مجلة علوم إنسانية
السنة الخامسة: العدد 35: خريف 2007
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعدد رواية الشاهد الشعري وأثره على القاعدة النحوي
الدكتور / رياض السّوّاد
أستاذ اللغة والنحو المساعد في جامعة ذي قار- العراق
مقدمة
شكلت الشواهد الشعرية أساسا مهما يعتمد عليه النحوي في بناء قواعده وقوالبه العامة ، وهي تعدّ دليل النحوي على صواب قاعدة يطرحها ويهيئ لها أجواء القبول في وسط دارسي العربية قديما وحديثا . ولكنّها ومع الفائدة الجلية التي تبعثها في روح النحو العربي كانت ولا تزال مصدرا من مصادر التعقيد النحوي لامتزاجها بمشاكل الرواة وعدم الدقة في النقل، وما سببه الخلاف النحوي الذي بلغ أوجه عند رواد المدرستين البصرية والكوفية من تحريف وتلفيق شكل عائقا لا يمكن تجاهله أمام معرفة الحقيقة .
ومن هنا تعددت روايات الشاهد وشكلت ظاهرة بارزة تحتاج إلى الدرس والتحري ومعرفة التأثير الذي يمكن أن تتركه على القواعد النحوية عامة . فكانت هذه الدراسة التي ركزت على جانب واحد من جوانب التعدد ، وهو الذي يغيّر موطن الشاهد إذا ما ذكر ليصبح الشاهد بعده ليس ذا فائدة في طرحه دليلا على مسألة نحوية ما . وتركت الشواهد التي تعددت روايتها من دون أن تشكل تأثيرا على موطن الشاهد، وهي كثيرة يصعب إحصاؤها .
ولا أقول أني اسطعت أن أمسك بالشواهد متعددة الرواية جميعها، ولكني ذكرت منها ما يمكن أن يفهم منه سعة الظاهرة وتفشيها في الدراسات اللغوية . وقد اضطرني الأمر إلى جعل هذه الدراسة على تمهيد ذكرت فيه أسباب التعدد المذكور، وبعده تناولت الشواهد على وفق الترتيب الألف بائي لقوافي الأبيات الشعرية ، مختتما الأمر بالثراء النحوي الذي جلبته ظاهرة التعدد هذه لقواعد العربية . أسأل الله سبحانه أن يوفقني للصواب ..
تمهيد
أسباب تعدد رواية الشاهد النحوي(1/1)
خضعت رواية الشعر العربي بصورة عامة لجملة من الظروف جعلته يتسم بعدم الدقة في النقل . ذكر ابن سلام في طبقاته : (( فلمّا كثر الإسلام وجاءت الفتوح واطمأنت العرب في الأمصار راجعوا رواية الشعر فلم يؤولوا إلى ديوان مدوّن ولا كتاب مكتوب ، وألفوا ذلك وقد هلك من العرب من هلك بالموت والقتل ، فحفظوا أقلّ ذلك وذهب عليهم منه كثير )) (1) . ومنهم من سعى إلى وضع الشعر وتحريفه لأسباب ذكرها ابن سلاّم بقوله : (( فلما راجعت العرب رواية الشعر وذكر أيامها ومآثرها استقل بعض العشائر شعر شعرائهم وما ذهب من ذكر وقائعهم ، وكان قوم قلت وقائعهم وأشعارهم فأرادوا أن يلحقوا بمن له الوقائع والأشعار فقالوا على ألسنة شعرائهم ثم كانت الرواة بعد فزادوا في الأشعار التي قيلت))(2).
ولمّا كان الشاهد النحوي يعتمد بالشكل الأساس على الشعر العربي كان من الطبيعي أن يتأثر هو الآخر بمشاكل الرواية والرواة ، وأن يصبح النحاة فيما بعد – بقواعدهم والخلاف الدائر حول المسائل النحوية-عاملا مهما من عوامل التحريف في الشعر العربي . وهو أمر سنتبينه من خلال الشواهد التي ستعرض في البحث. وسأحاول في هذا المجال أن أعرض لأهم الأسباب التي ساعدت على تعدد أو اختلاف رواية الشاهد النحوي :
أولا. اللهجات(1/2)
لم يكن الشعراء العرب من قبيلة واحدة وإن كان الغالب على الشعر المنقول مجيؤه باللغة العالية التي مثلتها لهجة قريش .ولذا تجدهم يعيبون على الشخص الذي يتكلم بلهجة من لهجات القبائل المعروفة . حكى الأصمعي : ((أنّ معاوية قال ذات يوم لجلسائه : من أفصح الناس ؟ فقام رجل من السماط فقال : قوم تباعدوا عن عنعنة تميم وتلتلة بهراء وكشكشة ربيعة وكسكسة بكر ، ليس فيهم غمغمة قضاعة ولا طمطمانية حمير . فقال: من أولئك ؟ فقال : قومك يا أمير المؤمنين ))(3). ولكنّا مع هذا نجد الكثير من الأشعار وقد جاءت بلهجات قبائلها وكان لها دور مميز في تعدد أو اختلاف رواية الشعر أو قل الشاهد النحوي بالمفهوم الخاص الذي بنت لأجله هذه الدراسة .فعقيل مثلا تجرب(لعل) كقول كعب بن سعد الغنوي :
فقلت: ادع أخرى وارفع الصوت جهرة لعلّ أبي المغوار منك قريب
وقد جعل ابن عقيل ذلك شاهدا على إفادة (لعل) الجر (4). وتميم تبدل الهمزة عينا في لهجة سميت بالعنعنة ، كقول ذي الرمة : (4)
أعن ترسمت من خرقاء منزلة ماء الصبابة من عينيك مسجوم
واعتمد ابن هشام في مغني اللبيب البيت المتقدم للإشارة به إلى كون(عن) حرفا مصدريا (5). معاملا إياها معاملة (أن) المصدرية.
ثانيا.التصحيف والتحريف .
والتصحيف : (( أن يأخذ الرجل اللفظ في قراءته في صحيفة ولم يكن سمعه من الرجال فغيّره عن الصواب ))(6).ويعد من معايب الفنون الأدبية ، يقول القلقشندى : (( وإن لم يكن لطيف الذوق ولا حسن الاختيار جاء ما لفقه من كلام غيره رثّا ركيكا ....فإن صحبه التصحيف والتحريف فتلك الطامة الكبرى والمصيبة العظمى ))(7).(1/3)
وقد كثر أمر التصحيف والتحريف هذا في كتب وأقوال اللغويين والنحويين على حد سواء . يقول أحمد عبد الغفور العطار : ((ومن هناته (يريد الجوهري) التصحيف والتحريف لبعض الشعر ....وهو كثيرا ما يخطيء في رواية الشعر ويغيّر أشطره ويغلط في نسبة الشعر إلى أصحابه ))(8). ومن أمثلة ذلك عند النحاة بيت إرجوزة لسالم ابن دارة :
يا أبجر بن أبجر يا أنتا أنت الذي طلّقت عام جعتا
استشهد به الرضي في شرحه على الكافية على مسألة نداء الضمير(9) . يقول البغدادي فيه : (( وقد حرّف البيت الأول على وجوه .... وصوابه : يا مرّ بن واقع يا أنتا ))(10) .
وأورد البغدادي أيضا حينما ذكر بيت الفرزدق :
كم عمة لك يا جرير وخالة فدعاء قد حلبت علي عشاري
(( وقد صحّف اللحياني ثلاث كلمات من البيت الأول (حلبت) فإنّه صحّفه (جليت) بضم الجيم وكسر اللام ...والثانية (عليّ) صحّفه ب(على) الجارة ، والثالثة (عشاري) فإنّه صحّفه ب(عشّار) بفتح العين وتشديد الشين ))(11). ومن هذا كثير سيرد في البحث
ثالثا. الخلاف والحيل النحوية .
قد يضطر النحوي إلى تحريف الأبيات الشعرية يدفعه إلى ذلك الصراع الدائر بين أرباب المدرستين النحويتين البصرة والكوفة . فمن أجل أن يخالف صاحبه ليثبت الجدارة وليحظ بعدها بتأديب أولاد الخلفاء ، قد يضع شعرا لا وجود له أصلا أو أن يحرّف بيت من الشعر ، وعليه يمكن القول بأنّ النحاة كما الرواة ساهموا مساهمة فعّالة في تحريف الأدب العربي خدمة لقضيتهم . ويمكن أن نلاحظ ذلك من خلال الأمثلة الآتية :
1. استشهد سيبويه بقول الشاعر
معاوي إنّنا بشر فاسجح فلسنا بالجبال ولا الحديدا(1/4)
بنصب لفظ (الحديدا) حملا إياه على الموضع لا على الاسم (12)وسار على هديه المبرد في المقتضب(13). وردّ على ذلك ابن عبد ربّه في العقد الفريد بقوله : (( وإنّما قاله الشاعر على الخفض والشعر كلّه مخفوض ، فما كان يضطره أن ينصب هذا البيت ويحتال على إعرابه بهذه الحيلة الضعيفة ))(14).
2. استشهد الكوفيون على صحة نصب المضارع في غير مواضع النصب المعروفة وهي السبق ب(أن ولن وكي وإذن) أو بأن مضمرة وجوبا أو جوازا بعد الواو وثمّ وحتى والفاء واللام ، استشهدوا ببيت طرفة بن العبد :
ألا أيّها الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
وردّ الأنباري في الإنصاف : (( فالرواية عندنا على الرفع وأمّا من رواه على النصب فلعلّه رواه على ما يقتضيه القياس عنده من إعمال أن مع الحذف))(15).
3. استشهد الكوفيون على كون (كما) ناصبة للفعل حالها بذلك حال (كيما) ببيت عمر بن أبي ربيعة ، مدّعين أنّ الرواية فيه (16)
وطرفك إمّا جئتنا فاصرفنّه كما يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظر
مع أنّ الرواية الصحيحة لهذا البيت جاءت بلفظ (17)
وطرفك إمّا جئتنا فاصرفنّه لكي يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظر
ومن ذلك أيضا استشهادهم ببيت عدي بن زيد العبادي :
اسمع حديثا كما يوما تحدثه عن ظهر غيب إذا ما سائل سألا
على أنّ (تحدثه) منصوب ب(كما) . وقد اتفق الرواة على حد قول الأنباري على أنّ روايته ( كما يوما تحدثه) بالرفع كقول أبي النجم : (18)
أنح فاصطبغ قرصا إذا اعتادك الهوى بزيت كما يكفيك فقد الحبائب .
هوامش التمهيد
1. طبقات فحول الشعراء : 1/25
2. المصدر السابق : 1/46
3. درة الغواص في أوهام الخواص:224
4. أنظر : شرح ابن عقيل :2/4
5. أنظر :الخصائص :2/11
6. أنظر : مغني اللبيب: 1/377
7. المزهر في علوم اللغة والأدب : 2/ 302
8. صبح الأعشى في صناعة الإنشاء : 2/316
9. أنظر : مقدمة كتاب الصحاح :1/24
10. أنظر: شرح الرضي على الكافية : 1/ 351(1/5)
11. خزانة الأدب : 2/ 123
12. المصدر السابق : 6/444
13. أنظر : الكتاب : 1/66-67
14. أنظر : المقتضب : 2/338
15. العقد الفريد :4/32
16. الإنصاف في مسائل الخلاف: 2/565
17. أنظر : همع الهوامع:2/372
18. أنظرها في : الإنصاف في مسائل الخلاف: 2/286 ، خزانة الأدب : 5/313
19. أنظر : الإنصاف في مسائل الخلاف: 2/591-592
(باء)
1. من فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة لعلّ أبي المغوار منك قريب(1)
يستشهد بالبيت على مجيء لعل حرف جر في لغة عقيل،بدليل وقوع ما بعدها وهو لفظ الأسماء الستة التي ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء.فقال: لعلّ أبي المغوار،وكان حقها في حال عد ّلعل أداة مشبهة بالفعل أن يكون لفظها( لعل أبا المغوار) (2) .ولعل ما ذكر كان مجرد رواية التزم بها النحاة بدليل مجيء البيت المتقدم بلفظ آخر جاءت فيه لعل حرفا مشبها بالفعل(3).
فقلت :ادع أخرى وارفع الصوت جهرة لعل أبا المغوار منك قريب
فدخولها على الجملة الاسمية( أبو المغوار منك قريب) دليل على كونها أداة من الأدوات المشبهة بالفعل .ولا شاهد في هذه الرواية.
