزَعُهُ: إِذَا كَفَّهُ، وَهُوَ الوَازِعُ، وَالْوَزَعَةُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لاَبُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ وَزَعَةٍ، أَىْ مِمَّنْ يَكُفُّهُمْ مِنْ ظُلْمِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا.
35- أَسْجَحَ رَأْسًا وَمَقَذًّا دَامِعَا
36- كَأَنَّ قَارًا أَو كُحَيْلاً نَابِعَا
وَيُرْوَى: "أَعْيَنَ حُرًّا وَقَذَالاً هَامِعًا" وَهِىَ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو.
وَقَوْلُهُ: "أَسْجَحَ" أَىْ سَهْلُ الجَبِينِ.
وَالْمَقَذُّ: مَقَطُّ الرَّأْسِ فىِ العُنُقِ حَيْثُ يُتْرَكُ يُضْرَبُ يَنْفَصِلُ.(1/112)
وَدَامِعٌ، أَىْ قَاطِرٌ.
وَمَنْ قَالَ: "أَعْيَنَ حُرًّا" فَالحُرُّ: الْعَتِيقُ الكَرِيمُ مِنْ كُلِّ شَىء.
والْقَذَالُ: مَا بَيْنَ النُّقْرَةِ والأُذُنِ.
وَالْهَامِعُ: السَّائِلُ.
وَالْكُحَيْلُ: مَا رَقَّ مِنَ القَطِرَانِ، شَبَّهَ سَوَادَ الْقَارِ بِالقَطِرَانِ أَوْ بِالْقَارِ.
37- ضَرَّجَ مِنْ أَعْطَافِهَا النَّوَابِعَا (1)
__________
(1) رواية أبى سعيد الضرير:"...الهَوَامِعَا". والهَوَامِعُ: السَّوائلُ.
38- بِهَاجِرَاتٍ تَحْلُبُ الأَخَادِعَا (1)
النَّوَابِعُ:(2) الغُرُورُ، الواحِدُ غَرٌّ، وَهُوَ الَّذِى يَسِيلُ مِنْهُ عَرَقُهْ يَنْبَعُ وَيَنْبُعُ، وَهِىَ الْمَكَاسِرُ مَكَاسِرُ جِلْدِه. قَالَ: وَقَالَ رُؤْبَةُ لِرَجُلٍ اشْتَرَى مِنْهُ ثَوْبًا، فَلَمَّا اسْتَوْجَبَهُ قَالَ لِلْبَائِعِ: اطْوِهِ عَلَى غَرِّهِ، أَىْ
عَلَى كَسْرِهِ.
وَضَرَّجَ: يَعْنىِ الْقَارَ، يَقُولُ: كَأَنَّ قَارًا ضَرَّجَ مِنْ أَعْطَافِهَا، أى لَطَّخَ.
وَالْهَاجِرَةُ: عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ.
/39- كَأَنَّ تَحْتِى نَاشِطًا(3) مُسَارِعَا
40- ذَا جُدَّةٍ يَجْتَابُ نِصْعًا نَاصِعَا (4)
41- مُقَلِّصًا لاَ يَبْلُغُ الأَكَارِعَا
42- فىِ أُبَّدٍ تَطَّرِدُ الْمَرَاتِعَا
النِّصْعُ: ثَوْبٌ أَبْيَضُ، وإنَّمَا يُرِيدُ هَاهُنَا اللَّوْنَ، يَعْنىِ شِدَّةَ بَيَاضِهِ.
يَجْتَابُ: يَلْبَسُ، يَعْنىِ هَذَا النِّصْعَ.
تَقَلَّصَ عَنْ أَكَارِعِهِ: وَإِنَّمَا يَعْنىِ أَنَّ أَكَارِعَهُ سُودٌ.
وَقَوْلُهُ: "فىِ أُبَّدٍ" أَىْ فىِ بَقَرٍ قَدْ تَوَحَّشَ.
وَتَطَّرِدُ، أَى تَتَّبِعُ الْمَرَاتِعَ.
43- كَأَنَّمَا يَنْظُرْنَ فىِ بَرَاقِعَا
44- أَصْبَحَ مِنْ أَرْضٍ لأَِرْضٍ جَازِعَا
45- يَسْتَشْعِرُ الْحَفَّافَةَ الزَّعَازِعَا
46- بِذِى دَوِىٍّ يَمْلأُ الْمَسَامِعَا(5)
الْحَفَّافَةُ: الرِّيحُ لَهَا حَفِيفٌ.
__________(1/113)
(1) رواية أبى سعيد الضرير:"فى هاجِراتٍ..." والأخادِعُ: عُرُوقٌ فى العُنُقِ، الواحدُ أخْدَعُ.
(2) فى اللسان (ن ب ع): "نوابِعُ البَعِيرِ: المواضع التى يَسِيلُ منها عَرَقُهُ.
(3) ناشِطًا، أى ثَوْرًا ناشِطًا، وهو الذى يَنْشَطُ من أرضٍ إلى أرضٍ. (أبو سعيد الضرير).
(4) رِواية أبى سعيد الضرير: "ذَا جُدَدٍ..." أى فى ظَهْرِه خطةٌ تُخالِفُ سائرَ لَوْنهِ.
(5) رِواية أبى سعيد الضرير: "لِذِى دَوِىٍّ...".
وَقَوْلُهُ: "كَأَنَّمَا يَنْظُرْنَ فىِ بَرَاقِعَا" يُرِيدُ السُّفْعَةَ الَّتىِ تَكُونُ فىِ الْوَجْهِ، وَهُوَ لَوْنٌ يُخَالِفُ لَوْنَهُ.
يَسْتَشْعِرُ الْحَفَّافَةَ: يُرِيدُ الرِّيَاحَ الشِّدَادَ الَّتىِ لَهَا حَفِيفٌ.
وَقَوْلُهُ: "بِذِى دَوِىٍّ" أَىْ بِبَلَدٍ لَهُ دَوِىٌّ.
وَقوْلُهُ: "يَسْتَشْعِرُ" يَقُولُ: الرِّيحُ هِىَ شِعَارُهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا سِتْرٌ.
47- فَبَاتَ يَقْضِى لَيْلَهُ أَهَازِعَا (1)
48- حَتَّى إِذَا كَشَّفَ لَيْلاً وَاضِعَا
قَوْلُهُ: "يَقْضِى لَيْلَهُ أَهَازِعَا": القَضَاءُ: الفَرَاغُ مِنَ الشِّىءِ.
والْهَزِيعُ: قِطْعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، يُقَالُ: أَتَانَا بَعْدَ هَزِيعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَهِدْأَةٍ وَهَدِىءٍ عَلَى فَعِيلٍ وَهُدُوءٍ عَلَى فُعُولٍ، وَهُوَ جَمْعٌ، وَهِتَاءٍ مِنَ اللَّيْلِ عَلَى فِعَالٍ، وَهِيتَاءٍ عَلَى فِيعَالٍ، وَبَعْدَ مَلِىءٍ مِنَ اللَّيْلِ، وَبَعْدَ جُشٍّ مِنَ اللَّيْلِ، وَجُؤشُوشٍ مِنَ اللَّيْلِ، وَسُوَاعٍ مِنَ اللَّيْلِ، وَسِعْوَاء مِنَ اللَّيْلِ، وَسَوْعٍ، وَجَوْشٍ، وَجَوْزٍ. وَالْجَوْزُ: النِّصْفُ، وَبَعْدَ فَحْمَةٍ مِنَ اللَّيْلِ وَفَحَمَةٍ، وَهَجْمَةٍ، وَهُجْمَةٍ، كُلُّ ذَلِكَ سَمَاعٌ.
وَالْوَاضِعُ: الَّذِى قَدْ وَضَعَ أَكْنَافَهُ، أَىْ جَوَانِبَهُ.
49- أَكْنَافَهُ قَشْعُ النَّهَارِ قَاشِعَا (2)
50- غَدَا وَضَيْفُ الْقَفْرِ يَغْدُو جائِعَا(1/114)
/51- يَعْتَادُ رَبْلاً قَبْلَ أَنْ يُقَارِعَا
52- حَتَّى إِذَا عَايَنَ رَوْعًا رَائِعَا
__________
(1) رِواية أبى سعيد الضرير: "... الهَزَايِعَا".
(2) رِواية أبى سعيد الضرير: "... النَّهَارِ القاشِعَا".
يُرِيدُ: وَضَعَ أَكْنَافَهُ، والْمَعْنَى حَتَّى إِذَا كَشَّفَ لَيْلاً وَاضِعًا قَشْعُ النَّهَارِ ثُمَّ نَصَبَ قَاشِعًا عَلَى القَطْعِ خَارِجًا مِنَ النَّهَارِ، يُرِيدُ الْقَاشِعَ، وَيُرْوَى "يَرْتَادُ رَبْلاً" وَالرَّبْلُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ قَبْلَ الشِّتَاءِ يَخْرُجُ فىِ بَرْدِ اللَّيْلِ بِلاَ مَطَرٍ.
وَقَوْلُهُ: "يُقَارِعُ" أَى يُقَاتِلُ، وَهِىَ المُقَارَعَةُ، وَيُرْوَى "يُفَازِعُ" مِنَ الْفَزَعِ.
53- كِلاَبَ كَلاَّبٍ وَسِمْطًا هَابِعَا
54- أَتْبَعْنَهُ فَانْصَاعَ يَهْوِى وَادِعَا
55- يَنْجُو وَيَذْرِينَ عَجَاجًا ساطِعَا
56- فِى إِثْرِ نَاجٍ يَقْسِمُ الأَجَارِعَا
السِّمْطُ هَاهُنَا يَعْنىِ بِهِ الصَّائِدَ، وَإنَّمَا شَبَّهَهُ بِالنِّظَامِ فىِ صِغَرِهِ وَدِقَّتِه يَهْبَعُ فىِ عَدْوِه لاَ يَسْتَجْمِعُ عَدْوًا.
أَتْبَعْنَهُ. يَعْنىِ الكِلاَبَ انْقَبَضْنَ فىِ إِثْرِه حِينَ رَأَيْنَهُ، يَعْنىِ الثَّوْرَ.
وَقَوْلُهُ: "يَهْوِى وَادِعَا" يَقُولُ: لاَيَبْلُغُ أَقْصَى عَدْوِهِ.
وَالنَّاجِى: يَعْنىِ الثَّوْرَ.
والأَجَارِعُ مِنَ الرَّمْلِ.
وَقَوْلُهُ: "يَقْسِمُهُ" أَىْ يَقْطَعُهُ، يُقَالُ: ضَرَبَهُ عَلَى أَنْفِهِ فَقَسَمَهُ، أَىْ قَطَعَهُ بِاثْنَيْنِ.
أَبُو عَمْرٍو "يَقْسِمُ الأَخادِعَا" يَقُولُ: يَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالاً.
57- وَقَدْ طَوَى فىِ النَّفْسِ أَنْ يُوَاقِعَا
58- حَتَّى إِذَا رَهِقْنَهُ طَوَامِعَا (1)
59- كَرَّ عَلَيْهَا يَطْعُنُ الْمَجَامِعَا
60- وَيَطْعُنُ الأَعْنَاقَ والْمَرَاجِعَا (2)
الْمَجامِعُ: مَجَامِعُ أَوْسَاطِهَا حَيْثُ اجْتَمَعَ الوَسَطُ.(1/115)
وَالْمَرَاجِعُ: يَعْنىِ مَرَاجِعَ الأَكْتَافِ وَالأَوْصَالِ، وَأَنْشَدَ:
شَكَكْتُ مَجَامِعَ الأَوْصَالِ مِنْهُ
__________
(1) رِواية أبى سعيد الضرير: "..إذا أَرْهَفْتَه..".
(2) فى اللسان (ر ج ع): "ونَطْعَنُ...".
بِنَافِذَةٍ عَلَى دَهْشٍ وَذُعْرِ
فَإِنْ يَبْرَأْ فَلَمْ أَنْفِثْ عَلَيْهِ
وَإِنْ يَهْلَكْ فَذَلِكَ كَانَ قَدْرِى
وَمَجَامِعُ الأَوْصَالِ هَاهُنَا: الْجَوْفُ.
وَقَوْلُهُ: "فَلَمْ أَنْفِثْ عَلَيْهِ" أَىْ لَمْ أَرْقِهِ.
وَمَعْنَى "فَذَلِكَ كَانَ قَدْرِى" الَّذِى قَدَّرْتُ لَهُ أَنْ يَهْلَكَ لَمْ أَرَ أَنَّهُ يَبْرَأُ.
/61- بَجًّا وَوَخْضًا يَنْفُذُ الأَضَالِعَا
62- يَتْرُكُ مِنْ تَخْرِيقِهِ اللَّوَامِعَا (1)
وَيُرْوَى: "نَخْسًا ووَخْضًا" أَبُو عَمْرٍو "بَجْسًا ونَخْسًا" عَنِ الأَصْمَعِىِّ، وكَذَلِكَ "يَنْفُذُ"، وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "يُنْفِذُ الأَضَالِعَا".
وَبَجْسًا، أَىْ شَقًّا.
وَالْوَخْضُ: الطَّعْنُ.
وَاللَّوَامِعُ: حَيْثُ تَلْمَعُ فَرِيصَتَاهُ تَنْبِضُ بِالتَّحَرُّكِ.
وَالأَضَالِعُ: جَمْعُ ضِلَعٍ وَضِلْعٍ.
والْبَجُّ: الشَّقُّ.
وَالْوَخْضُ: الطَّعْنُ لاَ يَنْفُذُ مِنَ الضِّلْعِ وَلاَ مِنَ الْجانِبِ الآخَرِ.
ويُقَالُ فىِ قَوْلِهِ: "لَوَامِعَا" أَىْ تَلْمَعُ بِالدَّمِ، وَلَيْسَ هَذَا عَنِ الأَصْمَعِىِّ.
63- أَوْهِيَةً لاَ يَبْتَغِينَ رَاقِعَا (2)
64- وَلاَ تَرَى ذَا نَجْدَةٍ مُقَارِعَا
65- عَنْ نَفْسِه إِذْ هَزَّ رَوْقًا مَاتِعَا
66- أَرْبَطَ جَأْشًا وَأَشَدَّ مَانِعَا (3)
أَوْهِيَةً: وَاحِدُها وَهْيَةٌ، وإنَّما هَذَا مَثَلٌ.
لاَ يَبْتَغِينَ رَاقِعَا، يَقُولُ: مَا طَعَنَ فَإِنَّهُ لاَ يُرْقَعُ وَلاَ يُصْلَحُ.
وَقَوْلُهُ: "مُقَارِعَا" أَىْ مَخَاطِرًا يُقَارِعُ عَنْ نَفْسِهِ، أَىْ يَغْلِبُ مِنْهُمَا.
__________(1/116)
(1) اللسان، والتاج (ل م ع) وفيهما "يَدَعْنَ مِنْ..." وهى رِواية أبى سعيد الضرير.
(2) اللسان، والتاج (ل م ع)، وفى التاج غير المحقق بِرِواية "... رافِعَا".
(3) رِواية أبى سعيد الضرير:"أرْبك جَأْشًا..." والجَأْشُ: الصَّدْرُ.
وَالْمَاتِعُ: الطَّويلُ، وَمِنْهُ: مَتَعَ النَّهَارُ، أَىِ ارْتَفَعَ.
67- حَتَّى شَفَى سَادِسَهَا وَ السَّابِعَا
68- وَثَامِنًا لَمْ يُشْوِهِ وَتَاسِعَا (1)
وَيُرْوَى: "وَثَامِنًا إِنْ لَمْ يَتِهْ وَتَاسِعَا".
وَقَوْلُهُ: "إِنْ لَمْ يَتِهْ" أَىْ إِنْ لَمْ يَتَكَبَّرْ، يَقُولُ: يَقُومُ بِنَفْسِهِ فَيَنْجُو فَيَتَكَبَّرُ.
وَقَوْلُهُ: "يُشْوِهِ" يُقَالُ": رَمَاهُ فَأَشْوَاهُ، وَكَذَلِكَ طَعَنَهُ فَأَشْوَاهُ: إِذَا أَصَابَ غَيْرَ الْمَقْتَلِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الكُمَيْتِ:
فَكَرَّ بِأَسْحَمَ مِثْلِ السِّنَانِ
شَوَى مَا أَصَابَ بِهِ مَقْتَلُ (2)
فَيَقُولُ: الْمَوْضِعُ الَّذِى لاَ يَقْتُلُ مِثْلُهُ فَطَعَنَ هَذَا الثَّوْرَ قَاتِلٌ لَهُ.
وَالشَّوَى: الْقَوَائِمُ.
وَالشَّوَى: رَدِىء المَتَاعِ. وَالشَّوَى: جِلْدَةُ الرَّأْسِ.
69- وَاثْنَيْنِ مِنْ أَرْبَعَةٍ وَزَارِعَا
70- مِنْ وَلْقِهِ الأَقْرَابَ مَوْتًا نَاقِعَا
وَيُرْوَى "مِنْ أَرْبَعَةٍ وَذَارِعَا" وَالأُولَى رِوَايَةُ ابْنِ الأَعْرَابىِّ، وَحَكَى بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الأَصْمَعِىِّ / وَذَارِعَا، قَالَ: الذَّرْعُ: الْعَدْوُ، أَىْ شَدِيدُ الذَّرْعِ.
وَالْوَلْقُ: طَعْنٌ خَفِيفٌ، يُقَالُ: هَمَمْتُ أَنْ أَلِقَ عَيْنَهُ، وَكَذَلِكَ اللَّطْمَةُ الْخَفِيفَةُ.
وَزَارِعٌ: اسْمُ كَلْبٍ.
وَالأَقْرَابُ: الْخَوَاصِرُ، وَالْوَاحِدُ قُرْبٌ.
71- حَتَّى إِذَا أَكْثَرَتِ الْوَعَاوِعَا
72- وَعَظْعَظَتْ مِنْ نَفْضِهِ الْجَنَادِعَا
عَظْعَظَتْ: اضْطَرَبَتْ.
__________
(1) رِواية أبى سعيد الضرير:
* وثامِنًا لم يَتِهْ وتاسِعَا *(1/117)
(2) الشاهد فى شعر الكميت الجزء الثانى القسم الأول /336، وروايتُه:
فَكَرَّ بِأَسْحَمَ مِثْلِ السِّنَانِ سوَى ما أصَابَ به مَقْتَلُ
وَجَنَادِعُ كُلِّ شَىءٍ: أَوَّلُهُ، قَالَ: فَيُرِيدُ أَنَّ أَوَّلَ مَا بَدَرَ إِلَيْهِ مِنْهَا وسَبَقَ نَفَضَهُ فَرَمَى بِهِ، وَنَصَبْتَ "الْجَنَادِعَ" بِالنَّفْضِ، قَالَ: يُقَالُ لِلضَّبِّ إِذَا حُرِشَ فَخَرَجَتْ دَوَابُّ جُحْرِهِ قَبْلَهُ: ظَهَرَتْ جَنَادِعُهُ.
73- بِحَيْثُ أَلْقَى نَاشِجًا وَدَاسِعَا
74- لَمَّا رَآهَا تَصْبَغُ الْمَضَاجِعَا
75- صَرْعَى وَلاَ يُحْسِنُ أَنْ يُصَارِعَا
76- أَقْصَرْنَ عَنْهُ فَانْتَوَى الْمَرَاتِعَا
77- فَرْدًا كَقَيْلِ الحِمْيَرِىِّ شَاسِعَا
النَّاشِجُ: الَّذِى يَنْشِجُ بِنَفْسِهِ وَيَدْسَعُ بِدَمِهِ(1)، وَيُقَالُ: صَبَغَ يَصْبَغُ، وَدَبَغَ يَدْبِغُ وَيَدْبَغُ.
أَبُو الحَسَنِ عَنِ اللِّحْيَانِىِّ: انْتَوَى: جَعَلَ نِيَّتَهُ الْمَرَاتِعَا كَقَيْلِ الحِمْيرِىِّ، هَذَا مِنَ الْمَضَافِ إِلَى نَعْتِهِ، إِنَّمَا كَالْقَيْلِ الْحِمْيَرِىِّ فَأَضَافَهُ، وَمِنْهُ: صَلاَةُ الأُولَى، وصَلاَةُ العَصْرِ، وَمِنْهُ: "كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ(2)"، وَمِنْهُ: كِتَابُ الْبَهِىِّ.
* * *
-18-
وَقَالَ أَيْضًا (3) [يَمْدَحُ بِلاَلَ بنَ أبىِ بُرْدة ]: (4)
1- قَدْ سَاقَنىِ مِنْ نَازِحِ الْمَسَاقِ (5)
2- قَدْرٌ وَحَاجَاتُ امْرِئٍ تَوَّاقِ
الْمَسَاقُ: الْمَوْضِعُ الَّذِى يُسَاقُ مِنْهُ.
وَالْقَدْرُ، والْقَدَرُ وَاحِدٌ.
__________
(1) يَنْشِجُ: يَترَدَّدُ البُكاءُ فى صَدْرِه دُونَ انْتِحابٍ، يَدْسَعُ: يَدْفَعُ.
(2) القمر /31.
(3) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع /116، ورقمها (42).
(4) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوانه المطبوع.
(5) رِواية أبى سعيد الضرير:"قَدْ ساقَهُ..".(1/118)
وَالتَّوَّاقُ: الَّذِى تَطَّلِعُ نَفْسُهُ إِلَى كُلِّ شَىءٍ تَتُوقُ إِلَيْهِ تَرْتَفِعُ وَتَطَّلِعُ إِلَى الْحَاجَةِ، قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ: "إِنَّ لىِ نَفْسًا تَوَّاقَةً تَتُوقُ مِنْ مَنْزِلَةٍ إِلَى مَنْزِلَةٍ، فَلَمَّا نِلْتُ الْخِلاَفَةَ تُقْتُ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا". وَيُقَالُ: هُو يَتُوقُ بِنَفْسِهِ، وَيَفُوقُ بِنَفْسِهِ، وَيَجُودُ بِنَفْسِهِ، وَيَكِيدُ / بِنَفْسِهِ، ويَجْرِضُ بِرِيقِهِ، وَمِنْهُ: "حَالَ الْجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ(1)"، وَأَنْشَدَ لاِمْرِئ الْقَيْسِ:
وَأَفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءً جَرِيضَا
وَلَوْ أَدْرَكْتَهُ صَفِرَ الْوِطَابُ (2)
3- إِذَا سُرَى الْمَهْرِيّةِ العِتَاقِ
4- خَاضَتْ إِلَيْكَ اللَّيْلَ بِالأَعْنَاقِ
__________
(1) فى اللسان (ج ر ض): "يُقالُ ذلك عند كُلِّ أَمْرٍ كان مَقْدورًا عليه فَحِيلَ دُونَهُ، أَوَّلُ مَنْ قالَهُ عَبِيدُ بنُ الأَبْرَصِ. وقال الرِّياشِىُّ: القَرِيضُ والجَرِيضُ يَحْدُثانِ بالإِنسانِ عند المَوْتِ، فالجَرِيضُ تَبَلُّغُ الرِّيقِ، والقَرِيض صَوْتُ الإِنسانِ، وقِيلَ: القَرِيضُ: الشِّعْرُ، والمَثَلُ فى مجمع الأمثال 1/200، ويُضْرَبُ لِلأَمْرِ يُقْدَرُ عليه أَخِيرًا حين لا يَنْفَعُ.
(2) شاهد امْرِئ القَيْسِ فى اللسان (ج ر ض) وديوانه /138 وعِلْباءُ هو عِلْباءُ بن الحارث الكاهِلِىّ، وهو الذى قَتَلَ أَبَا امْرِئ القَيْسِ، ورواية الشاهد:
وأفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضًا - ولَوْ أدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ
وأفْلَتَهُنَّ: يَعْنىِ الخَيْلَ؛ الجَرِيضُ: الذى يَغصّ بِرِيقهِ عند الموت؛ صَفِرَ الوِطَابُ: هَلَكَ فَخَلاَ جِسْمُه من رُوحِه كما يَخْلُو الوِطابُ من اللَّبَنِ، وقيل المَعْنَى: أنه يُقْتَلُ فتَصْفَرّ وِطابُه، أى تَخْلُو ويَذْهب لَبَنُها فلا يكون له لَبَنٌ؛ لأنه إذا ماتَ فلا شىءَ له من مالِه.(1/119)
5- وَ الأَرْكُبِ الرَّامِينَ بِالأَرْوَاقِ (1)
6- فىِ سَبْسَبٍ مُنْجَرِدِ الأَخْلاقِ
السُّرَى: هِىَ الَّتىِ خَاضَتْ، وَالسُّرَى أُنْثَى.
وَقَوْلُهُ: "بِالأَعْنَاقِ" هَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ:
* الْوَاطِئِينَ عَلَى صُدُورِ نِعَالِهِمْ *(2)
لَمْ يَخُصَّ الأَعْنَاقَ دُونَ غَيْرِهَا.
وَالأَرْكُبُ: الرَّامُونَ بِالأَرْوَاقِ، وَمِثْلُ قَوْلِهِ:
* خَاضَتْ إِلَيْكَ اللَّيْلَ بِالأَعْنَاقِ *(3)
* وَأَطْعُنُ اللَّيْلَ بِهَادِى جَمَلْ * (4)
والأَرْوَاقُ: يُقَالُ: رَمَاهُ بِأَرْوَاقِهِ: إِذَا رَمَى بِنَفْسِهِ، وَكَأَنَّهُ جَمْعٌ.
والسَّبْسَبُ: المُسْتَوِى مِنَ الأَرْضِ، وكَذَلِكَ الْبَسْبَسُ، وَهُوَ أَكْثَرُ.
وَالْمُنْجَرِدُ: الَّذِى لاَ نَبْتَ فِيهِ، وَهُوَ مَا أَخْلَقَ وَدَرَسَ مِنْ هَذِهِ الطُّرُقِ، فَيُرِيدُ أَنَّهَا قَدْ عَفَتْ وَدَرَسَتْ لاَ يَكَادُ يَسْلُكُهَا أَحَدٌ، ومِثْلُ قَوْلِهِ "مُنْجَرِدِ الأَخْلاقِ":
* إِذَا الدَّليلُ اسْتَاقَ أَخْلاَقَ الطُّرُقْ *
7- غُبْرِ الفِجَاجِ عَمِقِ الأَعْمَاقِ (5)
8- يفْضِى إِلَى نَازِحَةِ الأَمْآقِ (6)
غُبْرُ الفِجَاجِ: الطُّرُقُ.
__________
(1) اللسان (روق ). وفى التاج (رو ق) بِرِواية:
* والأَرْكُبُ الرّامُونَ بالأَرْواقِ *
وهى رِواية أبى سعيد الضرير.
(2) الشاهد صَدْرُ بيت للأعْشَى فى ديوانه /131، وعَجُزُه
* يَمْشُونَ فى الدَّفَنِىِّ والأَبْرَادِ *
[ الدَّفَنِىُّ: ثَوْبٌ مُخَطَّطٌ، والبُرُدُ كذلك نَوْعٌ من الثياب المُخَطَّطَة ].
(3) هو المشطور الرابع من هذه الأرجوزة.
(4) طَعَنَ اللَّيْلَ: سارَ فيه. (اللسان/ ط ع ن).
(5) التاج (ع م ق) بِرِواية "غَيْرِ الفِجَاجِ ...".
(6) اللسان (م أ ق) وفيه "تُفْضِى..."، وفى التاج (خ و ق) "يُفْضِى... الآماقِ" وفى التاج (م أ ق) غير منسوب بِرِواية "تُفْضِى..." وفى الأساس "تُفْضِى ... الآماقِ".(1/120)
وَعَمِقِ الأَعْمَاقِ: الطَّوِيلُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ بَعِيدُ الْغَوْرِ والْمَذْهَبِ.
وَالنَّازِحُ: البَعِيدُ أَيْضًا.
وَقَوْلُهُ: "نَازِحَةِ الأَمْآقِ"(1) هَذَا مَثَلٌ، جَعَلَ عُيُونَهَا مِنَ الْمَاءِ مِثْلَ مَأْقِ الْعَيْنِ، فَيقُولُ: مَاؤُهَا بَعِيدٌ.
وَمَأْقٌ فِيهِ لُغَاتٌ، يُقَالُ: مُؤْقٌ، وَمُوقٌ، يُهْمَزُ وَلاَ يُهْمَزُ، فَمَنْ هَمَزَ وَجَمَعَ قَالَ: أَمْآقٌ مِثْلُ أَمْعَاقٍ، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ قال: أَمْوَاقٌ، وَيُقَالُ أَيْضًا: مَأْقٌ، وَمَاقٌ، يُهْمَزُ وَلاَ يُهْمَزُ، فَمَنْ هَمَزَ قَالَ: أَمْآقٌ مِثْلَ الأَوَّلِ، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ قَالَ: أَمْوَاقٌ. وَيُقَالُ: مَأْقٍ، وَمَاقٍ، يُهْمَزُ وَلاَ يُهْمَزُ، فَمَنْ قَالَ: مَأْقٍ جَمَعَ عَلَى مَوَاقٍ مِثْلَ مَعَاقٍ، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ قَالَ: مَوَاقٍ أَيْضًا: وَيُقَالُ أيْضًا مُؤْقٍ، وَمُوقٍ، فَمَنْ هَمَزَ قَالَ: مَآقٍ، / وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ قَالَ: مَوَاقٍ، وَيُقَالُ: مُوقِئٌ مِثْلُ مُوقِعٌ، ويُجْمَعُ على مَوَاقِئَ كَمَا تَرَى، مِثْلُ مَوَاقِعَ، ويُقَالُ: أَمْقٌ ويُجْمَعُ آمَاقٌ.
9- خَوْقَاءُ مُفْضَاهَا إِلَى مُنْخَاقِ (2)
10- إِذَا جَرَى مِنْ آلِهَا الرَّقْرَاقِ (3)
11- رَيْقٌ وَضَحْضَاحٌ عَلَى الْقَيَاقِى (4)
12- غَرَفْنَ مِنْ نَائِلِكَ الدَّفَّاقِ
الْخَوْقَاءُ: الْبَعِيدَةُ.
وَمُنْخَاقٌ: مُنْفَعِلٌ مِنَ الْخَوْقِ.
وَالآلُ: السَّرَابُ يَكُونَ بِالْغَدَاةِ والْعَشِىِّ.
وَالرَّقْرَاقُ يَتَرَقْرَقُ: يَجِىءُ وَيَذْهَبُ.
__________
(1) فى اللسان (م أ ق): الأَمْآقُ: النواحِى الغامضةُ من أطراف الأرضِ.
(2) اللسان (خ و ق، ف ض ا) غير منسوب، وفى التاج (خ و ق) "خَوْقاءَ..."، وفى اللسان (خ و ق): مَفَازةٌ خَوْقاءُ: واسعةُ الجَوْفِ ومُنْخاقةٌ.
(3) اللسان (ر ى ق، ق و ا)، والتاج (ر ى ق).(1/121)
(4) اللسان (ر ى ق، ق و ا)، والتاج (ر ى ق).
وَالرَّيْقُ: أَوَّلُ السَّرَابِ.
وَوَاحِدُ الْقَيَاقِى: قَيْقَاءَةٌ (1)، وَهُوَ المَكَانُ الْمُحْدَوْدِبُ الْمُنْقَادُ، يُرِيدُ: إِذَا عَلاَ السَّرَابُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ.
وَالضَّحْضَاحُ: السَّرَابُ القَلِيلُ.
وَالدَّفَّاقُ: أُنْزِعَ فَانْدَفَقَ.
13- مَجْدًا وَعَذْبًا لَيْسَ بِالزُّعَاقِ
14- سَجْلُكَ سَجْلٌ مُتْرَعُ الإِْتْآقِ (2)
15- رَحْبُ الْفُرُوغِ مُكْرَبُ الْعَرَاقِى (3)
16- تَسْقِى بِهِ الْحَقَّ سَقَاكَ السَّاقِى
الزُّعَاقُ: الْمُرُّ الشَّدِيدُ الْمَرَارَةِ، يَقُولُ: وَجَدُوا مَعْرُوفَكَ سَهْلاً.
وَالْمُتْأَقُ، والْمُتْرَعُ: الْمَمْلُوءُ.
وَالْفَرْغُ: مَصَبُّ الْمَاءِ مِنَ الدَّلْوِ.
وَالكَرَبُ: حَبْلٌ يُشَدُّ عَلَى الْعَرْقُوَةِ، فَيُرِيدُ أَنَّكَ قَدْ أَحْكَمْتَ أَمْرَك.
وَقَوْلُهُ: "تَسْقِى بِهِ الْحَقَّ" يَقُولُ: تَضَعُ مَعْرُوفَكَ فىِ مَوْضِعِهِ عَلَى مَا يَجِبُ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، قَالَ: وَسُئِلَ أَعْرَابِىٌّ: كَيْفَ فُلاَنٌ؟ فَقَالَ: يُورِدُ عَلَى الْحَقِّ، أَىْ عَلَى مَا يَجِبُ عَلَيْهِ.
17- مِنْ كَأْسِهِ بِلَذَّةٍ دِهَاقِ
18- بِلاَلُ يَا ابْنَ الأَنْجُمِ الأَطْلاَقِ (4)
19- لَيْسَ بِنَحْسَاتٍ وَلاَ أَمْحَاقِ (5)
20- وَالأَبْيَضَيْنِ البَدْرِ وَالإِْشْرَاقِ
يُقَالُ: يَوْمٌ طَلْقٌ: إِذَا كَانَ طَيِّبًا سَاكِنَ الرِّيحِ، وَلَيْلَةٌ طَلْقَةٌ كَذَلِكَ.
وَالأَمْحَاقُ، وَمُحَاقُ الشَّهْرِ: آخِرُهُ حِينَ يَنْمَحِقُ الْهِلاَلُ فَيُتَشَاءَمُ بِهِ.
وَالأَبْيَضَيْنِ: يَعْنِى / الصُّبْحَ وَالْقَمَرَ.
__________
(1) واحِدُ القَياقِى قِيقاةٌ، وقِيقاءَةٌ. اللسان (ق ى ق).
(2) التاج (ع ر ق) وفيه "...الأَتْآقِ" وفى التاج غير المحقق "مُتْرَعُ الآفاقِ".
(3) التاج (ع ر ق).
(4) اللسان، والتاج (م ح ق).(1/122)
(5) اللسان، والتاج (م ح ق) وفيهما "لَسْنَ ...".
وَالإِْشْرَاقُ: مِنَ الصُّبْحِ، وَيُقَالُ: أَشْرَقَ وَجْهُ الرَّجُلِ، وَيُرْوَى: "إِلاَّ بِطَلْقِ البَدْرِ والإِْشْرَاقِ"(1) أى إِلاَّ أَنْ يَكُونَ بَدْرًا فىِ طَلْقٍ، وَهِىَ رِوَايَة أَبِى عَمْرٍو.
وَالإِْشْرَاقُ: الإِْضَاءَةُ.
21- فىِ الأَشْعَرِينَ طَيِّبىِ الأَعْرَاقِ (2)
22- أَحْسَابُهُمْ عَالِيَةُ النَّفَاقِ
23- مِنْ أُسْرَةٍ لِمَجْدِهِمْ مَرَاقِ
24- مِنْ حَظِّكُمْ وَعِظَمِ الأَخْلاقِ
وَيُرْوَى "عَالِيَةُ المَفَاقِ"، أَبُو الْحَسَنِ: أَحْسِبُهَا رِوَايَةَ أَبِى عَمْرٍو، قَالَ: وَهِىَ مِنَ الْفَائِتِ، أَى يَعْلُو، وَيُرْوَى "طَيِّبِ" بِغَيْرِ يَاءٍ.
وَقَوْلُهُ: "عَالِيَةُ النَّفَاقِ" يَقُول: تَرْتَفِعُ عَلَى أَحْسَابٍ لَيْسَتْ مُتَوَاضِعَةً.
وَأُسْرَةُ الرَّجُلِ: عَشِيرَتُهُ.
وَمَرَاقٍ: دَرَجٌ وَمَنْزِلَةٌ بِغَيْرِ مَنْزِلةٍ.
وَقَوْلُهُ: "مِنْ حَظِّكِمُ" يَقُولُ: مِنَ الحَظِّ الَّذِى أُعْطِيتُمْ.
25- فِيكُمْ جَلاَلاَتٌ عَنِ الدِّقَاقِ
26- عَرَّضْتُ نَفْسِى وَدَنَا انْطِلاَقِى
27- وَالْمَالُ يَفْنَى وَالثَّنَاءُ باقِ (3)
28- مَا وَجْزُ مَعْرُوفِكَ بِالرِّمَاقِ
جَلاَلاَتٌ: يَقُولُ: أُمُورُكُمْ عِظَامٌ لَيْسَتْ بِدِقَاقٍ، يَقُولُ: تَرْتَفِعونَ عَنِ الأُمُورِ الدِّقَاقِ الْوَضيعَةِ. عَرَّضْتُ نَفْسِى لِمَعْرُوفِكَ وَدَنَا شُخُوصِى.
وَقَوْلُهُ: "وَجْزُ مَعْرُوفِكَ" يَقُولُ: سَرِيعُهُ، وَيُقَالُ: وَجَزَ فى كَلاَمِهِ وَأَوْجَزَ، وَكَلاَمٌ مُوجَزٌ، وَمُوجِزٌ، وَوَجْزٌ، وَوَجِيزٌ، وَوَاجِزٌ، وَرَجُلٌ وَجْزٌ.
وَالرِّمَاقُ: الْقَلِيلُ الضَّعِيفُ، عَيْشٌ رَمَاقٌ: أَىْ يَأْخُذُ بِالرَّمَقِ إنَّمَا هُوَ قَلِيلٌ.
__________
(1) وهى رِواية أبى سعيد الضرير.
(2) رواية أبى سعيد الضرير: "...طََيِّبِ الأَعْرَاقِ".(1/123)
(3) اللسان (ر م ق، م ذ ق، و ج ز)، والتاج (ر م ق)، وفى أساس البلاغة "ما سَجْلُ...".
29- وَمَا مُؤَاخَاتُكَ بِالْمِذَاقِ (1)
30- وَلاَ كَبَرْقِ الخُلَّبِ الرَّيَّاقِ (2)
المِذَاقُ: الْمَذْقُ، وَالمَذْقُ: المَزْجُ، مَذَقَ لَهُ مَوَدَّتَهُ: إِذَا لَمْ يُخْلِصْهَا لَهُ، وَأَصْلُهُ مِنَ اللَّبَنِ إِذَا أُرِقَّ مَذْقٌ، وَمِذَاقٌ. والمِذَاقُ مَصْدَرُ مَا ذُقْتُهُ مِذَاقًا.
وَالْخُلَّبُ: / السَّحَابُ الَّذِى فِيهِ بَرْقٌ وَلاَ مَطَرَ فِيهِ.
وَرَيَّاقٌ: لَهُ رَيِّقٌ. وَالرَّيَّاقُ لَيْسَ بِمُعْظَمِ الأَمْرِ.
* * *
-19-
وَقَالَ أَيْضًا (3) [يُعاتِبُ ابنَه عبدَالله ]: (4)
1- قُلْتُ لِعَبْدِاللَّهِ مِنْ تَوَدُّدِى
2- : قَدْ كُنْتُ أَرْجُوكَ وَلَمَّا تُولَدِ
3- فكُنْتُ وَاللَّهِ الأَجَلِّ الأَمْجَدِ
4- أُدْنِيكَ مِنْ قَصِّى وَلَمَّا تَقْعُدِ
القَصُّ والْقَصَصُ واحِدٌ(5). وَغَيْغَبُ البَقَرِةِ وَغَيَبُهَا(6) واحِدٌ.
5- تَخَفُّشَ الْهَيْقِ انْحَنَى لِلْمَمْهَدِ(7)
6- أَقُولُ: يَكْفِينىِ اعْتِدَاءَ الْمُعْتَدِى
تَخَفَّشَ عَلَيْهِ: إِذَا تَبَسَّطَ عَلَيْهِ.
7- وَأَسَدٌ إِنْ شَدَّ لَمْ يُعَرِّدِ
__________
(1) اللسان، وأساس البلاغة ( ر م ق) وفيهما "وَلاَ مُؤاخاتُكَ..." والرَّجَزُ فى اللسان (م ذ ق) غير منسوب بِرِواية "وَلاَ ..." أيضًا، والتاج (ر م ق). ورِواية أبى سعيد الضرير:
* وَلاَ مُرَاقاتُكَ بالمِذَاقِ *
(2) رِواية أبى سعيد الضرير: "... البَرّاقِ".
(3) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع (49 ، 50) ورقمها (20).
(4) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوانه المطبوع.
(5) القَصُّ، والقَصَصُ، والقَصْقَصُ: الصَّدْرُ من كل شىءٍ، وقيل: وَسَطُه، وقيل: عَظْمُه.
(6) "غَيْغَبُ البَقَرةِ وغَيَبُها" هكذا بالأصل، ولعَلَّه شَحْمُها؛ لأن الشَّحْمَ يَتَغَيَّبُ عن العَيْنِ.(1/124)
(7) فى ديوانه المطبوع "الهَيْفِ" بالفاء، وفى اللسان (هـ ى ق): الهَيْقُ: الطويلُ.
8- كَأَنَّهُ فىِ لِبَدٍ وَلِبَدِ (1)
قَوْلُهُ: "وَأَسَدٌ" أَىْ هُوَ أَسَدٌ.
وَيُعَرِّدُ: يَنْكَشِفُ.
وَلِبْدَةُ الأَسَدِ وَزُبْرَتُهُ: الشَّعَرُ الَّذِى عَلَى كَاهِلِهِ.
9- مِنْ حَلِسٍ أَنْمَرَ فىِ تَرَبُّدِ (2)
10- مُدَّرِعٍ فىِ قِطَعٍ مِنْ بُرْجُدِ (3)
إنَّمَا يَصِفُ لَوْنَ الأَسَدِ.
وَالأَحْلَسُ مِنَ الْغَنَمِ: الَّذِى خَالَفَ مَوْضِعُ حِلْسِهِ سَائِرَ لَوْنِهِ، وَلاَ يَكُونُ ذَلِكَ فىِ الْمَعِيزِ.
وَالْحَلِسُ: الَّذِى يَلْزَقُ بِهَا فَلاَ يُفَارِقُهَا، وَيُرِيدُ: مِنْ لَوْنٍ هُوَ هَكَذَا. وَأَحْلَسَتِ الأَرْضُ: إِذَا نَبَتَتْ نَبَاتًا كَثِيرًا، وَأَلْبَسَتْ: إِذَا كان دُونَ ذَلِكَ.
وَالْبُرْجُدُ: ثَوْبٌ مِنْ صُوفٍ يَكُونُ فِيهِ خُطُوطٌ تُخَالِفُ سَائِرَ لَوْنِهِ، وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ مِنَ الصُّوفِ.
11- لِرِزِّهِ مِنْ جُرْأَةِ التَّوحُّدِ
12- وَهْسٌ كَإِجْلاَبِ الجُبَيْلِ الأَصْلَدِ
13- يَعْتَزُّ أَقْرَانَ الأُسُودِ الأُسَّدِ
14- بِالزَّجْرِ قَبْلَ الأَخْذِ والتَّهَدُّدِ
الرِّزُّ: الصَّوْتُ.
وَالْوَهْسُ: الصَّوْتُ، سَمِعْتُ وَهْسًا شَدِيدًا، يَقُولُ: يَعْتَزُّ أَقْرَانَهُ / : يَغْلِبُهُمْ قَبْلَ أَنْ يُزْجَرَ ويُتَهَدَّدَ.
ويُقَالُ: أَسَدٌ آسِدٌ، وَقَدْ أَسِدَ يَأْسَدُ، وَهُوَ أَسَدٌ بَيِّنُ الأَسَدِ.(4)
15- وَقُلْتُ قَوْلاً لَيْسَ بِالْمُفَنَّدِ
16- قَدْ كُنْتُ أَسْقِيكَ مِنَ التَّفَقُّدِ
17- مَحْضًا وَإِنْ أَبْكَأَ كُلُّ مِرْفَدِ
18- وَأَشْبِرُ الْمِقْيَاسَ مِنْ تَعَهُّدِى
__________
(1) اللسان (ح ل س) وفيه "كَأَنَّهُ فى لَبَدٍ ولُبَّدِ".
(2) اللسان (ح ل س).
(3) اللسان (ح ل س) وفيه "مُدَّرِعٌ فى ..".(1/125)
(4) فى اللسان (أ س د) "وأَسَدٌ بَيِّنُ الأَسَدِ نادِرٌ، كقَوْلِهِم: حِقّةٌ بَيِّنُ الحِقّةِ".
لَيْسَ بِالْمُفَنَّدِ: يَقُولُ: لاَ يُفَنَّدُ صَاحِبُهُ، أَىْ يُعَابُ، وَيُقَالُ: بِئْسَ مَا قُلْت.
وَمِنَ التَّفَنُّدِ: يَقُولُ: مِنْ تَفَنُّدِى إِيَّاكَ أَسْقِيكَ اللَّبَنَ إذَا عَزَّ.
وَأَشْبِرُ مِقْيَاسَكَ: أَنْظُرُ قَدْرَ طُولِكَ مِنْ تَعَهُّدِى إِيَّاكَ إِذَا اشْتَدَّ الزَّمَنُ وَقَلَّ اللَّبَنُ.
وَقَوْلُهُ: "أَبْكَأُ" يُقَالُ: أَبْكَأَ النَّاسُ: إِذَا ذَهَبَ الغَزَرُ مِنْ غَنَمِهِمْ، وَيُقَالُ: قَدْ بَكَأَتِ الشَّاةُ وَبَكُؤَتْ: إِذَا قَلَّ لَبَنُها.
19- طُولَكَ فىِ مَغْدِ الشَّبَابِ الأَمْغَدِ
20- انْظُرْ جَزَاءَ عَوْدِكَ المُعَوَّدِ
21- مِثْلاً بِمِثْلٍ أَوْ تَفَضَّلْ تُحْمَدِ
22- وَلاَ تَكُونَنَّ مَكَانَ الأَبْعَدِ
نَصَبْتَ طُولَكَ بِقَوْلِكَ: تَعَهُّدِى طُولَكَ.
وَعَوْدِكَ، أَىْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، يَثْنِيهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، يَقُول: لاَ تَنْزِلَنَّ (1) مَنْزِلَةَ الْبَعِيدِ، يَقُولُ: لاَ تَدْرِى غَدًا مَا يَحْدُثُ مِنْ مَوْتٍ أَو غَيْرِهِ.
23- إنَّكَ لاَ تَدْرى غَدًا مَا فىِ غَدِ
24- وَلَيْلَةٍ تَطْرُدُ إِنْ لَمْ تُطْرَدِ
قَوْلُهُ: "وَلَيْلَةٍ تَطْرُدُ إِنْ لَمْ تُطْرَدِ" لَمْ يَبْلُغْنَا عَنِ الأَصْمَعِىِّ فىِ هَذَا شَىْءٌ، وَقِيلَ: إِنَّهُ قَال: لاَ أَدْرِى مَا هَذَا. قَالَ أَبُو الحَسَنِ: فَسَأَلْتُ ابْنَ الأَعْرَابِىِّ فَقَالَ: مَعْنَى تَطْرُدُ يَقُولُ: تَحْمِلُ النَّاسَ عَلَى السَّيْرِ الخَبِيثِ(2) فِيهَا يُطْرَدُونَ طَرْدًا، لاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَطْرُدَهَا الصُّبْحُ.
25- وَالْقَوْمُ يَهْوُونَ حِيَالَ الْمَوْرِدِ
26- وَاللَّهُ لاَ يُخْلِفُ وَقْتَ المَوْعِدِ
27- وَالْمَرْءُ مَرْقُوبٌ بِكُلِّ مَرْصَدِ
__________(1/126)
(1) فى الأصل "لا تَنْزِلَنىِ" والمثبت هو الصواب.
(2) "الخَبِيثُ" هكذا بالأصل، وفى القاموس المحيط: والخَبِيتُ: الشيءُ الحَقِيرُ والخَبِيثُ".
28- يَرُوحُ فىِ حَبْلِ البِلَى وَيَغْتَدِى
/ 29- وَمِنْ أَمَامِ الْمَرْءِ مَرْدَاهُ الرَّدِى
30- وَاصْدُقْ إِذَا قُلْتَ قَوْلاً وَاقْصِدِ
مَرْدَاهُ: هَذِهِ الهَاءُ عَائِدَةٌ عَلَى المَرْءِ، وَمَرْدًى: مَفْعَلٌ مِنْ رَدِىَ يَرْدَى رَدًى شَدِيدًا: إِذَا هَلَكَ، وَأَرْدَاهُ صاحِبُهُ.
31- فَلَيْسَ مَنْ جَارَ كَهَادٍ يَهْتَدِى
32- إِنَّ السَّعِيدَ عَامِلٌ لِلأَسْعَدِ
33- وَالرُّشْدُ فَاعْلَمْهُ طَرِيقُ الأَرْشَدِ
34- وَزَادُ تَقْوَى أَفْضَلُ التَّزَوُّدِ
35- إِنِّى رَأَيْتُ الدَّهْرَ بِالتَرَدُّدِ
36- يَنْقُضُ إِمْرَارَ الشَّبَابِ الأَجْرَدِ
37- نَقْضَكَ إِمْرَارَ المِرَارِ الْمُحْصَدِ
قَوْلُهُ: "بِالتَّرَدُّدِ" يَعْنىِ بِاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ وتَرْدَادِهِمَا.
وَالإِمْرَارُ: إِحْكَامُ الفَتْلِ.
وَالإِحْصَادُ مِثْلُهُ، أَمَرَّهُ وَأَحْصَدَه.(1/127)
وَالْمِرَارُ: الحَبْلُ. وَالمُمَارَّةُ: مُعَالَجَةُ الرَّجُلِ صَاحِبَهُ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ: أَخْبَرَنَا اللِّحْيَانِىُّ عَنِ الأَصْمَعِىِّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَخْتَلِفُ إِلَى أَبِى الأَسْوَدِ الدِّئلىِ وَيُقَالُ الدُّلِىّ هُوَ وَأَبُوهُ، فَقَدَ أَبُو الأَسْوَدِ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا فَعَلَ أَبُوك؟ قَالَ: أَخَذَتْهُ حُمَّى فَفَضَخَتْهُ فَضْخًا، فَطَبَخَتْهُ طَبْخًا، فَفَنَخَتْهُ فَنْخًا، فَتَرَكَتْهُ فَرْخًا، قَالَ: فَقَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: مَا فَعَلَتِ امْرَأَتُهُ الَّتىِ كَانَتْ تُشَارُّهُ، وَتُهَارُّهُ، وَتُزَارُّهُ، وَتُمَارُّهُ قَالَ: صَنَعَ فىِ أَمْرِهَا خَيْرًا، طَلَّقَهَا وتَزَوَّجَ غَيْرَها، فَحَظِيَتْ وَبَظِيَتْ، فَقَالَ لَهُ: مَا بَظِيَتْ؟ قَالَ: كَلِمَةٌ عَرَبِيَّةٌ لَمْ تَبْلُغْكَ، قَالَ لَهُ: لاَ خَيْرَ لَكَ فِيمَا لَمْ يَبْلُغْنِى مِنْهُ.
* * *
-20-
وَقَالَ أَيْضًا (1) [يخاطب ابنَه عبدَالله ]:(2)
1- قُلْتُ لِعَبْدِاللَّهِ أَنْ عَظْمِى وَهَنْ
2- قَدْ كُنْتُ فَانْعَشْنىِ(3) إِذَا اشْتَدَّ الزَّمَنْ
3- أَنْقِفُكَ(4) الْمُخَّ وَأَسْقِيكَ اللَّبَنْ
4- والشَّحْمَ مَحْضًا بِاللُّبَابِ(5) المُطَّحَنْ
/5- آمُلُ أَنْ تَمْخَنَ فىِ جِسْمٍ مَخَنْ (6)
6- تَحُكُّ ذِفْرَاكَ لأَِصْحَابِ الضَّغَنْ (7)
7- تَحُكُّ لِلأَجْرَبِ يَأْذَى بِالْعَرَنْ (8)
* * *
-21-
وَقَالَ أَيْضًا (9) [يمدح خالدَ بن عبدالله بن يزيد البَجلِىّ القسرىّ ](10)
وَلَيْسَتْ فِيمَا رَوَيْنَا عَنْ أَبِى عَمْرٍو:
1- أَمِنْ حَمَامٍ رَجَّعَ الْهَدَاهِدَا
2- جَاوَبَ مِنْ هَتَّافَةٍ أَغَارِدَا
__________
(1) الأُرجوزة فى ديوانه المطبوع (160) ورقمها (56).
(2) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوانه المطبوع.
(3) نَعَشَ الإنسان يَنعَشُهُ نَعْشًا: تَدَاركَهُ من هَلَكَةٍ. (اللسان/ ن ع ش).(1/128)
(4) أنْقَفْتُكَ المُخَّ: أعْطَيْتُكَ العَظْمَ تَسْتَخْرِجُ مُخَّهُ. (اللسان/ ن ق ف).
(5) اللُّبَابُ: طَحِينٌ مُرَقَّقٌ. (اللسان/ ل ب ب).
(6) رواية الرَّجَزِ فى ديوانه المطبوع "... فى جِسْمٍ مِخَنْ".
(7) اللسان (ع ر ن) وفيه "يَحُكُّ ذِفْراهُ لأَِصحابِ الضَّفَنْ" بالفاء، وذكَر شارح اللسان أنه خطأ، والصواب هو "الضَّغَنْ" كما ورد فى الشرح والديوان المطبوع.
(8) اللسان (ع ر ن) وفيه "تَحَكُّكَ الأَجْرَبِ..."، والعَرَنُ: داءٌ يَأخُذُ الدابّةَ فى أُخُرِ رِجْلِها كالسَّحَجِ فى الجِلْدِ يُذْهِبُ الشَّعَرَ، وقيل: شَبِيهٌ بالبَثْرِ يَخْرُجُ بالفِصَالِ فى أعناقِها تَحْتَكُّ منه.
(9) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع (44-47) ورقمها (18).
(10) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوانه المطبوع.
3- بَيْنَ طِوَالاَتٍ عَلَى مَخَاضِدَا(1)
4- مِيلٍ يُنَاصِى طُولُهَا الْفَرَاقِدَا
الْهَدْهَدَةُ:صَوْتٌ جَافٍ، وَأَنْشَدَ:
* وَأْبٌ إِذَا المِجْدَحُ فِيهِ هَدْهَدَا *
يَصِفُ قَدَحًا ضَخْمًا.
وَقَوْلُهُ: "جَاوَبَ" يَعْنىِ هَذَا الْحَمَامَ، جَاوَبَ مِنْ هَتَّافَةٍ، أَى مِنْ حَمَامٍ هَتَّافَةٍ وَأُخْرَى تَهْتِفُ. وَأَخْرَجَ أَغَارِدَ عَلَى لَفْظِ أَفَاعِلَ.
طِوَالاَت: يَعْنىِ شَجَرًا طِوَالاً.
وَمَخَاضِدُ قَدِ انْخَضَدَت، وَوَاحِدُ المَخَاضِدِ مُنْخَضِدٌ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا عِيسَى بنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ: إِبِلٌ مَغَالِيمُ، ومِثْلُهُ جَمْعُ المُنْدَلِثِ مَدَالِثُ، وَمَحَاوِيجُ جَمْعُ مُحْتَاجٍ، وَوَاحِدُ الْمَقَادِيمِ مُقَدَّمٌ لِمُقَدَّمِ الرَّأْسِ، قَالَ زُهَيْرٌ:
* وَمَا سُجِفَتْ فِيهِ المَقَادِيمُ وَالْقَمْلُ *(2)
وَمِيلٌ: يُرِيدُ أَنَّهَا نَاعِمَةٌ، فَهِىَ تَمِيلُ. وَمِثْلُهُ:
تُدْنىِ الْحَمَامَةُ مِنْهَا وَهْىَ لاَهِيَةٌ
مِنْ نَاعِم الكَرْمِ قِنْوَانَ الْعَنَاقِيدِ(3)
__________(1/129)
(1) رواية المشطور فى ديوانه المطبوع "بين طِوَلاَّتٍ..." وانْخَضَدَ: انْكَسَرَ وانْثَنَى، وانْخَضَدَ الثَّمَرُ: تَشَدَّخَ. (اللسان/ خ ض د). ورواية أبى سعيد الضرير:"... عَلاَ مَخَاضِدَا".
(2) الشاهد فى ديوان زهير /99، وتَمامُه:
فأَقْسَمْتُ جَهْدًا بالمنازل من مِنًى وما سُحِفَتْ فيه المقادِيمُ والقَمْلُ
[ سُحِفَتْ: حُلِقتْ؛ المنازل: حيث ينزل الناسُ بِمِنًى؛ المقاديم: مقاديم الرُّءُوس، يريد الشعر الذى فيه القَمْلُ]. ورواية الأصل "وما سُجِفَتْ" خطأ.
(3) الشاهد فى اللسان (ح م م) للشمّاخ على الحمامةِ بمَعْنَى المرأةِ، ومن ذَهَبَ بالحَمَامةِ هنا إلى معنى الطائرِ فهو وَجْهٌ. ورِواية العَجُزِ فى اللسان:
* مِنْ يانِعِ الكَرْمِ غِرْبانَ العَناقِيدِ *
والشاهد فى ديوانه /113ط دار المعارف، وروايته:
تُدْنىِ الحَمَامَةَ مِنْها وهْىَ لاهِيةٌ - مِنْ يانِعِ المَرْدِ قِنْوانِ العَنَاقِيدِ
يَقُولُ: إِذَا طَارَتِ الْحَمَامَةُ فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ مَالَ مِنْ لِينِهِ.
وَيُنَاصِى: يُحَاذِى، مِنَ النَّاصِيَةِ، نَاصَيْتُهُ: إِذَا أَخَذْتُ بِنَاصِيَتِهِ، وَأَنْشَدَ:
* إِنْ يُمْسِ رَأْسِى أَشْمَطَ الْعَنَاصِى * (1)
* كَأَنَّمَا فَرَّقَهُ مُنَاصٍ *
وَالْفَرَاقِدُ: جَمْعُ الْفَرْقَدَيْنِ، يُرِيدُ أَنَّ هَذِهِ الشَّجَرَةَ فى رُءوسِ الجِبَالِ الشَّاهِقَةِ.
5- أَلْقَيْتُ مِنْ تَشْوَاقِهِنَّ كَامِدَا
6- فَحَىِّ أَطْلاَلاً وَنُؤْيًا لاَبِدَا
7- أَمْسَتْ بِأَكْمَاعِ اللِّوَى بَلاَئِدَا
8- وَاسْتَبْدَلَتْ مِنْ أَهْلِهَا الأَوَابِدَا
/ الأَطْلاَلُ: مَا كَانَ لَهُ شَخْصٌ مِنْ الآثارِ آثَارِ الدَّارِ، مِثْلِ الْوَتِدِ، وَالآرِىِّ، وَالأُثْفِيّةِ، قَالَ: وَالرَّسْمُ: الأَثَرُ بِلاَ شَخْصٍ، مِثْل أَثَرِ الرَّمَادِ وَسَوَادِ النَّارِ.
وَالأَكْمَاعُ: مَوَاضِعُ.(1/130)
وَالْبَلاَئِدُ مِنَ الآثَار، وَيُقَالُ: بِهِ بَلْدَةٌ، وَأَنْشَدَ:
وَمَا تُجَرِّحُ فُرَّارًا ظُهُورُهُمُ
وَبِالنُّحُورِ كُلُومٌ ذَاتُ أَبْلادِ (2)
أَىْ ذَاتُ آثارٍ.
وَأنْشَدَ:
عَرَفَ الدِّيَارَ تَوَهُّمًا فَاعْتَادَهَا
مِنْ بَعْدِ مَالَبِسَ الْبِلَى أَبْلاَدَهَا(3)
وَالْبَلَدُ: الأَثَرُ.
وَالأَوَابِدُ: الوَحْشُ، وَالْوَاحِدَةُ آبِدَةٌ.
__________
(1) الشاهد فى اللسان (ن ص ا) لأبى النَّجْمِ العِجْلِىّ برواية "... مُنَاصِى". والشاهد فى ديوانه /132ط - بيروت.
(2) الشاهد فى اللسان (ب ل د) للقَطامِىّ، وروايتُه:
لَيْسَتْ تُجَرَّحُ فُرّارًا ظُهُورُهُمُ
وفى النُّحُورِ كُلُومٌ ذاتُ أَبْلادِ
والشاهد فى ديوانه /12ط - ليدن.
(3) الشاهد فى اللسان (ب ل د) لِعَدِىّ بن الرِّقَاعِ، ورواية العَجُزِ:
* مِنْ بَعْدِ ما شَمِلَ البِلَى أَبْلادَها *
والشاهد فى ديوانه /33 ط بيروت. ورواية العجر:
* مِنْ بَعْدِ ما دَرسَ البِلَى أبلادَها *
9- وَقَدْ نَرَى خَيْلاً بِهَا رَوَائِدَا (1)
10- وَعَكَرًا لاَبًا وَعِزًّا مَاكِدَا
11- وَقَدْ نَرَى بِيضًا بِهَا خَرَائِدَا(2)
12- إِذَا مَشَيْنَ مِشْيَةً تَهَاوُدَا
وَعَكَرًا لاَبًا، قَالَ: اللاَّبَةُ: الحَرَّةُ، وَتُجْمَعُ عَلَى لابًا(3)، قَالَ: فَيُرِيدُ أَنًَّ هَذِهِ الإِبِلَ مِنْ كَثْرَتِهَا وَسَوَادِها تُشْبِهُ الْحِرَارَ، قَالَ: وَمِثْلُ هَذَا أَنْشَدَنَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
* بَعْدَ أَحْصِنَةٍ وَلاَبِ *
يَعْنىِ خَيْلاً وَإِبِلاً، شَبَّهَهَا بِالْحِرَار.
وَالْمَاكِدُ: الثَّابِتُ، مَكَدَ يَمْكُدُ مُكُودًا: إِذا ثَبَتَ.
وَخَرَائِدُ: يَعْنىِ خَبِيَّاتٍ، وَالْوَاحِدُ خَرِيدَةٌ.
13- هَزَّ الصَّبَا مِنْ ذِى بِرَاقٍ مَائِدَا
14- جَاذَبْنَ أَصْلاَبًا بِهَا رَخَاوِدَا (4)(1/131)
البِرَاقُ والْوَاحِدَةُ بُرْقَةٌ، وَهِىَ تُنْبِتُ الأُقْحُوَانَ، قَالَ أَبُو الحَسَنِ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىّ "مِنْ ذِى بُرَاقٍ" وَالأُولَى رِوَايَةُ الأَصْمَعِىِّ.
وَالْمَائِدُ: الَّذِى يَمِيدُ، وَيُقَالُ: مَادَهُ يَمِيدُهُ: إِذَا أَعْطَاهُ ونَعَشَهُ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْمَائِدَةُ، وَيُقَالُ: امْتَادَهُ: إِذَا اسْتَعْطَاهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُمْتَاد، أَى المُسْتَعْطَى. قَالَ أَبُو الحَسَنِ وأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
* أَيَانِقٌ قَدْ كَفَأَتْ أَرْفَادَهَا *
* نُطْعِمُهَا إِذَا شَتَتْ أَوْلاَدَها * (5)
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "وقد تَرَى...".
(2) فى ديوانه المطبوع "وقد تَرَى...".
(3) هكذا بالأصل، وفى اللسان (ل و ب): "واللاَّبَةُ، واللُّوبةُ: الحَرَّةُ، والجَمْعُ لاَبٌ، ولُوبٌ، ولاَباتٌ، وهى الحِرَارُ، فأما سِيبَوَيْه فجَعَلَ اللُّوبَ جَمْعَ لاَبَةٍ، كقَارَةٍ وقُورٍ".
(4) رِواية أبى سعيد الضرير: "حَاذَيْنَ...".
(5) المشطور فى اللسان (أ ك ف) غير منسوب.
* حِرَادُهَا يَمْنَعُ أَنْ تَمْتَادَهَا *
قَوْلُهُ: "نُطْعِمُها أَوْلاَدَهَا" وَذَلِكَ فىِ شِدَّةِ الزَّمَنِ وَالْجَدْبِ تُبَاعُ أَوْلاَدُهَا فَيُشْتَرَى بِهَا لَهَا الْعَلَفُ، وَمِنْهُ:
* إن لَنَا أَحْمِرَةً عِجَافَا *
* يَأْكُلْنَ كُلَّ لَيْلَةٍ إِكَافَا *(1)
/ وَإِكَافًا: أَنْ نَبِيعَ أُكُفَهَا فَنَشْتَرِىَ بِهَا لَهَا الْعَلَفَ.
وَحِرَادُهَا يَعْنىِ قِلَّةَ لَبَنِهَا، حَارَدَتِ النّاقَةُ: إِذَا قَلَّ لَبَنُهَا.
وَنَمْتَادَها، أَىْ نَسْتَخْرِجُ لَبَنَهَا ونَحْتَلِبُهَا.
وَقَوْلُهُ: "رَخَاوِدَا" وَالرِّخْوَدُّ: النَّاعِمُ. يَقُولُ: جَاذَبْنَ أَصْلاَبًا فَيَعْنىِ أَنَّ أَعْجَازَهُنَّ ثِقَالٌ، فَهُنَّ يَجْذِبْنَ الأَصْلابَ مِنْ ثِقَلِهَا.(1/132)
15- وَعَقِدًا مُسْتَرْدِفًا قَعَائِدَا (2)
16- فَإنْ تَرَيْنىِ بَعْدَ سَيْرٍ رَابِدَا
17- هَمِّى فَقَدْ أُعْدِى الْهَوَى الْمُوَائِدَا
18- أَبِيتُ مِنْ هَمِّى الْمُعَنِّى سَاهِدَا
قَالَ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرابِىِّ "بَعْدَ سَيْرٍ زائِدَا" بِالزَّاىِ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ: وَالْقَوْلُ الأَوَّلُ "وَرَابدا"(3) يَعْنىِ حَابِسًا، قَالَ: وَمِنْهُ سُمِّىَ الْمِرْبَدُ مِرْبَدًا، وَيُقَالُ: رَبَدَ إِبِلَهُ يَرْبِدُهَا رَبْدًا، أَى حَبَسَهَا، ويُقَال: أَتَانَا بِعَجْوَةٍ قَدْ رُبِدَتْ، أَىْ حُبِسَتْ فَاشْتَدَّتْ وَصَلُبَتْ، وَأَنْشَدَ:
عَوَاصِىَ إِلاَّ مَا جَعَلْتَ وَرَاءَهَا
عَصَا مِرْبَدٍ تَغْشَى نُحُورًا وَأَذْرُعَا (4)
__________
(1) الرَّجَزُ فى اللسان (أ ك ف) غير منسوب بِرِواية:
* يَأْكُلْنَ ... أُكَافَا *
والإِكَافُ، والأُكَافُ من المَرَاكِبِ: شِبْهُ الرِّحَالِ والأَقْتابِ. (اللسان/ أ ك ف).
(2) رِواية أبى سعيد الضرير:
* وعَقِدًا مُسْتَرْفدًا وعائِدَا *
(3) فى الأصل "ورابد" والمثبت هو الصواب.
(4) الشاهد فى اللسان (ر ب د) غير منسوب، وروايته:
عَوَاصِىَ إلاّ ما جَعَلْتُ وَراءَها
عَصَا مِرْبَدٍ تَغْشَى نُحُورًا وأَذْرُعَا
عَصَا مِرْبَدٍ: يَقُولُ: عَصًا تُجْعَلُ عَلَى الْمَحْبِسِ حَتَّى لاَ يَخْرُجَ مِنْهَا مَا حُبِسَ، وَيُرْوَى : "الْمُوَاكِدَا" مَكَانَ "الْمُوَائِدَا" أى الشَّدِيدَ، مِنْ وَكَدَ، وَالمُوَائِدُ لَمْ يَقُلْ فِيهِ الأَصْمَعِىُّ وَلاَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ شَيْئًا، قَالَ أَبُو الحَسَنِ: وَأَظُنُّهُ الْمُثْقَلَ، مِنْ قَوْلِهِ:
* مَا لِلْجِمَالِ مَشْيُهَا وَئِيدَا *(1)
وَالْعَقِدُ مِنَ الرَّمْلِ: مَا انْعَقَدَ، والواحِدَةُ عَقِدَةٌ.(1/133)
والقَعَائِدُ: رِمَالٌ مُسْتَدِيرَةٌ، الْوَاحِدَةُ قَعِيدَةٌ، وَقَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ "زائِدَا" أَىْ زَائِدًا هَمِّى، والمُعَنِّى: الَّذِى يُعَيِّى صَاحِبَهُ.
19- أَغْبِطُ بِالنَّوْمِ الخَلِىَّ الرَّاقِدَا
20- لاَقَى الْهُوَيْنَا وَالرِّبَكَّ الرَّاغِدَا (2)
21- فَقُلْ لِخَوْدٍ تَلْبَسُ الْمَجَاسِدَا
22- إِنَّ الْحَشَايَا الْخُورَ وَالْوَسَائِدَا
الرِّبَكُّ: الَّذِى قَدِ ارْتَبَكَ فىِ أَمْرِهِ فَاخْتَلَطَ وَأَقَامَ فىِ عَيْشٍ رَغْدٍ، أَىْ ناعِمٍ.
/ وَالْمَجَاسِدُ: جَمْعُ مُجْسَدٍ، وَهُوَ الَّذِى قَدْ أُشْبِعَ صِبْغًا(3).
وَالْحَشَايَا الْخُورُ، يُقَالُ: حَشِيَّةٌ خَوَّارَةٌ، أَىْ لَيِّنَةٌ وَطِيئةٌ وَأَنْشَدَ:
* عَلَى خَوَّارَةٍ ذَاتِ مَفْرَشِ * (4)
يُرِيدُ فِيهَا مُفْتَرَشٌ، يَقُولُ: إِنَّ الحَشَايَا وَاللَّهْوَ مِنْ رَاغِدِ الْعَيْشِ، فَأَقَامَ وَلَمْ يَتَصَرَّفْ وَلَمْ يُسَافِرْ.
__________
(1) الشاهد فى اللسان (و أ د) للزَّبّاء، وبعده:
* أجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أَمْ حَدِيدَا *
[ الجَنْدَلُ: الحِجارة ].
(2) رِواية أبى سعيد الضرير: "... الرَّواغِدَا".
(3) فى الأصل "صِبْعًا" بالعين المهملة، والمثبت هو الصواب.
(4) الشاهد لأَِعْشَى هَمْدان فى الصُّبْح المنير /333، وتَمَامُه:
أَبَى رُتَبِيلُ قَتْلَهُ وقَتَلَتْهُ وأنْتَ عَلَى خَوّارةٍ وَسْطَ مِفْرَشِ
23- لَهْوٌ لِمَنْ رَاغَدَ عَيْشًا رَاغِدَا
24- إِنِّى وَإِنْ مَهَّدْتِ لىِ الأَمَاهِدَا
25- لَمْ أُمْسِ فىِ نَصِّ الْمَهَارَى زَاهِدَا
26- نَقْضِى الْهَوَى وَنَطْلُبُ الْفَوَائِدَا
الْعَيْشُ الرَّاغِدُ: هُوَ الْخِصْبُ.
وَالأَمَاهِدُ: جَمْعُ الأَمْهُدِ، وَالأَمْهُدُ جَمْعُ مَهْدٍ، قَالَ: وَكُلُّ فِرَاشٍ مَهْدٌ، فَيَقُولُ: إنْ فَرَشْتِ لىِ الفُرشَ، أَىْ إِنِّى لاَ أُقِيمُ أُسَافِرُ.(1/134)
وَالنَّصُّ: أَرْفَعُ السَّيْرِ، يُقَالُ: أَتَانَا عَلَى بَكْرٍ يَنُصُّهُ، قَالَ: وَمِنْهُ الْمِنَصَّةُ الَّتىِ تُجْلَى عَلَيْهَا الْمَرْأَةُ، وَنَصَّ الْحَدِيث كَأَنَّهُ يَرْفَعُهُ إِلَى صَاحِبِهِ.
نَقْضِى الْهَوَى: يَقُولُ: يَكُونُ لَنَا فىِ أَنْفُسِنَا هَوًى فَنَقْضِيهِ وَنَفِدُ إِلَى المُلُوكِ فَنُصِيبُ الفَوَائِدَ، يُقَالُ: أَوْفَدَ الأَمِيرُ قَوْمًا: إِذَا أَوْفَدَهُمْ إِلَيْهِ أَوْ إِلَى غَيْرِه.
27- وَإِنْ رَأَيْنَا الحِجَجَ الرَّوَادِدَا
28- قَوَاصِرًا بِالْعُمْرِ أَوْ مَوَادِدَا
الْحِجَجُ: السِّنُونَ.
وَرَوَادِدُ: عَوَاطِفُ، وَأَظْهَرَ التَّضْعِيفَ فىِ رَوَادِدَ، وَمَوَادِدَ كَمَا قَالَ:
* مَا لِىَ فىِ صُدُورِهِمْ مِنْ مَوْدَدَهْ *(1)
* إِلاَّ كَوُدِّ مَسَدٍ فىِ قَرْمَدَهْ *
29- تَبْقَى وَيُبْلِى يُبْسُهَا الأَجَادِدَا
30- فَلاَ تَلُومِى مَرِحًا مُعَانِدَا
31- وَاخْشَىْ سِهَامَ القَدَرِ المَصَائِدَا
32- وَالْمَوْتُ قِرْنٌ يَغْلِبُ الْمُحَايِدَا
33- بَلْ بَلْدَةٍ تُخْشِى الشُّجَاعَ الْفَارِدَا
34- إِذَا السَّرَابُ اسْتَعْمَلَ الْقَرَادِدَا
قَوْلُهُ: "الأَجَادِدَا" جَمْعُ أَجَدّ، وَالأَجَدُّ مِنَ الْجَدِيدِ.
وَقَوْلُهُ: "وَالْمَوْتُ قِرْنٌ" يَقُولُ: مَنْ فَرَّ مِنَ الْمَوْتِ أَدْرَكَهُ فَلَمْ يَنْفَعْهُ الْفِرَارُ.
__________
(1) اللسان (و د د) وقبله:
* إنَّ بَنِىَّ لَلِئَامٌ زَهَدَهْ *
وَقَوْلُهُ: "بَلْ بَلْدَةٍ" أَى رُبَّ بَلْدَةٍ تُخْشِى / الشُّجَاع الْفَارِدَا، وَرُبَّمَا أَنْشَدَ "وَبَلْدَةٍ تُخْشِى الشَّجَاعَ" وَأَكْثَرُ مَا يُتَكَلَّمُ بِالْوَاوِ إِذَا جَاءَتْ عَلَى مَعْنَى رُبَّ.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ: الْفَارِدَا: الَّذِى لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ مِنْ شَجَاعَتِهِ فَرْدٌ.
وَالْقَرَادِدُ: الْوَاحِدُ قَرْدَدٌ، وَهُوَ الْمَكَانُ الْمُسْتَوِى.(1/135)
35- وَقُلِّدَتْ أَعْلامُهَا قَلاَئِدَا
36- أَلاً وَأَلاً وَقَتَامًا بَاجِدا
37- خَوْقَاءُ يُنْضِى بُعْدُهَا الْحَوَافِدَا
38- مِنَ الْمَهَارَى تُنْضِحُ الْوَقَائِدا
39- يُمْسِى صَدَاهَا مُسْتَهَامًا فَاقِدَا
40- مُؤَنِّنًا لاَ يَنْتَهِى أَوْ نَاشِدَا(1)
وَقُلِّدَتْ أَعْلاَمُهَا: هَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ: خَارِجَةٌ أَعْلاَمُهَا مِنْ مُعْتَنَق.
وَالْبَاجِدُ: الثَّابِتُ، بَجَدَ بُجُودًا يَبْجُدُ:(2) إِذا ثَبَتَ.
وَيُنْضِى: يَهْزِلُهَا.
وَالخَوْقَاءُ: البَعِيدَةُ.
وَالْحَافِدُ: الَّتىِ تُسْرِعُ فىِ السَّيْرِ، وَالْجَمْعُ حَوَافِدُ.
وَالْوَقِيدَةُ: شِدَّةُ الْحَرِّ وَتَوَقُّدُ الشَّمْسِ، يَقُولُ: فَتَعْرقُ فىِ الْحَرِّ.
وَالْوَدِيقَةُ: دُنُوُّ الشَّمْسِ مِنَ الأَرْضِ وَتَوَقُّدُهُ (3).
وَالصَّدَى: الْهَامُ.
وَالْفَاقِدُ: الَّتىِ فَقَدَتْ وَلَدَهَا.
وَالْمُسْتَهَامُ: الَّذِى قَدْ ذَهَبَ عَقْلُهُ، فَيَقُولُ: فَلاَ يَزَالُ بِهَا هَذَا يَنُوحُ لَيْلَهُ، وَذَلِكَ مِنْ خَلاَئِهَا، أَىْ مِنْ خَلاَءِ الْبَلْدَةِ.
وَالْمُؤَنِّنُ: الَّذِى لَهُ أَنِينٌ لاَ يَنْتَهِى وَلاَ يَفِرُّ.
أوْ نَاشِدَا:يَقُولُ: أَو كَأَنَّهُ نَاشِدٌ يَنْشُدُ شَيْئًا، وأَنْشَدَ:
__________
(1) بَعْدَه فى نسخة أبى سعيد الضرير:
* قَطَعْتُها ذا صاحبٍ أو واحِدَا *
(2) الصواب "بَجَدَ يَبْجُدُ بُجُودًا "
(3) هكذا بالأصل، والصَّوابُ "وتَوَقُّدُها".
فَيَصِيحُ أَحْيَانًا كَمَا اسْـ ـتَمَعَ الْمُضِلُّ دُعَاءَ نَاشِدْ (1)
41- إِذَا السِّفَارُ اسْتَنْفَضَ المَزَاوِدَا(2)
42- يَطْوِى سُرَانَا الأُسْدَ وَالأَسَاوِدَا
قَوْلُهُ: "إِذَا السِّفَارُ" يَقُولُ: طَالَ السَّفَرُ حَتَّى أَكَلُوا مَا فىِ المَزَاوِدِ، وَالْوَاحِدُ مِزْوَدٌ.
وَالأُسْدُ(3): يَقُولُ: الأُسْدُ وَالأَسَاوِدُ فىِ هَذَا الْبَلَدِ.(1/136)
43- يَذْهَبْنَ فىِ غَوْرٍ وَنَجْدٍ نَاجِدَا (4)
44- يَطْرُدُهَا الأَدْنَى فَتَلْقَى طَارِدَا (5)
قَوْلُهُ: "نَجْدًا نَاجِدَا" قَالَ: هَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ: لَيْلٌ لاَئِلٌ، وَنَصْبُهُ إِيَّاهُ عَلَى ضَمِيرٍ كَأَنَّهُ / قال: يَقْطَعْنَ غَوْرًا وَيَطْوِى سُرَانَا نَجْدًا نَاجِدَا.
ومَعْنَى يَطْرُدُ، يَقُولُ: أَدْنَاهُنَّ يَطْرُدُ فَتَلْقَى آخرَ يَسُوقُ.
45- وَإِنْ أُحَبِّرْ مِدَحِى الأَجَاوِدَا
46- أَصْدُقْ وَيَبْلُغْنَ كَرِيمًا مَاجِدَا
47- يُعْطِى وَيَقْرِى الْجُزُرَ الْمَقَاحِدَا
48- إِذَا حُفَالُ الثَّلْجِ أَمْسَى جَامِدَا
يُقَالُ: جَزُورٌ وَجُزُرٌ.
والْمَقَاحِيدُ: الْعِظَامُ الأَسْنِمَةِ، الْواحِدَةُ: مِقْحَادٌ. وَالْقَمَعَةُ: السَّنَامُ. والْفَخَذَةُ: السَّنَامُ وَمَا حَوْلَهُ.
49- أَكْدَى الكُدَى وَأَكْذَبَ النَّوَاكِدَا
50- وَمِنْ أَكُفِّ البُخَّلِ الأَجَاعِدَا
أَكْدَى: يُقَالُ لِلرَّجُلِ: نَحَتُّهُ فَمَا نَحَتَتْ مَحَافِرِى فىِ كَدْيَتِهِ(6).
__________
(1) الشاهد فى اللسان (ن ش د) لأبى دواد، وروايتُه:
ويُصيخُ أحيانًا كما اسْـ ـتَمَعَ المُضلُّ لِصَوْتِ ناشِدْ
(2) رواية أبى سعيد الضرير: "...اسْتَنْفَدَ المَزَاوِدَا".
(3) الأُسْدُ والأساوِدُ: الحَيّات. (أبو سعيد الضرير).
(4) فى ديوانه المطبوع "... فى غُورٍ ...".
(5) فى ديوانه المطبوع "يَطْرُدُنا ...".
(6) هكذا بالأصل، والصواب "فى كُدْيَتِه".
وَالْكُدْيَةُ: المَكَانُ الْغَلِيظُ، فَيَقُولُ: مَنَعَ النَّاسَ مَا عِنْدَهُ وَأَشَدَّ الزَّمَنُ.
وَالنَّوَاكِدُ: الَّتىِ تَنْكُدُ مَا عِنْدَ الرَّجُلِ وَتَسْتَخْرِجُ مَا عِنْدَه كَارِهًا، وَمِنْهُ: جَرَى بِى الْفَرَسُ غَيْرَ مَنْكُودٍ، يَقُولُ: غَيْرَ مُسْتَحَثٍّ مَا عِنْدَهُ بِسَوْطٍ.(1/137)
وَأَكْذَبَ: يَقُولُ: أكْذَبَهَا فَلَمْ تُخْرِجْ شَيئًا، وَيُقَالُ: فُلاَنٌ سَبِطُ الْيَدِ لِلْخَيْرِ: إذَا كَانَ سَخِيًّا، وَإِذَا كَانَ بَخِيلاً قِيلَ: جَعْدُ الكَفِّ، يَقُولُ: وَأَكْذَبَ أَيْضًا هَذِهِ الأَجَاعِدَ فَلَمْ يُخْرِجْ مِنْهَا شَيْئًا.
الأَجَاعِدُ: جَمْعُ الأَجْعَدِ.
51- مِخْلاَفَهَا وَالْمُسْتَكِينَ الجَاحِدَا
52- فَأَيُّهَا الْقَائِلُ قَوْلاً حَاسِدَا
53- كَيْفَ رَأَيْتَ اللَّهَ يَكْفِى خَالِدَا
54- خُطوبَ أَحْدَاثٍ وَعَمْدًا عَامِدَا
قَوْلُهُ: "المُسْتَكِينَ الْجَاحِدَا" لَيْسَ هَذَا مِنْ الْجُحُودِ للشَّىءِ وَإِنَّمَا هُوَ من قَوْلِكَ: رَجُلٌ جَحِدٌ إِذَا كَانَ قَلِيلَ الْخَيْرِ.
وَقَوْلُهُ: "عَمْدًا عَامِدَا" يَقُولُ: وَمَا عَمَدَ لَهُ مِنْ شَىءٍ كَفَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ، يُقَالُ: عَمَدَ إِلَى الشَّىْءِ يَعْمِدُ عَمْدًا: إِذَا قَصَدَ، وَعَمِدَ سَنَامُ البَعِيرِ يَعْمَدُ: إِذَا وَرِمَ وَكَانَ فِيهِ وَجَعٌ.
55- إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الرَّاشِدَا
56- أَمَّرَ إِذْ سَاعَدَ أَمْرًا ساعِدَا
/ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "أَمَرَ إِذْ سَاعَدَ أَمْرًا سَاعِدَا" قَالَ: جَعَلَهُ أَمِيرًا، وَيُقَالُ: أَمَرَ عَلَيْهِمْ فُلاَنٌ: إِذَا صَارَ عَلَيْهِمْ أَمِيرًا، فَأَمّا أَمَّرَ فَهُوَ مِنَ الإِْمَارَةِ، أَمَّرْتُ عَلَيْهِمْ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَهُوَ عِنْدِى مُعَلَّقٌ بِالْبَيْتِ الَّذِى بَعْدَهُ بِقَوْلِهِ: "بِخَالِدٍ" فالْمَعْنَى: أَمَّرَ بِتَأْمِيرِهِ خَالِدًا أَمِيرًا ذَا مِرَّةٍ مُعَاضِدَا، مِثْلُ قَوْلِهِ:
* يَمْزِقْنَ بِاللَّحْمِ الحَوَرْ *(1)
وَمِثْلُهُ:
* وَفَارَقَنىِ جَارٌ بِأَرْبَدَ نافِعُ * (2)(1/138)
أَىْ بِمُفَارَقَتىِ أَرْبَدَ، وَلَيْسَ هَذَا التَّفْسِيرُ عَنِ الأَصْمَعِىِّ، وَيُقَالُ: سَاعَدَ ذَلِكَ الأَمْرَ: إِذَا دَنَا مِنْهُ، فَيَقُول: سَاعَدَ ذَا سَعَادَةٍ.
57- بِخَالِدٍ ذَا مِرَّةٍ مُعَاضِدَا
58- إِذِ الأُمُورُ اعْرَوْرَتِ الشِّدَائِدَا
الْمَعَاضِدُ: يَعْنىِ أَنَّهُ عَاضَدَ هَذَا الْخَلِيفةَ: عَاوَنَهُ.
وَقَوْلُهُ: "اعْرَوْرَتِ الشَّدَائِدَا" أَىْ رَكِبَتْ عُرْيًا، وَأَصْلُ ذَلِكَ أَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا فَزِعَتْ أَتَتِ البَعِيرَ فَرَكِبَتْهُ عُرْيًا. وَمِثْلُهُ:
تُلَوِّى يَدَيْهَا فىِ السَّنَامِ وَقَدْ رَأَتْ
مُسَوَّمَةً تَأْوِى إِلَيْهَا رِعَالُهَا
وَمِثْلُهُ:
وَرَاكِضَةٍ مَا تَسْتَجِنُّ بِجُنَّةٍ
بَعِيرِ حِلاَلٍ غَادَرَتْهُ مُحَجْفَلِ (3)
__________
(1) الرَّجَزُ فى اللسان (م ز ق) للعجّاج، وصوابه:
* كَأَنَّما يَمْزِقْنَ باللَّحْمِ الحَوَرْ *
[ الحَوَرُ: جُلُودٌ حُمْرٌ ]. والرَّجَزُ فى ديوانه /35 ط بيروت - تحقيق عزة حسن.
(2) الشاهد عَجُزُ بيت لِلَبِيد فى ديوانه/168، وصَدْرُه:
* وقَدْ كُنْتُ فى أكْنافِ جارِ مَضِنَّةٍ *
[ جارُ مَضِنَّةٍ: جارٌ يُضَنُّ به ].
(3) الشاهد لِطُفَيْلٍ الغَنَوِىّ فى ديوانه/92، ورِوَايتُه:
وراكِضةٍ ما تَسْتَجِنُّ بِجِنَّةٍ - بِغَيْرِ حِلاَلٍ راجَعَتْهُ مُجَحْفَلِ
[تَسْتَجِنُّ: تَسْتَتِرُ؛ الحِلاَلُ: مَرْكَبٌ من مراكِبِ النِّساء].
يَقُولُ: فَإِذَا اشْتَدَّ الأَمْرُ كَانَ هَكَذَا. وَمِثْلُهُ:
وَاعْرَوْرَتِ العُلُطَ الْعُرْضِىَّ تَرْكُضُهُ (1)
أُمُّ الْفَوَارِسِ بِالدِّيدَاءِ وَالرَّجَعَهْ
59- شَدَّ الْعُرَى وَأَحْكَمَ الْمَقَاعِدَا(2)
60- مِحْرَابَ حَرْبٍ يَقْرَعُ الصَّنَادِدَا
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "يَقْرَعُ"(3).
وَقَوْلُه: "مِحْرَابَ حَرْبٍ" يَقُولُ: لاَ يَزَالُ يُعَالِجُ حَرْبًا ويَقُومُ.(1/139)
ويَفْرَعُ: يُقَالُ: جَبَلٌ فَرَعَ الْجِبَالَ: طَالَهَا، يَقُولُ: فَيَطُولُهُمْ وَيَكُونُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ.
وَالصِّنْدِيدُ: الضَّخْمُ مِنَ القَوْمِ الرَّئِيسُ.
61- إِذَا لَوَتْ أَعْنَاقَهَا اللَّوَادِدَا
62- صَكَّ الرُّءوسَ الصُّعُرَ الألاَدِدَا
اللَّوَادِدُ: الَّتىِ تَلَدَّدُ: تَصَرَّفُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً. والْمُتَلَدَّدُ: العُنُقُ، وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ:
/ *وَتَلَدَّدَتْ بِالرَّمْلِ أَىَّ تَلَدُّدِ * (4)
وَلَدِيدَا الْوَادِى: نَاحِيَتَاهُ، وَالْوَاحِدُ لَدِيدٌ، وَلَدُودُ الصَّبِىِّ مِنْ هَذَا يُجْعَلُ فىِ نَاحِيَةِ فَمِهِ، وَالوَجُورُ: مَا جُعِلَ فىِ فَمِهِ فاجَرَهُ(5) مُسْتَقِيمًا.
وَالصُّعُرُ: الَّتىِ لاَ تَسْتَقِيمُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: لأُقِيمَنَّ صَعَرَك.
وَالأَلاَدِدُ: جَمْعُ أَلَدَّ، وَهُوَ الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ.
63- لَهْزًا عَلَى الْحَقِّ وَلَهْدًا لاَهِدَا
__________
(1) الموجود فى اللسان (ع ر ض) صَدْرُ البيت فقط غير منسوب.
(2) رِواية أبى سعيد الضرير: "المَعَاقِدَا".
(3) هكذا بالأصل، والصواب "يَفْرَعُ" بالفاء.
(4) الشاهد فى ديوان زهير /274، وتمامه:
حَتَّى إذا ما انْجابَ عنها لَيْلُها - وتَلَدَّدَتْ بالرَّمْلِ أَىَّ تَلَدُّدِ
[انْجابَ: انكشف عن البقرة ليلُها، أى أصْبَحتْ؛ تلَدَّدت: تَردَّدت وتَلَفَّتتْ تَطْلُبُ وَلَدها].
(5) هكذا بالأصل، ولعلّها "فأَوْجَرَهُ".
64- وَإِنْ أَغَصَّ الخَنِقُ الْمَزَارِدَا
اللَّهْزُ: اللَّكْزُ، لَهَزَهُ يَلْهَزُهُ.
وَاللَّهْدُ: عَصْرُ اللَّحْمِ حَتَّى يَنْفَضِخَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَدْمَى.
وَالْمَزَارِدُ: جَمْعُ الْمُزْدَرَدِ، يُقَالُ: زَرِدَهُ وَسَرِطَهُ: إِذَا بَلِعَهُ وَازْدَرَدَهُ واسْتَرَطَهُ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وأَخْبَرَنىِ اللّحْيَانِىُّ قَالَ: يُقَالُ لِلْفَالُوذِ: سِرِطْرَاطٌ، قَالَ: كَأَنَّهُ مِنْ هَذَا.(1/140)
65- رَأَيْتَ مَغْشِيًّا بِهِ أَوْ عَاصِدَا
66- وَلَمْ يَدَعْ بِالمَشْرِقَيْنِ عَانِدَا
67- وَلاَ عَدُوًّا لِلتُّقَى مُرَاصِدَا
68- إِلاَّ رَمَى شَيْطَانَهُ الْمُكَايِدَا
قَوْلُهُ: "مَغْشِيًّا بِهِ" أرَادَ أَنْ يَقُولَ عَلَيْهِ، وَالْمَعْنَى واحِدٌ، وَهَذَا مِنْ إِدْخَالِ الصِّفَاتِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ، مَرَرْتُ بِهِ وَعَلَيْهِ، وَرَضِيتُ عَلَيْهِ وَعَنْهُ، وَأَنْشَدَ:
إِذَا رَضِيَتْ عَلَىَّ بَنُو قُشَيْرٍ
لَعَمْرُ اللَّهِ يُعْجِبُنىِ رِضَاهَا (1)
قَالَ: أَنْشَدَنَاه أَصْحَابُنَا عَنْ أَبِى زَيْدٍ.
وَعَاصِدٌ: لاَوٍ عُنُقَهُ لِلْمَوْتِ، وَقَدْ مَرَّ هَذَا الْبَابُ.
وَقَوْلُهُ: "الْمَشْرِقَيْنِ" قَالَ: يُرِيدُ نَاحِيَةَ الْمَشْرِقِ، فَجَعَلَهُ اثْنَيْنِ، وَمِثْلُهُ:
* عَشِيَّةَ سَالَ الْمِرْبَدَانِ * (2)
__________
(1) الشاهد فى اللسان (ر ض ى) للقُحَيْفِ العُقَيْلِىّ، وبعده:
وَلاَ تَنْبُو سُيُوفُ بَنىِ قُشَيْرٍ - ولا تَمْضِى الأَسِنَّةُ فى صَفَاها
(2) الشعر فى اللسان (ر ب د) للفرزدق، وتَمَامُه:
عَشِيّةَ سالَ المِرْبَدانِ كِلاَهُما
عَجَاجةَ مَوْتٍ بالسُّيُوفِ الصَّوارِمِ
وهو فى ديوانه، 2/319.
[المِرْبدانِ: سَمَّى مِرْبَدَ البصرة- وهو محْبسُ الإبِل - المِرْبَدَيْنِ مجازًا لما يتصل بِه من مجاورة. وقال الجوهرىّ: إنه عنَى به سِكّة المِرْبَد بالبصرة والسكة التى تليها من ناحية بنى تميم جعلهما المِرْبَدَيْن].
69- بِذِى بِعَادٍ يَغْلِبُ الْمُبَاعِدَا
70- نَقْضًا وَإِمْرَارًا عَلَى مَحَاصِدَا
71- تَرَاهُ عَنْ أَجْرَامِهِمْ مُذَاوِدَا
72- بِاللَّهِ يَكْفِى غَائِبًا وَشَاهِدَا
قَوْلُهُ: "بِذِى بِعَادٍ" يُرِيدُ يَأْخُذُ الْغَايَةَ الَّتىِ هِىَ الْبُعْدُ، وَأَنْشَدَ:
وَكُنْتُ أُبَاعِدُ حِينَ أَرْمِى
فَقَدْ قَصَّرْتُ عَنْ غَرَضِ الْبِعَادِ(1/141)
يَقُولُ: فَهُوَ يَغْلِبُ هَذَا الَّذِى يَطْلُبُ البِعَادَ.
وقَوْلُهُ: "نَقْضًا وَإِمْرَارًا" يَقُولُ: يَنْقُضُ حُجَجَ خَصْمِهِ وَيُمِرُّ حُجَجَ نَفْسِهِ يُحْكِمُها وَيُبْرِمُهَا. /
عَلَى مَحَاصِدَ، أَىْ عَلَى أَمْرٍ مُحْصَدٍ.
وَالإِْمْرَارُ: الْفَتْلُ.
مَذَاوِدُ، يَقُولُ: يَذُودُ عَنْ حُرَمِهِمْ.
73- أهْدَى إِلَى السِّنْدِ لُهَامًا حَاشِدَا (1)
74- حَتَّى اسْتَبَاحَ السِّنْدَ وَالأَهَانِدَا (2)
اللُّهَامُ: الْجَيْشُ الَّذِى إِذَا أَتَى عَلَى شَىْءٍ الْتَهَمَهُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الْغَزِيرَةِ: لُهْمُومٌ، أَى كَثِيرَةُ اللَّبَنِ.
وَالْحَاشِدُ، يُرِيدُ: لَمْ يَبْقَ فِيهِ أَحَدٌ إِلاَّ حَشَدَ، أَىْ جَاءَ، ويُقَالُ: حَشَدَ بَنُو فُلاَنٍ: إِذَا اجْتَمَعُوا، ويُقَالُ: فُلاَنٌ أَحْشَدُ شَىْءٍ فىِ الْخَيْرِ. وَقَالَ: كَانَ رَئِيسَ هَذَا الجَيْشِ عَبْدٌ لِخَالِدٍ يُقَالُ لَهُ: غَزْوَانٌ كَانَ وَجَّهَهُ إِلَى السِّنْدِ فى ثَمَانىِ مِئَةٍ فِيمَا ذَكَرَ، قَالَ: وَقَدْ قَالَ فِيهِ الشَّاعِرُ:
* بَشِّرْ لُصُوص البَحْرِ بِالهَوَانِ *
* مِنْ جُنْدِ غَزْوانَ وَمِنْ غَزْوَانِ *
* أَصْبَحَ سَيْفًا لِبَنىِ مَرْوَانِ *
__________
(1) التاج (هـ ن د). ورِواية أبى سعيد: "أهْدَى إلى الهِنْدِ...".
(2) التاج (هـ ن د). ورواية أبى سعيد: "حتى اسْتَباحَ الهِنْدُ...".
75- وَ لِخُرَاسانَ ابْنَ عَمٍّ وَاصِدَا
76- وَأَسَدًا يَرْمِى بِهِ الْمَآسِدَا
77- إِنْ هِيجَ هَيْجٌ هِجْتَهُ مُنَاجِدَا
78- فىِ كُلِّ يَوْمٍ يَشْهَرُ المَجَالِدَا
قَالَ: وَكَانَ أَخُوهُ أَسَدٌ عَلَى خُرَاسَانَ.
وَالْوَاصِدُ: الثَّابِتُ، قَالَ: ويُقَال: الْوَصِيدُ: الْبَابُ.
وَالْمَآسِدُ: مَوْضِعُ الأَسَدِ، وَالْوَاحِدَةُ: مَأْسَدَةٌ، وَأَنْشَدَ:
مَنْ سَرَّهُ الْمَوْتُ صِرْفًا لاَ مِزَاجَ لَهُ(1/142)
فَلْيَأْتِ مَأْسَدَةً فىِ دَارِ عُثْمَانَا(1)
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "فىِ كُلِّ عَامٍ يُشْهِرُ...".
79- أَنْتَ ابْنُ أَقْوَامٍ بَنَوْا مَحَامِدَا
80- سَامَى ذُرَاهَا النَّجْمَ وَالْفَرَاقِدَا
81- رَقَّاكَ عَبْدُ اللَّهِ فِيهَا صَاعِدَا
82- وَمِنْ يَزِيدَ ازْدَدْتَ مَجْدًا زَائِدَا
عَبْدُاللَّهِ: أَبُوهُ.
وَيَزِيدُ: جَدُّهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بنِ يَزِيدَ بْنِ كُرْزٍ.
وَسَامَى: طَاوَلَهَا.
83- وَإِرْثَ مَجْدٍ آزَرَ الأَطَاوِدَا
84- فىِ قُحَمٍ كَابَدَ أَمْرًا كَابِدَا
إرْثُ مَجْدٍ، أَىْ أَصْلُهُ، وَأَصْلُ هَذِهِ الأَلِفِ وَاوٌ، وَإِنَّمَا هُوَ وِرْثٌ، وَهُمِزَتِ الْوَاوُ وَجُعِلَتْ / أَلِفًا، كَمَا قَالُوا لِلْوِسَادَةِ: إِسَادَةٌ، وَلِلْوِشَاحِ: إِشَاحٌ، ولِلْوكَافِ: إِكَافٌ.
وَآزَرَهُ، يُقَالُ: مَعَهُ ابْنٌ قَدْ آزَرَهُ، أَىْ قَوَّاهُ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "أَزَّرَ الأَطَاوِدَا"، أىْ أَحَاطَ بِهَا، أَخَذَهُ مِنَ الإِزَارِ، وَمِنَ الأَوَّلِ: وَصَفْرَاءِ الْبُرَايَةِ ذَاتِ أَزْرِ، أَىْ قُوَّةٍ.
85- يَسْقِينَ بِالْمَوْتِ الْكَمِىَّ الْحَارِدَا
86- فِى مَحْفِدٍ يَعْلُو بِهِ الْمَحَافِدَا
__________
(1) الشاهد لحسان بن ثابت فى ديوانه، 1/96.
87- أَكْرِمْ بِهِ فَرْعًا وَأَصْلاً تَالِدَا (1)
88- وَقِبْصَ عِيصٍ يَكْثُرُ الْمَعَادِدَا (2)
الحَارِدُ: الشَّدِيدُ الغَلِيظُ، وَالْحَرَدُ: الْغَيْظُ، حَرِدَ حَرَدًا، وَقَدْ حَرَدَ يَحْرِدُ حَرْدًا: إِذَا قَصَدَ لِلشَّىْءِ.
وقَوْلُهُ: "بِالْمَوْتِ": يُرِيدُ الْمَوْتَ، وَالْبَاءُ مُقْحَمَةٌ، وهَذَا مِثْل قَوْلِهِ:
* سُودُ الْمَحَاجِرِ لاَ يَقْرأْنَ بِالسُّوَرِ *(3)
وَلَهُ نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ.(1/143)
وَالْمَحْفِدُ: الأَصْلُ، وَكَذَلِكَ الْمَحْتِدُ، وَالإِْصُّ: الأَصْلُ، يُقَالُ: رَجَعَ إِلَى مَحْتِدِهِ، وَمَحْفِدِهِ، وَإِصِّهِ، وَحِنْجِهِ، وَبِنْجِهِ، وَرَجَعَ الْعَبْدُ إِلَى إِدْرَوْنِهِ.
والْقِبْصُ: الْعَدَدُ الكَثِيرُ.
89- طَلْحًا وَسِدْرًا وَقَتَادًا عَارِدَا
90- فىِ هَضْبِ غَضْبٍ يَمْنَعُ الأَصَالِدَا
يَقُولُ: مِنَ الطَّلْحِ والسِّدْر، يُرِيدُ أَنَّهُ فىِ أَصْل كَثِيرٍ وَعَدَدٍ كَثِيرٍ.
وَالْعَارِدُ: الْغَلِيظُ، وَمِنْهُ: رُمْحٌ عُرُدٌّ(4)، وَوَتَرٌ عُرُدٌّ: يُرِيدُ الغَلِيظَ الشَّدِيدَ، وَنَصَبَ طَلْحًا عَلَى قَوْلِكَ هُوَ أَكْثَرُ مَالاً رِقَّةً وَرَقِيقًا، يُرِيدُ: مِنْ ذَا وَذَا، والرِّقَةُ: الْوَرِقُ، وَالوَرَقُ: زِينَةُ الدُّنْيَا، والوَرَقُ: قِطَعُ الدَّمِ.
قَالَ: وَالْغَضْبَةُ: القِطْعَةُ مِنَ الجِلْدِ(5) الغَليظةُ.
وَالأَصَالِدُ: الشَّدَائِدُ، والصَّلاَّدُ: الشَّدِيدُ.
__________
(1) رواية أبى سعيد الضرير: "أكْرِمْ به أصْلاً وفَرْعًا تالِدَا".
(2) فى الأصل "وَقِيصَ" وهو ما يتفق مع الشرح الوارد للمشطور.
(3) الشاهد عَجُزُ بيت للراعى النُّمَيْرِىّ فى ديوانه/122، وصَدْرُه:
* هُنَّ الحَرَائِرُ لا رَبّاتُ أحْمِرَةٍ *
(4) فى الأصل "عُرَرٌّ" خطأ، والمثبت هو الصواب.
(5) فى الأصل "الجَلَدِ" والمثبت هو الصواب.
91- أُمْسَتْ عَلَى رَغْمِ الْعِدَى صَوَامِدَا (1)
92- يُنْبىِ صَفَاهَا الْمِقْذَفَ الْجُلاَمِدَا (2)
93- فَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَحَامِدَا
94- بِخَالِدٍ أحيا العِرَاقَ الْفَاسِدَا
95- تَقِيَّهُمْ وَالْمُشْرِكَ الْمُعَانِدَا (3)
96- مِنْ بَعْدِ مَا كَانُوا رَمَادًا رَامِدَا
الصَّوَامِدُ: الشِّدَادُ، يَقُولُ: ذَوَاتُ صَمْدٍ، وَصَمْدُ الجَبَلِ: شِدَّتُهُ.
وَيُنْبىِ: يَرُدُّ.
والْمِقْذَفُ: الْحَجَرُ يُقْذَفُ بِهِ.(1/144)
وَقَوْلُهُ: "عَلَى مَحَامِدَا" يَقُولُ: حَمْدًا عَلَى حَمْدٍ.
وَالْجُلاَمِدُ: الشَّدِيدُ مِنَ الْجَلْمَدِ، قَالَ: وَالْعِرَاقُ مُذَكَّرٌ، قَالَ: وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
إِنَّ العِرَاقَ لأَِهْلِى لَمْ يَكُنْ وَطَنًا
وَالْبَابُ دُونَ أَبىِ غَسَّانَ مَسْدُودُ (4)
وَقَوْلُهُ: "رَمَادًا رَامِدَا" إِذَا كَانَ لاَزِقًا بِالأَرْضِ، قَالَ: وَيُقَالُ: ارْمَدَّ النَّاسُ: إِذَا هَلَكُوا فىِ السَّنَةِ الْمُجْدِبَةِ، وَيُقَالُ: رَمَادٌ رِمْدِدٌ نَحْوُ قَوْلِهِ: رَامِدٌ كَأَنَّهُ تَأْكِيدٌ وَزِيادَةٌ فىِ شِدَّتِهِ، فَيَقُولُ: أَصْلَحْتُ العِرَاقَ وَقَدْ كَانَ فَاسِدًا.
97- بِلاَدَ خُرَّابٍ وَمَالاً كَاسِدَا
98- فَأَصْبَحُوا مُسْتَلْئمًا وَرَافِدَا
__________
(1) "أُمْسَتْ" بِضَمِّ الهمزة، هكذا بالأصل، وفى ديوانه المطبوع "أَمْسَتْ" بِفَتْح الهمزة.
(2) فى ديوانه المطبوع "... الجَلاَمدَا". ورِواية أبى سعيد الضرير: "يَبْنىِ صَفَاهَا...".
(3) رِواية أبى سعيد الضرير: "... المُعَاهِدَا".
(4) شاهد ذى الرُّمّة فى ديوانه 2/1359ط دمشق بِرِواية: "مَشْدُودُ" بالشين. وأَبو غَسّان هو: مالِكُ بنُ مِسْمَعِ بنِ شِهابٍ، وهو من بَنىِ بَكْرٍ، وكان سَيِّدَ رَبِيعة فى زَمانِه، واشْتَركَ فى قتالِ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْر، وتُوُفِّىَ فى أول خلافة عبد المَلِكِ بن مروان بالبَصْرةِ سنة 73هـ.
99- فِى حَلَبَاتٍ تَمْنَعُ الْمَضَاهِدَا
100- كَمْ مِنْ أَسِيرٍ يَشْتَكِى الْحَدَائِدَا
الْخُرَّابُ: اللُّصُوصُ.
وَقَوْلُهُ: "مَالاً كَاسِدَا": يَقُولُ: أَصْلَحْتَ الْعِراقَ وَكَانَ فَاسِدًا، أَفْسَدَتْهُ الْفِتْنَةُ حَتَّى كَسَدَ.(1/145)
وَقَوْلُهُ: "مُسْتَلْئمًا" يَقُولُ: صَارُوا يَتَّخِذُونَ السِّلاَحَ، وَالْمُسْتَلْئمُ: الَّذِى عَلَيْهِ السِّلاَحُ، مِنَ الَّلأَمَةِ، يُقَالُ: قَدْ لأَمَ الشَّىءَ: إِذَا وَافَقَهُ مُلاَءَمَةً: إِذَا صَارَ عَلَيْهِ، وَمِنْهُ:
* لأَمَ مِنْهُ الشَّلِيلُ الْفَقَارَا *(1)
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: اسْتَلَمَ الْحَجَرَ فَإِنَّهُ مَهْمُوزٌ ثُمَّ تُرِكَ فِيهِ الهَمْزُ كَأَنَّهُ مِنْ لأَمَ الشَّىءُ الشَّىءَ. وَالْحَلَبَاتُ: الْجَمَاعاتُ، الْوَاحِدَةُ: حَلْبَةٌ.
وَالْمَضَاهِدُ: مِنَ الاِضْطِهَادِ.
قَوْلُهُ: "رَوَافِدا" صَارُوا يَرْفِدُونَ وَيُعْطِى بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
101- أَطْلَقْتَ قَيْدَيْهِ وَغُلاًّ صَافِدَا
102- مُحَمَّدُ الأَنْصَارِ أَمْسَى حَامِدَا
103- أَنْجَيْتَهُ وَالْحَنَفِىَّ الْعَابِدَا
104- مِنْ خَوْفِ غَبْرَاءَ فَأَمْسَى سَاجِدَا
/ 105- يَدْعُو لَكَ اللَّه دُعَاءً جَاهِدَا
106- وَانْتَشْتَ مِنْ مَهْوَاتِهِ عُطَارِدَا
غُلاًّ صَافِدَا: مِنَ الصِّفَادِ: الْوِثَاقِ، صَفَدْتُهُ صَفْدًا: إِذَا أوْثَقْتَهُ إصْفَادًا: إِذَا أَعْطَيْتَهُ وَحَبَوْتَهُ.
وَقَوْلُهُ: "مُحَمَّدُ الأَنْصَارِ" هَذَا رَجُلٌ كَانَ أُخِذَ فَأَطْلَقَهُ خَالِدٌ.
__________
(1) الشاهدُ عَجُزُ بيتٍ للأَعْشَى فى ديوانه/47، وتَمَامُهُ:
ودأْيًا تَلاحَكْنَ مِثْلَ الفُئُو سِ لاَحَمَ مِنْها السَّلِيلُ الفِقَارَا
[تَلاَحَكْنَ: تَلاَزَمْنَ؛ السَّلِيلُ: النُّخَاعُ، أو هو طَرَائِقُ لَحْمٍ طوالٍ مع الصُّلْبِ (سلسلة الظَّهْر)، واحدها سليلة، أراد أن اللَّحْمَ الْتَحَمَ بالفِقارِ].
والْحَنَفِىُّ كَانَ وَلِىَ ولاَيَةً فَحُبِسَ فَأَطْلَقَهُ خَالِدٌ.
وَقَوْلُهُ: "انْتَشْتَ" يَقُولُ: أَدْرَكْتَهُ فَأَنْجَيْتَهُ، انْتَاشَهُ: إِذَا أَدْرَكَهُ وَأَعَانَهُ.
وَعُطَارِدُ: رَجُلٌ.
107- فَأَصْبَحَتْ تَعْلُو بِهِ الصَّيَاهِدَا(1/146)
108- عَيْسَاءُ تَمْطُو الْعَنَقَ الْمُوَاغِدَا
الصَّيَاهِدُ: الشِّدَادُ، يُقَالُ لِلرَّمْضَاءِ إِذَا اشْتَدَّتْ: صَيْهَدٌ.
وَالْعيَسْاءُ: البَيْضَاءُ فىِ صُهْبَةٍ، وَالذَّكَرُ أَعْيَسُ، وَالاسْمُ مِنْهُ الْعِيسَةُ.
وَالْمُواغَدَةُ: الْمُبَارَاةُ فىِ السَّيْرِ، يَتَوَاغَدَانِ، يَقُولُ: فَهَذِه العَيْسَاءُ تَعْلُو بِهِ الصَّيَاهِدَ، قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وَذَابَ الصَّيَاهِدُ(1)، يَعْنىِ الْهَوَاجِرَ، يُقَالُ: صَخَدَتْ(2): اشْتَدَّ حَرُّهَا، وَمِنْهُ: صَخْرٌ صَيْخُودٌ، وَهَاجِرَةٌ صَيْخُودٌ.
109- وَمَنْ يُمَادِدْ حَبْلَكَ الْمُمَادِدَا
110- يَبْسُطْ لَهُ اللَّهُ مَتِينًا وَارِدَا
111- وَمِنْ نَدَى كَفَّيْكَ سَجْلاً بَارِدَا
112- إِذَا الطِّلاَبُ اسْتَخْرَجَ المَوَاعِدَا
قَالَ أبُو الْحَسَنِ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "اسْتَنْجزَ الْمَوَاعِدَا".
113- أَصَبْتَ أَجْرًا وسَرَرْتَ الرَّائِدَا
114- كَمُسْتَهِلٍّ يَرْجُسُ الرَّوَاعِدَا
115- يُجْدِى أَهَاضِيبَ وَجَوْدًا جَائِدَا
116- يُحْيىِ بِهِ اللَّهُ الجَنَابَ الْبَائِدَا
كَمُسْتَهِلٍّ: كَسَحَابٍ مُسْتَهِلٍّ مُصَوِّتٍ بِالرَّعْدِ، وَهُوَ مِنَ اسْتِهْلاَلِ الصَّبِىِّ إِذَا صَاحَ عِنْدَ ولاَدِهِ، وَمِنْهُ:
__________
(1) لَعَلَّه جزء من بيتٍ للطرماح، ولم أَهْتَدِ إليه فى ديوانه.
(2) لَعَلَّ الشارح أراد أن يربط بين الصَّيْهَدِ والصَّيْخُودِ كما ورد فى اللسان (ص هـ د): "ويَوْمٌ صَيْهَدٌ وصَيْهَبٌ وصَيْخُودٌ، وقد صَهَدَهُم الحَرُّ وصَخَدَهُمْ بِمَعْنًى واحدٍ، وهاجرةٌ صَيْهَدٌ وصَيْهُودٌ: حارّةٌ".
يُهِلُّ بِالفَرْقَدِ رُكْبَانُهَا إِذَا رَأَوْهُ كَبَّرُوا وَتَكَلَّمُوا (1)
وَمِنْهُ: الإِْهْلاَلُ بِالْحَجِّ.
وَيَرْجُسُ: الرَّجْسُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ.
وَيُجْدِى: يُغْنىِ، مَا أَجْدَى عَنِّى / جَدَاءً.(1/147)
وَجَوْدًا جَائِدَا، وَالْجَوْدُ: الْمَطَرُ الْجَوْدُ، مُطِرُوا مَطْرَةً جَوْدًا، وَمَطْرَتَيْنِ جَوْدَيْنِ، وَمَطَرَاتٍ أَجْوَادًا وَجَوْدًا. وَقَدْ جِيدَ مِنَ النُّعَاسِ والْعَطَشِ، وَهُوَ الْجُوَادُ، وفَرَسٌ جَوادٌ: بَيِّنُ الجُودَةِ، وَرَجُلٌ جَوَادٌ: بَيِّن الجُود، وَفَرَسٌ جَوَادٌ: مِنْ خَيْلٍ جِيَادٍ.
وَالأَهَاضِيبُ: دُفَعٌ مِنَ الْمَطَرِ.
وَالْجَنَابُ، يُقَالُ: أَجْدَبَ جَنَابُ الْقَوْمِ: إذَا أَجْدَبَ مَا حَوْلَهُمْ.
117- فَرْعًا عَلَى الأَصْلِ وَعِرْقًا هَامِدَا
يَقُولُ: يُحْيىِ بِهِ اللَّهُ هَذَا الْفَرْعَ والْعِرْقَ الْهَامِدَا، قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
* عِرْقًا مِنَ الأَرْضِ وَعِرْقًا هَامِدَا(2) *
* * *
-22-
وَقَالَ أَيْضًا (3) [يَمْدَحُ مُضَرَ نَفْسَه](4)
1- شُبَّتْ لِعَيْنَىْ غَزِلٍ مَيَّاطِ (5)
2- سَعْدِيَّةٌ حَلَّتْ بِذِى أَرَاطِ (6)
شُبَّتْ: رُفِعَتْ لَهُ حَتَّى رَآها.
وَمَيّاطٌ: ذَاهِبٌ يَأْخُذُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
فَمِيطِى بِمَيَّاطٍ وَإِنْ شِئْتِ فَانْعَمِى
__________
(1) الشاهدُ فى اللسان (هـ ل ل) بدون عَزْو، وعَجُزُه:
* كَمَا يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ *
والشاهدُ أيضًا فى اللسان (ر ك ب) لاِبْنِ أحْمَر كَرِواية اللسان (هـ ل ل).
(2) هى رواية أخرى للمشطور السابق رقم (117).
(3) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع (85-87) ورقمها (32).
(4) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوانه المطبوع.
(5) التاج (أ ر ط).
(6) اللسان، والتاج (أ ر ط) وفيهما "بِذِى أُراطِ"، وذُو أُراط: مَوْضِعٌ.
صَبَاحًا وَرُدِّى بَيْنَنَا الْوَصْلَ وَاسْلَمِى (1)
وَيُقَالُ: مِطْ، وَأَمِطْ، وَالأَصْمَعِىُّ لاَ يَقُولُ: أَمِطْ.
3- بَرَّاقَةٌ كَالْبَرْقِ ذِى الْكِشَاطِ
4- كَأَنَّ بَيْنَ الْعِقْدِ وَالأَقْرَاطِ (2)
5- سَالِفَةً مِنْ جِيدِ رِئْمٍ عَاطِ (3)(1/148)
6- بَعْدَ الْمَنَامِ طَيِّبُ السِّعَاطِ (4)
بَرَّاقَةٌ: يُرِيدُ أَنَّهَا تَبْرُقُ مِنْ نَعْمَتِهَا.
وَالْكِشَاطُ: يُقَالُ: انْكَشَطَ الْبَرْقُ: إِذَا انْكَشَفَ.
وَالسُّعَاطُ: يُقَالُ: كَأَنَّهُ سُعَاطُ المِسْكِ، وَقَدْ حُكِىَ السِّعَاطُ.
وَالرِّئْمُ: الظَّبْىُ الأَبْيَضُ.
وَقَالَ: طَيِّبُ السِّعَاطِ كَأَنَّهُ مِنْ طِيبِ رِيحِهِ جُعِلَ فىِ أَنْفِهِ طِيبٌ أُسْعِطَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: السُّعَاطُ: الرِّيحُ كَأَنَّهُ سُعَاطُ المِسْكِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: المَشَمُّ وَالْعَاطِى: / الَّذِى يَعْطُو بِيَدِهِ يَتَنَاوَلُ.
انْكِشَاطُ البَرْقِ: لَمَعَانُهُ.
7- كَأَنَّ فَوْقَ الْخَزِّ وَالأَنْمَاطِ (5)
8- أَبْيَضَ مِنْهَا لاَ مِنَ الرَّوَاطِى (6)
قَوْلُهُ: "أَبْيَضَ" يَقُولُ: كَثِيبٌ أَبْيَضُ مِنَ الْكُثْبَانِ لاَ مِنَ الرَّوَاطِى، وَهِىَ الْكُثْبَانُ الْحُمْرُ، وَهُوَ مَكَانٌ مَعْلُومٌ، وَاحِدُهُ: رَاطِيَةٌ، يُرِيدُ مِنَ الْكُثْبَانِ الَّتىِ بِالرَّوَاطِى.
وَالرَّوَاطِى: رِمَالٌ لِعَبْدِالقَيْسِ.
__________
(1) الشاهد فى اللسان (م ى ط) لأَِوسِ بنِ حَجَرٍ، وهو فى ديوانه /117، يقول: أى اذْهَبِى بِقَلْبِ رَجُلٍ ذَهّابٍ بِقُلُوبِ النِّساءِ وتَبَاعَدِى عنه.
(2) التاج (ق ر ط)، وفى ديوانه المطبوع "... والإِقْراطِ".
(3) التاج (ق ر ط).
(4) فى ديوانه المطبوع "... طَيِّبُ السُّعَاطِ" بِضَمِّ السِّينِ وكَسْرِها.
(5) اللسان (ر ط ا).
(6) اللسان (ر ط ا) وفيه "أَبْيَضَ مُنْهالاً مِنَ الرَّواطِى" ويُرْوى: "أَبْيَضَ مُنْهَلاً مِنَ الرَّواطِى".
وَقَوْلُهُ: "مِنْهَا" أىْ مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ الَّتىِ وَصَفَهَا بِالْبَيَاضِ، وَكِلاَ المَعْنَيَيْنِ جَائِزٌ.
9- فَأَيُّهَا الشَّاحِجُ بِالغُطَاطِ (1)
10- لَمَّا تَصَدَّى لىِ ذَوُو الرِّيَاطِ
11- قُلْتُ وَجَدَّ الوِرْدُ بِالْفُرَّاطِ(1/149)
12- لاَ بُدَّ مِنْ جَبِيهَةِ الْخِلاَطِ
الغُطَاطُ: البَقِيَّةُ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ. وَالغَطَاطُ: ضَرْبٌ مِنَ القَطَا.
وَالشَّاحِجُ: الْغُرَابُ إِذَا أَسَنَّ، قِيلَ: لِصَوْتِهِ شُحَاجٌ.
وَالوِرْدُ: تَكُونُ الْوَارِدَةُ وَالْمَاءُ المَوْرُودُ، وَيَكُونُ مَصْدَرًا، وَالْوِرْدُ: جُزْؤُكَ الَّذِى تَقْرَؤُهُ، هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: جَدَّ الْقَوْمُ فىِ عَمَلِهِمْ.
وَالْفُرّاطُ: الْمُتَقَدِّمُونَ، وَإِنَّما يُرِيدُ هَاهُنَا وِرْدَ القِتَالِ أَوِ الْخُصُومَةِ.
وَالْجَبِيهَةُ: المُصَادَمَةُ.
وَالْخِلاَطُ: مُخَالَطَةُ الأَمْرِ وَالْوُقُوعُ بِهِ.
13- إِنِّى لَوَرَّادٌ عَلَى الضِّنَاطِ (2)
14- مَا كَانَ يَرْجُو مَائِحَ السِّقَاطِ (3)
15- جَذْبِى دِلاَءَ الْمَجْدِ وَانْتِشَاطِى (4)
16- مِثْلَيْنِ فىِ كَرَّيْنِ مِنْ مِقَاطِ (5)
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: سَأَلْتُ ابْنَ الأَعْرَابِىِّ عَنِ الضِّنَاطِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَلَمْ يُحْكَ لَنَا عَنِ الأَصْمَعِىِّ شَىءٌ.
أَبُو عَمْرٍو: الضِّنَاطُ مِنَ الكَثْرَةِ.
وَالسِّقَاطُ قَالَ: الَّذِى يَرْجُو سِقَاطِى، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: مَائحُ السِّقَاطِ وَهُمُ السَّفِلَةُ، الْوَاحِدُ: سَاقِطٌ.
وَالْكَرَّيْنِ: الحَبْلَيْنِ.
وَمِثْلَيْنِ: يُرِيدُ الدَّلْوَيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِثْلُ صَاحِبِهِ.
__________
(1) اللسان (غ ط ط) بِرِواية "يَأَيُّهَا...".
(2) اللسان (ض ن ط، غ ط ط)، والتاج (ض ن ط).
(3) التاج (ض ن ط) بِرِواية "... السُّقّاطِ".
(4) التاج (ض ن ط).
(5) التاج (ض ن ط).
وَالْكَرُّ: حَبْلٌ مِنْ قُطْنٍ يُجْعَلُ لِلْفَسَاطِيطِ / ثُمَّ جُعِلَ حَبْلٌ كَرًّا.
وَالْمِقَاطُ: الْحَبْلُ.
17- مِنْ بَقَرٍ أَوْ أَدَمٍ أَطَّاطِ (1)
18- إِذَا تَلاَقَى الْوَهْطُ بِالأَوْهَاطِ (2)
مِنْ بَقَرٍ: يُرِيدُ مِنْ جُلُودِ الْبَقَرِ، وَمِثْلُهُ:(1/150)
* كَأَنَّ خَزًّا تَحْتَهُ وَقَزَّا *
* وَفُرُشًا مَحْشُوَّةً إِوَزَّا *
يُرِيدُ رِيشَ إِوَزٍّ، وَمِثْلُهُ:
* رَقَمِيَّاتٌ عَلَيْهَا نَاهِضٌ * (3)
أَىْ رِيشُ نَاهِضٍ، وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ.
وَالْوَهْطُ: الْمَكَانُ المُطْمَئنُّ، يُرِيدُ إِذَا اجْتَمَعَتْ جَمَاعَاتٌ لِلْقِتَالِ فىِ هَذِهِ اخْتَلَطَ أَهْلُ هَذِه وَأَهْلُ هَذِهِ.
وَالأَطَّاطُ: الَّذِى يَئِطُّ إِذَا جُذِبَ مِنْ مَتَانَةِ سُيُورِهِ وَجَوْدَتِهَا.
19- أَوْرَى بِثَرْثَارَيْنِ فىِ الغِطْمَاطِ (4)
20- إِفْرَاغَ نَجَّاخَيْنِ فىِ الأَغْوَاطِ
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "بِبَرْبَارَيْنِ" يَعْنىِ فىِ صَوْتِهِمَا، وَأَجَازَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ ثَرْثَارٌ، وَبَرْبَارٌ جَمِيعًا، وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "فىِ غَطْمَاطِ".
وَالثَّرْثَارُ: الَّذِى لَهُ ثَرْثَرَةٌ وَصَوْتٌ.
وَالْغِطْمَاطُ: الْمَوْجُ، وَهُوَ الغُطَامِطُ، يَعْنىِ لِكَثْرَتِهِ.
وَالنَّجَّاخُ: تَسْتَمِعُ لِلْمَاءِ فِيهِ تَكْسِيرًا، يُقَالُ: سَمِعْتُ نَجِيخَ الْبَحْرِ.
__________
(1) التاج (أ ط ط) يَصِفُ دَلْوًا.
(2) التاج (غ ط م ط).
(3) الشاهد فى اللسان (ن هـ ض) وهو صَدْرُ بيتٍ لِلَبِيد يَصِفُ النَّبْلَ، وعَجُزُه:
* تُكْلِحُ الأَرْوَقَ مِنْهُمْ والأَيَلْ *
أراد رِيشًا من فَرْخٍ من فِرَاخِ النَّسْرِ ناهضٍ. والشاهد فى شرح ديوانه /195ط الكويت. ورَقَمِيّات: نَبْلٌ مَنْسوبة إلى الرَّقَم، وهو موضع دُونَ المدينة.
(4) اللسان (ب ر ر) وفيه "أَرْوِى بِبَرْبارَيْنِ ..."، والتاج (غ ط م ط) وفيه "أَرْوِى...".
وَالْغَوْطُ: الْمَكَانُ الْمُطْمَئِنُّ، يَقُولُ: فَغَرْبَاىَ يُفْرِغَانِ إِذَا صَادَفَا هَذَا ملآهُ، وَإِنَّمَا هَذَا مَثَلٌ، يُرِيدُ الْمَجْدَ وَالْمُفَاخَرَةَ.
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "ثَجَّاجَيْنِ فىِ الأَغْوَاطِ" أَخَذَهُ مِنْ ثَجِيجِ الْمَاءِ، أَىِ انْصِبَابُهُ.(1/151)
وَالأَغْوَاطُ: قَوْلُ أَبِى عَمْرٍو "الأَحْوَاضُ".
21- وَمَيْطُ غَرْبِى أَنْكَرُ الأَمْيَاطِ
22- عَلَىَّ أَنْمَارٌ مِنَ اعْتِبَاطِى (1)
المَيْطُ: الشِّدَّةُ، قَالَ الأَعْشَى:
* قَدْ تَجَاوَزْتُهَا عَلَى نَكَظِ الْمَيْطِ *(2)
يَقُولُ: فَشِدَّةُ غَرْبىِ أَنْكَرُ الشِّدَّةِ وَأَشَدُّهَا، قَالَ: وَيُقَالُ: أَمْرٌ ذُو مَيْطٍ، وَأَنْشَدَ لِسُحَيْمِ بْنِ وَثِيلٍ:
وَإن عُلاَلَتىِ وَجِرَاءَ حَوْلٍ
لَذُو مَيْطٍ عَلَى الضَّرَعِ الظَّنُونِ
/ وَالضَّرَعُ: الصَّغِيرَةُ.
وَالظَّنُونُ: الَّذِى لاَ يُوثَقُ بِمَا عِنْدَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّمَّاخِ:
كِلاَ يَوْمَىْ طُوَالَةَ وَصْلُ أَرْوَى
ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظُّنُونِ (3)
__________
(1) التاج (ع ب ط).
(2) الشاهد فى اللسان (ن ك ص) وتَمامُه:
قد تَجاوَزْتُها على نَكَظِ المَيْـ - ـطِ إذا خَبَّ لامِعَاتُ الآلِ
والشاهد فى الصُّبْح المنير فى شعر أبى بَصِير/6، وروايتُه:
قد تَعَلَّلتُها على نَكَظِ المَيْطِ - وقد خَبَّ لامعَاتُ الآل
[تَعَلَّلْتُها: رَكِبْتُها على عِلَّتِها، أو رَكِبْتُها مَرَّةً بعد مَرَّةٍ مثل عَلَلِ الشّرْب؛ النَّكَظُ: الشِّدّة والعَجَلةُ؛ المَيْطُ: البُعْدُ، أى على شِدّةِ البُعْدِ، وقِيلَ: المَيْطُ: العَجَلَةُ، وقِيلَ: الشِّدَّةُ والمَشَقّة].
(3) شاهد الشَّمّاخ فى ديوانه /319ط دار المعارف برواية:
"... مَطَّرَحَ الظُّنُونِ" بفتح الميم، والشاعر يَمْدَحُ عُرابة بن أوس. والمعنى: وَصْلُ أَرْوى غير موثوق به فى كلا يَوْمَىْ طُوَالة، وكان لَقِيهَا فى هذا الموضع مرتين فى يومين فلم يَرَ منها ما يُحبّ، ثم أقْبَلَ على نفسه، فقال: قد حان أن أتْرُكَ هذا الوصلَ الذى لا أثِقُ به.
"كِلاَ" فىِ مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى مَعْنَى الصِّفَةِ، وَرَفَعْتَ وَصْلُ بِظُنُون.
وَالضَّارِعُ: الصَّغِيرُ، وَأَنْشَدَ:
حَوَافِرُهَا الضَّوَارِعُ مُنْعَلاَتٌ(1/152)
وَيَبْقَى حَافِرُ الذَّكَرِ الْوَقَاح
إنَّمَا يُرِيدُ جُلُودَ أَنْمَارٍ، يَقُولُ: مَا تَرَى مِنِّى مِنَ الْكَرَاهَةِ عِنْدَ الْبَأْسِ.
وَاعْتِبَاطِى: شَقِّى وَتَمْزِيقِى الأَعْدَاءَ، فَيَرَوْنَ فىِ صُدُورِهِمْ مِنْ كَرَاهَتِى هَذَا، وَمِثْلُ هَذَا:
يَرَى النَّاسُ مِنَّا جِلْدَ أَسْوَدَ سَالِخًا
وَفَرْوَةَ ضِرْغَامٍ مِنَ الأُسْدِ ضَيْغَمِ (1)
23- كَالْحَيَّةِ المُجْتَابِ بِالأَرْقَاطِ (2)
24- يَكْفِيكَ أَثْرِى الْقَوْلَ وَانْتِبَاطِى
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "وَاعْتِبَاطِى" يَقُولُ: مِنْ غَيْرِ أَنْ يُهَيَّأَ، أَخَذَهُ مِنَ العَبِيطِ، وَهُوَ شَقُّكَ الثَّوْبَ ونَحْرُكَ البَعِيرَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ.
أَثْرِى: يَقُولُ: أَثَرُ الْقَوْلِ إِذَا بَحَثْتُ عَنْهُ، فَلاَ يَأْثُرُ القَوْلَ، أى يَسْتَثيرُهُ وَيَسْتَخْرِجُهُ.
وَانْتِبَاطِى: يُرِيدُ: اسْتِنْبَاطِى، يَقُولُ: أَسْتَنْبِطُ هَذِهِ الْعَوَارِمَ مِنَ الأَقْوَالِ.
25- عَوَارِمًا لَمْ تُرْمَ بِالإِسْقَاطِ
26- فِيهِنَّ وَسْمٌ لاَزِمُ الأَلْيَاطِ
27- سَفْعٌ وَتَخْطِيمٌ مَعَ الْعِلاَطِ
28- فَقَدْ كَفَى تَخَمُّطُ الْخِمَاطِ (3)
اللِّيطُ: الْجِلْدُ.
وَالإِْسْقَاطُ، أَىْ بِسَقَطٍ، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "تَخَمُّطُ الْخَمَّاطِ".
وَالسَّفْعُ، تَسْفَعُ: تَضْرِبُ الْوَجْهَ بِالْمِيسَمِ، وَمِنْهُ: سَفَعْتُ عَلَى العِرْنِينِ مِنْهُ بِمِيسَمِ.
أَبُو عَمْرٍو: السَّفْعُ: عَلَى الخَدِّ.
__________
(1) الشاهد لأَِوْسِ بنِ حَجَرٍ فى ديوانه/124، ورواية الصَّدْر:
* يَرَى النّاسُ مِنّا جِلْدَ أسْوَدَ سالخٍ *
(2) التاج (ع ب ط).
(3) التاج (خ م ط)، وفى ديوانه المطبوع بِرِواية "تَخَمُّطَ الخِمَاطِ".
وَالتَّخْطِيمُ: عَلَى الأَنْفِ.
وَالْعِلاَطُ: عَلَى الْعُنُقِ.(1/153)
وَقَالَ الأَصْمَعِىُّ: التَّخْطِيمُ: أَنْ يُمِرَّهُ عَلَى مَوْضِع الْخِطَامِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ أَبِى عَمْرٍو. [وَالْعِلاَطُ عَلَى العُنُقِ](1).
والتَّخَمُّطُ: الأَخْذُ بِالْقَهْرِ.
29- وَالْبَغْىَ مِنْ تَعَيُّطِ العَيَّاطِ (2)
30- حِلْمِى وَذَبَّ النَّاسَ عَنْ أَسْخَاطِى(3)
31- مَضْغِى رُؤُوسَ الْبُزْلِ وَاسْتِرَاطِى (4)
32- فىِ شَدْقَمٍ أَشْدَاقُهُ خَبَّاطِ
/33- عِنْدَ العِضَاضِ مِقْصَلٍ هَمَّاطِ
التَّعَيُّطُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَبَى قَدِ اعْتَاطَ، وَأَصْلُهُ مِنَ النَّاقَةِ إِذَا اعْتَاطَتْ فَلَمْ تَحْمِلْ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: التَّعَيُّطُ: الاْحْتِيَالُ، إِذَا حَالَتِ النَّاقَةُ فَلَمْ تَحْمِلْ.
فىِ شَدْقَمٍ: فىِ شِدْقٍ وَاسِعٍ.
وَخَبَّاط، أَى صِهْمِيمٌ. قَالَ الأَصْمَعِىُّ: سَأَلْتُ أَعْرَابِيًّا عَنِ الصِّهْمِيمِ فَقَالَ: هُوَ الَّذِى يَضْرِبُ بِرِجْلِهِ ويَسْمُو بِرَأْسِهِ.
والاسْتِرَاطُ مِنَ اسْتَرَطْتُ الشَّىءَ: ازْدَرَدْتُهُ، يُقَالُ: سَرِطَهُ، وَزَرِدَهُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْفَالُوذِ : سِرِطْرَاطٌ.
34- وَقَدْ أُدَاوِى نَحْطَةَ النَّحَّاطِ
35- فَصْدًا وَأَسْقِى السَّمَّ ذَا الْحَمَاطِ
النَّحْطَةُ: السُّعَالُ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِى عَمْرٍو، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "نَخْطَةَ النَّخَّاطِ" قَالَ: وَهُوَ الْكِبَرُ.
__________
(1) مابين الحاصرتين عبارة مكررة سبق ذكرها.
(2) الرَّجَزُ فى اللسان (ع ى ط) منسوب لِذِى الرُّمّة، وصُوِّبَ فى هامش اللسان أنه لِرُؤبة، والرَّجَزُ فى التاج (خ م ط).
(3) فى ديوانه المطبوع "... عَنْ إِسْخاطِى".
(4) التاج (س ر ط)، وفيه " رؤوس الناس...".(1/154)
وَقَالَ فىِ قَوْلِهِ: "وَأَسْقِى السَّمَّ ذَا الْحَمَاطِ" قَالَ: وَهُوَ الَّذِى يَبْقَى فىِ حَلْقِ صَاحِبِهِ، وَقَالَ: الْحَمَاطُ: بَقْلٌ يُقَالُ لَهُ: الأَفَانَى، فَإِذَا يَبِسَ فَهُوَ الْحَمَاطُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَنِ الْعُقَيْلِىِّ قَالَ: غَضِبَ عَلَىَّ أَبِى فَوَجَأَ عُنُقِى وَجْأَتَيْنِ وَجَدْتُ لَهُمَا حَمَاطَةً فىِ قَلْبِى.
فَقَوْلُهُ "فَصْدًا" يَقُولُ: أَفْصِدُ الْعِرْقَ وَأَسْقِى السَّمَّ أَحْيانًا. هَذَا قَوْلُ الأَصْمَعِىِّ، قَالَ: وَالْحَمَاطُ: حَرٌّ يُوجَدُ فىِ الْعَيْنِ، وَأَنْشَدَ:
* مِثْلُ الحَمَاطَةِ أَغْضَى فَوْقَهَا الشُّفُرُ * (1)
يُرِيدُ أَنَّهُ يَشْفِى مَنْ كَانَ بِهِ دَاءٌ مِثْلُ هَذَا، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "السَّمَّ ذَا الْحَمَاطِ" قَالَ: وَهُوَ المَرَارَةُ والإِْبَاءُ.
36- فِيهِ الْكَدَا وَحَقْوَةُ الأَوْقَاطِ
37- أَرْمِى إِذَا انْشَقَّتْ عَصَا الْوَطْوَاطِ
الْكَدَا: أَصْلُهُ الْهَمْزُ، يُقَالُ: كَدَأَ الْكَلْبُ كَدَأً، قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْكَدَأُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الْكِلاَبَ، قَدْ كَدِئَ الْكَلْبُ، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: كَدَا النَّبْتُ يَكْدُو كُدُوًّا: إِذَا أَبْطَأَ نَبَاتُهُ.
__________
(1) الشاهد عَجُزُ بيت للعباسِ بن مِرْداسٍ فى ديوانه/72، وصَدْرُه:
* ما بالُ عَيْنِكَ فيها عائِرٌ سَهِرٌ *
[العائِرُ: كُلُّ ما أعَلَّ العَيْنَ من رَمَدٍ أو قَذًى؛ الحَمَاطُ: شَجَرٌ خَشِنُ المَلْمَسِ؛ سَهِرٌ: من السَّهَرِ وهو امتناعُ النوم؛ الحَمَاطة: تِبْنُ الذُّرَةِ إذا أُذرِيت، وله أُكَالٌ فى الجِلْدِ، ويريد ما يقع منه فى العين فتقذى به؛ أغضى فوقها: أغْمَضَ جَفْنَهُ عليها؛ الشُّفُرُ: أصلُه بسكون الفاء وحُرِّكَت بالضَّمِّ إتْباعًا: أصل مَنْبتِ الشعر فى الجَفْن].(1/155)
الْحَقْوَةُ: وَجَعٌ يَكُونُ فىِ الْبَطْنِ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِى عَمْرٍو أَيْضًا، قَالَ: وَيُقَالُ إِنَّهُ لَمَحْقُوٌّ. /
وَالأَوْقَاطُ: يُقَالُ: ضَرَبَهُ فَوَقَطَهُ: إِذَا أَوْقَذَهُ.
وَالْوَطْوَاطُ: الضَّعِيفُ.
وَقَوْلُهُ "انْشَقَّتْ عَصَاهُ" انْتَشَرَ عَلَيْهِ أَمْرُهُ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ رَمَيْتُ أَنَا، وَأَنْشَدَ:
* إِنَّا إِذَا مَا عَجَزَ الْوَطْوَاطُ * (1)
* وَكَثُرَ الْهِيَاطُ وَالْمِيَاطُ *
قَالَ: وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ لِلْخُفَّاشِ: الْوَطْوَاطُ. قَالَ الأَصْمَعِىُّ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى الزِّنَادِ قال: نَظَرَ رَجُلٌ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِى ضُرِبَ فِيهِ فُلاَنٌ فَكَأَنَّمَا كَانَ عَلَى جَوَانِبِهِ سُلُوحُ وَطْوَاطٍ.
38- بِرَجْمِ أَجْآى مِقْذَفِ الْمِلاَطِ
39- إِنِّى امْرُؤٌ بِمُضَرَ اعْتِبَاطِى
بِرَجْمِ: يَقُولُ: بِمُرَاجَمَةِ.
وَأَجْآى: مِنَ الْجُوءَةِ، وَهِىَ حُمْرَةٌ تَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ.
يُقَالُ لِلْعَضُدَيْنِ: ابْنَا مِلاَطٍ.
وَمِقْذَفٌ: شَدِيدُ الْمُرَاجَمَةِ، وَهَذِهِ صِفَةِ الْجَمَلِ، يَقُولُ : فَرَمْيىِ وَدَفْعِى كَرَمْىِ هَذَا وَمُدَافَعَتُهُ.(2)
وَالاْعْتِبَاطُ: الْقَطْعُ، وَالْعَبِيطُ: الَّذِى اعْتُبِطَ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ، وَأَنْشَدَ:
* كَنَوَافِذِ الْعُبْطِ الَّتىِ لاَ تُرْقَعُ * (3)
__________
(1) فى اللسان (و ط ط) وفيه "...عَجَر الوَطْوَاطُ"، أنشدهما ابنُ بَرِّى لِذِى الرُّمّة يَهْجُو امْرَأَ القَيْس، ومع المشطورين مَشاطير أخرى. والشاهد فى ديوان ذى الرمة 3/1758 برواية "إنِّى إذا ...".
(2) هكذا فى الأصل، والصواب "ومُدَافَعَتِهِ".
(3) الشاهد فى اللسان (ع ب ط) عَجُز بَيْتٍ لأبى ذُؤَيب، وصَدْرُه:
* فَتَخَالَسَا نَفْسَيْهِمَا بِنَوَافِذٍ *(1/156)
يَعْنِى كَشَقِّ الجُيُوبِ وأَطْرافِ الأَكْمامِ والذُّيُولِ؛ لأنها لا تُرْقَعُ بعد العَبْطِ. ورِواية اللسان "العُبُطِ". والشاهد فى شرح أشعار الهذليين /40.
يُرِيدُ: شَقَّ الْحَدِيدِ.
40- عُرَاعِرُ الأَقْوَامِ وَاخْتِبَاطِى
41- لَنَا الْحَصَى وَأَوْسَعُ الْبَسَاطِ (1)
عُرَاعِرٌ: شَدِيدٌ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ الْجَمْعَ وَيُخْرِجُهُ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ وَيَضُمُّ الْعَيْنَ، وَأَنْشَدَ:
خَلَعَ الْمُلُوكَ وَسَارَ تَحْتَ لِوَائِهِ
شَجَرُ الْعُرَى وَعُرَاعِرُ الأَقْوَامِ (2)
وَالْعُرْوَةُ: الْمَكَانُ الْكَثِيرُ الشَّجَرِ الَّذِى لاَ يَكَادُ يَنْتَفِى، وَانْتِفَاؤُهُ أَنْ يَذْهَبَ. قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ تَفْتَحَ الْعَيْنَ وَهُوَ يُرِيدُ الْجَمْعَ فَيَكُونُ عَلَى لَفْظِ الصَّوَارِحِ. وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "وَعَرَاعِرُ" قَالَ: وَهُمُ الأَشْرَافُ وَالْوَاحِدُ [عُرَاعِر](3)، وَمِثْلُهُ الْقُنَاقِنُ، والْقَنَاقِنُ، وَالْحُلاَحِلُ والحَلاَحِلُ، وَالْعُجَاهِنُ وَالْعَجَاهِنُ، فَالْقَنَاقِنُ: الْمُهَنْدِسُ لِلْمَاءِ الَّذِى يَعْرِفُ مَوْضِعَهُ، وَالْجَمْعُ قَنَاقِنُ، وَالْعُجَاهِنُ: الطَّبَّاخُ، وَالْجَمْعُ الْعَجَاهِنُ، وَكَذَلِكَ الْجُوَالِقُ وَالْجَوَالِقُ وَالْجَوَالِيقُ جَمِيعًا. وَالاخْتِبَاطُ: أَنْ يَرْكَبَ الطَّرِيقَ بِغَيْرِ قَصْدٍ، يَقُولُ: تَقَدُّمِى عَلَى النَّاسِ وَرُكُوبىِ / الأَمْرَ، قَالَ: وَيُقَالُ: خَبَطَتْ حَوَافِرُهُ الأَرْضَ: إِذَا كَسَرَتْهَا.
وَالْبَسَاطُ: الأَرْضُ الْوَاسِعَةُ.
42- وَالْحَسَبُ الْمُثْرِى مِنَ الْبَلاَطِ
__________
(1) التاج (ب س ط) وفيه "... البِسَاطِ".(1/157)
(2) الشاهد فى اللسان (ع ر ر) لِمُهَلْهِل، وهو عَدِىّ بن رِبيعة التَّغْلبِىّ المُتَوَفَّى نحو 93 ق.هـ=531م، ورِوايةُ العَجُزِ "شَجَرُ العُرَا..." وهو الذى يَبْقَى على الجَدْبِ. والشاهد فى ديوانه /82ط بيروت يَصِفُ أخاه، برواية "... وعَرَاعِرُ الأَقوامِ" والعَراعِرُ: جمع العُراعِرِ، وهو السَّيِّدُ.
(3) ما بين الحاصرتين زيادة من اللسان يستقيم بها المَعْنَى.
43- وَالْمُلْكُ فىِ عَادِيِّنَا الْقَعَّاطِ
الْمُثْرِى: الكَثِيرُ، يُقَالُ: أَثْرَى الْقَوْمُ: إِذَا كَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ إِثْرَاءً، وَهُوَ الثَّرَاءُ.
وَالْقَعَّاطُ: الْمُشَدِّدُ، يُقَالُ: رَجُلٌ يُقَعِّطُ فىِ الدِّينِ: إِذَا تَشَدَّدَ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْقَعَّاطُ: الْخِيَارُ مِنْ كُلِّ شَىءٍ.
44- دَانَتْ لَهُ والسُّخْطُ لِلسُّخَّاطِ (1)
45- نِزَارُهَا وَيَامِنُ الأَقْحَاطِ (2)
46- فَأَيُّهَا الْجَاذِى عَلَى الْقِطَاطِ (3)
47- مِنْ ذِى أَنًى أَوْ جَاهِلٍ نَفَّاطِ
يَامِنٌ: يُرِيدُ الْيَمَنَ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ:
__________
(1) التاج (ق ح ط) وفيه "للسَّخّاطِ".
(2) التاج (ق ح ط).
(3) اللسان، والتاج (ق ط ط) ورِوايتُه:
* يَأَيُّهَا الحاذِى على القِطَاطِ *
والقِطَاطَُ: المِثَالُ الذى يَحْذُو عليه الحاذِى ويَقْطَعُ النَّعْلَ (اللسان).
* بَيْتُكَ فىِ الْيَامِنِ بَيْتُ الأَيْمَنِ *(1)
* فىِ الْعِزِّ مِنْهَا وَالسَّنَامِ الأَسْمَنِ *
وَقَوْلُهُ: "للسُّخَّاطِ" يَقُولُ: عَلَى رَغْمِ مَنْ رَغِمَ.
وَالْجَاذِى: المُنْتَصِبُ.
وَالْقِطَاطُ: مَدَارُ حَوَافِرِ الدَّابّةِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: القِطَاطُ مِنَ الْمَقْطُوطِ، قَطَّهُ وَقَدَّهُ.(1/158)
وَالنَّفَّاطُ: يُقَالُ: رَأَيْتُهُ يَنْفِطُ مِنَ الْغَيْظِ، وَهُوَ نَفْخٌ بِالأَنْفِ، وَيُقَالُ: مَا لَهُ عَافِطَةٌ وَلاَ نَافِطَةٌ. وَالْعَافِطَةُ: هِىَ الضَّائِنَةُ، وَالنَّافِطَةُ: الْمَاعِزَةُ، وَيُقَالُ فىِ السَّبِّ: يَا ابْنَ الْعَافِطَةِ النَّافِطَةِ لِلرَّاعِيَةِ، والْعَفْطُ: صَوْتُهَا، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا ضَرَطَ عَفَطَ بِهَا. وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَأَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ قَالَ: يُقَالُ: فُلاَنٌ يَنْتَفِطُ عَلَىَّ غَضَبًا، قَالَ: وَالْقِدْرُ تَنْفِطُ فىِ أوَّلِ غَلْيِهَا وَتَكِتُّ ثُمَّ تَغَطْمَطُ.
48- نَحْنُ جَمَعْنَا النَّاسَ بِالْمِلْطَاطِ(2)
49- فَأَصْبَحُوا فىِ وَرْطَةِ الأَوْرَاطِ (3)
50- بِمَحْبِسِ الْخِنْزِيرِ وَالْبِطَاطِ
51- أَذَلَّ أَعْنَاقًا مِنَ الْغَطَاطِ (4)
__________
(1) المشطور الأول فى اللسان (ى م ن) غير منسوب. والرّجَزُ لِرُؤبة فى ديوانه المطبوع/163 الأُرْجوزة (57) المشطوران (106،105).
(2) اللسان (ل ط ط، و ر ط)، والتاج (و رط ). والرجز لِرُؤبة فى ديوانه المطبوع /163 الأرجوزة (57) المشطوران (106،105).
(3) اللسان، والتاج (و ر ط)، وفى اللسان (ل ط ط) "فى وَرْطةٍ وأَيُّما إِيراطِ"، ويُروى "فأصْبَحُوا فى وَرْطةِ الأَوْراطِ"، وفى اللسان: جَمْعُ وَرْطةٍ وِرَاطٌ، وقال ابْنُ سِيدَه تَعْلِيقًا على جمع (الأوراط): أُراهُ على حَذْفِ التاء فيكون من بابِ زَنْدٍ وأَزْنادٍ، وفَرْخٍ وأَفْراخٍ.
(4) التاج (غ ط ط).
لَمْ يَرْوِ الأَصْمَعِىُّ "بِمَحْبِسِ الْخِنْزِيرِ وَالْبِطَاطِ".
وَالْمِلْطَاطُ: السَّاحِلُ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ – رَحِمَهُ اللَّهُ – هَذَا الْمِلْطَاطُ طَرِيقُ المُؤَمِنِينَ هُرَّابًا مِنَ الدَّجّالِ، يُرِيدُ / بِذَلِكَ سَاحِلَ الْبَحْرِ. قَالُ أَبُو عَمْرٍو: الْمِلْطَاطُ: الْمُسْتَوِى مِنَ الأَرْضِ.(1/159)
وَالأَوْرَاطُ: جَمْعُ وَرْطَةٍ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ يَقَعُ فىِ الأَمْرِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَنْجُوَ مِنْهُ: قَدْ وَقَعَ فىِ وَرْطَةٍ، وَيُقَالُ: أَوْرَطَنىِ فىِ أَمْرٍ: لَمْ يُخْرِجْنىِ مِنْهُ.
وَالْغَطَاطُ: ضَرْبٌ مِنَ الْقَطَا.
52- مِنْ حَادِثٍ أَوْ نَاعِقٍ قَوَّاطِ (1)
53- قَدْ مَاتَ قَبْلَ الْغَسْلِ وَالإِحْنَاطِ (2)
54- غَيْظًا وَأَلْقَيْنَاهُ فِى الأَقْمَاطِ (3)
55- لَنَا سِرَاجًا كُلِّ لَيْلٍ غَاطِ (4)
الْقَوْطُ: الْقَطِيعُ مِنَ الغَنَمِ، وَقَوَّاطٌ: يُرِيدُ له قَوْطٌ.
وَالنَّاعِقُ: الَّذِى يَنْعَقُ بِهِنَّ، فَيُرِيدُ أَنَّهُ صَاحِبُ غَنَمٍ وَزَرْعٍ.
وَالإِحْنَاطُ: يُرِيدُ قَبْلَ أَنْ يُجْعَلَ عَلَيْهِ الْحَنُوطَ، وَأَنْشَدَ:
* وَخَيْلُ بَنىِ شَيْبَانَ أَحْنَطَهَا الدَّمُ *
أَىْ كَانَ لَهَا حَنَوطًا. وَالأَحْنَاطُ أيْضًا: جَمْعُ حَنُوطٍ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْقَوْطُ مِنَ الْغَنَمِ مِنَ الْمِئَةِ إِلَى الثَّلاَثِمِئَةٍ.
وَالأَقْمَاطُ: جَمْعُ قَمْطٍ، جَعَلَهُ مَصْدَرًا، قَمَطَهُ قَمْطًا، يَقُولُ: شَدَدْنَاهُ.
وَالْغَاطِى: الْمُلْبِسُ، وَيُقَالُ: غَطَا يَغْطُو غُطُوًّا: إِذَا عَلاَ كُلَّ شَىْءٍ، وَغَطَّى الشَّىْءَ تَغْطِيَةً، وَغَطَاهُ يَغْطُوهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ حَسَّانَ:
__________
(1) التاج (ق و ط) وفيه "من ناعِقٍ أو حارثٍ قَوّاطِ" وفى ديوانه المطبوع "من حارِثٍ...".
(2) التاج (ق م ط).
(3) التاج (ق م ط).
(4) لَيْلٌ غاطٍ: مُظْلِمٌ. اللسان (غ ط ى)، والرَّجَزُ فى التاج (ش ر ط).
رُبَّ حِلْمٍ أَضَاعَهُ عَدَمُ الْمَا - لِ وَجَهْلٍ غَطَا عَلَيْهِ النَّعِيمُ (1)
56- وَرَاجِسَاتُ النَّجْمِ وَالأَشْرَاطِ (2)
57- وَإِنْ عِرَاكُ الْيَوْمِ ذِى الضِّغَاطِ
58- مَاعَكَ عِزًّا دَامِىَ الْحِطَاطِ
59- وَسَارَ بَغْىُ الأَنِفِ النَّحَّاطِ (3)
النَّجْمُ: الثُّرَيّا.(1/160)
وَرَاجِسَاتُهُ رَجْسُ رَاجِسَاتِ الرَّعْدِ، وَهُوَ صَوْتُهُ.
وَالْعِرَاكُ: الْمُعَالَجَةُ.
وَالْحِطَاطُ: قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ يَحُطُّ النَّاسَ، وَيُرْوَى "دَامِىَ الْحِطَاطِ" وَالْحِطَاطُ: الْبَثْرُ.
وَالأَنِفُ: أَنِفْتُ مِنَ الشَّىْءِ أَنَفًا.
وَالنَّحَّاطُ: الَّذِى يَنْحِطُ مِنَ الْغَيْظِ.
60- وَقَدْ غَدَتْ شَامِطَةُ الأَشْمَاطِ
61- عَشْوَاءُ تُنْسِى سَرَقَ الْمِرَاطِ
شَامِطَةٌ: يَعْنىِ حَرْبًا، وَهَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: تَخْلِطُ الأُمُورَ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ، يُقَال: شَمَطَ: / إِذَا خَلَطَ، وَيُقَالُ لِلتِّينِ وَالْقَتِّ: شَمِيطٌ إِذَا خُلِطَا، وَيُقَالُ لِلشَّعَرِ إِذَا كَانَ بَعْضُهُ أَبْيَضَ وَبَعْضُهُ أَسْوَدَ شَمِيطٌ، وَقَالَ طُفَيْلٌ:
شَمِيطُ الذَّنَابَى جُوِّفَتْ وَهْىَ جَوْنَةٌ
بِنُقْبَةِ دِيبَاجٍ وَرَيْطٍ مُقَطَّعِ (4)
وَيُقَالُ: اشْمِطْ عَمَلَكَ، أَىِ اخْلِطْ، وَالشَّامِطَةُ يَعْنىِ الْحَرْبَ وَالْفِتْنَةَ.
__________
(1) شاهد حَسّان فى اللسان (غ ط ا). وهو فى ديوانه /40ط دار صادر بيروت.
(2) التاج (ش ر ط).
(3) الرَّجَزُ فى اللسان والتاج (ن ح ط) غير منسوب، ورِوايتُه:
* وزَاد بَغْىُ الأَنِفِ النَّحّاطِ *
والنَّحّاطُ: المُتَكَبِّرُ الذى يَنْحِطُ من الغَيْظ، أى زَفَرَ من الغَيْظِ.
(4) الشاهد فى اللسان (ش م ط) لِطُفَيْلٍ يَصِفُ فَرَسًا بِرِواية "شَمِيطُ الذُّنَابَى..."، وهو فى ديوانه /135 برواية اللسان بتشديد الذال وضَمِّها. [ فَرَسٌ شَمِيطُ الذَّنَبِ: فيه لَوْنانِ؛ الرَّيْطُ: الثَّوْبُ اللَّيِّنُ].
وَعَشْوَاءُ، يَقُولُ: تَرْكَبُ رَأْسَهَا لاَ تُبَالىِ مَا أَتَتْ، وَهَذَا مَثَلٌ.
وَالْمِرَاطُ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو: مِنَ المِرْطِ. وَقَالَ الأَصْمَعِىُّ الْمَرَّاطِ والمِرَاطِ، وَلَمْ يُحْكَ لَنَا فِيهِ عَنْهُ شَىءٌ.
62- سَالَتْ نَوَاحِينَا إِلَى الأَوْسَاطِ (1)(1/161)
63- سَيْلاً كَسَيْلِ الزَّبِدِ الغَِطْمَاطِ (2)
الغِطْمَاطُ عَنْ أَبِى عَمْرٍو وَابْنِ الأَعْرَابِىّ جَمِيعًا.
وَالزَّبِدُ: يَعْنىِ الْمَوْجَ.
وَالغِطْمَاطُ: تَغَطْمُطُ الْمَوْجِ عَلَيْهِ، إِذَا اضْطَرَبَ حَتَّى يُغَطِّيَهُ.
64- وَعَرَبٍ عَاتِينَ أَوْ أَنْباطِ
65- زُرْنَاهُمُ بِالجَيْشِ ذِى الأَلْغَاطِ
66- حَتَّى رَضَوْا بِالذُّلِّ وَالإِيهَاطِ (3)
67- وَضَرْبِ أَعْنَاقِهِمِ الْقُسَّاطِ (4)
الأَلْغَاطُ: جَمْعُ لَغَطٍ، يُقَالُ: لَغَطَ الْقَوْمُ يَلْغَطُونَ لَغَطًا.
وَالإِيَهاطُ، يُقَالُ: ضَرَبَهُ فَأَوْهَطَهُ: إِذَا أَثْقَلَهُ، قَالَ الأَصْمَعِىُّ: وَسَمِعْتُ شَيْخًا مِنَ الرِّبَابِ يَقُولُ: رَأَيْتُ حَيَّةً أَسْوَدَ فَضَرَبْتُهُ فَأَوْهَطْتُهُ، أَىْ أَثْقَلْتُهُ.
وَالقُسَّاطُ: جَمْعُ قَاسِطٍ، وَهُوَ الْجَائِرُ وَالْمَائِلُ أَوْ شَبِيهٌ بِذَلِكَ، وَأَنْشَدَ:
* حَتَّى شَفَى الدِّينُ قُسُوطَ القُسَّاطِ *
68- بِالْبِيضِ تَحْتَ الأَسَلِ الْوَخَّاطِ
69- نَعْلُو بِهَا مَسَاحِجَ الأَمْشَاطِ
70- حَتَّى أَقَمْنَاهُمْ عَلَى الصِّرَاطِ
__________
(1) اللسان (غ ط م) وفيه "سالَتْ نَواحِيهِ..."، والتاج (غ ط م ط) وفيه سالَتْ نَواحِيها...".
(2) اللسان (غ ط م) وفيه "... الغَطْماطِ" بفتح الغَيْن، وفى التاج (غ ط م ط) "...الزَّبَدِ...".
(3) فى ديوانه المطبوع، والتاج (ق س ط) "حَتَّى رَضُوا...".
(4) اللسان، والتاج (ق س ط) بِرِواية:
* وضَرْبِ أَعْناقِهِمِ القِسَاطِ *
والقَسَطُ: يُبْسٌ فى العُنُقِ.
71- فَقُلْ لِذَاكَ الشَّاعِرِ الْخَيَّاطِ (1)
قَوْلُهُ: "تَحْتَ الأَسَلِ" يَقُولُ: يَدْخُلُونَ تَحْتَ الرِّمَاحِ بِالسُّيُوفِ.
وَالْوَخْطُ: طَعْنٌ يَجُوف وَلاَ يَنْفُذُ. قَالَ: وَقَالَ الكِنْدِىُّ:
* موتة ذِى قَارٍ أُدْخِلُوا تَحْتَ النُّشَّابِ *(2)
وَهَذَا شَبِيهٌ بِقَوْلِ زُهَيْرٍ:(1/162)
يَطْعَنُهُمْ مَا ارْتَمُوا حَتَّى إِذَا اطَّعَنُوا
ضَارَبَ حَتَّى إِذَا مَا ضَارَبُوا اعْتَنَقَا (3)
/ وَالْمَسَاحِجُ: يُرِيدُ الْمَوْضِعَ الَّذِى يَقَعُ عَلَيْهِ الْمُشْطُ.
وَالْخَيَّاطُ: الَّذِى يَأْخُذُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا.
72- وَذِى الْمِرَاءِ المِهْمَرِ الضَّفَّاطِ (4)
73- رُغْتَ اتِّقَاءَ العَيْرِ بِالضُّرَاطِ (5)
74- وَانْشَقَّ ثَوْبُ الشَّرِّ ذُو العِطَاطِ
75- لَبِئْسَ عَضُّ الْخَرِفِ الْمِغْلاَطِ (6)
76- وَالْوَغْلِ ذِى النَّمِيمَةِ المِخْلاَطِ (7)
77- مِثْلِى إِذَا جَلَّحَ وَانْخِرَاطِى
الضَّفَّاطُ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو: المُكْتَنِزُ اللَّحْم. وَالضَّفَّاطُ: مِنَ الضَّفَاطَةِ، وَهِىَ الْحُمْقُ.
__________
(1) التاج (خ ى ط).
(2) النُّشَّابُ: النَّبْلُ، واحِدتُه نُشَّابة؛ ويَوْمُ ذى قارٍ: يَوْمٌ لِبَنىِ شَيْبانَ، وكان أَبْرَوِيزُ أَغْزاهُم جَيْشًا فَظَفِرَتْ بَنُو شَيْبانَ، وهو أوّل يوم انْتَصرَتْ فيه العَرَبُ من العَجَمِ.
(3) شاهد زُهَيْر فى ديوانه /54ط دار الكتب، وروايته:
"... ما ارْتَمَوْا...". يقول: إذا ما رَمَوْا من مَدًى بَعيدٍ غَشِيَهُم بالرُّمْح، فإذا اطَّعَنُوا دخل تحت الرِّماح بالسيف فَضَاربَ، فإذا ضاربوا دخل تحت السيف فاعْتَنَق، وإنما أراد أن يُخْبِرَ أنه أقْرَبُهم إلى القتال.
(4) التاج (خ ى ط).
(5) التاج (خ ى ط).
(6) التاج (خ ل ط) وفيه "فَبِئْسَ ... المِخْلاطِ".
(7) التاج (خ ل ط) وفيه "... المِغْلاطِ".
وَانْشَقَّ ثَوْبُ الشَّرِّ، هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ، وَالَّذِى حُكِىَ عَنِ الأَصْمَعِىِّ: ثَوْبُ السَّرْدَقِ العَطَّاطِ.
وَالْوَغْلُ: الَّذِى لاَخَيْرَ فِيهِ.
وَالْعِطَاطُ: التَّخْرِيقُ، عَطَّهُ يَعُطُّهُ عَطًّا.(1/163)
وَالانْخِرَاطُ: الجِدُّ وَالْمَضَاءُ، مُحَمّدُ بنُ حَبِيب: مُضِيُّهُ ذَاهِبًا. وَانْخِرَاطُهُ: سُرْعَتُهُ.
[وَالْوَبْلُ: أَشَدُّ المَطَرِ وَأكْبَرُهُ قَطْرًا].(1)
78- وَالْتَاثَ مِنِّى الْوَبْلُ بِالقِطَاطِ
79- وَقَدْ رَأَى الرَّاؤُونَ بِالْمَحَاطِ
80- تَصَعُّدِى فىِ الْجَرْى وَانْحِطَاطِى
81- فَطَاحَ عَنْ جِدِّى ذَوُو الإِشْطَاطِ
82- فىِ مُصْمَعِدَّاتٍ عَلَى السِّمَاطِ
83- إِذَا تَمَطَّاهُنَّ عَقْبٌ مَاطِ
الْمَحَاطُ، يَقُولُ: حَيْثُ يُحَاطُ بِالنَّاسِ، وَيُقَالُ: أَشَطَّ: إِذَا جَاءَ بِشَطَطٍ.
وَالْمُصْمَعِدَّاتُ، يُقَالُ: اصْمَعَدَّ السَّيْرُ: إِذَا جَدَّ وَمَضَى.
وَالسِّمَاطُ: النَّظْمُ: هُوَ نَظْمٌ وَاحِدٌ، وَالْوَاحِدُ سِمْطٌ.
وَتَمَطَّاهُنَّ: مَدَّهُنَّ.
وَعَقْبٌ: جَرْىٌ بَعْدَ جَرْىٍ.
ابْنُ حَبِيب: الإِشْطَاطُ: الجَوْرُ.
84- وَمَدُّ أَخْطَاطٍ إِلَى أَخْطَاطِ
85- لَوْلاَ الشَّبَا طَارَ مِنَ الإِْفْرَاطِ
86- وَهْوَ مُرِيحٌ غَيْرُ ذِى احْتِلاَطِ
87- لَوْ أَحْلَبَتْ حَلاَئِبُ الفُسْطَاطِ (2)
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "لَوْ أَحْلَبَتْ حَلاَئِبُ الفُسْطَاطِ".
وَالأَخْطَاطُ جَمْعُ خَطٍّ، وَهُوَ / الَّذِى يُخَطُّ لِلْخَيْلِ إِذَا أُرْسِلَتْ، عَنْ أَبِى عَمْرٍو، وَإِنَّمَا هَذَا مَثَلٌ.
وَالشَّبَا: حَدَائِدُ اللِّحَامِ.
وَالإِفْرَاطُ: التَّقَدُّمُ.
وَالْمُرِيحُ: هُوَ الَّذِى يُكْرَبُ وَيُجْهَدُ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين شرح للمشطور التالى رقم (78).
(2) اللسان (ب ل ط)، والتاج (ب ل ط، ف س ط)، وفى ديوانه المطبوع "حَلاَئِبَ".(1/164)
وَالفُسْطَاطُ أَيْضًا: الْمِصْرُ. قَالَ الأَصْمَعِىُّ: حَدَّثَنىِ رَجُلٌ مِنْ بَنىِ تَمِيمٍ قَالَ: قَرَأْتُ فىِ كِتَابِ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ: هَذَا مَا اشْتَرَى فُلاَنٌ مِنْ فُلاَنٍ مَوْلَى زِيَادٍ، اشْتَرَى مِنْهُ خَمْسَ مِئَةِ جَرِيبٍ حِيَالَ الفُسْطَاطِ، قَالَ: يُرِيدُ الْبَصْرَةَ.
وَالْحَلاَئِبُ: جَمْعُ حَلْبَةٍ، وَهِىَ الدُّفْعَةُ مِنَ الْخَيْلِ، وَيُقَالُ: أَجْلَبَ وَأَحْلَبَ: إِذَا أَعَانَ.
88- عَلَيْهِ أَلْقَاهُنَّ بِالبَلاَطِ(1)
89- نَاجٍ يُعَنِّيهُنَّ بِالإِْبْعَاطِ (2)
90- وَالْمَاءُ نَضَّاخٌ عَلَى الآبَاطِ (3)
91- إِذَا اسْتَزَدْنَاهُنَّ بِالسِّيَاطِ (4)
قَالَ أبُو الْحَسَنِ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "إِذَا اسْتَدَى نَوَّهْنَ بِالسِّيَاطِ" يَعْنَِى هَذَا الْجَمَلَ إِذَا سَدَى فىِ مَشْيِهِ حَمَلَ أَصْحَابَ الإِْبِلِ الَّذِينَ مَعَهُ أَنْ يَضْرِبُوا إِبِلَهُمْ بِالسِّيَاطِ لِيُلْحِقُوهُ.
وَنَوَّهْنَ: يَعْنىِ الإِْبِلَ حَمَلَتْ أَصْحَابَهَا عَلَى أَنْ تَضْرِبَهَا بِالسِّيَاطِ.
وَالنَّاجِى: السَّرِيعُ، وَأَلْقَاهُنَّ: خَلَّفَهُنَّ. وَالْبَلاَطُ: الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ.
وَالإِبْعَاطُ، وَالإِبْعَادُ وَاحِدٌ، أَبْعَطَ، وَأَبْعَدَ، وَذَلِكَ إِذَا أَفْرَطَ فىِ السَّوْمِ، وَرَوَاها أَبُو عَمْرٍو "نَضَّاخٌ مِنَ الآبَاطِ" أَرَادَ بِهِ العَرَقَ يَنْضَخُ مِنْ إِبَاطِ الْخَيْلِ.
92- فىِ رَهَجٍ كَشُقَقِ الرِّيَاطِ
__________
(1) اللسان (ب ل ط)، والتاج (ب ل ط، ف س ط).
(2) اللسان (ب ع ط، س د ا) غير منسوب، ورَواهُ ثَعْلَبٌ "... يُغَنِّيهِنَّ بالإِبْعاطِ" والرجز فى التاج (ب ع ط).
(3) اللسان (س د ا).
(4) اللسان (ب ع ط، س د ا) غير منسوب، وروايتُه:
* إذا اسْتَدَى نَوَّهْنَ بالسِّيَاطِ *
والرجز فى التاج (ب ع ط) بِرِواية اللسان. وفيه "نُوِّهْنَ".(1/165)
93- أَرْبَى وَقَدْ صَاحُوا بِهَا يَعَاطِ (1)
94- مَعْجِى أَمَامَ الْخَيْلِ وَالْتِبَاطِى (2)
الْمَعْجُ: المَرُّ السَّهْلُ.
وَالاْلْتِبَاطُ، يُقَالُ لِلْبَعِيرِ إذَا مَرَّ يَجْهَدُ الْعَدْوَ قَدْ عَدَا اللَّبَطَةَ، وَهَذَا مَثَلٌ، يُرِيدُ أَنَّهُ لاَ يُجَارِينىِ أَحَدٌ إِلاَّ سَبَقْتُهُ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الاْلْتِبَاطُ: أَشَدُّ مِنَ الْمَعْجِ.
وَشُقَقٌ جَمِيعُ شُقَّةٍ، وَأَمَّا مِنَ البُعْدِ فَيُقَالُ شُقَّةٌ، / وَشِقَّةٌ. وَالشُّقّةُ مِنَ الثِّيَابِ لاَ غَيْرُ.
* * *
-23-
وَقَالَ أَيْضًا (3) [فى مَدِيحِ نَفْسِه](4):
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: أَخْبَرَنِى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ قَالَ: هَذِه لِلْعَجّاجِ، وَهِىَ فىِ رِوَايَةِ أَبِى عَمْرٍو وَالأَصْمَعِىِّ لِرُؤْبَةَ.
1- وَبَلَدٍ يَغْتَالُ خَطْوَ المُخْتَطِى (5)
2- بِغَائِلِ الْغَوْلِ عَرِيضِ المَبْسَطِ (6)
قَوْلُهُ: "وَبَلَدٍ" قَالَ الأَصْمَعِىُّ: سَرَقَ هَذَا مِنْ أَبِيهِ مِنْ قَوْلِهِ:
* وَبَلَدٍ يَغْتَالُ خَطْوَ الْخَاطِى *(7)
قَوْلُهُ: "يَغْتَالُ" يُرِيدُ أَنَّهُ يَخْطُو وَيَخْطُو فَلاَ يَكَادُ يَسْتَبِينُ فِيهِ السَّيْرُ.
وَقَوْلُهُ: "بِغَائِلِ الْغَوْلِ" يُرِيدُ بِبَلَدٍ غَائِلٍ غَوْلَهُ، أَىْ بُعْدَهُ.
__________
(1) يَعَاطِ مِثْلُ قَطَامِ: زَجْرٌ للذِّئْب أو غَيْرِه، إذا رأيْتَه قُلْتَ: يَعَاطِ يَعَاطِ.
(2) التاج (ل ب ط).
(3) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع (84،83) ورقمها (31).
(4) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوانه المطبوع.
(5) التاج (ب س ط).
(6) التاج (ب س ط).
(7) الرَّجَزُ للعجاج فى ديوانه تحقيق د. سعدى ضنّاوى، ط دار صادر بيروت، ورِوايتُه:
*مَجْهُولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطِى *
[ تغتال: لا يَسْتَبِينُ فيها المَشْىُ].(1/166)
يَغْتَالُ: لاَ يَسْتَبِينُ فِيهِ خَطْوٌ كَأَنَّهُ لَيْسَ يَمْشِى وَلاَ يَسِيرُ، [فَقَوْلُهُ: "يَغْتَالُ"](1).
وَالْمَبْسَطُ: المُتَّسَعُ، يُقَالُ: أَرْضٌ بَسِيطَةٌ.
3- بِهِ الرَّذَايَا مِنْ وَجٍ وَمُسْقَطِ
4- مُنْخَرِقِ الْجَوْزِ مَخُوفِ المَهْبَطِ
5- عَلَيْهِ مِنْ أَكْنَافِ قَيْظٍ يَغْتَطِى
الجَوْزُ: الوَسَطُ.
وَمُنْخَرِقٌ: أَنْ يَكُونَ خَرْقًا، وَالْخَرْقُ: الأَرْضُ الَّتىِ تَذْهَبُ فىِ الفَلاَةِ، تَنْخَرِقُ فَتَمْضِى. وَالمَهْبِطُ: المُنْحَدَرُ، وَيُرْوَى "المَهْبَطُ" وَهُوَ المَصْدَرُ، وَالمَهْبِطُ: الاسْمُ.
الرَّذَايَا: الإِْبِلُ الَّتىِ أَسْقَطَتْ مِنَ الْهُزَالِ.
وَالْوَجِى: الَّذِى بِهِ الْوَجَى، وَهُوَ وَجَعٌ فىِ الْخُفِّ، وَهُوَ حَافِرٌ. وَالْحَفَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أُكِلَ.
وَالْمَسْقَطُ: الَّذِى يُرْذَى فَيُخَلَّى مِنْ هُزَال أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ.
وَأَكْنَافُ الشَّىْءِ: نَوَاحِيهِ، يَقُولُ: أَلْقَى عَلَيْهِ أَكْنَافَهُ، أَىْ أَلْبَسَهُ.
ويَغْتَطِى: يُلْبِسُ وَيَعْلُو. قَالَ الأَصْمَعِىُّ: وَأَنْشَدَنَا خَلَفٌ الأَحْمَرُ:
وَمِنْ تَعَاجِيبِ خَلْقِ اللَّهِ غَاطِيَةٌ
يَخْرُجُ مِنْها فُقَاحِىٌّ وَغِرْبِيبُ (2)
/ يَعْنىِ شَجَرَةً.
وَفُقَاحِىُّ الشَّجَرَةِ: الزَّهْرَةُ أَوَّل مَا تَخْرُجُ مِنْها بَيْضَاءَ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين عبارة مكررة سبق تَوْضِيحُها.
(2) الشاهد أنشده ابنُ قُتَيْبة فى اللسان (غ ط ى، م ل ح)، ورِواية العَجُزِ:
* يُعْصَرُ مِنْها مُلاَحِىٌّ وغِرْبِيبُ *(1/167)
وفى اللسان (م ل ح): "ابنُ سِيدَه: عِنَبٌ مُلاَّحِىٌّ: أَبْيَضُ"، وفى اللسان (غ رب): "والغِرْبِيبُ: ضَرْبٌ من العِنَبِ بالطائِف شديد السَّوادِ، وهو أرَقُّ العِنَبِ وأَجْوَدُه، وأشَدُّه سَوادًا" وفى اللسان (غ ط ى): "غَطَتِ الشَّجرةُ وأَغْطتْ: طالتْ أغصانُها وانْبَسطتْ على الأرضِ فألْبَستْ ما حَوْلَها".
6- شَبْكٌ مِنَ الآلِ كَشَبْكِ المُشَّطِ
7- إِذَا شَمَارِيخُ النِّيَافِ الأَعْيَطِ (1)
[ ابْنُ حَبِيب: يَغْتَطِى: يَتَغَطَّى بِالسَّرَابِ يَشْتَبِكُ عَلَيْهِ الآلُ فَيُوَارِيهِ وَيَتَّصِلُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ كَمَا يَتَّصِلُ الشَّعَرُ بِالشَّعَرِ إِذَا مُشِطَ] (2).
شَبْكٌ: خَلْطٌ مُشْتَبِكٌ.
وَالمُشَّطُ: اللَّوَاتِى يَمْشُطْنَ، ويُقَالُ: مُشْطٌ، ومُشُطٌ. قَالَ: وَأَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ قَالَ: يُقَالُ: سَنَامٌ مُمَشِّطٌ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ قَدِ اكْتَنَزَ مِنَ اللَّحْمِ وَامْتَلأَ، وَسَنَامٌ مُخَرْنِقٌ كَأَنَّ فِيهِ خَرَانِقَ مِنَ امْتِلاَئِهِ.
وَالشَّمَارِيخُ: الشُّعَبُ، الْوَاحِدُ مِنْهَا شِمْرَاخٌ، وَشُمْرُوخٌ.
وَالنِّيَافُ: الْجَبَلُ الطَّوِيلُ الْمُشْرِفُ.
وَالأَعْيَطُ: الطَّوِيلُ العُنُقِِ الْمُرْتَفِعُ.
8- عُمِّمْنَ بِالآلِ اعْتِمَامَ الأَشْمَطِ (3)
9- مَا كَادَ لَيْلُ القَرَبِ المُخْرَوِّطِ (4)
10- بِالْعِيسِ تَمْطُوهَا فِيَاقٍ تَمْتَطِى(5)
11- عُوجًا كَمَا اعْوَجَّتْ قِيَاسُ الشَّوْحَطِ (6)
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو مَكَان: "قَيَاقٍ" "فَيَافٍ".
وَالقَرَبُ: إِذَا طُلِبَ الْمَاءُ مِنْ لَيْلَتَيْنِ، فَاللَّيْلَةُ الأُولَى الطَّلَقُ، وَالثانِيةُ القَرَبُ إِذَا صَبَّحَ الْمَاءُ فىِ غَدِهَا.
وَالمُخْرَوِّطُ: المُمْتَدُّ المُنْجَذِبُ الْمَاضِى.
وَتَمْطُو: تَمْتَدُّ.
__________
(1) التاج (ع ى ط).
(2) ما بين الحاصرتين شرح للمشطور رقم (5) من الأُرجوزة.
(3) التاج (ع ى ط).(1/168)
(4) التاج (خ ر ط). ورِواية أبى سعيد الضرير: "ما كانَ...".
(5) التاج (خ ر ط) وفيه "...فَيَافٍ تَمْتَطِى". وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(6) الشَّوْحَطُ: ضَرْبٌ منَ النَّبْعِ (الشَّجَر) تُتَّخَذُ منه القِياسُ (القِسِىُّ)، وهى من شَجَرِ الجِبالِ جِبالِ السَّرَاةِ. (اللسان/ ش ح ط).
وَيُقَالُ: قَوْسٌ، وَقِسِىٌّ، وَأَقْوَاسٌ، وَقِيَاسٌ.
12- وَخَبْطُ أَيْدِيهَا صِعَابَ المَخْبَطِ
13- يَنْتُِقْنَ أَقْتَابَ النُّسُوعِ الأُطَّطِ (1)
يَنْتُقْنَ: يَنْقُضْنَ.
قَالَ: وَالنِّسْعُ إِذَا كَانَ جَدِيدًا سَمِعْتَ لَهُ أَطِيطًا، أَىْ صَوْتًا.
وَالقُتُودُ: أَحْنَاءُ الرَّحْلِ، وَهِىَ عِيدَانُهُ، الواحِدُ قِتْدٌ.
وَقَالُ أَبُو عَمْرٍو: يُنْتَقُ الْجُوَالِقُ حَتَّى يَمْتَلِئَ، وَإِنَّما يَعْنِى نَفْضَهُنَّ رُؤُوسَهُنَّ فىِ السَّيْرِ.
ابْنُ حَبِيبٍ: الأَقْتَادُ: الرِّحَالُ.
14- تُفْضِى إِلَى أَبْلاَطِ جَوْفٍ مُبْلَطِ (2)
15- عَلَيْهِ مِنْ سَافىِ الرِّيَاحِ الخُطَّطِ
وَيُرْوَى "الحُطَّطِ"، تُفْضِى هَذِه الْفَلاَةُ إِلَى جَوْفٍ مُبْلَطٍ. وَيُقَالُ: أُبْلِطَ بِالأَرْضِ: إِذا أُلْزِقَ، / وَأَصْلُهُ الاسْتِوَاءُ، وَمِنْهُ الْبَلاَطُ، وَكُلُّ مُسْتَوًى بَلاَطٌ (3).
وَمُبْلَطٌ: مُلْزَقٌ بِالأَرْضِ، يَقُولُ: الْمَاءُ مُلْزَقٌ بِالأَرْضِ.
وَيَعْنىِ بِقَوْلِهِ: "جَوْفٌ" يَقُولُ: مُسْقًى، قَالَ: وَيُقَالُ: تَبَالَطُوا بِالسُّيُوفِ: إِذَا نَزَلُوا عَلَى الأَرْضِ.
قَالَ: وَالمُبَلَّطُ مِنْهُ، وَأنْشَدَ:
مُبَلَّطٌ بِالرُّخَامِ أَسْفَلُهُ - لَهُ مَحَارِيبُ بَيْنَهَا الْعَمَدُ
وَالْمَحَارِيبُ: الغُرَفُ، وَأَنْشَدَ:
__________(1/169)
(1) "أَقْتابَ النُّسُوعِ..." هكذا بالأصل، والرِّواية التى تَتَّفِقُ مع الشرح الوارد للمشطور "أَقْتادَ النُّسُوعِ...". والنِّسْعُ: سَيْرٌ يُضْفَرُ على هيئة أَعِنَّةِ النِّعَالِ تُشَدُّ به الرِّحالُ. (اللسان/ن س ع)، والشاهد فى التاج (أ ط ط).
(2) اللسان، والتاج (ب ل ط) وفيهما:
* يَأْوِى إلى بَلاَطِ جَوْفٍ مُبْلَطِ *
(3) هكذا بالأصل، ولَعَلَّه "وكُلُّ مُسْتَوٍ بَلاَطٌ".
رَبَّةَ مِحْرَابٍ إِذَا جِئْتُهَا - لَمْ أَدْنُ حَتَّى أَدْنُ حَتَّى أَرْتَقِى سُلَّمَا (1)
قَالَ: وَأَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ قَالَ: مِحْرَابُ الرَّجُلِ: مَجْلِسُهُ، وَأَنْشَدَنا بَيْتَ أَبِى زُبَيْدٍ:
* يُضِىءُ مِحْرَابُهُمْ جَمْرًا وَأَحْطَابَا *
وَأَبُو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ "مِحْرَاثُهُمْ".
وَسَافِيهِ: مَا سَفَتْهُ الرِّيحُ.
وَخُطَّةٌ: تَخُطُّ فىِ الأَرْضِ، وَهِىَ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو أَيْضًا.
وَخُطَّةٌ، قَالَ: سَرِيعَةُ الْمَرِّ.
16- أَجْنٌ كَنَيْئ اللَّحْمِ لَمْ يُشَيَّطِ
17- بَاكَرْتُهُ قَبْلَ الْغَطَاطِ اللُّغَّطِ(2)
18- وَقَبْلَ جُونِىِّ الْقَطَا الْمُخَطَّطِ(3)
19- وَقَبْلَ أَفْرَاطِ الصَّبَاحِ الْفُرَّطِ(4)
قَالَ: كَنَيْئِ اللَّحْمِ يُرِيدُ كَأَنَّهُ مَاءُ اللَّحْمِ الَّذِى لَمْ يُدْنَ مِنَ النَّارِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو "كَمَاءِ النِّيىءِ لَمْ يُشَيَّطِ" يَعْنِى اللَّحْمَ.
يُقَالُ: أَجَنَ الْمَاءُ يَأْجُنُ أُجُونًا وَأَجْنًا، وَأَقَام المَصْدَرَ هَاهُنَا مَقَامَ الاْسْمِ، وَكَان يَنْبَغِى أَنْ يَقُولَ: آجِنٌ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ العَجَّاج:
* صَكَّ نَفْضًا لاَ يَنىِ مُسْتَهْدَجَا *(5)
أَقَامَ النَّفْضَ مَقَامَ الاْسْمِ وَهُوَ مَصْدَرٌ، يُقَالُ: أَنْفَضَ بِرَأْسِهِ، وَقَالَ الرَّاجِزُ:
__________
(1) الشاهد فى اللسان (ح ر ب) لِوَضّاحِ اليَمَنِ، ورِوايةُ عَجُزِه:(1/170)
* لَمْ أَلْقَها أَو أَرْتَقِى سُلَّمَا *
(2) اللسان (ل غ ط)، والتاج (خ ط ط، ف ر ط).
(3) فى ديوان رؤبة المطبوع "وقَبْلَ جَوْنِىِّ..."، وفى اللسان (ل غ ط) "وقَبْلَ جُونِىِّ..."، والتاج (خ ط ط، ف ر ط).
(4) اللسان، والتاج (ف رط ).
(5) ديوان العجاج/ 350ط بيروت بِرواية:
* أَصَكَّ نَغْضًا لا يَنىِ مُسْتَهْدَجا *
* سَأَلْتُهَا الوَصْلَ فَقَالَتْ: مِضِّ *(1)
* وَحَرَّكَتْ لىِ رَأْسَهَا بِالنَّفْضِ *(2)
أَىْ أَشَارَتْ بِهَا.
ويُشَيَّطُ: يُحْرَقُ.
وَالغَطَاطُ: الْبِيضُ.
وَالْجُونُ فِيهِ خُطُوطٌ صُفْرٌ وغَيْرُ ذَلِكَ تَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ.
وَاللُّغَّطُ مِنَ اللَّغَطِ، وَهُوَ الصَّوْتُ وَالْجَلَبَةُ.
مُحَمَّدُ بنُ حَبِيبٍ: الأَفْرَاطُ: المُتَقَدِّمُونَ إِلَى الْمَاءِ، وَاحِدُهُمْ: فَارِطٌ وَفَرَطٌ.
[وَالْمُيَّطُ: السُّبَّقُ. والمَيَّاطُ: السَّبَّاقُ، يُقَالُ: مَاطَ / يَمِيطُ مَيْطًا](3).
وَالْفُرَّطُ: الَّتىِ قَدْ تَقَدَّمَتْ وَسَلَفَتْ، وَالْفَرَطُ: مَا تَقَدَّمَ. وَفُرَّط مِنْ صِفَةِ الأَفْرَاطِ.
20- وَوِرْدِ مَيَّاطِ الذِّئَابِ المُيَّطِ
21- بِسَلِبٍ ذِى سَلِبَاتٍ وُخَّطِ (4)
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "فىِ سَلِباتٍ" يَعْنىِ قَائِمَةً، أَىْ طَوِيلاَتٍ.
وَالسَّلِبُ: الطَّوِيلُ، يَعْنىِ بَعِيرًا.
وَوُخَّطٌ: أَصْلُ الوَخْطِ الطَّعْنُ عَلَى جِهَةِ النَّتْرِ، يَقُول: فَهِىَ تَزُجُّ بِأَرْجُلِهَا زَجًّا، قَالَ: وَيُقَالُ: وُخَّطٌ فىِ سَيْرِهَا، وَخَطَ، وَوَخَدَ. وَالوُخَّطُ: الرِّمَاحُ، فَشَبَّهَ قَوَائِمَها بِالرِّمَاحِ.
22- يَمْطُو السُّرَى بِعُنُقٍ عَنَطْنَطِ(5)
23- فىِ ضَبْرِ ضَوْجَانِ الْقَرَا لِلْمُمْتَطِى
__________
(1) فى اللسان (م ض ض): "المِضُّ: أن يَقُولَ الإنسانُ بِطَرَفِ لِسانِه شِبْهَ لاَ، والذى فى الصحاحِ:(1/171)
* سَأَلْتُ هَلْ وَصْلٌ فَقَالتْ: مِضِّ *
(2) فى اللسان، والتاج (م ض ض) "بالنَّغْضِ" وهو الصَّوابُ، ونَغَضَ بِرَأْسِه يَنْغُضُ نَغْضًا: حَرّكهُ.
(3) ما بين الحاصرتين شرح للمشطور التالى رقم (20).
(4) التاج (ع ن ط).
(5) اللسان (ع ن ط) غير منسوب، وفيه "تَمْطُو ..." والرَّجَزُ فى التاج، ومقاييس اللغة (ع ن ط).
قَالَ: وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعرَابِىِّ "فىِ ضَبْرِ مَضْبُور الْقَرَا" وَرِوايَةُ أَبِى عَمْرٍو مِثْلُ رِوايَةِ الأَصْمَعِىِّ. وَالضَّبْرُ: شِدَّةُ الْخَلْقِ مُضَبَّرٌ.
وَالضَّوْجَانُ: الَّذِى فِيهِ تَثَنٍّ، قَالَ: فَيُرِيدُ أَنَّهُ شَدِيدُ الْخَلْقِ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَتَثَنَّى.
وَضَوْجُ الْوَادِى: مَا تَثَنَّى مِنْهُ. قَالَ: وَبِالطَّائِفِ عَيْنَانِ يُقَالُ لَهُمَا: ضَوْجَانِ؛ لأَِنَّهُمَا تَتَثَنَّيَانِ.
وَقَوْلُهُ: "لِلْمُمْتَطِى" يُرِيدُ لِمَنِ امْتَطَاهُ، أَى رَكِبَهُ، وَيَمْطُو: يَمُدُّ.
وَالسُّرَى: سَيْرُ اللَّيْلِ.
وَعَنَطْنَطٌ: يَعْنىِ طَوِيلاً.
مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: "فىِ ضَبْرِ مَضْبُورِ القَرَا" والمَضْبُورُ: المُوَثَّقُ. وَالضَّبْرُ: الْوَثْبُ.
24- يَنْضُو الْمَطَايَا عَنَقَ الْمُسَمَّطِ(1)
25- بِرِجِلٍ طَالَتْ وَبَوْعٍ مِنْشَطِ (2)
يَنْضُو: يَجُوزُ وَيَسْبِقُ.
قَالَ: وَالْمُسَمَّطُ: المُرْسَلُ يَمْشِى كَيْفَ شَاءَ لاَ يَحْبِسُهُ شَيْءٌ، فَيَقُولُ: هَذَا البَعِيرُ عَلَى رِسْلِهِ يَسْبِقُ هَذِه المَطَايا وَهِى مُسْرِعَةٌ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: حُكْمُكَ مُسَمَّطًا(3).
وَقَوْلُهُ: "مِنْشَط" يُسْرِعُ رَجْعَ يَدَيْهِ إِذَا رَمَى بِهِمَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرِو: مِنْشَطٌ: سَرِيعٌ.
وَبَوْعٌ: يَتَبَوَّعُ فىِ مَشْيِهِ، وَهُوَ بُعْدُ أَخْذِهِ مِنَ الأَرْضِ، وَيُقَالُ: مِنْشَطٌ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ فىِ سَيْرِهِ يُقَدِّمُ الْيَدَ ثُمَّ يُسْرِعُ رَدَّهَا.(1/172)
مُحَمَّدُ بنُ حَبِيبٍ: وَيُرْوَى "بِأَرْجُلٍ طَالَتْ".
__________
(1) التاج (س م ط)، وفى التاج (ن ش ط) "...عَنَقُ...".
(2) التاج (ن ش ط).
(3) فى اللسان (س م ط): "مِنْ أَمْثالِ العَرَب السائرةِ قَوْلُهُم لِمَنْ يَجُوزُ حُكْمُه: "حُكْمُكَ مُسَمَّطًا" أى مُتَمَّمًا.
/26- يَحْتَثُّ عَجْلَى رَجْعُهَا لَمْ يُقْسَطِ (1)
27- فَأَيُّهَا الْقَائِلُ قَوْلَ الْمُفْرِطِ
28- وَأَنَا فىِ العِزِّ الَّذِى لَمْ يُوهَطِ
29- يَبْأَى عَلَى بَغْىِ العِدَى والمُشْطِطِ
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وأنْشَدَنا "الْعَدُوِّ المُشْطِطِ" كَذَا رَواهَا أَبُو عَمْرٍو، وَعَنِ الأَصْمَعِىِّ "تَحْتَثُّ" وَكَذَلِكَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ، وَرَوَى "يَقْسِطُ" وَعَنِ الأَصْمَعِىِّ "تَقْسِطُ" فَمَنْ رَوَى "يَحْتَثُّ" ذَهَبَ إِلَى الْبَعِيرِ أَوْ إِلَى البَوْعِ، وَمَنْ قَالَ: "تَحْتَثُّ" ذَهَبَ إِلَى الرِّجْلِ.
وَالْقَسَطُ أَن يَكُونَ فِيهَا انْتِصَابٌ لاَ تَكُونُ مَفْرُوشَةً، يُقَالُ: نَاقَةٌ قَسْطَاءُ إِذَا كَانَ فِيهَا يُبْسٌ.
وَالمُفْرِطُ: الَّذِى قَدْ جَاوَزَ الْقَدْرَ.
وَيُوهَطُ: يُثْقَلُ حَتَّى يَسْتَرْخِىَ، يُقَالُ: أَوْهَطَهُ ضَرْبًا، أَىْ أَثْخَنَهُ، وَيُقَالُ: ضَرَبَ الْحَيّةَ فَأَوْهَطَهُ: إِذَا غُشِىَ عَلَيْهِ.
وَيَبْأَى: يَفْجَرُ، يَقُولُ: إِذَا بَغَى عَلَيْهِ عَدُوٌّ فَهَذَا يَفُوقُهُ وَيَفْجَرُ (2) عَلَيْهِ بِأَكْثَرَ مِمَّا عِنْدَ العَدُوِّ مِنَ الفَخْرِ.
والمُشْطِطُ: الَّذِى ارْتَفَعَ فَوْقَ الْحَقِّ.
30- بِكُلِّ غَضْبَانَ عَلَى التَّعَيُّطِ (3)
31- مُنْتَفِجِ الشَّجْرِ أَبِىِّ الْمَسْخَطِ (4)
قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "مِنَ التَّعَيُّطِ".
__________
(1) رواية أبى سعيد الضرير: "تَحْتَثُّ".
(2) هكذا بالأصل فى الموضعين، والصوابُ "يَفْخَرُ".
(3) التاج (ع ى ط).
(4) التاج (ع ى ط).(1/173)
وَغَضْبَانُ إِنْ شِئْتَ صَرَفْتَهُ وَإِنْ شِئْتَ لَمْ تَصْرِفْهُ، وَالْوَجْهُ أَنْ لاَ تَصْرِفَهُ؛ لأَِنَّ التَّاءَ فىِ أُنْثَاهُ زَائِدَةٌ، وَإِنْ صَرَفَهُ صَرَفَهُ مِنْ مَكَانَيْنِ فِيمَنْ قَال: امْرَأَةٌ غَضْبَانَةٌ، وَهِىَ كَثِيرَةٌ فىِ بَنىِ أَسَدٍ، حَكَاهَا الكِسَائِىُّ، وَإِنْ شِئْتَ صَرَفْتَ فىِ لُغَةِ مَنْ صَرَفَ مَالاَ يَنْصَرِفُ، فَإِنَّهُمْ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ كَثِيرًا.
وَالْمُنْتَفِجُ: الْمُنْتَفِخُ.
وَالشَّجْرُ: مُلْتَقَى اللَّحْيَيْنِ، يُرِيدُ أَنَّهُ لَيْسَ بِصَغِيرِ اللَّهَاةِ.
وَالْمَسْخَطُ، يَقُولُ: مَا يَأْبَى مَا سَخِطَ: يَمْتَنِعُ مِنْهُ.
32- يُصْلِقُ نَابَاهُ مِنَ التَّخَمُّطِ
33- وَقُلْتُ أَقْوَالَ امْرِئٍ لَمْ يُبْعِطِ(1)
التَّخَمُّطُ: الأَخْذُ بِبَغْىٍ مَعَ كِبَرٍ، كَمَا قَالَ:
* أَرَابَنَا مِنْ شَيْخِنَا تَمَخُّطُهْ *(2)
* أَصْبَحَ قَدْ زَايَلَهُ تَخَمُّطُهْ *
/ وَيُبْعِطُ، وَيُبْعِدُ وَاحِدٌ، يُقَالُ: أَبْعَدَ وَأَبْعَطَ، وَمَطَّ وَمَدَّ: إِذَا جَاوَزَ مَا يَنْبَغِى.
يُصْلِقُ: يُصَوِّتُ بِهِمَا مِثْلُ الصَّرِيفِ.
34- أَعْرِضْ عَنِ النَّاسِ وَلاَ تَسَخَّطِ (3)
__________
(1) اللسان، والتاج (ب ع ط).
(2) رواية الرَّجَزِ فى اللسان (م خ ط):
* قَدْ رابَنَا مِنْ سَيْرِنَا تَمَخُّطُهْ *
* أَصْبَحَ قَدْ زايَلَهُ تَمَخُّطهْ *
وفى هامش اللسان: قَوْلُهُ: " من سَيْرِنا" وقَوْلُه: "تَمَخُّطُهْ" كذا بالأَصْلِ، والذى فى شرح القاموس عن الصاغانِىّ "مِنْ شَيْخِنَا" و "تَخَبُّطُهْ" بالباء. وفى اللسان: تَمَخُّطُهُ: اضطرابُه فى مِشْيَتِه، يَسْقُطُ مَرَّةً ويَتَحامَلُ أُخْرَى.
(3) اللسان (ب ع ط)، والتاج (ب ع ط، س ل ط).
35- فَالنَّاسُ يَعْتُونَ عَلَى الْمُسَلَّطِ (1)(1/174)
تَسَخَّطُ: تُبْعَدُ، فىِ رِوَايَةٍ أُخْرَى أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ تَسَخَّطُ مِنَ السَّخْطِ.
عَلَى المُسَلَّطِ: عَلَى ذِى السُّلْطَانِ، فَكَيْفَ بِغَيْرِه.
