مجلة جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلمية _ سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية المجلد (29) العدد (1)2007
Tishreen University Journal for Studies and Scientific Research- Arts and Humanities Series Vol. (29) No (1) 2007
الفكر والأسلوب في شعر عبد السلام المقدسي
الدكتور علي حيدر(1)
الدكتور عيسى فارس(2)
ماهر عبد القادر(3)
(تاريخ الإيداع 25 / 9 / 2006. قبل للنشر في 4/3/2007)
( الملخّص (
عبد السلام المقدسي، شاعر وأديب من كبار أدباء الوعظ والتصوف في القرن السابع للهجرة. تشهد بذلك مؤلفاته التي ما يزال جُلُّها مخطوطاً، ينتظر أيدي المحققين والباحثين، لتخرجه إلى أيدي القراء والدارسين.
لقد امتاز أدب المقدسي بغلبة الطابع التربوي، وكان الهدف الوعظي السمةَ المميزةَ لنتاجه شعراً ونثراً. وقد استطاع بفضل موهبته الأدبية، وقدراته البلاغية، أن يرتقي بأسلوبه الرمزي، ويجعله شفافاً يسهل فهمه على سامعيه وقرّائه، ويحقّق أهدافه الوعظية، وغاياته الإصلاحية الدينية.
نعرض في هذه العُجالة شذراتٍ من إبداعاته الشعرية، كما نشير إلى الأساليب الفنية التي ابتكرها؛ كالتحدّث بلسان الحال، وتقمّص الشخصيات، فهو بحقٍ رائد هذين الفنين، وأول من أفرد لهما كتباً، ضمّنها حصيلة تجربته الصوفية، وحمّلها خلاصة آرائه في الكون والحياة والدين.
كلمات مفتاحية: عبد السلام، المقدسي، شعر صوفي، رمز، ماهر عبد القادر.
مجلة جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلمية _ سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية المجلد (29) العدد (1)2007
__________
(1) أستاذ في قسم اللغة العربية – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة تشرين – اللاذقية – سورية.
(2) أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة تشرين – اللاذقية – سورية.
(3) طالب دكتوراه في قسم اللغة العربية – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة تشرين – اللاذقية – سورية.(1/1)
Tishreen University Journal for Studies and Scientific Research- Arts and Humanities Series Vol. (29) No (1) 2007
Thought and Style in the Poetry
of Abdul Salam Al-Makdssi
Dr. Ali Haydar(1)
Dr. Essa Fares(2)
Maher Abdul Kader(3)
(Received 25 / 9 / 2006. Accepted 4/3/2007)
( ABSTRACT (
Abdul Salam Al-makdssi is a poet, and one of the great writers of didactic and sophist literature in the seventh century (H.). His excellent writings, still in manuscripts, testify to this fact. His writings are distinct for their educational and psychological qualities. The didactic purpose is the main aspect of his literary production in general. However, his genuine poetic talent, his imagination, and rhetorical abilities, made his style so clear, and symbolic with special transparency and attractiveness. The poetry of Al-Makdssi was a truthful mirror of his own thoughts.
In this paper, we present some aspects of his poetic production identifying its stylistic means like I personification and personification. He was a pioneer in this field and had books with ideas on sophism, life, the universe and religion.
Kay wards: Abdulsalam, makdssi, sophist poetry, symbol, Maher Abdulkader.
مقدمة:
__________
(1) Professor, Department of Arabic, Faculty of Arts and Humanities, Tishreen University, Lattakia, Syria.
(2) Associate Professor, Department of Arabic, Faculty of Arts and Humanities, Tishreen University, Lattakia, Syria.
(3) Ph.D. Student, Arabic Department, Faculty of Arts and Humanities, Tishreen University, Lattakia, Syria.(1/2)
عز الدين عبد السلام بن أحمد بن غانم المقدسي، الشاعر الواعظ المتصوف، عاش في الفترة الواقعة مابين /629 و678 هـ/ فعاصر الدولتين: الأيوبية والمملوكية. وكان مولده في مدينة (القدس) بفلسطين، حيث كان أهله يقيمون، وفيها نما وترعرع، ثم انتقل إلى مدينة (نابُلُس) موطن عمه الشيخ (عبد الله)(1)المتصوّف الشهير، فتتلمذ عبد السلام عليه، وأفاد منه، وتأثر به تأثراً كبيراً، ثم انتقل إلى دمشق، فاشتغل فيها بنشر العلوم الدينية والتصوف، وحصلت له شهرة، وصار له تلاميذ وأتباع. وفي عام /660 هـ/ أشيع أن التتار قد زحفوا صوب دمشق فرحل كثيرٌ من رجالاتها وعلمائها بأهليهم إلى مصر(2)، وخرج المقدسي فيمن خرج، فأقام في (القاهرة) وبُنيت له زاوية فيها، والتفّ حوله كثير من الناس، حتى إنه صار يدرّس في الجامع الأزهر. وكان يتردّد أحياناً إلى دمشق، فيزور أهله وأصحابه، ثم يعود إلى مصر، وقد زار الديار المقدسة حاجّاً، وحضر مجالسه أمير مكة المكرمة، كما حضرها بعض كبار العلماء في زمانه، وأعجبهم وعظُه وإرشاده، وواظب على الدعوة والإرشاد إلى آخر أيامه، ولم يعمّر الرجل طويلاً، فقد وقع من مكان مرتفع، فتوفّي ولم يبلغ الخمسين من عمره، ودفن في مقبرة باب النصر في القاهرة، وقبره فيها معروف، يزوره الناس تبركاً حتى أيامنا هذه(3).