2. أ تهجر ليلى بالفراق حبيبها وما كان نفسا بالفراق تطيب(4)
جاء في الإنصاف ((اختلف الكوفيون في جواز تقديم التمييز إذا كان العامل فيه فعلا متصرفا...فذهب بعضهم إلى جوازه ووافقهم على ذلك أبو عثمان المازني وأبو العباس المبرد من البصريين))(5). واحتج الكوفيون على ذلك ببيت المخبّل المتقدم الذكر. وقال المبرد : (( فلذلك أجزنا تقديم التمييز إذا كان العامل فعلا ، وهذا رأي أبي عثمان المازني ، وقال الشاعر :
أتهجر ليلى للفراق حبيبها وما كان نفسا بالفراق تطيب ))(6)(1/6)
ومما تجدر الإشارة إليه أنّ البيت المتقدم الذي أعتمد أساسا لقاعدة نحوية مهمة أورد بلفظ آخر لا يصلح معه لأن يكون شاهدا على ما تقدم . قال ابن جني: (( ومما يقبح تقديمه الاسم المميّز وان كان ناصبه فعلا متصرفا .... فأما ما أنشده أبو عثمان وتلاه فيه أبو العباس من قول المخبل :
أتهجر ليلى للفراق حبيبها وما كان نفسا للفراق تطيب
فتقابله برواية الزجاجي وإسماعيل بن نصر وأبي إسحاق أيضا. وما كان نفسي بالفراق تطيب)) (7) . وقال الأنبا ري : (( أما ما استدلوا به من قول الشاعر :
أتهجر سلمى بالفراق حبيبها وما كان نفسا بالفراق تطيب
فانّ الرواية الصحيحة :
وما كان نفسي بالفراق تطيب ))(8) .
3. فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل ابقالها(9)
يستشهد النحاة بهذا البيت على حذف تاء التأنيث من الفعل المسند إلى ضمير المؤنث (10).
فالفعل ( أبقل) مسند إلى ضمير مستتر يعود على (الأرض) وهي مؤنثة مجازية التأنيث . وروي البيت السابق :
ولا أرض أبقلت ابقالها. (11)
بنقل حركة الهمزة في (ابقال ) إلى تاء( أبقلت) . وعليه فانّ لفظ (ابقال) الوارد في الرواية الثانية يكون مفعولا مطلقا . ونقل الزبيدي في تاج العروس رواية أخرى للبيت المذكور وهي (12):
ولا روض أبقل ابقالها .
قال الصاغاني: (( والنحويون يرونه (ولا أرض) ويقولون : ولم يقل: أبقلت ؛ لأنّ تأنيث الأرض ليس بحقيقي )) (13).
4. مرسعة بين أرساغه به عسم يبتغي أرنبا ( 14)
لا يجوز الابتداء بالنكرة ما لم تفد . قاعدة عامة أفاد منها النحاة ومن خلالها بحث النحاة عن مسوغات الابتداء بالنكرة ، وإبهامها واحد من هذه المسوغات . ف (مرسعة) الواردة في البيت المتقدم نكرة جاز الابتداء بها لإبهامها (15) . ولو أنّا تتبعنا البيت المذكور لوجدناه قد جاء بروايتين الأولى في حال الرفع وهي المذكورة آنفا والثانية جاءت فيها لفظة (مرسعة ) منصوبة لورودها صفة للفظة (بوهة )(16) الواردة في البيت السابق :(1/7)
أيا هند لا تنكحي بوهة عليه عقيقته أحسبا
وعليه لاشاهد في البيت إذا ما اعتمدنا رواية النصب .
5. إذا ما غدونا قال ولدان أهلنا تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحطب (17)
نقل ابن هشام ما نصه : (( ذكر بعض الكوفيين وأبو عبيدة أن بعضهم يجزم ب(أن) ونقله اللحياني عن بعض بني صباح من ضبة )) ( 18) . وأورد ابن هشام الشاهد المتقدم برواية ( أن يأتنا ) بجعل الفعل مجزوما بحذف الياء . وأما الرواية الثانية فلا شاهد فيها من جهة ورودها بلفظ : ( 19)
إذا ما غدونا قال ولدان أهلنا تعالوا إلى أن يأتي الصيد نحطب
وفيها جاءت ( أن) ناصبة للفعل ( يأتي ) وليست جازمة .
هوامش قافية الباء
1. لكعب بن سعد الغنوي ، أنظر النسبة في : طبقات فحول الشعراء : 1/ 213، الأمالي في لغة العرب :2/153
2. أنظر الشاهد في : اللامات : 163 ، همع الهوامع : 2/457 ، شرح ابن عقيل : 2/4
3. ورد البيت المتقدم بصيغة ( أبا المغوار ) بألفاظ متعددة :
أ . في الجمهرة بلفظ :
فقلت: ادع أخرى وارفع الصوت ثانيا لعلّ أبا المغوار منك قريب ( 211)
ب . في ديوان المعاني :
فقلت : ادع أخرى وارفع الصوت مسمعا لعلّ أبا المغوار منك قريب ( 2/ 179)
ج. في أمالي القالي :
فقلت : ادع أخرى وارفع الصوت دعوة لعلّ أبا المغوار منك قريب (2/ 153)
4. البيت للمخبل اليشكري . أنظر : الخصائص 2/ 384 ، اللسان : 1/ 290 ( حبب) .
5. الأنصاف في مسائل الخلاف : 2/ 828
6. المقتضب : 3/36- 37
7. الخصائص :2/384
8. الأنصاف في مسائل الخلاف :2/831
9. نسبه سيبويه لعامر بن جوين الطائي . الكتاب : 2/46
10.انظر : المصدر السابق : 2/46 ، شرح ابن عقيل : 1/480
11.أنظر : مغني اللبيب: 2/860 . قال بعد ذكره الشاهد المتقدم : (( وليس بضرورة لتمكنه من أن يكون : أبقلت ابقالها ، بالنقل ))
12. ينظر : تاج العروس 14/ 59 ( بقل)
13. المصدر السابق : 14/ 59 (بقل)(1/8)
14. البيت لامريء القيس ، أنظر:غريب الحديث، الهروي: 4/281.وفي اللسان (وسط أرفاغه ).8/124(رسع)
15.أنظر. شرح ابن عقيل :1/223.
16. أنظر : الصحاح ،(رسع) وغريب الحديث :4/281
17. البيت لامريء القيس ،أنظر .ديوان المعاني :2/109،خزانة الأدب :4/270
18.مغني اللبيب :1/45
19.أنظرها في : ديوان المعاني : 2/109، معجم مقاييس اللغة:2/79 ، يتيمة الدهر : 1/166، تاج العروس : 1/ 455(خرب). وجاءت عند أبي هلال في ديوان المعاني برواية : إذا ما ولدنا قال ولدان أهلنا . وعند ابن فارس برواية : إذا ما ركبنا قال ولدان أهلنا ..
(تاء)
6. يا قوم قد حوقلت أو دنوت وشر حيقال الرجال الموت (1)
حق الألفاظ التي على وزن (فعلل) أن يكون وزن مصدرها على ( الفعللة ). وقد جاءت مخالفة للقاعدة الصرفية المعروفة في البيت المتقدم . فقد جعل الشاعر مصدر (حوقل ) الحيقال ، على وزن (فعلال) بكسر فسكون .(2)
وفي الرواية الثانية للبيت يظهر أن الراجز أورده جمعا وليس بصيغة المصدر .قال :
وفي حواقيل الرجال الموت (3)
وفيه جاء لفظ (حوا قيل) جمعا لا مصدرا، وهذا ما يجعل البيت في روايته الثانية غير صالح للاستشهاد به على المادة المذكورة .
هوامش قافية التاء
1. لم أعثر على قائله وهو من شواهد المبرد في المقتضب:2/6 وابن السراج في الأصول: 3/ 114 وابن عقيل في شرحه على الألفية : 2/131
2. أنظر : شرح ابن عقيل : 2/131
3. أنظر : العين 3/ 46
(حاء)
7. ليبك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطوائح (1)(1/9)
أورده سيبويه في باب ما ( يحذف منه الفعل لكثرته في كلامهم )برواية البناء للمجهول ، والتقدير عنده : ( ليبكه ضارع) (2) . فضارع الوارد في النص فاعل لفعل محذوف على هذه الرواية . وسار على هذه الرواية المبرد في المقتضب ، قال بعد أن أورد الشاهد بالرواية المذكورة : )) لما قال : ليبك يزيد ، علم أنّ له باكيا ، فكأنه قال : ليبكه ضارع لخصومة )) (3) . وفي أصول ابن السراج : (( ضرب زيد عبد الله ؛ لأنك لما قلت ضرب زيد ، علم أ ن له ضاربا ، فكأنك قلت : ضربه عبد الله . وعلى هذا ينشد :
ليبك يزيد ضارع لخصومة )) ( 4)
أما في الرواية الثانية للبيت الشعري المتقدم ، فلا شاهد فيها ؛ لمجيئها بلفظ البناء للفاعل . قال البغدادي : (( ,أما على رواية البناء للفاعل ففاعله (ضارع ) و(يزيد ) مفعوله ، ولا حذف ولا شاهد . وهذه الرواية هي الثانية عند العسكري وعد الرواية الأولى غلطا ؛ فأنه قال في كتاب التصحيف فيما غلط فيه النحويون : ومما قلبوه وخالفهم الرواة قول الشاعر :
ليبك يزيد ضارع لخصومة ......
وقد رواه خالد والأصمعي وغيرهما بالبناء للفاعل )) ( 5)
8. نحن الذون صبحوا الصباحا يوم النخيل غارة ملحاحا (6)
يروى باللفظ المتقدم عند النحاة ، ويستدلون به على مجيء لفظ ( الذين) بصيغة جمع المذكر السالم الذي يرفع بالواو وينصب ويجر بالياء(7). أمّا الرواية الأخرى للبيت المتقدم فلا تصلح لأن تكون شاهدا على هذه المسألة . جاء في الخزانة : (( وروى العيني عن الصاغاني في العباب أن الرجز لليلى الأخيلية ، وأنّ الرواية كذا:
لا كذب اليوم ولا مراحا
قومي الذين صبحوا الصباحا
يوم النخيل غارة ملحاحا
فلم ندع لسارح مراحا )) (8)
هوامش قافية الحاء
1. البيت للحارث بن ضرار النهشلي . أنظر النسبة في : الحماسة البصرية : 1/269
2. الكتاب : 1/ 288
3. المقتضب : 3/ 282
4. الأصول في النحو : 3/ 473 – 474 وأنظر الرواية ذاتها في الخصائص : 2/ 353(1/10)
5. خزانة الأدب : 1/ 297
6. نسبه البغدادي لليلى الأخيلية . أنظر : الخزانة : 6/23
7. أنظر : شرح ابن عقيل : 1/144
8. خزانة الأدب : 6/23 . وعين الرواية في روح المعاني :30/ 216
(دال)
9. معاويّ إنّنا بشر فاسجح فلسنا بالجبال ولا الحديدا (1)
وهو من شواهد سيبويه التي أوردها في باب ما يجري على الموضع لا على الاسم الذي قبله . قال :(( وذلك قولك : ليس زيد بجبان ولا بخيلا ... وما جاء من الشعر في الأجراء على الموضع قول عقيبة الأسدي :
معاويّ إنّنا بشر فاسجح فلسنا بالجبال ولا الحديدا))( 2)
وسار على هدي سيبويه في الاستشهاد بالرواية المذكورة المبرد في المقتضب في باب ما يقسم به من الأفعال وباب الأحرف الخمسة المشبهة بالأفعال وباب ما كان نعته على الموضع . وفي المواضع التي ذكرها كلها كان يورده للاستدلال به على مسألة الحمل على الموضع (3) وابن جني في سر صناعة الأعراب (4) وابن هشام في المغني (5) على المسألة ذاتها .
أما الرواية الثانية للبيت فلا شاهد فيها لمجيئها بلفظ (ولا الحديد) بالخفض لا النصب . جاء في شرح ما يقع فيه التصحيف : (( ومما غلط فيه النحويون من الشعر ورووه موافقا لما أرادوه ، ما روي عن سيبويه احتجاجه في سبق الاسم المنصوب على المخفوض قول الشاعر :
معاويّ إنّنا بشر فاسجح فلسنا بالجبال ولا الحديدا
وغلط على الشاعر؛ لأنّ هذه القصيدة مشهورة وهي مخفوضة كلّها ))(6). وفي أخبار القضاة أورد محمد بن خلف بن حيان ثلاثة أبيات من القصيدة جاءت مخفوضة الروي .(7)
معاويّ إنّنا بشر فاسجح
فلسنا بالجبال ولا الحديد
أخذتم أرضنا فجردتموها
فهل من قائم أومن حصيد
فهبها أمة ذهبت ضياعا
يزيد أميرها وأبو يزيد
10.رأيت الله أكبر كل شيء محاولة وأكثرهم جنودا (8)(1/11)
يستشهد به على (رأى) اليقينية التي تنصب مفعولين ، أولهما لفظ الجلالة (الله) وثانيهما (أكبر)(9). ومما تجدر الإشارة إليه أنّ أبا هلال العسكري أورد البيت المتقدم في الفروق اللغوية برواية أخرى (10).