36- وَلَنْ تَنَالَ الْحِلْمَ مَا لَمْ تَرْبِطِ (2)
37- عَقْلاً وَتَعْلَمْ أَنَّ مَا لَمْ يَفْرُطِ
قَوْلُهُ: "تَرْبِط عَقْلاً" يَقُولُ: تَرْبِطُ نَفْسَكَ فَتَحْلَمُ، يُقَالُ: إِنَّهُ لَرَابِطُ الْجَأْشِ وَالنَّفْسِ وَالعَقْلِ، أَىْ مُجْتَمِعٌ ثَابِتٌ، فَيَقُولُ: لَنْ تَنَالَ الحِلْمَ حَتَّى تَرْبِطَ عَقْلاً وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا لَمْ يَفْرُطْ مِنْكَ، أَىْ يَخْرُجُ فَيَتَقَدَّم وَهَذَا، وَيُرْوَى "إِنْ لَمْ تَرْبِطِ".
38- مِنْ صَوْنِكَ الْعِرْضَ بَعِيدُ الْمَشْحَطِ (3)
39- وَأَنَّ أَدْوَاءَ الرِّجَالِ النُّحَّطِ (4)
يُرِيدُ أَنَّ الَّذِى تَرَاهُ قَرِيبًا مِنْكَ هُوَ بَعِيدٌ إِنْ رُمْتَ مَطْلَبَهُ مَا لَمْ تَقَدَّمْ فِيهِ فَلاَ يَسْبِقَنَّكَ وَلاَ يَذْهَب فَتَمَسَّك بِهِ، كَأَنَّكَ إِنْ رُمْتَ مَطْلَبَهُ كَانَ بَعِيدًا. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَنَفْسُ الْمَعْنَى فِيهِ، يَقُولُ: إِنَّكَ إِنْ لَمْ تَتَقَدَّمْ فىِ صَوْنِ عِرْضِكَ فَتُزَيِّن نَفْسَكَ فَاتَكَ مَا تَطْلُبُ مِنْ ذَلِكَ إِنْ لَمْ تَصُنْ عِرْضَكَ وَبَعُدَ مِنْكَ.
__________
(1) التاج (س ل ط) وفيه: "والناسُ..." وفى المقاييس (ع ت و) غير منسوب، وفيه "والناسُ..." أيضًا. وهى رِواية أبى سعيد الضرير.
(2) رواية أبى سعيد الضرير: "... حَتّى تَرْبِطِ".
(3) التاج (ش ح ط).
(4) التاج (ن ح ط).
وَالنَّحِيطُ وَالزَّحِيرُ وَاحِدٌ.
40- مَكَانَهَا مِنْ شَامِتٍ وَغُبَّطِ (1)
41- بِفَضْلِ آكَالِ الإِْلهِ الأَسْبَطِ
يَقُولُ: أَدْوَاءُ الرِّجَالِ مَكَانَهَا فَاحْذَرْهَا.(1/175)
وَالْغُبَّطُ: الَّذِينَ يَغْبِطُونَكَ بِمَا يَرَوْنَ مِنْكَ وَيَسُرُّهُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ، يَقُولُ: فَأَدْوَاؤُهُمْ مَكَانَهَا، أَى وحَسَدُهُمْ فَاحْذَرْهَا.
وَغُبَّطٌ: يَقُولُ: إِنَّ دَاءَ هَذَا هَاهُنَا عَلَى وُدِّهِ أَنَّ اللَّهَ أَعْطَاهُ / فَضْلَكَ، هَذَا كُلُّهُ مِنَ الْحَسَدِ.
وَوَاحِدُ الآكَالِ أُكُلٌ، وَهُوَ المُوَسَّعُ عَلَيْهِ فىِ خَلْقِهِ وَرَأْيِهِ وَطَعَامِهِ وَجَمِيعِ أَمْرِه.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الآكَالُ: وَيُقْطَعُ مِنَ الْقَطَائِعِ وَالْقُرَى، وَالوَاحِدُ أُكُلٌ. ويُقَالُ أَيْضًا: الآكَالُ: العَطَاءُ، وهَذَا كُلُّهُ يَرْجعُ إِلَى مَعْنًى وَاحِدٍ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ مُوَسَّعًا عَلَيْهِ فىِ الرِّزْقِ: إِنَّهُ لَذُو أُكْلٍ.
وَالأَسْبَطُ: السَّائِغُ يَعُودُ عَلَى الآكَالِ، وَالْمَعْنَى الرِّزْقُ.
محمد بن حَبِيبٍ: الأَسْبَطُ: البَسِيطُ اليَدَينِ غير جَعْدِهِمَا.
42- مِنْ نَائِلِ اللَّهِ وَمَنْ لَمْ يَخْلِطِ
43- بِالحِلْمِ جَهْلاً يَسْتَكِنْ أَوْ يُوهَطِ
44- وَالْحَافِرُ الشَّرَّ مَتَى يَسْتَنْبِطِ
45- يَنْزِعْ ذَمِيمًا وَجِلاً أَو يَحْلَطِ
محمد بن حَبِيب: يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَعَ حِلْمِهِ شَرَاسَةٌ وَامْتِنَاعٌ اسْتُذِلَّ وَأُهْلِكَ.
يَحْلَطُ: يَجْتَهِدُ، وَمِنْهُ احْتَلَطَ فىِ الغَضَبِ، وَقَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:
* وَأَحْلَطَ هَذَا لاَ يَرِبْهُ مَكَانِيَا * (2)
__________
(1) التاج (غ ب ط) غير منسوب بِرِواية:
* والناسُ بَيْنَ شامتٍ وغُبَّطِ *
(2) تمام الشِّعْرِ فى اللسان (ح ل ط):
وكُنَّا وهُمْ كَابْنَىْ سُبَاتٍ تَفَرَّقَا سِوًى ثُمَّ كانَا مُنْجِدًا وتِهَامِيَا
فَأَلْقَى التِّهَامِىُّ مِنْهُما بِلَطَاتِهِ وأَحْلَطَ هذا : لا أَعُودُ وَرائِيَا
وفى هامش اللسان: ويُرْوَى "لاَ أَرِيمُ مَكانِيَا" وهى روايةُ الجَوْهَرِىّ.(1/176)
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "وَجِلاً أو يُحْبَطُ".
* * *
-24-
وَقَالَ أَيضا (1) [فى وَصْفِ المَفازةِ والسَّرابِ]:(2)
1- وَبَلَدٍ عَامِيةٍ أَعْمَاؤُهُ(3)
2- كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَمَاؤُهُ(4)
3- أَيْهَاتَ مِنْ جَوْزِ الفَلاَةِ مَاؤُهُ(5)
4- يَحْسِرُ طَرْفَ عَيْنِهِ فَضَاؤُهُ
أَعْمَاؤُهُ: جَمْعُ عَمًى. قَالَ: أَرَادَ أَنَّهُ لاَ نَبْتَ بِهَذَا الْبَلَدِ، وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَأَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرابِىِّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ الحِرْمَازِىِّ قَالَ: أَرَادَ أَنَّ عَلَى السَّمَاءِ هَبْوَةً وَغَبَرَةً، فَلَوْنُ السَّمَاءِ لَوْنُ الأَرْضِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ: لَوْنُ أَرْضِهِ لَوْنُ سَمَائِهِ مِنَ الْغَبَرَةِ، فَأَلْقَى اللَّوْنَ مِنْ قَوْلِهِ: "لَوْن سَمَائِهِ أَيْهَات" أَىْ بَعِيدٌ مِنْ جَوْزِ الْفَلاَةِ.
وَالْجَوْزُ: الْوَسَطُ، إِنَّما يَصِفُ بُعْدَهُ.
وَقَوْلُهُ: "عَيْنِهِ فَضَاؤُهُ" / أَىْ عَيْنُ مَنْ يَسِيرُ فِيهِ.
5- هَابِى العَشِىِّ دَيْسَقٍ ضَحَاؤُهُ (6)
6- وَالسَّرَابُ انْتَسَجَتْ إِضَاؤُهُ (7)
7- أَوْ مُجْنَ عَنْهُ عُرِّيَتْ أَعْرَاؤُهُ (8)
__________
(1) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع (4،3) ورقمها (1).
(2) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوانه المطبوع.
(3) اللسان (ع م ى) أراد ورُبَّ بَلَدٍ، وقَوْلُه: "عامِيَةٌ أَعْماؤُه" أراد مُتَناهية فى العَمَى، فكأنه قال: "أَعْماؤُه عامِيَةٌ" فَقَدَّمَ وأَخَّرَ، وقال الأَزهرىُّ: عامِيَةٌ: دارسةٌ، وأَعْماؤُه: مَجاهِلُه. وفى المقاييس (ع م ى) نُسِبَ الرَّجَزُ للعَجّاج، ونَسَبَهُ المحقق لِرُؤبة.
(4) اللسان (ع م ى).
(5) التاج (ك أد) وفيه "هَيْهاتَ مِنْ..." وهى رِواية أبى سعيد الضرير.
(6) اللسان (ض ح ا) وفيه "... دَيْسَقٌ ...".
(7) رواية أبى سعيد الضرير: "إذا السَّرَابُ...".
(8) اللسان (ع ر ا) أنشده ابنُ جِنِّى بِرِواية:(1/177)
* أَوْ مُجْزَ عَنْهُ عَرِيتْ أَعْراؤُهُ *
8- وَاجْتَابَ قَيْظًا يَلْتَظِى الْتِظَاؤُهُ
هَابِى الْعَشِىِّ: أَرَادَ أَنَّهُ أَغْبَرُ بِالْعَشِىِّ.
وَدَيْسَقٌ: أَبْيَضُ، يَقُولُ: هُوَ فىِ وَقْتِ الضَّحَاءِ أَبْيَضُ، وَيُرِيدُ وَقْتَ الْهَاجِرَةِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: دَيْسَقٌ: مُمْتَلِئٌ مِنَ السَّرَابِ.
وَقَوْلُهُ: "انْتَسَجَتْ" يَقُولُ: جَرَتْ كَذَا وَكَذَا.
وَالإِْضَاءُ: جَمْعُ أَضَاةٍ، ثُمَّ أَضًا، ثُمَّ إِضَاءً جَمْعُ الجَمْعِ. وَالإِْضَاءُ: الغُدْرَانُ.
وَمُجْنَ يَقُولُ: ذَهَبْنَ عَنْهُ.
عُرِّيَتْ مِنْهُ، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ "عَرِيَتْ أَعْرَاؤُهُ" بالتَّخْفِيفِ وَنَصْبِ الْعَيْنِ.
وَالأَعْرَاءُ: جَمْعُ عُرْىٍ.
وَاجْتَابَ: يُرِيدُ الْبَلَدَ، أَى أُلْبِسَ الحَرَّ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: يَلْتَظِى: يَلْتَهِبُ.
9- ذَا وَهَجٍ يُحْمِى الْحَصَى إحْمَاؤُهُ
10- يَبْحَثُ مُكْتَنَّ الثَّرَى ظِبَاؤُهُ
11- فىِ كَوْكَبٍ مُلْتَهِبٍ صِلاَؤُهُ
12- تَقْلِصُ عَنْ مَكْنِسِهِ أَفْيَاؤُه(1)
يُرِيدُ مَكْنِسَ هَذَا الْبَلَدِ، أَىْ أَنَّهُ قَصِيرُ الشَّجَرِ، فَلَيْسَ لَهُ بِالْغَدَاةِ فَىْءٌ وَلاَ بِالْعَشِىِّ إِلاَّ يَسِيرٌ.
13- فىِ الظِّلِّ حَيْثُ اصْطَفَقَتْ أَفْنَاؤُهُ (2)
14- مِنْ ظِلِّ أَرْطَى خَضِلٍ آلاَؤُهُ
15- إِذَا جَرَى بَيْنَ الْفَلاَ زُهَاؤُهُ
16- وَخَشَعَتْ مِنْ بُعْدِهِ أَصْواؤُهُ
يَقُول: هُوَ فىِ ظِلِّ اللَّيْلِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، قَلَصَ وَذَهَبَ.
وَاصْطَفَقَت: الْتَقَتْ.
وَأَفْنَاؤُهُ: نَوَاحِيهِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَيُقَالُ: جَاءَنَا أَفْنَاءُ النَّاسِ.
وآلاَءُ: نَبْتٌ.
__________
(1) رِواية أبى سعيد الضرير: "يَقْلِصُ...".
(2) رِواية أبى سعيد الضرير: "فى الظِّلِّ حَتَّى ...".(1/178)
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَأَبُو عَمْرٍو "فىِ ظِلِّ أَرْطًى وَالْخَضِلُ النَّدِىُّ" / وَنَسَبَهُ إِلَى الأَرْطَى حَيْثُ كَانَ قَرِيبًا مِنْهُ.
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "اخْتَشَعَتْ" وَيُرْوى "بَيْنَ الصُّوَى".
وَزُهَاؤُهُ: قَدْرُهُ.
وَالصُّوَى: الأَعْلاَمُ، وَاحِدُهَا صُوَّةٌ. يَقُولُ: إِنَّهُ يَبْعُدُ فَتَرَى أَعْلاَمَهُ صِغَارًا.
17- وَضَبَحَتْ فىِ لَيْلِهِ أَصْدَاؤُهُ
18- دَاعٍ دَعَا لَمْ أَدْرِ مَا دُعَاؤُهُ
19- أَطَرَبٌ أَمْ وَجْدُ حُزْنٍ دَاؤُهُ
20- فَقُلْتُ إِذْ أَرَّقَنىِ بُكَاؤُهُ
21- أَنَوْحُهُ رَاعَكَ أَمْ غِنَاؤُهُ
22- وَالْعِيسُ فىِ مُعْصَوْصِبٍ حِزَّاؤُهُ
ضَبَحَتْ: صَوَّتَتْ، يَعْنىِ يَمَامَ هَذَا الْبَلَدِ.
وَالطَّرَبُ: اسْتِخْفَافُ الْقَلْبِ فىِ فَرَحٍ أَوْ حُزْنٍ، وَكَذَلِكَ المَأْتَمُ الاجْتِمَاعُ فىِ الفَرَحِ وَالْحَزَنِ.
قَالَ: وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَأَبُو عَمْرٍو "أَرَّقَنىِ اسْتِبْكَاؤُهُ" أَبُو الْحَسَنِ: وَأَنْشَدَنىِ أَبُو السَّمْجِ:
*حَتَّى تَرَاهُنَّ لَدَيْهِ قُيَّمَا *
* كَمَا تَرَى حَوْلَ الأَمِيرِ الْمَأْتَمَا *(1)
وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
وَمَأْتَمٍ كَالدُّمَى حُورٍ مَدَامِعُهُ
لَمْ تَيْئَسِ العَيْش أَبْكَارًا وَلاَ عُونَا(2)
وَقَوْلُهُ: "راعَكَ أَمْ غِنَاؤُهُ" رَجَعَ إِلَى مُخَاطَبَةِ نَفْسِهِ.
وَالْمُعْصَوْصِبُ: المُجْتَمِعُ.
حِزَّاؤُهُ: مَا ارْتَفَعَ مِنْهُ.
23- يَطْلُبْنَ خِمْسًا صَادِقًا نَجَاؤُهُ
__________
(1) المَأْتَمُ: كُلُّ مُجْتَمَعٍ من رِجالٍ أو نِساءٍ فى حُزْنٍ أو فَرَحٍ، والمَأْتَمُ هنا رِجالٌ لا مَحَالة. (اللسان /أ ت م).
(2) شاهد ابنِ مُقْبِلٍ فى اللسان (أ ت م) ورِوايتُه:
ومَأْتَمٍ كالدُّمَى حُورٍ مَدَامِعُها
لَمْ تَيْأَسِ العَيْشَ أَبكارًا ولاَ عُونَا(1/179)
أراد نِساءً كالدُّمَى. والشاهد فى ديوانه /325ط دمشق برواية اللسان.
24- يَرْكَبْنَ تَيْمَاءَ وَمَا تَيْمَاؤُهُ
25- بَهْمَاءُ يَدْعُو جِنَّهَا يَهْمَاؤُهُ(1)
26- وَالسَّيْرُ مُحْزَوْزٍ بِنَا احْزِيزَاؤُهُ
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "هَيْمَاءُ يَدْعُو جِنَّهَا هَيْمَاؤُهُ".
مُحْزَوْزٍ: مُنْتَصِبٌ بِنَا انْتِصَابًا.
27- نَاجٍ وَقَدْ زَوْزَى بِنَا زِيزَاؤُهُ
28- يَغْشَى قَرَا عَارِيَةٍ أَعْرَاؤُهُ (2)
29- تَحْبُو إِلَى أَصْلاَبِهِ أَمْعَاؤُهُ (3)
30- وَالرَّمْلُ فىِ مُعْتَلَجٍ أَنْقَاؤُهُ
وَيُرْوَى "قَرَا عَادِيَةٍ أَعْرَاؤُهُ" وَالرِّوَايَةُ الأُولَى رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو وَابْنِ الأَعْرَابِىِّ.
/ وَالنَّاجِى: السَّرِيعُ الَّذِى يَنْجُو أَهْلُهُ وَيَجِدُّونَ.
وَزَوْزَى: انْتَصَبَ أَيْضًا، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: زَوْزَى: رَقَصَ.
وَزِيزَاؤُهُ: غِلَظُهُ.
وَقَرَا كُلِّ شَىءٍ: ظَهْرُهُ.
وَأَعْرَاؤُهُ: جَمْعُ عَرًى، مِنْ قَوْلِكَ: كُنَّا بِعَرَاهُ.
وَمَنْ رَوَى: "عَادِيَةٍ" يَقُولُ: قَدِيمٌ أَعْرَاؤُهُ، أَىْ لاَ يُوطَأُ.
وَالصُّلْبُ: المَكَانُ الْغَلِيظُ المُرْتَفِعُ.
وَالْمِعَى: مَسِيلٌ صَغِيرٌ، فَيَقُولُ: هَذَا يَرْتَفِعُ إِلى الصُّلْبِ ثُمَّ يَنْقَطِعُ، وَإِنَّمَا وَصَفَهُ بِهَذَا؛ لأَِنَّهُ لَيْسَ بِهِ وادٍ كَبِيرٌ، إِنَّمَا أَوْدِيَتُهُ صِغَارٌ، فَهُوَ أَشَدُّ لاِشْتِبَاهِ الطَّرِيقِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَصْلاَبُهُ: وَسَطُهُ.
وَأَمْعَاؤُهُ: أَطْرَافُهُ.
وَقَوْلُهُ: "مُعْتَلَجٌ" أَىْ شَدِيدٌ مُلْتَفٌّ لاَ يَقْدِرُ عَلَى قَطْعِهِ مِنْ شِدَّتِهِ.
__________
(1) البَهْماءُ: مَفَازةٌ لا ماءَ فيها ولا يُسْمَعُ فيها صَوْتٌ، وكذلك اليَهْماءُ فى رواية ابنِ الأَعرابِىِّ.
(2) ورد الرَّجَزُ فى خزانة الأدب 3/86 غير منسوب، ورِوايتُه "... أَقْراؤُهُ".(1/180)
(3) اللسان (م ع ى) وفيه "يَحْبُو..." بمعنى يَمِيلُ، والأَمعاءُ: ما لاَنَ من الأَرْضِ وانْخَفَضَ.
31- وَعْرِ الْبُطُونِ وَعْثَةٍ أَكْفَاؤُهُ
32- يُذْرِى إِذَا طَارَتْ بِهِ أَذْرَاؤُهُ
33- لَيْسَ امْرُؤٌ يَمْضِى بِهِ مَضَاؤُهُ(1)
34- إِلاَّ امْرُؤٌ مِنْ فَتْكِهِ دَهَاؤُهُ (2)
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "لَهُ أَذْراؤُهُ".
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "ذَارٍ إِذَا طَارَتْ".
وَعْر: يَقُولُ: بُطُونُ هَذِهِ الأَوْدِيَةِ وَعْرَةٌ.
وَكِفَاءُ الْبَيْتِ: الشُّقَّةُ الَّتىِ فىِ آخِرِه، فَيَقُولُ: مَآخِيرُهُ وَعْثَةٌ شَدِيدٌ السَّيْرُ فِيهَا.
وَيُذْرِى: أَىْ يُذْرِى التُّرَابَ.
وَالأذْرَاءُ جَمْعُ ذَرْوٍ، وَلَيْسَ يُجْمَعُ ذَرًى.
يَمْضِى بِهِ، يَقُول: هَذَا الْبَلَدُ لاَ يَمْضِى فِيهِ – وَبِهِ فىِ مَعْنَى فِيهِ هَاهُنَا – إِلاَّ امْرُؤٌ يَمْضِى بِهِ عَزْمُهُ.
وَقَوْلُهُ: "مِنْ فَتْكِهِ دَهَاؤُهُ" هَذَا مَقْلُوبٌ، يُرِيدُ: فَتْكُهُ مِنْ دَهَائِهِ، وَأَصْلُ الْفَتْكِ أَنْ يَأْتِىَ الرَّجُلُ رَجُلاً وَهُوَ غَارٌّ حَتَّى يَفْتِكَ بِهِ فَيَقْتُلَهُ، وَكَذَلِكَ إِذَا كَمَنَ لَهُ فىِ مَكَانٍ فىِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، فَإِذَا وَجَدَ مِنْهُ غِرَّةً قَتَلَهُ فَقَدْ فَتَكَ بِهِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ - النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "قَيَّدَ الإِسْلاَمُ الْفَتْكَ لاَ يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ".(3)
35- فَقُلْتُ إِذْ لَمْ أَدْرِ مَا أَسْمَاؤُهُ(4)
__________
(1) اللسان (ف ت ك).
(2) اللسان (ف ت ك).
(3) تمام الحديث فى الفائق فى غريب الحديث "الزُّبَيْر رَضِىَ اللَّهُ تَعَالَى عنه... أَتَاهُ رَجُلٌ فقالَ: أَلاَ أَقْتُلُ لَكَ عَلِيًّا؟ فقال: وَكَيْفَ تَقْتُلُه؟ قال: أَفْتِكُ به. قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صَلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلم - يَقُولُ: قَيَّدَ الإيمانُ الفَتْكَ، لا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ".(1/181)
(4) رِواية أبى سعيد الضرير:
* فَقُلْتُ إذْ لَمْ يَدْرِ ما أسْماؤُهُ *
36- سَعْمُ الْمَهَارَى وَالسُّرَى دَوَاؤُهُ
/37- يَرْمِى بِأَنْقَاضِ السُّرَى أَرْجَاؤُهُ
38- هَيْهَاتَ فىِ مُنْخَرِقٍ هَيْهَاؤُه
قَوْلُهُ: "لَمْ أَدْرِ مَا أَسْمَاؤُه" قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: لَمْ أَدْرِ ما اسْمُ هَذِهِ التّلْعَةِ مِنْ هَذِه. وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِىِّ، وَفِيهِ مَعْنًى آخَرُ، يَقُولُ: لَمْ أَدْرِ مَا أَسْمَاؤُهُ إِنْ قُلْتُ هُوَ وَعْرٌ فَقَدْ جَاوَزَ الْوَعْرَ، وَإِنْ قُلْتُ مَخُوفٌ أَوْ بَعِيدٌ فَقَدْ جَاوَزَ ذَلِكَ، كُلُّ هَذِهِ أَسْمَاؤُهُ، أَىْ أُسَمِّيهِ بِهَا، وَيُقَالُ: سَمَّيْتُهُ، وَأَسْمَيْتُهُ.
وَالسَّعْمُ: السَّيْرُ، يُقَال: سَعَمَ يَسْعَمُ سَعْمًا، فَيَقُولُ: أَقْطَعُهُ بِهَذَا السَّيْرِ إِذَا اشْتَدَّ عَلَىَّ، وَيُرْوُى "أَيْهَاتَ مِنْ مُخْتَرَقٍ هَيْهَاؤُهُ".
وَأَنْقَاضُ السُّرَى: يَقُولُ: أَرْجَاؤُهُ تَرْمِى بِالنِّقْضِ، وَهُوَ الَّذِى نَقَضَهُ السَّيْرُ، والْمَعْنَى يَقُولُ: لاَ يَقْرَبُهَا مِنْ خَوْفِهَا، وَإِنَّما تَرْمِى بِهَا رَمْيًا.
وَالأَنْقَاضُ: الْمَهَازِيلُ، يُقَالُ: هُوَ نِقْضُ سَفَرٍ، وَبِلْىُ سَفَرٍ، وَهَذَا شَبِيهٌ بِقَوْلِ الآخَرِ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: أَنْشَدَنَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ أَوْ عَرْضٌ عَلَيْهِ:
وَبَلْدَةٍ خَلَقٍ لَوْنُ التُّرَابِ بِهَا
كَأَنَّ غِيطَانَهَا غَرْثَى مَهَازِيلُ
لاَ يَرْجِعُ الْقَوْمُ فِيهَا بَعْدَ بَدْءَتِهِمْ
إِنْ لَمْ يَكُنْ لِرِجَالِ الْقَوْمِ تَبْدِيلُ
يُلْقَى الشَّىءُ وَأَصَالُ الرَّبَاعِ بِهِ
وَاعْصَوْصَبَ السُّدْسُ وَالبُزْلُ العَيَاهِيلُ
قَوْلُهُ: "خَلَقٍ لَوْنُ التُّرَابِ بِهَا" يَقُولُ: لاَ تُوطَأُ.(1/182)
وَقَوْلُهُ: "كَأَنَّ غِيطَانَهَا غَرْثَى مَهَازِيلُ" يَعْنىِ غَرْثَى لِلَوْنِهَا، فَشَبَّهَ هَذِهِ الغِيطانَ بِأَلْوَانِ هَذِهِ الذِّئَابِ، وَالذِّئْبُ أَقْبَحُ مَا يَكُونُ مَعَ قُبْحِ لَوْنِهِ إِذَا جَاعَ.
وَقَوْلُهُ: "هَيْهَاتَ" أَىْ بَعِيدٌ.
وَالْمُنْخَرِقُ: المُنْشَقُّ.
وَهَيْهَاؤُهُ: بُعْدُهُ.
39- مُشْتَبِهٍ مُتَيِّهٍ تَيْهَاؤُهُ(1)
40- إِذَا ارْتَمَى لَمْ أَدْرِ مَا مِيدَاؤُهُ(2)
41- مَا بُعْدَ مَا قَايَسَ أَوْ حِذَاؤُهُ
42- هَاتَكْتُهُ حَتَّى مَضَتْ أَكْرَاؤُهُ(3)
/ مُتَيِّهٍ: مُضَلِّلٌ.
وَتَيْهَاؤُهُ: مِنَ التِّيهِ.
وَقَوْلُهُ: "إِذَا ارْتَمَى" أَىْ تَرَامَى هَذَا الْبَلَدُ بِالسَّفَرِ.
لَمْ أَدْرِ مَا مِيدَاؤُهُ، وَالْمِيدَاءُ: الْقَدْرُ، يَقُولُ: لَمْ أَدْرِ مَا قَدْرُ بُعْدِهِ وَمَا مِقْيَاسُهُ.
ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "حَتَّى دَنَتْ أَكْرَاؤُهُ" أَبُو عَمْرٍو "حَتَّى انْجَلَتْ أَكْرَاؤُهُ" يَقُولُ: لَمْ أَدْرِ مَا بُعْدَ مَا حَاذَى هَذَا الْبَلَدَ أَوْ قَايَسَهُ.
وَهَاتَكْتُهُ: هَتَكْتُهُ.
وَأَكْرَاؤُهُ قَالَ الأَصْمَعِىُّ: جَمْعُ كَرًى، وَهُوَ النُّعَاسُ، يَقُولُ: حَتَّى ذَهَبَ النُّعَاسُ.
__________
(1) اللسان (ت ى هـ) غير منسوب، وفى اللسان (م د ى) "... مُتَيَّهٌ ..."، وفى التاج (م د ى) "مُشْتَبِهٌ مُتَيَّهٌ ...".
(2) اللسان، والتاج (م د ى) وفيهما:
* إذا المَدَى لَمْ يُدْرَ ما مِيداؤُهُ *
ورِواية أبى سعيد الضرير:
* إذا ارْتَمَى لم يُدْرَ ما مِيداؤُهُ *
(3) اللسان (ك ر ا) غير منسوب، ورِوايتُه:
* هاتَكْتُه حَتَّى انْجَلَتْ أَكْراؤُهُ *
وهى رِواية أبى عَمْرٍو.(1/183)
وَفىِ قَوْلِ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ "حَتَّى دَنَتْ أَكْرَاؤُهُ" قَالَ: أَكْرَاؤُهُ: أَطْرَافُهُ، مِنْ قَوْلِكَ: أَكْرَيْنَا فىِ الْحَدِيثِ، أَىْ أَطَلْنَا وَأَخَّرْنَا، قَالَ: ويُقَالَ أَكْرَى: نَقَصَ، وَأَكْرَى: أَبْطَأَ، وَأَكْرَى: طَالَ مُكْثُهُ.
43- وَانْحَسَرَتْ عَنْ مَعْرِفىِ نَكْرَاؤُهُ
44- وَلَمْ تَكَاءَدْ رِحْلَتِى كَأْدَاؤُهُ(1)
45- هَوْلٌ وَلاَ لَيْلٌ دَجَتْ أَدْجَاؤُهُ
46- وَ إِنْ تَغَشَّتْ بَلَدًا أَغْشَاؤُهُ
يَقُولُ: ذَهَبَتِ النَّكْرَاءُ الَّتىِ كُنْتُ أُنْكِرُ وَصِرْتُ إِلَى مَا أَعْرِفُ.
وَقَوْلُهُ: "تَكَاءَدْ" يُقَالُ: ذَلِكَ الأَمْرُ يَتَكَاءَدُنىِ: إِذَا كَانَ يَشُقُّ عَلَيْكَ، يَقُولُ: فَلَمْ تَشُقَّ عَلَىَّ مَشَقَّتُهُ وَلاَ بَالَيْتُ بِشِدَّتِهِ حَتَّى قَطَعْتُهُ.
وَكَأْدَاؤُهُ: فَعْلاَؤُهُ مِنَ التَّكَاؤُدِ، يَقُولُ: فَلَمْ يَتَكَاءَدْنىِ هَوْلٌ وَلاَ لَيْلٌ.
وَإِنْ تَغَشَّتْ، يَقُولُ: وَإِنْ عَلاَ بَلَدًا غِشَاؤُهُ مِنْ هَبْوَةٍ.
47- أَلْحَقْتُهُ حَتَّى انْجَلَتْ ظَلْمَاؤُهُ
48- عَنِّى وَعَنْ مَلْمُوسَةٍ أَحْنَاؤُهُ
49- وَنَاضِبٍ يُنْضِى الْوَأَى إِنْضَاؤُهُ(2)
50- إِذَا انْتَحَى فِى الْبَلَدِ انْتِحَاؤُهُ
51- لِلْهَجْرِ حَتَّى بَرَدَتْ غَرَّاؤُهُ(3)
__________
(1) تَكاءَدْ] هكذا فى الأَصْل، وفى اللسان، والتاج (ك أ د) وفيهما:
* ولَمْ تَكَأَّدْ رُجْلَتىِ كَأْداؤُهُ *
ورِواية أبى سعيد الضرير:
* ولَمْ تَكَأَّدْ رِحْلَتىِ كَأْداؤُهُ *
وفى تهذيب اللغة 10/326: "... رِحْلَتىِ ..." وهى الأَنْسَبُ لِلْمَعْنى. وبعد المَشْطُورِ:
* هَيْهاتَ مِنْ جَوْزِ الفَلاَةِ ماؤُهُ *
وهو المشطور رقم (3) من الأُرجوزة بِرِواية "أَيْهاتَ".
(2) الوَأَى: الشَّديدُ. (أبو سعيد الضرير).
(3) لِلْهَجْرِ، أى الهاجِرَة. (أبو سعيد الضرير).(1/184)
قَوْلُهُ: "أَلْحَقْتُهُ" أَىْ قَطَعْتُهُ، أَلْحَقْتُ لَيْلَتَهُ وَيَوْمَهُ سَيْرًا حَتَّى انْجَلَى الْبَلَدُ عَنِّى.
وَعَنْ مَلْمُوسَةٍ أَحْنَاؤُهُ: قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: أَحْنَاؤُهُ، أَرَادَ أَحْنَاءَ رَحْلِهِ، أَى انْجَلَتْ عَنِّى وَعَنْ رَحْلِى، وَفِيهِ مَعْنًى آخَرُ، وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِىِّ قَالَ: الْمَلْمُوسُ: الطَّرِيقُ يُلْمَسُ فَيَشَمُّ تُرَابَهُ/ فَيَنْظُرُ إن وَجَدَ عَظْمًا أَوْ بَعَرًا عَلِمَ أَنَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ، وَإِنْ وَجَدَ عَذَاةً عَلِمَ أَنَّهُ عَلَى غير الطَّرِيقِ. وَإِنْضَاؤُهُ مَصْدَرٌ.
وانْتِحَاؤُهُ: اعْتِمادُهُ.
وَقَوْلُهُ: حَتَّى بَرَدَتْ غَرَّاؤُهُ" يُقَال: هَاجِرَةٌ غَرَّاءُ: إذَا كانَتْ شَدِيدَةَ الحَرِّ(1).
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الغَرَّاءُ: الظَّهِيرَةُ.
* * *
-25-
وَقَالَ أَيْضًا (2) [يَمْدَحُ الحارثَ بن سُلَيْم من آلِ عَمْرٍو](3):
1- يَا أُمَّ حَوْرَانَ اكْتُمِى أَوْ نُمِّى
2- أَيْهَاتَ عَهْدُ العَزَبِ الصِّيَمِّ(4)
3- قَدْ كُنْتُ قَبْلَ الكِبَرِ القِلْحَمِّ(5)
4- وَقَبْلَ نَحْضِ الْعَضَلِ الزِّيَمِّ(6)
__________
(1) هاجِرَةٌ غَرَّاءُ: إذا كانت بيضاء من شِدّةِ الحَرِّ والشَّمْسِ. (أبو سعيد الضرير).
(2) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع (143،142) ورقمها (53).
(3) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوانه المطبوع.
(4) رِواية أبى سعيد الضرير: "هَيْهات...".
(5) اللسان (ق ل ح م)، واللسان (د ر ق) وفيه:
* قد كُنْتُ قَبْلَ الكِبَرِ الطِّلْخَمِّ *
واطْلَخَمَّ: تَكَبَّرَ وتَعَظَّمَ. (اللسان/ ط ل خ م).
(6) اللسان (ق ل ح م) وفيه: "وقَبْلَ نَحْصِ ..." ونَخَضَ ونَخَصَ بِمَعْنًى، وهو الهُزَالُ. والرَّجَزُ أيضًا فى اللسان (د ر ق).(1/185)
أَبُو عَمْرٍو: يَقُولُ: اكْتُمِى مَا تَرَيْنَ مِنِّى أَوْ أَظْهِرِى، وَيُقَالُ: اكْتُمِى مَا تَرَيْنَ مِنْ تَغَضُّنِ جِلْدِى وَشَبَابىِ وَأَظْهِرِيهِ، وَفِيهِ ثَالِثٌ أَجْوَدُ مِنْ هَذَيْنِ، يَقُولُ: اكْتُمِى مَا تَرَيْنَ مِمَّا فَقَدْتِ مِنْ شَبَابىِ مِمَّا كُنْتِ تُسَرِّينَ بِهِ مِنِّى أَوْ أَظْهِرِيهِ، وَلَيْسَ قَوْلُهُ: اكْتُمِى تَغَضُّنَ جِلْدِى، لأَِنَّ هَذَا ظَاهِرٌ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكْتُمَهُ، إنَّمَا أَرَادَ مَا كَانَتْ تَعْجَبُ بِهِ مِنْهُ فىِ شَبَابِهِ، ثُمَّ قَال: أَيْهَاتَ عَهْدُ الْعَزَبِ، يَقُولُ: بَعِيدٌ عَهْدُ الشَّبَابِ وَالنَّشَاطِ مِنْ هَذَا الكِبَرِ.
وَالصِّيَمُّ: الشَّدِيدُ التَّامُّ.
وَالْقِلْحَمُّ: الكَبِيرُ، وَأَصْلُهُ مُخَفَّفٌ وَلَكِنَّهُ شَدَّدَهُ، وَلَمْ يُسْمَعْ فِيهِ وَلاَ فىِ الصِّيَمِّ تَأْنِيثٌ. والنَّحْضُ، يُقَالُ: انْتَحِضْ مَا عَلَى الظَّهْرِ مِنَ اللَّحْمِ: إِذَا أَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَه، يَقُولُ: فَقَدْ ذَهَبَ لَحْمِى.
وَالْعَضَلُ: اللَّحْمُ يَكُونَ فىِ العَصَبِ لاَ يَكُونُ مَعَهُ شَحْمٌ.
وَالزِّيَمُّ: المُتَفَرِّقُ.
5- رِيقِى وَتِرْيَاقِى شِفَاءُ السَّمِّ(1)
6- فلاَ تَكُونىِ يَا ابْنَةَ الأَشَمِّ(2)
7- وَرْقَاءَ دَمَّى ذِئْبَهَا الْمُدَمِّى(3)
8- حارِثُ قَدْ فَرَّجْتَ عَنِّى غَمِّى
قَوْلُهُ: "رِيقِى وَتِرْيَاقِى" يَقُولُ: إِذَا رَقَيْتُ النِّسَاءَ وَنَفَثْتُ فِيهِنَّ شَفَيْتُ وَأَصَبْتُ حَاجَتىِ بِمَنْزِلَةِ التِّرْيَاقِ لِلسَّمِّ. وَمِثْلُهُ:
بَذَلْتَ لَهُنَّ الْقَوْلَ إِنَّكَ مَاجِدٌ
__________
(1) اللسان (د ر ق) وفيه: "رِيقِى وَدِرْياقِى...".
(2) اللسان (د م ى).
(3) اللسان (د م ى) وفيه: "... دَمَّى ذِئْبُها ...".
لِمَا شِئْتَ مِنْ حُلْوِ الكَلاَمِ مَلِيحُ(1)(1/186)
/ وَرْقَاءَ، قَالَ: الذِّئَابُ الوُرْقُ أَخْبَثُ، قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ:
وَكَانَ كَذِئْبِ السَّوْءِ لَمَّا رَأَى دَمًا
بِصَاحِبِهِ يَوْمًا أَحَالَ عَلَى الدَّمِ(2)
وَذَلِكَ أَنَّ الذِّئَابَ إِذَا رَأَتْ ذِئْبًا مُدَمًّى شَدَّتْ عَلَيْهِ لِتَأْكُلَهُ، يَقُولُ: فَلاَ تَكُونىِ مِثْلاً لِهَذَا، لاَ تَغَيَّرِى إِذَا رَأَيْتنِىِ قَدْ تَغَيَّرْتُ لِلزَّمَانِ.
9- فَنَامَ لَيْلىِ وَتَجَلَّى هَمِّى(3)
10- وَقَدْ تُجَلَّى كُرَبُ الْمُحْتَمِّ
نَامَ، أَىْ نِمْتُ فىِ لَيْلِى، مِثْلُ قَوْلِهِ:
* وَنِمْتِ وَمَا لَيْلُ المَطِىِّ بِنَائِمِ *(4)
وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ.
وَتَجَلَّى: انْكَشَفَ.
وَالْمُحْتَمُّ، وَالْمُهْتَمُّ واحِدٌ.
11- نِعْمَ عَمِيدُ الْقَوْمِ وَابْنُ العَمِّ
__________
(1) الشاهد لأبى ذُؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين 1/152 بِرِواية: "... إنَّكَ واجِدٌ".
(2) اللسان (د م ى) غير منسوب، ورِوايةُ صَدْرِ البيتِ:
* وكُنْتُ كَذِئْبِ السُّوءِ لَمَّا رَأَى دَمًا *
والشاهد لأبى الفتح البُسْتِىّ فى ديوانه /296 بِرِواية اللسان (د م ى).
(3) خزانة الأدب 1/466، وفى خزانة الأدب 8/202 قال ابن جِنِّى: "هذا ونحوُه إنما يَتَّسِعُ بِأَنْ يُسْنَدَ الفِعْلُ إلى الوَقْتِ الذى وَقَع فيه ومَجِيئُه مَجِىءَ الفاعلِ، ألاَ تَرَى إلى قَوْلِه: "فَنامَ لَيْلِى" وإلى نَفْيِه. وهو قَوْله: "وما لَيْلُ المَطِىِّ بِنائِم".
(4) الشاهد عَجُزُ بيت لِجَريرٍ فى ديوانه 2/993، وصَدْرُه:
* لَقَدْ لُمْتِنَا يا أُمَّ غَيْلانَ فى السَّرَى *
[أُمُّ غَيْلان: ابْنَتُهُ].
خزانة الأدب (1/466) أراد: "وما لَيْلُ أَصْحابِ المَطِىِّ" فَحَذَفَ، وأراد بِأصحابِ المَطِىِّ مَنْ يَرْكَبُ ويُسافِرُ، فلا يَنْبَغِى أن يَنامَ من أَوّلِ الليلِ إلى آخِرِه، وكانَ حَقُّهُ أن يقولَ: بِمَنُومٍ فيه.
12- يَوْمًا إِذَا دَارَتْ رَحَى الأُسْطُمِّ(1/187)
وَلَمْ يَرْوِ هَذَا الْبَيْتَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ.
يُقَال: هُوَ فى أُسْطُمَّةِ قَوْمِهِ، وَأرُومَةِ قَوْمِهِ، وَصُيَّابَةِ قَوْمِهِ: إِذَا كَانَ مِنْ أَشْرَافِهِمْ وَأَكْثَرِهِمْ.
13- إِنِّى عَلَى التَّعْرِيضِ وَالتَّكَمِّى
14- أَرَى مُلِمَّ الْقَدَرِ الْمُلِمِّ
15- يَزِلُّ وَالذَّمُّ لأَِهْلِ الذَّمِّ
16- عَنْ قَسْوَرِىِّ العِزِّ مُطْرَخِمِّ
التَّكَمِّى، قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ: التَّعَمُّدُ، قَالَ: وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْكَمِىِّ كَمِىٌّ؛ لأَِنَّهَ يَتَكَمَّى الأَقْرَانَ، أَىْ يَلْقَاهُمْ لاَ يَكِعُّ عَنْهُمْ، يُقَال: كَعَّ عَنِ الشَّىْءِ كُعُوعًا.
وَالْمُلِمُّ، يُقَالُ: أَلَمَّ بِالشَّىْءِ إِلْمَامًا، وَيُقَالُ: لَمَّ اللَّهُ شَعَثَهُ يَلُمُّهُ لَمًّا، أَىْ جَمَعَ مُتَفَرِّقَ أَمْرِهِ، وَلَؤُمَ الرَّجُلُ يَلْؤُمُ لُؤْمًا: إِذَا كَانَ لَئِيمًا، وَلُمْتُهُ أَلُومُهُ لَوْمًا، وَإِنَّ فُلاَنًا لَلَئِيمٌ: إِذَا عَذَرَ اللِّئَامَ. وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "مُصْلَخِمِّ".
وَالصَّامِلُ: الْيَابِسُ الشَّدِيدُ.
وَمُصْلَخِمٌّ، أىْ ثَابِتٌ.
وَالْمُطْرَخِمُّ: الْغَضْبَانُ الْمُتَطَاوِلُ.
17- مِنْ آلِ عَمْرٍو فىِ الْعَدِيدِ الْجَمِّ
18- يَا ابْنَ سُلَيْمٍ فىِ النَّوَاصِى الشُّمِّ
/19- أَنْتَ ابْنُ كُلِّ سَيِّدٍ خِضَمِّ
20- ضَخْمِ الدَّسِيعِ مِفْضَلٍ لِهَمِّ
النَّوَاصِى: الأَشْرَافُ.
وَالخِضَمُّ: المُفْضِلُ الكَثِيرُ العَطَايَا وَالإِْطْعَامِ، خَضَمَ لَهُ، وَفَدَمَ لَهُ.
وَالدَّسِيعُ: قَالَ: حُسْنُ الْفَعَالِ وَالإِْعْطَاءِ.
وَاللِّهَمُّ: الشَّرِيفُ.
21- فىِ حَسَبٍ تَمَّ إِلَى مَتِمِّ
22- عَالىِ الْجُدُودِ مِزْحَمٍ صِلْقَمِّ
23- فَابْسُطْ عَلَيْنَا كَنَفَىْ مِلَمِّ(1)
24- دَانٍ مِخَصٍّ مِجْنَبٍ مِعَمِّ(1/188)
وَيُرْوَى: "إلَى مَتَمِّ" أىْ إِلَى تَمَامٍ مِثْلُ مَفِرٍّ ومَفَرٍّ.
والصِّلْقَمُّ: الَّذِى يَصْلِقُ بِنَابِهِ، أَىْ يَصْرِفُ، وَالمِيمُ زَائِدَةٌ.
مِلَمٌّ: مُصْلِحٌ، مِنْ لَمَمْتُ الشَّىْءَ: إِذَا دَانَيْتَ مِنْهُ وَأَصْلَحْتَهُ.
وَالْكَنَفَانِ: الْجَنَاحَانِ وَالجانِبَانِ، وَهَذَا مَثَلٌ.
وَقَوْلُهُ: "مِجْنَبٍ مِعَمِّ" يَقُولُ: يَخُصُّ وَيَعُمُّ مَنْ كَانَ مِنْهُ جَانِبًا، أَىْ غَرِيبًا فىِ ناحِيةٍ.
25- وَقُلْتُ لِلنَّامِى إِلَى التَّنَمِّى(2)
26- لاَ تَحْذُلَنِّى بِأَبِى وَأُمِّى(3)
27- حَارِثُ قَدْ عَالَجْتَ إِحْدَى الصُّمِّ
28- مِنْ سَنَةٍ تَرْتَمُّ كُلَّ رِمِّ
29- تَنْتَسِفُ النَّابِتَ بَعْدَ القَمِّ
30- أَحْرَقَتِ الْمَالَ احْتِرَاقَ الْحَمِّ
وَيُرْوَى "عَلَى التَّنَمِّى" وَالأُولَى رِوَايَةُ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ، وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "لاَ تَفْضَحَنِّى بِأَبِى وَأُمِّى". وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "لاَ تَفْضَحَنِّى الْيَوْمَ يَا ابْنَ أُمّى" وَمَعْنَى هَذَا كُلِّهِ: أَعْطِنىِ وَأَفْضِلْ عَلَىَّ وَلاَ تَتْرُكَنِّى مُسْتَحْيِيًا.
وَالصُّمُّ: الدَّوَاهِى، وَإِنَّمَا يُرِيدُ شِدَّةَ السَّنَةِ وَالجَدْبِ.
وَتَرْتَمُّ: تَأْكُلُ.
وَالقَمُّ: يُقَالُ: اقْتَمَّ مَا عَلَى الخُِوَانِ: إِذَا أَكَلَهُ، وَمِنْهُ قَمَمْتُ الْبَيْتَ: إِذَا كَنَسْتَهُ، وَمِنْهُ الْمِقَمَّةُ وَالْمِرَمَّةُ.
وَالْحَمُّ: مَا يَبْقَى مِنَ الأَلْيَةِ إِذَا أُذِيبَ.
31- فَأَوْرَثَتْنىِ جِسْمَ مُسْلَهِمِّ
__________
(1) اللسان، والتاج (ل م م)، ومِلَمٌّ: مُجَمِّعٌ لِشَمْلِنا. ورِواية أبى سعيد الضرير: "وابْسُطْ...".
(2) رِواية أبى سعيد الضرير: "... عَلَى التَّنَمِّى".
(3) فى ديوان رؤبة المطبوع: "لا تَجْذُلَنِّى...".
32- نِضْوٍ كَنِضْوِ الوَصِبِ المُنْضَمِّ
33- وَقَدْ أُرَى وَاسِعَ جَيْبِ الكُمِّ(1/189)
34- أَسْفِرُ مِنْ عِمَامَةِ المُعْتَمِّ(1)
/ أَوْرَثَتْنىِ: يَعْنىِ السَّنَةَ.
وَالْمُسْلَهِمُّ: الضَّامِرُ.
وَالنِّضْوُ: المَهْزُولُ الَّذِى أَنْضَاهُ السَّفَرُ أَوِ الجَهْدُ.
وَالْمُنْضَمُّ: الضَّامِرُ.
وَالْوَصَبُ: الرَّجَعُ،(2) وَصِبَ وَصَبًا، وَيُرْوَى: "عَنْ عِمَامَةِ" وَلَمْ يُجِزْهُ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ، وَهُوَ الْوَجْهُ.
وَاسِعَ جَيْبِ الكُمِّ: هَذَا مَثَلٌ، أَىْ أُرَى فىِ خَصْبٍ وَسَعَةٍ.
وَأَسْفِرُ: أَكْشِفُ، يُقَالُ: سَفَرَتْ عَنْ وَجْهِهَا تَسْفِرُ: إِذَا كَشَفَتْ عَنْ وَجْهِهَا.
وَالسَّفِيرُ: مَا حَالَتْ بِهِ الرِّيحُ.
وَالْمِسْفَرَةُ: المِكْنَسَةُ.
35- عَنْ قَصَبٍ أَسْحَمَ مُدْلَهِمِّ
36- لاَ أَبْتَغِى بِالْعَمَلِ الأَذَمِّ
37- عَيْبًا وَلاَ يُبْطِرُنىِ غِطَمِّى
38- وَافِدَ قَوْمٍ سَاوِىَ المَأَمِّ
قَوْلُهُ: "عَنْ قَصَبٍ" أَىْ عَنْ شَعَرٍ مُقَصَّبٍ، وَهِىَ القَصَائِبُ.
وَالأسْحَمُ الْمُدْلَهِمُّ: الأَسْوَدُ الْمَذْمُومُ.
غِطَمِّى قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: أَىْ كَثْرَةُ مَالىِ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْبَحْرِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو فىِ قَوْلِهِ: غِطَّمِى قَالَ: يَعْنىِ شَبَابىِ.
وَالْمَأَمُّ: الْقَصْدُ، أَمَّمْتُهُ أَؤُمُّهُ أَمًّا: قَصَدْتُ إِلَيْهِ.
39- بِاسْمِ أَبٍ عَالٍ وَبَحْرٍ طَمِّ
40- يَثْلِمُ فِرْعَ الْمِدْفَقِ الثِّلَمِّ(3)
__________
(1) رواية أبى سعيد الضرير: "...عَنْ عِمَامةِ...".
(2) "الرَّجَعُ" هكذا بالأصل، وفى نسخة أبى سعيد الضرير: "الوَصَبُ: الوَجَعُ" وهو الصواب.
(3) فى ديوان رؤبة المطبوع "يَثْلِمُ فَرْعَ..."، وهو ما يتفق مع شرح المشطور.
41- وَيَشْجُرُ الأَبْلَجَ بِالدِّعَمِّ(1)
42- بِمِزْحَمٍ أَرْكَانُهُ دِقَمِّ
طَمّ: يَغْلِبُ كُلَّ شَىْءٍ.
وَالفَرْعُ: أَصْلُهُ مُهَرَاقُ الدَّلْوِ، وَهُوَ هَاهُنَا مَثَلٌ.(1/190)
وَقَوْلُهُ: "يَثْلِمُ: يَغْلِبُ وَيَكْسِرُ، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "دِغَمِّ(2)"، يُقَالُ: دَغَمَهُ: إِذَا رَكِبَهُ.
وَأَمَّا دِقَمٌّ فىِ قَوْلِ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ فَإِنَّهُ مِنْ قَوْلِهِ: دَمَقَ، ودَقَمَهُ مَقْلُوبٌ، مِثْلُ جَذَبَ، وَجَبَذَ، كَمَا قَالَ:
* وتَنْتَحِى لِوَجْهِهِ فَتَدْمَقُهْ *
فىِ أُرْجُوزَةٍ عَلَى هَذَا الرَّوِىِّ.
وَالأَبْلَخُ: الْمُنْكَرُ.
وَقَوْلُهُ: "بِالدِّعَمِّ" وَهُوَ الدَّفْعُ.
وَيُقَالُ: شَجَرَهُ بِالرُّمْحِ: إِذَا طَعَنَهُ، وَشَجَرَهُ، أَى صَرَعَهُ.
/43- عَاسِى الشُّؤُونِ قَطِمِ القِطْيَمِّ
44- لَمْ يُدْمِ مَرْنَيْهِ خِشَاشُ الزَّمِّ(3)
هَذَا مَثَلٌ، وَهُوَ مِنْ صِفَةِ الْفَحْلِ.
وَعَاسِى الشُّؤُونِ، أَىْ شُؤُونُ رَأْسِهِ صُلْبَةٌ.
وَالشُّؤُونُ: مَجَارِى الدَّمْعِ.
وَالْقَطِمُ: الْمُغْتَلِمُ.
وَالْقِطْيَمُّ مِنْهُ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: مَرْنَاهُ: جَانِبَا أَنْفِهِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: مَرْنَاهُ: مَا رَقَّ مِنْ أَنْفِهِ، وَهُوَ قَرِيبُ الْمَعْنَى مِنْ قَوْلِ أَبِى عَمْرٍو.
45- وَلَيْسَ بِالْمُوَقَّعِ الْعِرْصَمِّ
46- وَجَامِعِ القُطْرَيْنِ مُطْرَخِمِّ(4)
47- بَيَّضَ عَيْنَيْهِ الْعَمَى الْمُعَمِّى(3)
__________
(1) فى ديوان رؤبة المطبوع: "... الأَبْلَخَ..." وهى رِواية أبى سعيد الضرير، وهو ما يتفق مع شرح المشطور.
(2) وهى رِواية أبى سعيد الضرير.
(3) اللسان (م رن).
(4) -3) اللسان (ن ح م) وفى اللسان، والتاج (ط ر خ م) المشطوران منسوبان للعجاج، وقال ابن بَرِّىّ: الرَّجَزُ لِرُؤبة.
48- مِنْ نَحَمَانِ الْحَسَدِ النِّحَمِّ(1)
الْمُوَقَّعُ: الَّذِى بِهِ آثَارُ الدَّبَرِ.
وَالْعِرْصَمُّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ الأَعْرَابِىِّ فَقَالَ: هُوَ الَّذِى قَدْ بَقِىَ مِنْهُ جِلْدٌ وَعَظْمٌ مِنَ الْهُزَالِ، ويُقَال: الْعِرْصَمُّ: الضَّعِيفُ الضَّئِيلُ.(1/191)
وَقُطْرَاهُ: رَأْسُهُ وَذَنَبُهُ، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ الْفَحْلُ إِذَا هَاجَ، يَشُولُ بِذَنَبِهِ وَيَجْمَعُ قُطْرَيْهِ.
وَالمُطْرَخِمُّ: الْمُتَكَبِّرُ.
وَقَوْلُهُ: "بَيَّضَ عَيْنَيْهِ" يَقُولُ: عَمِىَ حَسَدًا وَلَيْسَ ثَمَّ بَيَاضٌ، إِنَّمَا الْمَعْنَى فِيهِ كَأَنَّهُ مِنْ حَسَدِهِ لاَ يَقْدِرُ عَلَى النَّظَرِ إِلَىَّ، وَضَرَبَ الْفَحْلَ لِهَذَا مَثَلاً.
وَالنَّحَمَانُ: الصَّوْتُ مِنَ النَّحِيمِ، وَهُوَ كَالزَّحِيرِ.
49- مَا النَّاسُ إِلاَّ كَالثُّمَامِ الثَّمِّ(2)
50- يَرْضَوْنَ بِالتَّعْبِيدِ وَالتَّأَمِّى (3)
51- لَنَا إِذَا مَا خَنْدَفَ المُسَمِّى(4)
52- نَتْرُكُ ذَا القَرْنَيْنِ كَالأَجَمِّ
53- مُكَسَّرًا عَنْ صَخْرِنَا الأَصَمِّ
54- عَنْ صَامِلِ الأَرْكَانِ مُجْلَخَمِّ
الثُّمَامُ: شَجَرٌ.
وَالثَّمُّ: الْجَمْعُ، يُقَالُ: ثُمَّ أَمْرَكَ، أَى اجْمَعْهُ.
بِالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّى: مِنَ الأَمَةِ.
وَالصَّامِلُ: الْيَابِسُ.
وَمُجْلَخِمٌّ: مُجْتَمِعٌ، وَهَذَا مَثَلٌ.
__________
(1) اللسان، والتاج (ط ر خ م).
(2) رِواية أبى سعيد الضرير: "...كَثُمَامِ الثَّمِّ".
(3) اللسان (أ م ا) وفيه: "...والتَّآمِى" وفى اللسان (ع ب د) "... والتَّأَمِّى"، والرَّجَزُ فى المقاييس (أ م و-ى) غير منسوب، ونَسَبَه المحقق لِرُؤبة.
(4) فى ديوان رؤبة المطبوع "... ما خَنْدَقَ..." وفى اللسان (خ ن د ف) "إِنِّى إذا ما خَنْدَفَ المُسَمِّى".
وَقَوْلُهُ: "عَنْ صَخْرِنَا" أَرَادَ الْحَسَبَ وَالعِزَّ وَالْمَنَعَةَ، فَيَقُولُ: نَحْنُ نَفْضُلُ غَيْرَنَا فَلاَ يَقْدِرُ عَلَيْنَا.
55- نَكْسِرُ ضِرْسَ الْهَقِمِ الْقَهْقَمِّ(1)
56- وَإِنْ زَخَرْنَا كَعُبَابِ الْيَمِّ
/ 57- عَضَّلَ فَرْغَ الْوَاسِعِ الدِّقَمِّ
58- مِنَّا مُجِيرُ النَّاسِ بِالمَضَمِّ
الْهَقِمُ: الْجَائِعُ.(1/192)
وَالْقِهْقَمُّ(2) مِنْهُ، كَأَنَّهُ مِنَ المَقْلُوبِ إذا قَالَ: قِهْقَمٌ؛ لأَِنَّ الْهَاءَ فىِ الْهَقِمِ قَبْلَ الْقَافِ. فَأَمَّا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ فَقَال: الْهَقِمُ: الَّذِى لاَ يَشْبَعُ، وَهُوَ قَرِيبُ الْمَعْنَى مِنَ الأَوَّلِ.
وَزَخَرْنَا: كَثَرْنَا، وَمِنْهُ زَخَرَتْ دِجْلَةُ: إِذَا جَاءَتْ بِسَيْلٍ عَظِيمٍ.
وَالْيَمُّ: الْبَحْرُ.
وَعَضَّلَ: ضَاقَ.
وَالْفَرْغُ: الْمَسِيلُ، وَهُوَ هَاهُنَا مَثَلٌ. وَالْفَرْغُ: مَصَبُّ الدَّلْوِ.
وَالدِّقَمُّ: الَّذِى يَكْسِرُ كُلَّ شَىءٍ، وَيَدْقَمُهُ، وَيَدْمُقُهُ أَيْضًا مِنَ المُقَدَّمِ وَالْمُؤَخَّرِ.
وَقَوْلُهُ: "بِالْمَضَمِّ يَعْنِى بِعَرَفَةَ الْمَوْضِع يَضُمُّ النَّاسَ وَيَجْمَعُهُمْ.
59- بِمَشْعَرِ الْمُعَرَّفِ الْقِذَمِّ
60- وَالْمُلْكُ فِينَا وَالإِْمَامُ الأُمِّى
أَبُو عَمْرٍو فىِ قَوْلِهِ: "قِذَمِّ" قَالَ: كَثِيرُ الأَهْلِ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ: وَهَذَا مِنْ قَوْلِهِ: قَذَمَ لَهُ الْعَطَاءَ: إِذَا أَكْثَرَ لَهُ مِنْهُ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ.
وَالإِْمَامُ الأُمِّىُّ: النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
61- لَنَا وَفِينَا مُخُّ كُلِّ رِمِّ (3)
__________
(1) رواية أبى سعيد الضرير: "... القَهِمِ القَهْقَمِّ"، والقَهِمُ: الحَرِيصُ، والقَهْقَمُّ نحوُه.
(2) القِهْقَمُّ: الذى يَبْتَلِعُ كُلَّ شىءٍ، والقَهْقَمُّ: الجَمَلُ الضَّخْمُ. (اللسان/ ق هـ ق م).
(3) اللسان (ر م م) وفيه:
* نَعَمْ وفيها مُخُّ كُلِّ رِمِّ *
ورِواية أبى سعيد الضرير: "هذا وفِينَا...".
أَىْ وَفِينَا بَقِيَّةُ كُلُّ بَقِيَّةٍ.
وَالرِّمُّ: العَظْمُ.
* * *
-26-
وَقَالَ أَيْضًا (1) [يَمْدَحُ الحارثَ]:(2)
1- عَاذِلَ قَدْ أُطِعْتَ بِالتَّرْقِيشِ(3)
2- إِلَىَّ سِرًّا فَاطْرُقىِ وَمِيشِى(4)(1/193)
التَّرْقِيشُ: النَّمِيمَةُ، يُرَقِّشُ أَمْرًا، أَىْ يُصْلِحُهُ لِيُحَدِّثَ بِهِ إِنْسَانًا، رَقَّشَ حَدِيثَهُ وَزَوَّرَهُ: إِذَا حَسَّنَهُ وَأَصْلَحَهُ وَزَيَّنَهُ.
وَقَوْلُهُ: "فَاطْرُقِى، مِنَ الطَّرْقِ، طَرَقَ الصُّوفَ، وَهُوَ أَنْ يُطْرَقَ بِعُودٍ، أَىْ يُضْرَبَ.
وَالْمَيْشُ: خَلْطُ الصُّوفِ بِالْوَبَرِ، قَالَ:
* وَمَاشَ مِنْ رَيْطٍ رِبْعِىٍّ وَحَجَّارِ *(5)
يَقُولُ: فَخَلِّطِى مَا بَدَا لَكِ أَنْ تُخَلِّطِى وَقُولىِ مَا بَدَا لَكِ أَنْ تَقُولىِ فَلَسْتُ أَسْمَعُ مِنْكِ.
/3- فَالْخُسْرُ قَوْلُ الكَذِبِ المَنْجُوشِ(6)
4- إِنَّكِ إِلاَّ تَقْصِدِى تَطِيشِى
__________
(1) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع (77-79) ورقمها (28).
(2) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوانه المطبوع، وفى هامش المقاييس 4/45 يمدح الحارث بن سليم الهُجَيْمِىّ.
(3) فى ديوانه المطبوع "... قد أُطِعْتُ..." وفى اللسان (ط ر ق، م ى ش)، والتاج (ر ق ش):
* عاذِلَ قَدْ أُولِعْتِ بالتَّرْقِيشِ *
وفى المقاييس (ر ق ش):
* عاذِلُ قد أُولِعْتِ بالتَّرْقِيشِ *
بضم اللام فى "عاذِلُ". وفى المقاييس (ط ر ق) بِرِواية "عاذِلَ..." بفتح اللام.
(4) اللسان (ط ر ق)، والتاج (ر ق ش).
(5) الشاهد عَجُزُ بيت للنابغة الذبيانىّ فى ديوانه/56، وصَدْرُه:
* ساقَ الرُّفَيْداتِ من جَوْشٍ ومِنْ عِظَمِ *
ورِواية العَجُز:
* وماشَ مِنْ رَهْطِ رِبْعِىٍّ وحَجّارِ *
(6) اللسان، والتاج (ن ج ش) وفيهما "والخُسْرُ...".
الْمَنْجُوشُ: المُسْتَثَارُ المُسْتَخْرَجُ، وَيُقَالُ: انْجُشْ عَلَىَّ الصَّيْدَ، أَىْ حُشْهُ عَلَىَّ، وَيُقَالُ: قَدْ لَقِيتُمْ نَاجِشًا، وَالْمَصْدَرُ النَّجْشُ.
تَطِيشِى: تَخِفِّى، وَكُلُّ مَا لَمْ يَكُنْ قَصْدًا فَهُوَ طَائِشٌ.
5- فَقَدْ أَشَطْتِ اللَّحْمَ بِالنَّشِيشِ
6- أَصْبَحْتِ مِنْ حِرْصٍ عَلَى التَّأْرِيشِ(1)(1/194)
مِنْ حِرْصٍ عَلَى التَّأْرِيشِ، وَيُرْوَى "أَشَطْتِ الْحَمَّ بِالنَّشِيشِ".
أَشَطْت: أَحْرَقْت، وَهَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: جُرْتِ فىِ المَنْطِقِ وَجَاوَزْتِ الْحَقَّ، كَمَا أَفْرَطَتْ هَذِهِ فى الإِْيقَادِ لِحَمِّهَا إِذَا أَحْرَقَتْهُ.
وَالنَّشِيشُ: أَنْ يَنِشَّ فَيَحْتَرِقَ، نَشَّ يَنِشُّ نَشِيشًا.
وَالتَّأْرِيشُ، والتَّحْرِيشُ وَاحِدٌ.
وَالْحَمُّ: الأَلْيَةُ المُحْرَقَةُ.
7- غَضْبَى كَأَفْعَى الرِّمْثَةِ الْحِرْبِيشِ(2)
8- فَقُلْ لِذَاكَ المُزْعَجِ الْمَحْنُوشِ(3)
الرِّمْثَةُ لأَِنَّ الأَفَاعِىَ تَكُونُ فىِ الْحَمْضِ.
وَالْحِرْبِيشُ: الخَشِنَةُ، يُقَالُ: أَفْعَى حِرْبِيشٌ وَعَجُوزٌ، وَحِرْبِشٌ، وَحِرْبِيشٌ فىِ مَعْنًى واحِدٍ.
وَالمُزْعَجُ: الَّذِى قَدِ اسْتُخِفَّ فَأَزْعَجَهُ لَوْمٌ أَوْ خِفَّةٌ فَخَفَّ.
__________
(1) اللسان (أ رش)، والتاج (ح ر ب ش).
(2) فى ديوانه المطبوع "... الحَرِيشِ"، والرجز فى اللسان، والتاج (ح ر ب ش).
(3) اللسان (ح ن ش)، وفى اللسان (ع ن ش) برواية "... المَعْنُوشِ"، والتاج (أ ر ش، ع ن ش).(1/195)
وَالْمَحْنُوشُ: كَأَنَّمَا لَدَغَهُ حَنَشٌ، قَالَ: وَإِنَّمَا يَعْنىِ هَاهُنَا الْحَيَّاتِ، قَالَ: وَيُقَالُ لِجَميع دَوَابِّ الأَرْضِ الأَحْنَاشُ. قَالَ: وَيَكُونُ هَذَا عَلَى قَوْلِهِمْ يُخْشَى عَلَيْهِ دَوَابُّ الأَرْضِ فَيُقْصَدُ بِهِ إِلَى مَا يَلْدَغُ مِنْهَا، وَمِثْلُهُ: آذَاهُ هَوَامُّ رَأَسِهِ، وَهُوَ الْقَمْلُ فىِ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَالدَّوَابُّ جَمِيعًا مِنْ دَوَابِّ الأَرْضِ يُقَالُ لَهَا: هَوَامُّ، فَرُبَّمَا قُصِدَ بِهِ إِلَى بَعْضِهِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: احْذَرَنَّ الْقُوَيْمَّةَ لاَ تَأْكُلُهُ الهُوَيْمَّةَ(1)، فَقَوْلُهُ: القُوَيْمَّةَ يَعْنِى الصَّبِىَّ يَقْتَمُّ كُلَّ شَىْءٍ، وَالْهُوَيْمَّةُ مِنَ الهَامَّةِ، وَهُوَ الَّذِى فَسَّرْنَا. وَيُقَالُ: أَحْنَشَهُ عَلَى صَاحِبِهِ: أَغْضَبَهُ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمَحْنُوشُ: الْمَغْمُوزُ فىِ حَسَبِهِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: الْمَحْنُوشُ: / الْمُغْضَبُ. قَالَ: وَيُقَالُ: حَنَشْتُهُ: أَغْضَبْتُهُ، وَالأَوْلَى بِالأَلِفِ أَحْنَشَتْهُ.
9- أَصْبِحْ فَمَا مِنْ بَشَرٍ مَأْرُوشِ(2)
10- وَازْجُرْ بَنىِ النَّجَاخَةِ الفَشُوشِ(3)
11- مِنْ مُسْمَهِرٍّ لَيْسَ بِالفَيُوشِ(4)
__________
(1) فى اللسان (ق م م): "وفى مَثَلٍ لَهُم: أَدْرِكِى القُوَيْمَّةَ لا تَأْكُلُهُ الهُوَيْمَّةُ" يَعْنىِ الصَّبِىَّ الذى يَأْكُلُ البَعْرَ والقَصَبَ وهو لا يَعْرِفُه، أو الصَّبِىَّ الصغيرَ يَلْقُطُ ما تَقَعُ عليه يَدُه، يَقُولُ لأُِمِّه: أدْرِكِيهِ فُرُبَّما وقَعتْ يَدُهُ على هامّةٍ من الهَوَامّ فتَلْسَعُهُ.
(2) اللسان، والتاج (أ ر ش).
(3) اللسان (ف ش ش) وفيه "...بَنىِ النَّجّاخَةِ..."، والتاج (ف ش ش).
(4) اللسان (ف ى ش)، والتاج (ف ش ش) وفيهما: "عَنْ مُسْمَهِرٍّ...".
12- إِنِّى إِذا حَمَّشَنىِ تَحْمِيشِى(1)(1/196)
أَصْبِحْ: أَبْصِرْ وَاعْقِلْ، وَهَذَا مَثَلٌ.
وَألْمَأْرُوشُ، أَىْ هَذِه حَرْبٌ وَفِتْنَةٌ، وَإِنَّمَا يَهْزَأُ، يَقُولُ: انْتَظِرِ الصُّبْحَ، قَالَ: وَهَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: مَنْ أَخَذَ فىِ هَذِهِ الأُمُورِ لَمْ يَأْخُذْ أَرْشًا بِمَا صَنَعَ.
وَالنَّجَاخَةُ: الضَّرُوطُ.
والْفَشُوشُ: السَّلُوحُ.
وَالْمُسْمَهِرُّ: الشَّدِيدُ.
وَالْفَيُوشُ: الَّذِى يَفْخَرُ بِالْبَاطِلِ، فَائِشْ بِفُلاَنٍ، أَىْ جِئْ بِهِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ عِنْدَهُ مَنْفَعَةٌ.
حَمَّشَنىِ تَحْمِيشِى: أَغْضَبَنىِ غَضَبِى، وَيُقَالُ: أَحْمَشَهُ: أَحْمَاهُ، وَقَدْ حَمِشَ الرَّجُلُ حَمَشًا.
13- يَوْمًا وَجِدُّ الأَمْرِ ذُو تَكْمِيشِ
14- هَدَرْتُ هَدْرًا لَيْسَ بِالْكَشِيشِ(2)
15- وَفَاتَ رَأْسِى بَهْشَةُ الْبَهُوشِ
16- يَا عَجَبًا وَالدَّهْرُ ذُو تَخْوِيشِ(3)
وَيُرْوَى: "وَجَدُّ الأَمْرِ ذُو التَّكْمِيشِ".
وَالتَّكْمِيشُ أَنْ يَجُدَّ فىِ أَمْرِهِ وَيَخِفَّ، وَيُقَالُ: جَدَّ، وَأَجَدَّ.
وَالكَشِيشُ: أَنْ لاَ يُفْصِحَ بِهَدْرِهِ وَلاَ يُخْرِجَ شِقْشِقَتَهُ.
__________
(1) اللسان، والمقاييس (ح م ش) غير منسوب، ونَسَبه محقق المقاييس لِرُؤبة.
(2) اللسان (ك ش ش).
(3) اللسان، والتاج (خ و ش).(1/197)
بَهَشَهُ: تَنَاوَلَهُ، وَيُقَالُ: بَهَشَ إِلَيْهِ، أَىْ تَنَاوَلَهُ. وَيُرْوَى عَنِ ابن عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَال: إِنِّى قَتَلْتُ حَيَّةً وَأَنَا مُحْرِمٌ، فَقَالَ: هَلْ بَهَشَتْ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لاَ، فَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِقَتْلِ الإِفْعَوِّ وَلاَ بِرَمْىِ الحِدَوِّ(1)، قَالَ: فَمَا نَسِيتُ خِلاَفَ كَلاَمِهِ لِكَلاَمِنَا، أَخْبَرَنَا بِهَذَا الحَدِيثِ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ ضَمْضَم بْنِ جَوْسٍ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بنِ الرَّاهِبِ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّى قَتَلْتُ حَيَّةً.
وَالتَّخْوِيشُ: التَّنَقُّصُ.
17- لاَ يُتَّقَى بِالدَّرَقِ الْمَجْرُوشِ(2)
18- مُرُّ الزُّوَانِ مِطْحَنُ الْجَشِيشِ(3)
/ يُقَال: يُتَّقَى، وَيُتَقَى بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيلِ، يُقَالُ: تَقَاهُ بِحَقِّهِ، وَاتَّقَاهُ بِحَقِّهِ: إِذَا جَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَقَال: إِذَا قَالَ يُتَقَى قَالَ: تَقُوا اللَّهَ، قَالَ الشَّاعِرُ - أَنْشَدَنَاهُ اللِّحْيَانِىُّ وَغَيْرُهُ -:
تَقُوا اللَّهَ أَيُّهَا الفِتْيَانُ إِنِّى
رَأَيتُ اللَّهَ يَغْلِبُ ذَا الْجُدُودِ(4)
__________
(1) اللسان (ح د ا): "وفى حديث ابن عباس: لا بَأْسَ بِقَتْلِ الحِدَوْ والأَفْعَوْ، هى لُغةٌ فى الوَقْفِ على ما آخِرُه أَلِفٌ، تُقْلَبُ الأَلِفُ واوًا، ومنهم مَنْ يَقْلِبُها ياءً، يُخَفِّفُ ويُشَدِّدُ، والحِدَوُ هو الحِدَأُ، جَمْعُ حِدَأةٍ، وهو الطائرُ المعروف، فلما سَكَّنَ الهَمْزَ لِلوَقْفِ صارت أَلِفًا فَقَلبَها واوًا".
(2) اللسان (ج ش ش) وفيه "لا يَتَّقِى بالذُّرَقِ..." وفى التاج (خ و ش): "... المَخْرُوشِ".
(3) اللسان (ج ش ش) وفيه "مِنَ الزُّوَانِ مَطْحَنَ...".
(4) الشاهد لِخِدَاشِ بن زهير العامِرِىّ /41، وروايتُه:(1/198)
تَقُوهُ أَيُّها الفِتيانُ إِنِّى - رَأَيْتُ اللهَ قد غَلَبَ الجُدُودا
[الجُدُودُ: جمع جَدّ، وهو السَّعْدُ، ضِدّ النّحْس، يقول: إن الله إذا أراد أن يَسْلُبَ ذا الجَدِّ حَظّه من الدنيا لم يَمْنَعْه من ذلك مانع، ولا يمتنع ذوو الجُدُود منه بجدودهم، أى الحُظُوظ].
وَقَالَ الآخَرُ:
إِنَّ المَنِيَّةَ بِالفِتْيَانِ ذَاهِبَةٌ
وَلَوْ تَقَوْهَا بِأَرْمَاحٍ وَأَدْرَاعِ
وَالدَّرَقُ: جُلُودٌ مِنْ جُلُودِ الإِْبِلِ تُعْمَلُ دَرَقًا، أَىْ تِرْسَةً فَتُجْرَشُ حَتَّى يَذْهَبَ زَئِيرُهَا(1). وَيُقَالُ: تَرَكَهُ يَتَجَرَّشُ، أَىْ يَتَحَكَّكُ، وَجَرَشُهُ جَرْشًا.
وَالزُّوَانُ: نَبْتٌ يَكُونُ فىِ الْحِنْطَةِ شَبِيهٌ بِالشَّيْلَمِ تُعْلَفُهُ الْحَمَامُ. وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ يَقُولُ: إِنَّهَا سَنَةٌ شَديدَةٌ يَأْكُلُ النّاسُ فِيهَا الزُّوَانُ(2) لِلشِّدَّةِ والضَّرُورَةِ.
وَقَوْلُهُ: "مِطْحَنٌ" مَثَلٌ أَيْضًا، يَقُولُ: رَحَى جَهْدٍ تَجُشُّ النَّاسَ.
19- كَمْ سَاقَ مِنْ دَارِ امْرِئٍ جَحِيشِ(3)
20- إِلَيْكَ نَأْشُ القَدَرِ النَّؤُوشِ
أىْ كَمْ سَاقَ هَذَا الْجَهْدُ أَوْ هَذَا الْعَامُ رَجُلاً مِنْ دَارِه ضَاقَ.
وَقَوْلُهُ: "نَأْشُ القَدَرِ" أَىْ تَنَاوُلُهُ.
وَالنَّؤُوشُ: المُتَنَاوِلُ، وَيُقَالُ مِنْ أَيْنَ:
إِلَيْكَ نَأَشْتُ يَا ابْنَ أَبِى عَقِيلٍ
وَدُونىِ الْغَافُ غَافُ قُرَى عُمَانِ(4)
[وَيُقَالُ: دَرَأَ عَلَيْهِمْ، وَدَرَهَ، وَطَرَأَ، وَصَبَا عَلَيْهِمْ: إذا أَتَاهُمْ وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ]. (5)
21- وَطُولُ مَحْشِ السَّنَةِ الْمَحُوشِ(6)
22- جَدْبَاءُ فَكَّتْ أَسْرَ القُعُوشِ(7)
__________
(1) هكذا بالأصل، والصَّوابُ "زِئبِرُها"، وهو زَغَبُها ووَبَرُها.
(2) هكذا بالأصل "الزُّوَانُ" بِضَمِّ النُّونِ، والصواب "الزُّوانَ" بفتح النُّونِ.
(3) اللسان (ج ح ش) غير منسوب، والتاج (ق ع ش، ن أ ش).(1/199)
(4) الشاهد فى اللسان (غ ى ف) للفرزدق، وليس فى ديوانه.
(5) ما بين الحاصرتين زيادة من الشارح لا تُفَسِّرُ أى كلام فى الأُرجوزة.
(6) التاج (ق ع ش).
(7) فى ديوانه المطبوع "... أَسَرَ..." وفى اللسان (ق ع ش) رِوايتُه:
* حَدْباءَ فَكَّتْ أُسُرَ القُعُوشِ *
وفى هامش اللسان ذكر أن رِواية "جَدْباء" بالجيم هى الصواب، وفى التاج (ق ع ش) "حَدْباءَ فَكَّتْ أُسَرَ ...".
الْمَحْشُ: الْحَلْقُ.
وَالْمَحُوشُ: الَّتىِ تَحْلِقُ، فَعُولٌ مِنْهُ، مِثْلُ قَوْلِكَ: الضَّرُوبُ وَالشَّتُومُ، وَالْمَحْشُ: الاحْتِراقُ.
وَالْجَدْبَاءُ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ، وَيُقَالُ لِلسَّنَةِ الشَّدِيدَةِ أَيْضًا: شَهْبَاءُ، وَالبَيْضَاءُ، وَالْحَمْرَاءُ: إِذَا كانَتْ سَنَةَ جَدْبٍ لا نَبْتَ فِيهَا، وَالبَيْضَاءُ أَشَدُّ مِنَ الشَّهْبَاءِ.
وَالْقَعْشُ: الهَوْدَجُ، / وجَمْعُهُ قُعُوشٌ.
وَفَكَّتْ، أَىْ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَرْحَلُوا وَلاَ يَبْرَحُوا وَقَدْ مَوَّتَتْ أَمْوَالَهُمْ وَإِبِلَهُمْ، فَهُمْ يَأْخُذُونَ حَطَبَ الْهَوَادِجِ يَسْتَوْقِدُونَ بِهَا، وَوَاحِدُ الأُسَرِ أُسْرَة، وَهُوَ مَا يُشَدُّ بِهِ مِنَ القِدِّ، كَمَا قَالَ:
* كَمَا قَيَّدَ الآسِرَاتُ الْحِمَارَا *(1)
23- جَرَّتْ رَحَانَا مِنْ بِلاَدِ الْحُوشِ(2)
24- وَغَيْرُنَا مِنْ غَائِرٍ وَ بِيشِى
هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: جَرَّتْ رَحَانَا، أَى انْتَقَلْنَا.
وَالْحُوشُ: إِبِلٌ يُقَالُ لَهَا: الْحُوشِيَّةُ، وَلَيْسَ يُقَالُ لِلْوَحْشِ إِلاَّ وَحْشٌ، فَأَمَّا البَعِيرُ فَإِنَّهُ يُقَالُ: حُوشِىٌّ.
وَغَائِرٌ: مِنْ أَهْلِ الغَوْرِ.
وَ بِيشِىٌّ: مِنْ أَهْلِ بِيشَةَ، فَحَذَفَ الْهَاءَ، وَهُوَ وَادٍ عَلَى طَرِيقِ الْيَمَنِ.
25- جَاءوا فِرَارَ الْهارِبِ الجَهُوشِ(3)
__________
(1) الشاهد فى اللسان (ح م ر) للأَعْشَى، وصَدْرُه:
* وقَيَّدَنىِ الشِّعْرُ فى بَيْتِهِ *(1/200)
والشاهد فى ديوان الأعشى الكبير ميمون بن قيس ط/ مصر /53.
(2) المقاييس (ح و ش)، واللسان، والتاج (ح و ش) وفيهما:
* إلَيْكَ سارتْ مِنْ بِلاَدِ الحُوشِ *
شاهدًا على الحُوشِ بِمَعْنَى حَىّ من الجِنِّ، أو بمعنى بِلادِ الجِنِّ من وَرَاءِ رَمْلِ يَبْرِينَ لا يَمُرُّ بها أَحَدٌ من الناس.
(3) اللسان (ك د ش)، وفى التاج (ج هـ ش):
*جاءُوا فِرَارَ الهَرَبِ الجَهُوشِ *
26- شَلاًّ كَشَلِّ الطَّرَدِ المَكْدُوشِ(1)
الجَهُوشُ: الَّذِى يُجْهِشُ فىِ الْبُكَاءِ، ويُقَالُ: الجَهُوشُ: السَّرِيعُ.
وَالشَّلُّ: الطَّرَدُ.
وَالمَكْدُوشُ: المَطْرُودُ، كَدَشَهُ: طَرَدَهُ.
والطَّرُودُ المَصْدَرُ، وَمِثْلُ الطَّرَدِ الحَلَبُ، حَلَبَ حَلَبًا، وَالْحَلَبُ وَالرَّقَصُ، كُلُّ هَذَا مُحَرَّكٌ، وَيُقَالُ أَيْضًا: مَا كَدَشْتُ مِنْهُ شَيْئًا، وَمَا مَرَشْتُ، وَمَا مَطَرْتُ، وَمَا مَزَنْتُ، وَمَا خَرَشْتُ، كُلُّ هَذَا أَخْبَرَنِيهِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ.
27- وَمَا نَجَا مِنْ حَشْرِهَا المَحْشُوشِ(2)
28- وَحْشٌ وَلاَ طَمْشٌ مِنَ الطُّمُوشِ(3)
المَحْشُوشُ: الَّذِى يُضَمُّ مِنْ نَوَاحِيهِ كَمَا يُحَشُّ القِدْرُ.
__________
(1) اللسان (ك د ش)، والتاج (ج هـ ش).
(2) فى الأصل "المَحْشُوشُ" بِضَمِّ الشين، والمثبت بِكَسْر الشين، وهو الصواب. والرَّجَزُ فى اللسان، والتاج (ط م ش). وقال ابنُ بَرِّىٍّ: "حَشْرِها" يريد به حَشْرَ هذه السَّنَةِ من جَدْبِها المَحْشُوشِ الذى سِيقَ وضُمَّ من نواحيه، أى لم يَسْلَمْ فى هذه السَّنَةِ وَحْشِىٌّ ولا إنْسِىٌّ.
(3) اللسان، والتاج، والمقاييس (ط م ش).(1/201)
وَالطَّمْشُ: النَّاسُ، يُقَالُ: مَا أَدْرِى أَىُّ الطَّمْشِ، وأىُّ الطَّبَنِ هُوَ كَذَا، حَكَى لَنَا هَذَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ، والطَّبَلُ، والطَّبَنُ حَكَاهُ غَيْرُهُ بِالإِسْكَانِ والتَّحَرُّكِ. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: وَيُقَالُ: مَا أَدْرِى أَىُّ النُّخْطِ هُوَ، وَمَا أَدْرِى أَىُّ الأَوْرَمِ هُوَ، وَأَىُّ الهُوزِ هُوَ، وَأَىُّ البَرْنَسَاءِ، وَأَىُّ الدَّهْدَاءِ هُوَ، وَالدَّهْدَاءُ هُوَ بِالمَدِّ والقَصْرِ، وَأَىُّ الوَرَى هُوَ، وَأَىُّ حَالِفَةَ هُوَ، وَأَىُّ الجَرَادِ هُوَ، وَأَىُّ هَىِّ بن بَىٍّ(1) وَأَىُّ وَلَدِ الرَّجُلِ هُوَ، يَعْنىِ آدَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ.
/29- وَحَطْمُهَا بِالحَطْمِ وَالتَّحْوِيشِ (2)
30- حَصَّاءُ تَنْفِى المَالَ بِالتَّخْوِيشِ(3)
31- رَقْشًا كَرَقْشِ الوَضَمِ المَرْفُوشِ(4)
32- أَو كاحْتِلاَقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ(5)
__________
(1) اللسان (ب ى ى): "وهُوَ هَىُّ بنُ بَىٍّ، وهَيّانُ بنُ بَيّانَ، أى لا يُعْرَفُ أَصْلُه ولا فَصْلُه. وفى الصِّحَاحِ: إذا لم يُعْرَفْ هُوَ ولا أَبُوهُ. الجَوْهَرِىّ: ويُقَالُ: ما أَدْرِى أَىَّ هَىِّ بنِ بَىٍّ هُوَ، أى أَىُّ الناسِ هُوَ. ابن الأَعْرابىّ: البَىُّ: الخَسِيسُ من الرِّجالِ، وكذلك ابنُ بَيّانَ وابنُ هَيّانَ، كُلُّه الخَسِيسُ من الناسِ ونحو ذلك.
(2) فى ديوانه المطبوع "... والتَّخْوِيشِ".
(3) اللسان (خ و ش) وفيه "حَصَّاءُ تُقْنىِ..." وفى ديوانه المطبوع "حَصًّا تُنَقِّى ...".
(4) اللسان (ر ف ش، و ض م) وفيه "دَقًّا كَدَقِّ الوَضَمِ..." وأيضًا فى ديوانه المطبوع، والتاج (ر ف ش).
(5) اللسان (ج م ش)، والتاج (ر ف ش)، وفى المقاييس (ج م ش) بِرِواية "...الجَمِيشِ".(1/202)
[ ] (1) الَّتىِ تَحْلِقُ الْمَالَ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ: هُوَ يُهَوِّشُ مَالاً كَثِيرًا، أَىْ يُنَوِّرُ، وَهَوَّشَتْهَا. [التَّخَوُّشُ](2): التَّنَقُّصُ.
والوَضمُ: مَا طُرِحَ عَلَيْهِ اللَّحْمُ مِنْ خِوَانٍ أَوْ غَيْرِهِ.
وَالْمَرْفُوشُ وَالرَّفْشُ: الْحَطْمُ. [ ] (3): مَا يُؤْكَلُ عَلَى الْخِوَانِ أَكْلاً شَدِيدًا حَطْمًا.
وَالْجَمْشُ: الحَلْقُ، جَمَشَ رَأَسَهُ، أَىْ حَلَقَهُ.
33- أَقْحَمَنىِ جَارُ أَبِى الخَامُوشِ(4)
34- كَالنَّسْرِ فىِ جَيْشٍ مِنَ الجُيُوشِ (5)
35- جَاءُوا بِأُخْرَاهُمْ عَلَى خُنْشُوشِ(6)
36- مِنْ مُهْوَأَنٍّ بِالدَّبَا مَدْبُوشِ(7)
أَقْحَمَنِى يَعْنِى هَذَا القَحْط، أَىْ أَقْحَمَنِى هَذَا الْجَهْدُ وَهَذَا الدَّهْرُ.
جَارُ أَبِى الْخَامُوشِ: وَهُوَ جَارٌ كَانَ لَهُ، يَقُولُ: جَاءَنىِ شَيْخًا كَبِيرًا كَأَنِّى نَسْرٌ فىِ جَيْشٍ مِنَ الجُيُوشِ فىِ جَمَاعَةٍ وَعِيَالٍ.
وَخُنْشُوشٌ يُقَالُ: مَا بَقِىَ مِنْ مَالِهِ إِلاَّ خُنْشُوشٌ، أَىْ قَلِيلٌ.
وَالمُهْوَأَنُّ: مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرْضِ.
وَمَدْبُوشٌ: مَقْشُورٌ مَأْكُولٌ، دَبَشَهُ الدَّبَا: إِذَا أَكَلَهُ.
37- قَدْ كَانَ يُغْنِيهِمْ عَنِ الشُّغُوشِ(8)
38- وَالْخَشْلِ مِنْ تَسَاقُطِ الْقُرُوشِ(9)
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل .
(2) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت زيادة من اللسان (خ و ش).
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(4) اللسان، والتاج (خ م ش).
(5) التاج (خ م ش).
(6) اللسان (خ ن ش، د ب ش)، والتاج (خ ن ش ش، د ب ش).
(7) اللسان، والتاج (د ب ش) وفيهما:
* مِنْ مُهْوَئِنٍّ بالدَّبَى مَدْبُوشِ *
وفى هامش المقاييس قال المحقق: "ويُرْوَى: مُهْوَئنٍّ، وهما لغتان، يقال بِفَتْحِ الهَمْزة وكَسْرِها.
(8) اللسان، والتاج (ش غ ش).
(9) اللسان (ش غ س) وفيه "... العُرُوشِ"، والتاج (ش غ س).(1/203)
39- شَحْمٌ وَمَحْضٌ لَيْسَ بِالْمَغْشُوشِ(1)
40- أُلاَك حَبَّشْتُ لَهُمْ تَحْفِيشِى(2)
الشُّغُوشُ: بُرٌّ كَانَ بِالْبَصْرَةِ رَدِىءٌ يُقَالُ لَهُ: الشُّغُوشِىُّ، وَقَدْ يُقَالُ: شَغُوشِىٌّ، وَهُوَ
فَارِسِىٌّ(3). وَالْخَشْلُ: كِسَرُ الْحَلْىِ وَرُؤُوسُهُ.
وَالْقَرْشُ: مَا قَرَشْتَ، أَىْ جَمَعْتَ.
وحَبَّشْتُ: جَمَعْتُ لَهُمْ مَا جَمَعْتُ، يَعْنىِ عِيَالَهُ، وَيُقَالُ: تَحَبَّشُوا عَلَىَّ: أَىْ تَجَمَّعُوا، وَقَالَ / أَبُو عَمْرٍو: حَبَشْتُهُ وَهَبَشْتُهُ واحِدٌ، وَكُلُّ جَمْعٍ يُقَالُ لَهُ: أُحْبُوشٌ، وَالْجَمْعُ أَحَابِيشُ.
وَالتَّحْفِيشُ: مِثْلُ تَحْفِيشِ الدَّجَاجَةِ عَلَى بَيْضِهَا.
41- فَرْضِى وَمَا جَمَّعْتُ مِنْ خُرُوشِى(4)
42- فِى وَخْطِ بَيْعٍ لَيْسَ بِالتَّغْبِيشِ
الْخُرُوشُ واحِدُهَا خَرْشٌ، وَيُقَالُ: خَرَشَ يَخْرِشُ خَرْشًا: إذَا جَمَعَ. وَيُقَالُ: مَا خَرَشْتُ مِنْهُ شَيْئًا.
__________
(1) اللسان، والتاج (ش غ ش).
(2) اللسان (ق رش) وفيه:
* أُولاَكَ هَبَّشْتُ لَهُمْ تَهْبِيشِى *
وفى ديوانه المطبوع "... حَفَّشْتُ ...".
(3) الشُّغُوسِىُّ غير موجود بالمعاجم الفارسية، وهو الزُّؤان، والزُّوانُ بغير همز، والذُّؤَانُ حَبٌّ يخالِطُ البُرَّ، وخَصَّ بعضُهُم به الدَّوْسَرَ. وقال الليث: الزُّوانُ: حَبٌّ يكون فى الحِنْطةِ يُسَمِّيه أهلُ الشام الشَّيْلَمَ، وقيل: ما يَخْرُجُ من الطعام فَيُرْمَى به، وهى حَبّةٌ تُسْكِرُ، وهى الدَّنْقَةُ أيضًا. (اللسان/ ز أ ن، ز و ن)، وانظر اللسان أيضًا: (د س ر، د ن ق، ش ل م).
(4) اللسان، والتاج (خ ر ش) وفيهما "قَرْضِى..." وفى اللسان (ق ر ش):
* قَرْضِى وما جَمَّعْتُ مِنْ قُرُوشِى *(1/204)
وَقَوْلُهُ: "وَخْطٌ" هَذَا مَثَلٌ، وَإِنَّمَا الوَخْطُ: الطَّعْنُ الَّذِى يَجُوفُ، فَيَقُولُ: بَيْعٌ مَاضٍ نَافِذٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْوَخْطُ: أَنْ يَرْبَحَ مَرَّةً وَيَخْسَرَ أُخْرَى.
وَقَالَ: قَوْلُهُ: "فَرْضِى" قَالَ: يُرِيدُ عَطَائِى.
وَالتَّغْبِيشُ: قَالَ: لَمْ نَسْمَعْ لَهُ تَفْسِيرًا، وَهُوَ عِنْدِى مِنَ الغَبَشِ، وَهِىَ الظُّلْمَةُ وَالسِّتْرُ، فَكَأَنَّهُ يَقُولُ: بَيْعٌ ظَاهِرٌ مَكْشُوفٌ لَيْسَ بِالْمَسْتُورِ.
43- لَوْلاَ هُبَاشَاتٌ مِنَ التَّهْبِيشِ(1)
44- لِصِبْيَةٍ كَأَفْرُخِ العَشُوشِ(2)
45- لَبَاتَ فَوْقَ النَّاعِجِ الْمَخْشُوشِ
46- سَيْفِى وَأَلْوَاحِى عَلَى الْمَنْقُوشِ
الهُبَاشَاتُ: مَا أَصَابَ مِنْ مَغْنَمٍ، يَقُولُ: أَغْدُو لِهَبْشٍ مِنَ المَغْنَمِ.
وَالْمَخْشُوشُ: الْبَعِيرُ الَّذِى قَدْ خُشَّ.
والْخِشَاشُ: الحَلْقَةُ الَّتىِ تُجْعَلُ فىِ وَتَرَةِ الجِلْدِ، فَهِىَ بُرَةٌ، وَبَعِيرٌ مُبْرًى، وَبَرَيْتُهُ إِبْرَاءً، وَبَرَيْتُ لَحْمَهُ بَرْيًا.
وَالمَنْقُوشُ يَعْنىِ رَحْلاً، وَكَانَتِ الرِّحَالُ تَنْقُشُهَا الأَعْرَابُ.
47- وَكُنْتُ مَا أُوبَنُ بِالتَّخْفِيشِ (3)
__________
(1) اللسان (ع ش ش) وفيه:
* لَوْلاَ حُبَاشاتٌ منَ التَّحْبِيشِ *
واللسان (هـ ب ش) والرواية فيه كَرِوايةِ الأصل، وفى التاج (هـ ب ش) "... هُبَاشاتٍ ...".
(2) اللسان (ع ش ش، هـ ب ش) بِرِواية " ... العُشُوش " وهى رِوايةُ ديوانه المطبوع والمقاييس (هـ ب ش).
(3) اللسان (خ ف ش) وفيه:
* وكُنْتُ لا أُوبَنُ بالتَّخْفِيشِ *
واللسان، والتاج (ح ف ش) وفيهما:
* وكُنْتُ لا أُوبَنُ بالتَّحْفِيشِ *(1/205)
وفى التاج (خ ف ش) "... بالتَّخْفِيشِ" وفى اللسان (ح ف ش): "حَفَّشَ الرَّجُلُ: أَقَام فى الحِفْشِ" والحِفْشُ: الصَّغِيرُ من بُيُوتِ الأَعراب. وقيل: البيتُ الذَّلِيلُ القَرِيبُ السَّمْكِ من الأَرْضِ، سُمِّىَ به لِضِيقهِ.
48- حَارِثُ مَا سَجْلُكَ بِالتَّغْطِيشِ(1)
49- وَمَا جَدَا غَيْثِكَ بِالطُّشُوشِ(2)
50- وَلَيْسَ مِنْكَ الْجَزْلُ بِالتَّقْمِيشِ
التَّخْفِيشُ: الضَّعْفُ، يُقَالُ: خَفَشَتْ عَيْنُهُ: إِذَا ضَعُفَتْ.
وَأُوبَنُ: يُظَنُّ بِى ذَاكَ.
وَالسَّجْلُ: الدَّلْوُ، وَإِنَّمَا ضَرَبَهُ مَثَلاً، أَىْ لَيْسَ خَيْرُكَ بِقَلِيلٍ، أَنْتَ تُرْوِى إِذَا أَعْطَيْتَ.
والْجَدَا: الْغَيْثُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلْعَطِيَّةِ جَدًا، وَكَأَنَّهَ مَثَلٌ. وَيُقَالُ: أَجْدَى عَلَى الرَّجُلِ: / إِذَا أَفْضَلَ عَلَيْهِ إِجْدَاءً.
وَالطَّشُّ: المَطَرُ القَلِيلُ، يُقَالُ: طَشَّتِ السَّمَاءُ وَأَطَشَّتْ وَأَرَشَّتْ، وَهِىَ تَطِشُّ، وتُطِشُّ، وَتَرِشُّ، وَتُرِشُّ، وَوَبِلَتْ تَبِلُ وَبْلاً، وَوُبِلَتِ الأَرْضُ، فَهِىَ مَوْبُولَةٌ.
والتَّقْمِيشُ: مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا.
51- كَمْ مِنْ خَلِيلٍ وَأَخٍ مَنْهُوشِ(3)
52- مُنْتَعِشٍ بِفَضْلِكُمْ مَنْعُوشِ(4)
53- أَنْتَ الْجَوَادُ رِقَّةَ الرُّهْشُوشِ(5)
54- وَالْمَانِعُ العِرْضَ مِنَ التَّخْدِيشِ(6)
__________
(1) اللسان (ع ش ش) وفيه:
* حَجّاجُ ما نَيْلُكَ بالمَعْشُوشِ *
وفى المقاييس (ع ش) "... بالمَعْشُوشِ".
(2) اللسان (ط ش ش) وفيه:
* ولاَ جَدَا نَيْلِكَ بالطَّشِيشِ *
وفى المقاييس (ط ش):
*ولاَ نَدَى وَبْلِكَ بالطَّشِيشِ *
وفى المقاييس (ع ش):
* ولاَ جَدَا وَبْلِكَ بالطَّشِيشِ *
وفى التاج (ط ش ش):
* ولاَ جَدَا وَبْلِكَ بالطَّشِيشِ *
(3) اللسان، والتاج (ن هـ ش).
(4) اللسان، والتاج (ن هـ ش)، وفى ديوانه المطبوع "مُنْتَعَشٍ ...".(1/206)
(5) اللسان (ر هـ ش) غير منسوب، ورِوايتُه:
* أَنْتَ الكَرِيمُ رِقّةَ الرُّهْشُوشِ *
والتاج (ر هـ ش).
(6) التاج (ر هـ ش) وفيه: "المانِعُ العِرْضَ...".
المَنْهُوشُ، نَهَشَهُ الدَّهْرُ، وَيُقَالُ: نَهَشَتْهُ الْحَيَّةُ: إِذَا لَسَعَتْهُ، فَيَقُولُ: فِينا لَسْعَةٌ مِنَ الزَّمَانِ وَعَضٌّ مِنَ الجَدْبِ وَالْجَهْدِ. قَالَ الأَصْمَعِىُّ: وحَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَان قَالَ: قَالَ شَاعِرٌ:
* بِنَا حُمَةٌ مِنْ أَفَاعِى الزَّمَانِ *
وَالْحُمَةُ هِىَ السُّمُّ، وَالَّتىِ تَضْرِبُ بِهَا الْعَقْرَبُ هِىَ الإِْبْرَةُ.
وَمُنْتَعِشٌ، يَقُولُ: رَفَعْتَهُ وَنَعَشْتَهُ بِفَضْلِكَ وَعَطَائِكَ.
وَالرُّهْشُوشُ، قَالَ الأَصْمَعِىُّ: نَاقَةٌ رُهْشُوشٌ، أَىْ خَوَّارَةٌ غَزِيرَةٌ رَقِيقَةٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الرُّهْشُوشُ: الَّذِى يَرْحَمُ النَّاسَ وَيَرِقُّ، وَيُقَالُ الرُّهْشُوشُ: الفَتَى السَّمْحُ الرَّقِيقُ. يَقُولُ: يَمْنَعُ عِرْضَهُ أَنْ يَعْتَلِقَ بِهِ أَحَدٌ فَيَذُمَّهُ.
55- تَكَرُّمًا وَالْهَشُّ لِلتَّهْشِيشِ(1)
56- طَلْقٌ إِذَا اسْتَكْرَشَ ذُو التَّكْرِيشِ(2)
57- أَبْلَجُ صَدَّافٌ عَنِ التَّحْرِيشِ(2)
58- وَارِى الزِّنَادِ مُسْفِرُ البَشِيشِ(3)
[ ] (4) إِلَى الخَيْرِ يُسْرِعُ إِلَيهِ، يَقُولُ: فَالهَشُّ إِذا هُشِّشَ أَعْطَى وتَفَضَّلَ.
وَقَوْلُهُ: "اسْتَكْرَشَ، أَى [ ] (5).
عَنِ التَّحْرِيشِ، يَقُولُ: إِذَا حُرِّشَ لَمْ يَقْبَلْ وَإِذا أُغْرِىَ بِمَا لاَ خَيْرَ فِيهِ امْتَنَعَ.
وَارِى الزِّنَادِ، أَىْ كَرِيمٌ كَالزَّنْدِ إذا أَوْرَيْتَهُ أَخْرَجَ نَارًا.
وَالْمُسْفِرُ: يُرِيدُ المُسْفِرَ الْوَجْهِ.
وَالبَشِيشُ: مِنَ الْبَشَاشَةِ.
__________
(1) اللسان (ب ش ش).(1/207)
(2) -2) اللسان (ك ر ش) وفيه "ذُو التَّكَرُّشِ"، "... ذُو التَّحَرُّشِ"، وصُوِّبتِ الرِّوايتان فى الموضعين فى هامش اللسان كَرِواية المخطوط، والتاج (ك ر ش).
(3) اللسان (ب ش ش، والتاج (ك ر ش).
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(5) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
59- أَشْكُو إِلَيْكَ شِدَّةَ الْمَعِيشِ(1)
60- دَهْرًا تَنَقَّى المُخَّ بِالتَّمْشِيشِ(2)
/61- وَجَهْدَ أَعْوَامٍ بَرَيْنَ رِيشِى(3)
62- نَتْفَ الحُبَارَى عَنْ قَرًا رَهِيشِ(4)
الْمَعِيشُ: يَكُونُ عَلَى مَعْنَيَيْنِ، عَلَى حَذْفِ الْهَاءِ مِنَ المَعِيشَةِ لِلشِّعْرِ وَالضَّرُورَةِ، وَيَكُونُ جَمْعَ مَعِيشَةٍ وَمَعِيشٍ.
وَيُرْوَى: "عَيْشًا تَنَقَّى".
وَالقَرَا: الظَّهْرُ.
ويُرْوَى: "نَزَعْنَ رِيشِى، وَنَتَفْنَ رِيشِى" وَيُقَالُ: انْتِفِ الْمُخَّ، أَى اسْتَخْرِجْهُ.
وَالرَّهِيشُ: المَهْزُولُ القَلِيلُ اللَّحْمِ.
63- حَتَّى تَرَكْنَ أَعْظُمَ الْجُؤْشُوشِ(5)
64- حُدْبًا عَلَى أَحْدَبَ كَالعَرِيشِ(6)
65- غَثًّا ضَعِيفَ حِيلَةِ النَّطِيشِ(7)
66- فىِ جِسْمِ شَخْتِ المَنْكِبَيْنِ قُوشِ(8)
الجُؤْشُوشُ: الصَّدْرُ.
وَقَوْلُهُ: "أَحْدَبَ" يَقُول: هُزِلْتُ فَحَدِبْتُ.
وَالعَرِيشُ: الخَشَبَاتُ تُعَرَّشُ غَثًّا، يَقُولُ: صِرْتُ شَيْخًا هَكَذَا ضَعِيفًَا.
وَالنَّطِيشُ: يُقَالُ: مَا بِهِ نَطِيشٌ، أَىْ مَا لَهُ حِيلَةٌ وَلاَ بِهِ قُوَّةٌ، وَهِىَ رِوَايَةُ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ.
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "البَطِيشِ" مِنَ البَطْشِ وَالْقُوَّةِ.
وَالشَّخْتُ:الدَّقِيقُ.
__________
(1) التاج (ع ى ش)، والتاج (م ش ش) "إلَيْكَ أَشْكُو...".
(2) التاج (م ش ش).
(3) فى الأصل "بَرَيْنِ" والمثبت من ديوانه المطبوع، والتاج (ع ى ش).
(4) اللسان (ر هـ ش) وفيه: "... عَنْ قَرَا رَهِيشِ"، والتاج (ر هـ ش).
(5) فى ديوانه المطبوع بِرِواية "... أَعْظَمَ ...".(1/208)
(6) فى ديوانه المطبوع بِرِواية "حَدْبًا...".
(7) هامش التاج (ن ط ش).
(8) اللسان، والتاج (ق و ش)، والقُوشُ: قليلُ اللَّحْمِ ضَئِيلُ الجِسْمِ صَغِيرُ الجُثَّةِ.
وَالْقُوشُ: قَالَ: أَخَذَهُ مِنَ الأَمْصَارِ، أَرَادَ كُوثَا(1)، وَهُوَ القَصِيرُ بِالْفَارِسِيَّةِ.
__________
(1) فى الألفاظ الفارسية المعربة "الكُوتِىُّ: تعريب كُوتاه، وهو القصير.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ: يَعْنىِ بِالْقُوشِ صَغِيرًا.
67- يَلْوِيهِ جَذْبُ الأَخْدَعِ الْمَعْنُوشِ
68- بَعْدَ اعْتِمَادِ الجَرَزِ البَطِيشِ(1)
قَوْلُهُ: "يَلْوِيهِ" قَالَ: إِذَا أَسَنَّ الرَّجُلُ انْشَنَجَ أَخْدَعَاهُ، فَإِذا مَشَى فَمَدَّ عُنُقَهُ جَذَبَتْهُ أَخَادِعُهُ فَلَوَتْهُ. وَالْمَعْنُوشُ، قَالَ: أُرَاهُ المَجْذُوبُ. عَنَشْتُهُ بِالزِّمَامِ.
وَالجَرَزُ: الْخَلْقُ الشَّدِيدُ.
وَالبَطِيشُ: ذُو البَطْشِ.
69- فَالْيَوْمَ قَدْ خَفَّشَنِى تَخْفِيشى
70- أَرْمِيهِمْ بِالنَّظَرِ التَّغْطِيشِ(2)
71- وَهَزَّ رَأْسِى رِعْشَةَ التَّرْعِيشِ(3)
72- ضَبًّا كَضَبِّ الكَلَدِ المَحْرُوشِ
قَوْلُهُ: "خَفَّشَنِى" أَىْ أَقْعَدَنِى عَنِ الأَسْفَارِ.
وَالتَّغْطِيشُ: المُظْلِمُ. يَقُولُ: إِنَّهُ قَدْ أَظْلَمَ بَصَرُهُ، وَلَمْ يَرْوِ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ الأَصْمَعِىُّ وَرَوَاهُمَا أَبُو عَمْرٍو.
__________
(1) اللسان، والتاج (ن ط ش) وفيهما:
* بَعْدَ اعْتِمادِ الجَرَزِ النَّطِيشِ *
ورَجُلٌ نَطِيشُ جَبَلةِ الظَّهْرِ: شَدِيدُها.
(2) اللسان (غ ط ش) وفيه "أُرِيهمُ بالنَّظَرِ التَّغْطِيشِ" وفى التاج (غ ط ش) "أَرْمِيهمُ...".
(3) فى ديوانه المطبوع "رَعْشَةَ..."، وفى التاج (غ ط ش) "وَهَزِّ رَأْسِى رَعْشَةَ التَّرْعِيشِ".(1/209)
ضَبًّا: يَقُولُ: صِرْتُ كَأَنِّى / ضَبٌّ؛ يَعْنِى لاِنْطِواءِ جِلْدِه. [ ] (1). ضَبُّ عَلْبَاءَ بِكَلَدَه، وَأَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَعْرَابِ اسْتَعْدَتْ عَلَى رَجُلٍ أَخَذَ [ ] (2) يُرَدَّ عَلَيْهَا ضَبُّهَا، فَأَعْطَاهَا ضَبًّا، فَقَالَتْ: إِنَّ هَذَا لَيْسَ ضَبِّى، لَيْسَ كَضَبِّى ضَبٌّ، ضَبِّى سَاحٍ حَابِلٌ أَعْوَرُ عِنِّينٌ، ضَبُّ عَلْبَاءَ بِكَلَدَه لَمْ يَرَ ضَبَّةً وَلَمْ تَرَهُ.
المَحْرُوشُ: مِنَ الحَرْشِ، وَهُوَ أَنْ يَأْتِىَ الرَّجُلُ جُحْرَ الضَّبِّ فَيَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ يُحَرِّكُهَا فَيُخْرِجُ الضَّبُّ ذَنَبَهُ يَحْسِبُ أَنَّهُ حَيَّةٌ فَيَضْرِبُهَا فَيَقْنِصُ الرَّجُلُ عَلَيْهِ.
وَقَوْلُهَا: "سَاحٍ حَابِلٌ" تُرِيدُ أَنَّهُ ضَبٌّ مُخْصِبٌ سَمِينٌ.
وَالْحَابِلُ: الَّذِى يَأْكُلُ الْحُبْلَةَ: شَجَرَةٌ.
وَالسَّاحِى: الَّذِى يَأْكُلُ السِّحَاءَ. وَالسِّحَاءُ: شىْءٌ يُشْبِهُ الشَّوْكَ تَأْكُلُهُ النَّحْلُ، فَعَسَلُهُ أَطْيَبُ العَسَلِ. قَالَ الأَصْمَعِىُّ: وَحَدَّثَنِى شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ هِشَامٍ إِلَى أَمِيرِنَا أَنِ ابْعَثْ إِلَىَّ بِعَسَلٍ مِنْ عَسَلِ النَّدْغِ والسِّحَاءِ، أَخْضَرَ فىِ السِّقَاءِ، أَبْيَضَ فىِ الإِْنَاءِ، قَالَ: وَالنَّدْغُ: الصَّعْتَرُ البَرِّىُّ. قَالَ: وَذَكَرَ أَنَّ سِنْدِيَّةً رَأَتِ السِّحَاءَ فَقَالَتْ: إِنَّ بِأَرْضِكُمْ لَشَجَرًا عَجَبٌ لِلْبَاءَةِ لَوْ تَشْعُرُونَ بِهِ، يُقَالُ فىِ الْبَاءَةِ بِالقَصْرِ وَالْمَدِّ.
وَالْكَلَدَةُ: الْمَكَانُ الْغَلِيظُ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل. وفى اللسان (ك ل د) "العَرَبُ تقول: ضَبٌّ كَلَدَةٌ؛ لأنها لا تَحْفِرُ جُحْرَها إلاّ فى الأرضِ الصُّلْبةِ.
(2) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.(1/210)
73- وَتَرَكَتْ صَاحِبَتِى تَفْرِيشِى(1)
74- وَأَسْقَطَتْ مِنْ مُبْرَمٍ بَرِيشِ(2)
75- حِلْسًا عَلَى مُطْلَنْفِئٍ حُتْرُوشِ
76- بَعْدَ احْتِضَانِ الحِظْوَةِ الْحَفُوشِ(3)
أَسْقَطَتْ: يَقُولُ: رَمَتْ عَلَىَّ بِمُبْرَمٍ، أَىْ بِكِسَاءٍ أَوْ بِجَادٍ مُبْرَمٍ.
وَبَرِيشٌ فِيهِ أَلْوَانٌ، وَهُوَ مِنَ الرِّيشِ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِى عَمْرٍو أَيْضًا.
وَالْحِلْسُ: كِسَاءٌ يُنْسَجُ يُجْعَلُ تَحْتَ الرَّحْلِ. قَالَ: يَكُونُ حِلْسًا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ حَشْوٌ.
وَالمُطْلَنْفِئُ: اللاَّزِقُ وَاللاَّصِقُ [بالأرضِ] (4).
وَالْحُتْرُوشُ: الصَّغِيرُ، قَالَهُ أَبُو عَمْرٍو، يَقُولُ: فَطَرَحَتْ عَلَىَّ هَذَا الْحِلْسَ، أَىْ قَدْ صِرْتُ / إِلَى هَذِهِ الْحَالِ.
وَالْحَفُوشُ: يُقَالُ: حَفْوَةٌ كَانَتْ تَجْمَعُ الوُدَّ فَتَسْتَخْرِجُهُ مِنْهَا، وَمِنْهُ تَخَفَّشَ الْقَوْمُ: إذا اجْتَمَعُوا، وَتَخَفَّشَ الْوَادِى بِسَيْلِهِ فىِ الْكَثْرَةِ.
77- لَمَّا رَأَتْنِى نَزِقَ التَّفْحِيشِ(5)
78- ذَا رَثَيَاتٍ دَهِشَ التَّدْهِيشِ(6)
79- كَالْبُوهِ تَحْتَ الظُّلَّةِ المَرْشُوشِ(7)
80- فىِ هِبْرِيَاتِ الْكُرْسُفِ الْمَنْفُوشِ(8)
__________
(1) اللسان، والتاج (ب ر ش).
(2) اللسان، والتاج (ب ر ش).
(3) اللسان (ح ف ش) وفيه:
* بَعْدَ احْتِضانِ الحَفْوَةِ الحَفُوشِ *
والحَفُوشُ: المُتَحَفِّى، وقيل: المُبالِغُ فى التَّحَفِّى والوُدِّ.
(4) ما بين الحاصرتين زيادة من اللسان (ط ل ف أ).
(5) التاج (د هـ ش).
(6) التاج (د هـ ش) يُريدُ أنه كَبِرَ فَسَاءَ خُلُقُه.
(7) اللسان (هـ ب ر) وفيه "كالهُبْرِ تَحْتَ ...". والهُبْرُ: مُشَاقّةُ الكَتَّانِ، والرجز فى اللسان والمقاييس (ب و هـ) غير منسوب، ونَسَبَه محقق المقاييس لِرُؤبة.
(8) اللسان (ن د ش) وفيه:
* فى هَبَرَاتِ الكُرْسُفِ المَنْدُوشِ *(1/211)
والرجز فى اللسان (هـ ب ر) كَرِواية الأصل.
يُرِيدُ بِقَوْلِهِ: "نَزِقَ التَّفْحِيشِ" أَىْ نَزِقَ فَاحِشَ النَّزَقِ فَقَلَبَ، أَىْ نَزَقًا فَاحِشًا.
وَالرَّثَيَاتُ: وَجَعٌ يَأْخُذُ فىِ الرُّكْبَةِ، وَاحِدُهَا رَثْيَةٌ، كَمَا قَالَ:
* وَرَثْيَةٌ تَنْهَضُ فىِ تَشَدُّدِى *(1)
وَقَالَ الآخَرُ(2):
* وَلِلْكَبِيرِ رَثَيَاتٌ أَرْبَعُ *
* الرُّكْبَتَانِ وَالنَّسَى وَالأَخْدَعُ *
* وَلاَ يَزَالُ رَأْسُهُ يُصَدَّعُ *
* وَكُلُّ شَىْءٍ بَعْدَ ذَاكَ يَوْجَعُ *
البُوهَةُ: طَائِرٌ نَحْوٌ مِنَ الْبُومَةِ. وَقَالَ أَبُوعَمْرٍو: الْبُوهُ: ذَكَرُ الْبُومِ.
وقَوْلُهُ: "تَحْتَ الظُّلَّةِ" قَالَ: إِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ لِلصَّقْرِ إِذَا كَرَّزَ فَجَعَلَهُ لِلْبُوهَةِ، وَشَبَّهَ نَفْسَهُ فى كِبَرِهِ.
[ ] (3). البُوهُ: هُوَ الَّذِى يُرَشُّ لَهُ.
وَدَهِشَ: لاَ يَثِبُ.
وَالهِبْرِيَاتُ: جَمْعُ هِبْرِيَةٍ. [ ] (4). إِبْرِيَةٌ وَهَبَارِيَةٌ، وَهُوَ مَا تَطَايَرَ مِنَ الرَّأْسِ، وَيُقَالُ فىِ مِثْلِهِ مِنَ المَكْسُورَةِ: إِرْمِينِيَةُ، وَإِهْلِيلَجَةُ، وَإِذْرِبِيَجانُ.
وَالْكُرْسُفُ: القُطْنُ، فَيَقُولُ: بَقِىَ مِنْ شَعَرِى شَعَرٌ لَيِّنٌ عَلَى خِلْقَةِ هَذِه الهِبْرِيَةِ.
81- بَعْدَ انْتِيَاشِ الرِّحْلَةِ النَّؤُوشِ
__________
(1) الشاهد فى اللسان (ر ث ا) لأَبِى نُخَيْلة يَصِفُ كِبَرَهُ، وروايتُه:
* ورَثْيَةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ *
وقبله:
* وقَدْ عَلَتْنِى ذُرْأَةُ بادِى بَدِى *
وبعده:
* وصارَ لِلْفَحْلِ لِسَانىِ ويَدِى *
(2) الشاهد أنشده شَمِرٌ فى اللسان (ر ث ا) لِجَوّاسِ بن نُعَيْم أَحَدِ بَنىِ الهُجَيْم بن عَمْرو بن تَمِيم، ويُعْرَفُ بابْنِ أُمِّ نَهَارٍ، وأُمُّ نَهَارٍ هى أُمُّ أَبِيه، وبها يُعْرَف، ورِوايةُ الثالث "... يَصَّدَعُ" ورِوايةُ الرابع "... يَيْجَعُ".
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.(1/212)
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
82- يُؤْنِسُنِى جَأْشٌ مِنَ الجُؤُوشِ
83- مَاضِى التَّمَضِّى مَرِسُ التَّفْتِيشِ
84- أَغْدُو لِهَبْشِ المَغْنَمِ الهَبُوشِ(1)
85- سِيدًا كَسِيدِ الرَّدْهَةِ الْمَبْغُوشِ
قَوْلُهُ: "انْتِيَاش" أَىْ أَرْتَحِلُ إِلَى المُلُوكِ فَأَنَالُ مِنْهُمْ.
وَالْجَأْشُ: يُرِيدُ أَنَّهُ شُجَاعٌ، يَقُولُ: شَجَّعَنِى فُؤَادِى.
وَقَوْلُهُ: "مَاضِى التَّمَضِّى" يَقُولُ: إِذَا تَمَضَّيْتُ مَضَيْتُ.
وَالْهَبْشُ: / الْجَمْعُ وَالْغَنِيمَةُ، يَقُولُ: كُنْتُ أَغْدُو لِلمَغَانِمِ فَأُصِيبُ مِنْهَا.
وَالرَّدْهَةُ: النُّقْرَةُ فىِ الْجَبَلِ تَحْبِسُ الْمَاءَ. يَقُولُ: يَرِدُهَا الذِّئْبُ.
والمَبْغُوشُ: الَّذِى قَدْ أَصَابَتْهُ الْمَبْغَشَةُ، أَىْ مَطَرَةٌ، وَمِثْلُهُ:
* كَذِئْبِ الرَّدْهَةِ المُتَمَطِّرِ *
وَمِثْلُهُ:
* كَذِئْبِ الرَّدْهَةِ الْمُتَأَوِّبِ(2) *
* * *
-27-
وَقَالَ أَيْضًا(3) يَمْدَحُ أَبَا الْعَبَّاسِ الدَّفَّاعَ(4):
1- وَقُلْتُ لِزِيرٍ لَمْ تَصِلْهُ مَرْيَمُهْ(5)
2- ضِلِّيلُ(6) أَهْوَاءِ الصِّبَا يُنَدِّمُهْ
__________
(1) اللسان (هـ ب ش) وفيه:
* أَعْدُو لِهَبْشِ المَغْنَمِ المَهْبُوشِ *
(2) الشاهدُ عَجُزُ بيت للشَّرِيفِ الرَّضِى 1 /195، وتَمَامُهُ:
ولَوْ هِيجَ لِلْهَيْجاءِ طارَ بِسَرْجِهِ
جَوَادٌ كَذِئْبِ الرَّدْهَةِ المُتَأَوِّبِ
[الرَّدْهةُ: الحُفْرَةُ فى الجَبَلِ ].
(3) الأُرجوزة فى ديوانه المطبوع (149-159) ورقمها (55).
(4) "الدَّفّاع" هكذا بالأصل، وفى ديوانه المطبوع "السَّفّاح" وهو أول الخلفاء العباسيين. (خزانة الأدب 4/452).
(5) اللسان (زور)، وديوانه المطبوع، وخزانة الأدب (4/453)، وفيهما "قُلْتُ لِزِيرٍ...". وهى رِواية أبى سعيد الضرير.
(6) فى ديوانه المطبوع "ضِلِّيلِ".(1/213)
زِيرٌ: مِنْ قَوْلِكَ: زَارَ يَزُورُ، وَيُقَالُ: هُوَ زِيرُ نِسَاءٍ، وَطِلْبُ نِسَاءٍ، وَحِدْثُ نِسَاءٍ: إِذَا كانَ يَزُورُهُنَّ وَيُحَدِّثْهُنَّ، وَيُقَالُ: هُوَ خِلْمُهَا بِمَعْنَى زِيرِهَا، وَهُوَ عِجْبُهَا: إِذَا أَعْجَبَتْهُ وَأَعْجَبَها، وَهُوَ طِلْبُهَا.
وَمَرْيَمُه: امْرَأَةٌ.
وَضِلِّيلٌ: يُقَالُ: هُوَ ضِلِّيلٌ، وَفِسِّيقٌ، وَخِمِّيرٌ، وَزِنِىٌّ، وَغِلِّيمٌ(1)، وَشِرِّيبٌ، يُقَالُ لِلذَّكَرِ وَالأُنْثَى : غِلِّيمٌ.
وَقَوْلُهُ: "يُنَدِّمُهُ" قَالَ أَبُو عَمْرٍو: يُنَدِّمُهُ عَلَى مَا تَرَكَ مِنَ الصِّبَا، وَيُقَالُ فىِ قَوْلِهِ: "ضِلِّيلٌ" قَالَ: هُوَ فىِ مَعْنَى ضَلاَلٍ، يَقُولُ: يُنَدِّمُهُ عَلَى وُقُوفِهِ بِالدَّارِ وَبُكَائِهِ عَلَيْها، أَى يَسْتَحِى مِنْ قَوْلِهِ، وَضِلِّيلٌ يَعْنىِ نَفْسَهُ، يَقُولُ: هَذَا الأَمْرُ يَحْمِلُهُ عَلَى ما يَنْدَمُ عَلَيْهِ، قَالَ الطُّوسِىُّ: وَالثَّانِى فِى قَوْلِ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ فِيمَا أَحْسَبُ، وَهَذَا الثَّالِثُ قَوْلُ الأَصْمَعِىِّ، وَكُلٌّ لَهُ وَجْهٌ وَمَذْهَبٌ.
وَالضِّلِّيلُ الهَوَى: الَّذِى يُضَلِّلُهُ، ثُمَّ أَضَافَ هَذَا الْهَوَى إِلَى الأَهْوَاءِ، ورَفَعْتَ "ضِلِّيلُ" بـ"ِيُنَدِّمُهُ".
3- هَلْ تَعْرِفُ الرَّبْعَ المُحِيلَ أَرْسُمُهْ(2)
__________
(1) فى الأصل "وغَلِيمٌ" بفتح الغين ولام مكسورة غير مُشَدَّدة، والمثبت هو الصواب.
(2) اللسان (ع هـ د) وفيه:
* هَلْ تَعْرِفُ العَهْدَ المُحِيلَ رَسْمُهْ *(1/214)
والمقاييس (ع هـ د) بِرِواية: "هَلْ تَعْرِفُ العَهْدَ المُحيلَ أرْسُمُهْ" شاهدًا على العَهْدِ بِمَعْنَى المَنْزِلِ الذى لا يَزالُ القَوْمُ إذا انْتَوَوْا عنه يَرْجِعُون إليه. وهى رِواية أبى سعيد الضرير. [والعَهْدُ: ما عَهِدْتَ، أى ما أدْرَكْتَ، والمُحِيلُ: الذى أَتَى عليه حَوْلٌ]. (أراجيز العرب /139 وهو تفسير أبى سعيد الضرير).
4- عَفَتْ عَوَافِيهِ وَطَالَ قِدَمُهْ
عَفَتْ عَوَافِيهِ: أَىْ دَرَسَتْ، وَعَوَافِيهِ: دَوَارِسُهُ، وَوَاحِدُ العَوَافىِ عَافِيَةٌ، وَمَعْنَاهُ: بُقْعَةٌ عَافِيةٌ، أَىْ دَارِسَةٌ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: هَذَا مِثْلُ قَوْلِكَ: خَرَبَ خَرَابُهُ(1).
وَالعَوَافىِ: كُلُّ مَا عَفَاكَ، أَىِ اعْتَفَاكَ، أَىْ أَتَاكَ طَلَبَ مَا عِنْدَكَ، والطَّيْرُ يُقَالُ لَهَا: عَافِيَةٌ، أَىْ تَأْتىِ الْقَتْلَى / تَعْفُوهُمْ كَمَا قَال:
فَعَزَّ عَلَيْنَا وَنِعْمَ الْفَتَى - مَصِيرُكَ يَا عَمْرُو لِلْعَافِيَه(2)
أَىْ لِلطَّيْرِ، وَإِنَّمَا يَرْثِيهِ. وَقَدْ عَفَا شَعَرُهُ: إِذَا كَثُرَ، فَكَأَنَّهُ مِنَ الأَضْدَادِ.
5- بِوَاحِفٍ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ رِمَمُهْ
6- مَعْرُوفةً أَنْصَابُهُ وَحِمَمُهْ(3)
وَاحِفٌ: مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ، يُقَالُ: وَحَفَ إِلَى الطَّعَامِ: إِذَا دَنَا إِلَيْهِ، فَهُوَ يَحِفُ، وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
* تُوقِدُ بِالْقِدْرِ مِرَارًا وَتَقِفْ *
وَقُوفُهَا، أَىْ تَشْتَغِلُ وتَنْشُلُ(4).
وَتَحِفُ: تَدْنُو كَمَا فَسَّرْنا.
__________
(1) عبارة أبى سعيد الضرير: "من قَوْلِكَ: خَرَجَتْ خَوارِجُهُ" أى خَرَجَ ما كان داخِلاً.
(2) أنشده ثَعْلَبٌ فى اللسان (ع ف ا) شاهدًا على العافيةِ بِمَعْنَى طُلاَّبِ الرِّزْقِ من الإنْسِ والدَّوابِّ والطَّيْرِ، وروايته: "لَعَزَّ..."، يَعْنِى أن قُتِلْتَ فَصِرْتَ أُكُلَةً للطَّيْرِ والضِّباعِ.(1/215)
(3) الأَنْصابُ: الحِجارةُ التى تَبْقَى بَيْنَ الحَوْضِ والبِئْر. (أراجيز العرب /140)
(4) تَنْشُلُ: تُخْرِج اللحمَ من القِدْرِ بِيَدِها من غير مِغْرفةٍ. (اللسان/ ن ش ل).
وَقَوْلُهُ: "بِالقِدْرِ" هَذِهِ الْبَاءُ مُقْحَمَةٌ مِثْلُ قَوْلِهِ: لاَ تَقْرَأْنَ بِالسُّوَرِ، وَمِثْلُ قَوْلِهِ: نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ، وَنَرْجُو بِالْفَرَجْ، وَفىِ بَعْضِ التَّفْسِيرِ "بِأَيِّكُمُ المَفْتُونُ"، كَأَنَّ الْبَاءَ هَاهُنَا مُقْحَمَةٌ، وَالْمَعْنَى: أَيُّكُم المَفْتُونُ، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الباءَ مُرَافِعَةً، وَهَذَا كَثِيرٌ فىِ القُرْآنِ وَالْكَلاَمِ.
وَالرُّمَّةُ: الْخَيْطُ يَبْقَى فىِ الْوَتِدِ [ويَذْهَبُ أصْلُه] (1)، مِثْلُ قَوْلِ ذِى الرُّمَّةِ:
ذَا شَعَثٍ بَاقِى رُمَّةِ التَّقْلِيدِ مَعْرُوفَةً أَنْصَابُهُ وَالأَنْصَابُ(2)
قَالَ: لَمْ يَجِئْ بِهِ عَلَى مَا يَنْبَغِى، إِنَّمَا يُقَالُ: نَصَائِبُ الحَوْضِ لِلْحِجَارَةِ الَّتىِ تَبْقَى بَيْنَ الحَوْضِ وَالْبِئْرِ. قَالَ الطُّوسِىُّ: وَلَمْ أَسْمَعْ لِلنَّصَائِبِ بِوَاحِدٍ، قَالَ: وَالأَنْصَابُ مِثْلُ الأَثَافىِ وَالأَوتادِ.
7- بَوٌّ لأَِظْآرِ الأَثَافِى تَِرْأَمُهْ(3)
8- أَمْسَى كَسَحْقِ الأَتْحَمِىِّ أَتْحَمُهْ(4)
وَيُرْوَى "تَرْأَمُهْ" يَقُولُ: هَذِهِ الحُمَمُ تَرْأَمُ، مِثْلُ قَوْلِهِ:
* رَوَائِمٌ لَوْ يَرْأَمُ الأُثْفِىُّ *(5)
__________
(1) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة أبى سعيد الضرير.
(2) رواية شاهد ذى الرُّمّة فى أراجيز العَرَب /140:
* أَشْعَثَ باقِى رُمّةِ التَّقْلِيدِ *
وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(3) فى أراجيز العرب /140 رِواية "بَوًّا..." وهى رواية أبى سعيد الضرير.
والبَوُّ: جِلْدُ الحُوَارِ إذا مات يُحْشَى ويُخيَّلُ به للناقةِ لِتَدِرَّ، والأَظْآرُ فى الأَصْل: المراضع، و"تَِرْأَمُهُ" بِفَتْح التاء وكَسْرِها، كذا بالأَصْل.(1/216)
(4) اللسان (ت ح م) وفيه:
* أَمْسَى كَسَحْقِ الأَتْحَمِىِّ أَرْسُمُهْ *
والرَّجَزُ فى التاج (ت ح م).
(5) الشاهد للعجاج فى ديوانه/312، ورِوايته:
* رَوائِم لَوْ تَرْأَمُ الأُثْفِىُّ *
يَقُولُ: فَهَذِهِ الأَثَافِىُّ تَرْأَمُ لِلِزُومِهَا هَذَا الرَّمَادَ.
وَقَوْلُهُ: "لَوْ يَرْأَمُ الأُثْفِىُّ" أَىْ أَنَّ الأُثْفِىَّ لاَ يَرْأَمُ، وَإِنَّمَا هَذَا مَثَلٌ.
وَالأَثَافِىُّ: الْحِجَارَةُ تُنْصَبُ لِلْقُدُورِ، الْوَاحِدَةُ أُثْفِيَّةٌ.
وَقَوْلُهُ: "كَسَحْقِ الأَتْحَمِىِّ" والسَّحْقُ: مَا أَخْلَقَ مِنَ الثِّيَابِ وَخَلُقَ، وَهُوَ بُرْدٌ، فَيَقُولُ: هَذَا الرَّسْمُ قَدْ دَرَسَ وَأَخْلَقَ فَصَارَ كَسَحْقِ الْبُرْدِ.
الأَتْحَمِىُّ: ضَرْبٌ مِنَ البُرُودِ.
وَتَرْأَمُهُ: تَعْطِفُهُ عَلَيْهِ، عَلَى الرَّمَادِ.
/9- أَوْرَقَ مُحْتَالاً ضَبِيحًا حِمْحِمُهْ
10- بِحَيْثُ نَاصَى بَطْنَ قَوٍّ سَلَمُهْ(1)
أَوْرَقُ: أَسْوَدُ إِلَى الْبَيَاضِ، قَالَ: وَقِيلَ لأَِعْرَابِىٍّ: مَا الأَوْرَقُ؟ فَقَالَ: الَّذِى كَأَنَّهُ رَمَادُ رِمْثٍ(2).
وَالضَّبيحُ قَدْ ضَبَحَتْهُ النَّارُ وَضَبَتْهُ: أَحْرَقَتْهُ.
وَحِمْحِمُهُ، أَىْ أَسْوَدُهُ، وَالْحِمْحِمُ، وَالْخِمْخِمُ: نَبْتَانِ. وَالْحِمْحِمُ: آخِرُ مَا يَهِيجُ مِنَ النَّبْتِ، وَهَيْجُهُ: يُبْسُهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ:
مَا رَاعَنىِ إِلاَّ حَمُولَةُ أَهْلِهَا
وَسْطَ الدِّيَارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ(3)
__________
(1) قَوّ: اسم مكان. (أراجيز العرب/140).
(2) الرِّمْثُ: واحِدتُه رِمْثَةٌ، شَجَرةٌ من الحَمْضِ لا تَطُولُ ولكن يَنْبَسِطُ وَرَقُها، والإبِلُ تُحَمِّضُ بها إذا شَبِعتْ منَ الخُلّة ومَلَّتْها. (عن لسان العرب/ ر م ث).(1/217)
(3) اللسان (خ م م)، والخِمْخِمُ: نَباتٌ تُعْلَفُ حَبَّهُ الإبِلُ، ويُرْوى بالحاءِ، وقال أبو حَنِيفةَ: الحِمْحِمُ وَالْخِمْخِمُ واحدٌ. والشاهد فى ديوان عنترة بن شداد /144.
وَالحِمْحِمُ يُرْوَى أيْضًا، قَالَ: وَقِيلَ لأَِعْرَابِىٍّ: الحِمْحِمُ هُوَ الخِمْخِمُ، فَقَالَ: إِنَّ الحِمْحِمَ وَإِنَّ الخِمْخِمَ، أَىْ إِنَّ الحِمْحِمَ خِلاَفُ الْخِمْخِمِ، قَالَ: وَقِيلَ لِبَعْضِهِمْ: الزَّبَابَةُ هِىَ الْفَأْرَةُ فَقَال: إِنَّ الزَّبَابَةَ وَإِنَّ الفَأْرَةَ، أَىْ إِنَّ الزَّبَابَةَ خِلاَفُ الفَأْرَةِ، وَالحِمْحِمُ وَالْخِمْخِمُ يَهِيجُ أحَدُهُمَا بَعْدَ صَاحِبِه.
وَنَاصَى(1): اتَّصَلَ سَلَمُهُ، سَلَمُ هَذَا المَكَانِ، وَهُوَ شَجَرٌ.
وَمُحْتَالاً، أَىْ [أَتى] (2) عَلَيْهِ حَوْلٌ.
11- فَالعَيْنُ تُبْقِى دَمْعَهَا وَتَسْجُمُه
12- سَحًّا كَسِمْطِ السِّلْكِ جَالَ مَنْظَمُهْ(3)
13- كَأَنَّهُ بَعْدَ رِيَاحٍ تَدْهَمُهْ(4)
14- وَمُرْثَعِنَّاتِ الدُّجُونِ تَثِمُهْ
يَقُولُ: دَمْعُ عَيْنِهِ كَأَنَّهُ سِمْطٌ انْتَثَرَ وَتَقَطَّعَ فَجَالَ مَا نُظِمَ مِنْهُ.
وَالمَنْظَمُ: النَّظْمُ، ويُقَالُ: دَهَمَهُ يَدْهَمُهُ: إِذَا تَغَشَّاهُ وَرَكِبَهُ.
وَالْمُرْثَعِنُّ: السَّاقِطُ الْمُسْتَرْخِى(5).
وَقَوْلُهُ: "تَثِمُهْ" يَقُولُ: كَأَنَّهَا تَضْرِبُهُ كَمَا يَثِمُ الْبَعِيرُ بِخُفِّهِ، وَهُنَّ هَاهُنَا سَحَائِبُ، يَقُولُ: سَحَائِبُ هَذِهِ الدُّجُونِ مُرْثَعِنٌّ.
وَالدُّجُونُ: جَمْعُ دَجْنٍ، وَالدَّجْنُ: إِلْبَاسُ الغَيْمِ [السَّمَاء]. (6)
15- إِنْجِيلُ أَحْبَارٍ وَحَى مُنَمْنِمُهْ(7)
__________
(1) ناصَى: قَابَلَ. (أراجيز العرب)
(2) ما بين الحاصرتين زيادة يستقيم بها المَعْنَى.
(3) رِواية أبى سعيد الضرير: "سَهْوًا كَسِمْطِ...".
(4) كَأَنّهُ): أى كَأَنَّ ذلك الرَّبْعَ. (أراجيز العرب).(1/218)
(5) فى أراجيز العرب "مُرْثَعِنّات: سائلاتٌ".
(6) ما بين الحاصرتين زيادة من أراجيز العرب.
(7) اللسان (و ح ى) وفيه "إنْجِيلُ تَوْراةٍ...". وهى رِواية أبى سعيد الضرير. والإنجيل: السُّورةُ.
16- مَا خَطَّ فِيهِ بِالْمِدَادِ قَلَمُهْ
17- إِذَا تَهَجَّى قَارِئٌ يُهَيْنِمُهْ
18- أَخْرَجَ أَسْمَاءَ الْبَيَانِ مُعْجَمُهْ(1)
وَحَى: كَتَبَ يَحِى وُحِيًّا، وَوَحَى لَهُ، وَأَوْحَى إِلَيْهِ.
وَمُنَمْنِمُهُ: مُنَقِّشُهُ.
وَقَوْلُهُ: "[ما] (2) خَطَّ" أَىِ الَّذِى خَطَّ فِيهِ، وَهُوَ الْمَوْحِىُّ.
الهَيْنَمَةُ مِثْلُ الهَتْمَلَةِ، أَى غَيْرُ مُبَيَّنَةٍ، وَهِىَ الْهَتْمَلَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الكُمَيْتِ:
* إِذَا هُمْ بِهَيْنَمَةٍ هَتْمَلُوا *(3)
يَقُولُ: فَإِذَا لَمْ يُبَيِّن القَارِئُ كَانَ ثَمَّ إِعْجَامُ الكِتَابِ فَأَخْرَجَهُ، وَقَالَ: أَسْمَاءُ الْبَيَانِ، كَمَا يُقَالُ: خَرَجَتْ خَوَارِجُهُ، أَىْ مَا يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: هُوَ مُعْجَمٌ، فَيَعْرِفُ مَا هُوَ، بِمَعْنىَ الأَوَّلِ.
19- وَحَلَقُ التَّرْقِينِ أَوْ مُوَشَّمُهْ(4)
20- يُبْدِى لِعَيْنَىْ عَابِرٍ تَفَهُّمُهْ
21- مَا فِيهِ لَوْلاَ أَنَّهُ يُتَرْجِمُهْ
22- وَقَدْ نَرَى بِحَيْثُ تُبْنَى خِيَمُهْ
رَوَى الأَصْمَعِىُّ: "تُفَهِّمُهْ" وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "تَفَهُّمُهْ".
وَحَلَقُ التَّرْقِينِ، وَالتَّرْقِينُ: التَّنْقِيشُ، ويُقَال التَّرْقِينُ بِالزَّعْفَرانِ، أَىْ هَذَا الكِتَابُ.
والمُوَشَّمُ مِثْلُهُ، يَعْنىِ أَنَّ هَذَا الرَّسْمَ مِثْلُ هَذَا الْكِتَابِ.
__________
(1) مُعْجَمُهُ: بَيِّنه. (أبو سعيد الضرير).
(2) ما بين الحاصرتين زيادة يستقيم بها المعنى؛ لأن (ما) هنا بمعنى الذى.
(3) شاهد الكميت فى اللسان (هـ ت م ل) وصَدْرُه:
* ولاَ أَشْهَدُ الهُجْرَ والقائِلِيه *(1/219)
والشاهد فى ديوانه ط مصر/ الجزء الثانى، القسم الأول /345.
(4) رِواية أبى سعيد الضرير: "وحَلَقُ التَّرْقيش..." ويُرْوَى التَّرْقِينِ. وحَلَقُ التَّرْقِينِ: أن يضع الكاتبُ حَلقًا بين السُّطُور كَتَرْقِينِ الخِضَابِ. (اللسان / ر ق ن).
وَقَالَ: الْعَابِرُ: النَّاظِرُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ عَجُوزًا تَقُولُ: اعْبُرْ هَذَا الكِتَابَ قَبْلَ أَنْ تَقْرَأَهُ، يَقُولُ: فَهُوَ يَقْرَؤُهُ إِلاَّ أَنَّهُ يُتَرْجِمُهُ لِغَيْرِهِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: حَلَقُ التَّرْقِينِ يُبْدِى لِمَنْ نَظَرَ وَاعْتَبَرَ، أَىْ يُبْدِى تَفَهُّمُهُ لِعَيْنِ عَابِرٍ مَا فِيهِ لَوْلاَ أَنَّ تَفَهُّمَهُ يُتَرْجِمُهُ لَمْ يَعْرِفْهُ الْمُعْتَبِرُ. (1)
23- حُورًا وَلَهْوًا لاَهِيًا مُتَيَّمُهْ
24- تُضْمَخُ بِالْجَادِىِّ أَوْ تَلَغَّمُهْ(2)
25- يُبْدِينَ أَطْرافًا لِطَافًا عَنَمُهْ (3)
26- إِذْ حُبُّ أَرْوَى هَمُّهُ وَسَدَمُهْ(4)
أَبُو عَمْرٍو "تَزْدَجُّ بِالْجَادِىِّ" وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "تَضَمَّخُ الْجَادِىَّ".
وَقَوْلُهُ: "تَزْدَجُّ" أَىْ تَجْعَلُهُ عَلَى
حَاجِبِهَا، قَالَ: وَيُقَالُ: حَاجِبٌ أَزَجُّ: إِذَا كَانَ مُقَوَّسًا.
وَالْجَادِىُّ: / الزَّعْفَرانُ.
وَالتَّلَغَّمُ: أَنْ يُطْلَى بِهِ مُلَغَّمُهَا، أَىْ شَفَتَاهَا وَأَنْفُهَا وَمَا حَوْلَهُمَا، فَكَأَنَّهُ مَوَاضِعُ اللُّغَامِ، وَهُوَ البُزَاقُ.
وَقَوْلُهُ: "أَطْرَافٌ" يَعْنىِ بَنَانَهَا، كَأَنَّهَا عَنَمٌ.
__________
(1) أى لَوْلاَ أنّ تَفَهُّمَهُ والإِمْعانَ فيه يُتَرْجِمُه ويُوَضِّحُه لم يَعْرِفْه الناظرُ. (عن أراجيز العرب).
(2) اللسان (ل غ م) وفيه:
* تَزْدَجُ بالجِادِىِّ أوْ تَلَغَّمُهْ *
وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(3) اللسان (ع ن م).(1/220)
(4) هَمُّهُ: أى هَمُّ هذا الزِّير، والسَّدَمُ: الحُزْنُ. (أراجيز العرب/141) وفى مقاييس اللغة (ع ن م): "السَّدَمُ: الكَلَفُ بالشىءِ".
وَالْعَنَمُ: نَبْتٌ أَحْمَرُ، وَإِنَّمَا أَرَادَ خِضَابَ أَصَابِعِهَا، وَالْهَاءُ تَرْجِعُ عَلَى الأَطْرَافِ، وَهَذَا كَقَوْلِكَ: هُوَ أحْسَنُ النَّاسِ وَأَجْمَلُهُ، وَالكَلاَمُ الصَّحِيحُ "وَأَجْمَلُهُمْ"، وَهَذَا أَيْضًا عَرَبِىٌّ، وَلِهَذَا نَظَائِرُ.
27- وَهْنَانَةٌ كَالزُّونِ يُجْلَى صَنَمُهْ(1)
28- تَضْحَكُ عَنْ أَشْنَبَ عَذْبٍ مَلْثَمُهْ
29- يَكَادُ شَفَّافُ الرِّيَاحِ يَرْثِمُهْ
30- كَالْبَرْقِ يَجْلُو بَرَدًا تَبَسُّمُهْ
وَهْنَانَةٌ(2): ضَعِيفَةٌ لَيِّنَةٌ، وَلَمْ يُسْمَعْ إِلاَّ فىِ وَصْفِ المَرْأَةِ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَهْنَانَةٌ: فَاتِرَةُ القِيَام. وَالزُّونُ: صَنَمٌ كَانَ بِالأُبُلَّةِ.
وَقَوْلُهُ "صَنَمُهْ" كَأَنَّهُ قَالَ: صَنَمُ الزُّونِ، وَهُوَ الزُّونُ بِعَيْنِهِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ أَبِى عَمْرٍو.
وَالشَّنَبُ: كانَ الأَصْمَعِىُّ يَقُولُ: بَرْدُ الفَمِ، وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَغَيْرُهُ مِنَ النّاسِ يَقُولُ: الشَّنَبُ: تَحْزِيزُ أَطْرَافِ الأَسْنَانِ، وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ مِنَ الحَدَاثَةِ.
وَشَفَّافُ الرِّيَاحِ: بَارِدُهَا.
وَيَرْثِمُهُ: يُدْمِيهِ، وَإِنَّمَا يَقَعُ الْمَعْنَى عَلَى الْعَوَارِضِ كَالبَرْقِ، يَقُولُ: ثَغْرُهَا كَتَبَسُّمِ الْبَرْقِ كَأَنَّهُ يَجْلُو بَرَدًا.
31- فَنَضبَ الْعَهْدُ الَّذِى تَوَهَّمُهْ
32- وَكَلَّ مِنْ طُولِ النِّضَالِ أَسْهُمُهْ(3)
33- وَاعْتَلَّ أَدْيَانُ الصِّبَا وَدِجَمُهْ(4)
__________
(1) اللسان (ز و ن).
(2) وَهْنَانَةٌ: صِفَةٌ لأَِرْوَى. (أراجيز العرب).
(3) اللسان، والتاج (د ج م).
(4) اللسان (د ج م) وفيه:
* واعْتَلَّ إِذْ بانَ الصِّبَا ودِجَمُهْ *(1/221)
وفى هامش اللسان ذكَر الشارح أن الروايةَ فى الأَصل وفى الطبعات جَمِيعها "أَدْيانُ" وخَطّأها، وقال: لا مَوْضِعَ للدِّينِ هنا، والصوابُ "إذْ بانَ" وإِذْ بمعنى حِينَ، وبانَ بمعنى مَضَى ووَلَّى وانْقَضَى. والرَّجَزُ فى التاج (د ج م). ورواية أبى سعيد الضرير: "واعْتَلَّ أَدْيانُ ... ".
34- بَلْ بَلَدٍ مِلْءِ(1)الفِجَاجِ قَتَمُهْ
نَضَبَ: ذَهَبَ وَبَعُدَ مَنْ كُنْتَ تَعْهَدُهُ أَنْتَ فىِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
وَاعْتَلَّ: يَقُولُ: اعْتَلَّ مَا كُنْتُ أَدِينُ بِهِ فى الصِّبَا، أَىْ ذَهَبَ، قَالَ: وَيُقَالُ: فُلاَنٌ مُدَاجِمُ فُلاَنٍ وَمُدَامِجٌ، فَجَاءَ بِهِ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ: مُدَاجِمٌ، وَالْمَعْنَى مَنْ كَانَ يُتَابِعُنىِ فىِ / الصِّبَا مَا آخُذُ بِهِ مِنَ اللَّهْوِ وَغَيْرِهِ اعْتَلَّ، وَوَاحِدُ دِجَمٍ دِجْمَةٌ، وَدِجْمُ الرَّجُلِ: صَاحِبُهُ وَخَلِيلُهُ، وَهُوَ خِلْمُهُ وَشَجِيرُهُ، فَإِذَا كَانَ بِسِنِّهِ قُلْتَ: هُوَ "قَرْنُهُ" مَفْتُوح الْقَافِ، وَحِتْنُهُ، وَسِلْعُهُ، فَأَمَّا قَوْلُكَ: "قِرْنُهُ" بِكَسْرِ الْقَافِ فَهُوَ قِرْنُهُ فىِ القِتَالِ، وَقَرْنُهُ فىِ السِّنِّ مَنْصُوبُ الْقَافِ.
وَالْمِلْءُ: مِلْءُ الشَّىءِ، وَهُوَ الاْسْمُ، وَالْمَلْءُ المَصْدَرُ، مَلأْتُهُ مَلأً، وَمَكَانٌ مَلآنُ، وَجَرَّةٌ مَلأَى. وَيُقَالُ: مَلآنَةٌ مِثْلُ قَوْلِكَ: عَطْشَانُ وَعَطْشَى وَعَطْشَانَةٌ.
وَالقَتَمُ: الغُبَارُ.
وَالْفِجَاجُ: الطُّرُقُ.
35- لاَ يُشْتَرَى كَتَّانُهُ وَجَهْرَمُهْ(2)
36- يَجْتَابُ ضَحْضَاحَ السَّرَابِ أَكَمُهْ
37- خَارِجَةً أَعْنَاقُهُ وَأُمَمُهْ
38- بَعْدَ ائْتِزَارٍ فِيهِ أَوْ تَعَمَّمُهْ
لاَ يُشْتَرَى كَتَّانُهُ، يَقُولُ: لِهَذَا الْبَلَدِ سَبَائِبُ [من السَّرَاب] (3) تَجْرِى مِنْ آلِهِ، وَهِىَ لاَ تُشْتَرَى.
__________(1/222)
(1) اللسان (ج هـ ر م)، وخزانة الأدب، وأراجيز العرب، وفيها " ... مِلْءُ ... "، والتاج (ج هـ ر م).
(2) اللسان، والتاج (ج هـ ر م).
(3) ما بين الحاصرتين زيادة من أراجيز العرب ونسخة أبى سعيد الضرير.
وَجَهْرَمُ(1): قَرْيَةٌ بِفَارِسَ، وَإِنَّما يَعْنىِ هَاهُنَا السَّرَابَ.
وَأُمَمُهُ، رَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "وَلِمَمُهْ" وَهِىَ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو(2)، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ:
* خَارِجَةً أَعْنَاقُهَا مِنْ مُعْتَنَقْ (3)*
وَأُمَمُهُ: شُخُوصُهُ، وَيُقَالُ: رَجُلٌ طَوِيلُ الأُمَّةِ، أَىْ طَوِيلُ الشَّخْصِ، وأَنْشَدَ:
وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ الأَكْرَمِيـ ـنَ حِسَانُ الوُجُوهِ طِوَالُ الأُمَمْ(4)
وَالإِْمَّةُ: النَّعْمَةُ.
وَالآمَةُ: العَيْبُ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:
فَنَكَحْنَ أَبكَارًا وَهُنَّ بِآمَةٍ
أَعْجَلْنَهُنَّ مَظِنَّةَ الإِْعْذَارِ(5)
__________
(1) الجَهْرَمُ: البِسَاطُ من الشَّعَرِ. (أراجيز العرب، وأبو سعيد الضرير).
(2) وهى رواية أبى سعيد الضرير أيضًا.
(3) اللسان (ع ن ق)، والرجز لِرُؤبة يَصِفُ الآلَ والسَّحابَ، وقَبْلَه:
* تَبْدُو لَنَا أَعلامُهُ بعد الغَرَقْ *
والمُعْتَنَقُ: مَخْرَجُ أَعناقِ الجِبالِ من السَّرابِ، أى اعْتَنَقتْ فأَخْرَجتْ أَعْناقَها.
(4) اللسان (أ م م)، والشاهد للأَعْشَى، ورِوايتُه:
وَإِنَّ مُعَاوِيةَ الأَكْرَمِيـ ـنَ بِيضُ الوُجُوهِ طِوَالُ الأُمَمْ
أى طِوَالُ القاماتِ، وهو فى الصبح المنير/32 برواية:
إن مُعَاوية الأَكْرَمِينْ عِظَام القِبَابِ طِوَالُ الأُمَمْ
(5) الشاهد فى ديوان النابغة الذيبانى ط بيروت /62، وروايته:
فَأَصَبْنَ أبْكارًا وَهُنَّ بِإِمَّةٍ - أعْجَلْنَهُنَّ مَظِنَّةَ الإِعْذارِ
[ الإِمَّةُ: النعمة؛ مَظِنَّة الإعذار: وقت الختان، والمعنى أن الخَيْلَ أصابت أبكارًا من بنات النعم اللائى لم يُخْتَنَّ بعد ].(1/223)
فَقَوْلُهُ: "بِآمَةٍ" أَىْ وَلَمْ يُعْذَرْنَ، أَعْجَلَهُنَّ وَقْتَ الإِْعْذَارِ سِبَأُ(1) هَؤُلاَءِ إِيَّاهُنَّ، وَمِثْلُ قَوْلِهِ: "مِنْ مُعْتَنَقْ" أَىْ شَبِيهٌ بِهِ، تَلْبَسُهَا طَوْرًا وَطَوْرًا تَحْسِرُ.
تَعَمَّمُهُ: يَعْنىِ هَذِه الإِْكَامَ.
وَضَحْضَاحُ السَّرَابِ: مَا رَقَّ وَقَلَّ.
39- تَهْفُو بِإِنْسَانِ البَصِيرِ طُسَّمُهْ(2)
40- إِذَا ارْتَمَتْ أَصْحَانُهُ وَلُجُمُهْ(3)
/41- بِالرَّكْبِ طَارَتْ عَنْ ذُرَاهُ كُمَمُهْ
42- لِلْجِنِّ هَمْهَامٌ بِهِ تُهَمْهِمُهْ(4)
تَهْفُو: تَخِفُّ.
وَالطُّسَّمُ: جَمْعُ طَاسِمٍ، وَطُمَّسٌ وَطُسَّمٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ مِنَ الْمَقْلُوبِ.
وَالأَصْحَانُ: جَمْعُ صَحْنٍ، وَهُوَ المُتَّسَعُ [من الأرض] (5).
وَاللُّجُمُ(6): قَالَ الأَصْمَعِىُّ: هُوَ وَاحِدٌ، وَهُوَ الصَّمْدُ المُرْتَفِعُ، يَقُولُ: تَرْمِى هَذِهِ بِالرَّكْبِ وَبِالآلِ، قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: لُجُمُهُ(7)، أَىْ نَوَاحِيهِ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: لُجُمُهُ وَاحِدٌ، وَهُوَ جَبَلٌ مُسَطَّحٌ لَيْسَ بِالضَّخْمِ يَرْجِعُ إِلَى مَعْنَى قَوْلِ الأَصْمَعِىِّ.
وَذُرَاهُ: أَعَالِيهِ.
__________
(1) "سِبأُ" هكذا بالأصل، ولعَلَّها "شَبَهُ".
(2) طُسَّمُهُ: ما طَسَمَ وغاصَ، أى غابَ فى السَّراب. (أبو سعيد الضرير).
(3) اللسان (ل ج م) وفيه: "... ولُجَمُهْ".
(4) فى ديوانه المطبوع: "لِلْجِنِّ هِمْهامٌ...".
(5) ما بين الحاصرتين زيادة من أراجيز العرب.
(6) فى اللسان (ل ج م) "واللَّجَمُ: الصَّمْدُ المُرْتَفِعُ".
(7) فى اللسان (ل ج م) قال ابنُ الأعْرابِىِّ: لُجَمُهُ واحِدَتُها لُجْمَةٌ، وقال أبو عَمْرٍو: اللُّجْمَةُ: الجَبَلُ المُسَطَّحُ لَيْسَ بالضَّخْمِ.(1/224)
وَكُمَمُهُ: مَا يُغَطِّيهِ، وَالْوَاحِدَةُ كُمَّةٌ، قَالَ الأَصْمَعِىُّ: أَرَادَ إِذَا طَارَتْ عَنْ ذُرَى هَذَا كُمَمُهُ ارْتَمَتْ بِالْعِيسِ، فَقَلَبَ الْكَلاَمَ، وَكُمَّةُ الْجَبَلِ: أَعْلاَهُ، وَالْجَمْعُ أَكْمَامٌ.
وَهَمْهَامٌ: كَلاَمٌ لاَ تَفْهَمُهُ.
وَتُهَمْهِمُهُ: تَسْمَعُ فِيهِ هَمَاهِمَ.
43- تُبِينُهُ فىِ الرَّسِّ أَو تُنَمْنِمُهْ
44- فَأْفَأَةَ الفَأْفَاءِ لَجَّ هَذْرُمُهْ(1)
45- وَرَجَسٌ لاَ يُسْتَبَانُ طِمْطِمُهْ(2)
46- وَزَجَلُ الأَرْضِ نَئِيمًا يَنْئِمُهْ
الرَّسُّ: الصَّوْتُ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الرَّسُّ، وَالرَّسِيسُ: الصَّوْتُ، وَيُقَالُ: وَجَدْتُ رَسَّ الْحُمَّى وَرَسِيسَهَا.
تُبِينُهُ(3): تَسْتَبِينُهُ، فىِ الرَّسِّ، أَىْ تَسْمَعُ رَسًّا مِنْهُ، أَىْ أَوَّلاً مِنْهُ، وَيُقَالُ: سَمِعْتُ رَسًّا مِنْ
__________
(1) فى ديوانه المطبوع، وأراجيز العرب: "فَأْفاءَةُ..."، والفَأْفاءُ: الذى يُرَدِّدُ الفاءَ فى الفَمِ عند النُّطْقِ. (عن أراجيز العرب).
(2) رواية أبى سعيد الضرير "فى رَجَسٍ..."، وطِمْطِمُهْ: ما لا يُفْهَمُ.
(3) فى الأصل "يُبِينُه" خطأ، والمثبت هو الصواب.
خَبَرٍ، وَهُوَ أَوَّلُ شَىءٍ تُحِسُّهُ أَوْ تَسْمَعُهُ، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "تُتَمْتِمُهُ" وَهِىَ رِوَايَةُ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ(1).
والتَّمْتَامُ: الَّذِى يُرَدِّدُ الْكَلاَمَ، وَأَمَّا تُنَمْنِمُهُ، أَىْ لاَ تُبَيِّنُهُ، وَكَذَاكَ تُتَمْتِمُهُ.
وَقَوْلُهُ: "لَجَّ هَذْرَمُهُ" يَقُولُ: تَتَابَعَتْ فَأْفَأَتُهُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: هَذْرَمُهُ: خَلْطُهُ فىِ الكَلاَمِ وَعَجَلَتُهُ، وَهُوَ الْمَعْنَى الأَوَّلُ.(1/225)
وَالرَّجَسُ: الصَّوْتُ لاَ يُسْتَبَانُ مِنْ عَجْمَتِهِ، قَالَ: وَإِنَّمَا يُقَالُ: أَعْجَمُ طِمْطِمٌ وَفِيهِ طُمْطُمَانِيَّةٌ، وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "نَئِيمٌ تَنْئِمُهْ" وَهِىَ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو(2)، وَكِلاَ الوَجْهَيْنِ حَسَنٌ.
زَجَلُ الأَرْضِ: صَوْتٌ تَسْمَعُ فىِ الأَرْضِ، وَنَئِيمٌ وَهُوَ الصَّوْتُ، وَهُوَ كَالزَّئِيرِ.
/47- بِهِ النَّعَامُ رَفْضُهُ وَصِرَمُهْ
48- يَشْأَى القَطَا أَسْدَاسُهُ وَيُجْذِمُهْ
49- إِلَى أُجُونِ المَاءِ دَاوٍ أَسْدُمُهْ
50- فَارَطَنىِ ذَأْلاَنُهُ وَسَمْسَمُهْ(3)
الرَّفْضُ: المُنْفَرِدُ، وَهُوَ جَمْعٌ.
وَالصِّرَمُ: القِطَعُ.
يَشْأَى الْقَطَا: يَسْبِقُهُ هَذَا الْبَلَدُ وَهَذَا الْمَهْمَهُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَقْطَعَهُ.
وَيَجْذِمُهُ القَطَا، يَقُولُ: سَيْرُهُ فِيهِ إِجْذَامٌ، فَلَيْسَ يَقْطَعُهُ.
__________
(1) وهى رواية أبى سعيد الضرير أيضًا.
(2) وهى رِواية أبى سعيد الضرير أيضًا، ونَئِيِْمٌ: صَوْتٌ لا يُفْهَم كالوَنِينِ.
(3) اللسان (ذ أ ل)، وفى اللسان (س م م) غير منسوب بِرِواية "فارَقَنىِ ذَأْلاَنُه..."، وفى أراجيز العرب: "فارَطَنىِ... وسِمْسِمُهْ" وذَأْلانُه، وسَمْسَمُهُ، أى ذِئابُهُ ووُحُوشُه.
وَمَعْنَى أَسْدَاسُهُ: أَنْ يُصِيبَ الْمَاءَ فِيهِ سِدْسًا، وَالْمَعْنَى أَنَّ الْقَطَا يُرِيدُ مَاءَهُ فَيَسْبِقُ بُعْدُ الْمَاءِ الْقَطَا فَيَصِيرُ سِدْسًا فيقصُر دُونَهُ.
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "أَوْ يَجْذِمُهْ" وَهِىَ رِوَايَةُ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ(1)، يَقُولُ: لاَ يَقْدِرُ القَطَا عَلَيْهِ فىِ سِدْسٍ مِنْ بُعْدِهِ أَوْ يُجْذِمُهُ، أَىْ حَتَّى يَكُونَ طَلَبُهُ إِيَّاهُ فِيهِ إِجْذَامٌ وَسُرْعَةٌ.(1/226)
وَقَوْلُهُ: "إِلَى أُجُونِ الْمَاءِ" يَقُولُ: السَّيْرُ إِلَى أُجُونِ الْمَاءِ، فَالقَطَا يَطْلُبُ مَاءَهُ الَّذِى قَدْ أَجَنَ أُجُونًا، وَأَجِنَ قَلِيلَةٌ، قَالَ: وقَوْلُهُ: "أُجُونِ المَاءِ" يُرِيدُ إلَى آجِنِ الْمَاءِ، وَإِنَّما أُجُونُهُ أَنَّهُ قَلِيلُ الْوَارِدَةِ لِبُعْدِه، فَقَدْ أَجَنَ، وَقَوْلُهُ: "أُجُونِ الْمَاءِ" يُرِيدُ آجِنَ المَاءِ، وَلَكِنَّهُ مِثْلُ قَوْلِهِ:
مُلْسُ الحَصَى بَاتَتْ تَوَجَّسُ فَوْقَهُ
لَغَطَ الْقَطَا بِالْجَلْهَتَيْنِ نُزُولاَ(2)
وَدَاوِ الْمَاءِ، يُرِيدُ قَدْ رَكِبَتْهُ الدُّوَايَةُ، وَالدِّوَايَةُ مِنْ قِدَمِ العَهْدِ، وَالدِّوَايَةُ(3): إِذَا بَرَدَ اللَّبَنُ وَسَكَنَ عَلَتْهُ هَنَةٌ رَقِيقَةٌ كَالْقِشْرِ، وَيُقَالُ: ادَّوَى الْغُلاَمُ الدُّوَايَةَ، وَقَدْ دَوَّى اللَّبَنُ يُدَوِّى، وَمِنْهُ قَوْلُ يَزِيدَ ابْنِ الحَكَمِ [الثَّقَفِىّ] (4)
__________
(1) وهى رواية أبى سعيد الضرير أيضًا.
(2) الشاهد للراعى النُّمَيْرِىّ فىِ ديوانه/225.
(3) فى أراجيز العرب: "وأَصْلُ الدُّوَاية – بِضَمِّ الدالِ وكَسْرِها-: القِشْرةُ التى تَعْلُو اللَّبَنَ إذا طالَ مُكْثُه، يَعْنِى به هنا الطّحْلبَ".
(4) ما بين الحاصرتين زيادة من اللسان (د و ا)، وتَمَامُ شاهد يزيد بن الحَكَمِ:
بَدَا مِنْكَ غِشٌّ طالَمَا قد كَتَمْتَهُ
كَمَا كَتَمتْ داءَ ابْنِها أُمُّ مُدَّوِى
وفى كتاب ما يُعَوَّل عليه للمحبى/281،280 أنّ خاطِبةً من الأَعرابِ خَطَبتْ على ابْنِها جاريةً، فجاءت أُمُّها إلى أُمِّ الغُلاَمِ لِتَنْظُرَ إليه، فَدَخَلَ الغُلاَمُ فَقالَ: أَأَدَّوِى يا أُمِّى؟ فقالت: اللِّجَامُ مُعَلَّقٌ بِعَمُودِ البيت، والسَّرْج فى جانِبه، فأظْهَرتْ أن ابْنَها إنما أراد أداة الفَرَسَ للرُّكُوبِ، فكَتَمتْ بذلك زَلّةَ ابْنِها بَقَوْلِه: آكُلُ الدُّوايَةَ؟.
:(1/227)
* كَمَا كَتَمَتْ أَمْرَ ابْنِهَا أُمُّ مُدَوِّى *
قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّ غُلاَمًا [ ] (1) أُمُّ خِطْبِهِ فَقَالَ: يَا أُمَّهْ أَأَدَّوِى؟ فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: اللِّجَامُ بِعَمُودِ الْبَيْتِ، تُوَهِّمُ المَرْأَةَ أَنَّهُ إِنَّمَا [ ] (2) أَنْ تَفْطُنَ إِلَى مَاسَأَلَ عنه ابْنُها. وَيُقَالُ: بِئْرٌ سُدُمٌ، وَمِيَاهٌ أَسْدَامٌ، أَىْ مُنْدَفِنَةٌ.
فَارَطَنىِ، يَقُولُ: تَقَدَّمَنىِ [ وسابَقَنىِ ] (3) / إِلَى هَذَا الْمَاءِ، فإذَا الذِّئَابُ مَعِى.
وَالسَّمْسَمُ مِنَ الذِّئَابِ: الْخَفِيفُ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ: امْرَأَةٌ سَمْسَامَةٌ، أَىْ خَفِيفَةٌ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: سَمْسَمَةٌ، قَالَ: مِشْيَةٌ خَفِيفةٌ لِلذِّئْبِ وَالثَّعْلَبِ، وَيُقَالُ لِلذِّئْبِ أَيْضًا: ذُؤَالَةُ، كَمَا قَالَ:
* لىِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ ذُؤَالَهْ *(4)
* ضِغْثٌ يَزِيدُ عَلَى إِبَالَهْ *
* فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصَا *
* أَوْسًا أُوَيْسُ مِنَ الهَبَالَهْ *
وَالذَّأَلاَنُ إِنَّمَا هُوَ مِنْ عَدْوِ الذِّئْبِ.
وَقَوْلُهُ: "كُلَّ يَوْمٍ مِنْ ذُؤَالَةَ ضِغْثٌ" فَالضِّغْثُ: الحُزْمَةُ مِنَ القِضْبَانِ أَوْ غَيْرِهَا.
وَالإِْبَالَةُ والإِْيبَالَةُ دُونَ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّ الذِّئْبَ يُؤْذِينىِ كُلَّ يَوْمٍ أَذًى أَشَدَّ مِنَ الأَذَى الَّذِى قَبْلَهُ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، وانظر فى تكملة البياض الهامش السابق.
(2) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، وانظر فى تكملة البياض الهامش السابق.
(3) بياض بالأصل، وما بين الحاصرتين زِيادة من أراجيز العرب.
(4) الرجزُ فى اللسان والتاج (ح ش أ، ذ أ ل) لأسماءِ بن خارجة يَصِفُ ذِئْبًا طَمِعَ فى ناقَتِه وتُسَمَّى هَبَالة، وقال ابن بَرِّىّ: هو مَثَلٌ يُضْرَبُ للأَمْرِ يَتْبَعُ الأَمْرَ، أى لى كُلّ يومٍ من ذُؤالةَ بَلِيّةٌ على بَلِيّةٍ.(1/228)
ثُمَّ قَالَ: لأَحْشَأَنَّكَ، يُقَالُ: حَشَأْتُ الظَّبْىَ وَغَيْرَهُ: إِذَا رَمَيْتَهُ بِسَهْمٍ فَأَنْفَذْتَهُ.
وَقَوْلُهُ: "مِشْقَصًا أَوْسًا، أَىْ عِوَضًا، يُقَالُ: أُسْتُهُ أَؤوسُه أَوْسًا. وَمَعْنَى أُوَيْس اسْمٌ لِلذِّئْبِ، يُقَالُ لَهُ: أَوْسٌ، وَيُصَغَّرُ أُوَيْسًا، فَنَادَاهُ بِاسْمِهِ.
وَقَوْلُهُ:" الْهَبَالَهْ" فِيَها مَعْنَيَانِ، فَأَحَدُهُمَا أَنَّهُ يُقَالُ: اهْتَبَلَ: إِذَا اكْتَسَبَ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أُعَوِّضُكَ مِنْ كَسْبِكَ مِشْقَصًا أَقْتُلُكَ بِهِ، وَالآخَرُ يُقَالُ: إِنَّ الهَبَالَةَ اسْمُ نَاقَتِهِ، أَىْ مِمَّا أَرَدْتُ بِهَا مِنْ عَقْرِهَا، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: كَذَلِكَ أَخْبَرَنىِ بِهَذَا أَبُو تَوْبَةَ أَوْ مَعْنَى مَا قَالَ.
51- وَاللَّيْلُ يَنْجُو وَالنَّهَارُ يَهْجِمُهْ(1)
52- كِلاَهُمَا فىِ فَلَكٍ يَسْتَلْحِمُهْ(2)
53- وَاللِّهْبُ لِهْبُ الْخَافِقَيْنِ يَهْذِمُهْ(3)
54- كَلَّفْتُهُ عِيدِيَّةً تَجَشَّمُهْ
قَوْلُهُ: "يَنْجُو" أَىْ يَمْضِى وَيَذْهَبُ، وَالنَّهَارُ يَهْجِمُهُ: يَطْرُدُهُ، يُقَالُ: هُجِمَ النَّعَمُ كُلُّهُ، أَىْ طُرِدَ، وَيُقَالُ: اهْتَجَمَ مَا فىِ الضَّرْعِ: إِذَا أَخْرَجَهُ كُلَّهُ، كَمَا قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِىُّ:
__________
(1) اللسان (هـ ج م) وفيه ".. يَهْجُمُهْ" بضم الجيم، شاهدًا على الهَجْم بمَعْنَى السَّوْقِ الشديد، وفى اللسان أيضًا "هَجَمَ البَيْتَ يَهْجِمُهُ – بكَسْر الجيم – هَجْمًا: هَدَمَهُ" والرجزُ فى التاج (هـ ج م).
(2) التاج (هـ ذ م)، ويَسْتَلْحِمُه: يَرْكَبُه. (اللسان/ خ ف ق).
(3) اللسان (خ ف ق) وفيه "واللَّهْبُ لَهْبُ..." وفى اللسان (ل هـ ب) "اللِّهْبُ، بالكَسْرِ: الفُرْجةُ والهَوَاءُ بين الجَبَلَيْن... والجَمْعُ ألْهابٌ، ولُهُوبٌ، ولِهَابٌ" والرجز فى التاج (هـ ذ م).(1/229)
* فَاهْتَجَمَ الْعَبْدَانِ مِنْ أَخْصَامِهَا *(1)
* غَمَامَةً تَبْرُقُ مِنْ غَمَامِهَا *
* وَتَسْفِرُ النُّقْبَةَ عَنْ لِثَامِهَا *
فَالْخَصْمُ: جانِبُ الضَّرْعِ، وَخَصْمُ كُلِّ شَىءٍ: جَانِبُهُ.
وَقَوْلُهُ: "وَتَسْفِرُ النُّقْبَةَ عَنْ لِثَامِهَا" فِيهِ قَوْلاَنِ: أَحَدُهُما لاِبْنِ الأَعْرَابِىِّ قَالَ: إِذَا شَرِبَ مِنْهَا رَجَعَ إِلَيْهِ لَوْنُهُ وَرَأَيْتَ ذَلِكَ / فىِ حُسْنِ بَشَرَتِهِ، فَقَدْ سَفَرَتْ عَمَّا كَانَ لاَ يُرَى مِنْ حُسْنِ لَوْنِهِ إِذَا كَانَ مُتَغَيِّرًا، وَالآخَرُ يَقُولُ: إذَا أَرَادَ الرَّجُلُ شُرْبَ هَذَا اللَّبَنِ إِذَا سُقِيَهُ سَفَرَ عَمَامَتَهُ عَنْ لِثَامِهِ ثُمَّ شَرِبَ، وَالْقَوْلُ الأَوَّلُ أَجْوَدُ وَأَعْرَبُ.
يَسْتَلْحِمُهُ: قَالَ: هَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ:
* وَمَنْ أَرَيْنَاهُ الطَّرِيقَ اسْتَلْحَمَا *(2)
أَىْ قَصَدَ لَهُ، يَقُول: نَقْصِدُ بِهِ إِلَى الطَّرِيقِ.
وَقَوْلُهُ: "يَسْتَلْحِمُهُ" لِكِلاَ فَوَحَّدَهُ عَلَى لَفْظِ كِلاَ، كَمَا تَقُولُ: كِلاَهُمَا يَقُومُ، يَقُومُ لِلَفْظِ كِلاَ وَإِنْ شِئْتَ يَقُومَانِ لِلْمَعْنَى.
وَاللِّهْبُ: المَهْوَاةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَهُوَ اللِّهْبُ، والشَّقْبُ، وَاللَّصْبُ، وَهُوَ الهَوَاءُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ.
__________
(1) الشاهد فى اللسان (هـ ج م) لأبى محمد الحَذْلَمِىّ، ورِواية المشطور الأول:
* فاهْتَجَمَ العِيدانُ مِنْ أَخصامِها *
ورِواية المشطور الثالث:
* وتُذْهِبُ العَيْمةَ مِنْ عِيَامِها *
وفى اللسان (ع ى م) رُوِى المشطور الثالث:
* تُشْفَى بِها العَيْمةُ مِنْ سَقَامِها *
شاهدًا على العَيْمةِ بمَعْنَى شِدّة العَطَشِ.
(2) الرَّجَزُ فى اللسان (ل ح م) لِرُؤبة، وهو فى ديوانه المطبوع /184 ضِمْنَ الأبيات المفردة المَنْسُوبة إليه.(1/230)
وَالْهَذْمُ: القَطْعُ، يَقُولُ: هَذَا اللَّيْلُ يَقْطَعُ اللِّهْبَ فَسِرْتُ فىِ هذا الْوَقْتِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْخَافِقَانِ: المَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ.
عِيدِيَّةٌ: مَنْسُوبَةٌ إِلَى عِيدِ قَوْمٍ. (1)
55- كَأَنَّهَا وَالسَّيْرُ نَاجٍ سُوَّمُهْ
56- قِيَاسُ بَارٍ نَبْعُهُ وَنَشَمُهْ
57- تَنْجُو إِذَا السَّيْرُ اسْتَمَرَّ وَذَمُهْ
58- وَكُلُّ نآجٍ عُرَاضٍ جَعْشَمُهْ(2)
قَوْلُهُ: "نَاجٍ سُوَّمُهْ" النَّاجِى: السَّرِيعُ مِنَ السَّيْرِ.
وَسُوَّمُهُ: مَا يَسُومُ مِنْهُ، أَىْ يَذْهَبُ، وَوَاحِدُ السُّوَّمِ سَائِمٌ.
قِيَاسُ بَارٍ، يَقُولُ: كَأَنَّهَا قِيَاسٌ قَدْ ضَمَرَتْ، وَالْبَارِى: الَّذِى يَبْرِيهَا.
وَالنَّبْعُ، والنَّشَمُ(3): ضَرْبَانِ [من الشَّجَرِ] (4) يُتَّخَذُ مِنْهُمَا القِسِىُّ.
وَقَوْلُهُ: [تَنْجُو: تُسْرِعُ](5).
وَقَوْلُهُ: "اسْتَمَرَّ وَذَمُهُ" يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا قَضَى أَمْرَهُ وَفَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ أَوْ مِنْ أَمْرِهِ [ ] (6) يُقَالُ فىِ مَثَلٍ: "أُمِرَّ دُونَ عَبِيدَةَ الْوَذَمُ" أَىْ قُضِىَ الأَمْرُ دُونَهُ، فَيَقُولُ: السَّيْرُ جُدَّ فِيهِ كَانت [ ] (7) وَأَصْلُ الْوَذَمِ السُّيُورُ الَّتىِ فىِ الدَّلْوِ تُعَلَّقُ بِالْعرَاقِى.
وَالإِْمْرَارُ: شِدَّةُ الْفَتْلِ.
__________
(1) العِيدِيّةُ: الناقةُ النَّجِيبةُ. (أراجيز العرب).
(2) اللسان، والتاج (ج ع ش م) غير منسوب، ورِوايتُه فى اللسان "وكُلُّ نَأْجٍ..." وفى أراجيز العرب "وكُلَّ..." بفَتْح اللام.
(3) فى الأصل "والنَّسَمُ" والمثبت هو الصواب.
(4) ما بين الحاصرتين زيادة من أراجيز العرب يستقيم بها المعنى.
(5) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والزيادة من أراجيز العرب.
(6) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(7) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.(1/231)
وَالنَّآّجُ: الشَّدِيدُ السَّيْرِ سَرِيعُهُ، أُخِذَ مِنْ نَأَجَانِ الرِّيحِ: إِذَا اشْتَدَّ هُبُوبُهَا.
وَالْعُرَاضُ، / وَالْعَرِيضُ واحِدٌ، مِثْلُ الطَّوِيلِ وَالطُّوَالِ.
وَالجَُعْشُمُ(1): العَرِيضُ الغَلِيظُ، وَهَذَا خِلاَفُ قَوْلِ أَبِيهِ:
* لَيْسَ بِجُعْشُوشٍ وَلاَ بِجُعْشُمِ(2)*
59- يَنْجُو بِشَرْخَىْ رَحْلِهِ مُعَجْرَمُهْ(3)
60- كَأَنَّمَا يَزْفِيهِ حَادٍ يَنْهَِمُهْ(4)
61- إِذَا دَوِىُّ الأَرْضِ غَنَّى أَغْتَمُهْ
62- هَامٌ وَبُومٌ مُسْتَنَاحٌ بُوَمُهْ
مُعَجْرَمُهُ: وَهُوَ الغَليظُ، وَقَوْلُ أَبِى عَمْرٍو: مُعَجْرَمُهُ: وَسَطُهُ، وَفىِ قَوْلِ الأَصْمَعِىِّ قَالَ: مَا تَعَجَّرَ فىِ صُلْبِهِ وَكَانَ عُجَرًا.
يَزْفِيهِ(5): يَسْتَخِفُّهُ، يَقُولُ: كَأَنَّمَا يَزْفِيهِ حَادٍ.
يَنْهِمُهُ: يَسُوقُهُ وَيَزْجُرُهُ، ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "يَنْهَِمُهُ" بِالفَتْحِ، والْكَسْرُ أَيْضًا جَائِزٌ، وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
* أَلاَ انْهَمَاهَا إِنَّهَا مَنَاهِيمْ *(6)
* وَإِنَّمَا يَنْهَمُهَا الْقَوْمُ الْهِيمْ *
__________
(1) فى اللسان (ج ع ش م) قال الفَرّاءُ: فَتْحُ الجِيمِ والشين فيه أَفْصَحُ.
(2) اللسان (ج ع ش م) غير منسوب للعجاج. والشاهد فى ديوانه /293ط - بيروت.
(3) اللسان، والتاج (ع ج ر م) وفيهما "يُنْبِى بِشَرْخَىْ..." وفى أراجيز العرب "يَنْبُو...". ورواية أبى سعيد الضرير: "يَنْهُو..." والشَّرْخُ: جانِبُ الرَّحْلِ.
(4) اللسان، والتاج (ع ج ر م) وفيهما "كَأَنَّما يَسْفِيهِ حادٍ يَنْهَِمُهْ" بفَتْحِ الهاءِ وكَسْرِها، كما فى الأصل.
(5) يَزْفِيه: يَسُوقُه. (أراجيز العرب).
(6) اللسان (ت هـ م، ن هـ م) غير منسوب. وإبِلٌ مَنَاهِيم: تُطِيعُ على النَّهْمِ، أى الزَّجْرِ. وبعد المشطورين مشطور آخَرُ:
* وإِنَّنَا مَنَاجِدٌ مَتاهِيمْ *(1/232)
وَدَوِىُّ الأَرْضِ، قَالَ: هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الدَّوِىَّ كَأَنَّهُ أَغْتَمُ لاَ يُفْهَمُ مَا يَقُولُ، فَسَّرَهُ فَقَالَ: هَامٌ وَبُومٌ، وَيُرْوَى: "هَامًا وَبُومًا"(1).
مُسْتَنَاحًا، وَالمُسْتَنَاحُ: المُسْتَبْكَى حَتَّى بَكَى.
وَبُومٌ: جَمْعُ بُومَةٍ.
63- إِذَا تَدَاعَى فىِ الصِّمَادِ مَأْتَمُهْ
64- أَحَنَّ غِيرَانًا تُنَادِى زُجَّمُهْ(2)
65- إِذَا عَلاَ الصَّوْتُ ارْتَقَى تَرَنُّمُهْ
66- قَطَعْتُ أَمًّا قَاصِدًا تَيَمُّمُهْ
الصِّمَادُ: مَا غَلُظَ مِنَ الأَرْضِ فىِ ارْتِفَاعٍ، وَهُوَ الصَّمْدُ أَيْضًا.
وَالْمَأْتَمُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ.
وَقَوْلُهُ: "أَحَنَّ غِيرَانًا": أَحَنَّ وَصَيَّحَ، وَالغِيرَانُ: جَمَاعَة غَارٍ، وَهُوَ النَّقْبُ فىِ الجَبَلِ.
وَزُجَّمُهُ، يُقَالُ: زَجَمَ لَهُ بِشَىءٍ مِنَ الْكَلاَمِ، وَمَا يَعْصِيهِ زَجْمَةً: إِذَا كَلَّمَهُ بِشَىءٍ دُونَ شَىءٍ، وَالْوَاحِدُ مِنَ الزُّجَّمِ زَاجِمٌ، وَهُوَ الَّذِى تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَلاَ تَدْرِى مَا يَقُولُ.
أَمًّا: قَصْدًا، يُقَالُ: أَمَّمْتُهُ، وَتَيَمَّمْتُهُ.
67- إِلَى ابْنِ مَجْدٍ لَمْ يُخَرَّقْ أَدَمُهْ
68- إِلَى الأَمِينِ المُسْتَجَارِ ذِمَمُهْ
69- / إِلَى مِعَمٍّ حَائِطٍ تَحَشُّمُهْ
70- يَبْذُلُ حِلاًّ لاَ يُنَالُ حُرَمُهْ
لَمْ يُخَرَّقْ أَدَمُهُ، يَقُولُ: لَمْ يُقْدَحْ فىِ عِرْضِهِ وَلَمْ يُعَبْ بِشَىءٍ مِنْ فِعْلِهِ، وَهَذَا مَثَلٌ.
وَأَدَمٌ جَمْعُ أَدِيمٍ، يُقَالُ: أَدِيمٌ وَأَدَمٌ، وَقَضِيمٌ وَقَضَمٌ.
__________
(1) وهى رواية أبى سعيد الضرير، نَصَبَ على طَرِيقِ الصِّفَةِ.
(2) مقاييس اللغة (أ ت م) يريد أن البُومَ إذا صَوَّتتْ أَحَنَّتِ الغِيرَانُ بِمُجاوبة الصَّدَى، وهو الصوتُ الذى تَسْمَعُه من الجَبَلِ أو الغارِ بعد صَوْتِكَ. وفى أراجيز العرب "غَيْرَانًا" خطأ.(1/233)
وَالمُسْتَجَارُ: مُسْتَجَارٌ بِذِمَّتِهِ.
وَقَوْلُهُ: "مِعَمٍّ" أَىْ يَعُمُّ خَيْرُهُ وَمَعْرُوفُهُ النَّاسَ.
وَحَائِط يَحُوطُ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حُرْمَةٌ وَيَأْخُذُه حَيَاءً مِمَّنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حُرْمَةٌ، وَيُقَالُ: قَدْ حَشَمَ فُلاَنٌ: إِذَا كَرِهَ أَنْ يُضَامَ، هَذَا عَنْ غَيْرِ الأَصْمَعِىِّ، وَالنَّاسُ فىِ حِشْمَةِ فُلاَنٍ.
71- سَارَ بِعَدْلٍ وَبِهِ تَكَلُّمُهْ
72- خَلِيفَةُ اللَّهِ فَتَمَّتْ نِعَمُهْ(1)
73- فَأُلْبِسَتْ نَجْدًا وَغَارَ مُتْهِمُهْ
74- وَوُصِلَتْ فىِ الأَقْرَبِينَ حُرَمُهْ(2)
تَمَّتْ نِعَمُهُ: دَعَا لَهُ، أَىْ أَتَمَّ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعَمَهُ، يَعْنىِ أَبَا جَعْفَر أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ.
فَأُلْبِسَتْ: يَقُولُ: [ ] (3) نَجْدٍ، أَى وَصَلَ مَعْرُوفُهُ وَخَيْرُهُ إِلَى أَهْلِ نَجْدٍ.
وَغَارَ مُتْهِمُهُ، أَىْ ذَهَبَ غَوْرًا ونَجْدًا.
السُّمَّمُ(4): الْخَاصّةُ، يُقَالُ: كَيْفَ عَامُّ أَمْرِكَ وَسَامُّهُ، أَىْ خَاصَّتُهُ، وَالْوَاحِدُ سَامٌّ كَمَا تَرَى، وَفىِ رِوَايَةِ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ: "سُمَمُهْ" الْوَاحِدَةُ سُمَّةٌ، وَالْمَعْنَى بِمَعْنَى الأَوَّلِ.
75- إِذَا كَرِيمُ الْفِعْلِ عُدَّ كَرَمُهْ
76- سَمَا بِهِ باعٌ طَوِيلٌ قِيَمُهْ(5)
77- وَحَسَبٌ أَحْسَابُكُمْ تُسَلِّمُهْ
78- مِنْ كُلِّ عَيْبٍ أَنْ تَذِيمَ ذُيَّمُهْ
__________
(1) فى أراجيز العرب: يَعْنىِ بِخَلِيفةِ اللهِ أبا جَعْفَر المنصور العَبّاسِىّ، وفى ديوانه المطبوع "... وتَمَّتْ نِعَمُهْ".
(2) اللسان (س م م) وفيه:
* وَوُصِلَتْ فى الأَقْرَبِينَ سُمَمُهْ *
كَرِواية ابن الأعرابىِّ فى الأصل.
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(4) "السُّمَّمُ" شرح للمشطور رقم (74) بِرِواية اللسان (س م م) السابق الإشارة إليها ورواية ابن الأعرابِىّ.
(5) القِيَمُ: جَمْعُ قامةٍ. (أراجيز العرب).(1/234)
سَمَا بِهِ باعٌ: ارْتَفَعَ بِهِ، وَهَذَا مَثَلٌ، يُقَالُ: بِئْرٌ خَمْسُ قِيَمٍ، وَلَيْسَ هَذَا النِّصْفُ فىِ رِوَايَةِ الأَصْمَعِىِّ وَلاَ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ، وَرَوَاهُ أَبُو عَمْرٍو.
79- وَخَيْرُ أَعْرَاضِ الرِّجَالِ أَسْلَمُهْ
80- وَإِنْ ثِنَاءُ الذَّمِّ صَارَ أَذْمَمُهْ(1)
81- مُخْتَلِطًا غُبَارُهُ وَغَسَمُهْ(2)
82- فَازَ بِنَجْمَىْ سَعْدِهِ مُنَجِّمُهْ(3)
/ قَوْلُهُ: "أَسْلَمُهُ" كَانَ الكَلاَمُ أَنْ يَقُولَ أَسْلَمُهَا لِلأْعْرَاضِ، وَلَكِنَّهُ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: أَحْسَنُ الرَّجُلَيْنِ وَجْهًا وَأَجْمَلُهُ، أَىْ وَأَجْمَلُ مَا ذَكَرْنَا، وَلِهَذَا نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ.
وَيُقَالُ: ذِمْتُهُ: إِذَا عِبْتُهُ أَذِيمُهُ ذَيْمًا، وَهُوَ الذَّيْمُ وَالذَّامُ مِثْلُ الْعَيْبِ وَالْعَابُ، أَذْمَمُهُ: يَقُولُ: صَارَ أَذَمَّهُ، قَدِ اخْتَلَطَ غُبَارُهُ وَظُلْمَتُهُ، أَضَاءَ أَمْرُكُمْ وَكَانَ وَاضِحًا خَارِجًا مِنَ الذَّمِّ، ونَصَبْتَ "مُخْتَلِطًا" بـ "صار".
وَثِنَاءُ الذَّمِّ: مَا ثُنِّىَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: الثِّنَاءُ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَأَكْثَرُ الكَلاَمِ الْقَصْرُ. وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "وَإِنْ ثَنَاءُ الذَّمِّ" مِنَ الثَّنَاءِ وَهِىَ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو.
83- تَرَاهُ إِنْ ضَيْقٌ تَدَانَى مَأْزَِمُهْ(4)
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "وَإنْ ثَِنَاءُ..." بفَتْح الثاء وكَسْرِها. ورواية أبى سعيد الضرير:
* وَإِنْ ثِنَاءُ الذَّمِّ صارَ أَدْهَمُهْ *
(2) اللسان، والتاج (غ س م).
(3) أراجيز العرب، وفيها "فازَ بِنَجْمِ سَعْدِهِ مُنَجِّمُهْ".
(4) "مَأْزَِمُهْ" بفتح الزاى وكَسْرِها، هكذا بالأصل. ورِواية أبى سعيد الضرير: "... تَرَاءَى مَأْزِمُهْ".
84- وَالْخَطَرُ الْمَخْشِىُّ تُخْشَى صَيْلَمُهْ(1)(1/235)
85- كَالْبَدْرِ قُدَّامَ الظَّلاَمِ تَمَمُهْ (2)
86- أَوْ خَلْفَ لَيْلٍ يَنْجَلِى تَجَرُّمُهْ
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "مَأْزِمُهْ" وَلَمْ يُنْكِرْ "مَأْزَمُهْ" وَيُقَالُ: إِذَا كَانُوا فىِ ضِيقٍ: إِنَّهُمْ لَفِى مَأْزِمٍ، وَمَأْزِقٍ، وَمَأْزِلٍ، وَالطَّرِيقُ إِذَا كانَ ضَيِّقًا كَذَلِكَ، وَيُقَالُ لِمَوْضِعِ القِتَالِ إِذَا ضَاقَ لِضِيقِ الْعَيْشِ: ضَيْقٌ وَلَحِزٌ، وَيُقَالُ: طَرِيقٌ ضَيْقٌ، وَزَقَبٌ، وَسُكٌّ، فَإِذَا كَانَ الطَّرِيقُ وَاضِحًا قِيلَ: دُعْبُوبٌ، وَلَخْجَمٌ، وَنَهْجٌ، وَمَهْيَعٌ، كُلُّ ذَلِكَ يُقَالُ.
أَوْ خَلْفَ لَيْلٍ، يَقُولُ: أَوْ كَالْبَدْرِ فىِ آخِرِ اللَّيْلِ.
87- فَقَدْ بَدَا وَالْقَصْدُ يَبْدُو لَقَمُهْ
88- لِلْحَقِّ نَجْدٌ مُسْتَبِينٌ مَخْرِمُهْ(3)
89- وَقُلْتُ مَدْحًا مِنْ طِرَازِى مُعْلَمُهْ(4)
90- ثَقَّفْتُهُ حَتَّى اسْتَقَامَ أَقْوَمُهْ
91- لِمَلِكٍ فىِ إِرْثِ مَجْدٍ قَدَمُهْ(5)
92- مِنْ آلِ عَبَّاسٍ تَسَامَى أَنْجُمُهْ
قَوْلُهُ: "يَبْدُو لَقَمُهْ" هُوَ مُعْظَمُ الطَّرِيقِ وَقَصْدُهُ، ويُقَالُ: تَنَحَّ عَنْ لَقَمِ الطَّرِيقِ وَلَمَقِهِ، وَسُجْحِهِ، وَسَنَنِهِ، وَثَكَمِهِ، وَمُرْتَكَمِهِ، وَوَضَحِهِ، وَدَرَرِهِ، أَىْ عَنْ قَصْدِهِ وَمُعْظَمِهِ. /
__________
(1) صَيْلَمُه: داهِيَتُه. (أراجيز العرب). ورواية أبى سعيد الضرير: "... يُخْشَى صَيْلَمُهْ".
(3) فى ديوانه المطبوع "... مَحْزِمُهْ".
(4) فى الأصل "وقُلْتُ لرحا..." والمثبت من ديوانه المطبوع وأراجيز العرب. وفى ديوانه المطبوع "مَعْلَمُهْ" بفَتْح الميم الأُولى وضَمِّها.
(5) فى الأصل "للملك فى إرْثِ..." والمثبت من ديوانه المطبوع وأَراجيز العرب.(1/236)
مُعْلَمُهُ: رَوَى أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "مَعْلَمُهُ" وَقَوْلُهُ: "مُعْلَمُهُ" يَعْنِى الَّذِى شُهِرَ فىِ النَّاسِ، مِنْ طِرَازِى، أَىْ مِنْ شِعْرِى وَقَوْلىِ، وَهُوَ الَّذِى شُهِرَ بِهِ، وَأَنْشَدَنىِ:
* إِلَى نَسَبٍ فىِ صَالِحِ النَّاسِ مَعْلَمِ *
أَىْ مُسْتَبِينٍ وَضِحٍ، وَفىِ الرِّوَايةِ الأُخْرَى: "مُعْلَم"، أَى المَجْعُولُ لَهُ عَلَمٌ، وَهُوَ أَيْضًا مَشْهُورٌ بِذَلِكَ الْعَلَمِ.
ثَقَّفْتُهُ، أَىْ قَوَّمْتُهُ حَتَّى اسْتَقَامَ مَا قَامَ مِنْهُ، وَمِثْلُهُ: خَرَجَتْ خَوَارِجُهُ.
وَقَوْلُهُ: "إِرْثَ مَجْدٍ" أَىْ أَصْلَ مَجْدٍ وَفَضْلٍ، وَأَصْلُ قَوْلِهِمْ: إِرْثٌ وِرْثٌ فَقُلِبَتِ الوَاوُ أَلِفًا، وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ".
وَقَدَمُهُ: سَابِقَتُهُ.
تَسَامَى، يَقُولُ: تَسَامَى بِهِ آبَاؤُهُ الَّذِينَ هُمْ كَالنُّجُومِ.
93- وَالأَزْهَرَانِ فَتَجَلَّتْ ظُلَمُهْ
94- عَنْ وَجْهِ وَهَّابٍ تُفَدَّى شِيَمُهْ
95- إِذَا الأُمُورُ عَجَمَتْهَا عُجَّمُهْ(1)
96- نَازَعْنَ يَسْرًا لاَ يُخَافُ بَرَمُهْ
الأَزْهَرَانِ: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، كَأَنَّهُ يُرِيدُ أَبَوَيْهِ، وَقَالَ غَيْرُ الأَصْمَعِىِّ: الشَّمْسُ: الخَلِيفَةُ، وَالقَمَرُ: وَلِىُّ الْعَهْدِ، والنُّجُومُ: أَشْرَافُ قَوْمِهِ.
وَشِيَمُهُ: أَخْلاَقُهُ، وَالْوَاحِدَة شِيمَةٌ، وَهِىَ الطَّبِيعَةُ، وَيُقَالُ: هُوَ كَرِيمُ الشِّيَمةِ، والطَّبِيعَةِ، وَالغَرِيزةِ، وَالسَّلِيقَةِ، والْخَلِيقَةِ، وَالْخَلِيقِ، كَمَا قَالَ:
* وَمَا خَلِيقُ أَبِى وَهْبٍ بِمَوْجُودِ *(2)
__________
(1) رواية أبى سعيد الضرير: "... لَجَمَتْها لُجَّمُهْ".
(2) الشاهد عَجُزُ بيت لأَِوْسِ بن حَجَر فى ديوانه/25، وصَدْرُه:(1/237)
* إنَّ مِنَ الَقْومِ مَوْجُودًا خَلِيفَتُهُ *
ورِواية العَجُزِ: "وما خَلِيفُ...".
وَعَجَمَتْهَا: يَقُولُ: إِذَا مَضَغَتْ هَذَا الرَّجُلَ مَوَاضِغُ الأُمُورِ، وَهَذَا مَثَلٌ فىِ نُزُولِ الأُمُورِ وَمَا يُقَاسِى مِنْهَا، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "عَجَمَتْهُ عُجَمُهُ" يَعْنىِ: هَذَا الرَّجُل.
وَقَوْلُهُ: "نَازَعْنَ يَسْرًا" قَالَ الأَصْمَعِىُّ: نَازَعْنَ رَجُلاً سَهْلاً لاَ يُخَافُ ضَجَرُهُ.
وَكَان أَصْلُ قَوْلِهِ: "يَسْرًا" يَسَرًا مُحَرَّكَةً، وَقَالَ غَيْرُ الأَصْمَعِىِّ: الْيَسْرُ الَّذِى هَيَّأَ لِْلأُمُورِ مَا يَنْبَغِى وَيَسَّرَهُ.
وَبَرَمُهُ أَيْضًا: ضَجَرُهُ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا ضَرَبَ بِالْقِدَاحِ: يَسَرٌ، وَيَسِيرٌ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ فى هَذَا الْبَيْتِ / أَنْ يَكُونَ أَرَادَهُ، فَجَعَلَ ذَلِكَ مَثَلاً.
97- بِالْفَضْلِ يُعْطَى مَلِكًا تَهَمُّمُهْ(1)
98- وَالْمَكْرُمَاتُ وَالمَعَالِى هِمَمُهْ(2)
99- وَأَنْتَ فىِ عَالٍ تَعَالَى أَجْسَمُهْ(3)
100- طَالَ مَعَ الْعَرْضِ وَجَلَّ أَعْظَمُهْ
التَّهَمُّمُ: الطَّلَبُ، يُقَالُ: هَمَّمَ فىِ رَأْسِهِ: إِذَا طَلَبَ فِيهِ القَمْلَ.
