مجلة جامعة تشرين للدراسات و البحوث العلمية _ سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية المجلد (27) العدد (1)2005
Tishreen University Journal for Studies and Scientific Research- Arts and Humanities Science Series Vol (27) No (1) 2005
الأشتر النخعيّ (حياته وشعره)
الدكتور عدنان محمد أحمد *
(قبل للنشر في 8/8/2005)
( الملخّص (
يهدف هذا البحث إلى التعريف بواحد من الشعراء المقلين الذين عاشوا في صدر الإسلام، هو مالك بن الحارث النخعي المعروف بـ "الأشتر"، الذي كان من أبرز أنصار الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ومن أشدهم على خصومه، وله في ذلك مواقف كثيرة مشهورة مذكورة في كتب التاريخ والأدب.
والبحث يقسم إلى قسمين، أما القسم الأول فكان للحديث عن الشاعر، عن نسبه، وصفاته، وإسلامه، وحياته، بما تتضمنه تلك الحياة من مواقف وأحداث مهمة، ثم ينتهي هذا القسم بالحديث عن وفاته. أما القسم الثاني فقد خصص للشعر، إذ قمنا بجمع شعر الشاعر من مظانه، ثم جعلنا الشعر أولاً ثم الرجز. وكنا قبل ذلك قد تحدثنا عن قلة شعره وحاولنا أن نشير إلى أبرز أسبابها.
* أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة تشرين، اللاذقية، سوريا.
مجلة جامعة تشرين للدراسات و البحوث العلمية _ سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية المجلد (27) العدد (1)2005
Tishreen University Journal for Studies and Scientific Research- Arts and Humanities Science Series Vol (27) No (1) 2005
Al-Ashter Al-Nakhi’: His Life and Poetry
Dr. Adnan Ahmed*
(Accepted 8/8/2005)
( ABSTRACT ((1/1)
This piece of research aims at identifying one of, poetically speaking, non-lucrative poets who lived in the beginning of the Islamic Era: Malek Ibn Al-Hareth known as "Al-Ashter". He was one of the staunchest supporters of Ali Ibn Abi Taleb (God bless him), and one of the hardest fighters against his opponents. Such instances about his numerous and popular attitudes are extremely obvious in books of history and literature.
This piece of research is divided into two sections. The first section speaks about the poet, his ancestry, his personal characteristics, his belief in Islam, and his life including all those significant events and stances that characterize it. This section concludes with highlighting his death. The second section is devoted to his poetry. I have collected his poetical production from its various sources. Poetry has been the first subject matter, as I have found it so important to start with, and followed up and ended with rajz (a special kind of rhymed verse). This is irrespective of the fact that I have demonstrated his rare poetical production, and at the same time, illustrating the reasons lagging behind this literary phenomenon.
*Associate Professor, Department Of Arabic, Faculty Of Arts And Humanities, Tishreen University, Lattakia, Syria.
مقدمة:(1/2)
عرف الأشتر النَّخَعي فارساً أكثر منه شاعراً، فلقد كان في ميدان القتال أبرع منه في ميدان الشعر، وأطول باعاً، وأعظم أثراً. ولذلك نجد من أخباره في كتب التاريخ أكثر مما نجد من أخباره في كتب الأدب، بل إن كتب الأدب تغفله أو تكاد. ولقد كان من جرّاء ذلك أن صارت أشعاره عرضة للضياع إما بسبب الإهمال وإما بسبب نسبة بعضها إلى غيره من الشعراء. ولكن مع ذلك يبقى جمع شعره - وشعر غيره من الشعراء المقلين أو المغمورين - عملاً مفيداً، ليس لأنه يسهل دراسته والكشف عن جمالياته وحسب، بل، أيضاً، لأنه يسهم في الكشف عن بعض منابع الصورة الشعرية عند الشعراء الأكثر شهرة، ويجعلنا أقدر على معرفة الصحيح من المزيف من الإبداع الشعري، وفي ذلك كله خدمة لتراثنا الأدبي الأصيل.