وجدت الله أكبر كل شيء محاولة وأكثرهم جنودا.
وعليه فانّه بالرواية الثانية يصلح للاستشهاد به على وجد التي تنصب مفعولين لا على (رأى).
11. من القوم الرسول الله منهم لهم دانت رقاب بني معدّ(11)
والبيت بصيغته المتقدمة يستدل به على دخول الألف واللام على الجمل الاسمية .جاء في شرح الكافية : (( وقد توصل في ضرورة الشعر بالجمل الاسمية ،وقد دخلت على ما حكى الفراء في غير الشعر ، أنّ رجلا أقبل ،قال له آخر :ها هو ذا ،فقال السامع : الها هو ذا))(12) .ووصفه ابن عقيل بالشذوذ(13).
وفي البداية والنهاية أورد ابن كثير رواية أخرى للبيت المتقدم لا تصلح معها لأن تكون شاهدا على المسألة المذكورة وهي (14)
من آل بيت رسول الله منهم لهم دانت رقاب بني معدّ
12. ألا أيّهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذّات هل أنت مخلدي ؟(15)
ينصب الفعل المضارع بأدوات معروفة وهي : (أن ولن وكي وإذن ) على الرأي البصري . وما نصب بعد الواو والفاء وثم واللام وحتى إنّما ينصب عند البصريين بأن مضمرة وجوبا أو جوازا بحسب المواطن المعروفة في النحو . وأمّا نصبه في غير المواطن المذكورة فهو شاذ لا يقاس عليه .(16)
ويورد النحاة الشاهد المتقدم دليلا على نصب الفعل (أحضر) في غير مواضع النصب التي ذكرت(17) . ولعل رواية البيت على غير ما أوردها بعض النحاة ، جاء في معاني القرآن للنحاس بعد أن ذكر البيت المتقدم ، أنّ الفعل (أحضر) مرفوع بعد حذف (أن) والتقدير : أن أحضر(18).
ومما تجدر الإشارة إليه أن سيبويه والمبرد أورداه برواية الرفع(19) وأشار البغدادي في الخزانة إلى أنّ للبيت روايتين أحداهما رفعا والأخرى نصبا( 20). وفي التاج أنّ الرفع أجود (21).(1/12)
13. ما إن أتيت بشيْء أنت تكرهه إذن فلا رفعت سوطي إليّ يدي (22)
البيت متعدد الاستشهاد اعتمادا على التفسير المختلف ل(إن) . فقد استشهد به الرضي في شرحه على الكافية ليجعله دليلا على إفادة (إن) الواقعة قبل الجملة الفعلية الشرط ،والتقدير : إن أتيت بشيء فلا رفعت (23). وأورده ابن هشام في المغني دليلا على كون (إن) بالسمة المتقدمة زائدة (24).
ورواه أبو هلال العسكري في ديوان المعاني بلفظ لا وجود ل( إن) فيه(25) :
ما قلت من سيّء مما أتيت به إذن فلا رفعت سوطي إليّ يدي
وهي عين الرواية الواردة في ديوان النابغة(26). وعليه فلا شاهد في البيت باعتماد الرواية الثانية .
هوامش قافية الدال
1. نسبه سيبويه لعقيبة الأسدي .أنظر: الكتاب : 1/66
2. المصدر السابق :1/66-67 وأنظر الصفحات :2/292 ، 2/344
3. أنظر. المقتضب : 2/338، 4/112 ،4/371
4. أنظر. سر صناعة الأعراب : 1/131
5. أنظر. مغني اللبيب : 2/ 621
6.شرح ما يقع فيه التصحيف :2/207
7.أنظر. أخبار القضاة :2/ 410
8.من شواهد المبرد في المقتضب : 4/97 وابن عقيل في شرحه على الألفية :1/417 ، ولم أعثر على قائله ، ونسبه محي الدين عبد الحميد محقق شرح ابن عقيل لخداش بن ربيعة .
9.أنظر. المقتضب :4/ 97 وشرح ابن عقيل :1/ 417
10. أنظر. الفروق اللغوية : 569
11. من الشواهد مجهولة القائل . أورده ابن عقيل في شرحه على الألفية :1/158 ، وابن هشام في المغني : 1/ 72
12. شرح الرضي على الكافية : 3/14
13. أنظر . شرح ابن عقيل : 1/ 158
14. أنظر . البداية والنهاية :11/296
15. البيت لطرفة بن العبد ، أنظر : الكتاب : 3/ 99، المقتضب : 2/85
16. أنظر تفصيل المسألة المذكورة في نحو : شرح أبن عقيل : 2/ 362
17. أنظر. المصدر السابق : 2/362
18. أنظر . معاني القرآن : 6/ 11
19. أنظر . الكتاب : 3/ 99 ، المقتضب :2/ 85
20. أنظر . خزانة الأدب : 1/131
21. أنظر . تاج العروس : 18/37 ( أنّ)(1/13)
22. البيت للنابغة الذبياني . أنظر النسبة في : ديوان النابغة :46، خزانة الأدب :5/72.
23. أنظر . شرح الرضي على الكافية : 4/ 41
24. أنظر . مغني اللبيب : 1/38
25. أنظر . ديوان المعاني : 1/ 218
26. أنظر . ديوان النابغة :46
(راء)
14. فأقبلت زحفا على الركبتين فثوب لبست وثوب أجرّ(1)
من شواهد سيبويه أورده دليلا على جواز بناء الاسم على الفعل من دون أن تذكر علامة الإضمار . جاء في الكتاب : (( ولا يحسن في الكلام أن يجعل الفعل مبنيا على الاسم ولا يذكر علامة إضمار الأول .. ولكنه قد يجوز في الشعر، وهو ضعيف في الكلام )) (2).
واستشهد به الرضي على مسألة حذف العائد على المبتدأ في الجملة الواقعة خبرا (3). وأورده ابن هشام في المغني دليلا على صحة الابتداء بالنكرة في حال أريد بها التفصيل (4). وفي الخزانة:(( قال ابن الأنباري في شرح المفضليات : يقال: تسديته إذا تخطيت إليه . وقيل:علوته وأنشد هذا البيت وروي:
فثوبا لبست وثوبا أجر . وعليه فهو مفعول لما بعده))(5).وإيراد البيت بالصيغة الثانية يطرح الاستشهاد به على المسائل المتقدمة التي على أساسها أورده سيبويه والرضي وابن هشام ومن سار بهديهم.
15. من كان لا يزعم أنّي شاعر فيدن مني تنهه المزاجر(6)
في الخصائص : ((قال أبو العباس : حدثني أبو عثمان ، قال : جلست في حلقة الفراء فسمعته يقول لأصحابه : لا يجوز حذف لام الأمر إلاّ في الشعر وأنشد :
من كان لا يزعم أنّي شاعر فيدن مني تنهه المزاجر))(7)
ولعلّ ما قاله الفراء من جواز الحذف في الشعر غلط وقع فيه ولم يستطع الاستدراك على ذلك ؛ لأن رواية البيت المعروفة بين ناقليه لاحذف فيها وقد جاءت بلفظ : (8)
من كان لا يزعم أنّي شاعر فليدن مني تنهه المزاجر .
16.رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت فيضحي وأيما بالعشي فيخصر(9)(1/14)
أفاد الرضي من البيت المتقدم للتدليل على قاعدة صرفيّة تقوم على إبدال الميم الأولى من( أمّا) ياء استثقالا للتضعيف . قال : (( قال ابن خروف : وقد تبدل الميم الأولى من ( أمّا) ياء )) (10) . وعين الرواية والتخريج نجدهما عند ابن هشام في المغني (11).
أمّا الرواية الثانية للبيت ولعلها الرواية الأصلية له وما ذكر إنّما يعد لهجة فلم يرد فيها الإبدال ، وجاءت بلفظ :
رأت رجلا أمّا إذا الشمس عارضت فيضحي وأمّا بالعشي فيخصر
ولا شاهد في ذلك .
17. ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى ولا زال منهلاّ بجرعائك القطر(12)
مسألة دخول حروف النداء على فعل الأمر مسألة خلافية بين النحاة من جهة إعرابها وتوجيه المعنى فيها . ذكر الجوهري في الصحاح في معرض حديثه عن قوله تعالى : (( ألا يا اسجدوا )) : (( أمّا قوله تعالى : ألا يا اسجدوا لله ، بالتخفيف فالمعنى : ألا يا هؤلاء اسجدوا ، فحذف المنادى اكتفاء بحرف النداء .... وقال بعضهم أنّ (يا) في هذا الموضع إنّما هو للتنبيه كأنّه قال : ألا اسجدوا ، فلمّا عليه (يا) للتنبيه سقطت الألف التي في اسجدوا ؛ لأنّها ألف وصل وذهبت الألف التي في (يا) لاجتماع الساكنين ؛ لأنّها والسين ساكنتان ))(13). ويذكر النحاة الشاهد المتقدم دليلا على حذف المنادى قبل فعل الأمر ، ليتصل بعد ذلك حرف النداء بفعل الأمر لفظا(14) .هذا في حال الأخذ بالرواية المتقدمة للبيت ، أما إذا ما أخذنا بالرواية الثانية التي أوردها ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق والجوزي في المنتظم والتي جاءت بلفظ : (15)
ألا فاسلمي يا دار ميّ على البلى ولا زال منهلاّ بجرعائك القطر
فلا شاهد ؛ لعدم وجود حرف النداء معها .
18. وطرفك إمّا جئتنا فاصرفنّه كما يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظر( 16)(1/15)
في الشاهد روايتان ، اعتمد الكوفيون الرواية الأولى المشار إليها في أعلاه للدلالة على إفادة (كما) أداة للنصب . جاء في همع الهوامع : ((وأثبت الكوفيون من حروف النصب (كما) بمعنى (كيما) ووافقهم المبرد ، واستدلوا بقوله :
وطرفك إمّا جئتنا فاصرفنّه كما يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظر)) (17)
أمّا الرواية الثانية للبيت وهي الرواية التي احتج بها البصريون على الكوفيين فقد جاءت بلفظ ( لكي يحسبوا) . في الأنصاف : ((أمّا البيت الثاني فلا حجة فيه لأن الرواية :
لكي يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظر ))(18)
وأورد البغدادي رواية أخرى. (19) جاءت بلفظ (لكي يحسبوا) وتغيير لبعض ألفاظ البيت: إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا لكي يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظر
نستدل من ذلك على أنّ النحاة يحاولون الإفادة من بعض الروايات التي تتماشى مع قواعدهم الموضوعة ويجعلون منها أساسا لبناء قاعدة ما مع شذوذ ما يعتمدونه في بعض الأحيان .
19. فأبت إلى فهم وما كدت آئبا وكم مثلها فارقتها وهي تصفر(20)
خبر كاد – باعتبارات القاعة النحوية – يأتي فعلا مضارعا . قال ابن عقيل : ((هذا باب لا يكون إلاّ مضارعا . نحو : كاد زيد يقوم وعسى زيد أن يقوم ))(21). أمّا مجيؤه اسما فهو حالة وصفت عندهم بالندرة أو الشذوذ مستشهدين على ذلك بالبيت المتقدم ، وموطن الشاهد فيه ( وما كدت آئبا) .
ولعلّ اعتماد البيت دليلا على ما تقدم ليس من قبيل الصواب إنّما كان من فعل النحاة أنفسهم ؛ فالرواية الواردة في كتب الأدب جاءت بلفظ (كان) لا(كاد) . ففي الأغاني كانت الرواية : (22)
فأبت إلى فهم وما كنت آئبا وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
وفي شرح ديوان الحماسة كانت الرواية : (23)
فأبت إلى فهم ولم أك آيبا وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
20. أنّي وقتلي سليكا ثمّ أعقله كالثور يضرب لمّا عافت البقر(24)(1/16)
موطن الشاهد في هذا البيت :(ثمّ أعقله) وفيه أنّ الفعل المضارع ينتصب بأن مضمرة جوازا بعد عاطف تقدم عليه اسم خالص لمعنى الاسمية . والاسم في البيت المتقدم هو لفظ (قتلي) الذي جاء بصيغة المصدر(25) .