وَقَوْلُهُ: "بِالفَضْلِ" قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: أَىْ عُرِفَ فَضْلُهُ، وَقَالَ فىِ قَوْلِهِ: "تَهَمُّمُهُ": يَقُولُ: يُعْطِى مَا يَهُمُّ بِهِ وَيُرِيدُهُ، كَمَا تَقُولُ: أَعْطَيْتُهُ بِالْقَوَدِ، أَىْ عَرَفْتُ لَهُ الْفَضْلَ.
وَجَلَّ أَعْظَمُهُ: مُرْتَفَعُهُ، يَقُولُ: طَوِيلٌ عَرِيضٌ لَمْ يَكُنْ طَوِيلاً لاَ عُرْضَ لَهُ.
101- وَلِحَوَامِيهِ دِعَامٌ تَدْعَمُهْ(4)
102- إِذَا شِدَادُ الأَمْرِ شُدَّتْ حِكَمُهْ(5)
__________
(1) فى أراجيز العرب "بالفَضْلِ يُعْطِى ...".
(2) فى أراجيز العرب "والمَكْرُماتِ...".
(3) "فى عالٍ": أى فى شَرَفٍ ومَجْدٍ. (أراجيز العرب).(1/238)
(4) دِعَامٌ: أى عُمُدٌ تَرْفَعُه. (أراجيز العرب).
(5) فى ديوانه المطبوع "حَكَمُهْ" بفتح الحاء.
103- فَرَأْيُكَ الرَّأْىُ المُبِينُ فَهَمُهْ
104- تُغِيرُ أَدْرَاكَ القُوَى وَثَبْرَمُهْ(1)
105- وَأَنْتَ أَعْفَى مُغْضَبٍ وَأَحْلَمُهْ
106- أَبْلَغُهُ فِى شِدَّةٍ وَأَحْزَمُهْ
حَوَامِيهِ: نَوَاحِيهِ، يَقُولُ: هَذَا الشَّرَفُ دُونَهُ مَنْ يَمْنَعُهُ، وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ؛ لأَِنَّ الْجَبَلَ لَهُ نَوَاحٍ، فَجَعَلَ لِهَذَا الْحَسَبِ نَوَاحِىَ.
حِكَمُهُ: هَذَا مَثَلٌ أُخِذَ مِنْ حَكَمَةِ الدَّابّةِ الَّتىِ تَكُونُ عَلَى أَنْفِهِ يَحُزُّ الأَنْفَ، وَإِذَا وُضِعَ عَلَى الدَّابَّةِ فَجُذِبَ اللِّجَامُ حَلَقَ شَعَرَهُ، وَإِنَّمَا ضَرَبَهُ مَثَلاً، وَمَعْنَاهُ: أَنَّ الأُمُورَ إِذَا أُحْكِمَتْ وَشُدَّتْ فَرَأْيُكَ الرَّأْىُ الشَّدِيدُ.
الإِغَارَةُ، وَهُوَ شِدَّةُ الْفَتْلِ.
وَالأَدْرَاكُ: جَمْعُ دَرَكٍ، وَهُوَ حَبْلٌ يُجْعَلُ فىِ عُرْوةِ الدَّلْوِ لِئَلاَّ يَبْتَلَّ الْجِلْدُ، وَهَذَا مَثَلٌ، وَإِنَّما يُرِيدُ أَنَّ أُمْورَكَ مُحْكَمَةٌ، قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِ طَرَفَةَ:
* وَأُمِرَّ دُونَ عَبِيدَةَ الْوَذَمُ *(2)
وَقَوْلُهُ: "تُبْرِمُهُ"(3) رَدَّ الْهَاءَ عَلَى التَّذْكِيرِ كَأَنَّهُ قَالَ تُبْرِمُ مَا ذَكَرْنَا.
107- أَحْمَسُ وَرَّادٌ شُجَاعٌ مُقْدَمُهْ
108- يَكْفِيهِ مِحْرَابَ الْعِدَى تَقَصُّمُهْ
/109- بِقُوَّةِ اللَّهِ وَعَزْمٍ يَعْزِمُهْ
110- لَقِيتَ بَغْيًا بِالعِرَاقِ مَنْجَمُهْ(4)
__________
(1) فى الأصل "وثَبْرَمُهْ"، وفى ديوانه المطبوع وأَراجيز العرب: "... وتُبْرِمُهْ" وهو ما يتفق مع ما ورد فى شرح المشطور.
(2) الشعر فى ديوان طرفة /106ط - دمشق، وتَمامُه:
ولَقَدْ هَمَمْتُ بِذَاكَ إذْ حُبِسَتْ - وأُمِرَّ دُونَ عُبَيْدَةَ الوَذَمُ(1/239)
(3) تُبْرِمُه: تَفْتِلُه وتُجِيدُ فَتْلَه، يريد أنكَ تَضْبطُ الأُمُورَ وتُحْسِنُ سِياسَتَها. (أراجيز العرب).
(4) رواية أبى سعيد الضرير:
* لَقَتْ بُغْياكَ بالفراقِ مَنْجَمُهْ *
أَحْمَسُ: شَدِيدُ الغَضَبِ.
وَالْوَرَّادُ: الَّذِى يَرِدُ الْحَرْبَ.
وَشُجَاعٌ مُقْدَمُه: جَرِىءٌ مُقْدَمُهُ، وَيُقَالُ: إِنَّ فُلانًا لَجَرِىءُ الْمُقْدَمِ وَلاَ يُقَالُ: المُقْدِمُ، أَى الإِقْدَام، وَنَحَرَ فُلاَنٌ مُقَدِّمَةَ إِبِلِهِ، وَهُوَ عَلَى مُقَدِّمَةِ الْخَيْلِ.
تَقَصُّمُهُ وَيُرْوَى: "تَقَهُّمُهُ"، وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "تَهَقُّمُهْ".
مِحْرَابٌ، أَىْ حَرْبٌ.
والتَّقَصُّمُ: قَصْمُهُ إِيَّاهُمْ، وَكَذَلِك تَقَهُّمُهُ، مِثْلُ جَذَبَ وَجَبَذَ، تَقَهَّمَ وَتَهَقَّمَ، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: القَهِمُ والْهَقِمُ سَوَاءٌ، وَهُوَ الْجَائِعُ الَّذِى لاَ يَشْبَعُ.
وَمَنْجَمُهُ: مَخْرَجُهُ، نَجَمَ الشَّىءُ: إِذَا طَلَعَ، قَالَ: وَقِيلَ لأَِعْرَابِىٍّ: أَيْنَ الْكَعْبَانِ؟ فَقَالَ: المَنْجَمَانِ.
111- وَقَدْ بَدَا مِنْ غِشِّهِ مُجَمْجَمُهْ
112- مُخْتَلِفَ الأَهْوَاءِ شَتَّى أُمَمُهْ
113- وَحَطَبُ النَّارِ ثِقَالٌ حُزَمُهْ(1)
114- فَلَمْ تَزَلْ تَرْأَبُهُ وَتَحْسِمُهْ(2)
الْمَجَمْجَمُ: الْمَكْتُومُ الَّذِى لاَ يُفْهَمُ.
إِمَمُهُ، يُقَالُ: هُوَ عَلَى إِمَّةِ سَوْءٍ، أَىْ جِهَةِ سَوْءٍ، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "أُمَمَهْ"، يَقُول: فِيهِ مِنْ كُلِّ أَجْنَاسٍ، وَمَعْنًى آخَرُ فىِ قَوْلِهِ: "أُمَمَهْ"، أَى مِلَلُهُ وَفِرَقُهُ.
وَقَوْلُهُ: "ثِقَالٌ حُزَمُهْ" هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: هُوَ شَدِيدُ الشَّرِّ كَثِيرُهُ.
__________
(1) فى أراجيز العرب "وحَطَبُ الشَّرِّ..."، وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(2) اللسان، والتاج (ف ق م) وفيهما "... تَرْأَمُهُ..." وَتَرْأَبُهُ وتَرْأَمُهُ بِمَعْنًى.(1/240)
تَرْأَبُهُ: تُصْلِحُهُ، رَأَبْتُهُ أَرْأَبُهُ رَأْبًا، وَالرُّؤْبَةُ مَهْمُوزٌ، وَهِىَ القِطْعَةُ يُشْعَبُ بِهَا الإِْنَاءُ أَوِ الْجَفْنَةُ أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ، وَالرُّوبَةُ بِلاَ هَمْزٍ: جَمَامُ مَاءِ الْفَحْلِ، يُقَالُ: أَعْطِنىِ رُوبَةَ فَحْلِكَ، وَهُوَ جَمَامُ مَائِهِ، فَهُوَ أَكْثَرُ لِنُطْفَتِهِ وَأَبْعَدُ لِخَذْفَتِهِ، وَيُقَالُ: فُلاَنٌ يَقُومُ بِرُوبَةِ أَهْلِهِ. وَرُوبَةُ اللَّبَنِ غَيْرُ مَهْمُوزٍ، وَهِىَ خَمِيرَتُهُ.
115- مِنْ دَأْيِهِ حَتَّى اسْتَقَامَ فَقَمُهْ(1)
116- وَلَمْ تَدَعْ فىِ غَيْرِ ظُلْمٍ تَظْلِمُهْ
117- رَأْسًا مِنَ الأَنْدَادِ إِلاَّ تَقْصِمُهْ(2)
118- وَكَانَ حَتَّى رَنَّحَتْهُ صُكَّمُهْ(3)
119- أَصْعَرَ مَلْقُوًّا مُبِينًا ضَجَمُهْ(4)
/ [فَقِمَ](5) الأَمْرُ يَفْقَمُ، وَتَفَاقَمَ: إِذَا عَظُمَ.
وَالرَّأْسُ، وَالرَّيْسُ وَاحِدٌ.
وَتَقْصِمُهُ [ ](6) كَأَنَّ بِهِ سَمَادِيرَ(7) وَغَبْشًا.
__________
(1) اللسان، والتاج (ف ق م)، وديوانه المطبوع، وأراجيز العرب "مِنْ دائِهِ...".
(2) أى لم تَدَعْ رَئِيسًا إلاّ وقَتَلْتَه، وذلك عَدْلٌ غير ظُلْمٍ. (أراجيز العرب).
(3) "وكان" أى ذلك الرأس. (أراجيز العرب)، و"حَتَّى رَنَّحَتْهُ صُكَّمُهْ" أى كان كذلك حتى أَذَلَّتْه ضَرَباتُكَ. (أراجيز العرب).
(4) "أَصْعَرَ" أى مائلاً مُتَكَبِّرًا لا يقتدرُ عليه" (أراجيز العرب)، ومُبِينًا ضَجَمُهْ: أى مائلاً أيضًا من التِّيهِ والعُنْجُهِيّة.
(5) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والزيادة يستقيم بها المعنى.
(6) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(7) السَّمادِيرُ: ضَعْفُ البَصَرِ، وقِيلَ: هو الشىءُ الذى يَتَراءى للإنسانِ من ضَعْفِ بَصَرِه عند السُّكْرِ منَ الشرابِ وغَشْىِ النُّعَاسِ والدُّوارِ. (اللسان/ س م د ر).(1/241)
وَالصَّكْمُ وَاللَّكْمُ وَاحِدٌ، صَكمَهُ وَلَكَمَهُ صَكْمًا ولَكْمًا، وَالوَاحِدُ صَاكِمٌ، وَالْجَمْعُ صُكَّمٌ.
مَلْقُوًّا(1): بِهِ لَقْوَةٌ.
وَالأَصْعَرُ: كَأَنَّ بِهِ فَقَمًا، يَعْنىِ أَنَّهُ مَائِلٌ عَنِ الْحَقِّ.
120- وَالكُفْرُ أَخْزَى عَمَلٍ وَأَوْخَمُهْ
121- يَفْضَحُ بَادِيهِ وَيَبْقَى نَدَمُهْ
122- تَرَكْتَهُ إِذْ طَارَ عَنْهُ أَشْأَمُهْ
123- مُنْجَحِرًا حَيَّاتُهُ وَهَيْصَمُهْ(2)
عَنْهُ، وَيُرْوَى "عَنَّا" وَهُوَ أَجْوَدُ، وَهَىِ رِوَايَةُ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ.
وَقَوْلُهُ: يَفْضَحُ" وَهُوَ مَثَلٌ.
وَبَادِيهِ مَوْضِعُ رَفْعٍ، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ:
* سَوَّى مَسَاحِيهِنَّ تَقْطِيطَ الْحُقَقْ *(3)
وَقَدْ مَرَّ مَا فىِ هَذَا.
وَبَادِيهِ: يَعْنىِ أَوَّلَهُ.
وَأَشْأَمُهُ، يُرِيدُ الشُّؤْمَ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ:
فَتَنْتَجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ
كَأَحْمَرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ(4)
أَىْ غِلْمَانَ شُؤْمٍ.
وَالْهَيْصَمُ: الأَسَدُ، وَأَصْلُهُ الشِّدَّةُ، يَقَالُ: أَسَدٌ هَيْصَمٌ، وَرَجُلٌ هَيْصَمٌ.
124- مُلْحَمَةً بِغْثَانُهُ وَرَخَمُهْ
125- مِنْ صَقْعِ بَازٍ لاَ تُبِلُّ لُحَّمُهْ(5)
__________
(1) مَلْقُوًّا: أى مائلاً من الكِبْرِ. (أراجيز العرب).
(2) "مُنْجَحِرًا حَيّاتُهُ" أى دَوَاخِلاً فى الجِحَرَةِ، أى كُفِيتَ شَرَّه. (أراجيز العرب).
(3) الشاهد لِرُؤبة فى اللسان (ح ق ق)، وهو فى ديوانه المطبوع /106، يَصِفُ حُمُرَ الوَحْشِ، أى أنَّ الحِجارةَ سَوَّتْ حَوافِرَها كأنّما قُطِّطَتْ تَقْطِيطَ الحُقَقِ.
(4) "فَتَنْتَجْ" بِفَتْح التاءين، هكذا بالأَصْل، وفى اللسان (ش أ م) "فَتُنْتِجْ" بِضَمِّ التاء الأولى وكَسْرِ الثانية. والشاهد فى ديوانه /20ط - مصر بِرِواية "فَتُنْتَجْ...".
(5) اللسان (ل ح م) غير منسوب بِرِواية "... لُحَمُهْ".(1/242)
126- يَخْفِقُ صَرْعَى وَقْعُهُ وَنَحَمُهْ(1)
127- إِذَا تَقَضَّى لَفَّهُنَّ أَقْطَمُهْ
وَيُرْوَى: "مُلْحَمَةٌ" عَلَى الاْسْتِئْنَافِ، وَالنَّصْبُ عَلَى الإِْتْبَاعِ لِمَا قَبْلَهُ، وَهِىَ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو، فَيَقُولُ: تَرَكْتَ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ ذَهَبَ عَنْهُ جَهْلُهُ وَشِدَّتُهُ فىِ نَفْسِهِ، وَهَذَا مَثَلٌ، فَصَيَّرَ هَذَا الرَّجُلَ وَأَنْصَارَهُ كَالبِغْثَانِ الَّتىِ هِىَ أَعْدَاؤُهَا، وَوَاحِدُ البِغْثَانِ بَغَاثَةٌ، وَبَغَاثٌ، وَهُوَ كُلُّ مَا كَانَ مِنَ الطَّيْرِ يَقَعُ عَلَى الْجِيَفِ.
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "يُخْفِقُ..." وفى نسخة أبى سعيد الضرير "تخفق...".
تُبِلُّ وَيُرْوَى: "تَبِلُّ" بِنَصْبِ / التَّاءِ، وَهُوَ أَجْوَدُ، وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَأَبُو عَمْرٍو: "صَرْعًا" مُنَوَّنٌ، فَصَرْعَى جَمْعُ صَرِيعٍ، وَصَرْعًا مَصْدَرُ صَرَعْتُهُ صَرْعًا، يَقُولُ: هَذَا الصَّقْرُ لا تَبِلُّ لُحَّمُهُ لاَ يَنْجُو مَا أَرَادَ مِنْ هَؤُلاَءِ هُمْ لَهُمْ لُحَّمَةٌ.
وَيُرْوَى: "وَوَحَمُهُ" وَالْوَحَمُ: شِدَّةُ الْحِرْصِ وَالشَّهْوَةِ، وَيُقَالُ: امْرَأَةٌ وَحْمَى، وَإِنَّما هُوَ لِلرَّجُلِ مَثَلٌ.
وَنَحَمُهُ: حِرْصُهُ وَجِدُّهُ.
إِذَا تَقَضَّى، أَى انْقَضَّ، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ:
* تَقَضِّىَ الْبَازِى إِذَا الْبَازِى كَسَرْ *(1)
وَلَفَّهُنَّ: أَخَذَهُنَّ، يَعْنىِ أَخَذَ الطَّائِرَ.
وَأَقْطَمُهْ: مِنَ القَطَامِىِّ وَهُوَ الصَّقْرُ يَلُفُّ هَذِهِ البِغْثَانَ.
128- وَرَمْىُ عَبْدِ اللَّهِ رَجْمٌ يَرْجُمُهْ
129- مُبَلِّغُ الْقَذْفِ مِدَقٌّ مِهْدَمُهْ
130- يَدْمَغُ أَدْوَاءَ الرُّؤُوسِ وُقَّمُهْ
131- وَإِنْ حُسَامُ الدَّهْرِ عَفَّتْ أُزَّمُهْ(2)
مُبَلِّغُ الْقَذْفِ: يَقُولُ: إِذَا رَمَى بَلَغَ قَذْفُهُ مَا يُرِيدُ.(1/243)
وَالْمِهْدَمُ: الْحَجَرُ الَّذِى يُرْمَى بِهِ يَدُقُّ كُلَّ شَىءٍ وَيَهْدِمُهُ، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ "وَقَمُهْ" يُقَالُ: قَدْ وَقَمَ العَدُوَّ يَقِمُهُ: إِذَا رَدَّهُ وَأَذَلَّهُ، قَالَ الأَعْشَى:
* دَاجِنٌ بِالتَّوَقُّمِ *(3)
__________
(1) الرَّجَزُ للعجاج فى اللسان (ق ض ى) وقبله:
* إذا الكِرَامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ *
وهو فى ديوانه /28ط - بيروت.
(2) فى ديوانه المطبوع "وإنْ حُِسَامُ..." بِضَمِّ الحاءِ وكَسْرِها.
(3) شاهد الأَعْشَى فى اللسان (و ق م) وتَمَامُهُ:
بَنَاها مِنَ الشَّتْوِىِّ رامٍ يُعِدُّها
لِقَتْلِ الهَوَادِى داجِنٌ بالتَّوَقُّم
والشاهد فى ديوان الأعشى الكبير/121ط - مصر بِرِواية: "بَنَاهُنَّ مِنْ ذَلاَّنَ رامٍ أعَدَّها".
وَ مَنْ رَوَى: "وُقَّمٌ" فَهُوَ جَمْعُ وَاقِمٍ، وَهُوَ مِنْ هَذَا.
حِسَامُ الدَّهْرِ: شِدَّتُهُ.
وَأُزَّمُهُ:(1) [عَوَاضُّهُ].
132- بِالْغَارِبَيْنِ وَالصِّفَاحِ مُؤْلِمُهْ (2)
133- تَفَرَّجَتْ أَكَّاتُهُ وَغُمَمُهْ(3)
134- عَنْ مُسْتَنِيرٍ لاَ يُرَدُّ قَسَمُهْ(4)
135- تَمْضِى عَوَافِيهِ وَتُخْشَى نِقَمُهْ
مُؤْلِمُهُ: مُوجِعُهُ، وَقَالَ: "غَارِبَيْنِ" وَهُوَ وَاحِدٌ، وَلَيْسَ هَذَا عَنِ الأَصْمَعِىِّ.
وَالأَكَّةُ: الزِّحَامُ، قَالَ:
* إِذَا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ *(5)
* فَخَلِّهِ حَتَّى يَبُكَّ بَكَّهْ *(6)
وَوَاحِدُ الْغُمَمِ غُمَّةٌ، وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ أَوْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ عَنِ المُفَضَّلِ:
* لاَ تَحْسِبَنْ أَنَّ يَدِى فىِ غُمَّهْ *(7)
* لَيْسَ لِوَاحِدٍ عَلَىَّ مِنَّهْ *
* أَلاَ وَلاَ اثْنَيْنِ وَلاَ أَهُمَّهْ *
* إلاَّ الَّذِى وَصَّى بِثُكْلِ أُمَّهْ *(1/244)
وَنَصَبَ قَوْلَهُ: "وَلاَ أَهُمَّهْ" عَلَى مَعْنَى الدُّعَاءِ، أَىْ لاَ جَعَلَنىِ اللَّهُ أَهُمُّ بِذَاك، وَإِنْ شِئْتَ لاَ / أَهْمُمْ بِذَاكَ، فَلَمَّا أَدْغَمَ نَصَبَهُ، وَفِيهِ مَعْنَى الدُّعَاءِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا كَانَ مِثْلَ قَوْلِهِ:
__________
(1) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة أبى سعيد الضرير يستقيم بها المعنى.
(2) فى ديوانه المطبوع "بِالغارِبِينَ..."..
(3) اللسان (أ ك ك) غير منسوب، ورِوايتُه:
* تَضَرَّجتْ أَكَّاتُهُ وغَمَمُهْ *
(4) فى ديوانه المطبوع "عن مُسْتَثِيرٍ...".
(5) اللسان (أ ك ك) غير منسوب، والشَّرِيبُ: الذى يَسْقِى إبِلَهُ مع إبِلِكَ، يقول: فَخَلِّهِ يُورِدُ إبِلَهُ الحَوْضَ فتَبَاكّ عليه، أى تَزْدَحِمُ فَيَسْقِى إبِلَهُ.
(6) "حَتَّى يَبُكُّ" هكذا بالأصل، والمثبت هو الصواب.
(7) المشطور الأول فى اللسان (غ م م) غير منسوب، وبعده:
* فىِ قَعْرِنِحْىٍ أَسْتَثِيرُ حَمَّهْ *
* وَلَمْ يَطْمَئِنَّ قَلْبُهُ وَخَصَائِلُهْ *(1)
فَلَمَّا أَدْغَمَ نَصَبَهُ.
لاَ يُرَدُّ قَسَمُهْ: يَقُولُ: إِذَا حَلَفَ عَلَى شَىءٍ لَمْ يُرَدَّ قَسَمُهُ.
136- وَمَا أَظَلَّتْ يَوْمَ بَأْسٍ حُوَّمُهْ
137- جَيْشًا مِنَ الأَنْدَادِ إِلاَّ تَهْزِمُهْ
138- وَإِنْ رَأَى بَغْيًا كَثِيرًا إِثِْمُهْ
139- وَفِتْنَةً فىِ شائعٍ تَضَرُّمُهْ
قَالَ الأَصْمَعِىُّ: مَا أَظَلَّتِ الطَّيْرُ الَّتىِ تَحُومُ عَلَى الْقَتْلَى جَيْشًا إِلاَّ هَزَمَتْهُ، وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ، يَقُولُ: حُوَّمُهُ: رَايَاتُهُ العِطَاشُ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِى عَمْرٍو الشَّيْبَانِىِّ.
وَوَاحِدُ الأَنْدَادِ: نِدٌّ وَهُوَ الْمِثْلُ، وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "تَهْزِمُهُ".(1/245)
وَقَوْلُهُ: "إِثِمُهْ" أَرَادَ إِثْمَهُ فَحَرَّكَ، وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "آثِمُهْ"، أَىْ كَثِيرٌ، أَمْرٌ يَأْثَمُ فِيهِ، وَآثِمٌ فَاعِلٌ مِنَ الإِْثْمِ وَالشَّائِعُ الكَثِيرُ، وَهُوَ هَاهُنَا مَثَلٌ.
140- قَامَ بِعَبْدِ اللَّهِ حَبْلٌ يَعْصِمُهْ (2)
141- يَأْمُرُهُ بِالْخَفْضِ أَوْ يُقَدِّمُهْ
142- فىِ ذِى قُدَامَىْ مُرْجَحِنٍّ دَيْلَمُهْ(3)
143- إِذَا تَدَانَى لَمْ يُفَرَّجْ أَجَمُهْ(4)
الدَّيْلَمُ: الْجَيْشُ الكَثِيرُ، قَالَ: وَهُوَ وَصْفٌ، وَيُقَالُ للنَّمْلِ: الدَّيْلَمُ.
وَأَوَّلُ كُلِّ شَىءٍ قُدَامَاهُ.
والمُرْجَحِنُّ: الثَّقِيلُ.
__________
(1) الشاهد فى اللسان (خ ص ل) عَجُز بَيْتٍ لِزُهَيْرٍ يَصِفُ فَرَسًا، ورِوايتُه:
* ولَمْ تَطْمَئِنَّ نَفْسُهُ وخَصائِلُهْ *
وصَدْرُه:
* ونَضْرِبُهُ حَتَّى اطْمَأَنَّ قَذَالُهُ *
(2) فى ديوانه المطبوع "... جَبْلٌ يَعْصِمُهْ".
(3) أراد فى جَيْشٍ ذِى قُدَامَىْ. (اللسان/ د ل م).
(4) فى ديوانه المطبوع "... يُفَرَّجْ أَدَمُهْ".
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: دَيْلَمُهُ: كَثْرَةُ عَدَدِهِ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْقَوْلِ الأَوَّلِ، يَقُولُ: إِذَا تَدَانَى هَذَا الْجَيْشُ لَمْ يَضْطَرِبْ رِمَاحُهُ، وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ، يَقُولُ: إِذَا تَدَانَى هَذَا الجَيْشُ لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يُفَرِّقَهُ أَوْ يَكْسِرَهُ.
144- يُرْجِفُ أَنْضَادَ الْجِبَالِ هَزَمُهْ
145- بِذِى زُهَاءٍ لَجِبٍ عَرَمْرَمُهْ
146- أَرْعَنَ فىِ مَوْجٍ مِدَقٍّ مِدْأَمُهْ
147- يَرْمِى بِهِ بَغْىَ الْعِدَى فَيَدْغَمُهْ
يُرْجِفُ: يُرْعَدُ مِنْهُ.
وَهَزَمُهُ: صَوْتُهُ وَجَلَبَتُهُ.
بِذِى زُهَاءٍ: قَالَ: رَجَعَ إِلَى ذِكْرِ / الرَّجُلِ، أَىْ يَلْقَى العَدُوَّ بِذِى زُهَاءٍ، وَزُهَاؤُهُ: حَزْرُهُ وَقَدْرُهُ.
وَاللَّجِبُ: الكَثِيرُ الصَّوْتِ.
وَالْعَرَمْرَمُ: الشَّدِيدُ.(1/246)
وَقَوْلُهُ: "أَرْعَنَ" أَىْ لَهُ رَعْنٌ مِثْلُ رَعْنِ الْجَبَلِ، وَهُوَ أَنْفٌ [عَظِيمٌ من الجَبَلِ تَرَاهُ مُتَقدِّمًا] (1) قَالَ:
* تَحْتَ ظِلاَلِ المَوْجِ إِذْ تَدَأَّمَا *(2)
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: مِدْأَمُهُ الَّذِى يَرْكَبُ. [وَتَدَأَّمَ] (3) الفَحْلُ النَّاقَةَ: إِذَا رَكِبَهَا.
وَالْعِدَى، وَالْعُدَى، وَالْعُدَاةُ فىِ مَعْنًى وَاحِدٍ.
وَيَدْغَمُهُ: يُجْحِرُهُ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ أَبِى عَمْرٍو، وَكَأَنَّ الإِدْغَامَ مِنْهُ.
148- تَغَضُّفَ اللَّيْلِ ارْجَحَنَّ أَدْهَمُهْ
149- وَإِنْ تَحَدَّى قِرْمَ قَوْمٍ مُقْرَمُهْ(4)
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمُثْبت من اللسان، وبه يَتِمُّ المعنى.
(2) الرَّجَزُ لِرُؤبة فى اللسان (د أ م) وقَبْلَه:
* كَمَا هَوَى فِرْعَوْنُ إِذْ تَغَمْغَمَا *
والرَّجَزُ فى ديوان رُؤبة المطبوع فى الأبيات المفردة المَنْسُوبة إليه /184.
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان (د أ م).
(4) فى ديوانه المطبوع "... قَرْمَ قَوْمٍ ...".
150- سَامَى بِهَدَّارٍ جُرَازٍ شَيْظَمُهْ
151- إِذَا ثَنَى فَرْغَ اللَّهَاةِ قُمْقُمُهْ
تَغَضُّفَ: تَعَطُّفَ، تَغَضَّفَتِ البِئْرُ عَلَى آلِ فُلاَنٍ.
تَحَدَّى: أَىْ يَعْرِضُ عَلَيْهِ القِتَالَ يَسْأَلُهُ ذَاكَ، هَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ:
* تَحَدِّىَ الرُّومِىِّ من يَكٌّ لِيَكّْ *(1)
وَالْمُقْرَمُ: الَّذِى يُتْرَكُ لاَ يُتَّخَذُ فَحْلاً.
وَالْجُرَازُ: الشَّدِيدُ.
وَالشَّيْظَمُ: الطَّوِيلُ، فَيَقُولُ: يَدُقُّ كُلَّ شَىءٍ مِنْ شِدَّتِهِ وَعِظَمِهِ.
وَالفَرْغُ: مَجْرَى كُلِّ شَىءٍ، وَإِنَّمَا جَعَلَهُ فَرْغَ اللَّهَاةِ؛ لأَِنَّ اللَّهَاةَ مُنْخَرِقَةٌ، فَهِىَ تَقْذِفُ الزَّبَدَ.
قَالَ: وَالْقُمْقُمُ: الغَلْصَمَةُ.
وَقَوْلُهُ: "ثَنَى" أَىْ عَدَلَ حَنَكَهُ، قَالَ: وَهَذَا كَقَوْلِ أَوَسٍ:(1/247)
هَلْ سَرَّكُمْ فىِ جُمَادَى أَنْ يُصَالِحَكُمْ
إِذَا الشَّقَاشِقُ مَعْدُولٌ بِهَا الْحَنَكُ(2)
وَإِنَّمَا يَكُونُ هَذَا فىِ الْخِصْبِ، وَقَال غَيْرُ الأَصْمَعِىِّ: قُمْقُمُهُ: رَأْسُهُ، رَأْسُ هَذَا الْفَحْلِ، قَالَ الأَصْمَعِىُّ: وَيُقَالُ: سِقَاءٌ سَحْبَلٌ وَسَبَحْلَلٌ: إِذَا كَانَ وَاسِعًا، وَشِقْشِقَةٌ سَبَحْلَلَةٌ.
152- وَرَدَّهَا عُثْنُونُهْ وَغَلْصَمُهْ
153- مُجَّ عَلَى هَامَاتِهِنَّ بَلْغَمُهْ
154- وَاعْتَزَّ مِنْ سَوْرَاتِهِ تَجَرْثُمُهْ
__________
(1) الرَّجَزُ لِرُؤبة فى اللسان (ى ك ك)، وفى ديوانه المطبوع/117، ورِوايتُه "... مِنْ يَكٍّ لِيَكّْ"، وفى حاشية اللسان يُرْوَى "مِنْ يَك" بالكَسْر مُنَوَّنًا وبالفَتْح ممنوعًا أيضًا، أى من واحدٍ لِوَاحدٍ، ولما لم يَسْتَقِمْ له أن يَقُول تَحَدِّىَ الفارسِىّ قال: تَحَدِّىَ الرُّومِىِّ، والذى فى الفارسية "يك" بِتَخْفِيفِ الكاف، وإنما شَدَّده الراجزُ ضرورة.
(2) الشاهد فى ديوان أوس بن حَجَر/80 ط - بيروت بِرِواية:
* هَلْ سَرَّكُمْ فى جُمادَى أن نُصَالِحَكُم *
155- تَرَّتْ مَرَادِيهِ وَطَالَ شَجْعَمُهْ
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "وَاعْتَزَّ مِنْ ثَوْثَابِهِ".
اعْتَزَّ: غَلَبَ، عَزَّهُ يَعُزُّهُ.
وَسَوْرَةُ كُلِّ شَىءٍ /: ارْتِفَاعُهُ.
وَالتَّجَرْثُمُ: الرُّكُوبُ، يُقَالُ: قَدْ تَجَرْثَمَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ: إِذَا رَكِبَهَا.
تَرَّت: غَلُظَتْ.
وَمَرَادِيهِ: مَا رَدَى بِهِ مِنْ شَىءٍ، وَهُوَ مَثَلٌ.
وَالشَّجْعَمُ: الطَّوِيلُ، وَهَذَا كَقَوْلِكَ: طَالَ طُولُهُ.
156- يَنْفُضُ فَيْنَانَ المُذَرَّى أَسْنَمُهْ
157- أصْلَقُ يَجْرِى بِالصَّرِيفِ لَهْذَمُهْ
158- عَرِيضُ أَرْآدِ النَّصِيلِ سَلْجَمُهْ(1)
159- لَيْسَ بِلَحْيَيْهِ حِجَامٌ يَحْجُمُهْ(2)(1/248)
الْمُذَرَّى: وَبَرٌ كَثِيرٌ يَنْفُضُهُ إِذَا أَصَابَتْهُ الرِّيحُ، وَقَال ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: المُذَرَّى: الَّذِى قَدْ جُعِلَتْ لَهُ ذرْوَةٌ، وَهُوَ السَّنَامُ.
وَأَسْنَمُهُ: مُعْظَمُ سَنَامِهِ.
وَالْفَيْنَانُ: الكَثِيرُ الْوَبَرِ.
أَصْلَقُ: يَقُول: تَسْمَعُ لِنَابَيْهِ صَلَقًا.
وَاللَّهْذَمُ: أَصْلُهُ مِنَ الْحِدَّةِ سَلِسٌ لَهْذَمٌ، فَأَخْبَرَ عَنْ نَابَيْهِ كَأَنَّهُمَا كَذَا.
وَالأَرْآدُ: نَوَاحِى الْعُنُقِ، وَالْوَاحِدُ رَأْدٌ.
وَالسَّلْجَمُ: الطَّوِيلُ.
وَالنَّصِيلُ: الخَطْمُ.
وَالْحِجَامُ: شَىءٌ يُجْعَلُ عَلَى فَمِ البَعِيرِ إِذَا خِيفَ أَذَاهُ وَعَضُّهُ، يَقُولُ: لَيْسَ بِمَمْنُوعٍ وَلاَ مَحْجُومٍ، كَذَلِكَ الْبَعِيرُ، وَهَذَا مَثَلٌ.
160- يُلْقِى المُؤَدَّى فىِ لُهَامٍ سَرْطَمُهْ(3)
161- إِذَا شَحَا لِلشَّدْقَمَاتِ شَدْقَمُهْ
162- لاَقَيْنَ مَضَّاغًا هِقَبًّا قَهْقَمُهْ(4)
__________
(1) اللسان (ن ص ل).
(2) اللسان (ن ص ل).
(3) فى ديوانه المطبوع "يُلْقِى المُؤَدِّى...".
(4) رواية أبى سعيد الضرير: "... هِقَمًّا قَهْقَمُهْ".
163- مِنْ طُولِ مَا هَقَمَهُ تَهَقُّمُهْ(1)
164- مُطْلَقَةً أَنْيَابُهُ لاَ تَكْعَمُهْ
165- كَأَنَّ هَامَ الْبُزْلِ بيضٌ تَهْشِمُهْ(2)
وَيُرْوَى: "إِذَا انْتَحَى لِلشَّدْقَمَاتِ".
شَحَا فَاهُ: إِذَا فَتَحَهُ.
وَشَدْقَمٌ: وَاسِعُ الشِّدْقِ، فَإِذا لَقِى الشَّدَائِدَ غَلَبَ.
وَالْهِقَبُّ: الضَّخْمُ.
وَالْقَهْقَمُ: الشَّدِيدُ، وَقَالَ أبو عَمْرٍو: هِقَبٌّ: حَرِيصٌ، وَأَبُو عَمْرٍو: "هَيْقَمُهُ" فىِ قَوْلِهِ: قَهْقَمُهُ، أَىْ رَغْبَتُهُ، تَهَقُّمُهُ: حِرْصُهُ وَجُوعُهُ، يُقَالُ لِلإِْبِلِ: قَدْ تَهَقَّمَتْ، يَقُول: فَكَذَلِكَ هُوَ اشْتَهَى القِتَالَ وَحَرَصَ عَلَيْهِ، / وَيُقَال: حَرِصَ، وَهَذَا مَثَلٌ.(1/249)
وَقَوْلُهُ: "مُطْلَقَةً أَنْيَابُهُ" مَنْصُوبٌ عَلَى الْخُرُوجِ مِنَ الأَوَّلِ، وَلَوْ رَفَعَ لَكَانَ جَائِزًا.
وَقَوْلُهُ: "تَكْعَمُهْ" يَقُولُ: لَيْسَتْ بِمَمْنُوعَةٍ مِنَ الضَّغْمِ وَالكَعْمِ، أُخِذَ مِنَ الكِعَامِ، وَهُوَ الَّذِى يُشَدُّ عَلَى فَمِ الْبَعِيرِ، كَمَا قَالَ:
هَجَمْنَا عَلَيْهِ وَهْوَ يَكْعَمُ كَلْبَهُ
دَعِ الْكَلْبَ يَنْبَحْ إِنَّمَا الْكَلْبُ نَابِحُ(3)
وَيُرْوَى: " يَهْشِمُهُ، وتَهْشِمُه" يَعْنىِ الأَنْيَابَ.
166- إذا اخْتَلاَهُنَّ بِضَغْمٍ يَضْغَمُهْ
167-كَسَّرَ مِنْ أَعْنَاقِهَا تَجَهْضُمُهْ
168- وَهْوَ إِذَا النَّطْحُ تَفَاءَى جُمْجُمُهْ
__________
(1) اللسان (هـ ق م) غير منسوب بِرِواية "... ما هَقَّمَهُ..."، والرَّجَزُ فى ديوانه المطبوع بِرِواية "... ما هَقَّمَهُ..." أيضًا. والذى لِرُؤبة فى اللسان (هـ ق م):
* يَكْفِيهِ مِحْرابَ العِدَى تَهَقُّمُهْ *
وتَهَقُّمُهُ: حِرْصُهُ وجُوعُهُ.
(2) فى ديوانه المطبوع بِرِواية "... بَيْضٌ يَهْشِمُهْ".
(3) الشاهد فى اللسان (ك ع م) أنشده ابنُ الأعرابىِّ بِرِواية:
* مَرَرْنَا عليه وَهْوَ يَكْعَمُ كَلْبَهُ *
169- صَلِيبُ عَظْمِ الحَاجِبَيْنِ مِصْدَمُهْ
اخْتَلاَهُنَّ: كُنَّ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ الْخَلَى، وَهُوَ الحَشِيشُ.
تَجَهْضُمُهُ: يُقَالُ: أَتَاهُ فَتَجَهْضَمَهُ: إِذَا عَلاَهُ وَرَكِبَهُ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: تَجَهْضُمُه: رُكُوبُه مُعْظَمَهَا.
وَتَفَاءَى: تَفَاعَلَ مِنْ فَأَوْتُ رَأْسَهُ: إِذَا شَقَقْتَهُ.
مِصْدَمُهُ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو: شَدِيدٌ يُصَادِمُ عَنْ نَفْسِهِ.
170- يَهْوِينَ عَنْ حَيْثُ ارْجَحَنَّ صِلْدَمُهْ(1)
171- عَنْ دَوْسَرِىٍّ بَتِعٍ مُلَمْلَمُهْ
172- فِى جِسْمِ خَدْلٍ صَلْهَبِىٍّ عَمَمُهْ
173- يَأْنُكُ عَنْ تَفْئِيمِهِ مُفَاءَمُهْ(2)
الصِّلْدِمُ: الشَّدِيدُ.(1/250)
ارْجَحَنَّ: ثَبَتَ لاَ يَبْرَحُ، يَقُولُ: فَهَذِهِ البُزْلُ يَفْرُرْنَ إِذَا ثَبَتَ.
وَالبَتِعُ: الشَّدِيدُ.
وَالمُلَمْلَمُ: الْعُنُقُ الَّذِى قَدْ لُمَّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ.
وَالْخَدْلُ: الْعَظِيمُ.
وَالصَّلْهَبِىُّ: نَسَبَهُ إِلَى الصَّلْهَبِ، وَهُوَ الشَّدِيدُ.
وَعَمَمُهُ، أَىْ تَامُّهُ، وَهُوَ مِنَ العَمِيمِ، وَهُوَ التَّامُّ.
يَأْنُكُ: قَالَ الأَصْمَعِىُّ: مَا أَدْرِى مَا قَوْلُهُ: يَأْنُكُ، وَأَمَّا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ فَأَخْبَرَنىِ قَالَ: يَأْنُكُ: يَعْظُمُ.
174- إِلَى جُلاَلٍ عَيْثَمٍ عَثَمْثَمُهْ(3)
175- يَعْتَزُّ أَقْرَانَ العِدَى تَهَضُّمُهْ
176- كَاللَّيْثِ أَجْرَازُ العَبِيطِ وَضَمُهْ(4)
177- يُخْشَى بِوَادِى العَثَّرَيْنِ أَضَمُهْ
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "... صِلْدِمُهْ" بِكَسْرِ الدال.
(2) اللسان (أ ن ك) وفيه:
* يأْنُكُ عن تَفْئِيمِه مُفَأَّمُهْ *
(3) فى الأصل "عَثْيَمٍ" والمثبت هو الصواب.
(4) "أَجْرَازُ" هكذا بالأصل، والصواب "أَجْزَارُ" كما ورد فى شرح المشطور.
/ العَثَمْثَمُ: الوَثِيجُ(1) الكَثِيفُ.
وَالعَيْثَمُ: الطَّويلُ.
يَعْتَزُّ: يَعْنىِ هَذَا الْفَحْلَ يَغْلِبُ، عَزَّهُ يَعُزُّهُ: إِذَا غَلَبَهُ.
وَتَهَضُّمُهُ: كَسْرُهُ إِيَّاهُنَّ، وَيُقَالُ: هَضَمَ لَهُ مِنْ حَقِّهِ.
وَالأَجْزَارُ، وَهُوَ جَمَاعَةُ الْجَزَرِ مِمَّا قَطَعْتَهُ جَزَرْتَهُ.
وَالعَبِيطُ: الصَّحِيحُ المَذْبُوحُ أَو المَنْحُورُ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ، وَالعَبِيطُ: الدَّمُ الطَّرِىُّ، يَقُولُ: يَكْسِرُهُ فَيَتَّخِذُهُ بِمَنْزِلَةِ الْخِوَانِ وَهُوَ الوَضَمُ هَاهُنَا، وَهُوَ الَّذِى يُجْعَلُ عَلَيْهِ اللَّحْمُ.
الْعَثَّرَيْنِ: أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: عَثَّرَ فَلَمْ يُمْكِنْهُ فَقَالَ عَثَّرَيْنِ، أَىْ عَثَّرَ وَمَا يَلِيهِ.
[كَمَا قالَ:
* وَكَمْ رَأَيْنَا مِنْ مُسِيءٍ تَفْطِمُهْ *(1/251)
_______ كِلاَهُمَا، وَإِنَّمَا هُوَ مِرْبَدٌ.
وَالأَضَمُ: الْغَضَبُ، أَضِمَ عَلَيْهِ يَأْضَمُ ______ تَفْطِمُهُ عَمَّا يَرْكَبُنَا بِهِ]. (2)
178- علينا لَوْلاَ أَنْتَ طَالَ لَذَمُهْ(3)
179- يُعْرَكُ بِالرَّغْمِ الدِّرَاكِ عَرْتَمُهْ
180- لَوْ حَزَّ نِصْفَ أَنْفِهِ تَسَخُّمُهْ
__________
(1) فى الأصل "الوثج" والصواب "الوَثِيجُ"، والوَثِيجُ من كل شىءٍ: الكَثِيفُ. (اللسان/ و ث ج).
(2) ما بين الحاصرتين فيه اضطراب فى الترتيب ونَقْصٌ فى العبارات، والصواب بعد الرجوع إلى اللسان (أ ض م، ر ب د) هو: كَمَا قال الفَرَزْدقُ:
عَشِيَّةَ سالَ المِرْبَدَانِ كِلاَهُما
عَجَاجة مَوْتٍ بالسُّيُوفِ الصَّوارِمِ
وإنّما هو مِرْبَدٌ. والأَضَمُ: الغَضَبُ، أَضِمَ عليه يَأْضَمُ أَضَمًا: غَضِبَ.
* وكَمْ رَأَيْنَا مِنْ مُسِىءٍ تَفْطِمُهْ *
أى تَفْطِمُهُ عَمّا يَرْكَبُنا به. ويلاحظ أن هذا المشطور ضمن مشاطير الأرجوزة وليس فى ديوان رؤبة المطبوع.
(3) فى ديوانه المطبوع "فَقُلْتُ لَوْلاَ...".
181- زَلَّ وَأَقْعَتْ بِالْحَضِيضِ رُوَّمُهْ
لَذَمُهُ: لُزُوقُهُ، لَذِمَ: إِذَا لَزِقَ بِهِ.
وَالرَّغْمُ: الصَّغَارُ، وَهُوَ مِنْ رَغَامِ الأَرْضِ.
وَالْعَرْتَمُ: قَالَ: أَرَادَ عَرْتَمَتُهُ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو: عَرْتَمَتُهُ أَرَادَ أَنْفَهُ.
وَقَالَ الأَصْمَعِىُّ: لاَ أَدْرِى مَا تَسَخُّمُهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: تَسَخُّمُهُ: غَضَبُهُ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِى عَمْرٍو.
وَرُوَّمُهُ: الَّذِينَ يَرُومُونَ غَلَبَتَهُ، يَقُولُ: فَلَوْ أَرَادُوا ذَلِكَ لأَقْعَتْ بالحَضِيضِ، أَىْ بِالتُّرَابِ صَاغِرَةً، يَعْنىِ الَّذِينَ يَرُومُونَهُ، أَىْ لَتَفَرَّقُوا وَلَزِقُوا بِالأَرْضِ، وَيُرْوَى: "رُؤَّمُهْ" أَيْضًا بالْهَمْزِ، يَقُولُ: مَا رَئِمَ الأَرْضَ مِنْهُ، أَىْ مَا لَزِمَهَا، وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ يَقُولُهُ.(1/252)
182- عَنْ آبِدٍ مِنْ عِزِّكُمْ لاَ يَغْسِمُهْ(1)
183- وَقُلْتُ مِنْ شَرٍّ تَلَظَّى رَجَمُهْ
/ 184- تَغْلِى قُدُورُ طَبْخِهِ وَبُرَمُهْ
185- فى فِتْنَةٍ أَجَمَّهَا تَأَجُّمُهْ
الآبِدُ: الثَّابِتُ، مِنْ قَوْلِكَ: تَأَبَّدَ بِالمَكَانِ. وَأَمَّا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ فَأَنْشَدَنىِ: "عَنْ أَيِّدٍ مِنْ عِزِّكُمْ" وَهُوَ قَوْلُ أَبِى عَمْرٍو أَيْضًا.
وَالأَيِّدُ: الشِّدِيدُ.
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "يَعْسِمُهُ" يَقُولُ: لاَ يَغْمِزُهُ مَنْ رَامَهُ وَلاَ يَطْمَعُ فِيهِ.
وَقَوْلُهُ: "رَجَمُهُ": مَا يُتَرَجَّمُ مِنْهُ بِالأَخْبَارِ، وَهُوَ الرَّمْىُ بِالغَيْبِ يُتَرَجَّمُ.
وَالتَّأَجُّمُ: التَّحَرُّقُ، تَأَجَّمَتِ الأَرْضُ: تَحَرَّقَتْ.
186- قَدْ عَلِمَ الإِْسْلاَمُ أَلاَّ تُسْلِمُهْ
187- لِكَافِرٍ تَاهَ ضَلاَلاً أَيْهَمُهْ
188- وَحُجَّةُ اللَّهِ جِهَارًا تَخْصِمُهْ
__________
(1) اللسان (غ س م) وفيه "عَنْ أَيِّدٍ..." وهى رِوَايةُ ابنِ الأَعْرابِىِّ كما ورد فى شرح المشطور.
189- أُمُّ الكِتَابِ عِنْدَنَا مُرَقَّمُهْ
190- هَذَا وَفِينَا مُرْسَلٌ يُعَلِّمُهْ
191- وَالْمُلْكُ فِينَا قَائِمٌ مُقَوَّمُهْ
الأَيْهَمُ: القَلْبُ، يَعْنِى عَمَاهُ فِيمَا هُوَ فِيهِ.
وَأُمُّ الكِتَابِ: الَّذِى عِنْدَنَا مُرَقَّمًا، وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "هُدًى وَمِنَّا" وَهِىَ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو، يَقُولُ: عِنْدَنَا المُصْحَفُ وَالمُلْكُ فِينَا.
مُقَوَّمُهُ: مَا قُوِّمَ مِنْهُ، وَيُرْوَى: "قَائِمًا" أَيْضًا.
192- وَعِنْدَنَا ضَرْبٌ يَمُرُّ مِعْصَمُهْ
193- وَيَقْتَلِى الرَّأْسَ القُمُدَّ عَرْدَمُهْ (1)
194- كَمْ دَقَّ مِنْ أَعْنَاقِ وِرْدٍ مِدْكَمُهْ
195- مِمَّا إِذَا صَكَّ تَشَظَّى غَضْرَمُهْ(2)(1/253)
وَيُرْوَى: "وَيَعْتَلِى" وَيُرْوَى: "يُمَرُّ مِعْصَمُهْ" ابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَالأَصْمَعِىُّ: "يَمُرُّ" أَىْ يَذْهَبُ وَيَنْقَطِعُ، وَكَذَلِكَ مَعْنَى يُمَرُّ.
وَالْقُمُدُّ: الشَّدِيدُ.
وَيَقْتَلِى: يَجْعَلُهُ مِنَ القُلَةِ الَّتىِ يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ.
وَالعَرْدَمُ: الشَّدِيدُ.
يَعْتَلِى: يَعْلُو.
وَالْوِرْدُ: كُلُّ جَمْعٍ عَلَى كُلِّ شَىءٍ فَهُوَ وِرْدٌ. وَالوِرْدُ: المَاءُ بِعَيْنِهِ. وَالوِرْدُ: جُزْؤُكَ الَّذِى تَقْرَؤُهُ.
[ومِدْكَمُهُ] (3): مِفْعَلٌ مِنَ الدَّكْمِ، وَالدَّكْمُ: أَنْ يَدْفَعَ دَفْعَةً وَاحِدَةً فَيَكْسِرَ مَا لَقِيَهُ، يُقَال:
__________
(1) اللسان، والتاج (ع ر د م) وفيهما "ويَعْتَلِى..."، وعَرْدَمُه: عُنُقُه الشَّدِيدُ.
(2) اللسان، والتاج (غ ض ر م) وفيهما:
* مِنّا إذا اصْطَكَّ تَشَظَّى غَضْرَمُهْ *
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والزيادة يستقيم بها المعنى.
دَكَمَهُ [يَدْكُمُهُ دَكْمًا](1)، [ولم](2) نَسْمَعْ لِدَكَمَ بِفِعْلٍ إِلاَّ أَنْ يَقِيسَهُ.
وَتَشَظَّى: تَفَرَّقَ / وَتَكَسَّرَ.
وَالمِدْكَمُ: هُوَ الَّذِى تَشَظَّى، يَعْنِى [___](3) صَلْبٌ كَالكَذَّانِ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ: الغَضْرَمُ: حِجَارَةٌ لَيِّنَةٌ كَأَنَّها الْجِصُّ.
196- مِنْ صُنْعِ أَعْدَاءٍ وَحَوْضٍ تَهْدِمُهْ(4)
197- فَلاَ تَرَى زَمَّامَةً تُزَمِّمُهْ
198- يُخَالِفُ الطَّاعَةَ إِلاَّ تَخْزِمُهْ
199- فىِ عَظْمِ أَنْفَىْ رَاغِمٍ وَتَخْطِمُهْ
ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: تَهْدِمُهُ يَعْنىِ الأَعْدَاءَ، وَهِىَ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو، وَفىِ الرِّوَايَةِ الأُخْرَى "نَهْدِمُه"، أَىْ مِمَّا يَصْنَعُ الأَعْدَاءُ، وَهَذَا مَثَلٌ، يُقَالُ: أَتَوْكَ فَهَدَمُوا حَوْضَكَ، أَىْ وَطِئُوا حُرْمَتَكَ وَرَكِبُوا مِنْكَ مَا لاَ يَنْبَغِى.(1/254)
وَقَوْلُهُ: "تُزَمِّمُهُ" يَقُولُ: هَذَا الْفَحْلُ لاَ يُخْطَمُ، وَإِنَّمَا هَذَا مَثَلٌ فىِ الْعِزِّ وَالْمَنَعَةِ. وَيُرْوى: "فَلاَ يُرَى صِلٌّ يَزُمُّ زُمَّمُهْ" قَالَ الأَصْمَعِىّ: وَأَنْشَدَنىِ عِيسَى بْنُ عُمَرَ:
* فَلاَ تَرَى زَمَّامَةً تُزَمِّمُهْ *(5)
وَالصِّلُّ: الدَّاهِيَةُ لاَ يَقُومُ لَهُ أَحَدٌ.
أَنْفَىْ رَاغِمٍ، أَىْ مِنْخَرَاهُ، قَالَ: أَنْشَدَنىِ أَبُو مَهْدِيَّةَ:
يَسُوفُ بِأَنْفَيْهِ البِقَاعَ كَأَنَّهُ
عَلَى الرَّوْضِ فىِ فَرْطِ النَّشَاطِ كَعِيمُ(6)
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والزيادة من اللسان (د ك م).
(2) ما بين الحاصرتين زيادة يستقيم بها المعنى.
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(4) اللسان (م ت ع)، وفيه "مِنْ مَتْعِ أَعْداءٍ...". والمَتْعُ: الكَيْدُ.
(5) الرجز لِرُؤبَة فى ديوانه / 154 المشطور (197) الأُرجوزة (55).
(6) الشاهد فى اللسان (أ ن ف) لاِبْنِ أحْمَرَ، وروايتُه:
يَسُوفُ بِأَنْفَيْهِ النِّقَاعَ كأنَّهُ
عَنِ الرَّوضِ مِنْ فَرْطِ النَّشَاطِ كَعِيمُ
وَمِثْلُ قَوْلِهِ أَنْفَا رَاغِمٍ:
فَنَفَّسْتُ عَنْ أَنْفَيْهِ حَتَّى تَنَفَّسَا وَقُلْتُ لَهُ لاَ تَخْشَى شَيْئًا وَرَائِيَا
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَأَبُو عَمْرٍو "أَنْفِ رَاغِمٍ".
200- حَتَّى يُطِيعَ جَذْبَنَا مُحَرَّمُهْ
201- مُحْتَدِمًا فِى صَدْرِهِ تَوَغُّمُهْ
202- لَوْ يُسْأَلُ الْجَدْعَ أَقَرَّ تَصْلِمُهْ
203- وَالْكَبْحُ شَافٍ مِنْ زُكَامٍ يَزْكُمُهْ
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَأَبُو عَمْرٍو: "مُخْتَتِيًا فىِ صَدْرِه".
المُحَرَّمُ: الَّذِى لَمْ يُلَيَّنْ وَلَمْ يُرَضْ.
وَمَنْ رَوَى: "مُخْتَتِيًا"، فَالْمُخْتَتىِ: المُسْتَخْذِى، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: كَذَا أَخْبَرَنِيهِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ.(1/255)
وَالْمُحْتَدِمُ مِنَ الاحْتِدَامِ، وَهُوَ شِدَّةُ الحَرِّ، وَهُوَ هَاهُنَا تَلَهُّبُ الْغَيْظِ.
وَالتَّوَغُّمُ مِنَ الْوَغْمِ، يَقُولُ: يَتَذَكَّرُ وَغْمَهُ عِنْدَنَا فَيَحْتَرِقُ وَيَتَلَهَّبُ غَيْظًا وَغَمًّا. / أَبُو عَمْرٍو"أَقَرَّ نَصْلِمُهْ".
وَقَوْلُهُ: الْكَبْحُ" يَقُولُ: إِنَّهُ يَكْبَحُ كَمَا يُكْبَحُ الدَّابَّةُ السَّوْءُ، وَهَذَا مَثَلٌ أَيْضًا.
204- بَعْدَ عُطَاسٍ نَعِرٍ مُخْرَنْطِمُهْ
205- هَانَ عَلَيْنَا رَاغِمًا تَرَغُّمُهْ
206- وَكَانَ وَالغِلُّ طَوِيلاً نَحَمُهْ
207- فىِ بَطْنِهِ أَحْقَالُهُ وَبَشَمُهْ(1)
النَّعِرُ: الَّذِى فىِ رَأْسِهِ نُعَرَةٌ، وَهِىَ ذُبَابَةٌ، يَقُولُ: بَعْدَ أَنْ بَلَغَ مِنْ شِدَّةِ رَأْبِهِ أَنْ يَعْطِسَ وَيَعْطُسَ مِنْ شِدَّةِ النُّعَرَةِ.
وَالمُخْرَنْطِمُ: قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: المُسْتَكْبِرُ، وَقَالَ الأَصْمَعِىُّ: المُخْرَنْطِمُ: الرَّافِعُ الرَّأْسِ، يَقُولُ: فىِ رَأْسِهِ نُعَرَةٌ فَهُوَ رَافِعٌ رَأْسَهُ مِنْ أَذَاهَا، وَنَصَبَ "رَاغِمًا" عَلَى الْحَالِ.
__________
(1) اللسان (ح ق ل).
أَبُو عَمْرٍو: "وَالغِلُّ طَوِيلٌ" يَرْفَعُ طَوِيلاً بِـ"نَحَمٍ" وَالنَّحَمُ بِالطَّوِيلِ، وَمَنْ رَفَعَ الغِلَّ رَدَّهُ عَلَى مَا فىِ كَانَ أَوْ جَعَلَ الْوَاوَ فىِ مَعْنَى مَعَ.
وَالحَقْلَةُ: أَنْ يَشْرَبَ الْمَاءَ مَعَ التُّرَابِ فَيَبْشَمَ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْحَقْلَةُ: وَجَعٌ فىِ البَطْنِ.
208- وَيْلٌ لَهُ إِنْ لَمْ يُصِبْهُ سِلْتِمُهْ (1)
209- مِنْ جُرَعِ الْغَيْظِ الَّذِى يُسَغِّمُهْ(2)
210- قَدْ عَضَّ بِالحَوْبَاءِ مِمَّا نُرْئِمُهْ(3)
211- فَأَيُّهَا الحَامِلُ أَنْفًا نَخْشِمُهْ
[ ] (4) إنْ لَمْ يُصِبْهُ الْمَوْتُ فَيَنْجُو مِنْكَ فَوَيْلٌ لَهُ مِنَ الْغَيْظِ.(1/256)
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: يُسَغِّمُهُ: يُؤْجِرُهُ، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ فىِ قَوْلِهِ: يُسَغِّمُهُ قَالَ: يُقَالُ: سَغَّمْتُ فَصِيلِى: إِذَا أَسْمَنْتَهُ. وَالْمُسَغَّمُ: الْحَسَنُ الْغِذَاءِ مِثْلُ المُخَرْفَجِ، وَالمُعَذْلَجِ، وَالمُسَغَّمِ، والْمُسَرْهَفِ. كُلُّ هَذَا فىِ حُسْنِ الغِذَاءِ(5)، وَلَمْ نَسْمَعْ عَنِ الأَصْمَعِىِّ فىِ يُسَغِّمُهُ شَيْئًا.
وَالسِّلْتمُ: الدَّاهِيَةُ.
وَحَوْباؤُهُ: نَفْسُهُ، وَكَذَلِكَ قَرُونَتُهُ، وَجِرِشَّاهُ، كُلُّ هَذَا يُقَالُ لِلنَّفْسِ.
وَنُرْئِمُه، أَى نُرْئِمُهُ الذُّلَّ، قَدْ رَئِمَهُ هُوَ، وَأَرْأَمْتُهُ أَنَا، وَقَدْ رَئِمَتِ النَّاقَةُ وَلَدَهَا رِئْمَانًا: إذَا عَطَفَتْ عَلَيْهِ وَلَزِمَتْهُ، وَالْوَلَدُ رَأْمُهَا.
__________
(1) اللسان، والتاج (س غ م) وفيهما "... لَمْ تُصِبْهُ...".
(2) اللسان (س غ م) وفيه "... تَسْغَمُهْ"، والتاج (س غ م) وفيه "... تُسَغِّمُهْ".
(3) فى ديوانه المطبوع "حَوْباؤُهُ تَذُلُّ مِمّا نُرْئِمُهْ".
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(5) يقال للحَسَنِ الغِذَاءِ أيضًا: مُفَنَّقٌ، ومُفَتَّقٌ، ومُثَدَّنٌ. (اللسان/ س غ م).
وَقَوْلُهُ: "نَخْشِمُه": نَدُقُّ خَيْشُومَهُ، وَهُوَ أَنْفُهُ / أَوْ عِظَامُ أَنْفِهِ.
212- فَعِزُّنَا الْعِبْءُ الَّذِى لاَ تَعْكِمُهْ
213- إِنَّ لَنَا طَوْدًا أَنَافَتْ قِمَمُهْ
214- فىِ شَامِخٍ يَعْلُو الأُنُوفَ شَمَمُهْ
215- وَبَحْرِ عِزٍّ لاَ يُخَاضُ حُوَمُهْ
الْعِبْءُ: الثقِيلُ، وَهَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: عِزُّنَا الْعِزُّ الَّذِى لَيْسَ لَكَ مِثْلُهُ وَشَرَفُنَا الشَّرَفُ الَّذِى لاَ شَرَفَ لَكَ مِثْلُهُ.
وَقَوْلُهُ: "تَعْكِمُهُ": تَجْعَلُهُ عِكْمًا، وَأَعْكَمْتُ فُلاَنًا. أَعَنْتُهُ عَلَى عِكْمِهِ.
وَالْقِمَمُ: الْواحِدَةُ قِمَّةٌ المُرْتَفِعَةُ(1)، ومِنْهُ قَوْلُ ذِى الرُّمَّةِ:(1/257)
* عَلَى قِمّةِ الرَّأْسِ ابْنُ مَاءٍ مُحَلِّقُ *(2)
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "إِنَّ لَنَا أَصْلاً أَنَافَتْ" أَىْ أَشْرَفَتْ.
فىِ شامِخٍ: هَذَا أَيْضًا مَثَلٌ، يَقُولُ: عِزُّنَا يَعْلُو كُلَّ عِزٍّ وَيَغْلِبُ.
وَالشَّمَمُ فىِ الأَنْفِ: ارْتِفَاعُهُ، أَشَمُّ بَيِّنُ الشَّمَمِ.
وَقَوْلُهُ: "حُوَمَهُ" وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَأَبُو عَمْرٍو: حَوْمَةُ كُلِّ شَىءٍ: مُعْظَمُهُ، فَيَكُونُ حِينَئِذٍ جَمْعَ حَوْمَةٍ.
216- وَجَدَّ أَجْدَادٍ جُلاَلٍ خَلْجَمُهْ(3)
217- مِنْ مُضَرَ الْحَمْرَاءِ فَخْمًا أَفْخَمُهْ(4)
218- وَكُلَّ صَتْمٍ صَامِلٍ مُصَتَّمُهْ
__________
(1) هكذا بالأصل، والصواب "القِمّةُ المُرْتَفِعةُ".
(2) الشاهد فى اللسان (ق م م) غير منسوب، وفى اللسان (ح ل ق) لِذى الرُّمّة، وصَدْرُه:
* وَرَدْتُ اعْتِسافًا والثُّرَيَّا كَأَنَّها *
والشاهد فى ديوانه/410 ط - كمبريج [ابن ماء: طير من الطيور؛ مُحَلّق: عالٍ مرتفع].
(3) التاج (خ ل ج م)، وفى ديوانه المطبوع "خَلْجَمُهْ" بالخاء فقط وهو الصواب، وفى التهذيب "... جُلاَلاً خَلْجَمَهْ" بِفَتْح الميم.
(4) فى ديوانه المطبوع: "... الحَمْراءِ...".
219- إِذَا اصْلَخَمَّ لَمْ يُرَمْ مُصْلَخْمِمُهْ(1)
الجَدُّ هَاهُنَا: الْحَظُّ.
وَالجِدُّ: الجِدُّ فىِ الأَمْرِ، وَهُوَ ضِدُّ الهَزْلِ.
وَالجَدُّ: أَبُو الأُمِّ وَالأَبِ.
وَالجَدُّ: عَظَمَةُ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ اسْمُهُ: { وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَدًا } .(2)، وَإِنَّ الَّذِى بَيْنىِ وَبَيْنَكَ لَمُخْتَلِفٌ جِدًّا، أَىْ حَقًّا.
وَيُقَالُ: أَجِدَّكَ لَمْ تَفْعَلْ ذَاكَ، وَكَذَا أَجِدًّا مِنْكَ.
وَقَوْلُهُ: "وَجَدُّ أَجْدَادٍ" مِثْلُ قَوْلِكَ: فَارِسُ فُرْسَانٍ.(1/258)
وَجُلاَلٌ جَلِيلٌ، مِثْلُ طَوِيلٍ وَطُوالٍ، وَرَجُلٌ طُوَالٌ، وَرِجَالٌ طِوَالٌ لاَ غَيْرُ.
وَالخَلْجَمُ: الطَّوِيلُ، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: الخَلْجَمُ: الْجَسِيمُ الْوَاسِعُ الفَمِ.
وَقَوْلُهُ: "مِنْ مُضَرَ الحَمْرَاءِ" قَالَ: مَعْنَاهُ مِنْ مُضَرَ الحَمْرَاءِ مُلْكًا أَفْخَمُه.
صَتْمٌ: تَامٌّ. /
وَقَوْلُهُ: "مُصَتَّمُهُ" مُتَمِّمُهُ.
وَالصَّامِلُ: الْيَابِسُ.
وَاصْلَخَمَّ: رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَكَبِّرًا فَلاَ يُرَامُ مِنْهُ ذَلِكَ إِذَا امْتَنَعَ.
220- وَارْتَدَّ فىِ دَوَّارَةٍ مُحْرَنْجَمُهْ
221- تَفَجُّرَ السَّيْلِ اسْتَحَارَ أَثْجَمُهْ
222- إِذَا رَمَى فىِ زَأْرِهِ تَأَطُّمُهْ(3)
223- أَطَرَّ زَحْمًا فَتَخِرُّ زُحَّمُهْ
__________
(1) اللسان، والتاج (ص ل خ م) وفيه "... مُصْلَخْمَمُهْ". وفى ديوانه المطبوع "... مُصَلْخِمُهْ". وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(2) سورة الجِنّ/3.
(3) اللسان، والتاج (أ ط م) وفيهما:
* إذا ارْتَمَى فى وَأْدِه تَأَطُّمُهْ *
ووَأَدُهُ: صَوْتُه.
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "فىِ دُوَّارِهِ" بِرَفْعِ الدَّالِ وَالإِضَافةِ، قَالَ: وَدُوَّارُهُ: مَوْضِعُهُ، وَيُرْوَى [ ](1) مَوْضِعُ الَّذِى يُحْرَنْجَمُ فِيهِ لاَ يَبْرَحُ، وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "مُحْرَنْجِمُهُ" بِكَسْرِ الجِيمِ: [المكانُ لا يَبْرَحُ منه] (2).
اسْتَحَارَ: تَحَيَّرَ.
وَأَثْجَمُهُ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو: مُعْظَمُهُ. وَأَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرَابىِّ قَالَ: [ ](3) الَّذِى سَالَ مِنْهُ فىِ زَأْرِهِ. وَيُرْوَى: "فىِ دَارِهِ".
وَالزَّأْرُ: الهَدْرُ، كَأَنَّهُ مِنْ زَئِيرِ الأَسَدِ. [ ](4).(1/259)
تَأَطَّمَ عَلَيْهِ: إِذَا غَضِبَ، وَقَالَ: أَطَرَّ: قَالَ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا جَاءَ بَاغِيًا: مُطِرٌّ، فَيَقُولُ: جَاءَ بَاغِيًا. [ ] (5) وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "قَطَّرَ" أىْ صَرَعَ، وَيُرْوَى: "فَتَخِرُّ زُحَّمُهْ" أَىْ مَنْ زَاحَمَهُ، وَالْوَاحِدُ: [ ]. (6)
224- بِجُرْأَةٍ جَرْجَمَهَا مُجَرْجِمُهْ
225- فَهْىَ تَهَاوَى مِنْ لِكَامٍ تَلْكُمُهْ
226- عَنْ ذِى خَنَاذِيذَ قُهَابٍ أَدْلَمُهْ(7)
227- يَعْلُو الصَّلاقِيمَ العِظَامَ صَلْقَمُهْ(8)
تَهَاوَى: تَسَاقَطُ.
وَاللِّكَامُ: الدَّفْعُ.
وَجَرْجَمَهَا: هَدَمَهَا، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ.
الخَنَاذِيذُ: المُشْرِفَاتُ مِنَ الجِبَالِ، وكَذَلِكَ مِنَ الخَيْلِ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(2) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من نسخة أبى سعيد الضرير.
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(5) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(6) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(7) اللسان (ق هـ ب).
(8) اللسان، والتاج (ص ل ق م) غير منسوب، وفيهما:
* يَعْلُو صَلاَقِيمَ العِظَامِ صِلْقِمُهْ *
وَالْقُهْبَةُ: سَوَادٌ فىِ حُمْرَةٍ، أَقْهَبُ بَيِّنُ الْقُهْبَةِ، مِثْلُ أَحْمَرُ بَيِّنُ الحُمْرَةِ.
وَالأَدْلَمُ: الأَسْوَدُ.
والصَّلاَقِيمُ: الضِّخَامُ. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: وَوَاحِدُ الصَّلاَقِيمِ صَلْقَمٌ، وَهُوَ الصُّلْبُ، وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِىِّ أَيْضًا، / يَقُول: فَتَعْلُو الصِّلاَبَ صُلْبَةٌ، إلاَّ أَنَّ (ابْنَ) (1) الأَعْرَابِىِّ قَالَ: صِلْقِمُهْ، كَسَرَ الصَّادَ وَالْقَافَ.
228- تَمَّتْ ذَفَارَى لِيتِهِ وَلِهْزِمُهْ(2)
229- إِلَى صَمِيمٍ آزِرٍ مُعْرَنْزِمُهْ
230- فىِ أُكْلِ أَجْرَازٍ دَلَنْظَى زِيَمُهْ
231- لاَ يَرْمَئِزُّ وَالدَّوَاهِى تَكْدِمُهْ(1/260)
الذَّفَارَى(3): جَمْعُ ذِفْرَى، وَهِىَ العُظَيْمُ النَّاتِئُ وَرَاءَ الأُذُنِ، وَذِفْرَيَانِ وَذَفَارَى.
وَاللِّيتُ: صَفْحَةُ العُنُقِ، وَإِنَّمَا لَهُ ذِفْرَيَانِ فَجَمَعَهُ بِمَا حَوْلَهُ، كَمَا قالُوا: عُظَيْمَةُ الأَوْرَاكِ، وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ.
وَالآزِرُ: الغَلِيظُ.
وَالصَّمِيمُ: العَظْمُ. وَصَمِيمُ كُلِّ شَىءٍ: خَالِصُهُ.
وَالْمُعْرَنْزِمُ: الْمُجْتَمِعُ.
فىِ أُكْلِ أَجْرَازٍ: يُقَالُ: دَابَّةٌ ذَاتُ أُكْلٍ وَأَجْرَازٍ: إِذَا كانَتْ عَظِيمَةَ الْجِسْمِ، وَيُقَالُ: ثَوْبٌ ذُو أُكْلٍ، وذَو بُذْمٍ، وَذُو نُزْلٍ، وَذُو بُصْرٍ: إِذَا كَانَ صَفِيقًا جَيِّدًا.
وَالأَجْرَازُ: كَثْرَةُ اللَّحْمِ. وَقَالَ الأَصْمَعِىُّ: الْجُرُزُ: الشَّدِيدُ.
الدَّلَنْظَى: الْغَلِيظُ الْعَظِيمُ الْمَنْكِبَيْنِ.
وَالزِّيَمُ: لَحْمٌ يَرْكَبُ بَيْنَ الْعِظَامِ مُتَفَرِّقٌ، فَيَقُولُ: هَذَا الغَلِيظُ فىِ خَلْقِ أَجْرَازٍ، وَالزِّيَمُ: قَالَ الطُّوسِىُّ: لَمْ يُسْمَعْ لَهَا بِوَاحِدٍ.
يَرْمَئِزُّ: يَتَحَرَّكُ، وَهَذَا مَثَلٌ، وَإِنَّما يَعْنِى عِزَّهُ ومَنْعَهُ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين زيادة يستقيم بها المعنى.
(2) فى الأَصل "ذَفَارِى" بِكَسْرِ الراء، والمثبت من اللسان (ذ ف ر)، والذَّفَارَى جَمْعُ ذِفْرَى.
(3) فى الأصل "الذَّفَارِى" والمُثْبَتُ هو الصواب.
وَالدَّوَاهِى تَكْدِمُهْ: يقول: الأُمُورُ الشِّدَادُ تُصِيبُهُ وَتَقَعُ بِهِ فَلاَ يُبَالىِ ذَاكَ وَلاَ يُؤَثِّرُ فِيهِ.
232- مَا لَمْ يُبِحْ يَأْجُوجَ رَدْمٌ يَدْحَمُهْ(1)
233- أَوْ يَهْدِ مَأْجُوجَ إِلَيْنَا أَثْرَمُهْ
234- وَ السُّدُّ مَا دَامَ شِدَادًا أَرْدُمُهْ(2)
235- حَدِيدُهُ وَقِطْرُهُ وَرَضَمُهْ(3)
[ ] (4) "رَدْمًا تَدْحَمُهْ" وَهِىَ رِوَايَةُ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ. قَالَ الأَصْمَعِىُّ: مَعْنَاهُ مَا لَمْ تَدْفَعْ.(1/261)
[ ] (5) لاَ يَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَإِنَّمَا يُعَظِّمُ عِزَّهُ.
وَقَوْلُهُ: "تَدْحَمُهُ" يُقَال: دَحَمَهُ [دَحْمًا: إذا دَفَعَهُ] (6) يَعْنىِ حِينَ يَنْثَرِمُ / السُّدُّ، أَىْ يَنْكَسِرُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: "أَوْ يُهْدِ يَأْجُوجَ شِدَادًا" [ ] (7) مَا دَامَ عَلَى تَمَامِ الكَلاَمِ، ثُمَّ قَالَ: شِدَادًا أَرْدُمُهْ"، وَأَرْدُمٌ جَمْعُ رَدْمٍ.
وَالقِطْرُ: النُّحَاسُ.
[والرَّضَمُ والرِّضَامُ صُخُورٌ عِظَامٌ يُرْضَمُ] (8) بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ.
236- وَعَادَ بَعْدَ النَّحْتِ جَوْنًا حَنْتَمُهْ
237- فَنَحْنُ وَالَعَالِمُ أَمْرًا يَعْلَمُهْ
238- مَا لَمْ تَجِئْ رَكَّةُ حَشْرٍ تَدْقَمُهْ(9)
239- نَبْقَى بَقَاءَ الدَّهْرِ أَو نُجَرْدِمُهْ(10)
__________
(1) اللسان، والتاج (د ح م) وفيهما "ما لَمْ يُبِجْ...".
(2) فى ديوانه المطبوع "والسَّدُّ...".
(3) اللسان (ر ض م).
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(5) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(6) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان.
(7) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(8) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان (ر ض م).
(9) فى ديوانه المطبوع "ما لَمْ تَجِئْ دَكَّةُ..." وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(10) رواية أبى سعيد الضرير:
* نَبْقَى بَقَاءَ الأَرْضِ أو نُجَرْدِمُهْ *
قَوْلُهُ: وَعَادَ بَعْدَ النَّحْتِ" أَىْ عَادَ أَسْوَدَ.
وَقَوْلُهُ: "حَنْتَمُهْ" وَالْحَنْتَمُ: الأَخْضَرُ، قَالَهُ أَبُو عَمْرٍو. يَقُولُ: فَعَادَ حَنْتَمُهُ أَسْوَدَ.
وَقَوْلُهُ: "وَالْعَالِمُ أَمْرًا يَعْلَمُهْ" يَقُولُ: مَنْ عَلِمَ أَمْرًا فَهُوَ عَالِمٌ بِهِ.
تَدْقَمُهُ، وَتَدْمَقُهُ مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ، أَىْ يَدْفَعُهُ وَيَكْسِرُهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
* خَفِىِّ المُنْدَمَقْ *(1)
وَقَوْلُهُ: "تَدْقَمُهُ" تَدْقَمُ الرَّدْمَ.(1/262)
وَقَوْلُهُ: "يُجَرْدِمُه" أَىْ نَبْقَى بَقَاءَ الدَّهْرِ حَتَّى نَأْتِى عَلَيْهِ، يُقَالُ: جَرْدَمَ مَا عَلَى الْخِوَانِ: إِذَا أَكَلَهُ فَأَتَى عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: نَبْقَى إِلَى أَنْ يُفْتَحَ الرَّدْمُ، وَيُقَالُ: جَرْدَمَ مائة سَنَةٍ: إِذَا أَتَى عَلَيْهَا، وَيُقَالُ: رَمَى عَلَى الخَمْسِينَ وَأَرْمَى، وَرَمَّثَ، وَطَلَّثَ، وَزَاهَمَهَا، وَزَاحَمَهَا، وَحَبَا لَهَا، وَأَخَذَ بِذَنَبِهَا. وَأَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ قَالَ: قُلْتُ لأَِعْرَابِىٍّ: كَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟ قَالَ: أَنَا فىِ قُرْحِ الثَّلاَثِينَ، أَىْ فىِ أَوَّلِهَا.
240- تَزِلُّ أَظْفَارُ الْعِدَى وَمَنْسِمُهْ
241- عَنْ صَلَدٍ مِنْ كِيحِنَا لاَ تَكْلِمُهْ(2)
242- أَصَمَّ تَرْمِى بِالأَعَادِى قُحَمُهْ
__________
(1) اللسان (د م ق) والرَّجَزُ لِرُؤبة يَصِفُ الصائدَ ودُخُولَه فى قُتْرَتِه، وَتَمَامُه:
* لَمَّا تَسَوَّى فى خَفِىِّ المُنْدَمَقْ *
والرَّجَزُ فى ديوانه المطبوع /107 المشطور (142) ورِوايتُه:
* لَمَّا تَسَوَّى فى ضَئِيلِ المُنْدَمَقْ *
(2) اللسان (ك ى ح) وفيه:
* عَنْ صَلِدٍ مِنْ كِيحِنَا لا تَكْلُمُهْ *
ورواية أبى سعيد الضرير: "... لا يَكْلِمُهْ".
243- إِلَى هُوَى هُوَاءَةٍ تَلَهَّمُهْ(1)
أَظْفَارُ الْعِدَى: يَعْنىِ الْعِدَى.
وَالصَّلَدُ: الْجَبَلُ وَالْمَكَانُ الْغَلِيظُ.
وَالْكِيحُ مِثْلُ الْحَائِطِ مِنَ الْجَبَلِ أَمْلَسُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: "عَنْ صَلَدٍ مِنْ كِيحِنَا لاَ تَكْلِمُهُ" قَالَ: وَالْكِيحُ: حَرْفُ الْجَبَلِ.
إِلَى هُوَى: رَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "إِلَى هَوَى" بِالْفَتْحِ.
الهُوَى: / الآبارُ، وَالوَاحِدَةُ هُوَّةٌ، يَقُولُ: جَبَلُنَا مَنْ أَرَادَهُ هَوَى فىِ هُوَاءَةٍ تَلَهَّمُهُ، أَىْ تَبْتَلِعُهُ، وَهُوَاءَةٌ: فُعَالَةٌ مِنَ الهُوَّةِ.
244- وَشَاعِرٍ غَاوٍ مُبِينٍ قَزَمُهْ(1/263)
245- يُدْعَى لِحَجَّامٍ جَذُوٍّ مُحْجَمُهْ(2)
246- سِلاَحُهُ سِكِّينُهُ وَجَلَمُهْ
247- أَدَقُّ أَمْرٍ أَمْرُهُ وَأَلأَمُهْ
الغاوِى: يُقَالُ: قَدْ غَوَى رَأْيُهُ فَهُوَ يَغْوَى غَيًّا وَغَوَايَةً.
والْمُبِينُ: الْبَيِّنُ، أَبَانَ، وَبَيَّنَ، وَاسْتَبَانَ، وَبَانَ.
وَالْجَذُوُّ: الَّذِى يَجْذُو عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَيَعْنىِ بِهَذَا الْهِجَاءِ أَبَا الآخَرِ وَالْحِمَّانَ.
248- صَفِيرُ مِقْيَاسِ الأَدِيمِ حَلِمُهْ
249- لَوْ حَزَّ حُلْقُومَيْهِ مَنْ يُحَلْقِمُهْ
250- بِالسَّيْفِ لَمْ يَقْطُرْ مِنَ اللُّؤْمِ دَمُهْ
251- ذَاكَ الَّذِى أُحَقِّرُه لاَ أَشْتُمُهْ(3)
252- وَلاَ بَرِيئًا وَالهِجَاءُ يُجْرِمُهْ
__________
(1) فى الأصل "تَلَهُّمُهْ"، والمثبت هو الصواب، ويتفق مع ما ورد فى ديوانه المطبوع والشرح الوارد للمشطور.
(2) فى أراجيز العرب "وَيُدْعَى لِحَجَّامٍ..." أى أَبُوه حَجّامٌ، "جَذُوٍّ مِحْجَمُهْ" أى أن مِحْجَمَهُ يَتمكَّن من جِلْدِ المَحْجُومِ، يريد أنه صناعٌ فى الحِجَامةِ.
(3) فى ديوانه المطبوع، وأراجيز العرب بِرِواية "... أَحْقِرُه..".
253- دَاعِرُ قَوْمٍ فَضَحَتْهُ غَنَمُهْ(1)
قَالَ: الحُلْقُومَانِ: الْحَلْقُ وَالْمَرِىءُ.
والَحَلْقَمَةُ: قَطْعُ حُلْقُومِهِ.
وَقَوْلُهُ: "وَلاَ بَرِيئًا" أَىْ [ ](2) الْهِجَاءُ شَرًّا.
وَجَرَمَهُ: قَطَعَهُ، وَأَجْرَمَ: كَسَبَ جُرْمًا.
254- وَحَائِنٍ أَوْقَعَهُ تَهَكُّمُهْ (3)
255- بَيْنَ مَخَدَّى قَطِمٍ نَقْطِمُهْ(4)
256- فَكَانَ أَبْقَى جَرْسِهِ تَغَمْغُمُهْ
257- وَذِى زُهَاءٍ مِعْقَمٍ تَعَقُّمُهْ
تَهَكُّمُهْ: يُقَالُ: هُو يَتَهَكَّمُ بِهِ، أَىْ يَسْخَرُ مِنْهُ، ويَقَالُ: هُوَ يَتَهَكَّمُ أَعْرَاضَ النَّاسِ، أَىْ يَقَعُ فِيهَا، عَنْ غَيْرِ الأَصْمَعِىِِّ.(1/264)
والمِخَدُّ: النَّابُ الَّذِى يَخُدُّ بِهِ، أَىْ يَثْلِمُ بِهِ، كَأَنَّهُ مِنَ الأُخْدُودِ.
وقَطِمٌ: شَدِيدُ الشَّهْوَةِ، أَىْ شَهِىٌّ شَهْوَتُهُ.
تَغَمْغُمُه: ضَرْبٌ مِنَ الصَّوْتِ يُرَدِّدُهُ فى صَدْرِهِ وَلاَ يُخْرِجُهُ.
وَالتَّعَقُّمُ تَفَعُّلٌ مِنَ العَقْمِ، وَهُوَ أَنْ / يَحْفِرَ الْقَوْمُ الرَّكِيَّةَ، فَإِذَا أَرَادُوا أَنْ يَعْلَمُوا مَا مَاؤُها حَفَرُوا مِنْهَا شَيْئًا لاَ يَسْتَقْصُونَ الحَفْرَ عَرضًا، فَذَلِكَ يُقَال لَهُ: الاعْتِقَامُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ:
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "... فَضَّحَتْهُ ..". وفى أراجيز العرب "... فَضَحَتْهُ نُمْنُمُهْ" أى فَضَحَتْهُ نَمَائِمُهُ.
(2) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل
(3) فى أراجيز العرب يقول: ورُبَّ حائنٍ أَوْقَعهُ تَهَكُّمُهُ بين نابَىْ جَمَلٍ شديدٍ فأَوْقَع به ولم يَبْقَ له إلاَّ حَشْرَجة مَوْتِه، ويريد بالجَمَلِ نَفْسَهُ.
(4) فى أراجيز العرب، وديوانه المطبوع "بَيْنَ مِخَدَّى.." بِكَسْرِ الميم، وهو ما يَتَّفِقُ مع ما ورد فى شرح المشطور. وفى ديوانه المطبوع ".. يُقَطِّمُهْ".
* كَمَا حَفَرَ الْقَوْمُ رَكِىَّ اعْتِقَامْ *(1)
وَقَالَ ابْنَ الأَعْرَابِىّ: المِعْقَمُ: الَّذِى يَذْهَبُ فى كُلِّ جَانِبٍ فِِى أَلْغَازِ الكَلاَمِ، وَهُوَ عَوِيصُهُ، مِثْلُ أَلْغَازِ اليَرْبُوعِ إِذَا حَفَرَ فىِ جَوَانِبِ حَفِيرَتِهِ لِيَفِرَّ مِنْهَا، وَمِنْهُ أُخِذَ لَغَزُ الكَلاَم؛ لأَِنَّهُ عَوِيصُهُ، وَمَا تَعَقَّمَ مِنْه، وَهُوَ اللَّغْزُ، وَاللُّغْزُ، وَاللُّغَيْزَى، وَمَعْنَى الكَلاَمِ أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ يَحْتَالُ وَمَعَهُ جَمْعٌ، فَهُوَ ذُو زُهَاءٍ فىِ نَفْسِهِ.
258- فىِ حَسَبٍ يَعْلُو الضِّخَامَ أَضْخَمُهْ
259- إِذَا دَنَا رِزِّى رَأَى مَا يُفْحِمُهْ(2)
260- فَرَاغَ مِنِّى وَاسْتَسَرَّ أَرْقَمُهْ(3)(1/265)
261- وَانْفَشَّ مِنْ حُفَّاثِهِ مُوَرَّمُهْ
رِزِّى بِالكَسْرِ وَهُوَ الاْسْمُ مِثْلُ الطِّبْخِ والطَّبْخِ، والذِّبْحِ والذَّبْحِ، الاْسمُ وَالمَصْدَرُ، وَيُرْوَى: "زَأْرِى" مِثْلُ زَئِيرِ الأَسَدِ.
فَرَاغَ: يَقُولُ: جِئْتُهُ التىِ كَانَ يَكِيدُنىِ بِهَا فَفَرَّ مِنِّى.
__________
(1) الشاهد فى ديوان الطِّرِمّاح ص/421، وتَمَامُه:
فى مَحَانٍ حَفَرَتْها كما حَفَرَ القَوْمُ رَكِىَّ اعْتِقامْ
[المَحَانِى: جمع مَحْناة ومَحْنِية، وهى ما انْحنَى من الوادى؛ الرَّكِىّ: البِئرُ؛ والاعْتِقام: أن يَحْفِروا البِئرَ حتى إذا دَنَوا من الماءِ حفروا بئرًا صغيرة فى وسطها حتى يصلوا إلى الماء فيذوقوه، فإن كان عذبًا وسَّعُوها وحفروا بقيتها، وإن لم يكن عذبًا تركوها].
(2) رِزِّى: صَوْتِى. (أراجيز العرب). ورواية أبى سعيد الضرير: "... ما يُقْحِمُهْ".
(3) اسْتَسَرَّ: اخْتَفَى.
وَانْفَشَّ مِنْ حُفَّاثِهِ "وَالْحُفَّاثُ": دَابَّةٌ تَنْتَفِخُ وَتُوعِدُ. قَالَ الأَصْمَعِىُّ: هُوَ الَّذِى يُسَمَّى الْعِرْبِدُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْحُفَّاثُ: حَيَّةٌ ضَخْمَةٌ تَأْكُلُ الفَأْرَ الَّذِى فىِ المَاءِ لاَ يَضُرُّ شَيْئًا، وأَحْسبُهُ قَوْلَ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ.
وَقَوْلُهُ: "وَانْفَشَّ": يُرِيدُ ذَهَبَ غَضَبُهُ وَمَا تَوَرَّمَ مِنْهُ لِغَضَبِهِ، وَيُقَالُ: لأَفُشَّنَّ غَضَبَكَ، أَىْ لأُذْهِبَنَّهُ.
262- إِنْ لَمْ تُصِبْهُ دَامِغَاتٌ تَرْتِمُهْ
263- أَقْرَعَهُ عَنِّى لِجَامٌ يُلْجِمُهْ(1)
264- وَعَضُّ نَضَّاضٍ مُجِدٍّ مِعْذَمُهْ(2)
265- يَدُقُّ أَعْنَاقَ الأُسُودِ فَرْصَمُهْ
يَقُولُ: إِنْ لَمْ تُصِبْهُ دَامِغَاتٌ تَرْتِمُهُ، أَىْ تَدُقُّهُ وَتَكْسِرُهُ، رَتَمَ أَنْفَهُ: إِذَا دَقَّهُ، وَالْمَعْنَى أَنَّ قُصَارَاهُ هَذَا إِنْ لَمْ يُصِبْهُ هَذَا.
وَالإِْقْرَاعُ: الكَفُّ، كَمَا قَالَ:(1/266)
* دَعْنىِ فَقَدْ يُقْرِعُ لِلأَضَزِّ *(3)
المِعْذَمُ: مِنَ العَذْمِ، وَهُوَ العَضُّ، عَذَمَهُ يَعْذِمُهُ: / إِذَا عَضَّهُ.
وَالمِعْذَمُ: النَّابُ الَّذِى يُعَضُّ بِهِ.
266- كالذَّرْبِ يَفْرِى حَلَقًا وَيَفْصِمُهْ(4)
267- بَلْ قَدْ حَلَفْتُ حَلِفًا لاَ إِيثَمُهْ
__________
(1) اللسان (ق ر ع).
(2) اللسان (خ د د) وفيه:
* وعَضُّ مَضّاغٍ مُخِدٍّ مَعْذِمُهْ *
وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(3) الرَّجَزُ لِرُؤْبة فى ديوانه المطبوع /63، واللسان (ق رع) ورِوايتُه:
* دَعْنىِ فَقَدْ يُقْرَعُ لِلأَضَظِّ *
وبَعْدَه:
* صَكِّى حِجَاجَىْ رَأْسِهِ وبَهْزِى *
أى يُصْرَفُ صَكِّى إليه ويُرَاضُ له. وفى الأصل "لِلأَضَرِّ"، والمثبت من ديوانه المطبوع.
(4) فى الأصل "كالدرب يفرى حلقا..." دون ضبط، والضبط من ديوانه المطبوع وأراجيز العرب.
268- وَأَنَا أحدوه بِنَذْرٍ يَقْسِمُهْ(1)
269- فَوَالَّذِى يَعْلَمُ سِرًّا أَكْتُمُهْ
[الذَّرِبُ: الحادُّ] (2) مِنْ سِكِّينٍ أَوْسَيفٍ وَهُوَ هَاهُنَا الرُّمْحُ.
وَقَوْلُهُ: "يَفْرِى": يَقْطَعُ، وَالإِفْرَاءُ: الخَرْزُ وَالتَّقْدِيدُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
[وَلأَنْتَ تَفْرِى] مَا خَلَقْتَ وبَعْـ
ـضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لاَ يَفْرِى(3)
وَالمَفْصُومُ: المَكْسُورُ.
[إِيثَمَهُ] (4) يَقُولُ: آثَمُ فِيهِ، وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ، وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَأَبُو عَمْرٍو: "ثُمَّتَ أَحْدُوهُ" أَىْ أُتْبِعُهُ بِنَذْرٍ، وَإِنَّمَا يُؤَكِّدُ أَمْرَهُ وَيَمِينَهُ.
270- وَمُعْلِنًا كَالصُّبْحِ لاَحَ أَشْيَمُهْ(5)
271- لَوْ كَانَ مَكْرُوهًا إِلَيْكَ أَجْشَمُهْ(6)
ثُمَّتَ أَحْدُوهُ، أَىْ أُتْبِعُ اليَمِينَ نَذْرًا، وَيُرْوى "مُعْلِيًا"(7) وَهُوَ أَجْوَدُ.
__________
(1) "وأنا أَحْدُوهُ" هكذا بالأصل ونسخة أبى سعيد الضرير، وفى ديوانه المطبوع: "ثُمَّتَ أَحْذُوهُ..."(1/267)
(2) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان (ذ رب).
(3) الشاهد فى اللسان (ف ر ا) لِزُهَيْر، وما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان (ف را). والشاهد فى ديوانه /94.
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والزيادة يستقيم بها المعنى، وإِيثَمُ لُغَةٌ لِبَعْضِ العرب فى آثَمُ، وذلك أنهم يَكْسِرُون حَرْفَ المُضارعة فى نحو نِعْلَمُ وتِعْلَمُ، فلما كَسَرُوا الهمزة فى إِأْثَمُ انْقَلَبَتِ الهَمْزةُ الأَصْلِيّة ياءً. (اللسان /أ ث م).
(5) رواية أبى سعيد الضرير "ومُعْلِمًا...".
(6) "أَجْشَمُهْ" هكذا بالأصل بالفَتْح والكَسْرِ.
(7) "مُعْلِيًا" هكذا بالأصل، والصواب "مُعْلِيًا".
وَقَوْلُهُ: "كَالصُّبْحِ لاَحَ أَشْيَمُهْ": أَرَادَ بَعْضَ اللَّيْلِ مُخْتَلِطٌ بِالصُّبْحِ [كالشَّابهِ] (1).
وَقَوْلُهُ: "أَجْشَمُهُ" أَىْ أَتَطَلَّعُهُ عَلَى مَشَقَّةٍ.
272- وَدُونَ دَارِى الأُولَى فَجَيْهَمُهْ(2)
273- وَرَمْلُ يَبْرِينَ وَدُونىِ مَقْسِمُهْ
هَذِهِ كُلُّهَا مَوَاضِعُ، وَكَذلِكَ مِقْسَمٌ.
274- وَمِنْ حَزَابِىِّ الكَدِيدِ مَحْزِمُهْ
275- وَرَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسَامَى أُرَمُهْ(3)
الرَّعْنُ: أَنْفُ الْجَبَلِ.
وَالحَزَابِىُّ: مَا غَلُظَ مِنَ الأَرْضِ وَانْقَادَ.
وَالكَدِيدُ: الأَرْضُ الشَّدِيدَةُ الَّتىِ تكُدُّ بِالأَفْحُلِ.
وَمَحْزِمُهُ: قَطِْعَةٌ مِنَ الحَزَابِىِّ.
تَسَامَى: تَشْرُف.
أُرَمُهُ: أَعْلاَمُهُ:
276- وَالدَّوُّ هَسْهَاسُ الدَّوِىِّ حَدَمُهْ
277- وَحَدَبُ الصَّحْرَاءِ حُدْبًا صِمْصِمُهْ
الدَّوُّ: الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ.
هَسْهَاسُ الدَّوِىِّ، أَىْ دَائِبُ الدَّوِىِّ تَسْمَعُ فِيهِ دَوِيًّا / وَيُقَالُ: قَرَبٌ هَسْهَاسٌ: دَائِبٌ سَرِيعٌ.
حَدَمُهُ: احْتِدَامُهُ وَتَلَهُّبُهُ، وَالحَدَمُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرْضِ.
وَالصِّمْصِمَةُ: الغَلِيظُ الشَّدِيدُ مِنَ الأَرْضِ.(1/268)
278- إِنْ لَمْ تَجِئْ بىِ ذَاتُ لَوْثٍ تَسْعَمُهْ(4)
279- أَوْ مُسْتَعَامٌ فِى البِحَارِ عُوَّمُهْ
قَوْلُهُ: "ذَاتُ لَوْثٍ" أَىْ نَاقَةٌ ذَاتُ قُوَّةٍ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين هكذا بالأصل، ولعَلَّها "كالشّامَةِ".
(2) فى أراجيز العرب "ودُونَ دارِى الأَدَمَا..."، والأَدَما وجَيْهَم: موضعان. وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(3) فى أراجيز العرب "... تَسَمَّى إِرَمُهْ" ورواية المشطور فى نسخة أبى سعيد الضرير:
* وَرَعْنُ مَقْرُومٍ تَسَامَى أُرَمُهْ *
(4) فى أراجيز العرب "لَوْ لَمْ تَجِئْ..." وهى رواية أبى سعيد الضرير.
تَسْعَمُهُ: تَسْعَمُ فىِ ذَلِكَ المَكَانِ: تَسِيرُ فِيهِ، وَالسَّعْمُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ.
وَعُوَّمُهُ: يَعْنىِ سُفُنَهُ، يُقَالُ: عَامَ يَعُومُ: إِذَا سَبَحَ.
280- لَجِئْتُ مَشْيًا أَو رَسِيمًا أَرْسُِمُهْ
281- إِلَيْكَ وَاللَّهُ يَرَى وَيَعْلَمُهْ
[ أَشْيَمُهُ: أَىْ سَوَادُهُ، يَقُولُ: أَمْرٌ كَأَنَّهُ بَيَاضُ النَّهَارِ بَدَا فىِ سَوَادٍِ، وَالأَشْيَمُ: الأَسْوَدُ. وَالشَّامَةُ تَكُونُ بَيْضَاءَ وَسَوْدَاءَ، وَهِىَ هَاهُنَا بَيْضَاءُ؛ لأَِنَّهُ قَالَ: "لاَحَ أَشْيَمُهْ".
وَقَوْلُهُ: "إِجْشَمُهْ" يَقُولُ: أَتَجَشَّمُ المَكْرُوهَ فِيهِ أَحْمِلُ نَفْسِى عَلَيْهِ]. (1)
282- إِنْ لَمْ يَعُقْنىِ عَوْقُ أَمْرٍ يَحْتِمُهْ
283- قَاضٍ إِلَى مِيقَاتِ وَقْتٍ يَعْزِمُهْ(2)
284- بِقَدَرٍ تَأْخِيرُهُ وَمُقْدَمُهْ
285- فَلاَ تَلُمْ مَنْ قَدْ لَحَتْهُ لُوَّمُهْ
قَوْلُهُ: "يَحْتِمُهْ" يَعْنىِ يَقْضِيهِ اللَّهُ عَلَىَّ، ويَحْتِمُهُ بِالْحَاءِ، أَىْ يُوجِبُهُ.(1/269)
مَقْدَمُهُ: مَصْدَرُ قَدِمَ مَقْدَمًا، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ "مُقْدَمُه" كَأَنَّ المَعْنَى فِيهِ أَقْدَمَهُ اللَّهُ إِقْدَامًا وَمُقْدَمًا، وَإِنَّهُ لَجَرِىءُ المُقْدَمِ، أَىْ جَرِىءٌ عِنْدَ الإِقْدَامِ، وَيُقَالُ: نَحَرَ فُلاَنٌ مُقَدِّمَةَ إِبِلِهِ، وَفُلاَنٌ عَلَى مُقَدِّمَةِ الخَيْلِ.
وَلُوَّمُهُ: جَمْعُ لاَئِمٍ، وَلُوَّمٌ مِثْلُ صَائِمٍ وَصُوَّم.
286- فِيكَ وَفِى نَأْىٍ أَنَى تَلَوُّمُهْ(3)
287- وَاعْطِفْ عَلَى بَازٍ تَرَاخَى مَجْثَمُهْ(4)
__________
(1) ما بين الحاصرتين شرح للمشطورين 271،270 من الأرجوزة.
(2) "قاضٍ" يريد اللهَ. (أراجيز العرب).
(3) أراجيز العرب، وفيها "فِيكَ وفىِ ناءٍ...".
(4) الرجز فى اللسان (ج ث م)، يريد أى بَعُدَ وَكْرُهُ. وفى أراجيز العرب: يُرِيدُ بالبازِ نَفْسَهُ.
288- أَزْرَى بِهِ مِنْ رِيشِهِ مُقَدَّمُهْ
289- فَخَلَّ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ عَدَمُهْ
نَأْىٍ(1) فَاعِلٌ مِنْ نَأَيْتُ أَنْأَى نَأْيًا.
وَقَوْلُهُ: "أَنَى" أَىْ حَانَ، أَنَى يَأْنِى أُنِيًّا.
وَقَوْلُهُ: / "تَلَوُّمُه" يَقُولُ: تَلَوَّمَ ثُمَّ تَلَوَّمَ ثُمَّ عَزَمَ فَرَحَلَ إِلْيكَ، يَعْنىِ نَفْسَهُ، وَهَذَا مَثَلٌ.
وَقَوْلُهُ: "تَرَاخَى" أَىْ تَبَاعَدَ.
مَجْثَمُهُ، أَىْ مَكَانُهُ الَّذِى يُكَرِّزُ فِيهِ، وَقَدْ كَرَّزَ، أَىْ أَسَرَّ وَحَرَّبَ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كُرَّه(2).
مُقَدَّمُهُ، أَىْ قَوَادِمُ رِيشِهِ قَدْ سَقَطَتْ.
وَخَلَّ: اخْتَلَّ مِنَ الْحَاجَةِ، يَعْنىِ نَفْسَهُ.
290- كَرَّزَ وَالْقَيْدُ خَبَالٌ يَلْزَمُهْ
291- فَاجْبُرْ جَنَاحَيْهِ بِوَحْفٍ أَسْحَمُهْ
292- دَاجٍ لُؤَامٍ فىِ ظُهَارٍ أَقْتَمُهْ
293- يَنْهَضْ بِرِيشٍ رَافِعٌ مُدَوِّمُهْ(3)
294- يَرْكُضُ فىِ جَوِّ السَّمَاءِ سُلَّمُهْ
295- كَحَجَرِ القَذَّافِ أَلْوَى مِخْطَمُهْ(4)(1/270)
وَالقَيْدُ خَبَالٌ لِلْكُرَّزِ.
يَلْزَمُهُ، أَىْ لاَ يَدَعُهُ يَبْرَحُ، يَعْنىِ أَنَّ الكِبَرَ قَدْ فَعَلَ بِهِ [ ](5) وَهُوَ هَاهُنَا الرِّيشُ ونَحْوُهُ.
أَسْحَمُ: أَسْوَدُ، أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعْرَابِىّ: "رَافِعًا" وَالأَصْمَعِىُّ: "رَافِعٌ" [ ](6) فىِ السَّمَاءِ.
وَقَوْلُهُ: "رَافِعٌ" أَىْ مُحَلِّقٌ.
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "ناءٍ" وهو الصحيح.
(2) فى المُعَرّب للجواليقى: "الكُرَّزُ: البازِى، وهو الرَّجُلُ الحاذقُ، وأصلُه بالفارسية "كُرَّهْ".
(3) فى أراجيز العرب/150 "... رافِعًا..." و"مُدَوِّمُهْ" غير مضبوطة بالأصل، والضبط من ديوانه المطبوع.
(4) "مِخْطَمُهْ" غير مضبوطة بالأصل، والضبط من ديوانه المطبوع.
(5) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(6) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
وَتَدْوِيمُهُ فىِ السَّمَاءِ: طَيَرَانُهُ فىِ السَّمَاءِ فى اسْتِدَارَتِهِ، يَقُول: هَذَا [ ](1) انْقَضَّ حَجَرُ قَذَّافٍ.
وَقَوْلُهُ: "أَلْوَى" يُحَرِّكُ رَسَنَهُ، يَعْنىِ رَسَنَ الْمَنْجَنِيقِ.
مِخْطَمُهُ: مِخْلَبُهُ [يَلْطُمُهُ] (2).
296- كَأَنَّمَا الطَّائِرُ حِينَ يَلْطِمُهْ
297- أَخْلاَقُ فَرْوٍ لَمْ تُرَقَّعْ خِذَمُهْ
298- فَقُلْتُ وَالْهَمُّ سَقَامٌ سَقَمُهْ
299- وَارْتَدَّ فىِ صَدْرِى هَوًى لاَ أَصْرِمُهْ
300- كَفَلَقِ الرُّومِىِّ عَضَّ مُبْهَمُهْ(3)
301- حَتَّى إِذَا الهَمُّ اسْتَمَرَّ أَصْرَمُهْ
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "حَتَّى إِذَا الأَمْرُ اسْتَمَرَّ" يَقُولُ: كَأَنَّهُ لَيْسَ لِى مِنْهُ فَرَجٌ.
وَقَوْلُهُ: "اسْتَمَرَّ" أَىِ اشْتَدَّ فَتْلُهُ حَتَّى كَادَ يَنْقَطِعُ.
وَقَوْلُهُ: "اسْتَمَرَّ أَصْرَمُهُ" يَقُولُ: فَحِينَ اسْتَقَامَ لىِ وَصَارَ إِلَى مَا أُرِيدُ صَمَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: أَصْرَمُهُ: قَلِيلُهُ، وَقِيلَ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ / قَدِ انْقَطَعَ عَنْهُ.(1/271)
302- عَلَى الْهَوَى صَمَّمَ بِى مُصَمِّمُهْ (4)
303- تَجْلِيحَ صَمْصَامَةَ يَمْضِى صَمْصَمُهْ(5)
304- تَأْمُلُ فَضْلاً مِنْ هَنِىءٍ طُعَمُهْ
305- مِنْ وَاسِعِ الأَخْلاَقِ جَوْدٍ مِرْزَمُهْ
قَوْلُهُ: "عَلَى الْهَوَى" أَرَادَ عَلَى هَوًى فَأَدْخَلَ الأَلِفَ وَاللاَّمَ عِوَضًا.
تَجِْلِيحٌ: مُضِىٌّ، يُقَالُ: قَدْ جَلَّحَ عَلَى الأَمْرِ، أَىْ مَضَى عَلَيْهِ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(2) ما بين الحاصرتين زيادة من الناسخ.
(3) فى أراجيز العرب "كغَلَقِ الرُّومِىّ..." بالغين المعجمة، وغَلَقُ الرُّومِىّ: قُفْلُه. وفى ديوانه المطبوع: "... غَصَّ مُبْهَمُهْ".
(4) فى ديوانه المطبوع "... صُمِّمَ بِى ...".
(5) فى ديوانه المطبوع "... يُمْضِى...".
وَصَمْصَامَةُ: اسْمُ سَيْفٍ جَعَلَهُ مَعْرِفَةً فَلَمْ يَصْرِفْهُ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:
* فَحَمَلْتُ بَرَّةَ وَاحْتَمَلْتُ فَجَارِ *(1)
بَرَّةَ، أَىْ يَمِينًا بَرَّةً وَلَكِنَّهُ جَعَلَهَا مَعْرِفَةً فَلَمْ يَصْرِفْهَا.
وَقَوْلُهُ: "صَمْصَمُه" مِنَ الصَّمْصَامَةِ وَلَكِنَّهُ كَرَّرَ.
أَبُو عَمْرٍو: "آمُلُ فَضْلاً".
وَالمِرْزَمُ وَهُمَا مِرْزَمَانِ شِعْرَى العَبُورِ وَشِعْرَى الغُمَيْصَاءِ(2).
306- مَا إِنْ تَنىِ غُيُوثُهُ وَدِيَمُهْ
307- يَمْطُرُ سَحًّا دَائِمًا مُغَيِّمُهْ(3)
308- مُشْتَرِكًا فىِ كُلِّ حَىٍّ قِسَمُهْ
309- حَقْنُ دِمَاءٍ أَوْ عَطَاءٌٍ يَقْثِمُهْ
تَنىِ: تَفْتُرُ، وَنَى يَنىِ وُنِيًّا.
وَدِيَمُهْ: جَمْعُ دِيمَةٍ، وَهُوَ المَطَرُ الدَّائِمُ فىِ سُكُونٍ وَدَوَامِ يَوْمَيْنِ أَوْ نَحْوِهِمَا، وَمَطَرَتِ السَّمَاءُ وَأَمْطَرَتْ.
وَالسَّحُّ: الشَّدِيدُ الصَّبِّ، سَحَّتْ تَسُحُّ سَحًّا.
وَغَيَّمَتِ السَّمَاءُ وَغَامَتْ، وَتَغَيَّمَتْ.(1/272)
ابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَأَبُو عَمْرٍو نَصَبَا الرَّاءَ فى "مُشْتَرَكٍ"، وَأَحْسَبُ الأَصْمَعِىَّ كَسَرَ.
وَقَوْلُهُ: "حَقْنُ دِمَاءٍ" أَىْ يُعْطِى فى الحَمَالاَتِ.
__________
(1) اللسان (ب ر ر، ف ج ر) وهو عَجُزُ بَيْتٍ للنابغة بِرِواية "... واحْتَمَلتْ..."، وصَدْرُه:
* إنَّا اقْتَسَمْنَا خُطَّتَيْنَا بَيْنَنَا *
والشاهد فى ديوان النابغة الذبيانى /59.
(2) فى القاموس المحيط "المِرْزَمانِ: نَجْمانِ مع الشِّعْرَيَيْنِ"، وفى اللسان (غ م ص) "والشِّعْرَى الغَمُوصُ والغُمَيْصاءُ، ويقال الرُّمَيْصاء: من مَنازِلِ القَمَرِ، وهى فى الذِّرِاع أحَدُ الكَوْكَبَيْنِ، وأُخْتُها الشِّعْرَى العَبُورُ.
(3) فى أراجيز العرب "يُمْطِرُ سَحًّا..." وفى نسخة أبى سعيد الضرير: "يَمْطُرْن سَحًّا".
[قَثَم لَهُ] (1) مِنْ مَالِهِ كَذَا وَكَذَا: أَفْرَدَهُ له. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَثَمَ لَهُ مِنَ الْعَطَاءِ: إِذَا أَكْثَرَ مِنْهُ.
310- إِذَا سقام الصُّلْبِ سَاوَى أَدْرَمُهْ(2)
311- بِكَاهِلِ الشَّرْخِ وَمَالَ أَكْوَمُهْ(3)
312- وَقَدْ نَأَى جَعْدُ الثَّرَى وَأَصْحَمُهْ(4)
313- فَضَّلَكَ اللَّهُ وَعَدْلٌ تَحْكُمُهْ
[ ] (5) وَالأَدْرمُ: الَّذِى لاَ حَجْمَ لَهُ مِنَ الْجَهْدِ وَالشِّدَّةِ، وَإِنَّمَا يَعْنىِ أَنَّ سَنَامَهُ قَدْ ذَهَبَ وَامَّحَى.
[ الَّذِى لاَ حَجْمَ لَهُ ](6)، وَيُقَالُ: دَرَّمَ أَظْفَارَهُ: / إِذا سَوَّى مَا نَتَأَ مِنْهَا بَعْدَ قَصِّهِ إِيَّاهَا. وَقَالَ الأَصْمَعِىُّ: "بِكَاهِلِ الشَّرْخِ": لاَ أَدْرِى مَا أَقَولُ فى الشَّرْخِ، كَذَلِكَ حُكِىَ لَنَا عَنْهُ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: إِنَّمَا قَالَ: "بِكَاهِلِ الشَّرْخِ"؛ لأَِنَّ الشَّرْخَ مِنَ الرَّحْلِ يَقَعُ عَلَيْهِ.
نَأَى: بَعُدَ.
وَالأَصْحَمُ: الَّذِى فِيهِ صُفْرَةٌ.
وَقَوْلُهُ: "تَحْكُمُه"، أَىْ تَحْكُمُ فِيهِ أَوْ تَحْكُمُ بِهِ.(1/273)
314- وَنَائِلٌ فىِ كُلِّ حَقٍّ تَهْضِمُهْ
315- إِذَا شَقَا الْبُخْلِ أَمَرَّ عَلْقَمُهْ
316- وَحَرَّ فىِ صَدْرِ الشَّحِيحِ جَحَمُهْ
317- وَالبُخْلُ مِنْ زَادِ امْرِئٍ لاَ تَطْعَمُهْ(7)
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت عن اللسان (ق ث م).
(2) فى أراجيز العرب "إذا سَنَامُ الصُّلْبِ..." وأيضًا فى ديوانه المطبوع.
(3) فى ديوانه المطبوع "... ومَالٌ أَكْوَمُهْ".
(4) الرجز بدون ضبط، والضَّبْطُ من ديوانه المطبوع وأراجيز العرب. ورواية أبى سعيد الضرير "... وأَسْحَمُهْ".
(5) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(6) ما بين الحاصرتين زيادة من الناسخ سبق ذِكْرُها فى تفسير الأَدْرَم.
(7) رواية أبى سعيد الضرير: "فالبُخْلُ...".
نَهْضِمُهْ: يُقَالُ: هَضَمَ لَهُ مِنْ مَالِهِ: إِذَا كَسَرَ لَهُ مِنْهُ.
وَقَوْلُهُ: "إِذَا شَقَا الْبُخْلِ" مِنَ الشَّقَاءِ.
أَمَرَّ: صَارَ مُرًّا حَتَّى لاَ يُسْتَطَاعُ يُؤْكَلُ، وَيُقَالُ: مَرَّ الشَّىءُ أو أَمَرَّ، أَى صَارَ مُرًّا.
وَالجَحِيمُ: شِدَّةُ الحَرِّ، فَيَقُولُ: يَجِدُ فى صَدْرِهِ حَرًّا مَانِعًا مِنْ أَنْ يُعْطِىَ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ قَالَ فىِ هَذَا أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ بِهَذَا المَعْنَى.
318- يَمْلأُ عَيْنَىْ نَاظِرٍ تَوَسُّمُهْ
319- خَيْرًا إِذَا الدَّهْرُ أَضَرَّ أَعْرَمُهْ (1)
320- سَهْلٌ يَلِينُ بَابُهُ وَخَدَمُهْ
321- لِذِى غِنًى أَوْ لِضَعِيفٍ يَرْحَمُهْ
قَالَ: تَطْعَمُهْ ثُمَّ قَالَ: عَيْنَىْ نَاظِرٍ تَوَسُّمُه، فَخَاطَبَهُ فىِ البَيْتِ الأَوَّلِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الإِْخْبَارِ عَنْهُ، وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ أَوْ يُخْبِرُ عَنْهُ ثُمَّ يُخَاطِبُهُ.
وَقَوْلُهُ: "تَوَسُّمُهْ: يَقُولُ: هُوَ جَهِيرٌ فَالَّذِى يَتَوَسَّمُ فِيهِ الْخَيْرَ مَلأَ عَيْنَيْهِ خَيْرًا.(1/274)
وَقَوْلُهُ: "أَعْرَمُهْ" أَىْ عَارِمُهُ، وَمَعْنَاهُ الْمَاضِغُ، أَىْ عَامٌ يَمْضَغُ النَّاسَ مِنْ شِدَّتِهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَعْرَمُهُ مِنَ العُرَامِ، وَهُوَ الأَذَى، وَيُرْوَى: "لِذِى غَنَاءٍ أَوْ ضَعِيفٍ يَرْحَمُهْ" فَمَنْ قَالَ: "غِنًى" يَقُولُ: لِذِى غِنًى أَوْ لِذِى فَقْرٍ يُعْطِى ذَا وَذَا، وَمَنْ قَالَ: "لِذِى غَنَاءٍ أَوْ ضَعِيفٍ"، يَقُولُ: مَنْ كَانَ لَهُ غَنَاءٌ عَرَفَ لَهُ ذَاكَ أَوْ ضَعِيفٌ رَحِمَهُ. وَيُقَالُ: مَا أَغْنَيْتَ عَنِّى غَنَاءً، / أَىْ مَا أَجْدَيْتَ عَنِّى جَدَاءً. وَالغِنَى مِنَ الْجِدَةِ مَقْصُورٌ، وَالْغِنَاءُ مِنَ الصَّوْتِ مَمْدُودٌ.
322- لاَ يَقْطَعُ الرِّفْدَ وَلاَ يُعَتِّمُهْ
__________
(1) رواية أبى سعيد الضرير: "حَتَّى إذا الدَّهْرُ...".
323- وَصَّالُ أَرْحَامٍ تُنَجِّى عِصَمُهْ
324- مِنْ كُلِّ زِلْزَالٍ مِلَفٍّ مِعْسَمُهْ(1)
325- يَجْلُو الْوُجُوهَ وِرْدُهُ ويرهَمُهْ(2)
الرِّفْدُ: الاْسْمُ مِنَ العَطِيَّةِ، وَالْمَصْدَرُ الرَّفْدُ.
وَقَوْلُهُ: "يُعَتِّمُهُ" يَحْبِسُهُ، عَتَمَ [ ] (3) بِهِ وحَبَسْتُهُ.
وَقَوْلُهُ: "تُنَجِّى عِصَمُهْ" يَقُولُ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِصْمَةٌ نَجَّاهُ ذَاكَ وَنَفَعَهُ.
[ ] (4) اسْمٌ والزَّلْزَالُ مَصْدَرٌ، زَلْزَلْتُهُ زَلْزَلَةً وَزَلْزَالاً، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مِثْلُهُ.
وَقَوْلُهُ: "مِلَفٍّ" يَقُول: [ ] (5) إِلاَّ ذَهَبَ بِهِ.
وَقَوْلُهُ: "وَرْدُهُ ومَرْهَمُهْ" هذا مَثَلٌ. وإنما معناه أنه جَلاَ عن الناس ما يكْرَهونَ، [ ](6) أنّ المَرْهَمَ يَجْلُو تَبْرُق له الوُجُوهُ؛ لأن فيه أخلاطًا.(1/275)
وَقَوْلُهُ: "وَرْدُهُ" يَقُولُ: فَأَنْتَ تَجْلُو وُجُوهَ النَّاسِ [ ](7) وَكَذَلِكَ رَوَى أَبُو عَمْرٍو: "مَرْهَمُهْ" وَأَمَّا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ فَأَنْشَدَنىِ: "وَيَرْهَمُهْ" قَالَ: أَلْوَانُ الزَّهَرِ زَهَرُ الرَّبِيعِ، وَهُوَ أَيْضًا مَثَلٌ.
326- يَسُحُّ وَبْلاً وَتَلِينُ رِهَمُهْ
327- مَا النِّيلُ مِنْ مِصْرَ يَفِيضُ مُفْعَمُهْ
328- تَنْفُضُهُ أَرْوَاحُهُ وَشَبَمُهْ
__________
(1) رواية أبى سعيد الضرير: "... مِلَفٍّ مِجْشَمُهْ".
(2) فى ديوانه المطبوع "... وَرْدُهُ ومَرْهَمُهْ".
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(4) لَعَلَّ الشارح يريد أن يقول: "الزِّلْزالُ اسْمٌ والزَّلْزالُ مَصْدٌر، والذى فى اللسان (ز ل ل): "الزِّلْزالُ بالكَسْرِ المَصْدَرُ، والزَّلْزالُ بالفَتْحِ الاسْمُ".
(5) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(6) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(7) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
329- إِذَا تَدَاعَى جَالَ عَنْهُ خَزَمُهْ(1)
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "يَسُحُّ وَبْلٌ" وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: "وَتَلِينَا رِهَمُهْ".
وَالسَّحُّ: المَطَرُ الشَّدِيدُ، يَقُولُ: فَهُوَ يُعْطِى الكَثِيرَ.
وَالْوَبْلُ: مِنَ الْوَابِلِ، وَهُوَ المَطَرُ الشَّدِيدُ.
__________
(1) فى الأصل "... حَرَمُهْ" والمثبت من ديوانه المطبوع، ويتفق مع ما ورد فى الشرح.
وَالمُفْعَمُ: المَمْلُوءُ.
تَنْفُضُهُ، أَىْ تُحَرِّكُهُ الرِّيحُ فَيَهِيجُ لَهُ أَمْوَاجٌ.
وَقَوْلُهُ: "وَشَبَمُهْ" يُقَالُ: شَبِمَ يَشْبَمُ شَبَمًا: إِذَا اشْتَدَّ بَرْدُهُ، وَأَخْبَرنىِ اللِّحْيَانِىُّ قالَ: / قِيلَ لاِبْنَةِ الخُسِّ: مَا أَطْيَبُ شَىءٍ؟ قَالَتْ: لَحْمُ جَزُورٍ [سَنِمَهْ، بِشِفَارٍ] (1) خَذِمَهْ فىِ غَدَاةٍ شَبِمَهْ [فى قُدُور هَزِمَه] (2).
وَقَوْلُهُ: "تَدَاعَى" يَقُولُ: دَعَا المَدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا.(1/276)
وَالْخَزَمُ: شَجَرٌ يُدَقُّ تُعْمَلُ مِنْهُ الأَرْسَانُ، وَسُوقٌ بِالمَدِينةِ يُقَالُ لَهَا: سُوقُ الخَزَّامِينَ.
330- وَاعْتَلَجَتْ جَمَّاتُهُ وَلُخَمُهْ(3)
331- وَلاَ فُرَاتٌ يَرْتَمِى تَقَحُّمُهْ
332- إِذَا عَلاَ مَدْفَعَ وَادٍ يَكْظِمُهْ
333- كَابَرَ أَوْ سَرَّحَ عَنْهُ لَهْجَمُهْ
وَيُرْوَى: "وَاعْتَلَجَتْ جِمَالُهُ"(4).
وَالْجَمَلُ: سَمَكَةٌ ضَخْمَةٌ. وَيُرْوَى: "كَثِيرَةٌ حِيتَانُهُ".
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان (ش ب م) وبه تتم العبارة.
(2) ما بين الحاصرتين زيادة من اللسان (ش ب م) وبها تَتِمُّ عبارة ابْنَة الخُسِّ، أرادت فى غَدَاةٍ باردة، والشِّفَارُ الخَذِمةُ: القاطعةُ، والقُدُورُ الهَزِمة: السَّرِيعةُ الغَلَيانِ.
(3) اللسان (ل خ م) وفيه:
* كَثِيرةٌ حِيتانُهُ ولُخُمُهْ *
وهى إحدى الروايات فى الشرح.
(4) وهى رواية أبى سعيد الضرير أيضًا.
قَالَ الأَصْمَعِىُّ: اللَّخَمُ: سَمَكَةٌ تَكُونُ فى الْبَحْرِ(1) وَلاَ تَكُونُ فىِ الْعَذْبِ، قَالَ: وَهُوَ الكَوْسَجُ، وَإِنَّمَا هُوَ لُخْمٌ فَثَقَّلَ، وَأَمَّا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ فَأَنْشَدَنَا: "لُخُمُهْ" وَهُوَ قَوْلُ أَبِى عَمْرٍو، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: جِنْسٌ مِنَ السَّمَكِ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: هُوَ الْكَوْسَجُ يَأْكُلُ النَّاسَ، وَهَذِهِ الأَقْوَالُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَإِنْ اخْتَلَفَتْ أَلْفَاظُهَا.
تَقَحُّمُهْ: مَا يَتَقَحَّمُ مِنْهُ لِكَثْرَةِ مَائِهِ.
مَدْفَع، أَىْ مَجْرَى وَادٍ.
وَقَوْلُهُ: "يَكْظِمُهْ"، أَىْ يَمْلَؤُهُ.
وَقَوْلُهُ: "لَهْجَمُهْ" أَىْ مَا اتَّسَعَ مِنْهُ، وَاللَّهْجَمُ: الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ الْبَيِّنُ.
وَكَابَرَ: جَاءَ مُغَالَبَةً.
334- وَمَدَّهُ دَفَّاعُ سَيْلٍ يَطْحَمُهْ
335- يَرْكَبُ أَجْرَافَ الزُّبَى فَيَثْلِمُهْ
336- فِيكَ بِشَىءٍ عِنْدَ جُودٍ تَخْذِمُهْ(1/277)
337- لِسَائِلٍ أَوْ شَاعِرٍ تُكَرِّمُهْ
مَدَّهُ، أَىْ زَادَ فِيهِ، يَقُولُ: هَذَا الدَّفَّاعُ كَابَرَ فَمَضَى وَاتَّسَعَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَكْظِمْهُ.
وَقَوْلُهُ: "يَطْحَمُهْ" يَقُولُ: [ ] (2) مَعَهُ، يَقُولُ: فَإِذَا مَرَّ بِهَا قَعَرَهَا وَخَفَضَها [ ] (3).
قَوْلُهُ: "فَيَثْلِمُهْ" فَكَأَنَّ الْمَعْنَى فِيهِ فَيَثْلِمُ مَا ذَكَرْنَا فِيكَ.
بِشَىءٍ: مُتَعَلِّقٌ بِقَولِهِ: [ ] (4) فِيكَ: أَىْ عِنْدَكَ وَفىِ جُودِكَ.
338- / يَجْرِيهِ صَفْدُ الْمَاءِ أَوْ تُحَمِّمُهْ(5)
__________
(1) فى أراجيز العرب: اللُّخَمُ: جَمْعُ لُخْمة، وهى الحُوتُ الكَبِيرُ.
(2) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(5) فى ديوانه المطبوع، وأراجيز العرب "تَجْزِيهِ..."، وفى أراجيز العرب "صَفْدَ..." بفَتْح الدال.
339- لاَ تَكْنِزُ الْمَالَ الكَثِيرَ تَرْكُمُهْ (1)
340- إِلاَّ لأَِيْدِى سُبُلٍ تَخَذَّمُهْ(2)
341- وَالأجْرُ وَالمَعْرُوفُ كَنْزًا تَغْنَمُهْ(3)
[الصَّفْدُ: العَطَاءُ] (4).
وَالتَّحْمِيمُ: أَنْ تُمَتِّعَهُ بِعَطَاءٍ أَوْ غَيْرِه، يُقَالُ: طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَحَمَّمَهَا بِخَادِمٍ.
وَقَوْلُهُ: "تَرْكُمُهْ" [رَكَمَ الشىءَ يَرْكُمُهُ: إذا جَمَعَهُ وَأَلْقَى بَعْضَه] (5) عَلَى بَعْضٍ.
ابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَأَبُو عَمْرٍو: "وَكَنْزٌ" بالرَّفْعِ.
وتَخَذَّمُهْ: تُقَطِّعُهُ هَذِهِ السُّبُلُ تَأْخُذُهُ.
342- الدَّهْرُ مَا قَارَبَ أَمْرًا أَمَمُهْ
343- أَنْتَ ابْنُ أَعْلاَمِ الْهُدَى وَعَلَمُهْ
344- أَبُوكَ والنَّامِى إِلَيْهِ أَكْرَمُهْ
345- وَبِبَنىِ العَبَّاسِ تُجْلَى ظُلَمُهْ
يَقُولُ: مَا كَانَ الأَمْرُ سَهْلاً.
وَالأَمَمُ: القَصْدُ والسُّهُولَةُ.
ظُلَمُهُ، أَىْ مَا خَالَفَ الهُدَى.
346- هِجَانُهُ وَمَحْضُهُ وَمَسْهَمُهْ(1/278)
347- أَفْيَحُ نَفَّاحُ الْعَطَاءِ مِقْذَمُهْ(6)
348- بَهِىُّ أَخْلاَقِ الكِرَامِ فَدْغَمُهْ
349- لاَ تُنْكِرُ الْحَقَّ وَلاَ تَجَهَّمُهْ
__________
(1) رواية أبى سعيد الضرير:
* لا يَكْنِزُ المالَ الكثيرَ يَرْكُمُهْ *
(2) فى ديوانه المطبوع "إلاّ لأَِيْدِى سُئِلٍ تَخَذَّمُهْ".
(3) فى ديوانه المطبوع، وأراجيز العرب "... كَنْزٌ...".
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من أراجيز العرب.
(5) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت اللسان (ر ك م) وبه يَتِمُّ المعنى.
(6) "أَفْيَحُ" أى المَمْدُوحُ. (أراجيز العرب). ورواية أبى سعيد الضرير: "أَفْيَحُ فَيّاحُ...".
هِجَانُهُ: يَقُولُ: أَهْلُ هَذَا النَّسَبِ كِرَامٌ، وَالْهِجَانُ: الكَرِيمُ، يُقَالُ: رَجُلٌ هِجَانٌ، أَىْ شَرِيفٌ كَرِيمٌ، وَالجَمَاعةُ هِجَانٌ أَيْضًا، وَلاَ يُقَالُ هِجَانٌ فىِ الْجَمْعِ لِلرِّجَالِ كَذَلِكَ. وَأَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: وَنَاقَةٌ هِجَانٌ: كَرِيمَةٌ، والهَجِينُ مِنَ الخَيْلِ: الَّذِى أَحَدُ طَرَفَيْهِ لَيْسَ بالْخَالِص، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ، وَأَنْشَدَنَا أَصْحَابُنَا عَنْ أَبِى زَيْدٍ:
* ثَلاَثَةٌ فَأَيَّهُمْ تَلَمَّسُ ؟*(1)
* العَبْدُ وَالهَجِينُ وَالْفَلَنْقَسُ *
فَأَمَّا الهَجِينُ فَقَدْ فَسَّرْنَاهُ.
وَالْفَلَنْقَسُ يُقَالُ فِيهِ الَّذِى أُمُّ أُمِّهِ أَمَةٌ أَوْ أُمُّ أَبِيهِ. وَالجَمْعُ هُجُنٌ، ومَهَاجِنَةٌ، وَهُجْنَانٌ. وَامْرَأَةٌ هِجَانٌ: بَيْضَاءُ، وَلاَ يُقَالُ حَتَّى تَكُونَ بَيْضَاءَ شَرِيفَةً. وَرَجُلٌ مُهْجِنٌ: إِذَا كَانَ ذَا دَابَّةٍ هَجِينٍ.
وَالمَحْضُ: الخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَىءٍ.
وَقَوْلُهُ: "مُسْهَمُهْ" يَقُولُ: / مَنْ لَهُ سَهْمٌ عَظِيمٌ فِيهِمْ، وَيُقَالُ: عِنْدَ فُلاَنٍ سُهْمَةٌ، أَىْ خَاصَّةٌ، وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ لِرَجُلٍ يَقُولُ لاِمْرَأَتِهِ:(1/279)
لاَ تَعْذُلىِ فىِ دَعْلَجٍ إِنَّ دَعْلَجًا
وَسُهْمَةَ عَطَّافٍ إِلَىَّ سَوَاءُ
وَدَعْلَجٌ: ابْنُهُ مِنْ أَمَتِهِ، وَعَطَّافٌ مِنْ حُرَّتِهِ، يَقُولُ: فَهَذَا وَهَذَا عِنْدِى بِمَنْزِلَةٍ.
__________
(1) الرجزُ فى اللسان (هـ ج ن) بدون عزو، وفى اللسان (ف ل ق س) بدون عزو أيضًا بِرِواية: "...فَأَيُّهُمْ..." وبتقديم المشطور الثانى على الأول.
وَقَوْلُهُ: "مِقْذَمُهْ" يُقَالُ: قَذَمَ لَهُ مِنَ العَطَاءِ وقَثَم لَهُ: إِذَا أَعْطَاهُ فَأَكْثَرَ، وَيُقَالُ أَيْضًا: زَغَبَ لَهُ: إِذَا أَعْطَاهُ دُفْعَةً مِنَ العَطَاءِ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِىِّ – عليه السلام - لِعَمْرِو بْنِ العَاصِ: "وَأَزْعَبُ لَكَ زَعبْةً مِنَ المَالِ".
وَالبَهى غَيْرُ مَهْمُوزٍ مِنَ البَهَاءِ، وَهُوَ الحُسْنُ وَالْهَيْئَةُ.
[ ] (1) وَبَهَا يَبْهُو فِيمَنْ قَالَ: بَهُوَ، وَيَبْهَى فِيمَنْ قَالَ: بَهِىَ. وَبَهْجَةُ الرَّجُلِ بَهَاؤُهُ، وَرَجُلٌ بَهِىٌّ وَبَهٍ، وَامْرَأَةٌ بَهِيَّةٌ، وَبَهِيَةٌ، وَرِجَالٌ أَبْهِيَاءُ فِيمَنْ قَالَ بَهِىٌّ، وَبَهُونَ فِيمَنْ قَالَ: رَجُلٌ بَهٍ.
وَالفَدْغَمُ: الجَهِيرُ الْحَسَنُ، وَيُقَالُ: الفَدْغَمُ: الكَثِيرُ اللَّحْمِ المَسْنُونُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الكُمَيْتِ:
* وَزَيَّنَ الفَدَاغِمَ بِالأَسِيلِ *(2)
وَالفَدَاغِمُ: الخُدُودُ وَالْوُجُوهُ.
وَقَوْلُهُ: "بِالأَسِيلِ" أَىْ بالإْسَالَةِ، يُقَالُ: أَسُلَ وَجْهُهُ إِسَالَةً.
وَقَوْلُهُ: "لاَ تَجَهُّمُهْ". يَقُولُ: إِذَا جَاءَكَ الْحَقُ لَمْ تَجَهَّمْ صَاحِبَهُ فِيمَا يَعْرُوكَ مِنَ الحَقِّ كَائِنًا مَا كانَ.
350- تَأْبَى مُجَاجَاتُكَ أَلاَّ تَسْأَمُهْ (3)
351- يَا وُلْدَ مَنْ لَيْسَ بِنَحْسٍ تَوْأَمُهْ
352- بِنَثْرَةِ السَّعْدَيْنِ مَنْ لاَ يُحْرَمُهْ (4)
353- إِذَا تَحَامَوْا مُضْلِعًا تَجَهْضَمُهْ
__________(1/280)
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(2) شاهد الكُمَيْت فى اللسان (ف د غ م) بِرِواية: "يُزَيِّنُ..."، وصَدْرُه:
* وَأَدْنَيْنَ البُرُودَ على خُدُودٍ *
والشاهد ليس فى ديوان الكميت.
(3) فى أراجيز العرب "... مُحَاماتُكَ...". وهى رواية أبى سعيد الضرير.
(4) فى ديوانه المطبوع "... مَنْ لا يُحْرِمُهْ" بكَسْرِ الراء.
قَوْلُهُ: "أَلاَّ تَسْأَمُهْ" يَقُولُ: إِنَّكَ لاَ تَسْأَمُ الحَقَّ.
وَقَالَ الأَصْمَعِىُّ فىِ قَوْلِهِ: "يَا وُلْدَ مَنْ لَيْسَ بِنَحْسٍ" قالَ: أَظُنُّ أَنَّ وُلْدٍ [شَيْئَيْنِ] (1): يَكُونُ مِثْلَ فَقَرٍ وفُقْرٍ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ خَشَبٍ وخُشْبٍ، وَهُوَ هَاهُنَا يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ وَاحِدًا.
وَقَال: "لَيْسَ بِنَحْسٍ تَوْأَمُهْ" يَقُولُ: جاءَ مَعَهُ وَلَدٌ كَثِيرٌ لَمْ يَجِئْ وَحْدَهُ.
بِنَثْرَةِ: لَمْ يَقُل الأَصْمَعِىُّ فىِ قَوْلِهِ: "بِنَثْرَة / السَّعْدَيْنِ" شَيْئًا، وَكَانَ يَكْرَهُهُ؛ لأَِنَّهُ مِنَ الأَنْوَاءِ، قَالَ الطُّوسِىُّ: وَالْمَعْنَى فِيهِ بَيِّنٌ، وَإِنَّما هَذَا عِنْدى مَثَلٌ فىِ كَثْرَةِ العَطَاءِ، كَمَا يُقَالُ: إِنَّ الْمَطَرَ إِذَا جَاءَ بَهَذَينِ النَّجْمَيْنِ جَاءَ بِمَطَرٍ كَثِيرٍ، كَذَا هُوَ، وَاللَّهُ أعْلَمُ. وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ، "مَنْ لاَ يَحْرِمُهْ" وَهَذَا تَقْوِيَةٌ للتَّفْسِيرِ فىِ النَّثْرَةِ، وهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَمْرٍو.
وَقَوْلُهُ: "تَحَامَوْا مُضْلِعًا" يَقُولُ: إِذَا نَزَلَ أَمْرٌ عَظِيمٌ كُنْتَ الْمَدْعُوَّ لَهُ وَالْقَائِمَ بِهِ وَالرَّاكِبَ لَهُ إِذَا عَجَزَ غَيْرُكَ فَتَحَامَاهُ.
تَجَهْضَمُهْ، أَىْ تَجَهْضَمُهُ أَنْتَ: تَرْكَبُهُ وَتَأْتِيهِ وتَقُومُ بِهِ وَتَأْخُذُهُ بِقَهْرٍ.
354- يَوْمًا وَإِنْ نَابَ جَلِيلٌ تَغْرَمُهْ
355- وَالْجَزْلُ مِنْ سَيْبِكَ لاَ تُعَظِّمُهْ(1/281)
356- فَاسْتَوْرِدِ العَمَّ الَّذِى تَعَمَّمُهْ (2)
357- أَفْيَحَ مِنْ بَحْرِكَ غَمْرًا خِضْرَمُهْ
رَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "لاَ تَعَظَّمُهْ" أَبُو عَمْرٍو: "تَكْفِى وَإِنْ نَابَ جَلِيلٌ تَغْرَمُهْ" وَهِىَ رِوَايَةُ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين هكذا بالأصل.
(2) فى أراجيز العرب "فاسْتَوْرَدَ العَمُّ...".
وَالْعَمُّ هَاهُنَا: الْمَاءُ الكَثِيرُ.
"الَّذِى تَعَمَّمُهْ": أَىِ الَّذِى تَقْصِدُ لَهُ، وَيُقَالُ لِلْحَىِّ الكَبِيرِ: عَمٌّ. وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "فَاسْتَوْرَدَ العَمَّ الَّذِى تَعَمَّمُهْ" قَالَ: العَمُّ هُوَ رُؤْبَةُ بْنُ العَجَّاجِ.
وَقَوْلُهُ: "تَعَمَّمُهْ": أَىْ تَدَّعِيهِ عَمَّكَ.
وَالأَفْيَحُ: الكَثِيرُ، وَكَذَلِكَ الْغَمْرُ، والخِضْرِمُ.
358- فَانْتَابُ عَوْدٌ خِنْدِفِىٌّ قَشْعَمُهْ (1)
359- عَلَيْهِ مِنْ جَهْدِ الزَّمَانِ هِلْدِمُهْ(2)
360- مُوَجِّبٌ عَارِى الضُّلُوعِ جِرْضِمُهْ (3)
361- ثَنَاؤُهُ وَصَوْتُهُ وَرُحُمُهْ
رَوَى الأَصْمَعِىُّ: "مِلْدَمُهْ"(4) وَالأَوَّلُ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو وَابْنِ الأَعْرَابِىِّ، وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "فَجَاءَ عُودٌ" وَهِىَ رِوَايةُ أَبِى عَمْرٍو.
وَقَشْعَمُهُ" أَىْ أنَّهُ مُسِنٌّ كَبِيرٌ، وَإِنَّمَا يَعْنىِ بِذَلِكَ رُؤْبَةُ نَفْسَهُ.
__________
(1) اللسان (هـ ل د م) بدون عزو، وفى التكملة للصاغانِىّ:
* فَجَاءَ عُودٌ خِنْدِفِىٌّ قَشْعَمُهْ *
وفى أراجيز العرب: يريد بالعُودِ الخِنْدِفِىِّ نَفْسَهُ، وفى خزانة الأدب: خِنْدِف: امرأة إلياس من مُضَر، وأراد بِكَوْنِهِ خِنْدِفِيًّا أنه عَدْنانِىٌّ لا قَحْطَانِىٌّ.
(2) اللسان، والتاج (هـ ل د م) بدون عزو، وفيهما:
* عليه مِنْ لِبْدِ الزَّمانِ هِلْدِمُهْ *(1/282)
وأيضًا فى خزانة الأدب، ولِبْدُ الزَّمانِ: جُفُوفُه ووَسَخُه، وفى التاج: لِبْدُ الزَّمانِ: الشَّيْبُ.
(3) خزانة الأدب بِرِواية "... حِرْضِمُهْ" بالحاء، والمُوَجَّبُ: الذى يَأكُلُ فى اليوم والليلة مَرَّةً، والحِرْضِمُ بِكَسْرِ الحاء المُهْمَلة والضادِ المُعْجَمة: المَهْزُولُ.
(4) وهى رواية أبى سعيد الضرير أيضًا.
وَقَوْلُهُ: "مِلْدَمُهُ" قَالَ الأَصْمَعِىُّ "مُلَدَّمٌ": إِذَا كَانَ رقاعُهُ بَعْضَها فَوْقَ بَعْضٍ، فَيَعْنىِ أَنَّ الجَهْدَ مِنَ الزَّمَانِ قَدْ عَلاَهُ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ / وَهَذَا مَثَلٌ.
وَقَوْلُهُ: "هِلْدِمُه" أَىْ هِدْمٌ خَلَقٌ.
وَالْمُوَجِّبُ: قَالَ الأَصْمَعِىُّ: الَّذِى يَأْكُلُ الوَجْبَةَ، وَهِىَ الأَكْلَةُ فى الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: المُوَجِّبُ: السَّاقِطُ هَزْلاً، مِنْ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ { فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا } (1).
وَالْجِرْضِمُ: يُقَالُ: شَيْخٌ جِرْضِمٌ وَجُرَاضِمٌ: الأَكُولُ، مِنْ قَوْلِهِ:
وَنَحْنُ أَثَافىِ الْقِدْرِ وَالأَكْلُ سِتَّةٌ
جَرَاضِمَةٌ جُوفٌ وَأَكْلَتها البر
فَالجَرَاضِمُ جَمْعُ جُرَاضِمٍ مِثْلُ حُلاَحِلٍ وَحَلاَحِل، وَلَهُ نَظَائِرُ.
وَقَوْلُهُ: "وَالأَكْلُ سِتَّةٌ" المَعْنىَ: وَالأَكْلُ أَكْلُ سِتَّةٍ، فَجَعَلَ هَذَا خَلَفًا.
وَقَوْلُهُ: "وَرُحُمُهْ" أَىْ رَحْمَتُهُ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: "وَرَحِمُهْ" أَىْ قَرَابَاتُهُ، وَهِىَ رِوَايَةُ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ.
362- مِنْكَ إِذَا الْحَقُّ اجْرَهَدَّ أَخْصَمُهْ
363- لَمْ يَلْقَ إِلاَّ الْخَشْبَ لَمَّا يَأْدِمُهْ(2)
364- فىِ الْعَيْنِ مِنْهُ وَالسُّلاَمَى دَسَمُهْ
365- إِنْ لَمْ تُجَدِّدْهُ ادْرَهَمَّ هَرَمُهْ
__________
(1) الحج /36.
(2) فى خزانة الأدب4/453:
* لَمْ يَلْقَ لِلْجَشْبِ إِدَامًا يَأْدِمُهْ *(1/283)
وفى نسخة أبى سعيد الضرير: "لم يَلْقَ إلاّ الجَشْبَ...". والجَشْبُ – بِفَتْح الجيم وسكون الشين: ضِيقٌ فى العَيْشِ، وقيل: هو الذى لا إِدَامَ معه. والمَجْشُوبُ والمَخْشُوبُ بِمَعْنًى كما ورد فى الشرح.
قَوْلُهُ: "مِنْكَ" يُقَوِّى رِوَايَةَ أَبِى عَمْرٍو وابْنِ الأَعْرَابِىِّ وتَفْسِيرِهِمَا: "رَحِمَهُ" أَىْ فَرَأَتْهُ مِنْكَ إِذَا الحَقُّ اجْرَهَدَّ أَخْصَمُهُ، يَقُولُ فِيمَا فَسَّرَ أَبُو عَمْرٍو إِذَا اجْرَهَدَّ الحَقُّ: إِذَا امْتَدَّ، يقُولُ: فَكَأَنَّهُ مِنْكَ حِينَئِذٍ، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "إِذَا الحَقُّ اسْتَحَقَّ أَخْصَمُهُ".
وَقَوْلُهُ: "أَخْصَمُهُ" أَىْ صَاحِبُ خُصُومَةٍ وَأَبْلَغَ فىِ ذَاكَ، أَى اسْتَحَقَّ أَنْ يُقْضَى لَهُ.
وَقَوْلُهُ: "إِلاَّ الجَشْبَ" يَقُولُ: لَمَّا ذَهَبَ أَنْ يَأْدِمَ طَعَامَهُ لَمْ يَجِدْ إلاَّ الْجَشْبَ، ويُقَالُ: طَعَامٌ مَجْشُوبٌ ومَخْشُوبٌ: إِذَا كَانَ غَلِيظًا، وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
* ونحبا(1) اصطحَنُوا شَعُوبَا *
* لاَ يَأْكُلُونَ زَادَهُمْ مَجْشُوبَا *(2)
* وَلَنْ يُصَابُوهُ لأَِنْ يَؤُوبَا *
المَجْشُوبُ وَالمَخْشُوبُ قَدْ فَسَّرْنَاهُ.
فَأَمَّا قَوْلُهُ: "وَلَنْ يُصَابُوهُ" يُقَالُ: صَابَى جِرَابَهُ: إِذَا أَمَالَهُ وَلَمْ يَكْدُرْهُ كُلَّهُ ضِنًّا بِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
مُصَابِينَ خِرْصانَ الوَشِيجِ كَأَنَّنَا
لأَِعْدَائِنَا نُكْبٌ إِذَا الطَّعْنُ أفْقَرا(3)
وَمِنْهُ قَوْلُ الآخَرِ:
* وَلاَ مُتَقَلِّدًا سَيْفًا مُصَابَا *
__________
(1) هكذا بالأصل.
(2) اللسان (ج ش ب).
(3) الشاهد للنابغة الجَعْدِىّ فى ديوانه /73، ورواية الصَّدْرِ:
* مُصَابِينَ خِرْصانَ الرِّمَاحِ كأنَّنا *(1/284)
[ مُصَابِينَ: من الفعل صابَى الرُّمْحَ: إذا أدار سِنانَه إلى الأرضِ للطَّعْنِ به؛ خِرْصان: جَمْعُ خرص، وهى القَناةُ أو سِنانُها؛ النُّكْبُ: المُتَهَيِّئُ للطَّعْنِ؛ أفْقَر: أصابَ فَِقارَ الظَّهْرِ ].
وَالسُّلاَمَى / أَخْبَرَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ قَالَ: خُفُّ الْبَعِيرِ فىِ ظَاهِرِهِ سُلاَمَيَانِ، وَآخِرُ مَا يَبْقَى المُخُّ فىِ السُّلاَمَى وَفىِ العَيْنِ. وَمِثْلُ قَوْلِهِ:
* فىِ العَيْنِ مِنْهُ وَالسُّلاَمَى دَسَمُه *(1)
وقَوْلُ الآخَرِ:
* بَنَاتُ وَطَّاءٍ عَلَى خَدِّ اللَّيْلْ *
* لاَ يَسْتَكِينُ عَمَلاً مَا أنْقَيْنْ *(2)
* مَا دَامَ مُخٌّ فىِ سُلاَمَى أَوْ عَيْنْ *
وَأَرَادَ أَنْ يَقُولَ: مُخَّهُ فَقَالَ: دَسَمُهُ، وَأَمَّا قَوْلُ النَّبِىِّ – عليه السلامُ -: "يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنَ ابْنِ آدَمَ صَدَقَةٌ"(3) فَالْمَعْنَى فِيهِ عَلَى كُلِّ عَظْمٍ مِنْه، وَأَصْلُ السُّلاَمَى مَا فَسَّرْنَا أَوْ مَعْنَى مَا فَسَّرَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ.
وَقَوْلُهُ: "وَادْرَهَمَّ" ذَهَبَ، يَقُولُ: يَذْهَبُ مَا بَقِىَ مِنْهُ أَيْضًا إِنْ لَمْ تُدْرِكْهُ فَتُحَدِّدُهُ.
366- أَدْرِكْ شَفًا مِنْهُ رِقَاقًا أَعْظُمُهْ
367- كَأَنَّهُ وَالرُّوحُ فِيهِ نَسَمُهْ
368- هِلاَلُ تَمْحِيقٍ دَنَا مُدَمِّمُهْ(4)
369- أَوْ حَانَ مِنْ دَأْدَائِهِ مُدَمْدَمُهْ(5)
__________
(1) هو المشطور رقم (364) من هذه الأُرْجوزة.
(2) اللسان (س ل م) والرجزُ فيه لأبى مَيْمون النَّضْر بن سَلَمة العِجْلِىّ، والموجود فى اللسان المشطوران الثانى والثالث بِرِواية: "لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ" وفى اللسان (ل ى ل): واللَّيْنُ: اللَّيْلُ على البَدَلِ، حكاه يعقوب، وأنشد:
*بَنَاتُ وَطّاءٍ علَى خَدِّ اللَّيْنْ *
* لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ *
* ما دامَ مُخٌّ فى سُلاَمَى أو عَيْنْ *
ورَوَاهُ غَيْرُه:(1/285)
* بَنَاتُ وَطّاءٍ على خَدِّ اللَّيْلْ *
* لأُِمِّ مَنْ لَمْ يَتَّخِذْهُنَّ الوَيْلْ *
(3) انظر النهاية 2/396.
(4) أراجيز العرب، وفيها:
* أَهِلاَلُ ...*
(5) أراجيز العرب، وفيها:
*... مُدَمْدِمُهْ *
الشَّفَا: بَقِيَّةُ كُلِّ شَىءٍ، كَأَنَّهُ يَعْنىِ نَفْسَهُ.
وَالرُّوحُ فِيهِ نَسَمُه: أَىْ بَقِيَّتُهُ وَمَا يَنْسَمُ بِسُكُونِ هِلاَلِ تَمْحِيقٍ.
وَمُدَمِّمُهُ، يَقُولُ: قَدْ دَنَا مِنْهُ مَا يُغَطِّيه فَيَذْهَبُ بِهِ، وَإِنَّما يَصِفُ كِبَرَهُ، يُقَالُ: ادْمُمْهُ، أَىْ غَطِّهِ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِى عَمْرٍو.
وَقَوْلُهُ: "مِنْ دَأْدَائِهِ" الدَّأْدَاءُ يُقَالُ: الَّذِى يُشَكُّ فِيهِ أَمِنْ أَشْهُرِ الْحِلِّ أَمْ مِنْ أَشْهُرِ الْحُرُمِ مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعْشَى:
تَدَارَكَهُ فىِ مُنْصِلِ الأَلِّ بَعْدَما
مَضَى غَيْرُ دَأْدَاءٍ وَقَدْ كَادَ يَعْطَبُ(1)
وَيُقَالُ: إِنَّ الدَّأْدَاءَ: آخِرُ لَيْلَةٍ فىِ كُلِّ شَهْرٍ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِى عَمْرٍو، وَالدَّرْعَاءُ بَعْدَ تَمَامِ نِصْفِ الشَّهْرِ؛ لأَِنَّ أَوَّلَهَا أَسْوَدُ، وَهِىَ اللَّيَالىِ الدُّرْعُ. وَالسَّوَاءُ: لَيْلَةُ ثَلاَثِ عَشرَةَ، وَهِىَ لَيْلَةُ تَمَامِ الْقَمَرِ، ثُمَّ البَدْرُ لَيْلَةُ أَرْبَعَ عَشرَةَ، ثُمُّ النِّصْفُ وَهِىَ اللَّيَالىِ الْبِيضُ؛ لأَِنَّ القَمَرَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ البَدْرُ لأَِنَّ الْقَمَرَ يَبْدُرُ مَغِيبَ الشَّمْسِ.(1/286)
وَمُدَمْدَمُه، أَىْ مُهْلَكُهُ، قَال ذَلِكَ / أَبُو عَمْرٍو، وَرَوَى: "مُدَمْدِمُه" أَىْ مُهْلِكُهُ، وَمَنْ قَالَ : "مُدَمْدَمُهُ" فَذَلِكَ الْمَعْنَى مُغَطَّاهُ، يُقَالُ: ثَلاَثٌ هِلاَلٌ، وَثَلاَثٌ قَمَرٌ، وَسِتٌّ تُفَلٌ، وَثَلاَثٌ بِيضٌ، وَثَلاَثٌ دُرْعٌ، وثَلاَثٌ ظُلْمٌ، وسِتٌّ حَنَادِسُ، وَلَيْلَتَانِ مُحَاقٌ، وَلَيْلَةٌ وَأْدَاءُ كَمَا تَرَى.
مُدَمْدِمُهُ: ذَهَابُهُ وَانْهِدَامُهُ.
__________
(1) اللسان (د أ د أ) وفيه:
* مَضَى غَيْرِ ..."
بكَسْرِ الراء. وفى الصبح المنير/138 "مَضَى غَيْرَ ...".
370- إِلاَّ تُعِدْ مُخًّا قَصِيدًا أَزْهَمُهْ
371- يَجْنَحْ إِلَى الأَرْضِ فَتُرْزِمْ رُزَّمُهْ(1)
372- مَا زَالَ يَرْجُوكَ بِحَقٍّ يَزْعُمُهْ(2)
373- عَلَى التَّنَائِى وَيَرَاكَ حُلُمُهْ(3)
القَصِيدُ: الَّذِى يَتَكَسَّرُ شَحْمًا وَيُبْسًا.
وَالزَّهِمُ مِنَ الزُّهْمِ، وَالزُّهْمُ: السِّمَنُ، وَالرُّهْمُ: الدَّسَمُ أَيًّا مَا كَانَ، كَذَاكَ قَالَهُ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ، قَالَ: الدَّسَمُ وَالوَدَكُ وَاحِدٌ، قَالَ: وَيُسَمَّى مَا خَرَجَ مِنَ الْحَبِّ دَسَمًا وَوَدَكًا، وَنَحْوٌ مِنْ هَذَا قَوْلُ زُهَيْرٍ:
* مِنْهَا السَّنُونُ وَمِنْهَا الزَّاهِقُ الزَّهِمُ *(4)
وَقَوْلُهُ: "تُرْزِمْ رُزَّمُهْ" رَزَمَ البَعِيرُ: إِذَا بَقِىَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَتَحَرَّكَ.
وَقَوْلُهُ: "رُزَّمُه" أَىْ هُوَ نَفْسُهُ مَا رَزَمَ مِنْهُ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: تَرْزِمْ رُزَّمُه: تَسْقُطُ سَوَاقِطُهُ بِمَعْنَى الأَوَّلِ.
حُلُمُه: جَعَلَ الْحُلُمَ فَاعِلاً، وَمَعْنَاهُ مَعْنَى الصِّفَةِ، أَىْ فىِ نَوْمِهِ، يُقَالُ: قَدْ حَلَمَ يَحْلُمُ حُلمًا فىِ النَّوْم، وَمِنَ الحِلْمِ حَلُمَ حِلْمًا، وَقَدْ حَلِمَ الأَدِيمُ حَلَمًا.
374- قَدْ طَالَ مَا حَنَّ إِلَيْكَ أَهْيَمُهْ(5)
375- وَعَجَّ فىِ جَرْجَرَةٍ تَجَعُّمُهْ(1/287)
__________
(1) أراجيز العرب "... فَيَرْزِمْ رُزَّمُهْ".
(2) أراجيز العرب "... لِحَقٍّ يَزْعُمُهْ".
(3) خزانة الأدب 4/453.
(4) الشاهد فى اللسان (ز هـ ق) بدون عزو، وتمامُه:
العائِدُ الخَيْلِ مَنْكُوبًا دَوَابِرُها
منها الشَّنُونُ ومنها الزاهِقُ الزَّهِمُ
وهو فى ديوان زهير بن أبى سلمى /153ط - مصر بِرِواية "القائِدُ الخَيْلَ..." والزَّاهقُ: السَّمِينُ، والزَّهِمُ: أسْمَنُ منه، ودَوَابرُ الحوافِرِ: مَآخيرُها.
(5) خزانة الأدب 4/454 : "قد طالَمَا جَنَّ إلَيْكَ أَهْيَمُهْ".
376- كَأَنَّ وَسْوَاسًا بِهِ تَهَمْهُمُهْ
377- وَبَاطِنُ الْهَمِّ شِعَارٌ يَسْهَمُهْ(1)
أَهْيَمُهُ: فُؤَادُهُ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَهْيَمُهُ: عَطَشُهُ وَظَمَأُهُ.
وَقَوْلُهُ: "فىِ جَرْجَرَةٍ" أَىْ فىِ جَوْفِهِ، يَعْنىِ صَوْتَهُ يُجَرْجِرُ.
وَقَوْلُهُ: "تَجَعُّمُه" قَالَ: هَرَمُهُ، مِنْ قَوْلِكَ: نَاقَةٌ جَعْمَاءُ، وَيُقَالُ: تَجَعُّمُهُ: حِرْصُهُ وَطَمَعُهُ، لاَ أَحْفَظُ عَمَّن حَكَيْتُهُ.
تَهَمْهُمُه يُهَمْهِمُ فىِ نَفْسِهِ / كَأَنَّ بِهِ وَسْوَاسًا.
وَقَوْلُهُ: "يَسْهَمُه" يُصِيبُهُ مِنْهُ السُّهَامُ، أَىْ مِثْلُ الحُمَّى مِنْ شِدَّةِ حَرِّهِ.
378- أَتَاكَ لَمْ يُخْطِئْ بِهِ تَرَسُّمُهْ(2)
379- كَالْحُوتِ لاَ يُرْوِيهِ شَىءٌ يَلْهَمُهْ(3)
380- يُصْبِحُ ظَمْآنَ وَفىِ الْبَحْرِ فَمُهْ
381- مِنْ عَطَشٍ لَوَّحَهُ مُسَلْهِمُهْ
تَرَسُّمُهُ،(4)، أَىْ تَوَسُّمُهُ فِيكَ الْخَيْرَ.
شَىءٌ يَلْهَمُهُ، يَقُول: لاَ يَرْوَى وَلاَ يَقْنَعُ بِشَىءٍ حَتَّى يَلْقَاكَ. وَقَوْلُهُ: "يَلْهَمُهُ"، أَىْ يَلْتَهِمُهُ: يَبْتَلِعُهُ.
لَوَّحَهُ: أَضْمَرَهُ وَغَيَّرَهُ.
واسْلِهْمَامُهُ: ضُمْرُهُ، اسْلَهَمَّ: إِذَا ضَمَرَ، وَقَالَ أَبُوَ عَمْرٍو: "مُسْلَهِمُّهُ"، أَىْ مُغَيِّرُهُ، والَمَعْنَى مِنَ الأَوَّلِ.(1/288)
382- أَطَالَ ظِمْأً وَجَبَاكَ مَقْدَمُهْ(5)
383- وَفَيْضُكَ الفَيْضُ الرَّوَاءُ طَغَمُهْ(6)
384- إِذَا تَسَامَى مَدَّهُ قَلَيْذَمُهْ
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "... سُعَارٌ يَسْهَمُهْ".
(2) خزانة الأدب 4/454 "إيّاكَ لَمْ ...".
(3) خزانة الأدب 4/454.
(4) فى الأصل "تَرْسُمُه" خطأ، والمثبت هو الصواب.
(5) خزانة الأدب 4/454 "... وجِبَاك...". والجِبَا بِكَسْرِ الجِيمِ: الماءُ المجموعُ للإبلِ، وهو بالقَصْرِ، ومَقْدَمُه: مَوْرِدُه.
(6) خزانة الأدب 4/454 "... أَطْغَمُهْ" يعنى أكْثَرُهُ.
385- وَعَمَّ أَعْنَاقَ النِّهَالِ رَذَمُهْ
الجَبَى: مَا حَوْلَ البِئْرِ، يَقْولُ: وَالَّذِى يَقْدَمُ جَبَاكَ، وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "جِبَاكَ" أَىْ مَاؤُكَ.
وَقَوْلُهُ: "طَغَمُهُ" لَمْ يَدْرِ الأَصْمَعِىّ مَا قَوْلُهُ: "طَغَمُه"، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: طَغَمُهُ: بَحْرُهُ وَالَّذِى يُرِيدُه، وَقَالَ غَيْرُ أَبِى عَمْرٍو: أَرَادَ غَطَمَهُ فَقَلَبَ، وَأَحْسَبهُ قَوْلَ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ.
تَسَامَى: عَلاَ وَارْتَفَعَ.
وَقَلَيْذَمُهْ: بَحْرُهُ الأَعْظَمُ، وَأَنْشَدَنَا الفَرَّاءُ:
* إِنَّ لَنَا قَلَيْذَمًا قَذُومَا *(1)
* يَزِيدُهَا مَخْجُ الدَّلاَ جُمُومَا *
وَإِنَّما يَصِفُ بِئْرًا كَثِيرَةَ الْمَاءِ.
وَقَوْلُهُ: "عَمَّ": أَلْبَسَ.
وَأَعْنَاقُ النِّهَالِ: الَّذِينَ يُرِيدُونَ السَّقْىَ.
وَالرَّذَمُ: القَطِرَانُ الَّذِى يَقْطُرُ مِنَ الدَّلاَ.
وَالنَّهَالُ هَاهُنَا: العِطَاشُ.
وَقَال أَبُو عَمْرٍو: رَذَمُهُ: سَيَلاَنُهُ، رَذَمَ: إِذَا سَالَ.
386- فَإِنْ يَقَعْ عُثْنُونُهُ وَبُلْغَمُهْ
387- فىِ حَوْضِ جَيَّاشٍ خَسِيفٍ عَيْلَمُهْ
388- تُؤْجَرْ وَتَنْقَعْ صَادِيًا تَحَدُّمُهْ
389- فَتَشْفِ عَيْنَيْهِ وَيَبْرَأْ سَقَمُهْ (2)
الْخَسِيفُ: البِئْرُ الَّتِى انْكَسَر جَبَلُهَا فَلاَ تَنْزِفُ، وَمِنْهُ:(1/289)
* قَدْ نُزِحَتْ إِنْ لَمْ يَكُنْ خَسِيفَا*(3)
__________
(1) اللسان (ق ل ذ م) بدون عزو، ورَوايتُه:
* قد صَبَّحتْ قَلَيْذَمًا قَذُومَا*
* يَزِيدُه مَخْجُ الدِّلاَ جُمُومَا *
ويُرْوَى "... قُلَيْذِمًا...".
(2) فى ديوانه المطبوع "فَتَشْفَ عَيْنَيْهِ ..." وفى أراجيز العرب "فتَشْفَى عَيْنَيْهِ..." ووفقًا لهذه الرواية يكون الرجز "فتَشْفَى عيناه ويَبْرَأ سَقَمُهْ".
(3) اللسان (خ س ف) بدون عزو، وفيه:
* قَدْ نَزَحَتْ إنْ لَمْ يَكُنْ خَسِيفَا *
* أَو يَكُنِ البَحْرُ لها حَلِيفَا *
/ * أَوْ يَكُنِ الْبَحْرُ لَهَا خَلِيفَا *
وَالْعَيْلَمُ: الْمَاءُ الكَثِيرُ.
وَالْبُلْعُمُ، وَالْبُلْعُومُ واحِدٌ، وهو الْمَرِىءُ، ابْنُ الأَعْرَابِىِّ وَغَيْرُه: "يَنْقَعُ".
وَالصَّادِى: العَطْشَانُ، صَدِىَ صَدًى.
وَتَحَدُّمُهُ: تَحَرُّقُهُ مِنَ الْعَطَشِ، وَمِنْهُ: فُلاَنٌ يَتَحَدَّمُ عَلَى فُلاَنٍ، أَىْ يَتَغَيَّظُ، وَمِنْهُ: احْتَدَمَتْ سَاعَتُنَا.
وَتَنْقَعُ: تَرْوَى، وَيَنْقَعُ: يَرْوَى، شَرِبَ حَتَّى نَقَعَ وَبَضَعَ.
390- وَتَنْتَفِخْ مِنْ زَوْرِهِ تَهَضُّمُهْ (1)
391- بَعْدَ انْهِشَامِ قَصِفٍ تَهَزُّمُهْ
392- كَأَنَّ شَحْمَ الْكُلْيَتَيْنِ شَحَمُهْ
393- وَكَانَ جَمًّا شَاؤُهُ وَنَعَمُهْ (2)
أَبَو عَمْرٍو: "تَهَدُّمُهُ" أَىِ انْهِدَامُهُ وضُمْرُهُ، وَمَنْ قَالَ: "تَهَزُّمُه"، أَىْ تَكَسُّرُه.
وَكَانَ جَمًّا، يَقُولُ: كَانَ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَهُ هَذَا الجَهْدُ كَثِيرَ الشَّاءِ وَالنَّعَمِ.
394- فَعَضَّهُ دَهْرٌ وَدَقَّ مِحْطَمُهْ(3)
395- مَضْغًا وَخَلْبًا لاَ يَكِلُّ أَكْهَمُهْ
396- وَفَقْدُ مَالٍ كَالْجُنُونِ لَمَمُهْ
397- وَالدَّهْرُ أَحْنَى لاَ يَزَالُ أَلَمُهْ(4)
مِحْطَمُهُ: مَا يَحْطِمُهُ مِنْهُ مِنْ جَهْدِهِ وَجَدْبِهِ.
__________(1/290)
(1) أراجيز العرب "وَيَنْتَفِجْ..." ورواية أبى سعيد الضرير: "ويَنْتَفِخُ..".
(2) خزانة الأدب 4/454 "قَدْ كانَ جَمًّا...".
(3) خزانة الأدب 4/454 "فَعَضَّهُ دَهْرٌ مُذِفٌّ مَحْطِمُهْ" ورواية أبى سعيد الضرير:
* قَدْ عَضَّهُ دَهْرٌ مُذِفٌّ مِحْطَمُهْ *
وفى أراجيز العرب "... مِدَقٌّ مِحْطَمُهْ".
(4) خزانة الأدب 4/454 "والدَّهْرُ أَحْبَى..." والأَحْبَى: الشديدُ الحابِى الضُّلُوعِ، أى المُشْرِفُ المُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ من الغَيْظِ.
وَقَوْلُهُ: "مَضْغًا وَخَلْبًا" مِنْ قَوْلِكَ: خَلَبَهُ يَخْلِبُهُ، وَمِنْهُ المَثَلُ: "إِنْ لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلِبْ" أَىْ أَثِّرْ وَاجْرَحْ، هَكَذَا فَسَّرَ هَذَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ، وَقَالَ الأَصْمَعِىُّ: "فَاخْلُبْ" أَىْ إِنْ لَمْ تَغْلِبْ فَاخْدَعْ، خَلَبَهُ يَخْلُبُهُ خِلاَبَةً.
وَقَوْلُه: "لاَ يَكِلُّ أَكْهَمُهْ" مِنْ قَوْلِكَ: سَيْفٌ كَهَامٌ. يَقُولُ: فَلَيْسَ بِكَهَامٍ.
وَالْخَلْبُ: الْقَطْعُ، يَقُولُ: فَلَيْسَ لَهُ مَا يَكِلُّ مِنْهُ، كَقَوْلِهِ:
* فىِ لَيْلَةٍ لاَ يُهْتَدَى بِنُجُومِهَا *
أَىْ لَيْسَ فِيهَا نُجُومٌ يُهْتَدَى بِهَا، وَمِثْلُ قَوْلِهِ: لاَ يُهْتَدَى بِمَنَارِه، وَمِثْلُ قَوْلِهِ:
لاَ يُفْزِعُ الأَرْنَبَ أَهْدَالُهَا وَلاَ تَرَى الضَّبَّ بِهَا يَنْحَجِرْ
وَقَوْلُهُ: "وَالدَّهْرُ أَحْنَى" قَالَ: أرَاهُ يُرِيدُ شَدِيدًا، وَيُقَالُ: أَحْبَى: مُعْوَجٌّ لاَيَسْتَقِيمُ.
398- يَثْلِمُ أَرْكَانَ الشِّدَادِ ثَلَمُهْ
399- أَفْنَى قُرونًا وَهْوَ بَاقٍ أَزْلَمُهْ(1)
/400- بِذَاكَ بَادَتْ عَادُهُ وَإِرَمُهْ(2)
ثَلَمُهُ وَثُلَمُهُ عَنْ أَبِى عَمْرٍو، وَثَلَمُهُ يُرِيدُ ثَلْمَهُ، مِنْ قَوْلِكَ: يَثْلَمُ ثَلْمًا فَحَرَّكَ، وَيُقَالُ: هَذَا ثَلَمُ الْوَادِى، أَىْ حَيْثُ انْثَلَمَ.
وَقَوْلُهُ: "أَزْلَمُهْ" مِنْ قَوْلِهِ:(1/291)
* إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكَ الأَزْلَمَ الجَذَعَا *(3)
__________
(1) خزانة الأدب 4/455:
* أَفْنَى القُرُونَ وَهْوَ باقٍ أَزْنَمُهْ *
أى حَوادِثُه، وهو بالزاءِ المُعْجَمة والنُّون.
(2) عادٌ وإِرَم، وهما قَبِيلتان.
(3) الشاهدُ عَجُزُ بيت لِلَقِيطِ بن يَعْمَر الإِيَادِىّ فى ديوانه /45، وصَدْرُه:
* يا قَوْمُ بيضتكم لا تَفْجَعَنَّ بها *
[ بَيْضَتُكُم: أصْلُكُم؛ الأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدَّهْرُ؛ لأنه لا يُهْزَمُ أبَدًا، فهو أبَدًا أَجْذَعُ].
أَبُو عَمْرٍو "الأَزْنَمُ، وَالأَزْلَمُ" وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "أَزْنَمُهْ"، وَالأَزْلَمُ: الدَّهْرُ.
* * *
- 28-
وَقَالَ أَيضًا(1) يَمْدَحُ الفَضْلَ بْنَ عَبْدِالرَّحْمنِ الهاشِمِىِّ:
1- قَدْ عَجِبَتْ نَضْرَةُ مِنْ تَهْدَاجى
2- مُخْتَضِعًا أَهُمُّ بِالهِمْلاَجِ(2)
3- إِذْ رَقَّ بَعْدَ مُدْمَجِ الإِْدْمَاجِ (3)
4- وَدُمْلَجِىٍّ حَسَنِ الدِّمْلاَجِ(4)
نَضْرَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، مِنَ النَّضَارَةِ، وَقَدْ نَضَرَهُ اللَّهُ يَنْضُرُه [نَضْرَة] (5) وَنَضَارَة. [ ](6)
إِنَّ النَّضِيرَةَ رَبّةُ الخِدْرِ، فَعِيلَةٌ مِنَ النَّضَارَةِ.
وَقَوْلُهُ: "تَهْدَاجِى" مِنَ [ ](7) فىِ سُرْعَةِ.
وَالمُخْتَضِعُ: الْخَاضِعُ الْمُطَأْطِئُ عُنُقَهُ مِنَ الْكِبَرِ.
والهِمْلاَجُ مِنْ [هَمْلَجَ هَمْلَجَةً](8) وَهِمْلاَجًا، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ الشَّيْخُ إِذَا كَبِرَ، كَأَنَّهُ يُهَمْلِجُ فىِ مَشْيِهِ، وكَذَلِكَ تُوصَفُ الْبَهِيمَةُ.
[وأنْشَدَ] (9) ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
* أَعْطَى فَأَعْطَى نَعْجَةً هِمْلاَجَا *(10)
* رَجَاجَةً إِنَّ لَهَا رَجاجا *
وَالرَّجَاجُ: رَدِىءُ [ ] (11) المَفْتُولُ الْمُحْكَمُ، وَإِنَّما يَعْنىِ بَدَنَهُ وَشَبَابَهُ.
__________
(1) الأُرجوزة فى ديوانه المطبوع (30-33) ورقمها (13).
(2) المشطور غير واضح بالأصل، والمثبت من ديوانه المطبوع.(1/292)
(3) يَعْنىِ "بِمُدْمَجِ الإِدْماجِ" كَمالِى وقُوَّتِى (كتاب أراجيز العرب).
(4) المشطور غير واضح بالأصل، والمثبت من ديوانه المطبوع.
(5) ما بين الحاصرتين زيادة من اللسان يستقيم بها المعنى.
(6) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(7) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(8) ما بين الحاصرتين زيادة من اللسان (هـ م ل ج).
(9) ما بين الحاصرتين زيادة يستقيم بها المعنى.
(10) الشاهد فى اللسان (ر ج ج، هـ م ل ج) ورِوايتُه:
* أَعْطَى خَلِيلِى نَعْجَةً هِمْلاجَا *
* رَجَاجةً إنَّ لَهَا رَجَاجَا *
والرَّجَاجة: الضعيفة التى لا نِقْىَ لها.
(11) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
وَقَوْلُهُ: "وَدُمْلُجِىٌّ" قَالَ: عُنُقُهُ أَوْ جَسَدُهُ. وَقَالَ الأَصْمَعِىُّ: أَرَى أَنَّ أَصْلَ الدَّمْلَجَةِ الطَّىُّ، فَأَمَّا أَبُو عَمْرٍو فَقَالَ فى دُمْلُجِىٍّ قَالَ: كَأَنَّهُ دُمْلُجٌ مِنْ حُسْنِهِ وَادِّمَاجِهِ، وَيُقَالُ: دُمْلَجٌ، وَدُمْلُوجٌ.
9- مَيَّالَةٍ بِالْكَفَلِ الرَّجْرَاجِ(1)
10- فىِ خَدَلٍ مِنْهَا وَفىِ ارْتِجَاجِ
/11- كَأَنَّهَا فىِ الرَّيْطِ ذِى الأَرَاجِ
12- بَرْدِيَّةٌ رَيَّا مِنَ العِذْلاَجِ
أَبُو عَمْرٍو: "فىِ خَدَلٍ". ابْنُ الأَعْرَابِىِّ "فىِ جَدَلٍ" وَأَجَازَ "خَدَلٍ" وَلَمْ يُنْكِرْهُ.
وَالْجَدَلُ: إِحْكَامُ الْخَلْقِ. وَالْخَدَلُ: عِظَمُ السَّاقِ.
وَالاْرْتِجَاجُ: التَّحَرُّكَ، يَعْنىِ تَرْتَجُّ لإِدْمَاجِ خَلْقِهَا.
وَالأَرَاجُ مِنَ الأَرَجِ: وَهُوَ طِيبُ الرِّيحِ، قَدْ أَرَجَ يَأْرَجُ أَرَجًا، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِى الرُّمَّةِ:
إِذَا اسْتَهَلَّتْ عَلَيْهَا غَيْبَةٌ أَرِجَتْ
__________
(1) زاد فى الديوان المطبوع قبل هذا المشطور أربعة مشاطير بأرقام (8،7،6،5) وهى غير موجودة بشرح الديوان، وهى موجودة فى كتاب أراجيز العرب ونسخة أبى سعيد الضرير، وهى:
* مَجْدُولٌ عُنْقِى وبَدَتْ أَوْداجِى *(1/293)
* بَعْدَ مِعَنٍّ فى الصِّبَا مَعّاجِ *
* لا يَرْعَوِى تَعَمُّجَ العَمّاجِ *
* عَنْ وَصْلِ كُلِّ آنِسٍ مِبْهاجِ *
[المِعَنُّ: العَريضُ، أى بَعْدَ أن كُنْتُ أتَعَرَّضُ لِلَّهْوِ واللَّعِبِ؛ المَعّاجُ: الخَوّاضُ، يريد بَعْدَ أن كُنْتُ أَخُوضُ غَمَراتِ الهَوَى وأَجْرِى فيها؛ وقَوْلُه: "لا يَرْعَوِى تَعَمُّجَ العَمّاجِ" أى تَلَوِّى المُلْتَوِى، يريدُ أنه كان لا يَرْعَوِى عن وَصْلِ كُلِّ آنِسٍ ولا يَلْتَوِى عنه كما يَلْتَوِى المُلْتَوِى الذى أَقْلَعَ عن الصِّبَا وكَفَّ عنه وارْعَوَى؛ آنِسٌ: ذو أُنْسٍ؛ مِبْهاج، أى ذو بَهْجةٍ]. (كتاب أراجيز العرب).
مَرَابِضُ الْعَيْنِ حَتَّى يَأْرَجَ الْخَشَبُ(1)
العِذْلاَجُ مِنَ المُعَذْلَجِ، وَهُوَ حُسْنُ الغِذَاءِ، وَيُقَالُ: مُعَذْلَجٌ، وَمُخَرْفَجٌ، وَمُسَرْعَفٌ، وَمُسَرْهَفٌ، وَمُتَرَّفٌ: هَذَا فىِ حُسْنِ الغِذَاءِ(2)، فَإِذَا كانَ فىِ سُوءِ الغِذَاءِ قِيلَ: مُقَرْقَمٌ، وَمُقَرْنَبٌ، وَمُجَدَّعٌ، وَجَدِعٌ، وَالمُحْجَنُ أَيْضًا، وَهُوَ السَّيِّئُ الغِذَاءِ.
13- بَيْضَاءُ صَفْرَاءُ اصْفِرَارَ الْعَاجِ
14- فِى نَعَجٍ مِنْهَا وَفِى انْبِلاَجِ
15- سَدْرَى بِهَا دَاءٌ مِنَ الغُنَاجِ
16- فِى مُرْشِقَاتٍ لَسْنَ بِالأَهْمَاجِ(3)
[قَوْلُه: بيضاءُ صَفْراءُ؛ لأَِن العَربَ تَسْتَحْسِنُ البَياضَ المَشُوبَ بِصُفْرَة، كَمَا قال:
*كَأَنَّها فِضّةٌ] (4) قَدْ مَسَّهَا ذَهَبُ*(5)
وَالنَّعَجُ: الْبَيَاضُ، وَمِثْلُهُ قَوْل [ ] (6) مِنَ الْبُلْجَةِ، وَهُوَ الاْنْكِشَافُ عَنِ الحُسْنِ.
سَدْرَى، أَى هِىَ [ ] (7).
__________
(1) شاهد ذى الرمة فى ديوانه 1 /86ط دمشق - تحقيق عبدالقدوس أبو صالح، ورِوايته:
إذا اسْتَهَلَّتْ عليه غَبْيَةٌ أَرِجَتْ - مَرَابِضُ العِينِ حتَّى يَأْرَجَ الخَشَبُ(1/294)
أى إذا استهلّتْ على هذه الكِناس؛ والاستِهْلال: صَوْتُ وَقْعِ المَطَرِ؛ الغَبْيَةُ: المَطْرةُ الشديدة؛ وقوله: أَرِجت مرابضُ العِين، يريد توهّجَت بالطيب، يريد مَرَابِضَ بقر الوحش، أى لَمّا أصابَها المطرُ فاحت بِرِيح طيبة حتى يأرج أيضًا خَشَبُ الكِناس.
(2) يُقَالُ لِلحَسَنِ الغِذَاءِ أيضًا: مُسَغَّمٌ، ومُفَنَّقٌ، ومُفَتَّقٌ، ومُثَدَّنٌ. (اللسان / س غ م).
(3) اللسان (هـ م ج).
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من كتاب أراجيز العرب، وبه يتم المعنى.
(5) فى أراجيز العرب "قَدْ شابَها ذَهَبُ".
(6) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(7) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
أَبُو عَمْرٍو: سَدْرَى: مُتَحَيِّرَةٌ، مِنْ سَدِرَ بَصَرُهُ يَسْدِرُ سَدَرًا.
[ الهَمَجُ: كُلُّ دُودٍ يَنْقِئُ عن] (1) البَعُوضِ وَالذُّبَابِ، وَيُقَالُ لِلنَّاسِ الَّذِينَ لاَ خَيْرَ فِيهِمْ:
الهَمَجُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
* يَعِيثُ فِيهِ هَمَجٌ هَامِجُ *(2)
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَالأَهْمَاجُ: الحَمْقَى، وَاحِدُهَا هَمَجَةٌ.(3)
17- [ وَلَسْنَ بِالخَرامِلِ] الأَهْوَاجِ(4)
18- يَضْحَكْنَ عَنْ مَثْلُوجَةِ الأَثْلاَجِ
19- / [لَهَا اللَّمَى] مِنْ لُعْسَةِ الأَدْعَاجِ(5)
20- كَأَنَّ بَرْقًا طَارَ فىِ إِرْعَاجِ
اللَّمَى مَقْصُورٌ: سَوَادٌ فىِ اللِّثَةِ.
وَاللُّعْسَةُ، وَاللَّعَسُ نَحْوٌ مِنْ ذَلِكَ.
وَالدَّعَجُ: شِدَّةُ سَوَادِ السَّوَادِ.
وَإِرْعَاجٌ: أَرْعَجَ البَرْقُ: إِذَا كَثُرَ تَشَقُّقُهُ فىِ السَّمَاءِ.
الخِرْمِلُ: الحَمْقَاءُ الَّتىِ لاَ تُحْسِنُ شَيْئًا.
وَالأَهْوَاجُ مِنَ الهَوَجِ، كَأَنَّهُ هَوَجٌ وَأَهْوَاجٌ.
وَقَوْلُهُ: "مَثْلُوجَةُ الإِثْلاجِ" وَإِنَّمَا أَرَادَ بَرْدَ أَنْيَابِهِنَّ، كَأَنَّهُ قَالَ: عَنْ مُبَرَّدَةِ الْبَرْدِ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان (هـ م ج).(1/295)
(2) الشاهد عَجُزُ بَيتٍ للحارثِ بن حِلِّزة فى اللسان (هـ م ج)، وصَدْرُه:
* يَتْرُكُ ما رَقَّحَ مِنْ عَيْشِهِ *
والشاهد فى ديوانه /62. [رَقَّح: أصْلَحَ المالَ؛ الهَمَجُ: البَعُوضُ، شَبّه به الوارثَ لِضَعْفِه؛ الهامِجُ: المَتْرُوك بِلا نِظامٍ].
(3) فى اللسان (هـ م ج) قال أبوسعيد: الهَمَجَةُ من الناسِ: الأَحْمَقُ الذى لا يَتماسكُ، والهَمَجُ جَمْعُ الهَمَجَةِ.
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من ديوانه المطبوع وكتاب أراجيز العرب.
(5) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من ديوانه المطبوع. ورواية أبى سعيد الضرير "فيها لَمًا...".
21- إِبْرَاقُهُنَّ الضِّحْكَ ذَا الإِْبْلاَجِ(1)
22- غَيَّقْنَ بِالمَكْحُولَةِ السَّوَاجِى(2)
23- شَيْطَانَ كُلِّ مُتْرَفٍ سَدَّاجِ(3)
24- بِالمَنْطِقِ الْمَعْلُومِ بِالإِْحْنَاجِ(4)
إِبْرَاقُهُنَّ: مِنْ أَبْرَقَ الشَّىءُ: إِذَا لَمَعَ.
وَالإِْبْلاَجُ: مِنَ الأَبْلَجِ، وَهُوَ الوَاضِحُ.
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "الضِّحْكَ ذَا الإِْهْمَاجِ" قَالَ: يُقَالُ: قَدْ أَهْمَجْتَ فىِ الضحِكِ: إِذَا أَخْفَيْتَهُ، وَكَذَلِكَ الحَدِيث.
وَقَوْلُهُ: "غَيَّقْنَ" أَىْ مَوَّجْنَ البَصَرَ، وَالْمَعْنى: أَنَّهُنَّ أضَلَلْنَ شَيْطَانَ كُلِّ إِنْسَانٍ مُتْرَفٍ.
وَالسَّوَاجِى أَنَّهُنَّ يَنْظُرْنَ نَظَرًا سَاجِيًا.
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "بِالمَنْطِقِ المَعْلُومِ وَالإِْحْنَاجِ" وَالأُولَى رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو. وَرَوَى الأَصْمَعِىُّ: "بِالمَنْطِقِ المَعْلُومِ وَاللّجْلاَجِ" وَفَسَّرَ، يَقُول: يَجِىءُ شَىءٌ تَعْرِفُهُ وَيُلَجْلِجُ أَحْيَانًا فَلاَ تَعْرِفُهُ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو فىِ قَوْلِهِ: "بِالإِْحْنَاجِ" أَىْ خَفِىٌّ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الإحْنَاجُ: الَّذِى يَلْوِى الْخَيْرَ عَنْ وَجْهِهِ. وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: بَعْدَ قَوْلِهِ بِالمَنْطِقِ.(1/296)
وَالسَّدَّاجُ: الكَذَّابُ، سَدَجَ يَسْدُجُ سَدْجًا.
وَالْمُتْرَفُ: الْمُنَعَّمُ.
25- وَالْمُعْرَبِ الْمَعْرُوفِ لاَ اللَّجْلاَجِ
26- وَكَسَرَاتِ الْحَاجِبِ الْخَلاَّجِ
27- يَا نَضْرَ قَدْ أُولِعْتِ بِاللَّجَاجِ
28- وَالْقَوْلِ مِنْ بَوَاطِلِ السِّمْهَاجِ
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "... الضَّحْكَ ..." بفتح الضاد.
(2) اللسان (غ ى ق)، وفى كتاب أراجيز العرب:
* أَضْلَلْنَ بالمَكْحُولةِ السَّوَاجِى *
(3) اللسان (س د ج، غ ى ق).
(4) رواية أبى سعيد الضرير: "... بالإحْناجِ".
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "وَالْقِيلِ مِنْ بَوَاطِلِ" قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الكَذِبُ يُقَالُ: حَلَفَ [حَلِفًا] مُسَمْهَجًا(1). /
وَالسَّدَّاجُ: الكَذَّابُ، تَسَدَّجَ: إِذَا تَخَلَّقَ الشَّىءَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: سَدَّاجٌ: نَمَّامٌ، سَدَجَ يَسْدِجُ سَدْجًا] (2).
وَاللَّجْلاَجُ: اللَّجْلَجَةُ فى الْكَلاَمِ.
29- أَنْ يَغْلِبَ النَّفْسَ الَّتىِ أُنَاجِى
30- وَالْحِفْظَ مِنْ وَصِيَّةِ الْعَجَّاجِ
31- تَكَرُّمًا عَنْ سِيرَةِ الهُمَّاجِ
32- وَطُولَ إِنْسَائِى ذَوِى الضَّجَاجِ
الهُمَّاجُ: الهَمَجُ، وَقَدْ مَرَّ.
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "عَنْ سِيَرِ" [ ] (3).
إنْسَائِى، أَىْ تَأْخِيرِى عَنْ ذَوِى الضَّجَاجِ الَّذِى يَضِجّ [ ] (4).
33- مَا خَلَطُوا مِنْ كَذِبٍ شِمْرَاجِ
34- وَرَغْبَتىِ فىِ العُذْرِ وَاحْتِجَاجِ(5)
35- يَكْفِيكَ هَرْجَ المِهْرَجِ الهَرَّاجِ
36- بَلْ بَلْدَةٍ مُغْبَرَّةِ الفِجَاجِ(6)
يُقَالُ: شَمْرَجَ كَلاَمَهُ: إِذَا تَكَلَّمَ كَلاَمًا سَرِيعًا، وَشَمْرَجَ خِيَاطَتَهُ: إِذَا [خاطَها خِياطةً مُتَباعدة، وباعَدَ بين الغُرَز(7)] يَقُولُ: أُحِبُّ العُذْرَ عِنْدَ النَّاسِ وَأَلاَّ يَكُونَ لَهُمْ عَلَىَّ حُجَّةٌ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين زيادة من اللسان (س م هـ ج) وبها تستقيم العِبارة.(1/297)
(2) ما بين الحاصرتين شرح للمشطور رقم (23) من هذه الأُرجوزة.
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(5) المشطور غير واضح بالأصل، والمثبت من ديوانه المطبوع.
(6) المشطور غير واضح بالأصل، والمثبت من ديوانه المطبوع وكتاب أراجيز العرب. [والبَلْدَةُ: المَفَازةُ]. (كتاب أراجيز العرب).
(7) مابين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان (ش م ر ج).
أَبُو عَمْرٍو: "المِهْتَكِ" [ ] (1) رَوَى الأَرَّاجِ وَفىِ رِوَايَةِ أَبِى عَمْرٍو بَعْدَ هَذَا "وَأَرَجَانَ الْكَاذِبِ الأَرَّاجِ".
أَبُو عَمْرٍو "الْمِهْتَكِ" وَهَذَا الَّذِى [ ] (2) مِنْ قَوْلِكَ: هَتَكَ يَهْتِكُ.
وَالهَرَّاجُ: يُقَالُ: قَدْ هَرَّجَ النَّاسُ فىِ الْحَديثِ: إِذَا أكْثَرُوا فِيهِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْهَرْجُ: خَلْطُ الحَديثِ والكَذِبُ فيه، والهَرْجُ أيضًا: القِتَالُ، والهَرْجُ: كَثْرَةُ النِّكَاحِ.
وَالأَرَّاجُ يَتَأَرَّجُ بِالكَذِبِ كَمَا تَتَأَرَّجُ النَّارُ، أَىْ تَتَوهَّجُ.
(ح) الأَرَجَانُ: الإِغْرَاءُ بَيْنَ النَّاسِ.
وَالأَرَّاجُ: المُغْرِى.
الفِجَاجُ: الطُّرُقُ، وَاحِدُهَا فَجٌّ.
37- خَوْقَاءَ مِنْ تَرَاغُبِ الأَضْوَاجِ(3)
38- تُفْضِى إِلَى مُنْضَرِجِ الأَضْرَاجِ(4)
39- تَغْتَالُ مَرَّ النُّجُبِ النَّوَاجِى(5)
40- وَإِنْ سَبَرْنَ اللَّيْلَ بِالإِدْلاَجِ
/ خَوْقَاءُ: بَعِيدَةٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَاسِعَةٌ.
وَالضَّوْجُ وَاحِدُ الأَضْوَاجِ، وَهُوَ نَاحِيةُ الوَادِى. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الأَضْواجُ: مَذَاهِبُ الأَوْدِيَةِ، الْوَاحِدُ ضَوْجٌ.
وَقَوْلُهُ: "تَرَاغُبِ" يُقَالُ: وَادٍ رغيبٌ: إذَا كَانَ كَثِيِرَ الأَخْذِ.(1/298)
وَقَوْلُه: "مُنْضَرِج الأضْرَاجِ": كَأَنَّهَا بِلاَدٌ تَتَّسِقُ فىِ بِلاَدٍ غَيْرِهَا. وَيُقَالُ: عَيْنٌ مَضْرُوجَةٌ، أَىْ وَاسِعَةٌ، وَيُقَالُ: ضَرَّجَ ثَوْبَهُ: شَقَّهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الآخَرِ أَخْبَرَنَاه ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
وَمُضَرَّجٍ قَفْرٍ ذَعَرْتُ نَعَامَهُ
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(2) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(3) اللسان (ض و ج) وفيه "خَوْقاءُ...".
(4) رواية أبى سعيد الضرير "... مُنْدَرِجِ الأَدْراجِ".
(5) يريد أن هذه المفازة تَسْتَنْفِدُ سَيْرَ النُّوقِ. (كتاب أراجيز العرب).
قَبْلَ الصَّبَاحِ بِضُمَّرٍ أَطْلاَحِ
يَعْنىِ بَلَدًا وَاسِعًا انْشَقَّ إِلَى بَلَدٍ آخَرَ أَوِ اتَّصَلَ بِهِ.
وَالنُّجُبُ: الكِرَامُ.
وَالنَّوَاجِى: السِّرَاعُ، وَالوَاحِدَةُ نَاجِيَةٌ.
وَقَوْلُهُ: سَبَرْنَ: نَظَرْنَ مَا غَايَةُ هَذَا البَلَدِ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: سَبَرْنَ: قِسْنَ وَدَخَلْنَ فىِ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ كَمَا تُدْخِلُ المِسْبارَ فىِ الْجُرْحِ.
41- وَاجْتَبْنَ فىِ ذِى لُجَجٍ دَجْدَاجِ(1)
42- أَخْضَرَ يَخْضَرُّ اخْضِرَارَ السَّاجِ
43- فىِ هَدَبٍ مِنْهُ فِى الْتِجَاجِ
44- حَتَّى انْجَلَى عَنْ مِعْسَفٍ شَجَّاجِ
اجْتَبْنَ: دَخَلْنَ وَقَطَعْنَهُ، مِنْ قَوْلِكَ: جُبْتُ البِلاَدَ، وَيُقَالُ: جَابَ يَجُوبُ، وَجَابَ يَجِيبُ مِنْ جِبْتُ.
وَالدَّجْدَاجُ: الْمُظْلِمُ، قَالَه أَبُو عَمْرٍو. وَرَوَى "أَدْهَمَ يَخْضَرُّ".
وَالسَّاجُ: الطَّيْلَسَانُ.
فىِ هَدَبٍ: يَقُولُ: لِهَذَا اللَّيْلِ هَدَبٌ قَدْ أَرْخَاهُ مِنْ ظُلْمَتِهِ.
والاْلْتِجَاجُ: يَقُولُ: صَارَ لَهُ لُجَّةٌ. وَلُجَّةُ الْبَحْرِ: مُعْظَمُهُ، وَاللَّجَّةُ: الصَّوْتُ.
وَالْمِعْسَفُ، يَتَعَسَّفُ الْبِلاَدَ: يَرْكَبُهَا عَلَى غَيْرِ هِدَايَةٍ.
وَشَجَّاجٌ: يَعْلُو الفَلَوَاتِ يَشُجُهُنَّ، يَعْنىِ نَفْسَهُ.(1/299)
45- يَمْطُو قِلاَصَ السَّفَرِ المَجَّاجِ(2)
46- كَأَنَّهَا مِنْ شِدَّةِ الإِْدْرَاجِ
47- إِذْ ضَمَّهَا نَجَانِجُ النَّجْنَاجِ(3)
48- وَالعَصْرُ بَعْدَ البُدُنِ البَجْبَاجِ
[ ] (4) إِذَا حَثَّهَا يَمْحَجُهَا مَحْجًا.
__________
(1) يَعْنىِ "بِذِى لُجَجٍ دَجْداجِ": اللَّيْلَ. (كتاب أراجيز العرب).
(2) بياض بالأصل، والمثبت من ديوانه المطبوع وكتاب أراجيز العرب.
(3) بياض بالأصل، والمثبت من ديوانه المطبوع وكتاب أراجيز العرب.
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: المَجَّاجُ: الَّذِى يَمُرُّ مَرًّا [ / ] (1) وَذَهَابُ لَحْمِهَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الإِْدْرَاجُ: الَّتىِ تَقَدَّمُ أَنْسَاعُهَا، ناقَةٌ [ ] (2) يُقَالُ: نَجْنَجَنَهَا نَجْنَجَةً، وَنِجْنَاجًا. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: النَّجْنَاجُ: الحَبْسُ، وَنَجَانِجُ مِثْلُهُ، وَفَتَحَ [ ] (3) بِذَلِكَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ. وَالنَّجْنَاجُ: الحَرَكَةُ بِالسُّرْعَةِ فىِ هَذَا المَوْضِعِ، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِى الرُّمَّةِ:
بِهَا مِنْ خَلْفِهَا لاَحِقُ الصُّقْلَيْنِ هِمْهِيمُ(4)
وَمَنْ جَعَلَ النَّجْنَاجَ التَّرْدَادَ يَقُولُ: فَضَمَّرَهَا تَرْدَادُنَا إِيَّاهَا فىِ السَّيْرِ.
وَالبَجْبَاجُ: كَثْرَةُ اللَّحْمِ، عَنْ أَبِى عَمْرٍو.
49- وَالنَّهْمُ بِاليَايَاءِ وَالهَجْهَاجِ(5)
50- مُخْرَوَّطَاتٌ كَقَنَا الْحَلاَّجِ
51- يَرْمِينَ أَصْوَاتَ الصَّدَى البَوَّاجِ
52- بِكُلِّ ظَمْأَى صُلْبَةِ الحِجَاجِ(6)
53- كَأَنَّهَا مِنْ عُقَبِ الإِيسَاجِ
مُخْرَوَّطَاتٌ: مُسْرِعَاتٌ.
وَالْحَلاَّجُ: أَرَادَ مُقَوِّمَ الْقَنَا؛ لأَِنَّهُ يَصْهَبُهَا عَلَى النَّارِ ثُمَّ يَجْعَلُهَا فىِ القَاسِطِيّةِ، يَقُولُ: فَقَدْ ذَهَبَتْ فَضُولُهَا، فَهِىَ ضُمْرٌ مُدْمَجَةُ الحَلْقِ مُحْكَمَتُهُ.
اليَايَاءُ: مِنْ قَوْلِكَ: يَايَا، وَهُوَ زَجْرٌ.(1/300)
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(2) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(4) شاهد ذى الرُّمّة فى اللسان (هـ م م) يَصِفُ الحِمَارَ والأُتُنَ، وتَمامُه:
خَلَّى لَها سَرْبَ أُولاَها وهَيَّجَها
مِنْ خَلْفِها لاحِقُ الصُّقْلَيْنِ هِمْهِيمُ
(5) فى كتاب أراجيز العرب "... باليَأْياء..." وهو زَجْرٌ للإِبِلِ مثل الياياء.
(6) رواية أبى سعيد الضرير: "بكُلِّ شىءٍ...".
وَالنَّهْمُ: زَجْرٌ، نَهَمْتُهُ أَنْهَمُهُ نَهْمًا، أَىْ زَجَرْتُهُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
* أَلاَ انْهِمَاهَا إِنَّهَا مَنَاهِيمْ *(1)
* وَإِنَّمَا يَنْهَمُهَا الْقَوْمُ الْهِيمْ *
مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: وَالصَّدَى هَاهُنَا: ذَكَرُ البُومِ، يَقُولُ: فَإِذَا سَمِعْنَ أَصْوَاتَ الْبُومِ رَمَيْنَهَا بِأَبْصَارِهِنَّ.
وَقَوْلُهُ: "البَوَّاجُ" مِنَ الصِّيَاحِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: يُقَالُ: بَوَّجَ وَبَاجَ.
وَقَوْلُهُ: "ظَمْأَى" أَىْ غَائِرَة العُيُونِ، يَعْنىِ عَيْنَهَا.
وَالْحِجَاجُ: كَهْفُ الْعَيْنِ، وَمَنْبَِتُ الْحَاجِبِ الحِجَاجُ.
وَالْعُقَبُ: جَمْعُ عُقْبَةٍ. وَعُقَبٌ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو: جَمْعُ عُقْبَةٍ، وَهُوَ إِذَا اعْتَقَبُوا فىِ الرُّكُوبِ.
وَالإِْيسَاجُ: وَسَجَتِ الإِْبِلُ وَأَوْسَجْتُهَا: إِذَا حَمَلْتَهَا عَلَى أَنْ تَسِجَ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ.
