مجلة علوم إنسانية
السنة الخامسة: العدد 36: شتاء 2008
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
نظر ة عابر ة ( بروين اعتصامي ونازك الملائكة )
حياتهما و شعرهما
د / علي نظري
استاذ مساعد في قسم اللغة العربية و آدابها بجامعة لرستان. ايران
ملخص البحث:
بروين اعتصامي، نجمة ساطعة وحيدة في سماء الأدب الإيراني النسوي وهي في الحقيقة كوكب يتألّق على قمّة الشعر الفارسي و ذروته لاسيما في عصرنا هذا. ونازك الملائكة شاعرة عراقية سامية المکان من جيل الحداثة العربية الرائعة. فإنّهما عاشتا وترعرعتا في أسرتين عريقتين لهما مکانة مرموقة في الادب والثقافة. والشاعرتان تغذّتا من ينابيع الادب القديم والتعاليم الاسلامية والثقافة الدينية کما أنّهما تعرّفتا علي الادب الغربي. لهما ابيات شعرية قيّمة سامية قد عالجتا فيهما آلام المجتمع الانساني، و احزانه و احداثه کما عانتا ممّا کانت عليه المرأ ة الشرقية و انّهما قد صورتا الفقر و اليتم في دواينهما في ابلغ صور و واجهتا الظلم و الخنق و تحدثتا عن الاُمنية و المدينة الفاضلة بابيات ملؤها الحزن و العاطفة و الخيال.
ولکنّ بروين، تعلقّت بالمدرسة الکلاسيکية و نازک، مالت الي الرومانسية و بروين، انشدت علي الاوزان الخليلية و نازک الملائکة اصبحت رائدة للشعر الحرّ...
هذه المقالة تتصدي بالمقارنة بين بروين اعتصامي و نازك الملائكة في جذوة من الموضوعات: حياتهما، مضامينهما و عناصرهما الشعرية و...
الکلمات الرئيسية: بروين اعتصامي، نازک الملائکة، المقارنة.
الف) المقدمة:(1/1)
إنّ النساء الشاعرات لم يُعطَ حقّهنّ في عالم الادب و النقد و لم تُبَيّن مکانتهنّ حسب ما کانت . فالنساء الشاعرات حُظين بنظرة سلبية تشاؤميّة في منظور الرجال و حتّي النساء انفسهنّ في البلاد الشرقية و لاسيما البلاد الاسلامية فإنّ هذه النظرة السلبية تنبعث من أمور مختلفة يعود بعضها الي معتقدات ينتمي أصحابها الي الأحکام الدينية، السنن الاجتماعية و العادات الثقافية. فبعبارة صريحة إنّ المجتمع الذي يقوده الرجال في إطار تقليديّ ينادي:« إنّ الأنوثة ضعفٌ فلهذا لا يجوز للمرأة الشاعرة ان تعبّر عن کلّ ما يجوز للرجل الشاعر و لايمکن لها ان تدخل في بعض المجالات التي يدخله الرجل الشاعر بجرأة و جسارة .خاصة إذا کانت القصّة قصّة حبّ أو تغزّل أو حکاية غرامية . لأنّ المجتمع الشرقي يظنّ أنّ الکلام إمتياز الرجال و انّ المرأة الشاعرة يکسر الفضيلة بشعرها کما أنّ هناک أشياء أخري من أمور الحياة تُعتبر ممّا يتميّز به الرجال و ينفردون به دون أن تساهمهم فيه النساء»[1]. وبيت القصيد في هذا المجال ما صرّحت به الشاعرة الکويتية المعاصرة، سعاد محمد الصباح، في غير مرّة فهو انّ الرجال هم الشعراء و انّ النظام القبلي لا يُولِد الشاعرة:
يقولون:
إنّ الکلام إمتياز الرجال...
فلا تنطقي!!
وإنّ التغزّل فنّ الرجال...
فلا تعشقي!!
وإنّ الکتابة بحر عميق المياه
فلا تغرقي... [...]
يقولون:
إنّي کسرت بشعري جدار الفضيلة
انّ الرجال هم الشعراء
فکيف ستُولَد شاعرةٌ في القبيلة؟؟ [2]
فأنظرأيضا الي الشاعرة المعاصرة، باحثة البادية، کيف يعاتب رجال المجتمع علي هذه الاغلال و المحظورات التي يسيطر ظلّّها علي المرأة:
أيسؤکم أن تسمعوا لبناتکم ... صوتا يهزّ صداه عطف المشرق؟[3]
و لکن مهما تعزّت القيود علي لسان الشاعرات و قويت الموانع و السدود في طريقهنّ فهناک شاعرات کافحن السنن البالية و سبحن في کلّ البحار:
و ها أنذا قد عشقت کثيرا...(1/2)
و ها أنذا قد سبحت کثيرا...
و قاومت کلّ البحار و لم أغرقِ... [4]
فالنساء الشاعرات وإن قلّ عددهنّ و لکن جُبن الفيافي النائية و الصحاري الوعرة و جاوزن الحواجز الضخيمة و حطّمن الجدارات الخرافيّة حتي نجحن کلّ النجاح و بلغن مکانة يحسد عليها بعض الرجال[5] ويثني عليه ألآخرون و وصلن من العلياء کلّ مکان و مارسن انواعا أدبية أثّرت فيما بعد و سلک عليها الادباء و الشعراء.لانّ تفوقها في المجال الفنيّ غير مستغرب، بل الغريب الّا تتفوّق في مجال هيئت له فطريا بطبيعتها العاطفية[6] فهناک نجمتان ساطعتان في سماء الادب الحديث، الشاعرة الايرانية، بروين اعتصامي و الشاعرة العراقية، نازک الملائکة، قد ناقضتا بأشعارهما الرائعة، أفکارهما البديعة، اساليبهما المبدعة، مضامينهما السامية، فنونهما الانسانية، حکمهما الاخلاقية و التزاماتهما الاجتماعية، کلّ[ ما يظنّه المجتمع الشرقيّ حول النساء الشاعرات و قد ابطلتا و محتا کلّ ما يتوهمه الرجال المقلّدون من الضعف و الضلالة، عدم القدرة و البلاغة ، الخروج عن الاخلاق و الشريعة، الانحراف عن القيّم الانسانية و کسر جدار الفضيلة...
هذه المقالة تحاول ان تتصدي لدراسة مقارنة بين هاتين الشاعرتين و تسعي ان تقيّم مکانتهما الشعرية في بعض ما تشترکان و تفترقان بعد أن تشير الي حياتهما إشارة عابرة فلعلّنا نکشف بعض الاستار علي اشعارهما.
الف/1. حياة بروين اعتصامي:
تعتبر بروين اعتصامي نجمة ساطعة وحيدة في سماء الادب الايراني النسوي وهي في الحقيقة كوكب يتلألأ على هامات الشعر الفارسي[7] لاسيما في عصرنا هذا. .ولدت الشاعرة الايرانية المعاصرة الشهيرة، بروين اعتصامي في السادس عشر من مارس عام 1907 (25 اسفندماه 1352ه.ش[8]. و نشات في بيئة يغلب فيها الإكتراث بالشعر والفن والأدب.(1/3)
و ترعرت في اسرة کانت تهتمّ بالعلم و الادب کما کان ابوها يوسف اعتصامي ( اعتصام الملک) عالما و اديبا و مترجما[9] . ترعرت بروين في تلک البيئة حتي التحقت بمدرسة البنات الأميركية في تبريز و تخرّجت منها و اصبحت معلمة فيها[10]. کما توسعت في تحصيل المعارف الدينية و الأدبية و لها تاثير عظيم في حياتها.
الشاعرة، بروين، تزوجت بابن عمّ لها و لکن ما لبث حتي طلقت بعد اقلّ من ثلاثة اشهر و لم تحظ بهذا الزواج و عاشت بعده عزبة الي آخر حياتها[11] . کان لعلامة علي اکبر دهخدا[12] و محمد تقي بهار(ملک الشعراء )[13] تاثير هامّ في ادب بروين و شعرها. لهذا حظيت باعجابهما و بتقديرهما خاصة محمد تقي بهار (ملك الشعراء) الذي كتب مقدمة طويلة لأشعارها[14]. لبروين اعتصامي ديوان قيّم و رائع و قد ترجم الي العربية و حظيت بحفاوة العلماء و الادباء[15] في الايران و البلاد العربية.
إنّ الشاعرة الکبيرة، بروين اعتصامي، قد فارقت الحياة في الخامس من ابريل عام 1941 [16] ووري جثمانها الثري في مقابر العائلة في حرم السيدة فاطمة المعصومة (س) بمدينة قم المقدسة و قد نظمت ابياتا رثائية لنفسها نقشت فيما بعد على شاهد القبر[17].و سنشير الي هذه الابيات و نحلّلها کما نقارنها ب"الابيات المکتوبة علي القبر" لنازک الملائکة في هذه المقالة.