وللبيت روايات متعددة إحداها التي تقدم ذكرها ، أما بقية الروايات فلا شاهد فيها ، وهي على التوالي :
أ . إنّي وعقلي سليكا بعد مقتله . (رواها الخليل في العين)(26)
ب . إنّي وقتلي سليكا يوم أعقله .( رواه الصفدي في الوافي بالوفيات)(27)
ت . إنّي وقتلي سليكا حين أعقله .(رواية’ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة)(28)
تركها النحاة والتزموا الرواية الأولى.
21.أكلّ امريء تحسبين امرأ ونار توقد بالليل نارا (29)
وهو من شواهد سيبويه . جاء في الكتاب : (( وتقول : ما كلّ سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة . وان شئت نصبت شحمة وبيضاء في موضع الجر ؛ كأنّك أظهرت(كلّ) فقلت : ولا كلّ بيضاء))(30) وأورد البيت المتقدم دليلا على ذلك . وفي شرح ابن عقيل :أنّ المضاف قد يحذف (( ويبقى المضاف دليلا على ذلك إليه مجرورا كما كان عند ذكر المضاف.لكن بشرط أن يكون المحذوف مماثلا لما عليه قد عطف ))(31) . ولفظ (نار) الوارد في البيت المذكور معطوف على لفظ (امريء) والتقدير: أكلّ امريء وكل نار .
ومما تجدر الإشارة إليه أنّ البيت السابق قد ورد برواية أخرى لا شاهد فيها ولكن النحاة رشحوا الرواية الأولى لتكون دليلا على ما ذهبوا إليه . وفي الرواية الثانية وردت لفظة (نار) منصوبة عطفا على المنصوب المتقدم : (32)
أكلّ امريء تحسبين امرأ ونارا توقد بالليل نارا
والتقدير: وتحسبين نارا توقد بالليل نارا.
22. فذلك إن يلق المنية يلقها حميدا وإن يستغن يوما فأجدر(33)
موطن الشاهد فيه قوله:(فأجدر)حيث حذف المتعجب منه وهو فاعل(أجدر) الوارد بصيغة الماضي (34). ولا بد من الإشارة هنا إلى أنّ الرضي الأسترآباذي أورده بلفظ آخر وهو :(1/17)
فذلك إن يلق المنية يلقها حميدا وإن يستغن يوما فربّما
مستدلا به على حذف الفعل بعد (ربّما) عند وجود القرينة ، والتقدير فيما ذكر : ربّما يتوقع ذلك(35) . ومعنى ذلك أنّ اختلاف الرواية الواقع في البيت المنسوب لعروة بن الورد كان اختلافا كبيرا لوقوعه في القافية دون سواها من ألفاظ البيت،فمرة جاءت ( فأجدر) ومرة (فربّما) ومع ذلك الاختلاف كانت القافية موطنا للشاهد بروايتيه المختلفتين .
23.جاء الخلافة أو كانت له قدرا كما أتى ربه موسى على قدر(36)
ذكر ابن هشام هذا البيت مستشهدا به على إفادة (أو) معنى الواو. قال : (( والخامس : الجمع المطلق كالواو ، قاله الكوفيون والأخفش والجرمي ))(37).والتقدير: جاء الخلافة وكانت له قدرا . أمّا الرواية الثانية للبيت فقد جاءت بلفظ (إذ) مكان(أو)(38) :
جاء الخلافة إذ كانت له قدرا كما أتى ربه موسى على قدر
ولعلها الرواية الصحيحة قال ابن هشام : (( والذي رأيته في ديوان جرير.إذ كانت))(39) .
هوامش قافية الراء
1. نسبه سيبويه لامريء القيس. أنظر . الكتاب : 1/86 وأنظر . خزانة الأدب :1/360
2. الكتاب :1/ 85
3. أنظر. شرح الكافية :1/240
4. أنظر.مغني اللبيب:2/472. وأورده بلفظ:فثوب نسيت وثوب أجرّ.
5. خزانة الأدب: 1/360
6. من شواهد ابن جني في الخصائص :3/303 ولم أعثر على قائله.
7. المصدر السابق: 3/303
8. أنظر هذه الرواية في: المحكم والمحيط الأعظم :7/289 ولسان العرب :4/319(زجر)وتاج العروس:6/456(زجر)
9. النسبة في الأغاني لعمر بن أبي ربيعة .الأغاني :1/82،89
10. شرح الكافية : 4/478
11. أنظر . مغني اللبيب : 1/79
12. البيت لذي الرمة .أنظر :الأغاني:5/251
13. الصحاح:6/2562
14. أنظر.شرح ابن عقيل :1/266
15. أنظر الرواية في :تاريخ مدينة دمشق:48/155،157وعين الرواية أوردها الجوزي في المنتظم:7/75
16. نسبه البغدادي لعمر بن أبي ربيعة . الخزانة:5/313
17. همع الهوامع:2/372(1/18)
18. الأنصاف في مسائل الخلاف:2/286
19. أنظر.خزانة الأدب:5/313
20. البيت لتأبط شرا .أنظر النسبة في :شرح ديوان الحماسة:1/18
21. شرح ابن عقيل 1/325
22. أنظر .الأغاني:10/125
23. أنظر.شرح ديوان الحماسة:1/18
24. ينسب البيت لأنس بن مدركة الخثعمي . أنظر . الأغاني :20/401، لسان العرب:9/261(عيف)
25. أنظر تفصيل المسألة في نحو:شرح ابن عقيل :2/359، همع الهوامع:2/404
26. ينظر.العين :8/233
27. ينظر. الوافي بالوفيات :9/239
28. ينظر. شرح نهج البلاغة :19/384
29. نسبه سيبويه لأبي دؤاد الأيادي . الكتاب :1/66
30. المصدر السابق :1/66 وأنظر الشاهد في :الأصول في النحو:2/70
31. شرح ابن عقيل :2/77
32. أنظرها في : زاد المسير:2/120
33. البيت لعروة بن الورد . أنظر النسبة في :جمهرة أشعار العرب :176.وذكر البغدادي ما نصه: ((قال صاحب الأغاني في هذا الشعر : يقال أنه لعروة بن الورد ويقال هو لحاتم الطائي .وهو الصحيح))خزانة الأدب:10/11
34. أنظر .شرح ابن عقيل :2/152
35. أنظر .شرح الكافية :4/296 وأنظر الرواية في :خزانة الأدب :10/11،15 وجاء البيت عند البغدادي بروايتين الأولى:فذلك إن يلق المنية . والثانية :فذلك إن يلق الكريهة .
36. البيت لجرير في حضرة الخليفة عمر بن عبد العزيز (رض).أنظر الأغاني :8/51 وخزانة الأدب :11/73
37. مغني اللبيب :1/62
38. أنظرها في الأغاني :8/51 والحماسة المغربية :1/181
39. مغني اللبيب: 1/62
(عين)
24. أبا خراشة أما أنت ذا نفر فانّ قومي لم تأكلهم الضّبع(1)
وهو من شواهد سيبويه أورده في باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره.قال: ((ومن ذلك قول العرب : أمّا أنت منطلقا انطلقت معك، وأمّا زيد ذاهبا ذهبت معه ....فإنّما هي (أن) ضمت إليها( ما) وهي (ما) التوكيد، ولزمت كراهية أن يجحفوا بها لتكون عوضا من ذهاب الفعل ))(2).(1/19)
وذكر الرضي ما نصه : ((يجب حذف كان بعد (أن) معوضا منها (ما) )) وذكر البيت المتقدم مستشهدا به على المادة المذكورة ، والتقدير عنده : (( لأن كنت ، فحذف حرف الجر جوازا على القياس المذكور في المفعول له ، ثمّ حذفت( كان) وأبدل منها (ما) فوجب الحذف لئلا يجمع بين العوض والمعوض منه ....ثمّ أدغم النون الساكنة في الميم وجوبا فبقي الضمير المرفوع المتصل بلا عامل يتصل به ، فجعل منفصلا فصار أمّا أنت))(3) .
ولابدّ من الإشارة إلى أنّ البيت المتقدم جاء بغير الرواية المذكرة فقد روي في العين واللسان وتاج العروس والخزانة بلفظ : (4)
أبا خراشة أما كنت ذا نفر فانّ قومي لم تأكلهم الضّبع
وعليه فلا شاهد فيها من جهة أنّ الاستشهاد جاء على حذف كان وإقامة الضمير المنفصل مقامها،وورودها بالرواية الثانية كان مانعا لذلك.
25.إذا قيل :أيّ الناس شر قبيلة أشارت كليب بالأكف الأصابع(5)
يستشهد به على حذف حرف الجر وبقاء عمله ، والتقدير : أشارت إلى كليب(6).وفي البيت روايتان غير الرواية التي ذكرت أحداهما بالرفع للفظ (كليب) والتقدير : أشارت الأصابع هذه كليب (7). وثانيهما في النصب والتقدير: (أشارت كليبا) أو (أشرت كليبا ) بمعنى (رفعت).والأعراب في: أشارت كليبا ، أن يكون منزوع الخافض(8). ومما يلاحظ على ذلك التزام النحوي برواية الخفض دون الروايات الأخرى وكأنّه أيقن بأنّ الفرزدق قال بيته مخفوضا.
26. سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع (9)
قال ابن عقيل : (( أمّا المقصور فالمشهور في لغة العرب جعله كالمثنى المرفوع . فتقول: عصاي وفتاي ، وهذيل تقلب ألفه ياء وتدغمها في ياء المتكلم وتفتح ياء المتكلم ، فتقول : عصيّ ))(10) مستشهدا بالبيت المتقدم ، فهويّ التي من أصل (هواي ) قلبت ألفها ياء وأدغمت مع ياء الأصل لتكون كالذي ذكر . وقد أثبت القرطبي في تفسيره، اللغة المتقدمة لعليا مضر(11) وعند اللغويين معضمهم لهذيل (12).(1/20)
ومما تجدر الإشارة إليه أنّ البيت المتقدم ورد برواية غير الرواية التي ذكرت .ففي الاستيعاب لابن عبد البر جاءت بلفظ: (*)
سبقوا هواي وأعنقوا لهواهم فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع
بورودها باعتبار الأصل في المقصور المعامل معاملة المثنى،ولا شاهد في ذلك.
27.لا تهين الفقير علّك أن تركع يوما والدهر قد رفعه (13)
يستشهد به على حذف نون التوكيد الخفيفة للتخلص من التقاء الساكنين وإبقاء الفتحة على لام الكلمة دليلا على المحذوف .((على أنّ أصله : لاتهينن الفقير ))(14). أما الروايات الأخرى فلا شاهد فيها على المادة المذكورة لورودها على:
أ. لاتعاد الضعيف علّك أن تركع يوما والدهر قد رفعه(15)
ب.لا تذل الضعيف علّك أن تركع يوما والدهر قد رفعه(16)
ج.لا تحقرن الضعيف علّك أن تركع يوما والدهر قد رفعه(17)
28. أما ترى حيث سهيل طالعا نجما يضيء كالشهاب لامعا (18)
أورد الكوفيون رواية الخفض في (سهيل).جاء في اللسان : ((وحكى اللحياني عن الكسائي أيضا أنّ منهم من يخفض ب(حيث) وأنشد: أما ترى حيث سهيل طالعا نجما يضيء كالشهاب لامعا))(19). والمعتاد في حيث إذا ما جاء بعدها مفرد أن يكون مرفوعا ورفعه على الابتداء . أمّا خفضه فهو حالة شاذة وقد توصف عند بعضهم بالندرة ، قال الرضي : ((والأشهر بقاؤه على البناء لشذوذ الإضافة إلى المفرد )) (20).وفي الخزانة : ((أنّ حيث – يريد الواردة في الشاهد المتقدم – مضافة إلى مفرد بندرة وسهيل مجرور بإضافة حيث إليه ))(21).لذا نجد اعتمادا على الخلاف المتقدم من يروي البيت السابق بلفظ :
أما ترى حيث سهيل طالع (22)
بجعل (سهيل) مبتدأ وطالع خبره ، وتكون حيث حينها مضافة إلى الجملة الاسمية بعدها.
29. أنا ابن التارك البكري بشر عليه الطير ترقبه وقوعا (23)(1/21)
من شواهد سيبويه أورده في باب ما ( صار الفاعل فيه بمنزلة الذي فعل في المعنى وما يعمل فيه ) قال : ((وقد يشبهون الشيء بالشيء وليس مثله في جميع أحواله ....وقال المرار الأسدي
أنا ابن التارك البكري بشر عليه الطير ترقبه وقوعا
سمعناه ممن يرويه عن العرب وأجرى بشرا على مجرى المجرور ؛ لأنه جعله بمنزلة ما يكفّ منه التنوين ))(24). ويحاول بعض النحاة اعتماد الرواية المتقدمة لفك اللبس بين عطف البيان والبدل . جاء في شرح ابن عقيل بعد ذكر مواطن الفرق بين الموضعين : ((ومنها أن يكون التابع خاليا من أل والمتبوع ب(أل) وقد أضيفت إليه صفة نحو : أنا الضارب الرجل زيد ، فيتعين كون (زيد) عطف بيان ولا يجوز كونه بدلا من الرجل ؛ لأن البدل على نية تكرار العامل ))(25).