مؤلفات المقدسي:
__________
(1) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان، اليونيني 3 / 51– 59 والبداية والنهاية، ابن كثير 13 / 266.
(2) ذيل الروضتين، أبو شامة، حوادث ( 660هـ ) ص 219 وشذرات الذهب، وخطط الشام 2/110 وفيه أن حاكم دمشق هو الذي أرغم المذكورين على الرحيل. ومقدمة ديوان المقدسي / 27.
(3) ذيل مرآة الزمان، اليونيني 4/24، ومقدمة ديوان المقدسي / 15 - 33 /.(1/3)
كان المقدسي شاعراً وأديباً وواعظاً وخطيباً، وعلاوةً على هذا هو كاتب أمدّ المكتبة العربية الإسلامية بالعديد من المؤلفات، التي تعبّر عمّا امتاز به من ثقافة موسوعية، وفكر نيّر، وهي في جملتها شاهد على شخصيته الفكرية المستقلة، إنها نماذج إبداعية متعددة الألوان، تتجلّى فيها موهبة المقدسي الأدبية الأصيلة، وتتبدى من خلالها ملامح عبقريته. أما ما ثبتت نسبته إلى المقدسي من كتب باقية إلى أيامنا فهو:
1- شرح حال الأولياء ومناقب الصحابة والأتقياء(1).
2- كتاب كشف الأسرار عن حكم الطيور والأزهار(2).
3- ديوان عبد السلام المقدسي(3).
4- شجرة الكون(4).
5- الفتوحات الغيبية في الأسرار القلبية.
6- الروض الأنيق والوعظ الرشيق.
7- حلّ الرموز ومفاتيح الكنوز(5).
8- إفراد الأحد عن أفراد العدد.
9- القول النفيس في تفليس إبليس.
وهناك كتب أخرى نُسبت إلى المقدسي ولم تثبت صحة تلك النسبة، كما أن له كتباً ذَكرها بعض الثقات ولكنها مفقودةٌ لم يعرف مصيرها بعد(6).
أصالة المقدسي الشعرية:
__________
(1) حققت الكتاب، وأرجو أن تصدر نشرته قريباً.
(2) حققه أ. ماهر عبد القادر وأجرى عليه دراسة نال بها درجة الماجستير في الآداب من جامعة حلب /1990 م/ وصدرت طبعته عن دار القبلة للثقافة الإسلامية، السعودية عام / 1996م/. وللكتاب طبعات أخرى.
(3) صدرت طبعته الأولى عن " المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق " بداية عام2001م. بتحقيق أ. ماهر عبد القادر.
(4) قام أ. يونس عَلوي المُدَغْري بدراسة للكتاب ( قدمها أطروحةً لنيل دبلوم الدراسات المعمقة، في فرنسا، عام /1993 / أكدّ فيها نسبة الكتاب إلى المقدسي.
(5) للكتاب طبعات عدة، نسب في بعضها – خطأً - إلى العز بن عبد السلام السلمي كبير فقهاء الشافعية في عصره ( متوفى 660 هـ ) مثل طبعة اليوسفية بطنطا، مصر، نشرته بعنوان: زبد خلاصة التصوف.
(6) التفاصيل في مقدمة الديوان / 35 – 51 /.(1/4)
من يقرأ كتب المقدسي يلاحظ اقتران النثر بالشعر؛ اقتراناً يلفت النظر، فهو لايكاد يختم فصلاً أو خطبةً
أو مجلساً وعظياً من غير أن يضمنّه مقطوعةً شعريةً أو قصيدةً، يمهدّ بها، أو يلخّص الأفكار التي يسوقها في النصّ النّثري، والمقدسي في ذلك كله إنما كان يستشهد بشعره هو، وقلما كان يستشهد بشعر الآخرين.
... هذه المزاوجة بين الشعر والنثر، من أهم ما امتاز به أسلوبه في التأليف، وقد ذكر اليونيني عنه أنه كثيراً ماكان يرتجل شعره ارتجالاً في أثناء خطبه، وفي ذلك كله دلالة بيّنةٌ على أصالته الشعرية، وتمكنه من فنَّيّ المنظوم والمنثور.
شعر المقدسي وقيمته التراثية:
... لقي شعر ابن غانم قبولاً حسناً في أوساط المتصوفة؛ فتأثّر به بعضهم تأثّراً واضحاً، كالمتّصوف الكبير الشيخ " عبد الغنيّ النّابلسي "، فهو قد خَمَّس له أبياتاً، وعارضه في بعض قصائده. وكالواعظ المصري الشهير الشيخ " شعيب الحريفيش " صاحب كتاب " الروض الفائق " الذي ضمَّنه ما يزيد على خمس عشرة قصيدة من قصائد المقدسي(1)، استشهد بها في مجالسه الوعظيّة. كما روى شعره وتناقله من ترجموا له كاليونيني، وابن خلكان، وابن شاكر الكتبي، وغيرهم من المؤرخين.