اسمه ونسبه ولقبه:
هو مالك بن الحارث (1) بن عبد يغوث (2) بن مَسلمة (3) بن ربيعة بن الحارث بن جُزَيمة (4) بن سعد بن مالك بن النَّخَع (5) وجسر ابن عمرو بن عُلَة بن جَلْد بن مالك (6) وهو (مُذْحِج) وهو ابن أُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ (7). و (مُذْحِج) (8) من القبائل اليمانية الكبيرة، وتقع منازلها جنوب منازل خثعم وشمال ديار فهد (9) وهي مجموعة قبائل منها النَّخع. وللنَّخَع بطون كثيرة أيضاً (10).
أما (الأشتر) فلقب عرف به، وهو مشتق من الشَّتَر، وهو انشقاق جَفْن العين (11) وذلك أن رجلاً من إياد ضربه يوم اليرموك على رأسه فسالت الجراحة قيحاً إلى عينيه فشترته (12). ويذكر صاحب لباب الآداب أن اللقب جاءه بضربة أصابته في قتال بني حنيفة حين ارتدوا، ويذكر ذلك في قصة طريفة (13)، ولكن الأرجح أن الشتر جاءه من غزو الروم في موقعة اليرموك التي أبدى فيها شجاعة بالغة، وترك فيها أثراً مذكوراً (14). وهناك روايات تقول إن عينه قد فقئت وذهبت يوم اليرموك (15)، وهذا أمر مستبعد ، إذ لو ذهبت عينه لصار لقبه " الأعور " وليس " الأشتر ".(1/3)
لقد اشتهر مالك بلقب " الأشتر " حتى لقد طغى على اسمه فصار الناس يعرفونه به أكثر مما يعرفونه باسمه، وهناك روايات كثيرة تدل على ذلك، منها مثلاً، أنه لقي عبد الله بن الزبير ، وكان آخذاً بخطام الجمل في موقعة الجمل، فعانقه فسقطا أرضاً، فنادى عبد الله: " اقتلوني ومالكاً " (16) فلم يستجب لدعوته أحد، لأنهم لم يعرفوا أن مالكاً هو الأشتر. وقيل: لو قال اقتلوني والأشتر، وكانت للأشتر ألف نفس، ما نجا منها شيء (17)، ولذلك كان الأشتر يقول: ما أحب أن يكون قال: " الأشتر " وأن لي حمر النعم (18).
وكذلك عندما انهزمت ميمنة العراق في موقعة صفين استقبل الأشتر الناس منهزمين، فقال: "إلي أيها الناس، أنا مالك بن الحارث، أنا مالك بن الحارث، ثم ظن أنه بالأشتر أعرف في الناس، فقال: أنا الأشتر .." (19).
صفاته:
كان الأشتر من أعظم الرجال وأطولهم، إلا أن في لحمه خفة قليلة (20)، وقد ذكره صاحب المحبر فيمن كان يركب الفرس الجسام فتخط إبهاماه الأرض (21). وكان شديد البأس، جواداً، رئيساً، حليماً، فصيحاً، شاعراً (22). وقد وصفه علي بن أبي طالب (ر) في كتاب له إلى زياد بن النضر وشريح بن هانيء فقال: " أما بعد، فإني قد أمّرت عليكما مالكاً، فاسمعا له وأطيعا، فإنه ممن لا يخاف رهقه ولا سقاطه، ولا بطؤه عما الإسراع إليه أحزم، ولا الإسراع إلى ما الإبطاء عنه أمثل " (23).(1/4)
وكان الأشتر معروفاً بالقوة والشجاعة مشهوراً بهما، ويروى عن عبد الله بن الزبير أنه قال: " لما اصطفنا يوم الجمل خرج علينا صائح يصيح من قبل علي رضوان الله عليه: يا معشر فتيان قريش، أحذركم الرجلين العابدين جندب بن زهير والأشتر مالك (رضي الله عنهما) فلا تقوموا لأسنتهما، أما جندب بن زهير فرجل ربعة يجر درعه حتى يعفو أثره، وأما الأشتر فلأ نيابه قعقعة في الحرب" (24) وفي اليوم الثالث من معركة الجمل برز عبد الله بن الزبير ودعا إلى المبارزة فبرز إليه الأشتر ، فقالت عائشة (ر): من برز إلى عبد الله ؟ قالوا: الأشتر، فقالت: واثكل أسماء (25). وقيل إنها أعطت الذي بشرها بحياته إذ التقى مع الأشتر عشرة آلاف درهم (26)، وفي رواية أخرى أربعة آلاف درهم (27). وليس أدل على قوة الأشتر من أن رجلاً ذمه فقال له رجل من النخع: "اسكت، فإن حياته هزمت أهل الشام، وموته هزم أهل العراق (28).