وقد ينتقض الاستشهاد بالمادة المذكورة برواية أخرى للبيت جاءت فيها لفظة (بشر) منصوبة باعتبار الأصل ففي الأصول في النحو : ((وقال أبو العباس –رحمه الله – في إنشادهم :
أنا ابن التارك البكري بشر عليه الطير ترقبه وقوعا
أنّه لا يجوز عنده في (بشر) إلّا النصب لأنّهم إنّما يخفضونه على البدل وإنّما البدل أن توقع الثاني موقع الأوّل ))(26) . ولذا تجد الرضي في معرض حديثه عن المسألة التي ذكرها المبرد يورد الشاهد بلفظ:
أنا ابن التارك البكري بشرا عليه الطير ترقبه وقوعا
حملا على محل البكري على حد قوله(27) .
30. لا تجزعي إن منفس أهلكته فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي(28)
البيت برواية الرفع من شواهد الكوفيين.قال الرضي : ((نسب إلى الأخفش جواز وقوع الاسمية بعدها(إن)بشرط كون الخبر فعلا .... ويبطل ما نسب إليه بوجوب النصب في : إن زيدا ضربته ، إلاّ على ما أجازه بعض الكوفيين من نحو :
لا تجزعي إن منفس أهلكته فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي))(29)(1/22)
و(منفس) في موضع الرفع بفعل محذوف تقديره : إن هلك أو أهلك منفس. ومذهب بعض الكوفيين أنّ رفعه على الابتداء ولكنه مبتدأ يجب أن يكون خبره فعلا (30).
ولا بد من أن أشير هنا إلى أنّ الرواية البصرية للبيت المذكور جاءت بالنصب فقد أورده سيبويه بلفظ:
لا تجزعي إن منفسا أهلكته فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
معللا ذلك بقوله : (( لانّ الفعل إن يلي إن أولى كما كان ذلك في حروف الاستفهام وهي أبعد من الرفع ؛ لأنه لا يبنى فيها الاسم على المبتدأ))(31).وفي المقتضب: (( واعلم أنّ المفعول إذا وقع في هذا الموضع وقد شغل الفعل عنه انتصب بالفعل المضمر ؛ لأنّ الذي بعده تفسير له ))(32).
هوامش قافية العين
1. نسبه سيبويه للعباس بن مرداس . أنظر.الكتاب : 1/ 293
2. المصدر السابق : 1/293
3. شرح الكافية :2/ 149
4. أنظر على التوالي . العين : 1/285، لسان العرب: 6/ 294(خرش) تاج العروس: 9/104(خرش)خزانة الأدب: 5/426
5. البيت من قصيدة للفرزدق يهجو جريرا . أنظر. خزانة الأدب: 9/115
6. أنظر.شرح الرضي على الكافية : 4/137، مغني اللبيب : 1/11، شرح ابن عقيل : 2/39
7. أنظر تفصيل ذلك في خزانة الأدب : 9/115
8. أنظر . معجم مقاييس اللغة 3/182، خزانة الأدب: 9/115
9. البيت لأبي ذؤيب الهذلي .أنظر.العين: 1/299،اللسان: 15/372(هوي)
10. شرح ابن عقيل : 2/90
11. أنظر :تفسير القرطبي:7/153
12. انظر على سبيل المثال :العين :1/299،الصحاح :6/2537(هوى)تاج العروس:20/349(هوى)
*.أنظر الرواية في.الاستيعاب :4/1652
13.ينسب للأضبط بن قريع السعدي . أنظر. خزانة الأدب :11/479، تاج العروس:11/86(خدع)
14.شرح شافية ابن الحاجب :4/160
15.أنظر. تفسير القرطبي:1/345
16.أنظر.تفسير البيضاوي: 3/315
17.أنظر.تفسير أبي السعود:1/97
18.البيت مجهول القائل وهو من شواهد الرضي في شرحه على الكافية :3/183 وابن عقيل في شرحه على الألفية :2/56 وابن هشام في المغني:1/133.(1/23)
19.لسان العرب : 2/140 (حيث)
20.شرح الكافية : 3/183 وأنظر .شرح ابن عقيل : 2/56.
21.خزانة الأدب : 7/3.
22.أنظر. المصدر السابق :7/3.
23.البيت للمرار الأسدي.أنظر النسبة في : الكتاب :1/182 وتاج العروس: 11/522(وقع).
24.الكتاب :1/182.
25.شرح ابن عقيل :2/222.
26.الأصول في النحو :1/135-136.
27.أنظر .شرح الكافية : 2/234.
28.ينسب البيت للنمر بن تولب .أنظر . الكتاب : 1/134، اللسان: 4/604(عمر)،تاج العروس :9/18(نفس).
29.شرح ارضي على الكافية :1/200
30.أنظر.المصدر السابق:4/93.
31.الكتاب :134.
32.المقتضب:2/76.
(فاء)
31.بني غدانة ما إن أنتم ذهبا ولا صريفا ولكن أنتم الخزف(1)
موطن الشاهد فيه (ما إن أنتم ذهبا) حيث أعملت ما مع مجيء إن النافية بعدها . وخرجت على أنّ (إن) نافية مؤكدة ل(ما)(2)، وفي الخزانة : ((وزعم الكوفيون على رواية النصب أنّ (إن) نافية مؤكدة لا كافة ))(3).
ولعل ذلك متأت من فعل النحاة أنفسهم فالقاعدة النحوية تقول: (( فان زيدت( إن) بعد( ما) بطل العمل ))(4)
ولذا تجد من يروي البيت المتقدم : (5)
بني غدانة ما إن أنتم ذهب ولا صريف ولكن أنتم الخزف
وفي اللسان: ((قال ابن بري : صواب إنشاده : ما إن أنتم ذهب ؛ لأنّ زيادة إن تبطل عمل ما ))(6) . وذكر ابن هشام في شرح شذور الذهب : ((وإعمالها لغة أهل الحجاز ، ولا يجيزونه في نحو : بني غدانة ما إن أنتم ذهب ....لاقتران الاسم ب(إن) ))(7).
هوامش قافية الفاء
1. لم أعثر على قائله وهو من شواهد ابن هشام في مغني اللبيب :1/38 والسيوطي في همع الهوامع :1/449.
2. أنظر .مغني اللبيب: 1/38
3. خزانة الأدب : 4/110
4. همع الهوامع :1/449
5. انظر الرواية في نحو: المصدر السابق : 1/449 وتاج العروس :12/164(خزف)
6. لسان العرب: 9/190(صرف)
7. شرح شذور الذهب :252
(كاف)
32.حيكت على نيرين إذ تحاك تختبط الشوك ولا تشاك(1)(1/24)
يرد البيت المتقدم بروايتين الأولى وهي المشار إليها في أعلاه ويستشهد بها على بناء الفعل الثلاثي معتل الوسط للمجهول بإرجاعه لأصله (حوك ) وضم الأول وكسر ما قبل الآخر ليكون (حوك) . ولمّا كانت الواو لا تجانس الكسرة قلبت إلى جنس الكسرة فأصبحت ياء (حيك) وانقلبت ضمة فاء الفعل إلى كسرة لمجانسة الياء فأصبح الفعل (حيك) .بسكون عينه لاجتماع الياء والكسر ، ويسمون ذلك إخلاص الكسر .(2)
أمّا الرواية الثانية فكانت بإخلاص الضم : (3)
حوكت على نولين إذ تحاك تختبط الشوك ولا تشاك
بإرجاع الفعل إلى أصله (حوك) وضم الأول وكسر ما قبل الآخر (حوك) وقلبت بعد الكسرة إلى جنس الواو وهو الضم (حوك) ويسكن الواو لاجتماعه والضم (حوك).
هوامش قافية الكاف
1.من الشواهد مجهولة القائل وكل من أورده قال : أنشد ثعلب . أنظر على سبيل المثال .المحكم والمحيط الأعظم :
2.أنظر تفصيل ذلك في شرح ابن 5/124(خبط)، لسان العرب :7/282 (خبط)، تاج العروس :10/ 233 (خبط) .عقيل : 1/503.
3.أنظر الرواية في : المحكم والمحيط الأعظم :5/124 (خبط)، لسان العرب : 7/ 282(خبط)، تاج العروس :10/ 233(خبط).
(لام)
33. إذا ما لقيت بني مالك فسلّم على أيّهم أفضل(1)
موطن الشاهد فيه : ((أتى ب(أيّ) مبنيا على الضم لكونه مضافا حذف صدر صلته . وهو مذهب سيبويه وجماعة من البصريين إذ يذهبون إلى أنّها تأتي موصولة وتكون مبنية إذا اجتمع فيها أمران . أحدهما : أن تكون مضافة لفظا والثاني : أن يكون صدر صلتها محذوفا ))(2).
وتعددت رواية الشاهد المتقدم اعتمادا على الخلاف النحوي الدائر بين النحاة أنفسهم ، فالخليل ويونس بن حبيب يذهبان إلى أنّ (أيّا) لا تجيء موصولة بل هي إمّا شرطية إمّا استفهامية)(3) .(( وذهب جماعة من الكوفيين إلى أنّها قد تأتي موصولة ولكنها معربة في جميع الأحوال أضيفت أو لم تضف حذف صدر صلتها أو ذكر ))(4) ولذا نجدهم يروونه برواية أخرى غير التي ذكرت وهي :(1/25)
إذا ما لقيت بني مالك فسلّم على أيّهم أفضل
بإعرابه مخفوضا . في الخزانة : (( وفيه روايتان : على أيّهم بالبناء على الضم وبه أورده ابن هشام في بحث(أيّ) في المغني ، وعلى أيّهم بأعرابه بالجر ، وبه أورده أيضا في بحث جملة الصلة ))(5).
34. لئن منيت بنا عن غبّ معركة لاتلفنا عن ماء القوم ننتفل (6)
القاعدة النحوية في اجتماع الشرط والقسم تقوم أساس جعل الجواب للمتقدم منهما ؛ فإذا تقدم الشرط على القسم كان الجواب للشرط وإذا تقدم القسم كان الجواب له ما لم يسبق بذي خبر فالجواب حينها للشرط مطلقا تقدم أو تأخر(7).
وفي شرح الكافية للرضي : ((ويجوز قليلا في الشعر اعتبار الشرط وإلغاء القسم مع تصدره كقول الأعشى :
لئن منيت بنا عن غبّ معركة لاتلفنا عن دماء القوم ننتفل))(8).والملاحظ على ذلك أنّ الرضي ينطلق من الرواية التي ذكرت للبيت من دون الإشارة إلى الرواية الأخرى التي يمكن أن تكون هي الرواية الصائبة والتي جاءت بلفظ : (9)
وإن منيت بنا عن غبّ معركة لاتلفنا عن دماء القوم ننتفل
وفيها جاءت الرواية مطابقة للقاعدة المعروفة.فجملة (لاتلفنا عن دماء القوم ننتفل ) جاءت جوابا للشرط المتقدم (وإن منيت) .
35. أرجو وآمل أن تدنو مودّتها وما اخال لدينا منك تنويل(10)
الظاهر من ذلك أنّه ألغى عمل الفعل (اخال) . وهو موطن خلاف بين النحاة ، فمذهب سيبويه حمله على التعليق لا الإلغاء ويقدر لذلك لاما حذفت للضرورة ( للدينا) (11) . ومذهب الرضي وابن عقيل تقدير ضمير الشأن : وما اخاله لدينا منك تنويل. فالمفعول الأول هو ضمير الشأن وجملة (لدينا منك تنويل) تقع مفعولا ثانيا للفعل(12).وهو عند ابن هشام محتمل للتعليق والإلغاء وللإعمال بتقدير ضمير الشأن (13).
ومما تجدر الإشارة إليه أنّ البيت المتقدم جاء برواية أخرى لاشاهد فيها مما ذكر وهي :
أرجو وآمل أن تدنو مودّتها وما لهنّ أخال الدهر تعجيل(1/26)
والتقدير وهذه الحالة : وما تعجيل-أخال- لهنّ . والفعل ملغى في هذا السياق لتوسطه بين ما أصله المبتدأ والخبر(14).