__________
(1) 10) الشيخ شعيب بن سعد الحريفيش: واعظ صوفي مصري، توفي /801 هـ/ ترجمته في: معجم المؤلفين، كحالة 4/302.(1/5)
... ولم يقف الأمر بالأديب والمؤرّخ المعروف " ابن الوردي "(1)عند تقليد المقدسي واقتفاء أثره، وإنما عمد إلى كتابه الموسوم بـ " كشف الأسرار " فاختصره، وأجرى عليه تعديلات بسيطة، ونسبه إلى نفسه، وسمّاه " منطق الطير " دون أن يذكر الأصل الذي استقى منه، ومن المستغرَب أن يصدر مثل هذا عن ابن الوردي(2)؛ وهو معدود في المبرزين من أعيان القرن الثامن للهجرة، ولكن في الأمر– بطبيعة الحال – ما يدلّ على مكانة المقدسي وجلالة قدره.
... كثيرون أيضاً هم الذين أفادوا من شعر المقدسي وحِكَمه وأقواله، واستشهدوا بها في مؤلفاتهم؛ كالأبشيهي(3)والدميري(4)ومن المؤسف أن بعضهم كان يورد أشعار المقدسي وأقواله دون أن يذكر اسمه، مكتفياً بالقول: قال أحدهم، وأحسن من قال، وما شابه ذلك ... وهذه ظاهرة من مظاهر ضعف الرواية الأدبية، كانت شائعة في أدبنا القديم.
... ليس هذا وحسب، بل كان لأشعار المقدسي سيرورتها في أوساط العامة حتى أيامنا هذه، فنحن مازلنا نسمع بعضاً من قصائده وأشعاره، يرددها الصوفية والوعاظ في مجالسهم، ويشدو بها المنشدون في احتفالاتهم وأذكارهم؛ حتى إننا كنا نسمعها – أحيانا – على ألسن بعض المؤذنين ينشدونها قبل الأذان، فيما يعرف بالتذكير، كقصيدته التي مطلعها:
على أبوابكم عبدٌ ذليلُ ... عزيزُ الصبر ناصرُه قليلُ
له أسفٌ على ما فات منه ... وحزنٌ من صدودِكمُ طويلُ(5)
... والتي مطلعها:
أيها الرَّكْبُ إذا ما ... جئتمو تلك الخياما
__________
(1) 11) هو عمر بن مظفر بن الوردي / 691– 749 هـ / ولد في معرة النعمان، وولي القضاء بمنبج، وتوفي في حلب، له ديوان شعر ومؤلفات أخرى متنوعة. ترجمته في الدرر الكامنة، ابن حجر 3/195. والأعلام، الزركلي 5/ 67 ومعجم المؤلفين، كحالة 8/ 3.
(2) 12) سنعرض لهذه المشكلة بالتفصيل في وقت لاحق.
(3) 13) المستطرف، الأبشيهي / 350 /
(4) 14) حياة الحيوان الكبرى، الدميري 1 / 373 و 437 و2 / 92.
(5) 15) ديوان المقدسي / 143.(1/6)
بلّغوا أحباب قلبي ... دائماً عني السلاما(1)
... وغير ذلك. . وهذا دليلٌ على حيوية شعر المقدسي، وقبوله لدى طبقات الناس المختلفة.
الأغراض الشعرية:
... ينبغي ألاّ يغيب عن أذهاننا – هنا – نعت ( الواعظ ) الذي كان ملازماً اسم المقدسي في كل ما كُتب عنه من تراجم، بل في أكثر مخطوطات كتبه التي رجعنا إليها، أو ورد ذكرها في فهارس المكتبات العامة، فقد كان معروفاً بين أهل زمانه بهذه الصفة، وقولهم: " واعظ " في تلك الأزمان يعادل قولنا: " مصلح اجتماعي " في هذا الزمان، بيد أن الأولى تُضفي على صاحبها صبغةً دينيةً خاصّةً، ولا يُشترط ذلك في الثانية؛ ومن هنا فإن شعر المقدسي يُعدُّ عينةً من أدب الوعظ والإصلاح الاجتماعي، الذي ساد في تلك الفترة العصيبة من حياة أمتنا، الملآى بالاضطراب والفوضى.
... ولعلّ هذا الجانب الواسع من تراثنا؛ أعني " أدب الوعظ " لم يَحْظ َ– حتى أيامنا هذه – بدراسة وافية جادّة، مع أهميته ومكانته الأصيلة في أدبنا العربي، ووفرة الأدباء الواعظين الذين كانت لهم مواقف نبيلة مشرّفة في تاريخ أمتنا، كما أن لهم مؤلفاتهم ومصنفاتهم، ذات القيمة التي لا تُنْكَر في مكتبتنا العربية(2). وقد أوضحنا في دراسة سابقة أن ابن غانم كان متأثراً في أغراضه الوعظية بابن الجوزي، ولاسيما كتابه المدهش، ولئن كانت الأغراض الوعظية والأهداف الخُلقية تتجلّى في مؤلفات المقدسي بعامة – وفي خُطبه على نحو أَخصّ – فلا بِدْعَ أن يكون الوعظ أيضاً من أبرز الأغراض الشعرية لديه، بل يصرح الشاعر علانيةً بأنّ من لم يتذوَّق حلاوةَ وعظه، ويتفهم أسرارَه وإشاراتِه، فهو عليلُ القلب، غارقٌ في بحار الهوى:
أنا وَعظي ليس يحلو ذوقُه ... لمريضِ القلبِ للّهوِ جَنَح
لا ولا يدري خفايا نُكَتي ... غيرُ قلبٍ بزنادي قَد قَدَح(3)
__________
(1) 16) ديوانه / 129.