ولكن هذا الرجل الضخم القوي كان يحمل بين جوانحه قلباً مرهفاً ممتلئاً بالإيمان فياضاً بالمشاعر، فقد كان "يجمع بين اللين والعنف، فيسطو في موضع السطو، ويرفق في موضع الرفق"(29). ومما يدل على رقته أنه أسر رجلاً من أهل الشام في صفين، فشد وثاقه وألقاه عند أصحابه ينتظر الصباح، فرفع صوته وأسمع الأشتر أبياتاً رقيقة يطلب فيها العفو، فرق له الأشتر، وغدا به على علي وقال:"يا أمير المؤمنين هذا رجل من المسلحة لقيته بالأمس.. وقد بات عندنا الليلة وحركنا بشعره، فإن كان فيه القتل فاقتله وإن غضبنا فيه، وإن ساغ لك العفو عنه فهبه لنا. قال: هو لك يا مالك..."(30) فرجع به الأشتر إلى منزله وأعاد إليه ما أخذ منه.
إسلامه:(1/5)
ليس في المصادر التي بين أيدينا ما يفيدنا بمعرفة تاريخ إسلام الأشتر، وكل ما ذكر أن النَّخَع أرسلت رجلين منها إلى النبي صلي الله عليه وسلم هما أرطاة بن سراحيل بن كعب وهو من بني حارثة بن مالك، والجهيش واسمه الأرقم من بني بكر بن عوف بن النخع. ثم جاء وفد آخر من وفد النخع من اليمن سنة إحدى عشرة، وهم مئتا رجل، فأسلموا، وبايعوا الرسول، وكانوا قد بايعوا معاذ بن جبل باليمن (31). فهل جاء الأشتر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه؟ هل كان ضمن الوفد؟ أم أنه أسلم في بلاده بعد أن ذهب معاذ بن جبل إلى اليمن ؟ هذه أسئلة لم تستطع المصادر التي استطعنا الوصول إليها أن تقدم لها إجابات واضحة.
ولكن من المعروف أن الأشتر أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ذكره صاحب الإصابة في قسم "من كان في عهد النبي ويمكنه أن يسمع منه، ولم ينقل أنه سمع منه سواء كان رجلاً أو مراهقاً أو مميزاً " (32). والأشتر على أية حال معدود في التابعين.(1/6)
وإذا كانت المصادر لا تشير إلى تاريخ إسلام الأشتر، فإنها تشير إلى حسن إسلامه وعمق إيمانه ، ولقد كان جهاده دليلاً على ذلك، وكانت مواقفه المختلفة في ساحات الحرب شاهداً. ويكفي أن نذكر هنا، على إيمان الأشتر، دليلاً واضحاً يكفينا مؤونة سرد شواهد كثيرة، فمن المعروف أنه شهد وفاة أبي ذر الغفاري (ر) (33)، وكان أبو ذر قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا منهم: ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية أو جماعة، فأنا ذلك الرجل والله ما كذبت ولا كذبت" (34). وقد شهد له بالإيمان علي بن أبي طالب (ر) في أكثر من مناسبة، ومن ذلك رسالته التي بعث بها إليه بعد أن فسدت مصر على محمد بن أبي بكر إذ قال: "أما بعد، فإنك ممن استظهر على إقامة الدين، وأقمع به نخوة الأثيم ، وأشد به الثغر المخوف.." (35). ويمكن أن نلاحظ حسن إسلامه والتزامه من خلال سلوكه في حوادث كثيرة منها هذه التي يحدثنا عنها عبد الله بن الزبير إذ يقول: "التقيت بالأشتر النخعي يوم الجمل فما ضربته ضربة حتى ضربني خمساً أو ستاً، ثم أخذ برجلي فألقاني في الخندق، وقال: والله لولا قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع منك عضو إلى آخر "(36).