54- بَاقِى نِطَافٍ غُرْنَ فىِ الأَلْحَاجِ
55- مَا زَالَ سُوءُ الرَِّعْىِ وَالتَّنَاجِى(2)
56- بِمُهْوَأَنٍّ غَيْرِ ذِى لَمَاجِ
57- وَطُولِ زَجْرٍ بِحَلٍ وَعَاجِ(3)
/ الرَّعْىُ، وَالرِّعْىُ، وَبَاقِى مَوْضِعُ رَفْعٍ.
وَالنِّطَافُ: جَمْعُ نُطْفَةٍ، وَالنُّطْفَةُ: قَلِيلُ الْمَاءِ وَكَثِيرُهُ حَتَّى يُقَالَ لِدِجْلَةَ أَوِ الْفُرَاتِ: نُطْفَةٌ.
وَقَوْلُهُ: "غُرْنَ": دَخَلْنَ.(1/301)
وَالأَلْحَاجُ: جَمْعُ لُحْجٍ، وَهُوَ مِثْلُ الدَّحْلِ، يُقَالُ: لَحَجَ يَلْحَجُ لَحْجًا، وَهُوَ اللَّجَفُ أَيْضًا، وَهُوَ إِذَا كَانَ فِيهَا اعْوِجَاجٌ.
__________
(1) اللسان (ت هـ م، ن هـ م) وبعدهما:
* وإِنَّنا مَنَاجِدٌ مَتاهِيمْ *
(2) اللسان (ح ل ل).
(3) اللسان (ح ل ل)، و"بِحَلٍ وعَاجِ" زَجْران للإبِلِ. (كتاب أراجيز العرب) ورواية أبى سعيد الضرير: "بِجَيْهَلٍ وعاجِ" وهما زَجْران للإبِلِ أيضًا.
وَقَوْلُهُ: "التَّنَاجِى" مِنَ النَّجَاءِ فىِ السَّيْرِ، مِنْ قَوْلِكَ: النَّجَاءَ النَّجَاءَ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَكَذَلِكَ: الوَحَا الوَحَا، وَالْوَحَاءَ الوَحَاءَ.
بِمُهْوَأَنٍّ: يُقَالُ: إِنَّ بَيْنَهُمَا لَمُهْوَأَنًّا بَعِيدًا، وَيُقَالُ: مَا ذُقْتُ لَمَاجًا، أَىْ ذَوَاقًا، يَقُولُ: لَيْسَ فِيهَا شَىءٌ يُلْمَجُ. مُحَمَّدُ بن حَبِيبٍ: المُهْوَأَنُّ: الوَاسِعُ.
وَاللَّمَاجُ: العَلَف [ ]. (1)
58- وَمَرُّ هَادِينَا بِلاَ مُنْعَاجِ
59- حَتَّى مَسَيْنَاهُنَّ بِالإِْخْدَاجِ(2)
60- يَقْذِفْنَ كُلَّ مُعْجَلٍ نَشَّاجِ (3)
61- لَمْ يُكْسَ جِلْدًا فىِ دَمٍ أَمْشَاجِ
وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "وَمَرُّ هَادِيهَا" أَىْ أَوْائِلَهَا.
وَمُنْعَاجٌ، انْعِيَاجٌ، وَهُوَ الانْثِنَاءُ، وَأَنْشَدَنَا اللِّحْيَانِىُّ عَنْ أَبِى الْجَرَّاحِ:
أَلَمَّ خَيَالُ تُكْتَمَ لَيْتَ شِعْرِى مَتَى عِوَجٌ إِلَيْهَا وَانْثِنَاءُ(4)
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(2) رواية أبى سعيد الضرير: "حتَّى مَسَيْنَهُنَّ...".
(3) المُعْجَلُ: الذى لم تَكْتَمِلْ مُدّةُ حَمْلِه. (كتاب أراجيز العرب).
(4) تُكْتَم) فى البيت عَلَم امرأة، قال العجاج:
* خَيَالُ تُكْنَى وخَيَالُ تُكْتَما *(1/302)
قَالَ اللِّحْيَانِىُّ: وَهَذَا عَلَى الضَّرُورَةِ، وَكَانَ يَنْبَغِى أَنْ يَكُونَ عِيَاجٌ، وَيُقَالُ: عُجْتُ أَعُوجُ عِيَاجًا، أَىْ مِلْتُ إِلَيْهِ، وَيُقَالُ: كَلَّمَنىِ بِكَلاَمٍ لَمْ أَعِجْ بِهِ، أى لَمْ أَرْضَ به، وَيُقَالُ: فىِ دِينِهِ وَرَأْيِهِ عِوَجٌ، وَفىِ الْعَصَا وَالْحَائِطِ عَوَجٌ، وَمَا لَمْ تَرَهُ فَهُوَ عِوَجٌ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجا قَيِّمًا } (1) وَأَخْبَرَنىِ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ قَال: يُقَالُ فىِ كُلِّهِ: عِوَجٌ، فىِ العَصَا وَالدِّينِ عِوَجٌ إِلاَّ فىِ قَوْلِكَ: قَدْ عَوِجَ الشَّىْءُ يَعْوَجُ عَوَجًا، فَإِنَّ هَذَا بِالفَتْحِ لاَ غَيْرُ، وَيُقَالُ: عَوِجَ الشَّىْءُ، وَأَوِدَ وَأَدِدَ.
وَقَولُهُ: "مَسَيْنَاهُنَّ" يُقَالُ: مَسَيْتُ النَّاقَةَ: إِذَا سَلَلْتَ وَلَدَهَا، وَرُبَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ الْحَرُّ وَالشِّدَّةُ. يَقُولُ: فَحَمَلْنَاهُنَّ عَلَى الشِّدَّةِ حَتَّى رَمَيْنَ بِأَوْلاَدِهِنَّ.
وَالإِْخْدَاجُ، أَىْ حَمَلْنَاهُنَّ عَلَى أَنْ / أَخْدَجْنَ، وَلَوْ قَال: فىِ الخِدَاجِ لَكَانَ سَهْلاً، وَيُقَالُ: خَدَجَتِ النَّاقَةُ: إِذَا رَمَتْ بِوَلَدِهَا قَبْلَ أَنْ تَتِمَّ أَيَّامُهُ، وَأَخْدَجَتْ: إِذَا جَاءَتْ بِهِ نَاقِصًا وَإِنْ تَمَّتْ أَيَّامُهُ، هَذَا قَوْلُ الأَصْمَعِىِّ، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: خَدَجَتْ، وَأَخْدَجَتْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهَذَا قَوْلُ أَبِى عُبَيْدَةَ.
وَالنَّشَّاجُ: الَّذِى يَنْشِجُ، وَالنَّشِيجُ مِثْلُ الشَّهِيقِ.
وَالأَمْشَاجُ: جَمْعُ مِشْجٍ، يُقَالُ: مَشَجَ: إِذَا جَاءَ بِهِمَا خِلْطَيْنِ، يَقُول: أَلْقَتْهُ أُمُّهُ قَبْلَ تَمَامِ خَلْقِهِ، وَذَلِكَ مِنْ جَهْدِ السَّيْرِ.
__________
(1) فى الأصل: تَجْعَل، والصواب ما أثبتناه، الكهف/2،1.
62- فَرَّجَ عَنْهُ حَلَقَ الرِّتَاجِ(1)(1/303)
63- تَنْحِيبُ نَحْبِ السَّفَرِ السَّحَّاجِ
64- غَادَرْنَهُ لِلأَعْوَرِ الشَّحَّاجِ(2)
65- وَالذِّئْبِ وَالمُخَطَّطِ العَرَّاجِ
الرِّتَاجُ: البَابُ، وَهُوَ هَاهُنَا مَثَلٌ، كَأَنَّهُ كَانَ مُغْلَقًا عَلَيْهِ فىِ حَيَاءِ أُمِّهِ فَخَرَجَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: قَدْ أُرْتِجَ عَلَيْهِ: إِذَا أُغْلِقَ عَلَيْهِ مَا يُرِيدُ مِنَ الْكَلاَمِ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ بَقِىَ بَاهِتًا.
وَالتَّنْحِيبُ: فِعْلُهُم النَّحْبَ، وَالنَّحْبُ: السَّيْرُ عَلَى جَهْدٍ. قَالَ الأَصْمَعِىُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو قَالَ: سَارَ رَجُلٌ فىِ الْجَاهِلِيّةِ سَيْرًا شَدِيدًا فَسُمِّىَ ابْنُهُ ابْنَ مُنَحِّبٍ.
وَالنَّحْبُ: النَّذْرُ.
وَالنَّحْبُ: الأَجَلُ، وَمِنْهُ: { مَنْ قَضَى نَحْبَهُ } (3).
وَالسَّحَّاجُ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو: مُسْتَقِيمٌ ذَاهِبٌ.
وَسَحَّاجٌ: قَالَ: يَمُرُّ بِهَا مَرًّا شَدِيدًا.
لِلأَعْوَرِ يُرِيدُ الغُرَابَ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ أَعْوَرُ لِحِدَّةِ بَصَرِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَعْوَرُ عَيْنَكَ وَالحَجَرَ، وَهَذَا كَمَا قَالُوا لِلْحَبَشِىِّ: أَبُو الْبَيْضَاءِ، وَلَهُ نَظَائِرُ.
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "... الرَّتاجِ" بفتح الراء المشددة.
(2) فى ديوانه المطبوع "... لِلأَعْوَرِ" بفَتْح الواو وضَمِّها.
(3) من آية 23/ سورة الأحزاب.
وَالمُخَطَّطُ العَرَّاجُ: يَعْنىِ الضَّبُعَ، وَهِىَ مِنْ أَحْمَقِ البَهَائِمِ فِيمَا يُقَالُ، وَالعَرَبُ تَضْرِبُ لَهَا مَثَلاً، يُقَالُ: إِنَّ الضَّبُعَ أَصَابَتْ تَوْدِيَةً فَجَعَلَتْ تَمُصُّهَا، وتَقُولُ: يَاحَبَّذَا الضَّيَاحُ، وَالضَّيَاحُ: مَا رَقَّ مِنَ اللَّبَنِ، وَهُوَ السَّمَارُ، وَالْخَضَارُ، وَالشَّهَابُ، وَالْمَذْقُ، وَالمَذِيقُ، وَالضَّيْحُ، وَالضَّيَاحُ. والتَّوْدِيَةُ: الْعُودُ الَّذِى يُصَرُّ بِهِ الْخِلْفُ.(1/304)
/ وَالذِّئَارُ: الْبَعَرُ الَّذِى يُجْعَلُ تَحْتَ العُودِ، وَالخَيْطُ: الصِّرَارُ.
66- وَحُجَّلٍ كَدَرْدَقِ الأَزْنَاجِ
67- تَغْدُو فَنَطْوِى كَالْقَنَا الزَّلاَّجِ(1)
68- بِالْبَشْكِ أَوْ بِالْعَنَقِ النَّآجِ
69- مُرْتَادَ كُلِّ زَاجِلٍ رَجَّاجِ(2)
الْحُجَّلُ: يَعْنىِ الْغِرْبَانَ، وَالْوَاحِدُ: حَاجِلٌ.
وَالدَّرْدَقُ: الصِّغَارُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ، شَبَّهَهُمْ بِالزِّنْجِ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: زَنْجٌ، وَزِنْجٌ، وَيُقَالُ: زُجَاجٌ، وَزِجَاجٌ، وَزَجَاجٌ، حَكَاهُ الْفَرَّاءُ.
وَالزَّلاَّجُ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَمْلَسُ، وَقَالَ غَيْرُه: الَّذِى يُرْمَى بِهِ فَيُزْلَجُ.
تَغْدُو فَنَطْوِى نَحْنُ.
الْبَشْكُ: السُّرْعَةُ، وَرَجُلٌ بَشَّاكٌ: إِذَا كَانَ كَذَّابًا، وَبَشَكَ الثَّوْبَ: إِذَا خَاطَهُ خِيَاطَةً سَرِيعَةً.
وَالنَّآجُ مِنَ النَّأَجَانِ، وَهُوَ مَرٌّ سَرِيعٌ، أَوْ هُبُوبُ الرِّيحِ السَّرِيعَةِ، نَأَجَتْ تَنْئِجُ نَأْجًا، وَمِنْهُ: رِيحٌ نَؤُوجٌ.
وَالزَّاجِلُ: الَّذِى يَزْجُلُ بِرِِجْلَيْهِ يَدْفَعُهُمَا قُدْمًا.
وَيَرُجُّ الْخَطْوَ رَجًّا: يُبْعِدُ بِهِ.
وَأَمَّا الزَّاجِلُ فَمَاءُ الظَّلِيمِ.
__________
(1) "تَغْدُو" أى: النُّوقُ. (كتاب أراجيز العرب).
(2) فى كتاب أراجيز العرب "... زَجّاجِ" بالزاى، أى يَزُجُّ، والزَّجُّ: الدَّفْعُ.
وَالْحَوْزَلُ: الْفَرْخُ.
70- فَرْدٍ بِقَفْرٍ أَوْ مَعَ النِّعَاجِ
71- كَأَنَّمَا سُرْوِلِنَ فىِ أَرْدَاجِ(1)
72- وَازْدَدْنَ أَخْلاَطًا مِنَ العُسَّاجِ(2)
73- وُرْقًا كَسَبْىِ السِّنْدِ فىِ الأَسْبَاجِ(3)
أَرْدَاج(4): أَرَادَ الأَرَنْدَجَ، وَيُقَالُ: يَرَنْدَجٌ، وَهُوَ فَارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ، قَالَ: يُقَالُ: رَنْدَهْ بِالْفَارِسِيّةِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: هُوَ سَوَادُ الإِْسْكَافِ.
أَخْلاَطًا: يَقُول: مَعَهُنَّ غَيْرُهُنَّ.(1/305)
وَالْعُسَّاجُ مِنْ قَوْلِكَ: عَسَجَ يَعْسِجُ. وَالْعَسْجُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ.
74- وَالْعُفْرَ فىِ مَعَاطِفِ الأَوْلاَجِ(5)
75- إِذَا اسْتَزَدْنَاهُنَّ بِالإِْهْدَاجِ
76- وَاعْتَنَّ رَمْلٌ مُحْبِجُ الإِْحْبَاجِ
77- تَنَشَّطَتْ بِالْعَسْفِ وَالإِْمْجَاجِ
الأَوْلاَجُ: الكُنْسُ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْوَاحِدُ: وَلَجٌ، وَيُقَالُ: دَوْلَجٌ، وَتَوْلَجٌ، وَقَالَ الأَصْمَعِىُّ: / الأَوْلاَجُ: جَمْعُ وَلَجَةٍ، وَهُوَ المُنْعَطَفُ مِنَ الوَادِى، تَنَحَّى فى مُنْعَطَفِهِ يَعْنىِ الظِّبَاءَ.
وَقَوْلُهُ: "بِالإِْهْدَاجِ" يَقُولُ: حَمَلَهُنَّ عَلَى الْهَدَجَانِ(6).
قَوْلُهُ: "اعْتَنَّ" أَىْ عَرَضَ، مِنْ عَنَّ يَعُنُّ.
__________
(1) التاج (ر د ج).
(2) "وازْدَدْنَ" أى: النِّعَاج؛ و"أَخْلاطٌ مِنَ العُسّاجِ" يريد جماعاتٍ من النَّعَامِ. (كتاب أراجيز العرب).
(3) "الأسباجُ": ضَرْبٌ من الثِّياب. (كتاب أراجيز العرب). و"وُرْقًا": لَوْنُها الوُرْقة، وهى لَوْنُ الرَّمادِ، وشبّهها بأَهْلِ السِّنْدِ؛ لأن ألوانَهُم كذلك.
(4) "أَرْداج" جَمْعُ: أَرَنْدَج، وهو جِلْدٌ أَسْوَدُ تُصْنَعُ منه الخِفَافُ. (كتاب أراجيز العرب)..
(5) العُفْرُ" يريد الظِّباءَ. (كتاب أراجيز العرب).
(6) الهَدَجانُ: مُدَارَكةُ الخَطْوِ. (اللسان /هـ د ج).
قَالَ الأَصْمَعِىُّ: "المُحْبِجُ" مِنْ أَحْبَجَ الرَّمْلُ: إِذَا رَفَعَهُ السَّرَابُ، كَأَنَّهُ قَالَ: مُرْتَفِعُ الارْتِفَاعِ. وقَالَ أَبُو عَمْرٍو: "مُحْبِجٌ" قَالَ: يُقَالُ قَدْ أَحْبَجَ لىِ كَذَا وَكَذَا: إِذَا أَشْرَفَ.
وَأَمَّا ابْنُ الأَعْرَابِىّ فَرَوَاهَا: "مُحْنِجُ" وَهِىَ رِوَايَةٌ جَيِّدَةٌ، والْمَعْنَى فِيهَا الْمَعْنَى الأَوَّلُ.
وَالْعَسْفُ، وَالتَّعَسُّفُ: رُكُوبُ الطَّرِيقِ عَلَى غَيْرِ هِدَايَةٍ.(1/306)
وَالإِْمْجاجُ: يُقَالُ: أَمَجَّتْ: إِذَا بَدَأَتْ فىِ الْعَدْوِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الإِْمْجَاجُ: العَدْوُ.
78- شَأْسَ الصُّوَى مُحْدَوْدِبَ الأَخْرَاجِ
79- كَأَنَّ عَزْفَ الجِنِّ ذِى الأَهْزَاجِ
80- بِهِ حَنِينُ الزَّجِلِ الصَّنَّاجِ(1)
81- جَاوَزْتُهُ فِى كَوْكَبٍ وَهَّاجِ(2)
الشَّأْسُ: الغَلِيظُ.
وَالصُّوَى: الأَعْلاَمُ، الْواحِدَةُ: صُوَّةٌ.
وَالأَخْرَاجُ: الطُّرُقُ، الْواحِدَةُ: خَرَجَةٌ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو "الأَحْرَاجُ": جَمْعُ حَرَجٍ، وَهُوَ مِنَ الأَرْضِ الَّتىِ لَهَا حَدَبَةٌ وَحَوْلَهَا شَجَرٌ.
وَالأَهْزَاجُ: مِنَ الصَّوْتِ، هَزَجٌ وَأَهْزَاجٌ.
وَقَوْلُهُ: "كَوْكَبٌ" يَقُولُ: فىِ مُعْظَمِ الحَرِّ وَشِدَّتِهِ، أَرَادَ فىِ وَقْتِ طُلُوعِ نَجْمٍ مِنْ نُجُومِ الْقَيْظِ.
82- يُحْمِيهِ سَجْرُ الْبَارِحِ الأَجَّاجِ(3)
83- إِلَى سُدَى مُسْتَوْرِدِ العَجَاجِ
84- عَلَيْهِ مِنْ مُخْتَلِفِ الأَفْوَاجِ
85- رِيشُ القَطَا وَمُرْمَلُ الأَوْشَاج
يُحْمِيهِ: يُوقِدُهُ.
وَسَجْرُهُ: كَمَا يُسْجَرُ التَّنُّورُ.
__________
(1) الصَّنّاجُ: الذى يَضْرِبُ على الصَّنْجِ، وهو آلَةُ طَرَبٍ.
(2) جاوَزْتُه: أى جاوَزْتُ ذلك الرَّمْل. (كتاب أراجيز العرب).
(3) الأَجّاجُ: الشديدُ الحرارة. (كتاب أراجيز العرب).
وَالبَارِحُ: مِنَ الْبَوَارِحِ، وَهِىَ الرِّيحُ الحَارَّةُ الشَّدِيدَةُ الهُبُوبِ.
وَقَوْلُهُ: "سُدَى": أَىْ طَرِيقٌ مَتْرُوكٌ، يَقُول: تُرِكَ هَذَا الطَّرِيقُ إِلاَّ أَنَّ العَجَاجَ يَرِدُهُ.
وَالعَجَاجُ: الغُبَارُ وَالرِّيحُ.
وَقَوْلُهُ: "مُخْتَلِفِ الأَفْوَاجِ" مَا يَجِىءُ إِلَيْهِ مِنَ القَطَا وَالحَمَامِ.(1/307)
وَقَوْلُهُ: "وَمُرْمَلُ الأَوْشَاجِ": الوَشَجُ: الاشْتِباكُ، يُقَال: / الأَرْحَامُ بَيْنَنا وَاشِجَاتٌ، أَىْ : مُشْتَبكَاتٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الأَوْشَاجُ: مَا وَشَجَتِ العَنْكَبُوتُ، أَىْ: نَسَجَتْ، الْوَاحِدُ: وَشْجٌ.
وَالْمُرْمَلُ: المَنْسُوجُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
* كَأَنَّ نَسْجَ العَنْكَبُوتِ الْمُرْمَلِ *(1)
خَفَضْتَ المُرْمَلَ، وَهُوَ للنَّسْجِ فَجَاءَ مَخْفُوضًا عَلَى الجِوَارِ عَلَى إِتْبَاعِ الخَفْضِ الخَفْضَ، وَهَذَا كَثِيرٌ.
86- مِنْ شِبْرَقِ العَنَاكِبِ النَّسَّاجِ(2)
87- وَإِنْ أَخَذْنَ عَافِىَ الْمِنْهَاجِ
88- خَلاًّ يَقُدُّ الحَزْنَ ذَا الشِّرَاجِ
89- بَلَّغْنَ أُولاَهُنَّ بِالإِْلْهَاجِ
الشِّبْرَقُ: يُقَالُ: شَبْرَقَ ثَوْبَهُ: إِذَا شَقَّهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ بِشْرٍ:
فَأَدْرَكْنَهُ يَأْخُذْنَ بِالسَّاقِ والنَّسَى كَمَا شَبْرَقَ الْوِلْدَانُ ثَوْبَ المُقَدَّسِ(3)
وَذَلِكَ أَنَّ المُقَدِّسَ وَهُوَ الرَّاهِبُ إِذَا أَعْطَاهُمُ القُرْبَانَ احْتَوَشُوهُ، فَهَذَا يَمُدُّ يَدَهُ مِنْ هَاهُنَا وَهَذَا مِنْ هَاهُنَا.
__________
(1) اللسان (ر م ل، ع ن ك ب)، والرَّجَزُ للعَجّاج فى ديوانه /158.
(2) "مِنْ شِبْرَقِ العَنَاكِبِ" أى من نَسْجِ العَنْكَبُوتِ. (كتاب أراجيز العرب).
(3) اللسان (ش ب ر ق) ونسبه إلى امرئ القيس.
وَالْعَافِى: الدَّارِسُ، وَيُقَالُ: قَدْ دَرَسَ الثَّوْبُ: إِذَا أَخْلَقَ، وَهُوَ دِرْسٌ، وَدَرِيسٌ، وَأَخْلَقَ إِخْلاَقًا، وَخَلُقَ خُلُوقَةً، وَيُقَالُ: قَدْ نَامَ الثَّوْبُ، وَهَمَدَ، وَوَبَدَ، وَتَهَبَّبَ، وَتَهَمَّأَ، حَكَاهُ لىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ، وَثَوْبٌ أَهْبَابٌ وَأَخْلاَقٌ.
وَالمِنْهَاجُ. الطَّرِيقُ.
وَالْخَلُّ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو: طَرِيقٌ فىِ رَمْلٍ.
وَالحَزْنُ: مَا غَلُظَ.(1/308)
وَالشِّرَاجُ: أَمَاكِنُ يَنْبُتُ فِيهَا الطَّلْحُ أَوْ عُرْفُطٌ أو سَمُرٌ، وَيُقَالُ: الشِّرَاجُ: مَدَافِعُ الْحِرَارِ إِلَى السُّهُولَةِ، يُقَالُ لَهُ: شَرْجٌ وَشِرَاجٌ.
وَالإِْلْهَاجُ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الإِْيلاَعُ بِالسَّيْرِ. قَالَ الأَصْمَعِىُّ: أَرَى أَنَّهُنَّ أَلْهَجْنَ أَنْفَسَهُنَّ: أَلْزَمْنَهَا [أَنْ يَنْجُونَ] (1).
90- بَلْ قُلْتُ إِنَّ الْقَوْلَ ذُو أَزْوَاجِ
91- يَا فَضْلُ مَا سَيْبُكَ بِالإِْزْعَاجِ
92- هَلْ أَنْتَ مُلْقٍ عَنْ أَخٍ مُحْتَاجِ
93- دَيْنًا مِلَحًّا قَتَبِ الأَحْدَاجِ(2)
ذُو أَزْوَاجٍ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَىْ أَلْوَانٍ وَضُرُوبٍ، يَقُولُ. لَيْسَ سَيْبُكَ يُزْعَجُ إِزْعَاجًا / وَلَكِنَّهُ سَهْلٌ مَبْذُولٌ.
قَالَ الأَصْمَعِىُّ: وَهَذَا فَضْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْهَاشِمِىُّ. وَقَال أَبُو عَمْرٍو فى قَوْلِهِ: "بِالإِْزْعَاج" قَالَ: هُوَ الَّذِى لاَ يَثْبُتُ، يَقُولُ: فَلَيْسَ سَيْبُكَ كَذَاكَ.
وَالأَحْدَاجُ: مَرَاكِبُ النِّسَاءِ، الْوَاحِدُ: حِدْجٌ. وَهَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: إِنَّ الدَّيْنَ قَدْ أَضَرَّ بِهِ وَأَثْقَلَهُ وَأَلَحَّ عَلَيْهِ كَإِلْحَاحِ هَذَا القَتَبِ.
__________
(1) أَنْ يَنْجُون] هكذا بالأصل.
(2) فى ديوانه المطبوع "... قَتَبَ...." بفَتْح الباء، وفى كِتاب أراجيز العرب "دَيْنًا مُلِحَّ قَتَبِ الأَحْداجِ".
وَيُرْوَى: "مُلِحَّ قَتَبِ الأَحْداج" وَالأُولَى رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو وابْنِ الأَعْرَابِىِّ.
94- عَاذَ بِكُمْ مِنْ سَنَةٍ مِسْحَاجِ(1)
95- شَهْبَاءَ تُلْقِى وَرَقَ الْحِرَاجِ(2)
96- عَالَجَهَا وَالْعَيْشُ ذُو عِلاَجِ(3)
97- عَنْ صِبْيَةٍ كَأَفْرُخِ الدَّجَاجِ
قَوْلُهُ: مِسْحَاجٌ: مِقْشَارٌ تَقْشِرُ كُلَّ شَىْءٍ، سَحَجَتْ تَسْحَجُ.
وَوَاحِدُ الحِرَاجِ: حَرَجَةٌ، وَهِىَ جَمَاعَةُ الشَّجَرِ الْمُلْتَفِّ.(1/309)
وَيُرْوَى: "عَالَجْتُهَا وَالدَّهْرُ ذُو عِلاَجِ". وَالأُولَى رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو.
98- يَا فَضْلُ يَا ابْنَ الأَنْجُمِ الأَبْرَاجِ
99- يَا فَضْلُ يَا ابْنَ السَّادةِ الأَبْلاَجِ(4)
100- الْهَاشِمِيِّينَ بِمَحْجَى الْحَاجِ
101- أَنْتَ ابْنُ كُلِّ مُصْطَفًى سِرَاجِ
قَالَ أَبُو عَمْرٍو فىِ قَوْلِهِ "الأَبْرَاج": أَى المُضِيئَةُ المَعْلُومَةُ الْمَعْرُوفَةُ.
__________
(1) اللسان (ح ر ج) وفيه "عاذَا بِكُمْ...".
(2) اللسان (ح ر ج).
(3) رواية أبى سعيد الضرير "عالَجْتُها والدَّهْرُ ...".
(4) فى ديوانه المطبوع "... الأَفْلاَجِ".
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَالْحَاجُ: جَمْعُ حَاجَةٍ، وَيُقَالُ: حِوَجٌ أيْضًا.
وَقَوْلُهُ: "مَحْجَى" حَيْثُ يَقُومُ الْحَاجُ حَيْثُ تَنْتَهِى الْحَاجُ.
102- سَهْلِ الْمُحَيَّا خَالِصِ الدِّيباجِ
103- يُدْعَى لَهُ بِمَعْكِفِ الْحُجَّاجِ(1)
104- خَوَّاضِ كُلِّ غَمْرَةٍ فَرَّاجِ
105- لِلْكَرْبِ فىِ يَوْمِ الْوَغَى الْمَوَّاجِ
وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىّ: "خَوَّاضِ غَمْرَاتِ الْوَغَى فَرَّاجِ".
وَقَوْلُهُ: "مَوَّاج" أَىْ يَمُوجُ فِيهِ النَّاسُ، يَذْهَبُونَ وَيَجِيئُونَ مِمَّا هُمْ فِيهِ.
/106- أَحْسَابُكُمْ فىِ الْيُسْرِ وَالإِْلْفَاجِ (2)
107- شِيبَتْ بِعَذْبٍ طَيِّبِ المِزَاجِ(3)
108- مَا احْتَلَّ فىِ أَظْلاَلِكُم مِنْ رَاجِ
109- إِلاَّ نَجَا مِنْكُمْ بِحَبْلِ النَّاجِى
الإِْلْفَاجُ: الفَقْرُ وَالْحَاجَةُ، يُقَالُ: أَلْفَجَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُلْفَجٌ، وَأَنْشَدَ:
* جَارِيَةٌ شَبَّتْ شَبَابًا عُسْلُجَا *
* فىِ حَجْرِ مَنْ لَمْ يَكُ عَنْهَا مُفْلَجَا *(4)(1/310)
وَيُقَالُ: مِمَّا صُرِفَ عَنِ القِيَاسِ قَوْلُهُمْ: تَوَدَّأَتْ عَلَيْه الأَرْضُ فَهِىَ مُوَدِّأَةٌ، وَهِىَ فىِ مَعْنَى مَفْعُولَةٍ، وَتَوَدَّأَتْ فىِ مَعْنَى فَاعِلَةٍ، وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ، وَمِنْهُ: أَسْهَبَ فَهُوَ مُسْهَبٌ.
وَيُرْوَى: "بِحَبْلٍ نَاجٍ" وَالأُولَى رِوَايَةُ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ وَأَبِى عَمْرٍو.
__________
(1) "مَعْكِفُ الحُجّاجِ" يريد مَسْجِدَ الله الحَرام. (كتاب أراجيز العرب).
(2) اللسان (ل ف ج) بدون عزو، وفيه:
* أَحْسابُكُمْ فى العُسْرِ والإلْفاجِ *
والرجز فى التاج (ل ف ج) أيضًا بِرِواية اللسان.
(3) اللسان (ل ف ج) بدون عزو، والتاج (ل ف ج).
(4) الشاهد فى اللسان (ل ف ج) بدون عزو، ورِواية المشطور الثانى:
* فى حَجْرِ مَنْ لَمْ يَكُ عَنْها مُلْفَجَا *
بتقديم اللام على الفاء، وهو الصواب.
110- فىِ رَهْوَةٍ عَزَّاءَ مِنْ سُوَاجِ (1)
111- وَإِنْ ذَوُو التَّاجِ وَغَيْرِ التَّاجِ
112- تَنَاهَبُوا المَجْدَ بِحَظٍّ زَاجِ
113- نَاهَبْتَهُمْ بِمَغْرَفٍ عَجَّاجِ (2)
الرَّهْوَةُ: أَعْلَى الْجَبَلِ، وَيُقَالُ: الرَّهْوَةُ: الارْتِفَاعُ.
وَسُوَاج: جَبَلٌ.
وَذُوو التَّاجِ: الْمُلُوكُ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَوْلُهُ: "زَاجِ" أَىْ تَامٌّ، قَالَ: وَيُقَالُ: قَدْ زَجَا خَرَاجُهُ: إِذَا تَمَّ، زَجَا الْخَرَاجُ يَزْجُو زَجَاءً: إِذَا جَبَوْهُ. وَيُرْوَى: "بِمِعْزَفٍ ثَجَّاجِ" وَهِىَ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو.
وَالْمِغْرَفُ: الَّذِى يُكْثِرُ مِنْ أَخْذِ الْمَاءِ يَغْتَرِفُهُ.
وَالثَّجَّاجُ: الْكَثِيرُ الْمَاءِ، يَعْنىِ غَرْبًا ضَخْمًا كَثِيرَ الْمَاءِ.
114- ضَخْمِ العَرَاقِى مُكْرَبِ الْعِنَاجِ
115- رَحْبِ الفُرُوغِ مُتْأَقٍ مَجَّاجِ
116- يَمُدُّ فىِ مُسْتَوْثِجِ الأَثْبَاجِ (3)
117- إِذَا تَلاَقَى رَهَجُ الأَرْهَاجِ
الْعَرَاقِى: خَشَبَاتُ الدَّلْوِ.(1/311)
وَالمُكْرَبُ قَدْ جُعِلَ لَهُ كَرَبٌ يُشَدُّ بِهِ ثُمَّ يُقْلَبُ.
وَالْفُرُوغُ: مَخَارِجُ الْمَاءِ، والْوَاحِدُ فَرْغٌ.
وَالْمُتْأَقُ: المَمْلُوءُ. وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "وَحَوْءَبٍ مَجَّاجِ" وَالْحَوْءَبُ: الْعَظِيمُ.
يَمُجُّ المَاءَ: يَصُبُّهُ.
وَالْمُسْتَوْثِجُ: الكَثِيفُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: المُسْتَوْثِجُ: / الكَثِيرُ، قَالَ: يُقَالُ: أَوْثِجْ لَنَا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ: أَكْثِرْ لَنَا مِنْهُ.
118- فَرَّجَ وِرْدَ اللاَّئِبِ الرَّوَّاجِ
119- فىِ ذِى عُبَابٍ مَالِئِ الأَحْضَاجِ(4)
__________
(1) اللسان (س و ج) وفيه:
* فى رَهْوَةٍ غَرَّاءَ مِنْ سُوَاجِ *
والرجز فى التاج (س و ج).
(2) فى ديوانه المطبوع "... بِمَغْرَفٍ ..." بفَتْح الميم.
(3) فى ديوانه المطبوع "... الأَسْباجِ" بالسين.
(4) اللسان، والتاج (ح ض ج) وفيهما:
* مِنْ ذِى عُبَابٍ سائِلِ الأَحْضاجِ *
120- يُرْبِى عَلَى تَعَاقُبِ الْهَجْهَاجِ(1)
121- بَحْرًا يَمُدُّ السَّيْلَ فىِ انْبِعَاجِ
122- أَفْلاَجُهُ يَدْفَعْنَ فىِ أَفْلاَجِ
اللاَّئِبُ: الَّذِى يَلُوبُ عَلَى الحَوْضِ يَحُومُ مِنَ العَطَشِ، لاَبَ يَلُوبُ.
وَالرَّوَّاجُ: قَالَ الأَصْمَعِىُّ: الَّذِى يَتَرَوَّجُ يَذْهَبُ وَيَجِىْءُ مِنَ العَطَشِ، قَالَ: وَمِنْهُ هَذَا دِرْهَمٌ مُرَوَّجٌ، أَىْ قَدْ نَفَقَ، يَجِىءُ وَيَذْهَبُ، قَالَ: وَيُقَالُ: هَاتِ لىِ شَيْئًا مُرَوَّجًا، أَىْ يَقْبَلُهُ النَّاسُ. وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو: "الرَّوَاجُ" بِالتَّخْفِيفِ، قَالَ: وَهُوَ الَّذِى يَرْجُو. وَقَوْلُ الأَصْمَعِىِّ فىِ هَذَا أَعْجَبُ إِلَيْنَا. وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو "مِنْ ذِى عُبَابٍ".
وَعُبَابُ الْمَاءِ: أَمْوَاجُهُ وَكَثْرَتُهُ.(1/312)
وَقَوْلُهُ: "الأَحْضَاج" وَحِضْجُ الوَادِى: نَاحِيَتُهُ، وَضُفَّتُهُ: نَاحِيَتُهُ أَيْضًا. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الأَحْضَاجُ: الْحِيَاضُ، الْوَاحِدُ: حِضْجٌ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فىِ الْحَوْضِ.
يُرْبِى وَيُرْوَى: "يُرْمِى"، أَرْمَى وَأَرْبَى: إِذَا زَادَ.
وَالتَّعَاقُبُ: الوِرْدُ مَرَّةً(2).
والهَجْهَاجُ: يَعْنىِ مِنَ الزَّجْرِ.
يَنْبَعِجُ: يَنْشَقُّ بِالسَّيْلِ، وَمِنْهُ: بَعَجَ بَطْنُهُ.
وَالأَفْلاَجُ: الأَنْهَارُ تَأْخُذُ مِمَّا هُوَ أَكْبَرُ مِنْهَا، الْوَاحِدُ: فَلْجٌ.
* * *
- 29 –
__________
(1) اللسان، والتاج (ح ض ج) وفيهما:
* يُرْبِى على تَعَاقُمِ الهَجَاجِ *
والتَّعَاقُمُ: الوِرْدُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ كالتَّعَاقُبِ.
(2) "التَّعَاقُبُ: الوِرْدُ مَرَّةً" هكذا بالأصل، ولعَلّه يريد: الوِرْدُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ.
وَقَالَ أَيْضًا(1) [يَمْدَحُ ابْنَ العُمَرَيْنِ]: (2)
1- يَاصَاحِ قَدْ جَادَتْ بِدَمْعٍ هَمْلِ
2- عَيْنُكَ مِنْ عَهْدِ الصِّبَا وَجُمْلِ
3- وَاسْتَبْطَرَتْكَ بِالمَلِيعِ الثَّمْلِ
4- بَاقِى مَغَانِى الغَانِيَاتِ الكُحْلِ
هَمَلَتِ العَيْنُ تَهْمُلُ هَمَلاً: إِذَا سَالَتْ مِنَ الدَّمْعِ.
وَاسْتَبْطَرَتْكَ مِنَ البَطَرِ، كَأَنَّكَ هِجْتَ لَمَّا رَأَيْتَ مَنْزِلَهَا. وَاسْتَطَرَبَتْكَ مِنَ الطَّرَبِ. وَالطَّرَبُ: اسْتِخْفَافُ القَلْبِ فىِ حُزْنٍ / أَوْ فَرَحٍ.
وَقَوْلُهُ: "بِالمَلِيعِ الثَّمْلِ" فَالْمَلِيعُ: الْمُسْتَوِى مِنَ الأَرْضِ.
وَالثَّمْلُ: المَنْزِلُ الَّذِى يُقَامُ بِهِ، قَالَ: يُقَالُ: لَيْسَتْ دَارُ فُلاَنٍ بِدَارِ ثَمْلٍ، أَىْ بِدَارِ إِقَامَةٍ، فَيَقُولُ: تَطَرَّبْتَ لِمَنْزِلِهَا الَّذِى كَانَ ثَمْلاً لَكَ وَلَهَا فىِ إِقَامَتِكَ مَعَهَا، وَهُوَ اليَوْمَ طَرِيقٌ لَكَ وَقَدْ كُنْتَ مَرَّةً مُقِيمًا بِهِ، وَأَمَّا بَيْتُ زُهَيْرٍ:(1/313)
* مَشَارِبُهَا عَذْبٌ وَأَعْلاَمُهَا ثُمْلُ *(3)
وَأَنْشَدَ الأَصْمَعِىُّ: "ثَمْلُ" وَفَسَّرَ أَنَّهَا دَارُ إِقَامَةٍ.
__________
(1) الأُرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع (128-133) ورقمها (46).
(2) ما بين الحاصرتين زيادة من ديوانه المطبوع. وفى نسخة أبى سعيد الضرير "يَمْدَحُ عبدَ الله بن عُمَرَ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم".
(3) شاهد زهير فى اللسان (ث م ل) وديوانه/ 109 وتَمامُه:
بِلاَدٌ بها عَزُّوا مَعَدًّا وغيرَها - مَشارِبُها عَذْبٌ وأَعلامُها ثَمْلُ
يقال: ليست دار فلانٍ بِدَارِ ثَمْلٍ، أى إقامة؛ وأعلامُها: جبالها؛ ثَمْلٌ، أى يُقَامُ فيها.
وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "وَأَعْلاَمُهَا ثُمُلُ" وَقَالَ: هُوَ جَمْيعُ: ثِمَالٍ وَثُمْلٍ، أَىْ: إِنَّ أَهْلَهَا ثِمَالٌ ثُمَّ خَفَّفَ ثُمُل فَقَالَ: ثُمْلٌ، وَيُقَالُ فىِ قَوْلِهِ: "ثُمْلٌ" - وَأَحْسَبُهُ قَوْلَ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ – قَالَ: الْعَطَاءُ، يُقَالُ: ثَمَلَهُ يَثْمُلُهُ ثَمْلاً.
وَقَالَ: ثِمَالُ قَوْمِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ:
* ثِمَالُ الْيَتَامَى فىِ السِّنِينَ مُحَمَّدُ *(1)
أَىْ مَحْمُودٌ. وَالثَّمِيلَةُ: بَقِيَّةُ الْعَلَفِ فىِ جَوْفِ الدَّابَّةِ.
وَالثَّمِيلَةُ ثَمِيلَةُ الْبَطْنِ خَاصَّةً مَا فِيهِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَجَمْعُهُ: ثَمَائِلُ.
وَالثُّمْلَةُ: الْخِرْقَةُ أَوِ الْمُشَاقَةُ تُغْمَسُ فىِ القَطِرَانِ فَيُطْلَى بِهَا الَبَعِيرُ، وَتُسَمَّى أَيْضًا الرِّبْذَةُ.
وَالرِّبْذَةُ أَيْضًا: خِرْقَةُ الحَيْضِ، وَيُقَالُ لِخِرْقَةِ الْحَيْضِ: المِعْبَأَةُ، كُلُّ هَذَا قَدْ سَمِعْنَاهُ عَنْ أَبِى زَيْدٍ، وَسَمِعْنَاهُ مِنَ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ، وَأَنْشَدَنَا الأَصْمَعِىُّ فىِ الْمَلِيعِ:
* أَوْ فىِ مَلِيعٍ كَظَهْرِ التُّرْسِ وَضَّاحِ *(2)
__________
(1) شاهد زهير فى ديوانه /233، وتَمامُه:(1/314)
أَلَيْسَ بِفَيّاضٍ يَدَاهُ غَمامةٌ - ثِمَالِ اليَتَامَى فى السِّنِينَ مُحَمَّدِ
يقال: فلانٌ ثِمَالُ أهل بَيْتِه، إذا كان يُطْعِمُهم فى السِّنينَ الشِّدَادِ؛ وغَمَامةٌ: سَحابةٌ؛ وفَيّاضٌ: يَفِيضُ عليهم.
(2) الشاهد فى اللسان (م ل ع) لأَِوْسِ بن حَجَر، وصَدْرُه:
* ولاَ مَحَالةَ مِنْ قَبْرٍ بِمَحْنِيَةٍ *
والشاهد فى ديوان أوس بن حَجَر/14، ورِوايته:
ولاَ مَحَالةَ من قَبْرٍ بِمَحْنِيَةٍ - وكَفَنٍ كَسَرَاة الثورِ وَضّاح
[سَرَاةُ الثورِ: ظهرُه؛ محنية: ما انعطف من الوادى؛ وَضّاح: أبيض يتوَضَّحُ ويَلْمَعُ].
وَالمَغَانىِ: الْمَنَازِلُ، الْوَاحِدُ: مَغْنًى، غَنِيَنا مَكَانَ كَذَا وَكَذَا: أَقَمْنَا بِهِ.
وَالغَانِيَاتُ: ذَوَاتُ الأَزْوَاجِ ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى قِيلَ لِلنِّسَاءِ: غَانِيَاتٌ.
5- كَأَنَّهُنَّ وَالتَّنَائِى يُسْلِى
6- بِالرَّقْمَتَيْنِ قِطَعٌ مِنْ سَحْلِ
7- وَالْهَجْرُ قَطَّاعٌ حِبَالَ الْوَصْلِ
8- وَالشَّيْبُ دَاءٌ مَالَهُ مِنْ غِسْلِ
التَّنَائِى: الْبُعْدُ، نَأَى يَنْأَى نَأْيًا.
وَقَوْلُهُ: "يُسْلِى" يَقُولُ: إِذَا طَالَ عَهْدُكَ وَبَعُدْتَ بِمَنْ(1) / تُحِبُّهُ سَلِيتَ عَنْهُ، وَمِنْهُ:
إِذَا مَا شِئْتَ أَنْ تَسْلَى حَبِيبًا
فَأَكْثِرْ دُونَهُ عَدَدَ اللَّيَالىِ(2)
وَمِنْهُ بَيْتُ بِشْرٍ:
وَخُلَّةِ آلِفٍ بَدَّلْتُِ شَوْقًا إِذَا هَمَّ الْقَرِينَةُ بِانْصِرَافِ(3)
وَالسَّحْلُ: ثَوْبٌ يَمَانٍ، يَقُولُ: بِهَذِهِ الْمَغَانىِ آثَارٌ كَأَنَّهَا قِطَعُ السَّحْلِ.
ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "وَالدَّهْرُ قَطَّاعٌ" وَرَوَى: "وَالشَّيْبُ عَيْبٌ".
وَقَوْلُهُ: "غِسْل" كُلّ مَا غَسَلْتَ بِهِ فَهُوَ غِسْلٌ، وَالْغَسْلُ المَصْدَرُ مِثْلُ الذِّبْحِ والذَّبْحِ، والطِّبْخِ والطَّبْخِ، وَهَذَا كَثِيرٌ.(1/315)
وَقَوْلُهُ: "مَالَهُ مِنْ غِسْلِ" قَالَ: هَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ: وَقَعَ فىِ خِزْيَةٍ لاَ يَغْسِلُ رَأْسَهُ مِنْهَا أَبَدًا.
__________
(1) فى كتاب أراجيز العرب: "وبَعُدْتَ عَمَّنْ...".
(2) الشاهد لِزُهَيْر بن جَنَابٍ الكَلْبِىّ فى ديوانه /93.
(3) شاهد بِشْر بن أبى خازم فى ديوانه /145 وروايتُه:
وحاجةِ آلِفٍ بَدَّلْتُ صَرْمًا إذا هَمَّ القَرِينةُ بانْصِرَافِ
[الآلِفُ: مَنْ يألَفُكَ وتَألَفُه؛ الصِّرْمُ: القَطِيعةُ؛ القَرِينةُ: الصاحبةُ، يقول: إذا هَمَّتْ بقَطِيعَتىِ فأنا أجزيها هَجْرًا بذلك].
9- لَمَّا ازْدَرَتْ نَقْدِى وَقَلَّتْ إِبِلِى(1)
10- تَأَلَّقَتْ وَاتَّصَلَتْ بِعُكْلِ (2)
11- خِطْبِى وَهَزَّتْ رَأْسَهَا تَسْتَبْلِى (3)
12- تَسْأَلُنىِ مِنَ السِّنِينَ كَمْ لىِ؟ (4)
قَوْلُهُ: "لَمَّا ازَدَرَتْ نَقْدِى" أَىْ رَأَتْ نَقْدِى قَلِيلاً فَازْدَرَتْ بِهِ، أَىْ لاَ نَقْدَ عِنْدِى.
وَالنَّقْدُ: الدَّرَاهِمُ، وَهُوَ الوَرِقُ وَالرِّقَةُ.
وَقَوْلُهُ: "تَأَلَّقَتْ": تَلَوَّنَتْ وَتَغَيَّرَتْ.
وَقَوْلُهُ: "وَاتَّصَلَتْ بِعُكْلِ" قَالَتْ: يَالَ عُكْلٍ، كَأَنَّهُ فىِ مَعْنَى اسْتِغَاثَةٍ.
خِطْبُ الرَّجُلِ: الَّتىِ يَخْطُبُهَا، وَهُوَ خِطْبُهَا.
وَقَوْلُهُ: "هَزَّتْ رَأْسَهَا تَسْتَبْلِى" أَىْ تَنْظُرُ مَا عِنْدِى، كَأَنَّهَا تَهْزَأُ بِى، مِنْ بَلَوْتُ. وَقَال ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: تَهُزُّ رَأْسَهَا تَعَجَّبُ مِنْ كِبَرِ سِنِّى. وَيُرْوَى "عَنِ السِّنِينَ كَمْ لىِ؟".
13- فَقُلْتُ: لَوْ عُمِّرْتُ سِنَّ الْحِسْلِ(5)
14- أَوْ عُمْرَ نُوحٍ زَمَنَ الفِطَحْلِ(6)
15- وَالصَّخْرُ مُبْتَلٌّ كَطِينِ الْوَحْلِ (7)
16- صِرْتُ رَهِينَ هَرَمٍ أَو قَتْلِ(8)
__________
(1) اللسان (ف ط ح ل، م ع ر)، وديوانه المطبوع، وكتاب أراجيز العرب، وفيه "... وقَلَّتْ إِبْلِى" بتسكين الباء.(1/316)
(2) اللسان (ف ط ح ل، م ع ر)، والتاج (ف ط ح ل).
(3) اللسان (م ع ر).
(4) اللسان (ف ط ح ل، م ع ر) وفيه:
* تَسْأَلُنىِ عَنْ ...*
وأيضًا فى التاج (ف ط ح ل).
(5) اللسان (ف ط ح ل) وفيه:
* فَقُلْتُ: لَوْ عَمَّرْتُ عُمْرَ الحِسْلِ *
والتاج (ف ط ح ل).
(6) اللسان، والتاج (ف ط ح ل).
(7) اللسان، والتاج (ف ط ح ل).
(8) اللسان، والتاج (ف ط ح ل) وفيهما:
* كُنْتُ رَهِينَ هَرَمٍ أو قَتْلِ *
قَالَ: الْحِسْلُ: وَلَدُ الضَّبِّ تَنْفَقِئُ عَنْهُ البَيْضَةُ وَقدْ خَرَجَتْ سِنُّهُ، فَلَوْ بَقِىَ دَهْرًا لَمْ يتَغَيَّرْ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ، يَقُولُ: فَلَوْ عُمِّرْتُ لاَ أَتَغَيَّرُ كَانَ آخِرُ حَالىِ المَوْتَ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: "الفِطَحْل" قَالَ الأَصْمَعِىُّ: إِذَا قِيلَ لِلأَعْرَابِ: مَا أَرَادَ بِالفِطَحْلِ: قالُوا: زَمَنَ / السِّلاَمُ(1) رِطَابٌ، يُرِيدُ زَمَنَ الحِجَارَةِ حِينَ كَانَتْ رَطْبَةً.
17- أَوْ خَرِقًا مِنْ طُولِ عَهْدٍ يُبْلِى
18- تِلْكَ اللَّيَالىِ بِالنَّهَارِ الْوُصْلِ
19- إِنْ ثَبَتَ الرُّوحُ انْتَزَعْنَ عَقْلِى
20- أَوْ طَبَّقَتْ دَاهِيَةٌ لاَ تُعْلِى
قَوْلُهُ: "بِالنَّهَارِ الْوُصْلِ" مِنْ نَعْتِ اللَّيَالىِ، وَالْواحِدَةُ: وَصِيلَةٌ. وَوُصُلٌ ثُمَّ خَفَّفَ فَقَالُ: وُصْلٌ.
وَقَوْلُهُ: "طَبَّقَتْ" إِذا أَصَابَتِ المَفْصِلَ. وَمَعْنَى طَبَّقَتْ: أَتَتْ عَلَى نَفْسِهِ، وَالمُطَبِّقُ مِنَ السُّيُوفِ: الَّذِى يُصِيبُ المَفْصِلَ، وَالْمُصَمِّمُ: الَّذِى يَقَعُ عَلَى الْعَظْمِ، وَالْمُصَمِّمُ: الَّذِى يَرْكَبُ رَأْسَهُ فىِ كُلِّ أَمْرٍ، صَمَّمَ عَلَى هَذَا الأَمْرِ: مَضَى عَلَيْهِ.(1/317)
وَقَوْلُهُ: "لاَ تُعْلِى" يَقُولُ: لاَ تَنْكَشِفُ، يُقَالُ: اعْلُ عَنْ هَذَا المَكَانِ، أَىِ اصْعَدْ، فَإِذا قَالَ: اعْلِ عَنْهُ، أَى انْكَشِفْ عَنْهُ وَارْتَفِعْ عَنْهُ، وَيُقَالُ: اعْلِ عَنْ هَذِه الوسَادَةِ، أَى ارْتَفِعْ عَنْهَا.
21- إِنِّى وَقَدْ أُمْضِى مَقَالَ الْفَصْلِ
22- يَكْفِيكَ نِكْلِى بَغْىَ كُلِّ نِكْلِ
23- وَالسَّابِقُ الصَّادِقُ يَوْمَ الْمَعْلِ
24- كَسَبْقِ صَمْصَامَةَ زَجْرَ الْمَهْلِ(2)
__________
(1) وفى اللسان (ف ط ح ل) قال بعضُهم:
* زَمَنَ الفِطَحْلِ إذِ السِّلامُ رِطَاب *
(2) فى ديوانه المطبوع:
* كَسَبْقِ صَمْصاصةَ يَوْمَ المَهْلِ *
أَمْضَيْتُ الشَّىءَ إِمْضَاءً وَمَضَاءً.
وَالنِّكْلُ: القَيْدُ، يَقُولُ: فَأُقَيِّدُ بَغْىَ كُلِّ مَنْ عَادَانىِ، أَكْفِى كُلّ عَدُوٍّ مُعِدٍّ نِكْلٍ.
وَمَعْنَى كُلِّ نِكْلِ: أَىْ كُلّ ذِى نِكْلٍ.
الْمَعْلُ: الاْخْتِلاَسُ، يُقَالُ: مَعَلَهُ أَمْرُهُ يَمْعَلُهُ: إِذَا اخْتَلَسَهُ وَلَمْ يُؤامِرْهُ.
يَقُولُ: فىِ يَوْمٍ يُخْتَلَسُ الأَمْرُ، وَرَفَعْتَ السَّابِقَ بِقَوْلِهِ: "الصَّادِق"، أَى الَّذِى يَصْدُقُ فىِ أَمْرِهِ فَهُوَ السَّابِقُ وَالعَالىِ.
وَقَوْلُهُ: "صَمْصَامَةَ" يَعْنىِ سَيْفًا وَلَكِنَّهُ جَعَلَهُ مَعْرِفَةً فَلَمْ يَصْرِفْهُ، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ:
* تجليح صَمْصَامَةَ يَمْضِى صَمْصَمُهْ *(1)
وَمِثْلُ هَذَا مِمَّا صُيِّرَ مَعْرِفَةً فَلَمْ يُصْرَفْ قَوْلُ النَّابِغَةِ:
إِنَّا احْتَمَلْنَا خُطَّتَيْنَا بَيْنَنَا
فَحَمَلْتُ بَرَّةَ وَاحْتَمَلْتَ فَجَارِ(2)
صَيَّرَ بَرَّةَ اسْمًا مَعْرِفَةً فَلَمْ / يَصْرِفْهُ.
وَقَوْلُهُ: "زَجْرَ المَهْلِ" مِثْلُ قَوْلِ طَرَفَةَ:
* إِذَا قِيلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ: قَدِ *(3)
__________
(1) الرجزُ لِرُؤبة فى ديوانه المطبوع /157، المشطور (303) الأرجوزة (55).(1/318)
(2) شاهد النابغة الذبيانى فى اللسان (ف ج ر) بِرِواية:
* إنَّا اقتَسَمْنَا خُطَّتَيْنا بَيْنَنَا *
والشاهد فى ديوانه /55ط مصر بِرِواية اللسان.
(3) شاهد طرفة بن العبد فى ديوانه/42 وتَمامُه:
أَخِى ثِقَةٍ لا يَنْثَنِى عن ضَرِيبةٍ - إذا قِيلَ: مَهْلاً! قالَ حاجِزُهُ: قَدِى
[ قولُه: أخِى ثِقَةٍ يعنى السَّيْفَ؛ الضَّرِيبةُ: المضروبة؛ لا ينثنِى: أى إذا ضرب به رَسَبَ فى الضريبة؛ قَدِى: إذا أمرَه حاجزه بالتأَنِّى والرِّفْق أعْجَله السيفُ لمَضائه، وقَدِى أى فَرَغَ وَمَضَى، ويكون "قَدِى" بمعنى حَسْبِى].
أَى قَدْ فُرِغَ مِمَّا يُرِيدُ، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ فىِ المَثَلِ: سَبَقَ السَّيْفُ الْعَذَلَ(1).
25- وَالْجُرْبُ أَكْوِى عَرَّهَا وَأَطْلِى
26- بِالْقَارِ أَوْ بِالْقَطِرَانِ الشَّعْلِ (2)
27- وَقَاتِلٍ حَوْبَاءَهُ مِنْ أَجْلِى
28- لَيْسَ لَهُ مِثْلِى وَأَيْنَ مِثْلِى؟
قَوْلُهُ: "الجُرْبُ" هَذَا هَاهُنَا مَثَلٌ، وَيُرْوَى: "والحربُ".
وَالعَرُّ: الجَرَبُ، وَالْعُرُّ: القَرْحُ(3).
وَقَوْلُهُ: "الشَّعْلُ" الَّذِى يَشْتَعِلُ فىِ الْجَسَدِ.
وَالحَوْبَاءُ: النَّفْسُ، وَهِىَ قَرُونَتُهُ وَقُرُونَهُ، وَجِرِشَّاهُ، وَيُقَالُ: فَعَلْتُ ذَاكَ مِنْ أَجْلِكَ، وَمِنْ جَلَلِكَ، وَمِنْ جَرَّائِكَ، وَمِنْ جَرَّاك.
29- إِذْ جَدَّ بِالقَوْمِ نِضَالُ النَّضْلِ
30- وَلىِ إِذَا نَاضَلْتُ سَهْمُ الْخَصْلِ
31- وَمَدَّ غَلْوِى مُسْتَقِيمَ النَّبْلِ(4)
32- بَلْ بَابِ مَحْجُوبٍ شَدِيدِ القُفْلِ
النِّضَالُ: المُنَاضَلَةُ، وَالنَّضْلُ الفِعْلُ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: مُنَاضَلَةُ النَّضْلِ.
وَقَوْلُهُ: "سَهْمُ الخَصْلِ" مَا قَرُبَ مِنَ الْفُلْجِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ الْفُلْجَ بِعَيْنِهِ فَاحْتَاجَ إِلَى الْقَافِيَةِ.(1/319)
الْغَلْوُ: أَنْ تَرْمِىَ بِسَهْمِكَ تُرِيدُ الْمُبَادَرَةَ، فَيَقُولُ: صَارَ سَهْمِى أَبْعَدَ مِثْلَ النَّبْلِ الْقَاصِدِ.
__________
(1) يُضْرَب لِمن يُلامُ على فعل فعله، وأصله أن ضبَّةَ لَقِى الحرثَ بنَ كعبٍ - وكان قد قتل ابنه – فقتله، فقيل له: أفى الشهر الحرام؟ فقال: سَبَقَ السيفُ العَذَلَ (اللَّوْمَ). (انظر مجمع الأمثال للميدانى 1/206).
(2) فى ديوانه المطبوع: "... أو بالقَطَرَانِ ..." بفتح الطاء.
(3) العُرُّ: الجَرَبُ. (كتاب أراجيز العرب).
(4) قَوْلُه:
* ومَدَّ غَلْوِى مُسْتَقِيمَ النَّبْلِ *
أى: أَرْمِى فأُصِيبُ. (كتاب أراجيز العرب).
وَقَوْلُهُ: "شَدِيدِ القُفْلِ" المَعْنَى شَدِيد الحِجَابِ.
33- سَاوَرْتُهُ مُعْتَرِفًا بِأَكْلِى(1)
34- بِالصِّيتِ وَالْعَجَّاجِ غَيْرِ غُفْلِ(2)
35- وَأَنَا إِنْ حَافَلَ يَوْمُ الحَفْلِ
36- وَغَشُّ ذُو الضَّبِّ وَ دَاءُ الْحَقْلِ(3)
مُعْتَرِفًا بِأَكْلِى: يَعْنِى هَذَا المَحْجُوبَ بِأَكْلِى، يَقُولُ: بِالحَظِّ الَّذِى هُوَ أَكْلٌ لىِ جَعَلَ لىِ مَأْكَلَهُ. وَقَوْلُهُ: "بِالصِّيتِ" يُقَالُ: رَجُلٌ ذُو صِيتٍ: إِذَا كَانَ ذَا شَرَفٍ يُعْرَفُ بِهِ، وَهُوَ فِعْلٌ مِنَ الصَّوْتِ.
غَيْرُ غُفْلٍ: يَقُولُ: لَهُ عَلاَمَةٌ يُعْرَفُ بِهَا.
وَقَوْلُهُ: "الضَّبِّ" قَالَ: / الضَّبُّ دَاءٌ يَكُونُ فىِ الصَّدْرِ مِنَ الحِقْدِ، يُقَال: فىِ صَدْرِهِ عَلَيْهِ ضَبٌّ، وَحِقْدٌ، وَوَغْمٌ، وَمِيرَةٌ، وَدِمْنَةٌ، وَغِلٌّ، وَكُلُّهُ مِنَ الحِقْدِ، وَيُقَالُ أَيْضًا: قَدْ نَقِرَ عَلَيْهِ يَنْقَرُ نَقْرًا، وَهُوَ مِثْلُ الحِقْدِ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ، وَيُقَالُ: أَضِمَ عَلَيْهِ وحَقَدَ عَلَيْهِ أَضَمًا وَحِقدًا.(1/320)
وَالْحَقْلُ، وَهُوَ مَثَلٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الدَّابَّةَ يَأْكُلُ التُّرَابَ مَعَ الْعَلَفِ يُصِيبُهُ دَاءٌ فىِ بَطْنِهِ فَيُقَالُ: حَقَلَت تَحْقَلُ حَقْلاً، وَالاْسْمُ: الْحَقْلَةُ.
37- وَالْحَرْبُ تَشْرَى بِالْكِشَافِ المَغْلِ(4)
38- أَرُدُّ رَجْسَ الشِّقْشِقَاتِ الْهُدْلِ
39- يَحْفِزُهَا زَأْرٌ كَضَرْبِ الطَّبْلِ
__________
(1) أى قَصَدْتُ هذا الممدوحَ حالة كَوْنِهِ مُعْتَرِفًا بأنّ لىِ عنده عطاء يُعْطِنِيه فى كل سنة. (كتاب أراجيز العرب).
(2) يعنى ساوَرْتُه بِصِيتىِ ونَسَبِى للعجاج. (كتاب أراجيز العرب).
(3) فى كتاب أراجيز العرب:
* وغَشَّ ذُو الضَّبِّ ودَاءِ الحَقْلِ *
(4) يريد أن الحَرْبَ تَشْتَدُّ. (كتاب أراجيز العرب).
40- بَيْنَ مِجَذَّاتِ الرِّجَاجِ الْعُصْلِ(1)
وَيُرْوَى: "بِاللَّكِيكِ" وَهُوَ هَاهُنَا الْجَمْعُ.
وَقَوْلُهُ: "تَشْرَى" مَثَلٌ، وَيُقَالُ: شَرِىَ البَرْقُ يَشْرَى، أَىْ تَبِعَ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشَرِىَ زِمَامُ النَّاقَةِ: إِذَا اضْطَرَبَ، وَشَرِيَتْ لَيْلَتُنَا بِالمَطَرِ.
وَقَالَ: المَغْلُ، يُقَالُ: أَمْغَلَتِ الشَّاةُ: إِذَا حَمَلَتْ فىِ كُلِّ سَنَةٍ مَرَّتَيْنِ.
وَوَضَعَ الكِشَافَ الْمَغْلَ فىِ غَيْرِ مَوْضِعِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ الكِشَافَ إِنَّمَا هُوَ فىِ الإِبِلِ، وَالْمَغْلُ فىِ الشَّاةِ، وَهُوَ هَاهُنَا مُسْتَعَارٌ مِنْ قَوْلِكَ: مُمْغِلٌ، وَأَرَادَ الْعَدَدَ الكَثِيرَ.
وَالشِّقْشِقَاتُ: الْواحِدَةُ شِقْشِقَةٌ زَعَمُوا أَنَّهَا لاَ تُرَى؛ لأَِنَّهَا رَقِيقَةٌ، وَإِنَّمَا تَنْتَفِخُ مِنَ الرِّيحِ. وَقَوْلُهُ: "رَجْسَ الشِّقْشِقَاتِ" هُوَ هَاهُنَا مَثَلٌ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَرُدُّ خِطَابَهُ(2) إِلَى الشَّقَاشِقِ، وَكَلاَمُهُمْ مِثْلُ قَوْلِهِ:
* أَقْطَعُ مِنْ شِقْشِقَةِ الْهَادِرِ *(3)
أَىْ أَقْطَعُ عَلَيْهِ كَلاَمَهُ، وَمِثْلُ قَوْلِهِ:(1/321)
* هُرْتُ الشَّقَاشِقِ ظَلاَّمُونَ لِلْجُزُرِ *(4)
__________
(1) فى ديوانه المطبوع: "... الرَّجَاجِ..." بفتح الراء المُشَدَّدة.
(2) فى كتاب أراجيز العرب "خِطَابَهُم".
(3) الشاهد فى اللسان (ش ق ق) للأَعْشَى، وصَدْرُه:
* وَاقْنَ فإِنِّى فَطِنٌ عالِمٌ *
والشاهد فى ديوانه /146ط بيروت - شرح يوسف شكرى فرحات.
وروايته:
واسْمَعْ فإنِّى طَبِنٌ عالِمٌ - أَقْطَعُ مِنْ شِقْشِقةِ الهادر
[طَبِنٌ: فَطِنٌ حاذِق ماهر؛ شِقْشِقة الهادر: مَوْجُ البحر الهادر ].
(4) الشاهد فى اللسان (ش ق ق) لاِبْنِ مُقْبل يذكرُ قَوْمًا بالخَطَابةِ. والشاهد فى ديوانه /81ط دمشق، وصَدْرُه:
* عادَ الأَذِلَّةُ فى دارٍ، وكانَ بِها *
[ عادَ: بمعنى صار هاهنا؛ هُرْت: جَمْعُ أهْرَت، وهو الواسع الشِّدْق، ويُكنى به عن الفصاحة؛ الشقاشق: جمعُ شِقْشِقة، وهى لحمة كالرئة يُخرجها البعير الفحل مِنْ فِيهِ عند هياجه؛ وظُلْم الجُزُرِ: أن ينحروها صحاحًا سِمَانًا من غير عِلَّة بها أو داء ].
أَىْ خُطَبَاءُ بُلَغَاءُ.
يَحْفِزُهَا: يَقُولُ: يَدْفَعُ هَذِهِ الشَّقَاشِقَ زَأْرِى.
وَالمِجَذَّات: الَّتىِ تَجُذُّ: تَشُقُّ، وَالْوَاحِدَة: مِجَذَّةٌ، يَعْنىِ الأَنْيَابَ الَّتىِ تَقْطَعُ.
41- أَكْتَسِرُ الْهَامَ وَمُرًّا أَخْلِى(1)
42- أَطْبَاقَ ضَبْرِ الْعُنُقِ الْجِرْدَحْلِ
43- / إِذَا انْتَحَى بِالمِخْدَرَيْنِ قَصْلِى
44- أَلْقَى كَرَادِيشَ العَفَرْنَى الْعَبْلِ (2)
أَخْلِى: أَقْطَعُ، وَهُوَ مِنَ الْخَلَى، مِنْ خَلَيْتُ لِجَمَلِى: قَطَعْتُ لَهُ الْخَلَى، وَمِنْهُ: سُمِّيَتِ الْمِخْلاَةُ، وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ:
* طِبَاقَ ضَبْرِ الْعُنُقِ الْمُخَرْدَلِ *
قَوْلُهُ: "ضَبْر" مِنَ التَّضْبِيرِ، وَهُوَ الشَّدِيدُ الْمَضْمُومُ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ.(1/322)
وَالجِرْدَحْلُ: الغَلِيظُ الضَّخْمُ، يَعْنىِ الْعُنُقَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىّ: "المُخَرْدَلُ" مِنَ القَطْعِ، أَخَذَهُ مِنْ خَرْدَلَ الشَّىْءَ، أَىْ قَطَّعَهُ.
لَمْ نَسْمَعْ عَنِ الأَصْمَعِىِّ وَلاَ ابْنِ الأَعْرَابِىّ فى المِخْدَرَيْنِ شَيْئًا. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: المِخْدَرَانِ: النَّابَانِ، يُقَالُ: مِخْدَرٌ مُنْكَرٌ. قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلاَّ فىِ النَّابِ.
وَالْكَرَادِيشُ(3) جَمْعُ كُرْدُوشٍ، وَهُوَ كُلِّ مُجْتَمَعِ عَظْمَيْنِ كَالرُّكْبَةِ وَالْمَنْكِبِ.
__________
(1) فى ديوانه المطبوع، وكتاب أراجيز العرب:
*... ومَرًّا ...*
بفتح الميم.
(2) فى ديوانه المطبوع، وكتاب أراجيز العرب:
* أَلْقَى كَرادِيسَ ...*
بالسين.
(3) فى كتاب أراجيز العرب: والكرادِيسُ: جَمْعُ كُرْدُوسٍ، وهو كُلُّ مُجْتَمَعِ عَظْمَيْنِ كالرُّكْبةِ والمَنْكِبِ.
وفى اللسان (ك ر د س): الكَرادِيسُ: رُءُوسُ العِظَامِ، واحدها كُرْدُوسٌ، وكُلُّ عَظْمَيْنِ الْتَقَيَا فى مَفْصِلٍ فهو كُرْدُوسٌ، نحو المَنْكِبَيْنِ والرُّكْبتَيْنِ والوَرِكَيْنِ.
وَالْعَفَرْنَى: الغَلِيظُ العُنُقِ.
وَالْعَبْلُ: الضَّخْمُ.
وَقَوْلُهُ: "قَصْلِى" الْقَصْلُ: القَطْعُ، وَمِنْهُ القَصِيلُ؛ لأَِنَّهُ يُقْطَعُ، فَعِيلٌ فىِ مَعْنَى مَفْعُولٍ.
وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: كَرَادِيشُ وعَرَادِيشُ(1) بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
45- فىِ شَجْرِ مَضَّاغٍ جُرَازِ الأَكْلِ
46- بَلْ جَوْزِ غَبْرَاءَ شَطُونِ الْحَبْلِ
47- أَصْدَاؤُهَا مُسْتَعْبِرَاتُ الثُّكْلِ(2)
48- وَصَوْتُ دَاعِيها كَصَوْتِ الدَّحْلِ
الشَّجْرُ: مُلْتَقَى الذَّقْنِ حَيْثُ يَدْخُلُ بَعْضُهُ فىِ بَعْضٍ.
وَجُرَازٌ: كَثِيرُ الأَكْلِ.
وَقَوْلُهُ: "جَوْزٌ" أَىْ وَسَطٌ.
وَغَبْرَاءُ: بَلْدَةٌ كَثِيرَةُ الْغَبَرَةِ.(1/323)
وَيُقَالُ: بِئْرٌ شَطُونٌ: إِذَا كَانَ فىِ جِرَابِهَا عَوَجٌ فَلاَ تَخْرُجُ دَلْوُهَا إِلاَّ بِحَبْلَيْنِ، وَجِرَابُ البِئْرِ: حَرْفُهَا مِنْ أَعْلاَهَا إِلَى أَسْفَلِهَا، يَقُولُ: فىِ أَرْضٍ بِئْرُهَا هَكَذَا، وَإِنَّمَا يُهَوِّلُهَا وَيَصِفُ شِدَّتَهَا(3). وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: "شَطُونِ الزَّحْلِ" وَقَالَ: أُرَاهَا تَزْحَلُ مَزْحَلاً أَعْوَجَ، وَقَوْلُ الأَصْمَعِىِّ فىِ هَذَا أَجْوَدُ.
وَقَوْلُهُ: "مُسْتَعْبِرَاتُ الثُّكْلِ" يَقُولُ: كَأَنَّهُنَّ قَدْ أُصِبْنَ بِثُكْلٍ.
__________
(1) فى اللسان (ع ر د س): "يقال: أخَذَه فَعَرْدَسَه ثم كَرْدَسَه، فأَمّا عَرْدَسَهُ فمَعْناهُ: صَرَعَهُ، وأمّا كَرْدسَهُ فأَوْثَقَهُ". فلَعَلَّ ابن الأَعرابِىِّ يريد: كَرَاديسُ وعَرَادِيسُ بمَعْنًى واحدٍ.
(2) فى ديوانه المطبوع "... الشَّكْلِ" بالشين.
(3) يريد أنها بَعِيدةُ الشُّقّةِ. (كتاب أراجيز العرب).
وَالصَّدَى: الطَّائِرُ(1)، وَالصَّدَى: الصَّوْتُ، وَالصَّدَى: الْعَطَشُ، صَدِىَ يَصْدَى صَدًى، وَالصَّدَى: جُثْمَانُ / الْمَيِّتِ، وَالصَّدَأُ مَهْمُوزٌ: صَدَأُ الْحَدِيدِ.
وَالدَّحْلُ: خَرْقٌ يَكُونُ فىِ الأَرْضِ ثُمَّ يَمُرَّ فِيهَا وَيَتَّسِعُ، فَيَقُولُ: الصَّوْتُ [إذا] (2) صَوَّتَ فىِ هَذَا الدَّحْلِ سَمِعْتَ دَوِيًّا، كَأَنَّ الكَلاَمَ فِيهَا يَخْرُجُ مِنْ دَحْلٍ.
49- تَسْتَنَّ فِيهَا أُمَّهَاتُ السَّخْلِ(3)
50- مِنَ النَّعَاجِ وَالظِّبَاءِ الْخُذْلِ
51- وَكُلُّ زَجَّاجٍ سُخَامُ الخَمْلِ(4)
52- تَبْرِى لَهُ فىِ زَعِلاَتٍ خُطْلِ
الْخُذْلُ: الَّتىِ قَدْ خَذَلَتْ قَطِيعَهَا وَأَقَامَتْ عَلَى أَوْلاَدِهَا، وَاحِدُها خَذُولٌ، وَخُذْلٌ تَخْفِيفُ خُذُلٍ مِثْلُ رَسُولٍ وَرُسُلٍ.
تَبْرِى لَهُ: تَعْرِضُ.(1/324)
وَزَعِلاَتٌ: نَشِيطَاتٌ، وَالزَّعَلُ: النَّشَاطُ، زَعِلَ، وَهَبِصَ، وَعَرِصَ، زَعَلاً، وَعَرَصًا، وَهَبَصًا.
وَالخُطْلُ: نَعَامٌ مُضْطَرِبَاتٌ، وَكُلُّ مُضْطَرِبٍ أَخْطَلُ، وَمِنْهُ الخَطَلُ فىِ الغَنَمِ: طُولُ الأُذُنَيْنِ.
53- هِقْلَةُ شَدٍّ تَنْبَرِى لِهُقْلِ(5)
54- يَنْشَقُّ مَوَّارُ السَّرَابِ الضَّهْلِ
55- وَلَوْنُ هَبْوَاتِ القَتَامِ الطَّسْلِ(6)
__________
(1) الصَدَّى: ذَكَرُ البُومِ. (كتاب أراجيز العرب).
(2) ما بين الحاصرتين زيادة من كتاب "أراجيز العرب" يستقيم بها المعنى.
(3) السَّخْلُ: صِغَارُ بَقَرِ الوَحْشِ والظِّبَاءِ. (كتاب أراجيز العرب).
(4) فى ديوانه المطبوع "سُخَامِ..." بكَسْرِ الميم، والزَّجَّاجُ: الظَّلِيمُ، وسُخَامُ الخَمْلِ: أى لَبِنُ الرِّيشِ أو لَيِّنُ الرِّيشِ. (كتاب أراجيز العرب).
(5) فى كتاب أراجيز العرب "... لِهِقْلِ" بكسر الهاء.
(6) القَتَامُ: الغُبَارُ. (كتاب أراجيز العرب).
56- عَنْ عَاتِقَيْهَا كَانْشِقَاقِ السَّحْلِ(1)
الْهِقْلُ: ذَكَرُ الظِّلْمَانِ.
وَالضَّهْلُ، يُقَالُ: بِئْرٌ ضَهُولٌ: إِذَا خَرَجَ مَاؤُهَا قَلِيلاً قَلِيلاً، وَكَذَلِكَ الضَّهْلُ الَّذِى يَخْرُجُ قَلِيلاً قَلِيلاً وَيَجِىءُ قَلِيلاً قَلِيلاً، وَمِنْهُ ضَهَلَ إِلَىَّ خَيْرُهُ، أَىْ أَتَى مِنْهُ شَىءٌ بَعْدَ شَىءٍ، وَمِنْهُ بِئْرٌ بَضُوضٌ مِثْلُهَا، مِنْ قَوْلِكَ: يَدُهُ تَبِضُّ: إِذَا رَشَحَ مِنْهَا دَمٌ قَلِيلٌ، وَامْرَأَةٌ بَضَّةٌ: بَيْضَاءُ ظَاهِرَةُ الدَّمِ، وَحُكِىَ لَنَا عَنِ الأَصْمَعِىِّ أَنَّ أَعْرَابِيًّا قِيلَ لَهُ: صِفْ لَنَا مَرَةً، فَقَالَ: بَيْضَاءُ بَضَّةٌ لاَ يُصِيبُ قَمِيصُهَا مِنْهَا إِذَا قَامَتْ إِلاَّ مُشَاشَةَ مَنْكِبَيْهَا وَحَلَمَتَىْ ثَدْيَيْهَا وَرَانفَِتَىْ ألْيَتَيْهَا.
وَبِئْرٌ ظَنُونٌ: لاَ يُوثَقُ بِمَائِهَا، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّمَّاخِ:(1/325)
كِلاَ يَوْمَىْ طُوَالَةَ وَصْلُ أَرْوَى
ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظَّنُونِ(2)
كِلاَ فىِ مَوْضِعِ نَصْبٍ بِالصِّفَةِ، وَرَفَعْتَ وَصْلاً بِظَنُونٍ وَظَنُونًا بِوَصْلٍ.
وَالطَّسْلُ: / السَّرَابُ الكَثِيرُ الغَمْرُ، وَيُقَالُ: مَاءٌ طَسْلٌ: إِذَا كَانَ غَمْرًا، وَمِنْهُ سُمِّىَ الرَّجُلُ طَيْسَلَةَ.
وَقَوْلُهُ: "عَنْ عَاتِقَيْهَا" أَىْ نَاحِيَتَيْهَا.
57- جَاوَزْتُهَا بِاليَعْمَلاَتِ الفُتْلِ
58- مِنْ كُلِّ عُبْرٍ كَأَتَانِ الضَّحْلِ
59- تَنْجُو إِذَا الْهَادِى دَعَا بِالْهَبْلِ
60- وَغَارَ أَرْدَافُ النُّجُومِ الْعُزْلِ
وَيُرْوَى: "عَسَفْتُ فِيهَا بِالْمَهَارَى الْفُتْلِ".
__________
(1) السَّحْلُ: ثَوْبٌ. (كتاب أراجيز العرب).
(2) شاهد الشماخ فى ديوانه/319ط - مصر - تحقيق صلاح الدين الهادى - يمدح عُرابة بن أَوْس. والمعنى: وَصْلُ أَرْوَى مَشْكُوكٌ فيه فى هذين اليومين، وقد حان أن أَتْرُكَ هذا الوصلَ المَشْكُوك فيه.
وَالْيَعْمَلاَتُ، الْوَاحِدَةُ يَعْمَلَةٌ، وَهِىَ الَّتىِ تُسَافِرُ وَتُمْتَهَنُ.
وَالْفُتْلُ، الْوَاحِدَةُ فَتْلاَءُ، وَهِىَ الَّتىِ تَبِينَ(1) عَضُدُهَا عَنْ جَنْبِهَا.
وَقَوْلُهُ: "عُبْر" مِنْ قَوْلِكَ: نَاقَةٌ عُبْرُ أَسْفَارٍ.
وَالضَّحْلُ: الْمَاءُ الَّذِى لَيْسَ بِغَمْرٍ.
__________
(1) فى كتاب أراجيز العرب "وهى التى يَبِينُ ...".
وَقَوْلُهُ: "كَأَتَانِ الضَّحْلِ" يَعْنىِ صَخْرَةً شَبَّهَهَا فىِ صَلاَبَتِهَا بِهَذِهِ الصَّخْرَةِ إِذَا كانَتْ يَجْرِى عَلَيْهَا الْمَاءُ أَوْ فىِ الْمَاءِ كَانَ أَصْلَبَ لَهَا.
الْهَبْلُ: الثَّكْلُ، وَهُوَ إِذَا قَالَ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، وَذَلِكَ مِنْ خَوْفِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ مَعَهُ أَنَّهُ قَدْ أَشْكَلَ عَلَيْهِ الطَّرِيق، وَمِثْلُهُ قَوْلُ المَرَّارِ:
لَهُ نَظْرَتَانِ فَمَرْفُوعَةٌ وَأُخْرَى تَأَمَّلُ مَا فىِ السِّقَاءِ(1/326)
وَثالِثَةٌ بَعْدَ طُولِ الصُّمَاتِ إِلَىَّ وَفىِ صَوْتِهِ كَالبُكَاءِ
يَعْنىِ الدَّلِيلَ، وَفىِ قَوْلِهِ: "لَهُ نَظْرَتَانِ" مَعْنَيَانِ: أَحَدُهُمَا يُقَالُ: إِنَّهُ مَرَّةً يَنْظُرُ إِلَى السِّقَاءِ وَإِلَى قَدْرِ مَا بَقِىَ فِيهِ مِنَ الماءِ، وَمَرَّةً يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَدْعُو رَبَّهُ أَنْ يَنْجُوَ مِنْ هَذِهِ الْفَلاةِ، وَيُقَالُ فِيهِ أَيْضًا فىِ قَوْلِهِ "فَمَرْفُوعَةٌ": أَىْ يَنْظُرُ إِلَى الشَّمْسِ يَرْقُبُهَا لِيَعْلَمَ كَمْ مَضَى مِنَ النَّهَارِ، أَخْبَرَنىِ أَبُو الْمَكَارِمِ، وَكَانَ مِنْ أَفْصَحِ مَنْ رَأَيْنَا مِنَ الأَعْرَابِ أَسَدِىٌّ.
وَقَوْلُهُ: "العُزْلُ" يَعْنىِ السِّمَاكَ الأَعْزَلَ وَمَا يَلِيهِ مِنَ النُّجُومِ.
61- مَعًا وَشَتَّى كَارْفِضَاضِ الإِْجْلِ(1)
62- وَأَتَخَطَّى بِجُلاَلٍ سَبْلِ
63- يَطْوِى الْمَرَوْرَى بِيَدٍ وَرِجْلِ
64- ذَا العَرْضِ فى سَاحَتِهَا أَوْ هَجْلِ (2)
/ الإِْجْلُ: القَطِيعُ مِنَ الْبَقَرِ، وَالسِّرْبُ مِنَ النِّسَاءِ وَالطَّيْرِ، وَالأُمْعُوزُ مِنَ الظِّبَاءِ، وَالرَّعْلَةُ مِنَ الْخَيْلِ.
__________
(1) مَعًا: يريد النُّجُومَ. (كتاب أراجيز العرب).
(2) فى كتاب أراجيز العرب "... فى ساحاتِها..."، و"ذَا العَرْضِ": يريد ما عَرَضَ منها.
وَسَبْلٌ: مُنْصَبٌّ(1) فىِ الْعَدْوِ، أَبُو عَمْرٍو: سَبْلٌ: بَسْطٌ.
وَالْمَرَوْرَاةُ: أَرْضٌ مُسْتَوِيَةٌ.
وَهَجْلٌ: مُطْمَئِنٌّ مِنَ الأَرْضِ.
65- مَضْرُوجَ أَضْرَاجِ الْبِلاَدِ الثُّجْلِ
66- وَإِنْ هَدَى مِنْهَا انْتِقَالُ النَّقْلِ(2)
67- فىِ مَتْنِ ضَحَّاكِ الثَّنَايَا أَزْلِ
68- إِلَى سُدًى جَمَّاتُهُ كَالغِسْلِ(3)(1/327)
يُقَالُ لِلشَّىْءِ إِذَا كَانَ وَاسِعًا: ضُرِجَ ضَرْجًا، فَكَأَنَّهُ قَالَ: وَاسِعَةُ الْبِلاَدِ الوَاسِعَةِ، وَغَيْرُ مَضْرُوجَةٍ: إِذَا كانَتْ مِنْ سَعَتِهَا كَأَنَّهَا شُقَّتْ، وَمِنْهُ قَوْلُ الآخَرِ:
وَمُضَرَّجٍ قَفْرٍ ذَعَرْتُ نَعَامَهُ
قَبْلَ الصَّبَاحِ بِضُمَّرٍ أَطْلاَحِ
فَالمُضَرَّجُ هَاهُنَا الْبَلَدُ الْوَاسِعُ الَّذِى كَأَنَّهُ شُقَّ فَاتَّسَعَ فَذَهَبَ.
وَالثُّجْلُ: الْوَاسِعَةُ، أَخَذَهُ مِنَ الأَثْجَلِ. وَالثَّجَلُ: عِظَمُ البَطْنِ.
وَيُرْوَى: "إِذَا انْتَحَى فِيهَا انْتِحَاءَ النَّقْلِ" وَالأُولَى رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو وَابْنِ الأَعْرَابِىِّ.
وَقَوْلُهُ: "هَدَى" أَىْ دَلَّ.
وَالْمُنَاقَلَةُ فىِ السَّيْرِ: المُبَادَرَةُ.
ضَحَّاكٌ: يَقُولُ: بَيِّنٌ، وَيُقَالُ: رَأَيْتُ الشَّجَّةَ تَضْحَكُ: إِذَا اسْتَقْبَلَتْكَ بَيِّنَةً، واسْتَقْبَلَنىِ الطَّرِيقُ يَضْحَكُ: إِذَا رَأَيْتَهُ بَيِّنًا.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: "أَزْل" فَلَمْ يَعْرِف الأَصْمَعِىُّ فِيمَا حُكِىَ لَنَا عَنْهُ أَزْلٌ.
__________
(1) فى كتاب أراجيز العرب "مُنْتَصِبٌ".
(2) رواية أبى سعيد الضرير:
* إذا انْتَحَى فيها انْتِحاء النَّقْلِ *
(3) الغِسْلُ: شىْءٌ يُنْقَعُ فَيُغْسَلُ به الرأسُ. (كتاب أراجيز العرب).
وَأَنْشَدَنىِ ابْنُ الأَعْرَابِىّ: "الثَّنَايَا النُّزْلِ" أَى الْواسِعَةِ البَعِيدَةِ الْغَوْرِ، أَبُو عَمْرٍو: "الثَّنَايَا النُّزْلِ"، أَى البَعِيدَةِ الْغَوْرِ. وَالْغَوْلُ نَحْوٌ مِنْ قَوْلِ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَرْضٌ نَزِلَةٌ: سَرِيعَةُ السَّيْلِ؛ لأَِنَّهَا صُلْبَةٌ لاَ تَشْرَبُ الْمَاءَ.
وَقَوْلُهُ: "سُدًى" قَدْ طَالَ الْعَهْدُ بِهِ.
جَمَّاتُهُ: مَا جَمَّ مِنْ مَائِهِ، وَالْوَاحِدَةُ جَمَّةٌ. وَيُرْوَى: "إِلَى صَرًى" وَالصَّرَى: الْمَاءُ الَّذِى قَدْ أُطِيلَ حَبْسُهُ.(1/328)
69- لِلْعَنْكَبُوتِ سِلْسِلٌ مِنْ غَزْلِ
70- عَلَيْهِ مِنْ مُهَلْهِلاَتٍ طُحْلِ(1)
/71- قَلَّصْنَ عَنْهُ فىِ لِهَامِ السُّبْلِ(2)
72- مُغْبَرَّ أَعْنَاقِ الْجِبَالِ الْجُزْلِ
مُهَلْهِلاَتٌ: يَعْنىِ مَا نَسَجَتِ الْعَنْكَبُوتُ، وَالْمُهَلْهِلاَتُ: الرِّقَاقُ، ثَوْبٌ مُهَلْهَلٌ، وَمُلَهْلَهٌ. وَالطَّحْلُ: المُغْبَرَّةُ.
قَلَّصْنَ: يَعْنىِ قَلَّصَ عنه فىِ طَرِيقِ لهَامِ السُّبْل الَّتىِ تَلْتَهِمُ كُلَّ شَىْءٍ.
وَيُرْوَى: "فىِ لُهَامِ السَّبْلِ" قَالَ: يَعْنىِ السُّبَّالَ، وَمَنْ قَالَ: "السُّبْل" فَإِنَّهُ جَمْعُ سَبِيلٍ وسُبْل.
وَقَوْلُهُ: "الجُزْلُ" قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الأَجْزَلُ مِنَ الجِبَالِ: الَّذِى يَكُونُ فىِ أَعَالِيهِ مُطْمَأَنٌّ يُتَّخَذُ طَرِيقًا.
وَالأَجْزَلُ مِنَ الإِبِلِ: الَّذِى تُصِيبُهُ دَبَرَةٌ فَيَطْمَئِنُّ مَوْضِعُهَا، قَالَ: وَلاَ يَكَادُ يَكُونُ ذَلِكَ إِلاَّ أَنْ يُنْقَلَ مِنْهُ عَظْمٌ.
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "... مُهَلْهَلاَتٍ ...".
(2) فى كتاب أراجيز العرب "... فى الهَامِ...". وقَلَّصْنَ: يريد أن النُّوقَ وَرَدَتْه فَشَرِبتْ منه ثم رَحَلتْ عنه سائرةً فى طريقِ لِهَامِ السُّبْلِ، أى مُتَّصِل به جميعُ الطُّرُقِ، فكأنه يلهمُها. (كتاب أراجيز العرب).
وَيُقَالُ فىِ قَوْلِهِ: "أَعْنَاقِ الجِبَالِ" يَقُولُ: قَدْ دَخَلَ فىِ قَتَامٍ، مِثْلُ قَوْلِهِ:
* خَارِجَةٌ أَعْنَاقُهَا مِنْ مُعْتَنَقْ *(1)
73- وَجَوْزِ وَجْنَاءَ كَجَوْزِ الْبَغْلِ
74- قُفٍّ كَظَهْرِ الشَّارِفِ السِّبَحْلِ
75- إِذَا انْتَحَتْ قَصْدِى نَحَاهَا عَدْلىِ
76- بِالنَّهَضَان وَالْوَجِيفِ الذَّمْلِ
الْوَجْنَاءُ: الغَلِيظَةُ، أُخِذَ مِنَ الْوَجِينِ.
وَقَوْلُهُ: "كَجَوْزِ البَغْلِ" كَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ شِدَّةُ الْبَغْلِ.(1/329)
وَقَوْلُهُ: "الشَّارِفِ السِّبَحْلِ" لأَِنَّ الشَّارِفَ قَدْ ذَهَبَ لَحْمُهُ، يَقُولُ: فَكَذَلِكَ هَذِهِ الأَرْضُ لاَ خَيْرَ بِهَا وَلاَ نَبْتَ، والسِّبَحْلُ، وَالرِّبَحْلُ، والسَّبَحْلَلُ وَاحِدٌ، وَهُوَ الضَّخْمُ.
وَقَوْلُهُ: "انْتَحَتْ قَصْدِى" لَمْ أَسْمَعْ تَفِسيرًا أَرْضَاهُ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَقُولَ إِذَا انْتَحَيْتُ قَصْدَهَا عَمَدْتُ لَهَا فىِ سَيْرِى فَقَلَبَ.
وَقَوْلُهُ: "نَحَاهَا عَدْلىِ" أَىْ هِدَايَتىِ، مِثْلُ قَوْلِهِ:
* يَعْدِلُ أَنْضَادَ القِفَافِ الرُّدَّهِ *(2)
وَالوَجِيفُ، وَالذَّمْلُ: مِنَ السَّيْرِ.
77- كَأَنَّ أَعْنَاقَ الْبُرَى فىِ الْجُدْلِ
78- قَوَّمْنَ سَاجًا مُسْتَخَفَّ الْحَمْلِ
79- تَنْشَقُّ أَعْرَافُ الأُبَابِ الْجَفْلِ
80- عَنْ صُدُعٍ يَقْمُصْنَ بَعْدَ الزَّجْلِ
الْجُدْلُ: جَمْعُ جَدِيلٍ [وهو الزِّمامُ] (3)، يَقُولُ: فَكَأَنَّ هَذِهِ البُرَى قَوَّمْنَ سُفْنًا تَسْتَخِفُّ مَا فِيهَا، شَبَّهَ / الإِْبِلَ بِهَا.
وَالأُبَابُ: الْمَوْجُ.
وَجَفْلٌ: يَنْجَفِلُ.
__________
(1) الرَّجَزُ لِرُؤبة فى اللسان (ع ن ق) وهو فى ديوانه المطبوع /104.
(2) الرجز لِرُؤبة، وهو فى ديوانه المطبوع /167، المشطور رقم (61) بِرِواية:
* تَعْدِلُ أَنْضادَ...*
(3) ما بين الحاصرتين زيادة من كتاب أراجيز العرب.
وَالأَعْرَافُ: الأَعَالىِ، الوَاحِدُ: عُرْفٌ.
وَقَوْلُهُ: "صُدُعٌ" الْوَاحِدُ صَدُوعٌ، وَهِىَ السُّفُنُ تَصْدَعُ المَوْجَ، وَهِىَ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو وَابْنِ الأَعْرَابِىِّ. وَيُرْوَى "صُدَّعٍ" وَالْواحِدُ مِنْهَا: صَادِعٌ، وَكَأَنَّ المَعْنَى فِيهِ لِلْمَرَاكِبِ.
وَقَوْلُهُ: "يَقْمُصْنَ بَعْدَ الزَّجْلِ" رَجَعَ إِلَى السُّفُنِ(1).
وَالزَّجْلُ: الدَّفْعُ، وَمِنْهُ زَجْلُ الْحَمَامِ.
81- بِكُلِّ قَرْوَاءَ طَمُوحِ الدَّقْلِ(1/330)
82- تَهْتَزُّ فىِ الْمَاءِ اهْتِزَازَ الرَّأْلِ
83- فَإنْ تُفِقْ رَاحِلَتىِ وَرَحْلِى
84- فَقَدْ أَرَانىِ وَالصِّبَا مِنْ شُغْلِى
القَرْوَاءُ: الطَّوِيلَةُ الظَّهْرِ.
وَالدَّقْلُ: الدَّقَلُ، وَهِىَ خَشَبَةٌ عَظِيمةٌ تُشَدُّ فىِ وَسَطِ السَّفِينَةِ يُمَدُّ عَلَيْهَا الشِّرَاعُ.
وَالرَّأْلُ مَهْمُوزٌ: فَرْخُ النَّعَامَةِ.
فَإِنْ تُفِقْ: هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: تَرَكْتُ الرَّحِيلَ فى الصِّبَا وَاللَّهْوِ.
85- صَاحِبَ دُنْيَا مُسْتَلِحَّ الْوَهْلِ(2)
86- وَقَدْ أَرَانِى آمِلاً أَسْتَمْلِى
87- وَقَدْ يَعُودُ القَوْلُ أَوْ أَسْتَبْلِى(3)
88- وَكُنْتُ أُمْسِى نَائِبًا عَنْ أَهْلِى
مُسْتَلِحّ: اسْتَلَحَّ بِهِ هَوَاهُ فَذَهَبَ بِهِ الْوَهْلُ، أَىْ ذَهَبَ وَهْلِى إِلَيْهِ: هَوَاىَ وَرَأْيِى، وَهَلَ إِلَى الشَّىْءِ يَهِلُ وُهُولاً وَوَهْلاً: إِذَا ذَهَبَ وَهْمُهُ إِلَيْهِ وَهَوَاهُ، وَوَهِلَ مِنَ الشَّىءِ يَوْهَلُ وَهَلاً: إِذَا فَزِعَ.
وَقَوْلُهُ: "أَسْتَبْلِى" أَىْ أَكْشِفُ عَنْهُ حَتَّى يَسْتَبينَ لىِ.
89- ثُمَّ يُدَانىِ اللهُ بَيْنَ الشَّمْلِ
__________
(1) زاد فى كتاب أراجيز العرب "أى يَمْشِينَ بعد دَفْعِ المَلاّحِينَ لها".
(2) فى كتاب أراجيز العرب "... مُسْتَلِحِ الوَهْلِ".
(3) رواية الرجز فى كتاب أراجيز العرب:
* وقَدْ أَقُودُ القَوْلَ أوْ أَسْتَبْلِى *
90- وَعِنْدَهُ مِقْدارُ كُلِّ أَجْلِ
91- وَقَدْ عَلِمْتُ غَيْرَ قَوْلِ الْبُطْلِ
92- مَا عَنْ خِلاَطِ فِتْنَةٍ مِنْ وَعْلِ
البُطْلُ: مَصْدَرُ الْبَاطِلِ.
وَقَوْلُهُ: "وَعْلِ": أَىْ لَيْسَ عَنْ هَذَا مَلْجَأٌ وَلاَ مَصْرِفٌ.
وَقَوْلُهُ: "فِتْنَةٌ" أَى بِالنِّسَاء.
93- /إِذَا الْغَوَانىِ اقْتَدْنَنَا بِالْهَزْلِ
94- قَدْ كَانَ قَوْمٌ أُفْتِنُوا بِالْعِجْلِ(1)
95- وَخَضْبِ أَطْرَافِ البَنَانِ الطَّفْلِ(1/331)
96- وَطُولِ إِسْجَاءِ العُيُونِ النُّجْلِ
يَقُولُ: إِنْ فُتِنَّ بِالنِّسَاءِ فَقَدْ فُتِنَ قَوْمٌ بِالعِجْلِ، فَهُوَ أَكْبَرُ وَأَكْثَرُ.
وَقَوْلُهُ: "بِالْهَزْلِ" أَىْ بِاللَّعِبِ وَاللَّهْوِ.
سَجَا: إِذَا سَكَنَ.
وَالنُّجْلُ: الْوَاسِعَةُ، عَيْنٌ نَجْلاَءُ، وَيُقَالُ: لاَ نَجْلَ مِنْ نَجْلِهِ، أَىْ لاَ وَلَدَ مِنْ وَلَدِهِ.
97- لِذِى الْهَوَى تَبْلٌ بِغَيْرِ تَبْلِ
98- لَمَّا اكْتَسَتْ مِنْ ضَرْبِ كُلِّ شَكْلِ(2)
99- صُفْرًا وَخُضْرًا كَاخْضِرَارِ البَقْلِ
100- وَعُلِّقَتْ مِنْ أَرْنَبٍ وَنَخْلِ(3)
قَوْلُهُ: "تَبْلٌ بِغَيْرِ تَبْلِ" أَىْ تَبْلُنَا عِنْدَهُمْ وَلَيْسَ لَهُمْ عِنْدَنَا تَبْلٌ يَطْلُبْنَنَا بِهِ.
وَقَوْلُهُ: "شَكْلٌ" أَىْ مِنْ كُلِّ ضَرْبٍ، وَيُقَالُ: أَشْكَلَ عَلَىَّ الأَمْرُ: اخْتَلَطَ، وَمِنْهُ امْرَأَةٌ شَكْلَةٌ: إِذَا كَانَتْ ذَاتَ أَخْذٍ بِالقَلْبِ وَاخْتِلاَطٍ لِمَا يُعْجِبُكَ مِنْهَا.
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "... بالعَجْلِ" بفتح العين.
(2) فى ديوانه المطبوع "لِمَا..."، وفى كتاب أراجيز العرب: وقولُه: "لما اكْتَسَتْ" أَفْرَدَ امرأةً واحدة، يقول: اكْتَسَتْ وأخَذتْ زِينَتَها قَتَلَتْنا فَلَنَا عندها تَبْلٌ، أى ثَأْرٌ.
(3) مقاييس اللغة (ن خ ل) بدون عزو، بِرِواية:
* قد اكْتَسَتْ مِنْ أَرْنَبٍ ونَخْلِ *
وهو فى اللسان (ر ن ب) بِرِواية "وعَلَّقَتْ...".
وَقَال: "أَرْنَبٌ وَنَخْلٌ": ضَرْبَانِ مِنَ الْحُلِىِّ.
101- كَثَمَرِ الحُمَّاضِ غَيْرِ الْخَشْلِ (1)
102- فىِ جِيدِ عَيْنَاءَ طَرُودِ الرَّبْلِ(2)
103- وَأَبْرَقَتْ فىِ مُبْرِقَاتٍ كُحْلِ(3)
104- بَرْقَ الْغَمَامِ المُسْتَهِلِّ الْهَطْلِ
قَوْلُهُ: "كَثَمَرِ الحُمَّاضِ" قَالَ: ثَمَرُهُ أَبْيَضُ ثُمَّ تَدْخُلُهُ شُكْلَةٌ، فَهُوَ حَسَنٌ، فَشَبَّهَ الْحُلِىَّ بِهِ.(1/332)
وَقَوْلُهُ: "غَيْرِ الْخَشْلِ" مَرْدُودٌ عَلَى قَوْلِهِ: "مِنْ أَرْنَبٍ وَنَخْلِ". وَالْخَشْلُ: كَسْرُ الْحُلِىِّ.
وَيُرْوَى: "رَوودِ الرَّبْلِ" بِلاَ هَمْزٍ، وَإِنْ شِئْتَ هَمَزْتَ لاِنْضِمَامِ الْوَاوِ.
وَقَوْلُهُ: "طَرُود" مِنْ قَوْلِكَ: أَطْرِدْنىِ هَذَا الْجَمَلَ، أَىْ هَبْهُ لىِ حَتَّى أَطْرُدَهُ فَأَتْبَعَهُ، يَقُولُ: فَهِىَ تَتْبعُ الرَّبْلَ.
وَالرَّبْلُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ فىِ غَيْرِ مَطَرٍ.
وَقَوْلُهُ: "رَوُودُ" مِنْ رَادَ يَرُودُ، وَرَوَى ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "مَرُودٌ" وَهُوَ مِنْ هَذَا.
أَبْرَقَتْ: لَمَعَتْ، يَعْنىِ المَرْأَةَ إِذَا لَمَعَتْ / بِسُوَارِها، وَأَبْرَقَ بِسَيْفِهِ: لَمَعَ بِهِ.
وَالْهَطْلُ: مَا لاَنَ مِنَ الْمَطَرِ.
105- إِذَا وَصَلْنَ العَوْمَ بِالهِرَكْلِ
106- رَجْرَجْنَ مِنْ أَعْجَازِهِنَّ الْخُزْلِ
107- أَوْرَاكَ رَمْلٍ وَالِجٍ فىِ رَمْلِ
108- مِنْ رَمْلِ يُرْنَى أَوْ رِمَالِ الدُّبْلِ
العَوْمُ: السِّبَاحَةُ، عَامَ يَعُومُ عَوْمًا.
__________
(1) اللسان (خ ش ل)، وغَيْر الخَشْلِ، أى غير الرَّدِىء.
(2) يريد أن حليها جَيِّدٌ لَيْسَ فيه مَكْسُورٌ. (كتاب أراجيز العرب).
(3) "فى مُبْرِقات" أى فى نِساءٍ مُبْرِقات فى أَعْيُنِهِنَّ الكُحْلُ. (كتاب أراجيز العرب).
وَالْهِرَكْلُ مِنَ التَّهَرْكُلِ، وَهُوَ الاْرْتِجَاجُ، ارْتِجَاجُ الوَرِكَيْنِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَلاَ تَكُونُ الهِرْكَوْلَةُ إِلاَّ العَظِيمَةَ الأَوْرَاكِ.
وَالخُزْلُ جَمْعُ أَخْزَلَ وَخَزْلاَءَ، يُرِيدُ أَنَّ أَعْجَازَهُنَّ يَنْخَزلْنَ بِهِنَّ لِثِقَلِهَا.
109- يَجْثِى عَلَى بَرْدِىِّ غَيْلٍ خَدْلِ
110- وَكُنَّ ذَا القُرْحِ قَتَلْنَ قَبْلِى(1)
111- وَكُنَّ لاَ يَطْلُبْنَهُ بِذَحْلِ
112- فَإِنْ تَرَيْنِى كَالْحُسَامِ النَّحْلِ(1/333)
الغَيْلُ: الْمَاءُ الجَارِى، وَإِنَّمَا شَبَّهَ عِظَامَ قَوَائِمِهَا بِالبَرْدِىِّ فىِ تَثَنِّيهِ وَلِينِهِ.
وَذُو الْقَرْحِ: يَعْنىِ امْرَأَ الْقَيْسِ.
وَالحُسَامُ النَّحْلُ" يَعْنىِ السَّيْفَ، ضَرَبَهُ مَثَلاً لِنَفْسِهِ فىِ كِبَرِهِ.
113- فَلَّلَ غَرْبىِ وَابْتَرَى مِنْ نَصْلِى(2)
114- مِرَّةَ أَيَّامٍ نَقَضْنَ حَبْلِى(3)
115- بَعْدَ القُوَى عَنْ مُسْتَمِرِّ الْفَتْلِ
116- فَإِنْ تَرَى بَعْدَ الشَّبَابِ الرَّسْلِ(4)
غَرْبُ كُلِّ شَىْءٍ: حَدُّهُ.
ابْتَرَى: افْتَعَلَ مِنَ الْبَرْىِ.
وَالْمِرَّةُ: إِحْكَامُ كُلِّ شَىْءٍ.
نَقَضْنَ حَبْلِى: ذَهَبْنَ بِقُوَّتِى.
117- وَبَعْدَ نَفْحِى لِمَّتِى وَرَفْلِى(5)
118- مُخْرَوِّطِ الْجِلْدِ حَدِيثِ الصَّقْلِ
119- عَلَىَّ ثَوْبُ الْكِبَرِ الهِدَمْلِ
__________
(1) فى ديوانه المطبوع: "... ذَا القُرْحِ..." بفتح القاف وضَمِّها.
(2) رواية أبى سعيد الضرير: "فَلَّلَ عَظْمِى...".
(3) فى ديوانه المطبوع، وكتاب أراجيز العرب:
* مِرَّةُ أَيّامٍ ...*
(4) "فَإِنْ تَرَى" يُخاطِبُ صاحبَتَه. (كتاب أراجيز العرب).
(5) "ورَفْلِى" أى تَبَخْتُرِى. (كتاب أراجيز العرب).
120- وَقَدْ أَرُوقُ بِالقَصِيبِ الْجَثْلِ(1)
يُقَالُ: هُوَ يَنْفَحُ بِلِمَّتِهِ: إِذَا حَرَّكَهَا، وَأَنْشَدَ:
نَفَّحْتُمُ لِمَمًا لَكُمْ عُصْلاً كَأَذْنَابِ الثَّعَالِبْ
وَالْعُصْلُ: الْمُعْوَجَّةُ.
وَالمُخْرَوِّطُ: الْمُمْتَدُّ، وَإِنَّمَا يَعْنىِ أَنَّهُ فىِ شَبَابِهِ كَانَ مُمْتَدَّ الْجِلْدِ مُمْتَلِئَ اللَّحْمِ، فَلَمَّا كَبِرَ ذَهَبَ لَحْمُهُ وَاضْطَرَبَ جِلْدُهُ.
وَالهِدَمْلُ(2) لَمْ نَسْمَعْ فِيهِ شَيْئًا، / وَكَأَنَّهُ هَاهُنَا مِنَ الكِبَرِ وَالإِْخْلاَقِ.
وَالقَصِيبُ: شَعَرٌ يُقَصِّبُهُ.
وَالْجَثْلُ: الكَثِيرُ.
121- أَلْفُنُقَ الإِْخْلِيجَ ذَاتَ البَعْلِ(1/334)
122- وَالعِيطُ قَدْ يَرْمِينَنَا بِالْبَهْلِ(3)
123- فَقَطَعَتْ أَرْوَى القُوَى وَصْلِى
124- كَأَنَّهَا مَقْلِيَّةٌ أَوْ تَقْلِى
الْفُنُقُ: النَّاعِمَةُ، وَيُقَالُ: الضَّخْمَةُ الفَتِيَّةُ.
وَالإِْخْلِيجُ: الَّتىِ تَخْتَلِجُ: تَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالاً.
وَالْعِيطُ وَالْوَاحِدَةُ عَيطَاءُ، وَهِىَ الطَّوِيلَةُ الْعُنُقِ.
وَقَوْلُهُ: "بِالبَهْلِ" البَهْلُ: اللَّعْنُ، يَقُلْنَ: لَعَنَهُ اللَّهُ، وَنَاقَةٌ بَاهِلٌ: لاَ صِرَارَ عَلَيْهَا.
المَقْلِيَّةُ: الْمُبْغَضَةُ، قَلَيْتُهُ أَقْلِيهِ قِلًى وَقَلاَءً.
وَقَوْلُهُ: "كَأَنَّهَا مَقْلِيَّةٌ" أَىْ قَدْ قُلِيَتْ، فَهِىَ تَقْلِى: تَكَافِئُ بِمَا قُلِيَتْ أَوْ تَقْلِى مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقْلِيَهَا أَحَدٌ.
125- لَمَّا رَأَتْ جَبْهَةَ رَأْسٍ صَعْلِ
__________
(1) وقَوْلُه: "وقَدْ أَرُوقُ بالقَصِيبِ" يريد إن تَرَيْنىِ هَرِمْتُ وكَبرْتُ فقد كُنْتُ أَروقُ النِّساءَ بالقَصِيبِ فى أَيام شَبَابِى. (كتاب أراجيز العرب).
(2) الهِدَمْلُ: القَدِيمُ. (أبو سعيد الضرير).
(3) يريد أن النِّساءَ كُنَّ يَلْعَنَّهُ، وإنما ذلك من مَحَبَّتِهِنَّ له. (كتاب أراجيز العرب).
126- إِذَا فَلَتْهَا لَمْ تَجِدْ مَا تَفْلِى
127- خَلْجَاءُ بِئْسَتْ مُسْتَغَاثَ الْقَمْلِ(1)
128- وَهْىَ تَجَنَّى رُمِيَتْ بِخَبْلِ(2)
129- ذَاتُ الْوِشَاحَيْنِ وَذَاتُ الْحِجْلِ
130- قَالَتْ وَكِفْلُ اللَّوْمِ شَرُّ كِفْلِ
الْحِجْلُ: الْخَلْخَالُ.
وَالْكِفْلُ: مَرْكَبٌ يُتَّخَذُ خَلْفَ الرَّجُلِ(3)، يَقُولُ: فَاتَّخَذَتْ لَوْمَهَا لىِ كِفْلاً جَعَلَتْهُ خَلْفِى كَمَا يُجْعَلُ الكِفْلُ خَلْفَ الرَّجُلِ(3)، وَالْمَعْنَى أَنَّهَا أَرْدَفَتْنِى لَوْمَهَا.
131- إِلاَّ تُمِرُّ مَرَّةً أَوْ تُحْلِى(4)
132- إِذْ عَضَّ أَنْيَابُ السِّنِينَ العُصْلِ
133- فَقُلْتُ قَوْلَ مَرِسٍ ذِى مَحْلِ(1/335)
134- لَوْ أَنَّنىِ أُعْطِيتُ عِلْمَ الْحُكْلِ(5)
__________
(1) فى ديوانه المطبوع، وأراجيز العرب:
* جَلْحاءُ بِئْسَتْ مُسْتَغاثُ القَمْلِ *
وفى اللسان (ج ل ح): "الجَلَحُ: ذَهَابُ الشَّعَرِ من مُقَدَّمِ الرأسِ. جَلِحَ بالكَسْرِ جَلَحًا، والنَّعْتُ أَجْلَحُ وجَلْحاءُ" ورواية أبى سعيد الضرير "خَلْجاءُ لَيْستْ...".
(2) فى ديوانه المطبوع "وَهْىَ تُجَنَّى..."، و"وَهْىَ" أى أَرْوَى. (كتاب أراجيز العرب).
(3) 3- ) "خَلْفَ الرَّحْلِ" فى الموضعين. (كتاب أراجيز العرب).
(4) فى ديوانه المطبوع: "... مِرَّةً..." بِكَسْرِ الميم. وفى كِتابِ أراجيز العرب "... أوْ تُجْلِى".
(5) اللسان (ح ك ل) ونَسَبه الأَزهَرِىُّ لِرُؤبة، وقال ابنُ بَرِّىّ: الرجزُ للعَجّاج وصَوابُه:
* أَوْ كُنْتُ أُعْطِيتُ عِلْمِ الحُكْلِ *
وقبله:
* فَقُلْتُ: لو عُمِّرْتُ عُمْرَ الحِسْلِ *
* وقَدْ أَتاهُ زَمَنُ الفِطَحْلِ *
* والصَّخْرُ مُبْتَلٌّ كَطِينِ الوَحْلِ *
وبعده:
* كُنْتُ رَهِينَ هَرَمٍ أو قَتْلِ *
والمشاطير الأَربعة السابقة وردت فى هذه الأرجوزة، المشاطير من (13 - 16) مع اختلاف بسيط فى الرواية، وفى اللسان، والتاج (ف ط ح ل) بِرواية:
* أَوْ أَنَّنِى أُوتِيتُ عِلْمَ الحُكْلِ *
قَوْلُهُ: "إِلاًَّ تُمِرُّ مَرَّةً" أَى إِلاَّ تَرْحَلُ فىِ مَكْرُمَةٍ أَوْ إِتْيَانِ مَلِكٍ وَمَا تُجْدِى بِهِ عَلَى نَفْسِكَ، وَذَلِكَ أَنَّهَا شَكَتْ جَهْدَ الزَّمَانِ، فَكَأَنَّ المَعْنَى فىِ ذَلِكَ التَّوْبِيخُ لِتَرْكِهِ الْحَرَكَةَ.
قَوْلُهُ: "مَرِسٌ" ذُو مُمَارَسَةٍ وَمِحَالٍ وَمُخَاصَمَةٍ، وَأَنْشَدَ:
* ظَلَّتْ تُمَاحِلُ عَنْهُ عَسْعَسًا لَحِمَا *
وَالْعَسْعَسُ هَاهُنَا الذِّئْبُ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الاْعْتِسَاسِ، وَمَثَلٌ مِنَ / الأَمْثَالِ: كَلْبٌ اعْتَسَّ خَيْرٌ مِنْ كَلْبٍ رَبَضَ.(1/336)
وَالْحُكْلُ: مِنْ قَوْلِكَ : فىِ لِسَانِهِ حُكْلَةٌ: إِذَا كَانَ يَتَكَلَّمُ فَلاَ يُفْهَمُ كَلاَمُهُ، يَكُونُ فىِ لِسَانِهِ لَفَفٌ.
135- عَلِمْتُ مِنْهُ مُسْتَسِرَّ الدَّخْلِ
136- عِلْمَ سُلَيْمَانَ كَلاَمَ النَّمْلِ(1)
137- مَا رَدَّ أَرْوَى أَبَدًا عَنْ عَذْلِى
138- مَا إِنْ تَزَالُ الدَّهْرَ غَضَبَى تَغْلِى
يَقُولُ: لَوْ عَلِمْتُ مَا لاَ يُعْلَمُ مَا رَدَّهَا عَنْ رَأْيِهَا شَىْءٌ.
وَالدَّخْلُ وَالْمَدْخُولُ مِنَ الْكَلاَمِ: الَّذِى لاَ يُفْهَمُ.
139- تُمْلِى عَلَى شَيْطَانِهَا مَا تُمْلِى
140- تُؤْذِى وَلاَ تُغْنِى قِبَالَ نَعْلِ
141- كَأَنَّهَا مَجْنُونَةٌ فىِ كَبْلِ
142- تَدْعُو بِأَسْمَاءِ الشَّقَا وَتُشْلِى
143- كَمَا دَعَا دَاعِى كِلاَبٍ مُخْلِ
144- وَقُلْتُ إِذْ وَسْوَسَ أَهْلُ السَّمْلِ
145- وَمَا المُنَادِى ضَاحِيًا بِالخَتْلِ(2)
146- قَدْ تُدْرَكُ الحَاجَاتُ بَعْدَ الْمَطْلِ
"مُخْلِ": أَىْ يَكُونُ فىِ الخَلاَءِ، يُقَالُ: أَنْتَ مُخْلٍ بِذَاكَ الأَمْرِ لَيْسَ مَعَكُمَا سِوَاكُمَا.
__________
(1) اللسان (ف ط ح ل)، وفى مقاييسن اللغة (ح ك ل) "عِلْمَ سُلَيْمانٍ..." بالتنوين، والتاج (ف ط ح ل).
(2) أى الذى يَفْعَلُ الأَشياءَ عَلاَنِيةً ليس بِخاتِلٍ. (كتاب أراجيز العرب).
وَالسَّمْلُ: الإِْصْلاَحُ.
147- بِاللَّهِ وَالمَائِحُِ غَيْرُ وَغْلِ
148- تُقْضَى فَتَأْتِى مِنْ طَرِيقٍ سَهْلِ
149- وَيَبْتَغِى بِالْمَدْحِ أَهْلَ الفَضْلِ(1)
150- وَإِذْ رُمِينَا بِالخُطُوبِ الثُّعْلِ(2)
إِذَا قَالَ: وَالْمَائِحِ فَخَفَضَ جَعَلَ الْمَائِحَ إِيَّاهُ نَفْسَهُ وَأَخْرَجَ غَيْرَ مِنَ المَعْرِفَةِ، وَإِنْ شَاءَ رَفَعَ فَقَالَ: وَالْمَائِحُ غَيْرُ وَغْلِ".(1/337)
وَالْمَائِحُ: الَّذِى يَدْخُلُ البِئْرَ إِذَا قَلَّ مَاؤُهَا فَيَمْلأُ الدَّلْوَ، وَالْمَانِحُ: كُلُّ مَنْ أَعْطَى شَيْئًا فَلاَ يَمِيحُ أَهْلَهُ، وَأَصْلُهُ فىِ الأَوَّلِ.
وَالْوَغْلُ: الرَّجُلُ النَّذْلُ، وَالْوَاغِلُ: الدَّاخِلُ عَلَى الْقَوْمِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ.
وَأَصْلُ الثَّعْلِ: الزِّيَادَةُ فىِ الأَسْنَانِ، وَهُوَ هَاهُنَا الأُمُورُ المُتَرَاكِبَةُ الْمُهِمَّةُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ.
151- جِئْنَا بِأَبْكَارٍ وَحَاجٍ بُزْلِ
152- إِلَى امْرِئٍ ضَخْمِ الدَّسِيعِ جَزْلِ
/ 153- يُنَاهِبُ المُدْلِينَ حِينَ يُدْلِى
154- بِوَاسِعِ الفَرْغِ رَحِيبِ السَّجْلِ
يُقَالُ: حَاجَةٌ، وَحَاجٌ، وَحِوَجٌ.
وَقَوْلُهُ: "بِأَبْكَارٍ وَحَاجِ" مِثْلُ قَوْلِهِ:
* عَوَانٍ مِنَ الْحَاجَاتِ أَوْ حَاجَةٍ بِكْرِ (3) *
وَقَوْلُهُ: "ضَخْمِ الدَّسِيعِ" فَالدَّسِيعُ: جَمْعُ دَسِيعَةٍ مِثْلُ سَفِينَةٍ وَسَفِينٍ.
__________
(1) فى ديوانه المطبوع، وكتاب أراجيز العرب "... أَهْلُ ..." بِضَمِّ اللامِ.
(2) فى كتاب أراجيز العرب "... الثُّمْلِ".
(3) الشاهد فى اللسان (ب ك ر) لِذِى الرُّمّة، وتَمامُه:
وُقُوفًا لَدَى الأبوابِ طُلاّبَ حاجةٍ
عَوَانٍ من الحاجاتِ أو حاجةً بِكْرَا
وهو فى ديوانه 3/1871ط دمشق - تحقيق عبدالقدوس أبو صالح. ورواية الصدر:
* قُعُودٌ لَدَى الأبواب طُلاّب حاجة *
والشاهد أيضًا للفرزدق فى ديوانه 1/188 ط - بيروت.
وَالْمُنَاهَبَةُ: أَنْ تَأْخُذَ وَيَأْخُذَ صَاحِبُكَ.
وَالفَرْغُ: مَخْرَجُ الْمَاءِ.
155- يَمُدُّ مِنْ حَوْمَاتِ غَيْرِ مُكْلِ
156- ثَغْبَ دُجَيْلٍ فىِ سَوَاقِى دِجْلِ
157- فَرْعٌ سَقَى مِنْهُ نُضَارَ الأَثْلِ(1)
158- طَيِّبُ أَعْرَاقِ الثَّرَى فىِ الأَصْلِ(2)(1/338)
وَأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "ثَعْبَ دُجَيْلٍ" وَهِىَ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو، وَأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: "مَكْلِ" وَهِىَ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو، فَمَنْ قَالَ: "ثَغْبَ" أَرَادَ الثَّغَبَ فَخَفَّفَ، وَهُوَ الغَدِيرُ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: غَدِيرٌ فىِ سَوَاقِى دِجْلَةَ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُ عَذْبٌ، وَمَنْ قَالَ: "ثَعْبٌ" فَإِنَّهُ مِنَ: انْثَعَبَ الْمَاءُ، وَمَنْ قَالَ: "مَكْلِ" فَإِنَّهُ يَقُولُ: اجْتَمَعَتْ مَكْلَةٌ مِنْ مَاءٍ فَاشْتَقَّ مِنْهَا، وَكَأَنَّ قَوْلَهُ: "مَكْلِ" جَمْعُ مَكْلَةٍ كَمَا قَالُوا: نَقْدَةٌ وَنَقْدٌ، وَجَرْفَةٌ وَجَرْفٌ، وَتَفْسِيرُ مَكْلٍ فىِ الْجَمْعِ قِيَاسٌ، وَلَمْ نَسْمَعْهُ، وَمَنْ قَالَ: مكْل فَكَأَنَّهُ مَصْدَرٌ.
159- فَحْلٌ سَمَا لِلْمَجْدِ وَابْنُ فَحْلِ
160- تَرَاهُ فِى صُورَةِ غَيْرِ بَسْلِ
161- كَالْبَدْرِ أَعْرَاهُ الظَّلاَمُ الْمُجْلِى
162- لَيْسَ تُرَابُ أَرْضِهِ بِمَحْلِ
163- مِنْ سَحِّهِ الدِّيمَةَ بَعْدَ الْوَبْلِ
164- كَأَنَّمَا يُعْطَى الْجَدَا بِالسُّؤْلِ
هَذَا مِثْلُ قَوْلِ زُهَيْرٍ:
* كَأَنَّكَ تُعْطِيهِ الَّذِى أَنْتَ سَائِلُهْ *(3)
أَرَادَ بِسُؤَالِ النَّاسِ إِيَّاهُ كَأَنَّهُ يُعْطَى بِذَاكَ.
165- لَمْ يَثْنِ كَفَّيْهِ لِجَامُ الْبُخْلِ
__________
(1) اللسان (ن ض ر) وفيه "فَرْعٌ نَمَا ...".
(2) اللسان (ن ض ر).
(3) شاهد زُهَيْر فى ديوانه /142، وتَمامُه:
تَرَاهُ إذا ما جِئْتَهُ مُتَهَلِّلاً كأَنَّكَ تُعْطِيه الذى أَنْتَ سائِلُهْ
166- وَلاَ تَعَقَّاهُ يَمِينُ الْمُؤْلِى
167- مُبْتَاعُ مَجْدٍ يَشْتَرِى فَيُغْلِى
168- أَبْدَأَ فىِ الشُّبَّانِ غَيْرَ زِمْلِ(1)
/ يَقُول: لَيْسَ عَلَى مَالِهِ يَمِينٌ أَلاَّ يُعْطِىَ.(1/339)
وَقَوْلُهُ: "تَعَقَّاهُ" مِنْ قَوْلِهِ: عَاقَهُ يَعُوقُهُ فَقَلَبَهُ، وَعَقَاهُ يَعْقُوهُ وَتَعَقَّاهُ.
أَبْدَأَ وَبَدَأَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
وَزِمْلٌ، وَالكَسْرُ رِوَايَةُ أَبِى عَمْرٍو وَابْنِ الأَعْرَابِىِّ، يُقَالُ: رَجُلٌ زِمْلٌ، وَزُمَّلٌ وَزُمَّالٌ، وَزُمَيْلَةٌ: الَّذِى يَكِلُ أَمْرَهُ إِلَى غَيْرِه.
169- وَسَادَ كَهْلاً لِتَمَامِ الكَهْلِ(2)
170- فَرَّاجُ غَمَّى فىِ اخْتِلاَطِ الأَزْلِ(3)
171- إِذَا اسْتَخَفَّ الحِلْمَ طَيْرُ الْجَهْلِ
172- أَنْتَ ابْنُ أَقْوَامٍ بِهِمْ نَسْتَعْلِى
قَوْلُهُ: "فَرَّاجُ غَمَّى" وَهِىَ الخصْلَةُ وَالْمُهِمَّةُ مِنْ جَهْدٍ أَوْ جَدْبٍ، وَيُقَالُ: هَذِهِ لَيْلَةُ الْغَمَّى لِلَّيْلَةِ الَّتىِ يُرَى فِيهَا الهِلاَلُ فَيَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ ضَبَابَةٌ أَوْ غَيْمٌ، وَأَنْشَدَنَا الجَرْمِىُّ عَنْ أَبِى زَيْدٍ:
* وَلَيْلَةٍ مُشْتَِبهٍ أَهْدَالُهَا *
* لَيْلَةِ غَمَّى طَامِسٍ هِلاَلُهَا *
وَيُقَالُ: أُغْمِىَ عَلَى الرَّجُلِ، وَهُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ، وَقَدْ غُمَّ عَلَيْنَا الهِلاَلُ غَمًّا، وهو مَغْمُومٌ: إِذَا كَانَ عَلَى السَّمَاءِ غَمًى وَغَمٌّ فَحَالَ دُونَ الهِلاَلِ، وَهُوَ غَيْمٌ رَقِيقٌ، كَذَا حَكَاهُ لَنَا الْجَرْمِىُّ عَنْ أَبِى زَيْدٍ، وَيُقَالُ: أَصَابَهُ غَمٌّ شَدِيدٌ وَغُمَّةٌ، وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِىِّ عَنِ المُفَضَّلِ:
__________
(1) الزِّمْلُ: الضَّعِيفُ. (كتاب أراجيز العرب).
(2) أى سادَ كَهْلاً حتى انْتَهَى زَمَنُ الكُهُولة. (كتاب أراجيز العرب).
(3) فى كتاب أراجيز العرب "فَرَّاجُ غُمَّى..." بضم الغين.
* لاَ تَحْسِبَنْ أَنَّ يَدِى فىِ غُمَّهْ (1) *
* لَيْسَ لِوَاحِدٍ عَلَىَّ مِنَّهْ *
* أَلاَ وَلاَ اثْنَيْنِ وَلاَ أَهُمَّهْ *
* إِلاَّ الَّذِى وَصَّى بِثُكْلِ أُمَّهْ *(1/340)
قَوْلُهُ هَاهُنَا: "غُمَّة" أَىْ فىِ سِتْرٍ مَمْنُوعَةٍ.
قَوْلُهُ: وَلاَ أَهُمَّهْ فَنَصَبَ عَلَى مَعْنَى الدُّعَاءِ، أَىْ لاَ أَهْمُم بِذَلِكَ إِلاَّ هَمَمْتُ بِهِ [فَادَّغم(2)] لَمَّا تَرَكَ التَّضْعِيفَ.
وَالأَزْلُ: الشِّدِّةُ، وَهِىَ هَاهُنَا السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ الْجَدْبَةُ.
وَطَيْرُ الجَهْلِ، أَى طَيَرَتُهُ وَخِفَّتُهُ.
173- زُهْرٍ مَقَارٍ نُهَّضٍ بِالْحِمْلِ
174- الْحَامِلِينَ أَوْقَ كُلِّ ثِقْلِ
175- بِرُحْبِ أَعْطَانِهِمْ وَالْبَذْلِ
176- يَكْفُونَ أَثْقَالَ الأُمُورِ البُجْلِ
الأَوْقُ: الحِمْلُ ذُو المَشَقَّةِ.
وَيُرْوَى: "الحَامِلُونَ" أَيْضًا عَنْ أَبِى عَمْرٍو.
وَالْبُجْلُ: الْعِظَامُ، / يُقَالُ: أَمْرٌ بَجَالٌ، وَشَيْخٌ بَجَالٌ.
177- تَغَمُّدًا بالْخُلُقِ الغِدَفْلِ
178- وَأَنْتَ يَا ابْنَ العُمَرَيْنِ الْمُبْلِى
179- خَيْرًا عَلَى عَضِّ الأُمُورِ البُزْلِ
180- نَائِلَ وَهَّابٍ هَنِىءَ النُّحْلِ(3)
التَّغَمُّدُ: الإِْلْبَاسُ، وَمِنْهُ: تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ.
وَالْغِدَفْلُ: الْوَاسِعُ.
وَالْمُبْلِى: الْحَسَنُ الْبَلاَءِ.
وَالْبُزْلُ: الأُمُورُ الشِّدَادُ.
* * *
__________
(1) الموجود فى اللسان (غ م م) المشطور الأول ومعه:
* فى قَعْرِ نِحْىٍ أستَثِيرُ حَمَّهْ *
(2) فادَّغم] هكذا بالأصل، والصواب: فَأَدْغَمَ.
(3) هَنِىءَ النُّحْلِ"، أى هَنِىءَ العَطَاءِ. (كتاب أراجيز العرب).
-30-
وَقَالَ يَمْدحُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَلِىٍّ: (1)
1- عَرَفْتَ بِالنَّضْرِيَّةِ المَنَازِلاَ(2)
2- قَفْرًا وَكَانَتْ مِنْهُمُ مَآهِلاَ(3)
3- أَمْسَيْنَ آثَارًا بِهَا خَوَامِلاَ
4- نُؤْيًا تَعَفَّى وَرَمَادًا حَائِلاَ
الوَاحِدُ مِنَ الْمَآهِلِ: مَأْهَلٌ، وَيُوهَلُ: يُسْكَنُ، وَمَكَانٌ مَأْهُولٌ، وَأَهِلٌ: فِيهِ أَهْلٌ، وَقَالَ:(1/341)
وَقِدْمًا كَانَ مَأْهُولاً فَأَمْسَى مَرْتَعَ العُفْرِ(4)
وَخَوَامِلُ: غَيْرُ بَيِّنَاتٍ.
وَالنُّؤْىُ(5): حَفِيرَةٌ تُحْفَرُ حَوْلَ الْخِبَاءِ يُدْفَعُ فِيهَا السَّيْلُ وَمَاءُ الْمَطَرِ، وَقَالَ:
* كَالنُّؤْىِ إِذْ تُعِدُّهُ الْجَوَارِى *
* خَلْفَ البُيُوتِ حَذَرَ الأَمْطَارِ *
فَيَدْفَعُ النُّؤْىُ الْمَاءَ عَنِ الْخِبَاءِ يَمِينًا وَشِمَالاً وَلاَ يَدْنُو مِنْهَا، وَقَد انْتَأَتِ المَرْأَةُ حَوْلَ بَيْتِهَا، وَجَمْعُ النُّؤْى أَنْآءٌ.
وَتَعَفَّى: دَرَسَ، وَالعَفَاءُ: الدُّرُوسُ، قَالَ زُهَيْرٌ:
* عَلَى آثَارِ مَا ذَهَبَ الْعَفَاءُ *(6)
يُقَالُ: عَفَتِ الدَّارُ تَعْفُو عَفَاءً وَعُفُوًّا.
__________
(1) الأُرجوزة فى ديوانه المطبوع /121-128، ورقمها (45).
(2) اللسان، والمقاييس (أ هـ ل) وديوانه المطبوع، وفيه:
* عَرَفْتُ بالنَّصْرِيّةِ المَنازِلاَ *
(3) اللسان (أ هـ ل).
(4) الشاهد فى اللسان (أ هـ ل) بدون عَزْو، ورِواية عَجُزِه: "وَأَمْسَى ...".
(5) فى اللسان (ن أ ى): "والنُّؤْىُ، والنِّئْىُ، والنَّأْىُ، والنُّؤَى بفَتْح الهَمْزةِ على مِثَالِ النُّفَى (الأخيرة عن ثعلب): الحَفِيرُ حَوْلَ الخِبَاءِ يَدْفَعُ عنها السَّيْلَ يَمِينًا وشِمَالاً ويُبْعِدُه".
(6) الشاهد عَجُزُ بَيْتٍ لِزُهَيْر فى اللسان (ع ف ا) بِرِواية:
* عَلَى آثارِ مَنْ ذَهَبَ العَفَاءُ *
وصَدْرُه:
* تَحَمَّلَ أَهْلُها مِنْها فَبَانُوا *
والشاهد فى ديوانه /58.
وَحَائِلٌ: أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ. وَحَائِلٌ: مُتَغَيِّرٌ أَيْضًا.
5- حَالَفَ أَظْآرًا بِهَا مَوَاثِلاَ
6- كَأُمَّهَاتِ الرَّأْمِ أَو خَلاَئِلاَ
7- وَاسْتَبْدَلَتْ مِنْ أَهْلِهَا بَدَائِلاَ(1)
8- عِينًا وَأَرْآمًا بِهَا مَطَافِلاَ(2)
حَالَفَ: لاَزَمَ، يَعْنىِ الرَّمَادَ.(1/342)
أَظْآرًا: أَرَادَ الأَثَافِىَ، جَمْعُ ظِئْرٍ، أَىْ عُطِفْنَ عَلَى هَذَا الرَّمَادِ، فَقَدْ لاَزَمْنَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ اسْتِعَارَةٌ مِنَ النَّاقَةِ الظَّؤُورِ الَّتىِ تَعْطِفُ عَلَى وَلَدِ / غَيْرهَا أَوْ عَلَى بَوٍّ، تَقُولُ: ظُئِرَتْ عَلَيْهِ فَأَظْأَرَتْ، فَهِىَ ظَؤُورٌ مَظْؤُورَةٌ، وَقَالَ:
* مِثْلَ الرَّوَائِمِ بَوًّا بَيْنَ أَظْآرِ *(3)
وَالمَوَاثِلُ: المُنْتَصِبَاتُ.
وَالْمُثُولُ: الانْتِصَابُ قَائِمًا، مَثَلَ يَمْثُلُ. وَالرَّأْمُ: هُوَ البَوُّ أَوْ وَلَدٌ تَعْطِفُ عَلَيْهِ النَّاقَةُ، وَقَدْ رَئِمَتْهُ رِئْمَانًا، وَأَرْأَمْنَاهَا، أَىْ عَطَفْنَاهَا عَلَى رَأْمٍ. وَالنَّاقَةُ رَؤُومٌ، وَرَائِمٌ، وَرَائِمَةٌ، فَشَبَّهَ الأَثَافِىَ بِثَلاَثِ أَيْنُقٍ عُطِفْنَ عَلَى وَلَدٍ وَاحِدٍ وَهُوَ الرَّمَادُ.
وَخَلاَئِلُ: مُتَحَابَّاتٌ لاَ يَبْرَحْنَ.
فَاسْتَبْدَلَتْ: يَعْنىِ هَذِهِ المَنَازِلَ.
__________
(1) التاج (ط ف ل) وفيه: "فاسْتَبْدَلَتْ ...".
(2) التاج (ط ف ل) وفيه: "عِينًا وآرامًا...".
(3) الشاهد فى اللسان (ب و ا) لِجَرِيرٍ بِرِواية:
* سَوْقَ الرَّوائِمِ بَوًّا بَيْنَ أَظْآرِ *
والشاهد فى ديوانه /240ط بيروت، وتمامُه:
تُمْسِى الرِّياحُ بِهِ حَنّانةً عُجُلاً سَوْفَ الرَّوائِمِ بَوًّا بَيْنَ أَظْآرِ
[سَوْفَ: شم؛ الرَّوائِمُ: جَمْعُ رَؤُوم: الناقة التى تعطِفُ على وَلَدِها؛ البَوُّ: ولَدُ الناقة؛ الأَظْآرُ، الواحدة ظِئْرٌ: المُرْضِعُ، شبه حَنِينَ الرِّياحِ بِحَنِينِ الناقةِ التى ذُبِحَ ولَدُها].
بَدَائِلَ: الْوَاحِدُ بَدِيلٌ ثُمَّ بَيَّنَ عَنِ الَبَدَائِلِ فَقَالَ: "عِينًا وَأَرْآمًا" فَالعِينُ: البَقَرُ، الْوَاحِدُ أَعْيَنُ وَعَيْنَاءُ.
وَالأَرْآمُ: الظِّبَاءُ البِيضُ.
وَالمَطَافِلُ: الَّتىِ مَعَهَا أَوْلاَدُهَا، الْوَاحِدُ مُطْفِلٌ.(1/343)
9- وَقَدْ نَرَى بِيضًا بِهَا عَقَائِلاَ
10- يُصْبِحْنَ عَنْ قَسِّ الأَذَى غَوَافِلاَ(1)
11- يَنْطِقْنَ هَوْنًا خُرَّدًا بَهَالِلاَ(2)
12- لاَ جَعْبَرِيَّاتٍ وَلاَ طَهَامِلاَ(3)
عَقَائِلُ: كِرَامٌ، الوَاحِدَةُ عَقِيلَةٌ.
وَالْقَسُّ: ابْتِغَاءُ الأَحَادِيثِ، وَهُوَ مِنَ النَّمِيمَةِ وَذِكْرِ النَّاسِ بِالْغِيبَةِ، تَقُولُ: قَسَّ يَقُسُّ قَسًّا، فَهُنَّ غَوَافِلُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ أَبُو نَصْرٍ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِىَّ يَقُولُ: هُوَ يَقُسُّ فىِ الإِْبِلِ: يَطْلُبُ فِيهَا لَبَنًا، وَهُوَ يَقُسُّ آثَارَهُمْ.
هَوْنًا: عَلَى مَهَلٍ لاَ يَرْفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ لِعِفَّتِهِنَّ.
وَخُرَّدٌ: حَيِيَّاتٌ، وَجَارِيَةٌ خَرِيدَةٌ: بِكْرٌ لَمْ تُمْسَسْ قَطُّ، وَالْجَمِيعُ الْخَرَائِدُ، وَالْخُرَّدُ. وَجَارِيَةٌ خَرُودٌ أَيْضًا لِلْخَفِرَةِ وَالْحَيِيَّةِ، وَهِىَ الَّتىِ جَاوَزَتِ الإِْعْصَارَ وَلَمْ تَبْلُغِ التَّعْنِيسَ.
وَبَهَالِلُ: ضَحَّاكَاتٌ مَعَ حَيَاءٍ وَكَرَمٍ.
وَالجَعْبَرِيَّاتُ: القِصَارُ الْغِلاَظُ.
__________
(1) فى اللسان، والتاج (ط هـ م ل) للعجاج بِرِواية:
* يُمْسِينَ عَنْ قَسِّ الأَذَى غَوَافِلاَ *
وفى اللسان (ق س س) نُسِب لِرُؤبة بالرواية السابقة، ونُسِبَ أيضًا لرُؤبة فى هامش التاج (ط هـ م ل).
(2) فى ديوانه المطبوع "... بَهَالِلاَ" بفَتْح الباء، ونُسِبَ فى مَتْن التاج للعجاج، وفى هامشه نُسِبَ لِرُؤبة.
(3) اللسان، والتاج (ط هـ م ل) للعجاج، وفى هامش التاج نُسِبَ لِرُؤبة.
وَالطَّهَامِلُ: الثِّقَالُ الضِّخَامُ المُسْتَرْخِيَاتُ(1).
13- إِذَا اعْتَقَدْنَ السُّورَ وَالخَلاَخِلاَ
14- وَالدُّرَّ وَالْمَرْجَانَ وَالأَكَالِلاَ
15- وَهَوَّلَتْ مِنْ رَيْطِهَا تَهَاولاَ (2)
16- كَأَنَّ يَوْمًا غَيْرَ قَرٍّ شَامِلاَ(3)(1/344)
/ السُّورُ: جَمَاعَةُ سُوَارٍ، وَيُقَالُ: سِوَارٌ بِالكَسْرِ أَيْضًا، وَهِىَ الأَسْوِرَةُ، وَأُسْوَارٌ، وَإِسْوَارٌ، والْجَمْعُ أَسَاوِرَةٌ وَهُمْ قُوَّادُهُ عَلَى تَقْدِيرِ أَفْعَالٍ.
وَالخَلْخَالُ وَاحِدُ الخَلاَخِلِ مِنَ الحَلْىِ مَعْرُوفٌ، بِهِ تَخَلْخَلُ الْجَارِيَةُ، وَيُقَالُ فِيهِ: خَلْخَلٌ، قَالَ الرَّاجِزُ:
* بَرَّاقَةُ الْجِيدِ صَمُوتُ الْخَلْخَلِ (4) *
وَالْخَلْخَالُ: الرَّمْلُ الَّذِى فِيهِ خُشُونَةٌ.
وَالدُّرُّ جَمْعُ دُرَّةٍ، وَهُوَ العِظَامُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ.
وَالمَرْجَانُ: اللُّؤْلُؤُ الصِّغَارُ.
وَالأَكَالِلُ جَمْعُ إِكْلِيلٍ، وَهِىَ شِبْهُ عِصَابَةٍ مُزَيَّنَةٍ بِالْجَوَاهِرِ.
وَهَوَّلَتْ: خَلَطَتْ أَلْوَانًا مِنَ التَّهَاوِيلِ، أَرَادَ أَلْوَانَ الثِّيَابِ، وَإِذَا تَزَيَّنَتِ الْمَرْأَةُ بِزِينَةٍ مِنْ لِبَاسٍ أَوْ حُلِىٍّ فَقَدْ هَوَّلَتْ.
وَالتَّهَاوِيلُ: زِينَةُ الْوَشْىِ وَالتَّصْوِيرِ، وَكَذَلِكَ زِينَةُ السِّلاَحِ وَالكَتِيبَةِ، وَقَالَ فىِ وَصْفِ الكَتِيبَةِ:
* تُغْشِى العُيُونَ تَهَاوِيلٌ لِزِبْرِجِهَا *
قَرٌّ: لَيْسَ بِشَدِيدِ البَرْدِ.
شَامِلاً: ذَا شَمَالٍ.
__________
(1) زاد فى اللسان (ط هـ م ل): يَعْنىِ قِبَاحَ الخِلْقةِ.
(2) اللسان (هـ و ل) بدون عزو، وفى ديوانه المطبوع "... تَهَاوِلاَ" بكَسْرِ الواو، وهى غير مضبوطة فى المخطوطة.
(3) اللسان، والتاج (ض ح ل) للعجاج بِرِواية:
* حَسِبْتُ يَوْمًا غَيْرَ قَرٍّ شامِلاَ *
ونُسِبَ فى هامش التاج لرؤبة.
(4) الرَّجَزُ فى اللسان (خ ل ل) بدون عزو.
17- يَنْسُجُ غُدْرَانًا عَلَى مَضَاحِلاَ(1)
18- إِذَا مَشَيْنَ مِشْيَةً تَحَامُلاَ
19- حَسِبْتَ فىِ أَعْجَازِهَا خَوَازِلاَ(2)
20- مِنْ جَذْبِهِنَّ العَقِدَ الدُّمَاحِلاَ(3)(1/345)
مَضَاحِلُ جَمْعُ مَضْحَلٍ، وَهُوَ مَوْضِعٌ يَقِلُّ فِيهِ الْمَاءُ، وَالضَّحْلُ: الْمَاءُ القَلِيلُ الْقَرِيبُ الْقَعْرِ، وَهُوَ كَالضَّحْضَاحِ إِلاَّ أَنَّ الضَّحْضَاحَ أَعَمُّ مِنْهُ، قَلَّ أَوْ كَثُرَ، وَأَتَانُ الضَّحْلِ: الصَّخْرَةُ بَعْضُهَا غَامِرٌ فىِ الْمَاءِ وَبَعْضُهَا ظَاهِرٌ، فَشَبَّهَ مَشْيَهُنَّ بِتَكَفِّئ(4) الْمَاءِ.
تَحَامُلاَ: تَكَارَهْنَ عَلَى الْمَشْىِ.
وَالأَعْجَازُ: الأَرْدَافُ، وَمُؤَخَّرُ كُلِّ شَىْءٍ عَجُزُهُ، حَتَّى إنَّهُمْ لَيَقُولُونَ: عَجُزُ الأَمْرِ، وَأَعْجَازُ الأُمُورِ. وَقَالَ: لاَ تُدَبِّرُوا أَعْجَازَ أُمُورٍ قَدْ وَلَّتْ صُدُورُهَا، وَيُقَالُ عَجُزٌ، وَعَجْزٌ، وَهِىَ العَجِيزَةُ لِلْمَرْأَةِ خَاصَّةً إِذَا كانَتْ ضَخْمَةً، تَقُولُ: امْرَأَةٌ عَجْزَاءُ قَدْ عَجِزَتْ عَجَزًا، وَالجَمِيعُ عَجِيزَاتٌ، وَلاَ يَقُولُونَ: عَجَائِزُ؛ مَخَافَةَ الالْتِبَاسِ، فَيَقُولُ: حَسِبْتُ أَنَّهَا انْخَزَلَتْ فَلَمْ يَتْبَعْ بَعْضُهَا بَعْضًا كَأَنَّ شَيْئًا يَحْبِسُهَا مِنْ ثِقَلِ / أَعْجَازِها.
وَالخَزْلُ: القَطْعُ، وَمِنْهُ خَزَلْتُ عَنْهُ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ، وَشَّبَهَ الأَعْجَازَ بِالعَقِدِ مِنَ الرَّمْلِ، وَهُوَ مَا تَعَقَّدَ وَلَزِمَ بَعْضُهُ بَعْضًا.
والدُّمَاحِلُ: المُكْتَنِزُ.
21- مَيَّلْنَهُ مُلْتَبِدًا أَوْ هَائِلاَ
22- كَأَنَّمَا فَيَّأْنَ أَثْلاً جَاثِلاَ
__________
(1) الرَّجَزُ فى اللسان، والتاج (ض ح ل) للعجاج، ونُسِبَ فى هامش التاج لِرُؤبة.
(2) التاج (د م ح ل).
(3) التاج (د م ح ل).
(4) "بِتَكَفِّئِ" هكذا بالأصل، ولعَلّه يُرِيدُ: بِتَكَفِّى الماءِ" غير مهموز.
23- إِذَا الْمُتُونُ مَدَّتِ الجَدَائِلاَ
24- مِنْ طُولِهَا وَالْقَصَبَ الأَخَادِلاَ
مَيَّلْنَهُ: مَيَّلْنَ الرَّمْلَ.(1/346)
وَالْهَائِلُ: المُتَنَاثِرُ مِنَ الرَّمْلِ الَّذِى لاَ يَثْبُتُ مَكَانَهُ حَتَّى يَنْهَالَ فَيَسْقُطَ، هَالَ يَهِيلُ هَيْلاً، وَيُقَالُ: هِلْتُهُ: إِذَا أَنْتَ دَفَعْتَهُ فَأَلْقَيْتَهُ، فَهْوَ مَهِيلٌ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلاً } (1) وَإِنَّمَا يُرِيدُ رُؤْبَةُ بِذَلِكَ الأَعْجَازَ.
وَفَيَّأْنَ: مَيَّلْنَ، وَيُقَالُ: المَرْأَةُ تُفَيِّئُ شَعَرَهَا، أَىْ تُحَرِّكُ الرَّأْسَ مِنْ قِبَلِ الْخُيَلاَءِ، فَإِنَّمَا شَبَّهَ مَشْيَهُنَّ بِفَىْءِ الظَِّلاَلِ، وَهُوَ تَنَقُّلُهُ وَتَحَوُّلُهُ.
وَالمُتُونُ جَمْعُ مَتْنٍ، وَيُقَالُ: مَتْنٌ، وَمَتْنَةٌ لُغَتَانِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَهُمَا مَتْنَانِ: لَحْمَانِ مَعْصُوبَانِ بَيْنَهُمَا صُلْبُ الظَّهْرِ مَعْلُوبَانِ بِعَقَبٍ، وَمَتَنْتُ الرَّجُلَ مَتْنًا: إِذَا ضَرَبْتَ مَتْنَهُ بِالسَّوْطِ، وَالمَتْنُ مِنَ الأَرْضِ: مَا ارْتَفَعَ وَصَلُبَ، وَالْجَمِيعُ الْمِتَانُ، وَمَتْنُ كُلِّ شَىءٍ: مَا ظَهَرَ مِنْهُ، وَمَتْنُ القِدْرِ، وَمَتْنُ السَّيْفِ، وَمَتْنُ المَزَادَةِ: وَجْهُهَا البَارِزُ، فَيَقُولُ: كَأَنَّ مُتُونَهُنَّ جَدَائِلُ، وَهِىَ حِبَالٌ مِنْ أَدَمٍ، الوَاحِدُ جَدِيلٌ، فَيَقُولُ: مَدَّتِ الْجَدَائِلَ، أَىْ هُنَّ يَتَمَطَّيْنَ فِيهِنَّ مِنْ طُولِ الْمُتُونِ.
وَالقَصَبُ: كُلُّ عَظْمٍ مُمَخٍّ.
وَالأَخَادِلُ، والخِدَالُ: الضِّخَامُ، جَمْعُ خَدْلٍ.
25- وَرَكَّتِ الأَفْخَاذُ وَالْبَآدِلاَ
26- رَكَّ المَتَالِى تَتَّقِى الْمَواحِلاَ
__________
(1) سورة المُزَّمِل الآية/14، وتمام الآية { يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ والجِبَالُ وكانتِ الجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلاً } .
27- أَوْ ذُقْنَ بِالأَخْفَافِ رَهْصًا مَاجِلاَ(1)
28- يَجْلُونَ غُرًّا تَمْطُرُ الهَلاَئِلاَ(2)(1/347)
رَكَّتْ: رَجَّتْ، مِنْ قَوْلِكَ: رَكَكْتُ الْحائِطَ: إذَا حَرَّكْتَهُ، وَالرَّجُّ كَقَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ { إِذَا رُجَّتِ / الأَرْضُ رَجًّا } (3)، وَامْرَأَةٌ رَجْرَاجَةٌ: يَتَرَجْرَجُ عَلَيْهَا كَفَلُهَا.
وَالْبَآدِلُ: لَحْمُ بَاطِنِ الفَخِذَيْنِ مِمَّا يَلِى الأَلْيَتَيْنِ، الْوَاحِدَةُ بَأْدَلَةٌ، وَقِيلَ: هِىَ اللَّحْمَةُ بَيْنَ الإِبْطِ وَالْعُنُقِ، وَقَالَ أبُو عُبَيْدٍ: هِىَ اللَّحْمَةُ بَيْنَ المَنْكِبِ وَالعُنُقِ، وَأَنْشَدَ:
فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لاَ مُتَضَائِلٌ
وَلاَ رَهِلٌ لَبَّاتُهُ وَبَآدِلُهْ(4)
وَالْمَتَالىِ مِنَ الإِْبِلِ الْوَاحِدَةُ مُتْلِيَةٌ، وَهُوَ أَنْ يَضَعَ بَعْضُ الإِْبِلِ وَبَعْضٌ لَمْ يَضَعْ، فَهِىَ المَتَالىِ مِنْ ثِقَلِهِنَّ، وَيُقَالُ: مُتْلٍ، وَهِىَ الَّتىِ تُنْتَجُ فىِ آخِرِ الصَّيْفِ.
وَالْمَوَاحِلُ: مَوَاضِعُ الْوَحْلِ، جَمْعُ مَوْحِلٍ.
أَوْ ذُقْنَ: وَجَدْنَ مَسَّهُ، يُرِيدُ مَسَّ الرَّهْصِ.
وَمَاحِلاَ: يَعْنىِ الرَّهْصَ قَدِ انْتَفَخَ وَحَمَلَ مَاءً، وَمِنْهُ: مَحَلَتْ يَدُهُ وَمَحِلَتْ: إِذَا انْتَفَخَتْ مِنْ عَمَلٍ.
وَيَجْلُونَ: يَصْقُلْنَ.
__________
(1) المُثْبت من المشطور فى اللسان (م ح ل) "رَهْصًا راهِصًا" فقط، والمشطور بِتَمامِه فى ديوانه المطبوع كما ورد فى الأصل، والرَّجَزُ فى التاج (م ج ل).
(2) فى الأصل "يَمْطُرُ..." والمُثْبت يتفق مع ما ورد بِشَرْح المشطور ومع ما ورد فى ديوانه المطبوع.
(3) سورة الواقعة الآية /4.
(4) الشاهد فى اللسان (ب أ د ل) لأُِخْتِ يَزِيد بن الطَّثَرِيّة تَرْثِيه، واسْمُها زَيْنَب، ورِوايةُ الصَّدْرِ:
* فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لاَ مُتَآزِفٌ *
وَالغُرُّ: الأَسْنَانُ، جَمْعُ أَغَرَّ، وَغَرَّاءَ، وَهِىَ الْبِيضُ.(1/348)
تَمْطُرُ الهَلاَئِلَ: كَأَنَّهَا تَهَلَّلُ بِالْبَرْقِ، يَعْنىِ أَنَّهُنَّ يَسْقِينَ أَزْوَاجَهُنَّ أَرْيَاقَهُنَّ.
29- كَالْبَرْقِ يَجْلُو بَرَدًا سُلاَسِلاَ
30- يَسْقِينَ مَنْ كُنَّ لَهُ حَلاَئِلاَ
31- بِخَصِراتٍ تَنْقَعُ الْغَلاَئِلاَ(1)
32- غَادَرَهُنَّ السَّيْلُ فىِ ظَلاَئِلاَ(2)
السُّلاَسِلُ: الْعَذْبُ، وَهُوَ السَّلْسَلُ لِلصَّافىِ مِنْهُ الَّذِى إِذَا شُرِبَ تَسَلْسَلَ فىِ الْحَلْقِ، وَهُوَ سَلْسَالٌ، وَلَسْلَسٌ أَيْضًا، وَالْمَاْءُ إِذَا جَرَى فىِ صَبَبٍ أَوْ حَدُورٍ قِيلَ: تَسَلْسَلَ، وَقَال: أَمَالَ إِلَيْهَا جَدْوَلاً يَتَسَلْسَلُ.
وَالْحَلِيلُ، وَالْحَلِيلَةُ: الزَّوجُ وَالمَرْأَةُ، وَالْجَمِيعُ الْحَلاَئِلُ.
وَخَصِرَاتٌ: يَعْنىِ أَسْنَانًا بَوَارِدَ.
وَتَنْقَعُ: تُرْوِى، أَىْ يُذْهِبُ الْعَطَشَ، نَقْعًا، وَنُقُوعًا.
وَالْغَلاَئِلُ جَمْعُ غَلِيلٍ، وَالْغَلِيلُ: حَرٌّ فىِ الجَوْفِ.
غَادَرَهُنَّ: تَرَكَهُنَّ السَّيْلُ.
وَظَلاَئِلُ: مَوَاضِعُ ظَلِيلَةٌ، شَبَّهَ الرِّيقَ بِمَاءِ الْمَطَرِ.
33- أُسْقِينَ وَاسْتَفْرَعْنَ مِنْ مَعَاقِلاَ
34- تَغْتَاضُهَا تَنْصِيفَكَ الْحَوَاجِلاَ
35- / يَسْفِى الأَعَالىِ الرَّصَفَ الأَسَافِلاَ
36- إِذَا اسْتَجَاشَتْ حَصِبًا شُلاَشِلاَ
أُسْقِينَ، أَىْ هَذِهِ المَوَاضِعُ السُّقْيَا.
وَاسْتَفَرَعْنَ مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ: انْحَدَرْنَ. وَفَرَعَ: عَلاَ، وَأَفْرَعَ، وَفَرَّعَ: إِذَا انْحَدَرَ.
تَغْتَاضُها: تَنَقَّصُهَا، كَتَنْصِيفِكَ الْحَوَاجِلَ: كَمَا تَجْعَلُ فىِ القَارُورَةِ نِصْفَهَا، وَاحِدُهَا حَوْجَلَةٌ.
__________
(1) اللسان، والتاج (ظ ل ل).
(2) اللسان، والتاج (ظ ل ل).(1/349)
وَالرَّصَفُ مِنَ الحِجَارَةِ: مَا يُرْصَفُ، وَهِىَ حِجَارَةٌ مَضْمُومَةٌ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فىِ مَسِيلٍ، وَكَذَلِكَ إِذَا جُعِلَ مِنْ آجُرٍّ مَسِيلاً لِمَاءٍ أَوْ لِمَصِيرٍ(1) وَنَحْوِهِ، وَقَالَ العَجَّاجُ:
* مِنْ رَصَفٍ نَازَعَ سَيْلاً رَصَفَا (2)*
وَالْجَمِيعُ الرِّصَافُ.
إِذَا اسْتَجَاشَتْ: يَعْنىِ البِقَاعَ، يُرِيدُ هَاجَتْ، وَمِنْهُ جَيَشَانُ القِدْرِ، وَكُلُّ شَىءٍ يَغْلِى فَهُوَ يَجِيشُ حَتَّى الهَمُّ وَالغُصَّةُ فىِ الصَّدْرِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِى كَرِبَ:
وَجَاشَتْ إِلَىَّ النَّفْسُ أَوَّلَ مَرَّةٍ
فَرُدَّتْ عَلَى مَكْرُوهِهَا فَاسْتَقَرَّتِ(3)
وَالْبَحْرُ يَجِيشُ: إِذَا هَاجَ فَلَمْ يُسْتَطَعِ السَّيْرُ فِيهِ.
وَالْحَصِبُ: ذُو الحَصْبَاءِ، وَهِىَ صِغَارُ الحَصَى وَكِبَارُهَا، وَفىِ الْحَدِيثِ فىِ فِتْنَةِ عُثْمَانَ قَالَ : "تَحَاصَبُوا فىِ الْمَسْجِدِ حَتَّى مَا أَبْصَرُوا أَدِيمَ السَّمَاءِ (4)".
وَشُلاَشِلٌ: يَقْطُرُ وَيَسِيلُ.
وَالشَّلْشَلَةُ: قَطَرَانُ الْمَاءِ المُتَتَابعُ القَلِيلُ. وَالصَّبِىُّ يُشَلْشِلُ بَوْلَهُ، وَهُوَ مَاءٌ مُشَلْشَِلٌ، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَفْرَاءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوَارِزُهَا
مُشَلْشِلٌ ضَيَّعَتْهُ بَيْنَها الكُتَبُ(5)
__________
(1) المَصِيرُ: المَوْضِعُ الذى تَصِيرُ إليه المِياهُ. (اللسان/ ص ى ر).
(2) شاهد العجاج فى اللسان (ر ص ف) وقبله:
* فَشَنَّ فى الإِبْرِيقِ منها نُزفَا *
والرَّجز فى ديوانه /492.
(3) شاهد عمرو بن مَعْدِى كَرِبَ فى ديوانه /54ط دمشق - تحقيق مطاع الطرابيشى، ورواية الصدر "فَجَاشَتْ ...".
(4) النهاية 1/394.
(5) شاهد ذى الرُّمّة فى اللسان (ش ل ل) بِرِواية:
"... خَوارِزَها..." بفَتْح الزاى، و"مُشَلْشَلٌ..." بفَتْح الشين الثانية.(1/350)
يَقُولُ رُؤْبَةُ: هَذِه الأَمَاكِنُ الَّتىِ يَثْبُتُ فِيهَا الْمَاءُ تَغْتَاضُ: تَنْقُصُ.
37- سَمْحَ الْمُؤَتَّى أَصْبَحَتْ مَوَاكِلاَ
38- وَقَدْ نَرَى حَيًّا بِهَا وَجَامِلاَ(1)
39- حَوْمًا يَحُلُّونَ الرُّبَى كَلاَكِلاَ(2)
40- مُؤْدِينَ يَحْمُونَ السَّبِيلَ السَّابِلاَ(3)
سَمْحٌ: يَعْنىِ هَذَا المَاءَ سَهْلُ المَمَرِّ، يُقَالُ: أَتِّ لِلسَّيْلِ، أَىْ سَهِّلْ مَمَرَّهُ.
مَوَاكِلاَ: يُقَالُ: بِئْرٌ مَكُولٌ: قَلِيلَةُ الْمَاءِ.
وَالْجَامِلُ: جَمْعُ جِمَالٍ، وَقِيلَ: هُوَ قَطِيعٌ مِنَ الإِْبِلِ مَعَهَا رُعَاتُهَا / وَأَرْبَابُهَا كَالبَقَرِ وَالْبَاقِرِ.
وَالحَوْمُ: القَطِيعُ الضَّخْمُ مِنَ الإِْبِلِ، قَالَ:
* وَنَعَمًا حُومًا بِهَا مُؤَبّلاَ (4)*
يَحُلُّونَ: أَرَادَ حَيًّا كَثِيرًا يَحُلَّونَ.
وَالرُّبَى جَمْعُ رَبْوَةٍ، وَهِىَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرْضِ طَيِّبَةٌ، وَفِيهَا لُغَاتٌ: يُقَال: رُبْوَةٌ، وَرِبْوَةٌ، وَرِبَاوَةٌ وَالجَمِيعُ الرُّبَى، وَالرِّبَى.
كَلاَكِلاَ: صُدُورًا، أَىْ هُمْ وُجُوهُ النَّاسِ.
مُؤْدِينَ: ذَوُو أَدَاةٍ وَقُوَّةٍ.
__________
(1) هامش اللسان (ك ل ل) وفيه "وقَدْ تَرَى...".
(2) الرجز فى اللسان (ك ل ل) للعجاج بِرِواية:
* حَتَّى يَحُلُّونَ الرُّبَى كَلاَكِلاَ *
وفى هامش اللسان، والتاج (ك ل ل) نُسِبَ الرجزُ لِرُؤبة، وفى ديوانه المطبوع "حَوْمًا يُحِلُّونَ الرُّبَى كَلاَكِلاَ".
(3) اللسان (أ د ا) وفيه:
* مُؤْدِينَ يَحْمِينَ السَّبِيلَ السابِلاَ *
وفى اللسان (و د ى): "مُودِينَ..." بغير هَمْزٍ.
(4) الرَّجزُ فى اللسان (ح و م) لِرُؤبة، ورِوايتُه:
* ونَعَمًا حَوْمًا بِهَا مُؤَبَّلاَ *
والرَّجَزُ فى ديوان رؤبة المطبوع /182 فى الأبيات المفردات المَنْسُوبة إليه، وبعده مشطوران:
* مِنْ كُلِّ مَيّاحٍ تَرَاهُ هَيْكَلاَ *
* أَرْجَلَ خِنْذِيذٍ وعَيْنٍ أَرْجَلاَ *(1/351)
وَالسَّبِيلُ: الطَّرِيقُ.
وَالسَّابِلُ: الكَثِيرُ الأَهْلِ.
41- تَعْدُو الْعِرَضْنَى خَيْلُهُمْ عَرَاجِلاَ(1)
42- مِنَّا يُسَامُونَ أَخَاهُمْ وَائِلاَ
43- إِذَا مَعَدٌّ عَدَّتِ الأَوَائِلاَ(2)
44- وَابْنَا نِزَارٍ فَرَّجَا الزَّلاَزِلاَ(3)
العِرَضْنَى: عَدْوٌ فىِ اشْتِقَاقٍ وَاعْتِرَاضٍ مِنَ النَّشَاطِ، وَهِىَ العِرَضْنَةُ.
وَالعَرَاجِلَةُ جَمْعُ عَرْجَلَةٍ: الجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ مُشَاةٌ، قَالَ أَوْسٌ:
سِوَى آثَارِ عَرْجَلَةٍ حُفَاةٍ خِفَافِ الْوَطْءِ لَيْسَ لَهُمْ نِعَالُ(4)
وَالْعَرْجَلَةُ: القَطِيعُ مِنَ الْخَيْلِ، وَهِىَ بِلُغَةِ تَمِيمٍ الْحَرْجَلَةُ.
وَالعَرْجَلُ: الرَّجُلُ الرِّخْوُ الهِدَانُ(5) الْمُثَقَّلُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فَارِسًا.
وَالزَّلاَزِلُ: الشَّدَائِدُ.
45- عَنِ المُصَلِّينَ وَأَزْلاً آزِلاَ(6)
46- حِصْنَيْنِ كَانَا لِمَعَدٍّ كَاهِلاَ(7)
47- وَمَنْكِبَيْنِ اعْتَلَيَا التَّلاَتِلاَ(8)
48- بِذَاك تَلَّى عَنْهُمَا الْمَتَالِلاَ
عَنِ المُصَلِّينَ أَهْلِ الإِْسْلاَمِ.
__________
(1) اللسان (ع ر ج ل، ع ر ض ن) بدون عَزْو بِرِواية: "... حَرَاجِلاَ"، وحَرَاجِل وعَرَاجل بِمَعْنًى.
(2) اللسان (ك هـ ل) يَمْدَحُ مَعَدًّا.
(3) اللسان (أ ز ل) بدون عَزْو، وفى اللسان (ك هـ ل) لِرُؤبة بِرِواية "فَابْنَا..."، وفى التاج (أ ز ل) بِرِواية "ابْنَا ...".
(4) الشاهد ليس بِديوان أوس بن حَجَر - ط بيروت - تحقيق محمد يوسف نجم.
(5) الهِدَانُ: الأَحْمَقُ الجافىِ الوَخِمُ الثَّقِيلُ فى الحَرْب، والجَمْعُ الهُدُونُ. (اللسان/ هـ د ن).
(6) اللسان، والتاج (أ ز ل).
(7) اللسان (ك هـ ل).
(8) اللسان (ك هـ ل).(1/352)
وَالأَزْلُ: الضِّيقُ وَالشِّدَّةُ، تَقُولُ: هُمْ فىِ أَزْلٍ مِنَ الْعَيْشِ، وَأَزْلٍ مِنَ السَّنَةِ، وَأَزْلٍ مِنْ شِدَّةِ البَلْوَى، وَالأَزْلُ: حَبْسُ الْمَالِ عَنِ الْمَرْعَى، وَالأَزْلُ: الدَّاهِيَةُ.
وَحِصْنَيْنِ: يَعْنىِ مُضَرَ وَرَبِيعَةَ.
وَالْكَاهِلُ: مَغْرَزُ العُنُقِ فىِ الصُّلْبِ، ضَرَبَهُ مَثَلاً لِلشَّرَفِ.
وَالتَّلاَتِلُ: الشَّدَائِدُ، الْوَاحِدَةُ تَلْتَلَةٌ، وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
عُوَيْرٌ وَمَنْ مِثْلُ عُوَيْرٍ وَرَهْطِهِ وأَسْعَدَ فىِ يَوْمِ التَّلاَتِلِ صَفْوَان(1)
/ وَالتَّلْتَلَةُ: شَىءٌ مِنْ وَصْفِ البَعِيرِ، وَالتَّلْتَلَةُ: شِبْهُ الإِقْلاَقِ، وَالتَّلْتَلَةُ: مَشْرَبَةٌ تُتَّخَذُ مِنْ قِيقَاءَةِ الطَّلْعِ، وَالتَّلْتَلَةُ مِثْلُ التَّرْتَرَةِ، وَهُمَا الحَرَكَةُ.
وَالتَّلُّ: الدَّفْعُ، يُقَالُ: تَلَّهُ يَتُلُّهُ تَلاًّ: إِذَا دَفَعَهُ دَفْعًا شَدِيدًا، وَتَلَلْتُهُ فىِ يَدَيْهِ تَلاًّ، أَىْ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ سِلْمًا.
وَالمَتَالِلُ: جَمْعُ مِتَلٍّ، يُرِيدُ مَتَالَّ فَأَظْهَرَ التَّضْعِيفَ، وَهُوَ الشَّدِيدُ الْقَوِىُّ.
49- فَأَوْرَثَانَا الأَصْلَ وَالأَطَاوِلاَ
__________
(1) شاهد امْرِئِ القيس فى اللسان (ع و ر) ورِوايته:
عُوَيْرٌ ومَنْ مِثْلُ العُوَيْرِ ورَهْطِهِ
وأَسْعَدَ فى لَيْلِ البَلاَبِلِ صَفْوانُ
والشاهد فى ديوانه /82 - ط دار المعارف - تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ورِوايته:
عُوَيْرٌ ومَنْ مِثْلُ العُوَيْرِ وَرَهْطِه وأَسْعَدَ فى لَيْل البَلاَبِلِ صَفْوانُ
[قَوْلُهُ: عُوَيْر: أى مِنْ هؤلاء القوم المذكورين عُوَيْرٌ، ومَنْ مثل العُوَيْر: على التعظيم لشأنه؛ وأَسْعَدَ فى ليل البلابل، أى وافق وساعد على ما أردت؛ والبَلابِلُ: الأحزانُ والفِكْرُ].
50- بِحَيْثُ شَدَّ الجَابِلُ الْمَجَابِلاَ(1)
51- قَوْمًا إِذَا مَا جَرَّدُوا المَنَاصِلاَ(1/353)
52- حَسِبْتَ مِنْ مَقْرُوحَةٍ هَوَادِلاَ
الأَصْلُ: يُرِيدُ أَصْلَ المَجْدِ.
وَالأَطَاوِلُ: فُرُوعِ الْمَجْدِ.
بِحَيْثُ شَدَّ الجَابِلُ: يُقَالُ: جَبَلَهُ اللَّهُ: خَلَقَهُ.
وَالمَجَابِلُ: جَمْعُ مَجْبُولٍ.
مُنْصُلٌ: سَيْفٌ. (2)
مِنْ مَقْرُوحَةٍ: شَبَّهَ الجِرَاحَ بِقُرُوحٍ فىِ مَشَافِرِ الإِْبِلِ وَقَدِ اسْتَرْخَتْ.
وَالهَدَلُ: اسْتِرْخَاءُ المِشْفَرِ، وَمِشْفَرٌ هَادِلٌ، وَأَهْدَلُ، وَشَفَةٌ هَدْلاَءُ: مُنْقَلِبَةٌ عَلَى الذَّقْنِ.
53- إِذَا انْتَحَتْ آثَارَهَا جَوَازِلاَ
54- نَرَى جِبَالَ الْبَلَدِ الصَّوَامِلاَ
55- تَسَامِيًا إِذْ حَصَّلُوا الْمَحَامِلاَ
56- بَحْرَيْنِ مَدَّا عُنْفُوَانًا جَافِلاَ
انْتَحَتْ: اعْتَمَدَتْ، يَعْنىِ السُّيُوفَ.
جَوَازِلُ: قَوَاطِعُ، تَجْزِلُ: تَقْطَعُ.
آثَارَهَا: يَعْنىِ آثَارَ السُّيُوفِ.
صَوَامِلُ: الصَّامِلُ: الشَّدِيدُ.
تَسَامِيًا: تَطَاوُلاً فىِ الْحَرْبِ.
حَصَّلُوا: مَيَّزُوا.
بَحْرَيْنِ: مُضَرُ وَرَبِيعَةُ.
وَالعُنْفُوَانُ: أَوَّلُ كُلِّ شَىءٍ، فَأَرَادَ مَدَّا عَدَدًا جَافِلاً يُجْفِلُ كُلَّ شَىءٍ، وَرِيحٌ جَفُولٌ، وَهِىَ الَّتىِ تَقْلَعُ كُلَّ شَىءٍ تَمُرُّ بِهِ.
57- كِلاَهُمَا يَسْتَكْرِهُ الْمَسَائِلاَ
58- إِذَا عَلاَهَا مُجْرَهِدًّا سَاحِلاَ
59- ذَا دَائِرَاتٍ يَنْفُضُ الْمَجَاوِلاَ
60- فَالنَّاسُ إِنْ فَصَّلْتَهُمْ فَصَائِلاَ
كِلاَهُمَا: يَعْنىِ الْبَحْرَينِ.
__________
(1) اللسان (ج ب ل) بدون عَزْو، أى حيثُ شَدَّ أَسْرَ خَلْقِهِم.
(2) فى اللسان (ن ص ل): "والمُنْصُلُ: السَّيْفُ اسْمٌ له، قال ابن سِيدَه: لا نَعْرِفُ فى الكلامِ اسْمًا على مُفْعُلٍ ومُفْعَلٍ إلاّ هذا.
يَسْتَكْرِهُ: يَعْلُو كُلَّ مَسِيلٍ، وَهَذَا مَثَلٌ، يَعْنىِ يَرْكَبُ كُلَّ شَىءٍ/ .
مُجْرَهدٌّ: مَاضٍ.(1/354)
سَاحِلٌ: شَدِيدُ الصَّبِّ. وَسَحَلَتِ السَّمَاءُ: إِذَا قَشَرَتِ الأَرْضَ.
وَالمِبْرَدُ: المِسْحَلُ(1)، وَسَحَلَتْهُ السِّيَاطُ: قَشَرَتْ جِلْدَهُ.
ذَا دَائِرَاتٍ: يَعْنىِ الْمَاءَ، وَإِنَّمَا تَكُونُ الدَّائِرَةُ مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ.
وَالْمَجَاوِلُ حَيْثُ يَجُولُ: يَنْفُضُ مَا فِيهَا مِنَ الغُثَاءِ.
إِنْ فَصَّلْتَهُم: قَطَعْتَهُمْ.
61- كُلٌّ إِلَيْنَا يَبْتَغِى الْوَسَائِلاَ
62- قَدْ جَرَّبُوا أَخْلاَقَنَا الْجَلاَئِلاَ
63- وَنَتَقُوا أَحْلاَمَنَا الأَثَاقِلاَ
64- فَلَمْ يَرَ النَّاسُ لَنَا مُعَادِلاَ
الوَسَائِلُ جَمْعُ وَسِيلَةٍ، وَهِىَ الْمَنْزِلَةُ عِنْدَ المَلِكِ.
وَجَلاَئِلُ: وَاسِعَةٌ، وَخُلُقٌ جَلِيلٌ: وَاسِعٌ.
وَنَتَقُوا: نَفَضُوا وَرَازُوا لِيَنْظُرُوا، وَالنَّتْقُ: الجَذْبُ، نَتَقْتُ الغَرْبَ مِنَ البِئْرِ، أَى جَذَبْتُهُ، وَبَعَثَ اللَّهُ الْمَلاَئِكَةَ فَنَتَقُوا جَبَلَ طُورِيَا فَاقْتَلَعُوهُ مِنْ أَصْلِهِ حَتَّى أَطْلَعُوهُ عَلَى عَسْكَرِ بَنِى إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ قَوْلُهُ: { وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } (2)، وَنَتَقَتِ الْمَرْأَةُ، وَهِىَ تَنْتِقُ نُتُوقًا وَالنَّاقَةُ وَنَحْوُهُمَا، وَهُوَ كَثْرَةُ الْوَلَدِ وَسُرْعَةُ الحَمْلِ، وَهِىَ نَاتِقٌ.
65- أَكْثَرَ عِزًّا وَأَعَزَّ جَاهِلاَ
66- يَرَوْنَ إِذْ عَدُّوا لَنَا الْفَضَائِلاَ
67- مِنَّا رَسُولاً بَلَّغَ الرَّسَائِلاَ
__________
(1) صواب العِبارة "والمِسْحَلُ: المِبْرَدُ".
(2) سورة الأعراف الآية/171، وتمامها: { وَإِذْ نَتَقْنَا الجَبَلَ فَوْقَهُمْ كأَنَّهُ ظُلَّةٌ وظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُم بِقُوَّةٍ واذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .
68- خَلِيفَةً يُمْضِى القَضَاءَ الْهَاصِلاَ(1)
69- رِبَابَةً رَبَّتْ وَمُلْكًا آثِلاَ(2)(1/355)
70- فَقُلْ لأَِرْوَى إِذْ رَأَتْنِى ذَاهِلاَ
رِبَابَةٌ: جَمَاعةٌ.
رَبَّتْ: جَمَعَتْ.
آثِلاً: مُتَمَكِّنًا، وَتَأَثَلَ: تَمَكَّنَ، وَتَأَثَّلَ مَالاً: إِذَا اتَّخَذَهُ وَتَمَكَّنَ مِنْهُ.
ذَاهِلاً: سَالِيًا.
71- وَأْتَبَّ هَمٌّ يُكْثِرُ الْبَلاَبِلاَ(3)
72- إِنِّى رَأَيْتُ الحِجَجَ القَلاَئِلاَ
73- وَلَيْلَةً تَرْجِعُ يَوْمًا نَاسِلاَ
74- يُدْرِكْنَ بِالكَرِّ الصَّحِيحَ الآمِلاَ
/ وَأْتَبَّ: جَاءَ لَيْلاً.
وَالبَلاَبِلُ: الْوَسَاوِسُ يَجِدُهَا فىِ صَدْرِه، وَهِىَ الْبَلْبَلَةُ، وَالْبَلْبَالُ.
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "... القاصِلاَ".
(2) اللسان (أ ث ل) وفيه "رِبابةً رُبَّتْ..." بِضَمِّ الراءِ فى رُبَّتْ.
(3) فى ديوانه المطبوع "وَالتَّابَ هَمٌّ ...".
وحِجَجٌ: سِنُونَ.
قَلاَئِلُ: يَسِيرَةٌ.
تَرْجِعُ: تَرُدُّ.
نَاسِلاً: مُنْسَلِخًا.
يُدْرِكْنَ بِالكَرِّ: يَقُولُ: يَكْدُرْنَ حَتَّى يُدْرِكْنَ الصَّحِيحَ.
75- مَكْفِىَّ أَعْمَالِ الْفَتَى أَوْ عَامِلاَ
76- إِذَا هَوِىُّ الْعَامِ أَدْنَى قَابِلاَ
77- مِنْ قَابِلٍ سَاقَ البَعِيدَ الآجِلاَ
78- بِالقَدْرِ تَقْرِيبَ الْقَرِيبِ الْعَاجِلاَ
هَوِيُّهُ: مَمَرُّهُ.
أَدْنَى عَامُنَا قَابِلاً سَاقَ: يَقُولُ: سَاقَ البَعِيدَ الآجِلَ: جَاءَ بِالبَعِيدِ المُؤَخَّرِ كَمَا يُقَرِّبُ القَرِيبَ العَاجِلَ.
79- كَفَى بِتَكْرَارِ اللَّيَالىِ فَاتِلاَ(1)
80- وَالدَّهْرُ أَحْبَى يَفْتِلُ المَفَاتِلاَ(2)
81- إِنْ يَغْفِلُ المَرْءُ فَلَيْسَ غَافِلاَ
82- يَبْغِيهِ يَوْمًا جِنَّةً وَخَابِلاَ
أَحْبَى: شَدِيدٌ.
يَفْتِلُ: يَصْرِفُ.
وَخَابِلٌ: يَخْتَلِبُهُ وَيُفْسِدُهُ.
83- وَالأَدَدَ الأَدَادَ وَالْعَضَائِلاَ(3)
84- بَلْ إِنْ تَرَيْنىِ أَشْتَكِى الرَّحَائِلاَ
85- مِنْ قَتَبِ الدَّيْنِ وَدَهْرًا بَاسِلاَ
86- أَجْرَدَ جَلاَّبَ الْبَلاَيَا آكِلاَ(1/356)
الأَدَدُ، وَالأَدَادُ: الْعَدَدُ الكَثِيرُ، وَالأَدَدُ(4): الدَّوَاهِى وَالشَّدَائِدُ هَاهُنَا.
__________
(1) فى ديوانه المطبوع ".. قاتِلاَ".
(2) اللسان، والتاج (ق ص م ل) بدون عَزْو، ورِوايتُه:
*والدَّهْرُ أَخْنَى يَقْتُلُ المَقَاتِلاَ *
وبَعْدَه:
* جارجةً أنْيابُه قَصَامِلاَ *
(3) اللسان(أ د د) وفيه:
* الإِدَدَ والإِدَادَ والعَضَائِلاَ *
وفى مقاييس اللغة (أدّ) بدون عَزْو بِرِواية اللسان، ونسبه المحقّق فى الهامش لرؤبة.
(4) فى اللسان (أ د د) "الإِدُّ بكَسْرِ الهمزة: الشِّدَّةُ، والإِدَدُ بِكَسْرِ الهمزة: الدَّواهِى العِظَام، واحدتها إِدَّةٌ بالكَسْرِ والتَّشْدِيدِ، والأَدُّ: الغَلَبةُ والقُوّة، وفى القاموس المحيط (أَدّ) "الإِدُّ كالأَدِّ بالفَتْح (ج) إِدَادٌ وإِدَدٌ.
الدَّيْنُ مِنْ قَتَبٍ: هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: عَضَّنىِ الدَّيْنُ كَمَا يَعَضُّ القَتَبُ ظَهْرَ البَعِيرِ.
بَاسِلٌ: كَرِيهٌ.
أَجْرَد: مَثَلٌ لِلدَّهْرِ.
87- خَارِجَةً أَنْيَابُهُ قُصَامِلاَ(1)
88- لَوْ يَرْكَبُ الفِيلَ لأَمْسَى قَاحِلاَ(2)
89- وَالبُخْتَ أَنْضَى البُخْتَ وَالْقَرَامِلاَ
90- مِنْ طُولِ حَطْمِ السَّنَةِ الْهَزَائِلاَ
أَنْيَابُهُ: يَعْنىِ الدَّهْرَ، وَهَذَا مَثَلٌ.
وَقُصَامِلٌ: تَقْطَعُ(3) كُلَّ شَىءٍ وَتَدُقُّهُ.
وَقَاحِلاً: يَابِسًا.
والبُخْت: يَقُولُ: لَوْ يَرْكَبُ البُخْتَ هَذَا الدَّهْرُ أَيْضًا لأَهْزَلَهَا وَأَنْضَاهَا.
وَالقَرَامِلُ: ضَرْبٌ مِنَ الإِْبِلِ الْمُوَلَّدَاتِ يُقَالُ لَهَا: القَرْمَلِيّةُ.
وَحَطْمُ السَّنَةِ: دَقُّهَا.
وَالهَزَائِلُ: مَهَازِيلُ.
91- / بَلْ إِنْ تَرَيْنىِ أَشْتَكِى الأَلاَئِلاَ
92- مِنْ قُحَمِ الدَّيْنِ وَثِقْلاً ثَاقِلاَ
93- كَأَنَّ بىِ مِنْ صَالِبٍ مَلاَئِلاَ
الأَلاَئِلُ: الأَوْجَاعُ، وَاحِدُهَا أَلِيلٌ.(1/357)
وَالقُحَمُ: العِظامُ مِنَ الأُمُورِ، وَالوَاحِدَةُ قَحْمَةٌ، وَقُحْمَةٌ.
مِنْ صَالِبٍ: مِنْ حُمَّى.
مَلاَئِلُ جَمْعُ مَلِيلَةٍ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ مَلَّةِ النَّارِ.
94- وَعَصَبَ الْفَخْذَيْنِ وَالأَبَاجِلاَ
95- وَمِنْ رِضَافِ الرُّكَبِ الْمَفَاصِلاَ
96- مِنْ كَلَفِ الْحَاجَاتِ أَغْدُو رَاجِلاَ
97- فَقَدْ أَرَانىِ أَرْحَلُ الْمَرَاحِلاَ
الأَبَاجِلُ: عُرُوقٌ فىِ الْيَدِ.
وَرِضَافٌ جَمْعُ رَضَفَةٍ، وَهِىَ كَالْفَلْكَةِ عَلَى رَأْسِ الرُّكْبَةِ.
98- فىِ الْوَفْدِ أَو ذَا حَاجَةٍ مُنَاضِلاَ
__________
(1) اللسان، والتاج (ق ص م ل) بدون عَزْو، وفيهما:
* جارِحةٌ أَنْيابُهُ قَصامِلاَ *
(2) فى الأصل "تَرْكَبُ" والمثبت من ديوانه المطبوع، وهو الصواب.
(3) فى الأصل "يَقْطَعُ" والمثبت "تَقْطَعُ" أى أَنْيابُه.
99- أَوْ زِيرَ بِيضٍ تَرْفُلُ الْمَرَافِلاَ
100- أَمْضَغُ مِسْوَاكِى وَأَغْدُو هَامِلاَ
101- مُخْتَبِطًا وَلاَعِبًا مُهَازِلاَ
المُنَاضِلُ: المُخَاصِمُ.
وَالزِّيرُ: الَّذِى يَزُورَ النِّسَاءَ.
تَرْفُلُ: تَجُرُّ ثَوْبَهَا، وَوَاحِدُ المَرَافِلِ مَرْفَلٌ.
أَمْضَغُ: يَقُول: لَيْسَ لىِ هِمَّةٌ إِلاَّ اللَّهْوُ وَالشُّغْلُ بِحَوَائِجِ الشَّبَابِ.
وَالمُهَازِلُ: الْمُمَازِحُ.
102- وَأَتَّقِى الفَحْشَاءَ وَالنَّآطِلاَ(1)
103- وَقَدْ كَفَى اللَّهُ السَّفِيهَ الْجَاهِلاَ
104- بَغْىَ الأَذَى وَالأَجْنَبِىَّ الْغَافِلاَ
105- وَيَعْتَرِى مَنْ يَطْلُبُ الْوَسَائِلاَ
النَّآطِلُ: وَاحِدُهَا نِئْطِلٌ، وَهِىَ [الدَّاهِيَةُ] (2) الشَّنْعَاءُ مِنَ القِصَّةِ الفَحْشَاءِ.
وَقَدْ كَفَى: يَقُولُ: قَدْ كَفَى اللَّهُ السَّفِيهَ الْجَاهِلَ بَغْىَ الأَذَى.
وَالأَجْنَبِىُّ: المُجَانِبُ لِلشَّرِّ الغَافِلُ عَنْهُ.
وَيَعْتَرِى: يُطِيفُ.
الوَسَائِلُ: المَنَازِلُ، الْوَاحِدةُ وَسِيلَةٌ.(1/358)
106- وَجْهَ الكَرِيمِ وَالْجَوَادَ الْبَاذِلاَ
107- وَيُبْغِضُونَ الصَّمْعَرِىَّ البَاخِلاَ
108- فَقُلْتُ إِذْ عَالَجْتُ دَيْنًا شَاغِلاَ
109- لاَبُدَّ مِنْ قَوْلىِ وَكُنْتُ قَائِلاَ
110- يَمِّمْ سُلَيْمَانَ تَجِدْهُ وَاصِلاَ
111- أَعَانَ مِنْهُ حَسَبًا وَنَائِلاَ
/ الصَّمْعَرِىُّ: اللَّئِيمُ الصُّلْبُ القَلِيلُ الْخَيْرِ، وَالصَّمْعَرِىُّ أيْضًا: مَنْ لَمْ تَعْمَلْ فِيهِ رُقْيَةٌ وَلاَ سِحْرٌ، وَالصَّمْعَرِيَّةُ مِنَ الحَيَّاتِ: الْخَبِيثَةُ.
يَمِّمْ: اقْصِدْ، وَالأَمُّ: القَصْدُ.
__________
(1) فى المقاييس (أدّ) "ونَتَّقِى الفَحْشاءَ...".
(2) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان (ن أ ط ل).
وَالْحَسَبُ: الشَّرَفُ فىِ الآبَاءِ، رَجُلٌ كَرِيمُ الْحَسَبِ، وَقَوْمٌ حُسَبَاءُ، وَفىِ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِىِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "الْحَسَبُ الْمَالُ، والكَرَمُ التَّقْوَى (1)"، وَقَالَ:
لَقَدْ جَمَعْتُ لَكُمْ مِنْ جَمْعِ ذِى حَسَبٍ وَقَدْ كَفَيْتُكُمُ التِّرْحَالَ والنَّصَبَا
112- مُحْتَسِبَ الأَجْرِ كَرِيمًا فَاعِلاَ
113- تَقْوَى بِهَا زَيَّنَ رَأْيًا كَامِلاَ
114- فَسَدِّ مِنْ طَوْلِكَ عِنْدِى طَائِلاَ
115- مَا زِلْتَ ذَا طَوْلٍ تُجِيبُ السَّائِلاَ (2)
يَقُولُ: زَيَّنَ تُقَاهُ رَأْيَهُ الْكَامِلَ.
فَسَدِّ: يَقُولُ: ابْتَدِئْنىِ بِالخَيْرِ وَوَجِّهْهُ إِلَىَّ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ السَّدَى، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ، يُقَالُ: أَسْدَى فُلاَنٌ إِلَى فُلاَنٍ مَعْرُوفًا، وَسَدَّى عَلَيْهِ سَدًى كَثِيرًا، كَمَا قَالَ:
* وَمَا رَأَيْنَا أَحَدًا مِنْ أَحْدِ *
* سَدَّى مِنَ المَعْرُوفِ مَا تُسَدِّى *(3)(1/359)
وَالطَّوْلُ: الْفَضْلُ وَالْقُدْرَةُ، تَقُولُ: إِنَّ فُلاَنًا لَذُو طَوْلٍ فى قُدْرَتِهِ وَمَالِهِ، وَإِنَّهُ لَيَتَطَوَّلُ عَلَى النَّاسِ بِفَضْلِهِ وَخَيْرِهِ، وَاشْتِقَاقُ الطَّائِلِ مِنَ الطَّوْلِ، تَقُولُ للشَّىءِ الخَسِيسِ الدُّونِ: هَذَا غَيْرُ طَائِلٍ، وَالتَّأْنِيثُ وَالتَّذْكِيرُ فِيهِ سَوَاءٌ كقَوْلِهِ:
* وَقَدْ كَلَّفُونىِ خُطَّةً غَيْرَ طَائِلِ *
116- خِيرًا وَلاَ تُلْقَى كَذُوبًا مَاطِلاَ(4)
117- قَامَتْ وَلاَ تَنْهَزُ حَظًّا وَاشِلاَ(5)
__________
(1) الفائق فى غريب الحديث 1/281.
(2) فى ديوانه المطبوع "... يُجِيبُ السائلاَ".
(3) الرجز فى ديوان رؤبة المطبوع / 48 المشطوران (13،12) الأرجوزة (19) والرواية:
* ما عَلِمْنَا أَحَدًا مِنْ أَحْدِ *
(4) فى ديوانه المطبوع "خَيْرًا...".
(5) اللسان (و س ل) وفيه:
* وَأَنْتَ لا تَنْهَرُ حَظًّا واسِلاَ *
وشىءٌ واسِلٌ: واجبٌ.
118- قَيْسٌ تَعُدُّ السَّادَةَ الْبَجَائِلاَ
119- فَوَجَدُوا آبَاءَكَ الأَفَاضِلاَ
الْخِيرُ: الكَرَمُ وَالهَيْئَةُ.
قَامَتْ: يَعْنىِ قَيْسًا.
وَلاَ تَنْهَزُ: هَذَا مَثَلٌ مِثْلُ نَهْزِ الدَّلْوِ: إِذَا ضَرَبْتَ بِهَا الْمَاءَ وَحَرَّكْتَهَا لِتَمْتَلِئَ.
وَاشِلاً: قَلِيلاً، مِنَ الوَشَلِ، وَهُوَ المَاءُ القَلِيلُ يَتَحَلَّبُ مِنْ صَخْرَةٍ أَوْ مِنْ جَبَلٍ يَقْطُرُ مِنْهُ قَلِيلاً قَلِيلاً، وَقَالَ لَبِيدٌ:
وَعَلاَهُ زَبَدُ / المَحْضِ كَمَا زَلَّ عَنْ ظَهْرِ الصَّفَا مَاءُ الوَشَلْ(1)
يَقُولُ: أَنْتَ تُعْطِيهِمْ مُبْتَدِئًا كَثِيرًا بِلاَ سُؤَالٍ.
البَجَائِلُ: العِظَام، رَجُلٌ بَجِيلٌ: إِذَا كَانَ عَظِيمًا بَجِيلاً.
120- لأُِمَّهَاتٍ لَمْ تَكُنْ نَقَائِلاَ
121- إِنِّى وَلاَ أَمْتَدِحُ الأَرَاذِلاَ
122- أَخٌ وَخَالٌ لاَ يَنىِ مُحَامِلاَ(2)
123- يَرْعَاكَ بِالغَيْبِ وَلَيْسَ خَاذِلاَ(1/360)
124- وَإِنْ رَأَى ذَاكَ الحَسُودَ الْغَائِلاَ
125- عَادَاهُ إِعْلاَنًا وَسِرًّا دَاخِلاَ
الْمُحَامِلُ: الْمُكَافِئُ، وَالْمُحَامَلَةُ: المَكَافَأَةُ.
أَخٌ وَخَالٌ: يَعْنىِ أُمَّ قُرَيش بَرَّةَ بِنْتَ مُرٍّ أَخْت تَمِيم.
وَغَائِل: يَطْلُبُ الغَوَائِلَ يَفْعَلُ مَا لاَ يَجِبُ.
126- لاَبُدَّ أَنْ يَقْصِدَ أَوْ يُحَاوِلاَ
127- تَعْوِيرَ بَاغٍ يَبْتَغِى العَقَافِلاَ(3)
128- بِمُوجِعَاتٍ تَبْلُغُ الْمَقَاتِلاَ
129- تُبْقِى صُدَاعًا وَنَحِيبًا سَاعِلاَ
__________
(1) شاهد لبيد فى ديوانه /187- ط الكويت - تحقيق إحسان عباس. [الوَشَلُ: الماءُ القليلُ يتحَلَّبُ من جَبَلٍ أو صَخْرةٍ، أى أن العَرَقَ انْسابَ على مَتْنِه كما يَزِلُّ الماءُ عن ظَهْرِ الصَّخْرةِ المَلْساءِ].
(2) فى ديوانه المطبوع "... مُجَامِلاَ".
(3) فى ديوانه المطبوع "... العَقَاقِلاَ".
لاَ بُدَّ أَنْ يَقْصِدَ هَذَا الأَخُ بِذَلِك الأَمْرِ، أَىْ يَعْتَمِدُه.
أَوْ يُحَاوِلَ: يُطَالِبَ أَو يُزَاوِلَ.
تَعْوِيرَ بَاغٍ، يُرِيدُ تَعْوِيرَهم قَبِيحَ أَمْرِهِمْ. عَوَّرَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ: قَبَّحَهُ وَأَفْسَدَه، وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
* وَعَوَّرَ الرَّحْمنُ مَنْ وَلَّى الْعَوَرْ (1)*
يُرِيدُ قَبَّحَ الرَّحْمَنُ.
وَالعَقَافِلُ: يَقُولُ: يَبْتَغِى كُلَّ لَبْسٍ وَتَخْلِيطٍ، وَأَصْلُهُ مِنَ الرَّمْلِ العَقَنْفَلِ المُتَعَقِّدِ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ المُخْتَلِطِ الكَثِيرِ. يَقُولُ: لاَبُدَّ لِلأَخِ أَنْ يَقْصِدَ بِمُوجِعَاتٍ مِنْ جِرَاحٍ أَوْ شَتْمٍ يَبْلُغُ المَقَاتِلَ.
130- مِنْ وِرْدِ حُمَّى أَسْأَرَتْ عَقَابِلاَ(2)
131- بَلْ بَلْدَةٍ تُكْسَى الْقَتَامَ الطَّاحِلاَ(3)
132- تُقَنِّعُ المَوْمَاةَ طَسْلاً طَاسِلاَ(4)
133- وَمِنْ لُعَابِ الشَّمْسِ مَوْجًا عَاسِلاَ
الوِرْدُ: الحُمَّى، وَرَجُلٌ مَوْرُودٌ: مَحْمُومٌ.
وَأَسْأَرَتْ: أَبْقَتْ.(1/361)
عَقَابِلَ: بَقَايَا مِنْ حُمَّى، عَقَابِلُ وَعَقَابِيلُ.
وَالْقَتَامُ: الغُبَارُ.
وَالطَّاحِلُ: الطَّحْلَبُ، وَهُوَ خُضْرَةٌ إِلَى سَوَادٍ /.
وَالْمَوْمَاةُ: القَفْرُ.
تُقَنِّعُ الْمَوْمَاةُ هَذِهِ البَلْدَةَ: تُلْبِسُهَا.
طَسْلاً: سَرَابًا كَثِيرًا، وَمَاءٌ طَسْلٌ، وطَهْسَلٌ: إِذَا كَانَ كَثِيرًا، وَلُعَابٌ شَبِيهٌ بِمُخَاطِ الشَّيْطَانِ يَسِيلُ مِنَ السَّمَاءِ فىِ شِدَّةِ الْحَرِّ إِذَا رَكَدَتِ الرِّيحُ.
عَاسِلاً: يَضْطَرِبُ، يَعْنىِ السَّرَابَ.
134- تَصْقُلُ مِنْ أَحْدَابِهَا المَصَاقِلاَ
__________
(1) شاهد العجاج فى اللسان (ع و ر)، وديوانه/4.
(2) اللسان، والتاج (ع ق ب ل).
(3) اللسان، والتاج (ط ح ل) وفيهما:
* وبَلْدَةٍ تُكْسَى القَتَامَ الطّاحِلاَ *
(4) اللسان، والتاج (ط س ل)، وفى ديوانه المطبوع:
* تُقَنِّعُ المُومَاةَ طَسْلاً طاسِلاَ *
135- تَرَاهُ غَمْرًا مَرَّةً وَضَاحِلاَ
136- يَمْطُو مَطَاهَا القُلُصَ الذَّوَامِلاَ
137- إِذَا الغُرُوضُ اضْطَمَّتِ الحَقَائِلا(1)
تَصْقُلُ الشَّمْسُ: تُوضِحُ.
الأَحْدَابُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرْضِ، الْوَاحِدُ حَدَبٌ.
غَمْرًا: يَعْنىِ السَّرَابَ، أَىْ كَثِيرًا.
وَمَرَّةً ضَاحِلاً: قَلِيلاً، تَرَاهُ مَرَّةً يُغَطِّى الشُّخُوصَ وَمَرَّةً يَنْحَسِرُ عَنْهَا.
تَمْطُو: تَمُدُّ مَطَا هَذِهِ الأَرْضِ، أَىْ مَتْنَهَا وَظَهْرَهَا.
والذَّوَامِلُ فىِ سَيْرِهَا، وَهُوَ فَوْقَ العَنَقِ.
وَالْغُرُوضُ غُرُوضُ الرِّحَالِ، الْوَاحِدُ غَرْضٌ، فَإِنْ أَدْخَلْتَ الْهَاءَ قُلْتَ: غُرْضَةٌ بِضَمِّ الْغَيْنِ.
اضْطَمَّتْ: ضَمَّتْ.
الحَقَائِلُ: بَقَايَا تَبْقَى فىِ البَطْنِ مِنَ الْعَلَفِ، الوَاحِدَةُ حَقْلَةٌ.
138- كَلَّفْتُهَا ذَا شِرَّةٍ مُرَاكِلاَ
139- أَعْيَسَ لاَ كَرًّا وَلاَ مُوَاكِلاَ(2)
140- إِذَا الْوَسِيقُ اسْتَرْجَفَ الْبَرَاطِلاَ(3)(1/362)
141- وَالْهَامُ تَدْعُو الْبُومَ وَيْلاً وَائِلاَ(4)
يَقُولُ: كَلَّفْتُ هَذِهِ الأَرْضَ بَعِيرًا ذَا شِرَّةٍ: ذَا نَشَاطٍ.