36.حسبت التقى الجود خير تجارة رباحا إذا ما المرأ أصبح ثاقلا(15)
ذكر أبو حيان في البحر المحيط :(( حسب بكسر السين يحسب بفتحها في المضارع وكسرها ، من أخوات ظنّ في طلبها اسمين هما في مشهور قول النحاة مبتدأ وخبر. ومعناها نسبة الخبر عن المتيقن إلى المسند إليه ، وقد يأتي في المتيقن (بفتح عين الكلمة) قليلا نحو قوله :
حسبت التقى الجود خير تجارة رباحا إذا ما المرأ أصبح ثاقلا))(16).
ودليل النحاة على إفادة (حسب) معنى اليقين هو ما ذكروه من الشاهد المتقدم ووصفوه بالقلة . ولعلّ الرواية الصحيحة للبيت هي : (17)
رأيت التقى والحمد خير تجارة رباحا إذا ما المرأ أصبح ثاقلا
وهي الرواية الثابتة في كتب اللغويين ، وفيها جاء الفعل (رأى) بدلا من (حسب)وهو دال على اليقين أصلا(18).
هوامش قافية اللام
1. نسبه الشنقيطي في أضواء البين لغسان بن وعلة .أنظر .أضواء البيان: 3/477.
2. شرح ابن عقيل :1/162 وأنظر: الأنصاف في مسائل الخلاف: 2/715.
3. أنظر. شرح ابن عقيل :1/163
4. المصدر السابق :1/163
5. خزانة الأدب:6/62
6. نسبه البغدادي للأعشى. أنظر.خزانة الأدب: 9/455
7. أنظر تفصيل القاعدة في : شرح ابن عقيل : 2/383
8. شرح الكافية : 4/457
9. أنظرها في . خزانة الأدب : 9/455
10. لكعب بن زهير من قصيدته المشهورة (بانت سعاد). أنظر . السيرة النبوية ،ابن كثير: 3/702 ، شرح الرضي على الكافية :4/157.
11. أنظر . الكتاب : 2/139
12. أنظر . شرح الكافية :4/157 ، شرح ابن عقيل :1/435
13. أنظر.أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك: 2/67
14. أنظر تفصيل المسألة في نحو: شرح ابن عقيل : 1/435
15. البيت للبيد بن ربيعة العامري.أنظر النسبة في: لسان العرب:11/ 88 (ثقل) وتاج العروس:14/86 (ثقل).(1/27)
16. تفسير البحر المحيط :2/143 وأنظر الشاهد في : شرح ابن عقيل :1/422
17. أنظرها في : لسان العرب : 1/88 (ثقل) وتاج العروس: 14/86 (ثقل).
18. الغالب في (رأى) إفادتها اليقين وقد تستعمل في الظنّ كقوله تعالى : (إنّهم يرونه بعيدا) المعا رج:6 وأنظر . شرح ابن عقيل: 1/435
(ميم)
37. تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذا حرام (1)
يستشهد بالبيت المتقدم على مسألة نحوية مفادها أنّ الفعل اللازم لا يصل إلى مفعوله إلاّ بالواسطة وقد تحذف الواسطة (حرف الجر) فينتصب معمول الفعل على نزع الخافض . فأصل تمرون الديار : تمرون بالديار نزع الباء منها فصارت : تمرون الديار(2). وقد اعتد النحاة بعضهم الرواية المتقدمة للبيت للتدليل على قاعدتهم تلك مع أنّ البيت المشار إليه قد جاء برواية أخرى غير التي ذكرت وهي (3).
مررتم بالديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذا حرام
وفيها جاء الفعل اللازم (مرّ) متعديا إلى مفعوله بالواسطة (الباء) في قوله : مررتم بالديار . جاء في اللسان : (( وقال بعضهم : إنّما الرواية مررتم بالديار ولم تعوجوا . فدلّ هذا على أنّه فرق من تعديه بغير حرف . وأمّا ابن الأعرابي فقال : مرّ زيدا ، في معنى : مرّ به لا على الحذف ولكن على التعدي الصحيح )) (4).
38. فلا لغو ولا تأثيم فيها وما فاهوا به أبدا مقيم (5)
وهو من الشواهد التي اعتمدها النحاة دليلا على إلغاء أو إعمال (لا) الأولى عمل ليس وإعمال الثانية عمل (إنّ) بلفظ (ولا تأثيم) (6). والواقع أنّ هذا البيت من الأبيات التي لفقها النحاة على الشعراء فأخذ صدر بيت من أبيات قصيدة لأمية بن أبي الصلت على عجز بيت آخر منها وصواب إنشادها :(7)
ولا لغو ولا تأثيم فيها ولا حين ولا فيها مليم
وفيها لحم ساهرة وبحر وما فاهوا به أبدا مقيم
39.فريشي منكم وهواي معكم وإن كانت زيارتكم لماما(8)(1/28)
وهو من شواهد سيبويه أورده بلفظ (وريشي)وذهب إلى أنّ تسكين عين (مع) ضرورة يلجأ إليها الشاعر(9).وفي اللسان:((وحكى الكسائي عن ربيعة وغنم أنهم يسكنون العين من (مع) فيقولون : معكم ومعنا . قال : فإذا جاءت الألف واللام وألف الوصل اختلفوا فيها ، فبعضهم يفتح العين وبعضهم يكسرها ))(10) . وذكر ابن عقيل : (( وزعم سيبويه أنّ تسكينها ضرورة وليس كذلك ، بل هو لغة ربيعة وهي عندهم مبنية على السكون.وزعم بعضهم أنّ الساكنة العين حرف،وادعى النحاس الإجماع على ذلك ، وهو فاسد ؛ فانّ سيبويه زعم أنّ الساكنة العين اسم ))(11) .
ويعتمد النحاة الشاهد بلفظه المتقدم دليلا على رأيهم المذكور وفاتهم أنّ البيت المنسوب للراعي النميري قد ورد برواية أخرى غير التي ذكرت وقد تكون هي الصواب(12) .
فريشي منكم وهواي فيكم وإن كانت زيارتكم لماما
ويلاحظ مجيء (فيكم) بدلا من(معكم).
40.ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام (13)
مفاده أنّ (أولئك) تستعمل للعاقل وغير العاقل . وأورد الرضي الشاهد دليلا على ورودها مع غير العاقل (الأيام)(14).أمّا الرواية الثانية للبيت فقد جاءت بلفظ: (15)
ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأقوام
في الخزانة : (( قال ابن هشام في شرح الشواهد : ويروى (الأقوام)بدل ( الأيام) فلا شاهد فيه ، وزعم ابن عطية أنّ هذه الرواية هي الصواب ، وأنّ الطبري غلط إذ أنشده الأيام وأنّ الزجاجي تبعه في هذا الغلط))(16).
ومما تجدر الإشارة إليه أنّ النحاة اعتمدا من اجل أن يثبتوا قاعدتهم المشار إليها بيتا من الشعر متعدد الرواية ولايمكن معرفة أو التثبت من صحة ما روي اعتمادا على قول الرضي المتقدم وتركوا الاستشهاد بالنص القرآني فقد وردت آية كريمة فيها جاءت (أولئك) مع غير العاقل . قال تعالى : ((إنّ السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا))(17).(1/29)
41.أتغضب إن أذنا خزيمة حزّتا جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم ؟(18)
البيت بروايتين . أمّا الرواية الأولى فهي التي أوردها سيبويه في كتابه وجاءت بلفظ (إن) معللا ذلك بقبح الفصل بين (أن) والفعل ولمّا حصل الفصل تعيّن كونها (إن) (19).وأورده ابن هشام شاهدا على إفادة (إن) معنى (إذ) على حد زعم الكوفيين (20).
أمّا الرواية الثانية وهي الواردة بلفظ :
أتغضب أن أذنا خزيمة حزّتا جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم ؟
فقد وجهت على أنّها (أن) مخففة من الثقيلة . جاء في الخزانة : (( ولكن صريح كلام ابن السيد أنّ المبرد يجوزه . قال في شرح كامل المبرد : وأجاز أبو العباس فتح (أن) في هذا البيت وجعلها (أن) المخففة من الثقيلة وأضمر اسمها كأنّه قال : أنّه أذنا قتيبة حزّتا))(21).
42.فساغ لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغص بالماء الحميم(22)
ورد في المفصل أنّ الغايات وهي : قبل وبعد وفوق وتحت وأمام وقدام ووراء وخلف وأسفل ودون ومن عل ، إن لم ينو المضاف إليه فيهنّ يعربن(23) . وجعل دليله على ذلك البيت المتقدم الذي رواه بقافية ( الفرات) لا ( الحميم ) . وفي شرح ابن عقيل : (( غير وقبل وبعد وحسب وأوّل ودون والجهات الستة ....لها أربعة أحوال تبنى في حالة منها وتعرب في بقيتها ، فتعرب إذا أضيفت لفظا نحو : أصبت درهما لا غيره وجئت من قبل زيد ))(24).
وللبيت رواية أخرى غير التي ذكرت لا تصلح لأن تكون شاهدا على ما تقدم . وفيها جاء لفظ (قدما) بكسر فسكون بدلا من لفظ (قبلا).(25)
فساغ لي الشراب وكنت قدما أكاد أغص بالماء الحميم
هوامش قافية الميم
1. البيت لجرير في هجاء الأخطل . أنظر النسبة في : لسان العرب : 5/165 (مرر) تاج العروس : 7/473(مرر)
2. أنظرها في.شرح ابن عقيل: 1/538 ومغني اللبيب:1/102
3. أنظر الرواية في : تاج العروس :7/473(مرر)
4. لسان العرب: 5/165(مرر)(1/30)
5. البيت لأمية بن أبي الصلت . أنظر النسبة في :جمهرة أشعار العرب : 18 ومقاييس اللغة : 3/109
6. أنظر . شرح ابن عقيل : 1/403
7. أنظر الرواية في :جمهرة أشعار العرب :18،تهذيب اللغة :6/76 ، مقاييس اللغة : 3/109
8. نسبه سيبويه إلى الراعي النميري . الكتاب : 3/287
9. أنظر . المصدر السابق:3/287
10. اللسان : 8/341(معع)
11. شرح ابن عقيل :2/70
12. أنظر الرواية في : معجم مقاييس اللغة : 2/467 وعين الرواية اعتمدها السمعاني في تفسيره : 2/175
13. من قصيدة لجرير مطلعها :
سرت الهموم فبتن غير نيام وأخو الهموم يروم كلّ مرام
أنظر النسبة في : شرح شافية ابن الحاجب :4/167 ، اللسان : 15/ 437( أولى)
14. أنظر . شرح الكافية : 2/476
15. أنظرها في : تاريخ مدينة دمشق : 69/210
16. خزانة الأدب: 5/413
17. الإسراء :36
18. ينسب البيت للفرزدق ، أنظر : خزانة الأدب 9/81
19. أنظر . الكتاب : 3/161
20. أنظر . مغني اللبيب: 1/39
21. خزانة الأدب: 9/81 وذكر الرواية الطبرسي في مجمع البيان : 3/262 وابن جرير الطبري في جامع البيان : 25/65 وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق : 28/9 والمزي في تهذيب الكمال : 14/443 .
22. البيت ليزيد بن الصعق . أنظر النسبة في . خزانة الأدب : 1/407
23. أنظر . المفصل : 210
24. شرح ابن عقيل : 2/73
25. أنظر الرواية في : لسان العرب : 12/154( حمم) وتاج العروس : 12/ 34 ( سوغ)
(نون)
43. وصدر مشرق النحر كأن ثدييه حقّان (1)
أورده ابن عقيل في شرحه على الألفية مستدلا به على إعمال ( كأن)المخففة بنصب (ثدييه ) اسما لها(2) . والظاهر أنّ الرواية المتقدمة المعتمدة عند ابن عقيل قليلة الورود على لسان العرب . لذا نجد سيبويه مثلا يورد البيت برواية :
ووجه مشرق النحر كأن ثدياه حقّان
ويقول : (( لأنّه لا يحسن هاهنا إلا الإضمار وزعم الخليل أنّ هذا يشبه قول من قال وهو الفرزدق :(1/31)
فلو كنت ضبّيّا عرفت قرابتي ولكنّ زنجيّ عظيم المشافر))(3).وتابعه في ذلك ابن السراج في الأصول(4).وفي التهذيب : ((وقال أبو طالب النحوي .... قال أهل البصرة غير سيبويه ....أنّ العرب تخفف (أنّ) الشديدة وتعملها وأنشدوا :
ووجه مشرق النحر كأن ثدييه حقّان
أراد (كأنّ) فخفف وأعمل . وقال الفراء : لم نسمع العرب تخفف (أنّ) وتعملها إلاّ مع المكنّى ))( 5). ورواه الحريري في درة الغواص في أوهام الخواص:
وصدر مشرق النحر كأن ثدييه حقان
مضيفا : ((ويروى ثدياه بالرفع على تقدير إضمار الهاء ، أي : كأنّه ))(6)
44. إن هو مستوليا على أحد إلاّ على أضعف المجانين(7)
وقد تجد الشاهد بلفظ :(8)
إن هو مستوليا على أحد إلاّ على حزبه الملاعين
أو بلفظ آخر هو :(9)
إن هو مستوليا على أحد إلاّ على حزبه المناحيس
وبالروايات المتقدمة للشاهد يستعمله النحاة دليلا على إعمال (إن) عمل ليس برفعها الأول ونصبها الثاني . جاء في شرح الكافية : (( وأجاز المبرد إعمال (إن) النافية عمل ليس مستشهدا بقوله :
إن هو مستوليا على أحد .....وليس بمشهور ))(10).