(2) 17) كالشيخ أحمد الرفاعي، والجنيد، وابن الجوزي، وابن القبم الجوزية، وغيرهم.
(3) 18) الديوان / 79,(1/7)
... ولعلّ خيرَ مثالٍ لهذا اللون الوعظي، ذي الأثر البالغ في النفوس، هو رائيته التي مطلعها:
استغفرُ الله من علمي ومن عملي ... ومن صلاتي وتسبيحي وتذكاري(1)
... إذ يتبرأ الرجل من طاعاته وعباداته، مستغفراً ربّه منها، وكأنها ذنبٌ أو إثمٌ يستحق عليه العقاب، لا عملٌ صالحٌ يرجو به الثواب، وذلك لما يستشعره من نقصٍ في الخشوع، وغياب عنصريّ الصدق والإخلاص، اللذين هما أساس القبول لكل عمل صالح، أو قُربةٍ يتقرّب بها الإنسان إلى ربِّه:
إني أعُدّ صلاتي أينما بُنِيَتْ ... على شَفا جُرُفٍ في النار مُنهارِ
كيف الخلاصُ إلى الإخلاصِ في عملي ... وكم أُرائيهِ في سرّي وإجهاري
... ويحسن أن نشير هنا أيضاً إلى جانب ذي أهمية، في شعر المقدسي ونثره على حد سواء، هو الجانب التربوي؛ فقد رأى رجال الإصلاح من المتصوفة أن الفرد هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وأن صلاح المجتمع الإنساني لايتم إلا بإصلاح الفرد وتقويمه، ومن هنا كثر حديثهم عن النفس البشرية ونزواتها، وعللها وطُرق علاجها، وترويضها، بما يتفق مع مقاصدهم وأهدافهم في الحياة. ويبدو هذا جليّاً في شعر المقدسي؛ فالتصوف إنما هو تطهير النفس من أدران الكِبْرِ والعُجبِ وسائر الصفات الذميمة، يقول:
بالذَّوق والشوق نالوا عزة الشَّرفِ ... لا بالدُّلوق ولا بالعُجب والصَّلَفِ(2)
ومَذهبُ القوم أخلاقٌ مُطهَّرةٌ ... بها تخلَّقت الأرواح في النُّطَفِ
صبرٌ وشكرٌ وإيثارٌ ومَخمصَةٌ ... وأنفسٌ تقطعُ الأنفاسَ باللَّهفِ(3)
__________
(1) 19) الديوان / 95.
(2) 20) الدُّلوق: ج دَلَق، وهي الفَروة، أي الجبّة المصنوعة من الفرو. وقيل: دُوَييِّة نحو الهرّة طويلة الظهر، يعمل منها الفرو، معرَّب ( دَلَه ). الإفصاح في فقه اللغة 2 / 830. وديوان المقدسي / 108. والصَّلَف: التكبّر ومجاوزة حدّ الظرف.
(3) 21) المَخمَصة: المَجاعة، وهي مصدر كالمَغضَبة والمَعتَبة. واللهَف: الحزن والتحسُّر والتلهُّف على الشيء. ديوان المقدسي/119.(1/8)
... وقد يُعييه إعراضُ الناس وانصرافُهم عن طريق الخير، فيُبدي اليأس من صلاحهم ورجوعهم إلى جادّة الحقّ؛ يقول:
نحن في قومٍ تَمادى غيُّهم ... قَطُّ ما أفلحَ فيهم من نَصح(1)
ما احتيالي في قلوبٍ قد قَست ... والهوى أفسدَ منها ما انصلَح
... ولئن كان الوعظ الصوفي محوراً في كثير من أشعار المقدسي، فإن هناك مَحاورَ أخرى طالما كانت مرتكزاً لأشعاره وقصائده؛ ومن أهمها الحب الصوفي، الذي شغل حيزاً واسعاً في ديوانه وأشعاره، وقد آثرنا أن نفرده بالحديث في مقالة مستقلة، لأنه الغرض الأهم في شعر الرجل.
الرمز الصوفي:
... اختار المقدسي أساليب رمزيةً للتعبير عن معانيه وأفكاره، شأن أضرابه من المتصوفة، بيدَ أن شاعرنا كان يجنح في رمزه – غالباً – إلى الشفوف، وكأنه أراد لمعانيه أن تكون قريبة المأخذ، سهلة المتناول لسامعيه وقرائه على اختلاف طبقاتهم، فلم يوغل في الغموض كابن سبعين وابن عربي ومن جرى مجراهم.