مُرَاكِلٌ: يُرَاكِلُ الأَرْضَ بِقَوَائِمِهِ.
أَعْيَسَ: أبْيَضَ تَخْلِطُهُ حُمْرَةٌ.
الكَرُّ: الَّذِى لَيْسَ بِسَمْحٍ.
وَالمُوَاكِلُ: الَّذِى لاَ يُعْطِى كُلَّ مَا عِنْدَهُ، يَتَقَاعَسُ وَيَتَبَاطَأُ.
وَالوَسِيقُ: الطَّرَدُ.
وَاسْتَرْجَفَ: حَرَّكَ.
وَالبَرَاطِلُ: حِجَارَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ بِقَدْرِ ذِرَاعٍ وَأَقَلَّ، شَبَّهَ رُؤُوسَ الإِبِلِ بِهِ، الْوَاحِدُ بِرْطِيل.
__________
(1) اللسان (ح ق ل) بدون عَزْو، وروايتُه:
* إِذا العَرُوضُ اضْطَمَّتِ الحَقائِلاَ *
(2) فى ديوانه المطبوع "... لا كَزًّا ...".
(3) فى الأصل "اسْتَرْجَلَ البَرَاطِلاَ" والمثبت من ديوانه المطبوع، ويتفق مع ما ورد فى الشرح.
(4) اللسان (و ى ل) وفيه: "والهَامُ يَدْعُو...".
وَالْهَامُ تَدْعُو البُومَ وَيْلاً، يُرِيدُ كَأَنَّهُ ثَكْلاَنُ فىِ صَوْتِهِ.
142- أَلْقَيْتُ عَنِّى لَيْلَهَا عَثَاكِلاَ
143- كَأَنَّ تَحْتِى صَخِبًا جُلاَجِلاَ
144- / قَدْ شَاطَ مِنْ تَسْوِيفِهِ مَبَاوِلاَ
145- تَرَى بِصَفْحَىْ عُنْقِهِ مآكِلاَ
عَثَاكِلُ: جَمَاعَاتٌ بَعْضُهَا لاَبِسٌ بَعْضًا.
صَخِبًا: يُرِيدُ حِمَارًا كَثِيرَ النَّهِيقِ.
وَجُلاَجِلُ فىِ صَوْتِهِ.
وَعِذْقٌ عُثْكُولٌ: إِذَا تَرَاكَبَ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ.
قَدْ شَاطَ: يَعْنىِ الْحِمَارَ احْتَرَقَ نَشَاطًا مِنْ تَسْوِيفِهِ مِنْ شَمِّهِ مَوَاضِعَ أَبْوَالِهَا.
وَصَفْحَا كُلِّ شَىءٍ: جَانِبَاهُ.
وَالْمَآكِلُ: الْمَعَاضُّ، يُرِيدُ مَوْضِعَ العَضِّ، الْوَاحِدُ مَأْكَلٌ.
146- مِنْ نَهْشِ كَدَّامَاتِهِ مَبَاتِلاَ
147- وَحَلَقًا مِنْ رَكْضِهَا بَوَازِلاَ
148- فىِ نَحْرِ جَأْبٍ يَرْفَعُ الصَّوَاهِلاَ
149- طَرَّادِ سِتٍّ يَحْجُلُ المَحَاجِلاَ(1/363)
النَّهْشُ: تَنَاوُلٌ بِالْفَمِ وَعَضٌّ بِتَنَاوُلٍ مِنْ بُعْدٍ.
مَبَاتِلُ: مَوَاضِعُ القَطْعِ، الْوَاحِدُ مَبْتَلٌ، يُقَالُ: بَتَلَهُ: إِذَا قَطَعَهُ.
وَحَلَقًا مِنْ رَكْضِهَا: يَعْنِى مِنْ رَمْحِهَا، يَقُولُ: تَرَى آثَارَ الحَوَافِرِ فى الحِمَارِ كَأَنَّهَا حَلَقٌ فىِ جَسَدِه.
بَوَازِلُ: قَوَاطِعُ، بَزَلْنَ الْجِلْدَ: قَطَعْنَهُ وَشَقَقْنَهُ.
فىِ نَحْرِجَأْبٍ: يَقُولُ: هَذَا الرُّمْحُ فىِ النَّحْرِ والْعَضُّ فىِ مَوَاضِع غَيْرِ النَّحْرِ.
وَجَأْبٌ: غَلِيظٌ.
طَرَّادِ سِتٍّ: يَعْنِى سِتَّ آتُنٍ.
يَحْجُلُ: يَفْعَلُ فِعْلَ الغُرَابِ لاَ يَعْدُو مُسْتَوِيًا مِنْ مَرَحِهِ وَنَشَاطِهِ.
150- تَرَاهُ فىِ إِحْدَى اليَدَيْنِ زَامِلاَ (1)
151- كَأَنَّمَا شُدَّ هِجَارًا شَاكِلاَ
152- يَرْعَى تِلاَعَ النَّجَفِ الْمَبَاقِلاَ
__________
(1) اللسان، والتاج (ز م ل) بدون عَزْو.
153- والصَّحْصَحَانَيْنِ ويَنْزُو وَاقِلاَ(1)
زَامِلٌ: يَعْدُو فىِ شِقٍّ كَأَنَّهُ قَدْ عُقِلَ بِهِجَارٍ، وَالهِجَارُ: حَبْلٌ يُشَدُّ فىِ حَقْوِهِ ثُمَّ يُشَدُّ إِلَى يَدَيْهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الهِجَارُ مُخَالِفٌ لِلشِّكَالِ، تُشَدُّ يَدُ الفَحْلِ إِلَى إِحْدَى رِجْلَيْهِ، يَقُول: هَجَرْتُ البَعِيرَ فَهُوَ مَهْجُورٌ.
شَاكِلٌ: ذُو شِكَالٍ.
وَالتِّلاَعُ: مَسَايِلُ الْمَاءِ مِنَ الشَّرَفِ إِلَى الْوَادِى.
وَالنَّجَفُ: مُرْتَفَِعٌ مِنَ الأَرْضِ لَيْسَ بِسَهْلٍ وَلاَ جَبَلٍ كَأَنَّهُ / كَذَّانٌ مُسْتَدِيرٌ مُشْرِفٌ على مَا حَوْلَهُ.
وَالمَبَاقِلُ: مَوْضِعُ البَقْلِ.
والصَّحْصَحَانُ، وَالصَّحْصَحُ، والصَّحْصَاحُ: مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرْضِ.
وَالنَّزْوُ: الوَثَبَانُ، وَمِنْهُ تَصْعَادُ التَّيْسِ ونَحْوِهِ.(1/364)
وَالوَاقِلُ: الَّذِى يُحْسِنُ الدُّخُولَ بَيْنَ الْجِبَالِ، تَقُولُ: وَقَلَ يَقِلُ وَقْلاً، وَإِنَّهُ لَحَسَنُ التَّوَقُّلِ، يُقَالُ: وَقِلٌ، وَوَقْلٌ، يَقُولُ: كَأَنَّ هَذَا الحِمَارَ فى نَزَوانِهِ يَتَوَقَّلُ فىِ الْجَبَلِ.
154- قُفًّا كَسِيسَاءِ المُعَنَّى قَافِلاَ
155- يَرْكَبُ قَيْنَاهُ وَقِيعًا نَاعِلاَ(2)
156- أَسْمَرَ مِنْ تَقْلِيبِهِ الضَّلاَضِلاَ
157- يَنْجُلُ شَذَّانَ الحَصَى المَنَاجِلاَ
أَرَادَ دَوَاقِلاً قُفًّا.
والسِّيسَاءُ: قُرْدُودَةُ الظَّهْرِ(3)، فَشَبَّهَ القُفَّ بِصَلاَبَتِهِ وَيُبْسِهِ.
وَالْمُعَنَّى: البَعِيرُ الَّذِى يُحْبَسُ عَنِ الضِّرَابِ.
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "والصَّحْصَحَانِينُ...".
(2) اللسان (و ق ع)، وفى اللسان (ن ع ل) بدون عَزْو.
(3) فى اللسان (ق ر د) "قُرْدُودَةُ الظَّهْرِ: ما ارْتَفَعَ من ثَبَجِه. أَبو عَمْرٍو: السِّيساءُ من الفَرَسِ: الحارِكُ، ومن الحِمَارِ: الظَّهْرُ. وقال أبو مالكٍ: القُرْدُودَةُ: هى الفَقَارَةُ نَفْسُها".
قَافِلاً: يَابِسًا.
يَرْكَبُ قَيْنَاهُ: القَيْنُ: مَوْضِعُ القَيْدِ مِنَ الوَظِيفِ، يَعْنىِ قَيْنَىْ هَذَا البَعِيرِ.
وَقِيعًا: حَافِرًا صُلْبًا.
نَاعِلاً: لاَ يَحْفَى كَأَنَّ لَهُ نَعْلاً مِنْ صَلاَبَتِهِ.
أَسْمَرَ: يَعْنىِ الْحَافِرَ إِذَا اسْوَدَّ أَوْ سَمُرَ كَانَ أَصْلَبَ لَهُ.
وَالضَّلاَضِلُ: الحِجَارَةُ الصِّغَارُ، الْوَاحِدُ ضُلْضُلٌ، وَقَالَ الأَصْمَعِىُّ: الضَّلاَضِلُ: هِىَ الأَرْضُ ذَاتُ الحِجَارَةِ مِنْ صِغَارٍ وَكِبَارٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الضَّلَضِلَةُ(1): كُلُّ حَجَرٍ قَدْرُ مَا يُقِلُّهُ الرَّجُلُ أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ أَمْلَسَ يَكُونُ فىِ بُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَلَيْسَ فىِ بَابِ التَّضْعِيفِ كَلِمَةٌ تُشْبِهُهَا، وَقَالَ آخَرُ: يُقَالُ: ضَلَضِلَةٌ، وَضُلْضُلَةٌ.(1/365)
يَنْجُلُ: يَرْمِى بِحَوَافِرِهِ.
شَذَّان: مَا شَذَّ مِنْهُ وتَفَرَّقَ.
158- قَذْفَ الْمُرَامِى دَاوَلَ الْمُدَاوِلاَ
159- قَدْ طَاوَعَتْ مِنْ مَشْقِهِ الْخَصَائِلاَ
160- زَرًّا وَلَمَّا تُعْطِهِ النَّخَائِلاَ
161- [وَأَضْمَرَتْ إِلاَّ] عَقِيمًا حَائِلاَ(2)
القَذْفُ: الرَّمْىُ مِنْ كُلِّ شَىءٍ، نَحْو الرَّمْىِ بِالسِّهَامِ والْحَصَى والكَلاَمِ.
وَالْمُرَامِى [ ] (3) رَمْيًا، يَقُولُ: طَاوَعَتْهُ الأُتْنُ مِنْ مَشْقِهِ بِحَوافِرِهِ، وَكُلُّ ضَرْبٍ / خَفِيفٍ أَوْ عَضٍّ خَفِيفٍ فَهُوَ مَشْقٌ.
وَالخَصَائِلُ الْوَاحِدَة خَصِيلَةٌ: كُلُّ لَحْمَةٍ غَلِيظَةٍ فىِ عَصَبَةٍ.
وَالزَّرُّ: العَضُّ.
__________
(1) فى اللسان (ض ل ل ): "الضُّلَضِلَةُ بِضَمِّ الضادِ وفَتْح اللامِ وكَسْرِ الضادِ الثانِية، وأَرْضٌ ضُلَضِلَةٌ، وضَلَضِلَةٌ، وضُلَضِلٌ، وضَلَضِلٌ، وضُلاَضِلٌ: غَلِيظةٌ، وهى أيضا الحِجارةُ التى يُقِلُّها الرَّجُلُ".
(2) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من ديوانه المطبوع.
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
وَلَمَّا تُعْطِهِ: الأُتْنُ.
النَّخَائِلُ وَالْوَاحِدَةُ نَخِيلَةٌ، يُرِيدُ النُّصحَ، أَىْ تُعْطِيهِ عَلَى كُرْهٍ إِنْ أَعْطَتْهُ.
وَأَضْمَرَتْ إِلاَّ عَقِيمًا: لاَ تَحْمِلُ.
162- مِنْ نُعَرِ الصَّيْفِ الوِحَامَ الآفِلاَ
163- يُصْبِحْنَ مِنْ تَشْلاَلِهِ ذَوَابِلاَ
164- تَلْوِيحَكَ النَّبْعِيَّةَ العَوَاطِلاَ
165- يَمْعَجْنَ لاَ عُصْلاً وَلاَ حَنَابِلاَ
النُّعَرُ: الأَوْلاَدُ (1)، يُقَالُ: مَا حَمَلَتْ نُعْرَةً قَطُّ (2)، أَىْ وَلَدًا، لِلْوَاحِدَةِ، وَقَالَ آخَرُ: هُوَ مَا أَجَنَّتْ فىِ أَرْحَامِهَا قَبْلَ أَنْ يَتِمَّ خَلْقُهُ، وَأَنْشَدَ لِلْعَجَّاجِ يَصِفُ ركَابًا تَرْمِى بِأَجِنَّتِهَا مِنْ شِدَّةِ السَّيْرِ:
* وَالشَّدَنِيّاتُ يُسَاقِطْنَ النُّعَرْ *(1/366)
* حُوصَ العُيُونِ مُجْهَضَاتٍ مَا اسْتَطَرّْ (3) *
حُوصٌ: مَخِيطَةٌ.
وَاسْتَطَرَّ: يُقَالُ: طَرَّ شَعَرُهُ: إِذَا نَبَتَ.
وَالوِحَامُ: الحَمْلُ، وَأَصْلُهُ الشَّهْوَةُ عَلَى الحَمْلِ، يُقَالُ لِلْمَرْأَةِ الحُبْلَى إِذَا اشْتَهَتْ شَيْئًا: وَحَمَتْ، فَهِىَ تَحِمُ وَحْمًا، فَهِىَ وَحْمَى بَيِّنَةُ الوِحَامِ، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَحِمَتِ المَرْأَةُ فَهِىَ تَوْحَمُ، وَتِيحَمُ، وَتَاحَمُ، وَهِىَ وَحْمَى، وَقَدْ وَحَّمْنَاهَا: ذَبَحْنَا لَهَا.
وَالآفِلُ: الذَّاهِبُ.
وَتَشْلاَلُهُ: تَطْرَادُهُ.
ذَوَابِلاً: يُبَّسَا.
تَلْوِيحَكَ: تَضْمِيرَكَ، يَقُول: ضَمَرْنَ كَتَلْوِيحِكَ.
__________
(1) فى اللسان (ن ع ر): "النُّعَرُ: أَولادُ الحَوامِلِ إذا صَوَّتَتْ".
(2) تمام العبارة فى اللسان (ن ع ر) "يُقالُ: ما حَمَلَتِ الناقةُ نُعْرَةً قَطُّ".
(3) المشطور الأول فى اللسان (ن ع ر)، والمشطوران فى اللسان (ط ر ر) وبعدهما ثلاثة مشاطير، والعجاج يَصِفُ إبِلاً أجْهَضَتْ أولادَها قبل طُرُورِ وَبَرِها.
النَّبْعِيَّةُ: يُرِيدُ الْقِسِىَّ الَّتىِ تُعْمَلُ(1) مِنَ النَّبْعِ، وَهُوَ شَجَرٌ.
وَالعَوَاطِلُ: الَّتىِ لاَ أَوْتَارَ عَلَيْهَا.
يَمْعَجْنَ فىِ سَيْرِهِنَّ، والْمَعْجُ: التَّقَلُّبُ فىِ الجَرْىِ، تَقُولُ: مَعَجَ الحِمَارُ، وَهُوَ يَمْعَجُ مَعْجًا: إِذَا جَرَى فىِ كُلِّ وَجْهٍ جَرْيًا سَرِيعًا.
لاَ عُصْلاً: لاَ عُوجًا يُبْسًا.
وَالحَنَابِلُ: القِصَارُ، الْوَاحِدُ حَنْبَلٌ.
166- مُتَّسِقَاتٍ تَخْبِطُ الأَخَاضِلاَ
167- حَتَّى تَجَرَّمْنَ الرَّبِيعَ الزَّائِلاَ
168- وَمَارَ لِبْدُ الحَوْلِ عَنْ جَدَائِلاَ
169- وَادَّرَعَتْ مِنْ قِهزِها سَرَابِلاَ(2)(1/367)
مُتَّسِقَاتٍ: مُنْضَمَّاتٍ، وَالاتِّسَاقُ: الانْضِمَامُ والاْسْتِوَاءُ، كَمَا يَتَّسِقُ الْقَمَرُ إِذَا تَمَّ وَاسْتَوَى، / وَاسْتَوْسَقَتِ الإِْبِلُ: إِذَا اجْتَمَعَتْ وَانْضَمَّتْ، وَالرَّاعِى يَسِقُهَا، أَىْ يَجْمَعُها، وَقَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { واللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } (3) أَىْ وَمَا جَمَعَ، { وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ } (4) أَىْ تَمَّ وَامْتَلأَ.
وَالخَبْطُ:شِدَّةُ الوَطْءِ بِأَيْدِى الدَّوَابِّ، وَتَقُولُ: تَخَبَّطْتُ الشَّىءَ: تَوَطَّأْتُهُ.
وَالأَخَاضِلُ: كُلُّ نَبْتٍ نَدٍ يَتَرَشْرَشُ نَدَاهُ فَهُوَ نَبْتٌ خَضِلٌ.
تَجَرَّمْنَ: خَرَجْنَ مِنَ الرَّبيع، تَقُولُ: قَدْ جَرَّمْنَا هَذِهِ السَّنَةَ، أَىْ خَرَجْنَا مِنْهَا، وَتَجَرَّمَتِ السَّنَةُ، وَالشِّتَاءُ، وَالصَّيْفُ.
وَالزَّائِلُ: الَّذِى قَدْ ذَهَبَ وَقْتُهُ.
مَارَ: سَقَطَ، وَأَصْلُ مَارَ يَمُورُ: ذَهَبَ وَجَاءَ.
__________
(1) فى الأصل "التى يُعْمَلُ" والمثبت هو الصَّوابُ.
(2) اللسان (ق هـ ز) وفيه: "... قَهْزِها..." بفتح القاف.
(3) سورة الانشقاق الآية /17.
(4) سورة الانشقاق الآية /18.
وَلَبِيدُ الحَوْلِ: مَا تَلَبَّدَ مِنْ عَقِيقَةِ السَّنَةِ، والْعَقِيقَةُ: الشَّعَرُ أَوِ الْوَبَرُ الَّذِى يُولَدُ وهو عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَيَّرُ عَقِيقَةً، وَإِنْ لَمْ يُولَدْ بِهِ.
وَالجَدَائِلُ: الْجِبَالُ، فَأَرَادَ أَنَّهَا مُدْمَجَةُ الخَلْقِ.
وَادَّرَعَتْ: لَبِسَتْ.
وَالْقِهْزُ: القَزُّ، يَقُولُ: لَمَّا أَكَلَتِ الرَّبِيعَ وَسَمِنَتْ أَلْقَتْ شَعَرَهَا وَنَبَتَ شَعَرٌ جَدِيدٌ.
170- أَطَارَ عَنْهَا الْخِرَقَ الرَّعَابِلاَ(1)
171- مَمْسُودَةً أَصْلاَبُهَا جَوَادِلاَ
172- جَدَّدَ مِنْهَا جُدَدًا عَسَاقِلاَ(2)
173- تَجْرِيدَكَ المَصْقُولَةَ السَّلاَئِلاَ(3)(1/368)
الرَّعَابِلُ: الْخَلَقَةُ، وَالْوَاحِدَةُ رُعْبُولَةٌ، وَرَعَابِيلُ لِلْخِرَقِ المُتَمَزِّقَةِ، وَرَعْبَلْتُ اللَّحْمَ، وَأَنَا أُرَعْبِلُهُ رَعْبَلَةً، وَالشِّوَاءُ المُرَعْبَلُ يُقَطَّعُ حَتَّى تَصِلَ النَّارُ إِلَى اللَّحْمِ فَتُنْضِجَهُ.
وَالمَمْسُودَةُ: المَطْوِيَّةُ الخَلْقِ، وَامْرَأَةٌ مَمْسُودَةٌ: مَطْوِيَّةٌ مَمْشُوقَةٌ.
وَالجُدَدُ. الخُطُوطُ.
وَالعَسَاقِلُ: [قِطَعُ السَّرَابِ](4). وَالْعُسْقُولُ:(5) تَلَمُّعُ السَّرَابِ وَبَيَاضُهُ، وَقِطَعُ السَّرَابِ عَسَاقِيلُ، وَإِذَا رَأَيْتَ قِطَعًا مُتَفَرِّقَةً مِنَ السَّرَابِ [ ] (6).
وَالمَصْقُولَةُ: السُّيُوفُ، وَسَيْفٌ سَلِيلٌ، وَجَمْعُهُ سَلاَئِلُ.
174- دَوَّى بِهَا لاَ يَعْذِرُ العَلاَئِلاَ(7)
__________
(1) اللسان (ق هـ ز).
(2) اللسان، والتاج (ع س ق ل) وفيهما "جَرَّدَ منها ...".
(3) اللسان، والتاج (ع س ق ل).
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان (ع س ق ل).
(5) فى اللسان (ع س ق ل): "والعَسْقَلُ، والعَسْقَلةُ، والعَسْقُولُ، كُلُّه تَلَمُّعُ السَّرَابِ وتَرَيُّعُه".
(6) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(7) اللسان (د و ى).
175- وَهْوَ يُصَادِى شُزَّبًا مَثَائِلاَ(1)
176- إِذَا اسْتَصَامَ اسْتَقْبَلَ الأَصَائِلاَ
177- مُسْتَوْئِلاً مَرًّا وَمَرًّا نَائِلاَ
/ عَلاَئِلُ: مُعْتَلَّةٌ.
وَيُصَادِى: يُدَاوِى وَيَرْفُقُ، وَيُقَالُ: لِلرَّجُلِ المُنْتَصِبِ لِلأَمْرِ يُفَكِّرُ فِيهِ وَيُدَبِّرُهُ: يُصَادِيهِ، قَالَ العَجَّاجُ:
* بَاتَ يُصَادِى أَمْرَ حَزْمٍ أَخْصَفَا (2)*
وَالأَخْصَفُ: الَّذِى يُظْلِمُ مَرَّةً وَيَتَبَيَّنُ أُخْرَى، وَيُرْوَى: "مُخْصَفَا"، أَىْ مُحْكَمًا.
وَالشُّزَّبُ: الضُّمَّرُ.
وَالمَثَائِلُ، أَىْ أَمْثَالٌ يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا.(1/369)
اسْتَصَامَ، يُقَالَُ: صَامَتِ الشَّمْسُ حِينَ تَسْتَوِى فىِ مُنْتَصَفِ النَّهَارِ.
وَالأَصَائِلُ جَمْعُ أَصِيلٍ، وَهُوَ العَشِىُّ، وَيُجْمَعُ عَلَى الأُصُلِ، وَتَصْغِيرُهُ أُصَيْلاَلٌ، وَتَقُولُ: لَقِيتُهُمْ مُؤْصَلاً، أَىْ بِالأَصِيلِ.
مُسْتَوْئِلاً: اسْتَوْأَلَ فىِ رَأْسِ الْجَبَلِ، أَىْ لَجَأَ إِلَيْهِ، وَآلَ إِلَيْهِ يَئِلُ وَأْلاً، وَالْمَوْئِلُ: المَلْجَأُ.
وَالمَرُّ: هِىَ المَرَّةُ، تَقُولُ: فىِ المَرَّةِ الأَولَى وَفىِ المَرِّ الأَوَّلِ.
نَائِلٌ: لاَ يدرى [ ] (3).
178- حَتَّى إِذَا مَا أَهْيَجَ الجَدَاوِلاَ
179- مِنَ الْمِعَى وَالرَّوْضَ وَالسَّلاَسِلاَ
180- وَأَخْلَفَ الوُقْطَانَ وَالْمَآجِلاَ(4)
181- وَكَانَ مَدَّاغُ السَّفَا مَعَابِلاَ(5)
__________
(1) اللسان (د و ى) وفيه:
* وَهْوَ يُصَادِى شُزُنًا مَثَائِلاَ *
(2) شاهد العجاج ليس فى ديوانه.
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(4) اللسان (م ج ل، و ق ط)، والتاج (م ج ل) وفيهما: "... الوِقْطانَ..." بكَسْرِ الواوِ، وفى ديوانه المطبوع "وخالَفَ الوِقْطانَ...".
(5) فى ديوانه المطبوع "وكانَ لَدَّاغُ..." كما ورد فى الشرح.
أَهْيَجَ: أَىْ وَجَدَ الْحِمَارُ الأَنْهَارَ يَبِسَ بَقْلُهَا، وَهِىَ الجَدَاوِلُ وَاحِدُهَا جَدْوَلٌ، يُقَالُ: هَاجَ البَقْلُ: إِذَا اصْفَرَّ وَطَالَ، وَهُوَ هَائِجٌ، وَهَاجَتِ الأَرْضُ، فَهِىَ هَائِجَةٌ.
وَالْمِعَى: مَسِيلٌ صَغِيرٌ مِنْ مَذَانِبِ الأَرْضِ، وَكُلُّ مِذْنَبٍ بِالحَضِيضِ يُنَاهِى مِذْنَبًا بِالسَّنَدِ، فَالَّذِى فىِ السَّنَدِ هُوَ الهُلْبُ، قَالُ:
* تَحْبُو إِلَى أَصْلاَبِهِ أَمْعَاؤُهُ (1)*
وَقِيلَ: الْمِعَى: مَوْضِعٌ.
وَالرَّوْضُ: جَمْعُ رَوْضَةٍ: كُلُّ مَكَانٍ مُسْتَدِيرٍ فِيهِ نَبْتٌ وَمَاءٌ، وَكَذَلِكَ الحَدِيقَةُ.(1/370)
وَالسَّلاَسِلُ مِنَ الرَّمْلِ: القُبَصُ الصِّغَارُ المُتَقَطِّعَةُ، عَنْ أَبِى عَمْرٍو الشَّيْبَانِىِّ، وَقَالَ غَيْرُهُ: مَا تَعَقَّدَ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَقَالَ:
* وَبَيْنَ الجِبَالِ العُفْرِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ *(2)
وَأَخْلَفَ: يَعْنىِ الْحِمَارَ.
وَالوَقْطَانُ(3): أَمَاكِنُ صُلْبَةٌ تُمْسِكُ الْمَاءَ كَالنُّقْرَةِ، وَالوَاحِدُ وَقْطٌ.
وَالمَآجِلُ: مِثْلُ الصَّهَارِيجِ، الْوَاحِدُ مَأْجَلٌ.
وَالسَّفَا: شَوْكُ البُهْمَى، يَقُولُ: / كَانَ لَدَّاغُ السَّفَا حِينَ حَفَّ يَطْعَنُ. أَىْ قَوَائِمَهَا كَالمَعَابِلِ، وَهِىَ المَشَاقِصُ، وَكُلُّ نَصْلٍ عَرِيضٍ طَوِيلٍ مِعْبَلَةٌ.
182- وَحَرَّقَ الصَّيْفُ أُجَاجًا شَاعِلاَ
__________
(1) الرجزُ لِرُؤبة فى اللسان (م ع ى) وفيه: "يَحْبُو..." وهو فى ديوانه المطبوع /4 المشطور رقم (29).
(2) الشاهد عَجُزُ بيت لِذِى الرُّمّة فى ديوانه 2/1340، وصَدْرُه:
* لأُِدْمانةٍ مِنْ وَحْشِ بَيْنَ سُوَيْقَةٍ *
[ لأُِدْمانةٍ: يَعْنىِ وَلَدَ الظَّبْيَةِ؛ الجِبالُ العُفْرُ: التى تَضْرِبُ إِلى الحُمْرَةِ؛ ذات السَّلاَسل: يريد الرَّمْل قد انعَقَدَ بعضُه بِبَعْضٍ].
(3) جَمْعُ وَقْطٍ: وِقْطان. (اللسان/و ق ط).
183- ذَا هَبَوَاتٍ تَنْشِفُ السَّمَائِلاَ(1)
184- وَلَوَّحَتْ نَهْدَ القُصَيْرَى ذابِلاَ(2)
185- مِشْحًى يُبَقِّى مَاءَهُ أَوْ آبِلاَ
الأُجَاجُ: شِدَّةُ الحَرِّ، وَيُقَالُ: اشْتَدَّتْ أَجَّةُ الصَّيْفِ، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
حَتَّى إِذَا مَعْمَعَانُ الصَّيْفِ هَبَّ لَهُ بِأَجَّةٍ نَشَّ عَنْهَا الْمَاءُ والرُّطُبُ(3)
وَالأُجَاجُ: الْمَاءُ المُرُّ.
وَالهَبَوَاتُ: وَاحِدُهَا هَبْوَةٌ، وَهُوَ غُبَارٌ سَاطِعٌ فىِ الهَوَاءِ مَعَ رِيحٍ كَأَنَّهُ دُخَانٌ.(1/371)
وَالسَّمَائِلُ: بَقَايَا الْمَاءِ، واحِدَتُهُ سَمَلَةٌ تُجْمَعُ فَعَائِلَ، وَيُقَالُ: سَمَلٌ، وَسَمَلْتُ الْحَوْضَ، أَىْ نَقَّيْتُهُ مِنَ الْحَمْأَةِ.
وَلَوَّحَتْ: أَعْطَشَتْ، وَاللَّوْحُ: الْعَطَشُ.
وَالنَّهْدُ: الْجَسِيمُ المُشْرِفُ.
وَالقُصَيْرَى: الضِّلْعُ التِى تَلِى الشَّاكِلَةَ بَيْنَ الْجَنْبِ وَالبَطْنِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَسْفَلَ الأَضْلاَعِ، وَهِىَ أَيْضًا الْوَاهِنَةُ، وَقَالَ:
* نَهْدُ القُصَيْرَى تَزَّفِيهِ خُصَلُهْ *
وَالذَّابِلُ، وَالْمَصْدَرُ الذُّبُولُ، وَالْفِعْلُ ذَبَلَ يَذْبُلُ، وهو دِقَّةُ شىءٍ قَدْ كَانَ رَيَّانَ مِنَ النَّبَاتِ وَالحَيَوانِ.
مِشْحًى مِفْعَلٌ مِنْ شَحَا فَاهُ: إِذَا فَتَحَهُ لِلنَّهِيقِ، كَقَوْلِكَ: مِعْزًى مِنْ عَزَوتُهُ، وَمِقْضًى مِنْ قَضَيْتُهُ.
__________
(1) اللسان، والتاج (س م ل) وفيهما "... يَنْشَفُ...".
(2) فى ديوانه المطبوع "... نَهْدَى...".
(3) اللسان (أ ج ج) عَجُزُ البَيْتِ فقط بِرِواية:
* بِأَجّةٍ نَشَّ عنها الماءُ والرَّطَبُ *
والشاهد فى ديوان ذى الرُّمّة 1/53 ط دمشق - تحقيق عبدالقدوس أبو صالح. [مَعْمعَانُ الصيف: شِدّة الحَرِّ والْتِهابُه؛ هَبَّ له: استيقظ له، أى الحمار؛ الأجّة: التَّوهُّجُ؛ نَشَّ عنها الماءُ والرطب: يريد نَشَّ عن الأَجّة، أى من أجْلِها، وهى السَّمُومُ].
186- كَالآبِقِ العُرْيَانِ أَمْسَى بَاهِلاَ
187- هَاجَ [بِهِنَّ] (1) تَنْتَحِى مُهَاجِلاَ
188- فىِ الشَّدِّ إِذْ سَاجَلْنَهُ مُسَاجِلاَ
189- يَقْرُو بِهِنَّ الأَعْيُنَ الضَّواهِلاَ(2)(1/372)
الآبِقُ: الْعَبْدُ الْهَارِبُ، وَهُوَ الإِْبَاقُ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلاَ كَدِّ عَمَلٍ، وَهَذَا الْحُكْمُ فيه أَنْ يُرَدَّ، فَإِذَا كَانَ مِنْ كَدِّ عَمَلٍ أَوْ خَوْفٍ لَمْ يَرُدَّهُ، خَاصَمَ رَجُلٌ إِلَى يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ / فَقَالَ: إِنَّ هَذَا بَاعَنىِ عَبْدًا أَبَّاقًا، فَقَالَ ابْنُ يَعْمَر: أَلاَّ قُلْتَ: أَبُوقًا.
وَالْبَاهِلُ: المُهْمِلُ المُتَرَدِّدُ بِلاَ عَمَلٍ، وَالرَّاعِى بِلاَ عَصًى.
مُهَاجِلُ يَأْخُذُ الهُجُولَ، وَاحِدُهَا هَجْلٌ، وَهُوَ مَا اطْمَأَنَّ مِنَ الأَرْضِ.
وَالشَّدُّ: العَدْوُ.
وَالْمُسَاجَلَةُ: الْمُبَارَاةُ فىِ الأَمْرِ، أَىّ الاثْنَيْنِ يَغْلِبُ صَاحِبَهُ.
يَقْرُو: يَتْبَعُ وَيَقْصِدُ، قَرَوْتُ إِلَيْهِمْ قَرْوًا، وَقَالَ:
* أَقْرُوا إِلَيْهِمْ أَنَابِيبَ القَنَا قِصَدَا *(3)
وَالْعَيْنُ: العَيْنُ الجَارِيَةُ النَّابِعَةُ مِنَ الْمَاءِ.
وَالضَّوَاهِلُ: جَمْعُ ضَاهِلَةٍ، أَىْ قَلِيلَةُ الْمَاءِ نَزْرَتُهُ.
190- قِلْوٌ رَجِيلٌ يَنْتَحِى رَجَائِلاَ
191- يَتْرُكْنَ حَفَّافَ الْحَصَى غَرَابِلاَ
192- وَهْوَ يُغَنِّيهَا غِنَاءً زَاجِلاَ(4)
193- أَبَحَّ فِى بُحَّتِهِ جُلاَجِلاَ
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من ديوانه المطبوع، وفيه "... يَنْتَحِى مُهَاجِلاَ".
(2) اللسان، والتاج (ض هـ ل).
(3) اللسان (ق ر ا، ق ص د) بدون عَزْو، يريد أمْشِى إليهم على كِسَرِ الرِّماحِ.
(4) التاج (ز ج ل) بدون عَزْو.
القِلْوُ: السَّرِيعُ فىِ سَيْرِهِ، وَالقِلْوَةُ: الدَّابَّةُ تَقْلُو بِصَاحِبِهَا قَلْوًا، وَهُوَ تَقَدُّمُهَا فىِ السَّيْرِ فىِ سُرْعَةٍ، تَقُولُ: جَاءَ يَقْلُو بِهِ حِمَارُهُ.
وَالرَّجِيلُ: المَشَّاءُ الصَّبُورُ.
وَيَنْتَحِى: يَعْتَمِدُ.
وَالرَّجَائِلُ، الْواحِدَةُ رَجِيلَةٌ.
وَالْحَفَّافُ: مَا سَمِعْتَ لَهُ صَوْتًا وحَفِيفًا.(1/373)
غَرَابِلاً: مُغَرْبَلاً.
يُغَنِّيهَا: يُرِيدُ النَّهِيقَ.
وَالزَّاجِلُ مِنَ الزَّجَلِ، وَهُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ، تَقُولُ: حَادٍ زَجِلٌ، وَمُغَنٍّ يَزْجُلُ زَجْلاً، هَذَا النَّعْتُ لِلْمُغَنِّى فَجَعَلَهُ رُؤْبَةُ لِلْغِنَاءِ.
وَجُلاَجِلُ: فىِ صَوْتِهِ جَلْجَلَةٌ.
194- مِنْ نَهْمِهِ الحِشْرَاجَ وَالوَلاَوِلاَ
195- يُلْقِى عَلَى الأَصْلاَءِ كِفْلاً كَافِلاَ
196-كَالنَّوْطِ مِنْ تَعْرِيضِهِ الْجَحَافِلاَ
197- فَلاَ تَرَى إِذْ أَعْرَضَ الْقَبَائِلاَ(1)
النَّهْمُ: الصَّوْتُ تَسْمَعُهُ فىِ الصَّدْرِ، وَهُوَ النَّهِيمُ، فَيَقُولُ: هُوَ يُحَشْرِجُ، وَيُوَلْوِلُ، وَهِىَ الحَشْرَجَةُ.
وَالأَصْلاَءُ: جَمْعُ صَلاً، وَهُوَ ما عَنْ يَمِينِ الذَّنَبِ وَشِمَالِهِ، وَهُمَا صَلَوَانِ، كَالكِفْلِ الَّذِى يُلْقَى خَلْفَ الرَّجُلِ، وَهُوَ كِسَاءٌ يُحَوَّى حَوْلَ الرَّجُلِ كَالنَّوطِ، / شَبَّهَ رَأْسَهُ بِالشَّىءِ المُعَلَّقِ.
وَالنَّوْطُ: القُفَّةُ يُجْعَلُ فِيهَا تَمْرٌ أَوْ مَا كَانَ يُعَلَّقُ مِنْ مَحْمَلٍ وغَيْرِهِ.
وَالقَبَائِلُ: جَمْعُ قَبِيلَةٍ، وَهِىَ مِنَ الرَّأْسِ كُلُّ فِلْقَةٍ قَدْ قُوبِلَتْ بِالأُخْرَى، وَكَذَلِكَ قَبَائِلُ العَرَبِ.
198- مِنَ الصَّبِيَّيْنِ وَحِنْوًا نَاصِلاَ (2)
__________
(1) اللسان (ع ر ش) وفيه:
* كَأَنَّ حَيْثُ عَرَّشَ القَبائِلاَ *
(2) اللسان (ع ر ش).
199- أَشْرَفَ مِنْ حَرْفِ القَفَا صُنَادِلاَ(1)
200- مِنْ بَيْنِ لَحْيَيْهِ لِسَانًا مَائِلاَ
201- فىِ مِثْلِ جُحْرِ الذِّئْبِ يَكْسُو الْفَائِلاَ
الصَّبِيَّانِ: طَرَفَا اللَّحْيَيْنِ وَأَصْلاَهُمَا، وَحِنْوُ اللَّحْىِ: مَا اعْوَجَّ مِنْهُ.(1/374)
وَالحِنْوُ: كُلُّ شَىءٍ فِيهِ اعْوِجَاجٌ، وَالْجَمْعُ الأَحْنَاءُ، وَكَذَلِك حِنْوُ الحِجَاجِ وَالأَضْلاعِ، وَكُلُّ خَشَبَةٍ قَدِ انْحَنَتْ فىِ إِكَافٍ أَوْ قَتَبِ أَوْ سَرْجٍ فَهُوَ حِنْوٌ، وَكَذَلِك فىِ العِقَابِ(2)، وَالْجِبَالِ، وَالأَوْدِيَةِ، كُلُّ مُنْعَرِجٍ وَاعْوِجَاجٍ فَهْوَ حِنْوٌ.
وَالنَّاصِلُ: الخَارِجُ.
وَالصُّنَادِلُ: الشَّدِيدُ، وَمِنَ الحُمُرِ: الشَّدِيدُ الخَلْقِ الضَّخْمُ الرَّأْسِ.
وَاللَّحْيَانِ: العَظْمَانِ اللَّذَانِ فِيهِمَا مَنَابِتُ الأَسْنَانِ مِنْ كُلِّ لَحْىٍ، وَالْجَمِيعُ الأَلْحَى، فَيَقُولُ: لِسَانُهُ يُغَطِّى الفَائِلَ، وَهُوَ عِرْقٌ فىِ الْوَرِكِ.
202- مِنْ مَجِّ شِدْقَيْهِ [الرُّوَالَ الرَّائِلاَ] (3)
203- إِذَا تَقَضَّى هَابَلَتْ مَهَابِلاَ
204- كَرَيِّقِ الشُّؤْبُوبِ [فىِ خَمَائِلاَ] (4)
205- هَادٍ يَشُقُّ الطُّرُقَ الدَّلاَئِلاَ
مَجَّ: تَحَلَّبَ، وَلِلْجَرَادِ مُجَاجٌ، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
__________
(1) الموجود لِرُؤبة فى اللسان، والتاج (ص ن د ل):
* أَنْعَتُ عَيْرًا صَنْدَلاً صُنَادِلاَ *
(2) اللسان (ع ق ب): "العَقَبةُ: الجَبَلُ الطويلُ يَعْرِضُ للطريقِ فيَأْخُذُ فيه، وهو طويلٌ صَعْبٌ شديدٌ، وجَمْعُها: عَقَبٌ، وعِقَابٌ، وعَقَباتٌ".
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان (ر و ل) ومن ديوانه المطبوع، والرجزُ بدون عَزْو فى اللسان، وفى التاج (ر و ل) نُسِبَ الرجزُ فى الهامشِ لِرُؤبة.
(4) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من ديوانه المطبوع.
* بِذِى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهَادُ الْقَوَالِسُ *(1)
وَالرُّؤَالُ: بُزَاقُ الدَّابَّةِ، تَقُولُ: تَرَوَّلَ فىِ مِخْلاَتِهِ: تَقَضَّى، أَرَادَ تَقَضَّضَ فَأَبْدَلَ مِنَ الضَّادِ يَاءً، أَى انْقَضَّ، قَالَ العَجَّاجُ:
* تَقَضِّىَ البَازِى إِذَا الْبازِى كَسَرْ *(2)(1/375)
هَابَلَتْ: عَاجَلَتْ، يُقَالُ: هُوَ يَهْتَبِلُ حَاجَتَهُ: إذا اسْتَعْجَلَهَا.
وَالرَّيِّقُ: أَوَّلُ المَطَرِ، وَأَوَّلُ كُلِّ شَىءٍ، وكُلُّ طَرِيقٍ قَاصِدٍ دَلِيلٌ.
206- مُسْتَصْدِرًا عَنْ مَنْهَلٍ أَوْ نَاهِلاَ
207- شَلَّ الأَجِيرِ اسْتَذْنَبَ الرَّوَاحِلاَ(3)
208- أَصَكَّ سِمْعًا يَلْحَسُ الثَّمَائِلاَ
209- طَلَّقْنَهُ فَاسْتَوْرَدَ الْعَدَامِلاَ(4)
المَنْهَلُ: المَوْرِدُ.
وَالنَّاهِلُ: المُخْتَلِفُ إِلَى المَنْهَلِ، وَالنَّهَلُ: أَوَّلُ الشُّرْبِ، تَقُولُ: أَنْهَلْتُ فُلاَنًا، وَأَنْهَلْتُ الإِْبِلَ، وَهُوَ أَوَّلُ سَقْيِكَهَا، وَنَهِلَتْ هِىَ: إِذَا شَرِبَتْ فىِ أَوَّلِ الْوِرْدِ حَتَّى رَوِيَتْ.
__________
(1) الشاهد عَجُزُ بيت لِذِى الرُّمّة وتَمامُه كما فى ديوانه 2/1125- ط دمشق:
تَبَسَّمْنَ عَنْ غُرٍّ كَأَنَّ رُضَابَها - نَدَى الرَّمْلِ هَجَّتْهُ العِهَادُ القوالِسُ
[العِهَادُ: الواحدة عَهْدَة: أوّل مَطَرٍ يَقَعُ بالأرضِ؛ القَلْسُ: الْقَىْءُ، صَيَّرَ العِهَادَ "قَوالِسَ": تَصُبُّ الماء على الأقحوان المذكور فى البيت التالى].
(2) رجز العجاج فى اللسان (ق ض ض) وقبله:
* إذا الكِرَامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ *
أى كَسَرَ جَناحَيْه لِشِدَّةِ طَيَرانِهِ. والرجز فى ديوانه /28.
(3) اللسان (ذ ن ب)، وفى المقاييس (ذ ن ب) بدون عَزْو، وفيهما: "مِثْلَ الأَجِيرِ..." ونُسِبَ الرَّجزُ لرؤبة فى هامش المقاييس. وفى التكملة للصاغانى (ذ ن ب) "شَلَّ الأَجِيرِ..." ويُرْوَى "شَدَّ..." بالدال.
(4) اللسان (ط ل ق).
وَالشَّلُّ: الطَّرْدُ، شَلَلْتُهُ فَانْشَلَّ، وَذَهَبَ القَوْمُ شِلاَلاً، أَى انْشَلُّوا مَطْرُودِينَ.
واسْتَذْنَبَ: سَاقَهَا مِنْ وَرَائِهَا.
أَصَكُّ، يَصُكُّ العَانَةَ، أَىْ يَطْرُدُهَا، وَهُوَ مِصَكٌّ أَيْضًا.
وَالسِّمْعُ: الخَبِيثُ الدَّاهِى، وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ.(1/376)
يَلْحَسُ: يَشْرَبُ وَيَلْعَقُ.
وَالثَّمَائِلُ جَمْعُ ثَمِيلَةٍ، وَهُوَ الْمَاءُ القَلِيلُ.
طَلَّقْنَهُ: أَتَيْنَهُ طَلَقًا، وَإِذَا خَلَّى الرَّجُلُ عَنْ نَاقَةٍ قِيلَ: طَلَّقَهَا، وَكَذَلِكَ العَيْرُ إِذَا خَافَ عَلَى عَانَتِهِ وَعَنُفَ عَلَيْها ثُمَّ خَلَّى عَنْهَا قِيلَ: طَلَّقَهَا، وَكَذَلِكَ إِذَا اسْتَعْصَى عَلَيْهَا ثُمَّ انْقَادَ لَهَا قِيلَ: طَلَّقَتِ القَرَب، فَهُوَ قَوْلُهُ: "طَلَّقْنَهُ".
وَالْعَدَامِلُ: القَدِيمَةُ مِنَ الأَبْآرِ.
210- وَلَمْ يَجِدْ فىِ شُنْظُبٍ صَلاَصِلاَ
211- فَانْقَضَّ يَهْوِى مُخْلِفًا مُغَاوِلاَ
212- عَلَى عِجَالٍ تَنْتُقُ القَلاَقِلاَ(1)
213- أَسْقِيَةً جَفَّتْ وَسَلْمًا قَاحِلاَ
شُنْظُبٌ: مَوْضِعٌ فِيهِ مَاءٌ.
وَالصَّلاَصِلُ: وَاحِدُهَا صَلْصَلَةٌ، وَصُلْصُلَةٌ، وَهِىَ بَقِيَّةُ الْمَاءِ تَبْقَى فىِ أَسْفَلِ الغَدِيرِ، وَتَصَلْصَلَ الْغَدِيرُ: إِذَا جَفَّتْ حَمْأَتُهُ.
وَالْمُخْلِفُ: الْمُسْتَقِى، وَبَعَثْنَا فُلاَنًا يُخْلِفُ لَنَا، أَىْ يَسْتَقِى.
وَالْمُغَاوِلُ: الَّذِى يَطْلُبُ الأُمُورَ يَدْخُلُ فِيهَا.
وَالسَّلْمُ: الدَّلْوُ لَهَا عُرْوَةٌ.
وَقَاحِلٌ: يَابِسٌ.
214- لَوَى بِهَا أَخْفِيَةً خَرَامِلاَ
215- فَهْىَ تُبَارِى رَاتِكًا وَرَامِلاَ
216- فىِ مَوْرِدَاتٍ تَحْبِطُ الْمَوَاصِلاَ(2)
217- مِنْ أُكْمِهَا وَالأَرْؤُمَ الجَوَاذِلاَ
/ أَخْفِيَةٌ: أَكْسِيَةٌ، الْوَاحِدُ خِفَاءٌ.
__________
(1) فى ديوانه المطبوع "... تَنْتُفُ ...".
(2) فى ديوانه المطبوع "... تَخْبِطُ المَوَاصِلاَ".
وَالخَرَامِلُ: الأَخْلاَقُ المُتَقَطِّعةُ.
تُبَارِى: مِنَ المُبَارَاةِ، وَهُوَ أَنْ يُبِارِىَ الرَّجُلُ آخَرَ فَيَصْنَعَ كَمَا يَصْنَعُ، وَمِنْهُ: فُلاَنٌ يُبَارِى الرِّيحَ، أَىْ يُعْطِى كُلَّ مَا هَبَّتْ.(1/377)
وَالرَّتَكَانُ: مَشْىٌ فِيهِ اهْتِزَازٌ، وَلاَ يَكَادُ يُقَالُ إِلاَّ فىِ الإِبِلِ.
وَالرَّمَلُ، وَالرَّمَلاَنُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ أَيْضًا.
وَالمَوَاصِلُ: مَواضِعُ الغِلَظِ فىِ اللّينِ، وَالوَاحِدُ مَوْصِلٌ.
وَالأَرْؤُمُ: الحِجَارَةُ، وَأَرَادَ أَرَامٌ ثُمَّ جَمَعَ.
وَالجَوَاذِلُ: المُنْتَصِبَاتُ.
218- بِالقَسْمِ وَالأَوْدِيَةَ الْجَرَاوِلاَ
219- إِلَى بَرُودٍ يَنْفُجُ الْفَسَائِلاَ
220- إِذَا جَرَى مُنْصَلِتًا هُلاَهِلاَ
221- [بِطَرْدِهَا فىِ ثَجَلٍ] (1) عَثَاجِلاَ
الْقَسْمُ: يُقَالُ: قَسَمَهُ قَسْمًا، وَقَسَمَهُ: إِذَا قَطَعَهُ، فَأَرَادَ أَنَّهُ يَكْسِرُ الحِجَارَةَ.
الْجَرَاوِلُ: الْوَاحِدُ جَرْوَلٌ، فَأَرَادَ أَنَّهُ يَكْسِرُ الحِجَارَةَ.
وَبَرُودٌ: نَهْرٌ.
وَيَنْفُجُ: أىْ ينمِى عَلَيْهِ الفَسِيلُ، وَهُوَ صِغَارُ النَّخْلِ، وَالوَاحِدَةُ فَسِيلَةٌ.
وَالمُنْصَلِتُ: المَاضِى الخَفِيفُ الْمُسْرِعُ.
وَهُلاَهِلٌ: رَفِيقٌ، وَثَوْبٌ هُلاَهِلٌ، وَهَلْهَالٌ، وَخَلْخَالٌ، وَخَلْخَلٌ، وَيُرْوَى: "فىِ ثَجَرٍ" والثَّجَرُ، والثُّجْرَةُ: وَسَطَ الوَادِى وحَيْثُ يَتَفَرَّقُ المَاءُ فىِ سَعَةٍ مِنَ الأَرْضِ، وَيُرْوَى: "فىِ ثُجَلٍ" وَهِىَ الْوَاسِعَاتُ. وَامْرَأَةٌ ثَجْلاَءُ: ضَخْمَةُ الْبَطْنِ.
وَالْعَثَاجِلُ وَاحِدُهَا عُثْجُلٌ(2)، وَهُوَ الضَّخْمُ، وَسِقَاءٌ عَثْجَلٌ: وَاسِعٌ.
222- جَاءَتْ عِطَاشًا تَرْكَبُ الْمَهَاوِلاَ
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من ديوانه المطبوع.
(2) فى اللسان (ع ث ج ل): "العَثْجَلُ: الواسعُ الضَّخْمُ من الأَوعيةِ والأَسقِيةِ ونحوِها".
223- مُنْقَذِمَاتٍ أَوْ يَرِدْنَ غَازِلاَ
224- جَاءَتْ فَلاَقَتْ عِنْدَهُ الضَّآبِلاَ(1)
225- وَالْخِيسُ يَطْوِى مُسْتَسِرًّا بَاسِلاَ
مُنْقَذِمَاتٌ: مُسْرِعَاتٌ، وَالقِذَمُّ: السَّرِيعُ.(1/378)
وَغَازِلٌ: مَكَانٌ.
جَاءَتْ: يَعْنىِ الحُمُرَ فَلاَقَتْ عِنْدَ هَذَا الْمَاءِ الضَّآبِلَ، وَهِىَ الدَّوَاهِى، الوَاحِدَةُ ضِئْبِلٌ، قَالَ الشَّاعِرُ:
تَلَمَّسُ أَنْ تُهْدِى لِجَارِكَ ضِئْبِلاً
وَتُلْفَى ذَمِيمًا لِلْوِعَاءَيْنِ صَامِرَا(2)
وَالْخِيسُ: الأَجَمَةُ.
مُسْتَسِرًّا: / يَعْنىِ صَائِدًا.
بَاسِلٌ: كَرِيهُ المَنْظَرِ.
226- سِمْطًا يُرَبِّى وِلْدَةً زَعَابِلاَ(3)
227- قَدْ ذَادَ لاَ يَسْتَكْسِلُ الْمَكَاسِلاَ(4)
228- عَنْ عَيْنِهِ الضَّبَّاحَةَ الثَّرَامِلاَ
229- وَالذِّئْبَ وَالخَمَّاعَةَ الجَيَائِلاَ
سِمْطًا: يُرِيدُ الصَّائِدَ، كَأَنَّهُ نَظْمٌ فىِ خِفَّتِهِ.
وَغُلاَمٌ زَعْبَلٌ(5) حِينَ تَحَرَّكَ.
والضَّبَّاحَةُ مِنَ الضُّبَاحِ، وَهُوَ صَوْتُ الثَّعْلَبِ.
وَالثَّرَامِلُ الْوَاحِدَةُ ثُرْمُلَةٌ، وَهِىَ أُنْثَى الثَّعَالِبِ.
وَالْخَمَّاعَةُ: الضَّبُعُ.
__________
(1) اللسان ونَسَبه إلى العجاج، وصحَّح نَسَبَه إلى رؤبة ابن بَرِّىّ، والتاج (ز ع ب ل).
(2) الشاهد فى اللسان (ض أ ب ل) لِزِيادٍ المِلْقَطِىّ، ورواية العَجُزِ:
* وتُلْفَى لَئِيمًا لِلْوِعاءَيْنِ صامِلاَ *
(3) فى اللسان، والتاج (ز ع ب ل) "...وُلْدَةً..." بِضَمِّ الواوِ، وفى اللسان (و ل د) "... وِلْدَةً..." بكَسْرِ الواوِ.
(4) اللسان (ك س ل) للعجاج، وأراد بالمَكَاسِلِ الكَسَلَ، أى لا يَكْسَلُ كَسَلاً، وليس فى ديوانه.
(5) الزَّعْبَلُ: الذى يَعْظُمُ بَطْنُه من أسْفَلِه ويَدِقُّ من أَعْلاهُ، ويَكْبُرُ رأسُه ويَدِقُّ عُنُقُه. (اللسان/ ز ع ب ل).
وَاَلْجَيْأَلُ(1): الضَّبُعُ، وَلاَ تَكُونُ إِلاَّ أُنْثَى.
230- يَبْنىِ مِنَ الشَّجْرَاءِ بَيْتًا وَاغِلاَ(2)
231- وَبَاتَ يَمْطُو أَشْهُرًا مُلامِلاَ
232- صَفْرَاءَ تَحْدُو أَنْصُلاً مَطَائِلاَ
233- لَمَّا خَبَطْنَ الْمَاءَ وَالْمَآجِلاَ(1/379)
يَبْنىِ هَذَا الصَّائِدُ بَيْتًا مِنَ الشَّجَرِ.
وَاغِلٌ: دَاخِلٌ بَيْنَ الشَّجَرِ.
يَمْطُو: يَمُدُّ.
مُلاَمِلُ: مِنَ المَلْمَلَةِ، وَهُوَ التَّحَرُّكُ، أَىْ لاَ يَسْتَقِرُّ.
وَصَفْرَاءُ: قَوْسٌ.
تَحْدُو: تَسُوقُ.
وَمَطَائِلُ: نُصُولٌ ضُرِبَتْ وَطُوِّلَتْ، الْوَاحِدُ مَطِيلٌ، وَمِنْهُ مَطْلُ الدَّيْنِ: تَطْوِيلُهُ.
مَآجِلُ: مَصَانِعُ.
وَيُرْوَى: "بَيْتًا دَاغِلاَ" يُقَالُ: دَغَلَ فىِ البَيْتِ: إِذَا دَخَلَ فِيهِ مَدْخَلَ مُرِيبٍ، كَهَذَا الْقَانِصِ الخَفِىِّ المَكَانِ لِيَخْتِلَ الصَّيْدَ.
234- أَهْوَى وَقَدْ نَاشَغْنَ شُرْبًا وَاغِلاَ (3)
235- فَلَمْ يُصِبْ واصْعَنْفَرَتْ جَوَافِلاَ(4)
236- وَيْلٌ لَهُ مِنْ عَضِّهِ الأَنَامِلاَ
237- وَكَانَ فِى تَخْتَالِهِ الْمُخَاتِلاَ
238- حَتَّى إِذَا الحَرُّ اسْتَقَالَ الْقَائِلاَ
239- وَكانَ رَقْرَاقُ السَّفَا فَتَائِلاَ
[ ] (5) الصَّائِدَ تَقُولُ [ ] (6) أَهْوَى إِلَيْهِ يَدَهُ.
__________
(1) جَيْأَلُ، وجَيْأَلَةُ: الضَّبُعُ، مَعْرِفةٌ بغَيْر أَلِفٍ ولامٍ (الأخيرة عن ثعلب، وقال كُرَاع: هى الجيْأَلُ، فأدْخَلَ عليها الأَلِفَ واللامَ. (اللسان/ ج أ ل).
(2) اللسان (ز ع ب ل).
(3) اللسان (ن ش غ) بدون عَزْو، وفيه:
* أهْوَى وقد ناشَغَ شِرْبًا واغِلاَ *
وفى ديوانه المطبوع:
* أَهْوَى وقد ناشَفْنَ شِرْبًا واغِلاَ *
(4) اللسان (ص ع ف ر) بدون عَزْو.
(5) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(6) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
نَاشَغْنَ: [أَوْجَرْنَ] (1) تَقُول: نَشَغْتُ الصَّبِىَّ [وَجُورًا] (2) فَانْتَشَغَهُ جُرْعَةً بَعْدَ جُرْعَةٍ. [ ]. (3)
وَاغِلاً: دَخَلَ فىِ أَجْوَافِهِنَّ.
وَاصْعَنْفَرَتْ: تَفَرَّقَتْ وَمَرَّتْ.
وَجَوَافِلُ: مُنْجَفِلَةٌ مُسْرِعَةٌ /.
وَالْمَخَاتِلُ مِنَ الخََتْلِ، وَهُوَ أَخْذٌ عَنْ غَفْلَةٍ.(1/380)
وَاسْتَقَالَ: اسْتَفْعَلَ مِنَ القَائِلَةِ والقَيْلُولَةِ، وَهىَ نَوْمُ نِصْفِ النَّهَارِ، تَقُولُ: فُلاَنٌ يَقِيلُ مَقِيلاً، وَالمَقِيلُ أَيْضًا: المَوْضِعُ، وَكُلُّ شَىءٍ لَهُ بَصِيصٌ وَتَلأْلُؤٌ فَهُوَ رَقْرَاقٌ.
240- ظَلَّتْ وَظَلَّ كَالصَّبِيرِ جَاذِلاَ
241- يُرَاقِبُ النَّهَارَ أَنْ يُزَائِلاَ
242- فىِ عَانَةٍ يُجِيلُهَا المَجَاوِلاَ
243- يُشْفِقُ أَنْ يَعْدِلَهَا الْمَعَادِلاَ
الصَّبِيرُ: غَيْمٌ أَبْيَضُ.
وَالجَاذِلُ: الْفَارِحُ حِينَ نَجَا.
يُشْفِقُ، أَىْ إِذَا عَدَلَهَا الفَحْلُ أَخَذَتْ فىِ شِفٍّ(4) وَنَاحِيَةٍ.
244- إِذَا انْتَحَى مِنْهَا نَحُوصًا حَائِلاَ
245- قَبَّاءَ تَعْدُو المَرَطَى أَوْ حَامِلاَ
246- لَمْ يُنْجِهَا الوِآلُ أَنْ تُوَائِلاَ
247- وَلَوْ كَسَتْهُ خَضِلاً شُلاَشِلاَ
انْتَحَى: اعْتَمَدَ.
وَالنَّحُوصُ: الأَتَانُ الوَحْشِيّةُ الَّتىِ حَالَتْ فَلَمْ تَحْمِلْ، فَهىَ حَائِلٌ.
وَقَبَّاءُ: ضَامِرَةٌ.
وَالقَبَبُ: دِقَّةُ الخَصْرِ وَالبَطْنِ، وَالفِعْلُ قَبَّ يَقُبُّ قَبًّا، وَهُوَ شِدَّةُ الدَّمْجِ لِلاْسْتِدَارَةِ، وَالنَّعْتُ أَقَبُّ، وَقَبَّاءُ، وَالْجَمِيعُ القُبُّ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان (ن ش غ).
(2) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من اللسان (ن ش غ)، والوَجُورُ: السَّعُوطُ.
(3) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل.
(4) الشِّفُّ: السِّتْرُ الرَّقِيقُ يُرَى ما وَراءَهُ. (اللسان /ش ف ف).
وَالمَرَطَى: سُرْعَةُ المَشْىِ وَالْعَدْوِ، وَهُوَ المُرُوطُ، تَقُولُ لِلْخَيْلِ: يَمْرُطْنَ مَرْطًا، وَفَرَسٌ مَرَطَى، وَهُوَ يَعْدُو الْمَرَطَى.
وَالوِآلُ: النَّجَاءُ، وَآلَ يُوَائِلُ مُوَاءَلَةً وَوِآلاً.
وَالخَضِلُ: أَرَادَ أَبْوَالَهُنَّ.(1/381)
وَالشَّلاَشِلُ: الَّذِى يَقْطُرُ، وَالشَّلْشَلَةُ: قَطَرَانُ الْمَاءِ المُتَتَابِعُ القَلِيلُ، وَالصَّبِىُّ يُشَلْشِلُ بِبَوْلِهِ.
248- أَبْيَضَ مَهْوًا أَوْ كُمَيْتًا آئِلاَ
249- تَحْسِبُ جِلْدَ خَيْفِهَا فَلاَفِلاَ
250- مِنْ جَانِبِ الغِرَارِ أَوْ مَكَاحِلاَ
251- يَعَضُّ مِنْهَا مَِنْسَِجًا أَوْ فَائِلاَ
أَبْيَضَ مَهْوًا: أَرَادَ بَوْلاً رَقِيقًا، وَمِنْهُ: رُطَبَةٌ مَهْوَةٌ: رَقِيقَةٌ، وَسَيْفٌ مَهْوُ الشَّفْرَتَيْنِ، أَىْ رَقِيقٌ.
أَوْ كُمَيْتًا: أَوْ بَوْلاً يَضْرِبُ إِلَى الكُمْتَةِ.
آئلاً: خَاثِرًا.
وَالخَيْفُ: جِلْدُ الضَّرْعِ.
فَلاَفِل: قَدْ جَفَّ وَاسْوَدَّ الْخَيْفُ حَتَّى صَارَ كَالفَلاَفِلِ، مِنَ الفُلْفُلِ، شَبَّهَ الخَيْفَ حِينَ جَفَّ وَاسْوَدَّ بِالمَكَاحِلِ.
وَالغِرَارُ مِنْ غَرَرِ اللَّبَنِ(1).
وَالمِنْسَجُ: المُنْتَبِزُ مِنْ كَاثِبَةِ الدَّابَّةِ عِنْدَ مُنْتَهَى الْعُرْفِ تَحْتَ القَرَبُوسِ المُقَدَّمِ(2).
وَالْفَائِلُ: عِرْقٌ فىِ الوَرِكِ.
252- وَاللِّيتَ أَوْ يَسْتَلْحِمُ الْمَنَاقِلاَ
__________
(1) غرر اللَّبن: قِلَّتُه. (اللسان /غ ر ر).
(2) القَرَبُوسُ: حِنْو السَّرْجِ، وللسَّرْجِ قَربُوسانِ، فأَمّا القَرَبُوسُ المُقَدَّمُ ففيه العَضُدانِ، وهُما رِجْلاَ السَّرْجِ، ويقال لهما حِنْواهُ، وما قُدّامَ القَرَبُوسَيْنِ مِنْ فَضْلةِ دَفّةِ السَّرْج يقال له: الدَّرْواسَنْج، وما قُدّام القَرَبُوسِ من الدَّفّةِ يُقَالُ له: الأَبْراز، والقَرَبوسُ الآخَرُ فيه رِجْلاَ المُؤْخِرَةِ، وهما حِنواه. (اللسان / ق ر ب س).
253- كَأَنَّمَا يُجَلْجِلُ الْجَلاَجِلاَ
254- فىِ جَوْفِهِ إِذَا أَرَنَّ سَاحِلاَ
255- يُغْشِى الحُزُونَ وَالمَكَانَ الْجَارِلاَ
اللِّيتُ: الْخَدُّ.
وَيَسْتَلْحِمُ: يَرْكَبُ بِهَا الطَّرِيقَ فىِ الْجِبَالِ.
يُجَلْجِلُ فىِ صَوْتِهِ.(1/382)
أَرَنَّ مِنَ الإِْرْنَانِ، وَهُوَ الصَّوْتُ الشَّدِيدُ، أَرَنَّ الْحِمَارُ فىِ نَهِيقِهِ، وَأَرَنَّتِ القَوْسُ فىِ إِنْبَاضِهَا، وَأَرَنَّتِ النِّسَاءُ فىِ نِيَاحِهَا.
وَالسَّاحِلُ يَسْحَلُ فىِ صَوْتِهِ: يُغَلِّظُ صَوْتَهُ.
وَالحُزُونُ جَمْعُ حَزْنٍ، وَهُوَ مَاخَشُنَ مِنَ الأَرْضِ، والأُنْثَى حَزْنَةٌ، وَالْفِعْلُ حَزُنَ حُزُونَةً.
وَالحَارِكُ: مَكَانٌ فِيهِ حَرَكٌ، أَىْ حِجَارَةٌ.
256- وَأْبًا تَرَى نُسُورَهُ الدَّوَاخِلاَ
257- بَيْنَ حَوَامٍ يَحْتَمِى الضَّلاَضِلاَ
258- كَأَنَّمَا جُمِّعَ مِنْ جَنَادِلاَ
259- [أَرْسَاغُهُ تُمَرُّ] (1) جَدْلاً جَادِلاَ
يَعْنىِ الحُزُونَ.
وَأْبًا، أَىْ حَافِرًا مُقَعَّرًا.
وَالنُّسُورُ: اللَّحْمُ اليَابِسُ فىِ بَاطِنِ [ ] (2) مَا حَوْلَ الحَافِرِ.
يَحْتَمِى:يَحْمِى.
الضَّلاَضِلَ، أَىْ يَمْنَعُهَا، وَهِىَ الحِجَارَةُ الصِّغَارُ وَالحَصَى.
وَالجَنَادِلُ جَمْعُ جَنْدَلٍ، وَهِىَ الحِجَارَةُ، وَهُوَ مَا يُقِلُّ الرَّحْلُ وَدُونَ ذَلِكَ نَحْوَ الأَنْهَارِ.
وَالرُّسْغُ: مَفْصِلُ مَا بَيْنَ السَّاعِدِ وَالكَفِّ، وَالسَّاقِ والقَدَمِ، وَمِثْلُ ذَلِكَ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ.
وَالجَدْلُ: الفَتْلُ.
__________
(1) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، والمثبت من ديوانه المطبوع.
(2) ما بين الحاصرتين بياض بالأصل، وفى اللسان (ن س ر): "والنَّسْرُ: لَحْمةٌ صُلْبَةٌ فى باطن الحافِرِ كأنها حَصَاةٌ أو نَوَاةٌ، وقيل: هو ما ارْتَفعَ فى باطنِ حافِرِ الفَرَسِ من أَعْلاهُ، وقيل: هو باطنُ الحافِرِ، والجَمْعُ نُسُورٌ".
260- حَتَّى إِذَا مَا اجْتَابَ لَيْلاً لاَئِلاَ
261- هَيَّجَهَا وَلَمْ تَخَلْهُ فَاعِلاَ
262- يَعْلُو بِهَا القُرْيَانَ وَالْمَسَائِلاَ
263- وَكُلَّ صَمْدٍ يُنْبِتُ القَلاَقِلاَ(1/383)
/ اجْتَابَ: قَطَعَ، تَقُولُ: جُبْتُ المَفَازَةَ، أَىْ قَطَعْتُهَا، وَاجْتَبْتُ الظَّلاَمَ، أَى قَطَعْتُهُ.
وَالقُرْيَانُ جَمْعُ قُرِّىٍ(1): مَجَارِى الْمَاءِ، وَهُوَ مُسْتَجْمَعُ مَاءٍ فىِ شَبِيهِ وَادٍ صَغِيرٍ.
وَالصَّمْدُ: مَكَانٌ صُلْبٌ.
وَالقَلاَقِلُ جَمْعُ قِلْقِلٍ، وَهُوَ نَبْتٌ.
264- تَحْسِبُهُ إِذَا اسْتَتَبَّ دَائِلاَ(2)
265- كَأَنَّمَا يُنْحِى هِجَارًا مَائِلاَ(3)
266- فَلاَ تَرَى بَعْلاً وَلاَ حَلاَئِلاَ(4)
267- كَهْوَ وَلاَ كَهُنَّ إِلاَّ حاظِلاَ(5)
اسْتَتَبَّ(6): اسْتَقَامَ.
__________
(1) "قُرِّىٍ" هكذا بالأصل خطَأٌ، والصوابُ "قَرِىٍّ" والقَرِىُّ على فَعِيلٍ: مَجْرى الماءِ فى الرَّوْضِ، وقيل: مَجْرَى الماءِ فى الحوضِ، والجَمْعُ أَقْرِيةٌ، وأَقْراءٌ، وقُرْيانٌ. (اللسان / ق ر ا).
(2) هذا المشطور والذى يَلِيه فى وَصْفِ حِمارٍ وأُتُنِهِ، وقَوْلُهُ: "تَحْسِبِهُ" بالخِطابِ، والهاء ضَمِير العَيْرِ، وهو الحِمارُ. (خزانة الأدب 10/199).
(3) قَوْلُه "كأنَّما يُنْحِى..." مفعول ثان لِحَسِبَ، وجَوَاب إذا محذوفٌ يَدُلُّ عليه الفِعْلُ قَبْلَها، ويُنْحِى: يَعْتَمِدُ، والهِجَارُ: حَبْلٌ يُشَدُّ به وَظِيفُ البَعِيرِ، يُرِيدُ أنه يَعْدُو فى شِقٍّ، فكأنّه مَشْدُودٌ بِهِجارٍ. (خزانة الأدب).
(4) فى خزانة الأدب: "فَلاَ أَرَى...".
(5) فى خزانة الأدب 10/195 "كَهُ ولا كَهُنَّ...".
(6) فى خزانة الأدب: اسْتَتَبَّ: جَدَّ فى عَدْوِه حتى انْقَطَعَ.
وَدَائِلاً مِنَ الدَّأَلاَنِ(1)، فَيَقُولُ مِنْ نَشَاطِهِ وَهُوَ يَمُرُّ فىِ شِقٍّ: نَاحِيَةٍ، كَأَنَّهُ شُدَّ بِهِجَارٍ.
حَاظِلاً: يَحْظُلُ عَلَيْهَا، أَى يَحْجِزُ عَلَيْهَا يَمْنَعُهَا.
* * *
__________
(1) "دائِلاَ" حالٌ مُؤََكِّدَةٌ لِعَامِلِها، والدَّأَلانُ: العَدْو. (خزانة الأَدب).
الكتب والمعاجم(1/384)
1- أساس البلاغة للزمخشرى - ط دار صادر - بيروت - 1965م.
2- إصلاح المنطق لابن السكيت - تحقيق أحمد محمد شاكر- ط دار المعارف - مصر - 1949.
3- الألفاظ الفارسية المعربة لأدى شير - المطبعة الكاثوليكية - بيروت - 1908.
4- تاج العروس للزبيدى - ط مصر.
5- التكملة والذيل والصلة للصغانى - ط دار الكتب - القاهرة.
6- تهذيب اللغة للأزهرى - تحقيق عبد السلام هارون - الدار المصرية للتأليف والترجمة -1964.
7- جمهرة الأمثال لأبى هلال العسكرى - تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم - ط دار الجيل- بيروت.
8- خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب لعبد القادر بن عمر البغدادى - دار الكتاب العربى للطباعة والنشر - القاهرة - 1967م.
9- الفائق فى غريب الحديث للزمخشرى - القاهرة - 1945م.
10- القاموس المحيط للفيروزآبادى - مطبعة مصطفى البابى الحلبى - مصر - 1952م.
11- الاقتضاب فى شرح أدب الكُتّاب للبطليوسى - بيروت - 1901م.
12- لسان العرب لابن منظور - ط دار صادر - بيروت - 1968م.
13- مجمع الأمثال لأحمد بن محمد النيسابورى - ط مصر - 1932م.
14- المستقصى فى أمثال العرب للزمخشرى - ط حيدر آباد - 1962م.
15- معجم الأعلام للزركلى - ط دار العلم للملايين - بيروت.
16- معجم البلدان لياقوت الحموى - ط دار صادر - بيروت.
17- معجم لُغَت نامَه لِدِهْخُدَا.
18- المُعَرَّب من الكلام الأعجمى لأبى منصور الجواليقى - تحقيق أحمد محمد شاكر - ط دار الكتب المصرية - القاهرة.
19- مقاييس اللغة لابن فارس - تحقيق عبد السلام هارون - مطبعة مصطفى البابى الحلبى - 1969م.
20- النهاية فى غريب الحديث والأثر لابن الأثير - تحقيق طاهر أحمد الزاوى، ومحمود محمد الطناحى.
______
الدواوين الشعرية
1- أراجيز العرب لمحمد توفيق بكرى - ط القاهرة - 1927م.
2- ديوان أبى دُوَاد الإيادىّ.
3- ديوان أبى الفتح البُسْتِىّ - تحقيق درية الخطيب، ولطفى الصقال - ط دمشق - 1989.(1/385)
4- ديوان أبى النجم العجلى - تحقيق د/ سجيع جميل الجبيلى - ط بيروت.
5- ديوان امرئ القيس - تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم - ط دار المعارف - مصر.
6- ديوان أمية بن أبى الصلت - تحقيق د/ سجيع جميل الجبيلى - ط دار صادر - بيروت.
7- ديوان أوس بن حجر - تحقيق د/ محمد يوسف نجم - ط دار صادر - بيروت - 1960م.
8- ديوان بشر بن أبى خازم - تحقيق د/ عزة حسن - ط دمشق - 1960م.
9- ديوان تميم بن مقبل - تحقيق د/ عزة حسن - ط دمشق - 1962م.
10- ديوان جرير - تحقيق نعمان محمد أمين - ط طه دار المعارف - مصر.
11- ديوان الحارث بن حلزة - إعداد: طلال حرب - ط دار صادر - بيروت.
12- ديوان خداش بن زهير العامرى - صنعة: يحيى الجبورى - مطبوعات مجمع دمشق - 1986م.
13- ديوان ذى الرمة تحقيق د/ عبد القدوس أبو صالح - ط دمشق.
14- ديوان رؤبة بن العجاج - تصحيح وترتيب: وليم بن الورد - ط ليبسيغ - 1903م.
15- ديوان الراعى النميرى - تحقيق راينهرت فايبرت - بيروت - 1980م.
16- ديوان زهير بن جناب الكلبى - صنعة د/ محمد شفيق البيطار - ط دار صادر - بيروت.
17- ديوان زهير بن أبى سلمى - ط دار الكتب المصرية - 1944م.
18- ديوان الشريف الرضى - دار صادر بيروت - 1961م.
19- ديوان الشماخ - تحقيق صلاح الدين الهادى - ط دار المعارف - مصر.
20- ديوان طرفة بن العبد - شرح الأعلم الشنتمرى - تحقيق درية الخطيب ولطفى الصقال - ط دمشق - 1975م.
21- ديوان الطرماح - تحقيق عزة حسن.
22- ديوان طفيل الغنوى - تحقيق حسان فلاح أُوغْلِى - ط دار صادر - بيروت - 1997م.
23- ديوان العباسى بن مرداس - تحقيق د/ يحيى الجبورى - ط بيروت - 1991م.
24- ديوان عبيد بن الأبرص - تحقيق د/ حسين نصار - ط مصر.
25- ديوان العجاج - تحقيق سعدى حفناوى - ط دار صادر - بيروت.
26- ديوان العجاج - تحقيق عزة حسن - ط دار الشرق - بيروت.(1/386)
27- ديوان عَدِىّ بن الرقاع العامرى - شرح د/ حسن محمد نور الدين – دار الكتب العلمية - بيروت - 1990م.
28- ديوان علقمة بن عَبَدة التميمى - ط الجزائر - 1925م.
29- ديوان الفرزدق - دار صادر - بيروت - 1960م.
30- ديوان القطامى – ليدن 1902م.
31- ديوان قيس بن الخطيم - تحقيق د/ ناصر الدين الأسد – ط دار العروبة – القاهرة.
32- ديوان كعب بن زهير – ط بيروت - 1997م.
33- شعر الأخطل - المطبعة الكاثوليكية - ط بيروت - 1891م.
34- شرح أشعار الهذليين - تحقيق عبد الستار أحمد فراج – مكتبة دار العروبة – القاهرة.
35- شرح ديوان حسان بن ثابت - وضع وضبط: عبد الرحمن البرقوقى – ط المكتبة التجارية الكبرى - القاهرة - 1929م.
36- شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامرى – تحقيق د/ إحسان عباس – ط الكويت - 1962م.
37- شعر الكميت بن زيد الأسدى – جمع وتقديم الدكتور: داود سَلّوم – ط عالم الكتب - 1997م.
38- الصبح المنير فى شعر أبى بصير.
39- هاشميات الكميت – ط ليدن - 1904م.
40- لُعَب العرب لأحمد تيمور باشا - ط القاهرة - 1948م.
41- ديوان لَقِيط بن يَعْمَر – تحقيق خليل إبراهيم العطية – سلسلة كتب التراث.
42- ديوان المثقب العبدى – تحقيق حسن كامل الصيرفى – ط بغداد – معهد المخطوطات العربية.
43- الموسوعة الشعرية – الإصدار الثانى - الإمارات العربية المتحدة – أبو ظبى - 1997-2001م.
44- ديوان النابغة الجَعْدِىّ – تحقيق واضح الصمد – ط دار صادر - بيروت - 1998م.
45- ديوان النابغة الذبيانى - تحقيق كرم البستانى – ط بيروت - 1963م.
46- نقائض جرير والفرزدق – ط ليدن - 1905م.
......................................................................................
الكتاب : شرح ديوان رؤبة بن العجاج الجزء الثالث
جمهورية مصر العربية - مجمع اللغة العربية
الإدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث
شرح ديوان رؤبة
الجُزْء الثالث(1/387)
تحقيق ... ... ... ... ... ... مراجعة
الأستاذ عبد الصمد على محروس الأستاذ مصطفى حجازى
الخبير بمجمع اللغة العربية ... ... عضو مجمع اللغة العربية
الطبعة الأولى
1428هـ - 2007م
راجع تجارب الطبع
أ/ أحمد عبد النبى حمزة ... أ/ إبراهيم محمد البحيرى
المحرر بالمجمع المحرر بالمجمع
حقو ق الطبع محفوظة
لمجمع اللغة العربية
-32-
وقَالَ يَمْدَحُ مَسْلَمَةَ بنَ عَبْدِ المَلِك(1):
1- يَا هَالَ ذَاتَ المَنْطِقِ النَّمْنَامِ
2- كَأَنَّ وَسْواسَكِ بالنُّمَامِ
3- وَسْواسُ شَيْطَانَىْ بَنِى هِنّامِ
4- إنِّى(2) فَمُوتِى كَمَدًا أَوْ نَامِى
يَا هَالَ: أَرادَ يا هَالَةُ، فَرَخَّمَ.
والنَّمْنَامُ، والمُنَمْنَمُ: المُزَيَّنُ.
والنُّمَامُ: الكَلامُ الخَفِىُّ.
والوَسْوَاسُ، والوَسْوَسَةُ: حَدِيثُ النَّفْسِ، تقول: وَسْوَسَ إِلَىَّ، ووَسْوَسَ فى صَدْرِى، وتقول: مُوَسْوَسٌ(3): إذا غَلَبَتْ عَلَيْه الوَسْوسَةُ، والوَسْوَاسُ: اسْمُ الشَّيْطَانِ، كَمَا قالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ: { مِنْ شَرِّ الوَسْواسِ الخَنَّاسِ } (4).
وبَنُو هِنَّامٍ: مِنَ الجِنِّ(5).
أَسْحَمَانُ: جَبَلٌ.
والسُّحَامُ: الأَسْوَدُ.
وقُدَامٌ، وقَدِيمٌ: مِثْلُ عُجَابٍ وعَجِيبٍ، وحُبَابٍ وحَبِيبٍ، وخُفَافٍ وخَفِيفٍ، وقُرَابٍ وقَرِيبٍ، وسُرَاعٍ وسَرِيعٍ، وطُوالٍ وطَوِيلٍ.
/ مَحَّ: دَرَسَ.
والرِّمَامُ: [جمع رُمّة، وهى قِطْعَةٌ من الجَبَلِ بالِيةٌ](6).
والشَّذَبُ: ما شَذَّبَتْهُ(7) الرِّيحُ مِنَ الثُّمَامِ.
__________
(1) هو مَسْلَمَة بن عبد الملك بن مروان بن الحَكَم (ت 120هـ= 738م): أمير من بنى أميّة، قائد من أبْطالِ عَصْرِه، له فُتوحات مشهورة، مات بالشّام.
- والأرجوزة فى ديوان رؤبة المطبوع (144- 149) تحت رقم 54، وهى أيضًا فى "أَراجيز العرب" ص 79 – 84.
(2) إِنِّى – من الأنين – أى: تَأَوَّهِى.(1/388)
(3) هكذا ضُبِطَت بالمخطوط "مُوَسْوَسٌ"، وفى اللسان (و س س): "ورَجُلٌ مُوَسْوِسٌ ...".
(4) الناس، الآية 4.
(5) بنو هِنَّام: تزعم العَربُ أنّهم قَبيل من الجِنِّ.
(6) بياض بالمخطوط، وما بين الحاصرتين أثبتناه من اللسان ( ر م م).
(7) شذَّبته الريح: فرّقته.
والخِيَامُ: البُيُوتُ مِنْ [عِيدانِ الشَّجَر](1) يُظلَّلُ عَلَيْهَا بالثُّمَامِ، فَأَمَّا [إذا كانَتْ مِنَ الثِّيابِ](2) فأَصْغَرُهَا حِفْشٌ، ثم مَظَلَّةٌ، ثم دَوْحَةٌ، وهى أَعْظَمُهَا.
المَعاهِدُ: جَمْعُ مَعْهَدٍ، وهو المَوْضِعُ الذى كُنْتَ تَعْهَدُ بِهِ شَيْئًا.
والأَصْرَامُ: جَمْعُ صِرْمٍ، والصِّرْمُ: البُيُوتُ المُجْتَمِعَةُ، يُقالُ: صِرْمٌ، وأَصْرَامٌ، وأَصَاريمُ.
والوُرْقُ: أَرادَ الأَثَافِىَّ فى أَلْوانِها، والوُرْقَةُ: سَوَادٌ إلى غُبْرَةٍ، ووَاحِدُ الأَثَافِىّ: أُثْفِيَّةٌ، ويُقالُ: إِثْفِيَّةٌ.
15- وحَىِّ أُخْرَى دُرَّسِ الوِشَامِ
16- رَقْمًا بِحُزْوَى سُفَعًا (3) كالشّامِ
17- لِكُلِّ رَيَّا فَعْمَةِ الخِدَامِ
18- تَسْبِى بِهُونِ الطَّرْفِ والكَلاَمِ(4)
الوِشَامُ: جَمْعُ وَشْمٍ، وهى العَلاَمَاتُ.
وحُزْوَى: مَوْضِعٌ.
والسُّفَعُ(1): السُّودُ.
والشَّامُ: جَمْعُ شَامَةٍ.
والرَّيَّا: المُمْتَلِئَةُ، والذَّكَرُ رَيَّانُ.
والفَعْمَةُ: المُمْتَلِئَةُ أيْضًا، تَقُولُ: فَعُمَ يَفْعُمُ فَعَامَةً، فهو فَعْمٌ.
والخِدَامُ، والخَدَمُ: الخَلاَخِيلُ.
19- وَخَبْلِ أَدْواءِ الرُّقَى النَّوَامِى
20- تَمِيحُ بالإِسْحِلِ(5) والبَشَامِ
21- كَمَا جَلاَ عَنْ بَرَدٍ بَسَّامِ
__________
(1) بياض بالمخطوط، وما بين الحاصرتين أثبتناه من اللسان ( خ ى م).
(2) بياض بالمخطوط، وما بين الحاصرتين أثبتناه من اللسان ( خ ى م، د و ح ، ظ ل ل).
(3) فى المخطوط: "شُفَعًا" بالشِّين، والصّواب ما أثبتناه من الديوان المطبوع، وهو الموافق لتفسير الشارح له بالسُّود.(1/389)
(4) تسبى بهون الطرف: أى تستميل بأهون اللحظ وأقل الكلام.
(5) فى المخطوط: "بالأَسْحَل" بفتح الهمزة والحاء، وفى "أراجيز العرب" ص 80: "بالإِسْحَلِ" بكسر الهمزة وفتح الحاء، والمثبت من الديوان المطبوع واللسان ( س ح ل).
22- بَرْقُ أَغَرَّ طَيِّبِ(1) الأَنْسَامِ
الخَبْلُ: شِبْهُ الجُنُونِ فى القَلْبِ، ورَجُلٌ مَخْبُولٌ: لا فُؤَادَ له، وقَدْ خَبَلَهُ الدَّهْرُ، والحُبُّ، والشَّيْطَانُ، والجُنُونُ، والدَّاءُ خَبْلاً، وقَدْ خَبِلَ خَبَالاً.
والإِسْحِلُ، والبَشَامُ: شَجَرُ السِّوَاكِ، والبَشَامُ تَرْعاهُ الظِّبَاءُ، يُرِيدُ أنَّها تَسْتَاكُ بالإِسْحِلِ والبَشَامِ، فَيَمْتَاحَانِ رِيقَهَا، كَمَا يُمْتاحُ مَاءُ البِئْرِ.
والأَنْسَامُ: الرَّائِحَةُ.
/ 23- كَأَنَّ مِسْكًا ذَاكِىَ الفُغَامِ
24- خَالَطَ بَعْدَ وَسَنِ المَنَامِ(2)
25- رَيَّا العِظَامِ (3) عَذْبَةَ اللُّغَامِ
26- عَرَّتْ مَطَاياكَ(4) عَنِ الإِرْسَامِ
الفُغَامُ: يُقالُ: فَغَمَهُ الطِّيبُ وشَمِلَهُ: إذا وَجَدَ رائِحَتَهُ، وكَثُرَ ذلك عِنْدَه.
واللُّغَامُ: الرِّيقُ.
والإِرْسَامُ، والرَّسِيمُ: سَيْرٌ مُرْتَفِعٌ، وأَرْسَمْتُ البَعِيرَ فَرَسَمَ: إذا رَفَعْتَه فى السَّيْرِ.
27- بَعْدَ الصِّبَا والغَزَلِ التَّيَّامِ
28- تَسْفِيرُ مُوسَى الصَّلَعِ الجُلامِ
29- وبَرْيُهَا عَنْ هَامَةٍ صُتَامِ
30- فى جَانِبَيْهَا الشَّيْبُ كَالثَّغَامِ(5)
التَّتْيِيمُ: التَّدْلِيهُ.
والتَّسْفِيرُ هَاهُنَا: الحَلْقُ، وأَصْلُ التَّسْفِيرِ الكَنْسُ.
__________
(1) كذا فى المخطوط: "بَرْقُ أغَرَّ طيِّبِ"، أى برق سحاب أغرّ، وفى الديوان المطبوع، وأراجيز العرب ص 80: "بَرْقٌ أَغَرَّ طيِّبَ".
(2) وَسَنُ المَنَامِ: أوَّلُ النّومِ.
(3) رَيَّا العِظامِ: يعنى "هالة" التى يَنْعَتُها.(1/390)
(4) مَطَايَا: مفردها مَطِيَّة، وهى البَعِيرُ يُمْتَطَى ظَهْرُه، يقَعُ على الذّكر والأنثى. وعَرَّتْ مَطَايَاكَ: أى حَبَسَتْهَا.
(5) الثَّغَامُ: نَبْتٌ أبْيَضُ الثّمَرِ والزَّهْرِ، يُشَبَّه بياضُ الشَّيْبِ به.
والجُلاَمُ: المُسْتَأْصِلُ، يُقالُ: أخَذَ الشَّىءَ بِجَلْمَتهِ: إذا اسْتَأْصَلَهُ. وأَنْشَدَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ:
والمَالُ صُوفُ قَرَارٍ يَلْعَبُونَ بِهِ عَلَى نِقَادَتِهِ وَافٍ وَمَجْلُومُ(1)
يَقُولُ: المَالُ فى أيْدِى النّاسِ مُكْثِر ومُقِلّ كالقَرارِ، وهى النِّعاجُ، فبَعْضُهَا وَافٍ صُوفُهُ [وبعضُها مَجْلُومٌ جَزّه](2) النّاسُ، ووَاحِدُ القَرَارِ: قَرَارَةٌ.
والصُّتَامُ: الضَّخْمَةُ، يُقالُ: مَالٌ صَتْمٌ: إذا كانَ وافِرًا.
اظِّلاَمٌ: افْتِعَالٌ مِنَ الظُّلْمِ، أَرادَ عَفْوِى عَنْكِ، واحْتِمالِى لَوْمَكِ ظالِمًا لِنَفْسِى، يَقُولُ: أَعْلَمُ الذى لا يُعْلَمُ.
العُقْمِىُّ: الغَامِضُ المُبْهَمُ، مَأْخُوذٌ مِنَ العَقِيمِ، وهو الشَّدِيدُ.
والعَذْمُ: العَضُّ باللِّسَانِ، وبِغَيْرِه/ أَيْضًا.
والوِسَامُ: جَمْعُ وسِيمٍ، وهو الجَمِيلُ.
39- كَالنَّصْلِ أَوْ كَخَلَقِ اللِّجامِ
40- قَدْ خِفْتُ أو شَفَّنِىَ (3) احْتِمَامِى(4)
41- بَغْيًا مِنَ الأُمَّةِ ذا عُرَامِ(5)
42- فى فِتْنَةٍ تُسْعَرُ بالإِضْرَامِ
الاحْتِمَامُ: كالاهْتِمَامِ، إلاَّ أنَّ المُهْتَمَّ يَنَامُ عِنْدَ هَمٍّ، والمُحْتَمُّ لا يَنَامُ.
__________
(1) البيت فى شرح ديوان عَلْقَمة/62، واللسان ( ق ر ر).
(2) بياض بالمخطوط، وما بين الحاصرتين أضفناه لتستقيم به العبارة.
(3) فى "أراجيز العرب" ص 81:"أو قد شَفَّنِى" والوزن صحيح بدون قد، مع فتح ياء المتكلم فى (شَفَّنِىَ).
(4) احْتَمَّ الرَّجُلُ: لم يَنَمْ من الهَمِّ.
(5) العُرَامُ: الشِّدَّةُ. والعُرَامُ: الأَذَى.(1/391)
فى فِتْنَةٍ: يُريدُ أيَّامَ خَلَعَ يَزيدُ بنُ المُهَلَّبِ(1) يَزِيدَ بنَ عَبْدِ اللهِ.
43- أَوْ أَنْ تَصِيحَ هَامَتِى فى الهَامِ(2)
44- وَلَمْ يَقُمْ قَوْمِى عَلَى مَقَامِى
45- مُخْزِى الأَعادِى مُدْرِكُ الأَوْغَامِ
46- قَوْمٌ أَجَازُوا مِحْنَةَ العَبَامِ
الأَوْغَامُ: الأَحْقَادُ، الواحِدُ: وَغْمٌ.
والعَبَامُ: العَيِىُّ، يُرِيدُ يَزِيدَ بن المُهَلَّبِ.
47- لَمَّا شَفَى الشَّافِى مِنَ الأَسْقَامِ
48- أَحْسَاسِهَا والرَّسِّ والبِرْسَامِ (3)
49- وعُتَهِىِّ الجِنِّ ذِى الفُحَامِ
الأَحْسَاسُ: جَمْعُ حِسٍّ، وهو أوَّلُ هَيْجِ الوَجَع، وكذلك الرَّسُّ والرَّسِيسُ.
والعُتَهِىُّ: مِنَ العَتَهِ، وهو ذَهَابُ العَقْلِ.
والفُحَامُ: أن يَبْكِىَ الصَّبِىُّ حتّى يَفْحَمَ(4).
والوُجَّامُ: جَمْعُ واجِمٍ، وهو السَّاكِتُ مُنْكَسِرًا حَيِيًّا.
اعْتَزَّ: غَلَبَ.
والأَوْقُ: الثِّقَلُ.
واعْتِكَامُهُ: مِنَ العِكْمِ.
__________
(1) هو يزيد بن المُهَلَّب بن أبى صُفْرَةَ الأَزْدِىّ، أبو خالد (ت 102هـ= 720م): أمير، من القادة الشّجعان الأجواد، ولِىَ خُراسانَ بعد وفاة أبيه سنة 83هـ، فمكث نحوًا من ست سنين، وعَزلَه عبد الملك بن مَرْوانَ برأى الحجّاج أمير العراقين فى ذلك العَهْد.
(2) الهَامُ: مفردها هامَةٌ: أعلى الرّأس. وكانت العَرَبُ تزعُمُ أنّ رُوحَ القَتيلِ الذى لم يُدْرَكْ بِثَأْرِه تصيرُ هامَةً، فَتَزْقُو عند قَبْرِه، تقول: اسْقُونِى اسْقُونِى! فإذا أُدْرِكَ بثَأْرِه طَارَتْ.
(3) البِرْسامُ (فى الفارسيّة: بَرْسام، من بَرْ: صدر، سام: ورَمٌ والْتهاب): المُومُ. ويُسَمِّيه الأطِبّاءُ: ذات الجنب (pleurisy)، وهو التهاب فى الغشاء المحيط بالرِّئة. (المعجم الكبير جـ 2).
(4) يَفْحَم: يَنْقَطِعُ نَفَسُه وصَوْتُه.(1/392)
والخُزَمِىُّ: المَخْزُومُ، والخِزَامَةُ: أَنْ يُخْزَمَ البَعِيرُ بشَعَرٍ، فإِذَا اسْتَرَاضُوهُ بَرَوْهُ بالبُرَةِ(1).
/ تَوَقَّمْنَاهُ: مَنَعْنَاهُ، والوَقْمُ: المَنْعُ والدَّفْعُ، يُقالُ: وَقَمَهُ يَقِمُه وَقْمًا.
هَمَامِ: لَمْ يَقُلْ حَسِّ، أى لم يَتَكَلَّمْ.
عَوَّامَةٌ: نَاقَةٌ تَعُومُ فى سَيْرِها كَالسَّفِينَةِ، والعَوْمُ: السِّبَاحَةُ.
59- ومَنْهَلٍ مُعَرِّدِ الجِمَامِ
60- طَامٍ مِنَ الأَجْنِ وغَيْرِ طَامِ
61- أَفْضَتْ إلى عَادِيَّةِ الأَسْدامِ
62- بِنا القِلاَصُ(2) العِيدُ والتَّرَامِى
جِمَامُهُ: مُجْتَمَعُ مَائِهِ. ...
والمُعَرِّدُ: الغَائِرُ، يُقالُ: عَرَّدَ الماءُ، وقَلَّصَ، وخَلّقَ: إذا غَارَ.
والطَّامِى: المُرْتَفِعُ.
والأَجْنُ: التَّغَيُّرُ.
والعَادِىُّ: القَدِيمُ.
والأَسْدَامُ: المِيَاهُ المُنْدَفِنَةُ.
والعِيدِيَّةُ: مَنْسُوبَةٌ إلى العِيدِىِّ من مَهْرَةَ(3).
والتَّرامِى: تَرامِيها فى السَّيْرِ وتَبَاعُدُها.
63- قُدَّامَ ذِئْبِ القَفْرَةِ السَّمْسَامِ
64- وقَبْلَ أَوْرادِ القَطَا النَّأّمِ
65- ولَوْ تَرَى إِذْ جَدَّ بِى إجْذامِى
66- وانْحَلَّ بَعْدَ لَزْمِهِ كِعامِى
السَّمْسَامُ: الخَفِيفُ، وهو السَّمْسَمُ والسَّمْسَمَانِىُّ أيضًا.
والنَّأّم: الفَعَّالُ، منَ النَّئِيمِ، وهو الصَّوْتُ(4).
وإِجْذامُهُ: مُضِيُّهُ وعَزْمُهُ.
والكِعَامُ: عُودٌ يُعَرَّضُ فى الفَمِ ثُمَّ يُشَدُّ إلى القَفَا كَاللِّجامِ، وهذا مَثَلٌ.
__________
(1) البُرَةُ: حَلْقَةٌ تُجْعَلُ فى أَنْفِ البَعِيرِ.
(2) القِلاَصُ: جمع قَلُوص، وهى الفَتِيّةُ من الإِبِلِ.
(3) مَهْرَةُ بنُ حَيْدَانَ: أبو قَبِيلَةٍ، وهم حَىٌّ عظيمٌ. وإبِلٌ مَهْرِيَّةٌ: مَنْسُوبَةٌ إليهم. (اللسان/ م هـ ر).
(4) النَّئِيمُ: الصَّوْتُ الضَّعِيفُ.
67- جَوْبِى إِلَيْكَ الخَرْقَ (1) وائْتِمامِى(1/393)
68- عَطْشَى الصَّدَى خاشِعَةَ الآرَامِ(2)
69- عَلَى صُوَى مُسْتَرْعِفِ الشِّمَامِ(3)
70- يَدُرْنَ غَرْقَى غَرَقَ الدُّوَّامِ
الائْتِمَامُ: القَصْدُ. ...
والعَطْشَى: الفَلاَةُ لا ماءَ بِهَا.
والصَّدى: العَطَشُ بِعَيْنِه.
والآرَامُ: الأَعْلاَمُ، واحِدُها: إِرَمِىٌّ، وأَرِمٌ.
والصُّوَى: الأَعْلاَمُ، واحِدُها: صُوَّةٌ.
والاسْتِرْعَافُ: التَّقَدُّمُ.
والشِّمَامُ: مَيْلٌ فى الرَّأْسِ، يُرِيدُ تَدُورُ الصُّوَى غَرْقَى فى السَّرابِ دَوْرَ الدُّوَّامِ.
71- بَعْدَ ارْتفاعٍ فِيهِ وانْكِثَامِ
72- فى آلِ خَرْقٍ كَاهِبِ الأَطْسامِ
73- أَغْبَرَ ذِى خَوَالِجٍ نَهَّامِ
74- وإِنْ هَوِىُّ القَرَبِ الهَمْهَامِ
/ الانْكِثَامُ: التَّوَارِى والدُّخُولُ فى السَّرَاب، وقالَ ابنُ الأَعْرابِىّ: أكْثَمَ الرَّجُلُ فى مَنْزِلِه: إذا تَوَارَى فِيهِ وتَغَيَّبَ.
والكَاهِبُ: الأَغْبَرُ.
والأَطْمَسُ، والأَطْسَمُ واحِدٌ، طَرِيقٌ طاسِمٌ وطَامِسٌ بمَعْنًى(4).
وخَوَالِجُه: طُرُقُه التى تُخْتَلجُ من مُعْظمه.
والنَّهَّامُ: البَيِّنُ الوَاضِحُ، يُقالُ: طَرِيقٌ نَهَّامٌ، وضَحوكٌ، وضاحٍ، وحَنّانٌ.
والقَرَبُ: اللَّيْلَةُ التى يُصَبِّح فِيهَا المَاءَ.
والهَمْهَامُ: الشَّدِيدُ، يُقالُ: قَرَبٌ قَسْقَاسٌ، وهَمْهَامٌ، وحَذْحَاذٌ، وفَضْفَاضٌ: إذا كانَ شَدِيدَ الحَثِّ والتَّعَبِ.
75- رَمَى بأَيْدِيهِنَّ (5) فى انْقِحَامِ
__________
(1) الخَرْقُ هنا: الفَلاةُ الواسِعَةُ؛ سمِّيت بذلك لانخراقِ الرِّيحِ فيها.
(2) فى المخطوط: "جَاشِفَةِ الأَرامِ"، والصّواب ما أثبتناه من الديوان المطبوع. والخاشعة: اللاطئة اللاصقة بالأرض.
(3) مُسْتَرْعِفِ الشِّمامِ: يعنى جَبَلاً مائِلاً أعلاه. (أراجيز العرب/ 82).
(4) طَسَمَ الطَّريقُ وطَمَسَ يَطْسِمُ طُسُومًا: دَرَسَ.
(5) أيديهنّ: أى النُّوق.
76- كَذَّبَ عَنِّى وَجَعَ الأَوْصَامِ(1/394)
77- وعُدَواءَ الأَيْنِ والسَّآمِ (1)
78- ذِكْراكَ إلاَّ أنْ تَرَى اسْلِهْمَامِى
الانْقِحَامُ: السُّرْعَةُ، وهو أنْ يَسِيرَ مَنْزِلَيْنِ فى مَنْزِلٍ.
والأَوْصَامُ، والأَوْصَالُ: [المَفاصِلُ](2).
وعُدَوَاءُ: تَجَافٍ عَنِ النَّوْمِ، والعُدَوَاءُ: مَكَانٌ غيْرُ مُسْتَوٍ.
والاسْلِهْمَامُ: الهُزالُ.
79- ونَقْضِىَ العِمَّةَ واعْتِمَامِى
80- ونَصْبَ وَجْهِى سَافِرَ اللِّثَامِ
81- فى أَرْكُبٍ يَرْمُونَ بالأَجْرَامِ
82- لَيْلاً كَجُلِّ الفَالِج الدُّهَامِ
الأَجْرَامُ: الأَبْدَانُ، واحِدُهَا: جِرْمٌ، والجِرْمُ: البَدَنُ، والرَّائِحَةُ، والجِرْمُ: الصَّوْتُ.
والفَالِجُ: البَعِيرُ ذُو السَّنَامَيْنِ.
والدُّهَامُ: الأَسْوَدُ.
83- بِذُبَّلٍ يَخْرُجْنَ كَالسَّمَامِ
84- مِنْ هَوْلِ كُلِّ غَمْرَةٍ غُمَامِ
85- لَوْ لَمْ يَلِجْ (3) ضَوْؤُكَ مِنْ أَمَامِى
86- لَمْ تَسْتَقِمْ(4) بِجَسَدِى عِظَامِى
السَّمَامُ: واحِدَتُها سَمَامَةٌ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ دُونَ القَطَا فى الخِلْقَةِ، ولَيْسَ به، وهو يُشْبِهُهُ، ويُقَالُ: السَّمَامُ: طَيْرٌ تُشْبِهُ الحَمَامَ الطُّوَرائىَّ، وهو مُذَكَّرٌ، وقَدْ يُسَمَّى / اللِّواءُ سَمَامًا تَشْبِيهًا بالسَّمَامِ. وقال النّابِغَةُ(5):
__________
(1) الأَيْنُ: الإِعْيَاءُ والتَّعَبُ. والسَّآمُ: الضَّجَرُ.
(2) بياض بالمخطوط، والمثبت من اللسان ( و ص ل).
(3) فى "أراجيز العرب" ص 83: "يلح" بالحاء المهملة، والمثبت مثله فى المطبوع.
(4) فى الديوان المطبوع: "لم يَسْتَقِمْ".
(5) البيت فى ديوان النابغة الذبيانى ص 81، ورواية صدره: "سَمَامًا تُبارِى الرِّيحَ خُوصًا عُيُونُها".
سَمَامًا تُبَارِى الطَّيْرَ خُوصًا عُيُونُها(1) لَهُنَّ رَذَايَا بالطَّريقِ ودَائِعُ(2)
شَبَّهَ الإِبِلَ بِهِ.
87- مَسْلَمَةُ القَائِدُ وهْوَ سَامِ
88- كَالبَدْرِ أَجْلَى عَنْ دُجَى الغِيَامِ(1/395)
89- فَنِعْمَ غَيْثُ الوَافِدِ المُعْتَامِ
90- أَغَرْتَ بَعْدَ الفَتْلِ والإبْرامِ
السَّامِى: المُرْتَفِعُ العَالِى، تَقولُ للشَّرِيفِ الحَسِيبِ: قَدْ سَمَا.
والغِيَامُ: جَمْعُ غَيْمٍ.
والمُعْتامُ: المُخْتَالُ.
وأَغَرْتَ: فَتَلْتَ(3).
91- قُوَى مُمَرٍّ غَيْرِ ذِى انْفِصَامِ
92- فِدًى لأَيَّامِكَ مِنْ أَيّامِ
93- طَيِّبَ طَعْمِ النَّوْمِ والطَّعَامِ
94- مِنْهُنَّ شَيْبٌ غَيْرُ ذِى وِخَامِ
القُوَى: جَمْعُ قُوَّةٍ، رَجُلٌ شَدِيدُ القُوَى؛ أى شَدِيدُ الخَلْقِ، مُمَرُّهُ(4).
والانْفِصامُ: الانْقِطَاعُ.
95- سَحٌّ إذا قَلَّ نَدَى الجَهَامِ
96- واغْبَرَّ لَوْنُ السَّنَةِ الصُّحَامِ(5)
97- وخُلْعَ تَاجُ المَلِكِ الهُمَامِ
98- غَصْبًا وتَثْبِيتُكَ للأَقْدَامِ
السَّحُّ: شِدَّةُ الانْصِبَابِ.
والجَهَامُ: السَّحَابُ الذى أَفْرَغَ مَاءَهُ، وهذا مَثَلٌ.
والهُمَامُ: اسْمٌ من أَسْمَاءِ الملوكِ لِعِظَمِ هِمَّتِه.
99- إذا مَقَامُ الصّابِرِ الأُزَامِ
100- لاَقَى الرَّدَى(6) أو عَضَّ بالإِبْهَامِ(7)
101- وأَفْظَعَتْ دَاهِيَةٌ صَمَامِ
102- ذَبَّبْتَ تَذْبِيبَ(8) امْرِئٍ مُحامِ
__________
(1) خُوصًا عُيُونُها: أى ضيِّقَة صغيرة غائرة.
(2) الرَّذِىُّ من الإبِلِ: المهزولُ الهالِكُ الذى لا يستطيع براحًا ولا ينَبعِث، والأُنْثى رَذِيَّة.
(3) الصَّواب أن يقول: "أغَرْتَ: شدَدْت الفَتْلَ".
(4) المُمَرُّ: القوىُّ الخَلْقِ.
(5) الصّحام: يريد السّوداء، أو الغَبْراء.
(6) لاَقَى الرَّدَى: أى إذا الصّابر هَلَك. (أراجيز العرب/84).
(7) المشطوران 99 ، 100 بالتاج (أزم).
(8) ذَبَّبْتَ: أى دَافَعْتَ.
الأُزَامُ: المُلاَزِمُ(1)، وأَزِمَ بالشَّىءِ: لَزِمَهُ، ويُرْوَى: "الصّابِرِ المَزَامِ".(1/396)
وأَفْظَعَتْ: جَاءَتْ بالفَظِيعِ، تَقُولُ: فَظُعَ الأَمْرُ، وهو أَفْظَعُ فَظَاعَةً، وأَفْظَعَهُ يُفْظِعُهُ إِفْظَاعًا، وهو أَمْرٌ فَظِيعٌ، وقَدْ أَفْظَعَنِى هذا الأَمْرُ، وفَظِعْتُ بِهِ، واسْتَفْظَعْتُهُ: رَأَيْتُهُ فَظِيعًا، وأَفْظَعْتُهُ كذَلِك، ويُقالُ أيضًا: أُفْظِعَ [الرَّجُلُ: نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ](2) مُفْظِعٌ وهو الشَّدِيدُ المُبَرِّحُ. ويُقالُ فى/ الدَّاهِيَةِ: صَمِّى صَمَامِ، وصَمِّى ابْنَةَ الجَبَلِ، وصَمَّتْ حَصَاةٌ [بدَمٍ](3)، وقَالَ الأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرٍ:
فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرَانُهَا صَمِّى بِمَا فَعَلَتْ يَهُودُ صَمَامِ(4)
103- باللَّهِ عَنَّا وعَنِ الإِسْلاَمِ
104- ولَمْ تَزَلْ قَائِدَ ذِى قُدَّامِ
105- عَلَيْه نَسْجُ الحَلَقِ التُّؤَامِ
106- كَأَنَّهُ كِثْفٌ مِنَ اليَمامِ
القُدَّامُ: جَيْشٌ يَقْدُمُ.
نَسْجُ الحَلَقِ: يُرِيدُ الدُّرُوعَ.
والتُّؤَامُ: المُزْدَوِجَةُ.
وكِثْفٌ: جَبَلٌ كَثِيفُ الحِجَارَة.
منَ اليَمَامِ: مِنَ اليَمَامَةِ، وقِيلَ: يُرِيدُ قِطَعًا منَ الطَّيْرِ.
107- أو حَرَّةٌ مُسْوَدَّةُ الإكَامِ(5)
108- إلى عِرَاقِ الشَّرْقِ أو شَآمِ
109- وذُدْتَ عَنْ غَائِرَةِ التّهامِى
__________
(1) المُلازمُ للصَّبْرِ.
(2) بياض بالمخطوط، وما بين الحاصرتين أثبتناه من اللسان (ف ظ ع)، وفيه: "وأُفْظِعَ الرَّجُلُ، على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه، أى: نزل به أمرٌ عظيم".
(3) فى المخطوط: "حصاهُ"، والتصحيح والزيادة من اللسان (ص م م).
(4) البيت فى اللسان والتاج (ص م م) وروايته " .. لما فعلت" وفى شعر الأسود بن يعفر - فى الصبح المنير/309 ".. لما لقِيت يهودُ ..".
(5) الإِكامُ: جمع الأَكَم، والأَكَمُ: جمع الأكمة، وهى الموضع يكون أشد ارتفاعًا مما حوله.
110- والعَامَ جَلَّيْتَ(1) وكُلَّ عَامِ(1/397)
الحَرَّةُ: أَرْضٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ، كأَنَّما أُحْرِقَت بالنَّارِ، والجَمِيعُ: الحَرَّاتُ، والإحَرُّونَ، والحِرَارُ. قال الرَّاجِزُ:
* لاَ خَمْسَ إِلاَّ جَنْدَلُ الإِحَرِّينْ *
* والخَمْسُ قَدْ جَشَّمْنَكِ الأَمَرِّينْ * (2)
وكانَ ذَاكَ الأَمْرُ يَوْمَ صِفِّين.
وذُدْتَ: طَرَدْتَ، تقولُ: ذَادَ يَذُودُ ذِيادًا، وهو السَّوْقُ والطَّرْدُ.
وغائِرَةُ التَّهامِى: منَ الغَوْر، والغَوْرُ: تِهامَةُ وما يَلِى اليَمَن، وتقولُ: أَغَارَ الرَّجُلُ: إذا دَخَلَ الغَوْرَ، وغَارَ، وتِهَامَةُ: اسْمُ مَكَّةَ، والنّازِلُ فِيهِم مُتْهِمٌ، ورَجُلٌ تَهَامٍ، مِثْلُ شَآمٍ ويَمَانٍ.
111- عَجَاجَةً وهَبْوَةَ القَتَامِ
112- عَنْ دِينِ كُلِّ لُبَدٍ جَثَّامِ
113- لَوْ لَمْ تُجِرْهُ دَانَ للأَصْنَامِ
114- ونَحْنُ أنْصَارُكَ فى الذِّمَامِ
العَجَاجَةُ: واحِدَةُ العَجَاجِ، غُبارٌ تَثُورُ بِه الرِّيحُ، وفِعْلُه التَّعْجِيجُ، وعَجَّجَتْهُ الرِّيحُ تَعْجِيجًا.
__________
(1) فى المخطوط والمطبوع: "جَلَّيْتَ"، وفى أراجيز العرب ص 84: "خَلّيت" بالخاء.
(2) الرّجَزُ فى اللسان (ح ر ر) منسوب لزيد بن عَتَاهِيَةَ التَّمِيمىّ، وكان زيدٌ هذا لمَّا عَظُمَ البَلاءُ بصِفِّينَ قد انهزَم ولَحِق بالكوفَةِ، وكان عَلِىٌّ - رضى الله عنه - قد أعْطَى أصحابَه يوم الجَمَلِ خَمْسَ مئَةٍ من بيت مال البَصْرَة، فلمّا قَدِمَ زيدٌ على أَهْلِه قالَتْ له ابنتُه: أين خمْسُ المِئَة؟ فقال:
* إنَّ أبَاكِ فَرَّ يَوْمَ صِفِّينْ *
* .................................*
* لاَ خَمْسَ إلاّ جَنْدَلُ الإِحَرِّينْ *
* والخَمْسُ قَدْ جَشَّمْنَكِ الأَمَرِّينْ *
* جَمْزًا إلى الكوفَةِ من قِنِّسْرِينْ *
جَمْزًا: عَدْوًا وإسراعًا.(1/398)
والهَبْوَةُ أيضًا: غُبارٌ سَاطِعٌ فى الهَوَاءِ، كأَنَّهُ دُخانٌ، وتقولُ: هَبَا يَهْبُو هُبُوًّا: إذا سَطَعَ، والهَبَاءُ: دُقَاقُ التُّرابِ، سَاطِعُه ومَنْثُورُه على وَجْهِ الأَرْضِ، والهَبَاءُ/ المُنْبَثُّ: مَا تَراهُ فى ضَوْءِ الشَّمْسِ فى البَيْتِ.
والقَتَامُ: الغُبَارُ يَضْرِبُ إلى سَوادٍ، وهو يَقْتِمُ قُتُومًا.
واللُّبَدُ: الرَّجُلُ الَّلابِدُ فى بَيْتِه لاَ يَبْرَحُ، وكذَلِك الجَثَّامُ.
115- ولَمْ تَجِدْ فى عَرَكِ الزِّحَامِ
116- تَمِيمَنَا إلاّ إلَى تَمَامِ
117- تُدْنِى لِيَوْمِ القَذْفِ والرِّجَامِ
118- صَوَادِمًا يَبْقَيْنَ للصِّدَامِ
العَرَكُ: الاعْتِلاَجُ، قَالَ جَرِيرٌ:
قَدْ جَرَّبَتْ عَرَكِى فى كُلِّ مُعْتَرَكٍ غُلْبُ اللّيُوثِ فَما بالُ الضَّغَابِسِ؟(1)
والمَوضِعُ: المُعْتَرَك، وهو المَعْرَكَةُ والمَعْرُكَةُ.
والقَذْفُ: الرَّمْىُ مِنْ كُلِّ شَىءٍ، نحو الرَّمْى بالسِّهَامِ والحِجَارَةِ والكَلاَمِ.
والرِّجَامُ: الرَّجْمُ والرَّمْىُ بالحِجَارَةِ، مِنْ قَوْلِكَ: رَاجَمَهُ يُرَاجِمُهُ مُرَاجَمَةً ورِجَامًا.
والصَّوَادِم: التى تَتَصَادَمُ فى الحَرْبِ، والجَيْشَانِ يَتَصَادَمَانِ، ورَجُلٌ مِصْدَمٌ: مُجَرَّبٌ.
119- لاَبُدَّ أَنْ تُمْسِكَ بالأَكْظَامِ
120- أَوْ يَرْجِعَ الأَمْرُ إلى الإِحْكَامِ
121- وقُلْتُ جَهْدًا أَلْوَةَ الأَقْسَامِ
122- يَكْفِيكِ والمُقَدَّسِ العَلاَّمِ
__________
(1) البيت فى اللسان ( ض غ ب س) ضمن أبيات لجَرِير يهجُو عُمَرَ بن لَجَأٍ التَّيْمِىّ، ورواية عجُزه: "غُلْبُ الرِّجالِ فمَا بالُ الضَّغَابِيسِ؟". وهو فى ديوانه/324 وروايته: "غلب الأسود". والضغابيس: جمع ضغبوس، وهو هنا الرجل الضعيف.(1/399)
الأَكْظَام: واحِدُها كَظَمٌ، وهو مَخْرَج النّفَسِ، تَقُولُ: قَدْ كَظَمَنِى، وأَخَذَ بكَظَمِى فما أقْدِرُ أَنْ أَتَنَفَّسَ، أى كَرَبَنِى، وإِنَّهُ لمَكْظُومٌ كَظِيمٌ: أى مَكْرُوبٌ.
والأَلْوَةُ: مِنَ الأَلِيَّةِ، قال الشّاعِرُ:
يُكَذِّبُ... (1)
والأَلِيَّةُ مَحْمُولَةٌ على فَعُولَةٍ، وأَلْوَةٌ على فَعْلَةٍ، نحو القَدْمَةِ، والفِعْلُ آلَيْتُ إيلاَءً، والفِعْلُ الغَابِرُ يُؤْلِى [وائْتَلَى يَأْتَلِى](2) ائْتِلاَءً.
123- تَحْزِيبُ أَمْرِ الفِتَنِ الأَحْزَامِ
124- مِنَ العِدَى والجِدُّ ذُو اغْتِرامِ
125- أَبْدَى بَنِى مَرْوانَ بالخِصامِ
126- رَاسِى المَرَاسِى خالِدُ الدِّعامِ
التَّحْزِيبُ: التَّجْمِيعُ، تَحَزَّبَ القَوْمُ: إذا تَجَمَّعُوا فَصَارُوا أَحْزَابًا، وحَزَّبَ فُلانٌ أَحْزابًا: إذا جَمَعَهُمْ. قالَ العَجّاجُ(3):
* لَقَدْ وجَدْتُ مُصْعَبًا مُسْتَصْعَبَا *
* حِينَ رَمَى الأَحْزَابَ والمُحَزِّبَا * (4)
/ والأَحْزَامُ: الأَحْزَابُ، أقَامَ المِيمَ مَقَامَ البَاءِ.
والجِدُّ: الاجْتِهادُ فى الأَمْرِ والانْكِمَاشُ فيه، يُقالُ: جَدَدْتُ فى الأَمْرِ فَأَنَا أَجِدُّ وأَجُدُّ فِيه جِدًّا، وأَجْدَدْتُ فِيه فأَنَا أَجِدُّ إِجْدَادًا، فأَنَا مُجِدٌّ وجَادٌّ، والجِدُّ: نَقِيضُ الهَزْلِ من جَدَدْتُ، ومِمَّا يُقالُ بالفَتْحِ: الجَدُّ: أبو الأَبِ، وجَدُّ الرَّجُلِ: بَخْتُه، وقالَ سِيبَوَيْهِ: رَجُلٌ جَدٌّ، أى ذُو جَدٍّ، وبالضَّمِّ الجُدُّ: البِئْرُ تكونُ فى الكَلأِ.
127- أَعْجَسُ أَبَّاءٌ على المُرَامِى
128- يَبْقَى بَقَاءَ الجَبَلِ الدُّلاَمِ
129- مِنْ مُضَرَ الحَمْراءِ فى قَمْقَامِ
130- يَزِيدُ لَوْ سُقْتَ بَنِى خُمَامِ
__________
(1) بياضٌ بالمخطوط.
(2) بياضٌ بالمخطوط، وما بين الحاصِرَتين أثبتناه من التاج (أ ل و).
(3) نُسِب فى اللسان (ح ز ب) لرُؤبة، وليس فى ديوانه.(1/400)
(4) المشطوران فى ديوان العجّاج/94، وروايتهما:
* لَقَدْ وَجَدْتُمْ مُصْعَبًا مُسْتَصْعَبَا *
* حِينَ رَمَى الأَحْزَابَ والمُحَزِّبَا *
الدُّلاَمُ: الأَسْوَدُ، والأَدْلَمُ منَ الرِّجَالِ: الطَّوِيلُ الأَسْوَدُ، ومِنَ الجِبَالِ كَذلِكَ فى مُلُوسَةِ الصَّخْرَةِ، غَيْرُ جِدّ شَدِيدِ السَّوَادِ. وقالَ رُؤْبَة:
* كَأَنَّ دَمْخًا ذا الهِضَابِ الأَدْلَمَا *(1)
والقَمْقَامُ: العَدَدُ الكَثِيرُ.
ويَزِيدُ: هو يَزِيدُ بنُ المُهَلَّبِ بن أَبِى صُفْرَةَ، وكان عُثمانُ بنُ أبى العَاصِى الثَّقَفِىّ أَوْفَدَ أبَا صُفْرَةَ منَ البَصْرَةِ فى رِجالٍ أَتَوْه من عُمَانَ، وكانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ واللِّحْيَةِ، فقالَ له عُمَر: أخَضَبْتَ؟ فَغَدَا عَلَيْه أَصْفَرَ الرَّأْسِ واللِّحْيَةِ، فقالَ: أنْتَ أبُو صُفْرَةَ.
وخُمامٌ: منَ الأَزْدِ. ...
131- وسُقْتَ أَلْفَىْ سَاحِرٍ أثَّامِ
132- لاَقَيْتَ نَجْمًا نَكِدَ النِّجامِ
133- فى عارِضٍ من مُضَرَ الصِّلْخَامِ
134- إذا اتَّقَى بِرَأْسِهِ الصِّلْقَامِ
النِّجَامُ: الطُّلُوعُ.
والعَارِضُ من كُلِّ شَىءٍ: مَا يَسْتَقْبِلُكَ، كالسَّحَابِ العَارِضِ ونَحْوِه.
والصِّلْخَامُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ، وهو الصِّلَّخْمُ، وفى الحديث: "عُرِضَتِ الأَمَانَةُ على الجِبَالِ الصُّمِّ الصَّلاَخِمِ"، أى الصِّلاَبِ(2).
والصِّلْقَامُ: من صَلَقِ الأَنْيابِ، وهو قَرْعُ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ، وقال:
* أَصْلَقَهُ العِزُّ بِنَابٍ فاصْلَقَمّْ*(3)
والمِيمُ فيه زَائِدةٌ.
/ 135- شَظَّى العِدَا عن خَالِدٍ أُرَامِ(4)
136- أَوْ سِرْتَ وَسْطَ أَسْدِكَ الطَّغَامِ
137- دَحْمَةَ قَبْلَ الطَّلْقِ والإِرْزَامِ
__________
(1) فى اللسان (د ل م): قال رُؤْبَة يصفُ فِيلاً، وفى التهذيب يصف جَبَلاً:
* كأَنّ دَمْخًا ذَا الهِضَابِ الأَدْلَمَا *
ودَمْخٌ: اسمُ جَبَلٍ.(1/401)
(2) الحديث فى النهاية 3/46، وفى اللسان (ص ل خ م)، وفيهما: "أى الصِّلابِ المانِعَةِ".
(3) اللسان (ص ل ق م) من إنشاد الليث.
(4) فى الدِّيوان المطبوع: "أُزامِ" بالزّاى.
138- فَطَرَّقَتْ بِسَبْعَةٍ تُؤَامِ
شَظَّى: فَرَّقَ.
والأُرَامُ: الثَّابِتُ.
والطَّغَامُ: السَّفِلَةُ وأَوْغَادُ النّاسِ، تَقُولُ: هذه طَغَامَةٌ مِنَ الطَّغَامِ، الوَاحِدَةُ والجَميعُ سَوَاءٌ. قال:
وكُنْتُ إذَا هَمَمْتُ بِأَمْرِ فِعْلٍ يُخَالِفُنِى الطَّغَامَةُ للطَّغَامِ(1)
ويُقَالُ: بَلْ هو أَرْذَلُ الطَّيْرِ والسِّبَاع.
والطَّلْقُ: طَلْقُ المَخَاضِ عِنْدَ الوِلاَدَةِ، تَقُولُ: طُلِقَتْ فهى مَطْلُوقَةٌ، وضَرَبَهَا الطَّلْقُ.
والإِرْزَامُ: شِدَّةُ الصَّوْتِ.
وقَوْلُهُ: "فَطَرَّقَتْ" يُقالُ: طَرَّقَتِ المَرْأَةُ- وكُلُّ حَامِلٍ - تُطَرِّقُ تَطْرِيقًا، وذَلِك إذا خَرَجَ مِنَ الوَلَدِ نِصْفُهُ ثُمَّ احْتَبَسَ بعضَ الاحْتِبَاسِ، ثُمّ تَخَلَّصَتْ.
والتُّؤَامُ: الأَزْوَاجُ إذا ولَدَت اثْنَيْن اثْنَيْن.
139- أَوْ ثَامِنٍ زِدْنَا(2) على الوِئامِ
140- غُولاً وأُمَّ الجَذَعِ الزُّنَامِ (3)
الوِئَامُ: المُوَاءَمَةُ، وهو [أن تَفْعَلَ كما يَفْعَلُ](4) صَاحِبُكَ، وهو شِبْهُ المُبَارَاةِ فى التَّبَارِى والتَّفَاخُرِ، تَقولُ: فُلاَنةُ تُوَائِمُ صَوَاحِبَاتِهَا وِئَامًا شَدِيدًا: إذا تَكَلَّفَتْ [ما يَتَكَلَّفْنَ](1) مِنَ الزِّينَةِ وغَيْر ذَلِكَ، قَالَ المَرَّارُ:
يَتَوَاءَمْنَ بِنَوْماتِ الضُّحَى حَسَنَاتِ الدَّلِّ والأُنْسِ الخَفِرْ(5)
__________
(1) البيت فى اللسان والتاج (ط غ م)، وروايته:
وكُنْتُ إذَا هَمَمْتُ بِفِعْلِ أَمْرٍ يُخَالِفُنِى الطَّغَامَةُ والطَّغَامُ
(2) فى الدّيوان المطبوع: "رِدْنا" بالرّاء المهملة.
(3) الجَذَعُ الزُّنامُ، ويقال: الأزنم الجَذَعُ: الدهر المُعَلّق به البلايا (التاج/ ز ن م).(1/402)
(4) بياض بالمخطوط، وما بين الحاصرتين أثبتناه من اللسان (و أ م).
(5) البيت فى اللسان والتاج (و أ م) وقصيدته فى المُفضّليات (مف 16/58) وروايته فيها: "يَتَلَهَّيْنَ بنومات الضحى ...".
والزُّنَامُ: الدَّاهِيَةُ ذَاتُ الزَّنَمَةِ.
141- وذَاتَ وَدْقَيْنِ جَنُوحَ الرَّامِ(1)
142- أَوْجَرْنَكَ المَوْتَ عَلَى اتِّخَامِ
143- رَبيعَ هَذِى عَرْكَةُ الفِطَامِ
144- عَلَيْكَ إنَّ الغَيْظَ ذُو احْتِدَامِ
الوَدْقُ: المَطَرُ كُلُّهُ، شَدِيدُهُ وهَيِّنُهُ، ويُقالُ للْحَرْبِ: شَدِيدَةٌ ذَاتُ وَدْقَيْن، يُشَبَّهُ بِسَحَابَةٍ ذَاتِ مَطْرَتَيْنِ شَدِيدَتَيْنِ، ويَقُولُونَ: سَحَابةٌ وادِقَةٌ، وقَلَّما يَقُولُونَ: ودَقَتْ تَدِقُ.
والرَّامُ: الدَّمُ الذى تُلْقِيهِ الطَّعْنَةُ، يَعْنِى دَاهِيَةً شَبَّهَهَا بالطَّعْنَةِ التى لَهَا مَسِيلاَن.
أوْجَرْنَكَ: من قَوْلِهم: أَوْجَرْتُ فُلانًا الرُّمْحَ: إذا طَعَنْتَه فى صَدْرِهِ. وقالَ:
/ أَوْجَرْتُهُ الرُّمْحَ شَزْرًا ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: هَذِى المُرُوءَةُ لا لِعْبُ الزَّحَالِيقِ(2)
رَبِيعَ: أرَادَ رَبِيعَةَ؛ لأَنَّهُمْ حُلَفَاءُ اليَمَنِ على مُضَرَ.
والحَدَمُ: شِدَّةُ إِحْمَاءِ الشَّىْءِ، تَقُولُ: أَحْدَمَهُ كَذَا فاحْتَدَمَ.
145- هَلْ تَمْنَعَنَّ الأَسْدَ أَنْ تُضَامِى
146- والأَسْدُ خُدّامٌ من الخُدَّامِ
147- فى الغَىِّ مَهْوَى سَيْفِكِ الكَهَامِ
148- أُعْطِيتِ سِلْمًا حِينَ لاَ سِلاَمِ
سَيْفٌ كَهَامٌ: كَلِيلٌ عَنِ الضَّرِيبَةِ، ولِسَانٌ كَهَامٌ: [كليل](3) عَنِ البَلاَغَةِ، وفَرَسٌ كَهَامٌ: بَطِىءٌ، ورَجُلٌ كَهَامٌ: بَطِىءٌ عَنِ النُّصْرَةِ، كَهَامٌ وكَهِيمٌ.
__________
(1) فى الدِّيوان المطبوع: "جَنُوحَ الدَّامِى" بالدّال. ولعلّه الصّواب؛ لأنّه فسّره فى الشرح بالدّم، كأنّ الألف عوض عن الميم فى الدّمّ المشدّدة، وهى لغة فى الدّم المخفّفة.(1/403)
(2) البيت فى اللِّسان والتاج والأساس (و ج ر) بدون عزو، وفى العباب (وج ر) نسبه إلى ملاعب الأسنة عامر بن مالك، ويروى: "يممته الرمح"، وهو يعنى ضِرار بن عمرو الضّبِّىّ.
(3) زيادة من التاج يقتضيها السياق.
وسِلاَمٌ: مُسَالَمَةٌ.
الجُوَبُ: واحِدَتُهَا جَوْبَةٌ، وهى الخَلَلُ بَيْنَ السَّحَابِ.
والغَمَامُ: السَّحَابُ الأَبْيَضُ مُؤَزَّرٌ بِسَوَادٍ، والقِطْعَةُ مِنْه: غَمَامَةٌ، قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: { وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِم الغَمَامَ } (1).
وذِرْوَةُ كُلِّ شَىءٍ: أَعْلاهُ.
والعِظامُ: الأَمْواجُ.
والسَّحْلُ: يُرِيدُ السَّاحِلَ.
والعَوَّامُ: السَّابِحُ، وحَوْمَةُ المَاءِ.
161- يَزِيدُ قَدْ غَرَّكَ فى التَّسَامِى
162- عِزٌّ لأَمْثَالِكَ ذو ادِّعَامِ (2)
163- أَعْيَتْكَ صُلْبَاتٌ على العُجَّامِ
164- أُفٍّ لِمَا جَمَّعْتَ مِنْ قُمَامِ
/ التَّسَامِى: التَّفاعُلُ، مِنْ سَمَا يَسْمُو سُمُوًّا: إذا ارْتَفَعَ، تَقولُ للشَّرِيفِ والحَسِيبِ: [قَدْ سَمَا](3).
ادِّعامُه: تَغَشِّيهِ إيَّاهُ.
والعَجْمُ: العَضُّ، وهو مَثَلٌ، كما قالَ الحَجَّاجُ بنُ يُوسُفَ: إنَّ أمِيرَ المُؤْمِنِينَ نَكَبَ(4) [كِنَانَتَهُ، فَعَجَمَ](5) عِيدَانَهَا فَوَجَدَنِى أَصْلَبَهَا عُودًا، أى عَضَّ عَلَيْها بأَسْنَانِه يَنْظُرُ أَيُّهَا أَصْلَبُ، وهذا مَثَلٌ، مَعْنَاهُ: أَىْ جَرَّبَ الرِّجَالَ فاخْتَارَنِى مِنْ بَيْنِهِم.
__________
(1) الأعراف، الآية 160.
(2) فى المخطوط: "ذو ادِّغَامِ" بالغَيْن، والمثبت من الدّيوان المطبوع.
(3) بياض بالمخطوط، والمثبت من اللسان (س م و).
(4) نَكَبَ كِنَانَتَهُ: نَثَرَ ما فيها، وقيل: إذا كَبَّها ليُخْرِجَ ما فيها من السِّهام.
(5) بياض بالمخطوط، والمثبت من اللسان (ع ج م، ن ك ب).(1/404)
وأُفَّ: منَ التَّأْفِيفِ، تَقُولُ: أَفَّفْت فُلاَنًا: إذا قُلْتَ لَهُ أُفَّ، فَفِيهَا ثَلاَثُ لُغَاتٍ: الكَسْرُ والضَّمُّ والفَتْحُ بِلاَ تَنْوِينٍ، وأَحْسَنُهُ الكَسْرُ، فإذا نَوَّنْتَ فارْفَعْ، تَقُولُ: أُفٌّ لَهُ؛ لأَنَّه يَصِيرُ اسْمًا بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ: وَيْلٌ لَهُ، وتَقولُ العَرَبُ: أُفَّةٌ لَهُ، مُؤَنَّث مَرْفُوعٌ، ويُقال بِلاَ تَنْوِينٍ، إِمَّا مَرْفُوعًا وإِمَّا مَنْصُوبًا، والنَّصْبُ على طَلَبِ الفِعْلِ، ويُقالُ: الأُفُّ والتُّفُّ، أَحَدُهُمَا: وَسَخُ الأَظْفَارِ، والآخَرُ: وَسَخُ الأُذُنِ، وقَالَ:
* عَلَيْهِمِ اللَّعْنَةُ والتّأْفِيفُ *
والقُمَامُ: الرُّذَالُ مِنَ النَّاسِ، مِثْلُ قُمَامَاتِ القُماشِ، وهى الكُنَاسَاتُ.
خَبَتْ: سَكَنَتْ، وخَبَتْ حِدَّةُ النَّاقَةِ: إذا كانَتْ حَدِيدَةً فَسَكَنَتْ، وخَبَتِ النَّارُ، وهو سُكُونُ لَهَبِها، وأَخْبَاهَا يُخْبِيهَا.
والحَوامِى: جَمْعُ حَامِيَةٍ، وهو الرَّجُلُ الذى يَحْمِى أصْحَابَهُ فى الحَرْب، تَقُولُ: فلانٌ كانَ على حَامِيَةِ الحَرْبِ، أى على آخِرِ مَنْ يَحْمِيهِمْ/ فى مُضِيِّهِم وانْهِزامِهِم. والحَامِيَةُ أيضًا: جَمَاعَةٌ يَحْمُونَ أَنْفُسَهُمْ، كما قال لَبِيدٌ:
ومَعِى حَامِيَةٌ مِنْ جَعْفَرٍ كُلَّ يَوْمٍ نَبْتَلِى مَا فِى الخِلَلْ(1)
وامْتُرِيَتْ: يَعْنِى الحَرْبَ، وهو منَ المَرْىِ، ضَرَبَهُ مَثَلاً، كَمَا يُمْسَحُ ضَرْعُ النّاقَةِ، تَمْرِيهَا بِيَدِكَ لِكَىْ تَسْكُنَ للْحَلْبِ.
والإِعْتَامُ: وَقْتُ العَتَمَةِ.
والقُلاَسُ: ما تَقْلِسُ(2) الحَيَّةُ مِنَ السَّمِّ.
والبِرْسَامُ: القَاتِلُ.
__________
(1) البيت فى اللسان (ح م ى)، وفى شرح ديوان لبيد/ 190، ورواية عجزه فى الشّرح: "كُلَّ يَوْمٍ تَبْتَلِى ما فِى الخِلَلْ". تَبْتَلِى: تَخْتَبِرُ، والخِلَلُ: جُفونُ السّيوفِ.
(2) تَقْلِسُ: تقىء وتقذف.(1/405)
والكَمِىُّ: الذى يَكْمِى شَجاعَتَه، أى يَسْتُرُها، ويُقالُ: الذى تكَمَّى فى سِلاَحِهِ، أى تَغَطَّى بِهِ.
175- دِرْعًا وحَكَّتْ مَدْلَكَ اللُّغَامِ
176- وَحْمَى شَفَيْنَاهَا مِنَ الوِحَامِ
177- نَحْنُ تَرَكْنَا الأَسْدَ فى الحُطَامِ
178- أَجْزَارَ كُلِّ أَسَدٍ ضِرْغَامِ
اللُّغَامُ واللُّعَابُ واحِدٌ، ويُقالُ للفَمِ وما حَوْلَهُ: المَلاَغِمُ.
وَحْمَى: كالمَرْأَةِ الوَحْمَى، والوَحَمُ: الشَّهْوَةُ على الحَمْلِ.
وأَجْزَارٌ: جَزَرَةٌ وجَزَرٌ وأَجْزَار، يُقالُ فى الحَرْبِ: قَدْ جَزَرُوا، واجْتَزَرُوا، وصَارُوا جَزَرًا لِعَدُوِّهِم، وأَصْلُه فى الغَنَمِ، لأَنَّ العَرَبَ تقولُ: الجَزَرُ: كُلُّ شَىءٍ مُبَاحٍ للذَّبْحِ، والواحِدَةُ: جَزَرَةٌ، فإذا قُلْتَ: أَعْطَيْتُ فُلانًا جَزَرَةً، فهى شَاةٌ، ذَكَرًا كانَ أَمْ أُنْثَى؛ لأَنَّ الشّاةَ لَيْسَتْ إلاَّ للذَّبْحِ خَاصَّةً، ولا تَقَعُ الجَزَرَةُ على النَّاقَةِ والجَمَلِ.
والضِّرْغَامُ، والضِّرْغَامَةُ: مِنْ أَسْمَاءِ الأَسَدِ.
179- دَلَهْمَسٍ هَوَّاسَةٍ دِلْهَامِ
180- يُصْبِحُ بَعْدَ غَلَثِ الأَضَامِ
181- يَسُنُّ أَنْيَابَ شَبَا الضِّغَامِ
182- أَرْأَسَ شَدَّاخٍ على اللِّكَامِ
الدَّلَهْمَسُ: من أسْمَاءِ الأَسَدِ والشُّجَعَاءِ.
والهَوَّاسَةُ، والهَوَّاسُ: الأَسَدُ الذى يَطُوفُ باللَّيْلِ مع جُرْأَةٍ، ورَجُلٌ هَوَّاسَةٌ: مُجَرَّبٌ شُجَاعٌ، [والهَوَّاسُ:](1) الذى يُهَوِّسُ كُلَّ شَىءٍ يَدُقُّهُ.
والدِّلْهَامُ: المَاضِى، وقِيلَ الدَّلَهْمَسُ مِثْلُه.
والغَلَثُ: /اللُّزُومُ، يُقالُ: غَلِثَ [بِهِ غَلَثًا](2)، وغَلِثَ بالقَوْمِ: إذا خَالَطَهُمْ فَقَاتَلَهُمْ يَغْلِثُ غَلَثًا.
__________
(1) بياض بالمخطوط، وما بين الحاصرتين إضافة يستقيم بها الكلامُ.
(2) بياض بالمخطوط، والمثبت من اللسان (غ ل ث).(1/406)
والأَضَامُ: جَمْعُ أَضَمٍ، وهو الغَضَبُ والحِقْدُ، أَضِمَ يَأْضَمُ أَضَمًا.
والسَّنُّ: التَّحْدِيدُ، وأَصْلُه منَ المِسَنِّ.
وشَبَا كُلِّ شىءٍ: حَدُّهُ.
والضِّغَامُ: العِضَاضُ.
واللِّكَامُ، واللِّطَامُ: واحِدٌ.
183- يَا هُلْبَ قَدْ صِرْتُمْ إلى انْقِصَامِ
184- مع احْتِقَارٍ (1) وإلى اهْتِضَامِ
185- مَنْ يَمْنَعُ الخَائِنَ ذَا الحِمَامِ
186- والقَدَرَ النَّازِلَ بالأَحْتَامِ
الهُلْبُ: شَعَرُ الذَّنَبِ، فَجَعَلَ المَهالِبَةَ أَذْنَابًا.
والانْقِصَامُ: الانْكِسَارُ، والقَصْمُ: دَقُّ الشَّىءِ الشَّدِيدِ، تقولُ للظَّالِمِ: قَصَمَ اللهُ ظَهْرَهُ.
والاهْتِضَامُ: الظُّلْمُ والقَهْرُ.
والأَحْتَامُ: جَمْعُ حَتْمٍ، وهو إيجَابُ القَضَاءِ.
حَفَّ: أَرَادَ حَفِيفَ الرِّمَاحِ.
ودَحْمَةُ: أمُّ يَزِيدَ بنِ المُهَلَّبِ، والدَّحْمُ: الدَّفْعُ.
والمَهْبِلُ: مَخْرَجُ الوَلَدِ.
والخِجَامُ: الوَاسِعَةُ.
والطُّحَامُ: الدَّافِعُ لِكُلِّ شَىءٍ، وطَحْمَةُ الشَّىءِ: دَفْعَتُهُ.
دَهْمٌ: جَيْشٌ كَثيرٌ.
والصَّدَى: العَطَشُ.
والحُوَّامُ: جَمْعُ حَائِمٍ، وهو العَطْشَانُ.
والمَأْزِقُ: الضَّيِّقُ، والأَزَقُ: الضِّيقُ فى الحَرْبِ.
واللِّحَام: حيثُ تَلاَحَمُوا فى الحَرْبِ وازْدَحموا.
والنَّقْرُ: صَوْتُ اللِّسانِ، وهو إلْزَاقُ طَرَفِه بمَخْرَجِ النُّونِ، ثُمّ يُصَوِّتُ بِهِ، فَيَنْقُرُ بالدّابَّةِ لتَسِيرَ.
والتَّأْيِيهُ: دُعَاؤُه إِيَّاهُ.
والإِجْدَامُ: قَوْلُهُ لِفَرَسِهِ: /اجْدِمْ.
وأبو رَبِيعَةَ: يُعَيِّرُ بِهذَا رَبِيعَةَ بْنَ نِزَارٍ؛ لأَنَّهُم نِدٌّ(2) وحِلْفٌ مع اليَمَنِ على مُضَرَ.
* ... * ... *
__________
(1) فى الدِّيوان المطبوع: "مع اخْتِفَارٍ" بالخاء.
(2) فى المخطوط: "نَدٌّ" بفتح النون ضبط قلم. وأراه بالكسر، والنِّدُّ والنَّدِيد: المثل والنظير.
-33-(1/407)
وقَالَ [يَعْتَذِرُ إلَى مَوْلاَهُ ويَلُومُ حُسَّادَهُ]:(1)
1- كَيْفَ إذَا مَوْلاَكَ لَمْ يَصِلْكَا
2- وقَطَعَ الأَرْحَامَ قَطْعًا بَتْكَا
3- يَبْرِى مع البَارِى ولَمْ يَرِشْكَا
4- والأَرْضَ لَوْ تَمْلِكُ لَمْ تَسَعْكَا
5- ولاَ تَهَيَّبْهُ ولَمْ يَهَبْكَا
6- مالاِمْرِئٍ(2) أَفَّكَ قَوْلاً إفْكَا
7- تَلْبِيقَ زُورٍ واقْتِرَافًا بَشْكَا
8- وكُلُّ نَمَّامٍ يُرِيدُ النَّزْكَا
البَتْكُ: القَطْعُ، وأَصْلُهُ قَطْعُ الأُذُنِ مِنْ أصْلِهَا، قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { فلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ } (3).
يَبْرِى: تَقولُ: بَرَى العُودَ، وهو يَبْرِيهِ بَرْيًا، وبَرَى القَلَمَ بَرْيًا، ونَاسٌ يَقُولُونَ: يَبْرُو(4)، وهُم الذين يَقُولُونَ لِلبُرِّ مَقْلُوٌّ، وهو باليَاءِ أَصْوَبُ، والبَرِىُّ: السَّهْمُ الذى قَدْ أُتِمَّ بَرْيُهُ ولَمْ يُرَشْ، ولَمْ يُنْصَلْ.
ولَمْ يَرِشْكَا: الرَّيْشُ من قَوْلِكَ: رِشْتُ السَّهْمَ، ورِشْتُ فُلانًا: إذا قَوَّيْتَ جَنَاحَهُ.
وأَفَّكَ: مِنَ الإِفْكِ، وهو الكَذِبُ، أَفِكَ يَأْفَكُ أَفْكًا، قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } (5)، وتَقولُ: أَفِكْتُ فُلانًا عَنْ هذا الأَمْرِ: أى صَرَفْتُهُ عَنْهُ بالبَاطِلِ والكَذِبِ.
والتَّلْبِيقُ، والبَشْكُ: هو خَلْطُ الكَذِبِ، قالَ ابنُ الأَعْرَابِىّ: يُقالُ للرَّجُلِ: ابْتَشَكَ كَلاَمًا: إذا خَلَطَهُ بكَذِبٍ.
والنَّزْكُ: الطَّعْنُ بالنَّيْزَكِ(6).
المَسْكُ: الإهَابُ.
__________
(1) الأرجوزة 44 فى ترتيب المطبوع بالصفحات 119 – 120، وما بين الحاصرتين إضافة منه.
(2) فى الدِّيوان المطبوع: "مالأَمْرِه".
(3) النساء، الآية 119.
(4) لفظه فى اللسان (ب ر ا): "وقوم يقولون: هو يبرو القلم، وهم الذين يقولون: هو يَقْلُو البُرَّ".
(5) الذّاريات، الآية 9.
(6) النَّيْزَكُ: الرُّمْحُ القَصِيرُ.(1/408)
والضَّنْكُ: الضَّيِّقُ.
وأَرْكَى: مِثْلُ حَرَّشَ، وقالَ أَبُو عَمْرٍو /الشَّيْبَانِىُّ: أَرْكَيْنَا أَمْرَنَا إلى فُلاَنٍ: إذا أرْجَؤُوهُ إلَيْه(1)، وقالَ: أَرْكَيْتُ عَلَيْهِ الحَقَّ: إذا أَوْجَبْتَهُ عَلَيْهِ، وتقولُ: أَرْكَيْتُ عَنْهُ الحَقَّ: أى أَخَّرْتُهُ إلى يَوْمِ كَذَا وكَذَا، وهو مِثْلُ أَرْخَيْتُ الأَمْرَ عَنْهُ.
الْتَكَّ: مِنَ الالْتِكَاكِ، وهو الازْدِحامُ.
واللَّبْكُ: الخَلْطُ، يقالُ: لَبَكَهُ وبَكَلَهُ: إذا خَلَطَهُ.
والضَّلِيعُ: القَوِىُّ.
17- لَمْ تَكُ أَنَّانًا ولا مُلْتَكَّا(2)
18- يَا بْنَ الرَّفِيعِ حَسَبًا وسَمْكَا(3)
19- فى الأَكْرَمِينَ مَعْدِنًا وبُنْكَا
20- ماذا تَرَى رَأْىَ أَخٍ قَدْ عَكَّا(4)
الأَنَّانُ: الفَعَّالُ، مِنْ أَنَّ الرَّجُلُ يَئِنُّ أَنِينًا، ورَجُلٌ أَنَنَةٌ، وهو القُوَلَةُ البَلِيغُ، والجَمِيعُ: الأَنَنُ.
والبُنْكُ: كَلِمَةٌ كَأَنَّهَا دَخِيلٌ، يُقالُ: أَرُدُّه إلى بُنْكِهِ: أى إلى أَصْلِهِ.
وعَكَّا: أَقامَ وعَطَفَ(5).
21- عَاذَ بِحَاجَاتٍ فَلاقَى مَعْكَا
22- حتّى هَلَكْتُ أوْ رَهِبْتُ الهُلْكَا(6)
23- وحَمَلَ الدَّيْنُ عَلَىَّ البَرْكَا
24- وجَرَّ أَرْحَاءٍ دَهَكْنَ دَهْكَا
المَعْكُ: المَطْلُ.
والبَرْكُ: الكَاهِلُ والصَّدْرُ.
__________
(1) الجيم 1/304.
(2) الْتَكَّ الرَّجُلُ فى كلامِهِ: أَخْطَأَ. والْتَكَّ فى حُجَّتِه: أَبْطَأَ.
(3) فى هامش اللسان (ع ك ك) ط. دار المعارف، وفى التاج، وفى مقاييس اللغة 4/10: "يابْنَ الرَّفِيع حَسَبًا وبُنْكَا".
(4) هكذا ضبطه فى المخطوط، وفى اللّسان والتاج (ع ك ك)، وفى مقاييس اللغة 4/10 "قد عُكَّا" بضمِّ العين ضبط قلم.
(5) فى اللّسان: "إذا أقام واحتبس".
(6) فى الدِّيوان المطبوع: "حَتَّى هَلَكْتَ أو رَهِبْتَ الهُلْكَا".(1/409)
والدَّهْكُ: قالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ: الدَّعْكُ(1)، قالَ: الدَّهْكُ: دَقُّ المِلْحِ، أوْ دَقُّ الغِسْلِ(2) بينَ الحَجَرَيْنِ، والدَّهْكُ: تَمَعُّكُ الإِبِلِ فى المَرَاغِ، والدَّهْكُ: النِّكَاحُ.
25- أَهْلَكَنِى أَلاّ يَزالَ يَلْكَا
26- صَاحِبُ دَيْنٍ لاَ يَنِى مِحَكَّا
27- أَعْرُكُهُ عَنِّى فَيَأْبَى العَرْكَا
28- سَوْقَ الأَجِيرِ المُتْعِبِ الأَفَكَّا
/ تقولُ: لَكَى فُلاَنٌ بهذا الأَمْرِ، وهو يلْكَى بِهِ لَكًى: إذا أُولِعَ بِهِ، وكَذَلِكَ لَغَى بِهِ لَغًى مِثْلُ لَكَى وسَدِكَ: إذا لَصِقَ بِهِ وَلَمْ يُبَارِحْهُ، وعَسَقَ وعَسِكَ.
ومِحَكٌّ: مِلَحٌّ من المَحْكِ(3)، وهو التَّمَادِى واللَّجَاجَةُ، وتقولُ: تَمَاحَكَ البَيِّعَانِ، وتَمَاحَكَ الخَصْمَانِ. وقال الفَرَزْدَقُ:
يَا بْنَ المَرَاغَةِ والهِجَاءُ إذا الْتَقَتْ أَعْنَاقُهُ وتَمَاحَكَ الخَصْمَانِ(4)
وهو المُسَاوَمَةُ والغَضَبُ.
والأَفَكُّ: منَ الفَكَكِ، وهو انْفِرَاجُ المَنْكِبِ عَنْ مَفْصِلِهِ ضَعْفًا واسْتِرْخَاءً. وقال:
* أَبَدُّ يَمْشِى مِشْيَةَ الأَفَكِّ *(5)
29- فَقَدْ أَبَى إلاَّ رُكُوبًا حَكَّا
30- بالحَرْكِ مِنْهُ أَنْ يُنَحِّى حَرْكَا
31- حَتَّى كَأَنِّى مُسْتَغِبٌّ وَعْكَا
32- مِنْ دَاءِ شَكْوَى أَوْ أُرَى مُنْفَكَّا
الحَرْكُ: ضَرْبُ الحَارِكِ، يُقالُ: حَرَكَهُ بالسَّيْفِ وبالعَصَا: إذا ضَرَبَ حَارِكَهُ، وهو أَعْلَى كَتِفِهِ.
__________
(1) الجيم 1/261، وفيه: الدَّهْكُ، والدَّعْكُ: تَمَعُّكُ الإبِلِ فى المَراغِ.
(2) الغِسْلُ: ما يُغْسَلُ به الرّأْسُ من خِطْمِىٍّ وطِينٍ وأُشْنَانٍ ونحوه.
(3) قوله: "مِحَكٌّ: مِلَحّ" يعنى أنه من (حكك) وقوله بعد ذلك: "من المحك" يعنى أنه من (محك).
(4) البيت فى ديوان الفرزدق/344، وفى اللسان والتاج (م ح ك).(1/410)
(5) فى اللسان، والتاج من إنشاد اللّيث، وأساس البلاغة (ف ك ك) غير منسوب.
ومُسْتَغِبٌّ: مِنَ الغِبِّ، يُقالُ: غَبَّتِ الحُمَّى، وأَغَبَّتْ، ويُقالُ: زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا(1).
والوَعْكُ: مَغْثُ المَرَضِ، يُقَالُ: وعَكَتْهُ الحُمَّى والضَّنَى: أى دَكَّتْهُ، ورَجُلٌ مَوْعُوكٌ: أى مَحْمُومٌ وعَكَتْه الحُمَّى، وهى تَعِكُهُ وعْكًا.
33- فَقَدْ رَأَيْتُ بَاكِيًا وَضِحْكَا
34- فَوَالَّذِى أَضْحَكَ ثُمَّ أَبْكَى
35- ما كُنْتُ أَخْتَارُ خَلِيلاً عَنْكَا
36- وذَاكَ حَقٌّ لاَ يكُونُ شَكَّا
37- أَحْسِبُ عِنْدَ الجِدِّ أَنِّى مِنْكَا
38- فَقَدْ ذَكَرْتُ – لَوْ قَطَعْتُ – سِلْكَا
يَقُولُ: لَوْ قَطَعْتُ أَمْرِى مَعَكَ مَضَيْتُ إلَى أَوْلاَدِى.
39- غُلَيْمَةً مِنَ الدُّخَانِ رُمْكَا(2)
40- مَا إِنْ عَدَا أَصْغَرُهُمْ (3) أَنْ زَكَّا
41- مَثْلَ الفِراخِ يَأْمُلُونَ مِنْكَا
42- عَوْدَ رَبيعٍ ووَلِيًّا سَفْكَا
غُلَيْمَةً: أَرَادَ أَغُلَيْمَةً.
والرُّمْكُ: جَمْعُ أَرْمَكَ ورَمْكَاءَ، والرُّمْكَةُ: لَوْنٌ فى زُرْقَةٍ وسَوَادٍ.
/ زَكَّا: مِنْ زَكَّ الفَرْخُ وزَكْزَكَ: إذا خَطَا خَطْوًا مُتَقَارِبًا ضَعِيفًا.
والوَلِىُّ: المَطَرُ الذى يَكُونُ بَعْدَ الوَسْمِىِّ، تَقولُ: وُلِيَتِ الأَرْضُ وَلْيًا، فهى مَوْلِيَّةٌ، قَدْ وَلاَهَا المَطَرُ والغَيْثُ وَلْيًا.
43- قَدْ كُنْتَ تُبْلِى مِنْكَ جَوْدًا سَهْكَا
44- إذا العَنَاجِيجُ مَهَكْنَ مَهْكَا(4)
45- وقَدْ غَططْتَ الفَارِغَ الرِّبَكَّا
46- يَعْدُو عَلَى بِرْذَوْنِهِ مِدَكَّا
__________
(1) غَبَّ الرَّجُل: إذا جاء زائرًا يومًا بعد أيّامٍ.
(2) اللسان (ص ب و، غ ل م)، وروايته: "صُبَيَّةً على الدُّخَانِ رُمْكَا". صُبَيَّة: تصغير أَصْبِيَةٍ على غير قياسٍ. وقال ابن سِيدَه: صُبَيَّة: تَصْغِيرُ صِبْيَةٍ.
(3) فى اللسان (ص ب و): "أكْبَرُهُم".(1/411)
(4) المَهْكُ: السَّحْقُ.
الجَوْدُ: المَطَرُ، جَادَ يَجُودُ جَوْدًا، وجَادَ الشَّىءُ يَجُودُ جَوْدَةً، وجَادَ الجَوَادُ يَجُودُ جُودًا، وفَرَسٌ جَوَادٌ لَيِّنُ الجُودَةِ والجَوْدَةِ.
والسَّهْكُ: الشّدِيدُ السَّرِيعُ.
والعَنَاجِيجُ: واحِدُها: عُنْجُوجٌ، وهو الرّائِعُ منَ الخَيْلِ، ومِنَ النَّجَائِبِ.
والرِّبَكُّ: مِنَ الارْتِبَاكِ، وهو أنْ تُلْقِىَ إنْسَانًا فى وَحْلٍ فَيَرْتَبِك فِيه، لا يَسْتَطِيعُ الخُرُوجَ مِنْهُ.
47- لَوْلاَ تَرَى مالاَ يكُونُ رِكَّا
48- مِنْكَ لَقَدْ عَلَّمْتُ هَمِّى الفَتْكَا
49- فَرُمْتُ "رُومًا" أوْ غَزَوْتُ "التُّرْكَا"
50- عَلَى المَطَايَا أوْ عَلَوْتُ الفُلْكَا
الرِّكُّ: المَطَرُ الضَّعِيفُ القَلِيلُ، وسَيْلُ الرِّكِّ هو أقَلُّ السَّيْلِ، وهو الرَّكِيكُ لِلرِّكِّ، عَنْ أَبِى عَمْرٍو الشَّيْبَانِىِّ، يُقالُ: أَرْضٌ مُرَكَّكَةٌ، وأنْشَدَ فى الرِّكِّ:
* إنِّى إذَا أَعْرَضَ سَيْلُ رِكِّ *(1)
* أَعْلُو الجَرَاثِيمَ بِسَيْرٍ أَكِّ *
قالَ: وهو الذى لا يُنْبِتُ شَيْئًا. وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ وأبُو عُبَيْدٍ: يقال:
الفَتْكُ، والفِتْكُ، والفُتْكُ: وهو أَنْ تَهُمَّ بأَمْرٍ فَتَرْكَبُهُ وإِنْ كَانَ قَتْلاً.
51- أَوْ هَتَكَتْ أَيْدِى المَطَايَا هَتْكَا(2)
52- لَيْلاً تُدَانِى لَيْلَهُ فَاسْتَكَّا
53- عَلَى زِوَرَّاتٍ أُغِرْنَ دَمْكَا(3)
54- يَنْضُونَ أَثْبَاجَ رِمَالٍ وُرْكَا
الزِّوَرَّاتُ: المَفْتُولاَتُ الأَعْضَادِ، والزِّوَرُّ: السَّيْرُ الشّدِيدُ، وقالَ القُطَامِىُّ:
* يَا نَاقُ خُبِّى خَبَبًا زِوَرَّا *
__________
(1) الجيم 2/18 وسياقه فيه: "التركيك: مطر قليل يصيب الأرض، يقال: أرض مركّكةٌ: أى أصابها شىء يسير من مطر لا يُنْبِتُ شيئًا وأنشد:
* إنى إذا أعرض ... إلخ*"
(2) الهَتْكُ: الجَذْبُ.
(3) الدَّمْكُ: أَسْرَعُ ما يكونُ. والدَّمْكُ: الطَّحْنُ.(1/412)
* وقَلِّبِى مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا* (1)
وأُغِرْنَ: فُتِلْنَ(2).
يَنْضُونَ: يَخْرُجْنَ /ويَقْطَعْنَ.
والأَثْبَاجُ: جَمْعُ ثَبَجٍ، وهو أَعْلَى الظَّهْرِ، وأَعْلَى كُلِّ شَىءٍ ثَبَجُهُ.
55- أَوْ جَاوَزَتْ مِنْ أرْضِ كَلْبٍ بِرْكَا (3)
56- شُهْبًا تَرَى الثَّلْجَ عَلَيْها شَبْكَا
* ... * ... *
-34-
وقالَ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ بنَ الأَشْعَثِ الخُزَاعِىّ(4):
1- هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ بذَاتِ العَنْكَثِ(5)؟
2- دَارًا لِذَاكَ الرَّشَأ (6) المُرَعَّثِ
__________
(1) ديوان القطامى/30، واللسان (ز و ر)، وأراجيز العرب/121.
(2) فى المخطوط (قتلن) بالقاف تحريف، يقال: أغار الفَتْل: شدّه، ومنه قول امرئ القيس:
* بكل مُغار الفَتْلِ شُدَّتْ بِيَذْبُلِ *
(3) بِرْك: اسم مَوْضِع باليَمَن.
(4) الأرجوزة رقم (11) ص 27- 28 بالديوان المطبوع. والممدوح هو محمد بن الأَشْعَث بن عُقْبَة الخُزاعِىّ (149هـ = 766م): والٍ من كبار القُوّاد فى عصر المنصور العبّاسِىّ، ولاّه المنصور مصر سنة 141هـ، ثمّ أَمَرَه باستنقاذ إفريقية من بعض المُتَغلبة - بعد مقتل حبيب بن عبد الرحمن الفِهرى - فوجّه إليها جيشًا بقيادة أبى الأحوص العِجْلى، فهزمه الثائر أبو الخطاب، فسار ابنُ الأشعث فى أربعين أو خمسين ألفًا سنة 142هـ فقتل أبا الخطّاب سنة 144 ودخل القَيْروان سنة 146، ثم ثار عليه أحد جنده فى جماعة من قواده، وأخرجوه من القيروان سنة 148، فعاد إلى العراق، ثم غزا بلاد الروم، فمات فى الطريق.
(5) اللسان والتاج (ع ن ك ث)، وروايته فيهما: "هَلْ تَعْرِف الدّارَ عَفَتْ بالعَنْكَثِ". وعَفَتْ: درَستْ
(6) فى المخطوط: "الرَّشَاءِ"، والمثبت من الدّيوان المطبوع، وفى اللسان والتاج (ع ن ك ث): "لذاك الشّادِنِ". والرَّشَأُ: الظَّبْىُ إذا قَوِىَ وتحرَّك ومَشَى مع أُمِّهِ، وكذلك الشّادِن.
3- فى مُرْشِقَاتٍ (1) كالدُّمَى لَمْ تُطْمَثِ(1/413)
4- يَخْدَعْنَ بالتَّبْرِيقِ والتَّأَنُّثِ(2)
عَنْكَثٌ: مَكَانٌ، وعَنْكَثٌ: شَجَرٌ أَيْضًا، وشَادِنٌ(3): حِينَ شَدَنَ، أى تَحَرَّكَ واشْتَدَّ.
والمُرَعَّثُ: المُقَرَّطُ، والرَّعْثَةُ: القُرْطُ، والجَميعُ: رَعْثَاتٌ.
ومُرْشِقَاتٌ: طِوَالُ الأَعْنَاقِ، وأَرْشَقَتِ الظَّبْيَةُ: مَدَّتْ عُنُقَها.
والدُّمَى: جَمْعُ دُمْيَةٍ، والدُّمْيَةُ: الصَّنَمُ، والصُّورَةُ المُنَقَّشَةُ.
لَمْ تُطْمَثْ: لَمْ تُمَسَّ، ومَاءٌ مَطْمُوثٌ: قَدْ شُرِبَ منه.
بالتَّبْرِيقِ: يَعْنِى بالأَسْوِرَةِ والخَلاَخِيلِ، وأَبْرَقَتِ المَرْأَةُ بِسُوَارِها وثَغْرِهَا.
والتَّأْنِيثُ: اللِّينُ والتَّثَنِّى.
5- بالضَّحْكِ لَمْعَ البَرْقِ والتَّحَدُّثِ (4)
6- تَأَلُّقَ الجِنِّ بِرَمْلِ الأَدْأَثِ (5)
7- إنِّى ولَيْسَ الجِدُّ بالتَّمَكُّثِ
8- مُعَاجِلٌ قَبْلَ احْتِثَاثِ الحُثَّثِ
9- تَحْبِيرَ حِبْرٍ لَيْسَ بالتَّعَلُّثِ
10- ولاَ بِتَنْفَاثِ الرُّقَاةِ النُّفَّثِ
احْتِثَاثُ الحُثَّثِ: يُرِيدُ قَبْلَ نُزُولِ المَنَايَا.
حَبَّرْتُهُ: أحْكَمْتُه وحَسَّنْتُهُ.
__________
(1) فى نسخة الضرير: "فى مرشفات" بالفاء.
(2) اللسان والتاج (ب ر ق). وبين هذا المشطور والتالى له ورد مشطور آخر بنسخة الضرير، وهو:
* أسرار دين العابد المليث *
(3) لم ترد هذه الكلمة فى النصِّ المشروح أو الديوان المطبوع، بل وردت فى رواية اللسان والتاج (ع ن ك ث): "دارًا لِذَاكَ الشّادِنِ المُرَعَّثِ".
(4) فى هامش اللسان (د أ ث) ط. دار المعارف:
... ... * بالضَّحْكِ لَمْعَ البَرْقِ فى التَّحَدُّثِ *
وفى التاج: * والضَّحْك لَمْعَ البَرْقِ فى التَّحَدُّثِ *
(5) اللسان والتاج (د أ ث). والأَدْأَثُ: رَمْلٌ مَعْرُوف يزعمون أنه يُسْمَعُ فيه عَزِيفُ الجِنِّ.(1/414)
بالتَّعَلُّثِ: بالتَّخْلِيطِ، وعَلَثْتُه، وعَبَثْتُه، ولَبَكْتُه، وبَكَلْتُه: أى خَلَطْتُه، والغَلَثُ بالغَيْنِ مُعْجَمَةً: / الخَلْطُ، تقولُ: طَعَامٌ مَغْلُوثٌ: أى مَخْلُوطٌ بُرٌّ وشَعِيرٌ، أو ذُرَةٌ ونَحْوُه، إذا خُلِطَ. قالَ لَبِيدٌ:
مَشْمُولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابِتِ عَرْفَجٍ كَدُخَانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُها(1)
وقالَ أبُو عَمْرٍو الشّيْبَانِىّ: "يُقالُ: غَلِثَ بالقَوْمِ: إذا خَالَطَهُمْ فَقَاتَلَهُمْ يَغْلِثُ غَلَثًا"(2)، وقالَ اللِّحْيَانِىّ: الغَلْثُ والعَلْثُ، وقال أيْضًا: فى الشَّعِيرِ غَلَثْتُه، وفى الحَطَبِ وغَيْرِه عَلَثْتُه.
والنُّفَّثُ: جَمْعُ نَافِثٍ، والنَّفْثُ: شَبِيهٌ بالنَّفْخِ، فقالَ: أَعُوذُ باللهِ من هَمْزِه ونَفْثِه ونَفْخِه.
11- والقَوْلُ مَنْسِىٌّ إذا لَمْ يُحْرَثِ
12- لَوْ كانَ من دُونى جِبَالُ العَثْعَثِ (3)
13- مَا اعْتَاقَ مَدْحِى(4) عَنْكَ من تَلَبُّثِ
14- فَارْفَعْ إلى مُحَمَّدِ بنِ الأَشْعَثِ
يُحْرَثُ: يُقَلَّبُ ويُنْظَرُ فِيهِ، ومِنْهُ حَرْثُ الأَرْضِ: إثَارَتُها.
وعَثْعَثُ: مَوْضِعٌ، والعَثْعَثُ: ظَهْرُ الكَثِيبِ إذا لَمْ يكُنْ عَلَيْه نَبَاتٌ.
واعْتَاقَ: حَبَسَ، عَاقَةُ واعْتَاقَهُ: حَبَسَهُ، والعَائِقُ، والمُعْتَاقُ، والمُعْتَقِى: الحَابِسُ.
15- واذْكُرْ أَجَارِىَّ نَدًى لَمْ يَكْرُثِ
16- بِذَرْعِ لاَ وَانٍ ولاَ مُرَيِّثِ
__________
(1) فى المخطوط واللسان (س ن م): "سَاطِع إسْنَامُهَا" بكسر الهمزة، والمثبت رواية شرح ديوان لبيد/ 206 واللسان (غ ل ث)، وفيه: "فمن رواه بالفَتْح أرادَ أعالِيَها، ومَنْ رَواهُ بالكَسْرِ فهو مَصْدَر أسْنَمَت إسْنَامًا: إذا ارْتَفَع لَهَبُها".
(2) النص فى الجيم 3/2.
(3) رواية الدِّيوان المطبوع: " لو كانَ من دُونِ جِبَالِ العَثْعَثِ". وفى معجم البلدان: "عَثْعَثٌ: جبل بالمدينة يقال له: سُلَيع".(1/415)
(4) فى نسخة الضرير: "رفدى".
17- يا انْفَحْ لِنَسْرٍ جَاثِمٍ مُغَوِّثِ
18- يَشْكُرْ ويَعْصِمْهُ مِنَ التَّغَثُّثِ
يقولُ: جَرَى إلى المَكَانِ وفيه بالنَّدَى فَأَسْرَعَ، والخَيْلُ تَجْرِى، والرِّيحُ تَجْرِى، والشَّمْسُ - وغَيْرُها مِنَ الأَشْيَاءِ - تَجْرِى جَرْيًا، إلاَّ الماءَ فإنَّهُ يَجْرِى جِرْيَةً، والجِرَاءُ للخَيْلِ خَاصَّةً، يقالُ: فَرَسٌ غَمْرُ الجِرَاءِ، والإِجْرِيَّا: طَرِيقَتُهُ التى يَجْرِى عَلَيْها مِنْ عَادَاتِه وأُمُورِهِ، والإِجْرِيَّةُ: ضَرْبٌ مِنَ الجَرْى، وفَرَسٌ ذُو أَجَارِىّ [والشمسُ](1) يقال لها الجَارِيَةُ، وإنَّما سُمِّيَتْ بذَلِكَ؛ لأَنَّها تَجْرِى مِنَ المَشْرِقِ إلى المَغْرِب.
لَمْ يَكْرُثِ: لَمْ يَغُمَّ، تَقولُ: ما كَرَثَنِى هذا الأَمْرُ: أى ما بَلَغَ مِنِّى مَشَقَّةً، والفِعْلُ المُجَاوِرُ أنْ تَقولَ: كَرَثْتُهُ، وأَنَا أكْرِثُهُ كَرْثًا، وقَدِ اكْتَرَثَ نَفَسُهُ يَكْتَرِثُ اكْتِرَاثًا، هذا فِعْلٌ لاَزِمٌ.
والذَّرْعُ: السَّعَة فى /الإعْطَاءِ.
والوَنَى: الفَتْرَةُ.
والمُرَيِّثُ: المُبْطِئُ.
يا انْفَحْ: أَرَادَ، وقُلْ لَهُ: يَا هَذا انْفَحْ لَهُ نَفْحَةً مِنْ عَطَائِكَ، أى ارْمِ بِهَا، واصْبُبْهَا كَمَا يُنْفَحُ بالدَّلْوِ إذا صُبَّ مَا فِيهَا بِضَرْبَةٍ واحِدَةٍ كالنَّسْرِ، منَ الكِبَرِ، يَعْنِى نَفْسَهُ.
وجَاثِمٌ: مُقِيمٌ لا يَبْرَحُ.
والتَّغَثُّثُ: الهُزَالُ، ومِنْه لَحْمٌ غَثٌّ: أى مَهْزُولٌ.
... ... 19- مِنْ فَضْلِ وَهَّابِ اليَدَيْنِ مِغْوَثِ
20- يَمْلأُ بَطْحَاءَ المَسِيلِ المِدْلَثِ
21- لَيْسَ طَرِيقُ خَيْرِه بالأَوْعَثِ (2)
22- وأَنْتَ مِنْ حُسْنِ الثَّنَاءِ المِنْثَثِ
مِغْوَثٌ: مِفْعَلٌ مِنَ الغَوْثِ.
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) اللسان والتاج (و ع ث).(1/416)
والمِدْلَثُ: الوَاسِعُ المُسْتَوِى وفِيهِ انْصِبَابٌ، وهو الذى يَنْدَلِثُ فِيهِ المَاءُ، أى يَمُرُّ مَرًّا سَرِيعًا.
والبَطْحَاءُ: مَسِيلٌ فِيهِ دُقَاقُ الحَصَى، فَإِن اتَّسَعَ وعَرُضَ سُمِّىَ أَبْطَحَ.
والمَسِيلُ: مَجْرَى المَاءِ إلى الوَادِى.
والأَوْعَثُ: الأَشَدُّ وَعْثًا، والوَعْثُ: الكَثِيرُ منَ الرَّمْلِ لا يُقْدَرُ على السَّيْرِ فِيهِ، وهو ما غَابَتْ فِيهِ القَوَائِمُ، ومِنْهُ اشْتُقَّ وَعْثَاءُ السَّفَرِ، يَعْنِى المَشَقَّةَ، وأَوْعَثَ القَوْمُ: وقَعُوا فى الوَعْثِ.
والمِنْثَثُ: المِفْعَلُ مِن النَّثِّ، وهو الذِّكْرُ، يُقالُ: نَثَّ الحَدِيثَ: إذا أَشَاعَهُ.
23- تَبْرِى جَرَاثِيمَ (1) العِدَى وتَجْتَثِى
24- أَرُومَةَ الأَقْدَمِ غَيْرِ الأَحْدَثِ
25- فى طيِّبِ العِرْقِ وطِيبِ المَحْرَثِ
26- أَحْرَزْتَهُ فى خَالِدٍ لَمْ يُدْأَثِ
تَبْرِى: تَقْطَعُ.
والجَرَاثِيمُ: الأُصُولُ، والواحِدةُ: جُرْثُومَةٌ، وأَصْلُ الجُرْثُومَةِ ما اجْتَمَعَ مِنَ التُّرابِ فى أَصْلِ الشَّجَرَةِ.
وتَجْتَثِى: تَجْمَعُ وتَبْنِى مَجْدَكَ، وهو مِنَ الجُثْوَةِ وهو التُّرابُ يَجْتَمِعُ كجُثْوَةِ القَبْرِ.
والأَرُومَةُ: الأَصْلُ، وأرَادَ تَجْتَثِى فى طيِّبِ العِرْقِ.
والمَحْرَثُ: المَزْرَعُ، هُو هَاهُنَا غَرْسُ الصّنَائِعِ فى عِزٍّ خَالِدٍ مُقِيمٍ ثَابِتٍ.
لَمْ يُدْأَثِ: لَمْ يُدَيَّثْ ولَمْ يُلَيَّنْ، يُقَالُ: دَأَثَهُ، ودَيَّثَهُ: إذا ذلَّلَهُ.
/ 27- أَكْرَمَ مِيرَاثِ امْرِئٍ مُوَرَّثِ
28- فى ذِرْوَةٍ فَرْعَاءَ لَمْ تُدَيَّثِ (2)
29- تَعْلُو خَنَاذِيذَ النِّيَافِ الأَشْرَثِ
30- ويَوْمَ لَفِّ الفَزَعِ المُحَثْحَثِ
__________
(1) فى نسخة الضرير: "حيازيم"، والحيازيم: جمع حيزوم، وهو الصدر بما اتّصل من جوانبه.
(2) بين هذا المشطور وتاليه مشطور آخر بنسخة الضرير:
* وإرث مجد دائم التأَرّث *(1/417)
الذِّرْوَةُ: أَعْلَى كُلِّ شَىءٍ.
وفَرْعَاءُ: عَالِيَةٌ.
ولَمْ تُدَيَّث: لَمْ تُذَلَّلْ، يَقُولُ: تَعْلُو هَذِه الذِّرْوَةُ خَنَاذِيذَ النِّيَافِ، وواحِدُهَا: خِنْذِيذَةٌ، وهى شَماريخُ مِنَ الجِبَالِ مُشْرِفَةٌ، وشُعَبٌ دِقَاقٌ فى أطْرَافِهَا.
والخِنْذِيذُ: الخَصِىُّ مِنَ الخَيْلِ، ويُقَالُ: بَلْ هُوَ الفَحْلُ، من الأَضْدَادِ، ويُقالُ: بَلْ هُوَ الطَّوِيلُ، والخِنْذِيذُ: البَذِىءُ اللِّسَانِ مِنَ النّاسِ، وقالَ أبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِىُّ: الخِنْذِيذُ: الفَارِسُ الثَّبْتُ، ورَوَى أبُو عُبَيْدٍ: الخِنْذِيانُ: الكَثِيرُ الشَّرِّ، وقالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ: الخِنْذِِيَانَةُ(1): الفَاتِكُ مِنَ الرِّجالِ الجَرِىءُ، ورَوَى ابنُ السِّكِّيتِ أَنَّ الخِنْذِيَانَ يُقَالُ فى الخِنْذِيذِ مِنَ الجِبَالِ.
والنِّيَافُ: الطَّوِيلُ، ونَاقَةٌ نِيَافٌ وجَمَلٌ نِيَافٌ، وهو الطَّوِيلُ فى ارْتِفَاعٍ.
والأَشْرَثُ: الأَخْشَنُ، والشَّرَثُ: غِلَظُ ظَهْرِ الكَفِّ مِنَ الشِّتَاءِ، والفِعْلُ شَرِثَ يَشْرَثُ، وقالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ: الشَّرَثُ(2): شُقَاقٌ فى أَطْرَافِ الأَصَابِعِ مِنَ العَمَلِ، قالَ: والشَّرَثُ فى الوَتِدِ إذا ضُرِبَ رَأْسُهُ فَتَنَكَّثَ، وقالَ غيرُهُ: الشَّرَثَةُ: النَّعْلُ الخَلَقُ.
واللَّفُّ: الجَمْعُ.
والمُحَثْحَثُ: الذى يُحَثُّ فِيهِ ويُجْمَعُ عِنْدَ النَّائِبَةِ، وأَصْلُهُ المُحَثَّثُ منَ الحَثِّ، يَحُثُّ بَعْضُ الناسِ بَعْضًا لِشِدَّتِهِ.
31- وهَتَفَانِ الصَّارِخِ المُغَوِّثِ
32- والبَحْثِ مِنْ أَيْدِى الأَعَادِى البُحَّثِ
33- تَشْفِى العِدَى مِنْ فِتْنَةِ التَّفَرُّثِ
34- وعِنْدَ مَغْثَاتِ الأُمُورِ المُغَّثِ
أرَادَ ويَوْمَ هَتَفَانِ، وهو الصُّرَاخُ والدُّعَاءُ، وهَتَفَ هَتْفًا، وهَتَفَانًا.
__________
(1) الجيم 1/221.
(2) الجيم 2/149.(1/418)
والمُغَوِّثُ: المُصَوِّتُ المُسْتَغِيثُ.
والبُحَّثُ: الذِينَ يَبْحَثُونَ عَنِ الشَّرِّ ويَسْتَثيرُونَهُ.
والتَّفَرُّثُ: التَّفَرُّقُ، ومِنْهُ انْفَرَثَتْ كَبِدُه: تَقَطَّعَتْ.
وتَشْفِى العِدَى: تُذْهِبُ خِبَّهَا مِنْ قُلُوبِهَا؛ لِقَتْلِه لَهَا.
/ مَغْثَات: عَرَكات، ومَغَثَهُ الأَمْرُ: عَرَكَهُ ومَرَسَهُ كَمَا يَمْغَثُ الأَدِيمَ، ومِنْهُ رَجُلٌ مَغِثٌ ومَرِسٌ وعَرِكٌ: إذا كانَ شَدِيدًا صَبُورًا.
35- مَلأْتَ أَفْواهَ الكِلاَبِ اللُّهَّثِ
36- مِنْ جَنْدَلِ القُفِّ وتُرْبِ الكَِثْكَِثِ (1)
37- حَتَّى اشْفَتَرُّوا بالأَقَلِّ الأَخْبَثِ
38- تُعَجِّلُ السَّيْرَ إذا لَمْ تَبْعَثِ
اللُّهَّثُ: جَمْعُ لاَهِثٍ، وهى الفَاغِرَةُ أَفْوَاهَهَا، ولَهَثَ الكَلْبُ عِنْدَ الإِعْيَاءِ أوْ عِنْدَ شِدَّةِ الحَرِّ، وهو ولَغُ اللِّسَانِ مِنَ العَطَشِ، واللُّهَاثُ: حَرُّ العَطَشِ فى الجَوْفِ. وقال الرَّاعِى:
* حَتَّى إذا بَرَدَ السِّجَالُ لُهَاثَهَا *(2)
والقُفُّ: ما غَلُظَ منَ الأرْضِ وارْتَفَعَ ولَمْ يَبْلُغْ أنْ يكونَ جَبَلاً لَهُ مُتُونٌ صَلِيبُ الحِجَارَةِ، والجَمِيعُ: القِفَافُ.
والكَِثْكَِثُ: حَصًى وتُرَابٌ مُخْتَلِطَانِ، يقالُ: بِفِيهِ الكِثْكِثُ.
واشْفَتَرُّوا: تَفَرَّقُوا، تَقُولُ: اشْفَتَرَّ الشَّىءُ اشْفِتْرَارًا، والاسْمُ الشَّفْتَرَةُ، وهو التَّفَرُّقُ، كتَفَرُّقِ الجَرَادِ والفَرَاشِ ونَحْوِه. وقالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ:
__________
(1) المشطوران 35، 36 باللسان (ك ث ث).
(2) البيت فى شعر الرّاعى النميرى/52، وفى اللسان (ل هـ ث): قال الرّاعى يصف إبِلاً. وعجز البيت فيهما:
* وجَعَلْنَ خَلْفَ غُروضِهِنَّ ثَمِيلاَ *
والسِّجالُ: جمع سَجْلٍ، وهو الدَّلْوُ المَمْلُوءَةُ، والغُرُوضُ: جمعُ غَرْضٍ، وهو حِزامُ الرَّحْلِ، والثَّمِيلَةُ: البَقِيَّةُ من الماءِ تَبْقَى فى جوفِ البَعِيرِ.(1/419)
فَتَرَى المَرْوَ إذا مَا هَجَّرَتْ عَنْ يَدَيْهَا كالفَرَاشِ المُشْفَتِرّْ(1)
بالأَقَلِّ: أى بالجَمْعِ الأَقَلِّ.
وقَوْلُهُ: لم تَبْعَثِ: البَعْثُ، والبَعَثُ: الإرْسَالُ، وتقولُ: ضُرِبَ البَعْثُ على الجُنْدِ: أى بُعِثُوا على العَدُوِّ.
39- بقُوَّةِ الحَازِمِ غَيْرِ الأَلْوَثِ
40- إذَا الْتَوَتْ أَمْرَاسُهُ لَمْ تُنْكَثِ
41- وقَدْ بُلُوا مِنْكَ بلَيْثٍ أَلْيَثِ
42- أَعْطَى أبَا سَارَةَ حَمْضَ المُغْلِثِ
الأَلْوَثُ: الذى لا يُحْكِمُ أَمْرَهُ، وإِنَّ فيه لَلُوثَةً: إذا لَمْ يُحْكِمْ أَمْرَهُ.
والأَمْرَاسُ: الحِبالُ، والوَاحِدُ: مَرْسٌ.
لَمْ تُنْكَثِ: لَمْ تُنْقَضْ.
أبُو سَارَةَ: رَأْسُ الخَوَارِجِ.
حَمْضُ المُغْلِثِ: يقولُ: أَعْطَيْتُه مَا اشْتَهَى منَ الحَرْب ولَمْ تَكِعَّ عَنْهُ، وهذا مَثَلٌ(2)؛ وذلك أَنَّ الإبِلَ إذا أَكَلَتِ الخُلَّةَ، وهو بَقْلٌ حُلْوٌ اشْتَهَتِ الحَمْضَ، وهو ما مَلُحَ مِنَ النَّبْتِ وحَمُضَ وأَمَرَّ، فيقولُ كان/ أبُو سَارَةَ يَشْتَهِى مُحَارَبَتَكَ فَأَعْطَيْتَهُ إِيّاها، وهذا كقَوْلِ العَجّاجِ:
* كَانُوا مُخِلِّينَ فَلاَقَوْا حَمْضَا *(3)
__________
(1) فى المخطوط:"فتَرَى المَرْءَ.."، والمثبت رواية ديوان طَرَفة ص 61، واللسان (ش ف ت ر): "فَتَرَى المَرْوَ..". وعجز البيت فى اللسان: "عن يَدَيْها كالجَرَادِ المُشْفَتِرّْ". والمَرْوُ: الحِجَارَةُ البِيضُ.
(2) فى اللسان (خ ل ل): "وفى المَثَل: إنَّكَ مُخْتَلٌّ فَتَحَمَّضْ، أى انْتَقِلْ مِنْ حالٍ إلى حالٍ، يقال للمُتَوَعِّدِ المُتَهَدِّد".
(3) شرح ديوان العجّاج/88، واللسان (خلل)، وفيهما:
* جاءوا مُخِلِّين فلاقَوْا حَمْضَا *(1/420)
وقيلَ: الخُلَّةُ: العَرْفَجُ، وكُلُّ شَىءٍ يَبْقَى فى الشِّتاءِ، ويُسَمِّيها العَرَبُ العُلْقَةَ؛ لأنَّهُم يَتَعَلَّقُونَ بِهَا فى الشِّتَاءِ، والمُغْلِثُ: الذى قَدْ صَارَ فى أَغْلاثٍ منَ الحَمْضِ، أى أَخْلاَطٍ وأَلْوانٍ، وقالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبانِىُّ: يُقالُ هُمْ يَرْعَوْنَ أَغْلاَثًا: إذا لَمْ يُصِبِ الأَرْضَ مَطَرٌ ولَيْسَ فِيهَا إلاَّ الحَمْضُ والرِّمْثُ والغَضَا، والوَاحِدُ: غِلْثٌ.
43- وحَسِبَ الخَنَّاقُ أَنْ سَيَحْتَثِى
44- ما شَاءَ من أَبْوابِ كَسْبٍ مِقْعَثِ
45- فَاضْطَرَّهُ السَّيْلُ بِوَادٍ مُرْمِثِ(1)
46- فكانَ أَمْرُ الفَاسِقِ المُخَبَّثِ
يَحْتَثِى: يَحْثُو المَالَ.
مِقْعَثٌ: يأْخُذُ المَالَ كثيرًا، قَعَثَ يَقْعَثُ، وقَعَثَ وجَرَف بِمَعْنًى واحِدٍ، وقالَ غَيْرُه: الإقْعَاثُ: إكْثَارُ الشّىءِ، تَقولُ: أَقْعَثَنِى العَطِيَّةَ: أى أَجْزَلَهَا، وأَنْشَدَ(2):
* أَنْعَشَنِى مِنْهُ بِسَيْبٍ مُقْعَثِ *(3)
* لَيْسَ بمَنْزُورٍ ولاَ بِرَيِّثِ * (4)
والقَعْثُ: الكَثْرَةُ، تَقُولُ: إنَّهُ لقَعِيثٌ كَثِيرٌ: أى واسِعٌ منَ المَعْرُوفِ وغَيْرِه، ومَطَرٌ قَعِيثٌ، وسَيْبٌ قَعِيثٌ: أى كَثيرٌ.
ومُرْمِثٌ: فِيهِ رِمْثٌ، وهو شَجَرٌ، يقولُ: اضْطَرَّهُ الأَمْرُ إلى شَرِّ مَلْجَأٍ.
__________
(1) اللسان (ط ر م) ومعه مشطور آخر:
* فى مُكْفَهِرِّ الطِّرْيَمِ الشَّرَنْبَثِ *
(2) الرّجز لرُؤْبة، ورد ضمن الأبيات المفردات الملحقة بالديوان المطبوع ص171، وباللسان (ق ع ث، ن ع ش).
(3) فى المخطوط: "مُقْعِثِ"، والمثبت من الدِّيوان المطبوع واللِّسان.
(4) ورد المشطور الأول فى الدِّيوان المطبوع واللسان (ق ع ث) برواية: "أَقْعَثَنِى.."، وفى اللسان (ن ع ش) برواية: "أَنْعَشَنِى..".
والسَّيْلُ(1): المَثَلُ.
47- كَخَاتِلِ الصَّمْصَامَةِ الشَّرَنْبَثِ
48- وقَدْ رَأَى الغَرْثَانُ شَرَّ مَغْرَثِ(1/421)
49- وَجْهُ الوَلِيدِ فى الدَّمِ المُلَوَّثِ
50- والكُرْكُ والأَكْرادُ إنْ لَمْ تَشْبَثِ
الصَّمْصَامَةُ: هاهُنا: الأَسَدُ، وهو الذى يُصَمِّمُ أنْ يَمْضِىَ فى الشّىءِ، وصَمَّمَ فلانٌ: عَزَمَ، وحَقُّهُ الصَّمَّامَةُ ولكِنّه أَعَادَ فَاءَ الفِعْلِ.
والغَرْثَانُ: الجَائِعُ، وأَرادَ: وقَدْ رَأَى وَجْهُ الوَلِيد والغَرْثَانُ، كَقَوْلِكَ: قَامَ الظَّرِيفُ عَبْدُ اللهِ.
والوَلِيدُ: رَجُلٌ.
إِنْ لَمْ تَشْبَثِ: تَعْلَق شَيْئًا وتَأْخُذهُ.
والمُلَوَّثُ فى الدَّمِ: يُرِيدُ أَنَّكَ قَتَلْتَهُ.
/ 51- خَيْرًا وصُكُّوا بالقِذَافِ المِلْطَثِ
52- تَرَكْتَهُمْ لَحْمَ الضِّبَاعِ العُيَّثِ
53- أَسْرَى وقَتْلَى فى غُثَاءِ المُغْتَثِى
54- بشِعْبِ تَنْبُوكٍ وشِعْبِ العَوْبَثِ(2)
يَقولُ: إِنْ لَمْ تَشْبَثْ خَيْرًا.
وصُكُّوا: رُمُوا بالقِذَافِ.
القِذافُ، والمُقَاذَفَةُ: الرَّمْىُ مِنْ كُلِّ شَىءٍ؛ بالسِّهَام والحِجَارَةِ والكَلاَمِ.
والمِلْطَثُ: مِنَ اللَّطْثِ، تَقُولُ: لَطَثَه بِحَجَرٍ، ولَطَسَهُ، ورَدَاهُ، بمَعْنَى رَمَاهُ.
والعُيَّثُ: المُفْسِدَةُ، وعَاثَ: أَفْسَدَ.
والغُثَاءُ: ما جَاءَ بِهِ السَّيْلُ مِنْ نَباتٍ قَدْ يَبِسَ، يَجْتَمِعُ فى حَافَتَىِ الوَادِى.
والمُغْتَثِى: الذى يَأْخُذُه.
والشِّعْبُ: مَا انْفَرَجَ بَيْنَ جَبَلَيْن أَوْ نَحْوِهِمَا.
__________
(1) قوله: "والسيلُ: المثل" يحيل على المثل القائل: "اضطره السيل إلى مَعْطَشِه" يضرب لمن ألقاه الخير الذى كان فيه إلى شر. وانظر الميدانى 2/264 (المراجع).
(2) المشطوران 53، 54 بالتاج (ع ب ث).
وتَنْبُوكُ، والعَوْبَثُ: مَوْضِعَانِ بَيْنَ فَارِسَ وكَرْمَانَ(1).
55- إذا حَلَفْتَ قَسَمًا لَمْ تَحْنَثِ
56- واعْتَرَفُوا بَعْدَ الفِرَارِ المِنْيَثِ (2)
57- إِذَا أَنْبَطَ الحَافِرُ ما لَمْ يُنْبَثِ
58- مِلْحًا وسَمًّا فى ثَرَى المَاءِ اللَّثِى(1/422)
المِنْيَثُ: المُبْعِدُ، ونَاثَ عَنِّى: أى بَعُدَ، وهو عَنِّى نَائِثٌ: أى بَعِيدٌ، والمُنَايِثُ: المُبَاعِدُ.
أَنْبَطَ: مِنَ النَّبْطِ، وهو المَاءُ الذى يُنْبَطُ مِنْ قَعْرِ البِئْرِ إذا حُفِرَتْ، نَبْطًا ونُبُوطًا، وقَدْ أَنْبَطْنَا المَاءَ: إذا اسْتَنْبَطْنَاهُ، إذا انْتَهَيْنَا إِلَيْه، وكَذلِكَ النَّبْطُ: ما يَتَحَلَّبُ مِنَ الجَبَلِ، كَأَنَّهُ عَرَقٌ يَخْرُجُ مِنْ أَعْرَاضِ الصَّخْرَةِ، يقولُ: "أَخْرَجَ الحَافِرُ مَاءً مِلْحًا"، وهذا مَثَلٌ، أى اسْتَخْرَجُوا أَمْرًا وخِيمًا.
__________
(1) فى معجم البلدان لياقوت: "قال أبو سعد: تَنْبوُك ظنِّى أنّها قرية بنواحى عُكْبَراء، منها أبو القاسم نصر بن علىّ التَّنْبُوكىّ الواعظ العُكْبَرىّ، سمع أبا علىّ الحسن بن شهاب العُكبرىّ، وسمع منه هبة الله بن المبارك السَّنَطىّ. وقال نصر: تَنْبُوك: ناحية بين أرّجان وشيراز".
والعَوْبَث: شِعْبٌ. وفى اللسان: موضع . (التاج/ ع ب ث).
(2) قوله فى تفسير * واعترفوا بعد الفرار المنيث*:
"المنيث: المُبْعِدُ، وناثَ عنى: بَعُد، وهو عنِّى نائث، أى: بعيد، والمنايث: المباعد" هذه المادة مما لم يرد فى معاجم اللغة (المراجع).
واللَّثِى(1): النَّدِى، وأَرادَ اللَّثِقَ فأَسْقَطَ القَافَ، وقيل هو مِنْ لَثِيَتِ الشَّجَرَةُ لَثًى، وقَدْ أَلْثَتِ الشَّجَرَةُ مَا حَوْلَهَا: إذا كانَ يَسْقُطُ مِنْهَا مَاءٌ.
وقَوْلُه: ما لَمْ يُنْبَثِ: ما لَمْ يُثَرْ تُرَابُهُ، والنَّبْثَةُ والنَّبِيثَةُ: مَا يُخْرَجُ مِنَ البِئْرِ، ونَبَثَ: إذا حَفَرَ واسْتَخْرَجَ التُّرابَ باليَدِ والأَصَابِعِ، وحَفَرَ فأَجْبَلَ: وَقَعَ على جَبَلٍ، وحَفَرَ فأَسْهَبَ: صَارَ إلى الرَّمْلِ، وأَثْلَجَ: صَارَ إلى الطِّينِ، وأَجْرَلَ: صَارَ /إلى جَرلٍ وهى الحِجَارَةُ، وأكْدَى: وَقَعَ عَلَى كُدْيَةٍ، وهى الصَّخْرَةُ.
59- مَا لأَبِى سَارَةَ مِنْ مُعَثْعَثِ(1/423)
60- إِنْ(2) هو بالأَسْيَافِ لَمْ يُحَثْحَثِ
61- وعِنْدَ جِدِّ العَرَكِ المُمَرَّثِ(3)
62- يُبْطِئُ نَصْرُ النّاصِرِ المُغَوِّثِ
63- والحَرْبُ تُعْطِى دِرَّةً لَمْ تُرْغَثِ
مِنْ مُعَثْعَثِ: مِنْ مُقَامٍ، وعَثْعَثَ بالمكَانِ: أَقَامَ بِهِ.
لَمْ يُحَثْحِث: لَمْ يُسْرِع الهَرَبَ، أرَادَ يُحَثِّث فَأَعَادَ فَاءَ الفِعْلِ كَرَاهَةً لاجْتِمَاعِ ثَلاَثَةِ أَحْرُفٍ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ.
والعَرَكُ: المُعَالَجَةُ فى الحَرْبِ والازْدِحَامُ، وأَصْلُ العَرَك: الصِّرَاعُ.
ومُمَرَّثٌ: مُلَيَّنٌ، ومَرَثْتُ التَّمْرَ، ومَرَسْتُهُ، ومَرَدْتُهُ، ومِشْتُهُ: دَلَكْتَهُ بِيَدِكَ حَتّى يَلِينَ.
__________
(1) فى اللسان (ل ث ى): "لثِيَتِ الشَّجَرَةُ: نَدِيَتْ. وأَلْثَتِ الشَّجَرَةُ ما حَوْلَهَا لَثًى شديدًا: نَدَّتْهُ. الجَوْهَرِىّ: لَثِىَ الشَّىءُ، بالكَسْر، يَلْثَى لَثًى: نَدِىَ، وهذا ثَوْبٌ لَثٍ، إذا ابْتَلَّ من العَرَقِ واتَّسَخَ". وفى اللسان (ل ث ق): "اللَّثَقُ: البَلَلُ. يقال: لَثِقَ الطائِرُ: إذا ابْتَلَّ ريشُه".
(2) فى الدِّيوان المطبوع: "إذْ".
(3) فى الدِّيوان المطبوع: "المُمَرِّثِ".
والمُغَوِّثُ: الذى يقولُ: أتَاكَ الغَوْثُ.
والدِّرَّةُ: يَعْنِى الدَّمَ.
لَمْ تُرْغَثِ: لَمْ تُرْضَعْ، ورَغَثَ الفَصِيلُ أُمَّهُ يَرْغَثُهَا رَغْثًا: إذا رَضِعَهَا.
* ... * ... *
... ... -35-
وقَالَ [فى مَدِيحِ تَمِيمٍ (وسَعْدٍ، وخِنْدفَ) ونَفْسِهِ]:(1)
1- قَدْ عَرَّضَتْ(2) أَرْوَى بِقَوْلٍ إفْنَادْ
2- فَقُلْتُ هَمْسًا فى النَّجِىِّ الإِرْوَادْ
3- أَصْبَحْتِ نَمْرَاءَ كَأُمِّ الآسَادْ
4- ورَابَنِى تَحْرِيضُ كُلِّ وَجَّادْ
الإِفْنَادُ: الفَسَادُ والكَذِبُ، والاسْمُ مِنْهُ الفَنَدُ.
والهَمْسُ: الكَلاَمُ الخَفِىُّ.
والإِرْوَادُ: مِنَ الرُّوَيْدِ(3).
والنَّجِىُّ: مِنَ المُنَاجَاةِ.(1/424)
والنَّمْرَاءُ: السَّيِّئَةُ الخُلُقِ، قَدْ نَمِرَتْ، وتَنَمَّرَتْ، ونَمَّرَتْ: عَبَّسَتْ.
ورَابَنِى: مِنَ الرَّيْبِ، والرَّيْبُ: صَرْفُ الدَّهْرِ، والرَّيْبُ: ما رَابَكَ مِنْ أَمْرٍ تَخَوَّفْتَ عاقِبَتَه، قالَ خَالِدُ ابْنُ زُهَيْرٍ الهُذَلِىُّ يُعَاتِبُ أَبَا ذُؤيْبٍ:
* كَأَنَّنِى أَرَبْتُهُ بِرَيْبِ *(4)
وقَدْ رَابَنِى هَذَا الأَمْرُ يَرِيبُنِى: إذا أَدْخَلَ عَلَيْكَ شَكًّا وخَوْفًا، وأَرَابَنِى لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، وقالَ أبُو ذُؤَيْبٍ فى الرَّيْبِ: صَرْف الدَّهْرِ:
.. ورَيْبَ قَرْعٍ يُقْرَعُ (5)
__________
(1) الأرجوزة (16) بالصفحات 38 – 41 بالديوان المطبوع، وما بين الحاصرتين إضافة منه. وتَمِيم، وسَعْد، وخِنْدف: قبائل.