ومما تجدر الإشارة إليه أنّ البيت المتقدم ورد برواية أخرى لا تصلح لأن يكون معها شاهدا على المسألة المتقدمة لمجيئه بإهمال (إن) لا بإعمالها:(11)
إن هو مستحوذ على أحد إلاّ على أضعف المجانين
ولعلها الرواية القريبة إلى حقيقة العربية ؛ لأنّ إعمال(إن) بالشكل المتقدم ليس مشهورا على حد قول الرضي المتقدم الذكر .
45.لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب عنّي ولا أنت دياني فتخزوني (12)
تأتي (عن) للدلالة على معان متعددة منها أن تكون بمعنى (على) ودليلها الشاهد المتقدم الذي أورده ابن عقيل في شرحه على الألفية (13) .فجملة:( لا أفضلت في حسب عنّي) جاءت بمعنى (لا أفضلت في حسب عليّ) . ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ البيت المتقدم جاء بروايات ثلاث الأولى التي ذكرت ، والثانية التي بلف2ظ :(14)(1/32)
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب يوما ولا أنت دياني فتخزوني
والثالثة (15) .
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب فينا ولا أنت دياني فتخزوني
والملاحظ على ذلك أنّ البيت بروايتيه الأخيرتين جاء بلفظ (يوما ) و( فينا) ولا شاهد فيه اعتمادا على ذلك . ولعلّ الأمر من تصرف اللغويين أنفسهم .
هوامش قافية النون
1. من الشواهد مجهولة القائل أورده سيبويه في الكتاب : 2/135 وابن عقيل في شرح الألفية :1/391
2. أنظر. شرح ابن عقيل : 1/391
3. الكتاب : 2/135
4. أنظر. الأصول في النحو : 1/246
5. تهذيب اللغة : 15/406
6. درة الغواص في أوهام الخواص :230
7. ذكر البغدادي : (( وهذا الشاهد مع كثرة دورانه في كتب النحو لم يعلم له قائل )) خزانة الأدب : 4/154
8. أنظر المصدر السابق : 4/154
9. أنظر . المصدر السابق : 4/ 154
10. شرح الرضي على الكافية : 2/196
11. أنظر . البداية والنهاية : 1/ 72
12. البيت لذي الإصبع العدواني . أنظر النسبة في : العين : 4/91 والمفضليات : 160
13. أنظر . شرح ابن عقيل : 2/23 وأنظر الشاهد في:حروف المعاني : 79
14. وردت هذه الرواية في : تهذيب اللغة : 14/ 131 والمحكم والمحيط الأعظم : 9/ 400
15. أنظرها في : لسان العرب : 13/ 167( دين)
(هاء)
46.أمّ الحليس لعجوز شهربه ترضى من اللحم بعظم الرقبه(1)
مجيء الشاهد باللفظ المتقدم مدعاة لتأويلات نحوية متعددة منها أنّ اللام في ( لعجوز) زائدة وزيادتها في الخبر شاذة لا يقاس عليها (2) . ومنها أنّ الأصل (لهي عجوز) . قال الرضي : (( وقدر بعضهم لهي عجوز لتكون في التقدير داخلة على المبتدأ ))(3). يدفعهم لذلك الرواية المتقدمة للبيت مع أنّه قد جاء برواية أخرى تخلو من الزيادة والتأويل وهي:
ربّ عجوز من سليم شهربه ترضى من اللحم بعظم الرقبه
قال البغدادي : (( وأنشد الآمدي في ترجمة عنترة هذا ، ربّ عجوز من سليم شهربة ))(4) .
هوامش قافية الهاء(1/33)
1. ينسب البيت لعنترة بن عروس . أنظر . خزانة الأدب : 10/ 349 وهو من شواهد الرضي في شرحه على الكافية :4/359.
2. أنظر . شرح الرضي على الكافية : 4/359 وشرح ابن عقيل : 1/ 366
3. شرح الرضي على الكافية : 4/ 359
4. خزانة الأدب : 10/ 349
(ياء)
47.بدا لي أنّي لست مدرك ما مضى ولا سابق شيئا إذا كان جائيا (1)
وهو من الشواهد التي استشهد بها سيبويه وأورده في كتابه بروايتين الأولى بلفظ (ولا سابق) بالخفض مستشهدا بها على عطف (سابق) على ( مدرك) المتقدم وجره على التوهم ؛ لأنّ المعنى:( لست بمدرك) قال: (( وسألت الخليل عن قوله عزّ وجلّ : فأصّدّق وأكن من الصالحين ، فقال هذا كقول زهير :
بدا لي أنّي لست مدرك ما مضى ولا سابق شيئا إذا كان جائيا
فإنّما جروا هذا ؛ لأنّ الأول قد يدخله الباء ، فجاءوا بالثاني وكأنّهم قد أثبتوا في الأول الباء))(2).وجاءت الثانية بلفظ : (ولا سابقا ) بالنصب موردا إيّاها في باب اسم الفاعل الذي جرى مجرى الفعل المضارع في المفعول في المعنى ، وكأنّه عطفه على موضع اسم ليس المنصوب باعتبار الأصل (3).
واعتمد الشاهد المتقدم برواية ( ولا سابق) كل من ابن السراج في الأصول وابن جني في الخصائص . فقد جعله ابن السراج من باب الغلط قال : ((وناس من العرب يغلطون فيقولون : إنّهم أجمعون ذاهبون وانك وزيد ذاهبان ؛ وذلك أنّ معناه معنى الابتداء .... كما قال زهير :
بدا لي أنّي لست مدرك ما مضى ولا سابق شيئا إذا كان جائيا))(4).
وأورده ابن جني في باب الحمل على المعنى (5).
48. فأمّا كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا ( 6)
((1/34)
ذو) في العربية تأتي على شكلين ، إمّا أن تكون بمعنى ( صاحب) وحينها تكون من الأسماء الستة ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء ، وإمّا أن تكون طائية وهي الموصولة، وتأتي بلفظ واحد وهو (ذو) في حال الرفع والنصب والجر. وأورد ابن عقيل الشاهد المتقدم دليلا على (ذو) الموصولة وموطنه : (من ذو عندهم) فذو مسبوقة بحرف جرّ ومع هذا بقيت مبنية على الواو (7).
ومن النحاة من يعامل (ذو) الطائية معاملة (ذو) التي بمعنى صاحب يرفعها بالواو وينصبها بالألف ويجرها بالياء (8) . ولذا يرد الشاهد المتقدم عند أولئك بلفظ :(9)
فأمّا كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا
وفيه أنّ (ذو) الواردة جرّت بمن الجارة وظهرت عليها علامة الجر الياء .
هوامش قافية الياء
1. اضطرب سيبويه في نسبة هذا البيت فمرة نسبه وهو بلفظ (ولا سابق) إلى زهير بن أبي سلمى ، ومرة نسبه وهو برواية (ولا سابقا) إلى صرمة الأنصاري .أنظر . الكتاب : 1/165 ، 3/ 100-101.
2. المصدر السابق: 3/ 100-101
3. أنظر . المصدر السابق :1/165
4. الأصول في النحو :1/252
5. أنظر : الخصائص: 2/424
6. لم أعثر على قائله وهو من شواهد ابن عقيل وابن هشام . أنظر. شرح ابن عقيل : 1/45 ، مغني اللبيب : 2/410
7. أنظر . شرح بن عقيل :1/45
8. أنظر . مغني اللبيب : 2/410
9.أنظر . المصدر السابق :2/410،وأوضح المسالك :1/42
خاتمة
ساهمت ظاهرة التعدد برواية الشاهد الشعري بإغناء القاعدة النحوية وإثرائها بعد أن كانت مقتصرة على قوالب ثابتة لا يحيد عنها النحوي.وقد نشأ عن ذلك قواعد جديدة يمكن إجمالها بالآتي :
1. إمكانية مجيء(لعلّ) حرف جرّ وهي مقتصرة عند البصريين على إفادة النصب لما بعدها(شاهد رقم 1)
2. جواز تقديم التمييز إذا كان العامل فيه فعلا متصرفا وقد منع البصريون ذلك (شاهد رقم 2).(1/35)
3. جواز الابتداء بالنكرة في حال إبهامها . والقاعدة المعتادة لا يجوز الابتداء بالنكرة ما لم تفد (شاهد رقم4)
4. يمكن أن تأتي (أن ) حرف جزم وهي ناصبة عند البصريين لاغير(شاهد رقم5).
5. المعتاد في مصادر الألفاظ التي على وزن (فعلل) أن يكون على لفظ (فعللة) وجاز مجيؤه على (فعلال) (شاهد رقم 6).
6. يعامل لفظ (الذين) معاملة جمع المذكر السالم فيرفع بالواو وينصب ويجر بالياء،والمعتاد خلاف ذلك لثبوته على صيغة واحدة وهي (الذين) في حال الرفع والنصب والجر .(شاهد رقم 8) .
7. لا يشترط في نصب الفعل المضارع سبقه بالأدوات المعروفة (أن ولن وكي وإذن) بل قد يكون في غير ذلك (شاهد رقم 12)
8. يجوز حذف لام الأمر في الشعر من الفعل الذي اتصلت به والمعتاد خلاف ذلك (شاهد رقم 15).
9. يمكن أن ترد (كما) أداة لنصب الفعل المضارع وتضاف إلى أدوات النصب المعروفة (أن ولن وكي وإذن ) وما هو محمول على ذلك عند الكوفيين( الواو والفاء وحتى وثمّ واللام...)(شاهد رقم 18).
10. يشترط النحاة في خبر (كاد) أن يكون فعلا ، وقد يرد اسما بناء على (الشاهد رقم 19).
11. يعامل المقصور معاملة المثنى . تقول: عصاي وهواي، وقد يرد عند هذيل بلفظ : عصيّ وهويّ بقلب الألف ياء وإدغامها في ياء المتكلم (شاهد رقم 26) .
12. قد ترد (حيث) حرف جرّ وتخفض ما بعدها (شاهد رقم 28).
13. جواز وقوع الجملة الاسمية بعد (إن) الشرطية . والمعتاد وقوع الجملة الفعلية ولذا يتأول بعض النحاة ما جاء على تلك الشاكلة (شاهد رقم 30).
14. يمكن أن تأتي (أيّ) موصولة معربة في جميع أحوالها ، ومذهب بعض النحويين أنّها لا تأتي إلاّ استفهامية أو شرطيّة ( شاهد رقم33).
15. يمكن أن ترد (معَ) بلفظ (معْ) بسكون العين ، وهي لهجة منسوبة إلى ربيعة (شاهد رقم39).(1/36)
16. إذا خففت (كأنّ) لم تعمل فيما بعدها النصب ، وهي القاعدة المعروفة والقالب المعتاد عند النحاة . وباعتماد الشاهد رقم (43) يمكن القول بإعمالها في حال التخفيف .
17. يمكن أن تعامل (ذو) الطائية معاملة (ذو) التي بمعنى صاحب ، في أنّها ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجرّ بالياء (شاهد رقم 48).
مسرد الشواهد
الرقم الموجود أمام البيت الشعري دليل على رقم الشاهد في صفحات البحث .
1. من فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة لعلّ أبي المغوار منك قريب
2. أ تهجر ليلى بالفراق حبيبها وما كان نفسا بالفراق تطيب
3 . فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل ابقالها
4. مرسعة بين أرساغه به عسم يبتغي أرنبا
5 . إذا ما غدونا قال ولدان أهلنا تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحطب
6. يا قوم قد حوقلت أو دنوت وشر حيقال الرجال الموت
7. ليبك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطوائح
8. نحن الذون صبحوا الصباحا يوم النخيل غارة ملحاحا
9. معاويّ إنّنا بشر فاسجح فلسنا بالجبال ولا الحديدا
10.رأيت الله أكبر كل شيء محاولة وأكثرهم جنودا
11. من القوم الرسول الله منهم لهم دانت رقاب بني معدّ
12. ألا أيّهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذّات هل أنت مخلدي ؟
13. ما إن أتيت بشيْء أنت تكرهه إذن فلا رفعت سوطي إليّ يدي
14. فأقبلت زحفا على الركبتين فثوب لبست وثوب أجرّ
15. من كان لا يزعم أنّي شاعر فيدن مني تنهه المزاجر.