الف/2. حياة نازک الملائکة:(1/4)
تعتبر نازك الملائكة شاعرة عراقية سامقة من جيل الحداثة العربية الرائعة الذي ولدت بعد الحرب العالمية الثانية ، ولقد غدا اسم نازك[18] رمزا عراقيا شهيرا معاصرا للشعر العربي الحديث، و هو يكشف عن ثقافة عميقة الجذور لجماعة ذكية وعريقة تقطن منذ آلاف السنين في واد كلّه زرع وضرع في ما بين النهرين الخالدين[19]. ولدت نازك صادق الملائكة[20] في 23 أغسطس/آب عام 1923 ببغداد[21]. كانت أمّها شاعرة مجيدة نشرت قصائدها باسم" أم نزار". انّها ابنة وقت متفجر.كانت ابنة الافغاني {سيد جمال الدين الاسدآبادي} و افکاره التجديدية و كانت ابنة محمد عبده و الطهطاوي الذي دعا الي علم المرأة و علمها أيضا[22] و کانت حصلت على درجة الليسانس في الآداب قسم اللغة العربية عام 1944 بمرتبة الممتاز من دار المعلمين العالية، وعلى ماجستير في الأدب المقارن من جامعة (مادسن/وسكنسن) الأمريكية عام 1956. غادرت بغداد الي امريکا و هناک امضت عدة سنوات في دراسة اللغة الانکليزية و آدابها[23] و بعد عودتها الي العراق اخذت تُدَرّس في كلية التربية بجامعة بغداد وجامعة البصرة ثم بجامعة الكويت[24]. فهي استاذة جامعية لها مكانتها في الوسط الاكاديمي ، کماهي فنانة ماهرة تجيد العزف علي العود[25] . بعدما أنهت دراستها في إمريكا عادت إلى بغداد و تزوجت سنة 1962م بالدكتور "عبدالهادي محبوبة" وكان أستاذاً بجامعة بغداد.[26] أما مجاميعها الشعرية فهي علي التوالي الزمني : عاشقة الليل 1947، شظايا ورماد.. 1949، قرار الموجة 1957، شجرة القمر1968، مأساة الحياة وأغنية الإنسان "ملحمة شعرية" 1970 يغير ألوانه البحر1977، وللصلاة والثورة 1978.
و نازك الملائكة ليست شاعرة مبدعة حسب، بل ناقدة مبدعة أيضاً، فآثارها النقدية: قضايا الشعر المعاصر(1962)، الصومعة والشرفة الحمراء (1965) وسيكولوجية الشعر
((1/5)
1993) و لها اثر نقديّ قيّم اسمه: قضايا الشعر العربي المعاصر. و قد اعطتنا حياة الشاعرتين رؤية و رويّة لنشدّ أحكامنا حول هاتين الكبيرتين المعاصرتين فلنقارن بينهما و نحلّل بعض ابياتهما و فنورد بعض ما توارد في دواوينهما من المشتركات و بعض ماتختلفان ضرورياً.
ب) الشاعرتان: ما تشترکان و ما تفترقان:
ب/1. الاسلوب و المضامين:
الشاعرة بروين اعتصامي، تبرز كقامة عالية في الشعر الفارسي و هي تحتل مكانة فخمة تضعها إلى جانب الكبار من الشعراء الفرس. تعتبر تجربتها الشعرية واحدة من الخطوات الجليلة على طريق تكريس صوت المرأة. سلكت بروين درب الشعرالكلاسيكي آخذة على نفسها نقد المجتمع ومعاينة حال المرأة. ولعلّ هذا هو الباعث في هيمنة المضامين الأخلاقية والوجهة التبشيرية على شعرها. و کان الإلتزام الإجتماعي و النزعة العاطفية والتأمل الذاتي يتجاور التقرير المباشر مع وجدانيات رفيعة في طرح شكلاني مبتكر. تموج في شعرها بحيث اخلدت قصائدها و قطعاتها و مناظرا تها ولفتت انظار الآخرين کما انّها غاضت في مواضيع الجماعة و القوم و العائلة و حرية المرأة واستقلال الوطن. و لم تكن الصورة تتبدل مع التسريبات الرومانسية التي تغلغلت في ثنايا قصائد و أشعار مختلفة. فلم ننس انّ بروين علي رغم انّها کانت تتعلق بالکلاسيکيين ولکنّها قد ثارت علي التقليد في بعض ما انشدتها کما نشاهد في ابياتها الغزلية ولهذا سميت حقّا، واسطة العقد[27].(1/6)
و نازک الملائکة، بدأتْ نظم الشعر بالعامية العراقية قبل سِنّ العاشرة، ثم نَظمتْ أول قصيدة بالعربية الفصحى وهي في العاشرة من العُمر. انّ نازك الملائكة، شاعرة وناقدة في آن واحد ، و لها العديد من المجاميع الشعرية و الدراسات النقدية منها ما ضمّها كتاب ومنها ما نشر في المجلات والصحف الأدبية، فهي تمارس النقد بصفتها ناقدة متخصصة و انها تمارس نقد الشعر بصفتها مبدعة منطلقة من موقع إبداعي و خصوصا الشعر الحديث لأنها شاعرة لامعة في الشعر الحديث تري الشعر بعداً فنياً حرّاً لا يعرف الحدود أو القيود.[28] کما نشاهد أنّها نقدت أفکارها و مجموعتها الشعرية "مأساة الحياة" (1945) التي انشدتها في بواکير حياتها ( کان عمرها إذ ذاک أثنين و عشرين عاما) و غيرتها بعض التغيير في 1950 و أعادت النظر فيها ثمّ غيرت هذه الصورة الثانية من تلک المجموعة في 1965 لآنّها کانت تشاؤمية مطلقة و کانت تشعر بأنّ الحياة کلّها ألم و إبهام و تعقيد. و زالت آراؤها المتشائمة جميعا و حلّ محلّها الايمان بالله و الاطمئنان الي الحياة في الصورة الثالثة (1965)[29] و لکن لا نري هذا النوع من القد و التطور الفکري عند الشاعرة الايرانية و کذلک لا نجد عند بروين اعتصامِي، آثارا نثرية نقدية في الادب.(1/7)
فانّ نازک الملائکة کانت تنشد الابيات علي الاسلوب الذي مضي عليه القدماء في بواکير حياتها کم انّها انشدت المطوّلات الشعرية (مأساة الحياة) تقليدا للشعر الانکليزي حيث تقول نازک في مقدمة ديوانها: « أمّا القصيدة الاولي فقد نظمتها عام 1945- و کان عمري أذ ذاک اثنين و عشرين عاما- و لم يکن ديواني الاول (عاشقة الليل) قد ظهر الي الوجود او طبع . وکنت اذ ذاک أکثر من قرأة الشعر الانکليزي فأعجبت بالمطوّلات الشعرية التي نظمها الشعراء و أحببت أن يکون لنا في الوطن العربي مطوّلات مثلهم و سرعان ما بدأت قصيدتي و سميّتها : " مأساة الحياة"...»[30] و اختارت لهذه المجموعة الشعرية و کذلک مجموعة "أغنية للانسان" البحر الخفيف من البحور العروضية و کانت تعتقد دوما انّ هناک لابدّ من الفرق بين الشعر و النثر بما في ذلک الوزن و المو سيقا و خلوّ هذا عنهما. ولکن هناک عوامل متعددة دفعت الشعراء المعاصرين المحدثين علي ان يجدّدوا الشعر مضمونا و اسلوبا و صياغة و کفي بنا نشأة هذه المدارس الادبية المختلفة في الآداب العالمية نحو الرومانطيقية، الواقعية، الرمزية و...[31] فمن هذا الانطلاق نلاحظ انّ نازک کشاعرة تمرّدت علي القوالب التقليدية و الکلاسيکية تثور عليها فأدّت هذه النفس المتمردة و الروح الٍثائرة الي انشاء الشعر الحرّ و حذت به في هذا الاکتشاف حذو الادب العالمي او بعبارة ادقّ، الادب الاروبي[32]. فنازک الملائكة باكتشافها الحرية، اكتشفت (الشعر الحر) أي ان ضرورة التعبير ادّت بها إلي اكتشاف النمط الابداعي الذي يقع تحت تصرف و تطور قوانين تطور المجتمع[33] و لکن يجدر بنا ان نشير و نؤکّد علي انّ نازک علي رغم رغبتها في الشعر الحرّ و ريادتها فيه، کانت تعمتد في اشعارها علي الموسيقا و کانت تعتقد انّ الشعر الحرّ انبثق من الاوزان الخليلية و لکن بما انّ الانسان خُلقَ حرّا مختارا فله الحريّة في التعبير ايضا .(1/8)
و بيت القصيد هو ان نقول انّ نازك الملائكة في تصوراتها عن التجديد في الشعر العربي، اعتمد علي أمرين : أحدهما : معرفتها بالعروض العربي، وثانيهما : قراءتها للشعر الإنجليزي غير أن المعرفة والقراءة هاتين للم تخرجا عن الأصول العربية، لأن شعر التفعيلة على الرغم من اختلافه عن شعر الشطرين فإنهما يتماثلان في مزايا وعيوب، وإنهما جميعا لا يخرجان عن أصول عروضية معروفة[34]، ولذلك أكدت نازك الملائكة » أن شعرنا الجديد مستمد من عروض الخليل بن أحمد قائم على أساسه [35]« غاية ما في الأمر أن حركة شعر التفعيلة استعانت ببعض تفاصيل العروض القديم على «إحداث تجديد يساعد الشاعر المعاصر على حرية التعبير وإطالة العبارة وتقصيرها بحسب مقتضى الحال [36]« فإنّ نازك الملائكة لا تنبذ شعر الشطرين ولا تهدف الى القضاء على أوزان الخليل وإنما ترمي الى » أن تبدع أسلوبا جديدا توقفه الى جوار الأسلوب القديم و تستعين به على بعض موضوعات العصر المعقدة « [37] کما انّها تصرّح بأنّ الخروج علي القواعد المألوفة و الاسلوب الاجديد في ترتيب تفاعيل الخليل يطلق جناح الشاعر من الف قيد. و کذلک شأن قصائدها "جامعة الظلال"، " و لنکن أصدقاء"، " مرثية يوم تافة"، أغنية الهاوية" التي أنشدت علي هذا الاسلوب الجديد.[38](1/9)
اخذت نازک تسوق الشعر العربي الحديث الي مجال اوسع و اشدّ ملائمة مع الذوق العصري . انّها تعتقد أنّ في الشعر اللاقاعدة هي القاعدة لأنّ الشعر وليد أحداث الحياة وليس للحياة قاعدة معينة تتبعها أشياؤها و أحاسيسها[39]. لهذا قد شنّ عليها هجمات عنيفة من قبل الذين کانوا يحافظون علي القديم و يحبسون انفسهم في قيود الکلاسيکية وجعلوا يلومونها ويأخذون عليها أنها ضيقت على الشعراء بقيودها الجديدة التي تفوق، في ثقلها-حسب زعمهم- قيود العروض الخليلي، ولکنّها تدافع دوما عن شعاراتها التجديدية التحررية التي بدأت بها مسيرة دعوتها للشعر الحر[40] کانت توکد "أن الشعر الحر ظاهرة عروضية قبل كل شيء"[41] وأنه، في بنائه الموسيقي، "جارٍ على قواعد العروض العربي، ملتزم لها كل الالتزام ... "[42] ، وأن الشعر شعر، وأن النثر نثر، وأن الوزن أساس في تمييز الشعر من النثر[43].