(2) فى المخطوط والديوان المطبوع: "عَرَضَتْ" بتخفيف الرّاء، والمثبت رواية اللسان والتاج (ف ن د)، وخزانة الأدب 2/313، 11/269.
(3) الرُّوَيْد: الإمْهالُ.
(4) اللسان والتاج (ر ى ب)، وشرح أشعار الهذليين 1/207، وجاء فى اللسان:
* يا قَوْمِ مَالِى وأبا ذُؤيْبِ *
* كُنْتُ إذا أَتَيْتُهُ من غَيْبِ *
* يَشَمُّ عِطْفِى ويَبُزُّ ثَوْبِى *
* كأَنَّنِى أَرَبْتُهُ بِرَيْبِ *
(5) وفى شرح أشعار الهذلين:
* يَا وَيْلَ مَالِى وأبا ذُؤَيْبِ *
* كُنْتُ إذا أَتَوْتُهُ من غَيْبِ *
ورواية الأصمعى:
* يا قَوْمِ ما بالُ أبى ذُؤَيْبِ *
* يَمَسُّ رأْسِى ويَشَمُّ ثَوْبِى *
* كأنَّنِى أتَوْتُهُ بِرَيْبِ *
( ) تمامُ بيت أبى ذُؤيْبٍ فى شرح أشعار الهذليين 1/20:
فَشَرِبْنَ ثُمَّ سَمِعْنَ حِسًّا دُونَهُ شَرَفُ الحِجَابِ ورَيْبَ قَرْعٍ يُقْرَعُ
وأَرَابَ الأَمْرُ: صَارَ /ذا رَيْبٍ، وأَرَابَ الرَّجُلُ: صَارَ مُرِيبًا ذَا رِيبَةٍ، وتقولُ: ارْتَبْتُ: أى ظَنَنْتُ بِهِ.
ووَجَّادٌ: غَضْبَانُ، مِنْ وَجَدَ عَلَيْهِ وِجْدًا ووَجْدًا(1).
5- حَضَّ ولاَ يَعْلَمُ ما فِى أَجْلاَدْ(1/425)
6- مِنْ قُحَمِ الدَّيْنِ وزُهْدِ الأَرْفَادْ (2)
7- وعَجِبَتْ مِنْ ذَاكَ أُمُّ هَنَّادْ
8- لَمَّا رَأَتْنِى رَاضِيًا بالإِهْمَادْ(3)
أَجْلاَدٌ: جَمَاعَةُ جِلْدٍ.
وقُحَمُ الدَّيْنِ: كَثْرَتُهُ(4).
والزُّهْدُ: القِلَّةُ، ورَجُلٌ زَهِيدٌ: قَلِيلُ الخَيْرِ.
والأَرْفَادُ: جَمْعُ رِفْدٍ، وهى العَطَايَا.
والإِهْمَادُ: لُزُومُ البَيْتِ والسُّكُونُ فِيهِ، والإِهْمَادُ - فى غَيْرِ هَذَا -: السُّرْعَةُ.
9- لاَ أَتَنَحَّى قَاعِدًا فى القُعَّادْ(5)
10- كالكُرَّزِ المَرْبُوطِ بَيْنَ الأَوْتادْ(6)
11- سَاقَطَ مِنْه الرِّيشَ قَبْلَ الإِبْرادْ
12- لَفْحُ الصَّلاَ مِنْ وَغْرِ قَيْظٍ وَقَّادْ
لاَ أَتَنَحَّى: يُريدُ لاَ أَبْرَحُ ولاَ أَخْرُجُ لاَزِمًا كالصَّقْرِ المُقَرْنِصِ، فإذا نَبَتَ رِيشُهُ فَقَدْ كَرَّزَ.
والإِبْرَادُ: يَعْنِى البَرْدَ، ويُقالُ: لَفَحَتْهُ النَّارُ: إذا أَصَابَتْ وَجْهَهُ وأَعَالِىَ جَسَدِهِ.
__________
(1) الذى فى اللسان: "وَجَد عليه فى الغضب يَجُدُ ويَجِدُ وَجْدًا وجِدَةً ومَوْجَدَةً، ووِجْدانًا: غَضِب".
(2) اللسان ( ق ح م).
(3) اللسان والتاج (ك ر ز) و(المخصص 13/264) غير منسوب، ونُسِب لرؤبة فى مادة (هـ م د).
(4) فى اللسان (ق ح م) عن شمر: "كَثْرَتُهُ ومَشَقَّتُهُ".
(5) التاج (ك ر ز)، ونسبه المحقِّق لرؤبة.
(6) اللسان والتاج (ك ر ز) غير منسوب، ونُسِب لرؤبة فى مادة (هـ م د) وفى مقاييس اللغة 5/169. والكُرَّزُ: البازِى يُشَدُّ ليَسْقُطَ رِيشُهُ.
والصَّلاَ: اسْمٌ للوَقُودِ إذا اصْطَلَى بِهِ القَوْمُ، إذا فَتَحْتَهُ قَصَرْتَهُ، وإذا كَسَرْته مَدَدْتَهُ فَقُلْتَ: الصِّلاَءُ.
والوَغْرُ: التَّلَهُّبُ، تقولُ: لَقِيتُهُ فى وَغْرِ الهَاجِرَةِ، حَيْثُ تَتَوَسَّطُ الشّمْسُ السَّمَاءَ، ووَغْرَةٌ ووَغْرٌ.
13- وعَاجَ(1) أحْنَائِى انْحِنَاءُ الأَعْوَادْ(1/426)
14- هَرْجُ الأَمَانِىِّ وطُولُ التَّعْوَادْ
15- ولَيْلَةٌ يَحْفِزُهَا يَوْمٌ حَادْ
16- إلى مُغَوَّاةِ الفَتَى بالمِرْصَادْ (2)
أَحْنَاؤُهُ: عِظَامُهُ، والواحِدُ: حِنْوٌ.
وهَرْجُ الأَمَانِىِّ: تَمَنِّيهِ أُمْنِيَّةً بَعْدَ أُمْنِيَّةٍ.
والتَّعْوَادُ: تَعْوَادُهُ بالأمَانِىّ على نَفْسِهِ.
يَحْفِزُهَا: يُزْعِجُهَا ويَسُوقُهَا.
والحَادِى: السَّائِقُ.
والمُغَوَّاةُ هَاهُنَا: القَبْرُ، والمُغَوَّاةُ: البِئْرُ تُحْفَرُ للسَّبُعِ، وهى الزُّبْيَةُ أَيْضًا(3).
/ 17- بَعْدَ الأَغَانِىِّ وبَعْدَ الإِنْشَادْ
18- لاَ يَبْعَدَنْ عَهْدُ الشَّبَابِ الفَيَّادْ (4)
19- ولاَ مُؤَاخَاةُ الكِرَامِ الوُدَّادْ
20- ذَوِى النُّهَى والمَرِحِينَ الأَغْيَادْ
أَغَانِىّ: جَمْعُ أُغْنِيَّةٍ.
وفَيَّادٌ:مُتَبَخْتِرٌ فى مِشْيَتِهِ، ورَاسَ ومَاحَ بمَعْنًى.
والوُدَّادُ: جَمْعُ وَادٍّ، ورَجُلٌ وُدٌّ، وقَوْمٌ وُدٌّ وأَوُدّ.
والأَغْيَادُ: الطِّرَاءُ اللَّيِّنُونَ، والواحِدُ: أَغْيَدُ.
21- وخَطْبُ طَلاَّبِ الخُطُوبِ وَفَّادْ
22- ونَفْحُ أَطْلاَلِ اللِّمَامِ الأَجْعَادْ
23- ورَمْيُنَا طَرْفَ الحِسَانِ الأَخْوَادْ
24- بِنَظَرٍ يَقْتُلُ قَبْلَ الإِصْرادْ
نَفْحُهَا: تَحْرِيكُهَا.
__________
(1) عَاجَ: عَطَفَ.
(2) اللسان والتاج (غ و ى)، يريد إلى مَهْلَكَتِه ومَنِيَّتِه، ونص على أن المُغَوَّاة - فى بيت رؤبة -: القبر.
(3) الزُّبْيَةُ: الرَّابِيَةُ التى لا يَعْلُوها الماءُ.
(4) فى الدِّيوان المطبوع: "القَيّادْ" بالقاف.
واللِّمَامُ: جَمْعُ لِمَّةٍ، وهى أَقْصَرُ مِنَ الجُمَّةِ، وأَطْوَلُ مِنَ الفَقْرَة(1).
والأَخْوَادُ: جَمَاعَةُ خَوْدٍ، وهى البَادِنُ، وقِيلَ: الفَتَاةُ الشَّابَّةُ ما لَمْ تَصِرْ نَصَفًا، والجَمْعُ: الخَوْدَاتُ، وقالَ أبُو عُبَيْدٍ: هِىَ الحَسَنَةُ الخَلْقِ.(1/427)
والإِصْرَادُ: الإِنْفَاذُ، أَصْرَدَهُ صَاحِبُه إِصْرادًا: إذا أَنْفَذَهُ، وصَرَدَ يَصْرُدُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ صَرَدًا: إذا نَفَذَ فِيهِ شَبَاةُ حَدِّه، ونَصْلٌ صَارِدٌ مِنَ الرَّمِيَّةِ شَيْئًا، فإذَا خَرَجَ بَعْضُهُ فهو نَافِذٌ، فإذَا جَاوزَ فهو مَارِقٌ، قالَ اللَّعِينُ المِنْقَرِىُّ(2):
ومَا بُقْيَا عَلَىَّ تَرَكْتُمَانِى ولكِنْ خِفْتُمَا صَرَدَ النِّصَالِ
قال: وسَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ: الصَّرَدُ: الإنْفَاذُ، والصَّرَدُ: الخَطَأُ.
25- ما كَانَ تَحْبِيرُ اليَمَانِى البَرَّادْ
26- يَرْجُو وإِنْ دَاخَلَ كُلَّ وَصَّادْ
27- نَسْجِى ونَسْجِى مُجْرَهِدُّ الجُدَّادْ
28- بَلْ بَلَدٍ أَطْرَافُهُ فى أَبْلاَدْ
التَّحْبِيرُ: التَّوْشِيَةُ، والحِبَرَةُ: ضَرْبٌ مِنَ البُرُودِ باليَمَنِ، يقالُ: لَهُ بُرْدَةُ حِبَرَةٍ، ولَيْسَ حِبَرَةُ مَوْضِعًا أَوْ شَيْئًا مَعْلُومًا، إنَّمَا هو وَشْىٌ، كقَوْلِكَ: ثَوْبُ قِرْمِزٍ، والقِرْمِزُ: صِبْغٌ، وتقولُ: حَبَّرْتُ الشِّعْرَ والكَلاَمَ تَحْبِيرًا، ولو قِيلَ بالتَّخْفِيفِ كانَ جَائِزًا.
__________
(1) هكذا بالمخطوط، وفى اللِّسان: "اللِّمَّةُ: شَعَرُ الرَّأْسِ إذا كان فوق الوَفْرَةِ، وفى الصِّحاح: يُجَاوِزُ شَحْمَةَ الأُذُنِ، فإذا بَلَغَتِ المَنْكِبَيْن فهى: جُمَّةٌ. واللِّمَّةُ: الوَفْرَةُ، وقيل: فَوْقَها..".
(2) البيت فى اللسان والتاج (ص ر د)، وفيهما:
وقال اللَّعِينُ المِنْقَرِىُّ يُخاطِبُ جَرِيرًا والفَرَزْدَقَ:
... خِفْتُمَا صَرَدَ النِّبَالِ
والوَصَّادُ: الذى يَصِفُ للنَّسَّاجِ عَمَلَهُ، يقالُ: وَصَدَ يَصِدُ وَصْدًا.
والمُجْرَهِدُّ: المُمْتَدُّ /الذَّاهِبُ.
وجُدَّادٌ: خُيُوطٌ تَبْقَى فى آخِرِ الثَّوْبِ بَعْدَ الفَرَاغِ مِنْهُ.
وأَبْلاَدٌ: جَمْعُ بَلَدٍ.
29- مُسْتَقْدِمِ الرَّعْنِ لَمُوعِ الأَنْجَادْ(1/428)
30- أَخْوَقَ فى العَيْنِ قَمُوصِ الأَكْتَادْ
31- تَنَشَّطَتْ مِنْهُ عِرَاضُ الأَكْبَادْ
32- مُنْصَبَّةُ الحَدْرِ سَوَامِى الإِصْعَادْ(1)
الرَّعْنُ: أَنْفُ الجَبَلِ، والجَمْعُ: رِعَانٌ.
والأَنْجَادُ: جَمْعُ نَجْدٍ، وهى المُتُونُ المُشْرِفَةُ مِنَ الأَرْضِ تَلْمَعُ بالسَّرابِ.
والأَكْتَادُ: الأَوْسَاطُ مِنْهَا، كالكَتَدِ مِنَ البَعِيرِ، وهو الكَاهِلُ بِعَيْنِهِ.
والأَخْوَقُ: البَعِيدُ.
تَنَشَّطَتْ: خَرَجَتْ.
والعِراضُ الأَكْبَادِ: المُجْفَرة الجُنُوبِ.
وانْصِبَابُها: إسْرَاعُهَا فى الحُدُورِ.
والإِصْعَادُ: مَصْدَرُ أَصْعَدَ.
33- مَحْبُوكَةُ الجَلْزِ عِتَاقُ الأَجْيَادْ
34- سَوَّاقَةُ الأَرْجُلِ عُوجُ الأَعْضَادْ
35- إذا أَجَزْنَاهَا لخِمْسٍ طَرَّادْ
36- بآجِنِ المَاءِ مُحِيلِ الأَعْهَادْ
مَحْبُوكَة: مُؤَنَّقَةُ الخَلْقِ.
والجَلْزُ: الإِحْكَامُ.
وعُوجُ: فُتْلُ المَرَافِقِ.
أَجَزْنَاهَا: سَقَيْنَاهَا، والجَوَازُ: السَّقْىُ، وأَنْشَد:
* يَا قَيِّمَ المَاءِ فَدَتْكَ نَفْسِى *
* عَجِّلْ جَوَازِى وأَقِلَّ حَبْسِى *(2)
والآجِنُ: المُتَغَيِّرُ.
أَعْهَادٌ: جَمْعُ عَهْدٍ.
والمُحِيلُ: المُتَغَيِّرُ.
__________
(1) فى المخطوط: "الأَصْعَادْ" بفتح الهمزة، والصّواب الكسر؛ لأنّه فسّره بمصدر أَصْعد.
(2) رواية التاج (ج و ز): "يا صاحِبَ الماءِ..". وفى اللسان (ج و ز): قال الرّاجِزُ:
* يَا بْنَ رُقَيْعٍ وَرَدَتْ لخِمْسِ *
* أَحْسِنْ جَوازِى وأَقِلَّ حَبْسِى *
37- قَلَّصْنَ تَقْلِيصَ النَّعَامِ الوُخَّادْ (1)
38- سَوَامِدَ اللَّيْلِ خِفَافَ الأزْوادْ(2)
39- يَهْوِينَ بالخَرْقِ انْخِرَاطَ الأَمْسَادْ
40- واللَّيْلُ أَحْوَى مَالِئٌ بالأَسْدَادْ(3)
قَلَّصْنَ: شَمَّرْنَ وأَسْرَعْنَ، قَلَّصَ يُقَلِّصُ تَقْلِيصًا.
والوُخَّادُ: جَمْعُ واخِدٍ، والوَخْدُ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ.(1/429)
والسَّوَامِدُ: الدَّوَائِمُ فى السَّيْرِ، جَمْعُ سَامِدٍ وسَامِدَةٍ، يُقالُ: سَمَدَتِ الإبِلُ فهى تَسْمِدُ سُمُودًا، وذَلِكَ إذا لَمْ تَعْرِفِ الإِعْيَاءَ كَأَنَّها قَدْ سُيِّبَتْ.
تَهْوِينَ: المُهَاوَاةُ: شِدَّةُ السَّيْرِ، وقال:
فَلَمْ تَسْتَطِعْ مَىٌّ مُهَاوَاتَنَا السُّرَى ولاَ لَيْلَ عِيسٍ فى البُرِينَ خَوَاضِعِ(4)
والخَرْقُ: المَفَازَةُ البَعِيدَةُ، اخْتَرَقَتْهُ الرِّيحُ فهو خَرْقٌ /أَمْلَسُ.
وقَوْلُهُ: وانْخِرَاطُ الأَمْسَاد: جَمْعُ مَسَدٍ، وهو حَبْلٌ مِنْ لِيفٍ، يُتَّخَذُ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، يُرِيدُ أَنَّها تَنْخَرِطُ كَمَا يَنْخَرِطُ الحَبْلُ مِنَ البَكَرَةِ، ودَابَّةٌ خَرُوطٌ: إذا كانَ يَجْذِبُ رَسَنَهُ.
والأَحْوَى: الأَسْوَدُ.
__________
(1) فى التاج (س م د): "الوَخَّادْ" بفتح الواو.
(2) اللسان والتاج ( س م د)، ومقاييس اللّغة 3/100، والرِّواية فيها:
* سَوَامِدُ اللَّيْلِ خِفَافُ الأَزْوادْ *
برفع كلمتى "سوامد"، و"خِفاف". وقولُه: خِفَافُ الأَزْوادِ: أى ليس فى بطونِها عَلَفٌ، وقيل: ليس على ظهورها زادٌ للرّاكِبِ.
(3) فى المخطوط: "مالئ الأسداد"، والمثبت من المطبوع لاستقامة الوزن.
(4) نُسِبَ البَيْت فى اللِّسان (هـ و ى) لذى الرُّمَّة، وروايته كرواية المخطوط، لكنه أضاف قائلا: "وفى التهذيب: ولاَ لَيْلَ عِيسٍ فى البُرِينَ سَوَامِ".
والبيت فى ديوان ذى الرُّمّة 2/1059 كرواية التَّهذيب. والبُرِين: جمع البُرَةِ. وسَوام: تسمو، أى تَرْتَفعُ.
والأَسْدَادُ: جَمْعُ سَدٍّ وسُدٍّ: ما كانَ مِنْ جَبَلٍ أو نَشْزٍ(1).
41- وَطَرْحِ أَيْدِيهِنَّ بالسَّدْوِ السَّادْ
42- بَيْنَ الفَيَافِى عَرْضُهُ للأَطْرَادْ
43- يَنْشَقُّ مَوَّارُ الصَّحَارِى الأَجْرَادْ
44- عَنْ مُسْنَفَاتٍ كَالنَّعَامِ النُّدَّادْ
السَّدْوُ: رَمْيُهَا بأَيْدِيها فى سَيْرِها.
والسَّادِى: المُتَتَابِعُ.(1/430)
والفَيَافِى: جَمْعُ فَيْفَاءَ: الصَّحْرَاءُ المَلْسَاءُ، وإنَّمَا فَيْفَاءُ فَعْلاَء مِنَ الفَيْفِ، وهى المَفَازَةُ لاَ ماءَ فِيها، يَقُولُ: فهذه الفَيافِى واسِعَةٌ لِمَنْ يَطْرُدُ فِيهَا.
والأَطْرَادُ: جَمْعُ طَرَدٍ.
والمَوَّارُ: السَّرَابُ، مِنْ مَارَ يَمُورُ مَوْرًا، وهو الشَّىءُ يَتَرَدَّدُ.
وانْشِقَاقُهُ: قَطْعُهَا لَهُ.
والصَّحَارِى: جَمْعُ صَحْرَاءَ، وهى الفَضَاءُ الوَاسِعُ.
والأَجْرَادُ: جَمْعُ جَرَدٍ: الفَضَاءُ الأَمْلَسُ الذى لاَ نَبَاتَ فِيهِ، فإذا نَعَتَّ بِهِ الأَرْضَ قُلْتَ: أَرْضٌ جَرْدَاءُ، ومَكَانٌ أَجْرَدُ، وقَدْ جَرِدَتْ، وجَرَّدَهَا القَحْطُ تَجْرِيدًا.
والمُسْنَفَاتُ: التى قَدْ قَلِقَتْ رِحَالُهَا من ضُمْرِها، وبَعِيرٌ مِسْنَافٌ: يُؤَخِّرُ الرَّحْلَ، وأَسْنَفْتُ البَعِيرَ: شَدَدْتُه بالسِّنَافِ، وهو مُسْنَفٌ: قَدْ شُدَّ بالسِّنَافِ؛ وهو حَبْلٌ تُشَدُّ بِهِ قَادِمَةُ الرَّحْلِ؛ لِئَلاَّ تَمُوجَ، وفَرَسٌ مُسْنِفَةٌ: إذا كانَتْ تَتَقَدَّمُ الخَيْلَ فى سَيْرِهَا، فإذا سَمِعْتَ فى شِعْرٍ مُسْنِفَةً - بكَسْرِ النُّونِ -فإنَّمَا يَعْنِى فَرَسًا، وإذا سَمِعْتَ مُسْنَفَةً - بفَتْح النُّونِ - فإنَّمَا يَعْنِى النّاقَة.
والنُّدَّادُ: الذَّوَاهِبُ على وجُوهِهَا، جَمْع: نَادٍّ ونَادَّةٍ، وهو الشُّرُودُ، كما يَنِدُّ البَعِيرُ، أى يَنْفِرُ ويَسْتَعْصِى.
__________
(1) فى المخطوط: "أو نَشْر" بالرَّاءِ المهملة. والذى فى المعاجم: السدُّ: الجبل والحاجز.
45- بَلْ عَلِمَ العَالِمُ والدَّاعِى النَّادْ
46- أَنِّى بِسَعْدِى وهى خَيْرُ الأَسْعَادْ
/ 47- فى صَامِلِ الهَضْبِ مُنِيفِ الأَطْوَادْ
48- وأَنَّنِى الطَّارِحُ فى الجَمْعِ العَادْ
سَعْدُه: سَعْدُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ.(1/431)
والأسعادُ التى أَرَادَ: سَعْدُ بنُ ضَبَّةَ بْنِ أُدٍّ، وسَعْدُ العَشِيرَةِ، وسَعْدُ بنُ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ، وسَعْدُ بنُ عِجْلِ بنِ لُجَيْمٍ.
والصَّامِلُ: اليَابِسُ.
والهَضْبُ: جَمْعُ هَضْبَةٍ، وهى الحُمْرُ مِنَ الجِبَالِ.
ومُنِيفٌ: مُشْرِفٌ.
والأَطْوَادُ: جَمْعُ طَوْدٍ، وهو الجَبَلُ العَظِيمُ، قالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ: { كُلُّ فِرْقٍ كالطَّوْدِ العَظِيم } (1).
والعَادِى: المُسْرِعُ.
49- غَلْوًا بِهِ أَشْحَطُ غَلْوَ المُزْدَادْ
50- ومَعْشَرٍ لَمْ يُولَدُوا بالأَسْعَادْ
51- نَهْنَهَنِى عَنْهُم تَوَقِّى الأَثْآدْ
52- حِلْمًا وأَنْ لَيْسُوا لَنَا بأَنْدَادْ
الغَلْوُ: السَّيْفُ، كغَلْوِ السَّهْمِ، وكذلِكَ الشَّحْطُ، وشَحَطَهُ: سَبَقَهُ.
بالأَسْعَادِ: أَرادَ السُّعُودَ الأَرْبَعَةَ: سَعْدُ الذَّابِحُ، وسَعْدُ بُلَعَ، وسَعْدُ السُّعُودِ، وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ.
ونَهْنَهَنِى: رَوَّعَنِى وكَفَّنِى.
والأَثْآدُ: جَمْعُ ثَأَدٍ، وهو النَّدَى، وإنَّما أَرَادَ بالأَثْآدِ: الجَهْلَ، يُقالُ للجَاهِلِ: ابنُ ثَأْدَاءَ، وابْنُ دَأْثَاءَ، وثَأْدَاءَ ودَأْثَاءَ بفَتْحِ الهَمْزَةِ، وابْنُ ثَأْطَاءَ، والثَّأْطُ: الجَمَاعَةُ.
والأَنْدَادُ: الأَشْباهُ، جَمْعُ نِدٍّ.
53- ولَوْ رَأَوْا وَقْعِى رَضُوا بالإِقْرَادْ
54- وشَاعِرٍ لَمْ يُهْدَ سَمْتَ الإِرْشَادْ
55- حتّى تَلَوَّى فى مُغَارِ الإحْصَادْ
56- واعْتَزَّهُ بَعْدَ الخِنَاقِ الزَّرَّادْ
والإِقْرَادُ: السُّكُوتُ، وإذا ذَلَّ الرَّجُلُ وخَضَعَ يُقَالُ: أَقْرَدَ.
والسَّمْتُ: القَصْدُ.
__________
(1) الشّعراء، الآية 63.
والمُغَارُ: المَفْتُولُ، وأَغَارَ حَبْلَهُ، وأَحْصَدَهُ، ومَسَدَهُ: إذا فَتَلَهُ وأَحْصَفَهُ.
والزَّرَّادُ: الخَنَّاقُ؛ لأَنَّهُ يَأْخُذُ المَزْرَدَ، يُقالُ: زَرَدَهُ يَزْرِدُهُ زَرْدًا، وسَأَتَهُ، وسَأَبَهُ: إذا خَنَقَهُ.(1/432)
57- تَقْحِيمُ عاسِى الرُّكْنِ مَحْبُوكِ الآدْ
58- أتْلَعَ يَسْمُو بِتَلِيلٍ قَوَّادْ(1)
59- يَمْطُو قُرَانَاهُ بِهَادٍ مَرَّادْ(2)
60- يَزْدَادُ بُعْدًا مِنْ أَكُفِّ المُدَّادْ
/ تَقْحِيمُهُ: رَمْيُهُ بِنَفْسِهِ فى الأُمُورِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ.
والعَاسِى: الشَّدِيدُ.
ورُكْنُهُ: جَانِبُهُ.
والمَحْبُوكُ: المَصْنُوعُ المُحْكَمُ، تَقُولُ: إنَّهُ لَمَحْبُوكُ المَتْنِ والعَجُزِ: إذا كانَ فِيهِ اسْتِوَاءٌ مع ارْتِفاعٍ، وقالَ أبُو عَمْرٍو الشّيْبَانِىُّ(3): يُقالُ: إنَّهُ لَشَدِيدُ حُبَكِ المَتْنِ وحُبْكَةِ المَتْنِ، والحَبْكُ: العَمَلُ.
وآدُهُ، وأَيْدُهُ: قُوَّتُه.
والأَتْلَعُ: المُشْرِفُ.
ويَسْمُو: يَعْلُو.
والتّلِيلُ: العُنُقُ.
والقَوَّادُ: المُتَقَدِّمُ.
ويَمْطُو: يَمُدُّ.
وقُرَانَاهُ: ما قُرِنَ مَعَهُ فى حَبْلٍ، يَقولُ: إذا قُرِنَ بِهِ بَعِيرٌ جَذَبَهُ جَذْبًا شَدِيدًا.
61- وحَاسِدٍ مِنْ شانِئِينَ حُسَّادْ
62- ما زَالَ يَغْلُو بالخَنَا والإِفْنَادْ(4)
63- حتّى هَدَمْنَا حَوْضَهُ بالأَوْرَادْ
64- فَأَيُّهَا السَّائِلُ عَنْ أَهْلِ الوَادْ
__________
(1) التاج (ق و د)، ورواية اللسان (ق و د): "أَتْلَعَ يَسْمُو بِقَلِيلٍ قوّادْ" تحريفٌ.
(2) اللسان ( ق ر ن).
(3) الجيم 1/151.
(4) الخَنَا: الفُحْشُ. والإفْنَادُ: ضَعْفُ العَقْلِ، والخَرَفُ.
الشّانِئُونَ: الأَعْدَاءُ، واحِدُهُمْ: شَانِئٌ، وهُمُ الشُّنَّاءُ، والاسْمُ الشَّنْءُ والشُّنْءُ والمَشْنَأَةُ، وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: شَنِئْتُهُ شَنْأً وشُنْأً وشِنْأً، وقالَ الجَرْمِىُّ: وشَنْآنًا وشَنَآنًا، وقَدْ قُرِئَ بِهَا جَمِيعًا.
ويَغْلُو: يُفْرِطُ، والغُلُوُّ: الإفْرَاطُ.(1/433)
والأَوْرَادُ: الجَمْعُ الكَثِيرُ، كَأَوْرادِ الإِبِلِ، واحِدُها: وِرْدٌ، وهى الإِبِلُ الوَارِدَةُ، والوِرْدُ: المَاءُ بِعَيْنِه، والوِرْدُ: الحُمَّى، والوِرْدُ: العَطَشُ، والوِرْدُ: الجُزْءُ يكونُ على الرَّجُلِ من صَلاَةٍ، أو قُرْآنٍ يَقْرَؤُه.
65- إنْ كُنْتَ أَعْمَى فالقَنَا بالأَشْهَادْ
66- نُنْبِئْكَ(1) ما لَمْ يُحْصِهِ ذُو أَسْبَادْ
67- إنَّ تَمِيمًا كانَ قَهْبًا مِنْ عادْ(2)
68- أَرْأَسَ مِذْكَارًا كَثِيرَ الأَوْلاَدْ(3)
والقَنَا: واحِدُه القَنَاةُ(4)، وأَلِفُهَا واوٌ، والجَمِيع: القَنَواتُ، والقَنَا. ورَجُلٌ قَنَّاءٌ ومُقَنٍّ: أى صَاحِبُ قَنًا، وقالَ العَجَّاجُ:
* عَضَّ الثِّقَافِ خُرَصَ المُقَنِّى *(5)
وأَشْهَادٌ: جَمْعُ شَاهِدٍ وشَهِيدٍ.
والأَسْبَادُ: الأَمْوَالُ، واحِدُهَا: سَبَدٌ، يُرِيدُ يَأْتِيك بِجَمْعٍ وشَرَفٍ لاَ يُحْصَى، والسَّبَدُ: المَعَزُ، واللَّبَدُ: الإِبِلُ، وما لَهُ عَافِطَةٌ، فالعَفْطُ: كُدَاسُ الضَّأْنِ، /ولاَ نافِطَةٌ، والنَّفْطُ: كُدَاسُ المَعَزِ، وما لَهُ إمَّرٌ ولاَ إِمَّرَةٌ: أى جَدْىٌ ولاَ عَنَاقٌ، وما لَهُ هُبَعٌ ولاَ رُبَعٌ، فالهُبَعُ: ما نُتِجَ فى الصَّيْفِ، والرُّبَعُ: ما نُتِجَ فى الرَّبِيعِ.
__________
(1) فى المطبوع : "تُنْبِيكَ".
(2) اللسان والتاج (ذ ك ر، ق هـ ب).
(3) اللسان والتاج ( ذ ك ر).
(4) وهى الرُّمْحُ.
(5) ديوان العجّاج/186، وفى اللسان (قنا) غير منسوب، وفيه وفى الدِّيوان: "خُرُصَ" بضمِّ الرّاء. والخُرُصُ: الغُصْنُ.
والقَهْبُ: القَدِيمُ(1).
والأَرْأسُ: العَظِيمُ الرَّأْسِ.
والمِذْكَارُ: الذى مِنْ عَادَتِه وِلاَدَةُ الذُّكُورِ.
69- يَعْجِزُ عَنْهُمْ عَدُّ كُلِّ عَدَّادْ
70- فالنّاسُ مِنْ تَغَضُّبٍ وأَحْقَادْ
71- على تَمِيمٍ مِنْ تَلَظِّى الأَحْرَادْ
72- مَرْضَى ومَوْتَى بالنُّجُومِ الأَنْكَادْ(1/434)
يَعْجِزُ: يَضْعُفُ، وأَعْجَزَ: سَبَقَ، وعَجِزَتِ المَرْأَةُ: عَظُمَتْ عَجِيزَتُهَا تَعْجَزُ عَجَزًا، لَهَا خَاصَّةً، وهى امْرَأَةٌ عَجْزَاءُ، والجَمِيعُ: عَجِيزَاتٌ، ولاَ يَقُولُونَ "عَجَائِزُ" مَخَافَةَ الالْتِبَاسِ، وعَجَّزَتِ المَرْأَةُ: أَسَنَّتْ، وعَاجَزَ إلى الشَّىءِ: تَرَكَهُ وصَارَ إلى غَيْرِهِ، وكَذلِكَ كارَزَ، وخَالَ.
والأَحْرَادُ: جَمْعُ حَرِدٍ. وحُرِدَ: غَضِبَ، وحَرِدَ البَعِيرُ: إذا عَنِتَتْ يَدُهُ مِنَ القَيْدِ فَتَلَفَّفَ بِيَدِه إذا مَشَى، وحَرَدَ إلى الشَّىءِ: قَصَدَ.
والأَنْكَادُ: جَمْعُ نَكَدٍ، وهو الشُّؤْمُ.
73- وإِنْ تُلَمْلِمْ خِنْدِفِى (2) بالأَنْضَادْ
74- وقَيْسُنا تَرْحَمْ بِعِزٍّ مَيَّادْ
75- تَزِلُّ عَنْهُ ناطِحَاتُ الأَضْدَادْ
76- ونَحْنُ أَبْقَى مِنْ جِبَالِ الأَوْتَادْ(3)
تُلَمْلِمُ: تَجْتَمِعُ.
وخِنْدَفٌ: لَيْلَى بِنْتُ حُلْوَانَ بنِ الحَافِ بنِ قُضَاعَةَ، وهى أُمُّ عَمْرٍو وعَامِرٍ ابْنَى إلْيَاسِ بنِ مُضَرَ، فَعَمْرٌو: مُدْرِكَةُ، وعَامِرٌ: طَابِخَةُ.
والأَنْضَادُ: العَدَدُ الكَثِيرُ، والأَشْرَافُ.
والمَيَّادُ: الذى يَمِيدُ اخْتِيَالاً وتَكَبُّرًا.
77- على مُلِمَّاتِ الزّمَانِ الهَدَّادْ
78- نَسْمُو بِصَدْرٍ جَوْزُهُ ذُو أكْآدْ
79- ضَخْمِ المِلاَطَيْنِ دُعَامِىّ الهَادْ
__________
(1) والقَهْبُ: المُسِنُّ.
(2) فى المخطوط: "خِنْدَفِى" بفتح الدّال، والصواب بالكسر.
(3) جِبال الأَوْتاد: أى أوْتادُ الأَرْضِ، وهى الجِبالُ؛ لأَنّها تُثَبِّتُها.
80- لَنَا وأَجْدَادٍ عِظَامِ الأَجْدَادْ
المُلِمَّاتُ: الشَّدَائِدُ من شَدَائِدِ الدَّهْرِ، الوَاحِدَةُ: مُلِمَّةٌ.
والهَدَّادُ: الذى يَهُدُّ كُلَّ شَىءٍ ويَكْسِرُهُ.
ونَسْمُو: نَعْلُو ونَرْتَفِعُ.
وجَوْزُ كُلِّ شَىءٍ: وسَطُهُ.
وأكْآدُ: جَمْعُ كَؤُودٍ، وهو: /الصَّعْبُ الذى لاَ يُرْتَقَى.(1/435)
والمِلاَطَانِ: العَضُدَانِ والكَتِفَانِ من جَانِبَىِ السَّنَامِ مِمَّا يَلِى مُقَدَّمَهُ.
والدُّعَامِىُّ، والدُّعْمِىُّ: الشَّىءُ الشَّدِيدُ الدِّعَامِ.
والهَادِى: العُنُقُ.
والأَجْدَادُ:جَمْعُ جَدٍّ، وهو أبُو الأَبِ، والأَجْدَادُ: الحُظُوظُ، واحِدُهَا: جَدٌّ، والجَدُّ: الوَكْفُ، تقولُ: جَدَّ البَيْتُ: وَكَفَ.
81- أَحْرَزَهُمْ مِنْ كَيْدِ كُلِّ كَيَّادْ
82- وظَالِمٍ فى رَأْسِ عِزٍّ ضَهَّادْ
83- نَطْحُ بَنِى أُدٍّ رُؤُوسِ الآدَادْ
84- عَنَّا وجُنْدٌ فاضِلٌ لِلأَجْنَادْ
الضَّهْدُ: القَهْرُ، وضَهَدَهُ حَقَّهُ، واضْطَهَدَه(1): إذا ظَلَمَهُ.
وضَبَّةُ بنُ أُدٍّ وعَمْرُو بنُ أُدٍّ، وهو مُزَيْنَةُ، وعَبْدُ مَنَاةَ بنُ أُدٍّ، وهم: الرِّبَابُ، وتَيْمٌ، وعُكْلٌ، وعَوْفٌ، وعَدِىٌّ، وثَوْرٌ، وأَشِيبُ، وهُمْ بَنُو عَبْدِ مَنَاةَ بنِ أُدٍّ(2).
والآدَادُ: الدَّوَاهِى، مِنْ قولِه جَلَّ وعَزَّ: { شَيْئًا إِدًّا } (3).
85- بِمَرْوَ ضَرَّابُو رُؤُوسِ الأَنْدَادْ
86- فَنَحْنُ أَرْبَابُ العِبَادِ العُبَّادْ
87- فَلَيْسَ يُلْفَى حَاضِرٌ ولاَ بَادْ
88- إلاَّ قَهَرْنَاهُ بِمُلْكٍ حَدَّادْ
الأَنْدَادُ: جَمْعُ نِدٍّ، وهو ما كانَ مِثْلَ الشَّىءِ يُضَادُّهُ فى أُمُورِه، وهو النَّدِيدُ.
__________
(1) فى المخطوط: "وانْتَهَضَهُ"، والصّواب ما أثبتناه، كما فى اللّسان وغيره.
(2) انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم/198 و 480.
(3) مريم، الآية 89.
والحَدَّادُ: المَانِعُ، ومِنْهُ سُمِّىَ البَوَّابُ حَدَّادًا، لِمَنْعِهِ، ومِنْه الرَّجُلُ المَحْدُودُ: المَمْنُوعُ.
89- تَرْمِى بِنَا خِنْدِفُ يَوْمَ الإِيسَادْ(1)
90- طَحْمَةَ إِبْلِيسَ ومِرْدَاةَ الرَّادْ
91- ونَحْنُ إِنْ نَهْنَهَ ضَرْبُ الذُّوَّادْ
92- سَواعِدَ القَوْمِ وقَمْدَ الأَقْمَادْ
الإِيسَادُ: الإِغْرَاءُ، ومِنْهُ: آسِدْ(2) كَلْبَكَ: أى أغْرِهِ بالصَّيْدِ.(1/436)
والطَّحْمَةُ: الدَّفْعَة، كَطَحْمَةِ السَّيْلِ، وأَرادَ فِتْنَةَ الأَزْدِ وتَمِيمٍ.
والمِرْدَاةُ: الصَّخْرَةُ.
والرَّادِى: الرَامِى.
ونَهْنَهَ: كَفَّ ورَدَعَ.
والذُّوَّادُ: المَانِعُونَ، والوَاحِدُ: ذَائِدٌ.
والقَمْدُ: الغِلَظُ، ورَجُلٌ قُمْدٌ(3): غَلِيظُ العُنُقِ.
/ 93- نَعْصَى بِغَرْبَىْ كُلِّ نَصْلٍ قَدَّادْ(4)
94- إذا اسْتُعِيرَتْ من جُفُونِ الأَغْمَادْ
95- فَقَأْنَ بالصَّقْعِ يَرَابِيعَ الصَّادْ (5)
96- نَكْفِى(6) قُرَيْشًا مَنْ سَعَى بالإِفْسَادْ
نَعْصَى: يُقالُ: عَصَى بِسَيْفِه يَعْصَى عَصًا: إذا أَخَذَهُ أَخْذَ العَصَا، ولُغَةٌ أُخْرَى: عَصَا يَعْصُو عَصْوًا، وقالَ:
__________
(1) فى المخطوط ضبط: "خِنْدَفُ" بفتح الدّال، والصواب كسرها، كما فى المعاجم وكتب الأنساب، وانظر جمهرة أنساب قريش/ 10 و 479، والاشتقاق/42.
(2) فى المخطوط: "أَوْسِدْ كَلْبَكَ"، والمثبت عن اللسان (أ س د) ولفظه: "آسَدَ الكلبَ بالصيد إيسادًا: هيّجَه وأغراه". واستشهد بالمشطور: * ترمى بنا خِندِف ...*
(3) فى المخطوط: "قُمَدٌ" والتصحيح من اللسان ولفظه: "رَجُلٌ قُمْدٌ، وقُمُدٌّ، وقُمْدُدٌ، وقُمُدَّان، وقُمُدَّانىّ: قوىّ شديد صلب". واستشهد بقول رؤبة، وروايته:
* ونحن إن نُهْنِهَ ذودُ الذَّوّادْ *
* سواعد القوم وقمْدُ الأقمادْ *
(4) قَدَّاد: شديدُ القَطْع مُسْتَأْصِلٌ.
(5) اللسان (ر ب ع).
(6) فى المخطوط: "تكفى" بالتاء، والمثبت من الديوان المطبوع.
وإِنَّ المَشْرَفِيَّةَ قَدْ عَلِمْتُمْ إذَا يَعْصَى بِهَا النَّفَرُ الكِرَامُ
والغَرْبَانِ: الحَدَّانِ، وغَرْبُ كُلِّ شَىءٍ: حَدُّهُ.
فَقَأْنَ: شَدَخْنَ.
والصَّقْعُ: الضَّرْبُ.
واليَرَابِيعُ: جَمْعُ يَرْبُوعٍ، وهى دَابَّةٌ تكُونُ فى الرَّأْسِ كالوَزَغِ، فإذَا هَاجَتْ بالبَعِيرِ أَزْبَدَ مَنْخِراهُ، وسَمَا بِرَأْسِهِ.(1/437)
والصَّادُ، والصَّيْدُ واحِدٌ، فَشُبِّهَ المُتَكَبِّرُ مِنَ الرِّجَالِ بالأَصْيَد مِنَ الإِبِلِ، وقال آخَرُونَ: الصَّيَدُ مَصْدَرُ الأَصْيَدِ، وهو على مَعْنَيَيْنِ؛ مَلِكٌ أَصْيَدُ: لاَ يَلْتَفِتُ إلى النّاسِ يَمينًا ولاَ شِمَالاً، والأَصْيَدُ أَيْضًا: مَنْ لا يَسْتَطِيعُ الالْتِفاتَ مِنْ دَاءٍ أوْ نَحْوِهِ، والفِعْلُ صَيِدَ يَصْيَدُ، وأَهْلُ الحِجَازِ يُثْبِتُونَ اليَاءَ والوَاوَ، نحو صَيِدَ وعَوِرَ، وغَيْرُهُمْ يَقُولُ: صَادَ يَصَادُ، وعَارَ يَعَارُ، ودَوَاءُ الصَّيَدِ أنْ يُكْوَى مَوْضِعٌ مِنَ العُنُقِ، فَيَذْهَبَ الصَّيَدُ، وقالَ:
* قَدْ كُنْتُ عَنْ أَعْراضِ قَوْمِى مِذْوَدَا *
* أَشْفِى المَجَانِينَ وأكْوِى الأَصْيَدَا *(1)
وقالُوا: بَعِيرٌ صَادٍ، وأَنْشَدُوا بَيْتَ رُؤْبَةَ المُتَقَدِّمَ.
97- مِنْ كُلِّ مَرْهُوبِ الشِّقَاقِ جَحَّادْ
98- ومُلْحِدٍ خالَطَ أَمْرَ الإِلْحَادْ
99- وقَدْ نُدَاوِى من صُدَامِ الإِغْدَادْ
100- وحَقْوَةِ البَطْنِ ودَاءِ الأَلْهَادْ(2)
الشِّقَاقُ: الخِلاَفُ.
والمُلْحِدُ: الجَائِرُ، ومنه سُمِّىَ اللَّحْدُ؛ لأَنَّهُ فى ناحِيَةِ القَبْرِ.
__________
(1) المشطور الثانى فى اللسان (ص ى د).
(2) فى اللسان (ح ق و): "والحَقْوَةُ والحِقَاءُ: وَجَعٌ فى البَطْنِ يُصِيبُ الرَّجُلَ من أن يأكُلَ اللَّحْمَ بَحْتًا، فَيَأْخذه لذلك سُلاَحٌ، وفى التهذيب: يُورثُ نَفْخَةً فى الحَقْوَيْن... وقال رُؤْبَة:
* مِنْ حَقْوَةِ البَطْنِ ودَاءِ الإغْدَادْ *".
والصُّدَامُ: دَاءٌ يَأْخُذُ رُؤُوسَ الدَّوَابِّ.
والإِغْدَادُ: مِنْ قَوْلِهِمْ: أَغَدَّتِ الإِبِلُ: إذا صَارَ لَهَا بَيْنَ الجِلْدِ واللَّحْمِ غُدَدٌ مِنْ دَاءٍ أوْ غَيْرِه، وقال:
* لاَ بَرِئَتْ غُدَّةُ مَنْ أَغَدَّا *(1)(1/438)
وقالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ(2): جَمَلٌ مَغْدُودٌ ومُغِدٌّ، وهى قُرْحَةٌ تَأْخُذُ الإِبِلَ مِثْلَ الطَّاعُونِ.
والحَقْوَةُ: /أَنْ يَأْكُلَ البَعِيرُ البَقْلَ وفِيهِ التُّرَابُ، فيَشْتَكِى عَنْهُ، ويُورِثُهُ نَفْخَةً.
والأَلْهَادُ: جَمَاعَةُ لَهْدٍ، وهو أَنْ يَحْمِلَ الحِمْلَ على صَدْرِ البَعِيرِ فَيَرِمَ لَهُ.
101- بِخَفْقِ أَيْدِينَا خُيُوطَ (3) الأَقْلاَدْ
102- نُهْدِى رُؤُوسَ المُتْرِفينَ الصُّدَّادْ(4)
103- مِنْ كُلِّ قَوْمٍ قَبْلَ خَرْجِ النُّقَّادْ
104- إلى أمِيرِ المُؤْمِنينَ المُمْتَادْ(5)
خَفْقُ أيْدِيهِمْ بالسُّيُوفِ الأَعْنَاقَ، وهى خُيُوطُ الأَقْلاَدِ.
والأَقْلاَدُ: القَلاَئِدُ.
نُهْدِى: يقولُ: نُهْدِى إِلَيْهِمْ رُؤُوسَهُمْ قَبْلَ أَمْوالِهِمْ.
والمُمْتَادُ(6): المَطْلُوبُ ما عِنْدَه، يُقالُ: امْتَدْتُهُ فَأَمادَنِى، أى أعْطانِى.
105- كَرَامَةَ اللهِ وحَمْدَ الحُمَّادْ
__________
(1) اللسان (غ د د).
(2) الجيم 3/4.
(3) فى المخطوط: "خُيُوطُ" بضمِّ الطّاء، والمثبت من الدِّيوان المطبوع.
(4) اللسان والتاج (م ى د)، وفيهما: "تُهْدِى رُؤُوسُ المُتْرَفِينَ الأَنْدَادْ".
(5) اللسان والتاج (م ى د)، والمُمْتَادُ: المُتَفَضِّلُ على الناسِ، وهو المُسْتَعْطَى المَسْئُولُ.
وأضاف صاحب التاج: "هكذا أنشده الأَخْفَشُ، قال الصّاغانىّ: والرِّوايةُ:
* نُهْدِى رُؤوسَ المُتْرِفِينَ الصُّدَّادْ *
* مِنْ كُلّ قَوْمٍ قَبْلَ خَرْجِ النُّقّادْ *
* إلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ المُمْتادْ * "
(6) فى القاموس (م ى د): "الممتادُ: المستعطى، والمعطى".
106- ذَاكَ وإِنْ أَجْلَبَ أَهْلُ الأَهْدَادْ
107- أَسْكَتَ أَجْرَاسَ القُرُومِ الأَلْوادْ(1)
108- الضَّيْغَمِيَّاتِ العِظَامِ الأَلْدَادْ(2)
الأَجْرَاسُ: جَمْعُ جَرْسٍ، ويُقالُ جِرْسٌ أَيْضًا، وهو الصَّوْتُ.(1/439)
والقُرُومُ: واحِدُهَا قَرْمٌ، وهو الفَحْلُ المُصْعَبُ المُكَرَّمُ، لاَ يُحْمَلُ عَلَيْه شَىءٌ، يُتْرَكُ للفِحْلَةِ.
والأَلْوَادُ: العُصَاةُ، واحِدُهُمْ: أَلْوَدُ، وهو العَاصِى.
والضَّغْمُ: العَضُّ بالفَمِ كُلِّهِ.
والأَلْدَادُ: جَوَانِبُ الأَعْنَاقِ، واحِدُهَا: لَدِيدٌ.
109- عَنِّى وأَوْعَيْنَ اللَّهَى فى الأَلْغَادْ
110- زَأْرِى وقَبْقَابُ(3) الهَدِيرِ الزَّغَّادْ(4)
111- ورَدُّ(5) بَخْبَاخِ القَصِيفِ الرَّدَّادْ
112- أَسْكَتَ عَنِّى جَرْسَ كُلِّ هَدْهَادْ
أَوْعَيْنَ: أَدْخَلْن.
واللَّهَى: الشَّقَاشِقُ، واحِدَتُهَا: لَهَاةٌ، ويُجْمَعُ على اللَّهَى واللَّهَوَاتِ، ورُبَّمَا قَالُوا: لَهَيَاتٌ؛ لأَنَّ فَعَلة مِنْهَا لَيْسَ بكَثِيرٍ، فَيَجْعَلُونَ الأَلِفَ التى أَصْلُهَا وَاوٌ يَاءً، لِقِلَّتِهَا فى الفِعْلِ.
والأَلغَادُ: الحُلُوقُ، الوَاحِدُ: لُغْدٌ، ويُقالُ: لُغْدُودٌ، ويُجْمَعُ على اللَّغَادِيدِ، وقالَ:
إِيهٍ إلَيْكَ ابْنَ مِرْدَاسٍ بِقَافِيَةٍ شَنْعَاءَ قَدْ سَكَّتَتْ مِنْكَ اللَّغَادِيدَا(6)
__________
(1) اللسان والتاج (ل و د)، وفيهما: "أُسْكِتُ...".
(2) التاج (ل و د).
(3) فى المخطوط: "وقَبْقَابَ" بفتح الباء، والمثبت من الدِّيوان المطبوع.
(4) اللسان (ز غ د)، وفيه:
* دَارِى وقَبْقَابَ الهَدِيرِ الزَّغّادْ *
(5) فى المخطوط: " ورَدَّ" بفتح الدّال، والمثبت من الدِّيوان المطبوع.
(6) البيت فى اللسان والتاج (ل غ د)، وروايته فيهما:
... ... أَيْها إلَيْكَ ابْنَ مِرْدَاسٍ بقَافِيَةٍ شَنْعَاءَ قَدْ سَكَنَتْ مِنْهُ اللَّغَادِيدَا
/ وقِيلَ: اللُّغْدُودُ، واللُّغْدُ: باطِنُ النَّصِيلِ بَيْنَ الحَنَكِ وصَفْقِ العُنُقِ والنَّصِيلُ: هو مَفْصِلُ ما بَيْنَ العُنُقِ والرَّأْسِ من باطِنِ من تَحْتِ اللَّحْيَيْنِ، وقيل: اللُّغْدُودُ: لَحْمُ الأذُنِ المُتَّصِلُ بالحَلْقِ.(1/440)
والزَّأْرُ: هَدِيرُ الفَحْلِ إذا رَدَّدَه فى جَوْفِهِ ثمَّ مَدَّهُ.
وقَبْقَابٌ: مِنَ القَبْقَبَةِ، وهى صَوْتُ أَنْيَابِ الفَحْلِ.
والزَّغَّادُ: من الزَّغْدِ، وهو الهَدِيرُ الشَّدِيدُ، كَأَنَّهُ صَوْتُ المَخْنُوقِ، والزَّغْدُ: الكَثِيرُ، والزَّغْدُ يُقالُ: زَغَدَ لَهُ زَغْدَةً من سَمْنٍ، أوْ زُبْدٍ، أوْ ما كانَ: إذا قُطِعَ لَهُ مِنْهُ قِطْعَةً، قالَ أبُو خِرَاشٍ الهُذَلِىُّ:
وقَدْ كُنْتِ مُزْجَاةً زَمَانًا بِخَلَّةٍ فَأَصْبَحْتِ لاَ تَرْضَيْنَ بالزَّغْدِ والطِّرْمِ(1)
والزَّغْدُ: الضَّرِطُ، قالَ جَرِيرٌ:
يَغْدونَ قَدْ نَفَخَ الخَزِيرُ بُطُونَهُمْ رَغْدَى وضَيْفُ بَنِى عِقالٍ يُخْضَعُ(2)
والبَخْبَاخُ، والبَخُّ: هُوَ الهَديرُ، وبَخْبَخَتْهُ: أَنْ يَمْلأَ الفَمَ شِقْشِقَتُهُ.
__________
(1) البيت فى اللسان والتاج (ط ر م) غير منسوب، ولم أعثر عليه فى شعر أبى خِراش بشرح أشعار الهذليين. والطِّرْمُ: العَسَلُ.
(2) البيت فى ديوان جرير 2/917، وفى اللسان (خ ف ع)، ورواية الديوان:
يَغْدُونَ قد نَفَخَ الخَزِيرُ بُطُونَهُمْ رَغْدًا وضَيْفُ بَنِى عِقَالٍ يُخْفَعُ
ورواية اللسان (خ ف ع):
يَمشُونَ قَدْ نَفَخَ الخَزِيرُ بُطُونَهُمْ وغَدَوْا وضَيْفُ بَنِى عِقَالٍ يَخْفَعُ
يَخْفَعُ: يضعف من جوع أو مرض. ويُخْفَعُ: يُصْرَعُ ويُغْشَى عليه من الجوع.
والبيت برواية المخطوط: "رَغْدَى وضيف.. الخ" لا شاهد فيه على الرّغد – إلاّ أن يكون رَغْدَى تحرّف عن زَغْدَى، وكأنّ زغْدَى جمع زَغيد كمرضى جمع مريض، ولم أجده فى المعجمات، كما لم يرد أيضًا تفسير الزّغد بالضرط (المراجع).
والقَصِيفُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ المُرْتَفِعُ.
والهَدْهَادُ: الحَسَنُ الهَدِيرِ، هَدْهَدَ يُهَدْهِدُ هَدْهَدَةً.
113- يَفْرَقْنَ مِنْ نَهْدٍ كَعُرْضِ الصَّلاّدْ
114- على غُرَابَيْهِ نَفِىُّ الإِلْبَادْ(1/441)
115- كَأَنَّ رُبًّا سَالَ بَعْدَ الإِعْقَادْ(1)
116- على لَدِيدَى مُصْمَئِكٍّ صِلْخَادْ (2)
النَّهْدُ: الضَّخْمُ، وعُرْضُهُ: ما اعْتَرَضَ مِنْه.
والصَّلاَّدُ: الجَبَلُ الصُّلْبُ.
والغُرَابَانِ: رَأْسَا الوَرِكَيْنِ مِمّا يَلِى الصُّلْبَ.
والنَّفِىُّ: مَا نَفَاهُ إذا خَطَرَ بِذَنَبِهِ.
والإلْبَادُ: يُقالُ: أَلْبَدَ البَعِيرُ، فهو مُلْبِدٌ: إذا ضَرَبَ بِذَنَبِهِ فَخِذَيْهِ، فَيَلْصَقُ بِهِمَا ثَلْطُهُ وبَعَرُه، وقولُهُ: [كأنَّ رُبًّا](3) شَبَّهَ ما سَالَ مِنْ عَرَقِهِ بالرُّبِّ المُعْقَدِ، وكُلُّ ما طَبَخْتَهُ من رُبٍّ أو غَيرِه حتّى يَثْخُنَ فقَدْ أَعْقَدْتَهُ.
ولَدِيدَا العُنُقِ: جَانِبَاهُ.
والمُصْمَئِكُّ: الغَضْبَانُ، ومُرْمَئِكٌّ لُغَةٌ.
والصِّلْخَادُ: الضَّخْمُ القَوِىُّ الشَّدِيدُ، وهو الصَّلَخْدَى، ونَاقَةٌ صَلْخَدَةٌ.
117- فى هَامَةٍ كالصَّمْدِ بَيْنَ الأَصْمَادْ
118- أوْ جُمُدِ العَادِىِّ بَيْنَ الأَجْمَادْ(4)
/ 119- صَعْبٍ على الخَطْمِ(5) وقَيْدِ الأَقْيَادْ
__________
(1) مقاييس اللغة 4/86.
(2) مقاييس اللغة 4/86، وفيه: "على لَدِيدَى مُصْمَئِلٍّ صِلْخَادْ".
(3) زيادة يقتضيها السّياق.
(4) اللسان والتاج (و ج م)، ورواية المشطورين (117، 118):
*وهَامَةٍ كالصَّمْدِ بَيْنَ الأَصْمَادْ *
* أَوْ وَجَمِ العَادِىّ بين الأَجْمَادْ *
والوَجَمُ: حِجَارَةٌ مَرْكُومَة بعضُها فوقَ بَعْضٍ على رؤوسِ القُورِ والآكام.
وقيل: الوَجَمُ: واحِدُ الأَوْجَامِ؛ وهى علاماتٌ وأبْنِيَةٌ يُهْتَدَى بها فى الصّحارَى.
(5) الخَطْمُ: تعليقُ الخِطَامِ فى حَلْقِ البَعِير، ثمّ ثَنْيه على أَنْفِه ليُقَادَ به.
120- جَعْدِ الدَّرانِيكِ رِفَلِّ الأَجْلاَدْ (1)
الصَّمْدُ: النَّشْزُ الغَلِيظُ المُشْرِفُ، وكَذاكَ الجُمْدُ.
والعَادِىُّ: القَدِيمُ.
صَعْبٌ: يُرِيدُ أَنَّهُ صَعْبٌ لاَ يُقَيَّدُ ولاَ يُخْطَمُ.(1/442)
والدَّرَانِيكُ: الطَّنَافِسُ، شَبَّهَ وَبَرَهُ بها لكَثْرَتِهِ.
والأَجْلاَدُ: أَرادَ جِلْدَهُ بِعَيْنِهِ.
والرِّفَلُّ: الوَاسِعُ الشَّدِّ، كَأنَّهُ مُلَبَّسٌ دَرَانِيكَ، ويُرِيدُ أَنَّهُ طَويلُ الظَّهْرِ.
121- كَأَنَّهُ مُخْتَضِبٌ فى أَجْسَادْ(2)
122- مِنْ صِبْغِ وَرْسٍ أوْ صِبَاغِ الفِرْصَادْ
123- يَقْتَصِلُ القَصْلَ بِنَابٍ حُدَّادْ (3)
124- ولَفْتِ كَسَّارِ العِظَامِ خَضَّادْ(4)
أَجْسَادٌ: مِنَ الجَسَادِ، وهو الزَّعْفَرانُ، كَأَنَّهُ لحُمْرَتِه مَصْبُوغٌ بِهِ، وبالفِرْصَادِ، وهو التُّوتُ.
والوَرْسُ: صِبْغٌ، والتَّوْرِيسُ: فِعْلُهُ، والوَرْسُ: شَىءٌ أَصْفَرُ لَطْخٌ يَخْرُجُ على الرِّمْثِ بَيْنَ آخِرِ الصَّيْفِ وأَوَّلِ الشِّتَاءِ، إذا أصَابَ الثَّوْبَ لَوَّنَهُ، وقَدْ أَوْرَسَ الرِّمْثُ، فهو وارِسٌ: إذا أَدْرَكَ، ولا يُقالُ مُورِسٌ.
والقَصْلُ هاهُنَا: العَضُّ.
واللَّفْتُ: اللَّىُّ.
والخَضَّادُ: الكَسَّارُ.
125- كَرْهِ الحِجَاجَيْنِ شَدِيدِ الأَرْآدْ
126- فى رَأْسِهِ مُرْتَهِشَاتُ الأَحْيَادْ
127- أَبْلَخَ لاَ يَحْفِلُ زَجْرَ الأَوْغَادْ
__________
(1) هكذا رواية المخطوط والتاج (د ر ن ك)، ورواية اللسان (د ر ن ك، ر ف ل):
* جَعْدُ الدَّرانيكِ رِفَلُّ الأَجْلاَدْ *
برفع "جعد، ورفلّ".
وفى التاج (در ن ك) أضاف: "والذى فى العباب:
* ضَخْمِ الدَّرانيكِ رِفَلُّ الأَجْلادْ *
(2) اللسان والتاج (د ر ن ك، ر ف ل).
(3) فى المخطوط: "بنابِ حُدَّاد"، والمثبت من الديوان المطبوع.
(4) اللسان (خ ض د)، ورواية المشطور:
* ولَفْتَ كَسَّارٍ لَهُنَّ خَضَّادْ *
128- شَدَّاتُهُ (1) يُوهِينَ كُلَّ شَدَّادْ
كَرْهٌ: شَدِيدُ الرَّأْسِ، مُتَكَرِّهٌ أَيْضًا.
والحِجَاجَانِ: العَظْمَانِ تَحْتَ الحَاجِبَيْنِ.
والأَرْآدُ: جَمَاعَةُ رَأْدٍ، وهو أَصْلُ اللَّحْى.
والمُرْتَهِشَاتُ: المُتَحَرِّكَاتُ.(1/443)
والأَحْيَادُ: الحُرُوفُ، واحِدُهَا: حَيْدٌ.
والأَبْلَخُ: المُتَكَبِّر.
والأَوْغَادُ: الرَّعَاعُ الجُهَّالُ.
129- يَسْتَرْجِفُ الأَرْضَ بِرِزٍّ وأّدْ
130- فَهُنَّ صَرْعَى مِنْ جُزَازٍ (2) وَرَّادْ
131- يُوعِدُ أَوْ يَأْخُذُ قَبْلَ الإِيعَادْ
132- سَرَوْمَطٍ يُذْرِى رُؤُوسَ الأَقْصَادْ
يَسْتَرْجِفُ: مَثَلٌ، أى يُزَلْزِلُ، قالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ: { يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ والجِبَالُ } (3)، وكَمَا يَرْجُفُ / الشَّجَرُ إذا رَجَفَتْهُ الرِّيحُ، وكما تَرْجُفُ الأسْنَانُ إذا نَقَضَتْ أُصُولُهَا.
ورَزُّهُ: هَدِيرُه.
والوَأّدُ: الشَّدِيدُ، مِنَ الوَئِيدِ، والوَأْدِ.
والجُزَازُ: الذى يَقْطَعُ العِظَامَ، وسَيْفٌ جُزَازٌ: قَاطِعٌ.
وَرَّادٌ: مُتَقَدِّمٌ.
يُوعِدُ: مِنَ الوَعِيدِ، وهو التَّهَدُّدُ، ووَعِيدُ الفَحْلِ: إذا هَمَّ أَنْ يَصُولَ.
قال أَبُو النَّجْمِ:
* يُرْعَدُ أَنْ يُوعِدَ قَلْبُ الأَعْزَلِ *(4)
والسَّرَوْمَطُ: الذى يَبْتَلِعُ كُلَّ شَىْءٍ، وقالَ آخَرُ: هو الطَّوِيلُ، وأَنْشَدَ:
* أَعْيَسَ سَامٍ سَرْمَطٍ سَرَوْمَط *(5)
__________
(1) فى الديوان المطبوع: "شِدَّاتُهُ" بالشِّين المكسورة.
(2) فى المخطوط والدِّيوان المطبوع: "جُرَازٍ" بالرّاء المهملة، وما أثبتناه يتّفِق مع الشّرحِ.
(3) المزّمل الآية 14.
(4) ديوان أبى النّجْم/216، والرّواية فيه:
* يُرْعَدُ أَنْ يُرْعَدَ قَلْبُ الأعْزَلِ *
ومثله فى الطرائف الأدبية/61.
(5) اللسان (س ر م ط)، وروايته:
* بِكُلِّ سامٍ سَرْمَطٍ سَرَوْمَطِ *
ومثله عن ابن دُرَيْد.
وفى التاج (س ر م ط): * أَعْيَسَ سامٍ سَرْطَمٍ سَرَوْمَطِ *
والسَّرْطَمُ: الواسِعُ الحَلْقِ السَّرِيعُ الابْتِلاَع مع جِسْمٍ وخَلْقٍ، وقالَ أبُو عُبَيْدٍ: السَّرْطَمُ: الطَّوِيلُ، وقالَ أَبُو عَمْرٍو الشّيْبَانِىُّ:(1) السَّرْطَمِىُّ: الطَّوِيلُ.(1/444)
والأَقْصَادُ: الأَعْنَاقُ، واحِدُهَا: قَصْدٌ.
133- مِنَ العِظَامِ فى الصَّمِيمِ الأَعْرَادْ
134- يَعْتَزُّ أَقْرَانَ الجِذَابِ المَدَّادْ
135- قَسْبِ العَلاَبِىِّ شَدِيدِ الأَعْلاَدْ (2)
136- يُرْزِى إلى أَيْدٍ مَنِيعِ الأُيَّادْ
137- وشَامِخَاتٍ كالجِبَالِ الأَطْوادْ
الصَّمِيمُ: العَظْمُ الذى هو قِوَامُ العُضْوِ، وصَمِيمُ الوَظيفِ، وصَمِيمُ الرَّأْسِ ونَحْوِه، وبِهِ يقالُ للرَّجُلِ: هو مِنْ صَمِيمِ قَوْمِهِ: إذا كانَ مِنْ خالِصِهِمْ.
والأَعْرَادُ: جَمْعُ عَرْدٍ: الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَىءٍ المُنْتَصِبُ، وقَدْ عَرَدَ النّابُ يَعْرُدُ عُرُودًا: إذا خَرَجَ كُلُّهُ، واشْتَدَّ وانْتَصَبَ، قالَ ذُو الرُّمَةِ:
يُصَعِّدْنَ رُقْشًا بَيْنَ عُوجٍ كأنَّها زِجَاجُ القَنَا مِنْهَا نَجِيمٌ وعَارِدُ(3)
ويَعْتَزُّ: يَغْلِبُ، ومِنْهُ "مَنْ عَزَّ بَزَّ"(4): أى مَنْ غَلَبَ سَلَبَ.
والأَقْرَانُ: جَمْعُ قِرنٍ، وهى التى تُقْرَنُ مَعَهُ فى قَرَنٍ فَتُحاذِيهِ.
والقَسْبُ: الصُّلْبُ اليَابِسُ الشَّدِيدُ.
والعَلاَبِىُّ: جَمْعُ عِلْبَاء، والعِلْبَاوَانِ: عَصَبَتَانِ تَمْتَدَّانِ فى العُنُقِ.
__________
(1) الجيم 2/115.
(2) اللسان (ع ل د)، ورواية المشطور:
* قَسْبُ العَلاَبِىِّ جُرَازَ الأَعْلاَدْ *
وروايته فى التاج (ع ل د):
* قَسْبِ العَلاَبِىِّ جُرَازِ الأَعْلاَدْ *
وفى اللسان والتاج (ق س ب) برواية:
* قَسْبُ العَلاَبِىِّ جِرَاءُ الأَلْغَادْ *
(3) البيت فى ديوان ذى الرُّمَّةِ 2/1099 وفى اللسان (ع ر د).
(4) مجمع الأمثال للميدانىّ 2/263، وفى اللسان (ب ز ز): ومنه قولهم فى المَثَل: "مَنْ عَزَّ بَزَّ".
والأَعْلاَدُ: جَمْعُ عَلْدٍ: عَصَبُ العُنُقِ، والعَلْدُ: الشَّدِيدُ الصُّلْبُ مِنْ كُلِّ شَىءٍ، كأَنَّ فِيهِ يُبْسًا مِنْ صَلابَتِهِ، وهو /الرَّأْسُ الذى لاَ يَنْقَادُ ولا يَنْعَطِفُ.(1/445)
ويُرْزِى: يَلْجَأُ ويَصِيرُ إلى أَيْدٍ، أى قُوَّةٍ.
* * *
... ... -36-
وقالَ يَمْدَحُ حَرْبَ بنَ الحَكَمِ بنِ المُنْذِرِ بنِ الجَارُودِ العَبْدِىَّ:(1)
1- يَا حَرْبُ يَا بْنَ حَكَمٍ لِلْمُعْتَمِى
2- أَنْتَ امْرُؤٌ تُعْرَفُ بالتَّكَرُّمِ
3- بَنَى لَكَ المُنْذِرُ ما لَمْ يُهْدَمِ
4- وسَمَكَ الجَارُودُ سَمْكَ الأَجْسَمِ
5- مِنَ الفَعَالِ والدَّسِيعِ الأَعْظَمِ
6- فَمَا ظَلَمْتَ النّاسَ بالتَّجَهْضُمِ
المُعْتَمِى: المُخْتَارُ، واعْتَامَهُ، واعْتَمَاهُ بِمَعْنًى واحِدٍ.
والدَّسِيعُ: الشَّرَفُ، والدَّسِيعَةُ: الجَفْنَةُ تُدْسَعُ بالثَّرِيدِ.
والتَّجَهْضُمُ: الغَلَبَةُ، يَقولُ: فَمَا ظَلَمْتَ النّاسَ بِغَلَبَتِكَ إِيَّاهُمْ على الشَّرَفِ، ويُقالُ: اعْتَمَيْتُ الرَّجُلَ اعْتِمَاءً، واعْتَمَيْتُهُ اعْتِيَامًا، وكَذاكَ انْتَصَيْتُهُ: إذا أَخَذْتَ عَيْمَةَ مَالِهِ، ونَصِيَّةَ مالِهِ: إذا أَخَذْتَ خِيَارَهُ.
7- وبالفَعَالِ (2) لَكَ فى المُقَدَّمِ
8- نُورٌ مَضَى تَنْوِيرُهُ لَمْ يُظْلِمِ(3)
9- ومِنْ تَمِيمٍ لَكَ فى العَرَمْرَمِ
10- غُلْبٌ رَواسِيهِنَّ فى مُجْرَنْثِمِ(4)
ذَكَرَ أَخْوَالَهُ مِنْ تَمِيمٍ.
والعَرَمْرَمُ: العَدَدُ الكَثِيرُ.
والغُلْبُ: الغِلاَظُ الرِّقَابِ، جَمْعُ أَغْلَبَ وغَلْبَاءَ.
والرَّواسِى: الثَّوَابِتُ.
ومُجْرَنْثِمٌ: مُجْتَمِعٌ.
__________
(1) الأرجوزة رقم 51 ص 140 بالديوان المطبوع.
لم أعثر على ترجمة لحَرْب بن الحَكَم، وكأنّه ابن أخى بِشْر بن المنذر بن الجَارودِ العَبْدِىّ (83هـ = 702م): من بنى عبد القَيْس، أحد الشّجعان الأشراف، خرج مع ابن الأشعث على الحجّاج وعبد الملك بن مَرْوان، فى العراق، وحضر وقائِعَه، وشهد وقعةَ دير الجماجم، وقُتِلَ فى يوم مسكن.
(2) رواية الضرير: "وبالمعالى".
(3) فى الدِّيوان المطبوع: "لم يُظْلَمِ" بفتح اللاّم.(1/446)
(4) فى الدِّيوان المطبوع: "فى مُجْرَنْثَمِ" بفتح الثاء ضبط قلم.
11- والرِّفْدُ مِنْ كُلِّ أَغَرَّ سَرْطَمِ
12- مِنْ عَدَدِ الأَحْيَاءِ فى مُحْرَنْجَمِ
13- قَدْ عَلِمُوا أَنَّكَ غَيْرُ(1) تَوْأَمِ
14- تَرْمِى ورَاءَ قَذْفِهِمْ وتَرْتَمِى
الرِّفْدُ: المَعُونَةُ بالعَطَاءِ، وسَقْىِ اللَّبَنِ، والقَوْلِ وكُلِّ شَىءٍ، تَقُولُ: رَفَدْتُ فُلانًا بكَذَا وكَذَا، وقالَ:
رَفَدْتُ ذَوِى الأَحْسَابِ مِنْهُمْ مَرَافِدِى وذَا الذَّحْلِ حَتَّى عَادَ حُرًّا سَنِيدُهَا(2)
والوَاحِدُ من ذَلِكَ: المُرْفِدُ.
والأَغَرُّ: الأَبْيَضُ، وتَقُولُ: فلانٌ غُرَّةٌ مِنْ غُرَرِ قَوْمِهِ، وهذه غُرَّةٌ من غُرَرِ المَتاعِ.
والسَّرْطَمُ: الضَّخْمُ الوَاسِعُ الحَلْقِ السَّرِيعُ /الابْتِلاَعِ.
ومُحْرَنْجَمٌ: مُجْتَمَعٌ(3)، واحْرَنْجَمَ القَوْمُ: اجْتَمَعُوا.
غَيْرُ تَوْأَمِ: أَرَادَ أَنَّهُ لا نَظِيرَ لَهُ.
والارْتِمَاءُ: التَّبَاعُدُ والسَّبْقُ.
15- ورَاءَ جَرْىِ السَّابِقِ المُصَمِّمِ
16- رَمَيْتَ عَنْ عِرْضِكَ رَمْىَ المِرْجَمِ
17- بِحَسَبٍ تَمَّ ورَأْىٍ فَدْغَمِ
18- وعِنْدَ إِمْرَارِ المُغَارِ المُبْرَمِ
المُصَمِّمُ: المَاضِى، والسَّيْفُ المُصَمِّمُ: الذى يُصَمِّمُ فى العِظَامِ، أى يَمْضِى فِيهَا، وقالَ الكُمَيْتُ:
وأَرَاكَ حِينَ تُهَزُّ عِنْدَ ضَرِيبَةٍ فى النَّائِبَاتِ مُصَمِّمًا كَمُطَبِّقِ
ويُقالُ: صَمَّمَ، وصَمْصَمَ.
والمِرْجَمُ: الظَّانُّ.
والفَدْغَمُ: العَظِيمُ.
والإِمْرَارُ: الإحْكَامُ فى الفَتْلِ، وكَذَلِكَ المُغارُ، يُرِيدُ أنَّ رَأْيَهُ مُحْكَمٌ.
19- تَمُدُّ أَدْرَاكَ القَوِىِّ المُحْكَمِ
20- وتَقْبَلُ الأَخْلاَقَ بالتَّقَمُّمِ
21- وَسَطْتَ عَبْدَ القَيْسِ عِنْدَ الأَنْجُمِ
__________
(1) فى المخطوط: "غَيْرَ"، والمثبت من الدِّيوان المطبوع.(1/447)
(2) البيت غير منسوب فى أساس البلاغة (ر ف د)، والسَّنيد: الدَّعِىُّ.
(3) فى اللسان (ح ر ج م): "المُحْرَنْجِمُ: المُجْتَمِعُ".
22- أَشْرَاطِهِنَّ والسِّمَاكِ المِرْزَمِ(1)
الأَدْرَاكُ: الحِبَالُ المَوْصُولُ بَعْضُها بِبَعْضٍ، والوَاحِدُ: دَرَكٌ، والدَّرَكُ: مَا عُقِدَ على عَرَاقى(2) الدَّلْوِ، وهو مِنْ قِنَّبٍ، ثُمّ يُشَدُّ فَوْقَهُ الرِّشاءُ، وهو مِنْ قِدٍّ، فيكُونُ الدَّرَكُ وِقَاءً لِلرِّشاءِ مِنَ المَاءِ.
والتَّقَمُّمُ: الجَمْعُ، يُرِيدُ أَنَّكَ تَجْمَعُ الأَخْلاَقَ الكَرِيمَةَ.
أَشْرَاطِهِنَّ: يَعْنِى الشَّرَطَيْنِ، وهُمَا كَوْكَبَانِ، يقالُ هُما: قرنَا الحَمَلِ، وهو أَوَّلُ نَجْمٍ مِنَ الرَّبِيعِ، فمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ العَجَّاجِ:
* مِنْ بَاكِرِ الأَشْرَاطِ أَشْرَاطِىُّ *(3)
ومِنْ ذَلِكَ صَارَ أَوَائِلُ كُلِّ أَمْرٍ يَقَعُ أَشْرَاطُهُ.
والسِّمَاكُ: هُمَا سِمَاكَانِ: كَوْكَبَانِ يَنْزِلُ بأَحَدِهِمَا القَمَرُ، وهو فى بُرْجِ السُّنْبُلَةِ، تَقولُ العَرَبُ: إذا طَلَعَ السِّمَاكْ ذَهَبَ العِكَاكْ، فأَصْلِحْ فِنَاكْ، وأَجِدْ حِذَاكْ، فإنَّ الشِّتَاءَ قَدْ أَتَاكْ.
23- إذَا امْرُؤٌ آخَيْتَهُ لَمْ يَنْدَمِ
24- ولَمْ تَزَلْ مِنْكَ فُضُولُ المُنْعِمِ
/ 25- يُمْطِرْنَ أَدْجَانَ الغُيُوثِ السُّجَّمِ
26- سَبَحْتَ مِنْ غَلْوِ الجَوَادِ المِخْذَمِ
الأَدْجَانُ: جَمْعُ دَجْنٍ، والدَّجْنُ: المَطَرُ نَفْسُه، والدَّجْنُ: الغَيْمُ.
والغُيُوثُ: الأَمْطَارُ.
والسُّجَّمُ: جَمْعُ سَاجِمٍ، وهو السَّائِلُ.
وقَوْلُه: سَبَحْتَ، أى فى الجَرْىِ، كما يَسْبَحُ الفَرَسُ، وهو سُرْعَتُهُ.
والمِخْذَمُ: الذى يَخْذِمُ العِنَانَ مِنَ السُّرْعَةِ.
* * *
-37-
وقالَ يَمْدَحُ حَرْبًا أَيْضًا:(4)
1- لَمَّا رَأَتْنِى أُمُّ عَمْرٍو لَمْ أَنَمْ
__________
(1) المِرْزَمُ من الغَيْثِ: السّحابُ الذى لا ينقطعُ رَعْدُه.(1/448)
(2) فى المخطوط: "عراقِ".
(3) ديوان العجّاج/322، واللسان (ش ر ط).
(4) الأرجوزة رقم 48 ص 135، 136 بالديوان المطبوع.
2- كَصَاحِبِ اللَّدْغَةِ مِنْ دَيْنٍ وهَمّْ
3- قَالَتْ – ومَنْ قالَ الصَّوَابَ لَمْ يُلَمْ –
4- إنَّ الفَتَى العَبْدِىَّ حَرْبَ بْنَ حَكَمْ
أَلاَمَ الرَّجُلُ إلاَمَةً فهو مُلِيمٌ: إذا أَتَى ما يُلاَمُ عَلَيْهِ، وأَلأَمَ إلْئَامًا: ولَدَ اللِّئَامَ.
5- فى مَعْدِنٍ إنْ زُرْتَهُ مِنَ الكَرَمْ
6- كَمْ لَكَ مِنْ خَالٍ ومِنْ جَدٍّ لِهَمّْ
7- بِهِ تَزَيَّدْتَ عَلَى وَثْبِ القُحَمْ
8- مَدَّ لَكَ المُنْذِرُ فى المَجْدِ الأَشَمّْ
لِهَمٌّ: شَرِيفٌ، والجَمْعُ: لِهَمُّونَ، وفَرَسٌ لِهَمٌّ: سابِقٌ يَجِىءُ أَمَامَ الخَيْلِ؛ لالْتِهَامِهِ الأَرْضَ، والجَمِيعُ: اللَّهَامِيمُ، الوَاحِدُ: لِهْمِيمٌ، ولُهْمُومٌ.
والقُحَمُ: العِظَامُ مِنَ الأُمُورِ التى لاَ يَرْكَبُها كُلُّ أَحَدٍ، والوَاحِدَةُ: قَحْمَةٌ، وقُحْمَةٌ.
والمَجْدُ: نَيْلُ الشَّرَفِ، وقَدْ مَجَدَ ومَجُدَ لُغَتَانِ، وأَمْجَدَ: كَرُمَ فَعَالُهُ، واللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى هوَ المَجِيدُ، تَمَجَّدَ بفَعَالِه، ومَجَّدَهُ خَلْقُهُ بعَظَمَتِهِ.
9- مَجْدًا نَما مِنْ عَهْدِ عَادٍ وإرَمْ
10- ولَكَ أَعْلاَمٌ رَفِيعَاتُ القِمَمْ
11- وشَرَفٌ أَتَمَّهُ اللهُ فَتَمّْ
12- فَنِعْمَ بَانِى المَكْرُمَاتِ والعَلَمْ
نَمَا الشَّىءُ: إذَا زَادَ وكَثُرَ، ويُقالُ: نَمُوَ فى لُغَةٍ، وأَنْمَيْتُ فُلاَنًا فى الحَسَبِ: أى رَفَعْتُهُ، نَمْيًا ونُمِيًّا، وهو نَفْسُهُ يَنْمِى: أى يَنْتَسِبُ.
وإِرَمُ: آباءُ عَادٍ الأُولَى.(1/449)
والأَعْلاَمُ: /الجِبَالُ، الوَاحِدُ: عَلَمٌ، والعَلَمُ: الرَّايَةُ التى إلَيْهَا مَجْمَعُ الجُنْدِ، والعَلَمُ: عَلَمُ الثَّوْبِ ورَقْمُهُ، والعَلَمُ: ما يُنْصَبُ فى الطَّرِيقِ مُشْرِفًا؛ ليَكُونَ عَلاَمَةً للطَّرِيقِ، والعَلاَمَةُ، والعَلَمُ، والمَعْلَمُ: ما جَعَلْتَهُ عَلَمًا للشّىءِ.
والقِمَمُ: رُؤوسُ الجِبَالِ، واحِدُهَا: قِمَّةٌ، والقِمَّةُ: رَأْسُ الإِنْسَانِ، وقَالَ:
ضَخْمُ الفَرِيسَةِ لَوْ أَبْصَرْتَ قِمَّتَهُ بَيْنَ الرِّجَالِ إِذَنْ شَبَّهْتَهُ جَمَلاَ(1)
وقَالَ أبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِىُّ: القِمَّةُ: الشَّخْصُ، وقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: والقِمَّةُ أَيْضًا: جَمَاعَةُ القَوْمِ كُلُّهَا، وقِمَّةُ كُلِّ شَىءٍ: أَعْلاَهُ.
13- أَنْتَ إذَا مَا عَضَّ بالنَّاسِ العَدَمْ
14- أَنْتَ رَبِيعُ الأَقْرَبِينَ والعَمَمْ
15- لِزَائِرِ الأَكْفَاءِ إنْ خَطْبٌ أَلَمّْ
16- شَدَّ بِنَابَيْهِ العِضَاضَ أَوْ أَزَمْ
العَمَمُ: العَامَّةُ، لاَ واحِدَ لَهَا مِنْ هذا اللَّفْظِ.
وأَزَمَ: عَضَّ، والأَزْمُ: العَضُّ بالفَمِ كُلِّهِ، وكَذَلِكَ الضَّغْمُ أَيْضًا، والأَزْمُ: الشِّدَّةُ، يَقُولُ: إنْ نَابَنِى أَمْرٌ شَدِيدٌ عَضَّنِى وأَزَمَ عَلَىَّ كَمَا يَعَضُّ القَتَبُ بالفَارِسِ.
17- [إِلَيْكَ أَشْكُو الهَمَّ مِنْ أَمْرٍ أَهَمّْ
18- أَجْفَى على النَّوْمِ ودَيْنًا كالسَّقَمْ](2)
19- أَنْتَ المُجَارِى جَرْىَ سَبَّاقٍ خَذِمْ
20- إلَى المَدَى الأَقْصَى بِعَافٍ مُعْتَزِمْ
21- قَدْ عَلِمُوا أَنَّكَ إِذْ عَىَّ البَرَمْ
22- وأَلْبَسَ الأَرْضَ الضَّبَابُ والقَتَمْ
خَذِمٌ: خَفِيفٌ، ورَجُلٌ خَذِمٌ: إذا كانَ جَوَادًا، وأَصْلُ الخَذْمِ: القَطْعُ.
والمَدَى: الغَايَةُ.
والعَافِى: الذى يُعْطِى جَرْيَهُ عَفْوًا مِنْ غَيْرِ كَدٍّ.
__________(1/450)
(1) اللسان (ق م م) من غير عزو، وفيه: "... إذًا شَبَّهْتَهُ الجَمَلاَ". وفى التاج: "الجبلا". وفى العين 5/30 نسبه إلى عبد الله بن الحُرِّ، وانظر التهذيب 8/302.
(2) المشطوران (17، 18) إضافة من الدِّيوان المطبوع ولم يردا فى المخطوط، وقد وردا فى نسخة الضرير.
والبَرَمُ: الذى لاَ يَنْفُذُ معَ القَوْمِ، ولاَ يَدْخُلُ مَعَهُمْ فى نَهْدِهِمْ على قَدْرِ الرُّفْقَةِ والنَّفَقَةِ، وقَالَ مُتَمِّمُ ابنُ نُوَيْرَةَ يَرْثِى أَخَاهُ:
وَلاَ بَرَمٍ تُهْدِى النِّسَاءُ لِعِرْسِهِ إذَا القَشْعُ من حَِسِّ الشِّتاءِ تَقَعْقَعَا(1)
والضَّبَابُ: نَدًى كالغَمَامِ يَغْشَى الأَرْضَ بالغَدَوَاتِ، وتَقُولُ: /أَضَبَّتِ السَّمَاءُ، وسَمَاءٌ مُضِبَّةٌ، وأَضَبَّ يَوْمُنَا، ويَوْمٌ مُضِبٌّ.
والقَتَامُ: غُبَارٌ مِنَ الجَدْبِ.
23- وسَنَةٌ شَهْبَاءُ صَمَّاءُ الصَّمَمْ
24- مُنْحَدَرُ الوَابِلِ وكَّافُ(2) الدِّيَمْ
25- وَافٍ إذَا عَاهَدْتَ مَنَّاعُ الحُرَمْ (3)
26- تُجْلِى بِتَنْوِيرِكَ ألْوَانَ الظُّلَمْ
السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ: دُونَ البَيْضَاءِ، والبَيْضَاءُ دُونَ الحَمْراءِ، والحَمْرَاءُ أَخْبَثُهُنَّ، ويَوْمٌ أَشْهَبُ: ذُو رِيحٍ بَارِدَةٍ، ولَيْلَةٌ شَهْبَاءُ كَذَلِكَ.
27- وإِنْ أَلَحَّتْ غُمَّةٌ مِنَ الغُمَمْ
28- فَرَّجَهَا مِنْكَ ضِيَاءٌ مُدَّعِمْ
29- إلى عِمَادٍ ثَبْتُهُنَّ لَمْ يُرَمْ
30- وأَنْتَ بَحْرٌ مَدَّهُ بَحْرٌ قِذَمّْ
يقالُ: إنِّى لَفِى غُمَّةٍ من أَمْرِهِ: إذَا لَمْ تَهْتَدِ لَهُ، وقالَ العَجَّاجُ:
* بِغُمَّةٍ لَوْ لَمْ تُفَرَّجْ غُمُّوا *(4)
مُدَّعِمٌ: يَدْعَمُهَا: يَدْفَعُهَا.
والقِذَمُّ: المَاضِى الذّاهِبُ، يُقَالُ: انْقَذَمَ: إذَا أَسْرَعَ، وقَالَ أبُو عُبَيْدٍ: القِذَمُّ: الرَّجُلُ الشَّدِيدُ.
31- إذَا ازْدَهَتْهُ رِيحُ غَيْمٍ أَوْ شَبَمْ
__________(1/451)
(1) البيت من قصيدة له فى المفضليات 2/949، وهو منسوب إليه فى اللسان (ق ش ع) وفيه وفى التاج بالنصب عطفا على ما قبله.
(2) وكّافٌ: سَيَّالٌ.
(3) فى الدِّيوان المطبوع: "الحَرَم" بفتح الحاء.
(4) ديوان العجّاج/422 واللسان (غ م م)، ورواية الديوان: "وغُمَّةٍ...". والغُمَّةُ: الكَرْبُ.
32- طَارَ العَدَوْلِىُّ كَأَقْحَافِ البُرَمْ
33- بالسَّاحِلَيْنِ عَنْ بُذَاخِىٍّ غِطَمّْ
34- مُعْتَلِجِ الأَعْرَافِ مُلْتَجِّ الحُوَمْ
ازْدَهَتْهُ: اسْتَخَفَّتْهُ واضْطَرَبَتْ أَمْوَاجُهُ.
والشَّبِمُ: الشَّدِيدُ البَرْدِ.
والعَدَوْلِىُّ: السُّفُنُ الضِّخَامُ، مَنْسُوبَةٌ إلى مَوْضِعٍ يُسَمَّى عَدَوْلَى(1)، ويُقالُ: العَدَوْلِيَّةُ أيْضًا، وقَالَ طَرَفَةُ:
عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِينِ ابْنِ يَامِنٍ يَجُورُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْرًا ويَهْتَدِى(2)
والأَقْحَافُ: جَمْعُ قِحْفٍ وقِحَفَةٍ، يُرِيدُ أَنَّهُ يَنْفِى السُّفُنَ إلى سَاحِلِهِ فَيَكْسِرُهَا، فَتَرَى مِنْهَا كَقَدْرِ قِحَفَة(3).
البُرَمُ: جَمْعُ بُرْمَةٍ، وهى قِدْرٌ مِنْ حِجَارَةٍ.
والسَّاحِلُ: شَاطِئُ البَحْرِ.
والبُذَاخِىُّ: فُعَالِىُّ مِنْ جَبَلٍ بَاذِخٍ، أى طَوِيلٍ عَالٍ، يُرِيدُ أَنَّ مَوْجَهُ عَظِيمٌ.
والغِطَمُّ، والغِطْيَمُّ: المُتَرَاكِبُ الأَمْواجِ الشَّدِيدُ الالْتِطَامِ.
والاعْتِلاَجُ: /تَلاَطُمُ الأَمْوَاجِ، وقَال:
* يَعْتَلِجُ الآذِىّ(4) مِنْ حَبَابِهَا *
واعْتَلَجَ القَوْمُ: إذَا أَخَذُوا صِرَاعًا وقِتَالاً.
والأَعْرَافُ: أَعَالِى المَوْجِ.
والمُلْتَجُّ: الشَّدِيدُ اللَّجَّةِ، وهو الصَّوْتُ.
والحُوَمُ: جَمْعُ حَوْمَةٍ، وهى مُجْتَمَعُ المَاءِ.
35- إذَا الْتَقَتْ أَرْكَانُهُ بمُزْدَحَمْ
__________
(1) عَدَوْلَى: قرية بالبحرين تنسب إليها السفن.(1/452)
(2) فى المخطوط: "يجون بها الملاّح .." تحريف، والتصحيح من ديوان طرفة/27 ومن مادة (ع د ل) فى التاج والتكملة والعباب، والتهذيب والمقاييس (4/247)، وصدره فى اللسان (ع د ل) برواية:
"... أو من سَفِين ابن نَبْتَلِ".
(3) فى المخطوط: "قَحَفَه" بفتح القاف، ضَبط قلم، والتصحيح من القاموس (ق ح ف).
(4) فى المخطوط: "الأذِى.." تحريف، والصواب الآذِىّ، وهو المَوْجُ الشديد.
36- سَرَّحَ عَنْهُ وهْوَ رَحْبُ المُنْثَلَمْ
أَرْكَانُهُ: جَوَانِبُهُ، يَقولُ: إذَا صَارَ إلَى مَضِيقٍ زَحَمَهُ واتَّسَعَ.
وقَوْلُهُ: سَرَّحَ عَنْهُ: ذَهَبَ عَنْهُ.
والرَّحْبُ: الوَاسِعُ.
* * *
-38-
وقال يَمْدَحُ نَصْرَ بنَ سَيَّارٍ اللَّيْثِىَّ، ويُحَذِّرُه أَبَا مُسْلِمٍ:(1)
1- قُلْتُ إذَا مُسْتَمِعٌ أَرَمَّا
2- لأُهْدِيَنَّ مِدْحَةً تَنَمَّا
3- إلَى ابْنِ عَمٍّ لَمْ يَزَلْ مِعَمَّا
4- إلَى فَتًى يَطْرَدُ عَنْهُ الذَّمَّا (2)
أَرَمَّ الرَّجُلُ فهوَ مُرِمٌّ: إذَا سَكَتَ عَلَى أَمْرٍ فى نَفْسِهِ.
وتَنَمَّى: تَزَيَّدُ وتَرْتَفِعُ.
والمِعَمُّ: الذى يَعُمُّ بالخَيْرِ.
5- مَجْدٌ وذَرْعٌ لَمْ يَزَلْ لِهَمَّا
6- يَا نَصْرُ إنَّ اللهَ قَدْ أَتَمَّا
7- نِعْمَتَهُ فى كُنْهِ مَنْ أَلَمَّا
8- يَا نَصْرُ إنِّى لَمْ أَزَلْ مُحْتَمَّا
المَجْدُ: نَيْلُ الشَّرَفِ، قَدْ مَجَدَ الرَّجُلُ ومَجُدَ لُغَتَانِ.
والذَّرْعُ: السَّعَةُ.
واللِّهَمُّ: السَّابِقُ بالخَيْرِ(3) مَعَ جِسْمٍ وشِدَّةٍ.
وكُنْهُ كُلِّ شَىءٍ: وَقْتُهُ ووَجْهُهُ، ويُقَالُ: بَلَغْتُ كُنْهَ هَذَا الأَمْرِ: أى غَايَتَهُ، وفَعَلْتُ هَذَا فى غَيْرِ كُنْهِهِ، وقالَ:
__________
(1) الأرجوزة رقم (50) ص139 ، 140 بالديوان المطبوع.(1/453)
ونَصْر بن سيّار: هو نَصْر بن سَيّار بن رافع بن حَرِّىّ بن رَبيعَة الكنانِى (131هـ = 747م): أمير من الدّهاة الشّجعان، كان شيخ مُضر بخراسان، ووالى بلخ، ثمّ ولى إمرة خُراسان سنة 120هـ، وبعد أن تغلّب أبو مسلم على خُراسان خرج نصر إلى مَرْو سنة 130هـ، ورحل إلى نيسابور، وأخذ يتنقَّل مُنتظرًا النجدة إلى أن مرض فى مفازة بين الرّىّ وهَمَذان، ومات بساوة.
(2) فى المخطوط: "الذِّمَّا" بكسر الذّال، والمثبت من الدّيوان المطبوع.
(3) كذا فى المخطوط، وأحرى أن يكون "من الخيل" وانظر (ل هـ م).
وإنَّ كَلاَمَ المَرْءِ فِى غَيْرِ كُنْهِهِ لَكالنَّبْلِ تَهْوِى لَيْسَ فِيهَا نِصَالُهَا(1)
والإلْمَامُ هاهُنَا: فى مَعْنَى المَجِىء، ومِنْهُ إِلْمَامُ الزِّيارَةِ.
والمُحْتَمُّ: المُهْتَمُّ، إلاّ أَنَّهُ لاَ ينَامُ.
9- أَخْشَى ويَكْفِى اللهُ مَا أَهَمَّا
10- عَلَيْكَ رَيْبًا وخُطُوبًا جَمَّا
/ 11- لاَ تَرْجُ خَالاً جَافِيًا أوْ عَمَّا
12- واعْلَمْ إذَا ما الأَمْرُ ضَمَّ ضَمَّا
يَقولُ: لاَ تَرْكَنْ إلَى خَالٍ ولاَ عَمٍّ يَنْصَحَانِكَ، ولاَ تَغْتَرَّ بالنَّاسِ إلاّ عَنْ خِبْرَةٍ.
وقَوْلُهُ: ضَمَّ ضَمًّا: يُرِيدُ جَمَعَ جَمْعًا.
13- إنَّ لأَقْوَامٍ أَبًا وأُمَّا
14- يَا نَصْرُ إنَّ الحَيَّةَ الأَصَمَّا
15- يَحْرُِقُ نَابًا ويَمُجُّ سَمَّا (2)
16- يَقْتُلُ قَتْلاً أَنْ يَشَمَّ شَمَّا
يَقولُ: إنَّ للقَوْمِ مَنْ يَنْصَحُهُمْ، ويَرْكَنُونَ إِلَيْه.
والحَيَّةُ الأَصَمُّ: الذى لاَ يَقْبَلُ الرُّقَى.
ويَحْرِقُ: يَصْرِفُ، وهو حَرْقُ أَحَدِ النَّابَيْنِ بالآخَرِ، وقالَ زُهَيْرٌ:
أَبَى الضَّيْمَ والنُّعْمَانُ يَحْرِقُ نَابُهُ عَلَيْهِ فَأَفْضَى والسُّيُوفُ مَعَاقِلُهْ(3)
يُقَالُ:حَرَقَ نَابُهُ يَحْرُقُ ويَحْرِقُ حُرُوقًا، والاسْمُ والمَصْدَرُ سَوَاءٌ، ويُقَالُ: حَرِيقُ النَّابِ، كَمَا تَقُولُ: صَرِيفُ النَّابِ.(1/454)
ويَمُجُّ: يَقِىءُ ويَقْذِفُ، ويُقَالُ: سَمٌّ وسُمٌّ.
17- فارْكَبْ (4) بِجَدٍّ دَارِعًا مُعْتَمَّا
18- ولاَ تَمُوتَنَّ بأَرْضٍ غَمَّا
__________
(1) البيت فى اللسان والتاج والتهذيب (ك ن هـ) غير منسوب.
(2) فى الدِّيوان المطبوع: "سُمَّا" بضمّ السِّين، وكلاهما صحيح. كما ذكر الشارح.
(3) البيت فى شرح ديوان زهير/143، وفى اللسان (ح ر ق) غير منسوب، ورواية صدره: "... يحرقُ نابَهُ" بنصب كلمة "نابَه".
(4) فى نسخة الضرير: "فارْحَلْ".
19- فالسَّيْلُ بالوَادِى إذَا ما طَمَّا (1)
20- أَبْدَى عُرُوقَ شَجَرٍ واقْتَمَّا
شَبَّهَ أَبَا مُسْلِمٍ بالسَّيْلِ.
وطَمَّ يَطِمُّ ويَطُمُّ طَمًّا وطُمُومًا.
واقْتِمَامُهُ: ذَهَابُهُ بِكُلِّ شَىءٍ(2).
21- قد كُنْتَ تَهْدِى المُهْتَدِينَ أَمَّا
* * *
__________
(1) طَمَّ: عَلاَ وغَمَر.
(2) أرادَ بالسَّيْلِ ظُهُورَ أبِى مُسْلِمٍ بخُراسان، يقولُ: إذا جرى السَّيْلُ قلع كُلَّ شىءٍ، وكذلك أبو مُسْلِمٍ إنْ قِوىَ اجْتَثَّكُمْ واقْتَحَمَكُم اقْتِحامًا. (حاشية بهامش المخطوط وبخطّ النّاسخ).
... ... -39-
وقالَ [فى مَديحِ المُصَفَّى]:(1)
1- ذَكَرْتَ أَذْكَارًا فهاجَتْ شَجْبَا
2- مِنْ أَنْ عَرَفْتَ المَنْزِلاَتِ الحُسْبَا
3- بالكِمْعِ لَمْ تَمْلِكْ لِعَيْنٍ غَرْبَا
4- يُحْسَبْنَ شَامًا بالِيًا أوْ كُتْبَا
الأَذْكَارُ: جَمْعُ ذِكْرٍ.
والشَّجْبُ: الحُزْنُ، والشَّجَبُ: الهَلاَكُ، وشَجَبَ يَشْجُبُ شَجَبًا: /إذَا هَلَكَ، والشَّجِبُ: الهَالِكُ. قال عَنْتَرَةُ:
فَمَنْ يَكُ فى قَتْلِهِ يَمْتَرِى فَإِنَّ أَبَا نَوْفَلٍ قَدْ شَجِبْ(2)
والحُسْبَةُ فى أَلْوانِهَا: حُمْرَةٌ إلى السَّوَادِ مِنْ آثَارِ الدِّمَنِ والرَّمَادِ ومَا أَشْبَهَهُ، يُقالُ: نَاقَةٌٌ حَسْبَاءُ، وبِعَيرٌ أَحْسَبُ، مِنْ هذا.(1/455)
والكِمْعُ: النَّاحِيَةُ مِنْ جَانِبِ الوَادِى، والجَمِيعُ: أكْمَاعٌ، والكِمْعُ فى غَيْرِ هذا: المَوْضِعُ، والكِمْعُ والكَمِيعُ جَمِيعًا: الضَّجِيعُ، والمُكَامَعَةُ: المُضَاجَعَةُ.
وغَرْبُ العَيْنِ: سَيَلاَنُ دُمُوعِهَا.
والشَّامُ: جَمْعُ شَامَةٍ، تكونُ سَوْدَاءَ وحَمْرَاءَ، وكُلَّ لَوْنٍ، والمُكَاعَمَةُ: التَّقْبِيلُ فى جَوْفِ الفَمِ، ومِنْه النَّهْىُ فى الحَدِيثِ عَنْهُ.(3)
5- طَحْطَحَهَا شَذْبُ السِّنِينَ شَذْبَا
6- والمُذْرِيَاتُ بالذَّوارِى حَصْبَا
7- بِهَا جُلاَلاً ودُقَامًا هَلْبَا (4)
8- وكُنَّ مِنْ نَحْوِ الصَّبَا مَهَبَّا(5)
__________
(1) الأرجوزة رقم (3) ص 11 – 15 بالدِّيوان المطبوع، وما بين الحاصرتين إضافة منه.
(2) البيت فى ديوان عنترة/17، وأيضًا فى أساس البلاغة (ش ج ب).
(3) فى اللسان (ك ع م): "وفى الحديث: أنّه صلّى الله عليه وسلّم نَهَى عن المُكاعَمَةِ والمكامَعَةِ؛ المُكَاعَمَةُ: هى أن يَلْثمَ الرَّجُلُ صاحِبَهُ ويَضَعَ فَمَه على فَمِه كالتَّقْبِيل".
(4) المشطوران (6 ، 7) باللسان والتاج (هـ ل ب).
(5) فى الدِّيوان المطبوع: "مُهَبَّا" بضمّ الميم.
طَحْطَحَهَا، الطَّحْطَحَةُ: تَفْرِيقُ الشىءِ إهْلاَكًا.
الشَّذْبُ: التَّفْرِيقُ والقَشْرُ، والفِعْلُ: شَذَبَ يَشْذِبُ، والشَّذْبُ المَصْدَرُ.
والمُذْرِياتُ: الرِّيَاحُ، وكَذَلِكَ الذََّوَارِى.
والحَصْبُ: الرَّمْىُ بالحَصْبَاءِ.
جُلالاً: أَرَادَ جُلاَلَ الحَصَى ودُقَاقَهُ.
والهُلْبُ: المُتَتَابِعُ، هَلَبَ يَهْلُبُ: إذا تَتَابَعَ(1).
9- لاَ يَحْتَجِبْنَ مِنْ ورَاءِ حُجْبَا
10- واعْتَلَجَ السَّيْلُ بِهَا ودَبَّا
11- وقَدْ تَرَى غُرَّ الثَّنَايَا عُرْبَا
12- بِهَا وأَحْياءً ولاَبًا كَثْبَا
الغُرُّ الثَّنَايَا: البِيضُ الثُّغُورِ.
والعُرْبُ: جَمْعُ عَرُوبٍ، وهى الخَلِيعُ مَعَ زَوْجِهَا العَفِيفَةُ عَنْ سِوَاهُ.(1/456)
واللاَّبُ: جَمَاعَةُ لاَبَةٍ، وهى الحَرَّةُ، شَبَّهَ الإِبِلَ فى كَثْرَتِهَا بِهَا.
والكَثْبُ: الكَثِيرُ، وكَثْبٌ وأكْثَابٌ.
13- والجُرْدَ تَعْدُو شَطْبَةً(2) وشَطْبَا
14- وعِزَّ أَنْضَادٍ تُسَامِى الهَضْبَا
/ 15- حَسْبُكَ مِنْ حَىٍّ حِلاَلٍ حَسْبَا
16- حَسْبُكَ أَبْنَائِى وكَعْبِى كَعْبَا
الحِلاَلُ: المُقِيمُونَ.
__________
(1) فى المخطوط: "إذا تابَعَ"، وما أثبتناه من قوله "المتتابع.." من اللسان والتاج فى شرحه.
(2) الشَّطْبَةُ: الطَّوِيلَةُ، الحَسَنَةُ، التَّارَّةُ، الغَضَّةُ.
والأَبْنَاءُ: بَنُو سَعْدِ بن زَيْدِ مَنَاةٍ، إِلاَّ كَعْبًا(1) وحْدَهُ، سُمُّوا أَبْنَاءً لأَنَّهُمْ قَبَائِلُ صِغَارٌ تَحَالَفُوا عَلَى أَخِيهِمْ لكَثْرَتِه، والأَبْنَاءُ مِنْ هَوَازِنَ: بَنُو صَعْصَعَة بنِ مُعَاوِيَة كُلُّهُمْ إلاّ عَامِرَ بنَ صَعْصَعَةَ لِهَذا السَّبَبِ، وكُلُّ قَبِيلَةٍ لَهَا إِخْوةٌ صِغَارٌ يُقالُ لَهُمُ: الأَبْنَاءُ.
17- وإِنْ جَمَعْنَا مِنْ تَمِيمٍ أَشْبَا
18- رَأَى حَصَانَا الحَالِبُونَ الحَلْبَا
19- كاللَّيْلِ يَعْتَزُّ الجِبالَ القُهْبَا
20- قَدْ أَصْبَحَ النَّاسُ عَلَيْنَا أَلْبَا(2)
الأَشْبُ: الخَلْطُ، والتَّأَشُّبُ: التَّجَمُّعُ مِنْ هَاهُنَا وهَاهُنَا، وقال:
* مِمَّنْ تَأَشَّبَ لا دِينٌ ولا حَسَبُ *
وتَقولُ: هَؤُلاَءِ جَمْعُ أُشَابَةٍ، أى لَيْسُوا مِنْ مَكَانٍ واحِدٍ، وكَذَلِكَ الأُشَابَةُ فى الكَسْبِ مِمَّا يَخْلِطُهُ الحَرَامُ، وما لاَ خَيْرَ فِيهِ.
والحَصَى: كَثْرَةُ العَدَدِ، تشْبِيهًا بالحِجَارَةِ لِكَثْرَتِهِ، وقالَ الأَعْشَى:
ولَسْتَ بالأَكْثَرِ مِنْهُمْ حَصًى وإنَّمَا العِزَّةُ للكَاثِرِ(3)
والحَالِبُونَ: مِنْ قَوْلِهِم - إذا جَاءَ القَوْمُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ فَاجْتَمَعُوا لِحَرْبٍ أوْ غَيْرِ ذَلِكَ -: قَدْ أَحْلَبُوا.
ويَعْتَزُّ: يَقْهَرُ ويَغْلِبُ.(1/457)
والقُهْبُ: السُّودُ، واحِدُهَا: أَقْهَبُ.
__________
(1) انظر: جمهرة أنساب قريش لابن حزم/215 و 218. فقد ذكر ابن حزم أن رؤبة من بنى الأبناء وساق نسبه هكذا: "هو رؤبة بن العجاج بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كنيف بن عميرة بن حُنَىّ بن ربيعة بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم".
(2) اللسان والتاج (أ ل ب).
(3) البيت فى ديوان الأَعْشَى/143، وأيضًا فى اللسان (ح ص ى)، وفيه: "وقال الأَعْشَى يُفَضِّلُ عامِرًا على عَلْقَمَةَ". وانظر خزانة الأدب (8/250).
والإِلْبُ: اجْتِمَاعُهُمْ عَلَيْهِمْ، يُقالُ: إلْبُ فُلاَنٍ وضِلْعُهُ مَعَ فُلاَنٍ، وتَأَلَّبَ القَوْمُ عَلَى الأَمْرِ، وتَأَثَّفُوا، واعْصَوْصَبُوا، وأَصْفَقُوا، واجْتَمَعُوا بِمَعْنًى.
21- فالنَّاسُ فى جَنْبٍ وكُنَّا جَنْبَا(1)
22- إنَّ تَمِيمًا والغِضَابَ الغُلْبَا
23- قَلَّصَ بالأَعْدَاءِ فاصْلَهَبَّا
24- تَرَاهُ فى أجْلاَدِه خِدَبَّا
يقولُ: إِنَّ تَمِيمًا وبَنِيهِ.
الغُلْبَ: يَعْنِى غِلاَظَ الرِّقَابِ.
قَلَّصَ بأَعْدَائِه: شَمَّرَ بِهِمْ.
فاصْلَهَبَّ: صَلُبَ واشْتَدَّ.
وأَجْلاَدُهُ: بَدَنُهُ.
خِدَبٌّ: ضَخْمٌ. هَذَا مَثَلٌ.
/ 25- ضَخْمَ الذَّفَارَى جَسْرَبًا قَهْقَبَّا (2)
26- إذَا تَقَبَّى مُخْدِرَاهُ اقْتَبَّا
27- هَامًا وهَامًا ورِقَابًا رُقْبَا
28- ولَيْسَ مَنْ أَمْسَى عَلَيْنَا حِزْبَا
الذِّفْرَيَانِ: مَوْضِعُ الأَخْدَعَيْنِ مِنَ القَفَا.
والجَسْرَبُ: الطَّوِيلُ.
وقَهْقَبٌّ: عَظِيمٌ.
والتَّقَبِّى: العَضُّ.
ومُخْدِرَاهُ: نَابَاهُ.
والاقْتِتَابُ: القَطْعُ.
والرُّقْبُ: الغِلاَظُ، ورَقَبَةٌ رَقْبَاءُ: غَلِيظَةٌ.
والحِزْبُ: أَصْحَابُ الرَّجُلِ مَعَهُ على رَأْيِهِ وأَمْرِه، والجَمْعُ: الأَحْزَابُ.
29- مُعْتَصِمًا مِنْ غَيْظِ كَرْبٍ كَرْبَا
30- حتَّى يَعَضَّ جَنْدَلاً وخُشْبَا
31- بَلْ بِيدِ صَحْرَاءَ تُنَاصِى سَهْبَا(1/458)
32- إذا قَطِيفُ اللَّيْلِ أَلْقَى الهُدْبَا
مُعْتَصِمًا: يقولُ: لاَ يَعْصِمُ عَدُوَّنَا مِنَ الغَيْظِ شَىءٌ حتَّى الحَجَرَ.
والمُنَاصَاةُ: المُوَاصَلَةُ.
والسَّهْبُ: البَلَدُ البَعِيدُ الأَطْرَافِ، وأَصْلُ المُنَاصَاةِ: أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلاَنِ كُلُّ واحِدٍ بِرَأْسِ صَاحِبِه على النَّبِيذِ.
33- أَوْ لَعِبَ الآلُ(3) عَلَيْهَا لِعْبَا
__________
(1) اللسان والتاج (أ ل ب).
(2) المشطور فى التكملة والتاج (ق هـ ق ب).
(3) الآلُ: السَّرابُ.
34- تَرَاهُ مَرَّاتٍ ومَرًّا ذَهْبَا
35- جَرَّدَ سَهْبًا وتَغَشَّى سَهْبَا
36- والعِيسُ يَنْعَبْنَ العَنِيقَ نَعْبَا
يريدُ أنَّ السَّرَابَ يَظْهَرُ فى النُّشُوزِ، ويَذْهَبُ فى الخُفُوضِ.
والنَّعْبُ: هَزُّ الإِبِلِ رُؤُوسَهَا فى سَيْرِها، يَنْعَبْنَ: يُسْرِعْنَ.
37- قَدْ ضَمَّهَا النَّحْزُ فَصَارَتْ قَضْبَا
38- إلاَّ نَجَاةً أَوْ زِوَرًّا صَقْبَا
39- مَلْحُوبَةً تَنْجُو نَجَاءً لَحْبَا
40- سَيْرًا يُدَنِّى مَنْ(1) هَوَانَا قُرْبَا
النّحْزُ: رَكْلُهُمْ إِيَّاهَا بالأَرْجُلِ يَحُثُّونَهَا.
والقَضْبُ: القَضِيبُ.
والنَّجَاةُ: النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ.
والزِّوَرُّ: الشَّدِيدُ.
والصَّقْبُ: الطَّوِيلُ.
ومَلْحُوبَةٌ: ذَاهِبَةُ اللَّحْمِ، قَدْ لَحَبَهَا السَّفَرُ، واللّحْبُ فى السَّيْرِ: السَّرِيعُ، واللَّحْبُ: التَّأْثِيرُ فى الأَرْضِ بأَخْفَافِهَا.
/ 41- يَفْرِينَ بالخَرْقِ فَرِيًّا أَدْبَا
42- بَوْعًا بِأَشْطَانِ الفَلاَ وجَذْبَا
43- إذا اعْتَسَفْنَ عَتَبًا أوْ نَقْبَا
44- وانْتَعَلَتْ أَخْفَافُهُنَّ صُلْبَا
يَفْرِينَ: يَفْعَلْنَ، والفَرِىُّ: الفِعْلُ.
والخَرْقُ: المَفَازَةُ البَعِيدَةُ، اخْتَرَقَتْهُ الرِّيحُ فهوَ خَرْقٌ أَمْلَسُ.
والأَدْبُ: العَجَبُ.(1/459)
والبَوْعُ: انْبِسَاطُهَا فى السَّيْرِ. والعَجَبُ، والأَدْبُ، والفَتْلُ، والبَطِيطُ، والهَدِىُّ بِمَعْنًى، وقالَ أيْمَنُ ابن خُرَيْم:
سَمَتْ للعِرَاقَيْنِ فى سَوْمِهَا فَلاقَى العِرَاقَانِ مِنْها البَطِيطَا(2)
والفَرْوُ أيضًا: العَجَبُ.
والاعْتِسَافُ: الرُّكُوبُ على غَيْرِ طَرِيقٍ.
__________
(1) فى الدِّيوان المطبوع: "مِنْ".
(2) البيت فى اللسان (ب ط ط) بدون نسبة، وفى التاج (ب ط ط) نسبه لأَيْمَن بن خُرَيْم، برواية:
غَزَالَةٌ فى مِئَتَىْ فارِسٍ تُلاقِى العِراقانِ منها البَطِيطَا
وصحّح ابنُ بَرِّىٍّ - عن الصاغانى فى التكملة - روايته كما هنا.
والعَتَبُ: ما غَلُظَ مِنَ الأَرْضِ وارْتَفَعَ.
والنَّقْبُ: الثَّنِيَّةُ.
والصُّلْبُ: المَتْنُ مِنَ الأَرْضِ.
وأَشْطَانُ الفَلاَ: قَوَائِمُهَا، شَبَّهَهَا بالجِبَالِ.
45- كَصَلَبِ الفِيلِ عُرَاضًا قَسْبَا
46- أَصْهَبَ يَمْطُو مَرِسَاتٍ صُهْبَا
47- وإنْ قَرًى أوْ مَنْكِبٌ ألَبَّا
48- إذا تَنَزَّى ثِنْيُه اتْلأَبَّا
يُقالُ: صُلْبٌ وصَلَبٌ(1)، وجِلْدٌ وجَلَدٌ(2).
وعُرَاضٌ: عَرِيضٌ.
والقَسْبُ: الطَّوِيلُ.
والأَصْهَبُ: الطَّرِيفُ فى لَوْنِهِ.
والمَطْوُ: المَدُّ فى السَّيْرِ، والإطَالَةُ، قالَ الشّاعِرُ(3):
مَطَوْتُ [بهم](4) حَتَّى تَكِلَّ رِكَابُهُمْ(5) وحَتَّى الجِيَادُ مَا يُقَدْنَ بأَرْسَانِ
والْمَرِسَاتُ: الشِّدَادُ الأَنْفُسِ.
والقَرَا: الظَّهْرُ مِنَ الأَرْضِ.
والمَنْكِبُ: المُرْتَفِعُ.
وأَلَبَّ: عَرُضَ.
وتَنَزِّيهِ: تَرَقُّصُهُ وثَنْيُه عَلَيْه من الآلِ.
واتْلأَبَّ: اسْتَقَامَ، اتْلأَبَّ فى مَوْضِعٍ آخَرَ: انْتَصَبَ، وأنشَدَ:
تَظَلُّ عَلَى قَنَاتِكَ مُتْلَئِبًّا تَنَصَّفُكَ البَرَاجِمُ والحمَازُ
49- رَكِبْنَهُ أوْ كُنَّ عَنْهُ نُكْبَا
50- والْخِمْسُ نَاجٍ مُسْتَحِثُّ الصَّحْبَا
51- إذَا تَهَاوَى القَرَبُ اسْتَتَبَّا(1/460)
52- وإِنْ نَصَبْنَا سَيْرَهُنَّ نَصْبَا
__________
(1) فى اللسان (ص ل ب): "الصُّلْبُ: كُلُّ شىء من الظَّهْرِ فيه فَقَارٌ، والصَّلَبُ بالتَّحريك لُغَةٌ فيه".
(2) الجِلْدُ، والجَلَدُ: المَسْكُ من جميع الحيوان.
(3) نُسِب فى اللسان (م ط و) لامْرِئ القَيْس، وهو فى ديوانه/93.
(4) إضافة من الدِّيوان واللّسان، وبها يستقيم الوزن.
(5) فى الدِّيوان: "حتَّى تَكِلَّ مَطِيُّهُمْ"، وفى اللسان: "حتّى يَكِلَّ غَرِيُّهُمْ".
النُّكْبُ: جَمْعُ أنْكَبَ ونَكْبَاءَ، والنَّكَبُ: المَيْلُ، وهو اجْتِنَابُكَ الشَّىءَ تَتَنَكَّبُ عَنْهُ، وتقولُ: نَكَّبْتُ ذَلِكَ المَوْضِعَ عَنْهُ وأَخَذْتُ يَسْرَةً.
والخِمْسُ: شُرْبُ الإِبِلِ يَوْمَ /الرَّابِعِ مِنْ يَوْمِ صَدَرَتْ؛ لأَنَّهُمْ يَحْسِبُونَ يَوْمَ الصَّدَرِ فيه، وهو أَخْبَثُ الأَوْرَادِ.
والنَّاجِى: السَّرِيعُ.
والصَّحْبُ(1): جَمَاعَةُ الصَّاحِبِ، كَقوْلِكَ: تَاجِرٌ وتَجْرٌ، ورَاكِبٌ ورَكْبٌ، وشَارِبٌ وشَرْبٌ.
والتَّهَاوِى: المُضِىُّ والذَّهَابُ.
والقَرَبُ: اللَّيْلَةُ التى يُصَبَّحُ فِيهَا المَاءُ.
واسْتَتَبَّ: اسْتَقَامَ.
والنَّصْبُ:السَّيْرُ الشّدِيدُ (محمد بن حبيب)(2)، وأَصْلُ القَرَب: الطَّلَبُ، ونَصَبْنَا: جَدَدْنَا [السَّيْرَ](3).
53- نَاوَشْنَ مِنْ آجِنِ مَاءٍ شِرْبَا
54- حَائِرَ غَيْلٍ أَوْ يَرِدْنَ جُبَّا
55- قَدْ قَدَّحَتْ مِنْ سَلْبِهِنَّ سَلْبَا
56- قَارُورَةُ العَيْنِ فَصَارَتْ وَقْبَا(4)
ناوَشْنَ: تَنَاوَلْنَ.
والآجِنُ: المَاءُ المُتَغَيِّرُ، والفِعْلُ أَجَنَ يَأْجُنُ أُجُونًا، وأَجِنَ يَأْجَنُ أَجْنًا، وهو مَاءٌ آجِنٌ أَجُونٌ.
__________
(1) فى المخطوط: "والصَّاحِبُ"، والمُثْبَتُ هو الصَّواب.
(2) كذا ورد فى أثناء الشرح بخط الناسخ.
(3) تكملة من التاج (ن ص ب) لإيضاح المعنى، وأنشد عليه قول الشاعر:(1/461)
كأن راكبها يهوى بِمُنْخَرَق من الجَنُوب إذا ما ركْبُها نَصَبُوا (المراجع)
(4) المشطوران (55، 56) فى اللسان والتاج (س ل ب، ق ر ر)، ورواية المشطور الأوّل: "قد قَدَحَت.." بدون تضعيف.
والشِّرْبُ: النَّصِيبُ، وهو الماءُ الذى يُشْرَبُ، والشَّرْبُ: وَقْتُ الشُّرْبِ، والشَّرْبُ لُغَةٌ فى الشِّرْبِ، وهو المَصْدَرُ، قالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ: { فَشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ } و { شَرْبَ الهِيمِ } (1) ، يُقْرَأُ كِلاَهُما، وكَذَلِكَ السِّقْىُ والسَّقْىُ، والطِّحْنُ والطَّحْنُ، فالسِّقْىُ: المَاءُ، والسَّقْىُ: المَصْدَرُ، والطِّحْنُ: الدَّقِيقُ، والطَّحْنُ: المَصْدَرُ.
والحَائِرُ – والجَمْعُ: حَوْرَانٌ وحِيرَانٌ -: حَوْضٌ يَنْصَبُّ إليه مَسِيلُ المَاءِ مِنَ الأَمْطَارِ، سُمِّىَ حَائِرًا لتَحَيُّرِ المَاءِ فيه ومُقَامِهِ بِهِ لاَ يَبْرَحُ.
والغَيْلُ: الظَّاهِرُ على وَجْهِ الأَرْضِ، وقالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ: الغَيْلُ(2): الوَادِى يكُونُ فِيهِ عُيُونٌ تَعِينُ، أى تَسِيلُ، وفِيهِ طَرْفَاءُ.
والجُبُّ: البِئْرُ غَيْرُ البَعِيدَةِ، والجَمِيعُ: الجِبَابُ، والأَجْبَابُ، والجِبَبَةُ.
وقَدَّحَتْ عَيْنُهُ: غَارَتْ، يقال: قَدَّحَتْ، وحَجَّلَتْ، وهَجَّجَتْ بمَعْنًى واحِدٍ، وقال أبُو عُبَيْدٍ: قَدَّحَتْ عَيْنُ الرَّجُلِ: مِثْلُ خَوِصَتْ.
والسَّلْبُ: السَّيْرُ المَاضِى، وفَرَسٌ سَلِبُ القَوَائِمِ: خَفِيفُ نَقْلِهَا، ورَجُلٌ سَلِبُ اليَدَيْنِ بالطَّعْنِ والضَّرْبِ، وثَوْرٌ سَلِبُ القَرْنِ بالطَّعْنِ.
والوَقْبُ: النُّقْرَةُ فى الصَّفَا يَجْتَمِعُ /فيها مَاءُ السَّمَاءِ.
وقَارُورَةُ العَيْنِ: حَدَقَتُهَا، يقولُ: قَدْ غَارَتْ عُيُونُهَا، يُقالُ: نُقْرَةٌ، وهَزْمَةٌ بمَعْنًى.
57- كالقَلْتِ آلَ المَاءُ مِنْهُ نَضْبَا
58- إذا أَقَمْنَا عَجِراتٍ شُزْبَا
59- رَاحَتْ إذا الظِّلُّ الضَّئِيلُ شَبَّا(1/462)
__________
(1) الواقعة، الآية 55 وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، والكسائى، وخلف، ويعقوب: (شَرْب) بفتح الشين، وقرأ مجاهد، وأبو عثمان النَّهدِى: (شِرب) بكسر الشين. (المراجع)
(2) الجيم 3/6.
60- نَحْوَكَ لَمْ تَهْجَعْ بِعَيْنٍ شُصْبَا
القَلْتُ: مِثْلُ الوَقْبِ، نُقْرَةٌ فى الصَّفَا يَجْتَمِعُ فِيهَا مَاءُ السَّمَاءِ.
وآلَ: نَقَصَ.
والنَّضْبُ: الذَّهَابُ.
والعَجِرَاتُ: الغِلاَظُ.
والشُّزْبُ: الضَّوَامِرُ.
والضَّئِيلُ: الخَفِىُّ الشَّخْصِ، يُرِيدُ رَاحَتْ حِينَ يَمْتَدُّ الظِّلاَلُ، فَسَارَتِ اللَّيْلَ أَجْمَعَ.
والشُّصْبُ: الجِيَاعُ، واحِدُهَا: شَصِيبَةٌ، وشَصِبَتْ شَصَبًا.
وأَقَمْنَاهَا: أى أَقَمْنَاهَا بالأَزِمَّةِ، يُقالُ مِنْه: عَجِرْتُهُ بالزِّمَامِ: إذَا جَذَبْتُهُ(1).
61- جَارَتْ إلى الغَوْرِ(2) النُّجُومَ سَحْبَا
62- خُوصًا تُسَامِى اللَّيْلَ ما اسْلَحَبَّا
63- وضَحِكَتْ مِنِّى أُبَيْلَى عُجْبَا
64- لَمَّا رَأَتْنِى بَعْدَ لِينٍ جَأْبَا
جَارَتْ: مِنَ المُجَارَاةِ، كَأنَّهَا تُسَابِقُ النُّجُومَ.
واسْلِحْبَابُ اللَّيْلِ: امْتِدَادُهُ.
والجَأْبُ: الغَلِيظُ، أى: سَارَتْ إلى غَوْرِ النُّجُومِ.
65- رَأَتْ مِنَ الشَّيْبِ حَمَاطًا شُهْبَا
66- تُتْرَكُ بِيضًا أوْ تُمَسُّ(3) الخَضْبَا
67- واعْتَبَطَتْ عِرْسِى كَلاَمًا ذِرْبَا
68- قَدْحًا بِنِيرَانٍ تُذَكِّى العُطْبَا
الحَمَاطُ: يَبِيسُ الأَفَانِى، يقالُ: أَفَانِيَةٌ، وأَفَانٍ، وأَفَانَةٌ، وأَفَانٌ: وهى شُجَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ تُشْبِهُ القَطَاةَ، لَهَا شَوْكٌ ضَعِيفٌ أَصْفَرُ، فإذَا يَبِسَتْ فهى حَماطَةٌ تَعَلَّقُ بالثَّوْبِ.
واعْتَبَطَتْ: جَاءَتْ بِهِ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ ولاَ غَضَبٍ، كالنَّاقَةِ تُنْحَرُ عَبِيطًا عَنْ غَيْرِ كَسْرٍ ولاَ مَرَضٍ.
والذِّرْبُ: الدَّاهِيَةُ.
__________(1/463)
(1) هذا المعنى لم يرد فى مادة (ع ج ر) فى المعجمات.
(2) غَوْرُ النّجومِ: غُروبُها.
(3) فى الدِّيوان المطبوع: "تَمَسُّ" بالتاء المفتوحة.
والعُطْبُ: القُطْنُ، (محمّد بن حَبِيب)(1) يُرِيدُ كَلاَمًا يُحْرِقُ، كما تَلْتَهِبُ النّارُ فى القُطْنِ.
69- لَوْ كُنْتُ مَوْهُونًا صَدَعْنَ القَلْبَا
70- فَقُلْتُ والأَضْلاَعُ تَطْوِى الضَّبَّا
71- أَطُولُ(2) أَيَّامِى فَضَحْنَ الحُبَّا
72- أَخْلَقَ جَفْنِى والحُسَامَ العَضْبَا(3)
/ 73- دَهْرٌ وأَقْدَارٌ عَصَبْنَ عَصْبَا
74- والدَّهْرُ يُبْدِى بَعْدَ خَطْبٍ خَطْبَا
الضَّبُّ: الحِقْدُ.
وعَصَبْنَ: شَدَدْنَ، كَمَا تُعْصَبُ السَّلَمَةُ، تُخْبَطُ بالعِصِىِّ حتّى يَسْقُطَ ورَقُهَا.
75- لأِهْلِهِ سَلاَمَةً أوْ نَكْبَا
76- لَمَّا رَأَتْنِى يَرْفَئِيًّا(4) نَدْبَا
77- قُلْتُ أَفِيقِى لَمْ تَرَىْ لِى عَتْبَا
78- فِيمَ تَجَنَّيْنَ عَلَىَّ الذَّنْبَا
أو نَكْبَا: تقولُ: نَكَبَتْهُ حَوَادِثُ الدُّهُورِ، وأَصَابَهُ نَكْبٌ مِنَ الدُّهُورِ، ونُكُوبٌ كَثِيرَةٌ، ونَكْبَةٌ ونَكَبَاتٌ كَثِيرَةٌ.
واليَرْفَئِىُّ(5): النَّشِيطُ، وقال أبُو عُبَيْدٍ: المُرْفَئِنُّ: الذى قَدْ نَفَرَ ثُمّ سَكَنَ.
والنَّدْبُ: الرَّجُلُ الخَفِيفُ فى الحَاجَةِ، والفَرَسُ النَّدْبُ: المَاضِى فى نَقِيض البَلاَدَةِ، نَدُبَ نَدَابَةً.
عَتْبًا: أى شَيْئًا تُعَاتَبِينَ عَلَيْهِ.
... ... ... 79- لاَ تَجْمَعِى نَمِيمَةً وصَخْبَا
80- وكُنْتُ باللَّغْبِ أُدَاوِى اللَّغْبَا
81- مِنْكِ وأَشْتَقُّ اشْتِقَاقًا شَغْبَا
82- أُنْكِرُ أقْوَالاً وأُبْقِى عَلْبَا
__________
(1) هكذا ورد فى أثناء الشرح وبخط الناسخ.
(2) فى الدِّيوان المطبوع: "أَطُولَ" بفتح اللاّم.
(3) العَضْبُ: القاطِعُ.
(4) فى المخطوط: "يَرْفَئِنًّا"، والمثبت من الدِّيوان المطبوع.
(5) فى المخطوط: "واليَرْفئِنُّ".(1/464)
يُقالُ: صَخْبٌ وصَخَبٌ، صَخِبَ يَصْخَبُ صَخَبًا، وقالَ اللِّحْيَانِىُّ: رَجُلٌ صَخْبَانٌ: أى كَثِيرُ الكَلاَمِ والصَّخَبِ، وقَوْم صِخْبَانٌ، ومَكَانٌ صِخْبَانٌ (1): أى كَثِيرُ الصَّخَبِ.
واللَّغْبُ: الكَلاَمُ الرَّدِىءُ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَغَبْتُ على القَوْمِ أَلْغَبُ لَغْبًا: أَفْسَدْتُ عَلَيْهِم، ورَجُلٌ لَغْبٌ بَيِّنُ اللَّغَابَةِ واللُّغُوبَةِ: إذا كانَ ضَعِيفًا.
وأَشْتَقُّ: يَقُولُ: أَشْتَقُّ فى الكَلاَمِ وأُبَقِّى مِنْ كَلاَمِى أَثَرًا بِمَنْ أُرِيدُ عَتْبَهُ.
والعَلْبُ: الأَثَرُ البَيِّنُ.
83- وقَدْ تَعَرَّقْنَ العِراقَ الجَدْبَا
84- ومَارَسَ النّاسُ السِّنِينَ الحُدْبَا
85- واسْتَسْلَمَ المُوَئِّلُونَ السِّرْبَا
الوَأْلَةُ: أَبْوالُ الغَنَمِ وأَبْعَارُها، يُريدُ: ذَهَبَتْ أَمْوَالُهُمْ واسْتَسْلَمُوا للدَّهْرِ، أى كانَتْ أَغْنَامُهُمْ تَزْبُلُ أَفْنِيَتَهم.
/ 86- والمَحْلُ يَبْرِى وَرَقًا ونَجْبَا
87- قَالَتْ أَلاَ تَبْغِى بَنِيك الكَسْبَا
88- شَآمِيًا أَوْ مَشْرِقًا أوْ غَرْبَا
89- فَقَدْ أَنَى حِينُكَ أَنْ تَأْتَبَّا
النَّجْبُ: لِحَاءُ الشّجَرِ، وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: النَّجْبُ بالجَزْمِ(2) مَصْدَرُ نَجْبِ الشَّجَرِ.
وأَنَى: حَانَ.
وتَأْتَبُّ: تَشْتَاقُ هَاهُنَا، ويكونُ أيضًا التَّهَيُّؤُ والقَصْدُ، وتَأْتَبُّ للشَّىءِ: تُرِيدُهُ وتُهَيَّأُ لَهُ، وأَنْشَدَ:
* يا إِبِلَ السَّعْدِىِّ! لاَ تَأْتَبِّى *(3)
__________
(1) الذى فى القاموس وغيره: صَخْبان - بفتح الصاد - للمفرد، وصُخْبان- بضمها- للجمع.
(2) يعنى بالجزم سكون الجيم، والذى فى التاج (ن ج ب):"النَّجْبُ - بالتسكين-: مصدر نجبتُ الشجرةَ أنجُبُها وأنْجِبُها: إذا أخذت قشرة ساقها".
(3) اللسان (ك ب ب).
* لِنُجُلِ القَاعَةِ بَعْدَ الكَبِّ *(1)
* فَوَدِّعِى الخَيْرَ ودَاعَ ضَبِّ *(1/465)
90- إلى المُصَفَّى إنْ شَكَوْتَ اللَّزْبَا
91- عَضَّ بِأَنْيَابٍ فَأَبْقَى جُلْبَا
92- مِنْ ثِقَلِ الدَّيْنِ وشَدَّ القِتْبَا
93- إنَّ المُصَفَّى رَهْبَةً ورُغْبَا
اللَّزْبُ: الشِّدَّةُ والقَحْطُ والضِّيقُ، وهى اللَّزْبَةُ واللَّزَبَاتُ.
والجُلْبُ: الأَثَرُ يَبْقَى على رَأْسِ القَرْحِ عِنْدَ البُرْءِ.
والقِتْبُ: قُتَيْبٌ صَغِيرٌ يكُونُ للبَعِيرِ السَّانِى(2)، وقالَ لَبِيدٌ:
... وَأُلْقِىَ قِتْبُهَا المَحْزُومُ(3)
وقالَ أبُو عُبَيْدٍ: قِتْبٌ وَقَتَبٌ، واقْتَتَبْتُ البَعِيرَ: شَدَدْتُ عَلَيْهِ القَتَبَ.
والرَّهْبُ: جَزْمٌ، لُغَةٌ فى الرَّهَبِ. والرَّهْبَاءُ: اسْمٌ مِنَ الرَّهَبِ، تَقُولُ: الرَّهْبَاءُ مِنَ اللهِ، والرَّغْبَاءُ إِلَيْهِ، والنَّعْمَاءُ مِنْهُ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُقالُ: الرُّغْبُ والرَّغَبُ، وقالَ غَيْرُهُ: تقولُ: رَغِبَ فُلاَنٌ فى الشَّىءِ رَغْبَةً ورَغْبَى، على قِيَاسِ شَكْوَى، ورُغْبَى بضَمِّ أوَّلِهِ، فَيُقْصَرُ ويُفْتَحُ ويُمَدُّ، فيُقَالُ: اللَّهُمَّ إِلَيْكَ الرَّغْبَاءُ، ولَدَيْكَ النَّعْمَاءُ.
94- يُعْطِى ويَكْفِى الرَّاهِبِينَ الرُّهْبَا
95- حَقًّا مِنَ اللهِ عَلَيْهِ وَجْبَا
96- خَصَابَةً مِنْهُ تَمُدُّ الخِصْبَا
97- كالغَيْثِ يَشْرَوْرَى نَدًى وعُشْبَا
__________
(1) اللّسان (ك ب ب)، وروايته: "لِنُجُلِ القَاحَةِ بَعْدَ الكُبِّ". والكُبُّ: ضَرْبٌ من الحَمْضِ، وقيل: شَجَرٌ.
(2) السَّانِى: الذى يُسْتَقَى عليه الماءُ بالسانية.
(3) هذا بعض عجز البيت وهو فى اللسان (ق ت ب) وشرح ديوان لَبِيد/122 وتمامه فيهما:
حَتَّى تَحَيَّرَتِ الدِّيارُ كَأَنَّهَا زَلَفٌ، وأُلْقِىَ قِتْبُهَا المَحْزُومُ
الرَّاهِبِينَ: يَعْنِى الخَائِفِينَ، تَقولُ: رَهِبْتُ الشَّىءَ رَهَبًا، ورُهْبًا، ورَهْبَةً: أى خِفْتُ، وأَرْهَبْتُ فُلاَنًا.(1/466)
والوَجْبُ: الوَاجِبُ والمَعْرُوفُ، وَجَبَ الشَّىءُ، وهو يَجِبُ وجُوبًا، وأَوْجَبَهُ اللهُ، ووَجَّبَهُ، ووَجَبَتِ الشَّمْسُ وَجْبًا: إذَا غَابَتْ، وسَمِعْتُ لَهَا وَجْبَةً: أى وَقْعَةً.
/ وخَصَابَةٌ(1): مَصْدَرُ خَصِيب.
ويَشْرَوْرَى: يَتَحَرَّكُ ويَهَشُّ، شَرِىَ يَشْرَى شَرْيًا: إذا تَحَرَّك(2).
98- يَسْقِى وَلِيًّا ورَبِيعًا سَكْبَا
99- وأَنْتَ أَحْجَى النَّاسِ أنْ يَذُبَّا
100- عَنْ عِرْضِهِ مَلاَمَةً وسَبَّا
101- أَبْلَجُ وَهَّابٌ يُعَادِى الخَبَّا(3)
الوَلِىُّ: المَطَرُ الذى يَكُونُ بَعْدَ الوَسْمِىِّ(4)، تَقولُ: وُلِيَتِ الأَرْضُ فهى مَوْلِيَّةٌ: قَدْ وَلاَهَا المَطَرُ والغَيْثُ وَلْيًا.
والرَّبِيعُ: المَطَرُ، تَقُولُ: رُبِعْنَا: أَصَابَنَا مَطَرُ الرَّبِيعِ، وخُرِفْنَا: أَصَابَنَا مَطَرُ الخَرِيفِ.
وأَحْجَى: أَخْلَقُ وأَحْرَى وأَقْمَنُ وأَعْسَى بِمَعْنًى.
والأَبْلَجُ: الطَّلِيقُ الوَجْهِ بالمَعْرُوفِ.
102- فَتًى إذَا أَنْعَمَ نُعْمَى رَبَّا
103- إذا الصَّنِيعُ المُسْتَغَبُّ(5) غَبَّا
104- أَبَيْتَ بالأَكْرَمِ إلاَّ طِبَّا
105- قَدْ نَحَّبَ المَجْدُ عَلَيْكَ نَحْبَا
المُسْتَغَبُّ: المُنْتَظَرُ.
__________
(1) لم يرد المصدر بهذه الصّيغة فى المعاجم. (المراجع)
(2) الذى فى القاموس والتاج وغيرهما: "اشْرَوْرَى: اضطرب"، وقوله: "شَرِىَ يَشْرَى شَرْيًا: إذا تَحَرَّك" لم أجده فى المعاجم. (المراجع)
(3) الخَبُّ: الخَدَّاعُ.
(4) الوَسْمِىُّ: مَطَرُ أَوَّلِ الرَّبِيعِ؛ لأَنَّه يَسِمُ الأَرْضَ بالنَّبَاتِ، فَيُصَيِّرُ فيها أَثرًا فى أوَّلِ السَّنَةِ.
(5) فى الدِّيوان المطبوع: "المُسْتَغِبُّ" بكسر الغين.
بالأَكْرَمِ: يَقُولُ: أَبَيْتَ بالصَّنِيعِ الأَكْرَمِ إلاَّ طِبًّا، أى رِفْقًا، يُقالُ: أَنَا طَبٌّ بهَذَا الأَمْرِ: أى عَالِمٌ بِهِ، وقالَ عَنْتَرَةُ:(1/467)
إِنْ تُغْدِفِى دُونِى القِنَاعَ فإنَّنِى طَبٌّ بِأَخْذِ الفَارِسِ المُسْتَلْئِمِ(1)
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُقالُ: إنْ كُنْتَ ذَا طُبٍّ فَطُبَّ لِعَيْنَيْكَ، وأَكْثرُ الكَلاَمِ: إنْ كُنْتَ ذَا طَبٍّ وطِبٍّ، فِيهِ ثَلاَثُ لُغَاتٍ.
ونَحَّبَ: نَذَرَ عَلَيْكَ المَجْدُ لَتَفْعَلَنَّ الكَرَمَ، والنَّحْبُ: النَّذْرُ.
106- تَقْضِيهِ مَا كَانَ السِّنُونَ دَأْبَا
107- الضَّخْمُ حِلْمًا والبَعِيدُ إِرْبَا
108- فى كُلِّ شَعْبٍ قَدْ نَفَحْتَ شَعْبَا
109- إذَا مَضَى نَهْبٌ أَعَدْتَ نَهْبَا
الإِرْبُ: العَقْلُ، يُقالُ: أَرِبَ يَأْرَبُ، وأَرُبَ يَأْرُبُ إِرْبَةً، وأَرَابَةً، والرَّجُلُ أَرِيبٌ.
والشَّعْبُ: الحَىُّ العَظِيمُ الذى تَتَشَعَّبُ مِنْه القَبَائِلُ.
والنَّفْحُ: العَطَاءُ، يُقالُ: نَفَحَهُ بالمَالِ نَفْحًا، ولاَ يَزالُ لَهُ نَفَحَاتٌ مِنَ المَعْروفِ، واللهُ هو النَّفَّاحُ بالخَيْرَاتِ، المُنْعِمُ /عَلَى عِبَادِهِ.
وقَوْلُه: شَعْبًا، أى شَعَبْتَهُ بَيْنَهم: أى فَرَّقْتَهُ، تَقولُ: شَعَبْتُ بَيْنَهُمْ: أى فَرَّقْتُ بَيْنَهُمْ، وقَدِ الْتَأَمَ شَعْبُ بَنِى فُلاَنٍ: إذا كَانُوا مُتَفَرِّقين فاجْتَمَعُوا.
110- تُنْزِلُ رَكْبًا وتُؤَدِّى رَكْبَا
111- فالضَّيْفُ يُقْرَى والمُؤَدَّى يُحْبَا
112- الهِنْءُ غَيْثًا والجَزِيلُ وَهْبَا
113- إذا جَرَى سَيْلُكَ فاذْلَعَبَّا
يُحْبَى: مِنَ الحِبَاءِ، وهوَ العَطَاءُ بِلاَ مَنٍّ ولاَ جَزَاء، تَقولُ: حَبَوْتُهُ: إذا أَعْطَيْته الحِبَاءَ، ومِنْهُ اشْتُقَّتِ المُحَابَاةُ، وقال:
__________
(1) البيت فى اللسان (ط ب ب)، وفى شرح ديوان عَنْتَرة/148.
اصْبِرْ يَزِيدُ فَقَدْ فارَقْتَ ذَا ثِقَةٍ واشْكُرْ حِبَاءَ الذى بالمُلْكِ حَابَاكَا(1)(1/468)
ويُقالُ: رَجُلٌ هِنْءٌ: إذَا كانَ يَهْنَأُ النّاسَ، أى: يُعْطِيهِمْ، مِثْلُ صِنْعٍ، والهَنْءُ: العَطِيَّةُ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِىِّ: يقالُ: هَنَأْتُهُ، واهْتَنَأْتُهُ: إذا أَعْطَيْتَهُ، والهَنِىُّ: كُلُّ أَمْرٍ أَتَاكَ بِلاَ مَشَقَّةٍ ولاَ تَبِعَةِ مكْروهٍ، والفِعْلُ اللاَّزِمُ هَنُؤَ يَهْنُؤُ هَنَاءَةً، ولُغَةٌ أُخْرَى: هَنِئَ يَهْنَى ويَهْنُو.
والمُذْلَعِبُّ: الشَّدِيدُ السُّرْعَةِ، ومَنْ رَوَى: المُزْلَعِبُّ، بالزَّاى، فهو السَّيْلُ الكَثيرُ قَمْشُهُ، قالَ ذَلِكَ أبُو عُبَيْدٍ.
والوَهْبُ: مَصْدَرُ وَهَبَ هِبَةً ووَهْبًا، واللهُ تَعَالَى الوَاهِبُ الوَهَّابُ، والمَوْهُوبُ: الوَلَدُ، ويَجُوزُ أَنْ يكُونَ ما يُوهَبُ لَهُ.
114- وأَفْرَغَتْ مِنْهُ السَّوَاقِى ثَغْبَا
115- شَقَّ الفُرَاتِ الأَرْضَ حِينَ انْصَبَّا
116- إذَا تَدَاعَى سَيْلُهُ اتْلأَبَّا
117- فَمَنْ أَتَى مُغْتَرِفًا أَوْ عَبَّا
الثَّغْبُ: كالغَدِيرِ، فيه مَاءٌ صَافٍ مُسْتَنْقِعٌ فى صَخْرَةٍ أَوْ جَلْهَةٍ(2)، قَلِيلٌ، والجَمِيعُ: الثُّغْبَانُ(3)، وهو الثَّغْبُ والثَّغَبُ، قالَ ابنُ الأَعْرَابِىِّ: ومِنْهُ حَدِيثُ ابنِ مَسْعُودٍ:"ما بَقِىَ مِنَ الدُّنْيَا إلاَّ ثَغْبٌ كَدِرٌ"(4).
__________
(1) البيت فى اللسان (ح ب ا) غير منسوب، وفى المعجم الكبير (ح ب و) منسوب إلى عبد الله السَّلولى يعزّى يزيد بن معاوية، وروايته: "... ذا مِقَةٍ".
(2) الجَلْهَةُ: ما اسْتَقْبَلَكَ من حُروفِ الوَادِى.
(3) فى القاموس بالكسرِ والضَّمِّ.
(4) النهاية فى غريب الحديث 1/213، والفائق 1/167 وفيهما: "فى حديث عبد الله: ما شَبَّهت ما غَبَر من الدُّنْيَا إلاّ بثَغْبٍ ذَهَبَ صَفْوُه وبَقِىَ كَدَرُه".
واتْلأَبَّ: امْتَدَّ ومَضَى، ويُرْوَى: اجْلَعَبَّ، وهو مِثْلُ اتْلأَبَّ.
118- صَادَفَ مِنْهُ صَافِيًا وعَذْبَا(1/469)
119- وأَنْتَ يَا بْنَ المُتَّقِينَ القَصْبَا
/ 120- تَحْمِى حِمَاكَ القَاشِبينَ القِشْبَا
121- بَدْءًا إذَا جَارَيْتَهُمْ وعَقْبَا
القَصْبُ: العَيْبُ والشَّتْمُ، فُلاَنٌ يَقْصِِبُ ويَقْصُبُ فُلاَنًا: إذَا مَزَّقَهُ وذكَرَهُ بالقَبِيحِ.
والقَاشِبُونَ: الذين يَجِيئُونَ بالقَذَرِ، وأَهْلُ مَكَّةَ يُسَمُّونَ العَذِرَةَ: القِشْبَ، وكُلُّ شَىءٍ قَذِرْتَهُ فَقَدْ قَشَبْتَهُ، وقال:
قَشَّبْتَنَا بفَعَالٍ لَسْتَ تَارِكَهُ كَمَا يُقَشِّبُ مَاءَ الجُمَّةِ الغَرَبُ(1)
والبَدْءُ: الابْتِدَاءُ، تقولُ: فَعَلْتُ ذَاكَ بَدْءًا وعَوْدًا، وفى بَدْئِهِ وعَوْدِهِ، وفى بَدْأَتِهِ وعَوْدَتِهِ.
والعَقْبُ: جَرْىٌ بَعْدَ جَرْىٍ، والخَيْلُ تُعَقِّبُ فى حُضْرِها:إذَا لَمْ تَزْدَدْ إلاَّ جُودَةً، يُقالُ للفَرَسِ الجَوَادِ: إِنَّهُ لَذُو عَفْوٍ وذُو عَقْبٍ، فَعَفْوُه: أوَّلُ عَدْوِهِ، وعَقْبُهُ: أَنْ يُعَقِّبَ بِحُضْرٍ هو أَشَدُّ مِنَ الأَوَّلِ، وقال:
لاَ جَرْىَ عِنْدَكَ فى عُقْبٍ ولاَ حُضُرٍ إلاَّ تَهاوِيلُ تَخْلِيطٍ وتَلْوِينِ
أُخِذَ هذا كُلُّهُ مِنَ المُعَاقَبَةِ.
122- حتّى يَمُوتَ النّاقِلُونَ السَّبَّا
123- فَدَاكَ مَنْ ضَنَّ ومَنْ أَكَبَّا
124- وتَرْأَبُ الصَّدْعَ المَخُوفَ رَأْبَا
125- وحِينَ عَدَّ النَّادِبُونَ النَّدْبَا
__________
(1) فى المخطوط: "قَشَبْتَنَا.."، والمثبت من اللسان والتكملة والتاج (ق ش ب).(1/470)
الرَّأْبُ: الشَّعْبُ، ومِنْه سُمِّىَ رُؤْبَةُ، والرُّؤْبَةُ: القِطْعَةُ يُشْعَبُ بها الإِنَاءُ لَيْسَتْ مِنْهُ، والرُّوبَةُ غَيْرُ مَهْمُوزٍ: الصَّدْرُ مِنَ اللَّيْلِ، والرُّوبَةُ: رُوبَةُ اللَّبَنِ غَيْرُ مَهْمُوزٍ أَيْضًا: الخَمِيرَةُ التى يُحَمَّضُ بِهَا اللَّبَنُ، والرُّوبَةُ: الكَسَلُ، ورَجُلٌ رَوْبَانُ: بِهِ رُوبَةٌ شَدِيدَةٌ، والرُّوبَةُ: رُوبَةُ الفَحْلِ، وهو اجْتِمَاعُ مَائِهِ، يقولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِه: هَبْ لِى رُوبَةَ فَحْلِكَ: إذا اسْتَطْرَقَهُ، والرُّوبَةُ: رُوبَةُ الرَّجُلِ على عِيَالِهِ: إذا خَرَجَ فى مَنْفَعَتِهِمْ.
126- لَمْ يَجِدُوا فى الأَكْرَمِينَ ضَرْبَا
127- ضَرْبَكَ إلاَّ حَاتِمًا أوْ كَعْبَا
/ 128- يَرَى العِدَى دُونَكَ طَوْدًا صَعْبَا
129- فَاتَ المُرَامِينَ وفَاتَ الوُثْبَا
الضَّرْبُ: الجِنْسُ والصِّنْفُ، والضَّرْبُ: المِثْلُ، وهَذَا ضَرِيبُ ذَاكَ: أى مِثْلُهُ، ورَجُلٌ ضَرْبٌ: قَلِيلُ اللَّحْمِ، لَيْسَ بجَسِيمٍ، والضَّرْبُ: المَطَرُ الضَّعِيفُ.
أَوْ كَعْبًا: يُرِيدُ كَعْبَ بنَ مَامَةَ(1).
والطَّوْدُ: الجَبَلُ.
والوُثْبُ: يُرِيدُ الوُثُبَ فَخَفَّفَ، والواحِدُ: وَثُوبٌ، وقَوْمٌ وُثُبٌ.
حَاتِم بن عبد الله بن حَشْرَج الطّائِى.(2)
130- إذَا أَخٌ زَارَكَ يَدْعُو الرَّبَّا
131- يَسْأَلُ مَالاً ويَخَافُ ذَنْبَا
132- لاَقَى الذى يَبْغِيكَ ما أَحَبَّا
__________
(1) كعب بن مامة بن عمرو بن ثعلبة الإيادى (جاهلى) يضرب به المثل فى الجود، يقال: "أجودُ من كعب بن مامة".
(2) هو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحَشْرَج الطّائِىّ القَحْطَانِىّ (46ق. هـ = 578م): فارس، شاعر، جواد، جاهلىّ، يُضرب المَثل بجوده، كان من أهل نجد، وزار الشّام، ومات فى عُوارض (جبل فى بلاد طيئ). أخباره كثيرة متفرّقة فى كتب الأدب والتاريخ، له ديوان شعر مطبوع.(1/471)
133- فَدَاكَ وَخْمٌ(1) لاَ يُبَالِى السَّبَّا
134- الحَزْنُ بَابًا والعَقُورُ كَلْبَا(2)
* * *
__________
(1) الوَخْمُ: الثَّقِيلُ من الرِّجالِ.
(2) المشطوران (133، 134) بخزانة الأدب 8/227، ورواية المشطور الأوّل: "فذاك.." بالذّال.
... ... -40-
وقالَ يَمْدَحُ أَبَا جَعْفَرٍ المَنْصُورَ أَمِيرَ المُؤْمِنينَ:(1)
1- قُلْتُ وأَقْوَالِى يَسُؤْنَ الكُشَّحَا
2- لَهَا إِذَا حَاوَلْتُ نَحْوًا مُنْتَحَا (2)
3- تَطْرُدُ مِنْها سَائِراتٍ جُنَّحَا
4- مَعْرُوفَةً مِنَ القَوَافِى وُضَّحَا
الكُشَّحُ: جَمْعُ كَاشِحٍ، وهو العَدُوُّ البَاطِنُ العَدَاوَةِ، والفِعْلُ مِنْهُ: المُكَاشَحَةُ، تَقولُ: كَاشَحَنِى بالعَدَاوَة.
لَهَا: للأَقْوالِ.
والنَّحْوُ: المَذْهَبُ.
تَطْرُدُ، ويُرْوَى: "أَطْرُدُ مِنْهُ" وهو أجْوَدُ، وقَوْلُهُ: تَطْرُدُ يُخَاطِبُ نَفْسَهُ.
والجَانِحُ: المائِلُ عَلَى قَوائِمِهِ فى الرَّكْضِ، وهو هَاهُنَا الدَّانِى.
والوُضَّحُ: جَمْعُ واضِحٍ، يُريدُ البَيِّنَ المَشْهُورَ، تَقولُ: أَوْضَحْتُ أَمْرًا فوَضَحَ، ووَضَّحْتُهُ فَتَوَضَّحَ.
5- لأَنْسِجَنَّ مِدَحًا ومِدَحَا
6- كَرِيمَةً تَأْتِى امْرَأً مُمَدَّحَا
7- قَوْلاً إذَا سَرَّحْتُهُ تَسَرَّحَا
8- كالعَصْبِ ذى التَّرْقِيمِ أوْ مُوَشَّحَا
سَرَّحْتُهُ، يَقُولُ: أُخَلِّصُهُ وأُبَيِّنُهُ كََمَا يُسَرَّحُ الشَّعَرُ ويُخَلَّصُ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ.
__________
(1) الأرجوزة رقم (14) ص 33 – 36 بالدِّيوان المطبوع.(1/472)
والممدوح هو أبو جعفر المنصور الخليفة العباسى: عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس الهاشمىّ العباسىّ (158هـ = 774م): توفى فى ذى الحجة بمكة، وله ثلاث وستون سنة، ودامت خلافته اثنتين وعشرين سنة، قال الذهبى: " كان طويلاً مهيبًا، أسمر، خفيف اللحية، رحب الجبهة، كأن عينيه لسانان ناطقان، تقبله النفوس، وكان يخالط أبهة الملك بزى أولى النسك، ذا عزم وحزم وذكاء ورأى وشجاعة وعقل، وفيه جبروت وظلم".
(2) "مُنْتَحا" هذه الكلمة وأمثالها مما تقضى قواعد الرّسم الإملائى أن تكتب بالياء هكذا "مُنْتَحَى"، وقد ورد رسمها فى المخطوط "مُنْتَحَا" بالألف طردًا لصورة قوافى المخطوط.
/ والعَصْبُ مِنَ البُرُودِ: مَا يُعْصَبُ غَزْلُهُ، أى يُدْرَجُ، ثُمَّ يُصْبَغُ، ثُمَّ يُحَاكُ.
9- سَهْلاً إِذَا مَايَحْتُهُ تَمَيَّحَا
10- أَشْعَرَ مِنْ أَشْعَارِهِمْ وأَنْجَحا
11- والمَدْحُ رِبْحٌ لامْرِئٍ تَرَبَّحَا
12- مَنَحْتُ عَبْدَ اللهِ مِنْهَا مِنَحَا
مَايَحْتُهُ: طَلَبْتُهُ، مَأْخُوذٌ مِنَ المَائِحِ الذى يَمِيحُ البِئْرَ.
والمِنَحُ: جَمْعُ مِنْحَةٍ، وأَصْلُهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: مَنَحْتُ فُلانًا شَاةً أوْ شَيْئًا، فَتِلْكَ الشَّاةُ اسْمُهَا المَنِيحَةُ، وهو مَنْفَعَتُكَ إيَّاهُ بما تَمْنَحُهُ، وكُلُّ شَىءٍ تَقْصِدُ بِهِ قَصْدَ شَىءٍ فَقَدْ مَنَحْتَهُ.
13- إنَّ لَهُ مَزِيَّةً ومَسْبَحَا
14- وغَايَةً تُرْبِى الرِّجَالَ أُنَّحَا
15- مِنْ دُونِ غَايَاتِكَ حَسْرَى بُلَّحَا
16- أَزْهَرَ مِنْ آلِ عَلِىٍّ أَفْيَحَا
المَزِيَّةُ: الفَضْلُ، وهى فى كُلِّ شَىءٍ تَمَامُهُ وكَمَالُهُ.
والمَسْبَحُ: المُتَّسَعُ فى الشَّرَفِ.
وتُرْبِى الرِّجَالَ: مِنَ الرَّبْوِ(1)، [يقال:](2) مَنْ جَرَى إلى غَايَتِهِ رَبَا.
والغَايَةُ: مَدَى كُلِّ شَىءٍ وقُصَارَاهُ.(1/473)
والأُنَّحُ: واحِدُهُم: أَنُوحٌ(3)، وهو الضَّعِيفُ عِنْدَ الحِمْلِ إذَا حُمِلَ عَلَيْهِ، والأَنِيحُ والطَّحِيرُ والزَّحِيرُ واحِدٌ.
وحَسْرَى: جَمْعُ حَسِيرٍ، وهو المُنْقَطِعُ، تقولُ: حَسَرْتُ الدَّابَّةَ، وحَسَرَهَا طُولُ السَّيْرِ.
وقَوْلُهُ: بُلَّحَا: مِنَ البُلُوحِ، وهوَ تَبَلُّدُ الحَامِلِ تَحْتَ الحِمْلِ، لِثِقَلِهِ، بَلَحَ وبَلَّحَ، وقالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ:(4) "بَلَحَتِ الرَّكِيَّةُ تَبْلَحُ بُلُوحًا، وهى بَالِحٌ: لَيْسَ فِيهَا شَىءٌ".
__________
(1) الرَّبْوُ: البُهْرُ وانْتِفاخُ الجَوْفِ. والرَّبْوُ: النَّفَسُ العالى.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) الأُنَّح: واحدهم آنح، والأُنَّح أيضًا: الآنح للمفرد.
(4) الجيم 1/88.
وأَفْيَحُ: واسِعُ العَطَاءِ.
وقَوْلُهُ: مِنْ آلِ عَلِىّ: أَرَادَ عَلِىَّ بنَ عَبْدِ اللهِ بن عَبَّاسٍ(1).
17- المَحْضَ مَجْدًا والرَّغِيبَ مِقْدَحَا
18- مَا وَجَدَ العَدَّادُ فِيه جَحْجَحَا (2)
19- أَعَزَّ مِنْهُ نَجْدَةً وأَسْمَحَا (3)
20- ما النِّيلُ مِنْ مِصْرَ إِذَا تَبَطَّحَا
المَحْضُ: الخَالِصُ.
والمَجْدُ: الشَّرَفُ.
والرَّغِيبُ: الوَاسِعُ.
والمِقْدَحُ: المِغْرَفُ، يقالُ للمِغْرَفَةِ: المِقْدَحَةُ، وكُلُّ مَا غُرِفَ فهو قَدِيحٌ.
والجَحْجَحَةُ: الكَلاَمُ والعَدُّ.
تَبَطَّحَ: مِنْ تَبَطَّحَ السَّيْلُ: إذا سَالَ سَيْلاً عَرِيضًا.
/ 21- مُغْتَدِيًا يَسْتَنُّ أوْ تَرَوَّحَا (4)
22- تَزْفِى أَوَاذِيهِ السَّفِينَ الطُّفَّحَا
23- بِعَادِلٍ مِنْهُ سِجَالاً نُفَّحَا
24- هَنَّا وهَنَّا وغُيُوثًا سُمَّحَا(5)
يَسْتَنُّ: مِنَ السَّنِّ، وهو الإِسْرَاعُ فى جَرْيِهِ.
وتَزْفِى: تَسْتَخِفُّ وتَسُوقُ.
والأَوَاذِى: الأَمْوَاجُ، خَفَّفَهَا للحَاجَةِ، واحِدُهَا: آذِىٌّ.
وطُفَّحٌ: طَافِحَةٌ على المَاءِ.(1/474)
والسِّجَالُ: جَمْعُ سَجْلٍ، وهو الدَّلْوُ المَلأَى، ضَرَبَهُ مَثَلاً للعَطَاءِ.
وهَنَّا وهَنَّا: يَمِينًا وشِمَالاً.
25- وَدِيَمًا بَعْدَ الغُيُوثِ نُضَّحَا
26- حَتّى تَمُجَّ الأَرْضُ نَوْرًا أَصْبَحَا
__________
(1) هو علىّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب، أبو محمد (118هـ = 736م): جدّ الخلفاء العبّاسيّين، من أعيان التابعين، كان كثير العبادة والصّلاة فغلب عليه لقب "السّجّاد". قيل للوليد بن عبد الملك: إنّه يقول بأنّ الخلافة ستصير إلى أبنائه، فأمر به فضرب بالسِّياط وأهين، واعتقله هشام بن عبد الملك فى البلقاء، فمات معتقلا.
(2) اللسان والتاج (ج ح ج ح) وروايته فيهما:
* ما وَجَدَ العَدَّادُ فيما جَحْجَحَا *
(3) اللسان والتاج (ج ح ج ح).
(4) تَرَوَّحَ: سَارَ.
(5) سُمَّح: سَخِيَّةٌ كرِيمَةٌ.
27- وقُلْتُ نُصْحًا مِنْ أَخٍ تَنَصَّحَا
28- قَدْ كَادَ يَخْشَى قَلْبُهُ أَنْ يَقْرَحَا
الدِّيَمُ: جَمْعُ دِيمَةٍ، وهى: مَطَرٌ يَدُومُ يَوْمًا ولَيْلَةً، أوْ فَوْقَ ذَلِكَ.
والنُّضَّحُ: التى تَرُشُّ، والعَيْنُ تَنْضَحُ نَضْحًا: إذَا رَأَيْتَهَا تَفُورُ.
ومَجُّ الأَرْضِ نَبَاتَهَا: هو إِخْرَاجُهَا ما فِيهَا مِنْهُ.
والأَصْبَحُ: الأَبْيَضُ إلى الحُمْرَةِ.
29- فأَدْرَكَ اللهُ بقَصْدٍ أَسْجَحَا
30- إنَّ الفَرِيقَيْنِ اللَّذَيْنِ اصْطَلَحَا
31- فَأَجْمَعَا جَمَاعَةً وأَصْلَحَا
32- وأَمْسَيَا بنِعْمَةٍ وأَصْبَحَا
الأَسْجَحُ: اللَّيِّنُ السَّهْلُ، والإسْجَاحُ: حُسْنُ العَفْوِ، كَقَوْلِكَ: "مَلَكْتَ فأَسْجِحْ" وقالَتْ عَائِشَةُ يَوْمَ الجَمَلِ(1) لأَمِيرِ المُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ أبى طَالِبٍ - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ(2) -:" مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ ولاَ تُكَافِ"(3).
33- لاَ يَكْدَحُ الأَعْدَاءُ فِيهِمْ مَكْدَحَا
34- ولَوْ أَطَاعَ(4) الحَاسِدينَ انْتَطَحَا
35- فَقَسَمَانَا فِرَقًا وطَحْطَحَا(1/475)
36- ومَنْ هَدَى اللهُ اهْتَدَى وأَفْلَحَا
37- والمَثُلاَتُ قَبْلَنَا لَنْ تُمْتَحَا
38- وقَدْ رَأَيْنَا مُلْكَ قَوْمٍ فى رَحَا
__________
(1) يريد يوم أن غَزَت عائِشَةُ عَلِيًّا - رضى الله عنهما - على جَمَلٍ، فعُرِفَت الوقعة بيوم الجمل.
(2) هذا الدّعاء يشعر بأنّ الشارح شيعىّ.
(3) مثل سائِرٌ مَرْوِىّ عن عائِشَةَ، قالته لعَلِىّ - رضى الله عنهما - يومَ الجَمَلِ حين ظهَرَ على النّاسِ، فدَنَا من هودَجِها ثمّ كَلَّمَهَا بكلامٍ فأجابَتْهُ: مَلَكْتَ فأَسْجِحْ - أى ظَفِرْتَ فأَحْسِنْ - وقَدَرْتَ فسَهِّلْ، وأَحْسِنِ العَفْوَ، فَجَهَّزَها عند ذلك بأَحْسَنِ الجِهازِ إلى المَدِينة. والمثل فى مجمع الأمثال 2/237.
(4) فى الدِّيوان المطبوع: "أطَاعَا".
الكَدْحُ: عَمَلُ الإنْسَانِ مِنْ خَيْرٍ وشَرٍّ، يكْدَحُ لنَفْسِه على مَعْنَى يَسْعَى، وفى القُرْآنِ [الكريم]: { إِنَّكَ كَادِحٌ إلَى رَبِّكَ كَدْحًا } (1)، أى نَاصِبٌ إلى رَبِّكَ نَصْبًا.
والطَّحْطَحَةُ: تَفْرِيقُ الشَّىءِ /إِهْلاَكًا.
والمَثُلاَتُ: واحِدُها مَثُلَةٌ، وهى العِبْرَةُ.
لَنْ تُمْتَحَا: لَنْ تَدْرُسَ.
فى رَحَا: أى ثَابِت كثبوتِ الرَّحَا.
39- طَحَّانَةٍ حَزَّتْ حَلاَقِيمَ اللَّحَا
40- قَوْمًا تَغَالَوْا مُلْكَهُمْ فاسْتَجْرَحَا
41- فَأَصْبَحُوا ما يَمْلِكُونَ مَسْرَحَا
42- وانْقَلَبَ المَحْضُ بِهِمْ مُضَيَّحَا
تَغَالَوْا: غَلَوْا فِيهِ.
واسْتِجْرَاحُهُ: فَسَادُهُ، ونَقْضُهُ، وذَهَابُهُ.
مَسْرَحَا: مِنْ مَسْرَحِ المَاشِيَةِ فى المَرْعَى.
والمَحْضُ: اللَّبَنُ الخَالِصُ لاَ مَاءَ فِيهِ.
والمُضَيَّحُ: اللَّبَنُ المَمْزُوجُ، يقالُ: ضَيْحٌ، وضَاحٌ، وخَضَارٌ، وشَهَابٌ، ومَذِيقٌ، وضُوَاحٌ بمَعْنًى واحِدٍ.
43- يَسْقِى صَرِيحَ الشَّرِّ حتّى صَرَّحَا
44- طَاحُوا بِمَهْوَى الخَافِقَيْنِ رُزَّحَا
45- ومَنْ سَعَى فى غَيِّهِ تَطَوَّحَا(1/476)
46- أَيْهَاتَ أَيْهَاتَ لَهُمْ مُطَرَّحَا
(محمّد بن حَبِيب)(2): الصَّرِيحُ: الخَالِصُ، وكذَلِكَ الصَّريحُ مِنَ اللَّبَنِ: ما ذَهَبَتْ رُغْوَتُهُ، ويُقالُ: رَغْوَةٌ ورُغْوَةٌ ورَغَاوَةٌ، فإذَا صُرِفَ إلى الإنَاءِ فهو صَرِيفٌ، فإذَا حُقِنَ فى الإنَاءِ فهو حقِينٌ، فإذَا أَخَذَ طَعْمَ السِّقاءِ فهوَ مُمَحَّلٌ، فإنْ شُرِبَ مِنْهُ قَبْلَ أنْ يُمْخَضَ فهو ظَلِيمٌ ومَظْلُومٌ، وأنْشَد:
لا يَظْلِمُ الوَطْبَ لابْنِ العَمِّ يَصْحَبُهُ ويَظْلِمُ العَمَّ وابْنَ العَمِّ والجَارَا
__________
(1) الانشقاق، الآية 6.
(2) هكذا ورد فى أثناء الشرح وبخطّ الناسخ.
فإذَا مُخِضَ فَتَقَطَّعَ زُبْدُهُ فِيهِ فهو الثَّامِرُ والمُغْمِرُ(1)، فإذَا حَمُضَ فهو الحَازِرُ، فإذا اشْتَدَّ حَمْضُهُ فهو الأَدْلُ والصَّرْبُ، فإذا انْقَطَعَ اللَّبَنُ فَصَارَ نَاحِيَةً والمَاءُ نَاحِيَةً فذَلِكَ المُمْذَقِرُّ، وتَصْرِيحُ الشَّىءِ: وضُوحُهُ وانْكِشَافُهُ.
وطَاحُوا: هَلَكُوا، والطَّائِحُ: الهَالِكُ المُشْرِفُ على الهَلاَكِ، وكُلُّ شَىءٍ ذَهَبَ وفَنِىَ فقَدْ طَاحَ يَطِيحُ طَيْحًا، وطُوحًا، لُغَتَانِ.
والرُّزَّحُ: جَمْعُ رَازِحٍ، وهو الهَزِيلُ.
مُطَرَّحًا: بُعْدًا، يقولُ: بَعُدُوا فلاَ يَبْلُغُونَ ما/ يُرِيدُونَ. تَمِيم تقول: أَيهاتَ، وقُرَيْش هَيْهَات.
والخَافِقَانِ: أرادَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ حتّى تَغِيبَ.
47- فَتُرِكُوا مُسْتَسْلِمينَ جُنَّحَا
48- وحَوْتَكَاتٍ ونِسَاءً نُوَّحَا
49- ومُهْلَكِينَ فى الجَحِيمِ كُلَّحَا
50- وعَادَ مُلْكُ اللهِ مُلْكًا مُرْدَحَا(2)
الجُنَّحُ: المَوَائِلُ، جَمْعُ جَانِحٍ.
والحَوْتَكَاتُ: الصِّبْيَانُ الصِّغَارُ، وهى الحَوَاتِكُ، والوَاحِدَةُ: حَوْتَكَةٌ.
والكُلَّحُ: جَمْعُ كَالِحٍ، والكُلُوحُ: بُدُوُّ الأَسْنَانِ عِنْدَ العُبُوسِ، قَدْ كَلَحَ كُلُوحًا وكُلاَحًا، وأَكْلَحَهُ كَذَا وكَذَا.(1/477)
__________
(1) فى اللّسان (م غ ر): "أَمْغَرَتِ الشّاةُ والنّاقَةُ وأَنْغَرَتْ، وهى مُمْغِرٌ: احْمَرَّ لَبَنُها ولم تُخْرِطْ، وقال اللّحيانِىّ: هو أن يكون فى لَبَنِها شُكْلَةٌ من دَمٍ، أى حُمْرة واختلاط، وقيل: أَمْغَرَتْ إذا حُلِبَت فَخَرَجَ مع لَبَنِها دَمٌ من داءٍ بها".
(2) فى المخطوط: "مُرْذَحَا" بالذّال، والمثبت من المطبوع.
والمُرْدَحُ(1): السَّابِغُ الوَاسِعُ، وبَيْتٌ مُرْدَحٌ: إذا كانَ لَهُ كِفَاءٌ مِنْ وَرَائِهِ، والكِفَاءُ: الشُّقَّةُ تكُونُ فى مُؤَخَّرِ البَيْتِ، والرِّوَاقُ: شُقَّةٌ فى أَوَّلِ البَيْتِ، ورَوَى أبُو عُبَيْدٍ: رَدَحْتُ البَيْتَ، وأَرْدَحْتُهُ، وقالَ أبُو النَّجْمِ فى وصْفِ قُتْرَةِ الصَّائِدِ:
* بَيْتَ حُتُوفٍ مُكْفَأً مَرْدُوحَا * (2)
* شَخْتًا خَفِيًّا فى الثَّرَى مَدْحُوحَا *(3)
51- فى مُسْتَقَرِّ المَجْدِ إذْ تَبَحْبَحَا
52- فى هَاشِمٍ والأَوْسَعِينَ مَنْدَحَا
53- فَأَصْبَحُوا مُسْتَخْلِفَينَ رُجَّحَا
54- مُسْتَعْمِرينَ وحَجِيجًا شُبَّحَا
تَبَحْبَحَ: توَسَّطَ، وبُحْبُوحَةُ كُلِّ شَىءٍ: وسَطُهُ.
ومَنْدَحٌ: مُتَّسَعٌ، والنَّدْحُ: السَّعَةُ والفُسْحَةُ، تَقُولُ: إنَّكَ لَفِى نُدْحَةٍ مِنَ الأَمْرِ، وفى مَنْدُوحَةٍ مِنْهُ.
مُسْتَعْمِرينَ: أرَادَ مُعْتَمِرينَ مِنَ العُمْرَةِ.
والشَّابحُ: الرَّافِعُ يَدَيْهِ فى الدُّعَاءِ.
55- تَرَى لَهُمْ ضَوْءَ ضِيَاءٍ مَضْرَحَا
56- والقَمَرَيْنِ والنُّجُومَ اللُّوَّحَا
57- وجُودُ عَبْدِ اللهِ فِيمَا نَفَّحَا
58- يُعْطِى القِيَانَ والجِيَادَ القُرَّحَا
مَضْرَحٌ: واسِعٌ.
واللُّوَّحُ: جَمْعُ لائِحٍ(4).
ونَفَّحَا: أَعْطَى، مِنْ نَفَحَهُ بالمَالِ نَفْحًا، ومِنْ قَوْلِهِم: لاَ تَزَالُ لَهُ نَفَحَاتٌ مِنَ المَعْرُوفِ.
والقِيَانُ: واحِدُهَا قَيْنَةٌ، وهى العَبْدُ والأَمَةُ.
والجِيَادُ: الخَيْلُ، واحِدُهَا: جَوَادٌ.(1/478)
__________
(1) فى المخطوط: "المُرْذَحُ"، والصّواب ما أثبتناه.
(2) اللسان والتاج (ر د ح)، والمقاييس 5/189، والجمهرة 2/120، وديوان أبى النّجم/67،وفيه: "..مُكْفَأٍ..".
(3) اللسان والتاج والصحاح (د ح ح)، والمقاييس 1/265، وديوان أبى النّجم/67، ورواية التاج والمقاييس: "بَيْتًا خَفِيًّا..".
(4) اللائِحُ: اللامِعُ المُضِىءُ.
والقُرَّحُ: جَمْعُ قَارِحٍ، يُقالُ: قَرَحَ الفَرَسُ، وهو يَقْرَحُ قُرُوحًا،/ وقَرَحَ نابُهُ، والجَمِيعُ: القُرَّحُ، والقُرْحُ، والقَوَارِحُ، ويُقالُ للأُنْثَى: قارِحٌ، ولاَ يُقالُ قَارِحَةٌ.
59- والعِيسَ يَنْتُقْنَ الرِّحَالَ رُشَّحَا
60- مِنَ الدُّفُوفِ والذَّفَارَى نُتَّحَا
61- تَطْوِى إذا ما خِمْسُهَا تَمَتَّحَا
62- قُودًا يُعَارِضْنَ وغُبْرًا نُزَّحَا
العِيسُ: جَمْعُ أَعْيَسَ وعَيْسَاءَ، وهى إِبِلٌ بِيضٌ صُفْرُ الأَطْرافِ، فإذَا ابْيَضَّتْ كُلُّهَا فَهُنَّ أُدْمٌ.
يَنْتُقْنَ: مِنَ النَّتْقِ، وهو الجَذْبُ، تَقولُ: نَتَقْتُ الغَرْبَ مِنَ البِئْرِ نَتْقًا: إذَا جَذَبْتَهُ بِمَرَّةٍ.
والدُّفُوفُ: الجُنُوبُ، واحِدُهَا: دَفٌّ.
والذَّفَارَى:جَمْعُ ذِفْرَى، وهُمَا ذِفْرَيَانِ، جَمَعَهَا(1) بِمَا حَوْلَهَا، وهُمَا مَوْضِعُ الأَخْدَعَيْنِ مِنَ النَّاسِ.
ورُشَّحٌ: تَرْشَحُ عَرَقًا، وكذَلِكَ النُّتَّحُ، يُقالُ: نَتَحَ يَنْتِحُ نَتْحًا ونُتُوحًا.
والخِمْسُ: شُرْبُ الإِبِلِ يَوْمَ الرَّابِعِ مِنْ يَوْمِ صَدَرَتْ؛ لأَنَّهُمْ يَحْسِبُونَ يَوْمَ الصَّدَرِ فِيهِ.
وتَمَتَّحَ: طَالَ.
والقُودُ: جِبَالٌ طِوَالٌ، واحِدُهَا: أَقْوَدُ.
والغُبْرُ: الفَيَافِى.
والنُّزَّحُ: البَعِيدَةُ. وأَنْشَدَ:
* يَنْتُقُ رَحْلِى والسَّلِيلَ نَتْقَا *(2)
63- فَدَاك وَخْمٌ لاَ يَنِى مُشَحْشَحَا
64- لاَ يَفْسَحُ السَّوْءَةَ عَنْهَ مَفْسَحَا
65- مَلْعُونَةً آثَارُهُ مُقَبَّحَا(1/479)
66- إذَا الحُقُوقُ احْتَضَرَتْهُ أَوْكَحَا(3)
__________
(1) كذا فى المخطوط، وحقه أن يقول: "جَمَعَهُما بما حَوْلَهما".
(2) البيت للعجّاج، وهو فى شرح ديوانه/72، وروايته:
* يَنْتُقُ رَحْلِى والشَّلِيلَ نَتْقَا *
والشَّلِيلُ: المِسْحُ الذى يُلْقَى على عجُزِ البَعِير.
(3) اللِّسان (و ك ح)، وفيه:
* إذا الحُقُوقُ أَحْضَرَتْهُ أَوْكَحَا *
الوَخْمُ: الثَّقِيلُ الحس.
لاَ يَنِى: لاَ يَفْتُرُ.
والمُشَحْشِحُ: القَلِيلُ الخَيْرِ، وكَذلكَ الشَّحْشَاحُ.
لاَ يَفْسَحُ السَّوْءَةَ: لاَ يُنَحِّيها عَنْهُ.
والمَفْسَحُ: المُتَّسَعُ.
وأَوْكَحَ: أَمْسَكَ ومَنَعَ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِىِّ: يُقالُ: أَعْطَى الأَمِيرُ النّاسَ ثُمَّ أَوْكَحَ إِيكَاحًا: إذَا كَفَّ عَنِ العَطِيَّةِ.
67- يَزْدَادُ إِبْلاَسًا إذا تَنَحْنَحَا
68- وصَكَّ عَبْدُ اللهِ قَوْمًا طُمَّحَا
69- بِقَاذِفَاتٍ يَبْتَدِرْنَ رُضَّحَا
70- لَوْ رُمْنَ صَمَّانَ الصَّفَا تَصَيَّحَا
/ المُبْلِسُ: الحَزِينُ الكَئِيبُ المُتَنَدِّمُ، مِثْلُ قَوْلِهِ أَيْضًا:
* وفى الوُجُوهِ صُفْرَةٌ وإبْلاَسْ *(1)
وهوَ اليَائِسُ، وفى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: { فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } (2).
والطُّمَّحُ: جَمْعُ طَامِحٍ، وهو المُتَكَبِّرُ الذى يَرْمِى بِبَصَرِهِ إلى الشَّىءِ، ويَرْفَعُ رَأْسَهُ نَحْوَهُ.
والقَاذِفَاتُ: حِجَارَةُ المَنْجَنِيقِ، والقَذْفُ: الرَّمْىُ مِنْ كُلِّ شَىءٍ، نَحْوَ الرَّمْىِ بالسِّهَامِ، والكَلاَمِ، والحِجَارَةِ.
والرُّضَّحُ: الكَوَاسِرُ.
والصَّمَّانُ: أَرْضٌ ذَاتُ جِبَالٍ صُلْبَة الحِجَارَةِ.
والصَّفَا: الحَجَرُ الضَّخْمُ الأَمْلَسُ الصُّلْبُ.
وتَصَيَّحَ: تَشَقَّقَ وتَصَدَّعَ.
71- ومَنْ أَرَادَ دَفْعَهُ تَزَحْزَحَا
72- وخَافَ أُسْدًا وكِبَاشًا نُطَّحَا
73- مِنْ آلِ عَبَّاسٍ وعَضْبًا مِجْوَحَا(1/480)
74- والأُسْدُ يُخْشِينَ الكِلاَبَ النُّبَّحَا
__________
(1) القائل هو رؤبة، والمشطور فى ديوانه المطبوع/67، وهو فى اللسان (ب ل س) من غير عزو ومعه مشطور آخر.
(2) الأنعام الآية 44.
تَزَحْزَحَ: تَنَحَّى، ومِنْهُ: { ومَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ } (1).
والعَضْبُ: السَّيْفُ القَاطِعُ، والعَضْبُ: القَطْعُ، عَضَبَهُ يَعْضِِبُهُ عَضْبًا.
ومِجْوَحٌ: يَجْتَاحُ كُلَّ شَىءٍ.
ويُخْشِينَ: يُخِفْنَ، مِنَ الخَشْيَةِ، والفِعْلُ خَشِىَ يَخْشَى خَشْيَةً.
75- فَبَرَّدَ اللهُ الجُيُوبَ النُّصَّحَا
76- وأَصْبَحَتْ آثَارُ قَوْمٍ مُصَّحَا
77- كَمْ مِنْ عِدًى جَمْجَمَهُمْ وجَحْجَحَا(2)
78- واعْتَاضَ مِنْهُمْ جَزَرًا مُذَبَّحَا
النُّصَّحَا: مِنْ قَوْلِ العَرَبِ: فُلانٌ ناصِحُ الجَيْبِ، مَعْنَاهُ: نَاصِحُ القَلْبِ لَيْسَ فِيهِ غِشٌّ، مِثْلُ قَوْلِهِمْ: طَاهِرُ الثَّوْبِ. قالَ النَّابِغَةُ:
أَبْلِغِ الحَارِثَ بنَ وهْبٍ فَإنِّى نَاصِحُ الجَيْبِ بَاذِلٌ للثَّوَابِ(3)
والمُصَّحُ: جَمْعُ مَاصِحٍ، وهى الدَّارِسَةُ، مَصَحَ الشَّىءُ يَمْصَحُ مُصُوحًا(4).
والجَمْجَمَةُ، والحَمْحَمَةُ: الهَلاَكُ.
والجَزَرُ: الغَنَمُ، شَبَّهَهُمْ بالغَنَمِ.
79- فَأَصْبَحُوا يَزْقُونَ هَامًا ضُبَّحَا
80- لاَقَوْا مِنَ الشَّرِّ عُرَامًا أكْبَحَا
81- والشَّرُّ مَجْلُوبٌ إذا تَكَفَّحَا
82- بِأَهْلِهِ أَزْرَى بِهِمْ ولَقَّحَا
__________
(1) يعنى قوله تعالى: { وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ ألفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ ِبمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ( } . سورة البقرة الآية 96.
(2) اللسان والتاج (ج ح ج ب) ورواية المشطور فيهما: "... وجَحْجَبَا". جَحْجَبَ العَدُوَّ: أَهْلَكَهُ.
(3) اللسان (ن ص ح)، ورواية صدره:
* أَبْلِغِ الحارِثَ بن هِنْدٍ بأَنِّى *(1/481)
وهو مما نسب إلى النابغة فى ذيل ديوانه/228 (ط. دار المعارف)
(4) يقال: مصح الثّوبُ: أخلق ودَرَسَ، والدّارُ تَمْصَح: تَدْرُسُ. قال الطِّرمّاح:
قِفَا نَسَل الدِّمَنَ الماصِحَهْ وهَلْ هى إنْ سُئِلت بائِحهْ
(اللسان والتاج/ م ص ح)
/ يَزْقُونَ: مِنَ الزُّقَاءِ، وهو الصِّيَاحُ، وكانَت الجَاهِليَّةُ تَقُولُ: إذَا قُتِلَ الرَّجُلُ خَرَجَتْ مِنْ رَأْسِهِ هَامَةٌ تقولُ: اسْقُونِى اسْقُونِى، وهذا مِنْ كَذِبِهِمْ، تقولُ: زَقَا يَزْقُو زَقْوًا، وزُقِيًّا، وزُقَاءً، ولقَدْ زَقَوْتَ يا طَائِرُ وزَقَيْتَ، وقالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ(1): "زَقَتِ الشَّاةُ تَزْقُو: إذَا بَعَرَتْ".
وضُبَاحُ الهَامِ: صِيَاحُهُ.
وعُرَامُ الشَّرِّ: حِدَّتُه وشِدَّتُهُ.
والأَكْبَحُ: الشَّرُّ الشَّدِيدُ.
تَكَفَّحَا: مِنَ التَّكَافُحِ، وهو التَّوَاجُهُ، مِنْ قَوْلِهِ: لَقِيَهُ كِفَاحًا.
أَزْرَى: مِنَ الإِزْرَاءِ، وهو التَّهَاوُنُ، يُقالُ: أَزْرَى بِهِ، وَزَرَى عَلَيْه، وقالَ(2):
نُبِّئْتُ نُعْمًا عَلَى الهِجْرَانِ زَارِيَةً سَقْيًا ورَعْيًا لذَاكَ العَاتِبِ الزَّارِى
وقالَ اللِّحْيَانِىُّ: يقالُ: زَرَيْتُ عَلَيْهِ: عِبْتُ عَلَيْهِ، وأَزْرَيْتُ عَلَيْهِ أَيْضًا، أى: عِبْتُ، وأَزْرَيْتُ بِهِ: قَصَّرْتُ بِهِ، ابنُ حَبِيب(3): لَقَّحَ الحَرْبَ: أَشْعَلَهَا.
83- شَهْبَاءَ تُوهِى صَفْحَ مَنْ تَصَفَّحَا
84- حَلَفْتُ باللهِ الذى سَمَّى الضُّحَا
85- والرَّافِعِ السَّمَاءَ والأَرْضَ دَحَا
86- واذْكُرْ إذَا الأَمْرُ الجَلِىُّ جَلَّحَا
يُرِيدُ:ولقَّحَ حَرْبًا شَهْبَاءَ، وإنَّمَا سُمِّيَتْ شَهْبَاءَ لِمَا فِيهَا مِنْ بَيَاضِ السِّلاَحِ فى خِلاَلِ السَّوَادِ، وقال:
وكَتِيبَةٍ لَبَّسْتُهَا بِكَتِيبَةٍ شَهْبَاءَ بَاسِلَةٍ يُخَافُ رَدَاهَا
__________
(1) الجيم 2/50.(1/482)
(2) نُسِب البيت فى أساس البلاغة (ز ر ى) للنّابغة، وهو فى ديوانه/202 وروايته:
"أنبئت نُعمًا على الهِجران عاتبة..".
(3) هكذا ورد فى أثناء الشرح وبخطّ الناسخ.
وصَفْحُ كُلِّ شَىءٍ: جَانِبُهُ، أى: تُهْلِكُ مَنْ تَعَرَّضَ بِصَفْحِهِ، وصَفْحَةُ الرَّجُلِ: عُرْضُ وَجْهِهِ وصَدْره، وهو أَشْبَهُ بِما عَنَى، وقال:
وصَدْرِى مُصْفَحٌ للْمَوْتِ نَهْدٌ إذَا ضَاقَتْ عَنِ المَوْتِ الصُّدُورُ(1)
والدَّحْوُ: البَسْطُ، مِنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: { والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } (2)، وفى الحَديثِ: "دَاحِى المَدْحِيَّاتِ"(3) يَعْنِى الأَرَضِينَ، ومِثْلُه طَحَا.
والأَمْرُ الجَلِىُّ: المُضِىءُ البَيِّنُ.
وجَلَّحَ: مِنَ التَّجْلِيحِ، وهو التَّصْمِيمُ فى الأَمْرِ والمُضِىُّ فِيهِ.
/ 87- وإنْ تَخَشَّى خَائِفٌ أوْ شَحْشَحَا
88- أَنَّ كِتَابَ اللهِ فيمَا قَدْ وَحَا
89- مَاضٍ يَسُوقُ فَرَحًا وتَرَحَا
90- والطَّيْرُ تَجْرِى للسَّعِيدِ سُنُحَا
الشَّحْشَحَةُ: الحَذَرُ، والشَّحْشَحُ: المُواظِبُ على الشّىءِ، المَاضِى فِيهِ، حتّى يُقالَ للخَطِيبِ المَاهِرِ المَاضِى فى خُطْبَتِه: شَحْشَحٌ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِىِّ: يُقالُ: خَطِيبٌ مِصْقَعٌ، ومُسْهَبٌ، وشَحْشَحٌ، وشَحْشَاحٌ، وشَحْشَحَانٌ كَأَنَّه يُمْدَحُ بِهِ ويُنْعَتُ بالبَلاَغَةِ واتِّسَاعِ القَوْلِ والجُرْأَةِ على الخطَابَةِ، وقَطَاةٌ شَحْشَحٌ: سَرِيعَةٌ، وقال(4):
كَأَنَّ المَطَايَا لَيْلَةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ بِوَثَّابَةٍ تَنْضُو الرَّواسِمَ شَحْشَحِ
وقالَ أبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِىُّ: الشَّحْشَاحُ: القَوِىُّ المُشَايِحُ، وأَنْشَدَ:
__________
(1) البيت فى اللسان (ص ف ح) غير منسوب.
(2) النازعات الآية 30.(1/483)
(3) الحديث فى "النهاية فى غريب الحديث 2/106": فى حديث علىّ وصلاته على النّبىّ صلّى الله عليه وسلّم: "اللّهمّ يا داحِىَ المَدْحُوَّات"، ويروى: "المَدْحِيّات".
(4) البيت فى اللسان (ش ح ح) منسوب للطِّرمّاح، وهو فى ديوانه/119، ورواية عجزه فى الدِّيوان:
"بِوَثَّابَةٍ حُرْدِ القَوائِمِ شَحْشَحِ".
* مُحَرَّمًا فى كَفِّ شَحْشَاحٍ قَوِىّ *
ووَحَى، وأَوْحَى بِمَعْنًى، ورَوَى أَبُو عُبَيْدٍ: وحَيْتُ إلَيْه بالشَّىءِ أَحِيهِ، وأَوْحَيْتُه إِلَيْهِ أَوْحِيهِ، تقولُ: أَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أى بَعَثَهُ، وأَوْحَى إِلَيْهِ: أَلْهَمَهُ، كَمَا قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: { وأَوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ } (1)، أى أَلْهَمَهَا، وأَوْحَى لَهَا مَعْناهُ: أَوْحَى إلَيْهَا، والفِعْل وَحَى يَحِى وَحْيًا: كَتَبَ يَكْتُبُ كِتَابًا، وأَنَا أَحِى، وقالَ العَجَّاجُ:
* لِقَدَرٍ كانَ وحَاهُ الوَاحِى *(2)
أى كَتَبَهُ الكَاتِبُ.
والسُّنُحُ: مِنَ السَّانِحِ، وهو: ما أَتَاكَ عن يَمِينِكَ مِنْ طَائِرٍ، أوْ ظَبْىٍ، أوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وأَهْلُ الحِجَازِ يَتَيَمَّنُونَ بِهِ، وأَهْلُ نَجْدٍ يَتَشَاءَمُونَ بِهِ، وأَهْلُ الحِجَازِ يَتَشَاءَمُونَ بالبَارِحِ، وأَهْلُ نَجْدٍ يَتَيَمَّنُونَ بِهِ، وقالَ:
* زَعَمَ البَوَارِحُ أَنَّ رِحْلَتَنَا غَدَا *(3)
وقالَ آخَرُ:
أَبالسُّنُحِ الأَيَامِنِ أَمْ بِنَحْسٍ تَمُرُّ بِهِ البَوَارِحُ حِينَ تَجْرِى؟(4)
والسَّانِحُ، والسَّنِيحُ واحِدٌ، فالسَّانِحُ: ما أَتَاكَ عَنْ يَمِينِكَ، والبَارِحُ: خِلاَفُهُ، وأَنْشَدَ للعَجَّاجِ:
* وَحَى لها القرارَ فاسْتَقَرَّتِ *
* وشَدَّها بالرَّاسِيَاتِ اللُّبَّتِ *(5)
__________
(1) النّحل، الآية 68.
(2) المشطور مع مشطور قبله وآخر بعده فى اللِّسان (و ح ى) كروايته هنا، وفى شرح ديوان العَجَّاج/439 وروايته: "لِقَدَرٍ كان وَحاةَ الواحِى".(1/484)
(3) صَدْرُ بَيْت للنّابَغة يتشاءَمُ بالبّارِح، وتمام البيت فى اللسان (س ن ح):
... وبذاك تَنْعَابُ الغُرابِ الأَسْوَدِ
وفى ديوان النّابغة/38:
... وبذاك خَبَّرنا الغُدافُ الأسْوَدُ
(4) اللسان والتاج (س ن ح) وفيه ".. المَيامِنِ".
(5) شرح ديوان العجّاج/ 266، ورواية المشطور الثاني:
* وشَدَّهَا بالرَّاسِيَاتِ الثُّبَّتِ *
91- والأَشْقِيَاءُ يَزْجُرُونَ البُرُحَا(1)
92- والجُودُ لاَ يَنْزِعُ إلاَّ مُرْبِحَا
/ 93- والشَّرُّ مَجْلُوبٌ عَلَى مَنْ أَوْقَحَا
94- ويَمْنَعُ الأَعْرَاضَ(2) مَنْ تَصَحَّحَا
95- ولَمْ يَدَعْ رَئِيسَ قَوْمٍ مِتْيَحَا
96- كَوَّحَ مِنْ بَغْىِ العِدَا ما كَوَّحَا
أَوْقَحَا: مِنَ الوَقَاحَةِ، يُقالُ: هو وَقَاحُ الوَجْهِ: صُلْبُهُ قَلِيلُ الحَيَاءِ، قَدْ وَقُحَ وَقَاحَةً، وقَحَةً، وقِحَةً [وهو](3) بَيِّنُ الوَقَاحَةِ والوُقُوحَةِ.
مِتْيَحَا: يقولُ: لَمْ يَدَع الكِتَابُ مَنْ أُتِيحَ لَهُ فِيهِ قَدَرٌ إلاَّ قَضَى عَلَيْهِ وأَصَابَهُ.
والتّكْوِيحُ: الذِّلَّةُ، وتقولُ: كَاوَحْتُ فُلانًا مُكَاوَحَةً فَكُحْتُهُ: إذا قَاتَلْتَهُ فَغَلَبْتَهُ، ورَأَيْتُهُمَا يَتَكَاوَحَانِ، والمُكَاوَحَةُ فى الخُصُومَةِ ونَحْوِها.
97- غَادَرَ بالمَرْجَيْنِ مِمَّا سَدَّحَا
98- قَتْلَى وبالحِصْنَيْنِ حَوْذًا مِذْوَحَا
99- وقَدْ رَأَى مَرْوانُ حِينَ سَمَّحَا
100- صَوَاعِقًا مِنْهُ وطَعْنًا رَنَّحَا
__________
(1) البُرُحُ: جمع بَارِحٍ؛ وهو ما مَرَّ من الطَّيْرِ والوَحْشِ من يمينك إلى يَسارك، والعَرَبُ تَتَطَيَّرُ به، وهو خِلافُ السَّانِحِ.
(2) فى الأصل: "الأَغْراضَ" بالغين، والمثبت من الدِّيوان المطبوع.
(3) زيادة بها تستقيم العبارة.
المَرْجَانِ، والحِصْنَانِ: بالمَوْصِلِ، وهى وَقْعَةُ أَبِى عَوْنٍ بِمَرْوانَ بنِ مُحَمَّدٍ(1) حِينَ عَبَرَ إلَيْهِ الزَّابَ.(1/485)
والحَوْذُ: السَّوْقُ، حَاذَهُ يَحُوذُهُ حَوْذًا: إذَا طَرَدَهُ وسَاقَهُ.
والمِذْوَحُ: المَانِعُ، والمِذْوَحُ: الطَّارِدُ.
وسَدَح: قَتَلَ وصَرَعَ.
وسَمَّحَ للهَرَبِ نفسه(2).
ورَنَّحَهُ: مَيَّلَهُ كَمَا يَتَرَنَّحُ السَّكْرَانُ.
* * *
__________
(1) مَرْوان بن مُحمّد بن مَرْوان بن الحكم الأموىّ، أبو عبد الملك (132هـ = 750م): آخر خلفاء بنى أميّة فى الشام، ولد بالجزيرة وأبوه متوليها، ولاّه هشام بن عبد الملك على أذربيجان وأرمينية والجزيرة سنة 114هـ، فافتتح فتوحات وخاض حروبًا كثيرة، ولما قتل الوليد بن يزيد سنة 126هـ وظهر ضعف الدولة فى الشام، دعا الناس وهو بأرمينية إلى البيعة له، فبايعوه فيها بالخلافة.
(2) فى القاموس: التَّسْمِيح: الهَرَبُ.
... ... -41-
وَقَالَ [فى مَدِيحِ تَمِيمٍ وسَعْدٍ ونَفْسِهِ]:(1)
1- وبَلْدَةٍ يَدْعُو صَدَاهَا هِنْدَا
2- يُهَيِّجُ اللَّيْلُ عَلَيْهَا وَجْدَا
3- كذَاتِ أَحْزَانٍ أَرَاحَتْ فَقْدَا
4- يُحْمِى بِهَا الحَرُّ المَهَارَى وِرْدَا
الصَّدَى: ما أَجَابَكَ إذا تَكَلَّمْتَ، والصَّدَى: العَطَشُ، والصَّدَى: الذَّكَرُ مِنَ البُومِ، وإنَّمَا سُمِّىَ صَدًى؛ لأَنَّهُ يكونُ فى القُبُورِ، والصَّدَى: بَدَنُ المَيِّتِ، يقولُ: فَكَأَنَّ الصَّدَى يَدْعُو هِنْدًا وغَيْرَهَا مِنَ الأَصْوَاتِ، ويُقالُ للمَهْلَكَةِ: هِنْدُ الأَحَامِسِ، همُ /الشُّجَعَاءُ، واحِدُهُمْ: أَحْمَسُ.
كَذَاتِ أَحْزَانٍ: يُرِيدُ ذَكَرَتْ فَقْدَهَا وَلَدَهَا، فَجَلَبَتْ إِلَيْهَا الأَحْزَانَ، وكما يُريحُ الرَّجُلُ إبِلَهُ إلى عَطَنِهَا(2).
ويُحْمِى الحَرُّ: يُوقِدُ.