16.رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت فيضحي وأيما بالعشي فيخصر
17. ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى ولا زال منهلاّ بجرعائك القطر
18. وطرفك إمّا جئتنا فاصرفنّه كما يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظر
19. فأبت إلى فهم وما كدت آئبا وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
20. أنّي وقتلي سليكا ثمّ أعقله كالثور يضرب لمّا عافت البقر.
21.أكلّ امريء تحسبين امرأ ونار توقد بالليل نارا
22. فذلك إن يلق المنية يلقها حميدا وإن يستغن يوما فأجدر(1/37)
23.جاء الخلافة أو كانت له قدرا كما أتى ربه موسى على قدر
24. أبا خراشة أما أنت ذا نفر فانّ قومي لم تأكلهم الضّبع
25.إذا قيل :أيّ الناس شر قبيلة أشارت كليب بالأكف الأصابع
26. سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع.
27.لا تهين الفقير علّك أن تركع يوما والدهر قد رفعه
28. أما ترى حيث سهيل طالعا نجما يضيء كالشهاب لامعا
29. أنا ابن التارك البكري بشر عليه الطير ترقبه وقوعا
30. لا تجزعي إن منفس أهلكته فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
31.بني غدانة ما إن أنتم ذهبا ولا صريفا ولكن أنتم الخزف
32.حيكت على نيرين إذ تحاك تختبط الشوك ولا تشاك
33. إذا ما لقيت بني مالك فسلّم على أيّهم أفضل
34. لئن منيت بنا عن غبّ معركة لاتلفنا عن ماء القوم ننتفل
35. أرجو وآمل أن تدنو مودّتها وما اخال لدينا منك تنويل
36.حسبت التقى الجود خير تجارة رباحا إذا ما المرأ أصبح ثاقلا
37. تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذا حرام
38. فلا لغو ولا تأثيم فيها وما فاهوا به أبدا مقيم
39.فريشي منكم وهواي معكم وإن كانت زيارتكم لماما
40.ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام
41.أتغضب إن أذنا خزيمة حزّتا جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم ؟
42.فساغ لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغص بالماء الحميم
43. وصدر مشرق النحر كأن ثدييه حقّان
44. إن هو مستوليا على أحد إلاّ على أضعف المجانين
45.لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب عنّي ولا أنت دياني فتخزوني
46.أمّ الحليس لعجوز شهربه ترضى من اللحم بعظم الرقبه
47.بدا لي أنّي لست مدرك ما مضى ولا سابق شيئا إذا كان جائيا
48. فأمّا كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا
مصادر البحث
. القرآن الكريم *
*.الاستيعاب ، ابن عبد البر، تحقيق/ علي محمد البجاوي ، دار الجيل ، بيروت ، ط1/1412هـ
*. إصلاح المنطق، ابن السكيت ، تعليق وتقديم /محمد حسن بكائي، مجمع البحوث الإسلامية ، مشهد ، إيران ط1/1412هـ(1/38)
*.الأصول في النحو ، أبو بكر بن السراج ، تحقيق / عبد الحسين الفتلي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط3/ 1988
*. أضواء البيان ، الشنقيطي ، تحقيق/ مكتبة البحوث والدراسات ، دار الفكر للطباعة والنشر ، بيروت ، 1995
*. الأغاني ، أبو فرج الأصفهاني ، تحقيق/علي مهنا وسمير جابر، دار الفكر للطباعة والنشر ، بيروت ، د.ت
*. الأمالي في لغة العرب ، القالي البغدادي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1978
*. الإنصاف في مسائل الخلاف ، أبو البركات الأنبا ري ، دار الفكر ، دمشق ، د.ت
*. أوضح المسالك إلى ألفية بن مالك ، ابن هشام الأنصاري ، دار الجيل ، بيروت ،ط5/1979
*. البحر المحيط ، أبو حيان الأندلسي، تحقيق/ عادل أحمد عبد الموجود وآخرون ، بيروت ، لبنان ط1/2001
* البداية والنهاية ، إسماعيل بن عمر بن كثير ، تحقيق/ علي شيري ، دار إحياء التراث العربي، بيروت ، ط1/ 1988
*. تاج العروس، الزبيدي ، تحقيق / علي شيري ، دار الفكر ، بيروت ، 1994
*. تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر ، تحقيق / علي شيري ، دار الفكر للطباعة والنشر ، بيروت ، د.ت
*. تفسير أبي السعود ، أبو السعود ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، د.ت
*. تفسير البيضاوي ، البيضاوي ، دار الفكر ، بيروت ، د.ت، د.ط
*. تفسير السمعاني ، السمعاني ، تحقيق / ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس ، دار الوطن ، الرياض ،ط1/1997
*. تفسير القرطبي ، القرطبي، تحقيق/ أبو إسحاق إبراهيم اطيفش، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ،1985
*. تهذيب الكمال ، عبد الرحمن المزي ، تحقيق / بشار عواد معروف ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط1/ 1980
*. تهذيب اللغة ، أبو منصور الأزهري ، تحقيق / محمد عوض مرعب ، دار إحياء التراث العري ، بيروت ، ط1، 2001
*. جامع البيان ، ابن جرير الطبري ، تحقيق/ صدقي جميل العطار ، دار الفكر ، بيروت ، 1995(1/39)
*. جزء أحاديث الشعر ، عبد الغني المقدسي ، تحقيق/ إحسان عبد المنان ن المكتبة الإسلامية ، الأردن ، ط1/1410هـ
*.جمهرة أشعار العرب ، أبو زيد القرشي ، تحقيق/ عمر فاروق الطباع ، دار الأرقم ، بيروت ، د.ت
*. الحماسة المغربية ، أبو العباس أحمد الجراوي ، تحقيق / محمد رضوان الداية ، دار الفكر المعاصر ، بيروت ، ط1/ 1991
*. خزانة الأدب ، البغدادي ، تحقيق / محمد نبيل طريف وأميل بديع ، دار الكتب العلمية ، بيروت ط1/ 1998
*. الخصائص ، أبو الفتح عثمان بن جني ، تحقيق / محمد علي النجار ، عالم الكتب ، بيروت ، د.ت
* . درّة الغواص في أوهام الخواص ، القاسم بن علي الحريري ، تحقيق/ عرفات مطيرجي،مؤسسة الكتب الثقافية ، بيروت ، ط1/1998
*. الدرّ المنثور ، جلال الدين السيوطي ، دار المعرفة للطباعة والنشر ، بيروت ، د.ت
*. ديوان الحماسة ،بشرح التبريزي ، دار القلم ، بيروت ،د.ت
*. ديوان المعاني ، أبو هلال العسكري ، دار الجيل ، بيروت،د.ت، د.ط
*. ديوان النابغة ، كرم بستاني ، دار صادر ، بيروت ، 1953
*. روح المعاني ، شهاب الدين الآلوسي ، دار إحياء التراث العربي ، د.ت
*. زاد المسير ، ابن الجوزي ، تحقيق / محمد عبد الرحمن عبد الله ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ، ط1/1987
*. السيرة النبوية ، ابن كثير ، تحقيق / مصطفى عبد الواحد ، دار المعرفة ، بيروت ، 1976
*. شرح ابن عقيل ، بهاء الدين بن عقيل العقيلي ، تحقيق / محمد محي الدين عبد الحميد ، دار الفكر ودار دار الكتاب العربي، بيروت ، ط12، ط15/ 1965،1972
*. شرح الشافية ، الرضي الأسترآباذي ، تحقيق / محمد نور الحسن وآخرون ، دار الكتب العلمية ، بيروت ،1975
*. شرح شذور الذهب ، عبد الله بن يوسف ابن هشام ، تحقيق / عبد الغني الدقر ، دمشق ط1/ 1984
*. شرح قطر الندى ، جمال الدين بن هشام الأنصاري ، تحقيق / محمد محي الدين عبد الحميد ، القاهرة ، ط1/ 1383هـ(1/40)
*. شرح الكافية ، الرضي الأسترآباذي ، تعليق وتصحيح / يوسف حسن عمر ، مؤسسة الصادق ، طهران ،1975
*. شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ، تحقيق / محمد أبو الفضل إبراهيم ، البابي الحلبي ،ط1/ 1959
*.صبح الأعشى في صناعة الإنشا ، أحمد بن علي الفزاري القلقشندي ، تحقيق / عبد القادر زكار ، وزارة الثقافة ، دمشق /1981
*. الصحاح ، الجوهري ، تحقيق / أحمد عبد الغفور العطار ، دار العلم للملايين ، بيروت ط4/1987
*. طبقات فحول الشعراء ، ابن سلام الجمحي ، تحقيق/محمود محمد شاكر ، دار المدني ، جدة ، د.ت
*. العقد الفريد ، ابن عبد ربّه الأندلسي ، نشر المكتبة التجارية الكبرى ، مصر ، ط1/ 1353 هـ
*. العين ، الخليل بن أحمد الفراهيدي ، تحقيق / مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي ، مؤسسة دار الهجرة ، ط2/ 1409هـ
*. غريب الحديث ، القاسم بن سلام الهروي ، تحقيق / محمد عبد المعيد خان ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط1/ 1384هـ
*. الفائق في غريب الحديث ، جار الله الزمخشري ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1/ 1996
*. الفروق اللغوية ، أبو هلال العسكري ، تنظيم / الشيخ بيت الله بيات ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم ، ط1/ 1412هـ
*. فصل المقال في شرح كتاب الأمثال ، أبو عبيد البكري ،تحقيق / إحسان عباس وعبد المجيد عابدين ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط3/ 1983
*.فقه القرآن ، القطب الراوندي ، تحقيق / أحمد الحسيني ، مكتبة المرعشي ، ط2/ 1405
*. الكتاب ، أبو بشر عثمان بن قنبر سيبويه ، تحقيق /عبد اللام محمد هارون ، دار الجيل ، بيروت ، ط1/ د.ت
*. اللامات . أبو القاسم الزجاجي ، تحقيق / مازن المبارك ، دار الفكر ، دمشق ، ط2/ 1985
*. لسان العرب ، ابن منظور ، نشر أدب الحوزة ، قم ، إيران ، 1405هـ
*. مجمع البيان ، الطبرسي ، تحقيق / نخبة من العلماء والمحققين ، تقديم / محسن العاملي ، بيروت ، لبنان /1995(1/41)
*. المحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز ، ابن عطية الأندلسي تحقيق / عبد السلام عبد الشافي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1/ 1993
*. المحكم والمحيط الأعظم ، أبو الحسن بن سيدة ، تحقيق / عبد الحميد هنداوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1/ 2000
*. المزهر في علوم اللغة والأدب ، جلال الدين السيوطي ، تحقيق / فؤاد علي منصور ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1/ 1998
*.معاني القرآن ، النحاس ، تحقيق / محمد علي الصابوني ، منشورات جامعة أم القرى ،ط1/ 1409هـ
*. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ، ابن هشام الأنصاري ، تحقيق / مازن المبارك ومحمد علي حمد الله ، مؤسسة الصادق للطباعة والنشر ، طهران ، ط1/ 1378هـ
*. المفصل في علم العربية ، أبو القاسم الزمخشري ، تحقيق / علي بو ملحم ، مكتبة الهلال بيروت ، ط1/ 1993
*. المفضليات ، المفضل الضبّي ، تحقيق / أحمد محمد شاكر وعبد السلام محمد هارون ، بيروت، د.ت
*. مقاييس اللغة ، أحمد بن فارس ، تحقيق / محمد عبد السلام هارون ، مكتبة الأعلام الإسلامي ، 1404هـ
*.المقتضب ، أبو العباس المبرد ، تحقيق / عبد الخالق عظيمة ، عالم الكتب ، بيروت ، د.ت
*. المنتظم، عبد الرحمن بن علي الجوزي ، دار صادر ، بيروت ، ط1/ 1358هـ
*.همع الهوامع ، جلال الدين السيوطي ،تحقيق/عبد الحميد هنداوي ، المكتبة التوفيقية ،مصر ، د.ت
*. الوافي بالوفيات ، الصفدي ، تحقيق/ أحمد الأرناؤوط ، دار إحياء التراث ، بيروت ،2000(1/42)