ب/2. مکانة الأسرة و أثرها في ادب الشاعرتين:
الشاعرة الايرانية، بروين اعتصامي و الشاعرة العراقية، نازك الملائكة، قدعاشتا و ترعرعتا في اسرتين عريقتين في بلدتيهما: فكانت لهما مكانة مرموقة في العلم و الأدب. كانت بروين، ابوها يوسف اعتصامي مفكّر و اديب و مترجم كما كان شأن أخيها[44]. كما نشأت الشاعرة العراقية "نازك الملائكة" في بيئة أدبية و ترعرت في عائلة أدبية معروفة كان لها تأثيرها في نزوعها نحو الشعر، والتعلّق بالأدب واللغة والتراث، فأبوها صادق جعفر الملائكة (1892ـ1969) الذي درَّس اللغة العربية في المدارس الثانوية الرسمية أكثر من ربع قرن، وأمّها الشاعرة أم نزار(سلمى عبدالرزَّاق) من مواليد بغداد سنة 1908م و
قد طبع ديوان شعرها بعنوان "أنشودة المجد" (1968م). كما كان خالاها، جميل وعبد الصاحب الملائكة من الشعراء المعروفين أيضا، وعرف عن شقيقها الوحيد، نزار الملائكة، المقيم في لندن، بأنّه شاعر أيضا[45].(1/10)
کانت بروين، الشاعرة المخضرمة، تتغذّي في شعرها من ينابيع الادب الفارسي الذاخزة و التعاليم الدينية الثريّة فديوانها- کما قال ملک الشعراء بهار- يتجلّي فيه اسلوب الشعراء الخراسانيين ک الحکيم الشاعر ناصر خسرو من جهة و اسلوب الشعراء العراقيين و الفرس لاسيما الشيخ مصلح الدين السعدي الشيرازي من جهة اخري فاخذ شعرها لونا جديدا وبديعا بحيث کانت تعبّر عن المعاني السامية في الموضوعات الاجتماعية و الثقافية و العرفانية و ... في اسلوب بديع و مستقل[46] کما انّ نازک الملائکة درست العلوم الادبية القديمة قواعدها و شعرها و نثرها و قد اضطلعت في تلك العلوم فلهذه المصادر اثر هامٌّ في تكوين ثقافتها انّها قرأت و درست كما تقول في مذكراتها النحو في كتب نحو شذور الذهب " و قرأت في حقل الأدب واللغة عمدة ابن رشيق، "البيان و التبيين" ... و في الشعر قرأت ديوان البحتري، وابن زيدون، و ابن خفاجة، كما قرأت و درست كتباً ودواوين حديثة كثيرة، بينها "عبقرية الشريف الرضي" لزكي مبارك و ديوان احمد شوقي[47].
ب/3. تحليل في مقطوعة "لشاهد قبري" لبروين و قصيدة" الکلمات المکتوبة علي القبر" لنازک
کما اشرنا انّ الشاعرتين كلتاهما، اضطلعتا علي الأدب القديم و التعاليم الاسلامية و كان لهذه التعاليم و ذلك الاضطلاع أثر هامّ في نضجهما الفكري. و من هذا الإنطلاق نري انّ العقيدة الدينية قدتجلّت في بعض ما أنشدته الشاعرتان. أنظر الي آخر ما في ديوان الشاعرتين تر القصيدتين"لشاهد قبري" لبروين التي نُقشت فيما بعد علي شاهد قبرها الکلمات المکتوبة علي القبر" التي وضعتها نازک في آخر المجلّد الاول لديوانها. کما نشاهد انّ الشاعرتين تعبران عن معتقداتهما الدينية لاسيما ماتذهبان اليهما من و الإيمان بالله و التيّقن بيوم الآخرة و يوم الحشر .
هکذا قالت بروين في مقدمة هذه المقطوعة:
«(1/11)
اين قطعه را براي سنگ مزار خود سروده ام (انشدت هذه المقطوعة لشاهد قبري».
ثم أنشدت مايلي:
اينكه خاك سيهش بالين است ... أختر چرخ ادب پروين است
(انّ هذه المتوسدة بالتراب الاسود هي کوکب سماء الادب، بروين[48]).
گرچه جز تلخي از ايّام نديد ... هرچه خواهي سخنش شيرين است[49]
(انّها و إن لم تر من الايام سوي المرارة و لکن کلامها في منتهي الحلاوة[50].)
( انّ صاحبة کلّ ذاک الکلام هي اليوم تلتمس منک تلاوة الفاتحة و يس. [51])
صاحب آنهمه گفتار امروز ... سائل فاتحه و ياسين است[52]
فانّ التعاليم الدينية قداثرّت فيها و دفعتها تلجأ الي الآي من القرآن و تطلب الناس إن يتلو لها الآيات القرآنية التي تُخرج المؤمنين من الظلمات الي النور.
فلنعد الي نازك الملائكة لنلاحظ عنوانين في الصفحات النهائية للمجلد الأول من ديوان نازك:
العنوان الأول: مرثية في مقبرة ريفية.
العنوان الثاني: الكلمات المكتوبة علي القبر.
و اكبر الظن و ان كانت الأبيات علي حسب ماقيلت انّها ترجمة قصيدة انجليزية و لكنّ الكلمات العاطفية و التراكيب الموحية في الحقيقية تعبّر عما تُثار في قلب الشاعرة و انّها نفس التعبير التي نراها عند بروين:
هاهنا في التراب في ظلّة الشو ... ك و سادّ لشاعر محزون[53]
استخدام الألفاظ التالية: التراب و و ساد في شعر نازك و
نفس الألفاظ:تراب (خاك)و وساد (بالين) عند بروين تُرينا شيئاً من التناص أو من التوارد. و كذلك التعابير غيرالمباشرة ك:
ظلّة الشوك:التي تشير إلي نوعاً من الدهشة و الشقاوة و خاك سيه: التراب المُظلم الذي يعبر عن الشقاوة ايضاً.
ولكن هنا صور أخري قد تجلت في البيتين و تفسر عن تعلّق الشاعرتين إلي مدرستين ادبيتين مختلفتين، الكلاسيكية بالنسبة إلي بروين و الرومانسية بالنسبة إلي نازك.
أنظر إلي المصرع الثاني لبروين اعتصامي عندما تقول: ......... أختر چرخ ادب پروين است.(1/12)
في الحقيقة تشير إلي انّ من دفن في القبر هو كوكب سماء الأدب و هو پروين{?النجمة و الشاعرة
لفظة بروين في البيت السابق معنيان و فيها شي من الطرافة البديعية :1- الشاعرة الايرانية بروين اعتصامي 2- نجمة او کوکب في الفارسية تستخدم لعلوّ المکان و سموّ الدرجة.
و هذا المصرع يكشف لنا نوعاً من هذه الروح السامية الجبارة الفخارة المؤمّلة.
ولک ان تنظر إلي المصرع الأخير من البيت الأول لنازك الملائكة:
هاهنا في التراب في ظلّة الشو ... ك و سادّ لشاعر محزون[54]
فانّ ما دفن في قبر بروين هو بروين (نجمة بروين) اي هذه النجمة الساطعة المضيئة التي لاتواري و لاتدفن بل لم تزل نائرة منيرة و انّ مادفن في قبر نازك شاعر محزون و هو شاعر قد ولد رومانتيكة و عاش رومانتيكة و مات عليها.
فلنقرأ معا البيت الثاني للشاعرتين:
گرچه جُز تلخي از ايّام نديد ... هرچه خواهي سخنش شيرين است[55]
الشاعرة الايرانية لامحالة تعاني عمّانالت منها ايام حياتها و تعبّر عن آلامها و أوجاعها و كذلك نازک، تشير إلي ما اشارت إليها بروين.
فهكذا قالت نازك الملائكة:
جهلته الحظوظ و المجد و الشهر ... ة في ظلمة الزمان الضنين[56]
و حقّاً هذه المعاناة عند الشاعرتين تسفر عما كانت عليها المرأة الشرقية آنذاك. ولكن نري نفس الضوء التي ألقيت في البيتين السابقين للشاعرتين فانّ الشاعرة الايرانية تعاني من آلام حياتها ولكن تفتخر بنفسها و وجودها و حياتها لأنّها شاعرة تجري علي لسانها تعابير حالمة ملؤها حُلوة و حِلية ولكن الشاعرة العراقية الرومانسية تبقي في تشاؤمها لأنّ الحظوظ أغفلتها و انّ اسداف الزمن الشحّ، سترتها. فانّ الحجة البالغة علي هذه الدعوي، الحاحُ الشاعرة نازك علي الحزن و معاناة الحياة كانّها لم تشرب من مناهل العلم الّا کأس من الظمأ و الخسران:
لم ينل من مناهل العلم و الفنّ ... سوي کأس ظاميء مغبون[57](1/13)
و ماأقرب الشاعرتين و أوسع أملهما عندما تسترحمان و تطلبان و ترجوان رحمة الله الواسعة:
صاحب آنهمه گفتار امروز ... سائل فاتحه و ياسين است[58]
فبروين تجعل منشوداتها في ميزان الحقّ لأنّها تبقي صالحة مُصلحة فتطلب الناس ان يقرؤوا لها الفاتحة و يس...