وِرْدٌ: حُمَّى، يُرِيدُ أنَّ حَرَّهَا يُحِمُّ المَهَارَى، والوِرْدُ: الحُمَّى، وأَنْشَدَ:
* تَسْمَعُ للجِنِّ بِهَا زِيزَمَا *
* هَتَامِلاً مِنْ رِزِّهَا وهَيْنَمَا * (3)
5- مِمَّا تَصَلَّيْنَ الهَجِيرَ الصَّخْدَا(1/486)
6- تَفْصِدُ أَوْشَالَ الذَّفَارَى فَصْدَا
7- ما زَالَ إسْآدُ المَطَايَا سَمْدَا
8- يَنْسَلِبُ اللَّيْلَ(4) انْسِلاَبًا مَسْدَا
تَصَلَّيْنَ: مِنَ الصِّلاَءِ، أى قَاسَيْنَ مِنْ وقُودِ الهَجِيرِ، وهو نِصْفُ النَّهَارِ، يقالُ: هَجِيرٌ، وهَجْرٌ، وهَاجِرَةٌ، والهَجْرُ: القَوْمُ إذَا صارُوا فى ذَلِكَ الوَقْتِ فى رَوِيَّةٍ، وهَجَّرَ القَوْمُ تَهْجِيرًا: إذا سَارُوا فى وَقْتِه.
__________
(1) الأرجوزة رقم (17) ص 42 – 44 بالديوان المطبوع، وما بين الحاصرتين إضافة منه.
(2) عطن الإبل: وطنها ومبركها حول الحوض.
(3) المشطوران فى اللسان (هـ ت م ل)، والهتملة: الكلام الخَفِىّ.
(4) فى المطبوع "اللّيلُ" بالرفع، والمثبت ضبط المخطوط بالنصب على الظرفية.
والصَّخْدُ: الحَرُّ، ويَوْمٌ صَاخِدٌ وصَخْدَانٌ.
والأَوْشَالُ: جَمْعُ وَشَلٍ، وهوَ ما وَشَلَ(1) مِنْ عَرَقِهَا شَيْئًا بَعْدَ شَىءٍ، وكُلُّ قَلِيلٍ فهو وَاشِلٌ.
والذِّفْرَيَانِ: مَوْضِعُ الأَخْدَعَيْنِ مِنَ الإنْسَانِ، وهُمَا أَوَّلُ مَوْضِعٍ يَعْرَقُ مِنَ البَعِيرِ.
والإسْآدُ: الإدْآبُ مِنْ سَيْرِ اللَّيْلِ، تقولُ: أَسْأَدَ فُلانٌ لَيْلَةً كُلَّهَا، أى أَدْأَبَ فِيهَا السَّيْرَ، وقالَ لَبِيدٌ:
يُسْئِدُ السَّيْرَ عَلَيْهَا رَاكِبٌ رَابِطُ الجَأْشِ عَلَى كُلِّ وَجَلْ(2)
والسَّمْدُ، والمَسْدُ بمَعْنًى، وهو مِنَ السَّيْرِ: سَيْرُ اللَّيْلِ إذا لَمْ تَعْرِفِ الإِعْيَاءَ ودَاوَمَتْ، كَأَنَّها قَدْ سُيِّبَتْ، سَمِدَتْ تَسْمُدُ سُمُودًا، وقالَ الشَّاعِرُ فى المَسْدِ:
يَمْسُدُهَا القَفْرُ ولَيْلٍ سَادِ(3)
وانْسِلاَبُهَا: سُرْعَتُهَا.
9- بحَيْثُ سَمَّى أَهْلُ نَجْدٍ نَجْدَا
10- حتّى بَرَى الجَلْسَ وأَنْضَى الأُجْدَا
11- تَقْلِيبُ أخْفَافٍ تُدَنِّى البُعْدَا
12- بأَرْجُلٍ سَاقَتْ نَعَامًا رُبْدَا
نَاقَةٌ جَلْسٌ: ضَخْمَةٌ شَدِيدَةٌ.
وأَنْضَى: أَهْزَلَ.(1/487)
والأُجْدُ: يُرِيدُ الأُجُدَ فَخَفَّفَ، /المُوَثَّقَةُ الخَلْقِ، كَأَنَّ فَقَارَهَا عَظْمٌ واحِدٌ، بأَرْجُلٍ شَبَّهَهَا بالنَّعَامِ الرُّبْدِ، وهى الغُبْرُ فى أَلْوَانِهَا.
13- كَأَنَّ رَفْضَ الشَّرَكِ المُرْقَدَّا
__________
(1) وشَلَ: سالَ وقطَرَ.
(2) البيت فى اللّسان (س أ د)، وفى شرح ديوان لَبِيد/176.
(3) عجز بيت أورده اللّسان والتاج بتمامه فى مادة (م س د)، ونسباه للعَبْدىّ يذكر ناقَةً شَبَّهَهَا بثَوْرٍ وحْشِىّ، والبيت فى ديوان المثقِّب العَبْدىّ ص 10، وروايته:
... ... كَأَنَّها أَسْفَعُ ذُو جُدَّةٍ يَمْسُدُهُ القَفْرُ ولَيْلٌ سَدِى
والأَسْفَعُ: ثور فى وجْهِه سوادٌ فيه حُمْرَةٌ. ويَمْسُدُه: أى يَطْوِيه لَيْلٌ. وسَدِىّ: أى نَدِىّ.
14- إذَا الطَّرِيقُ بالفَلاَةِ ارْمَدَّا
15- أَنْسَاعُ مَكِّىٍّ أَجَادَ القَدَّا
16- وإنْ خَصَاصُ لَيْلِهِنَّ اسْتَدَّا
قالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيبَانِىُّ:الشَّرَكُ، والشِّرَاكُ: الطُّرُقُ الصِّغَارُ عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ ويَسَارِهِ(1)، الوَاحِدَةُ: شَرَكَةٌ، وأَنْشَدَ:
* يَسْتَفْنَ رَسْمَ الشَّرَكِ المُشَقَّقِ *
* سَوْفَ العَذَارَى سَاهِرِىَّ الزَّنْبَقِ *(2)
والرَّفْضُ: ما تَفَرَّقَ مِنْهُ.
والمُرْقَدُّ: الطَّوِيلُ.
والفَلاَةُ: المَفَازَةُ، والجَمِيعُ: فَلَوَاتٌ، وفَلاً.
وارْمَدَّ: امْتَدَّ، كَمَا يَرْمَدُّ الظَّلِيمُ فى عَدْوِهِ.
والأَنْسَاعُ: واحِدُهَا نِسْعٌ، وهو سَيْرٌ يُضْفَرُ على هَيْئَةِ أَعِنَّةِ البِغَالِ، تُشَدُّ بِهِ الرِّحَالُ، والقِطْعَةُ مِنْهُ نِسْعَةٌ تُشَدُّ على طَرَفَىِ البِطَانِ، والجَميعُ: النُّسُوعُ، والأَنْسَاعُ. شَبَّهَ شَرَكَ الطَّرِيقِ بالأَنْسَاعِ.
وخَصَاصُ كُلّ شَىءٍ: فُرَجُهُ وخَلَلُهُ، يُرِيدُ إذا أَلْبَسَ اللَّيْلُ كُلَّ شَىءٍ فلَمْ يكُنْ فى ظُلْمَتِهِ فُرْجَةٌ.
17- صَدَدْنَ عَنْ عِرْنِينِهِ أوْ صَدَّا(1/488)
18- عَنْهَا وتَعْرَوْرَى سِهَابًا جُرْدَا
19- إذَا تَهَاوِى القَرَبِ اجْرَهَدَّا
20- كَأَنَّ تَحْتِى ذَا شِيَاتٍ فَرْدَا
عِرْنِينُهُ: يُرِيدُ أَنْفَ الجَبَلِ.
تَعْرَوْرَى: تَرْكَبُ عُرْيًا.
والسِّهَابُ: جَمْعُ سَهْبٍ، وهو البَلَدُ البَعِيدُ الأَطْرَافِ.
وأَجْرَدُ: لاَ نَبَاتَ فِيهِ.
وتَهَاوِيهِ: مُضِيُّهُ وبُعْدُهُ.
والقَرَبُ: اللَّيْلَةُ التى يُصَبَّحُ الماءُ فِيهَا.
واجْرِهْدَادُهُ: طُولُهُ وشِدَّتُهُ.
__________
(1) الجيم 2/128.
(2) الجيم 2/138. ويَسْتَفْنَ: يشْمَمْن، ورَسْمَ الشَّرَكِ: آثار الطّريق، والمُشَقّق: المتفرِّع، والعَذَارَى: جمع عذراء، والسّاهِرِىّ: العِطْرُ الجيِّد يُسْهَر فى عمله وتجويده، والزَّنْبَقُ: دُهْن الياسَمِين.
وذُو شِيَاتٍ:أرادَ ثَوْرًا، وشِيَاتُهُ:تَوْلِيعُهُ، والتَّوْلِيعُ: سَوَادٌ وبَيَاضٌ فى قَوائِمِهِ، ويُرْوَى:"إذا تَهَادِى"(1).
21- بَادَرَ لَيْلاً وشَمَالاً صَرْدَا
22- أَرْطًى(2) وأَحْقَافًا يَذُدْنَ البَرْدَا
/ 23- يَنْضُو المَطَايَا عَنَقًا ووَخْدَا(3)
24- نَضْوَكَ عَنْ صَدْرِ اليَمَانِى الغِمْدَا
الشَّمَالُ: رِيحٌ تَهُبُّ مِنْ يَسَارِ القِبْلَةِ، شَمَلَتْ تَشْمُلُ شُمُولاً، وفِيهَا لُغَاتٌ، يُقالُ: شَمَالٌ، وشِمَالٌ، وشَمْأَلٌ، وشَمُولٌ، وحَكَى الجَرْمِىُّ أيْضًا: شَأْمَلٌ على وزْنِ فَأْعَلٍ.
والصَّرْدُ: الخَالِصُ، يُقالُ: أُحِبُّكَ حُبًّا صَرْدًا، أى: خَالِصًا.
والأَرْطَى: شَجَرٌ، واحِدَتُهُ: أَرْطَاةٌ.
والأَحْقَافُ: جَمْعُ حِقْفٍ، وهو ما انْحَنَى مِنَ الرَّمْلِ تُكِنُّ الثَّوْرَ مِنَ البَرْدِ، وهى الأَحْقَافُ، والحُقُوفُ، والحِقَفَةُ.
يَنْضُو المَطَايَا: أى يَخْرُجُ عَنْهَا.
25- تَطْرُدُ ذَمًّا وتُدَنِّى حَمْدَا
26- تَعْمِى مَعَانِيهَا اللُّغَامَ الجَعْدَا
27- لاَ تَعْدُ أَقْوَامٌ إلَىَّ القَصْدَا(1/489)
28- أَبْدَوْا مِنَ الغَيْظِ وجُوهًا رُبْدَا
29- مَرْضَى وإنْ كانُوا بِطَانًا كُبْدَا
30- لاَ بَرِئَتْ غُدَّةُ مَنْ أَغَدَّا
31- إذَا اعْتِرَاضُ الرَّجَزِ اصْمَعَدَّا
32- عَرَفْتَ أنَّ العَدَدَ الأَعَدَّا
بِطَانٌ: جَمَاعَةُ بَطِينٍ.
والكُبْدُ: جَمَاعَةُ أكْبَدَ: عَظِيمُ الجَنْبَيْنِ والبَطْنِ.
__________
(1) فى المخطوط: "إذا تَهادت"، وهو سهو من الناسخ، صوابه ما أثبتناه ليستقيم الوزن.
(2) فى المطبوع: "أرْطَى" على توهم أن الألف للتأنيث، والمثبت من المخطوط؛ لأن الألف للإلحاق فينون حينئذ نكرة لا معرفة (المراجع).
(3) العَنَقُ من السَّيْرِ: المُنْبَسِطُ. والوَخْدُ: ضَرْبٌ من سَيْرِ الإبِلِ، وهو سَعَةُ الخَطْوِ فى المَشْىِ.
ويقالُ: أَغَدَّ الرَّجُلُ: إذا أَصَابَتْ إبِلَهُ الغُدَّةُ، وقَدْ أَغَدَّ فى الغَضَبِ: اشْتَدَّ غَضَبُهُ.
والمُصْمَعِدُّ: المَاضِى السَّرِيعُ السَّيْرِ فى الأَرْضِ.
33- والرُّكْنَ إنْ زَاحَمْتَهُ الأشَدَّا
34- لَنَا إذَا يَوْمُ الحِفَاظِ امْتَدَّا
35- وعَمَّ أَيَّامُ الضِّنَاكِ الحَشْدَا
36- وإِنْ أَمَرَّ المُحْصِدُونَ الحَصْدَا
الحِفَاظُ: المُحَافَظَةُ على المَحَارِمِ، ومَنْعُهَا عِنْدَ الحُرُوبِ، والاسْمُ فى ذلِكَ الحَفِيظَةُ، وتقولُ: رَجلٌ ذُو حَفِيظَةٍ، وأَهْلُ الحَفَائِظِ: أَهْلُ الحِفَاظِ، هُمُ المُحَامُونَ مِنْ وَرَاءِ إخْوَانِهِمْ، مُتَعَاهِدُونَ لأُمُورِهم، مانِعُونَ لِعَوْرَاتِهِمْ.
والضِّنَاكُ: الزِّحَامُ.
والإِمْرَارُ فى كُلِّ شَىءٍ: نَقِيضُ النَّقْضِ فى الحَبْلِ وغَيْرِه، وهو شِدَّةُ الفَتْلِ.
والمُحْصِدُ: المُحْكِمُ الشَّدِيدُ الشَّزْرِ.
/ 37- فى يَوْمِ هَيْجَا أو غَشِينَ الجِدَّا
38- ولَمْ نَجِدْ مِنْ عُظْمِ أَمْرٍ بُدَّا
39- عِنْدَ التى يَعْيَا بِهَا مَنْ مَدَّا
40- لِكُلِّ نِدٍّ قَدْ قَسَمْنَا نِدَّا(1/490)
الهَيْجَا: الحَرْبُ، بالقَصْرِ والمَدِّ، وقالَ الشَّاعِرُ فى المَدِّ:
إذَا كانَتِ الهَيْجَاءُ وانْشَقَّتِ العَصَا فَحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ(1)
والنِّدُّ، والنَّدِيدُ: الضِّدُّ، والجَمِيعُ: الأَنْدَادُ.
41- ونَحْنُ ما لَمْ نَرَ أَمْرًا رُشْدَا
42- نُدْنِى لِنُكْدِ النَّاسِ مِنَّا نُكْدَا
43- ومَنْ أَرَدْنَا جُرْأَةً ومَكْدَا
44- بِقَسْرِنَا التَّعْبِيدَ (2) كَانَ عَبْدَا
__________
(1) البيت فى اللّسان (هـ ى ج) بدون نسبة، وانظر خزانة الأدب 7/581، والمغنى الشاهد رقم 800.
(2) فى المخطوط: "التَّبْعِيد" سهو من الناسخ، والمثبت من الدّيوان المطبوع متفقا مع الشرح.
النُّكْدُ: جَمْعُ أَنْكَدَ، مِنَ النَّكَدِ، وهو الشُّؤْمُ، وكُلُّ شَىءٍ جَرَّ على صَاحِبِه شَرًّا فهو نَكَدٌ، وقالَ اللِّحْيَانِىُّ: يقالُ: أَمْرٌ نَكِدٌ، ونَكَدٌ، ونَكْدٌ، وقَدْ قُرِئَ: { والَّذِى خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا } (1)، ونَكَدًا، ونَكْدًا.
والمَكْدُ: الثَّبَاتُ، قَالَ اللِّحْيَانِىُّ: يُقالُ: مَكَدَ بالمَكَانِ يَمْكُدُ مُكُودًا: إذا ثَبَتَ، يَقولُ: مَنْ أَرَدْنَا تَعْبِيدَهُ كانَ لَنَا عَبْدًا بِقَسْرِنَا.
والقَسْرُ: القَهْرُ على الكُرْهِ، ويقالُ: قَسَرْتُهُ قَسْرًا، وأَقْسَرْتَهُ، فِعْلٌ لاَزِمٌ أَعَمُّ.
45- تَرَى إذَا ذُو الحَسَبِ اسْتَعَدَّا
46- مِنَّا رَسُولاً هَادِيًا وحَمْدَا
47- بِهِ تَفَنَّخْنَا الذُّرَى والمَجْدَا
48- وعَمُّنَا أَفْضَلُ عَمٍّ زَبْدَا
تَفَنَّخْنَا: قَهَرْنَا، ومِنْهُ فَنَخْتُ رَأْسَهُ فَنْخًا: إذَا فَتَتَّ عَظْمَهُ مِنْ غَيْرِ شَقٍّ ولاَ إِدْمَاءٍ، وقالَ العَجَّاجُ:
* لَعَلِمَ الجُهَّالُ أَنِّى مِفْنَخُ *(2)
والذُّرَى: الأَعَالِى، الوَاحِدَةُ: ذِرْوَةٌ.
والمَجْدُ: الشَّرَفُ.(1/491)
والزَّبْدُ: الرِّفْدُ والعَطَاءُ، فتَقُولُ: زَبَدْتُهُ أَزْبِدُهُ زَبْدًا: إذَا أَرْفَدْتَهُ ووَهَبْتَ لَهُ، قالَ زُهَيْرٌ:
أَصْحَابُ زَبْدٍ وأَيَّامٍ لَهُمْ سَلَفَتْ مَنْ حَارَبُوا أَعْذَبُوا عَنْهُ بِتَنْكِيلِ(3)
/ 49- قَيْسٌ إذَا ما المَحْلِبُ اسْتَمَدَّا
50- الأَعْظَمُونَ فى الجِهَادِ جُنْدَا
51- والأَمْنَعُونَ ذِمَمًا وعَهْدَا
52- ذَاكَ وسَعْدِى الأَفْضَلُونَ سَعْدَا
المَحْلِبُ: المُغِيرُ، وإذا جَاءَ القَوْمُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ فَاجْتَمَعُوا لِحَرْبٍ أوْ غَيْرِ ذَلِكَ قِيلَ: قَدْ أَحْلَبُوا، وقالَ:
__________
(1) الأعراف، الآية 58.
(2) الصحاح، واللّسان، والتاج (ف ن خ)، وفيها: "لعلم الأقوام"، والمثبت كروايته فى شرح ديوان العجاج/459.
(3) شرح ديوان زُهَيْر/311.
إذَا نَفَرٌ فِيهِمْ أُمَيَّةُ أَحْلَبُوا عَلَى عَامِلٍ جَاءَتْ مَنِيَّتُهُ تَعْدُو(1)
والذِّمَمُ: جَمْعُ ذِمَّةٍ، وهو الذِّمَامُ: لِكُلِّ حُرْمَةٍ تَلْزَمُكَ إذا ضَيَّعْتَهَا(2) منه المَذِمَّةُ والمَذَمَّةُ.
53- إِنَّكَ إِنْ تَعْدِلْ بِنَا مَعَدَّا
54- نَعْدِلْ مَعَدًّا عَدَدًا وجَدَّا
55- وحَسَبًا يَوْمَ الفِضَالِ عِدَّا
56- وإنْ ظَلَمْنَا النَّاسَ قُلْنَا عَمْدَا
جَدٌّ هَاهُنَا: عَظَمَةٌ ورِفْعَةٌ.
والحَسَبُ: الشَّرَفُ فى الآبَاءِ.
والفِضَالُ: اسْمٌ للمُفَاضِلِ.
والعِدُّ: الكَثْرَةُ، يُقالُ: إنَّ بَنِى فُلاَنٍ لَذَوُو عِدٍّ وقِبْصٍ.
والعَمْدُ: نَقِيضُ الخَطَأِ فى القَتْلِ والجِنَايَةِ ونَحْوِه.
ابن حَبِيبٍ: العِدُّ: القَدِيمُ الكَثِيرُ، كالمَاءِ العِدِّ: الذى لَهُ مَادَّةٌ مِنَ الأَرْضِ.
57- فَأَيُّهَا الرَّائِمُ(3) أَمْرًا إدَّا
58- إنْ كُنْتَ تَرْجُونَا فَنَاطِحْ أُحْدَا
59- إنَّ لَنَا مِنْ كُلِّ نِهْدٍ نِهْدَا
60- من الرِّبَابِ حَلَبًا ورِفْدَا(1/492)
الإِدُّ: الأَمْرُ العَظِيمُ الفَظِيعُ، تقولُ: فَعَلْتُ فِعْلاً إدًّا، ولَقَدْ أَدَّ فُلانًا دَاهِيَةٌ، وهى تَؤُدُّهُ أَدًّا، وقال: وهى مِنْ قَوْلِكَ: لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إدًّا، أى أَمْرًا فَظِيعًا.
__________
(1) البيت فى اللّسان والتاج (ح ل ب) غير منسوب، ورواية صدره فى اللّسان:"إذا نَفَرٌ مِنْهُمْ رَؤوبه أَحْلَبُوا..". وجاء فى هامش ط. دار المعارف: قوله: "رؤوبه" هكذا فى الأصل. وفى التهذيب وشرح القاموس: "دُوَيَّةُ". وروايته فى التاج: "دويَّة".
(2) لو قال: "تلزمك منها - إذا ضيعتها - المذمة .." الخ لكان أوضح.
(3) فى المخطوط: "الزَّائِمُ" بالزّاى، والمثبت من الدِّيوان المطبوع.
والنِّهْدُ: أَصْلُهُ مِنَ المُنَاهَدَةِ، وهو أَنْ يُخْرِجَ الرَّجُلُ [من الزّاد فى السّفر](1) كَمَا يُخْرِجُ صَاحِبُهُ، وقالَ غَيْرُهُ وهو ابنُ الأَعْرَابِىِّ، قالَ: قالَ عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ عَنِ الحَسَنِ أَنَّهُ قالَ: أَخْرِجُوا نَهْدَكُمْ فإنَّهُ أَعْظَمُ للبَرَكَةِ وأَحْسَنُ لأَخْلاَقِكُمْ، قالَ: والعَرَبُ تَقُولُ: هَاتِ نِهْدَكَ /مَكْسُورَةَ النُّونِ.
والرِّبَابُ: ضَبَّةُ بنُ أُدٍّ، وبَنُو عَبْدِ مَنَاةَ بنِ أدٍّ، وسَعْدُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ(2).
61- وعَمْرُنَا رِفْدًا لَنَا ورِدَّا
62- وآلُ زَيْدٍ سَلَفًا ووَفْدَا
63- مُسْتَأْسِدًا مِنْ كُلِّ قَوْمٍ أُسْدَا
64- تَرَى لَهُمْ إِنْ رَامَ أَمْرًا ضَهْدَا
__________
(1) إضافة يستقيم بها المعنى. وفى اللسان: "النَّهْدُ: إخراج القَوْم نفقاتهم على قدر عدد الرُّفقة.. والمُخْرَجُ يقال له: النِّهْد، بالكسر، والعرَبُ تقول: هاتِ نِهْدَكَ، مكسورة النون.. قال ابنُ الأثير: النِّهْدُ، بالكسر: ما يُخْرِجُه الرُّفْقَةُ عند المناهَدَة إلى العَدُوّ، وهو أن يقسِّمُوا نَفَقَتَهُم بينهم بالسَّوِيَّة حتى لا يتغابنوا ولا يكون لأحدهم على الآخر فضل ومِنّة".(1/493)
(2) هم: ضَبَّة بن أُدّ بن طابخة بن إلياس بن مُضَر: جَدٌّ جاهلىّ، من أبنائه: سعد وسعيد، كانت ديارهم فى الناحية الشماليّة التهاميّة من نجد، وانتقلوا فى الإسلام إلى العراق، فسكنوا الجزيرة الفراتيّة.
- وعَبْد مَنَاةَ بن أُدّ بن طابخة، من عدنان: جَدٌّ جاهِلِىّ بنوه: تميم، وعدىّ، وعوف، وثور، وأشيب، تفرَّعت منهم بطونٌ كثيرة.
- وسَعْد بن زَيْد مَناةَ بن تميم، من عدنان: جَدٌّ جاهلىّ، كانت منازل بنيه فى يبرين ورمالها، ثم تفرّقت بطون منهم بين قطر وعمان وأطراف البحرين إلى ما يلى البصرة، ونزل بعضهم فى العراق.
وعَمْرُنَا: أَرَادَ عَمْرَو بنَ تَمِيمٍ(1).
والرِّدُّ: العَوْنُ، أرَادَ رِدْءًا فَتَرَكَ الهَمْزَ، تقولُ: أَرْدَأْتُ الرَّجُلَ إِرْدَاءً: إذَا أَعَنْتَهُ، وتَرَادَءُوا: إذَا تَعَاوَنُوا، ومِنْهُ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: { رِدْءًا يُصَدِّقُنِى } (2).
والضَّهْدُ: الظُّلْمُ والغَلَبَةُ، تقول: ضَهَدَ فُلانٌ فُلاَنًا: إذا قَهَرَهُ، وهو مُضْطَهَدٌ: مَقْهُورٌ ذَلِيلٌ، قالَ أبُو عُمَر الجَرْمِىُّ: تقولُ:ضَهَدَهُ، فإذا أَرَدْتَ افْتَعَلَ قُلْتَ:اضْطَهَدَ يَضْطَهِدُ اضْطِهَادًا، وإذا أَرَدْتَ الإدْغَامَ قُلْتَ: اضَّهَدَ، وهو مُضَّهِدٌ.
65- مِنْ قَسْوَةِ العِزِّ رِقَابًا لُدَّا
66- وجِلَّةً لاَ يَشْتَكِينَ اللَّهْدَا
القَسْوَةُ: الشِّدَّةُ والامْتِناعُ.
والأَلَدُّ: المَانِعُ ما وَرَاءَ ظَهْرِه، واحِدُ اللُّدِّ.
واللَّهْدُ: أنْ يَمِيلَ الحِمْلُ علَى صَدْرِ البَعِيرِ فَيَلْهَدَهُ، وهو وَجَعٌ يُصِيبُهُ مِنْهُ، يَرِمُ لذَلِكَ، وقالَ غَيْرُهُ: يُقالُ: بَعِيرٌ لَهِيدٌ: لِلَّذى أَصَابَ جَنْبَهُ ضَغْطَةٌ مِنْ حِمْلٍ ثَقِيلٍ، فأَوْرَثَهُ دَاءً، فأَفْسَدَ عَلَيْهِ رِئَتَهُ، فهو مَلْهُودٌ، وقالَ الكُمَيْتُ:
نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهِيدَ مِنَ الكُو مِ ولَمْ نَدْعُ مَنْ يُشِيطُ الجَزُورَا(3)(1/494)
والجِلَّةُ: العِظَامُ مِنَ الإِبِلِ، وكذلِكَ مِنَ المَعِزِ ونَحْوِهِ، قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
لَنَا غَنَمٌ نُسَوِّقُهَا غِزَارٌ كَأَنَّ قُرُونَ جِلَّتِهَا العِصِىُّ(4)
__________
(1) هو عمرو بن تميم بن مرّ، من العدنانيّة: جَدٌّ جاهلىّ، كان له من الولد: العنبر، وأُسَيد، والهجيم، ومالك، والحارث.
(2) القصص، الآية 34.
(3) فى المخطوط: "الجَزُونا" تحريف، والمثبت من اللّسان والتاج (ل هـ د) و(ش ى ط)، وبه يستقيم المعنى.
(4) اللسان والتاج (س و ق)، وهو فى ديوان امرئ القَيْس/136، وصدره فيه: "أَلاَ إِلاّ تكن إبِلٌ فَمِعْزَى".
67- يَخْضِدْنَ أَعْنَاقَ القُرُومِ خَضْدَا
68- إذا احْتَضَرْنَ يَوْمَ زَأْدٍ زَأْدَا
69- لَمْ تَرَ إلاَّ مُقْرَمًا عِلَّكْدَا
70- فُرَانِسًا أُرِبَّ جِسْمًا مَغْدَا
يَخْضِدْنَ: يَثْنِينَ، والبَعِيرُ يَخْضِدُ عُنُقَ البَعِير إِذَا قاتَلَهُ.
والزَّأْدُ: الرُّعْبُ والفَزَعُ، يقالُ: زَأَدْتُ الرَّجُلَ أَزْأَدُهُ، فهو مَزْؤُودٌ، وزُئِدَ أيْضًا فهو مَزْؤُودٌ.
/ والقُرُومُ: واحِدُهَا قَرْمٌ: الفَحْلُ المُصْعَبُ قَدْ أُقْرِمَ، أى تُرِكَ حتّى اسْتَقْرَمَ، أى صَارَ لَهُ حُقْبًا، وهو أَقْرَمُ: وهو المُكَرَّمُ لاَ يُحْمَلُ عَلَيْهِ شَىءٌ يُتْرَكُ للِفِحْلَةِ. ويُرْوَى: قُرَاسِيًّا ومَعْدَا.
والعِلَّكْدُ علَى وَزْنِ فِعَّلٍ، وعِلْكِدٌ - وهو رِوَايَةُ ثَعْلَب -: الشَّدِيدُ العُنُقِ والظَّهْرِ، وإنَّمَا شَدَّدَ اللاَّمَ اضْطِرَارًا، ومِنْهُمْ مَنْ يُشَدِّدُ اللاَّمَ، وقالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبانِىُّ: العِلْكَدُّ: الشَّحْمُ، قالَ أبُو نُخَيْلَةَ:
* وقُمْتُ بالرَّحْلِ إلى مِسَدٍّ *
* عَالٍ بعِلْكَدٍّ إلى عِلْكَدِّ *(1)
والعِلْكِدُ - عَنْهُ أيْضًا -: الكُدْسُ مِنْ حُنْطَةٍ أوْ شَعِيرٍ أوْ ما أَشْبَهَهُ(2).(1/495)
والفُرَانِسُ: الشَّدِيدُ، ومِنْهُ سُمِّىَ الأَسَدُ "فِرْنَاسًا"، ويُرْوى: "قُرَاسِيًّا" والقُرَاسِىُّ، والقُرَاسِيَّةُ: الجَمَلُ الضَّخْمُ، تَقُولُ: هذا جَمَلٌ قُرَاسِيَّةٌ، وهو فى الفُحُولِ أَعَمُّ، ولَيْسَتِ القُرَاسِيَّةُ نِسْبَةً، إنَّمَا هو على بِنَاءِ رَبَاعِيَّةٍ(3).
__________
(1) الجيم 2/225.
(2) الجيم 2/249، وفيه: "العِلْكَدُّ: .." بفتح الكاف وتشديد الدّال.
(3) فى اللسان (ق ر س): "القُرَاسُ والقُراسِيَةُ: الضّخْم الشّديد من الإبِل وغيرها.. والياء زائدة كما زيدَتْ فى رَباعِيَةٍ وثمانِيَةٍ.. وهى فى الفحول أعمّ، وليست القُراسِيَةُ نسبةً، إنّما هو بناء على فُعَالِيَةٍ، وهذه ياءات تزاد".
وأُرِبَّ: وُثِّقَ كَأَنَّهُ عُقِدَ عَقْدًا، والأُرْبَةُ: العُقْدَةُ.
والمَغْدُ: الشَّبَابُ النّاعِمُ، وقالَ(1):
* وكانَ قَدْ شَبَّ شَبَابًا مَغْدَا *
والمَغْدُ: الغَضُّ، يُرِيدُ بِهِ الشَّبَابَ.
71- يَزِيدُهُ نَهْمُ الوَعِيدِ حَرْدَا
72- إذا أَعَادَ الزَّأْرَ واسْمَعَدَّا
73- وقَدْ غَضِبْنَ غَضَبًا عِرْبَدَّا(2)
74- حَسِبْتَهُ غَشَّاهُ لَوْنًا وَرْدَا
النَّهْمُ: الزَّجْرُ.
والوَعِيدُ: التَّهَدُّدُ، وتَقولُ: نَهَمْتُ الإِبِلَ نَهْمًا ونَهِيمًا، وقالَ:
* أَلاَ انْهِمَاهَا إنَّهَا مَنَاهِيمْ *
* وإِنَّمَا يَنْهَمُهَا القَوْمُ الهِيمْ * (3)
والحَرْدُ، والحَرَدُ: لُغَتَانِ، يُقَالُ: حَرِدَ الرَّجُلُ حَرْدًا، فهو حَرِدٌ: إذا اغْتَاظَ، فَتَحَرَّشَ بالذى غَاظَهُ وهَمَّ، فهو حَارِدٌ، وقالَ:
أُسُودُ شَرًى لاَقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ تَسَاقَيْنَ سُمًّا كُلُّهُنَّ حَوَارِدُ(4)
واسْمِعْدَادُهُ: انْتِفَاخُهُ غَضَبًا.
والزَّأْرُ: هَدِيرُ الفَحْلِ إذا رَدَّدَهُ فى جَوْفِهِ ثمَّ مَدَّهُ، زَأَرَ يَزْأَرُ زَأْرًا.(1/496)
والعِرْبَدُّ: الشَّدِيدُ(5)، يُرِيدُ أَنَّهُ يَحْمَرُّ عِنْدَ الشَّرِّ ويَصْفَرُّ، /يقولُ: إذا أَوْعَدَ عَدُوًّا زَادَهُ ذَلِكَ حَرَدًا وغَضَبًا.
75- طَالِيهِ إلاَّ بِتَكًا أوْ لِبْدَا
76- كَأَنَّ نَابَيْهِ إذا اسْتَمَدَّا
77- بالآخَرَيْنِ مِغْوَلاَنِ ارْتَدَّا
78- فى وُرَّمٍ أَرْآدُهُ أَلَدَّا
__________
(1) اللّسان (م غ د) ونسبه إلى إياس الخَيْبَرِىّ، وقبله:
* حَتَّى رَأَيْتُ العَزَبَ السَّمَغْدَا *
والسَّمَغْدُ: الطَّوِيلُ.
(2) المشطور فى اللسان والتكملة والتاج ( ع ر ب د) من غير عزو.
(3) اللّسان والتاج (ن هـ م).
(4) البيت فى اللّسان والتاج (ح ر د) و(خ ف ى) غير منسوب.
(5) فى اللّسان (ع ر ب د): "رَجُلٌ عِرْبَدٌّ، وعِرْبيدٌ، ومُعَرْبِدٌ: شِرِّيرٌ مُشَارٌّ".
أى كَأَنَّ طَالِيَهُ طَلاَهُ بالحُمْرَةِ عِنْدَ غَضَبِهِ.
إلاَّ بِتَكًا: إلاَّ قِطَعًا، والوَاحِدَةُ: بِتْكَةٌ، وقالَ زُهَيْرٌ:
طَارَتْ وفى كَفِّهِ مِنْ رِيشِهَا بِتَكُ(1)
واللِّبْدُ، واللِّبْدَةُ: الذى على زُبْرَتِه مُتَلَبِّدًا.
والمِغْوَلاَنِ: نَابَاهُ، يُرِيدُ أَنَّهُمَا حَدِيدَانِ، شَبَّهَهُمَا بالمِغْوَلِ الحَدِِيدِ، وهو شِبْهُ مِشْمَلٍ(2)، وهو أَصْغَرُ وأَرَقُّ.
والأَرْآدُ: أُصُولُ اللَّحَيَيْنِ، واحِدُهَا: رَأْدٌ.
والأَلَدُّ: الشَّدِيدُ، وقال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ:
* جَامِعُ كَفَّيْهِ إلى أَرْآدِهِ *
* قَدْ بَلَغَ المَوْتَ نَسِيسُ آدِهِ *
* وبَرَدُ المَوْتِ على فُؤادِهِ *
آدُهُ: قُوَّتُهُ.
ونَسِيسُهُ: جَهْدُهُ.
79- وهَامَةٍ كالصَّمْدِ لاَقَتْ صَمْدَا
80- إذا اصْمَأَكَّ (3) أَخْدَعَاهُ ابْتَدَّا
81- صَلِيفَ مُرْدِىٍّ ومُصْلَخِدَّا
82- أَعَانَ حَيْدَاهُ جَبِينًا صَلْدَا
الصَّمْدُ: الجَبَلُ.(1/497)
واضْمَأَكَّ، واصْمَأَكَّ الرَّجُلُ، جَميعًا بوَزْنِ اقْشَعَرَّ: إذا انْتَفَخَ، وعَرَفْتَ فِيهِ الغَضَبَ،وكذلِكَ الفُحُولُ، واللَّبَنُ إذا خَثُرَ حتَّى يَصِيرَ كالجُبن فى الغِلَظِ. يقالُ: قَدِ اصْمَأَكَّ، وازْمَأَكَّ أَيْضًا فى الغَضْبَانِ لُغَةٌ، وهو مُصْمَئِكٌّ.
والابْتِدَادُ: أنْ يَكْتَنِفَا الشَّىءَ مِنْ جَانِبَيْه.
__________
(1) هذا عجز البيت، وهو بتمامه فى اللسان (ب ت ك، ك ف ف)، وفى شرح ديوان زهير ص 175، وصدرُه:
حَتَّى إذَا ما هَوَتْ كَفُّ الغُلاَمِ لها
بِتَك: قِطَعٌ، وهى هنا خُصْلَةُ الرِّيش التى قَبَض عليها الغلامُ.
(2) المِشْمَل: سيف قصير يغطى بالثّوب.
(3) فى المخطوط: "اضْمَأَكَّ" بالضّاد، والمثبت بالصّاد المهملة هو المناسب للغضب.
والصَّلِيفُ، وهُمَا صَلِيفَانِ: صَفْقَا العُنُقِ(1) وطُولُهُ، أرادَ أَنَّ أَخْدَعَيْهِ يَبْتَدَّانِ عُنُقًا طَوِيلاً كالمُرْدِىِّ، وهو خَشَبَةٌ يَدْفَعُ بِهَا المَلاَّحُ فى السَّفِينَةِ.
والمُصْلَخِدُّ: الشَّدِيدُ الغَلِيظُ، القَائِمُ المُنْتَصِبُ.
والحَيْدَانِ: الجَانِبَانِ، وحُيُودُ كُلِّ شَىءٍ: جَوانِبُهُ.
والصَّلْدُ: الصُّلْبُ.
83- يَزْغَدْنَ بَخْبَاخَ الهَدِيرِ زَغْدَا
84- بَوَاذِخًا رَاجِسَةً ورَدَّا
/ 85- تَسْمَعُ للأَرْضِ بِهِنَّ وَأْدَا
86- وإنْ رَأَيْتَ مَنْكِبًا أو عَضْدَا(2)
الزَّغْدُ: الهَدِيرُ الشَّدِيدُ، وهو أنْ يَهْدِرَ كالمخْنُوقِ، وهو الزَّغْدَبُ، وقالَ رُؤْبَةُ(3):
* يَمُدُّ زَأْدًا وهَدِيرًا زَغْدَبَا *(4)
والزَّغْدُ: الكَثِيرُ، والزَّغْدُ: الضَّرِطُ، قالَ جَرِيرٌ:
يَغْدُونَ قَدْ نَفَخَ الخَزِيرُ بُطُونَهُمْ زَغْدَى وضَيْفُ بَنِى عِقَالٍ يُخْفَعُ(5)
ويقالُ: زَغَدَ لَهُ زَغْدَةً مِنْ سَمْنٍ أوْ زُبْدٍ أوْ ما كانَ: إذا قَطَعَ لَهُ مِنْهُ قِطْعَةً، قالَ أبُو خِرَاشٍ الهُذَلِىُّ:
__________
(1) أى جانِبَاه.(1/498)
(2) فى الدِّيوان المطبوع: "وعَضْدَا".
(3) غير موجود فى ديوان رؤبة المطبوع، ونسبه اللّسان والتاج فى مادة (ز غ د ب) للعجّاج، ولم أعثر عليه فى شرح ديوانه.
(4) اللسان والتاج (ز غ د ب) منسوب للعجّاج، وروايته فيهما:
* يَرُجُّ زَأْرًا وهَدِيرًا زَغدَبَا *
(5) البيت فى ديوان جرير 2/917، ورواية عجزه: "رَغْدًا وضَيْفُ..".
وأيضًا فى اللّسان (خ ف ع)، برواية:
يَمْشُونَ قَدْ نَفَخَ الخَزِيرُ بُطُونَهُمْ وغَدَوْا وضَيْفُ بَنِى عِقَالٍ يَخْفَعُ
يَخْفَعُ: يضعفُ من جوع أو مرض. ويُخْفَعُ: يُصْرَعُ ويُغْشَى عليه من الجُوعِ.
وقَدْ كُنْتِ مُزْجَاةً زَمَانًا بِخَلَّةٍ فَأَصْبَحْتِ لاَ تَرْضَيْنَ بالزَّغْدِ والطَّرْمِ(1)
والبَخْبَاخُ، والبَخُّ: هو الهَديرُ المُتَقَدِّمُ، وهى البَخْبَخَةُ: هَدِيرٌ تَمْلأُ الفَمَ شِقْشِقَتُهُ، وقالَ العَجَّاجُ:
* إذا الأَعَادِى حَسَبُونَا بَخْبَخُوا *(2)
وقيلَ: أى قالُوا: بَخْ بَخْ.
والبَواذِخُ: المُرْتَفِعَاتُ الصَّوْتِ.
والرَّجْسُ: الصَّوْتُ.
والوَأْدُ، والوَئِيدُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ.
والمَنْكِبُ: كُلُّ مُجْتَمَعِ عَظْمِ العَضُدِ والكَتِفِ وحَبْلِ العَاتِقِ مِنَ الإِنْسَانِ والطَّائِرِ، وكُلِّ شَىءٍ نَحْوِه.
والعَضْدُ فِيهِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ: عَضُدٌ، وعَضْدٌ، وعُضْدٌ، وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: عَضِدٌ بكَسْرِ الضَّادِ.
87- مِنْهُنَّ تُرْمَى باللَّكِيكِ لَثْدَا
88- حَسِبْتَ فى أَجْلاَدِهِنَّ سُخْدَا
89- مِنْ نَضْوِ أَوْرَامٍ تَمَشَّتْ سَأْدَا
اللَّكِيكُ: اللَّحْمُ، وفَرَسٌ لَكِيكُ اللَّحْمِ: مُكْتَنِزُه(3).
واللَّثْدُ: المَرْكُومُ الكَثِيرُ.
وأَجْلاَدُهُنَّ: أَجْسَامُهُنَّ.
والسُّخْدُ: التَّهْيِيجُ والوَرَمُ، كَأنَّهَا مُهَيَّجَةٌ.
والنَّضْوُ: الخُرُوجُ، ورَمْلَةٌ تَنْضُو سَائِرَ الرَّمْلِ: أى تَخْرُجُ مِنْهَا.(1/499)
والدَّابَّةُ تَنْضُو الدَّوابَّ: إذا خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِها.
ونَضَوْتُ السَّيْفَ، وانْتَضَيْتُهُ: إذا أَخْرَجْتَهُ مِنْ غِمْدِهِ.
والسَّأْدُ: الدَّأْبُ والذَّهَابُ، يقولُ: مِنْ أَوْرَامٍ تَمَشَّتْ فى بَدَنِهِ.
* * *
__________
(1) اللّسان والتاج (ط ر م) غير منسوب. وفيهما: والطِّرْمُ (بكسر الطّاء): العَسَلُ.
(2) شرح ديوان العجّاج/461، واللّسان (ب خ ب خ). وبَخْبَخُوا: أى قالوا: بَخٍ بَخٍ لما سمعوا من الكثرة والعدد.
(3) فى المخطوط: "المُكْتَنَزُ".
... ... -42-
/ وقالَ يَمْدَحُ عَنْبَسَةَ بنَ سَعِيدِ بنِ العَاصِ بنِ سَعِيدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ(1):
1- إنِّى ولَيْسَ الحَقُّ بالتَّوْقِيعِ
2- لاَ أَبْتَغِى فَضْلَ امْرِئٍ لَكُوعِ
3- جَعْدِ اليَدَيْنِ لَحِزٍ مَنُوعِ (2)
4- سَدَّ وِكَاءَ (3) مَالِهِ المَجْمُوعِ
التَّوْقِيعُ: الظَّنُّ.
واللَّكُوعُ: اللَّئِيمُ، وهو مَقْلُوبٌ أَصْلُهُ مِنَ الكَلَعِ، وهو الوَسَخُ والدَّنَسُ، قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
فَجَاءَتْ بِمَعْيُوفِ الشَّرِيعَةِ مُكْلَعٍ أَرَشَّتْ عَلَيْهِ بالأَكُفِّ السَّوَاعِدُ(4)
وجَعْدُ اليَدَيْنِ: بَخِيلٌ بمَا يَمْلِكُ.
واللَّحِزُ: البَخِيلُ الضَّيِّقُ.
5- وَهْوَ بِدَارِ العَاجِزِ المُضِيعِ
6- تَرَاهُ عِنْدَ الطَّمَعِ الطَّمُوعِ
7- لَيْسَ بِمُسْتَحْىٍ ولاَ مَخْدُوعِ
8- ولاَ يُجِيبُ رُقْيَةَ المَصْرُوعِ
9- أَصَمَّ مِجْذَامًا على التَّضِييعِ
10- يَأْرِزُ عِنْدَ الأَمَةِ الرَّضُوعِ
المِجْذَامُ: المَاضِى على الأَمْرِ.
والتَّضْيِيعُ: تَضْيِيعُهُ لِحَسَبِهِ.
ويَأْرِزُ: يَتَقَبَّضُ فى مَنْزِلِهِ مَعَ الإمَاءِ، لاَ يَنْهَضُ لمَكْرُمَةٍ، ويقالُ: أَرَزَ يَأْرِزُ أُرُوزًا.
والرَّضُوعُ: اللَّئِيمَةُ، وهى التى إذَا جَاءَهَا الضَّيْفُ قالَتْ: لَيْسَ عِنْدِى إنَاءٌ، ورَضَعَتْ مِنَ الضَّرْعِ.
11- كالأَقْطَعِ الكَفِّ اتَّقَى بالكُوعِ(1/500)
12- شَارَكَ أَهْلَ النَّارِ فى الضَّرِيعِ
13- مُعْتَرِفًا بِحَسْرَةٍ ونُوعِ
__________
(1) الأرجوزة رقم (35) ص 95 – 97 بالدِّيوان المطبوع.
(2) المشطوران (2، 3) فى اللّسان والتاج (ل ك ع).
(3) لعلّها " شدّ وِكاءَ" بالشّين، والوِكاءُ: الخَيْطُ الذى تُشدّ به الصُّرَّةُ أو الكيسُ أو غَيرُهما.
(4) البيت فى ديوان حميد/67، وروايته:
فجَاءَتْ بمَعْيُوفِ الشّرِيعَةِ مُكْلِعٍ أُرِسَّتْ عَلَيْهِ بالأكُفِّ السَّواعِدُ
أُرِسَّتْ: أُثْبِتَتْ.
14- وأَنَا إذْ مَتَّعَنِى تَمْتِيعِى
الكُوعُ، والكَاعُ: طَرَفَا الزَّنْدَيْنِ فى الذِّرَاعِ مِمَّا يَلِى الرُّسْغَ، وطَرَفُ الزَّنْدِ الذى يَلِى الإِبْهَامَ، ويقالُ للّذِى يَعْظُمُ كَاعُهُ: أَكْوَعُ وكَوْعَاءُ.
والضَّرِيعُ: شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ خَفِيفٌ، يُقالُ للشَّجَرِ: الشِّبْرِقُ(1).
والنُّوعُ: العَطَشُ هاهُنَا، وهو فى غَيْرِ هذا إتْبَاعٌ، يقالُ: جَائِعٌ نَائِعٌ.
/ 15- بِشْرٌ بِرَفْعِ المِدْحَةِ الطَّلُوعِ
16- ومِدْحَتِى أَبْقَى (2) مِنَ النُّطُوعِ
17- عَنْبَسَ أَنْتَ أَوَّلُ الرَّبيعِ
18- عَلَىَّ غَيْثًا نَاضِرَ المَرِيعِ(3)
19- أَدْجَنَ فاخْضَرَّتْ لَهُ فُرُوعِى
20- بَعْدَ ابْتِرَاءِ السَّنَةِ السَّفُوعِ
أَدْجَنَ: أقامَ ماطِرًا.
وابْتِرَاءُ السَّنَةِ: إذْهَابُها بالمَالِ.
والسَّفُوعُ: التى تَسْفَعُ الوُجُوهَ، تُسَوِّدها، يَعْنِى مِنَ الجَدْبِ.
21- عَنْبَسَ قَدْ سَكَّنْتَ مِنْ تَرْوِيعِى
22- بَعْدَ احْتِضَارِ السَّهَرِ التَّقْرِيعِ
23- فَعَادَ رِيشُ القَصَبِ المَنْزُوعِ(4)
24- فى نَاهِضٍ مُنْتَعِشٍ مَرْفُوعِ
25- نِعْمَ عَمِيدُ الحَسَبِ المَتْبُوعِ
26- أَنْتَ إذَا ما عُدَّ ذُو الدَّسِيعِ
التَّقْرِيعُ: الذى يَقْرَعُهُ فلاَ يَدَعُهُ يَنَامُ مِنَ الغَمِّ.
رِيشُ القَصَبِ: أَرادَ قَصَبَ الرِّيشِ فَقَلَبَ.
والمُنْتَعِشُ: النَّاهِضُ المُسْتَقِلُّ.(2/1)
وعَمِيدُ القَوْمِ: سَيِّدُهُمْ ومُعْتَمَدُهُم الذى يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ، إذا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ فَزِعُوا إِلَيْهِ، وإلى رَأْيِهِ، ويُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فى الأُمُورِ.
__________
(1) فى المخطوط بفتح الشِّين، والمثبت كما فى القاموس، حيث نظّره كزِبرج، وفسّره بِرَطْبِ الضَّرِيعِ.
(2) فى الدِّيوان المطبوع: "أَقْوَى".
(3) المَرِيعُ: الخَصِيبُ.
(4) فى الدِّيوان المطبوع: " المَتْرُوعِ" بالتاء والرّاء.
والدَّسِيعُ: جَمْعُ دَسِيعَةٍ، وهى مائِدَةُ الرَّجُلِ إذا كَانَتْ كَرِيمَةً، ويقالُ: بَلِ الدَّسِيعَةُ: كَرَمُ فَعَالِ الرَّجُلِ فى أُمُورِهِ، قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ يَصِفُ رَجُلاً كَرِيمًا:
* ضَخْمُ الدَّسِيعَةِ حَمَّالٌ لأَثْقَالِ *(1)
27- تَنْمِى مِنَ الأَعْيَاصِ فى مَنِيعِ
28- مُثْرِى الأُصُولِ أَيِّدِ الفُرُوعِ
29- فما انْتَجَبْتَ المَجْدَ مِنْ بَدِيعِ
30- فاسْمَعْ ثَنَاءً لَيْسَ بالتَّسْمِيعِ
تَنْمِى: تَعْلُو وتَرْتَفِعُ، وأَنْمَيْتُ فُلاَنًا فى الحَسَبِ: أى رَفَعْتُهُ، نَمْيًا ونُمِيًّا، وهو نَفْسُهُ يَنْمِى: أى يَنْتَسِبُ.
مِنَ الأَعْيَاصِ(2)، وأَعْيَاصُ قُرَيْشٍ: كِرَامُهَا، يَنْتَسِبُونَ إلى عِيصٍ، وعِيصٌ فى آبَائِهِمْ(3)، وقالَ العَجَّاجُ:
* مِنْ عِيصِ مَرْوانَ إلَى عِيصٍ غِطَمّْ *(4)
ورَجُلٌ مَنِيعٌ: لاَ يُخْلَصُ /إلَيْهِ، وهو فى عِزٍّ ومَنَعَةٍ.
والمُثْرِى: النَّدِىّ.
والأَيِّدُ: القَوِىُّ.
وانْتَجَبَ: اسْتَخْلَصَ واصْطَفَى اخْتِيَارًا.
والمَجْدُ: نَيْلُ الشَّرَفِ، وقَدْ مَجَدَ الرَّجُلُ ومَجُدَ، وأَمْجَدَ: كَرُمَ فَعَالُهُ، واللهُ - تَبارَكَ وتَعَالَى - هو المَجِيدُ، تَمَجَّدَ بِفَعَالِهِ.
__________
(1) لم أعثر عليه فى ديوان أوس، ولا فى اللّسان.(2/2)
(2) العِيصُ: الأَصْلُ، وعِيصُ الرَّجُلِ: مَنْبِتُ أَصْلِه. يقال: ما أكْرَمَ عِيصَهُ؛ وهم آباؤُه وأعمامُه وأخوالُه وأهلُ بَيْتهِ.
(3) الأعياص من قريش: أولاد أميّة بن عبد شمس الأكبر بن عبد مناف، وهم العاص وأبو العاص والعيص وأبو العيص، وهم إخوة حرب وأبى حرب وسفيان وأبى سفيان. (انظر التاج/ ع ن ب س، ع ى ص)
(4) فى المخطوط: "خِطَمّ" تحريف، والمثبت من شرح ديوان العجّاج/283 واللسان والتاج (ع ى ص)، وفسر الأصمعى الغِطَمّ- فى شرح الديوان - :بالواسع الرغيب.
والتَّسْمِيعُ، يقولُ: مَوَدَّتِى لَكَ مِنْ ضَمِيرِى، والتَّسْمِيعُ: الذى على غَيْرِ جِدٍّ ولاَ ضَمِيرٍ صَحِيحٍ.
31- بمَا صَنَعْتَ أكْرَمَ الصَّنِيعِ
32- وسَنَةٍ كاللَّهَبِ السَّفُوعِ
33- تُحْرِقُ أوْ تَكْسُو غُبَارَ الجُوعِ
34- حَصَّاءَ تُبْدِى حَدَبَ الضُّلُوعِ
السَّفُوعُ: الأَسْوَدُ، ويُقالُ للشَّىءِ إذَا لَفَحَتْهُ النَّارُ - فَغَيَّرَتْ لَوْنَهُ -: قَدْ سَفَعَتْهُ، وهى تَسْفَعُهُ سَفْعًا، وسَفَعَتْهُ السَّمُومُ، والسَّوَافِعُ: لَوَافِحُ السَّمُومِ.
والحَصَّاءُ: التى لاَ نَبْتَ فِيهَا، كالرَّأْسِ الأَحَصِّ، والحَصُّ: حَلْقُ الشَّعَرِ، وفى الحَدِيثِ: "إنَّ عَلِىَّ بنَ أبِى طَالِبٍ - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ - كَانَ يَحُصُّ رَأْسَهُ"، وقالَ أبُو طَالِبِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ:
بِمِيزَانِ قِسْطٍ لاَ يَحُصُّ شَعِيرَةً لَهُ شَاهِدٌ مِنْ نَفْسِهِ غَيْرُ عَادِلِ(1)
وقالَ الحُطَيْئَةُ يَصِفُ السَّنَةَ الجَرْدَاءَ:
جَاءَتْ بِهِ مِنْ بِلاَدِ الطَّوْدِ تَحْدُرُهُ حَصَّاءُ لَمْ تَتَّرِكْ دونَ العَصَا شَذَبَا(2)
35- عَبَّرْتَهَا بالنَّاضِحِ المَرْجُوعِ
36- مِنْ سَحِّ وَبْلٍ لَيْسَ بالتَّنْقِيعِ
37- أَنْتَ ابْنُ كُلِّ مُنْتَضًى قَرِيعِ
38- تَمَّ تَمَامَ البَدْرِ فى سَنِيعِ(3)
__________(2/3)
(1) صدر البيت فى اللسان (ح ص ص)، والبيت بتمامه فى التاج (ح ص ص)، ورواية عجزه:
....... له شَاهِدٌ فى نَفْسِهِ غَيْرُ عائِلِ
(2) فى اللسان (ح ص ص): "جاءَتْ به مِنْ بلادِ الطُّورِ..."، والبيت فى ديوان الحُطَيئة ص 135 برواية:
حَطَّتْ به من بلادِ الطَّوْدِ تَحْدُرُهُ عارِيَةٌ لَمْ تَتَّرِكْ دونَ الغَضَى شَذَبَا
وحَصّاء: لا نبت فيها. والشّذب: اللّحاء، وهو القشر. أراد سنة شديدة أكلت العشب والشجر وتركت الأرض عارية.
(3) المشطوران 37، 38 باللسان (س ن ع).
بالنَّاضِحِ: شَبَّهَ تَرَدُّدَ نَائِلِهِ بالبَعِيرِ النَّاضِحِ، وهو الذى يَسْنُو بالغَرْفِ للقَرِىّ(1) فى الحَوْضِ أوْ سَقْىِ أَرْضٍ سَائِرًا ورَاجِعًا، والجَميعُ: النَّواضِحُ.
والسَّحُّ: الصَّبُّ، سَحَّ المَطَرُ، والدَّمْعُ، وهو يَسُحُّ سَحًّا، وهو شِدَّةُ انْصِبَابِهِ.
والوَبْلُ، والوَابِلُ: المَطَرُ الغَلِيظُ القَطْرِ الكثيرهُ، يقالُ: سَحَابٌ وابِلٌ، والوَبْلُ: المَطَرُ نَفْسُهُ، كما تقولُ: وَدْقٌ ووَادِقٌ.
/ والتَّنْقِيعُ: يُرِيدُ أَنَّهُ لَيْسَ بِقَلِيلٍ، اسْتَنْقَعَ مَاؤُهُ ولَمْ يَسِلْ مَاؤُه.
والمُنْتَضَى: المُخْتَارُ المُنْتَخَبُ مِنَ النّاسِ، وخِيَارُ القَوْمِ يُقالُ لَهُمْ: نَصِيَّةٌ(2)، والمُنْتَضَى: المُجَرَّدُ الذى يَبْرُزُ لمُهِمَّاتِ الأُمُورِ، كما يُنْتَضَى السَّيْفُ.
وقَرِيعُ القَوْمِ: سَيِّدُهُم الذى يُقْتَرَعُ ويُخْتَارُ عَلَى غَيْرِهِ.
والسّنِيعُ: الفَاضِلُ، يقالُ: هذا أَسْنَعُ مِنْ هذا، وقَدْ سَنُعَ وسَنَعَ سُنُوعًا.
39- يَسْتَنُّ فى مُنْتَقَدٍ وسِيعِ
40- كالنِّيلِ يَعْمِى مِنْ جِبَالِ الرِّيعِ
41- إذا تَسَامَى اسْتَنَّ بالصَّرِيعِ
... ... 42- يَرْمِى جِنَابَىْ مِسْحَلٍ مُطِيعِ
يَسْتَنُّ: يَنْصَبُّ ويَسِيلُ.
فى مُنْتَقَدٍ: طَرِيقٍ ذاهِبٍ.(2/4)
والوَسِيعُ: الوَاسِعُ، واسِعٌ ووَسِيعٌ، مِثْلُ صَالِحٍ وصَلِيحٍ، وفاسِدٍ وفَسِيدٍ، وسَمْحٍ وسَمِيحٍ.
ويَعْمِى: يَسِيلُ، مِنَ العَمْىِ - على لَفْظِ الرَّمْىِ -: وهو رَفْعُ الأَمْواجِ القَذَى والزَّبَدَ فى أَعَالِيهِ، وقالَ:
زَوَا زَبَدًا يَعْمِى بِهِ المَوْجُ طَامِيَا(3)
__________
(1) القَرِىّ: مَجْرى الماءِ فى الحوض.
(2) فى اللسان (ن ص ا): "وانْتَصَى الشَّىءَ: اخْتَارَهُ". وفيه أيضًا: "النَّصِيَّةُ: الخِيارُ الأَشْرافُ".
(3) اللّسان (ع م ى)، وروايته:
رَها زَبَدًا يَعْمِى بِهِ المَوْجُ طَامِيَا
ومعنى زَواه: نحّاه، يقال: زواه فانزوى.
وتَسَامِيهِ: ارْتِفَاعُ مَائِهِ.
بالصَّرِيعِ: يُرِيدُ المَصْرُوعَ مِنَ الشَّجَرِ، يَعْنِى المَقْلُوعَ.
وجِنَابَاه: جَانِبَاهُ.
والمِسْحَلُ: السَّيْلُ الذى يَسْحَلُ كُلَّ شَىءٍ يَقْشِرُهُ.
والمُطِيعُ: الذَّاهِبُ.
والرِّيعُ: السَّبِيلُ سُلِكَ أو لَمْ يُسْلَكْ.
43- وعُرْضَ عِبْرَيْهِ مِنَ الضُّجُوعِ
44- بالغَرْقَدِ الطَّافِى وبالجُذُوعِ
45- وَيْرتَمِى (1) بالعَرْعَرِ المَقْلُوعِ
46- مَوْجٌ يَكُبُّ الأَثْلَ بالتَّخْزِيعِ
عُرْضُ النَّهْرِ والوَادِى: وسَطُهُ، وقالَ لَبِيدٌ يَصِفُ العَيْرَ والأَتانَ:
فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِىِّ وصَدَّعَا مَسْجُورَةً مُتَجَاوِزًا قُلاَّمُهَا(2)
وعِبْرَاهُ: جَانِبَاهُ.
والضُّجُوعُ، والهُجُوع: واحِدٌ، وهو مَا رَمَى بِهِ جَوَانِبَهُ مِنَ الشَّجَرِ.
والغَرْقَدُ: شَجَرٌ يشْبِهُ العَوْسَجَ ولَيْسَ بِهِ، ومُصَعُهُ(3) مُرٌّ، وعُودُهُ أَغْلَظُ مِنْ عُودِ العَوْسَجِ.
والطَّافِى: /المُرْتَفِعُ فَوْقَ المَاءِ، طَفَا يَطْفُو.
والجُذُوعُ: جَمْعُ جِذْعِ النَّخْلَةِ، مِنْ قَوْلِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ: { وهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ } (4).
__________(2/5)
(1) فى الدِّيوان المطبوع: "ويَنْتَمِى"، وأثبتنا ما فى المخطوط لمناسبته المعنى. ويرتمى بالعَرْعر: يقذفه ويرمى به.
(2) البيت فى شرح ديوان لبيد/307، وروايته فى اللّسان (ع ر ض): "مُتجاوِرًا قُلاَّمُهَا" بالرّاء، تحريف.
(3) مُصْعُ العَوْسَجِ ومُصَعُه: ثمره.
(4) مريم، الآية 25.
والعَرْعَرُ: شَجَرٌ، وهو بالفَارِسِيَّة أبرُس(1)، وحَمْلُهُ الأَبْهَلُ(2).
والأَثْلُ: شَجَرٌ يُشْبِهُ الطَّرْفَاءَ، إلاَّ أنَّهُ أعْظَمُ مِنْهُ، وأَجْوَدُ عُودًا، ومِنْهُ تُصْنَعُ الأَقْدَاحُ الجِيَادُ.
بالتَّخْزِيعِ: بالتَّقْطِيعِ، خَزَعَهُ: قَطَعَهُ، وخُزَاعَةُ سُمِّيَتْ خُزَاعَةَ لانْخِزَاعِهَا مِنْ قَوْمِهَا.
47- إذَا انْتَهَى فى الغَرْفِ والفُرُوعِ(3)
48- نَاهَبْتُهُ أَرْبَى علَى الجُمُوعِ
الغَرْفُ: ما يُغْرَفُ مِنْهُ.
والفُروعُ: أَعَالِى الدَّلْوِ.
والمُنَاهَبَةُ: الأَخْذُ مِنْهُ.
وأَرْبَى: زَادَ.
* ... * ... *
-43-
وقالَ يَمْدَحُ سُلَيْمَانَ بنَ عَلِىٍّ الهَاشِمِىَّ:(4)
1- قُلْتُ إذَا القَوْلُ اسْتَتَبَّ أَجْمَلُهْ
2- ومَنْ تَلاَ الصِّدْقَ أَصَابَ مِقْوَلُهْ
3- إنَّ سُلَيْمَانَ إذَا تَسْتَنْفِلُهْ
4- أَهْنَأُ مُعْطِى نَائِلٍ وأَنْوَلُهْ
__________
(1) فى اللسان (ع ر ر): "العَرْعَرُ: شَجَرٌ يقال له السَّاسَمُ، ويقال له الشِّيزى، ويقال: هو شجرٌ عظيم جَبَلِىّ لا يزالُ أخْضَرَ تُسَمِّيه الفُرْسُ السَّرْوَ".
(2) فى اللّسان (ب هـ ل) الأَبْهَلُ: ثَمَرُ العَرْعَرِ. قال ابن سِيدَه: وليس بعرَبىّ مَحْض. قال الأزهرىّ: الأَبْهَلُ: شجرَةٌ يقال لها: الأَيْرَس، وليس الأَبْهَلُ بعربيّة محضة".
(3) فى الدّيوان المطبوع: "والقَرُوع" بالقاف المفتوحة، تحريف، والمثبت والضبط من المخطوط لموافقته الشرح.
(4) الأرجوزة رقم (47) ص 133 – 135 بالدّيوان المطبوع.(2/6)
- سليمان بن علىّ بن عبد الله بن عبّاس (142هـ = 759م): أمير عبّاسىّ من الأجواد الممدوحين، ولاّه ابنُ أخيه عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس الملقب (بالسّفّاح) إمارة البصرة وأعمالها وكور دجلة والبحرين وعمان سنة 133هـ، فأقام بها إلى أن عزله المنصور سنة 139هـ، فلم يزل فى البصرة إلى أن توفى.
اسْتَتَبَّ لَهُ الأَمْرُ: إذا تَهَيَّأَ لَهُ واسْتَقَامَ.
والمِقْوَلُ هاهُنَا: اللِّسَانُ، تقولُ: إنَّ لِى بِهِ مِقْوَلاً ما يَسُرُّنِى بِهِ مِقْوَلٌ، والمِقْوَلُ بِلُغَةِ أَهْلِ اليَمَنِ: القَيْلُ، والجَمِيعُ: المَقَاوِلَةُ، وهى الأَقْوَالُ والأَقْيَالُ.
وقَوْلُهُ: تَسْتَنْفِلُهُ: تَسْأَلُهُ نَفَلاً، والنَّفَلُ: الغُنْمُ، والجَمِيعُ: الأَنْفَالُ، ونَفَّلْتُ فُلاَنًا: أَعْطَيْتُهُ نَفَلاً وغُنْمًا، والإِمَامُ يُنَفِّلُ الجُنْدَ: إذَا جَعَلَ لَهُمْ ما غَنِمُوا، والنَّافِلَةُ: العَطِيَّةُ تُعْطِيهَا تَطَوُّعًا بَعْدَ الفَرِيضَةِ، مِنْ صَدَقَةٍ أوْ صَلاَةٍ أوْ عَمَلِ خَيْرٍ.
5- يُعْطِيكَ عَفْوًا ويَلِينُ أَسْهَلُهْ
6- يَأْمُرُ بالمَعْرُوفِ ثُمَّ يَفْعَلُهْ
7- كَأَنَّما يُعْطَى الَّذِى يُسْتَخْبَلُهْ
8- ولاَ يَظُنُّ الدَّهْرَ فَضْلاً يَفْضُلُهْ
العَفْوُ: المَعْرُوفُ، وهو أَحَلُّ المَالِ وأَطْيَبُهُ.
والاسْتِخْبَالُ: أَصْلُهُ الاسْتِمْنَاحُ، وهو /هاهُنَا: سُؤَالُ العَطَاءِ بِعَيْنِهِ، والإِخبالُ: هو العَطَاءُ فى هذا المَوْضِعِ، والإِخْبَالُ - فى غَيْرِ هذا المَوْضِعِ -: المَنَائِحُ، كانَ الرَّجُلُ يَمْنَحُ الفَقِيرَ مِنْ مَالِهِ النَّاقَةَ والنَّاقَتَيْنِ فَصَاعِدًا، فَيَنْتَفِعُ بِلَبَنِهَا ووَبَرِهَا، فإذَا غرَزَتْ(1) رَدَّهَا.
9- كَمْ مِنْ دَمٍ فَوْقَ دَمٍ تَحَمَّلُهْ
10- قُمْتَ بِهِ لَمْ يَتَّضِعْكَ أَجْلَلُهْ
11- أَعَانَكَ اللهُ فَخَفَّ أَثْقَلُهْ(2/7)
12- عَلَيْكَ مَأْجُورًا وأَنْتَ جَمَلُهْ(2)
13- أَثَابَكَ اللهُ بِمَا تَأَوَّلُهْ
14- رَوْحًا يُجَلِّى كُلَّ غمٍّ فَيْصَلُهْ
__________
(1) غَرَزَتِ النّاقَةُ تَغْرُزُ غَرْزًا وغِرازًا: قَلَّ لَبَنُها.
(2) اللّسان والتاج (و ض ع) بتقديم المشطورين الحادى عشر، والثانى عشر على المشطور العاشر، وما هنا موافق لترتيب الديوان المطبوع.
أَصْلُ الاتِّضَاعِ: أَنْ تَضَعَ رَأْسَ البَعِيرِ وهو قَائِمٌ، ثُمَّ تَرْكَبَ عُنُقَهُ وهو قَائِمٌ، حَتَّى يَرْفَعَكَ.
والرَّوْحُ: بَرْدُ نَسِيمِ الرِّيحِ.
والفَيْصَلُ: القَضَاءُ يَفْصِلُ بينَ الحَقِّ والبَاطِلِ، وأَنْشَدَ لِلْكُمَيْتِ فى الاتِّضَاع:
إذَا اتَّضَعُونَا كَارِهِينَ لِبَيْعَةٍ أَنَاخُوا لأُخْرَى، والأَزِمَّةُ تُجْذَبُ(1)
15- وحَامِلٍ لَمْ يَدْرِ أَيْنَ مَسْأَلُهْ
16- طَحْطَحَهُ مَعْلُ سِنِينَ تَمْعَلُهْ
17- حَتَّى اسْتَغَاثَ بِغِيَاثٍ مَنْهَلُهْ
18- مِنْكَ ومِنْ لَوْحٍ تَلَظَّى مَلْمَلُهْ
طَحْطَحَهُ: أَبْعَدَهُ فى البِلاَدِ، وهو تَفْرِيقُ الشَّىءِ إهْلاَكًا.
ومَعْلُهَا: سَوْقُهَا إيَّاهُ وإعْجَالُهَا لَهُ، تقولُ: مَعَلْتُ فُلانًا عَنْ حَاجَتهِ: أى أَعْجَلْتُهُ، وأَنْشَدَ للقُلاَخِ المِنْقَرِىِّ:
* إِنِّى إذَا ما الأَمْرُ كَانَ مَعْلاَ * (2)
* وَلَمْ أَجِدْ مِنْ دُونِ شَرٍّ وَعْلاَ *
والمَنْهَلُ: المَاءُ.
واللَّوْحُ: العَطَشُ.
وتَلَظِّيهِ: الْتِهَابُهُ.
ومَلْمَلُهُ: حَرَارَتُهُ.
19- وأَنْتَ يا بْنَ الطَّيِّبِينَ مَأْْمَلُهْ
20- كَفَيْتَنَا دَهْرًا مُلِحًّا كَلْكَلُهْ
21- فى فِتْنَةٍ يُوقِدُهَا وتُشْعِلُهْ
22- وشَجَرُ الفِتْنَةِ مُرٌّ حَنْظَلُهْ
الجُحَافُ: مِنَ الجَحْفِ، شِبْهُ الجَرْفِ، ومِنْهُ سَيْلٌ جُحَافٌ: الذى يَذْهَبُ بِكُلِّ شَىءٍ.
والجَحْفَلُ: الجَيْشُ الكَثِيرُ.
__________(2/8)
(1) البيت فى هاشميات الكميت/39، وفى التاج (وض ع): "لِبِيعَةٍ"، ورواية صدره فى اللّسان (وض ع): "إذَا ما اتَّضَعْنَا كارِهِينَ لبَيْعَةٍ".
(2) الأول فى التاج (م ع ل) وأمالى القالى 2/175 ومعه مشطور بعده، واللسان (م ع ل) ومعه مشطوران، والجمهرة (3/140) ومعه ثلاثة مشاطير، هى:
* وكان ذو العِلْمِ أشَدَّ جَهْلاَ *
* مِنَ الجَهُولِ لَم تَجِدْنِى وغْلاَ *
* ولم أكُنْ دارِجَةً ونَغْلاَ *
والدارجة: الضعيف.
والغَيْطَلُ، والغَيْطَلَةُ: الْتِبَاسُ الظَّلاَمِ وتَرَاكُمُهُ.
33- ورَهَجُ الشَّرِّ يَثُورُ قَسْطَلُهْ(1)
34- وقَدْ أَصَابَ الخَطِلِينَ خَطَلُهْ
35- مُخْتَلِطًا (2) مَرْعِيُّهُ وهَمَلُهْ
36- لَوْلاَ تَرَى القَصْدَ المُبينَ سُبُلُهْ
37- والعَدْلُ يَكْفِيكَ الضَّلاَلَ أَعْدَلُهْ
38- حَتَّى اسْتَوَتْ أَعْدَالُهُ ومَحْمَلُهْ
أَرَادَ بالمَحْمَلِ هاهُنَا: العِلاَوَةُ التى تكونُ بَيْنَ العِدْلَيْنِ، وهذا مَثَلٌ.
الرَّهَجُ: الغُبَارُ.
والقَسْطَلُ: الغُبَارُ السَّاطِعُ الشَّدِيدُ، وهو القَسْطَلاَنُ.
والخَطِلُونَ: مِنَ الخَطَلِ، وهو العَجَلَةُ، ويقالُ للجَوَادِ مِنَ الرِّجَالِ:خَطِلُ اليَدَيْنِ، خَطِلٌ فى المَعْرُوفِ: أى عَجِلٌ عِنْدَ إعْطَاءِ النَّفَلِ.
والهَمَلُ: السُّدَى، ومَا تَرَكَ اللهُ النّاسَ هَمَلاً: بلاَ ثَوَابٍ ولا عِقَابٍ، والإِبِلُ الهَوَامِلُ: التى لاَ تُرْعَى ولاَ تُسْتَعْمَلُ، وقالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ: الهَامِلَةُ: التى تَغِيبُ خِمْسًا أوْ سِدْسًا ولَيْسَ مَعَهَا رَاعٍ.
39- تَاللَّهِ لَوْلاَ أَنْتَ طَالَ مَيَلُهْ
40- أَوْ شُقَّ عَنْ بِيضِ(3) الحِجَالِ حَجَلُهْ
41- وأَرَكَ الأَشْقَيْنِ فِيهَا أَزَلُهْ
42- ونَزَلَتْ بالقَارِعَاتِ نُزَّلُهْ
43- تَحْرُقُ أنْيَابَ البَلاَءِ بُزَّلُهْ
44- يابْنَ عَلِىٍّ فى عَلِىٍّ مَجْعَلُهْ
45- فى مُشْرِفٍ يَعْلُو الطِّوَالَ أَطْوَلُهْ(2/9)
46- إلى إِيَادٍ(4) لَمْ يُنَغَّضْ جَبَلُهْ
/ الحَجَلُ، والحِجَالُ، والوَاحِدَةُ حَجَلَةٌ: أَصْلُهَا ما يُضْرَبُ على العَرُوسِ.
__________
(1) فى الديوان المطبوع: "يَطُولُ قَسْطَلُهْ".
(2) فى الديوان المطبوع: "مُخْتَلِفًا".
(3) فى الدِّيوان الطبوع: "عن بَيْضِ". ...
(4) فى المخطوط: "أَيَادٍ"، والمثبت من الدِّيوان المطبوع، متفقًا مع الشرح.
وأَرَكَ: أقَامَ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِىِّ: يقالُ: رَجُلٌ أَرِكٌ للَّذِى يُقِيمُ فَلاَ يُسَافِرُ.
يَحْرُقُ: مِنَ الحَرْقِ، وهو احْتِكَاكُ أَحَدِ النَّابَيْنِ بالآخَرِ، قالَ زُهَيْرٌ:
أَبَى الضَّيْمَ والنُّعمانُ يَحْرُِقُ نَابُهُ عَلَيْهِ فَأَفْضَى والسُّيُوفُ مَعَاقِلُهْ(1)
يُقالُ: حَرَقَ نَابُهُ يَحْرُقُ ويَحْرِقُ، والمَصْدَرُ حُرُوقًا، وهو الاسْمُ، يقالُ: حَرِيقُ النَّابِ، كَمَا تقولُ: صَرِيفُ النَّابِ.
والبُزَّلُ: جَمْعُ بَازِلٍ، تقولُ: جَمَلٌ بَازِلٌ، ونَاقَةٌ بَازِلٌ، ولا يُقالُ: بَازِلَةٌ؛ لأَنَّ هذا شَىءٌ لَيْسَ فِيهِ إحْدَاثُ فِعْلٍ، إنَّمَا هو شَىءٌ يَنْزِلُ بِهَا، والفِعْلُ بَزَلَ يَبْزُلُ بُزُولاً، والجَمِيعُ فى الذُّكْرَانِ: بُزْلٌ، وفى الإِنَاثِ: بَوَازِلُ. وبُزَّلٌ يَشْتَرِكُ فِيهِ الذُّكْرَانُ والإِنَاثُ، يُقالُ: بَزَل نَابُهُ، ونَابُهُ بَازِلٌ، وطَلَعَ بَازِلُهُ.
والإِيَادُ: كُلُّ شَىءٍ يُقَوَّى بِهِ شَىءٌ مِنْ جانِبَيْهِ، فَهُمَا إيَادَاهُ، وإِيادَا العَسْكَرِ: المَيْمَنَةُ والمَيْسَرَةُ.
ويُنَغَّضُ: يُحَرَّكُ.
47- واشْتَدَّ فى أَسْفَلِ سَبْعٍ أَسْفَلُهْ
48- ولاَ يُرَامُ أَبَدًا تَحَلْحُلُهْ
49- فى الهَاشِمِيِّينَ الكِرَامِ مَجْبَلُهْ
50- فآخِرُ المَجْدِ لَكُمْ وأَوَّلُهْ
تَحَلْحُلُهُ: تَحَرُّكُهُ، وحَلْحَلْتُ بالقَوْمِ: أى أَزَلْتُهُمْ عَنْ مَوْضِعِهِمْ.
مَجْبَلُهُ: مَفْعَلٌ مِنَ الجِبِلّ، وهُمُ الخَلْقُ.(2/10)
51- وأَوْسَعُ الفَضْلِ لَكُمْ وأَجْزَلُهْ
52- فَدَاكَ وَخْمٌ لاَ يَبِضُّ بَلَلُهْ
53- يَعْتَاقُهُ عَنْ كُلِّ خَيْرٍ عِلَلُهْ
54- يَغْلِبُ مِفْتَاحَ الشَّبَاةِ مُقْفَلُهْ
الوَخْمُ: الثَّقِيلُ.
__________
(1) البيت فى شرح ديوان زُهَيْر/143، واللسان والتاج (ح رق): وفيها "يَحْرُِقُ نابَهُ" بنصب نابَهُ.
لاَ يَبِضُّ: مِنْ بَضَّ الحَجَرُ: إذَا خَرَجَ مِنْهُ المَاءُ شِبْهَ العَرَقِ، وكذَلِكَ كُلُّ شَىءٍ، وتقولُ: ما يَبِضُّ حَجَرُهُ: أى ما يَنْدَى بِخَيْرٍ.
* ... * ... *
... ... -44-
وقالَ يَمْدَحُ المُهَاجِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ، أَحَدَ بَنِى أَبى بَكْرِ بنِ كِلاَبٍ(1):
1- يَا بَكْرُ قَدْ عَجَّلْتَ لَوْمًا بَاكِرَا
2- يَتْرُكُ فى القَلْبِ سُعَارًا سَاعِرَا
3- والعَقْبُ يَعْتَزُّ الدَّهِىَّ المَاكِرَا
4- يُجْرِى دَهَارِيسَ ودَهْرًا دَاهِرَا
عَقْبُ كُلِّ شَىءٍ: آخِرُهُ. ...
ويَعْتَزُّ: يَغْلِبُ، ومِنْهُ قَوْلُهُمْ: "مَنْ عَزَّ بَزَّ"(2)، أى: مَنْ غَلَبَ سَلَبَ.
والدَّهِىُّ: مِنَ الدَّهَاءِ، يقالُ: رَجُلٌ دَهِىٌّ ودَاهٍ، دَهِىَ الرَّجُلُ ودَهَا دَهَاءً، ودَهْيًا، ودَهْوًا، وهو الدَّهْىُ، والدَّهْوُ.
والدَّهَارِيسُ: الدَّوَاهِى، حَكَى ابنُ السِّكِّيتِ عَنْ أَبِى عَمْرٍو قالَ: واحِدُها: دُهْرُسٌ، وقالَ غَيْرُهُ: دِهْرِسٌ، ودِهْرِيسٌ أَيْضًا.
5- والدَّهْرُ مِنْ تَرْدَادِهِ الأَطَاوِرَا
6- رَهْنٌ بأَسْبَابٍ تَصُورُ الصَّائِرَا
/ 7- كَفَى بِتَكْرَارِ اللَّيَالِى زَاجِرَا
8- وكُلُّ سَاعٍ يَجْتَبِى الذَّخَائِرَا
الأَطَاوِرُ: جَمَاعَةُ أَطْوَارٍ، وأَطْوارٌ: جَمَاعَةُ طَوْرٍ، وهو الحَالُ، يُقالُ: النَّاسُ أَطْوَارٌ، أى: أَخْيَافٌ على حَالاتٍ شَتَّى، قالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ: { وقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } (3)، وقالَ الشَّاعِرُ:
والمَرْءُ يُخْلَقُ طَوْرًا بَعْدَ أَطْوارِ(4)
وتَصُورُ: تَعْطِفُ.(2/11)
والصَّائِرُ: العَاطِفُ، يُرِيدُ أنَّ الدُّهُورَ تَقَلَّبُ حَالاً بَعْدَ حَالٍ.
يَجْتَبِى الذَّخائِرَ: يَصِيرُ إلى ما قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ.
9- لَقَدْ رَأَتْنِى لاَ أَنِى مُسَافِرَا
10- أَلْقَى رِيَاحَ البَرْدِ والأَحَارِرَا
__________
(1) الأرجوزة رقم (21) بالديوان المطبوع ص 50 - 57 .
- المُهاجِرُ بن عبد الله الكلابىّ (بعد 125هـ = بعد 743م): والى اليمامة والبحرين فى خلافة هشام والوليد ابن يزيد.
(2) مجمع الأمثال للميدانى 2/263.
(3) نوح، الآية 14.
(4) اللّسان (ط و ر).
11- أَشْعَثَ نَجْدِيًّا ومَرًّا غَائِرَا
12- عَنِ التَّصَابِى والغَوَانِى فَاتِرَا
أَنِى: أَفْتُرُ، والوَنَى: الفَتْرَةُ فى الأَعْمَالِ والأُمُورِ، ومِنْهُ التَّوَانِى، وتقولُ: فُلاَنٌ لا يَنِى فى أَمْرِهِ: أى لا يَفْتُرُ ولا يَعْجِزُ، وقال(1):
*فَمَا وَنَى مُحَمَّدٌ مُذْ أَنْ غَفَرْ *
* لَهُ الإِلَهُ ما مَضَى ومَا غَبَرْ *
* أَنْ أَظْهَرَ النُّورَ بِهِ حَتَّى ظَهَرْ *(2)
وتقولُ: وَنَى يَنِى وُنِيًّا ووَنَاءً، والأَوَّلُ أَجْوَدُ.
والأَحَارِرُ: جَمْعُ حَرٍّ.
والأَشْعَثُ: المُغْبَرُّ الرَّأْسِ، المُتَلَبِّدُ الشَّعَرِ، حَافًّا عَنْ دَهِينٍ، يقالُ: رَجُلٌ أَشْعَثُ شَعِثٌ شَعْثَانُ، شَعِثَ يَشْعَثُ شَعَثًا وشُعُوثَةً.
13- والشَّعْرَ عَنْ جَبْهَةِ رَأْسِى حَاسِرَا
14- أَجْلَحَ إلاَّ قَزَعًا زَعَائِرَا
15- صَدَّتْ ويُبْدِى الكِبَرُ المَقَاذِرَا
16- صُدُودَ أُمِّ البَوِّ أَمْسَتْ ذَائرَا
حَاسِرًا: مُنْجَرِدًا.
والجَلَحُ: ذَهَابُ الشَّعَرِ مِنْ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ، والنَّعْتُ أَجْلَحُ وجَلْحَاءُ، والجَلَهُ أَشَدُّ مِنْهُ، وهو ذَهَابُ الشَّعَرِ مِنْ مُقَدَّمِ الجَنْبَيْنِ، قالَ رُؤْبَةُ:
* لَمَّا رَأَتْنِى خَلَقَ المُمَوَّهِ *
* بَرَّاقَ أَصْلاَدِ الجَبِينِ الأَجْلَهِ*
* بَعْدَ غُدَانِىِّ الشَّبَابِ الأَبْلَهِ *(3)(2/12)
ثُمَّ هو أَجْلَى، وقَدْ جَلِىَ يَجْلَى، قالَ العَجَّاجُ:
* مَعَ الجَلاَ ولاَئِحِ القَتِيرِ *(4)
__________
(1) الرّجز للعجّاج، وهو فى شرح ديوانه ص 8.
(2) فى المخطوط: "حتى ظفر"، والمثبت من شرح ديوان العجّاج ص8، ولفظه:
* أَنْ أَظْهَرَ الدِّينَ بِهِ حتّى ظَهَرْ *
(3) اللّسان (ج ل هـ)، وديوان رؤبة/165.
(4) شرح ديوان العجّاج/221، واللسان (ج ل ى) بدون نسبة. الجَلاَ: انْحِسارُ الشَّعَرِ. والقَتيرُ: الشَّيْبُ.
والقَزَعُ: /المُتَفَرِّقُ، ورَجُلٌ مُقَزَّعٌ: لاَ يُرَى على رَأْسِهِ إلاَّ شُعَيْرَاتٌ مُتَفَرِّقَةٌ.
وزَعَائِرُ: مِنَ الزَّعَرِ، وهو قِلَّةُ الشَّعَرِ أَيْضًا.
والبَوُّ - غَيْرُ مَهْمُوزٍ -: جِلْدٌ يُحْشَى تِبْنًا تُعْطَفُ عَلَيْهِ النَّاقَةُ.
والذَّائِرُ: مِنْ ذَأْرِ النَّاقَةِ، نَاقَةٌ مُذْئِرٌ ومُذَائِرٌ: إذَا ذَئِرَتْ فَزَبَنَتْ ولَدَهَا عَنْ ضَرْعِهَا، وذَاكَ أَنَّهَا تَعْرِفُهُ بِعَيْنِها، وتُنْكِرُهُ بأَنْفِهَا، فإذَا كانَتْ كذَلِكَ أَرْأَمُوهَا إيَّاهُ، حتّى تَرْأَمَهُ، وهى العَلُوقُ والمُعَالِقُ، ويقالُ: قَدْ عَالَقَتْ عِلاَقًا.
17- مِنْ أَنْ رَأَتْ فى لِحْيَتِى القَتَائِرَا
18- لاَقَى غُرابُ الرَّأْسِ ذُعْرًا ذَاعِرَا
19- إذْ نَزَل الشَّيْبُ فَأَمْسَى نَافِرَا
20- لاَ يُبْعِدُ اللهُ الغُرَابَ الطَّائِرَا
القَتَائِرُ: جَمْعُ قَتِيرٍ، وهو الشَّيْبُ، والقَتِيرُ: رُؤُوسُ المَسَامِيرِ أَيْضًا.
غُرَابُ الرَّأْسِ: ضَرَبَهُ مَثَلاً، أرَادَ سَوَادَ لِمَّتِهِ ذَهَبَ كَمَا يُذْعَرُ الغُرَابُ فَيَطِيرُ.
21- فَإِنْ تَرَى فى حَيْثُ كَانَ وَاكِرَا
22- مِنِّى بَغَاثَ الكِبَرِ الهَنَابِرَا
23- فَقَدْ أُرِى الأَدْمَانَ والجَآذِرَا
24- وَحْفًا مِنَ الكَرْمِ عَلَىَّ نَاشِرَا
واكِرَا: يُرِيدُ حَيْثُ كانَ فِىَّ مُقِيمًا، وأَنَا لَهُ كالوَكْرِ، فقَدْ بُدِّلَ بَغَاثًا.(2/13)
والبَغَاثُ: الرَّخَمُ، وقالَ غَيْرُهُ: البَغَاثُ، والبِغَاثُ - بالفَتْحِ والكَسْرِ(1)-: طَيْرٌ كالبَواشِقِ لا تَصِيدُ شَيْئًا مِنَ الطَّيْرِ، والوَاحِدَةُ: بَغَاثَةٌ، ويُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى البِغْثَانِ، قالَ مُعَاوِيَةُ بنُ مَلِكِ بنِ جَعْفَرٍ:
__________
(1) البَغاث، والبُغاث، والبِغاثُ، مثلّثة الباء (القاموس).
بَغَاثُ الطَّيْرِ أكْثَرُهَا فِرَاخًا وأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاَةٌ نَزُورُ(1)
والهَنَابِرُ، والهِنْبِرُ(2): ولَدُ الضَّبُعِ، وأُمُّ الهِنْبِرِ: الضَّبُعُ، شَبَّهَ شَيْبَهُ ذَلِكَ بِبَغَاثِ الطَّيْرِ أو الهِنْبِرِ.
والأَدْمَانُ: جَمْعُ أَدْمَانَةٍ، وهى الحُمْرُ مِنَ الظِّبَاءِ.
والجَآذِرُ: جَمْعُ جُؤْذُرٍ، ويقالُ: جُؤْذَرٌ، وهى أَوْلاَدُ العَنَزِ، شَبَّهَ النِّسَاءَ بِهِنَّ.
والوَحْفُ: الشَّعَرُ الكَثِيرُ الأَسْوَدُ، ومِنَ النّبَاتِ: الرَّيَّانُ، وقَدْ وَحِفَ ووَحُفَ يَوْحَفُ وحَافَةً ووُحُوفَةً.
/ 25- ولِينَ سَحْنَاءَ وجِسْمًا مَاطِرَا
26- إذْ مَتْنُ قَوْسِى لَمْ يُنَازِعْ آطِرَا
27- وقَدْ أَرَى لِى فِى الصِّبَا عَسَاكِرَا
28- جِنِّىَّ جِنٍّ أَضْرِبُ الأَسَادِرَا
السَّحْنَاءُ، والسَّحَنَاءُ، والسَّحْنَةُ: الهَيْئَةُ ولِينُ البَشَرَةِ، وفُلاَنٌ حَسَنُ السَّحْنَاءِ: أى نَاعِمٌ لَيِّنُ البَشَرَةِ.
والمَاطِرُ: الطَّوِيلُ المُعْتَدِلُ.
والمَتْنُ، والمَتْنَةُ، لُغَتَانِ، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ: لَحْمَانِ مَعْصُوبَانِ بَيْنَهُمَا صُلْبُ الظَّهْر، مَعْلُوَّتَانِ بِعَقَبٍ، والجَمِيعُ: المُتُونُ، ومَتَنْتُ الرَّجُلَ مَتْنًا: إذَا ضَرَبْتَ مَتْنَهُ بالسَّوْطِ.
والآطِرُ: العَاطِفُ، يُرِيدُ: قَبْلَ أَنْ يَنْحَنِىَ مِنَ الكِبَرِ.
__________
(1) نزور: مُقِلَّة. والبيت فى اللّسان (ب غ ث) منسوب لعَبّاس بن مِرْداس، يُضْرَبُ مَثَلاً للَّئِيمِ يَرْتَفِعُ أَمْرُهُ.(2/14)
ونُسِبَ فى اللّسان والتاج (ن ز ر) لكُثَيِّر. وجاء فى هامش التّاج (ن ز ر) طبعة الكويت: فى العباب نسبه إلى معوّد الحكماء معاوية بن مالك، وقال الصاغانى: وليس للعبّاس بن مرداس كما قال أبو تمّام فى الحماسة.
(2) ضبطه صاحب القاموس المحيط فى مادة (هـ ن ب ر) بالتنظير، فقال: "الهِنَّبْرُ - كصِنَّبْرٍ، وسِبَحْلِ، وزِبْرِجٍ - : الضَّبُعُ".
والأسَادِرُ: النَّوَاحِى، مِِنْ قَوْلِكَ: جَاءَ يَضْرِبُ أَسْدَرَيْهِ: إذَا جَاءَ فى غَيْرِ حَاجَةٍ، وجَاءَ عَثَّرِيًّا(1)، وجَاءَ سَبَهْلَلاً، وجَاءَ يَتَبَرْبَسُ.
29- أَكَادُ مِنْ جَهْلٍ أُحِبُّ الهَاجِرَا
30- فى عُصُرٍ عِشْنَا بِهِ أَعَاصِرا
31- وقَدْ ذَكَرْنَا النِّعَمَ الأَحَابِرَا
32- وصَبْوَةً لَمْ تُنْسِنَا الأَخَافِرَا
33- أَزْمَانَ أَرْقِى الأُنَّسَ المَعَاصِرَا
34- رُقْيَةَ خَتَّالٍ وطِبًّا (2) سَاحِرَا
يقالُ: عَصْرٌ، وعُصْرٌ، وعِصْرٌ، قالَ ذَلِكَ ابنُ السِّكِّيتِ، وعُصُرٌ مُثَقَّلٌ أَيْضًا، وهو الدَّهْرُ.
والأَحَابِرُ: جَمَاعَةُ حَبْرَةٍ، وهى النَّعْمَةُ.
والأَخَافِرُ: مِنَ الخَفَرِ، وهو الحَيَاءُ.
والمُعاصِرُ: جَمْعُ مُعْصِرٍ، وهى الجَارِيَةُ إذَا حَرُمَتْ عَلَيْهَا الصَّلاَةُ ورَأَتْ فى نَفْسِهَا زِيَادَةَ الشَّبَابِ فَقَدْ أَعْصَرَتْ، وهى مُعْصِرٌ: بَلَغَتْ عَصْرَ شَبَابِهَا وإدْرَاكِهَا، واخْتَلَفُوا فَقَالُوا: عَصْرَهَا، وعُصُورَهَا، وعُصْرَهَا، وقال:
وفَنَّقَهَا المَرَاضِعُ والعُصُورُ(3)
والجَمِيعُ: المَعَاصِرُ والمَعَاصِيرُ، وقالَ بَعْضُهُمْ: إذَا بَلَغَتْ قُرْبَ حَيْضِهَا فهى مُعْصِرٌ، وأَنْشَدَ بَعْضُ الرُّجّازِ(4):
__________
(1) العَثَّرِىُّ: الذى لا يَجِدُّ فى طَلَبِ دُنْيَا ولا آخِرَةٍ. وجاءَ عَثَّرِيًّا: إذا جاء فارِغًا. ومثله سَبَهْلَلاً.
(2) فى المخطوط: "وَطيًّا" بالياء، والمثبت من الديوان المطبوع ويطابق الشّرح.(2/15)
(3) اللّسان والتاج (ع ص ر) والتَّفَنُّق: التَنَعُّم فى العيشِ.
(4) نسب فى اللّسان (ع ص ر) لمَنْظُور بن مَرْثَد الأسَدِىّ، وفيه:
* جارِيَةٌ بِسَفَوانَ دَارُها *
* تَمْشِى الهُوَيْنَا ساقِطًا خِمارُها *
* قَدْ أَعْصَرَتْ أو قَدْ دَنَا إعْصَارُها *
وانظر (ع ص ر) فى التاج، والصحاح، والعباب، والمقاييس 4/342، والجمهرة 2/253.
* جَارِيَةٌ بِسَفَوَانَ دَارُهَا *
* قَدْ أَعْصَرَتْ أوْ قَدْ دَنَا إعْصَارُها *
وقالَ اللِّحْيَانِىُّ: عَصَرَتْ، وأَعْصَرتْ.
والخَتْلُ: تَخَاتُلٌ عَنْ غَفْلَةٍ، /ويُرْوَى: "رُقْيَةَ حَبَّالٍ".
والطِّبُّ: السِّحْرُ.
والطَّبُّ: الخَبِيرُ بالأُمُورِ.
35- لَوْ نِيلَ زَلاَّلَ المَرَاقِى فَادِرَا
36- والعُصْمَ(1) دَلاَّهُنَّ عَنْ مَغَافِرَا
37- فَلَيْتَ أيَّامَ الصِّبَا عَوَاكِرَا
38- ولَيْتَ مُبْتَاعَ الشَّبَابِ التَّاجِرَا
يقولُ: لَوْ نَالَتْ رُقَاىَ وَعِلاً فى شَاهِقٍ تَزِلُّ عَنْهُ المَرَاقِى.
والفَادِرُ: المُسِنُّ.
والعُصْمُ: الوُعُولُ، واحِدُهَا: أَعْصَمُ.
لَدَلاَّهُنَّ رُقَاىَ عَنْ مَغَافِرِهِنَّ.
والمَغَافِرُ: أَوْلاَدُ الوُعُولِ، واحِدُهَا: غُفْرٌ.
وعَوَاكِرُ: رَوَاجِعُ.
39- نُعْطِيهِ حُكْرًا قَبْلَ أنْ يُحَاكِرَا
40- فى البَيْعِ لَوْ رَدَّ الشَّبَابَ النَّاضِرَا
41- يَصْقُلُ أَصْقَالاً تُجِدُّ الدَّاثِرَا
42- وبَلْدَةٍ يُمْسِى قَطَاهَا خَادِرَا
يُحَاكِرُ: يَحْتَكِرُ فى سَرْحِهِ، أى يَشْتَدُّ.
يَصْقُلُ: يقولُ: يَصْقُلُ الشَّبَابُ ما دَثَرَ مِنْ بَدَنِهِ.
والخَادِرُ: الفَاتِرُ، قَدْ خَدَرَ وفَتَر مِنَ الطَّيَرَانِ.
43- مِنْ وَلْقِ خِمْسٍ يَحْفِزُ(2) الأَكَادِرَا
44- إذا اكْتَسَتْ أَعْلاَمُهَا السَّدَائِرَا
45- مِنْ هَبْوَةٍ قَنَّعَهَا (3) السَّمَادِرَا
46- تَلَفَّعَتْ واجْتَابَتِ البَقَائِرَا(2/16)
الوَلْقُ: السُّرْعَةُ والعَجَلَةُ، وأَخَفُّ الطَّعْنِ الوَلْقُ، والوَلَقَى: العَدْوُ الذى كَأَنَّهُ يَنْزُو، يقالُ: قَدْ وَلَقَ، وامْرَأَةٌ أَلَقَى: سَرِيعَةُ الوَثْبِ.
والحَفْزُ: الحَثُّ والإِعْجَالُ.
__________
(1) فى الدّيوان المطبوع: "والعُصْمُ" بالرّفع.
(2) فى المخطوط: "يَحْفِرُ" بالرّاء، والمثبت من الدّيوان المطبوع.
(3) فى الدّيوان المطبوع: "قُنُعَها".
والأَكَادِرُ: القَطَا الكُدْرُ فى أَلْوَانِها.
والسَّدَائِرُ: الظُّلَمُ.
والهَبْوَةُ: الغُبَارُ.
والسَّمَادِرُ، والسَّدَائِرُ واحِدٌ، يقالُ: اسْمَدَرَّ بَصَرُهُ: إذَا أَظْلَمَ.
وتَلَفَّعَتْ: الْتَفَّتْ بِثَوْبِهَا.
والبَقَائِرُ: جَمْعُ بَقِيرَةٍ، وهى العِلْقَةُ، والأَصِيدَةُ، والشَّوْذَرُ، والإِتْبُ: هذه كُلُّهَا القَمِيصُ لاَ كُمَّىْ لَهُ، ولاَ دَخَارِيصَ.
واجْتَابَتْ: دَخَلَتْ.
47- واجْتَبْنَ إلاّ ناقِعًا وسَائِِرَا
48- مُخَفِّضًا لَوْ يَرْفَعُ الأَقَاصِرَا
/ 49- يَكْسُونَ بَطْنَ الأَرْضِ والظَّوَاهِرَا
50- غُدْرَانَ ضَحْضَاحٍ ومَوْجًا مَائِرَا
النَّاقِعُ: الثَّابِتُ.
والأَقَاصِرُ: يُرِيدُ كَأَنَّ السَّرَابَ يُقَمِّصُ الجِبَالَ فَيَرْفَعُ قَصِيرَهَا، ويَخْفِضُ طَوِيلَهَا.
والضَّحْضَاحُ: المَاءُ الرَّقِيقُ، شَبَّهَ السَّرَابَ بِهِ.
والآلُ: السَّرَابُ.
51- والقَيْظُ يُحْمِى شَمْسُهُ الظَّهَائِرَا
52- هَجْمًا وأَجَّاجَ سَهَامٍ سَاجِرَا
53- تَرَاهُ مِنْ إِيقَادِهِ الوَغَائِرَا
54- يُولِجُ أَرْطَى الغِينَةِ اليَعَافِرَا
القَيْظُ: صَمِيمُ الصَّيْفِ.
والظَّهَائِرُ: جَمْعُ ظَهِيرَةٍ، وهى حَدُّ انْتِصَافِ النَّهَارِ.
والأَجَّاجُ: المُلْتَهِبُ، وتقولُ: أَجَّتِ النَّارُ أَجِيجًا، وأَجَّجْتُهَا أَنَا تَأْجِيجًا، وَأْتَجَّ الحَرُّ ائْتِجَاجًا: إذا اشْتَدَّ.(2/17)
والسَّهَامُ: وَهَجُ الصَّيْفِ وغَبَرَاتُهُ، وقالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبانِىُّ: والسَّهَامُ أَيْضًا: شِدَّةُ البَرْدِ، وأَنْشَدَ:
* ولَوْ خَلَطَتْ ظَلْمَاءَهَا بِسَهَامِ *(1)
والسَّاجِرُ: المُوقِدُ، والسَّجْرُ: هو إِيقَادُكَ فى التَّنُّورِ تَسْجُرُهُ سَجْرًا.
والسَّجُورُ: اسْمُ الحَطَبِ، والمِسْجَرَةُ: الخَشَبَةُ التى يَسُوطُ بِهَا السَّجُورَ فى التَّنُّورِ.
__________
(1) الجيم 2/102، وروايته: "ولَوْ خُلِطَتْ ظَلْمَاؤُها بسَهَامِ".
والوَغَائِرُ، والوَاحِدَةُ: وغيرَةٌ، وهو شِدَّةُ الحَرِّ، والوَغِيرَةُ أيضًا: اللَّبَنُ يُرْضَفُ لِتَذْهَبَ غَائِلَتُهُ، وهو الصَّحِيرَةُ.
والأَرْطَى: شَجَرٌ فى الرَّمْلِ تَكْنِسُ فِيهِ الظِّبَاءُ والبَقَرُ.
والغِينَةُ: اجْتِمَاعُ الشَّجَرِ، ومِنْهُ يُقالُ: شَجَرَةٌ غَيْناءُ، ورَوْضَةٌ غَيْنَاءُ.
واليَعَافِرُ: جَمَاعَةُ يَعْفُورٍ، وهو الخِشْفُ(1)، يُسَمَّى بذَلِكَ لكَثْرَةِ لُزُوقِهِ بالأَرْضِ.
55- وفى أَلاَءِ الرَّمْلَةِ المَحَافِرَا
56- كَلَّفْتُهَا العِيدِيَّةَ الزَّنابِرَا
57- يَنْفُضْنَ لَوْثَ القَوْمِ والقَوَاتِرَا
58- نَفْضَ النَّعَامِ الزِّفَفَ الأَزَاعِرَا
والأَلاَءُ: شَجَرٌ وَرَقُهُ وحَمْلُهُ دِبَاغٌ، وهو أَخْضَرُ الشِّتَاءَ والصَّيْفَ، طَيِّبُ الرِّيحِ، لَهُ سَاقٌ، شَبِيهٌ بالشِّيحِ، تُدْبَغُ بِهِ الأَدَمُ، تقولُ: أَدِيمٌ مَأْلُوٌّ: مَدْبُوغٌ بِهِ، وقالَ العَجَّاجُ:
* إذَا الظُّبَاءُ والمَهَا تَدَخَّسَا *
* فى ضَالِهِ وفى الأَلاَءِ كُنَّسَا * (2)
والوَاحِدَة: أَلاءَةٌ، وأَرْضٌ /مَأْلأَة(3)، كَقَوْلِك: مَأْسَدَة، ومَقْصَبَةٌ، وتَأْلِيفُهَا مِنْ لاَمٍ بَيْنَ همْزَتَيْنِ.
والمَحَافِرُ: جَمْعُ مَحْفَرٍ، وهى مَحَافِرُ الظِّبَاءِ فى أُصُولِهَا لِتُبَاشِرَ بَرْدَ الثَّرَى.(2/18)
والعِيدِيَّةُ: إبِلٌ مَنْسُوبَةٌ إلى العِيدِىِّ بنِ الندعىِّ بنِ مهرى بنِ حَيْدَان(4).
والزّنَابِرُ: الخِفَافُ، واحِدُهَا: زُنْبُرٌ.
__________
(1) الخِشْفُ: ولد الظَّبْىِ الصَّغير.
(2) شرح ديوان العجّاج/129. ضَالِه: سِدْرٌ برِّىّ. والألاء: نَبْتٌ.
(3) مَأْلأَة: منبتة الألاء، أو كثيرته، كقولك: مَقْصَبَة، ومَقْثَأَة، وكقولك: أرضٌ مَأْسَدَةٌ: كثيرة الأُسْد.
(4) العِيدِيّة: نجائِبُ معروفة، قيل: منسوبة إلى فحل مُنجِب يقال له: عيد، وقيل: منسوبة إلى بنى العيد، حىّ من العرب.
يَنْفُضْنَ: يَعْنِى أَنَّ هذه الإِبِلَ تَنْفُضُ مَا لاثُوا مِنْ عَمَائِمِهِمْ، وهو مَا أَدارُوهُ مِنْها علَى رُؤُوسِهِمْ.
والقَوَاتِرُ مِنَ السُّرُوجِ والرِّحَالِ: المُقَدَّرَة علَى ظُهُورِ الإِبِلِ لَيْسَتْ بِضَيِّقَةٍ ولاَ واسِعَةٍ، الذى إذَا وُضِعَ مَكَانَهُ لَمْ يَسْتَقْدِمْ، ولَمْ يَسْتَأْخِرْ، ولَمْ يَمِلْ، واحِدُهَا: قَاتِرٌ.
والزِّفَفُ: جَمْعُ زِفٍّ، وهو الرِّيشُ اللَّيِّن.
والأَزَاعِرُ: القَليلُ، مِنَ الأَزْعَرِ.
59- دَانَى لَهُنَّ الطَّىُّ زَبْرًا زَابِرَا
60- كمَا يُعَالِى الصَّنَعُ الجَدَائِرَا
61- رَازٌ(1) بَنَاهَا آجُرًا وآجُرَا
62- وقَدْ فَرَشْتُ الرَّحْلَ حَرْفًا ضَامِرَا
الطَّىُّ: تَلاَحُكُ بَعْضِ عِظَامِهَا ببَعْضٍ كمَا تُزْبَرُ البِئْرُ، وهو طَيُّهَا بالحِجَارَةِ، قالَ ابنُ الأَعْرَابِىِّ: بِئْرٌ مَزْبُورَةٌ: مَطْوِيَّةٌ بِأَىٍّ مَا كانَ.
والصَّنَعُ: الحَاذِقُ الرَّفِيقُ، وامْرَأَةٌ صَنَاعٌ: الرَّفِيقَةُ بِعَمَلِ اليَدَيْنِ.
والجَدَائِرُ: جَمْعُ جَدِيرَةٍ، والجَدِيرَةُ والجِدَارُ واحِدٌ، يُجْمَعُ علَى الجُدُرِ.
الرَّازُ: البَنَّاءُ.
والحَرْفُ: النَّاقَةُ التى انْحَرَفَتْ عَنْ حَالِهَا وضَمَرَتْ.
63- هَوْجَاءُ تَمْسِى لَقَحًا أوْ عَاقِرَا
64- كَأَنَّهَا والأَيْنُ يُنْدِى الذّافِرَا(2/19)
65- قَرْوَاءُ مِنْ سَاجٍ تُغَشِّى القَاتِرَا(2)
66- مُشْتَقَّ مُسْتَنِّ الذُّرَى وسَاكِرَا
الهَوْجَاءُ: بِهَا هَوَجٌ مِنْ نَشَاطِهَا.
وتَمْسِى: تُلْقِى، وأَصْلُ المَسْىِ أَنْ يَسْطُوَ الرَّجُلُ على النّاقَةِ فَيَسْتَخْرِجَ ما فى رَحِمِهَا.
__________
(1) فى المخطوط: "دَارٌ"، والمثبت من الدِّيوان المطبوع، وهو متَّفقٌ مع الشّرح.
(2) فى الدّيوان المطبوع: "الثائِرَا". والقَاتِرُ من الرِّحال والسّروج: الجيِّدُ الوُقوعِ على الظَّهْرِ.
واللَّقَحُ: الحَمْلُ بِعَيْنِهِ، وهو مَصْدَرُ لَقِحَتْ لَقَحًا.
والعَاقِرُ: /التى لَمْ تَحْمِلْ.
والأَيْنُ: الفَتْرَةُ.
والذَّافِرُ: الذِّفْرَى، والذِّفْرَيَانِ يكْتَنِفَانِ النُّقْرَةَ عَنْ يَمِينٍ وشِمَالٍ، وهى أَوَّلُ شَىءٍ يَعْرَقُ مِنَ البَعِيرِ.
والقَرْوَاءُ: العَظِيمَةُ القَرَا، وهو الظَّهْرُ مِنْ كُلِّ شَىءٍ حتّى الإكَامِ وغَيْرِها، والجَمِيعُ: الأَقْرَاءُ(1)، ونُوقٌ قُرْوٌ.
والسَّاجُ: جَمْعُ سَاجَةٍ، وهى الخَشَبَةُ المُشَرْجَعَةُ(2) مِنْهُ، كمَا جُلِبَتْ مِنَ الهِنْدِ، شَبَّهَهَا بِسَفِينَةٍ.
مُشْتَقّ: يَعْنِى البَحْرَ.
والذُّرَى: الأَعَالِى، جَمْعُ ذِرْوَةٍ.
والسَّاكِرُ: السَّاكِنُ، سَكَرَتِ الرِّيحُ: إذَا سَكَنَتْ.
67- وإِنْ خَبَطْنَ البِيدَ والأَسَامِرَا
68- مِنْ صُلْبٍ قُفٍّ أَوْجَعَ الأَمَاعِرَا
69- نَكْبُ الحَصَى مِنْ رَهْصِهِ الجَمَاعِرَا
70- ومِنْ صَحَارِى بِيدِهِ الأَصَاحِرَا
البِيدُ: جَمْعُ بَيْدَاءَ، وهى: المَفَازَةُ لاَ شَىءَ فِيهَا.
والأَسَامِرُ: جَمْعُ أَسْمَرَ فى لَوْنِهِ.
والقُفُّ: ما ارْتَفَعَ مِنْ مُتُونِ الأَرْضِ وصَلُبَتْ حِجَارَتُهُ، والجَمِيعُ: القِفَافُ.
والأَمَاعِرُ: جَمْعُ أَمْعَرَ، وهو الخُفُّ الذى ذَهَبَ شَعَرُه.
نَكْبُ الحَصَى: ما نَكَبَ الحَصَى مِنْ أَخْفَافِهَا فَأَرْهَصَهُ(3).(2/20)
والجَمَاعِرُ: الحِجَارَةُ المُجْتَمِعَةُ، واحِدُها: جَمْعَرَةٌ.
والصَّحَارِى: جَمْعُ صَحْرَاءَ، وهى الفَضاءُ الواسِعُ.
والأَصَاحِرُ: جَمْعُ أَصْحَرَ، وهو ما ضَرَبَ [لَوْنُه] إلى الحُمْرَةِ مِنَ الأَرْضِ، وبهذا سُمِّيَتِ الصَّحْرَاءُ لِلَوْنِهَا.
71- جَدْبًا يُنَزِّى بُعْدُهُ الحَزَاوِرَا
__________
(1) الأَقْراءُ: جمع القَرْو، لا القَرْواء.
(2) المُشَرْجَعَةُ: المُطَوَّلَةُ.
(3) الرَّهْصُ: أن يُصِيبَ الحَجَرُ حافِرًا أو مَنْسِمًا فيَذْوَى باطِنُه.
72- تَرَى بِنَجْدَيْهِ المَهَا الغَرَائِرَا
73- والعِينَ والأَلاَّلَةَ الأَوَاشِرَا
74- وإنْ أَجَزْنَا العِيسَ قَفْرًا قَافِرَا
يُنَزِّى: أَصْلُ النَّزْوِ الوَثَبَانُ، وهو النُّزَاءُ، والنَّزَوَانُ أيضًا، ومَعْنَاهُ أنَّ السَّرَابَ كَأَنَّهُ يُرَقِّصُهَا.
والحَزَاوِرُ: الإِكَامُ، واحِدُهَا: حَزْوَرَةٌ.
ونَجْدَاهُ: جَانِبَاهُ وطَرِيقَاهُ.
والمَهَا: البَقَرُ، واحِدُهَا: مَهَاةٌ.
والغَرَائِرُ: اللَّوَاتِى لَمْ يَرَيْنَ ما يُفْزِعُهُنّ، فَهُنَّ غَرِيرَاتٌ، /وأَصْلُهُ مِنَ الرَّجُلِ الغِرّ، وهو كالغُمْرِ، والمَصْدَرُ الغَرَارَةُ، وقالَ الشَّاعِرُ:
أَيَّامَ تَحْسِبُ لَيْلَى فى غَرَارَتِهَا بَعْدَ الرُّقَادِ غَزَالاً هَبَّ وَسْنَانَا
وجَارِيَةٌ غِرَّةٌ غَرِيرَةٌ، وقال: "المؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ"(1).
والأَلاَّلَةُ: الحَمِيرُ، فَعَّالَةٌ مِنَ الأَلِّ، وهو السُّرْعَةُ.
والأَوَاشِرُ: جَمْعُ آشِرَةٍ، مِنَ الأَشَرِ، وهو البَطَرُ(2).
75- ذَا قُحَمٍ أَمْسَتْ بِهِ سَوَامِرَا
76- صُهْبًا(3) تَشُقُّ الظُّلَمَ الأَخَاضِرَا
77- كَانَتْ لأَجْوَازِ المَلاَ مَسَابِرَا
78- تَنَشَّطُ الخَرْقَ انْتِشاطًا عَابِرَا
القُحَمُ: واحِدَتُهُ: قُحْمَةٌ، وهى شِدَّةُ السَّيْرِ وأَهْوَالُه.
والسَّوَامِرُ: اللَّوَاتِى يَسِرْنَ اللَّيْلَ كُلَّهُ.(2/21)
والأَخَاضِرُ: الخُضْرُ، أَرَادَ الظُّلَمَ السُّودَ، واخْضَرَّ اللَّيْلُ: اشْتَدَّ سَوَادُهُ.
والأَجْوَازُ: الأَوْسَاطُ، جَمْعُ جَوْزٍ.
والمَلاَ: جَمْعُ مَلاَوَةٍ: فَلاَةٌ ذَاتُ حَرٍّ وسَرَابٍ.
والمَسَابِرُ: جَمْعُ مِسْبَارٍ، وأَصْلُهُ المِحْرَافُ الّذِى تُسْبَرُ بِهِِ الشِّجَاجُ، يُسْبَرُ بِهَا الفَلاَةُ.
__________
(1) حديث، انظره فى اللسان والنهاية (غ ر ر)، وتمامه: "والكافِرُ خَِبٌّ لَئِيم".
(2) يعنى بالأَشَرِ والبَطَرِ: النّشاط.
(3) فى الدّيوان المطبوع: "شُهْبًا".
وتَنَشَّطُ الخَرْقَ: تَقْطَعُهُ وتُسْرِعُ فِيهِ.
والخَرْقُ: المَفَازَةُ البَعِيدَةُ، اخْتَرَقَتْهُ الرِّيحُ، فهو خَرْقٌ أَمْلَسُ.
79- بالقَوْمِ حتَّى تُدْرِكَ الأَقَاعِرَا
80- مِنَ القُصَى- والأُجَّنَ الأَصَافِرَا
81- بَلْ قَدْ رَكِبْتُ المَرْكَبَ المُغَامِرَا
82- أَنْصُرُ (1) مَوْلَى حُرْمَةٍ وزَائِرَا
الأَقَاعِرُ: أرادَ الغَايَةَ والبُعْدَ، وقَعْرُ كُلِّ شَىءٍ: بُعْدُهُ، مَأْخُوذٌ مِنْ قَعْرِ البِئْرِ.
والقُصَى: جَمْعُ قُصْيَاءَ وقُصْوَى.
والأُجَّنُ: المِيَاهُ المُتَغَيِّرَةُ، أجَنَ يَأْجَنُ أُجُونًا، وأَجِنَ يَأْجَنُ، وهو مَاءٌ أَجُونٌ.
والمُغَامِرُ: المُعَاجِلُ، والمُغَامَرَةُ: المُعَاجَلَةُ، قالَ المَرَّارُ:
تَنَوءُ عَلَى سَاقٍ لَهَا مُسْمَهِرَّةٍ وقَدْ طَاحَ مِنْ أُخْرَى وَظِيفٌ ومَفْصِلُ
مُغَامَرَةً لاَ يَسْتَغِيثُ بِمِثْلِهَا ضَعِيفٌ ولاَ غُشٌّ مِنَ القَوْمِ زُمَّلُ
/ 83- خَلِيفَةً نَرْمِى بِهِ العَرَاعِرَا
84- أوْ مَلِكًا لاَ يُنْكِرُ المَنَابِرَا
85- فَأَيُّهَا الغَضْبَانُ أَنْ يُحَاوِرَا
86- سَائِلْ أُنُوفَ النُّعَّرِ النَّوَاعِرَا
العَرَاعِرُ: الأَشْرَافُ، الوَاحِدُ: عُرَاعِرٌ، وقالَ الأَخْطَلُ(2):
خَلَعَ المُلُوكَ وسَارَ تَحْتَ لِوَائِهِ شَجَرُ العُرَى وعَُرَاعِرُ الأَقْوَامِ(3)
__________(2/22)
(1) فى الدّيوان المطبوع: "أَنْظُرُ"، والمثبت هو الصواب الذى يقضيه المعنى.
(2) نُسِبَ البيت فى اللّسان (ع ر ى) لمُهَلْهِل. وفيه: "وقال ابنُ بَرِّىٍّ: ويروى البيت لشُرَحْبِيل بنِ مالِكٍ يَمْدَحُ مَعْدِيكَرِبَ بن عِكَبٍّ. قال: وهو الصحيح".
(3) يعنى قَوْمًا يَنْتفعُ بهم، تشبيهًا بذلك الشّجَر.
والنَّوَاعِرُ(1): الغِضَابُ، والنُّعَرَةُ: الغَضَبُ، وأَصْلُهَا مِنَ الذُّبَابِ الَّذِى يَدْخُلُ فى أَنْفِ الدَّابَّةِ حَتَّى يَكَادَ أَنْ يَصْرَعَهُ.
87- مِنَ العُِدَى والخُنْزُوانَ (2) الشَّاخِرَا
88- والعَبْدُ والمَكْثُورُ(3) يُلْقَى صَاغِرَا
89- تُنْبِئْكَ إِنْ آنَسْتَ لَمْحًا بَاصِرَا
90- أَنْ قَدْ نُقِيمُ الصَّعَرَ الأَزَاوِرَا
الخُنْزُوَانُ، والخُنْزُوَانَةُ، والخُنْزُوَانِيَّةُ: التَّكَبُّرُ، وإِنَّ فِيهِ لخَنْزُوانِيَّةً.
والشَّاخِرُ: الزَّامُّ بِأَنْفِهِ تَكَبُّرًا.
والصَّعَرُ: مَيْلُ الخَدِّ تَكَبُّرًا.
والأَزَاوِرُ: جَمْعُ أَزْوَرَ، وهو الذى يَنْظُرُ إِلَيْكَ بِمُؤْخِرِ عَيْنِهِ.
91- بِمُقْرَمَاتٍ تَخْدِرُ المَخَادِرَا
92- يَضْغَمْنَ أَوْ يَخْفِقْنَ رَأْسًا نَادِرَا
93- وبالدَّوَاهِى نُسْكِتُ النَّخَاوِرَا(4)
94- فَاجْلُبْ إِلَيْنَا مُفْحَمًا أَوْ شَاعِرَا
المُقْرَمَاتُ: الفُحُولُ تُعَدُّ للضِّرَابِ.
تَخْدِرُ: تَقْطَعُ، والخَدْرُ: القَطْعُ.
ويَضْغَمْنَ: يَعْضُضْنَ، والضَّغْمُ: العَضُّ.
والخَفْقُ: الضَّرْبُ بالدِّرَّةِ، بشَىءٍ عَرِيضٍ.
95- إِنْ كُنْتَ بالجِدِّ إِلَيْنَا نَاظِرَا
96- فَقَدْ رَأَيْنَا العُورَ والأَخَازِرَا
97- يَلْقَوْنَ تَعْوِيرًا وصَكًّا بَادِرَا
98- مِنَّا إذَا الشَّرُّ اكْتَسَى الأَنَامِرَا
الأَخَازِرُ: جَمْعُ أَخْزَرَ، وهو الذى يَنْظُرُ بِمُؤْخِرِ عَيْنِهِ كَرَاهَةً لِمَنْ يَرَى.
__________(2/23)
(1) هكذا فى المخطوط بالعين المهملة، والذى فى معنى الغضب (ن غ ر) بالغين المعجمة.
(2) فى الدّيوان المطبوع: "مِنَ العِدَى والخُنْزُوانَ" وهو بضم العين وبكسرها صحيح.
(3) المَكْثُورُ: المَغْلُوبُ. ورَجُلٌ مكثُورٌ عَلَيْه: كَثُرَت عليه الحقوقُ والمُطَالَبَاتُ.
(4) النّخَاوِرَةُ: الأَشْرافُ، واحِدهم: نِخْوارٌ، ونَخْوَرِىّ، ويقال: هم المُتَكَبِّرُون.
والتَّعْوِيرُ: مِنَ العَوَرِ، يقولُ: إذَا تَنَمَّرُوا للشَّرِّ، فَلَبِسُوا لَوْنًا أَنْمَرَ لَقُوا مِنَّا صَكًّا مُسْتَعْجلاً.
99- والحَلَقَ المَاذِىَّ والمَغَافِرَا
100- والمَشْرَفِىَّ والقَنَا العَوَاتِرَا(1)
/ 101- والجُرْدَ يَعْلُكْنَ (2) الشَّكِيمَ الثَّاغِرَا
102- قَدْ جَعَلَ اللهُ بِحَجْرٍ حَاجِرَا
والحَلَقَ المَاذِىَّ: يُرِيدُ الدُّرُوعَ، والدِّرْعُ المَاذِيَّةُ: البَيْضَاءُ، ومَنْهُ قِيلَ: عَسَلٌ مَاذِىٌّ: أَبْيَضُ، والمَاذِيَّةُ: السَّهْلَةُ اللَّيِّنَةُ.
والمَغَافِرُ: البَيْضُ، واحِدُهَا: مِغْفَرٌ، والمَغَافِرُ: قَلاَنِسُ مِنْ زَرَدٍ، ومِنْهُ قيلَ: أَتَوْنِى الجَمَّاءَ الغَفِيرَ، أُخِذَ مِنَ البَيْضَةِ، وهى تَغْفِرُ الرَّأْسَ، أى تُغَطِّيهِ.
والجُرْدُ: الخَيْلُ، جَمْعُ أَجْرَدَ وجَرْداءَ، وهُمَا القَصِيرَا الشَّعَرَة(3).
والشَّكِيمُ: جَمْعُ شَكِيمَةٍ، وهى الحَدِيدَةُ المُعْتَرِضَةُ فى فِىِّ الدَّابَّةِ مِنَ اللِّجَامِ.
والثَّاغِرُ: الكَاسِرُ [الثَّغْر](4)، يُقالُ: ثَغَرَ فُلانٌ فُلاَنًا: إذا كَسَرَ ثَغْرَهُ.
وحَجْرٌ: قَصَبَةُ اليَمَامَةِ.
البُجْرُ: الدَّاهِيَةُ والأَمْرُ العَظِيمُ.
والقَهْبُ بلُغَتِه: المُسِنُّ(5)، وهو الجَبَلُ العَظِيمُ.
والمُصْعَبُ: الفَحْلُ الذى لَمْ يُرْكَبْ قَطُّ.
نَدُولُ: نُذِلُّ.
__________
(1) العَواتِرُ: الشَّدِيدَةُ المُضْطَرِبَةُ المُهْتَزَّةُ.(2/24)
(2) فى الدِّيوان المطبوع: "يَعْلَكْنَ" بفتح اللاّم، والمثبت من المخطوط متفقًا مع ما فى اللّسان (ع ل ك): "عَلَكَتِ الدَّابَّةُ اللِّجامَ تَعْلُكُهُ وتَعْلِكُهُ عَلْكًا: لاكَتْهُ وحَرَّكَتْهُ فى فِيهَا".
(3) فى القاموس: "الشَّعْرُ - ويحرّك - جمعه أشعارٌ، وشعورٌ، وشِعارٌ، الواحدة شَعْرَة، وقد يكنى بها عن الجميع".
(4) زيادة للإيضاح.
(5) فى القاموس: الجَمَل المُسِنّ.
والجِلَّةُ: العِظَامُ مِنَ الإِبِلِ ومِنَ المَعَزِ.
والقَيَاسِرُ: الضِّخَامُ، واحِدُها: قَيْسَرِىٌّ.
113- والأُسْدَ إِنْ قَاسَرْنَنَا القَسَاوِرَا
114- لاَقَيْنَ قِرْضَابَ الشَّبَا قُنَاصِرَا
115- إذَا شَحَا الأَشْدَاقَ والحَنَاجِرَا
116- لَهُنَّ أَلْقَاهُنَّ فى جَرَاجِرَا
المُقَاسَرَةُ: المُقَاهَرَةُ، والقَسَاوِرُ مِنْ هَذَا، مِنَ القَهْرِ مَأْخُوذٌ.
والقِرْضَابُ: القَاطِعُ لِكُلِّ شَىءٍ، يُقالُ: قَضَبَهُ، وقَرْضَبَهُ.
والشَّبَا: حَدُّ أَنْيَابِهِ، وشَبَا كُلِّ شَىءٍ: حَدُّهُ، وكذَلِكَ /القُنَاصِرُ، وهو القَاطِعُ لِكُلِّ شَىءٍ.
وشَحَا: فَتَحَ، يَشْحُو.
وجَرَاجِرُهُ: لَهَواتُهُ.
117- كَأَنَّ مِنْ عَادِيَّةٍ مَقَابِرَا
118- أوْ قَرْنَ حَيْدَىْ رَأْسِهِ قَبَائِرَا
119- إذَا تَقَبَّى يَشْحَذُ المَآشِرَا
120- مَجَامِعَ الأَعْنَاقِ والقَنَابِرَا
يَقولُ: كَأَنَّ رَأْسَهُ قُبُورٌ عَادِيَّةٌ.
وحَيْدَا رَأْسِهِ: جَانِبَاهُ، وكذلِكَ حُيُودُ الجَبَلِ: ما نَتَأَ مِنْهُ.
وتَقَبَّى: قَطَعَ.
والمَآشِرُ: أَرادَ أَنْيَابَهُ.
والقَنَابِرُ: الرُّؤُوسُ.
121- ضَغْمًا لمِا نَالَ وخَلْبًا عَاقِرَا
122- بِسَرْطَمَاتٍ تُحْسَبُ الخَنَاجِرَا
123- مَارَسْنَ مِنْهُ عَرِكًا عُذَافِرَا
124- كَأَنَّ أَوْجَامًا وصَخْرًا صاخِرَا
الضَّغْمُ: المَضْغُ والعَضُّ بالفَمِ كُلِّهِ.
والخَلْبُ: الجَرْحُ.
والسَّرْطَمَاتُ: الطِّوَالُ.(2/25)
والخَنَاجِرُ: مِنَ الحَدِيدِ مَعْرُوفَةٌ، والوَاحِدُ: خَِنْجَرٌ.
والعَرِكُ: الشَّدِيدُ المُعَالَجَةِ.
والعُذَافِرُ: الغَلِيظُ.
والأَوْجَامُ: الحُصُونُ، الواحِدُ: وَجَمٌ.
125- وحَيْدَ أَرْضَامٍ عَلَى ضَمَازِرَا
126- لَثَّدْنَ مِنْ أَجْرَازِهِ زَوَافِرَا
127- ومِخْبَطَاتٍ تَكْسِرُ المَكَاسِرَا
128- والأُسْدُ تَخْشَى وقْعَهُ جَوَاحِرَا
الحَيْدُ: النَّاحِيَةُ مِنَ الجَبَلِ ونَحْوِهِ، وما شَخَصَ مِنْهُ.
والأَرْضَامُ: الحِجَارَةُ، وكذَلِكَ الضَّمَازِرُ.
والتَّلْثِيدُ: رُكوبُ بَعْضِها عَلَى بَعْضٍ.
وأَجْرَازُهُ: عِظَامُهُ، واحِدُها: جَرْزٌ.
والزَّوَافِرُ: الحَوَامِلُ.
ومِخْبَطَاتٌ: مِفْعَلاتٌ مِنَ الخَبْطِ، وهو شِدَّةُ الوَطْءِ بالأَيْدِى.
وتَخَبَّطْتُ الشَّىءَ: تَوَطَّأْتُهُ.
129- خُرْسًا فَمَا تَسْمَعُ مِنْهَا زَائِرَا
130- يَرْهَبْنَ مِنْ صَوْلاَتِهِ البَوَادِرَا
131- قَدْ ذُقْنَ مِنْهُ عَرِكًا مُهَاصِرَا
132- هَوَّاسَةً ذَا لِبْدَةٍ هُزَابِرَا
العَرِكُ: الشَّدِيدُ العِلاَجِ.
ومُهَاصِرٌ: مِنَ الهَصْرِ، وهو القَطْعُ، وهَصَرَهُ: قَطَعَهُ.
/ والهَوَّاسَةُ: الذى يَهُوسُ كُلَّ شَىءٍ: يَدُقُّهُ.
ولِبْدَتُهُ: زُبْرَتُهُ، وهى فُرُوعُ مَنْكِبَيْهِ.
والهُزَابِرُ: مِنْ نُعُوتِ الأَسَدِ.
133- إذَا أرَادَ النَّطْحَ أوْ مُدَاسِرَا
134- أَلْقَى اللُّيُوثَ الحُمْسَ فى مَجازِرَا
135- جَرًّا مَعَ القَرْعِ وعَقْرًا عَاقِرَا
136- مِنْ طُولِ ما جَرَّرَهَا المجَارِرَا
المُدَاسِرُ: المُدَافِعُ والمُطَاعِنُ، تقولُ: دَسَرَهُ بالرُّمْحِ، وقالَ العَجَّاجُ:
* عَنْ ذِى قَدَامِيسَ لُهَامٍ لَوْ دَسَرْ *
* برُكْنِهِ أرْكَانَ دَمْخٍ لاَنْقَعَرْ * (1)
والحُمْسُ: الشِّدَادُ، والتَّحَمُّسُ: التَّشَدُّدُ.
137- بَلْ قَدْ حَلَفْتُ حَلِفًا(2) وناذِرَا
138- وكُنْتُ والأَخْبَارُ (3) تُحْفِى الخَابِرا(2/26)
139- أَبِيتُ مِنْ هَمِّى إلَيْكَ سَاهِرَا
140- فَوَ الَّذِى يَطَّلِعُ السَّرَائِرَا
__________
(1) شرح ديوان العجّاج ص 16.
(2) فى الدِّيوان المطبوع: "حَلَفًا" بفتح اللاّم، والمثبت ضبط المخطوط متفقًا مع القاموس، وضبطه تنظيرًا "كَكَتِف".
(3) فى الدّيوان المطبوع: "والإِخْبَارُ" بكسر الهمزة.
الحَلِفُ، والحَلْفُ: لُغَتَانِ، وهو القَسَمُ، ورَجُلٌ حَلاَّفَةٌُ: كَثِيرُ الحَلِفِ.
والنّاذِرُ: ما يَنْذُرُهُ الإنْسَانُ فَيَجْعَلُهُ نَحْبًا وَاجِبًا.
141- مِنْ حَيْثُ يَطْوِى المُضْمِرُ الضَّمَائِرَا
142- مِنْ بَاطِنِ السِّرِّ وأَمْرًا ظَاهِرَا
143- ما كَانَ هَُجْرِى أَنْ أكُونَ هَاجِرَا
144- مُهَاجِرًا مُذْ لَمْ أَزُرْ مُهَاجِرَا
145- إلاَّ عَوادٍ يَعْتَقِينَ الزَّائِرَا
146- وكَيْفَ أَنْسَى رَاجِيًا ونَاكِرَا
العَوَادِى: الأَشْغَالُ، واحِدُهَا: عَدَاءٌ، وهو الشُّغْلُ، يقالُ: عَدَانِى عَنْكَ كَذَا وكَذَا: أَشْغَلَنِى.
ويَعْتَقِينَ: يَحْتَبِسْنَ، يقالُ: عَاقَهُ، واعْتَقَاهُ، واعْتَاقَهُ.
147- قُرْبَاكَ مِنَّا وأَمِيرًا آمِرَا
148- بسُنَّةِ العَدْلِ وسَيْفًا ناصِرَا
149- لِلَّهِ أَرْعَى دِينَهُ مُوَازِرَا
... 150- ولأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ آثِرَا
الدِّينُ: الطَّاعَةُ، تقولُ: قَدْ دَانَ النَّاسُ لِفُلاَنٍ: أى أَطاعُوهُ، وانْقَادُوا لَهُ، والجَمِيعُ: الأَدْيَانُ. والدِّينُ: الجَزَاءُ، ولاَ يُجْمَعُ لأَنَّهُ مَصْدَرٌ، كقَوْلِكَ: دَانَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ /العِبَادَ، ويَدِينُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ. والدِّينُ: العَادَةُ، ولَمْ أسْمَعْ لَهُ فِعْلاً، وهو مِثْلُ الدَّأْبِ أَيْضًا.
والمُوَازِرُ: المُعَاوِنُ، ومِنْهُ الوَزِيرُ الذى يَسْتَوْزِرُهُ المَلِكُ، فَيَسْتَعِينُ بِرَأْيِهِ، وحالُهُ الوِزَارَةُ، ويقالُ: الوَزَارَةُ، بالفَتْحِ، والكَسْرُ أَفْصَحُ.
وآثِرًا: ذَاكِرًا.(2/27)
151- عَنْ طَبَعِ الأَطْبَاعِ عَفًّا طَاهِرَا
152- يَنْجُو مِنَ الأَمْرِ علَى مَعَابِرَا
153- صِدْقًا وتَقْوَى وعَفَافًا سَاتِرَا
154- وشِيَمًا جَنَّبْنَهُ القَنَاطِرَا
الطَّبَعُ: الدَّنَسُ، ويقالُ للرَّجُلِ الدَّنِسِ، اللَّئِيمِ الخُلُقِ، الذى لاَ يَسْتَحِى مِنْ سَوْأَةٍ: إنَّهُ لَطَبِعٌ، وفى الحَدِيثِ: "أَسْتَعِيذُ باللَّهِ مِنْ طَبَعٍ يَهْدِى إلىَ طَمَعٍ"(1)، ويقالُ: لاَ يَتَزَوَّجُ مِنَ العَرَبِ المَوَالِى إلاَّ كُلُّ طَبِعٍ طَمِعٍ(2).
والمَعَابِرُ: جَمْعُ مِعْبَرةٍ، وهى سَفِينَةٌ يُعْبَرُ عَلَيْهَا النَّهْرُ، ضَرَبَهُ مَثَلاً.
والقَنَاطِرُ: الدَّوَاهِى، واحِدُهَا: قِنْطِرٌ.
155- وإِنْ شَدَدْتَ العَقْدَ(3) إِصْرًا آصِرَا
__________
(1) الحديث فى النهاية فى غريب الحديث 3/112، وروايته: "أعوذ بالله من طَمَعٍ يَهْدِى إلى طَبَعٍ" أى: يؤدِّى إلى شَيْنٍ وعَيْبٍ.
(2) هو فى اللّسان (ط ب ع) من كلام عُمَر بن عبد العزيز ولفظه: "لا يتزوَّجُ من المَوالِى فى العَرَبِ إلاّ الأَشِرُ البَطِرُ، ولا من العَرَبِ فى الموالى إلاّ الطَّمِعُ الطَّبِعُ".
(3) فى الدّيوان المطبوع: "العِقْدَ" بكسر العَيْنِ، والفتح هو الصواب.
156- لَمْ تُلْقَ عِنْدَ العَهْدِ فِيهِ غَادِرَا
157- وإِنْ رَأَى بَاخِعَ كُفْرٍ كَافِرَا
158- مُحَكِّمًا لاَ يَعْرِفُ البَصَائِرَا
الإِصْرُ: العَهْدُ، والجَمِيعُ: الآصَارُ، بوَزْنِ الأَعْصَارِ، وكُلُّ ما عَطَفَكَ علَى شَىءٍ فهو إصْرٌ مِنْ عَهْدٍ أوْ رَحِمٍ، ومِنْ ذَلِكَ أنَّهُمْ يقولُونَ: لَيْسَ بَيْنِى وبَيْنَهُ آصِرَةُ رَحِمٍ تَأْصِرُنِى عَلَيْهِ.
ويقالُ: بخَعَ لَهُ بالطَّاعَةِ: إذَا أَطَاعَهُ، وبَخَعَهُ: إذَا قَتَلَهُ.
159- مِمَّنْ يَرُدُّ البَغْىُ فى مَحَائِرَا
160- تَغْيِيقَ مَنْ ضَلَّ السَّبِيلَ دَاجِرَا
161- فى مُخْسَرَاتٍ يَسْتَثِرْن الخَاسِرَا(2/28)
162- ومُسْتَسِرًّا يَرْقُبُ الدَّوائِرَا
أَرَادَ مَنْ رَدَّهُ البَغْىُ فى الحَيْرَةِ.
والتَّغْيِيقُ: الحَيْرَةُ، ومِنْهُ تَغَيَّقَتْ عَيْنُهُ: إذَا اسْمَدَرَّتْ(1) وأَظْلَمَتْ.
والدَّجَرُ أَيْضًا: شِبْهُ الحَيْرَةِ، وقَدْ دَجِرَ الإِنْسَانُ، وهو دَجْرَانُ، وعَنْ أَبِى عَمْرٍو: ودَجِرٌ(2) أَيْضًا، وقالَ الرَّاجِزُ(3):
* دَجْرَانَ لَمْ يَشْرَبْ هُنَاكَ الخَمْرَا *
والجَمِيعُ: الدَّجَارَى.
/ 163- صَبَّ عَلَيْهِ اللهُ صَقْرًا صَاقِرَا
164- ونَاسِرَاتٍ تُعْلِقُ المَنَاسِرَا
165- تَنْتَظِمُ الأَجْوَازَ والكَعَابِرَا
166- أوْ سِجْنَ دَوَّارٍ فَأَمْسَى دَاثِرَا
المَنَاسِيرُ: أَطْرَافُ المَنَاقِيرِ، يُقَالُ: نَسَرَهُ بِمِنْسَرِهِ: إذَا أَخَذَهُ بِمِنْقَارِهِ، وخَلَبَهُ: إذَا أَخَذَهُ بمِخْلَبِهِ.
والأَجْوَازُ: الأَوْسَاطُ.
وكَعَابِرُ: رُؤُوسٌ، الوَاحِدُ: كُعْبُرَةٌ.
ودَوَّارٌ: سِجْنٌ باليَمَامَةِ.
167- مُحْتَنِىَ البَغْىِ مُهَانًا صَاغِرَا
__________
(1) اسْمَدَرَّتْ: تحيَّرَت.
(2) الجيم 1/261.
(3) نُسِب فى اللّسان (د ج ر) لرُؤبة، وهو فى ملحقات ديوانه ص 174.
168- تَسْحَبُ رِجْلاَهُ قِمَطْرًا(1) شَاغِرَا
169- إذَا اشْتَكَى فى الحَلَقِ المَحَافِرَا
170- شَدُّوا علَى أَطْرَافِهِ المَسَامِرَا
مُحْتَنِى: مُتَضَائِلٌ.
قِمَطْرٌ: قَصِيرٌ ضَيِّقٌ.
شَاغِرٌ: شَائِلٌ بِرِجْلِهِ.
171- هُنَاكَ يَشْكُو جَازِعًا أَوْ صَابِرَا
172- وإِنْ رَأَى فى الحَقِّ خَصْمًا شَاجِرَا
173- أَعْوَجَ لاَ يَعْرِفُ حَقًّا فَاطِرَا
174- مُشْتَقَّ جَوْرٍ لَمْ يَدَعْهُ جَائِرَا
شَاجِرٌ: مُخَالِفٌ مُعْتَرِضٌ، وبَيْنَ القَوْمِ مُشَاجَرَةٌ، أَى: اخْتِلاَفٌ.
والأَعْوَجُ: غَيْرُ المُسْتَقِيمِ.
والفَاطِرُ: الوَاضِحُ، ومِنْهُ يقالُ: فَطَرَ نَابُ البَعِيرِ: إذَا وَضَحَ وظَهَرَ، وفَطَرَ الصُّبْحُ: انْكَشَفَ.(2/29)
175- وإِنْ تَنَمَّى يَرْكَبُ الأَوَاعِرَا
176- وقَدْ يُصِيبُ المِخْصَرُ المَخَاصِرَا
177- وَفْقَ صَلاَحٍ وقَضَاءً قَاهِرَا
178- عَزْمَ امْرِئٍ لَمْ يَرْتَدِ الدَّغَامِرَا(2)
تَنَمَّى: ارْتَفَعَ.
والأَوَاعِرُ: مِنَ الوُعُورِ، وهىَ الحُجَجُ العُوصُ التى يُعَوِّصُ بِهَا علَى خَصْمِهِ.
والمِخْصَرُ: المُخْتَصَرُ؛ البَصِيرُ بوُجُوهِ الكَلاَمِ.
والدَّغْمَرَةُ: تَخْلِيطُ اللَّوْنِ والخُلُقِ، وقالَ العَجَّاجُ:
* ولاَ مِنَ الأَخْلاَقِ دَغْمَرِىُّ *(3)
179- يَأْتِى بِأَمْرِ اليَسَرِ المُيَاسِرَا
180- وإِنْ رَأَى أَعْسَرَ أوْ مُعَاسِرَا
/ 181- أَلْقَىَ عَلَيْهِ الزَّوْرَ والكَرَاكِرَا
182- قَدْ عَالَجَتْ مِنْهُ العُِدَا قُنَاسِرَا
الزَّوْرُ: الصَّدْرُ.
والكَرَاكِرُ: جَمْعُ كِرْكِرَةٍ: رَحَى زَوْرِ البَعِيرِ.
__________
(1) فى الدِّيوان المطبوع: "قِمِطرًا" بكسر الميم، والمثبت هو الصواب، ونظَّره فى القاموس فقال: كسِبَحْلٍ.
(2) فى المخطوط: "الدَّماغِرَا"، والمثبت من الدِّيوان المطبوع متفقًا مع الشّرح.
(3) شرح ديوان العجّاج ص316، واللّسان (د غ م ر). والدَّغْمَرِىُّ: السَّيِّئُ من الأَخْلاقِ.
قُنَاسِرُ: مُسِنٌّ قَدِيمٌ، قَنْسَرَ الرَّجُلُ: أَسَنَّ.
183- أَشْوَسَ أَبَّاءً وعَضْبًا بَاتِرَا
184- إذَا اسْتَجَاشَ الطَّبْخَ غَلْيًا آفِرَا
185- دَاوَى بأَرْضِ العِرْضِ عَرًّا بَاثِرَا
186- بالنِّفْطِ إحْرَاقًا وشَعْلاً سَاجِرَا
يُقالُ: شَاسَ يَشُوسُ، وشَوِسَ يَشْوَسُ شَوَسًا، ورَجُلٌ أَشْوَسُ، وامْرَأَةٌ شَوْسَاءُ: إذَا عُرِفَ فى نَظَرِهِ الغَضَبُ والحِقْدُ.
والعَضْبُ: القَاطِعُ.
واسْتَجَاشَ: مِنْ جَيَشَانِ القِدْرِ، وكُلُّ شَىءٍ يَغْلِى فهو يَجِيشُ، حتّى الهَمُّ والغُصَّةُ فى الصَّدْرِ.
وأَفَرَتِ القِدْرُ، وهى تَأْفِرُ أَفْرًا: إذَا جَاشَ غَلَيَانُهَا، كَأَنَّمَا تَنْزُو نَزْوًا.(2/30)
والعِرْضُ: وادِى اليَمَامَةِ الأَعْظَمُ.
والعَرُّ: الجَرَبُ، وقالَ الأَخْطَلُ:
إِنَّ العَدَاوَةَ تَلْقَاهَا وإِنْ قَدُمَتْ كالعَرِّ يَكْمُنُ حِينًا ثُمَّ يَنْتَشِرُ(1)
والعُرُّ بالضَّمِّ: دَاءٌ يُصِيبُ الإِبِلَ فَتُكْوَى الصِّحَاحُ مِنْهَا لِئَلاَّ تُعْدِيَهَا المِرَاضُ، هذا قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ، وأَنْشَدَ بَيْتَ النَّابِغَةِ:
لَحَمَّلْتَنِى ذَنْبَ امْرِئٍ وتَرَكْتَهُ كَذِى العُرِّ يُكْوَى غَيْرُهُ وهْوَ رَاتِعُ(2)
قالَ: ومَنْ رَوَى: كَذِى العَرِّ فقَدْ أَخْطَأَ؛ لأَنَّ الجَرَبَ لاَ يُكْوَى مِنْه.
والبَاثِرُ: الرَّطْبُ الذى يَتَبَجَّسُ.
__________
(1) ديوان الأَخْطل ص173، ورواية صدره:
إنَّ الضَّغِينَة تلقاها وإنْ قَدُمَتْ
(2) ديوان النّابغة ص81، برواية: "لكَلَّفْتَنَى ذَنْبَ.. "، واللّسان (ع ر ر) برواية: "فَحَمَّلْتَنِى ذَنْبَ.. ". والعُرُّ: الجَرَبُ.
والنِّفْطُ، والنَّفْطُ: لُغَتَانِ، وهو حُلاَبَةُ جَبَلٍ فى قَعْرِ بِئْرٍ يُوقَدُ بِهِ النَّارُ(1).
والشَّعْلُ: الجَرَبُ أيْضًا، قالَ ردَاءٌ الفَقْعَسِىُّ:
وعِنْدِى لِجُرْبِ القَوْمِ سَعْرٌ يُمِضُّهُمْ إذَا امْتَعَكُوا بِى مِنْ حِكَاكٍ ومِنْ شَعْلِ
والسَّجْرُ: الإِيقَادُ، والسَّجُورُ: اسْمُ الحَطَبِ، والمِسْجَرَةُ: الخَشَبَةُ التى يَسُوطُ بِهَا السَّجُورَ فى التَّنُّورِ.
187- والشَّعْلُ يَشْفِى الجَرَبَ القُسَابِرَا
188- بَعْدَ احْتِكَاكٍ يَقْشِرُ المَقَاشِرَا
/ 189- لَمَّا رَأَى الأَضْغَانَ والمَآيِرَا
190- يَسْقِينَ أَمْرَارًا وغَيْظًا واجِرَا
القُسَابِرُ: الشَّدِيدُ، وهو القُسْبَارُ أَيْضًا.
والضِّغْنُ، والضَّغَنُ، والضَّغِينَةُ: الحِقْدُ، وهو الحَسِيكَةُ، والضَّبُّ، والوَغْمُ.
والمَآيِرُ: جَمْعُ مِئْرَةٍ، وهى: الحِقْدُ أيضًا، مِئْرَةٌ ومَآيِرُ ومَآئِرُ.
والأَمْرَارُ: جَمْعُ مُرٍّ.(2/31)
والوَاجِرُ: الوَجْرُ مُسْتَعَارٌ، وهو أَنْ يُوجَرَ مَاءٌ أوْ دَوَاءٌ فى حَلْقِ الصَّبِىِّ، وهو الوَجُورُ، والوُجُورُ، والمِئْجَرَةُ: شِبْهُ مُسْعُطٍ يُوجَرُ بِهِ الدَّوَاءُ فى الحَلْقِ، يُقالُ: وجَرْتُهُ وأَوْجَرْتُهُ الرُّمْحَ لا غَيْرَ: إذَا طَعَنْتَهُ فى صَدْرِهِ، وقالَ:
أَوْجَرْتُهُ الرُّمْحَ شَزْرًا ثُمّ قُلْتُ لَهُ: هَذِى المُرُوءَةُ لاَ لِعْبُ الزَّحَالِيقِ(2)
__________
(1) النَّفْطُ، والنِّفْطُ: مَزِيج من الهيدروكربونات يحصل عليها بتقطير زيت البترول الخام، أو قطِران الفحم الحجرىّ، وهو سريع الاشتعال، وأكثر ما يستعمل فى الوقود.
(المعجم الوسيط - مصطلحات مجمع اللغة العربية).
(2) اللسان والتاج والأساس (و ج ر) بدون نسبة، وفى العباب (و ج ر) نسبه إلى ملاعب الأسنة عامر بن مالك، ويروى "يمَّمتُه الرمح" يعنى ضِرارَ بن عمرو الضبِّىَّ.
191- شَدَّ(1) سَتَى النَّسْجِ وشَدَّ النَّائِرَا
192- رَبٌّ كَفَاهُ العَسْفَ والجَوائِرَا
193- ما زَالَ حَتَّى وثَّقَ الضَّبَائِرَا
194- وَلَوَّحَ الأَعْدَاءَ صَهْرًا صَاهِرَا
والسَّتَى، والسَّدَى واحِدٌ: خِلاَفُ لُحْمَةِ الثَّوْبِ، والوَاحِدَةُ: سَدَاةٌ، وسَتَاةٌ.
والصَّهْرُ: الذَّوْبُ، صَهَرَهُ: أَحْرَقَهُ وأَذَابَهُ.
195- تَرَاهُ يُهْوِيهِمْ علَى مَشَازِرَا (2)
196- فى المَوْتِ أوْ يُهْوُونَ(3) عَنْ مَطَامِرَا
197- وإنْ أَمَرَّ العُقَدَ الشَّزَائِرَا
198- فى عُنْقِ عَاصٍ يَجْتَنِى المَغَادِرَا
يُهْوِيهِمْ: يُلْقِيهِمْ فى المَهْوَاةِ، وهو مَوْضِعٌ مُشْرِفٌ علَى ما دُونَه مِنْ جَبَلٍ، تقولُ: هَوَى يَهْوِى هُوِيًّا وهَوِيًّا.
ومَطَامِرُ: مَفَاعِلُ مِنْ طَمَارِ، وهو المَوْضِعُ المُشْرِفُ العَالِى مِنَ الجَبَلِ أَوْ ما أشْبَهَهُ.
وأَمَرَّ: فَتَلَ.
والشَّزْرُ: الفَتْلُ.
والمَغَادِرُ: مِنَ الغَدْرِ.
199- أَعْمَى عُمَاةٍ كَلِبًا أوْ دَاعِرَا(2/32)
200- أَلْوَى بِهِ أَوْ جَاذَبَ العَتَائِرَا
201- سُمْرَ القَنَا مَلْوِيَّةً سَمَاهِرَا
202- وإنْ هَوَى الهَاوِى عَلَى تَرَاتِرَا
/ الكَلِبُ: مُسْتَعَارٌ مِنَ الكَلْبِ الكَلِبِ، وهو الذى يَكْلَبُ: يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ، فَيَأْخُذُهُ مِنْ ذَلِك شِبْه الجُنُونِ، فَلاَ يَعَضُّ إنْسَانًا إلاَّ كَلِبَ المَعْقُورُ.
والعَتَائِرُ: الرِّمَاحُ، رِمَاحٌ عَاتِرَةٌ: مُهْتَزَّةٌ، وحُكِىَ عَنِ الزُّبَيْرِ بنِ بَكَّارٍ أَنَّهُ قالَ: إنَّ الرِّمَاحَ السَّمْهَرِيَّةَ تُشْتَرَى مِنْ سَمْهَرَ: سَاحِلِ الحَبَشَةِ، والمَعْرُوفُ أَنَّهَا الصِّلاَبُ.
واسْمَهَرَّ الشَّوْكُ: إذَا يَبِسَ، وقالَ:
__________
(1) فى الدِّيوان المطبوع: "سَدَّ" بالسّين.
(2) المَشَازِرُ: الحِبالُ المفتولَةُ.
(3) فى الدِّيوان المطبوع: "يَهْوُونَ" بفتح الياء.
ويَرَى دُونِى فَمَا يَسْطِيعُنِى خَرْطَ شَوْكٍ مِنْ قَتَادٍ مُسْمَهِرّْ
والتَّرَاتِرُ: الشَّدَائِدُ.
218- وسَدَّ أَيَّامَ العُدَى المَخَاصِرَا
الضَّرَائِرُ هاهُنا: الأُمَّهَاتُ، وضَرَائِرُ الرَّجُلِ: نِسَاؤُهُ، يقالُ: نَكَحَ فُلانٌ على ضِرٍّ: إذَا تَزَوَّجَ علَى امْرَأَتِه.
219- فَقَدْ وسَطْتَ البَزَرَى الأَبازِرَا
220- أَشْرَافَهَا والسَّادَةَ البَهَازِرَا
البَزَرَى: بَنُو أَبى بَكْرِ بنِ كِلابٍ، سُمُّوا بهذا لكَثْرَتِهِمْ.
والبَهَازِرُ: العِظَامُ، الواحِدَةُ: بُهْزُرَةٌ.
221- مَجْدًا تَلِيدًا لَسْتَ عَنْهُ قَاصِرَا
222- فى الإِرْثِ والعَادِيَّةَ الجَمَاهِرَا
/ 223- وازْدَدْتَ مِنْ قَيْسٍ عَدِيدًا زَاخِرَا
224- طُولَ دِعَامَاتٍ وضَبْرًا ضَابِرَا
التَّلِيدُ: القَدِيمُ المَوْرُوثُ.
والقَاصِرُ: المُدَنَّى دُونَ غَايَتِه، دَنَّيْتُ دُونَ بُلُوغِه.
وسَهْمٌ قَاصِرٌ: سَقَطَ دُونَ الهَدَفِ.
والعَادِيَّةُ: القَدِيمَةُ.
والجَمَاهِرُ: الضِّخَامُ، واحِدَتُها: جُمْهُورَةٌ.(2/33)
225- والسَّيْلَ ذَا الدُّفَّاعِ والأَبَاحِرَا
226- قَدْ قَامَرُوا المَجْدَ فَكُنْتَ القَامِرَا
227- أَصْبَحْتَ تَجْزِى اللهَ شُكْرًا شَاجِرَا
228- مِيزَانَ عَدْلٍ وإمَامًا خَابِرَا
229- عَارِفَ عُرْفٍ يُنْكِرُ الأَنَاكِرَا
230- إذَا الأُمُورُ اعْرَوْرَتِ الأَكَابِرَا
231- بِمُعْضِلاَتٍ تُبْطِلُ الأَهَاتِرَا
232- يُنْتَجْنَ أوْ يُلْقَحْنَ شَرًّا بَاسِرَا(1)
اعْرَوْرَتْ: عَلَتْ ورَكِبَتْ.
والمُعْضِلاَتُ: الصِّعَابُ.
والأهَاتِرُ: المَنَاكِيرُ مِنَ الرِّجَالِ، يُقالُ: إنَّهُ لَهِتْرُ أَهْتَارٍ، وصِلُّ أَصْلاَلٍ: إذَا كانَ حَازِمًا.
__________
(1) فى المخطوط: "يُنْتَجْنَ أو يُلْحَقْنَ "سبق قلم من الناسخ، والمثبت من الدّيوان المطبوع متفقًا والشَّرْح.
والبَاسِرُ: القَاهِرُ، يقالُ: قَدِ ابْتَسَرَ الفَحْلُ النَّاقَةَ: إذَا قَهَرَهَا علَى نَفْسِهَا حتّى يَنْزُوَ عَلَيْهَا.
233- أوْ خُضْنَ يَوْمَ الكَلَبِ(1) المَغَامِرَا
234- نَهَضْتَ حَمَّالاً بِهِنَّ جَاسِرَا
235- وإِنْ عَلَوْتَ الخَشَبَ الشَّوَاجِرَا
236- أَشْرَفَ سَامٍ يَرْفَعُ النَّوَاظِرَا
237- يَسْتَنُّ فى القَوْمِ اسْتِنَانًا مَاهِرَا
238- مُقْتَضِبًا مِنْ قَوْلِهِ وآثِرَا
239- ومِنْ كِتَابِ اللهِ ذِكْرًا ذَاكِرَا
240- جَوَامِعَ الأَشْتَاتِ والأَشَاطِرَا
الشَّوَاجِرُ: أَرادَ المِنْبَرَ، تَشْجُرُهُ: تَرْفَعُهُ.
والمُقْتَضِبُ: الذى يَقْتَضِبُ القَوْلَ يَخْتَلِعُهُ مِنْ قِبَلِهِ.
والآثِرُ: الذى يَأْثُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ.
وشَطْرُ كُلِّ شَىءٍ: نَحْوُهُ.
241- أوْ نَجْدَةً كُنْتَ الشُّجَاعَ الآصِرَا
242- يَدُقُّ رُكْنَاكَ الهِقَبَّ الخَاطِرَا
243- إذَا أَعَادَ الزَّأْرَ (2) والبَرَابِرَا
244- فى جَوْفِ ذِى ضَغْمٍ وذِى أَظَافِرَا
/ الآصِرُ: العَاطِفُ.
والهِقَبُّ: الفَحْلُ.
والخَاطِرُ: يَخْطِرُ بِذَنَبِهِ تَكَبُّرًا.(2/34)
والأَظَافِرُ هاهُنَا: الأَنْيَابُ.
245- يَتْرُكُ مَا أَهْوَى لَهُ شَرَاشِرَا
246- وحِينَ تُجْرِى تُرْزَقُ(3) البَشَائِرَا
247- إذَا الجِيَادُ عَمَّتِ المَحَامِرَا
248- وأَوْخَفَ العَدْوُ العَجَاجَ الثَّائِرَا
يُقالُ: أَهْوَى إلَيْهِ فأَخَذَهُ: مَعْنَاهُ أَهْوَى إلَيْهِ يَدَهُ، ويقالُ أَيْضًا: أَهْوَى بِيَدِهِ.
__________
(1) فى الدّيوان المطبوع: "الكَلِبِ" باللاّم المكسورة.
(2) فى الدّيوان المطبوع: "الزِّئْرَ" بالزّاى المكسورة.
(3) فى الدِّيوان المطبوع: "يُرْزَقُ" بالياء.
شَرَاشِرُ: أَىْ قِطَعٌ، ويقالُ: شَرْشَرَهُ، أى: قَطَعَ شَرَاشِرَهُ، ومِنْهُ يُقالُ: ألْقَى عَلَيْهِ شَرَاشِرَهُ: أى ألْقَى عَلَيْهِ نَفْسَهُ حِرْصًا، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِىِّ: شَرْشَرْتُ شَفْرَتِى: إذا شَحَذْتَهَا.
والمَحَامِرُ: البِطَاءُ.
وأَوْخَفَ: أَثارَ وَهَيَّجَ.
249- أَعْطَيْتُ مِنْهُ غَيِّثًا مُثَابِرَا
250- عَفْوًا وإِنْ طَاوَلْتَهُ مُهَامِرَا
251- بَعْدَ اغْتِرَاقٍ يُغْرِقُ المَحَاضِرَا
252- يَحْمِى تَأَوِّى كَعْتِهِ الدَّوَابِرَا
الغَيِّثُ: الكَثِيرُ.
والمُثَابِرُ: المُلِحُّ، وكذَلِكَ المُواظِبُ، والمُوَاكِظُ.
يَحْمِى: يقولُ: تَحْمِى سُرْعَتُهُ أَوَاخِرَهُ أَنْ يُلْحَقَ.
والكَعْتُ: السُّرْعَةُ.
* ... * ... *
-45-
وقالَ يَمْدَحُ الوَلِيدَ بنَ يَزِيدَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ(1):
1- تَأَبَّدَتْ مَعْقُلَةٌ فَوَاحِفُ
2- فَمِذْنَبُ البُرْدَيْنِ فالنَّوَاصِفُ
3- وقَدْ يُرَى حَىٌّ بِهَا لَفَائِفُ
4- ولِلنَّوَى بالمُنْتَوَى مَصَارِفُ
تَأَبَّدَتْ: تَوَحَّشَتْ.
ومَعْقُلَةٌ: مَوْضِعٌ بالبَادِيَةِ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وعَيْنٍ كَأَنَّ البَابِلِيَّيْنِ لَبَّسَا بِقَلْبِكَ مِنْهَا يَوْمَ مَعْقُلَةٍ سِحْرَا(2)
وكذَلِكَ واحِفُ، والبُرْدَانِ.
__________
(1) الأرجوزة رقم (39) بالدّيوان المطبوع ص 102 ، 103.(2/35)
- الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مَرْوان، أبو العبّاس (126هـ = 744م): من خلفاء الدولة الأموية بالشّام، كان من فتيان بنى أميّة وظرفائهم وشجعانهم وأجوادهم، ولى الخلافة سنة 125هـ بعد وفاة عمِّه هشام بن عبد الملك، فمكث سنة وثلاثة أشهر، ثمّ خَلَعَه يزيد بن الوليد بن عبد الملك، وقتله أصحابُ يزيد فى قصر النّعمان بن بشير.
(2) شعر ذى الرّمّة ص 172.
والمِذْنَبُ: مَسِيلُ مَاءٍ بحَضِيضٍ مِنَ الأَرْضِ، ولَيْسَ بجِدِّ وَاسِعٍ، والجَمْعُ: مَذَانِبُ، فإذَا كانَ فى سَفْحٍ أَوْ سَنَدٍ فهو التَّلْعَةُ، ويقالُ لِسَيْلِ ما بَيْنَ التَّلْعَتَيْنِ: ذَنَبُ التَّلْعَةِ، /وقيلَ المِذْنَبُ: مَسِيلٌ مِنَ الرَّوْضَةِ إلى الوَادِى.
والنَّوَاصِفُ: ما ارْتَفَعَ عَنِ الوَادِى واسْتَوَى، وهى مُزْرَعٌ(1)، وقالَ أبُو عُبَيْدٍ: هى مَجَارِى المَاءِ، واحِدَتُها: نَاصِفَةٌ، وقالَ غيرُه: النَّاصِفَةُ: صَخْرَةٌ تكُونُ فى مَناصِفِ أَسْنَادِ الوَادِى ونحوِ ذَلِكَ مِنَ المَسَائِل.
واللَّفَائِفُ: الكَثيرُ.
والنَّوَى:نِيَّةُ القَوْمِ.
والمُنْتَوَى: المَوْضِعُ المَقْصُودُ.
5- والصَّرْفُ يُنْئِى عَنْكَ أَوْ يُسَاعِفُ
6- يَوْمًا بِمَنْ أَنْتَ لَهُ مُؤَالِفُ
7- وخَلْجُ أَشْطَانِ النَّوَى مَقَاذِفُ
8- وبَلْدَةٍ لِغَوْلِهَا نَسَائِفُ
يُنْئِى: يُبْعِدُ.
ويُسَاعِفُ: يُدْنِى.
والخَلْجُ: الجَذْبُ.
مَقَاذِفُ: البُعْدُ.
والغَوْلُ: البُعْدُ.
والنَّسَائِفُ: أَلاَّ يَكُونَ بِهَا رَعْىٌ.
9- لِلْهَامِ فِى أَرْجَائِهَا هَوَاتِفُ
10- ولارْتِجَاسِ الجنِّ فِيهَا عَازِفُ
11- وظُعْنُهَا(2) والعِيسُ بى خَوَانِفُ
12- إلى سُدًى تُشْفَى بِهِ الشَّفَاشِفُ
الهَامُ: جَمْعُ هَامَةٍ، وهى مِنْ طَيْرِ اللَّيْلِ.
والأَرْجَاءُ: واحِدُهَا: رَجًا، مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بالأَلِفِ: هو نَاحِيَةُ كُلِّ شَىءٍ، وما حَوَالَى البِئْرِ، والاثْنَانِ رَجَوَانِ.(2/36)
والهَوَاتِفُ: الصَّوَائِحُ، والهَتْفُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ، يَهْتِفُ هَتْفًا، وَهُتَافًا، وَهِتَافًا.
والرَّجْسُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ أَيْضًا.
والعَازِفُ: مِنَ العَزِيفِ، وهى أَصْوَاتُ الجِنِّ ولَعِبُهُمْ، وكُلُّ لَعِبٍ عَزْفٌ.
__________
(1) أَزْرَعَ الزَّرْعُ: نَبَتَ ورَقُه.
(2) فى المخطوط: "وظَعْنُها" بالظّاء المفتوحة، والمثبت من الدِّيوان المطبوع.
والعِيسُ: جَمْعُ أَعْيَسَ وعَيْسَاءَ، والعِيسُ(1)، والعِيسَةُ: لَوْنٌ أَبْيَضُ مُشْرَبٌ صَفَاءً فى ظُلْمَةٍ خَفِيَّةٍ.
والخَوَانِفُ: جَمْعُ خَانِفَةٍ، وهى التى تَخْنِفُ فى سَيْرِها، وهو مَيْلُهَا رُؤُوسَهَا مِنَ النَّشَاطِ.
والسُّدَى: المَاءُ غَيْرُ المَقْرُوبِ، وأَصْلُ السُّدَى المُهْمَلُ، يُقالُ: أَهْمَلَهُ، وأَسَاعَهُ، وأَسْدَاهُ، وأَضَاعَهُ، وعَبْهَلَهُ: إذَا تَرَكَهُ.
والشَّفَاشِفُ: شِدَّةُ العَطَشِ، ويُرْوى: "تُشْفَى بِهِ الشَّفَائِفُ". والشَّفِيفُ: وَجَعٌ يُصِيبُ الأَسْنَانَ يُخْبِرُ / أنَّ الرِّيقَ قَدْ عَصَبَ مِنْ شِدَّةِ العَطَشِ حَتَّى أَصَابَهُ فى فِيهِ الشَّفِيفُ.
13- دَاوٍ عَلَى جَمَّاتِهِ قَرَاطِفُ
14- كَأَنَّمَا أَنْقَعَ وَرْسًا (2) دَائِفُ
15- مِمَّا اسْتَقَتْ مِنْ مَائِهِ الغَوَارِفُ
16- قُلْتُ ولاَ يَبْلُغُ وصْفِى واصِفُ
المَاءُ الدَّاوِى: الذى يَعْلُوه كالجِلْدَةِ مِنْ أُجُونَةٍ، وتِلْكَ الجِلْدَةُ يقالُ لَهَا: الدُّوَايَةُ، شَبَّهَ ما غَشِيَهُ مِنَ الدُّوَايَةِ والدِّمَنِ - وما نَفَتْهُ الرِّيحُ - بالقَرَاطِفِ، وهى القُطُفُ، واحِدَتُهَا: قَرْطَفٌ، وشَبَّهَ المَاءَ فى صُفْرَتِهِ بالوَرْسِ.
ودِفْتُ، وفِدْتُ بمَعْنًى(3).
17- لأَمْدَحَنَّ والعَرُوفُ عَارِفُ
18- بِمُسْتَجِدَّاتٍ لَهَا طَرَائِفُ
19- لَهَا مَسِيرٌ ولََهَا مَوَاقِفُ
20- أَسَّسَهَا صَنْعٌ بهِنَّ قائِفُ(4)(2/37)
أَرَادَ صَنَعٌ فَخَفَّفَ، ورَجُلٌ صَنَعُ اللِّسَانِ.
21- خَلِيفَةً آبَاؤُهُ خَلاَئِفُ
22- لَهُ إذَا عُدَّ القَدِيمُ الآثِفُ
__________
(1) فى المخطوط: "والعَيَسُ"، والمثبت من اللّسان (ع ى س).
(2) الوَرْسُ: صِبْغٌ. والوَرْسُ: نَبْتٌ أَصْفَرُ يكون باليمن تُتَّخَذُ منه الغُمْرَةُ للوَجْهِ.
(3) أى خَلَطْتُ.
(4) فى المخطوط: "فائِفُ" بالفاء، والمثبت من الدِّيوان المطبوع. والقائِفُ: الذى يعرف الآثار.
23- مَجْدُ القَدِيمِ والجَزِيلُ الرّادِفُ
24- وسَالِفٌ مُرْتَفِعٌ (1) وسَالِفُ
الآثِفُ: الثَّابِتُ، مَأْخُوذٌ مِنَ الأَثَافِى.
الرَّادِفُ: الحَدِيثُ الذى رَدِفَ مَجْدَهُ الأَوَّلَ.
25- فى مُشْمَخِرَّاتٍ (2) لَهَا مَنَاعِفُ
26- دُونَ الذُّرَى(3) مِنْ دُونِهَا نَفانِفُ(4)
27- ومِنْ بَنِى مَرْوَانَ عِزٌّ شَارِفُ
28- رَاسٍ إذَا ما اهْتَزَّتِ الرَّواجِفُ
29- ما طَرَدَ اللَّيْلَ النَّهارُ العَاطِفُ
30- ووُدُّ أخْوَالِكَ كَهْفٌ كَاهِفُ
31- إذَا أضَرَّ بالقَنَا المُحَاجِفُ
32- أيَّامَ آجَالٍ لَهَا مَتَالِفُ
الكَهْفُ: الذى يُلْجَأُ إِلَيْهِ، وأَصْلُهُ أَنَّهُ كالمَغَارَةِ فى الجَبَلِ، إلاَّ أَنَّهُ واسِعٌ، فإذَا صَغُرَ فهو غَارٌ، والجَمِيعُ: الكُهُوفُ.
والمُحَاجِفُ: المُقَاتِلُ بالحَجَفَةِ، وهى ضَرْبٌ مِنَ التِّرَسَةِ، تُتَّخَذُ مِنْ جُلُودِ الإِبِلِ، مُقَوَّرَةٌ، والجَمِيعُ: الحَجَفُ.
/ 33- آسَوْكَ حتَّى يَأْمَنَ المَخَاوِفُ
34- وللوَلِيدِ العَدْلُ والتَّكَالِفُ
35- مِنْ أَوْقِ أَثْقَالٍ لَهَا مآزِفُ
36- لاَ تَسْتَطِيعُ حَمْلَهَا المَزَاحِفُ
التَّكَالِفُ: الشَّدَائِدُ مِنَ الأُمُورِ، ويقالُ: إنّهُ لَذُو تَكْلِفَةٍ: إذَا كان يتكَلَّفُ الأُمُورَ العَظِيمَةَ.
والأَوْقُ: الثِّقْلُ.
والمَآزِفُ: الضِّيقُ.
والمَزَاحِفُ: المُعْيِيَةُ.
37- ولاَ السَّرَاةُ الجِلَّةُ الغَطَارِفُ(2/38)
38- إذَا أَلَحَّ القُحَمُ الأَوَانِفُ
39- ومَنْحُ كَفَّيْكَ رَبِيعٌ واكِفُ
40- جَوْدٌ إذَا ما أَخْلَفَ المُخَالِفُ
السَّرَاةُ: الخِيَارُ.
__________
(1) فى المخطوط: "مُرْتَطِعٌ" بالطّاء، ولا معنى له، والمثبت من الدّيوان المطبوع.
(2) جمع المُشْمَخِرّ، وهو: الطَّوِيلُ أو العالى من الجِبالِ.
(3) فى الدّيوان المطبوع: "دون الَّتِى".
(4) جمع النَّفْنَف، وهو مَهْوَاةُ ما بين جَبَلَيْن. والنَّفْنَفُ أيضًا: المَفَازَةُ.
والجِلَّةُ: المَسَانُّ.
والغَطَارِفُ: الخِيَارُ، ومِنَ الرِّجَالِ: السَّيِّدُ الشَّرِيفُ، الواحِدُ: غِطْرِيفٌ.
والقُحَمُ: العِظَامُ مِنَ الأُمُورِ التى لاَ يَرْكَبُهَا كُلُّ أَحَدٍ، والوَاحِدَةُ: قُحَمَةٌ، وقَحْمَةٌ.
والأَوَانِفُ: مِنَ الاسْتِئْنَافِ.
والرَّبِيعُ هاهُنَا: المَطَرُ.
والوَاكِفُ: القَاطِرُ، والجَوْدُ: الكَثِيرُ الغَزِيرُ.
41- غَيْثٌ إذَا ما اغْبَرَّتِ العَوَاصِفُ
42- يُفْرِغُ فى بَحْرِكَ بَحْرٌ قَاصِفُ
43- مَدٌّ ومِنْ بَحْرِكَ يُسْقَى الغَارِفُ
44- رِيًّا وبَعْضُ المُسْتَقَى مَرَاشِفُ
العَواصِفُ: الرِّيَاحُ إذَا اشْتَدَّتْ، واحِدَتُهَا: عَاصِفٌ، قالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ: { جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ } (1)، والمُعْصِفَاتُ: هى التى تُثِيرُ التُّرَابَ، عَصَفَتْ، وأَعْصَفَتْ، قالَ العَجَّاجُ:
* والمُعْصِفَاتُ لاَ يَزَلْنَ هَدَجَا *(2)
والمَدُّ: كَثْرَةُ المَاءِ أَيَّامَ المُدُودِ، تقولُ: مَدَّ النَّهْرُ.
والمَرَاشِفُ: المَاءُ القَلِيلُ الذى يُتَرَشَّفُ شَيْئًا بَعْدَ شَىءٍ.
45- ثَمْدٌ بَكِىءٌ وقَلِيلٌ نَاشِفُ
46- يَابْنَ اليَزِيدَيْنِ الَيزِيدُ الطَّارِفُ
47- مِنَ الرَّدَى والكَامِلُ الخُنَادِفُ
48- وبالعِرَاقَيْنِ لِمَنْ يُخَالِفُ(2/39)
الثَّمْدُ، والثَّمَدُ: المَاءُ القَلِيلُ يَبْقَى فى الأَرْضِ الجَلَدِ، ويقالُ: بَلِ الثَّمَدُ: المَاءُ الذى يَظْهَرُ فى /الشِّتَاءِ ويَذْهَبُ فى الصَّيْفِ، وقالَ النَّابِغَةُ:
فَاحْكُمْ كَحُكْمِ فَتَاةِ الحَىِّ إذْ نَظَرَتْ إلَى حَمَامٍ سِرَاعٍ وارِدِ الثَّمَدِ(3)
__________
(1) يونس، الآية 22.
(2) مجموع أشعار العرب 2/76.
(3) اللّسان (ح ك م)، وفيه: "واحْكُمْ كحُكْمِ.."، وديوان النّابغة ص 23، ورواية عجزه فى الدّيوان: "إلى حمامِ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ". والشراع: القاصِدَة إلى الماء.
والبَكِىءُ: القَلِيلُ، ويُقالُ: بَكُؤَتِ النَّاقَةُ، وهى تَبْكُؤُ بَكَاءَةً، وبَكَأَتْ أَيضًا.
والخَنَادِفُ: يُرِيدُ خِنْدَفَ.
وقولُه: يابْنَ اليَزِيدَيْن: هو يَزِيدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ أَبُوهُ، وأُمُّ يَزِيدَ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ.
49- ذُو مِرَّةٍ أَنْيَابُهُ صَوَارِفُ
50- يُوسُفُ والعَايِفُ ضَيْمًا عَايِفُ
51- بالمُحْسِنينَ مُحْسِنٌ مُلاَطِفُ
52- وَهْوَ لِمَنْ شَاوَسَ سَمٌّ ذَائِفُ(1)
يُوسُفُ: هوَ يُوسُفُ بنُ عُمَرَ الثَّقَفِىُّ، وكانَتْ أُمُّ الوَلِيدِ بنِ يَزِيدَ بنْتَ مُحَمَّدِ بنِ الحَجَّاجِ بنِ يُوسُفَ بنِ أُمِّ أَبِيهَا شاهغر يزيد بن يَزْدَجِرْدَ بنِ فَيْرُوزَ أَخُو الأَكَاسِرَةِ.
وأَصْلُ الشَّوَسِ: النَّظَرُ بمُؤْخِرِ العَيْنِ، ومَعْنَى شَاوَسَ: عَادَى.
53- وفِيهِ حِينَ تُبْتَغَى الشَّرَاسِفُ
54- قَهْرٌ وإضْرَارٌ وعَسْفٌ عَاسِفُ
55- وقَاصِدٌ إنْ قَصَدُوا مُنَاصِفُ
56- يَشْتَدُّ حتّى تَبْرَأَ النَّكَائِفُ
57- مِنَ المِرَاضِ والطِّحَالُ الشَّاغِفُ
الشَّرَاسِفُ: جَمْعُ شُرْسُوفٍ، وهو ضِلْعٌ علَى طَرَفِهَا الغُرْضُوفُ الرَّقِيقُ.(2/40)
والنَّكَائِفُ: جَمْعُ نَكَفَةٍ: وهُمَا نَكَفَتَانِ: غُدَّتَانِ تَكْتَنِفَانِ الحُلْقُومَ، والدَّاءُ مِنْهُ يقالُ لَهُ: النُّكَافُ، ونُكِفَ البَعِيرُ فهو مَنْكُوفٌ، وقيلَ: هى ما بَيْنَ اللَّحْىِ والعُنُقِ مِنْ جانِبَىِ الحُلْقُومِ مِنْ ظَاهِرٍ وبَاطِنٍ.
والشُّغَافُ: دَاءٌ يَأْخُذُ فى البَطْنِ فَيُحِسُّهُ الطَّبِيبُ، فإذَا رَآهُ قَدْ نَزَلَ رَجَا لَهُ البُرْءَ، وإلاَّ خِيفَ عَلَيْهِ.
* ... * ... *
__________
(1) فى المخطوط: "دَائِفُ" بالدّال، والمثبت من الدِّيوان المطبوع.
-46-
وقالَ(1) يَمْدَحُ هُرَيْمَ بنَ أَبِى طَحْمَةَ، ويقالُ: قَالَهَا فى فِتْنَةِ الأَزْدِ وتَمِيم:(2)
1- يَا صَاحِ هاجَتْكَ الدِّيارُ الأكْرَاسْ
2- علَى هَوًى فى النَّفْسِ مِنْهُ وَسْوَاسْ
/ 3- كَيْفَ وقَدْ مَرَّتْ لَهُنَّ أَحْرَاسْ
4- وهُنَّ عُجْمٌ لَوْ سَأَلْتَ أَخْرَاسْ
أكْرَاسٌ: جَمَاعَةُ كِرْسٍ، وهو ما تَرَاكمَ مِنَ الأَبْعَارِ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ، ومِنْ هَذَا الكُرَّاسَةُ.
والوَسْوَاسُ، والوَسْوَسَةُ: حَدِيثُ النَّفْسِ مَعَ صَوْتٍ خَفِىٍّ.
والأَحْرَاسُ: جَمْعُ حَرْسٍ، وهى الدُّهُورُ.
5- كَأَنَّهُنَّ دَارِسَاتٌ أَطْلاَسْ
6- مِنْ صُحُفٍ أوْ غَالِيَاتٍ(3) أَطْرَاسْ
7- فِيهِنَّ مِنْ عَهْدِ التَّهَجِّى أَنْقَاسْ (4)
8- إذْ فى الغَوَانِى طَمَعٌ وإِينَاسْ(5)
9- وعِفَّةٌ فى خُرُدٍ(6) واسْتِينَاسْ
10- وهُنَّ كالجِنِّ لَهُنَّ إلْبَاسْ
__________
(1) الأرجوزة رقم (24) بالدّيوان المطبوع ص 66 - 68، وهى أيضًا فى "أراجيز العرب" ص 134 - 138.
(2) فى الدّيوان المطبوع: "يمدح التَّرْجُمانَ بن هُرَيْم بن أبى طَحْمَةَ المجاشِعِىّ، ويقال: إنّه يمدح هُرَيْمَ بن أبى طَحْمَة، ويقال: إنَّه قالها فى فِتْنَةِ الأَزْدِ وتميم".(2/41)
- وهُريْم هو هريم بن عدىّ بن حارثة بن الشّريد بن مُرّة المجاشِعِىّ الدّارمىّ التميمىّ (نحو 120هـ = نحو 738م): من فرسان تميم فى العصر الأموىّ، حضر مع المهلّب فى قتال الأزارقة، وذكره المبرد فى معركة مع قطرىّ بن الفجاءة، ثم كان مع عدىّ بن أرطاة فى قتال يزيد بن المهلّب.
(3) فى "أراجيز العرب" ص 134: "أو بالِيَاتٌ"، وكذلك فى نسخة الضّرير.
(4) أَنْقاس: جمع نقس، وهو الحِبْر. (أراجيز العرب/134).
(5) فى الدّيوان المطبوع: "وإئْناسْ".
(6) فى الدّيوان المطبوع، وأراجيز العرب/134: "خَرَدٍ".
أَطْلاَسٌ: جَمْعُ طِلْسٍ، وهى والأَطْرَاسُ واحِدٌ(1).
والخَرَدُ: الحَيَاءُ والسُّكُونُ، خَرِيدَةٌ بَيِّنَةُ الخَرَدِ.
والإلْبَاسُ: الْتِبَاسُهُنَّ.
11- مِنْ غَيْرِ أَنْ يَخْدَعَهُنَّ الأَكْيَاسْ
12- مُسْتَوِيَاتٌ مَكْرُهُنَّ أَنْطَاسْ (2)
13- كَمَا اسْتَوَى بَيْضُ النَّعَامِ الأَمْلاَسْ
14- مِثْلُ الدُّمَى تَصْوِيرُهُنَّ أَطْوَاسْ
الأَكْيَاسُ: مِنَ الكَيْسِ، وهو العَقْلُ، مِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلاَنٌ كَيِّسٌ، وقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه [وسَلَّم]: "المُؤْمِنُ كَيِّسٌ تَقِىٌّ"، وفى الحَديثِ عَنِ الحَسَنِ أَنَّهُ كانَ يقولُ: الأَكَايِسُ مِنَ المُؤْمِنينَ إنَّمَا هو الغُدُوُّ والرَّواحُ، والفِعْلُ كَاسَ يَكِيسُ، وتقولُ: هَذَا الأَكْيَسُ، وهى الكُوسَى والكِيسَى أَيْضًا، وهُنَّ الكُوسُ والكُوسَيَاتُ للنِّسَاءِ خَاصَّةً.
وامْرَأَةٌ نَطِيسَةٌ: عَفِيفَةٌ، والتَّنَطُّسُ: التَّقَزُّزُ، وقالَ العَجَّاجُ:
* ولَهْوَةَ اللاَّهِى ولَوْ تَنَطَّسَا *(3)
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: النَّطُسُ، والنَّطِسُ: المُبَالِغُ فى الشَّىءِ، والنِّطاسِىُّ، والنِّطِّيسُ: العَالِمُ بالطِّبِّ.
والدُّمَى: جَمْعُ دُمْيَةٍ، وهى الصَّنَمُ، والصُّورَةُ المُنَقَّشَةُ.(2/42)
وأطْوَاسٌ: جَمْعُ طَاوُوسٍ، ومِنْهُ /قيلَ للشَّىءِ الحَسَنِ: إنَّهُ لَمُطَوَّسٌ.
15- ومِرْفَلُ العَيْشِ رِفَلٌّ مَيَّاسْ
16- وبَلَدٍ يَجْرِى عَلَيْهِ العَسْعَاسْ
17- مِنَ السَّرَابِ والقَتَامِ المَسْمَاسْ(4)
__________
(1) الطِّرْسُ، والطِّلْسُ: الصَّحِيفَةُ التى مُحِيَتْ ثُمَّ كُتِبَتْ.
(2) يريد لا مَكْرَ لَهُنَّ. (أراجيز العرب/134).
(3) شرح ديوان العجّاج/126، واللّسان (ل هـ و). تَنَطَّسَ: أى بَالَغَ وتَعَمَّقَ.
(4) المشطوران 16، 17 باللّسان والتاج (ع س س).
18- مِنْ خِرَقِ الآلِ عَلَيْهِ أَغْباسْ(1)
مِرْفَلُ العَيْشِ: سَعَتُهُ.
والرِّفَلُّ: الوَاسِعُ.
ومَيَّاسٌ: ضَرَبَهُ مَثَلاً، وهو مِنَ المَيْسِ والمَيَسَانِ، وهو التَّبَخْتُرُ والتَّهَادِى، كَمَا تَمِيسُ الجَارِيَةُ العَرُوسُ، والجَمَلُ رُبَّمَا مَاسَ بِهَوْدَجِهِ فى مِشْيَتِه، تقولُ: مَاسَ يَمِيسُ مَيْسًا.
والعَسْعَاسُ: سَرَابٌ خَفِيفُ الاطِّرَادِ.
ومَسْمَاسٌ: خَفِيفٌ، وكَذَا سَمْسَامٌ، مِثْلُ: جَذَبَ وجَبَذَ.
والأَغْبَاسُ: الظُّلْمَةُ، بالسِّينِ والشِّينِ.
19- وقُحَمٍ أَظْمَاؤُهُنَّ(2) أَسْدَاسْ
20- فِيهِ لأَنْوَاعِ المَهَارَى مُقْتَاسْ
21- إذَا القَطَا أَوْرَدَهُنَّ الأَخْمَاسْ (3)
22- وضُمَّرٍ(4) فى لِينِهِنَّ أَشْرَاسْ
قُحَمٌ: سَيْرُ مَنْقَلَتَيْنِ فى مَنْقَلَةٍ.
أَسْدَاسٌ: أن تَرِدَ المَاءَ بَعْدَ سِدْسٍ.
وأَشْرَاسٌ: صُعُوبَةٌ.
23- يَحْفِزُهَا لَيْلٌ وحَادٍ قَسْقَاسْ(5)
24- كَأنَّهُنَّ مِنْ سَرَاءِ أَقْوَاسْ (6)
25- لَمْ يُعْلِقِ(7) الأَوْتَارَ فِيهَا العَكَّاسْ
26- إذَا جَرَتْ فِيهَا النُّسُوعُ الأَسْلاَسْ
يَحْفِزُهَا: يَحُثُّهَا.
والقَسْقَاسُ: الخَفِيفُ.
__________
(1) فى المخطوط والدّيوان المطبوع: "أَعْباسْ" بالعَيْن المهملة، والمثبت بالمعجمة من "أراجيز العرب" ص 135 وهو الموافق للتفسير فى اللغة.(2/43)
(2) الأَظْمَاءُ: أوقات الشّرب.
(3) أى إذا القَطَا سار خمسة أيّام قبل أن يصل إلى الورد، وذلك من طول المسافة. (أراجيز العرب/135).
(4) الضُّمَّرُ: النُّوقُ الضّامِرَةُ.
(5) اللسان (ق س س)، وروايته فى التاج (ق س س):
* كَمْ جُبْنَ مِنْ بِيدٍ ولَيْلٍ قَسْقَاسْ *
(6) اللسان (ق س س).
(7) فى المخطوط: "لَمْ تُعْلِق"، وفى "أراجيز العرب" ص 135: "لَمْ يُعْلِف"، والمثبت من الدّيوان المطبوع.
والسَّرَاءُ: خَشَبُ شَجَرٍ تُعْمَلُ مِنْهُ القِسِىُّ، وتُعْمَلُ مِنْهُ أَيْضًا الرِّحَالُ، شَبَّهَهَا بالقِسِىِّ المُعَطَّلَةِ فى ضُمْرِهَا مِنَ التَّعَبِ مُعَطَّلَةً لاَ أَوْتَارَ عَلَيْهَا.
وعَكَّاسٌ: مُوَتِّرٌ، وهَذَا مَأخُوذٌ مِنْ عَكْسِ البَعِيرِ، وهو أَنْ يُعْكَسَ رَأْسُهُ إلى الأَرْضِ. عَكَسَهُ، ورَكَسَهُ، ورَفَسَهُ، والخَيْطُ يُقالُ لَهُ: العِكَاسُ، والرِّكَاسُ، والرِّفَاسُ.
والنُّسُوعُ الأَسْلاسُ: القَلِقَةُ المُضْطَرِبَةُ.
27- والقُورُ مِنْهَا رَاسِبٌ وقَمَّاسْ
28- يَطْوِينَهَا أَوْلاَدُهُنَّ أَغْرَاسْ
/ 29- لِلْعَرَقِ البَاقِى بِهِنَّ أَنْجَاسْ
30- وقُلْتُ إذْ أسَّ الأُمُورَ الأُسَّاسْ
القُورُ: جَمْعُ القَارَةِ، ويقالُ: قُورٌ، وقَارٌ، عَنِ ابنِ السِّكِّيتِ(1)، وَقِيرَانٌ: جماعَةُ قَارَةٍ أَيْضًا، وهى الأَصَاغِرُ مِنَ الجِبَالِ، والأَعَاظِمُ مِنَ الإكَامِ، وهى مُتَفَرِّقَةٌ خَشِنَةٌ كَثِيرَةُ الحِجَارَةِ.
والرَّاسِبُ: يُرِيدُ فى السَّرَابِ، مِثْلُ الرُّسُوبِ فى المَاءِ، وهو الذَّهَابُ فِيهِ سُفْلاً، رَسَبَ يَرْسُبُ رُسُوبًا.
وقَامِسٌ: يَغُوصُ مَرَّةً ويَرْتَفِعُ أُخْرَى، وكُلُّ شَىءٍ يَنْغَطُّ فى المَاءِ ثُمَّ يَرْتَفِعُ يقالُ: قَمَسَ، ويُقالُ: قَمَسْتُهُ فى المَاءِ وأَقْمَسْتُهُ.
والأَغْرَاسُ: يُرِيدُ أَنَّهَا تُلْقِى أَوْلاَدَهَا لغَيْرِ تَمَامٍ، واحِدُهَا: غِرْسٌ.(2/44)
أَنْجَاسٌ: جَمْعُ نَجَسٍ، وهو السّوَادُ.
وأَسَّ: أَفْسَدَ، والأُسَّاسُ: هُمُ المُفْسِدُونَ.
31- ورَكِبَ الشَّغْبَ المُسِىءُ المأّسْ
32- واجْتَسَّ شَرًّا بِيَدَيْهِ الجَسَّاسْ
33- والحَرْبُ فِيهَا شُعَلٌ وأَقْباسْ
34- تَجِلُّ أَنْ تُذْكَرَ فِيهَا الأَنْكَاسْ
المَأّسُ: المُفْسِدُ، والاسْمُ مِنْهُ المَأْسُ، قالَ الأَفْوَهُ [الأَوْدِىّ]:
__________
(1) إصلاح المنطق 34، 88.
إمَّا تَرَى رَأْسِىَ أَوْدَى بِهِ مَأْسُ زَمَانٍ ذُو انْتِكَاسٍ مَؤُوسْ(1)
والاجْتِسَاسُ: الالْتِمَاسُ.
والأَقْبَاسُ: جَمْعُ قَبَسٍ، وهو شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ تَقْبِسُهَا وتَقْتَبِسُهَا، أى تَأْخُذُهَا مِنْ مُعْظمِ النَّارِ، قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: { لَعَلِّى آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ } (2).
والأَنْكَاسُ: جَمْعُ نِكْسٍ، وهو مِنَ القَوْمِ: المُقَصِّرُ عَنْ غَايَةِ النَّجْدَةِ والكَرَمِ.
35- إذْ بَلَغَ(3) الجَهْدُ العِرَاكَ الدَّوَّاسْ
36- وزَيَّلَ(4) الدَّعْوَى الخِلاَطُ الحَوَّاسْ
37- هُنَاكَ مِرْدَانَا(5) مِدَقٌّ مِرْدَاسْ
38- والمَوْتُ بالمُسْتَوْرِدِينَ غَمَّاسْ
العِرَاكُ: القِتَالُ.
والدَّوَّاسُ: الفَعَّالُ، مِنَ الدَّوْسِ، وهو شِدَّةُ الوَطْءِ بالأَقْدَامِ والقَوَائِمِ، حتّى يَتَفَتَّتَ، كقَوْلِكَ: طَرِيقٌ مَدُوسٌ، وأَشْباهُ ذَلِكَ، والخَيْلُ تَدُوسُ /القَتْلَى بالحَوَافِرِ وقالَ:
* فَدَاسُوهُمُ دَوْسَ الحَصِيدِ فَأُهْمِدُوا *(6)
والتَّزَيُّلُ: التَّفَرُّقُ.
والحَوْسُ: الخَلْطُ، والحِيسُ أُخِذَ مِنْ هَذَا.
مِرْدَاهُمْ: مَرْمَاهُم الذى يَرْمُونَ بِهِ، وهو مِرْدَاسٌ أَيْضًا، يقالُ: رَدَسَهُ: إذَا رَمَاهُ.
39- وعَرَفَتْ(7) يَوْمَ الخَمِيسِ(8) الأَخْمَاسْ
40- وقَدْ نَزَتْ بَيْنَ التَّرَاقِى الأَنْفَاسْ
__________
(1) ديوان الأَفْوَه الأَوْدى ص82.
(2) طه، الآية 10.(2/45)
(3) فى الدّيوان المطبوع: "إذْ أَبْلَغَ"، وما ورد فى "أراجيز العرب" ص 136 يطابق المخطوط.
(4) فى المخطوط، وفى أراجيز العرب ص 136: "وزَبَّل" بالباء، والمثبت من الدّيوان المطبوع.
(5) فى "أراجيز العرب" ص 136: "مَرْدَانا" بفتح الميم، والكسر هو الصواب، يقال: هو مِرْدَى حروب، كما يقال: مِسْعَر حروب.
(6) اللّسان (د و س)، وفيه: "فَأَهْمَدُوا".
(7) فى "أراجيز العرب" ص 136: "وعُرِفَتْ".
(8) الخَمِيسُ: الجَيْشُ. وقيل: الحَرْبُ.
41- وفِى الوُجُوهِ صُفْرَةٌ وإِبْلاَسْ (1)
42- مَنْ يَرِدِ المَوْتَ وقَدْ هَابَ النَّاسْ
الأَخْمَاسُ: القَبَائِلُ؛ فالأَزْدُ خُمْسٌ، وأَهْلُ العَالِيَةِ خُمْسٌ، وبَكْرٌ خُمْسٌ، وعَبْدُ القَيْسِ خُمْسٌ، فالبَصْرَةُ أَخْمَاسٌ، والكُوفَةُ أَرْبَاعٌ، والشَّأْمُ أَسْبَاعٌ.
43- والتَّرْجُمَانُ (2) بنُ هُرَيْمٍ هَرَّاسْ
44- كَأَنَّهُ لَيْثُ عَرِينٍ دِرْوَاسْ(3)
45- بالعَثَّرَيْنِ ضَيْغَمِىٌّ هَوَّاسْ
46- لَيْسَ لَهُ إلاَّ الزَّئِيرَ أَجْرَاسْ
47- كَمَا يَرُجُّ الرَّعْدُ أَحْوَى رَجَّاسْ
48- أَشْجَعُ خَوَّاضُ غِيَاضٍ جَوَّاسْ
العَثَّرَيْنِ: هو عَثَّرٌ واحِدٌ ثَنَّاهُ بِمَا حَوْلَهُ، وهو مَوْضِعٌ يُعْرَفُ بالأُسْدِ.
والضَّيْغَمِىُّ، والضَّيْغَمُ: اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الأَسَدِ، مُشْتَقٌّ مِنَ الضَّغْمِ، وهو عَضٌّ غَيْرُ نَهْسٍ.
والهَوَّاسُ: يَهُوسُ كُلَّ شَىءٍ لا يَهَابُهُ.
والهَوْسُ: الطَّوَفانُ(4) باللَّيْلِ والطَّلَبُ فى جُرْأَةٍ، تقولُ: أَسَدٌ هَوَّاسٌ، ورَجُلٌ هَواسَةٌ: مُجَرَّبٌ شُجَاعٌ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هَاسَ يَهُوسُ، وهو إفْسَادُكَ الشَّىءَ، وهَاسَ الذِّئْبُ فى الغَنَمِ هَوْسًا: إذَا أَفْسَدَ فِيهَا.
والأَجْرَاسُ: التَّصْوِيتُ(5).
__________
(1) المشطور فى مقاييس اللّغة 1/334 غير منسوب. والإبْلاَسُ: الانْكِسَارُ والحُزْنُ.(2/46)
(2) الترجمان: رجل من تميم كان يقاتل الأزد وربيعة.
(3) الدِّرْواسُ: الأَسَدُ الغَلِيظُ العَظِيمُ.
(4) فى المخطوط "والصَّريان" تحريف، والتصحيح من معاجم اللغة، ففى القاموس: الهَوْسُ: الطَّوَفانُ باللَّيْل والطَّلَبُ فى جُرْأةٍ" ويأتى للمصنف مثله فى تفسير قول رؤبة:
* من أُسْدِ ذى الخَبْتَيْنِ أنْ يحوسا *
(5) تفسيره بالتصويت يقتضى أن يكون الإِجراس بكسر الهمزة، أمّا بفتحها فكأنّه جمع جَرَس، يعنى أنّ زئيره هو الذى يعلن عنه، كما ينبّه الجَرَس.
والرّجَّةُ: الهَدَّةُ وشِدَّةُ الصَّوْتِ.
والأَحْوَى: مِنَ الحُوَّةِ، وهى حُمْرَةٌ تَضْرِبُ إلَى السَّوَادِ.
ورَجَّاسٌ: لَهُ صَوتٌ شَدِيدٌ.
والأَشْجَعُ مِنَ الأُسْدِ: الجَرِىءُ على الصَّيْدِ.
والأَشْجَعُ مِنَ الرِّجَالِ كَذلكَ كَأَنَّ بِهِ جُنُونًا.
49- فى نَمِرَاتٍ لِبْدُهُنَّ أحْلاَسْ
50- عَادَتُهُ خَبْطٌ وعَضٌّ هَمَّاسْ(1)
/ 51- وَوَقْعُ نَابَيْهِ مِجَدٌّ فَأّس
52- يَعْدُو بأَشْبَالٍ أَبُوهَا الهِرْمَاسْ(2)
شَبَّهَ ما لَبَّدَ مِنْ وَبَرِهِ بِنَمِرَاتِ الأَعْرَابِ(3)، فهو كالحِلْسِ على زُبْرَتِهِ.
والهَمْسُ: خَفِىُّ الصَّوْتِ والوَطْءِ.
وفَأَسْتُهُ: ضَرَبْتُهُ بالفَأْسِ، مثلُ سِفْتُهُ: ضَرَبْتُهُ بالسَّيْفِ، وعَصَوْتُهُ بالعَصَا.