... ولئن كان الرمز هو الأسلوب المفضل، أو– بعبارة أخرى– هو التقليد المتَّبع لدى عموم الصوفية، في نثرهم وشعرهم على حدّ سواء، فقد أخذ الرمز - لدى المقدسي - أشكالاً متعددةً، قد لا نجد بعضها لدى غيره من شعراء الصوفية وأقطابهم البارزين. ولا عجب في هذا؛ فالمقدسي كان مولعاً بتنويع أساليبه النثرية والشعرية على وجه العموم. وقد رأينا في كتابه " كشف الأسرار " كيف أنطق الكائنات بأصنافها، وجعل منها رموزاً، وأجرى على أَلسنتها حِكماً وإشاراتٍ. وأن كتابه " الفتوحات الغيبية في الأسرار القلبية " هو حوار رمزي بين عناصر الخير وعناصر الشرّ الكامنة في النفس البشرية. أما كتابه " تفليس إبليس " فما هو إلا مناظرة رمزية بينه وبين الشيطان.
__________
(1) 22) الغيّ: الضلال والخَيبة. ديوان المقدسي / 79.(1/9)
... ومما ينبغي التَّنَبُّه له في شعر المقدسي رمزية أغراضه الشعرية المختلفة؛ ففي خمرياته التي يغصّ بها ديوان شعره ومؤلفاته الأخرى؛ إنما كان يرمي إلى أذواق صوفية، وتجليّات روحانية، ولا يجوز صرفها في حال من الأحوال إلى الخمرة الحسية؛ فالمقدسي كان واعظاً صوفياً زاهداً، لم يقدح في سيرته وعدالته أحد، ولم يَرِد عنه أنه كان سكّيراً، يعاقر الخمر مع ندمان اللهو والطرب، وهذا واضحٌ في قوله:
بالله يا ساقيَ الكاسات غنّ على ... كاسي وطاسي وجُلاّسي ونُدماني
حديثها من قديم العهد في أذني ... فخلِّني من حديث الحادث الفاني
بذوقها مُزِجت روحي بها ودمي ... فهي التي لم تزل روحي ورَيحاني(1)
... فخمر الرجل، كما يشير بقوله: ( حديثها من قديم العهد.. ) هي خمر روحية قديمة، تعود إلى عهد ( ألست بربكم قالوا بلى )(2)وهو ما يُعرف بعالم الذرّ، حين أحضر الله أرواح الخلائق وأشهدهم على أنفسهم، فأقرّوا له بالربوبية، ولأنفسهم بالعبودية، وبتذكّر ذلك العهد تنتشي أرواح المحبين، فتغيب بهم عن عالم المحسوسات، وهو ماأشار إليه الشاعر بقوله: ( فخلّني من حديث الحادث الفاني ).
... وفي أشعاره التي أجراها على أَلسُن الحيوان والطير والنبات وغيرها من الكائنات، إنما كان يرمز إلى أمور إنسانية بحتة. ويبدو ذلك جلياً في هذا الحوار اللطيف الذي يديره بين الورد والبان:
وَرَدَ الوَردُ بشيراً بالذي ... فيه من لطفِ المعاني قد حوى
فانثنى البانُ له مُنعطفاً ... ناشقَ النشرِ الذي فيه انطوى
مالَ يشكو أهيفُ القَدِّ له ... فَرْطَ ما يلقاه من جَوْر الهوى
فرثاه الورد إذ قال له: ... نحن خِلاّن تَساهَمْنا الجوى
فأنا أنتَ كما أنت أنا ... نحن في المعنى جميعاً بالسّوى
__________
(1) 23) الديوان / 154.
(2) 24) الأعراف / 172.(1/10)
كم رُمينا في لظى نارٍ فلا ... صاحبي ضلَّ، ولا قلبي غَوى(1)
... وأما الغزل والحب والأشواق التي يتحدّث عنها في شعره، فهي أبعد ما تكون عن المقاصد الدنيوية والغايات البشرية؛ إنها ترمز إلى حبٍّ روحيّ سرمديّ، هو حب الحقيقة المطلقة، وهذه مقطوعة رمزية شفافة، يتغزل فيها بالذات الأزليّة العَليّة، مشيراً إلى ما يعرف بمقام الفناء في الذات، أو مقام الشهود:
ومخطوبةِ الحسنِ محجوبةٍ ... ولا تَألفنَّ سوى إِلْفِها
إذا ما تجلَّتْ على عاشق ... وأَهدتْ إليه شذى عَرفِها
تغيبُ الصفاتُ وتَفنى الذوَا ... ت ُبما أبرزَ الحُسنُ من لُطفها
فإن رامَ عاشقُها نظرةً ... ولم يستطع إذ عَلا وَصفُها
أعارته طَرْفاً رآها بهِ ... فكانَ البصيرَ لها طَرْفُها(2)
... وفي النص الرمزي نجد أنفسنا حيال مستويين من الفهم: مستوى حرفي، وآخر رمزي. المستوى الحرفي قد نصل إليه بشيء من الخبرة اللغوية، ولكننا لن نلامس شيئاً مما ينطوي عليه النص من معانٍ وأسرارٍ، أما على المستوى الرمزي فنحن في حاجة إلى تأمل طويل في أبعاد النص، واستنطاق ألفاظه، واستقصاء دلالاته، والغوص وراء أسراره.