و نازك ايضاً في مأمل متّصل في رحمة الله:
فوراء التراب قلب له في ... رحمة الله مأمل ليس يفني..
مأمل الخافق الذي ضمّه اللّ ... ه إلي عدله فأغمض عيناً[59]
و في هذه الأبيات للشاعرتين مفاهيم متماسكة و رؤي مشتركة لايُتاح لنا المجال ان نحللها تحليلاً تامّاً فلنصرفه إلي مجال آخر.
ب/4. نوع من التقليد و نوع من التجديد عند الشاعرتين
كما اشرنا آنفا انّ الشاعرتين علي رغم انّه ليس بينهما الا ستّ عشرة عاماً ولكن مااسرع التطورات الطارئة في القرن العشرين حتي تنصرف الشاعرة نازك الملائكة إلي الشعر الحرّ وو المدرسة الرومانسية و تجدّد ماكان عندها قديماً بالياً كما تعاني ممّا يعاني منه الشعر من مشاكل مختلفة كالتعمية و التقليد و اخطاء الوزن و ضعف اللغة و استعمال العامية و... [60]و تبقي الشاعرة بروين اعتصامي كلاسيكية تميل إلي القديم و تحذو حذوها و تفكر كما فكّروا. ولكّن نؤكّد فلابّد من التأكيد علي انّ الشاعرتين لن تبعدا عن هذه الروح المتداخلة المشتركة المتماسکة و هي هذه الروح الانسانية الشرقية المسلمة فلنا ان نلحّ انّ الشاعرة الرومانسية، نازك الملائكة قدثارت علي ماهو فيه تقليد و تبعية فاصبحت رائدة الشعر الحرّ و زعمت الأوزان الخليلية، قيوداً علي حرّية الانسان و الفكر فغرقت في تلك الميزات السائدة علي المهجريين و الرومانتيكين فأنشدت "اناشيد الحزن" و "مأساة الحياة" و "مأساة الأطفال" و "أنشودة الأموات" و "مرثية للانسان" و "صوت التشاؤم" فأصبحت "قرارة موجها" مظلمة، تعبة متعبة لاهية قلقة ملؤها الحزن و التشاؤم و البكاء و الدمع و الضلالة و الشحوب و الدجي و الظلام.(1/14)
هذه الابيات في قصيدة" ساعة الذکري" تصوير صادق مؤلم عن معاناة نازک و آلامها:
هذه ساعة التذكر كاد ال ... ليل يبكي معي و يُصفي مليّاً
إنّها ساعة التذكر، و الأج ... راس تطوي كآبة الصمت طيّاً
و دموع في اعين اقفل التا ... ريخ اهدابها علي الف سرّ
و مرور الأشباح يشهق خلف ال ... باب في همسة ترنّ طويلاً
مركب شاحب شحوب عندما ... زال لغزا و عالماً مجهولاً
في ظلام الذكري امُدّ ذراعي ... لعلّ الأشباح تدنو قليلا
ج
في ظلام الذكري، و ادفع كفّي ... في جنون عساي المسُ شيّا
فأحسّ الفراغ في جسد الأش ... باح أنّي أصافح المستحيلا[61]
كما انّ لبروين علي رغم أنّها تعلّقت بالمدرسة الكلاسيكية و الواقعية، شيء من التجديد و رؤية من الرومانسية فإنّها واسطة العقد[62] بين القديم و الجديد: فأنّها تنشد الشعر علي الاوزان الخليلية ولكنّها تبدع انواعاً ادبية كهذه المناظرات و المقطوعات[63] التي قلّما توجد في الشعر القديم[64]...أو نزعاتها في الغزل[65] و اخراجها عما ماكان عليه...
فقصيد البيت انّ لبروين ايضاً مظاهر رومانسية في شعرها تكاد تقرب من نازك الملائكة لولا هذه الصبغة التفاؤلية التي أخذتها الشاعرة الايرانية، من تعاليمها الدينية فانها في هذه الابيات تعرب عن آلامها و شکواها و معاناتها عن الحياة[66]:
اي گل تو زجمعيت گلزار چه ديدي ... جز سرزنش و بدسري خار چه ديدي
اي لعل دلفروز تو با اينهمه پرتو ... جز مشتري سفله به بازار چه ديدي
رفتي به چمن ليك قفس گشت نصيب ... غير از قفس اي مرغ گرفتار چه ديدي[67]
نؤکد انّ هذا الحزن يموج في ديوان نازک الملائکة و بلغ ما لم يبلغ اليه ديوان بروين لهذا سميت نازک بشاعر الحزن و الالم و يعود هذا کله الي تلک الميزات التي کانت عند الشعراء الرومانسيين انظر الي ما قاله"عبداللطيف شرارة" في نازك الملائكة، في نقده ديوانها "عاشقة الليل" حتي يتبين لنا الالم عند نازک و بواعثه :
«(1/15)
أما عند الآنسة نازك فإنَّ بواعث الكآبة التي تتجلَّى في كل بيت من أبيات ديوانها هذا، ليست في الحرمان ولا في الحبّ الضائع ولا في فكرة الموت، وإنما هو "حزن فكريّ" نشأ عن تفكير في الحياة والموت من جهة، وتأمُّل في أحوال الإنسانية من جهة أخرى، ثمَّ انتقلت هذه الملاحظات والتأملات إلى صعيد الحسّ، فحفرت في "القلب" جروحاً لا تندمل، وأخذت من بعد ذاك تتدفَّق آهات وأحزاناً. وتلك هي رواية شاعريتها.....".ويلمح القارئ روحها حائرة حزينة مضطربة مكفهرة في كل قصيدة من قصائد ديوان "عاشقة الليل". وهذه التسمية وحدها كافية للدلالة على رغبتها في السكينة والعزلة والانطواء لكي تطالع في كتاب روحها سطور الألم وعلامات الأسى!وعندما سئلت الشاعرة عن روح الحزن والكآبة التي تغلب على شعرها، أجابت قائلة: "لعلَّ سبب ذلك أنني أتطلَّب الكمال في الحياة والأشياء وأبحث عن كمال لا حدود له. وحين لا أجد ما أريد؛ أشعر بالخيبة وأعدّ القضية قضيتي الشخصية. يضاف إلى هذا أنني كنت إلى سنوات خلت أتخذ الكآبة موقفاً إزاء الحياة، وكنت أصدر في هذا عن عقيدة لم أعد أؤمن بها، مضمونها أنَّ الحزن أجمل وأنبل من الفرح»[68].
ب/5. الاهتمام بالمجتمع و آلامه في ديوان الشاعرتين
لبروين اهتمام خاصّ بالمجتمع و آلامه کما لنازك اكتراث كثير إلي آلام الناس و مجتمعها اي بعبارة اخري وان کان الاهتمام بالمجتمع من ميزات الشعر الکلاسيکي و غلبت هذا اللون علي شعر بروين ولکن نشاهد هذه صبغة في شعر نازک علي رغم انّها کانت رومانسية(1/16)
نعم! الاهتمام بالمجتمع و آلامه يموج في شعر بروين و قدصورت بروين هذه المشاهد في ابلغ صور فصارت هذه المحاولة عند شاعرتنا الشهيرة، بروين اعتصامي، شغلها الشاغل و اللون الغالب في ديوانها وکذلک نشاهد نوعا من هذه المحاولة عند الشاعرة العراقية نازک الملائکة وان لم تبلغ عندها الي مابلغت اليها بروين و كفي بنا ان نشير إلي هذه العناوين و هذه المضامين تدفعنا ان نحکم بانّ لهما مفاهيم مشترکة و روي متداخلة تقربهما و تجعلهما في اطار خاص. "گوهر اشک"(لؤ لؤ و الدمع)، "اندوه فقر" (کآبة الفقر)، "اشک يتيم" (دمع اليتيم)، "توانا و ناتوان" (القوِي و الضعيف)، "تاراج روزگار" (نهب الدهر) "اي رنجبر" (ايها البائس) "گرگ و شبان" ( الذئب و الراعي)، "کودک آرزومند" ( الطفل المتمني)، "گنج درويش" (کنز المسکين)و... لبروين و الطفلة البائسة" ، "الحرب العالمية الثانية"، "مرثية للانسان"، "الشهيد"، "الوحدة العربية"، "تحيّة للجمهورية العراقية"، "النسر المطعون" (انشدتها لفلسطين و کارثتها) و... لنازک الملائکة. منشودات و ابيات شعرية مشحونة بالمعاني ونفحات عميقة في اطار بنية شعرية متماسكة يفوح شذاها بخضرة المفاهيم الاخلاقية والرؤى الانسانية لاسيما الرؤية الاجتماعية عند الشاعرتين . فان لم يکن في ديوان بروين سوي قطعة" آسايش بزرگان" (راحة العظماء)و لم تنشد نازک شعرا غير "الکوليرا" يکفينا للحکم بهذه الرؤية الاجتماعية عندهما و اهتمامهما بالمجمتع و احداثه. و حسبک ان تعرف انّ بروين في مطلع ديوانها ترسّم خطّا مستويا لللامراء و الکبراء والحکام الجبابرة و غير الجبابرة و تنبّهم علي أنّ هدوئهم و استوائهم و سعادتهم في تعبهم لاجل المجتمع قلقهم للشعب و الرعايا خاصة الطبقة البوساء منهم:
شنيده اي که آسايش بزرگان چيست – براي خاطر بيچارگان نياسودن
به کاخ و هر که آلايش است بنيادش– مقيم گشتن و دامان خود نيالودن[69]
((1/17)
هل سمعتم ما هي راحة العظماء هي أن يضحّوا من أجل البؤسا.