53- وقَدْ رَأى الذَّوَّادُ (4) وهْوَ خَنَّاسْ
54- نَجَا فِرَارًا والفَرُورُ خَيَّاسْ
55- لَوْ لَمْ تُبَرِّزْهُ(5) جَوَادٌ مِرْآسْ
56- لَسَقَطَتْ (6) بالمَاضِغِينَ الأَضْرَاسْ
خَيّاسٌ: فَرَّارٌ، يقول: كأَنَّهُ يَذُودُ عَنْهُمْ ثمّ هَرَبَ.
والمِرْآسُ: الفَرَسُ الذى يَعَضُّ رُؤُوسَ الخَيْلِ إذَا جَارَتْهُ.
57- وابْنُ هُرَيْمٍ والرَّئِيسُ مُرْتَاسْ
58- للمُصْعَبَاتِ والأُسُودِ فَرَّاسْ
__________
(1) المشطور فى مقاييس اللغة 6/66 غير منسوب.
(2) الهِرْمَاسُ: من أسماء الأَسَد.(2/47)
(3) النَّمِرَاتُ: مفردُها نَمِرَةٌ، وهى بُرْدَةٌ مُخَطَّطَةٌ، وقيل: بُرْدَةٌ من صُوفٍ يَلْبَسُها الأعْرابُ.
(4) الذَّوَّادُ: اسمُ رَجُلٍ كان يُعادِى المَمْدُوحَ. (أراجيز العرب/137).
(5) فى "أراجيز العرب" ص137: "لَوْ لَمْ يُبَرِّزْهُ".
(6) فى المخطوط: "لسَفَطَتْ" بالفاء تحريف، والمثبت من الدِّيوان المطبوع وأراجيز العرب ص137، وضبط فى المخطوط والمطبوع بالماضِغِينَ. وأُراه "بالماضِغَيْنِ"، والماضِغان: أصول اللَّحْيَيْنِ عند منبت الأضَراس.
59- ضَارٍ بإِفْرَاءِ الذَّفَارَى (1) رَأّسْ
60- والتَّرْجُمَانُ(2) حِينَ يُعْيِى الإبْسَاسْ
مُرْتَاسٌ: يَرِيسُ فى مِشْيَتِهِ: يَتَبَخْتَرُ.
والرَّأّسُ: الذى يَأْخُذُ بالرُّؤُوسِ.
والإِبْسَاسُ: مَسْحُ الضَّرْعِ عِنْدَ الحَلَْبِ حتّى يَدُرَّ.
وأَفْرَيْتُ الشَّىءَ: شَقَقْتُهُ وأَفْسَدْتُهُ، فإنْ أَرَدْتَ أنَّكَ قَدَّرْتَهُ وقَطَعْتَهُ لإِصْلاَحِهِ قُلْتَ: فَريْتُهُ.
61- ويَكْرَهُ الحَقَّ البَخِيلُ العَبَّاسْ
62- كالغَيْثِ يَحْيَا فى ثَرَاهُ البُؤَّاسْ
63- تَرَاهُ مَنْصُورًا عَلَيْهِ الأَرْغَاسْ
64- يَخْضَرُّ ما اخْضَرَّ الأَلاَءُُ والآسْ(3)
يَقُولُ: يَكْرَهُ البَخِيلُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بالغَيْثِ.
وعَبَّاسٌ: عَابِسٌ.
وبُؤَّاسٌ: جَمْعُ بَائِسٍ، وبَؤُسَ الرَّجُلُ يَبْؤُسُ بُؤْسًا.
والأَرْغَاسُ: النَّعَمُ، وقيلَ: الرَّغْسُ: البَرَكَةُ والنَّمَاءُ، تقولُ: امْرَأَةٌ مَرْغُوسَةٌ: وَلُودٌ، ورَجُلٌ مَرْغُوسٌ: كَثِيرُ الخَيْرِ، قالَ العَجَّاجُ:
*إِمَامُ رَغْسٍ فى نِصَابِ رَغْسِ *(4)
والأَلاَءُ: نَبْتٌ فى الرَّمْلِ أَخْضَرُ الزَّهْرِ، وقيل: شَجَرٌ /ورَقُهُ وحَمْلُهُ دِبَاغٌ، وهو أَخْضَرُ الشِّتَاءَ والصَّيْفَ، والوَاحِدَةُ: أَلاَءَةٌ.
65- إنَّ تَمِيمًا حَارَبَتْهَا الأَرْجَاسْ
66- ونَحْنُ إنْ عَضَّ (5) الحُرُوبُ الأَعْمَاسْ
__________(2/48)
(1) الذَّفارَى: مُفْردُها الذِّفْرَى؛ وهى العظم الشاخص خلف الأذن.
(2) فى المخطوط: "والتُّرْجُمانُ" بضمّ التاء، والضم والفتح صحيحان، وضبط أيضًا التَّرْجَمان بفتح التاء والجيم.
(3) الآسُ: شَجَرٌ دائِمُ الخُضْرَةِ، بَيْضِىُّ الوَرَقِ، أبيضُ الزَّهْرِ أو ورْدِيُّه، عِطْرِىٌّ.
(4) شرح ديوان العجّاج/478، واللّسان (ر غ س)، وفيه: وقال العجاج يمدح بعض الخلفاء.
(5) فى الدّيوان المطبوع: "إنْ حَطَّ".
67- يَأْبَى لَنَا قِبْصٌ وجَدٌّ قِنْعَاسْ (1)
68- لَهُ مَلاَطِيسُ وخَبْطٌ مِلْطَاسْ
الأَعْمَاسُ: الشِّدَادُ، وأَنْشَدَ:
*إذَا أَرَادَ عُمْسَةً تَعَمَّسَا *(2)
والتَّعَمُّسُ: الظُّلْمُ.
والقِبْصُ: العَدَدُ والكَثْرَةُ، يُقالُ: إنَّهُمْ لَفِى قِبْصِ العَدَدِ، وفى قَبْصِ الحَصَى: أى فى أكْثَرِ ما لاَ يُسْتَطَاعُ عَدَدُهُ مِنْ كَثْرَتِهِ.
ومَلاَطِيسُهُ: أَخْفَافُهُ، وهو الدَّقَّاقُ لِكُلِّ شَىءٍ.
69- وعُنُقٌ ثَمَّ وجَوْزٌ(3) مِهْرَاسْ
70- ومَنْكِبَا عِزٍّ لَنَا وأَعْجَاسْ(4)
71- إذا الدَّوَاهِى اجْتَمَعَتْ والأَحْسَاسْ
72- نَهْنَهَهُمْ عَنَّا ذِيَادٌ حَبَّاسْ(5)
جَوْزُ كُلِّ شَىءٍ: وَسَطُهُ.
والمِهْرَاسُ:مِفْعَالٌ مِنَ الهَرْسِ، وهو دَقُّ الشَّىءِ بِشَىءٍ عَرِيضٍ،كما تَهْرُسُ الهَرِيسَةَ بالمِهْرَاسِ، والفَحْلُ يَهْرُسُ القِرْنَ بِكَلْكَلِهِ.
والأَعْجَاسُ: الأَعْجَازُ، واحِدُهَا: عَجْسٌ وعِجْسٌ.
نَهْنَهَهُمْ: كَفَّهُمْ وزَجَرَهُمْ، نَهْنَهْتُ فُلانًا: إذَا زَجَرْتَهُ ونَهَيْتَهُ، وأَنْتَ تُنَهْنِهُهُ نَهْنَهَةً، وأَنْتَ مُنَهْنِهٌ، وهو مُنَهْنَهٌ.
وتقولُ: ذَادَ يَذُودُ ذِيَادًا، وهو: السَّوْقُ والطَّرْدُ.
73- وحَرْشَفٌ خُشْنٌ وخَيْلٌ أكْدَاسْ
74- ولَمْ يُعَوِّقْنَا النُّجُومُ الأَنْحَاسْ
75- وإنْ تَبَارَى نَاعِبٌ وعَطَّاسْ
76- والنَّصْرُ مِنَّا والمَضَاءُ الحَدَّاسْ(2/49)
77- يَشْفِى الشَّيَاطِينَ بِنَا والفُجَّاسْ
الحَرْشَفُ: الرَّجَّالَةُ الكَثِيرَةُ، شَبَّهَهُمْ بالجَرَادِ بَعْدَ نَبَاتِ أَجْنِحَتِهِ، وهو أشَدُّ أكْلاً وهو أَحْمَرُ، وأَنْشَدَ:
__________
(1) رَجُلٌ قِنْعَاسٌ: شَدِيدٌ مَنِيعٌ.
(2) للعجّاج، وهو فى شرح ديوانه/135، وروايته: "وإنْ أرادَ ..".
(3) فى "أراجيز العرب" ص 138: "وحَوْزٍ" بالحاء المهملة وبالزّاى المجرورة.
(4) اللّسان (ع ج س).
(5) حَبَّاسٌ: أى مَنّاعٌ.
* وحَرْشَفٍ مِنَ الرِّجالِ جُرْبِ *
وأكْدَاسٌ: مُتَتَابِعَةٌ لِكَثْرَةِ بَعْضِهَا علَى بَعْضٍ.
لَمْ يُعَوِّقْنَا: يقولُ: لاَ نُبْطِئُ لِنَحْسِ النُّجُومِ، ونَعْبِ الغُرَابِ، وعَطْسِ العَاطِسِ.
/ والحَدْسُ: الرُّكوبُ على غَيْرِ الطَّرِيقِ، ومنه قيلَ للذى يقولُ الشّىءَ لاَ يَحُقُّهُ: حَدَسَ، وعَشَنَ، واعْتَشَنَ، وعَكَلَ، واعْتَكَلَ بمَعْنًى واحِدٍ.
فُجَّاسٌ: مُفْتَخِرُونَ، والفَجْسُ: الفَخْرُ، وقالَ العَجَّاجُ:
*خَلِيفَةٌ سَاسَ بِغَيْرِ فَجْسِ *(1)
* ... * ... *
- 47-
وقالَ يَمْدَحُ أَبَانَ بنَ الوَلِيدِ البَجَلِىَّ:(2)
1- دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوسَا
2- دُعَاءَ مَنْ لاَ يَقْرَعُ النَّاقُوسَا
3- حتَّى أَرَانَا(3) وَجْهَكَ المَرْغُوسَا(4)
4- والدَّيْنُ يَحْمِى(5) هَاجِسًا مَهْجُوسَا
__________
(1) شرح ديوان العجّاج ص 479، وروايته: "خَلِيفَةً .." منصوبة. وفسره الأصمعى فقال: بغَيْرِ فجْس: يعنى بغَيْرِ تَفَجُّرٍ.
والرواية فى اللّسان (ر غ س) : "... بغَيْرِ تَعْسِ".
(2) الأرجوزة رقم (25) بالدِّيوان المطبوع ص 68 – 72.(2/50)
- هو أبانُ بن الوليد بن مالك الزّيدى، من بنى زيد بن الغوث، البَجَلِىّ (نحو 125هـ = نحو742م): والٍ كان من أشراف بجيلة فى العراق، أيّام ولاية خالد بن عبد الله القَسْرى، وكان حَيًّا حين وصول يوسف بن عمر الثّقفى واليًا على العراق سنة 120هـ، وله خبر معه فى وساطة بينه وبين نائب خالد القسرى فى الكوفة. لقى إياسَ بن معاوية وكانت بينهما محاورة.
(3) فى "مقاييس اللغة" (ر غ س): "حتَّى رَأَيْنَا.."، وفى التاج (رغ س): "حتى أرانى .." ونسبه ابنُ فارس للعجّاج، وقد أشار محقِّق المقاييس إلى أن الصّواب أنّه لرؤبة كما فى اللسان والدّيوان.
(4) المشاطير 1 - 3 باللسان والتاج (ر غ س).
(5) فى الدِّيوان المطبوع: "يُحْمِى"، وفى نسخة الضرير: "يُحْيِى".
القُدُّوسُ: المُقَدَّسُ، مِنَ القُدْسِ، وهو: تَنْزِيهُ اللهِ جَلَّ وعَزَّ وتَقَدَّسَ، كَمَا قالَ جَلَّ وعَزَّ: { المَلِكُ القُدُّوس } (1)، وقالَ العَجَّاجُ:
*قَدْ عَلِمَ القُدُّوسُ رَبُّ القُدْسِ * (2)
* أنِّى أَبَا العَبَّاسِ مَوْلَى نَفْسِى *
والنّاقُوسُ: هى الخَشَبَةُ الطَّوِيلَةُ. والوَبِيلُ: الخَشَبَةُ القَصِيرَةُ، تَقُولُ: نَقَسَ بالوَبِيلِ النَّاقُوسَ نَقْسَا، وقالَ جَرِيرٌ:
لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ أَرَّقَنِى صَوْتُ الدَّجَاجِ وقَرْعٌ بالنَّوَاقِيسِ(3)
ويُقالُ: رَجُلٌ مَرْغُوسٌ: إذَا كانَ كَثِيرَ المالِ والوَلَدِ، فأَرَادَ المَرْغوسَ مِنَ المَالِ والبَرَكَةِ، والاسْمُ الرَّغْسُ.
والدَّيْنُ يَحْمِى: يُرِيدُ الهَمَّ الذى فى صَدْرِ الإنْسَانِ حَتّى يُصَيِّرَهُ جَمْرًا.
والهَاجِسُ: ما هَجَسَ مِنْ أَحْزَانٍ أوْ فِكْرٍ.
5- مَغْسَ الطَّبِيبِ الطَّعْنَةَ المَغُوسَا
6- شَدَّ بِعَشْرٍ حَبْلَهُ المَخْمُوسَا
7- فى قَتَبٍ لَمْ يَتَّخِذْ حُلُوسَا(4)
8- أَشْكَى المَطَا وأَوْجَعَ الدَّخِيسَا(2/51)
يقولُ: أَجِدُ فى صَدْرِى مِمَّا عَلىَّ مِنَ الدَّيْنِ كَمَا يَمْغَسُ الطَّبِيبُ: يَطْعُنُ فى الجُرْحِ.
مَخْمُوسٌ: جُعِلَ مِنْ خَمْسِ قُوًى.
بِعَشْرٍ: شَدَّهُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا، بِعَشْرِ أَصَابِعَ.
والمَغْسُ: الطَّعْنُ، والطَّعْنَةُ الغَمُوسُ: الواسِعَةُ النَّافِذَةُ، قالَ أبُو زُبَيْدٍ:
__________
(1) سورة الحشر، الآية 23.
(2) شرح ديوان العجّاج ص 487، واللسان (ق د س) برواية:
* قَدْ عَلِمَ القُدُّوسُ مَوْلَى القُدْسِ *
* أنَّ أَبَا العَبَّاسِ أَوْلَى نَفْسِ *
(3) البيت فى اللّسان (ن ق س) لجرير، وهو فى ديوانه/321 (ط. الصاوى).
(4) مفردها: حِلْسٌ وحَلَسٌ؛ وهو كُلُّ شىءٍ ولِىَ ظَهْرَ البَعِيرِ والدَّابَّةِ تحت الرَّحْلِ والقَتَبِ والسَّرْجِ، بمنزلَةِ المِرْشَحَةِ تكون تحت اللِّبْدِ.
ثُمَّ أَنْفَذْتَهُ ونَفَّسْتَ عَنْهُ بِغَمُوسٍ أوْ طَعْنَةٍ أُخْدُودِ(1)
فى قَتَبٍ: أَرَادَ جَدَّ فى شَدِّ القَتَبِ، وهذا مَثَلٌ، يَقُولُ: الدَّيْنُ /الذى رَكِبَنِى بِغَيْرِ حِلْسٍ، فَأَثَّرَ القَتَبُ فى ظَهْرِى.
أَشْكَى: أَوْجَعَ.
والمَطَا: الظَّهْرُ، وكُلُّ ما دَخلَ بَعْضُهُ فى بَعْضٍ فهوَ دَخِيسٌ، أرَادَ: أَوْهَى اللَّحْمَ الدَّاخِلَ، ويُرْوَى: "البَخِيسَا".
والبَخْسُ: لَحْمُ الخُفِّ الدَّاخِلِ، وعَدَدٌ دَخِيسٌ: إذَا كَثُرَ.
9- بَلْ أَيُّهَا المُوعِدُ أَنْ يَرِيسَا
10- والمُتَمَنِّى الفِتْنَةَ البَسُوسَا
11- عَرِّسْ ولَمَّا تُمْنَعِ التَّعْرِيسَا
12- مِنْ صَكِّ أُخْرَى أوْ تَقَعْ فَرِيسَا
يَرِيسُ: يَمِيسُ ويَتَبَخْتَرُ، ورَاسَ يَرِيسُ رَيْسًا، ومَاحَ، ومَاسَ.
والبَسُوسُ: يَعْنِى المَشْئُومَةَ، وبَسُوسُ: اسْمُ امْرَأَةٍ هَاجَ بِسَبَبِهَا حَرْبٌ بَيْنَ بَكْرٍ وتَغْلِبَ(2).(2/52)
عَرِّسْ: يُرِيدُ أَيُّهَا المُوعِدُ عَرِّسْ، أى: اسْكُنْ قَبْلَ أَنْ نَحْمِلَ عَلَيْكَ حِمْلاً يَمْنَعُكَ مِنَ السُّكُونِ، يُرِيدُ من أَنْ أَصُكَّكَ صَكَّةً أُخْرَى.
والفَرِيسُ: المَدْقُوقُ العُنُقِ، ثُمَّ يَصِيرُ المَقْتُولَ، أى آتِيكَ بِدَاهِيَةٍ أُخْرَى.
13- ما إنْ أُبَالِى مَأْسَكَ المَؤُوسَا
14- وشَانِئٍ أَرْأَمْتَهُ التَّوْكِيسَا
15- صَلَمْتَهُ(3) وأَجْدَعُ الفِنْطِيسَا
__________
(1) البيت فى اللّسان (غ ل س) برواية: "ثُمَّ أَنْقَضْتُهُ ونَفَّسْتُ..".
راجع ديوان أبى زبيد فالبيت من قصيدة فيه (ص 43 – 56) وانظر أيضًا جمهرة أشعار العرب للخطابى 138 – 141.
(2) هى خَالََةُ جَسَّاس بن مُرَّة، هاجت بسبب ناقةٍ لها حَرْبٌ بين بكْر وتَغْلِبَ استمرت أربعين سنة حتى ضَرَبَتْ بها العَرَبُ المَثَلَ فى الشّؤْمِ، وبها سُمِّيَت حَرْبُ البَسُوس.
(3) فى الدّيوان المطبوع: "صَلَمْتُهُ".
الصَّلْمُ: اسْتِئْصَالُ الأَنْفِ والأُذُنِ جَمِيعًا، وأَيُّهُمَا كانَ فهو صَلْمٌ.
والفِنْطِيسَةُ: الأَرْنَبَةُ.
مَأْسُكَ: إفْسَادُكَ، يُقالُ: مَأَسْتُ بَيْنَهُمْ: أَفْسَدْتُ.
والمَؤُوسُ: الفَعُولُ مِنَ المَأْسِ.
أَرْأَمْتَهُ: أَلْزَمْتَهُ ذَاكَ حتَّى أَحَبَّهُ، أى: صَيَّرْتَهُ يَرْأَمُ ذَاكَ، أى: أَرْضَيْتَهُ بذاكَ حتّى صَارَ يَرْأَمُهُ.
والتَّوْكِيسُ: النَّقْصُ، وهو الوَكْسُ، يُقالُ مِنْهُ: وكَسَهُ ومَكَسَهُ بمَعْنًى.
16- أَلاَّ تَخَافُ الأَسَدَ النَّهُوسَا
17- كَأَنَّ وَرْدًا مُشْرَبًا وَرُوسَا
18- كَانَ لِحَيْدَىْ رَأْسِهِ قُنُوسَا
19- يَخْشَى شَذَاهُ المُوئِلاَتُ الخِيسَا
النَّهْسُ: القَبْضُ على اللَّحْمِ ونَتْرُهُ، وقالَ العَجَّاج:
* مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ بَسْرًا مِنْهَسَا *(1)
/ وَرْدًا: يَعْنِى أَسَدًا.
والمُشْرَبُ: المُخَالَطُ.(2/53)
والوُرُوسُ: جَمْعُ وَرْسٍ: شَىءٌ أَصْفَرُ لَطْخٌ يَخْرُجُ على الرِّمْثِ بَيْنَ آخِرِ الصَّيْفِ وأَوَّلِ الشِّتَاءِ، إذَا أَصَابَ الثَّوْبَ لَوَّنَهُ، وقَدْ أَوْرَسَ الرِّمْثُ، فهو مُورِسٌ، ورَوَى أبُو عُبَيْدٍ: أَوْرَسَ الرِّمْثُ: إذا أَدْرَكَ، فهو وارِسٌ، ولاَ يقالُ مُورِسٌ.
والحَيْدُ: النَّاحِيَةُ.
والقُنُوسُ: جَمْعُ قِنْسٍ، وقُنُوسٍ وقَوَانِسَ، شَبَّهَهَا بالقَوانِسِ مِنَ البَيْضِ(2)، وقَوْنَسُهَا: مُقَدَّمُهَا، فَصَيَّرَ أَنَّ لِحَيْدَيْهِ قُنُوسًا، أى لِبَاسًا، وذَلِكَ أَنَّهُ يَضْرِبُ إلى الصُّفْرَةِ والوُرْسَةِ، يقول: كأَنَّ ذَلِكَ الوَرْسَ بِجَانِبَىْ رَأْسِهِ لَهُ لِبَاسٌ، كَقَوْنَسِ البَيْضَةِ.
وشَذَاهُ: أَذَاهُ.
__________
(1) شرح ديوانه/136، واللسان (ن هـ س).
والبَسْرُ: الكَرِيه المَنْظَر. والمِنْهَسُ: العَضُوضُ. ورواية اللّسان: "مُضَبَّرُ اللَّحْيَيْنِ نَسْرًا مِنْهَسَا".
(2) البيض: جمع بيضة الحديد، وهى الخُوذَة.
والمُوئِلاَتُ: الأُسْدُ اللَّوَاتِى أَلِفْنَ وَلَزِمْنَ الخِيسَ، حَتَّى جَعَلْنَ بِهِ وَأْلَةً مِنْ أَجْعَارِهَا.
والوَأْلَةُ: الأَبْعَارُ والأَبْوالُ، وهى الدِّمْنَةُ أَيْضًا.
والخِيسُ: شَجَرٌ مُلْتَفٌّ، وهى الأَجَمَةُ مَأْوَى الأُسُودِ، وكذَلِكَ الغِيلُ، والعَرِينُ، فاسْتَعَارَ هذا للأَسَدِ.
20- مِنْ أُسْدِ ذِى الخَبْتَيْنِ أنْ يَحُوسَا
21- أَغْيَالَهُ(1) والأَجَمَ العِرِّيسَا (2)
22- لاَ يَمْتَنِعْنَ الدَّوْسَ أَنْ يَدُوسَا
23- لَيْثٌ يَدُقُّ الأَسَدَ الهَمُوسَا(3)
خُبُوتُ الأَرْضِ: بُطُونُهَا، وما اتَّسَعَ مِنْهَا، تكونُ فِيهَا الأُسُودُ، واحِدُهَا: خَبْتٌ.
يَحُوسُ أَغْيَالَه: يَدُقُّ أَغْيَالَهُ، يَحُوسُهُمْ ويَجُوسُهُمْ: أى يَدُقُّهُمْ.
والحَوْسُ: الدَّقُّ، وقالَ آخرُ: حَاسَ وعَاسَ، وهو الطَّوَفَانُ باللَّيْلِ يَطْلُبُ شَيْئًا يَأْكُلُه.(2/54)
والعِرِّيسُ: مَوْضِعُ الأَسَدِ.
ويَحُوسُ: مَعْنَاهُ يَجِىءُ ويَذْهَبُ كَأَنَّهُ عَسَسٌ، وأَسَدٌ حَوَّاسٌ: لاَ يَمْتَنِعْنَ، يَقُولُ: لاَ تَمْتَنِع هذه الأُسْدُ مِنْ هذا الأَسَدِ أَنْ يَدُقَّهَا.
والهَمْسُ هاهنا: الغَمْزُ.
والهَمُوسُ: الشَّدِيدُ الغَمْزِ.
24- والأَقْهَبَيْنِ الفِيلَ والجَامُوسَا (4)
25- يُوهِى إذا لاَقَى الشِّدَادَ الحُوسَا
/ 26- بَعْدَ الصَّمِيمِ العَصَبَ المَدْخوسَا
27- إذَا أَمَرَّ المَنْكِبَ الرَّدُوسَا
القُهْبَةُ: غُبْرَةٌ إلى السَّوَادِ، يعَنِى فى أَلْوانِهِما، يقولُ: هذا الأَسَدُ يَدُقُّهُمَا أَيْضًا.
والأَحْوَسُ: الذى لاَ يكادُ يَبْرَحُ مِنْ مَكَانِهِ؛ لشِدَّتِهِ وجُرْأَتِهِ، وكذلِكَ الأَلْيَسُ، والجَمْعُ: حُوسٌ ولِيسٌ.
__________
(1) مفردها: غِيلٌ: مَوْضِعُ الأَسَدِ.
(2) اللسان والتاج (ع ر س).
(3) اللّسان (ق هـ ب، هـ م س)، والتاج (هـ م س).
(4) اللّسان (ق هـ ب، هـ م س)، والتاج (هـ م س)، وإصلاح المنطق/439.
والصَّمِيمُ: خالِصُ العَظْمِ.
والمَدْخُوسُ: اللَّحْمُ الدَّاخِلُ بَعْضُهُ فى بَعْضٍ، يقولُ: يُوهِيهِ إذَا فَتَلَ مَنْكِبَهُ.
والرَّدُوسُ: الشَّدِيدُ الدَّفْعِ هاهُنَا، رَدَسَهُ: دَفَعَهُ.
وأمَرَّ: فَتَلَ.
والصَّمِيمُ أَيْضًا: العِظَامُ والعَصَبُ.
28- ذَا الرُّكْنِ والخَبَّاطَةَ اللَّطُوسَا
29- وكَاهِلاً ذَا بِرْكَةٍ هَرُوسَا
30- لاَقَيْنَ مِنْهُ حَمِسًا حَمِيسَا
31- وإنْ لَقِيتُ (1) العُلَجَ الرَّفُوسَا
الخَبَّاطَةُ: الذى يَخْبِطُ بقَوائِمهِ.
واللَّطُوسُ: الذى يَلْطِسُ بِهَا، أى يَضْرِبُ.
واللَّطْسُ: شِدَّةُ الضَّرْبِ بالقَوَائِمِ.
والكَاهِلُ: مُقَدَّمُ أَعْلَى الظَّهْرِ مِمَّا يَلِى العُنُقَ، وهو الثُّلُثُ الأَعْلَى، فِيهِ سِتُّ فَقَارَاتٍ.(2/55)
والبِرْكَةُ: ما وَلِىَ الأَرْضَ مِنْ جِلْدِ البَطْنِ، وما يَلِيهِ مِنَ الصَّدْرِ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ، واشْتِقَاقُهُ مِنْ مَبْرَكِ البَعيرِ.
والهَرُوسُ: الدَّقُوقُ.
لاَقَيْنَ مِنْهُ: أى لاقَيْنَ مِنْ هذا الأَسَدِ حَمْسًا.
والحَمْسُ، والحَمِيسُ، والأَحْمَسُ: الشَّدِيدُ، ورَجُلٌ أَحْمَسُ: شُجَاعٌ.
والعُلَجُ: الشَّدِيدُ العِلاَجِ.
والرَّفُوسُ: الشَّدِيدُ الرَّفْسِ.
32- مُسْتَصْعِبًا ذَا شَاهِقٍ شَمُوسَا
33- هَدَرْتُ هَدْرًا يُسْكِتُ الجُرُوسَا
34- بَخْبَاخَهُ والبَذِخَ الرَّجُوسَا
35- هَدْرًا تَرَى مِنْهُ العُِدَى جُلُوسَا
ذَا شَاهِقٍ، يُقالُ: شَهَقَ بِرَأْسِهِ وشَمَسَ، يَعْنِى هذا العُلَجَ.
وشَمُوسٌ: مَنُوعٌ.
والجُرُوسُ: جَمْعُ جِرْسٍ، وهو الصَّوْتُ، ويقالُ: جِرْسٌ وجَرْسٌ.
والبَخْبَاخُ، والبَخُّ: الهَدِيرُ الذى يَمْلأُ الشِّقْشِقَةَ، وهو إذَا سُمِعَ هَدِيرُهُ قيلَ لَهُ: بَخْ بَخْ.
__________
(1) فى المخطوط: " لَقِيتَ" بتاء الخطاب، والمثبت من الدّيوان المطبوع لموافقته السياق، وقوله الآتى بعدُ: "هَدَرْتُ هَدْرًا .." الخ.
والبَذِخُ: يُرِيدُ البَذَخَ، وهو /التَّطَاوُلُ والصَّوْلَةُ، وفى الرَّجُلِ: الافْتِخَارُ والتَّرَفُّعُ، والفِعْلُ بَذَخَ يَبْذُخُ بَذْخًا وبُذُوخًا، وهو بَذَّاخٌ، وفى الشِّعْرِ بَاذِخٌ، وقالَ العَجَّاجُ:
* أَشَمُّ بَذَّاخٌ نَمَتْنِى البُذَّخُ *(1)
وقالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ(2): يقالُ إذَا هَدَرَ الفَحْلُ فاشْتَدَّ هَدْرُهُ فَلاَ يكُونُ فَوْقَهُ: بِذِخْ بِذِخْ، وقَدْ بَذَخَ بَذَخَانًا، وإنَّهُ لَجَمَلٌ بَذَّاخٌ، وقال العُرَيْقُ الكُلَيْبِىّ:
بِذِخْ بِذِخْ ثُمَّ بَخْ بَخْ بالحَصَى عَدَدًا علَى القَبَائِلِ إنْ دُفَّاعُنَا زَخَرَا
ورَجُوسا: يَعْنِى شَدِيدَ الصَّوْتِ.
36- صَرْعًا (3) وصَقْعًا يَدْمَغُ الرُّؤُوسَا
37- يَرَيْنَ رَحْبَ الشَّجْرِ عَلْطَمِيسَا(2/56)
38- لاَ يَتَشَكَّى النَّطْحَةَ الفَطُوسَا
39- يَكْفِيكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ الرَّبِيسَا
أى لاَ يَتَشَكَّى هذا الفَحْلُ النَّطْحَةَ الفَطُوسَ، يقالُ: ضَرَبَهُ فَفَطَسَ، أى مَاتَ.
وقَوْلُهُ: يَرَيْنَ: يَعْنِى الإِبِلَ تَرَى هذا الفَحْلَ.
والشَّجْرُ: مَدْخَلُ اللَّحْيَيْنِ بَعْضُهُمَا فى بَعْضٍ.
وكُلُّ شَىءٍ ضُرِبَ على شَىءٍ يَابِسٍ فهو صقْعٌ، وكُلُّ ضَرْبٍ(4) علَى أجْوَفَ فهو قَفْحٌ.
ورَحْبٌ: واسعٌ.
والرَّبِيسُ: المُنْكَرُ، يُقَالُ: جَاءَ بالدَّوَاهِى الرَّبِيسِ.
العَلْطَمِيسُ: الغَلِيظُ.
والشَّجْرُ: شَحْوَةُ الفَمِ، وفَطَسَ وفَقَسَ واحِدٌ، وقَشَمَ مِثْلُهُ.
40- والْعِضَّ ذَا المَرَّانَةِ الدَّحُوسَا
41- ويَعْتَلِى ذَا البُعْدَةِ البَخُوسَا
42- ذَاكَ وأَشْفِى الكَلِبَ المَأْلُوسَا
__________
(1) شرح ديوانه/460، واللّسان (ب ذ خ).
(2) الجيم 1/92.
(3) فى الدّيوان المطبوع: "صُرْعًا" بضمّ الصّاد.
(4) هذا المعنى لم أجده فى (ق ف ح) لا فى القاموس ولا فى اللسان، وربّما كان - بهذا المعنى - من فائت المعاجم (المراجع).
43- كَيًّا بوَسْمِ النَّارِ أو تَخْيِيسَا(1)
العِضُّ: المُنْكَرُ الشَّدِيدُ الخُصُومَةِ.
وذَا المَرَّانَةِ: قَدْ مَرَّنَتْهُ الخُصُومَاتُ.
والدَّحُوسُ: الذى يَدْحَسُ الأُمُورَ، أى يَبْحَثُهَا.
وذَا البُعْدَةِ: الذى يُبْعِدُ فى الأُمُورِ والمُعَادَاةِ.(2/57)
والبَخُوسُ: الظَّالِمُ. والبَخْسُ: الظُّلْمُ، وهوَ أنْ تَبخَسَ أَخَاكَ حَقَّهُ فَتَنْقُصَهُ، وقَوْلُ اللهِ جَلَّ وعَزَّ: { وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ } (2)، أى نَاقِصٍ دُونَ ثَمَنِهِ { ولاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ/ أَشْيَاءَهُمْ } (3)أى لاَ تَنْقُصُوهُم، ومِنَ الدَّحْسِ أَيْضًا: دَحَسَ بِهِ: إذَا وَشَى بِهِ، ومَشَى بالنَّمِيمَةِ عَلَيْهِ، وانْدَحَسَ: أى اسْتَتَرَ، وقالَ آخَرُ: الدَّحْسُ: التَّدْسِيسُ للأُمُورِ يَسْتَبْطِنُهَا ويَطْلُبُهَا أَخْفَى ما يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وقالَ: ولذَلِكَ تُسَمَّى دُودَةٌ تَحْتَ التُّرَابِ دَحَّاسَة، وهى صَفْرَاءُ صَافِيَةٌ لَهَا رَأْسٌ مُشَعَّبٌ دَقِيقَةٌ تَشُدُّهَا الصِّبْيَانُ فى الفِخَاخِ لِصَيْدِ العَصَافِيرِ، لاَ تُؤْذِى، وقالَ العَجَّاجُ فى الدَّحْسِ والاسْتِبْطَانِ:
* ويَعْتِلُونَ مَنْ مَأَى فى الدَّحْسِ *(4)
ومَأَى: نَمَّ.
والمَأْلُوسُ: الضَّعِيفُ(5) النَّحِيلُ شِبْهُ المُخَبّلِ، ويُرْوَى: المَسْلُوسَا، وهو الذى ذَهَبَ عَقْلُهُ.
والتَّخْييسُ(6): التَّذْلِيلُ.
والكَلِبُ: الذى بِهِ مِثْلُ الجُنُونِ مِنَ الغَضَبِ.
__________
(1) فى المخطوط: "أو تَحْيِيسَا" بالحاء المهملة، والمثبت من الديوان المطبوع.
(2) سورة يوسف، الآية 20.
(3) سورة الأعراف، الآية 85.
(4) شرح ديوانه/482، واللّسان (د ح س).
(5) فى القاموس: "الأَلْسُ: اختلاطُ العَقْلِ، أُلِسَ فهو مَأْلُوسٌ" وهو المناسب للكَلب المصاب بالسُّعار، وهو الجُنون. (المراجع).
(6) فى المخطوط بالحاء المهملة، والصّواب ما أثبتناه: "التَّخْيِيس" بالخاء كما فى اللسان.
44- بِمِخْنَقٍ لاَ يُرْسِلُ التَّنْفِيسَا
45- يَعْدِلُ عَنِّى الجَدِلَ الشَّخِيسَا(1)
46- بَعْدَ النُّزَى والمُتْرَفَ العِتْرِيسَا
47- حَتَّى يُذِلَّ الأَشْرَسَ الشَّرِيسَا
بِمِخْنَقٍ: يقولُ: يَخْنُقُهُ خَنْقًا لاَ يَدَعُهُ يَتَنَفَّسُ.(2/58)
ويَعْدِلُ عَنِّى: يَعْنى فِعْلَهُ.
جَدِلٌ: شَدِيدُ الخُصُومَةِ.
والنُّزَى: جَمْعُ نَزْوَةٍ، والنَّزْوُ، والنُّزَاءُ، والنَّزَوَانُ: الوَثَبَانُ والتَّصَاعُدُ، وقالَ اللِّحْيَانِىُّ: يقالُ: قَدْ نزَا يَنْزُو نَزْوًا، ونُزُوًّا، ونَزَوَانًا، ونُزَاءً، ونِزَاءً(2).
والمُتْرَفُ: البَطِرُ القَلِيلُ الهَمِّ.
والعِتْرِيسُ: الدَّاهِيَةُ.
والأَشْرَسُ، والشَّرِيسُ واحِدٌ، وهو: العَسِرُ الشَّدِيدُ الخِلاَفِ، وقالَ:
فَظِلْتُ وَلِى نَفْسَانِ نَفْسٌ شَرِيسَةٌ ونَفْسٌ تَعَنَّاهَا الفِرَاقُ جَزُوعُ(3)
والشَّخِيسُ: الذى لاَ يَزالُ يُشَاخِسُ، أى يُخَالِفُ، وتَشَاخَسَتْ أَسْنَانُهُ: تَخَالَفَتْ.
والعِتْرِيسُ: الصَّعْبُ.
48- والخَصْمَ ذا الأُبَّهَةِ الشَّطُوسَا
49- صَكَّ العِدَى أَخْلَقَ مَرْمَرِيسَا
50- لاَ يَمْلِكُ النّاسُ لَهُ تَأْيِيسَا
51- أَمْسَى الغَوَانِى بَعْدَ وُدٍّ شُوسَا
/ الأُبَّهَةُ: العَظَمَةُ والكِبْرُ، وفى بَعْضِ الحَدِيثِ: "ما فَعَلَتْ أُبَّهَتُكُمْ".
والشَّطُوسُ: الذَّاهِبُ فى ناحِيَةٍ كأَنّهُ يَشْغَبُ، يأْخُذُ فى غَيْرِ الطَّرِيقِ.
والشَّطَسُ: الدَّهَاءُ والعِلْمُ، يقولُ: إنَّهُ رَجُلٌ شُطْسِىٌّ، ذُو أَشْطَاسٍ، ويُرْوَى: "كدَّ العِدَى"، يقولُ: هذا الفِعْلُ كَدَّ أَعْدَائِى وصَكَّهُمْ.
__________
(1) اللّسان (ش خ س).
(2) النِّزاءُ - بكسر النون لم يرد فى مصادر الفعل نَزا- بمعنى وثَبَ - فى اللسان (ن ز و) والقاموس، وفى القاموس والتاج: "النُِّزاءُ - كغراب وكِساء: السِّفادُ".
(3) اللِّسان والتاج (ش ر س) غير مَنْسُوبٍ، برواية: "فَرُحْتُ وَلِى..".
والأَخْلَقُ: الأَمْلَسُ.(2/59)
والمَرْمَرِيسُ: الصُّلْبُ، والمَرَسُ: الحَبْلُ، سُمِّىَ بِهِ لِكَثْرَةِ تَمَرُّسِ الأيْدِى إيَّاهُ، ورَجُلٌ مَرِسٌ: شَدِيدُ المُمَارَسَةِ، أى المُعَالَجَةِ، ذُو جَلَدٍ، والمَرْمَرِيسُ مِنَ الأَرْضِ: التى لاَ نَبْتَ بِهَا، والمَرْمَرِيسُ: الدَّاهِيَةُ، وأَنْشَدَ:
* جَاءَتْ خُطُوبُ الدَّهْرِ بالبَرْدِيسِ *
* وبالدُّرَخْمِينِ وبالمَرْمَرِيسِ *(1)
وقالَ: التَّأْيِيسُ: التَّأْثِيرُ، والتَّأْيِيسُ: التَّلْيِينُ، فُلانٌ ما يُؤَيَّسُ: أى ما يُلَيَّنُ.
شُوسٌ: يَنْظُرْنَ فى ناحِيَةٍ.
52- لَجَلْجَلْنَ دُونِى مَنْطِقًا مَوْهُوسَا
53- خَالَطَ مِنْهُ غَزَلٌ تَفْجِيسَا
54- لَمَّا رَأَيْنَ لِحْيَتِى خَلِيسَا
55- رَأَيْنَ سُودًا ورَأَيْنَ عِيسَا (2)
اللَّجْلَجَةُ: أَنْ يَتَكَلَّمَ الإنْسَانُ بِكَلاَمٍ غَيْرِ بَيِّنٍ، ولِسَانٍ غَيْرِ بَيِّنٍ، وهو تَعَثُّرُ لِسَانِهِ وانْغِلاَقُهُ، وقالَ:
* ومَنْطِقًا بِلِسَانٍ غَيْرِ لَجْلاَجِ *(3)
مَوْهُوسًا: يقالُ: هَاسَ مَنْطِقَهُ: إذَا أَخْفَاهُ، وهِسْنَ مَنْطِقَهُنَّ: أَخْفَيْنَهُ.
والتَّفْجِيسُ: التَّكَبُّرُ.
والفُجَّاسُ: المُتَكَبِّرُونَ.
والخَلِيسُ: ما فِيهِ بَيَاضٌ وسَوَادٌ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِىُّ:
* والرَّأْسُ قَدْ صَارَ خَلِيطًا (4) اثْنَيْنْ *
__________
(1) رجل بِرْدِيس: خبيث منكَر. والدُّرَخْمِين: الدَّاهية.
(2) اللّسان والتاج (غ ى س)، ورواية المشطور فى اللّسان:
* رَأَيْنَ سُودًا ورَأَيْنَ غِيسَا * (بالغين)
لِمَّةٌ غَيْسَاءُ: وافِيَةُ الشَّعَر. وفى (ع ى س) قال الأصمعى: إذا خالط بياضَ الشعر شقرةٌ فهو أعْيَسُ.
(3) اللّسان (ل ج ج)، وفيه: "ومَنْطِقٍ.." بالجرّ.
(4) كذا فى المخطوط، ولعله من سبق القلم لأنه يستشهد للخليس، وفى اللسان (خ ل س): "يقال: خَلَسَ رأسه: إذا خالط سواده البياض"، وفى نسخة الضرير: "خَلِيسَيْن".(2/60)
* مِنَ البَيَاضِ والسَّوَادِ نِصْفَيْنْ *
والعِيسُ: البِيضُ، جَمْعُ عَيْسَاءَ.
56- فى سَابِغٍ(1) يَكْسُو اللِّمَامَ الغِيسَا
57- ضَرْجَ المُذَكِّى الشَّعَلَ المَقْبُوسَا
58- والشَّيْبُ حينَ أَدْرَكَ التَّقْوِيسَا
59- والحَبْرُ(2) مِنْهُ خَلَقًا مَعْفُوسَا
السَّابِغُ: الطَّوِيلُ، سَبَغَ الشَّعَرُ سُبُوغًا.
واللِّمَامُ: لِمَّةٌ، ولِمَمٌ، ولِمَامٌ، وهو: شَعَرُ الرَّأْسِ/ إذَا كانَ [فَوْقَ الوَفْرَةِ](3).
والغِيسُ: جَمْعُ غَيْسَاءَ، لِمَّةٌ غَيْسَاءُ: أى نَاعِمَةٌ، ويُقالُ: كانَ ذَلِكَ فى غَيْسَانِ شَبابِهِ، أى: ناعِمِه.
والضَّرْجُ: الشَّقُّ.
والمُذَكِّى: المُوقِدُ النَّارَ، يقولُ: اشْتَعَلَ الشَّيْبُ، كَمَا اشْتَعَلَتْ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ ذَكَّاهَا رَجُلٌ، فشَقَّقَ مَوْضِعَ النَّارِ، ويُرْوى: "فى شائِعٍ" يقولُ: فى شَيْبٍ قَدْ شَاعَ.
والشَّعَلُ: ما اشْتَعَلَ.
والمَقْبُوسُ: المُشْعَلُ.
والتَّقْوِيسُ: يَعْنِى انْحِنَاءَ الظَّهْرِ، وتَقَوُّسَ الظَّهْرُ، وقالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
ومَنْ قَدْ رَأَيْنَ الشَّيْبَ فِيهِ وقَوَّسَا(4)
والحَبْرُ: يَعْنِى الشَّبَابَ الحَبْرَ، وحَبْرُ الشَّبَابِ: جَرَاءَتُهُ وحُسْنُهُ، يقولُ: لَمَّا رَأَيْنَ مَاءَ الشَّبَابِ قَدْ أَخْلَقَ، كَمَا يَتَبَدَّلُ الثَّوْبُ.
مَعْفُوسٌ: مُهَانٌ، يقولُ: كانَ عَلَىَّ ثَوْبٌ مِنَ الشَّبَابِ جَمِيلٌ فَبَدَّلَهُ الشَّيْبُ.
__________
(1) فى اللّسان (غ ى س): "فى شائِعٍ يكْسُو.." وهى رواية حكاها الشارح فيما يلى، وفى التاج (غ ى س): "فى سابِغٍ يكْسُو..".
(2) فى المخطوط: "والحَبْرَ" بفتح الرّاء، والمثبت من الدّيوان المطبوع.
(3) بياض بالمخطوط، والمثبت من اللّسان (ل م م).
(4) عجز بيت تمامه كما فى اللّسان (ق وس)، وديوان امرئ القيس/107:
أَرَاهُنَّ لا يُحْبِبْنَ من قَلَّ مالُهُ ولا مَنْ رَأَيْن الشَّيْبَ فِيهِ وقَوَّسَا(2/61)
المَعْفُوسُ: المَوْطُوءُ للطَّرْحِ، عَفَسْتُهُ: إذَا وَطِئْتَهُ.
60- بَدَّلَ ثَوْبَ الجِدَّةِ المَلْبُوسَا
61- وقَدْ أَكُونُ مَرَّةً نِطِّيسَا
62- بِخَبْءِ أَدْوَاءِ الصِّبَا نِقْرِيسَا(1)
63- أُخْرِجُ خَبْءَ العُقَدِ المَدْسُوسَا
النِّطِّيسُ، والنِّطَاسِىُّ، والنَّطِسُ، والنَّطُسُ، واحِدٌ، تَنَطَّسَ فى الأَمْرِ: بالَغَ فِيهِ وعَلِمَهُ.
والخَبْءُ: المَخْبُوءُ.
والنِّقْرِيسُ، والنِّقْرِسُ: العَالِمُ، ودَلِيلٌ نِقْرِسٌ، وطَبِيبٌ نِقْرِسٌ: عَالِمٌ دَاهِيَةٌ.
والمَدْسُوسُ: المَخْفِىُّ، يَعْنِى [بالعُقَد](2) السِّحْرَ.
64- والنُّشْرَةَ(3) الغَبْرَاءَ والتَّلْبِيسَا
65- وقَدْ يَرَيْنَ بالصِّبَا طَاوُوسَا
66- ومُذْهَبًا عِشْنَا بِهِ حُرُوسَا
67- لَوْ كُنْتُ بَعْضَ الشَّارِبِينَ الطُّوسَا
يقولُ: أُخْرِجُ السِّحْرَ.
والنُّشْرَةُ الغَبْرَاءُ: التى تَرِبَتْ مِنَ التُّرَابِ.
والتَّلْبِيسُ: ما لُبِّسَ وخُلِطَ مِنَ الأُمُور.
ومُذْهَبًا: أى لَوْنٌ كَأَنّهُ لَوْنُ الذَّهَبِ.
والحُرُوسُ: الرُّهُونُ، الواحِدُ: حَرْسٌ.
والطُّوسُ: يريدُ ازرِطُوسَ، وهو دَواءٌ.
/ 68- ما كانَ إلاَّ مِثْلَهُ مَسُوسَا
69- لِينَ الشَّبَابِ الحُسْنَ والتَّمْلِيسَا
70- أَحْدُو(4) المُنَى وأَغْبِطُ العَرُوسَا
71- لاَ أَسْتَحِى القُرَّاءَ أَنْ أَمِيسَا
المَسُوسُ: المَرِىءُ الذى يَنْجَعُ فى البَدَنِ، وقالَ:
__________
(1) فى الدِّيوان المطبوع: "نَقْرِيسَا" بفتح النّون، والمشطوران (61، 62) باللّسان والتاج (ن ط س)، ورواية الثانى فيهما: "طَبًّا بأَدْواءِ الصِّبَا نِقْرِيسَا".
(2) زيادة للإيضاح.
(3) فى الدّيوان المطبوع: "والنَّشْرَة" بفتح النّون. وفى القاموس: "النُّشْرَةُ - بالضم - : رقية يعالج بها المجنون".
(4) فى المخطوط: "أَجْدُو" بالجيم، والمثبت من الدّيوان المطبوع.(2/62)
لَوْ كُنْتُ ماءً كُنْتُ لاَ عَذْبَ المَذَاقِ ولاَ مَسُوسَا(1)
وقيل: هو مِنَ المِياهِ: ما نَالَتْهُ الأَيْدِى، يقولُ: لَوْ كُنْتُ بَعْضَ هؤُلاَءِ الذِينَ يَشْرَبُونَ الدَّوَاءَ ما كَانَ ذَلِكَ الدَّوَاءُ إلاَّ مِثْلَ ما بِى مِنَ الشَّبَابِ، مَرْآةً، وحُسْنَ هَيْئَةٍ، ومَلاَسَةً.
أَحْدُو:(2) أَتْبَعُ أُمْنِيَّتِى مِنَ النَّشَاطِ والفَراغِ، وإذَا قِيلَ: فُلانٌ عَرُوسٌ(3) اشْتَهَيْتُ أَنْ أكُونَ مِثْلَهُ.
وأَمِيسُ: أَتَبَخْتَرُ، ومِثْلُهُ أَرِيسُ.
72- أَحْسِبُ يَوْمَ الجُمْعَةِ الخَمِيسَا
73- فَحَىِّ عَهْدًا قَدْ عَفَا مَدْرُوسَا
74- مَحَّى التَّمَحِّى نِقْسَهُ المَنْقُوسَا
75- كَمَا رَأَيْتَ الوَرَقَ المَطْرُوسَا
__________
(1) اللّسان (م س س) ونسبه إلى ذى الإصْبَعِ العَدْوَانِىّ، وزاد بعده:
مِلْحًا بَعِيدَ القَعْرِ قَدْ فَلَّتْ حِجَارَتُهُ الفُؤُوسَا
(2) فى المخطوط: "أَجْدُو" بالجيم، والمثبت يتَّفِق مع الشَّرح وما ورد بالدّيوان المطبوع.
(3) العَرُوسُ: نعت يستوى فيه الرّجُل والمرأة.
العَهْدُ، والمَعْهَدُ: المَوْضِعُ الذى كُنْتَ تَعْهَدُ بِهِ شَيْئًا، والعَهْدُ: مِنَ الوَصِيَّةِ، والتَّقَدُّمُ إلى صَاحِبِكَ، والعَهْدُ: الذى يُكْتَبُ للوُلاَةِ، والعَهْدُ: المَوْثِقُ، والعَهْدُ: الالْتِقَاءُ والإلْمَامُ، والعَهْدُ مِنَ المَطَرِ: أنْ يكُونَ وَسْمِىٌّ(1) قَدْ مَضَى قَبْلَهُ، ثُمَّ يُرْدِفُهُ الرَّبِيعُ بِمَطَرٍ بَعْدَ مَطَرٍ، يُدْرِكُ آخِرُهُ بَلَلَ أَوَّلِهِ ونُدُوَّتَهُ، وأَهْلُ العَهْدِ: الذِّمَّةُ، وهُم: الذين يُؤَدُّونَ الجِزْيَةَ مِنَ المُشْرِكِينَ كُلِّهِمْ، وسُمِّىَ الذِّمِّىُّ مُعَاهِدًا لأَنَّهُ عَاهَدَ وبَايَعَ علَى ما هُوَ عَلَيْهِ مِنْ إعْطَاءِ الجِزْيَةِ، والعَهْدُ: المَنْزِلُ الذى لا يَزَالُ القَوْمُ إذَا انْتَوَوْا عَنْهُ رَجَعُوا إلَيْهِ، وهو الذى فِى البَيْتِ.(2/63)
مَدْرُوسًا: أى قَدْ عَفَا، ودَرَسَتْهُ الرِّيَاحُ: أى عَفَتْهُ، ودَرَسَهُ القَوْمُ: أى أَبْلَوْا أَثَرَهُ.
والنِّقْسُ: المِدَادُ الذى يُكْتَبُ بِهِ، والجَمْعُ: الأَنْقَاسُ، يُرِيدُ أَنَّهُ مُحِيَتِ الآثَارُ بِعَهْدِ هذا الكِتَابِ. ومَعْنَى طُرِسَ: مُحِىَ.
/ 76- رَسْمًا يُعَفِّيهِ البِلَى مَدْرُوسَا
77- بِبُرْقَتَىْ مُلْقَى عَصَا لَمِيسَا
78- لَمْ تَرَ مِنْ حِسٍّ بِهِ حَسِيسَا
79- رَوْعًا مِنَ الجِنِّ ولاَ أنِيسَا
يقولُ: هذَا الرَّسْمُ بِبُرْقَتَىْ، أى بِحَيْثُ ما أَلْقَتْ عَصَاهَا.
لَمِيسُ: امْرَأَةٌ أَقَامَتْ بِهِ.
لَمْ تَرَ: يقولُ لَمْ تَرَ شَيْئًا رَاعَكَ.
80- أُسْقِىَ نَضَّاخَ الصَّبَا (2) بَجِيسَا
81- أَوْطَفَ يَهْدِى مُسْبِلاً عَجُوسَا
82- كَافَحَ بَعْدَ النَّثْرَةِ البِرْجِيسَا
83- وقَدْ تَرَى الأَبْكَارَ والعُنُوسَا
__________
(1) الوَسْمِىُّ: مَطَرُ أوَّلِ الرَّبِيعِ.
(2) فى المخطوط: "الصِّبَا" بكسر الصّاد، والمثبت من الدّيوان المطبوع وهو المناسب للشرح.
يقولُ: أُسْقِىَ هذا المَوْضِعُ الذى أَلْقَتْ لَمِيسُ عَصَاهَا فِيهِ وأَقَامَتْ بِهِ.
نَضَّاخَ الصَّبَا(1): وهو المَطَرُ.
بَجِيسَا: مَشْقُوقًا بالمَاءِ، قَدْ تبَجَّسَ: يَعْنِى السَّحَابَ.
أَوْطَفَ: سَحَابٌ كَأَنَّ لَهُ خَمْلاً.
يَهْدِى: يَتَقَدَّمُ.
عَجُوسًا: يُرِيدُ مُظْلِمًا، مِنْ عَجَاسَاءِ اللَّيْلِ: وهى بقَايَا ظُلْمَتِهِ، وعَجْسُ اللَّيْلِ: آخِرُهُ.
وكَافَحَ: اسْتَقْبَلَ.
والنَّثْرَةُ: كَوْكَبٌ فى السَّمَاءِ كَأَنَّهُ لَطْخُ سَحَابٍ حِيَالَ كَوْكَبَيْنِ صَغِيرَيْنِ، تُسَمِّيهِ العَرَبُ نَثْرَةَ الأَسَدِ، وهو مِنْ مَنَازِلِ القَمَرِ، وهو مِنْ عِلْمِ النُّجُومِ مِنَ البُرُوجِ فى السَّرَطَانِ.
والبِرْجِيسُ: المُشْتَرِى.
والأَبْكَارُ: جَمْعُ بِكْرٍ، وهى مِنَ النِّسَاءِ التى لَمْ تُمْسَسْ بَعْدُ.(2/64)
والعُنُوسُ: امْرَأَةٌ عَانِسٌ: عَنَّسَتْ فى بَيْتِ أَهْلِهَا لَمْ تُزَوَّجْ، عَنَّسَتْ وعَنَسَتْ، ورَجُلٌ عَانِسٌ: لَمْ يَتَزَوَّجْ، ويقالُ: أُسْقِىَ بِنَوْءِ النَّثْرَةِ حِينَ قَابَلَتْ طُلُوعَ البِرْجِيسِ.
84- ذَاكَ وأَتْرَابًا بِهَا أُنُوسَا
85- لاَ تُمْكِنُ الخَنَّاعَةَ النَّامُوسَا
86- وتَحْصِبُ اللَّعَّابَةَ الجَاسُوسَا
87- بِعَشْرِ أَيْدِيهِنَّ والضُّغْبُوسَا
ذَاكَ: يقولُ: ذَلِكَ كَما ذَكَرْتُ.
وآنِسَةٌ، وأُنُوسٌ للجَمِيع.
خَنَّاعَةٌ: تَخْنَعُ وتَخْضَعُ بالقَوْلِ.
والنَّامُوسُ: الخَادِعُ. والنَّامُوسُ: الذى يُنَمِّسُ بالحَدِيثِ.
وتَحْصِبُ: تَرْمِى /الذى يَلْعَبُ ويَمْزَحُ.
والجَاسُوسُ: يَتَجَسَّسُ مِنْهُنَّ مَالاَ تَرَوْنَ.
بِعَشْرِ أَيْدِيهِنَّ: يقولُ يَفْعَلْنَ ذَاكَ جَادَّاتٍ.
والضُّغْبُوسُ: نَذْلُ القَوْمِ، والضُّغْبُوسُ: نَبْتٌ صَغِيرٌ أَيْضًا، والضُّغْبُوسُ: الضَّعِيفُ مِنْ كُلِّ شَىءٍ أَيْضًا.
__________
(1) فى المخطوط: "الصِّبَا" بكسر الصّاد.
88- حَصْبَ الغُوَاةِ العَوْمَجَ المَنْسُوسَا(1)
89- ذُو النَّبْلِ ما كانَ المَهَا كُنُوسَا
90- يَرْمِى ويَرْجُو المُمْكِنَاتِ اللِّيسَا
91- بَلْ جَوْزَ(2) خَرْقٍ يَكْتَسِى الطُّلُوُسَا
يقولُ: كَمَا يَحْصِبُ الصِّبْيَانُ الحَيَّةَ، وقيل لَهَا: عَوْمَجٌ مِنَ التَّعَمُّجِ، وهو التَّلَوِّى.
والمَنْسُوسُ: المَسُوقُ، نَسَّهُ يَنُسُّهُ: إذا سَاقَهُ.
ذُو النَّبْلِ: رَفْعٌ بِيَرْمِى، وهَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: يَرْمِيهَا مَا دَامَتْ فِى الكِنَاسِ.
اللِّيسَا: [اللاّئى] لاَ يَبْرَحْنَ، يُقالُ للذَّكَرِ: أَلْيَسُ.
وجَوْزُ كُلِّ شَىءٍ: وَسَطُهُ.
والخَرْقُ: الأَرْضُ الوَاسِعَةُ.
طُلُوسا: يَقُولُ: كَأَنَّهُ أُلْبِسَ صُحُفًا قَدْ مُحِيَتْ، وطِلْسٌ، وطِرْسٌ، والطُّلُوسُ: السَّوَادُ.
92- تَرَى عَلَيْهِ الرَّقْرَقَ المَأْلُوسَا(3)(2/65)
93- يَجْتَابُ مِنْهُ طَامِسًا مَطْمُوسَا
94- يُنْضِى الوَأَى والصَّلْهَبَ اللَّدِيسَا
95- وجُلُّ لَيْلٍ يُحْسَبُ السَُّدُوسَا
الرَّقْرَقُ: السَّرَابُ يَنْزُو كَأَنَّهُ إِنْسَانٌ ذَاهِبُ العَقْلِ لَهُ بَصِيصٌ وتَلأْلُؤٌ، وهو رَقْرَاقٌ، وحَكَى الجَرْمِىُّ: الرُّقْرُقَانُ: البَرَّاقُ أَيْضًا، الذى يَتَرَقْرَقُ.
يَجْتَابُ: يَقْطَعُ.
__________
(1) نسبه صاحب اللّسان فى مادتى (ع م ج، ع و هـ ج) لرُؤبة، بينما نسبه فى مادة (ن س س) للعجّاج، ورواية المشطور فى مادة (ع و هـ ج) وفى مقاييس اللغة 4/167:
* حَصْبَ الغُواةِ العَوْهَجَ المَنْسُوسَا * (بالهاء)
وقيل فى اللّسان: "قال البُشْتِىّ: العَوْهَجُ: الحَيَّةُ فى قول رُؤبة. وقال أبو منصور: وهذا تصحيفٌ دَلَّك على أنّ صاحِبَه أخَذَ عَرَبِيَّتَهُ من كُتُب سَقيمة.. والحَيَّةُ يقال له: العَوْمَجَ بالميم، وهكذا رَوَى الرّواةُ بيْتَ رُؤْبَة".
(2) فى الدّيوان المطبوع: "بَلْ جَوْزِ" بكسر الزّاى.
(3) المَأْلُوسُ: المَجْنُونُ الذى ذَهَبَ عَقْلُه.
مِنْهُ، يَعْنِى مِنْ هذَا الخَرْقِ.
وطَامِسٌ: لاَ نَبَاتَ فِيهِ ولاَ مَسْلَكَ.
ومَطْمُوسٌ: مَمْحُوٌّ.
يُنْضِى: يُهْزِلُ ويُرِقُّ.
والوَأَى: الفَرَسُ الشَّدِيدُ.
والصَّلْهَبُ، والسَّلْهَبُ: الطَّويلُ الجِسْمِ.
واللَّدِيسُ: [ما] قَدْ لُدِسَ باللَّحْمِ.
وجُلُّ لَيْلٍ: يُرِيدُ سَوَادَهُ.
والسَّدُوسُ: الطَّيْلَسَانُ الكُحْلِىُّ، ويقالُ للنِّيلَجِ الذى يُصْبَغُ بِهِ السَّدُوسُ، وبِهِ سُمِّيَتِ الطَّيَالِسَةُ.
يَجْتَابُ مِنْهُ: يَعْنِى مِنَ السَّرَابِ.
/ 96- يَسْتَسْمِعُ السَّارِى بِهِ الجُرُوسَا
97- هَمَاهِمًا يُسْهِرْنَ أوْ رَسِيسَا
98- قَرْعَ يَدِ اللَّعَّابَةِ الطَّسِيسَا
99- عَلَوْتُ حِينَ يُخْضِعُ الرَّعُوسَا
السَّارِى: الذى يَسْرِى فى اللَّيْلِ، يقالُ: سَرَى وأَسْرَى، فهو سارٍ ومُسْرٍ.(2/66)
وجُرُوسٌ: أَصْوَاتٌ، جَمْعُ جَِرْسٍ.
وهَمَاهِمُ: أَصْوَاتٌ لاَ يَفْهَمُهَا.
والرَّسِيسُ: رَسِيسُ الحُمَّى، أى مَسُّهَا وحِسُّهَا.
قَرْعَ يد: يقولُ: تَسْمَعُ مِثْلَ قَرْعِ الصِّبْيَانِ الطَّسْتَ، والطَّسْتُ فى الأصْلِ طَسَّةٌ، ولكِنَّهُمْ حَذَفُوا تَثْقِيلَ السِّينِ فَخَفَّفُوا، وسَكَنَتْ وظَهَرَتِ التّاءُ التى فى مَوْضِعِ هَاءِ التَّأْنِيثِ؛ لِسُكُونِ مَا قَبْلَهُ، وكذَلِكَ تَظْهَرُ فى كُلِّ مَوْضِعٍ يَسْكُنُ ما قَبْلَهَا غَيْرَ أَلِفِ الفَتْحِ، والجِمَاعُ: الطِّسَاسُ.
والطِّسَاسَةُ: حِرْفَةُ الطَّسَّاسِ.
ورَعُوسٌ: يَرْجُفُ بِرَأْسِهِ مِنَ النُّعَاسِ، والرَّعُوسُ: الذى يَهُزُّ رَأْسَهُ مِنْ نَشَاطِهِ، يُقالُ مِنْهُ: رَعَسَ يَرْعَسُ رَعْسًا.
100- أَغْيَدَ يَسْقِى مَوْتَهُ النَّعُوسَا
101- مِنْ طُولِ تَسْهِيدِ الكَرَى كُؤُوسَا(1)
102- أَشْكَلَ غَرْبِيًّا وخَنْدَرِيسَا (2)
__________
(1) فى الدّيوان المطبوع: "لُؤُوسَا".
(2) الخَنْدَرِيسُ: الخَمْرُ القَدِيمَةُ.
103- والصُّهْبُ تَمْطُو الحَلَقَ المَعْلُوسَا
أَغْيَدَ: نَؤُومٌ، والغيَدُ: لِينٌ، والنَّوْمُ يُلَيِّنُ الأَعْنَاقَ حَتَّى تَمِيلَ نُعَاسًا.
والأَشْكَلُ: شَرابٌ تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ.
والصُّهْبُ: إِبِلٌ فى أَلْوَانِهَا بَيَاضٌ.
تَمْطُو: تَمُدُّ.
والحَلَقُ: حَلَقُ الأَزِمَّةِ.
يَسْقِى مَوْتَهُ: أَرَادَ مَوْتَ الخَرْقِ، كَأَنَّهُ أَمَاتَ عِظَامَهُ مِنَ التَّعَبِ.
104- بِنَاصِلاَتٍ تُحْسَبُ الفُؤُوسَا
105- إلَيْكَ جُبْنَا القَفْرَةَ القَمُوسَا
106- فى آلِهَا والغَمْرَةَ القَلُوسَا
107- زَجْلاً ومَرًّا عَنَقًا(1) مَرُوسَا
بِنَاصِلاَتٍ: واحِدُهَا نَصِيلٌ، وهو ما تَحْتَ العُنُقِ إلى الخَطْمِ.
قَمُوسٌ: قَفْرَةٌ تَقْمُسُ فى السَّرَابِ، تَغُوصُ فِيهِ.
غَمْرَةٌ: سَرَابٌ، وكَذَا الآلُ.(2/67)
قَلُوسٌ: تَقْلِسُ بالمَاءِ: تَدْفَعُهُ،/وَطَعْنَةٌ قَلاَّسَةٌ: تَدْفَعُ الدَّمَ.
زَجْلاً: تَزْجُلُ بِنَا هذه الإبِلُ: أى تَرْمِى بِنَا فى هذه الفَلاَةِ.
وسَيْرٌ مَرَّاسٌ ، ومَرُوسٌ: شَدِيدٌ.
108- بِسَامِيَاتٍ تُعْجِلُ التَّعْرِيسَا
109- يَرِدْنَ جُنْحَ اللَّيْلِ أوْ تَغْلِيسَا(2)
110- أَخْضَرَ يُغْشِى دِمْنَهُ التَّسْجِيسَا
111- بِمُسْنَفَاتٍ تَخْبِطُ الشَّسِيسَا
بِسَامِيَاتٍ: يقولُ: هذه الإبِلُ تَسْمُو بأَعْنَاقِهَا.
تُعْجِلُ التَّعْرِيسَ: تَقُومُ قَبْلَ سَاعَتِه.
دِمْنَهُ: قالَ: المَاءُ الأَخْضَرُ الذى عَلَيْهِ طُحْلُبُهُ وغُثَاؤُهُ.
__________
(1) العَنَقُ من السَّيْرِ: المُنْبَسِطُ.
(2) التَّغْلِيسُ: وِرْدُ الماءِ أوّلَ ما يَنْفَجِرُ الصُّبْحُ.
والتَّسْجِيسُ: التُّرابُ والقَذَرُ، وسَجَّسَ المَاءَ: كَدَّرَهُ(1)، وسَجَّسَ على فُلاَنٍ عَقْلُهُ: اخْتَلَطَ.
وقالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ(2): المُسَجَّسُ مِنَ المَاء: الكَدِرُ.
والمُسْنَفَاتُ مِنَ الإِبِلِ: التى تَتَقَدَّمُهَا.
والشَّسِيسُ: المَكَانُ الغَلِيظُ.
112- مِنَ الصُّوَى والأَخْشَبَ الشَّرِيسَا
113- بَعْدَ الحَذَارَى والرِّمالَ الكُوسَا
114- يَدْهَسْنَ مِنْهُ عَقِدًا مَدْهُوسَا
115- أَعْرَافَهُ والأَوْعَسَ الْمَوْعُوسَا
الصُّوَى: جَمْعُ صُوَّةٍ، وهى الحِجَارَةُ المَجْمُوعَةُ كَأَنَّهَا عَلاَمَاتٌ فى الطَّرِيقِ، صُوَّةٌ، وصُوًى، وأَصْوَاءٌ(3).
والأَخْشَبُ: مَكَانٌ مِنَ القُفِّ غَلِيظٌ خَشِنُ الحِجَارَة مَعَ كَثْرَةٍ، وكُلُّ شَىءٍ خَشِنٍ فهو أَخْشَبُ، وقَدْ يكونُ سَفْحُ الجَبَلِ أَخْشَبَ.
والشَّرِيسُ: مِنَ الشَّرَاسَةِ، وهى غِلَظٌ وخُشُونَةٌ، ويُرْوى: "الشَّئِيسَا" مِنَ الشَّأْسِ، وهو المَكَانُ الغَليظُ أَيْضًا.
والكُوسُ: المُتَرَاكِبَةُ.
والحَذَارَى: جَمْعُ حِذْرِيَةٍ، وهى المَكَانُ الغَلِيظُ.(2/68)
يَدْهَسْنَ: يَدْفَعْنَ حتَّى يَجْعَلْنَهُ دَهِيسًا.
والأَعْرَافُ: جَمْعُ عَرْفٍ: ظُهُورُ الرِّحَالِ، ويُجْمَعُ أَيْضًا علَى العِرَفَةِ.
والأَوْعَسُ: الأَلْيَنُ.
والمَوْعُوسُ: المَوْطُوءُ.
والدَّهَسُ: ما غَابَتْ فِيهِ الأَخْفَافُ والأَقْدَامُ.
/ 116- قَدْ أُكْذِبُ العَذَّالَةَ اليَؤُوسَا
__________
(1) فى اللسان (س ج س): "قال ابن سيده: ماءٌ سَجَسٌ، وسَجِسٌ، وسَجِيسٌ: كَدِرٌ مُتَغَيِّر، وقد سَجِسَ الماءُ، بالكسر، وقيل: سُجِّسَ الماءُ فهو مُسَجَّسٌ وسَجِيسٌ: أُفْسِدَ".
(2) فى الجيم 2/96: "المُسَجَّسُ من الماءِ: المُنْتِنُ".
وفى الجيم 2/122: "قال المرّارُ:
فَلَمْ أَشْرِ وُدِّى بالكَسادِ ولَمْ أَعُدْ إلى الماءِ يَأْذَى أَهْلُه ويُسَجَّسُ
يُكَدَّرُ".
(3) "أَصْواء" جمع الجمع.
117- بالجِدِّ حَتَّى تَخْفِضَ التَّعْلِيسَا(1)
118- قَالَتْ لمَاضٍ لَمْ يَزَلْ حَدُوسَا
119- يَنْضُو السَّرَى والسَّفَرَ الدَّعُوسَا
العَذَّالَةُ: [الذى] يقولُ: لاَ تَسِرْ فإِنَّكَ لاَ تُصِيبُ خَيْرًا، فسَافَرَ، فَغَنِمَ، فَأَكْذَبَهَا.
يَؤُوسٌ: يَئِسَتْ أَنْ أُصِيبَ خَيْرًا.
والتَّعْلِيسُ: الشَّدِيدُ مِنَ الكَلاَمِ، يقولُ: حتّى تَخْفِضَ عَنِّى نَهْيَهَا، قالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبانِىُّ: يقالُ: عَلَّسَ فُلانٌ بِفُلاَنٍ، أى: عَذَّبَهُ، وآذَاه، وأَلَحَّ عَلَيْهِ(2).
مَاضٍ: يَمْضِى علَى الحَدْسِ، وهو الظَّنُّ.
يَنْضُو: يَجُوزُ.
والدَّعُوسُ: [الذى] يَدْعَسُ الأَرْضَ، يُؤَثِّرُ فِيهَا بسَيْرٍٍ شَدِيدٍ.
120- أَلاَ تَخافُ اللُّجَمَ(3) العَطُوسَا(4)
121- فَقَالَ إذْ قَالَتْ لَهُ تَعْمِيسَا
122- لَنْ تَمْلِكِى طَوْعًا ولاَ تَأْيِيسَا
123- أَرْجُو بِإذْنِ اللهِ أنْ يَؤُوسَا
يَقولُ: أَلاَ تَخَافُ عَاطِسًا يُلْجِمُكَ عَنْ حَاجَتِكَ، يَرُدُّكَ عَنْهَا، وكَانُوا يَتَطَيَّرُونَ مِنْه.(2/69)
وعَمَّسَتْهُ: عَمَّتْهُ، وعَمَّسَتْهُ: لَوَتْ عَنْهُ حَاجَتَهُ.
والتَّأْيِيسُ: التَّذْلِيلُ والتَّلْيِينُ، يَؤُوسُ: يُعَوِّضُ.
__________
(1) المشطوران (116، 117) باللّسان (ع ل س)، وراية الأوّل:
* قَدْ أُعْذِبُ العاذِرَةَ المَئُوسَا *
(2) الجيم 2/242.
(3) فى المخطوط:"اللَّجَمَ" بفتح اللاّم، والمثبت من الدّيوان المطبوع، واللّسان، وخزانة الأدب 2/279.واللَّجَمُ: الشُّؤْمُ، وما يُتَطَيَّرُ منه، واحِدَتُه: لَجَمَةٌ.
(4) فى خزانة الأدب 2/279:"ولاَ أَخَافُ.."، وفى اللّسان (ع ط س):"ولاَ تَخَافُ.."، وفى اللّسان (ل ج م): "ولاَ أُحِبُّ اللُّجَمَ العَاطُوسَا". والعَاطُوسُ: دَابَّةٌ يُتَشَاءَم بها. وقال ابنُ خالَوَيْه: اللُّجَمُ العَاطُوسُ: سَمَكَةٌ فى البَحْرِ، والعَرَبُ تَتَشَاءَمُ بها.
والأَوْسُ: العِوَضُ، آسَهُ يَؤُوسُهُ أَوْسًا: عَوَّضَهُ خَيْرًا، آسَكَ اللهُ خَيْرًا، وحَكَى الفَرَّاءُ: عَاضَهُ اللهُ، ولَمْ أَسْمَعْهُ إلاَّ عَنْهُ(1)، وأَنْشَدَ:
* رُزِيتُهُمْ ثُمَّ أَعَاضَ الرَّحْمَنْ *
* اثْنَيْنِ كَالغُصْنَيْنِ أَيَّا غُصْنَانْ *
يَقولُ: لَنْ تَأْخُذِى بِطَاعَةٍ.
اللُّجَمُ: مَا يُطَّيَّرُ مِنْهُ، وهو واحِدٌ لاَ جَمْعَ لَهُ.
والعَاطُوسُ: الذى يَعْطِسُ.
124- فَتًى يُجَلِّى المَحْلَ والبَئِيسَا
125- بِمُسْفِرَاتٍ تَكْشِفُ النُّحُوسَا
126- إذَا شَكَوْنَا سَنَةً حَسُوسَا
127- تَأْكُلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسَا (2)
البَئِيسُ: فِعْلٌ مِنَ البُؤْسِ { بِعَذَابٍ بَئِيسٍ } (3) شَدِيدٍ.
مُسْفِرَات تَكْشِفُ النُّحُوسَ، وهى الغَبَرَةُ.
والحَسُوسُ: التى تُحْرِقُ النّبْتَ، أصْلُه مِنَ الحاسَّةِ.
ويُرْوَى: "بَعْدَ الأَخْضَرِ".
ويقالُ: /البَرْدُ مَحَسَّةٌ للبَقْلِ، أى: يُحْرِقُهُ.
128 - ولَمْ يُدِرُّوا جَلْدَةً بِرْعِيسَا(4)
129- وانْحَطَّ ثَلْجٌ يَخْدُرُ القَرِيسَا(2/70)
130- يُضْحِى الأضَا مِنْ مَائِهِ جَمِيسَا
131- بَاعَدَ عَنْكَ العَيْبَ والتَّدْنِيسَا
الجَلْدَةُ: الخَشِنَةُ الوَبَرِ الصُّلْبَةُ اللَّحْمِ.
والبِرْعِيسُ: الغَزِيرَةُ الكَرِيمَةُ.
والقَرِيسُ: الجَامِدُ.
والأَضَاةُ مَقْصُورَةٌ: غَدِيرٌ صَغِيرٌ، واحِدَةُ الأَضَا، ويقالُ: بَلْ هو مَسِيلُ المَاءِ إلى الغَدِيرِ، على تَقْدِيرِ أَكَمَةٍ وأَكَمٍ، ثُمَّ يُجْمَعُ مَمْدُودًا على الإِضَاءِ، مِثْلُ: أكَمَةٍ وأكَمٍ وإكَامٍ.
والجَمِيسُ: الجَامِدُ.
132- ضَرْحَ الشِّمَاسِ الخُلُقَ الضَّبيسَا
133- فَحْشَاءَهُ والكَذِبَ المَنْدُوسَا
134- والشَّرَّ ذَا النَّمِيمَةِ المَقْسُوسَا
__________
(1) يعنى إلاّ عن الفرّاء.
(2) المشطوران (126، 127) باللّسان والتاج (خ ض ر).
(3) سورة الأعراف، الآية 165.
(4) اللّسان (ج ل د).
135- أَبَانُ يَابْنَ الأَطْوَلِينَ قِيسَا
قَسَّ يَقُسُّ قَسًّا، وهو مِنَ النَّمِيمَةِ وذِكْرِ النّاسِ بالغِيبَةِ(1) إذَا تَبِعَهُمْ بِهَا.
ويُرْوَى: "المَقْلُوسَا".
وقِيسًا: قَدْرًا، بَاعَدَ عَنْكَ، يقولُ: بَاعَدَ عَنْكَ العَيْبَ بَعْدَ الشِّمَاسِ.
والضَّبِيسُ: العَسِرُ، والضَّبيسُ: المُخَالِفُ.
والمَنْدوسُ: الذى نُدِسَ نَدْسًا، أى: رُمِىَ بِهِ رَمْيًا، نَدَسَهُ بِحَجَرٍ ورَدَسَهُ، ونَدَسَ: إذا نَمَّ وكَذَبَ، والمَنْدُوسُ: المَنْقُولُ مِنْ قَوْمٍ إلى قَوْمٍ.
136- فى المَجْدِ حتَّى تَبْلُغَ النَّفِيسَا
137- شَرَّفَ بَانِى عَرْشِكَ التَّأْسِيسَا
138- المَحْضُ مَجْدًا والكَرِيمُ تُوسَا
139- إذَا المُلِمَّاتُ اعْتَصَرْنَ السُّوسَا
النَّفِيسُ: الغَالِى الثَّمِين.
المَحضُ: نَعْتُ بَانِى عَرْشِكَ.
والتُّوسُ: أَصْلُ الخِلْقَةِ، تقولُ العَرَبُ: فُلاَنٌ مِنْ تُوسِه كَذَا وكَذَا(2)، وكذَلِكَ السُّوسُ، يُرِيدُ الطَّبِيعَةَ، يقولُ: اعْتَصَرْنَ كُلَّ الطَّبِيعَةِ.
والتُّوزُ: الطَّبِيعَةُ أَيْضًا.(2/71)
/ 140- لَمْ يَثْنِ حَدَّادُونَ بِى إبْلِيسَا
141- وَبْلاً وسَيْلاً لَمْ يَكُنْ مَخْسُوسَا
142- مِنْ جُودِ كَفَّيْكَ ولاَ مَنْحُوسَا
143- أَنْتَ المُرَوِّى مَنْ سَقَى تَغْمِيسَا
الحَدَّادُونَ: الذين يَمْنَعُونَهُ أَنْ يَفْعَلَ الخَيْرَ، يقولُ: لَمْ يَثْنِ مَعْرُوفَكَ.
أَنْتَ المُرَوِّى، يقولُ: مَنْ سَقَيْتَهُ رَوَّيْتَهُ غَمْسًا فى الماءِ، أى: غَمَسَهُ فى الرِّىِّ.
والحَدَّادُ: البَوَّابُ أَيْضًا.
ومَخْسُوسٌ: قَلِيلٌ.
والتَّغْمِيسُ: أَنْ يُسْقَى قَلِيلاً ثمَّ يَذْهَبُ(3).
144- إنْهَالَهُ والعَلَلَ التَّقْمِيسَا
__________
(1) فى المخطوط: "بالغَيْبَةِ"، والصَّواب ما أثبتناه.
(2) من تُوسه، أى: من طَبْعِه وخليقته.
(3) فى اللسان وغيره: "التَّغْمِيسُ: أن يَسْقِىَ الرَّجلُ إبِلَهُ ثم يذهب (عن كراع)".
145- نَقْعًا بِعَذْبٍ يَبْلُغُ النَّسِيسَا
146- تَسْهِيلُكَ المَعْرُوفَ والسَّلِيسَا
147- عَطَاءَ طَلْقٍ لَمْ يَكُنْ مَحْبُوسَا
يقولُ: عَلَلٌ يَقْمُسُ صَاحِبَهُ، والقَمْسُ: الغَوْصُ، وظَلَّ يَتَقَمَّسُ فى المَاءِ.
ونَقَعَ، وبَضَعَ: إذَا رَوَى.
والنَّسِيسُ: أَنْ يَبْلُغَ أَقْصَى أَمْرِهِ، والنَّسِيسُ: العَطَشُ، وسَيْرٌ نَاسٌّ، وبُلِغَ نَسِِيسُهُ: إذَا بُلِغَ مِنْهُ الجَهْدُ.
148- لَيْسَ كَنَزْعِ النَّازِعِ الضُّرُوسَا
149- إذَا البَخِيلُ آمَرَ الخَنُوسَا
150- شَيْطَانَهُ وأكْثَرَ التَّهْوِيسَا
151- فى صَدْرِهِ واكْتَنَّ أَنْ يَخِيسَا(1)
يقولُ: عَطَاءُ البَخِيلِ كَأَنَّمَا تُقْلَعُ أَضْرَاسُهُ.
الخَنُوسُ: قِيلَ: آمَرَ نَفْسَهُ التى تَخِيسُ، وقيلَ: الشَّيْطَانُ يَخْنُسُ فى الصَّدْرِ.
شَيْطَانَهُ: يقولُ يَسْتَشِيرُ الشَّيْطانَ.
تَهْوِيسٌ: تَخْلِيطٌ وتَدْوِيرٌ.
وآمَرَ: مِنَ المُؤَامَرَةِ.
152- أَمَرْتَ(2) نَفْسًا تَكْرُمُ النُّفُوسَا(3)
153- لَيْسَتْ لِخَبٍّ(4) يَرْهَبُ التَّفْلِيسَا(2/72)
154- ولاَ لِنِكْسٍ يَعْمُرُ التَّنْكِيسَا
155- لَوْ سَأَلَتْهُ أُمُّهُ لَؤُوسَا
يَعْمُرُ التَّنْكِيسَ: يَلْزَمُهُ.
واللَّؤُوسُ، والعَلُوسُ، والعَدوفُ، واللَّواق، والمَضَاغُ، والعَضَاضُ، والشَّمَاجُ، واللَّمَاج واحِدٌ: إذا لَمْ يَذُقْ شَيْئًا.
يَرْهَبُ التَّفْلِيسَ: يَخَافُ أَنْ تُفَلِّسَهُ /العَطِيَّةُ.
__________
(1) المشاطير (149 -151) باللّسان والتاج (ك ن ن)، ورواية الأوّل:
* إذا البَخِيلُ أَمَرَ الخَنُوسَا *
وآمَر أنسب للمعنى.
(2) فى الدّيوان المطبوع: "آمَرْتَ".
(3) تكْرُم النّفوسا: تفضلها فى الكَرَم.
(4) الخَبُّ: الخَدَّاعُ.
واللَّؤُوسُ: أَدْنَى ما يُؤْكَلُ(1).
156- أَوْ أُخْتُهُ لَمْ يَكْسُهَا دَرِيسَا
157- يَالَيْتَهُ لَمْ يُعْطَ هَلْبَسِيسَا
158- وعاشَ أَعْمَى مُقْعَدًا سَرِيسَا
159- يُلْحَى ويُبْقِى مَالَهُ المَنْحُوسَا
160- حَتَّى يَضُمَّ الوَارِثُونَ الكِيسَا
الدَّرِيسُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ.
ويُقالُ: ما لَهُ هَلْبَسِيسٌ: أى مَا لَهُ شَىءٌ.
والسَّرِيسُ: العِنِّينُ لاَ يُولَدُ لَهُ.
يقولُ: لَيْتَهُ يَمُوتُ ولَيْسَ لَهُ وَلَدٌ حَتَّى يَضُمَّ الوَارِثُونَ مَالَهُ، وأَنْشَدَ:
أَفِى حَقٍّ مُواسَاتِى أَخَاكُمْ بِمَالِى ثُمَّ يَظْلِمُنِى السَّرِيسُ(2)
* ... * ... *
__________
(1) فى اللسان (ل أ س): "اللَّؤُسُ: وسَخُ الأظفار. وقالوا: لو سَألْتُهُ لَؤُسًا ما أعطانى وهو لا شىء (عن كراع)". وفى اللسان (ل ع س): "ما ذُقْتُ لَعُوسًا، أى: شيئًا".
(2) اللّسان والتاج (س رس) ونسباه لأبى زُبَيْدٍ الطّائِىّ، وهو له فى خزانة الأدب 10/280.
- 48 -
وقالَ يَمْدَحُ مَسْلَمَةَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ:(1)
1- قَدْ بَكَرَتْ باللَّوْمِ أُمُّ عَتَّابْ
2- تَلُومُ ثِلْبًا وَهْىَ فِى جِلْدِ النَّابْ
3- أَنْ نَالَ مِنْ كِدْنَةِ (2) جِلْدٍ جِلْحَابْ(2/73)
4- نَحْتُ اللَّيَالِى كَانْتِجَابِ النَّجَّابْ
يُقالُ: بَكَرَتْ، وأَبْكَرَتْ، وبَكَّرَتْ، قالَ عُمَرُ بنُ أبى رَبِيعَةَ:
أَمِنْ آلِ نُعْمٍ أَنْتَ غَادٍ فَمُبْكِرُ غَدَاةَ غَدٍ أَمْ رَائِحٌ فَمُهَجِّرُ(3)
ويقالُ: رَجُلٌ بَكِرٌ وبَكُرٌ، وهو البُكُورُ، والتَّبْكِيرُ، والابْتِكَارُ.
والبُكْرَةُ: الغَدَاةُ، والجَمِيعُ: البُكَرُ.
والثِّلْبُ: الشَّيْخُ الكَبِيرُ، ومِنَ الإبِلِ: الكَبِيرُ أيْضًا الذى قَدْ شَابَ وَجْهُهُ وذَنَبُهُ.
والنَّابُ: النَّاقَةُ المُسِنَّةُ، يقولُ: تَلُومُ شَيْخًا وهى عَجُوزٌ، شَبَّهَهَا بالنَّابِ، وشَبَّهَ نَفْسَهُ بالثِّلْبِ، وكِدْنَتُه(4): لَحْمُهُ وقُوَّتُهُ.
والجِلْحَابُ: الضَّخْمُ.
والانْتِجَابُ: قَشْرُ النَّجَبِ، وهو لِحَاءُ الشَّجَرِ.
والنَّجَّابُ: النَّحَّاتُ.
5- حتَّى عِظَامِى مِنْ وَرَاءِ الأَثْوَابْ
6- عُوجٌ(5) دِقَاقٌ مِنْ تَحَنِّى الأَحْنَابْ(6)
__________
(1) الأرجوزة بالدّيوان المطبوع (5 -11) تحت رقم (2)، وهى أيضًا فى أراجيز العرب (159 – 172). وسبق التعريف "بمسلمة" فى صدر الأرجوزة (1).
(2) فى المخطوط: "كِذْبَة" بالذَّال، والمثبت من الدّيوان المطبوع وأراجيز العرب/159.
(3) ديوان عمر بن أبى ربيعة ص 120، والكامل 3/238.
(4) فى المخطوط: "وكِذْبَتُه"، والمثبت من أراجيز العرب.
(5) فى أراجيز العرب: "عُرْجٌ".
(6) فى الدّيوان المطبوع: "الإحْنَابْ". وأورد اللّسان والتاج المشطور فى مادّة (خ ن ب): "عُوجٌ دِقاقٌ من تَحَنِّى الأَخْنَابْ". والأَخْنابُ: مُفْردُها: خِنْبٌ، وهو باطِنُ الرُّكْبَةِ.
7- تَرَى قَنَاتِى كقَنَاةِ الأَضْهَابْ (1)
8- يُعْمِلُهَا الطَّاهِى ويُضْبِيهَا (2) الضَّابْ
الحَنَبُ: عِوَجٌ فى القَوَائِمِ.
وقَنَاتُهُ: صُلْبُهُ.
والتَّضْهِيبُ: التَّلْوِيحُ، وهو ما لَوَّحَتْهُ /النّارُ.
والطَّاهِى: الطَّابِخُ والخَابِزُ.(2/74)
ويُضْبِيهَا: يَرْفَعُهَا عَنِ النَّارِ أَنْ تَحْتَرِقَ، وهو فى ذَاكَ يُصْلِيها النَّارَ.
والضَّابِى: الصَّالِى، وضَبَتْهُ النَّارُ، وضَبَحَتْهُ: إذَا نَالَتْ مِنْهُ.
9- كَأَنَّ بِى سُِلاًّ ومَا مِنْ ظَبْظَابْ (3)
10- بِى والبِلَى أَنْكَرُ تِيكَ الأَوْصَابْ(4)
11- ورَهْنُ أَحْدَاثِ الزَّمَانِ النَّكَّابْ
12- لِمَنْ رَمَى رَهْنٌ بِرَمْىٍ(5) أَصْوَابْ
13- فَإِنْ تَرَى نَسْرًا طَوِيلَ الإِكْبَابْ
14- فى البَيْتِ بَعْدَ قُوَّةٍ وإِصْحَابْ(6)
السُِّلُّ: دَاءٌ، والسُّلاَلُ مِثْلُهُ، يُهْرِمُ ويَقْتُلُ.
__________
(1) فى الدّيوان المطبوع وأراجيز العرب/159: "الإضْهَابْ".
(2) فى أراجيز العرب/159: "ويَضْبِيها" بفتح ياء المضارعة.
(3) فى الدّيوان المطبوع: "ظَِبْظَابْ" بفتح الظّاء وكسرها. ورواية اللّسان والتاج (ظ ب ظ ب):
* كأَنَّ بِى سُلاًّ وما بِى ظَبْظَابْ *
(4) اللّسان (ظ ب ظ ب، و ص ب)، والتاج (ظ ب ظ ب). والأَوْصَابُ: الأَسْقامُ، مفردها وَصَبٌ. وقد يُطْلَق الوَصَبُ على التّعَبِ والفُتور فى البَدَنِ.
(5) فى الدّيوان المطبوع، وأراجيز العرب/159: "بِرَمْىِ" بدون تنوين.
(6) فى المخطوط: "وأَصْحَابْ"، وما أثبتناه من الدِّيوان المطبوع، وأراجيز العرب/159.
والظَّبْظَابُ: الوَجَعُ ما كانَ، يقولُ: ما بِهِ ظَبْظَابٌ، أى مَا [به] قَلَبَةٌ(1)، وقالَ أبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ: أَصْلُهُ بَثْرٌ يَخْرُجُ فى العَيْنِ، وهى حَدْرةٌ(2) فى سَائرِ الجَسَدِ، قال: تُقْصَعُ بالظُّفْرِ فَتَبْرَأُ، وقال غَيْرُهُ: تَخْرُجُ بَيْنَ أَشْفَارِ العَيْنِ فَيُدَاوَى بالزَّعْفَرانِ، وهو القَمَعُ.
الإِصْحَابُ: كَثْرَةُ الشَّعَرِ، أَدِيمٌ مُصْحِبٌ:عَلَيْهِ شَعَرٌ.
15- إذْ لاَ أَنِى فى رِحَلٍ وتَرْكَابْ
16- مُرْتَجَعًا بَعْدَ السِّفَارِ(3) الذَّهّابْ
17- وقَدْ أُرَى زِيرَ الغَوَانِى الأَتْرَابْ(2/75)
18- والعُرْبِ(4) قى عَفَافَةٍ(5) وإعْرَابْ
أَنِى: أَفْتُرُ.
والرِّحَلُ: جَمْعُ رِحْلَةٍ، قالَ ابنُ السِّكِّيتِ، حَكَاهُ عَنْ أَبِى عَمْرٍو(6): الرِّحْلَةُ: الارْتِحَالُ، والرُّحْلَةُ: الوَجْهُ الذى تُرِيدُهُ، تقولُ: أَنْتُم رُحْلَتِى، وقالَ أبُو عُبَيْدٍ: ناقَةٌ رَحِيلَةٌ: شَدِيدَةٌ قَوِيَّةٌ على السَّيْرِ، وجَمَلٌ رَحِيلٌ، وإنَّهَا لَذَاتُ رُحْلَةٍ.
ومُرْتَجَعٌ: رَجِيعُ سَفَرٍ.
__________
(1) فى المخطوط: "أى ما قلبه"، والزيادة والتصحيح من اللسان (ظ ب ظ ب) وفيه أيضًا: "وقيل: ما به شىءٌ من الوَجَعِ".
(2) فى الجيم 2/220: "الظَّبْظَابُ: بَثْرٌ يَخْرُجُ فى العَيْنِ، وهى حَدْرَةٌ فى سائِر الجِلْدِ". وفيه أيضًا 2/223: "الظَّبْظَابُ: قُرَيْحَةٌ فى شُفْرِ العَيْنِ صغيرة تُقْطعُ بالظُّفْرَيْن فَتْبَرأ".
(3) فى المخطوط: "السَّفار" بفتح السِّين، والتصحيح من الديوان المطبوع والتاج.
(4) فى المخطوط: "والعُرْبَ" بالنّصب، والمثبت من الدّيوان المطبوع، وأراجيز العرب/160.
(5) فى المخطوط: "فى عَفَّافَةٍ" بتشديد الفاء، والمثبت من الدّيوان المطبوع.
(6) هو أبو عمرو الشيبانى، والنص فى الجيم 1/298.
زِيرُ الغَوانِى: يُقالُ: فلانٌ زِيرُ نِسَاءٍ، وخِلْمٌ، وحِدْثٌ، وعِجْفٌ: إذَا كانَ يَتَحَدَّثُ إلَيْهِنَّ.
والعُرْبُ: جَمْعُ عَرُوبٍ، وهى الخَلِيعُ مَعَ زَوْجِهَا، العَفِيفَةُ عَنْ غَيْرِه.
والإِعْرَابُ: الكَفُّ عَنِ القَبِيحِ ومَا لاَ يَحِلُّ.
19- عَوَاجِزِ(1) الرَّأْىِ دَوَاهِى الأَخْلاَبْ
20- يَكْنِينَ عَنْ أَسْمَائِنَا بالأَلْقَابْ
21- كَأَنَّ مُزْنًا مُسْتَهِلَّ الإرْضابْ
22-رَوَّى قِلاتًا فى ظِلاَلِ الأَلْصَابْ
/ الدَّوَاهِى: المُنْكَرَاتُ.(2/76)
والخُلْبُ: الخِدَاعُ والاسْتِمَالَةُ، وهى الخِلاَبَةُ، وفى حَدِيثٍ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "إذا تَبَايَعْتُمْ فَقُولُوا لاَ خِلاَبَةَ"(2)، والخِلاَبَةُ أَيْضًا: أَنْ تَخْلُبَ المَرْأَةُ قَلْبَ الرَّجُلِ بِأَلْطَفِ القَوْلِ وأَخْلَبِهِ، وفى مَثَلٍ: "إذَا لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلُبْ"(3)، وامْرَأَةٌ خَلاَّبَةٌ: مُذْهِبَةٌ للغَمِّ، وكذَلِكَ خَلُوبٌ، ورَجُلٌ خَلَبُوتٌ: ذو خَدِيعَةٍ واخْتِلاَبٍ للشَّىْءِ.
والمُزْنُ: جَمْعُ مُزْنَةٍ، وهو السَّحَابُ.
ويُقَالُ: رَضَبَتِ السَّمَاءُ: إذَا أَمْطَرَتْ. والرُّضَابُ: المَاءُ، والرُّضَابُ: ما يَرْضُبُ الإنْسانُ مِنْ رِيقِهِ.
والقِلاَتُ: جَمْعُ قَلْتٍ، وهى نُقْرَةٌ تكُونُ فى الصَّفَا يَجْتَمِعُ فِيهَا مَاءُ السَّمَاءِ لاَ مَادَّةَ لَهَا مِنَ الأَرْضِ.
__________
(1) فى المخطوط: "عَواجزُ" مرفوعة، والمثبت من الدّيوان المطبوع، وأراجيز العرب/160.
(2) اللسان (خ ل ب)، وفيه: "وفى حديث النّبىّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال لرَجُلٍ كان يُخْدَعُ فى بَيْعِه: إذا بايَعْتَ فَقُلْ لا خِلابَةَ"، أى لا خِداع. والحديث فى صحيح مسلم 3/1165 ط. الحلبى برواية: "مَنْ بايَعْتَ فقُل: لا خِلابَة".
(3) فى اللّسان (خ ل ب): "إذا لم تَغْلِبْ فاخْلِبْ"، وفى القاموس: "خَلَبه - كنصره - :خَدَعه".
والأَلْصَابُ: جَمَاعَةُ لِصْبٍ، وهى الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ بَيْنَ الجَبَلَيْنِ، وكذلِكَ الشِّعْبُ، واللِّهْبُ.
23- رَشِفْنَهَا غُرًّا عِذَابَ الأَشْنَابْ
24- فأَيُّهَا الغَادِى بِرَاحِ الأَغْرَابْ
25- إلَىَّ والرَّاوِى كَلامَ الآلاَبْ
26- أَقْصِرْ فَلاَ تَرْمِ العِدَا بِكُثَّابْ
الرَّشْفُ، والرَّشِيفُ: تَنَاوُلُ المَاءِ بالشَّفَتَيْنِ، وهو فَوْقَ المَصِّ.
والأَشْنَابُ: جَمْعُ شَنَبٍ، وهو رِقَّةُ الأَسْنَانِ وصَفَاؤُهَا.(2/77)
والأَغْرَابُ: الأَقْدَاحُ، واحِدُهَا: غَرَبٌ، وغَرْبٌ.
فَأَيُّهَا الغَادِى: يُرِيدُ أَيُّهَا الغَادِى كالسَّكْرَانِ مِنَ الخَمْرِ.
والآلاَبُ: الجَمَاعَاتُ، واحِدُهُم: إِلْبٌ.
والكُثَّابُ: سَهْمٌ يَتَعَلَّمُ بِهِ الصِّبْيَانُ الرَّمْىَ، وهو الذى يُجْعَلُ فى رَأْسِهِ طِينَةٌ لِئَلاَّ يَعْقِرَ، وهو الجُمَّاحُ.
27- تَنْهَاكَ عَنِّى مُعْذِبَاتُ الإِعْذَابْ
28- والكُفْرُ والخَيْبَةُ حَظُّ المُغْتَابْ
29- إنِّى امْرُؤٌ للنَّاسِ غَيْرُ سَبَّابْ
30- للقُرُبِ الأَدْنَى ولاَ للأَجْنَابْ(1)
مُعْذِبَاتٌ: مانِعَاتٌ، تقولُ: أَعْذَبْتُهُ إِعْذَابًا: أى فَطَمْتُهُ عَنِ الشّىءِ، وكُلُّ مَنْ مَنَعْتَهُ شَيْئًا فَقَدْ أعْذَبْتَهُ، وكذَلِكَ عَذَّبْتُهُ تَعْذِيبًا، قالَ الشَّاعِرُ:
يَسُبُّ قَوْمَكَ سَبًّا غَيْرَ تَعْذِيبِ
/ أى غَيْرَ تَفْطِيم ونحو ذَلِك.
والأَجْنَابُ: الغُرَبَاءُ، وجَنَبٌ، وأَجْنَبُ، وجانِبٌ(2) واحِدٌ.
31- أَجْتَنِبُ العَيْبَ اتِّقَاءَ الأَعْيَابْ
32- والقَوْلُ يُلْقَى بَعْضُهُ فى الأَتْبَابْ
33- مَاضِيهِ أَمْضَى مِنْ حِدَادِ النُّشَّابْ
34- والقَوْلُ يَنْمِى بَعْدَ غِبِّ الإِغْبَابْ
__________
(1) رواية المشطور فى أراجيز العرب/160: "للقُرُبِ الأَدْنَى وللأَجْنَابْ".
(2) فى المخطوط: "وجانَبٌ"، وما أثبتناه يتّفق وكتب اللّغة.
الأَتْبَابُ: الخَسَارَةُ، جَمْعُ تَبٍّ، وتقولُ: تَبًّا لِفُلاَنٍ، نُصِبَ لأَنَّهُ مَصْدَرٌ مَحْمُولٌ علَى فِعْلِهِ، كمَا تقُولُ: سَقْيًا لفُلاَنٍ، مَعْنَاهُ سُقِىَ فُلاَنٌ سَقْيًا، ولَمْ يُجْعَلِ اسْمًا مُسْنَدًا إلى ما قَبْلَهُ.
يَنْمِى: يَذِيعُ ويَنْتَشِرُ.
بَعْدَ غِبِّ الإِغْبَابِ: تقولُ: غَبَّتِ الأُمُورُ: صَارَتْ إلَى أَوَاخِرِهَا، وقالَ:
* عِنْدَ الصَّباحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى *(1)
ويَقولُ: مَا يَغِبُّهُمْ لَطَفِى.(2/78)
35- والغِلُّ لاَ يَشْفِيهِ طِبُّ الأَطْبَابْ
36- وإِنْ رَقَوْا فى مَسَكٍ وأَهْدَابْ
37- مِنْ سَاحِرٍ يُلْقِى الحَصَى فى الأَكْوابْ
38- بِنُشْرَةٍ أَثَّارَةٍ كالأَقْوَابْ
الغِلُّ: الحِقْدُ الكَامِنُ، تقولُ: رَجُلٌ مُغِلٌّ: مُضِبٌّ علَى غِلٍّ.
والأَطْبَابُ: جَمْعُ طَبٍّ، وهو العَالِمُ بالأُمُورِ، ويقالُ: أَنَا طَبٌّ بِهَذا الأَمْرِ: أى عَالِمٌ بِهِ، وقالَ عَنْتَرَةُ:
إنْ تُغْدِفى دُونِى القِنَاعَ فإِنَّنِى طَبٌّ بِأَخْذِ الفَارِسِ المُسْتَلْئِمِ (2)
وبَعِيرٌ طَبٌّ: وهو الذى يَتَعَاهَدُ مَوْضِعَ خُفِّهِ أَيْنَ يَطَأُ بِهِ.
والمَسَكُ: سِوَارٌ مِنْ عَاجٍ أو مِنْ قُرُونٍ تَلْبَسُهَا النِّسَاءُ.
والأَهْدَابُ: جَمْعُ هُدَّابٍ، اسْمٌ يَجْمَعُ هُدْبَ الثَّوْبِ وهُدْبَ الأَرْطَى، ويقالُ: هُدْبَةٌ، وهُدَبَةٌ، وهى خُيُوطٌ يُرْقَى فِيهَا، وتُعَلَّقُ علَى الإِنْسَانِ.
__________
(1) فى اللَّسان والتاج (غ ب ب): "غِبَّ الصَّبَاح...". وهو المناسب للسياق هنا، والمثبت مثله فى مجمع الأمثال1/464، وهذا المشطور من أرجوزة فى ديوان الشماخ/377 منسوبة إلى الجليح الجحاشى عدتها 40 مشطورًا، وروايته: "عند الصباح.." وانظر تخريجها فيه. (المراجع).
(2) اللّسان (ط ب ب) و(غ د ف) و(ل أ م)، وأراجيز العرب/161، وديوان عنترة ص 148. والإِغْدَافُ: إرْخاءُ القِنَاعِ على الوَجْهِ.
والأَكْوَابُ: جَمْعُ كُوبٍ، وهو كُوزٌ لاَ عُرْوَةَ لَهُ.
وأَقْوَابٌ: جَمْعُ قُوَبَاءَ، وأَصْلُهَا فى جِلْدِ البَعِيرِ، فَتُرَى فِيهِ قَدْ جَرِدَتْ مِنَ الشَّعَرِ، وتَخْرُجُ أَيْضًا بِجِلْدِ الإِنْسَانِ فَتُدَاوَى بالرِّيقِ، وتقولُ العَرَبُ:
* يَا عَجَبًا لِهَذِهِ الفَلِيقَهْ! *
* هَلْ تَغْلِبَنَّ القُوَباءَ الرِّيقَهْ *(1)(2/79)
قالَ الجَرْمِىُّ: قالُوا: هذا قُوبَاءٌ وهذِه قُوَبَاءُ، فَمَنْ أَسْكَنَ الوَاوَ ذَكَّرَ وصَرَفَ، ومَنْ حَرَّكَ الوَاوَ أَنَّثَ ولمْ يَصْرِفْ، فقالَ: هذه قُوَبَاءُ.
/ 39- وإنْ رَقَى فى جِنْحِ لَيْلٍ مُؤْتَابْ
40- بِرُقْيَةِ الحَيَّاتِ كُلُّ رَعَّابْ
41- عَيَّوْا وفِيهِمْ مَلِكُ بنُ ثَرَّابْ
42- فَاحْذَرْ ويَخْشَى اللهَ كُلُّ تَوَّابْ
مُؤْتَابٌ: مُفْتَعَلٌ مِنْ أُبْتُ.
والرَّعَّابُ: الذى يَزْجُرُ فى رُقْيَتِه، يَرْعَبُ المَرْءَ: يُفْزِعُهُ، يَزْجُرُهُ.
43- فَقُلْتُ والمُمْلِى حَفِيظُ الكُتَّابْ
44- والقَدَرِيُّونَ بِقَوْلٍ مُرْتَابْ
45- والقَدَرِيُّونَ بِحَبْلٍ جَذَّابْ
46- بِقَدَرٍ فى حَلَقَاتِ الأَسْبَابْ
يُرِيدُ: أنّ الأَشْيَاءَ تَجْذِبُهُمْ إلَى قَدَرِ اللهِ.
47- يَنْزِعْنَهُمْ مِنْ شَاهِدٍ وغُيَّابْ
48- جَذْبَ المُعَلِّينَ دِلاَءَ الأَكْرَابْ
49- سَيَعْرِفُونَ الحَقَّ عِنْدَ المِيجَابْ
50- دَعْهُمْ سَيَلْقَوْنَ أَعَدَّ الحُسَّابْ (2)
المُعَلِّينَ: الوَاحِدُ: مُعَلٍّ، وهو المَاتِحُ يَكُونُ فى أَعْلَى البِئْرِ والمَائِحُ فى أَسْفَلِهَا، فَإِذَا الْتَبَسَتِ الدِّلاَءُ قامَ المائِحُ يَجْذِبُ الدَّلْوَ التى يُرِيدُ تَخْلِيصَهَا، وَجَذَبَهَا الماتِحُ مِنْ فَوْق.
__________
(1) اللّسان (ق و ب)، ونسبه لابن قَنانٍ الرّاجز. والفَلِيقَةُ: الدّاهِيَةُ. ...
(2) المشاطير من 49 : 52 فى خزانة الأدب 10/32 ، 33.
والأَكْرَابُ: جَمْعُ كَرَبٍ، وهو عَقْدُ الحَبْلِ علَى العَرْقُوَةِ.
والميِجَابُ: المِيعَادُ الذى وجَبَ لَهُمْ.
أَعَدُّ الحُسَّابِ: اللهُ جَلَّ وعَزَّ.
51- والأَمْرُ يُقْضَى فى الشَّقَا للخُيَّابْ
52- بَلْ بَلَدٍ ذِى صُعُدٍ(1) وأَصْبَابْ
53- يُخْشَى(2) مَرَادِيهِ وهَجْرٍ ذَوَّابْ(3)
54- أَشْهَبَ ذِى سُرَادِقٍ وجِلْبَابْ(2/80)
صُعُدٍ: مِنَ الصُّعُودِ، وهى خِلاَفُ الهُبُوطِ، طَريقَةٌ مِنْ مَكَانٍ مُنْخَفِضٍ إلَى أَعْلاَهُ، يقالُ: صَعِيدٌ، وأَصْعِدَةٌ، وصُعُدٌ، وهى مِثْلُ الكَؤُودِ.
والأَصْبَابُ: جَمَاعَةُ صَبَبٍ، وهو تَصَوُّبُ نَهَرٍ أو طَرِيقٍ يكُونُ فى حَدُورٍ، ويقالُ: صَبُوبٌ مِثْلُ صَعُودٍ وهَبُوطٍ وحَدُورٍ.
ومَرَادِيهِ: مَهَالِكُهُ، مِنَ الرَّدَى.
والهَجْرُ: شِدَّةُ الهَاجِرَةِ والحَرِّ، يُقالُ: هَجْرٌ،/وهَاجِرَةٌ، وهَجِيرٌ.
وأَشْهَبُ: شَديدُ البَيَاضِ مِنْ لَوْنِ السَّرَابِ، كَأَنَّ عَلَيْهِ سُرَادِقًا وجِلْبَابًا.
55- يَشُلُّهُ ذِئْبُ السَّرَابِ الخَبَّابْ
56- مُنْجَرِدِ الفَيْفَا عَمِيقِ الأَقْرَابْ
57- نَاءٍ مِنَ النَّخْلِ بَعيدِ الأَشْرَابْ
58- يَقْمُسُ(4) فى هَبْوَةِ مُغْبَرٍّ هَابْ
يَشُلُّهُ: يَطْرُدُهُ، شَبَّهَ السَّرَابَ فى اطِّرَادِهِ واضْطِرَابِهِ بِعَسَلانِ الذِّئْبِ إذا هو عَدَا.
والمُنْجَرِدُ: البَعِيدُ.
والفَيْفَاءُ، مَمْدُودَةٌ، ولكِنَّهُ قَصَرَهَا هاهُنَا: [المفازَةُ](5).
__________
(1) فى المخطوط: "ذى صُعُبٍ" بالباء، والمثبت من الدِّيوان المطبوع، واللّسان (ص ب ب)، وخزانة الأدب 10/32، ويتّفق مع الشرح.
(2) فى أراجيز العرب/161: "تُخْشَى".
(3) فى المخطوط: "وهَجْرَ دَوَّابْ"، والمثبت من الدِّيوان المطبوع، وأراجيز العرب/161.
(4) فى أراجيز العرب/162: "يَغْمِسُ" فى الموضعين، والقَمْس: الغَطْس فى الماء.
(5) زيادة من اللسان (ف ى ف) ولفظه: "المفازة لا ماء فيها".
والعَمِيقُ: البَعِيدُ.
وأَقْرَابُهُ: نَوَاحِيهِ، وهذا مَأْخُوذٌ مِنْ قُرْبَى البَطْنِ، وهُمَا الخَاصِرَتَانِ.
أَشْرَابٌ: مِيَاهٌ، يقالُ: شَرْبٌ وشُرْبٌ.
والشِّرْبُ: الحَظُّ مِنَ المَاءِ والنَّصِيبُ، ويقالُ: شَرِبَ شُرْبًا وشِرْبًا.
ويَقْمُسُ(1): يَغِيبُ فى السَّرَابِ.
والهَبْوَةُ: الغُبَارُ.(2/81)
والبَلَدُ الهَابِى: الكَثِيرُ الغُبَارِ.
59- أَجَّجَهُ شَهْبَةُ قَيْظٍ شَهَّابْ
60- إذا حَبَا مِنْهُ إلى الرَّمْلِ الحَابْ
61- مُحْزَوْزِمِ الجَوْزِ حُدَابِ الأَحْدَابْ
62- قَطَعْتُ أَخْشَاهُ (1) بِعَسْفٍ جَوَّابْ
أجَّجَهُ: أَلْهَبَهُ.
وشَهْبَةُ القَيْظِ: وَقْدَتُهُ.
إذا حَبَا: دَنَا.
والحَابِى: الدَّانِى بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ.
ومُحْزَوْزِمٌ: مُفْعَوْعِلٌ مِنَ الحَزْمِ، وهو الغَلِيظُ مِنَ الأَرْضِ.
والحُدَابُ: الطِّوَالُ.
والأَحْدَابُ: جَمْعُ حَدَبَةٍ.
والعَسْفُ: الرُّكُوبُ على غَيْرِ هُدًى.
وجَوَّابٌ: مِنْ جُبْتُ الأَرْضَ: قَطَعْتُهَا.
63- بِكُلِّ وَجْنَاءَ ونَاجٍ هِرْجَابْ(2)
64- يَنْعَشُهَا نَعْشًا بِمُقِّ الأَسْهَابْ
65- نَوَاهِضِ الأَيْدِى طِوَالِ الأَنْصَابْ
66- يَجْذِبْنَ أَجْذَالَ الشِّعَافِ النُّضَّابْ
الوَجْنَاءُ: الغَلِيظَةُ الوَجَنَاتِ.
والنَّاجِى: السَّرِيعُ.
والهِرْجابُ: الطَّويلُ.
يَنْعَشُهَا: يُحَرِّكُهَا ويَرْفَعُهَا فى السَّيْرِ.
والمُقُّ: جَمْعُ مَقَّاءَ وأَمَقَّ، وهى البَعِيدَةُ الأَطْرَافِ مِنَ المَفَاوِزِ.
/ والأَسْهَابُ: جَمْعُ سَهْبٍ، وهو المُتَّسَعُ البَعِيدُ الأَطْرافِ، وهو كالأَمَقِّ والمَقَّاءِ.
والأَنْصَابُ: الأَعْنَاقُ.
والأَجْذَالُ: جَمْعُ جِذْلٍ، وهىَ أُصُولُ الجِبَالِ مِنَ الرَّمْلِ.
وشِعَافُهَا: أَطْرافُهَا.
والنُّضَّابُ: البَعِيدَةُ.
__________
(1) أى قطعتُ أكْثَرَ أنحائِه خَوْفًا.
(2) خزانة الأدب 10/33.
67- يَرَاعِ سَيْلٍ كاليَراعِ الأَسْلاَبْ (1)
68- إذا تَنَزَّى رَاتِبَاتُ الأَرْتَابْ
69- طَاوَيْنَ مَجْهُولَ (2) الخُرُوقِ الأَجْدابْ
70- طَىَّ القَسَامِىِّ بُرُودَ العَصَّابْ (3)
اليَرَاعُ: القَصَبُ، شَبَّهَهُنَّ بِهِ مِنْ خِفَّتِهنَّ.
والأَسْلاَبُ: المُقَشَّرَةُ.
تَنَزَّى: وَثَبَ.(2/82)
والرَّاتِبَاتُ: الرَّاسِيَاتُ المُقِيمَاتُ، نَزَّاهَا السَّرَابُ فَكَأَنَّهَا تَمُوجُ.
طَاوَيْنَ: مُطَاوَاتُهَا للبِلاَدِ أَنْ تَطْوِيَهَا وتُضْمِرَهَا، وأَنْ تَطْوِىَ هى الأَرْضَ فَتَقْطَعَهَا.
والقَسَامِىُّ: الحَسَنُ الطَّىِّ.
والعَصَّابُ: الذى يُلْقِى الغُزُولَ على الحَاكَةِ.
71- حَتَّى خَرَجْنَا مِنْ قِفَارٍ أَجْوَابْ
72- مِنْ غَوْلِ مَخْشِىِّ المَهَاوِى صَبْصَابْ
73- ومَنْهَلٍ صُفْرِ الصَّرَى فى الأَجْبَابْ
74- ورَدْتُ قَبْلَ الصَّادِقَاتِ الأَسْرابْ
الأَجْوَابُ: الوَاسِعَةُ.
والصَّبْصَابُ: البَعِيدُ.
والصَّرَى: ما اجْتَمَعَ(4) مِنَ الماءِ.
والأَجْبَابُ: جَمْعُ جُبٍّ، والجُبُّ: البِئْرُ.
والصَّادِقَاتُ: القَطَا؛ لأَنَّهَا تقولُ: قَطَا قَطَا، فَتَصْدُقُ عَنْ نَفْسِهَا.
والأَسْرَابُ: جَمْعُ سِرْبٍ: قَطِيعٌ، يقالُ: هو أَصْدَقُ، وأَعْرَبُ، وأَنْسَبُ مِنْ قَطَاةٍ، وهو أَسْمَعُ مِنْ دُلْدُلٍ، وهو القُنْفُذُ.
__________
(1) اللّسان (س ل ب)، وتحرف إلى:
* يراع سَيْرٍ كاليَراع ... *
وأراجيز العرب/162، وروايتُه فيها: "يَرَاعُ...".
(2) اللّسان (ق س م)، ورواية المشطور: "مَجْدُولَ الخُروق..." وهو تحريف، والصواب "مَجْهُولَ..".
(3) اللّسان (ع ص م، ق س م)، والتاج (ع ص ب)، والمخصص 12/259، ورواية مقاييس اللغة 4/338، 5/87: "القَصَّابْ".
(4) فى اللسان ( ص ر ى): "الصَِّرى: الماء الذى طال استنقاعه" وهذا سبب اصفرار لونه، قال ذو الرمة:
وماء صَرًى عافى الثنايا كأنه من الأجْن أبوال المخاض الضواربِ
75- بِعُصُفِ المَرِّ خِمَاصِ الأَقْصَابْ (1)
76- عَوَّدَهَا التَّأْدِيبُ حُسْنَ الآدَابْ
77- كَأَنَّ رَحْلِى فَوْقَ جَأْبِ الأَجْآبْ
78- فى نَحْرِهِ مِنْ حَلَقٍ وإجْلاَبْ
العُصُفُ: السَّرِيعَاتُ كَعُصُوفِ الرِّيحِ.
والأَقْصَابُ: الأَمْعَاءُ، واحِدُهَا: قُصْبٌ.
والجَأْبُ: الغَليظُ الجِلْدِ.(2/83)
وأَجْآبُهُ: جِلْدُهُ وسَائِرُ بَدَنِهِ.
والْحَلَقُ: آثارُ العِضَاضِ.
والأَجْلاَبُ: /ما يَبِسَ على رَأْسِ الجُرْحِ، جَلَبَ الجُرْحُ وأَجْلَبَ.
79- كَدْحٌ مِنَ الرَّكْضِ مُبِينُ الأَنْدَابْ
80- فى أَرْبَعٍ أوْ فى ثلاثٍ(2) أَشْطابْ
81- شَذَّبَ عَنْهَا كُلَّ جَحْشٍ حَبْحَابْ
82- غَيْرَانَ مِغْيَاظٍ بَطِىءِ الإِعْتَابْ
الكَدْحُ: دُونَ الكَدْمِ بالأَسْنَانِ(3)، ويقالُ: هو قَشْرُ الجِلْدِ، والكَدْحُ بالحَجَرِ والحَافِرِ وغَيْرِه، وحِمَارُ الوَحْشِ مُكَدَّحٌ لِتَعْضِيضِ بَعْضِهَا بَعْضًا، وقال الأَخْطَلُ:
يَمْشُونَ حَوْلَ مُكَدَّمٍ قَدْ كَدَّحَتْ مَتْنَيْهِ حَمْلُ حَنَاتِمٍ وقِلاَلِ(4)
يَعْنِى بذلِكَ الحُمُرَ الأَهْلِيَّةَ.
والْحَنَاتِمُ: الجِرَارُ الخُضْرُ.
والرَّكْضُ: رَكْضُ الحَمِيرِ إيَّاهُ بِحَوَافِرِهَا.
والأَنْدَابُ: الآثَارُ، واحِدُهَا: نَدَبٌ.
والأَشْطَابُ: الطِّوالُ، واحِدُهَا: شَطْبَةٌ.
وشَذَّبَ: طَرَدَ.
__________
(1) اللسان والتاج (ع ص ف).
(2) فى أراجيز العرب/164: "أى مع أربع آتُنٍ أو ثلاث".
(3) هكذا فى المخطوط، وفى اللّسان (ك د ح): "الكَدْحُ: دونَ الكَدْمِ بالأَسْنَامِ".
(4) ديوان الأخطل/254 وفيه: "قد سَحَّجَت.. "وهو بمعناه، وفى اللسان (ك د ح) غير منسوب، ونسبه إلى الأخطل فى (ق ل ل). والقِلالُ: جمع قُلَّةٍ، وهى الجَرَّةُ العظيمة، وقيل: الجَرَّةُ عامّة، وقيل: الكُوزُ الصّغير.
والحَبْحَابُ: الصَّغِيرُ، وكذلِكَ مِنَ الرِّجَالِ أَيْضًا، وهو الحَبْحَبِىُّ للضَّاوِى، وقالَ ابنُ أَحْمَرَ(1):
فَصَدَّقَ ما أَقُولُ بِحَبْحَبِىٍّ كَفَرْخِ الصَّعْوِ فى العَامِ الجَدِيبِ
83- بِصُلْبِ رَهْبَى أوْ مُعَىِّ الأَصْهَابْ
84- جَوَازِئًا مِنْ غَدَقٍ وأَخْصَابْ
85- كَلَّفْنَهُ رِعْيَةَ رَاعٍ دَأّبْ
86- حَتّى إذَا قَلَّصَ جُزْءُ الأَعْشَابْ
الصُّلْبُ: المَتْنُ مِنَ الأَرْضِ.(2/84)
ورَهْبَى: دَارَةٌ مِنْ دَارَاتِ العَرَبِ، مَكَانٌ مَعْرُوفٌ، قالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ:
يُطَارِدُ عَانَاتٍ بِرَهْبَى فَبَطْنُهُ خَمِيصٌ كَطَىِّ الرَّازِقِيَّةِ مُحْنِقُ(2)
ومُعَىٌّ: تَصْغِيرُ مِعًى، وهو ما لانَ مِنَ الأَرْضِ وانْخَفَضَ.
والأَصْهَابُ: مَوْضِعٌ.
والجَوَازِئُ: اللاّتِى جَزَأْنَ(3) بالرُّطْبِ عَنِ المَاءِ.
والأخَصَابُ: جَمْعُ خِصْبٍ.
قَلَّصَ: ذَهَبَ، وذَاكَ حِينَ اشْتَدَّ الحَرُّ.
87- والْتَاحَ فى مُخْرَوِّطَاتٍ أَشْزَابْ
88- أُمْرِرْنَ إِمْرَارَ الحِبَالِ الأَشْسَابْ
89- رَاحَتْ ورَاحَ كَعِصِىِّ السَّبْسَابْ(4)
90- مُسْحَنْفِرَ الوِرْدِ عَنِيفَ الإِقْرَابْ
/ الْتاحَ: عَطِشَ، واللَّوْحُ: العَطَشُ.
مُخْرَوِّطَاتٌ: مَواضٍ.
أَشْزَابٌ: ضَوَامِرُ.
__________
(1) عمرو بن أحمر الباهِلِىّ.
(2) البيت فى معجم ما استعجم/679 ونسبه إلى علقمة بن عَبَدة، وفى أراجيز العرب/164 غير منسوب.
(3) أى استغنين به.
(4) ديوان رؤبة المطبوع/169 فى الأبيات المفردة المنسوبة إليه، وهو فى اللسان والتاج (س ب ب) وقال فى اللسان: "وهو لغة فى السَّبْسب، أو أن الألف للضرورة"، وقال فى التاج: "هكذا أورده صاحب اللسان هنا، وهو وهم، والصحيح السَّيْسَب بالياء". وأنشده فى اللسان والتاج والتكملة ( س س ب) "السَّيْساب" وهو كذلك بالياء فى الديوان المطبوع ص7 (المراجع).
أُمْرِرْنَ: أُدْمِجَ خَلْقُهُنَّ إِدْمَاجًا كَمَا تُدْمَجُ الحِبَالُ وتُمَرُّ.
والأَشْسَابُ: اليَابِسَةُ مِنَ الضُّمْرِ.
رَاحَتْ: يقولُ: رَاحَتْ آتُنُهُ ورَاحَ مِنْ [أَجْلِها.
كَعِصِىِّ السَّيْسَاب]:(1) فى دِقَّتِهَا وصَلاَبَتِها واسْتِوَائِهَا، فَشَبَّهَهُ وآتُنَهُ بعِصِىِّ السَّيْسَابِ لذَلِكَ، وهو شَجَرٌ يقالُ لَهُ السَّيْسَبَانُ، يقولُ: [لَمَّا قلَّصَ](2) الجُزْء ولمْ يكُنْ رِعْىٌ، الْتَاحَ الحِمَارُ مَعَ آتُنِهِ، عَطِشَ، رَاحَتْ ورَاحَ.(2/85)
مُسْحَنْفِرٌ: أى مُنْكَمِشٌ مُجِدٌّ [للوصُولِ إلى الماءِ](3).
والوِرْدُ: وَقْتُ يَوْمِ الوُرُودِ، ورَدَ يَرِدُ وُرُودًا، والوِرْدُ: اسْمٌ مِنْ وَرَدَ يَوْمَ الوِرْدِ، ومَا وَرَدَ مِنْ جَمَاعَةِ الطَّيْرِ والإِبِلِ فهو وِرْدٌ.
والإِقْرابُ: يقالُ: أَقْرَبَ القَوْمُ إِبِلَهُمْ: أى أَعْجَلُوهَا، فَكَأَنَّ هذا الحِمَارَ أَقْرَبَ عانَتَهُ.
__________
(1) بياض بالمخطوط، وما بين الحاصرتين أثبتناه من أراجيز العرب/164 متفقًا مع المعجمات فى (س س ب).
(2) ما بين الحاصرتين إضافة من أراجيز العرب/164، وفيه: "الجَزْء" بفتح الجيم.
(3) إضافة من أراجيز العرب/164.
والقَرَبُ: أَنْ يَرْعَى القَوْمُ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ المَوْرِدِ، وفى ذلك يَسِيرُونَ بَعْضَ السَّيْرِ، حتى إذا كانَ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ المَاءِ عَشِيَّةٌ عَجَّلُوا، فَقَرَبُوا قَرَبًا، وهُمْ يَقْرُبُونَ، وقَدْ أَقْرَبُوا إِبِلَهُمْ، والحِمَارُ القَارِبُ، والعَانَةُ القَوارِبُ: التى تَطْلُبُ المَاءَ، والقَرَبُ: طَلَبُ المَاءِ لَيْلاً.
91- يَخْشَيْنَ زَرًّا مِنْ قَطَوْطَى شَذَّابْ
92- فَهُنَّ مِنْهُ مُذْئِبَاتُ الإِذْآبْ
93- مِنْ نَزَقٍ باقِى الجِرَاءِ (1) وَظَّابْ
94- يَضْرَحْنَ مِنْ قِيعَانِ ذَاتِ الحِنْزَابْ(2)
الزَّرُّ: العَضُّ.
والقَطَوْطَى: المُقَرْمَطُ المَشْىِ، يَقْطَوْطِى فى مَشْيِهِ: يُقارِبُ خَطْوَهُ، واقْطَوْطَى اقْطِيطَاءً.
والشَّذَّابُ: الطَّرَّادُ.
والمُذْئِبَاتُ: الفَزِعَاتُ.
والإِذْآبُ: الفَزَعُ.
والنَّزَقُ: الخِفَّةُ.
وَظَّابٌ: مِنَ المُوَاظَبَةِ والمُدَاوَمَةِ. والمُوَاكَظَةُ، والمُوَاتَرَةُ، والمُثَابَرَةُ واحِدٌ.
والحِنْزَابُ: جَزَرُ البَرِّ.
95- فى نَحْرِ سَوَّارِ اليَدَيْنِ ثَلاَّبْ (3)
96- كَأَنَّ لَحْيَيْهِ فُوَيْقَ الأَعْجَابْ
/ 97- نَوْطٌ تَدَلَّى عَلِقٌ فى كُلاَّبْ
98- مُجَرَّدٌ مِنْ جَدَيَاتِ الأَخْرَابْ(2/86)
سَوَّارٌ: وَثَّابٌ.
والثَّلاَّبُ: الطَّرَّادُ، ثَلَبَهُ يَثْلِبُهُ: إذَا طَرَدَهُ.
والأَعْجَابُ: الأَذْنَابُ، واحِدُهَا:عَجْبٌ.
والنَّوْطُ: الجُلَّةُ(4) مِنْ جِلاَلِ البَحْرَيْنِ، شَبَّهَ رَأْسَ الحِمَارِ بِهِ.
والجَدَيَاتُ: الوَاحِدَةُ جَدْيَةٌ، وهى جَدْيَةُ السَّرْجِ.
__________
(1) باقِى الجِرَاءِ: لديه بقية من القدرة على الجرى.
(2) هذا المشطور والذى بعده فى التاج (ح زب) شاهد على أن ذات الحنزاب: موضع.
(3) التاج (ح ز ب).
(4) فى اللسان (ن و ط): "الجُلّة الصغيرة فيها التَّمَر ونحوُه" (المراجع).
والأَخْرَابُ: واحِدُهَا خُرْبٌ: الْجُحْرُ، فَشَبَّهَ رَأْسَهُ على أكْفَالِهَا بِجُلَّةٍ مَنُوطَةٍ فى كُلاَّبِ سَرْجٍ.
99- أَوْثَقَ رَأْسَيْهِ حِنَاكُ القَتَّابْ
100- يَعْدِلُ عَنْ رَاوُولِ أَشْغَى صِلْقَابْ
101- لِسَانَ مِشْفَاءٍ شَدِيدِ الإشْصَابْ
102- كالوَرَلِ المَهْزُولِ بَيْنَ الأََثْقَابْ
الحِنَاكُ: يقالُ: حَنَكَهُ: إذَا أَدْخَلَ الرَّسَنَ فى فِيهِ.
والقَتَّابُ: الذى يَعْمَلُ الأَقْتَابَ.
والرَّاوُولُ: ضِرْسٌ يكونُ زائِدًا فى الفَمِ.
والرُّوَالُ: اللُّعَابُ، وإنَّما أرَادَ هاهُنَا الرُّوالَ بِعَيْنِهِ.
والأَشْغَى: المُخَالَفُ الأَسْنَانِ.
وصِلْقَابٌ: شَدِيدُ صَكّ(1) بَعْضِ الأَسْنَانِ بِبَعْضٍ.
والمِشْفَاءُ: المُشْرِفُ، يقالُ: أَشْفَى وأَشَافَ بِمَعْنًى.
والإِشْصَابُ: الجَهْدُ والجُوعُ.
والأَثْقَابُ: جِحَرَةُ الضِّبَابِ.
والوَرَلُ: أَصْغَرُ مِنَ الضَّبِّ، لَيْسَ فى ذَنَبِه عُقَدٌ، وذَنَبُ الضَّبِّ فِيهِ عُقَدٌ، يقولُ: يَعْدِلُ لِسَانَهُ إذَا نَهَقَ.
103- إذا أَلَحَّا (2) فى الجِرَاءِ النَّهَّابْ
104- صَدَدْنَ (3) أوْ أَعْرَقَهَا بالإِهْذَابْ (4)
105- مُجْلَوِّذُ القَبْصِ وَقِيعُ الإكْنَابْ
106- فى جَوْفِهِ وَحْىٌ كَوَحْىِ القَصَّابْ (5)
__________(2/87)
(1) فى المخطوط: "صلّ" باللام تحريف، والتصحيح من التاج (ص ل ق ب) واستشهد بهذا المشطور والذى بعده، والمثبت موافق لما فى المطبوع.
(2) فى أراجيز العرب/165: "إذا أَلَحَّ..".
(3) فى المخطوط: "صَدَّدْنَ" بتشديد الدّال الأولى، والمثبت من الدّيوان المطبوع وأراجيز العرب/165.
(4) الإهذاب: الإسراع، يريد إمّا أنّها تصدّ وتقف عن السَّيْرِ، وإمَّا أن تَنْصَاعَ له فيُعْرِقها بالجرى. (الأراجيز/165).
(5) اللّسان والتاج (ق ص ب): يَعْنِى عَيْرًا يَنْهَقُ.
النَّهَّابُ: مِنَ المُنَاهَبَةِ فى الحُضْرِ، وهى المُبَارَاةُ، فَرَسٌ يُنَاهِبُ فَرَسًا، وقالَ العَجَّاجُ:
* وإنْ تُنَاهِبْهُ تَجِدْهُ مِنْهَبَا *(1)
وتقولُ للفَرَسِ الجَوَادِ: إنَّهُ ليَنْهَبُ الغَايَةَ والشَّوْطَ، وإنَّهُ لمِنْهَبٌ.
والإهْذابُ: السُّرْعَةُ فى العَدْوِ والطَّيَرَانِ.
والمُجْلَوِّذُ: الخَفِيفُ.
وقَبْصُهُ: بَحْثُهُ.
والوَقيعُ: المُحَدَّدُ على المِيقَعَةِ.
والإكْنَابُ: التَّوْضِيحُ، أرادَ أنَّ سَنَابِكَهُ مُحَدَّدَةٌ.
/ وحافِرٌ مُكْنَبٌ: إذا كانَ وَقَاحًا(2).
ووَحْيُهُ: حَشْرَجَتُهُ فى صَدْرِه، شَبَّهَها بالزَّمْرِ.
قَصَّابٌ: يَزْمُرُ فى القَصَبَةِ.
107- كَأَنَّهُ صَوْتُ غُلاَمٍ لَعَّابْ (3)
108- هَبْهَبَ أوْ هَيْدَلَ بَعْدَ الهَبْهَابْ
109- أوْ رَدُّ رَجَّازِ البُدَاةِ صَخَّابْ
110- أوْ ضَرْبُ ذِى جَلاَجِلٍ ودَبْدَابْ
الهَبْهَابُ: مَصْدَرُ الهَبْهَبَةِ، وهى لُعْبَةٌ لِصِبْيانِ العَرَبِ يَلْعَبُونَهَا، يُسَمُّونَهَا الهَبْهَابَ.
والبُدَاةُ: النّازِلُونَ البَدْوَ.
وجَلاَجِلُ: صَنْجٌ.
والدَّبْدَابُ: طَبْلٌ، حَكَى صَوْتَهُ.
111- حَتَّى إذَا حَدَرَهَا فى الأَغْيَابْ
112- والْتَجَّتِ الشَّجْرَاءُ ذَاتُ الأَهْدَابْ
113- جَاءَتْ تَسَدَّى(4) خَوْفَ حِضْبِ الأَحْضَابْ
114- يَمْشِى بِصَفْرَاءَ وزُرْقٍ أَزْرَابْ
__________(2/88)
(1) اللّسان والتاج (ن هـ ب) ونسبه للعجاج فيهما، وهو فى زيادات ديوانه/74، وانظر: اللسان والتكملة (ن هـ ب) و(أ ل ب)، وفى اللسان (ث ل ب) نسبه لرؤبة.
(2) أى كان صُلْبًا باقيًا على الحجارة.
(3) هذا المشطور والذى بعده فى التاج والتكملة (هـ د ل).
(4) هكذا فى المخطوط والدّيوان المطبوع "تَسَدَّى" بالسيِّن، وفى أراجيز العرب/166: "تَصَدَّى" بالصّاد.
يقولُ: حتّى إذَا حَدَرَ الأُتُنَ فى الأَغْيَابِ: وهو ما اطْمَأَنَّ مِنَ الأَرْضِ، واحِدُهَا: غَيْبٌ، وكُلُّ ما غَيَّبْتَهُ فهو غَيْبٌ.
والْتَجَّتْ: مِنَ اللَّجَّةِ، وهى الأَصْوَاتُ إذا اخْتَلَطَتْ وارْتَفَعَتْ.
والشَّجْرَاءُ: جَمْع الشَّجَرِ، وقيلَ: الأَرْضُ ذَاتُ الشَّجَرِ.
والأَهْدَابُ: واحِدُهَا هَدَبٌ، وهى أَغْصَانُ الأَرْطَى ونَحْوِه مِمَّا لاَ وَرَقَ لَهُ، ويقالُ للوَاحِدَةِ أَيْضًا: هَدَبَةٌ، وشَجَرَةٌ هَدْبَاءُ، وهَدَبُهَا: تَدَلِّى أَغْصَانِهَا مِنْ حَوَالَيْهَا، وهو الهُدْبُ أَيْضًا، والهُدَّابُ، وقالَ العَجَّاجُ(1):
* وشَجَرَ الهُدَّابَ عَنْهُ فَجَفَا *
* بِسَلْهَبَيْنِ فَوْقَ أَنْفٍ أَذْلَفَا *(2)
تَسَدَّى(3): تَعَرَّض.
وحِضْبٌ: حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ، شَبَّهَ القَانِصَ بِهَا.
والصَّفْرَاءُ: يَعْنِى القَوْسَ.
والزُّرْقُ: يَعْنِى النِّصَالَ التى فى النَّبْلِ.
والأَذْرَابُ: المُحَدَّدَةُ.
115- إذَا مَطَاهَا عِنْدَ نَزْعِ الإنْضَابْ
116- مَدَّتْ قَوِيًّا مِنْ مُتُونِ الأَعْقَابْ
117- حَنَّتْ تُحَاكِى صَوْتَ ثَكْلَى مِكْآبْ
118- عِيلَتْ بِحِبٍّ مِنْ أَعَزِّ الأَحْبَابْ
مَطَاهَا: مَدَّهَا.
والنَّزْعُ: فى القَوْسِ.
والإنْضَابُ: الإنْبَاضُ، وهو صَوْتُ الوَتَرِ، وأَرَادَ مِنْ /أَعْقَابِ المُتُونِ فَقَلَبَ.
__________
(1) يصفُ ثَوْرًا وحْشِيًّا.
(2) اللّسان (هـ د ب)، وشرح ديوان العجّاج/498.(2/89)
(3) فى أراجيز العرب/166: "تَصَدَّى" بالصَّاد. وفى اللّسان (ص د ى): "تَصَدَّى للرَّجُلِ: تَعَرَّضَ له وتَضَرَّعَ". وفى مادّة (س د ى): "تَسَدَّى فلانٌ الأَمْرَ: إذا عَلاَهُ وقَهَرَهُ".
والعَقَبُ: عَصَبُ المَتْنَيْنِ، وعَصَبُ السَّاقَيْنِ والوَظِيفَيْنِ مِنْ كُلِّ شَىءٍ، وقَدْ يكُونُ فى جَنْبَىِ البَعِيرِ عَصَبٌ، وفَصْلُ ما بَيْنَهُ وبَيْنَ العَصَبِ أنَّ العَصَبَ يَضْرِبُ إلى صُفْرَةٍ، والعَقَبَ يَضْرِبُ إلى بَيَاضٍ، وهو أَصْلَبُهمَا وأَمْتَنُهُمَا، والعَصَبَةُ هى الصَّفْرَاءُ، تَتَّصِلُ بِمَا تَحْتَهَا ولاَ تُلاَئِمُهُ، والعَقَبُ مُلاَئِمٌ ما تَحْتَهُ، وهو الذى تُعَقَّبُ بِهِ الرِّمَاحُ والسِّهَامُ، والعَصَبُ لاَ يُنْتَفَعُ بِهِ.
وحَنَّتْ: صَوَّتَتْ.
والثَّكْلَى: المَرْأَةُ التى فَقَدَتْ ولَدَهَا.
ومِكْآبٌ: مِفْعَالٌ مِنَ الكَآبَة، وهى الحُزْنُ.
عِيلَتْ: مِنَ العَوْلَةِ، أى فُجِعَتْ.
119- فَهْىَ تُرَثِّى حَزَنًا بالبِيبَابْ
120- حتّى إذا اسْتَنْفَضْنَ ما فِى الأَزْرَابْ
121- ونَامَ عَمْرٌو وابْنُ أُمِّ هَرَّابْ
122- عَارَضْنَ ثِنْيًا مِنْ خَلِيجٍ مُنْسَابْ
بِالْبِيبَابِ: قَوْلُ: يا أَبِى.
واسْتَنْفَضْنَ: نَظَرْنَ، نَفَضْتُ المَكَانَ: نَظَرْتُ جَمِيعَ ما فِيهِ، والنَّفِيضَةُ: الوَاحِدُ مِنَ الرِّجَالِ، والحَضِيرَةُ: سَبْعَةُ رِجَالٍ، وقالَتِ الجُهَنِيَّةُ(1):
يَرِدُ المِيَاهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً وِرْدَ القَطَاةِ إذَا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ(2)
والأَزْرَابُ: جَمْعُ زَرْبٍ، وهى قُتْرَةُ الرَّامِى.
وعَمْرٌو وابْنُ أُمِّ هَرَّاب: قَانِصَانِ.
والثِّنْىُ: ما انْثَنَى مِنَ الوَادِى.
والخَلِيجُ: النَّهْرُ الجَارِى يَخْتَلِجُ فى شِقٍّ مِنَ النَّهْرِ الأَعْظَمِ.
__________(2/90)
(1) اخْتُلِفَ فى اسم الجُهَنيَّة هذه، فقيل: هى سَلْمَى بنت مَخْدَعَة الجُهَنِيَّةُ، قال ابنُ برّىٍّ: وهو الصّحيح، وقال الجاحِظُ: هى سُعْدَى بنت الشَّمَرْدَل الجُهَنِيَّة ترثى أخاها أسعد. (انظر اللسان/ح ض ر).
(2) البيت فى اللّسان (ح ض ر) و(ن ف ض) و(س م أ ل) و(ت ب ع).
123- يَمْصَعْنَ مِنْ وَلْقِ الذُّبَابِ الصَّخَّابْ
124- فَاتَّسَقَتْ (1) فِيهِ بِجَرْعٍ عَبَّابْ
125- حَتَّى إذَا الرِّىُّ ارْتَقَى فى الأَرْجَابْ
126- وصَعَّدَ الزَّفْرَةَ (2) تَنْفِيسُ الرَّابْ
يَمْصَعْنَ: يَضْرِبْنَ بِأَذْنَابِهِنَّ.
ووَلْقُ الذُّبَابِ: عَضُّهُ إِيَّاهُنَّ.
فَاتَّسَقَتْ: اجْتَمَعَتْ تَشْرَبُ.
والعَبُّ: بالفَمِ كُلِّهِ.
والأَرْجَابُ: الأَمْعَاءُ، ولَمْ يُتَكَلَّمْ لَهَا بِوَاحِدٍ.
[والرَّابُ يريد](3): الرَّابِى: مِنَ الرَّبْوِ.
127- أَصْدَرَ فى أَعْجَازِ لَيْلٍ مُنْجَابْ
128- يَحْفِزُهَا قِلْوٌ كَوَدِّ المِظْرَابْ
/ 129- تَنْأَى ويَدْنُو بالنِّقَالِ النَّقّابْ(4)
130- فى ذِى أَخَادِيدَ مُبِينِ الأَنْدَابْ
أَصْدَرَ: أى عَنِ المَاءِ.
والأَعْجَازُ: واحِدُهَا: عَجُزٌ، وهو آخِرُ اللَّيْلِ.
مُنْجَابٌ: مِنْ قَوْلِكَ: اجْتَبْتُ الظَّلاَمَ: أى قَطَعْتُهُ.
يَحْفِزُهَا: يَطْرُدُهَا.
والقِلْوُ: الخَفِيفُ، يَعْنِى الحِمَارَ.
والوَدُّ: الوَتِدُ.
والمِظْرَابُ: مِنَ الظِّرَابِ، وهى الحِجَارَةُ.
__________
(1) فى أراجيز العرب/167: "فاتَّسَعَتْ"، والمثبت كالمطبوع، وهو الموافق لما فى الشرح.
(2) فى المخطوط تُقْرأ: "الرقوة"، والمثبت من المطبوع، وهو المناسب للمعنى.
(3) زيادة للإيضاح، والرّبْوُ: من قولك: ربا الفرس: إذا انتفخ من شدة العدو، وهو البُهْر وتتابع النَّفَس.
(4) فى المخطوط يُقْرأ: "النّعّاب"، والمثبت من الدّيوان المطبوع، وأراجيز العرب/167، وهو المناسب للمعنى من نقب البعير: حفى ورقت أخفافه.(2/91)
والأَظْرَابُ: جَمْعُ ظِرْبٍ، وهو جَبَلٌ صَغِيرٌ، وقالَ غَيْرُهُ: الظِّرَابُ: ما كانَ مِنَ الحِجَارَةِ، وأَصْلُهُ نَابِتٌ فى الجَبَلِ أو فى أَرْضٍ حَزْنَةٍ، وكانَ طَرَفُهُ النَّاتِئُ مُحَدَّدًا، وإذا كانَتْ خِلْقَةُ الجَبَلِ كذَلِك سُمِّىَ ظَرِبًا، والجَمِيعُ: الظِّرَابُ، وقالََ غَلْفَاءُ بنُ الحَارِثِ:
إنَّ جَنْبِى عَنِ الفِرَاشِ لَنَابٍ كَنُبُوِّ الأَسَرِّ فَوْقَ الظِّرَابِ(1)
والجَمِيعُ: الأَظْرَابُ، مِثْلُ جَبَلٍ وجِبَالٍ وأَجْبَالٍ.
والنِّقَالُ: العَدْوُ، وهو النَّقَلاَنُ.
والأَخَادِيدُ: الشُّقُوقُ فى الأَرْضِ مِنْ حَوَافِرِهَا.
والأَنْدَابُ: الآثَارُ، واحِدُهَا: نَدَبٌ.
131- فِيهِ ازْوِرَارٌ عَنْ مُضِرٍّ لَجَّابْ
132- يَعْتَسِفُ العَوْصَاءَ ذَاتَ الأَخْشَابْ
133- فَأَصْبَحَتْ بالسَّوْقِ بَيْنَ الأَظْرَابْ
134- سَالِمَةً مِنْ كُلِّ رَامٍ دَبَّابْ
فِيهِ: فى الطَّرِيقِ مَيْلٌ.
مُضِرٌّ: ضَيِّقٌ.
واللَّجَّابُ: الكَثِيرُ الأَصْوَاتِ مِنَ الوَحْشِ.
والعَوْصَاءُ: ما الْتَوَى عَنِ الطَّرِيقِ.
والأَخْشَابُ: جَمْعُ أَخْشَبَ، وهو المَكَانُ الغَلِيظُ مِنَ القُفِّ، خَشِنُ الحِجَارَةِ وغَلِيظُهَا مَعَ كَثْرَةٍ، وكُلُّ شَىءٍ خَشِنٍ فهو أَخْشَبُ، وقدْ يكُونُ سَفْحُ الجَبَلِ أَخْشَبَ.
135- بَلْ أَيُّهَا البَاغِى بِقَوْلِ التَّكْذَابْ
136- إنَّا إذَا ما عُدَّ خَيْرُ الأَنْسَابْ
137- إِلَى الأَقَاصِى مِنْ صَمِيمِ الصُّيَّابْ
138- نُوجَدُ فَرْعًا مِنْ صَمِيمِ الأَعْرَابْ
الصَّمِِيمُ: الخَالِصُ، يقالُ للرَّجُلِ: هو مِنْ صَمِيمِ قَوْمِهِ: إذا كانَ مِنْ خالِصِهِمْ وأَصْلِهِمْ.
__________
(1) اللّسان (ظ ر ب)، وفيه: "قال مَعْدِيكَرِبَ، المَعْرُوفُ بغَلْفاءَ، يرْثِى أخاه شُرَحْبِيلَ، وكان قُتِلَ يوم الكُلابِ الأَوَّل، وزاد بيتين بعده. وروايته:
............ كَتَجَافِى الأَسَرِّ فوقَ الظِّرابِ(2/92)
/ 139- مَحْضِينَ لَمْ نُمْذَقْ بِتِلْكَ الأَشْوَابْ
140- إنَّ أَبَانَا وهْوَ مَنَّاعٌ آبْ
141- على العِدَا ذُو بَسْطَةٍ وإرْهَابْ
142- خِنْدِفُ جَدُّ الخُلَفَاءِ الأَرْبَابْ
يُقالُ: رَجُلٌ مَحْضٌ: مَمْحُوضُ الضَّرِيبَةِ: أى مَمْحُوضُ الحَسَبِ مُخْلَصٌ.
والمَذْقُ: المَزْجُ والخَلْطُ.
والأَشْوَابُ: جَمْعُ شَوْبٍ، وهو الخَلْطُ، قالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ: { ثُمَّ إنّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ } (1)، وفى المَثَلِ: "هو يَشُوبُ ويَرُوبُ"(2)، للّذى يُحْسِنُ مَرَّةً ويُسِىءُ مَرَّةً.
143- لِلنّاسِ ضَرَّابُونَ هَامَ الأَحْزابْ
144- بِكُلِّ مُنْشَقِّ الشُّعَاعِ رَسَّابْ
الأَحْزَابُ: الوَاحِدُ حِزْبٌ، وهُمْ أَصْحَابُ الرَّجُلِ مَعَهُ عَلَى رَأْيهِ وأَمْرِهِ.
وقَوْلُهُ: مُنْشَقُّ الشُّعَاعِ: أَرَادَ سَيْفًا لَهُ شُعَاعٌ.
145- حِبَالِ مَهْوَاةٍ بِمَهْوًى قَبَّابْ(3)
146- يُذْرِى على الحَقِّ رُؤُوسَ النُّكَّابْ
147- والحَرْبُ فِيهَا مُزْعِفَاتُ الأَقْشَابْ
148- وحَنْظَلُ الشَّرْىِ وأَخْلاَطُ الصَّابْ
يُرِيدُ: هذا السَّيْفُ حِبَالُ المنِيَّةِ.
والمَهْوَى: حَيْثُ يَهْوِى.
قَبَّابٌ: قَطَّاعٌ، وقَبَّ الشَّىءَ، وأَقَبَّهُ: قَطَعَهُ.
ويُذْرِى: يَرْمِى بِهِ.
والمُزْعِفَاتُ: القَاتِلاَتُ، يقالُ: زَعَفَهُ يَزْعَفُهُ زَعْفًا: إذا قَتَلَهُ، وسَمٌّ زُعَافٌ ودُعَافٌ واحِدٌ، أى: قَاتِلٌ، وأَزْعَفْتُهُ أُزْعِفُهُ إِزْعَافًا: إذَا قَتَلْتَهُ قَتْلاً وَحِيًّا، فهو مُزْعَفٌ.
والأَقْشَابُ: جَمْعُ قِشْبٍ: اسْمٌ للسَّمِّ.
__________
(1) الصّافات، الآية 67.
(2) مجمع الأمثال 2/364، واللّسان (ش و ب). والشَّوْبُ: الخَلْطُ. والرَّأْبُ: الإصْلاحُ، يُضرب لمَنْ يَخْلِطُ فى القَوْلِ والعَمَلِ.
(3) فى المخطوط: "حِبَالَ"، بالنصب، والمثبت من الديوان المطبوع، وهو الصواب؛ لأنه بدل من "منشق الشعاع..".(2/93)
والقَشْبُ: خَلْطُ السَّمِّ بالطَّعَام.
والشَّرْىُ: واحِدَتُهُ شَرْيَةٌ، وهو ما مَدَّ الحَنْظَلُ مِنْ خُيُوطِهِ.
والصَّابُ: عُصَارَةُ شَجَرَةٍ مُرَّةٍ، وبَعْضٌ يقولُ: هو عُصَارَةُ الصَّبِرِ.
149- إذَا جَرَتْ أَرْحَاؤُهَا فى الأَقْطابْ
150- والْتَمَسَ القَوْنَسَ (1) كُلُّ ضَرَّابْ
151- وَجَدْتَنَا الكَافِينَ خَطْبَ الأَخْطَابْ
152- مِنَ الحُقُوقِ والدَّوَاهِى النُّوَّابْ
الأَرْحَاءُ: جَمْعُ رَحَى الحَرْبِ، وهى حَوْمَتُهُ، ورَحَى المَوْتِ: مَوْضِعُهُ، يقالُ: رَحَى، ورَحَيَاتٌ، وثَلاَثُ /أَرْحٍ، والأَرْحَاءُ الكَثِيرَةُ.
والأَقْطَابُ: جَمْعُ قُطْبٍ، وهى الحَدِيدَةُ التى تَدُورُ عَلَيْهَا الرَّحَى.
والقَوْنَسُ: [قَوْنَسُ](2) البَيْضَةِ مِنَ السِّلاَحِ، وهو مُقَدَّمُهَا(3).
153- وعَثْرَةَ الدَّهْرِ وكَيْدَ الشُّغَّابْ
154- يَشْذِبُ عَنَّا مُصْعَبَاتِ الأَصْعَابْ(4)
155- حَوَانِكُ الأَسْنَانِ غَيْرُ أَثْلاَبْ
156- مِنْ صِيدِنَا كُلُّ مِجَدِّ الأَنْيَابْ(5)
يَشْذِبُ: يُفَرِّقُ.
والمُصْعَبُ مِنَ الرِّجَالِ: المُسَوَّدُ.
والصِّيدُ: جَمْعُ أَصْيَدَ، وهو الذى لاَ يَلْتَفِتُ إلى النَّاسِ يَمِينًا ولاَ شِمَالاً.
والحَوَانِكُ: اللَّوَاتِى قَدِ احْتَنَكَتْ أسْنَانُهَا ثمَّتْ.
والأَثْلاَبُ: جَمْعُ ثِلْبٍ، وهى الهَرْمَى.
والمِجَدُّ: القَاطِعُ.
157- لَمْ يُدْمِ دَأْيَيْهِ مِرَاسُ الأَقْتَابْ
158- لِشَجْرِهِ فى قَصَرٍ ذى أَرْقَابْ
__________
(1) فى المخطوط: "القَوْنِس" بكسر النّون، والتصويب من الدّيوان المطبوع، واللّسان (ق ن س).
(2) زيادة من اللسان (ق ن س) للإيضاح.
(3) فى المخطوط: "متقدمها"، والمثبت من اللسان (ق ن س).
(4) فى الدّيوان المطبوع: "الإِصْعَابْ" بكسر الهمزة.
(5) رواية المشطور فى أراجيز العرب: "كُلُّ مِجَذِّ" بالذال، وهما سواء.
159- مُبْتَلِعٌ كالدَّحْلِ (1) بَيْنَ الأَشْقَابْ(2/94)
160- أَشْدَقُ ذُو شَدَاقِمٍ وأَنْيَابْ
الدَّأَيَاتُ: فَقَارَاتُ الظَّهْرِ، وفَقَارُ العُنُقِ.
ومِرَاسُ الأَقْتَابِ: مُعَالَجَتُهَا.
والقَصَرُ: جَمْعُ قَصَرَةٍ، وهى أَصْلُ العُنُقِ.
والأَرْقَابُ: جَمْعُ رَقَبَةٍ، يقالُ: رَقَبَةٌ ورَقَبٌ وأَرْقَابٌ.
والأَشْقَابُ: جَمْعُ شِقْبٍ، وهو الطَّرِيقُ بَيْنَ الجَبَلَيْنِ.
والأَشْدَقُ، والشُّدَاقِمُ: واحِدٌ، وهو الوَاسِعُ الشِّدْقِ، وبَعِيرٌ شُدَاقِمٌ، والجَمْعُ: شَدَاقِمُ، كما يُقالُ: عُرَاعِرٌ وعَرَاعِرُ، وقُنَاقِنٌ وقَنَاقِنُ، وعُجَاهِنٌ وعَجَاهِنُ.
والشَّجْرُ: مَفْرَجُ الفَمِ.
161- مُسْتَفْيِلُ الجِسْمِ قُبَابُ الإِقْبَابْ
162- مُشَرَّفُ الأَعْلَى خِدَبُّ الأَخْدَابْ
163- كالنِّطَعِ المَمْدُودِ بَيْنَ الأَطْنَابْ(2)
164- أوْ كالصَّلَخْدَى مِنْ صَنَاتِيتِ الآبْ
المُسْتَفْيِلُ: العَظِيمُ كالفِيلِ.
والقُبَابُ: الخَفِيفُ القَطْعِ.
والإِقْبَابُ: القَطْعُ بِعَيْنِه.
والخِدَبُّ: العَظِيمُ.
والأَخْدَابُ: الجِرَاحُ، يريدُ هاهُنا: عَظِيمُ الأَعْضاءِ.
كالنِّطَعِ: شَبَّهَ الفَحْلَ مِنَ الإِبِلِ بالبَيْتِ مِنَ الأَدَمِ.
والصَّلَخْدَى: العَظِيمُ.
والصَّنَاتِيتُ: أرادَ الصَّنَادِيدَ.
والآبْ: الذى يَأْبَى.
/ 165- سَامٍ تَرَى أقْرانَهُ فى ذَبْذَابْ
166- هَذًّا وَجَذْبًا بالخِنَاقِ المِسْآبْ
167- يَلْقَيْنَ مِنْ عَالٍ لَهُنَّ غَصَّابْ
168- نَفْضًا وجَرًّا بَعْدَ طُولِ الإِتْعَابْ
السَّامِى: الرَّافِعُ رَأْسَهُ تَكَبُّرًا.
والذَّبْذَابُ: يُبْعِدُ الفُحُولَ عَنْهُ ويُفَرِّقُهَا.
والهَذُّ: القَطْعُ، يَهُذُّهَا بِنَابِهِ.
__________
(1) الدَّحْلُ: الأُخْدُودُ فى الأَرْضِ.
(2) الأَطْنَابُ: ما يُشَدُّ به البَيْتُ من الجِبَالِ بين الأرض والطّرائِقِ.(2/95)
والمِسْآبُ: المِخْنَاقُ، وسَاءَبَهُ، وسَاءَتَهُ، وذَعَتَهُ: إذا خَنَقَهُ. ودَأَظَهُ، وذَاطَهُ: إذا ضَيَّقَ عَلَيْهِ.
169- لَيْسَ إذا هَيَّبْنَهُ (1) بِهَيَّابْ
170- فَهْوَ عَلَيْهِنَّ مُدِلُّ(2) التَّوْثَابْ
171- ضُبَاضِبٌ (3) ذُو لِبَدٍ وأَهْلاَبْ
172- كَأَنَّهُ مُخْتَضِبٌ فى أَخْضَابْ
الضُّبَاضِبُ: الضَّخْمُ القَصِيرُ.
واللِّبَدُ: الوَبَرُ الذى على كَتِفَيْهِ.
والأَهْلاَبُ: جَمْعُ هُلْبٍ، [وهو] شَعَرُ الذَّنَبِ.
173- عُثْنُونُهُ فى سَرْطَمِىٍّ عَبْعَابْ
174- أَخْنَاثُ شِدْقَيْهِ كَغَرْبِ الأَغْرَابْ
175- إذا زَفَى الزَّأْرَ بِهَدْرٍ قَبْقَابْ
176- وخِفْنَ خَلْبًا مِنْ قُصَالِ الخَلاَّبْ
عُثْنُونُهُ: الوَبَرُ الذى بَيْنَ لَحْيَيْهِ.
والسَّرْطَمِىُّ: الوَاسِعُ الذى يَسْتَرِطُ كُلَّ شَىءٍ.
والعَبْعَابُ: الطَّوِيلُ.
وأَخْنَاثُ شِدْقَيْهِ: ما تَثَنَّى مِنْهُمَا.
والغَرْبُ: الدَّلْوُ يَجُرُّهُ جَمَلاَنِ، يُرِيدُ أَوْسَعَ الدِّلاَءِ، كما تقولُ: رَجُلُ الرِّجَالِ.
زَفَاهُ: أَتْبَعَ بَعْضَهُ بَعْضًا، يَزْفِيهِ زَفْيًا.
والقَبْقَبَةُ: قَرْعُ الأَنْيَابِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ.
والقُصَالُ: النَّابُ الذى يَقْصُلُ كُلَّ شَىءٍ، قَصَلَهُ يَقْصُلُهُ: إذا قَطَعَهُ، ومِنْهُ القَصِيلُ.
والخَلاَّبُ: الجَرَّاحُ، والخَلْبُ: الجَرْحُ.
177- عَبْلِ المَدَاوِيسِ مُنِيفِ الشِّنْخَابْ
178- أَحْزَمَ تَخْشَاهُ قُهُوبُ الأَقْهَابْ
179- يَخْطِرْنَ مِنْ خَشْيَتِه بالأَذْنَابْ
180- والجَزْلُ أَبْغَى(4) مِنْ قُمَاشِ الأَحْطَابْ
العَبْلُ: الضَّخْمُ، عَبُلَ يَعْبُلُ عَبَالَةً.
__________
(1) فى المخطوط: "هَيَّبْتَهُ"، والمثبت من المطبوع، وهو المناسب للسياق.
(2) فى الدِّيوان المطبوع: "مُذِلُّ" بالذَّال.
(3) فى أراجيز العرب/170: "ضَبَاضِبُ"، وهو القوى، والجرىء الفحّاش.
(4) فى أراجيز العرب/170: "أَبْقَى".(2/96)
ومَدَاوِيسُهُ: قَوَائِمُهُ.
والمُنِيفُ: العَالِى.
والشِّنْخَابُ، والشُّنْخُوبُ: أَعْلَى كُلِّ شَىءٍ، وكذلِكَ شَنَاخِيبُ الجَبَلِ.
والأَحْزَمُ: العَظِيمُ المَحْزِمِ والوَسَطِ.
والقُهُوبُ: /الجِلَّةُ المَسَانُّ، والأَقْهَابُ كذَلكَ، واحِدُهَا: قَهْبٌ.
والجَزْلُ: ما غَلُظَ مِنَ الحَطَبِ.
يَخْطِرْنَ: يَضْرِبْنَ بِأَذْنَابِهِنَّ مِنْ مَخَافَتِهِ.
181- والهَمُّ لاَ يُقْضَى كَسَلِّ الأَوْصَابْ
182- أرْجُو انْتِسَابِى بِقُرُوبِ الأَقْرَابْ
... ... 183- ورُؤْيَتِى قَبْلَ اعْتِيَاقِ الأَعْطَابْ
184- وَجْهَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ الأَوَّابْ
يقولُ: نَسَبِى مِنْ قُرْب تَقَرُّبِى إلى أمِيرِ المُؤْمِنِينَ بِخِنْدِفَ.
والاعْتِيَاقُ: الحَبْسُ.
والأَعْطَابُ: جَمْعُ عَطَبٍ.
185- ذَلِكَ واللهِ مُثِيبُ الأَثْوَابْ
186- نُعْمَى وفَضْلاً مِنْ عَطَايَا الوَهَّابْ
187- عَلَىَّ لاَ يُنْسِيهِ طُولُ الأَحْقَابْ
188- ومِنْ أَقَاصِى بُعُدٍ وأَحْرَابْ
الأَثْوابُ: جمْعُ ثَوَابٍ.
ومِنْ بُعُدٍ: يقولُ: جِئْتُكَ مِنْ بُعْدٍ، ومِنْ عِنْدِ قَوْمٍ قَدْ حَرَبَهُم الدَّهْرُ أَمْوالَهُمْ.
189- مِنَ المَعَادِى والبِلاَدِ الأَجْرَابْ
190- والنَّأْىِ مِنَّا والدِّيارِ(1) الأَخْرَابْ
191- أَرْجُو أَمِينَ اللهِ خَيْرَ المُنْتَابْ(2)
192- والإِذْنَ يابْنَ الأَكْرَمِينَ الأَنْجَابْ
193- نُورَ المُصَلَّى وابْنَ خَيْرِ الأَحْسَابْ
194- تَفَرَّعُوا المَجْدَ بِجَدٍّ غَلاَّبْ
المَعَادِى: الأَعْدَاءُ، واحِدُهُمْ: مَعْدًى.
والأَجْرَابُ: يقولُ: كَأَنَّهَا جَرَبَةٌ مِنَ الجَدْبِ.
والأَنْجَابُ: جَمْعُ نَجِيبٍ، ونُجُبٌ وأَنْجَابٌ(3).
__________
(1) فى الدّيوان المطبوع وأراجيز العرب/171: "والبِلادِ".
(2) رواية الدّيوان المطبوع: "أرْجُو مِنَ الإله خَيْرَ المُنْتَابْ".
(3) كذا فى المخطوط، ولعله سبق قلم من الناسخ، والصواب: (ونُجَباءُ).(2/97)
والمَجْدُ: نَيْلُ الشَّرَفِ، مَجَدَ الرَّجُلُ ومَجُدَ، لُغَتَانِ، وأَمْجَدَ: كَرُمَ فَعَالُهُ.
والجَدُّ: الحَظُّ.
195- جَدٌّ لَهُ الأُولَى وعَقْبُ الأَعْقَابْ
196- لَهُ عَلَى رَغْمِ الحَسُودِ الحَوَّابْ
197- فى قَبْضِ كَفَّيْكَ شِدَادُ الأَسْبَابْ
198- وقُبَّةُ الإسْلاَمِ ذَاتُ الحُجَّابْ
199- أَوْتَادُهَا رَاسِى الجِبَالِ الأَرْسَابْ(1)
200- وسَمْكُهَا الرَّافِعُ بَيْنَ الأَبْوابْ
/ الحَوَّابُ: الآثِمُ.
وقُبَّةُ الإسْلاَمِ: أرادَ بَيْتَ اللهِ الحَرَامَ.
أوْتَادُهَا: يَعْنِى هى أَوْتَادُ هذه القُبَّةِ.
201- بِرَهْوَةٍ عِنْدَ النُّجُومِ الرُّقَّابْ
202- يَزِلُّ عَنْهُ كَيْدُ كُلِّ كَذَّابْ
203- كاللَّيْلِ أَجْلَى عَنْ دُلاَمِ الأَهْضَابْ
204- سَامِى الشَّنَاخِيبِ مُنِيفِ الأَشْقَابْ
الرَّهْوَةُ: ما اتَّسَعَ مِنَ الأَرْضِ.
والرُّقَّابُ: جَمْعُ رَقِيبٍ، يقولُ: لِكُلِّ نَجْمٍ رَقِيبٌ.
وأَجْلَى: انْكَشَفَ ، أرَادَ هذا الجَبَلَ أَجْلَى عَنْ كاللَّيْلِ.
والدُّلاَمُ: الأَسْوَدُ.
والشَّنَاخِيبُ: أعَالى الجِبَالِ، والوَاحِدُ: شُنْخُوبٌ.
والأَشْقَابُ: ما فِيهَا مِنَ الصُّدُوعِ، واحِدُهَا: شِقْبٌ.
205- أَزْوَرَ يَرْمِى بالقُفَاصِ الوَثَّابْ
206- طَرْحًا وضَرْحًا عَنْ صُقُوبِ الأَصْقَابْ
207- فى تايِهِ المَهْوَى بَعِيدِ الأَلْهَابْ
208- رَبُّ هِشَامٍ وَهْوَ خَيْرُ الأَرْبَابْ
الأَزْوَرُ: المَائِلُ.
والقُفَاصُ: الوَعِلُ.
والقَفْصُ: الوَثْبُ.
والصُّقُوبُ، والأَصْقَابُ: الأَعْمِدَةُ، وهى جَمْعُ صَقْبٍ.
والأَلْهَابُ: جَمْعُ لِهْبٍ، وهو الشَِّقْبُ أَيْضًا: شَقٌّ فى الجَبَلِ.
209- لَهُ ولاَ تَقْدَحُ(2) بالزَّنْدِ الكَابْ
__________
(1) فى أراجيز العرب/171: "الأَوْسَابْ" بالواو، وهو تحريف، وفى القاموس: جبلٌ راسِبٌ: ثابت. (المراجع).
(2) فى أراجيز العرب/171: "ولا يَقْدَحُ".(2/98)
210- إنَّ هِشَامًا لَمْ يَعِشْ بالأَخْيَابْ
211- قَدْ عَلِمَ النّاسُ غِياثَ السُّغَّابْ
212- بالشَّأْمِ والمُنْتَجِعِينَ الطُّلاَّبْ
القَدْحُ: قَدْحُكَ بِالزَّنْدِ وبالقَدَّاحِ لتُورِىَ.
والكَابِى: الزَّنْدُ الذى لاَ يُورِى، والفِعْلُ مِنْهُ: كَبَا يَكْبُو كَبْوًا، ولُغَةٌ أُخْرَى يُكْبِى إِكْبَاءً.
والأَخْيَابُ: جَمْعُ خَيْبَةٍ، يقولُ: يَحْفَظُهُ مَنْ يَحْفَظُ هِشَامًا.
213- ونِعْمَ غَيْثُ الرَّاغِبِينَ الرُّغَّابْ
214- إذا عَدَا(1) صِنْعًا بخَيْرِ الآرَابْ
215- فى عَرَكِ الدَّلْمَاءِ مُلْتَجِّ الغَابْ
216- يُشْفَى بِهِ دَاءُ السُّعَالِ القَحَّابْ
الصِّنْعُ: الرَّفِيقُ بالأَشْيَاءِ.
والآرَابُ: الحَوَائِجُ.
والدَّلْمَاءُ: كَتِيبَةٌ سَوْدَاءُ مِنَ الحَدِيدِ.
/ مُلْتَجٌّ: لَهُ لَجَّةٌ، وهى الصَّوْتُ.
والغَابُ: الرِّمَاحُ.
والقَحَّابُ: الفَعَّالُ، مِنَ القُحَابِ، وهو السُّعَالُ، دَاءٌ بِعَيْنِهِ.
217- مِنَ الغُدَادِ (2) والنُّحَازِ النَّحَّابْ
218- وغِشِّ أَضْبَابِ الرِّجَالِ الأَضْبَابْ
219- ونَحْنُ نَدْعُو لَكَ عِنْدَ الأَكْلاَبْ
220- بالخَيْرِ مِنْ شَتَّى شُعُوبٍ أهْوَابْ
الغُدَادُ: مِنَ الغُدَّةِ(3).
والنُّحَازُ: السُّعَالُ.
والنَّحَّابُ: القَاتِلُ، يَقْضِى النَّحْب.
وأَضْبَابُ الرِّجَالِ: حُقُودُهَا(4)، واحِدُهَا: ضَبٌّ.
والأَكْلاَبُ: أَرَادَ كَلَبَ الشِّتَاءِ.
والشُّعُوبُ: القَبَائِلُ.
__________
(1) فى أراجيز العرب/172: "غدا"، والمثبت من المخطوط متفقًا مع المطبوع.
(2) فى المخطوط والدّيوان المطبوع: "من العُدَادِ" بالعين المهملة، والمثبت من أراجيز العرب/172، وهو الموافق للشرح.
(3) فى المخطوط: "العُدَادُ: من العُدَّةِ" بالعين المهملة، والمثبت من أراجيز العرب/172.
(4) فى المخطوط: عتودها، والمثبت من أراجيز العرب.(2/99)
والأَهْوَابُ: كَثِيرَةُ الهَوْبِ، ورَجُلٌ هَوْبٌ: كَثِيرُ(1) الكَلاَمِ.
221- وإِنْ نَأَيْنَا كَدُعَاءِ الأَصْحَابْ
222- أَوْ كَدُعَاءِ الصَّالِحِينَ الأُوَّابْ
223- بِالْبَيْتِ أوْ مُرْتَجِعِينَ ثُوَّابْ
224- أوْ ذِى حَيًا بَعْدَ السِّنِينَ الأَلْزَابْ(2)
225- وقُلْتُ فى تَبَيُّنٍ واسْتِيجَابْ
226- شَقَّ أبُو هَزْوَانَ غَيْرَ التَّكْذَابْ
227- حَسَّانُ فى بَيْتٍ مُضِىءِ المِحْرَابْ
228- نَهْرٌ جَرَى بَيْنَ عُبَابٍ ثَعَّابْ
أوْ ذِى حَيًا: يقولُ: قَوْمٌ أَصَابَهُمُ الغَيْثُ وحَبُوا بَعْدَ الجَهْدِ.
حَسَّانُ: هو أبُو هَزْوَانَ النَّبَطِىُّ(3) الذى اسْتَخْرَجَ الهئَ والمَرْأى. وصَدْرُ مَجْلِسِ الرَّجُلِ: مِحْرَابُهُ.
229- كالنِّيلِ حِينَ اسْتَنَّ أَوْ سَيْلِ الزَّابْ
230- يَسْقِى بِهِ اللهُ جِنَانَ الأَعْنَابْ
231- [يَعْمَلُ](4) بالشَّذْبِ وشَعْلِ الإلْهَابُ
232- حتّى سَقَى النَّخْلَ مَكانَ الأَقْصَابْ
الشَّذْبُ: الحَفْرُ هاهُنَا.
والشَّعْلُ: إيقَادُهُ على الحِجَارَةِ حِتّى تَلِينَ.
233- خُضْرًا تَسَامَى كالفِحَالِ الهُبَّابْ
234- يَطْوِى مُسَنَّاهَا كَطَىِّ الأَدْرَابْ
235- حَتَّى اسْتَقَامَ المَاءُ يَسْبِيهِ السَّابْ
236- على الجِنَابَيْنِ بِفَيَّاضٍ (5) ثَابْ
يَسْبِيهِ: يَحْفِرُهُ.
والسَّابِى: الحَافِرُ.
وأرادَ بثَابٍ: ثَائِبٌ يَثُوبُ مَاءً بَعْدَ مَاءٍ.
__________
(1) فى التاج (هـ و ب): "الهَوْبَ: الرجل الأحمق المهذار؛ أى: الكثير الكلام".
(2) الأَلْزابُ: الشِّدادُ.
(3) فى التاج (هـ ز و): "أبو هَزْوانَ النَّبَطى: رجل من حاشية هشام بن عبد الملك بن مروان، كان يستخرج لهشام الضياع" ولعل هاتين كانتا من ضياع هشام. (المراجع).
(4) إضافة من الدّيوان المطبوع، ومكانها فى المخطوط مطموس.
(5) فى الدِّيوان المطبوع: "بغَيّاضٍ" بالغين.
/ 237- يَزِيدُ رِفْدًا(1) فى خَرَاجِ الأَجْلاَبْ(2/100)
238- مِنْ واسِعٍ فى واسِعَاتٍ أوْآبْ
239- عَلَى جِنَابَيْهِ نَبَاتُ العُنَّابْ
240- والزَّرْعُ يَغْشَاهُ ثِمَانُ الأَرْطَابْ
241- أَعْطَاكَهُ مُعْطِى العَطَاءِ الوَهَّابْ
الوَأْبُ: الوَاسِعُ، يُقالُ: قَعْبٌ وَأْبٌ، وجَفْنَةٌ وَأْبَةٌ: إذَا كانَتْ كَثِيرَةَ الأَخْذِ.
* ... * ... *
__________
(1) فى الدِّيوان المطبوع: "رِفْقًا"، وهو لا يناسب السياق.
-49-
وقالَ يَمْدَحُ أَبَانَ بنَ الوَلِيدِ البَجَلِىَّ:(1)
1- إِنِّى علَى جَنَابَةِ التَّنَحِّى
2- وعَضِّ ذَاكَ الْمَغْرَمِ المُلِحِّ
3- لاَ أَبْتَغِى سَيْبَ اللَّئيمِ القُحِّ
4- قَدْ كادَ مِنْ نَحْنَحَةٍ وأَحِّ
الجَنَابَةُ: البُعْدُ.
والمَغْرَمُ: الدَّيْنُ قَدْ أَلَحَّ لاَ يَبْرَحُ.
والقُحُّ: الخَالِصُ.
والنَّحْنَحَةُ، والأَحُّ: يَقُولُهُمَا [البخيل](2) عِنْدَ السُّؤَالِ.
5- يَحْكِى سُعَالَ الشَّرِقِ الأَبَحِّ
6- عَبْدِ المَقَدَّيْنِ(3) أَنُوحِ الأَنْحِ
7- بادِى الكُدَى يُعْيِى انْتِحَاتَ النَّقْحِ
8- تَرَاهُ يَرْبُو بِطْنَةَ المُجِحِّ
المَقَدَّانِ: قُصَاصُ الشَّعَرِ فى القَفَا.
والأَنُوحُ: الذى يَأْنِحُ.
والأَنِيحُ: الزَّئِيرُ(4).
والكُدَى: جَمْعُ كُدْيَةٍ، المَوْضِعُ الغَلِيظُ لاَ تَعْمَلُ فِيهِ المَحَافِيرُ، وإنَّمَا هذا مَثَلٌ، كَمَا قالُوا: فُلاَنٌ لا تَنْدَى صَفَاتُهُ: إذا كانَ بَخِيلاً.
__________
(1) الأرجوزة بالدّيوان المطبوع (36- 38) تحت رقم (15).
- وأَبانُ هو أبانُ بن الوَليد بن مالك الزّيدى، من بنى زيد بن الغوث البَجَلِىّ (125هـ = 742م): والٍ مَدَحه الكميت، كان من أشراف بجيلة فى العراق أيّام ولاية خالد بن عبد الله القَسْرى.
(2) زيادة من اللسان والتاج (أ ن ح) للإيضاح.
(3) فى الدّيوان المطبوع: "المِقَدَّيْنِ" بكسر الميم.(2/101)
(4) كذا فى المخطوط "الزئير" ولعل صوابه "الزَحِير" ففى التاج (أ ن ح) قال: "أنَحَ يأنِح أَنْحًا وأنيحًا: زَحَر من ثقل يجده من مرض أو بُهْرٍ" وفى (ز ح ر) قال "الزحير: إخراج الصوت أو النّفس بأنين عند عمل أو شدة، يقال: سمعت له زفيرًا وزحيرًا".
والنَّقْحُ: القَشْرُ، ومِنْهُ يقالُ: "اسْتَغْنَتِ الشَّوْكَةُ عَنِ التَّنْقِيحِ"، يُضْرَبُ هذا مَثَلاً للرَّجُلِ المُسْتَغْنِى بالتَّجَارِبِ عَنِ التَّعْلِيمِ(1).
الإِجْحَاحُ: فى السِّبَاع خاصَّةً، وهو الحَمْلُ.
والبِطْنَةُ: الامْتِلاَءُ، وفى بَعْضِ الأَمْثَالِ: "البِطْنَةُ تُذْهِبُ الفِطْنَةَ"(2).
9- لُؤْمًا وإنْ خَادَعْتَهُ بالمَسْحِ
10- صَارَ إلى تَعَلُّلٍ وأَزْحِ (3)
11- وعَجَبًا لِلآمِنِ المُضَحِّى
12- وقَدْ أُصَادِى بالمُقَامِ الصِّرْحِ
/ بالمَسْحِ: بالخَدِيعَةِ، كَمَا يَمْسَحُ الدَّابَّةَ لِتَلِينَ.
والأَزْحُ:(4) الانْقِباضُ والتَّبَاعُدُ.
وقَوْلُه: وعَجَبًا: يقولُ: عَجَبًا لآمِنِ الدُّنْيَا، وإنَّمَا مُقَامُهُ فِيهَا قَدْرُ تَضْحِيَةِ الرَّجُلِ أَبْلَغُ، ثمَّ يَلْحَقُ بِمَنْ مَضَى، والتَّضْحِيَةُ(4)، والتَّغْدِيَةُ واحِدٌ.
والمُصَادَاةُ، والمُدَاوَاةُ والمُدَالاَةُ، والمُقَانَاةُ: المُدَاراةُ.
والصِّرْحُ: الوَاضِحُ.
13- أَوْقًا وأَعْدَاءً ثِقَالَ الرَّزْحِ
14- يَا حَىَّ لاَ أَفْرَقُ أَنْ تَفِحِّى
__________
(1) المثل فى اللّسان (ن ق ح)، وفيه: "ورَوَى اللَّيثُ عن أبى عَمْرو بن العَلاء أنّه قال فى مثل: اسْتَغْنَتِ السُّلاّءَةُ عن التَّنْقِيح"، يُضرب مثلاً لمَنْ يريد تجويدَ شىء هو فى غاية الجَوْدَةِ من شِعْرٍ أو كلامٍ أو غيره ممّا هو مُسْتقيمٌ".
(2) اللّسان (ب ط ن)، ومجمع الأمثال1/112، والتاج (أ ف ن) وفيه:"البِطْنَةُ تأفِنُ الفِطْنَةَ". يقال: أَفَنَ الفَصِيلُ ما فى ضَرْعِ أمِّه: إذا شرِبَ ما فيه.(2/102)
(3) فى المخطوط: "وأرْح" بالرّاء المهملة فى الموضعين، والمثبت من الدّيوان المطبوع، ورجحناه لوجود المعنى فى أزح أزوحًا: إذا تقبّض ودنا بعضه من بعض، ولأن أرح - بالراء المهملة - حرف مهمل.
(4) هو من قولهم: ضَحّى: إذا تغدّى بالضحى، ويقال: ضَحَّى قومه: غدّاهم.
15- أوْ أنْ تَحِفِّى(1) كَرَحَى المُرَحِّى
16- إنِّى أَنَا الدِّامِغُ والمُصَحِّى
الأَوْقُ: الثِّقْلُ، والأَوْقُ: التَّضْيِيقُ.
والرُّزْحُ: الثِّقَالُ، واحِدُهَا: رَازِحٌ، والرَّازِحُ والرَّازِعُ واحِدٌ، وهو الذى لاَ يَنْهَضُ، هُزَالاً وضَعْفًا.
وفَحِيحُ الحَيَّةِ مِنْ فِيهَا، وكَشِيشُهَا مِنْ جِلْدِهَا، وهو أنْ تَحُكَّ بَعْضُهَا بَعْضًا.
والمُصَحِّى: الذى يُبْرِئُ جَهْلَ الجَاهِلِ حَتَّى يَصْحُوَ.
17- بالنَّارِ عَنْ أُمِّ الفِرَاخِ الوُكْحِ
18- يَخْشَعُ لِى شَيْطَانُ كُلِّ طَمْحِ
19- وَيْلٌ لِمَنْ حَارَبَنِى وصُلْحِى
20- صُلْحٌ لِمَنْ بَاشَرَنِى بنُصْحِ
أُمُّ الفِرَاخِ: أرَادَ الهَامَةَ أُمَّ الدِّمَاغِ، وهى الجِلْدَةُ التى تَغْشَاهُ، والفَرْخُ: الدِّمَاغُ بِعَيْنِهِ.
والوُكْحُ: المُقِيمَاتُ، وأَوْكَحَ بالمَكَانِ: لَزِمَهُ.
والطَّمْحُ، والطَّمَاحَةُ واحِدٌ.
21- إنِّى لأَسْقِى الشَّانِئِينَ جَدْحِى
22- قَوَاتِلاً مِنْ غَلَثِىِّ الذَّرْحِ
23- قَدْ ذَاقَ هَامَاتُ العُِدَا (2) مِنْ نَطْحِى
24- صُلْبَ الحِجَاجَيْنِ رَحِيبَ الجُرْحِ
الشَّانِئُونَ: الأَعْدَاءُ، واحِدهُمْ: شَانِئٌ.
والجَدْحُ: أَنْ يُخَاضَ الشَّىءُ بالمِجْدَحِ وما أَشْبَهَهُ، وهو عُودٌ فى رَأْسِه شُعَبٌ يُخَاضُ بِهِ.
والغَلَثِىُّ: أرَادَ الغَلِيثَ، وهو الخَلِيطُ، يريدُ أنِّى أَخْلِطُ، أَلُتُّ لَهُم الذَّرَارِيحَ بالسَّمِّ القَاتِلِ؛ ليكُونَ أَقْوَى لَهُ، وواحِدُ /الذَّرَارِيحِ: ذُرَّاحٌ، وذَرُّوحٌ، وذُرُّوحٌ، وذُرَحْرَحٌ.(2/103)
والحِجَاجَانِ: عَظْمَانِ تَحْتَ الحَاجِبَيْنِ.
والرَّحِيبُ: الوَاسِعُ.
25- مِنْ صَقْعِ قَرْنَيْهِ دَوَامِى القَرْحِ
26- بِحيْثُ شَجَّا مِنْ كِفَاحِ الكَفْحِ
__________
(1) فى المخطوط: "أو أنْ تَحَفَّى" والمثبت من الدّيوان المطبوع.
(2) فى القاموس: العُِدا - بالضم والكسر -: اسم جمع العَدُوّ.
27- آثَارَ (1) ثُعْلٍ كالرِّحَالِ الرُّكْحِ
28- وأَنَا فى تَحَلُّمِى وفَسْحِى (2)
الصَّقْعُ: الضَّرْبُ على الهَامَةِ.
والكِفَاحُ: المُوَاجَهَةُ.
والثُّعْلُ: الشِّجَاجُ يكونُ للشَّجَّةِ مَخْرَجَانِ وثَلاَثَةٌ، كالثَّعَلِ فى الأَسْنَانِ، وهو تَرَاكُبُهَا.
والرِّحَالُ الرُّكْحُ: الوَاسِعَةُ، شَبَّهَ أَفْواهَ الشِّجَاجِ بِتِيكَ، والوَاحِدَةُ: رَكُوحٌ.
29- عَنْ نَفَسِ المَكْرُوبِ حَرَّ اللَّفْحِ
30- فى كُلِّ يَوْمٍ مُسْمَهِرِّ الصَّمْحِ
31- يُرْهِبُ زَأْرِى كَلَبَاتِ النَّبْحِ
32- والمُخْدِرَاتِ فى الإِجَامِ المُلْحِ
المُسْمَهِرُّ: الشَّدِيدُ.
والصَّمْحُ: الحَرُّ، تقولُ: صَمَّحَهُ الصَّيْفُ: إذا كادَ(3) يُذِيبُ دِمَاغَهُ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ، وقالَ أبُو زُبَيْدٍ [الطَّائِىّ]: (4)
مِنْ سَمُومٍ كَأَنَّهَا لَفْحُ نَارٍ صَمَّحَتْهَا ظَهِيرَةٌ غَرَّاءُ(5)
والمُخْدِرَاتُ: الدَّوَاخِلُ فى الآجَامِ، وخِدْرُ المَرْأَةِ مِنْ هذا؛ لأَنَّهَا تَوَارَى فِيهِ.
والمُلْحُ: فى ألْوَانِهَا، والأَمْلَحُ: الأَسْوَدُ تَعْلُوهُ شَعَرَةٌ بَيْضَاءُ.
33- والبُزْلَ قَدْ دَوَّخْتُهَا بالكَبْحِ
34- خَوَاضِعًا مِنْ صَادِمَاتِ الرَّنْحِ
35- ذَاكَ وأُنْحِى العَضَّ حينَ أُنْحِى
36- وسَمُّ أَنْيَابى جُرَازُ الذَّبْحِ
دَوَّخْتُهَا: ذَلَّلْتُهَا.
والكَبْحُ: ضَرْبُ الوَجْهِ.
والرَّنْحُ(6): مِنَ التَّرْنِيحِ.
وأُنْحِى: أَعْتَمِدُ.
جُرَازٌ: قَاتِلٌ، سَيْفٌ جُرَازٌ: مَاضٍ ذَاهِبٌ.
__________(2/104)
(1) فى المخطوط: "آثَارُ" بالرّفع، والمثبت من الدّيوان المطبوع.
(2) فى الدّيوان المطبوع: "وفَشْحِى" بالشّين.
(3) فى المخطوط: "كان"، والمثبت من اللسان والتاج (ص م ح).
(4) إضافة من اللّسان والتاج.
(5) البيت فى اللّسان والتاج (ص م ح)، وفيهما: "صَمَحَتْها" بدون تشديد.
(6) الرَّنْح: الدُّوار، ويقال: رُنِّح عليه: إذا غُشِى عليه.
37- ونَاضِبِ المَاءِ قَلِيلِ الشَّبْحِ
38- أَزْوَرَ بالرَّكْبِ رَكُوضِ الرَّمْحِ(1)
39- صِيرَانُهُ فَوْضَى بِكُلِّ نَدْحِ
40- يَحْجُجْنَ بالْقَيْظِ حِفَافَ الرَّدْحِ
/ النَّاضِبُ: البَعِيدُ.
والشَّبْحُ: الشَّخْصُ، يقالُ: شَبْحٌ وشَبَحٌ، والجَمْعُ: أَشْبَاحٌ.
وأَزْوَرُ: مُلْتَوٍ.
ورَكُوضُ الرَّمْحِ: أَرَادَ اضْطِرَابَ السَّرَابِ.
والصِّيرَانُ: بَقَرُ الوَحْشِ، يقالُ: صُوَارٌ، وصِيَارٌ، وصِيرَانٌ.
والفَوْضَى: المُخْتَلِطَةُ مَعَ غَيْرِهَا مِنَ الوَحْشِ.
والنَّدْحُ: المُتَّسَعُ مِنَ الأَرْضِ، ومِنْهُ: لَكَ عَنْ هَذَا مَنْدُوحَةٌ: أى لَكَ عَنْهُ مَذْهَبٌ واسِعٌ.
ويَحْجُجْنَ: يَعْتَمِدْنَ، وكُلُّ مَنْ أَتَى شَيْئًا فقَدْ حَجَّهُ واعْتَمَدَهُ.
والرَّدْحُ: الحَبْلُ مِنَ الرَّمْلِ.
وحِفَافُهُ: جَانِبُهُ، يُرِيدُ أَنَّهُنَّ يَكْنَنَّ فِيهِ مِنَ القَيْظِ.
41- حَجَّ النَّصَارَى العِيدَ يَوْمَ الفِصْحِ
42- كَأَنَّ أَصْوَاتَ الصَّدَى ذِى الضَّبْحِ
43- باللَّيْلِ أَصْوَاتُ النِّيَاحِ الصُّدْحِ
44- يَسْقِى بِهِ الجُونُ فِراخَ الضِّحِّ
الفِصْحُ: أوَّلُ خَمِيسٍ بَعْدَ الشَّعَانِينِ بأَرْبَعَةِ أَيَّامٍ.
والنِّيَاحُ: النَّوَائِحُ.
والصُّدْحُ: جَمْعُ صَدُوحٍ: الرَّافِعَةُ الصَّوْتِ.
والجُونُ مِنَ القَطَا: ما ضَرَبَ إلى السَّوَادِ، والكُدْرُ: إلى الصُّفْرَةِ.
والضِّحُّ: الشَّمْسُ، جَعَلَ الفِرَاخَ لَهَا لأَنَّهَا بارِزَةٌ لَهَا أَبَدًا.(2/105)
45- زُغْبًا بِمُلْقًى عِنْدَ قَيْضِ المُحِّ
46- قَطَعْنَهُ(2) والآلُ جارِى السَّبْحِ
47- والسَّيْفُ أَدْنَى صَاحِبٍ مِنْ كَشْحِى
48- بِشَمَّرِيَّاتِ القِلاَصِ المُرْحِ
__________
(1) فى الدّيوان المطبوع: "الرُّمْحِ" بضمِّ الرّاء، والمثبت هو المناسب للسياق.
(2) فى الدّيوان المطبوع: "قَطَعْتُه".
القَيْضُ: قُشُورُ البَيْضِ المُنْقَاضُ عَنْهَا، والقِشْرُ الدَّاخِلُ غِرْقِئٌ، مَهْمُوزٌ، وغَرْقَأَتِ الدَّجَاجَةُ: بَاضَتْ بِغَيْرِ قِشْرٍ.
والسَّبْحُ: الجَارِى.
والشَّمَّرِيَّاتُ: السِّرَاعُ.
والقِلاَصُ: جَمْعُ قَلُوصٍ، الأُنْثَى مِنَ الإبِلِ.
والمُرْحُ: جَمْعُ مَرُوحٍ.
49- قَدْ عَضَّ أَنْسَاعٌ بِهَا كالوُشْحِ
50- صُهْبِ الذَّفَارَى طَيِّبَاتِ النَّتْحِ
51- إذَا جَرَى مِنْهَا انْفِصَادُ الرَّشْحِ
52- وقَدْ جَرى فَوْقَ المِتَانِ الفُضْحِ
الأَنْسَاعُ: جَمْعُ نِسْعٍ، سَيْرٌ يُضْفَرُ على هَيْئَةِ أَعِنَّةِ البِغَالِ، تُشَدُّ بِهِ الرِّحَالُ، تُشَدُّ على طَرَفَىِ / البِطَانِ، والقِطْعَةُ مِنْهُ نِسْعَةٌ، وهى النُّسُوعُ، والأنْسَاعُ.
والوُشْحُ: جَمَاعَةُ وِشَاحٍ، ويُقالُ: وِشَاحٌ، ووُشَاحٌ، وإشَاحٌ، يريدُ أنَّ هذِه النُّسُوعَ صَارَتْ لهذه النَّاقَةِ مِنْ مُلاَزَمَتِهَا لَهَا، كالوُشْحِ لِمَنْ يَتَوشَّحُ بِهَا، وكَمَا يَتَوَشَّحُ الرَّجُلُ بِثَوْبِهِ.
والصُّهْبُ: جَمْعُ صَهْبَاءَ، والصُّهْبَةُ: حُمْرَةٌ فى الظَّاهِرِ وسَوَادٌ فى البَاطِنِ، وبَعِيرٌ أَصْهَبُ وصُهَابِىٌّ، ونَاقَةٌ صَهْبَاءُ صُهَابِيَّةٌ: نَعْتٌ للجَوَادِ.(2/106)
والذَّفَارَى: جَمْعُ ذِفْرَى، وهى مِنَ القَفَا: المَوْضِعُ الذى يَعْرَقُ مِنَ البَعِيرِ، وهُمَا ذِفْرَيَانِ مِنْ كُلِّ شَىءٍ، ومِنَ العَرَبِ مَنْ يقولُ: هذه ذِفْرًى، فَيَصْرِفُ، كَأَنَّهُمْ يَجْعَلُونَ الأَلِفَ فِيهَا أَصْلِيَّةً، ولذلِكَ يَجْمَعُونَهَا على الذَّفَارَى، ويُقالُ: ذِفْرًى، وذِفْرَاةٌ، وقالَ:
* أَزْمَانُ تُبْدِى لَكَ وَجْهًا ناضِرَا *
* وعُنُقًا زَيَّنَ حَلْيًا زاهِرَا *
* تَثْنِى على ذِفْرَاتِهَا الغَدَائِرَا *(1)
والنَّتْحُ: ما رَشَحَ مِنْ عَرَقِهَا، والخَيْلُ والإِبِلُ تُوصَفُ بِطِيبِ العَرَقِ.
__________
(1) الرجز فى المخصص 15/189 من غير عزو.
وانْفِصَادُهُ: تَبَزُّلُهُ.
والرَّشْحُ: العَرَقُ.
والمِتَانُ: ما غَلُظَ مِنَ الأَرْضِ.
والانْفِصَادُ(1): التَّبَزُّلُ.
والفُضْحُ: جَمْعُ أَفْضَحَ وفَضْحَاءَ، والفِعْلُ فَضِحَ يَفْضَحُ فَضَحًا، والفَضَحُ، والفُضْحَةُ: غَبْرَةٌ فى طُحْلَةٍ، يُخَالِطُهَا لَوْنٌ قَبيحٌ [يكون](2) فى ألْوَانِ الإِبِلِ والحَمَامِ، فَيزِيدُ بِهِ سَوَادَ المَتْنِ فى بَيَاضِ السَّرَابِ، وكذلِكَ الحَديدُ أَفْضَحُ فى لَوْنِهِ.
53- أَبْيَضُ مِنْ رَقْرَاقِهِنَّ الوُضْحِ
54- والرِّيحُ تُذْرِى الخَرْقَ بَعْدَ الكَسْحِ
55- فى عَمِقِ الأَجْوافِ نَائِى النَّدْحِ
56- خَاوٍ مَسَاقِيهِ شَطُونِ اللُّجْحِ(3)
رَقْرَاقُ السَّرَابِ: اضْطِرَابُهُ وتَرَبُّعُهُ(4).
وُضْحٌ: بِيضٌ.
والخَرْقُ: الأَرْضُ البَعِيدَةُ الأَطْرَافِ.
والعَمِقُ، والنَّدْحُ: النَّاحِيَةُ.
والخَاوِى: الخَالِى.
ومَسَاقِيهِ: مِيَاهُهُ.
والشَّطُونُ: البَعِيدُ، وغَزْوَةٌ شَطُونٌ: بَعِيدَةٌ، والدَّارُ تَشْطُنُ شُطُونًا: إذَا بَعُدَتْ، وأكْثَرُ ما يقالُ: نَوًى ونِيَّةٌ شَطُونٌ.(2/107)
واللُّجْحُ: أرادَ اللُّحْجَ فَقَلَبَ، وهو المَوْضِعُ المُتَوَارِى فى اسْتِقَامَةٍ، ومِنْهُ: لَحِجَ/ الشَّىءُ بالشَّىءِ: إذا عَلِقَ بِهِ، وَرَوَى أبو عُبَيْدٍ: اللُّجْحُ، بتَقْدِيمِ الجِيمِ على الحَاءِ، وقالَ: هو الشَّىءُ يكُونُ فى الوَادِى نَحْوٌ مِنْ [ الدَّحْلِ، كاللُّجْحِ] (5).
* ... * ... *
-50-
[وقالَ](6)
__________
(1) كذا فى المخطوط، وهو تكرار لما قبله.
(2) زيادة من التاج واللسان ( ف ض ح) والنص فيه.
(3) المشطور (56) فى اللسان والتاج (ل ج ح) وروايته فيهما:
(4) بادٍ نواحِيهِ شَطونِ اللُّجْحِ *
( ) تَرَبَّعَ السَّرابُ: جاء وذهب.
(5) بياض بالمخطوط، وما بين الحاصرتين من اللّسان (ل ج ح).
(6) الأرجوزة بالدّيوان المطبوع ص15 تحت رقم (4)، وما بين الحاصرتين إضافة منه.
وابتداء من هذه الأرجوزة تغير قلم المخطوطة فكُتِبَتْ بخط أحدث مِن الذى قبله، يخلو من الضبط غالبًا، ومن النّقط أحْيانا.
:
/ 1- ولَمْ نَدَعْ(1) لِلشّاغِبِينَ شَغَبَا(2)
2- إِذْ رَامَتِ الأَحْمَاسُ ألاّ تَرْجُبا(3)
3- وقَلَّدَ الجِيدَ (4) السَّفَا واسْتَرْجَبَا (5)
4- قَوْمًا رآه فى الضَّلاَلِ نُكَّبَا
الشَّغَبُ: تَهْيِيجُ الشَّرِّ، وقالَ:
وإنِّى على ما نالَ مِنِّى بِصَرْفِهِ على الشَّاغِبِينَ التَّارِكِى الحَقَّ مِشْغَبُ(6)
والحُمْسُ: قَوْمٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وكِنَانَةَ، وخُزَاعَةَ، ومَنْ وَلَدَتْهُ قُرَشِيَّةٌ، وكانُوا يُحَرِّمُونَ على أَنْفُسِهِمْ أشْيَاءَ شَتَّى، وفى مَواضِعَ أُخْرَى: الحُمْسُ: قُرَيْشٌ، وأَحْمَاسُ العَرَبِ: أُمَّهَاتُهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، كَانُوا مُتَشَدِّدِينَ فى دِينِهِمْ، وكَانُوا شُجْعَانَ العَرَبِ لاَ يُطَاقُونَ، وفى قَيْسٍ حُمْسٌ أَيْضًا.
والرَّجْبُ، مَجْزُومُ الجِيمِ، وقالَ:
فَغَيْرُكَ يَسْتَحْيِى وغَيْرُكَ يَرْجُبُ(7)
يَعْنِى بالرَّجْبِ: الحَياءَ والعَفْوَ.(2/108)