تقَمُّص الشخصيات:
... من الألوان المتميزة في شعر المقدسي تلك القصائد التي تحدّث فيها على ألسن الآخرين، فهو يتقمّص شخصيةَ صحابيٍّ، أو تابعيٍّ جليلٍ، أو عَلَم من أعلام الزهد والتصوف، فيتحدث على لسانه، ويقول الشعرَ معبّراً عن حال المذكور، ومقامه، وما لديه من أسرار وشمائل. ونجد من هذا الصنف في ديوانه قصيدةً نظَمها على لسان الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، تقع في ستة وأربعين بيتاً(3)، وأخرى تبلغ خمسة عشر بيتاً(4)
__________
(1) 25) كشف الأسرار عن حكم الطيور والأزهار، المقدسي /49. والبيت الأخير فيه اقتباس من الآية الكريمة { ما ضلَّ صاحبُكم وما غَوى } النجم / 2.
(2) 26) ديوان المقدسي / 158 وحلّ الرموز، المقدسي / 20.
(3) 27) ديوانه / 134.
(4) 28) ديوان المقدسي / 133.(1/11)
قالها في الحسين، بل على لسانه، ووردت أيضاً في كتابه " شرح حال الأولياء " في فصل أَطلق عليه " شرح حال الحسن والحسين " وسبقه فصل في " شرح حال علي بن أبي طالب " والدهما كّرم الله وجهه. ونجد الروح الصوفية متجليةً في كل عبارة منه، وفي كلّ معنى، يقول على لسان الحسين عليه السلام:
أما والذي لي بهذا ابتلى ... وخَصّصَ أَهلَ الوَلا بالبَلا(1)
لئن ذقتُ فيك كؤوسَ الحِمامِ ... لما قال قلبي لساقيه لا(2)
ولا كنتُ ممّن تَشكّى الجوى ... ولو قدَّني مِفصَلاً مِفصَلا(3)
رضيتُ وحقِّك كلَّ الرِّضا ... إذا كان يُرضيك أن أُقتَلا
... فمحنة الحسين عليه السلام هي ابتلاء من الله سبحانه، والبلاء والابتلاء مفتاح باب الولاية عند الصوفية، ولا غرابة فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: { أشدُّ الناس بلاءً الأنبياءُ، ثم الأَمثلُ فالأَمثلُ }(4)والأمثل: الأَشدّ شبَهاً بالأنبياء، وهم الأولياء والصالحون، لذا نجد الحسين عليه السلام يواجه الموت بالتسليم المطلق لقضاء الله، والامتناع عن الشكوى، وإن مُزّقت أوصاله، بل هو راضٍ تمام الرّضى؛ فالأمور تسير وفق إرادةٍ أَزليةٍ، وتقدير عزيزٍ حكيم.
... وينتقل الحسين بعدُ إلى الفخر بأرومته السامية، فيقول:
أنا ابنُ البَتول وسِبطُ الرسول ... فجِدّي لجَدّيَ فيكم عَلا
__________
(1) 29) ديوان المقدسي / 133 وشرح حال الأولياء: حال الحسن والحسين / 21. الولاء والولاية: القرب والدنوّ.
(2) 30) الحِمام: الموت.
(3) 31) قدنّي: قطعني.
(4) 32) الحديث في الأحاديث المختارة، الحنبلي 3/253 [عن مصعب بن سعد عن أبيه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : { إن أشد الناس بلاء النبيون ثم الأمثل فالأمثل فإنما يبتلى العبد على حسب دينه فإن كان صلب الدين اشتد بلاؤه وإن كان في دينه شيء كان بلاؤه على حسب ذلك وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على وجه الأرض وما عليه خطيئة } إسناده صحيح ].(1/12)
أنا ابن الفتى الهاشميِّ الذي ... لِمَرحبَ في خيبرٍ جَندلا(1)
فلا غروَ إن متُّ موتَ الكرام ... كما مات في الحبِّ من قد خلا(2)
فيا حبذا حين صُلّي عليَّ ... ورأسي يُطافُ بها في الملا
ومتُّ كما مات أهل الهوى ... صلاةَ شهيدٍ على كربَلا
كذا رسمَ الحبُّ أن يُفعلا
... وإذا استمعنا الآن إلى هذا الحوار، بين شاعرنا والحسين عليه السلام، فإننا نقفَ على حقيقة هذا الفخر، وماينطوي عليه من أسرار. يقول المقدسي: [ ياحسينُ، فإِذا كنتَ غصنَ هذه الشجرة، وشعاعَ نور هذه الجوهرة، كيف يُباح دَمُكَ، ويُستباح عِرضُك، ولا تُحفظُ ذِممك ولا تُحترم حُرَمُك ؟ ](3).
... ويجيب المقدسي على لسان الحسين عليه السلام فيقول: [ يا قوم قُضِي الأَمر وجفّ القلم، وعدل الحاكم فيما حكم، فأَولياؤه وخواصُّه خُصّوا في هذه الدار بالبلاء والنقم، والعناء والسقم، صُبَّ عليهم بلاءٌ لو صُبَّ على جبل لانهدم، أو ركنٍ لانثَلم، ومَنْ أَشْبَه أباه فما ظَلم؛ أبي قُتل مظلوماً، جدّي مات مسموماً، وكذلك أخي كان بالسُّمِّ موسوماً، فلو لم أَسلُكْ سبيلَهم لكنت فيهم مَلوماً، فنحن السعداء في الحياة، والشهداء في الممات، ولولا شَرفُ الأُبوَّة، ما أُلحِقْتُ بدرجة النبوة، أَما رُمِيَ في النار إبراهيم الخليل؟ أما اضطجع للذبح إسماعيل؟ أما ضُنِيَ بالبلاء أيوب؟ أما عُني بالعناء يعقوب؟ أما ناح نُوحٌ حتى ثَوى؟ أما بكى داوود حتى ذَوى؟ أما نُشِرَ بالمنشار زكريا؟ أما ذُبح الحَصور يحيى؟ فكيف لا أَسلُك سبيلَ الأَنبياء، وطريق الأَولياء، ونحن أهلُ بيتٍ خُصِصْنا بالبلاء ].