أن يقيموا بقصر الدهر المبنيّ علي الادران و لا يتلوثوا بأدرانه[70].)
او أنظر الي مقطوعتها الشهيرة، "اشک يتيم"(دمعة اليتيم)، کيف توبّخ الجبابرة من الحکام و کيف تنبّه انّ الظلمة لاتفيدهم القول و العظة فبلغت هذه المقطوعة مکانا مرموقا في مستوي الحياة و احتلّ مکانه السامي في الادب العالمي بحيث صار بعض ابيات ضربا من الامثال يجري علي ألسنة الناس عندما تحدّث بروين علي لسان عجوزة وهي تکشف استار الظلم و اکاليل الحکام و تقول:
مارا به رخت و چوب شباني فريفته است - اين گرگ سالهاست که با گله آشناست.[71]
( لقد غرّنا بثياب الراعي و عصاه هذا الذئب الذي عرف القطيع منذ سنين)[72].
صار المصرع الثاني من البيت ضربا من الامثال اي:(أنّ هذالذئب(الحکام) لطالما يعرف القطيع( الرعايا)).و اکبر الظنّ انه يقرب من هذا المثل عند العرب(الصيد في جوف الفرّاء).!!
او عندما تنادي و تصرخ و تخاطب:
پروين به کجروان سخن از راستي چه سود - کو آنچنان کسي که نرنجد زحرف راست[73].
(يابروين ما الفائدة من الحديث عن الصدق مع سالکي طرق الاعوجاج، أين من لا يتضجر من الصراحة و صدق الکلام) [74].
و کذلک نازک الملائکة حسبها فخرا بانّها تختصّ اوّل منشودتها الثائرة علي الشعر الحرّ(الکوليرا) بمجتمعه الانساني و آلامه فانظر الي الکوليرا( 1947) فهي اول انشودةفي الشعر الحرّ عند العرب[75] عندما كتبت ونشرت أولي قصائدها في مجلة (العروبة) اللبنانية بعنوان (الكوليرا) وتصورت فيها مأساة الشعب المصري وقد طحنته آفة مرض الكوليرا، و حاولت نازک فيها التعبير عن وقع ارجل الخيل التي تجرّ عربات الموتي من ضحايا الوباء في ريف مصر و قد ساقته ضرورة التعبير الي اکتشاف الشعر الحرّ[76] وتنشد في احد مقاطع القصيدة:
سکن الليلُ
اصغ إلي وقع صدي الانّات
في عمق الظلمة، تحت الصمت، علي الاموات
صرخات تعلو، تضطرب(1/18)
حزن يتدفق، يلتهب
يتعثّر فيه صدي الآهات
في کل فواد غليان
في الکوخ الساکن احزان
في کل مکان يبکي صوت
هذا ما قد مزّقه الموت
الموت الموت الموت
يا حزن النيل الصارخ مما فعل الموت
طلع الفجر
اصغ إلي وقع خطي الماشين
في صمت الفجر، أصخ، انظر ركب الباكين
عشرة اموات، عشرونا
لا تُحص، اصخ للباكينا
اسمع صوت الطفل المسكين
موتَي، موتَي، ضاع العدد
موتَي، موتَي، لم يبق غد
في كل مكان جسد يندبه محزون
لا لحظة اخلاد لا صمت
هذا ما فعلت کفّ الموت
الموت الموت الموت
تشکو البشرية تشکو ما يرتکب الموت
الکوليرا[77]
....
و في تصوير"الکوليرا" للموت و روعه، جمال و ايقاع و روعة و دهشة لم تبلغه "الکاميرا" بالتقاطها التصاوير! انظر الي هذا التکرار المُدهش و الايقاع المُروّع للفظة :الموت الموت الموت و تامل في هذه الاستعارات المخيفة: حزن النيل، فعل الموت، کفّ الموت...
ب/6. القصر و الكوخ و اليتم و الحُكم عند الشاعرتين
من الموضوعات الهامة التي لفتت انظار الشعراء الكبار خاصة الشعراء الاجتماعية هي تصوير الكفاح بين الفقر و الغني و تحليل ظاهزة مثيرة وهي النضال بين الظالم والمظلوم.هذه المضامين قدتجلت في شعر الشاعرتين ايضاً ولكن -كما اشرنا سابقاً -بما انّ نازك كانت تميل إلي الرومانسية و انّ بروين تسير في الكلاسيكية فانّ هذا اللون من الشعر سيطر علي شعر بروين اكثر من نازك ولكن لاننسي انّهما كانتا تعانيان من آلام المجتمع و اوجاعه و كفي بنا ان نشير الي المنشودات التالية لبروين: "آسايش بزرگان"، "اشك يتيم"، "اندوه فقر"، "اي رنجبر"، "تهيدست"، "تيره بخت"، "تيمارخوار"، "شكايت پيرزن"، "طفل يتيم"، "قلب مجروح"، "نامه بر تو شيروان" و...
و المنشودات التالية لنازک الملائکة"بين قصر الاغنياء"، "مرثية للانسان"، "بين القصور" و ...(1/19)
وفاقتصرنابالاشارة إلي المضامين المتواردة في قصيدة «اشك يتيم» لبروين و«القصر والكوخ» لنازك لنبين دهشتناه علي مقدرتهماعلي تصوير النضال بين الفقير و الغني و اثارةالمشاعر في المخاطبين في مناظرات ساذجة و حوار بين في عبارات بديعة و مريحة تارة و موجعة تارة أخري و تُرينا الظروف السيئة في المجتمع. فها هي بروين قد عبّرت عن تكاثر الأغنياء و آلام الفقراء في مناظرة شفوية و حوار عاطفي ملؤها الخطاب و السؤال
فکذلک نازک هي التي تهدينا صورة واضحة للقصرو الكوخ و يعلّمنا كيف يجمع الفلاح،كنوز الغني.
حدّثتنا بروين في هذه المقطوعة الشعرية الرائعة (دمعة اليتيم) عن حوار بين طفل يتيم و ارملة عجوزة. حينما يمرّ العاهلُ ( الملک)علي المارّة يسأل الطفلُ اليتيم عن إکليله المتلألأ المموهة باعجاب و دهشة و اکبار ...
روزي گذشت پادشهي از گذ رگاهي - فرياد شوق بر سر هر کوهي و بام خاست
پرسيد زان ميان يکي کودک يتيم- کاين تابناک چيست که بر تاج پادشاست
آن يک جواب داد چه دانيم ما که چيست- پيداست آنقدر که متاعي گرانبهاست
(مرّ يوما ملک من معبر، فتصاعدت هتافات الشوق في کلّ حي.
فسأل حينئذ طفل يتيم، ما هذا الشيء المتلاليء علي تاج الملک.
فأجابه شخص: ماندري و لکنه متاع ثمين) [78].
و الارملة العجوزة تبين له و للرعايا انّ هذا الاکليل لييس الا دموع العين و دماءهم:
نزديک رفت پيرزني گوژپشت و گفت - اين اشک ديده من و خون دل شماست
مارا به رخت و چوب شباني فريفته است - اين گرگ سالهاست که با گله آشناست
آن پارسا که دِه خرد و ملک، رهزن است - آن پادشاه که مال رعيت خورد گداست
بر قطره سرشک يتيمان نظاره کن- تا بنگري که روشني گوهر از کجاست
و هي تنادي و تصرخ و تخاطب:
پروين! به کجروان سخن از راستي چه سود - کو آنچنان کسي که نرنجد زحرف راست[79]
(فدنت منه عجوز محنية الظهر و قالت هذا دمع عيني و دم قلوبکم.(1/20)
لقد غرّنا بثياب الراعي و عصاه هذا الذئب الذي عرف القطيع منذ سنين.
إنّ ذلک المتنسک الذي يشتري العقارات لصٌّ ، و الملک الذي ينهب أموال الرعية سائل.
أنظر الي قطرات دموع اليتامي لتعلم مصدر تلألؤ الجواهر.
يابروين ما الفائدة من الحديث عن الصدق مع سالکي طرق الاعوجاج، أين من لا يتضجر من الصراحة و صدق الکلام) [80].
فلنقارنها بالمنشودة لنازک( القصر و الکوخ):
کل فجر اري الرعاة يمرّو ن فابکي علي حياة الرعاة
في ثلوج الجبال او لهب الشم س يريقون مبهجات الحياة
و يمرّ القطيع بي فاري الاغ نام بين الذباح و السکين
يا حياة الانسان لا فرحة في ک اذا لم تُصحب بدمع غبين
فکنوز الغنيّ يجمعها الفلاّ ح في عمره الشقي الکسير
ذلک الکادح المعذّب في القر ية بين المحراث و الناعور
کلّ صيف يسقي البساتين تحت الش مس و القصر هاجع و سنان
فهو يلقي البذور و المترف الها نيء يجني و تشهد الاحزان
يا ليالي الحصاد ماذا وراء ال حقل و الحاصدين من مأساة
شهد الکوخ انّه يحمل الحز ن لتحظي القصور بالخيرات
کيف يجني الازهار و القمح والاث مار من لم يجرح يديه القدوم؟
و يموت الفلاح جوعا ليفترّ لعينَي ربّ القصور النعيم؟
کيف هذايا ربّ ؟ رفقا بنا رف قا فقد غصّت الکووس دموعا
و طغت في الفضاء آهاتنا الحيا ري تغني رجائنا المصروعا[81].
کلّما نطالع الابيات للشاعرتين نجزم بانّ هناک مفاهيم مشترکة و تعابير قريبة و صور متداخلة و کذلک الکلمات و المفردات المتشابهة کل التشابه فلنتامل معا في هذ البيت لبروين:
نزديک رفت پيرزني گوژپشت و گفت- اين اشک ديده من و خون دل شماست
(فدنت منه عجوز محنية الظهر و قالت هذا دمع عيني و دم قلوبکم).
فکانّه نوع من التناصّ قد ساد علي هذا البيت لنازک:
فکنوز الغنيّ يجمعها الفلاّ ح في عمره الشقي الکسير[82]
کما تکررت الشاعرتين هذا المفهوم فيما ياتي:
بر قطره سرشک يتيمان نظاره کن - تا بنگري که روشني گوهر از کجاست[83]
((1/21)
أنظر الي قطرات دموع اليتامي لتعلم مصدر تلألؤ الجواهر).
شهد الکوخ انّه يحمل الحز ن لتحظي القصور بالخيرات[84]
فلک ان تنظر الي قصيدة " النائمة في الشارع" في ديوان النازك ، "قراره الموجة" لتجد انّ الشاعرة يمتزج شعورها الذاتي بما هو انسانيّ کما انّ الشاعرة تبدا قصيدتها الهادفة بوصف ليلة ماطرة مظلمة و الوقت منتصف الليل و هناک اعصار صارخ و شارع مهجور . و البرد قارس و الاعمدة تتوجع و المصابيح تنوح باکية[85] ...:
في الکرّادة في ليله امطار و رياح
و الظلمة سقف مدّ و ستر ليس يُزاح
انتصف الليل و ملء الظلم امطار
وسکون رطب يصرخ فيه الاعصار
...
و تظلّ الطفلة راعشة حتّي الفجر
حتّي يخبو الاعصار و لا احد يدري
ايّام طفولتها مرّت في الاحزان
تشريد، جوع، اعوام من حرمان... [86]
و نازك تعتقد انّ هذا الظلم المرّ و الاضطهاد المتوحش يمرّان علي البشر باسم المدنية:
هذا الظلم المتوحش باسم المدنية
باسم الاحساس فوا خجل الانسانية [87]
كما تذكّرنا هذه الابيات، قصيدة موجعة لبروين " قلب مجروح"[88] فانظر اليها لتجد الصور المشتركة عند الشاعرتين.
ب/7. أمنيات الشاعرتين
للشاعرتين مضامين و موضوعات اخري تشترك كل الاشتراك و يقرب بعضها من بعض.سناتي بنماذج قصيرة و ندع الشواهد الکثيرة الي مجال آخر.
هناك نلاحظ في ديوان بروين خمسة قصائد سمتها الأمنيات (آرزوها). تبدأ هذه الأبيات بمفردات مشتركة و هي اي خوشا[89] (طوبي ل... أو يا ليتني... و هي القصيدة التي أخذ ديوانها يُفتتح بها...و مايدفعنا ان نؤكّد علي هذه المشتركات، تلألؤ هذه الأبيات نفسها أو مايقرب منها في بعض و يبعد منها في آخر، في مقدمة المجلد الأول لديوان نازك الملائكة. فأنظر إلي هذه الأبيات في «علي كل الرمال»:
ليتني لم أزل كماكنت قلباً ... ليس فيه الا السناء و النقاء
كلّ يوم ابني حياتي أحلا ... ما و أنسي إذا أتاني المساء[90]
فلنأت بنماذج موجزة لنُري آفاقاً جديدة للقاريء.(1/22)
يتلألأ ديوان بروين اعتصامي بأبيات يفتتح بها و يزين ديوانها هذه الأبيات التي كان يميل بعض الأدباء ان يسمّوها غزلاً ولكن فيه شيءٌ من التجديد و شيءٌ من التقليد كما فضّل الأخرون ان يسميها واسطة العقد بين القديم و الجديد[91]. هناك لبروين خمسة اشعار سميّت ب آزوها (الأمنيات). و هكذا المصير في ديوان نازك الملائكة ان أغمضنا البصر عن القصيدة الأولي في مفتتح ديوانها و هي "مأساة الحياة" فنري ابياتاً لنازك في قصيدة "علي كل الرمال" و نلاحظ انّ هناك ابياتاً فيها نوع من "الأمنيات" کما کان عند بروين.
فإذا امعنّا النظر في الأبيات للشاعرة الايرانية: نري انّ ديوانها يفتتح بهذا البيت الذي يعبّر عن افكار سامية و تمنيات طيّبة:
اي خوش اندر گنج دل زرّ معاني داشتن - نيست گشتن ليك عُمر جاوداني داشتن[92]
( ليت لي ذهب المعاني في کنز قلبي، و لکنّي أحظي بعمر خالد)[93].
و تتمني بروين و هي صادقة في تمنياته، ان تكون لها قلب ملؤه المعاني الذهبية القيّمة كما تتمني ان تفني و لها عمر خالد ايضاً.
انّ الاكثرات بالعقل و الاعتماد علي العلم موضوع يموج في ديوان بروين و تعتبرهما كنزين لايفنيان و تجارتين مربحتين:
عقل را ديباچه ي اوراق هستي ساختن ... علم را سرمايه ي بازرگاني داشتن
(أجعل العقل ديباجة لأوراق الوجود و أجعل العلم رأس مال للتجارة) [94].
فنعود إلي مطلع ديوان نازك الملائكة و هذه الشاعرة العراقية المسلمة تتمني كما تمنت من قبلها الشاعرة الايرانية المسلمة قبل السنوات:
ليتني لم ازل كماكنت قلباً ... ليس فيه الا السنا و النقاء[95]
انّ بروين تمنت ان تكون في قلبها كذا و كذا...
و انّ نازك تتمني ان تكون هي القلب.
انّ نازك تتمني ان لايكون في قلبه الا النور و الصفاء
و انّ بروين تمنت و مااطيبها، ان لايكون في قلبه الّا المعاني المنوّرة الذهبية.
هنا ملاحظة هامّة لابدّ لها من الذكر فهي:(1/23)
لاريبَ انّ الأبيات المنشودة في ديوان نازك الملائكة تسيطر عليها هذه الروح الرومانسية[96] و ميزاتها و کانت متأثرة من الادب الأروبي الي حدّ ما[97] كما يُلقي عليها ضوء ضئيل من التفاؤل و لون غالب من التشاؤم ولكن مهما اختلقت الأزمان و تشتت المذاهب الأدبية و ارتبطت بفلسفات و افكار متنزعة: شرقت أو غربت، تسطحت أو تعمت عاشت في النور أو تغورت في اسداف الرؤي النائمة... فتشترک المشاعير و العواطف الانسانية المتواردة و الجارية علي السنة الشعراء[98].. .
فنعود إلي مقارنة الأبيات عند الشاعرتين فنجد فيها شيئا من الاشتراك و قليلا من الافتراق.
فانّ ابلغ ماتمنته بروين فهي ان تزرع في جنة نفسها، الأزهار الملونة فتصبح جنّة، لها زارع و عليها محافظ.
كشتن اندر باغ جان هر لحظه اي رنگين گلي ... وندران فرخنده گلشن باغها
(أغرس في بستان الروح وردة مبارکة في کلّ لحظة أکون فلاحا في ذلک البستان). [99]
و انّ ماتتمناه نازك الملائكة و تطلبها من التلّ التي كانت من مظاهر الرومانسية[100]، هي ان يُعيد لها و فردوسها المفقود:
آهِ يا تلّ ها أنا مثلما کن - ت فأرجع فردوسي المفقودا[101]
و ما اقرب هذين البيتين للشاعرتين الكبيرتين عندما ترجعان إلي القديم وتثيران النفس الانسانية علي ان تعتبر من مرّ الدهور سعادة و شقاوة.
أنظر إلي بروين كيف تصرّح بتاريخها العظيمة ولكن الممحوّة و تلمّح ان يجعلها الجكام نصب أعينهم عبرة و اعتباراً:
در مدائن ميهمان جغد گشتن يكشبي ... پرسشي از دولت نوشيروانا داشتن
(أکون ضيفا علي أطلال کسري ليلة و عند النهار أتساء ل عن بلاط دولة کسري)[102].
و هكذا انشدت الشاعرة العراقية:
ليت شعري اين القصور الجميلا ... ت و هل عُدن ظلمة و قبوراً(1/24)
جمالية البيان و سنائية التعبير في استخدام هذه التشبهات و الاستعارات و التلميحات، تجعل الشعر عند الشاعرتين عفويته و تزيد هما جمالاً و سذاجة ولكن صراحة البيان عند بروين و ولعها باعتبار الحكام قدجعلت للبيتِ فضلاَ و حلاوة و لا نراها عند نازك.
اضافة الي انّ نازك تتمني ان تعود إلي مملكة وجوده الكبري:
كان هذا الوجود مملكتي الكبر ... ي فيها ليتني اعود إليها[103]
ب/8. فانّ للشاعرتين مضامين و تعابير مشترکة لايسعنا الوقت و المجال ان نوسّع فيها فندعها الي مجال آخر.
الهوامش:
---
[1] . محمد الصباح، سعاد. فتافيت امرأة. الکويت. دار سعاد الصباح للنشر و التوزيع. الطبعة التاسعة. 1997. صص15-16.