__________
(1) 33) مرحب: فارس يهودي قتله علي في فتح خيبر.
(2) 34) في شرح حال الأولياء نجد بدل هذا البيت، والبيت الثالث بعده، بيتاً واحداً :
أيُنكرُ بين الورى قتلتي ... ولا غرو أن متُّ موت الكرام كذا رسمَ الحبُّ أن يُفعلا
(3) 35) شرح حال الأولياء، المقدسي / 21.(1/13)
... وندرك - بعد هذا كلّه - أنّ الحسين وأمثاله من الأشراف، يفهمون النسب الرفيع والرتب العالية على أنها تكليف ومسؤولية جسيمة، لاتشريفٌ ولامَدعاةُ فخرٍ كفخر الجاهلية. كما ندرك أيضاً أن المقدسي وأمثاله من الوعّاظ إنما يضعون مثلَ محنةِ الحسين عليه السلام في ميزان ماامتُحن به النبيون من قبل، فيجدون فيها أُسوةً للناس في تحمّل الضُّرِّ والبلوى، وقدوةً لسالكي طريق الحق من المحبين الصادقين، وليس من شأن أولئك الراشدين أن يتخذوا من تلك المحنة ذريعةً لإثارة الأضغان والأحقاد، بعد أن مرّ على الحادثة مئات السنين، وإنما هم يسوقونها في معرض العبرة والعِظة والأسوة الحسنة.
... ولا يسوغ لنا أن نضع هذه القصائد في باب الرثاء، فالرثاء كما هو معروف يكون في أعقاب الوفاة، وبين المقدسي وتلك الأحداث ستة قرون ونيّف، ثم إن الرثاء لم يكن مما يُعنى به شاعرنا وأمثاله من الصوفية المعروفين بزهدهم في الحياة الدنيا، فالموت لم يكن أمراً مكروهاً لديهم، ليكثروا التفجع والتوجع إذا ما حلَّ بالأحباب أو بالأصحاب.
... وإذا حاولنا أن نعد تلك القصائد نوعاً من الشعر السياسي؛ فالسياسة أبعد ما يكون عن تفكير المقدسي، ووجهته العامة، وما غلب عليه من زهد، واشتغال بالوعظ والتصوف والأمور الدينية، إضافة إلى ماعُرف عنه من بعد عن الأمراء والسلاطين.(1/14)
... وقد خَصَّ المقدسيُّ كتاباً بتمامه بهذا اللون الأدبي المبتكر هو المسمى (شرح حال الأولياء ) لعله فريد في بابه في تراثنا العربي مَنظومِه ومَنثوره. قد يتبادر إلى أذهاننا أبو العلاء المعري ورسالة غفرانه؛ وما أجراه على ألسن شعرائه وأدبائه، وصحيح أن أبا العلاء قد اصطنع حواراً تحدّث فيه على ألسنة الآخرين، وبثَّ من خلاله جملةً من آرائه الأدبية وأحكامه النقدية، إلا أن أديب المعرّة كان يستشهد بشعر أولئك أنفسهم، أما المقدسي فقد تقمَّص الشخصيات، وتحدّث بألسنتها، وجعلها تنطق بأشعار – من نظمه هو- شرح فيها أحوال تلك الشخصيات المختلفة وخصالها. بالإضافة إلى فوارق أخرى بين الكتابين، ليس في هذه العُجالة متّسعٌ للتفصيل فيها.
... وقد يأخذ شعره طابعاً قصصياً في بعض الأحيان؛ كما في رائيته التي يقصّ فيها حادثة الظبية مع النبيّ عليه الصلاة والسلام، ومستهلّها:
وقد كلّمَتْه وحوشُ الفَلا ... وهم بالشهادة قد أكثروا
وقالت له ظبيةٌ: إنني ... أُسرتُ، ومثلُكَ من يَجْبُر
ولي ولدان صغارٌ ولي ... فؤادٌ لفَقدِهمُ يُسْعرُ(1)
__________
(1) 36) ديوان المقدسي / 99.(1/15)
... ثم يصف كيف حلّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وثاقها، وكفَلها لدى صائدها، فرجعَت وفاءً لنبي الرحمة، ثم توسّطه لدى الصياد في عَتْقها، وكيف راحت تنطق بالشهادتين، بلسان لا يفتر(1). والأهداف الوعظية في القصيدة واضحة لا تحتاج إلى بيان، وإن كان الهدف الأساس مدح النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - والتغنّي بمعجزاته.