[2] . محمد الصباح، سعاد. فتافيت امرأة. الکويت. المصدر نفسه. صص15-16.
[3] . الزيات، احمد حسن. تاريخ الادب العربي.القاهرة. مجمع اللغة العربية و النشر. الطبعة الرابعة و العشرون. بدون تاريخ.ص459.
[4] . محمد الصباح، سعاد. المصدر نفسه. ص15.
[5] . المصدرالسابق. ص458.
[6] . بنت الشاطيء. الشاعرة العربية المعاصرة . القاهرة. دار المعرفة. الطبعة الثانية. 1965.ص 13.
[7] . محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. ملاک الروح: تعريب ديوان الشاعرة الايرانية المعاصرة بروين اعتصامي. مقدمة محمد حسن خاکرند. الکويت. دار سعاد الصباح. الطبعة الاولي. بدون تاريخ. ص.5.
[8] . دانشگر، احمد. پروين اعتصامي:شاعره اي از تبار روشنيها.تهران. انتشارات حافظ نوين.چاپ اول.بيتا.ص23.
[9] . حاکمي، اسماعيل. ادبيات معاصر ايران. تهران. انتشارات اساطير. چاپ دوم. 1374.ص37.
.[10] دانشگر،المصدر نفسه. ص24.
[11] اعتصامي، ابو الفتح.مجموعه مقالات و قطعات و اشعار. پاسخ به مقالات روشنفکر. تهران. نشر فردين.چاپ اول.1335ه.ش.صص62-63
[(1/25)
12] . العلامة دهخدا(1257-1334ه.ش.) من کبار الادباء المعاصرين في ايران له آثار منها: معجم دهخدا( لغتنامه دهخدا)، ديوان اشعار، امثال و حکم.( حاکمي، اسماعيل.المصدر نفسه.ص 47).
[13] . محمدتقي بهار الملقب ب ملک الشعراء، ولد في سنة 1304ه.ش في المشهد المقدس و توفي في سنة 1330ه.ش.في طهران. له آثار منها: ديوان اشعار، سبک شناسي(معرفة الاسلوب) تصحيح مجمل التواريخ و القصص و....( حاکمي، اسماعيل.المصدر نفسه.ص 41).
[14]. انظر:بروين اعتصامي، ديوان الشعر.مقدمة محمد تقي بهار (ملک الشعراء). تهران.انتشارات ساحل. چاپ نهم.1384.ه.ش
[15] . قد صدر الديوان من قبل دار سعاد الصباح للطباعة والنشر الشرقية وجمع بين دفتيه في 302 صفحة، خمسة الاف بيت من قصائد هذه الشاعرة ويحمل الديوان عنوان «ملاك الروح». وترجمه و عرّبه حسين محفوظي المترجم القانوني لوزارة العدل الايرانية و سمير ارشدي مدرس اللغة الفارسية بجامعة الكويت.
[16] . چاوش اكبري، رحيم. حكيم بانوي شعر فارسي: زندگي و شعر پروين اعتصامي. چاپ دوم 1380ه.ش.تهران. نشر ثالث. ص 31.
[17] . چاوش اكبري . المصدر نفسه.ص 31. و محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. المصدر نفسه.صص6-7.
.[18] نازک في اللغة الفارسية بمعني الطريف و الرقيق و تطلق علي المراة التي فيها ليونة و جمال و رقّة.
[19].الجميل، سيّار. نسوة ورجال . جريدة الزمان العدد 1926 التاريخ 2004 صص 9 – 27.
[20] . اسمها الکامل، نازک صادق جواد الکاظمي امّا لقبها، الملائکة فهو لقب مکتسب و ليس لقبا اصيلا للاسرة اذ اطلقه الشاعرة العراقية فيمابعد علي هذه العائلة التي تشبه الملائکة في سموّها و طيبتها فغلب اللقب عليها.
[21] . بعد رحلة طويلة مع الشعر والأدب والتدريس في الجامعات اختارت نازك الملائكة أن تقضي ما بقي من عمرها في القاهرة برفقة ابنها الوحيد وتوفيت في يوم الاربعاء من شهر زوئن 2007 (720/06/200).
[(1/26)
22] . بقاعي، ايمان يوسف. الاعلام من الادباء و الشعراء: نازک الملائکة و التغيرات الزمنية. بيروت. دار الكتب العلمية. الطبعة الاولي. 1995.ص27..
[23] .شکيب الانصاري، محمود. تطور الادب العربي:تاريخ و نصوص. اهواز. انتشارات دانشگاه اهواز.چاپ چهارم. 1384.ص248.
[24] . نازك الملائكه، لمحات من سيرة حياتي وثقافتي. الاقتباس من المواقف الانترنتية.
[25] . کما انّها تجيد العزف على آلة العود التي درستها لمدة ست سنوات في معهد الفنون الجميلة.
[26] . شکيب الانصاري،المصدر نفسه.ص249.
.[27] . چاوش اكبري، رحيم. حكيم بانوي شعر فارسي: زندگي و شعر پروين اعتصامي. المصدر نفسه.صص101-102.
[28] . الجميل ، سيّار. نسوة و رجال. ذكريات شاهد الرؤية.المصدر نفسه.صص9-27.
[29] .أنظر: نازك الملائكة، ديوان الشعر. المجلد الاول. بيروت. دار العودة.1997.مقدمة الديوان بقلم الشاعرة.صص 5-18..
[30] . نازك الملائكة، ديوان الشعر. المجلد الاول. بيروت. دار العودة.1997.ص 6.
[31]. انظر: اليوبي، ياسين. مذاهب الادب"معالم وانعكاسات. بيروت ، دار العلم للملايين. 1984م.
[32].عيد ن، يوسف. المدارس الادبية و مذاهبها. دار الفكر ، بيروت ، 1998م.
[33] . المطبعي، حميد.نازك الملائكة الرائدة المؤسسة: أول من اخترع نظرية الشعر الحر. جريدة الزمان. العدد 2110 .التاريخ 2005 .صص 45-56.
[34]. مجدوب ،عبد العالي. جماليات التشكيل الإيقاعي عند نازك الملائكة:قراءة مقارنة في التصورات النظرية.مقالة اخذت من الانترنت.
[35] . نازك الملائكة، قضايا الشعر المعاصر، دار العلم للملايين، بيروت، 1983 م .، ص 7 .
[36] . نازك الملائكة، قضايا الشعر المعاصر المصدرنفسه. ص 25.
[37] . نازك الملائكة، قضايا الشعر المعاصر المصدرنفسه. ص 64.
[38] . نازك الملائكة، ديوان الشعر. المجلّد الثاني. بيروت. دار العودة.1997.صص12-13.
[39] . المصدر السابق.ص7.
[(1/27)
40] .انظر:النويهي، محمد. قضية الشعر الجديد.بيروت.دارالفکر.دون تاريخ. ص249-309.
[41] . نازك الملائكة، قضايا الشعر المعاصر. المصدر نفسه. ص69.
[42] . نازك الملائكة، قضايا الشعر المعاصر المصدرنفسه.ص146
[43]. يوسف الخال. الشاعر الحداثي . مجلة "شعر".العدد24. السنة6، خريف1962، ص138-152.
[44] . دانشگر، احمد. پروين اعتصامي:شاعره اي از تبار روشنيها.المصدر نفسه.صص21-25.
[45] . محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. المصدر نفسه. ص 220.
[46] . بروين اعتصامي، ديوان الشعر.مقدمة محمد تقي بهار (ملک الشعراء). المصدر نفسه. ص ب
[(1/28)
47] . هكذا تقول نازك الملائكة عن تكوينها الثقافي في بواكير حياتها الأدبية تقول: «في عامي 1939 – 1940 اتجهت اتجاهاً شديداً مبالغاً فيه إلى دراسة الأدب القديم، وخاصة ، فأعطاني أبي كتباً مثل "شرح شواهد ابن عقيل" للجرجاوي، و"فقه اللغة" للثعالبي و"خزانة الأدب" للبغدادي، وعشرات من الكتب مثلها.وقد كتبت في يومياتي يوم 26 شباط 1940 أشكو من فداحة المجادلات بين الكوفيين والبصريين وأقول: "على أيهم أعقد؟! أعلى سيبويه أم على الكسائي؟! ثم هنالك ابن هشام وأبو حيان والسيوطي والسهيلي وابن خروف والزجاج والأصمعي. ثم كتبت صفحات طويلة حول نقاط تفصيلية في معركة نحوية لم أعد الآن أطيق قراءتها، وكنت في تلك الأيام ألتهمها التهاماً. وقد قرأت من كتب النحو إذ ذاك "شذور الذهب" لابن هشام" و"حاشية الشيخ عبادة على شذور الذهب" قراءة ودراسة، ...وفي حقل الأدب واللغة قرأت عمدة ابن رشيق، والمثل السائر، وأدب الكاتب، وخزانة الأدب للبغدادي، "البيان والتبيين" ...وفي الشعر قرأت ديوان البحتري، وابن زيدون، والبهاء زهير، وابن خفاجة، وابن سهل، مفصلاً، وحفظت لهم كثيراً، كما قرأت كتباً حديثة كثيرة، بينها "عبقرية الشريف الرضي" لزكي مبارك، و"تاريخ حياة معدة" لتوفيق الحكيم، و"مع أبي العلاء في سجنه" لطه حسين، و "أميرة الأندلس" و"عنترة" لشوقي.. و"بلوغ الإرب" للآلوسي.. ومن الدواوين الحديثة بعض الدواوين العراقية، وديوان "الملاح التائه" لعلي محمود طه...».
[48] . محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. المصدر نفسه. ص 220.
[49] . پروين اعتصامي، ديوان الشعر. المصدر نفسه.ص427.
[50] . المصدر السابق. ص 220.
[51] . المصدر السابق. ص 220.
[52] . پروين اعتصامي، ديوان الشعر. المصدر نفسه.ص427.
.[53] نازك الملائكة، ديوان الشعر. المجلد الاول. المصدر نفسه. ص688.
.[54] المصدر السابق.
.[55] . پروين اعتصامي، ديوان الشعر. المصدر نفسه.ص427.
.[(1/29)
56] . نازك الملائكة، ديوان الشعر. المجلد الاول. المصدر نفسه.688.
.[57] .المصدر السابق.ص688.
.[58] . پروين اعتصامي، ديوان الشعر. المصدر نفسه.ص427.
.[59] . نازك الملائكة، ديوان الشعر. المجلد الاول. المصدر نفسه.690
.[60] . فاضل، جهاد. قضايا الشعر الحديث.القاهرة. دار الشروق. الطبعة الاولي. 1984.ص 207.
.[61] . نازک الملائكة، ديوان الشعر. المجلد الثاني. بيروت. دار العودة.1997.صص381-384.
.[62] . چاوش اكبري. المصدر نفسه.صص101-102.
[63]. انظر:همايي، جلا ل الدين، فنون بلاغت و صناعات ادبي. تهران. بيتا. صص148-149.
.[64] .انظر:رستگارفسايي،منصور. انواع شعر فارسي.شيراز. دفتر انتشارات نويد شيراز. چاپ دوم.1380.صص461-466.
[65]. انظر:صبور. آفاق غزل ذفارسي. تهران.1355. صص590-596.
[66] .دانشگر. المصدر نفسه. ص 24.
.[67] .بروين اعتصامي. المنقول من احمد دانشگر المصدر نفسه.ص24.
[68] . شرارة، عبداللطيف. في نقده ديوان "عاشقة الليل". مجلة الأديب البيروتية،.مارس 1948م.
[69]. پروين اعتصامي، ديوان الشعر. المصدر نفسه.ص4.
. محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. المصدر نفسه. ص97. [70]
[71]. پروين اعتصامي، ديوان الشعر. المصدر نفسه.ص14.
. محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. المصدر نفسه. ص 102. [72]
[73]. پروين اعتصامي، ديوان الشعر. المصدر نفسه. ص14
. محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. المصدر نفسه. ص 102. [74]
.[75] . الخفاجي ،عبد المنعم ، الادب العربي الحديث .ج2 ،القاهرة.مكتبة الكليات الازهرية.ص32. وانظر:هدارة، محمد مصطفي.دراسات في الادب العربي الحديث.بيروت.الطبعة الاولي.1990.صص71-106.
[76]. نازك الملائكة، قضايا الشعر المعاصر. المنشورات دار الأدب . بيروت. الطبعة الاولي. 1926. ص21..
[77] . نازك الملائكة، ديوان الشعر. المجلد الثاني.المصدر نفسه.صص138-142.
. محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. المصدر نفسه. ص 102. [78]
[(1/30)
79]. پروين اعتصامي، ديوان الشعر. المصدر نفسه. ص14.
. محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. المصدر نفسه. ص 102. [80]
[81]. نازک الملائکة . ديوان الشعر. المجلد الاول. المصدر نفسه. صص158-160.
[82]. نازک الملائکة . ديوان الشعر. المجلد الاول. المصدر نفسه. ص160.
[83]. پروين اعتصامي، ديوان الشعر. المصدر نفسه. ص14
[84]. نازک الملائکة . ديوان الشعر. المجلد الاول. المصدر نفسه. ص160.
[85]. فاضل . المصدر نفسه. ص 80.
[86]. نازک الملائکة . ديوان الشعر. المجلدالثاني.المصدر نفسه. صص269
[87]. نازک الملائکة . ديوان الشعر. المجلدالثاني.المصدر نفسه. صص272.
[88]. پروين اعتصامي، ديوان الشعر. المصدر نفسه.ص197-198.
[89]. نازک الملائکة . ديوان الشعر. المجلدالثاني.المصدر نفسه. صص498-496.
[90].نازک الملائکة . ديوان الشعر. المجلد الاول. المصدر نفسه.ص31.
[91]. چاووش اکبري، المصدر نفسه. ص102..
[92]. پروين اعتصامي، ديوان الشعر. المصدر نفسه.ص1.
[93] . محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. المصدر نفسه. ص 93.
[94] . محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. المصدر نفسه. ص 93.
[95]. نازک الملائکة . ديوان الشعر. المجلد الاول. المصدر نفسه.ص31.
[96].نازک الملائکة، قضايا الشعر المعاصر . المصدر نفسه.ص 27.
[97] .مندور، محمد. في الادب والنقد . ،القاهرة. دار المعارف. 1954 م. ص 9.
[98] . هداره.المصدر نفسه. ص72.
[99] . محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. المصدر نفسه. ص 93.
[100] .أنظر : فهمي، ما هر. تطور الشعر العربي الحديث. مصر. القاهرة. دار العلم للملايين. ص 173 و 174.
[101]. نازک الملائکة . ديوان الشعر. المجلد الاول. المصدر نفسه.ص33.
[102] . محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. المصدر نفسه. ص 93.
[103] .المصدر السابق. ص34.
المصادر و المراجع(1/31)
1. اعتصامي، ابو الفتح.مجموعه مقالات و قطعات و اشعار. پاسخ به مقالات روشنفکر. تهران. نشر فردين.چاپ اول.1335ه.ش.
2. اعتصامي، بروين. ديوان الشعر.مقدمة محمد تقي بهار (ملک الشعراء). تهران.انتشارات ساحل. چاپ نهم.1384.ه.ش.
3. بنت الشاطيء. الشاعرة العربية المعاصرة . القاهرة. دار المعرفة. الطبعة الثانية. 1965.
4. بقاعي، ايمان يوسف. الاعلام من الادباء و الشعراء: نازک الملائکة و التغيرات الزمنية. بيروت. دار الكتب العلمية. الطبعة الاولي. 1995.
5. الجميل، سيّار. نسوة ورجال . جريدة الزمان العدد 1926 التاريخ 2004.
6. چاوش اكبري، رحيم. حكيم بانوي شعر فارسي: زندگي و شعر پروين اعتصامي. تهران. نشر ثالث. چاپ دوم 1380ه.ش.
7. حاکمي، اسماعيل. ادبيات معاصر ايران. تهران. انتشارات اساطير. چاپ دوم. 1374.
8. الخفاجي ،عبد المنعم ، الادب العربي الحديث . القاهرة.مكتبة الكليات الازهرية.بدون تاريخ.
9. دانشگر، احمد. پروين اعتصامي:شاعره اي از تبار روشنيها.تهران. انتشارات حافظ نوين.چاپ اول.بيتا.
10. رستگارفسايي،منصور. انواع شعر فارسي.شيراز. دفتر انتشارات نويد شيراز. چاپ دوم.1380.
11. الزيات، احمد حسن. تاريخ الادب العربي.القاهرة. مجمع اللغة العربية و النشر. الطبعة الرابعة و العشرون. بدون تاريخ.
12. صبور. آفاق غزل فارسي. تهران.1355.
13. شرارة، عبداللطيف. في نقده ديوان "عاشقة الليل". مجلة الأديب البيروتية،.مارس 1948م.
14. شکيب الانصاري، محمود. تطور الادب العربي:تاريخ و نصوص. اهواز. انتشارات دانشگاه اهواز.چاپ چهارم. 1384.
15. عيد ن، يوسف. المدارس الادبية و مذاهبها. دار الفكر ، بيروت ، 1998م.
16. فاضل، جهاد. قضايا الشعر الحديث.القاهرة. دار الشروق. الطبعة الاولي. 1984.
17. فهمي، ما هر. تطور الشعر العربي الحديث. مصر. القاهرة. دار العلم للملايين.بدون تاريخ.(1/32)
18. محفوظي موسوي، حسين و سمير ارشدي. ملاک الروح: تعريب ديوان الشاعرة الايرانية المعاصرة بروين اعتصامي. مقدمة محمد حسن خاکرند. الکويت. دار سعاد الصباح. الطبعة الاولي. بدون تاريخ.
19. محمد الصباح، سعاد. فتافيت امرأة. الکويت. دار سعاد الصباح للنشر و التوزيع. الطبعة التاسعة. 1997.
20. المطبعي، حميد.نازك الملائكة الرائدة المؤسسة: أول من اخترع نظرية الشعر الحر. جريدة الزمان. العدد 2110 .التاريخ 2005 .
21. مندور، محمد. في الادب والنقد . ،القاهرة. دار المعارف. 1954 م.
22. نازك الملائكة، ديوان الشعر. المجلد الاول. بيروت. دار العودة.1997.
23. نازک الملائكة، ديوان الشعر. المجلد الثاني. بيروت. دار العودة.1997.
24. نازك الملائكة، قضايا الشعر المعاصر، دار العلم للملايين، بيروت، 1983 م .
25. النويهي، محمد. قضية الشعر الجديد.بيروت.دارالفکر.دون تاريخ.
26. هدارة، محمد مصطفي.دراسات في الادب العربي الحديث.بيروت.الطبعة الاولي.1990.
27. همايي، جلالدين. فنون بلاغت و صناعات ادبي. تهران. بيتا.
28. اليوبي، ياسين. مذاهب الادب"معالم وانعكاسات. بيروت ، دار العلم للملايين. 1984م.
29. يوسف الخال. الشاعر الحداثي . مجلة "شعر".العدد24. السنة6، خريف1962م.(1/33)