خاتمة:
... من هنا يتجلى ما لشاعرنا المقدسي من أهمية في عصره، وما لشعره من قيمة تراثيّة، بوصفه نموذجاً تمثّلت فيه سمات العصر الفكريّة والأدبيّة، ولاسيما تلك النزعة الصوفيّة التي بلغت ذروة نضجها واكتمالها في القرن السابع للهجرة. وأن الوعظ الديني الذي كانت تسوده السطحية، والمباشرة، والخطابية، استطاع المقدسي أن يرتقي به، بفضل قدراته اللغوية والأدبية، وأن يحوّله إلى أدب رمزي رفيع، حتى إن موهبته الفياضة أمكنته من ابتكار فنون جديدة مثل: تقمّص الشخصيات، والتحدّث بلسان الحال. ولئن كان لهذا وذاك بذور لدى بعض سابقيه فإن عبد السلام هو أول من أفرد لكل فن منها كتاباً مستقلاًّ، ونظم في ذلك القصائد والأشعار.
المراجع:
- الأبشيهي، شهاب الدين. المستطرف في كل فن مستظرف. لبنان، دار القلم، 1981 م.
- ابن الجوزي، عبد الرحمن. المدهش. بيروت، المؤسسة العالمية، 1973 م.
__________
(1) 37) حديث الظبية: [ عن أنس بن مالك قال: مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قوم قد صادوا ظبية فشدوها إلى عمود فسطاط فقالت: يا رسول الله إني وضعت ولدين خشفين فاستأذِن لي أن أُرضعهما ثم أعود. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : خلّوا عنها حتى تأتي خشفيها فترضعهما وتأتي إليكم. قالوا: ومن لنا بذلك يا رسول الله. قال: أنا. فأَطلَقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها. قال: تبيعونيها، قالوا: يا رسول الله هي لك. فخلَّوا عنها فأطلقوها فذهبت ]. في تحفة الطالب، ابن كثير /187 / عن زيد بن أرقم.(1/16)
- الحريفيش، شعيب. الروض الفائق في المواعظ والرقائق. مصر، مطبعة البابي الحلبي، 1949 م.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد. الدرر الكامنة. بيروت، دار الجيل، بلا تاريخ.
- الحنبلي، محمد بن عبد الواحد. الأحاديث المختارة. مكة المكرمة، مكتبة النهضة، 1410هـ.
- الدَّميري، محمد. حياة الحيوان الكبرى. بيروت ودمشق، دار الألباب، بلا تاريخ.
- الزركلي، خير الدين. الأعلام. بيروت. دار العلم للملايين، 1979م. ( الطبعة الرابعة )
- أبو شامة، عبد الرحمن. الروضتين في أخبار الدولتين. بيروت، دار الجيل 1974 م. (الطبعة الثانية، تحقيق: عزت العطار )
- عبد الباقي، محمد فؤاد. المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم. مصر، مطبعة دار الكتب المصرية، 1364 هـ.
- ابن كثير، إسماعيل. البداية والنهاية. بيروت، دار المعارف، 1977 م. ( الطبعة الثانية ).
- ابن كثير، إسماعيل. تحفة الطالب. مكة المكرمة، دار حراء، 1406هـ. ( الطبعة الأولى ).
- كحالة، عمر. معجم المؤلفين. بيروت، مكتبة المثنى ودار إحياء التراث، بلا تاريخ.
- المقدسي، عبد السلام. شجرة الكون. باريس، فرنسا. 1992 م. ( تح: يونس علوي المدغري ).
- المقدسي، عبد السلام. كشف الأسرار عن حكم الطيور والأزهار. المملكة العربية السعودية، دار القبلة للثقافة الإسلامية، 1996 م. ( الطبعة الأولى، تحقيق: ماهر محمد عبد القادر ).
- المقدسي، عبد السلام. ديوان المقدسي. دمشق، المعهد الفرنسي للدراسات العربية، 2001 م. ( الطبعة الأولى، تحقيق: ماهر محمد عبد القادر ).
- ابن منظور، محمد. لسان العرب. بيروت، دار صادر، بلا تاريخ.
- موسى، حسين. والصعيدي، عبد الفتاح. الإفصاح في فقه اللغة. القاهرة، مطبعة المدني، 1964 م.
- اليونيني، موسى. ذيل مرآة الزمان. الهند، حيدر آباد الدكن، 1960 م. ( الطبعة الأولى ).
المخطوطات:
- المقدسي، عبد السلام. إفراد الأحد عن أفراد العدد. نسخة الظاهرية في دمشق، رقم /4475 /.(1/17)
- المقدسي، عبد السلام. شرح حال الأولياء ومناقب الصحابة والأتقياء. نسخة المكتبة الوطنية في باريس، رقم /1641 / عربي.
- المقدسي، عبد السلام. الفتوحات الغيبية في الأسرار القلبية. نسخة الظاهرية في دمشق، رقم /4475 /.
- المقدسي، عبد السلام. الروض الأنيق في الوعظ الرشيق. نسخة الظاهرية في دمشق، رقم /5253 /.
- المقدسي، عبد السلام. القول النفيس في تفليس إبليس. نسخة الظاهرية في دمشق، رقم /7959 /.
- المقدسي، عبد السلام. حل الرموز ومفاتيح الكنوز. نسخة الأوقاف في حلب، رقم /16991 / .
- ابن الوردي، عمر. رسالة منطق الطير. نسخة الظاهرية في دمشق، رقم / 3745 /.(1/18)