بقي أن نشير إلى أن الأشتر قد روى عن عمر، وخالد بن الوليد، وأبي ذر، وعلي، رضي الله عنهم. وروى عنه ابنه إبراهيم، وأبو حسان الأعرج، وكنانة مولى صفية، وعبد الرحمن بن يزيد النخعي وعلقمة ، وغيرهم. وقد ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين في الكوفة (37).
حياته:(1/7)
لم تهتم المصادر بذكر تاريخ ولادة الأشتر، أو بتحديده على وجه التقريب، أو حتى بالحديث عن المرحلة الأولى من حياته. فلسنا نعرف شيئاً عن سني حياته الأولى، أو عن مطلع شبابه. كما أننا لا نعرف شيئاً ذا بال عن حياته الاجتماعية الخاصة، فنحن مثلاً لا نجد ذكراً لأزواجه، كما لا نعرف من أبنائه سوى اثنين هما إبراهيم ودريد، وقد كان إبراهيم معروفاً بالشجاعة كأبيه، ووفد على الرسول صلى الله عليه وسلم فعقد له لواء شهد به القادسية، فقتل، فأخذه أخوه دريد فقتل أيضاً (38).
عاش الأشتر في الكوفة بعد أن سكنها قومه إثر استقرار المقاتلين المهاجرين فيها، وكانت النخع قد سكنت جنوب المسجد، وكان بينها وبين أسد طريق، وبينها وبين كندة طريق (39). ويمكن أن نرجح أن الأشتر لم يكن صغيراً عندما انتقل إلى الكوفة ، بل كان شاباً ناضجاً، لأنه يبدو فيها سيداً مطاعاً وشخصية معروفة بارزة، إذ نراه يخرج مع سعيد بن العاص من مكة – أو من المدينة – حين عين أميراً على الكوفة (40).
وربما كانت أول إشارة إلى الأشتر بعد إسلامه هي أنه شهد خطبة عمر(ر) بالجابية (41)، وذكره هنا يدل على أنه كان رجلاً معروفاً ذا شأن، ولكن اسمه بعد ذلك راح يلمع إثر مواقفه العظيمة في فتوح الشام، ثم في معركتي الجمل وصفين. وقد ذكرنا من قبل أنه شهد اليرموك، وهناك إشارات إلى أنه شهد القادسية (43).
وقد استطاع الأشتر أن يثبت جدارة جعلته محل ثقة من القادة في فتوح الشام، إذ يذكر الواقدي أن أبا عبيدة ضم مئة فارس في فتح عزاز (44) وألبسهم زي الروم، وكان كل عشرة من قبيلة، وأمر على كل عشرة نقيباً، ثم أرسل وراءهم ألف فارس، وأمر عليهم مالكاً الأشتر (45). وقد فتحت عزاز الشام على يدي مالك وسقط حصنها المنيع (46).(1/8)
ثم راح دور الأشتر يتعاظم في الدولة الإسلامية متجاوزاً ما هو (عسكري) إلى ما هو (سياسي) في وقت كانت الدولة تعيش فيه أزمة، أو مايشبه الأزمة، في أواخر خلافة عثمان (ر). وراح اسمه يظهر في سماء الأحداث كواحد من أهم الشخصيات المؤثرة منذ بداية تلك الأحداث في الكوفة.
وربما يمكن اعتبار ما جرى في مجلس سعيد بن العاص، والي الكوفة ، سنة ثلاث وثلاثين الشرارة التي أضرمت النار. فقد كان سعيد يختار وجوه الناس للسمر عنده، وذات ليلة سمر عنده وجوه أهل الكوفة ومنهم مالك الأشتر الذي اعترض على الأمير عندما قال: " إنما هذا السواد بستان لقريش " فقال له: "أتزعم أن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك! والله ما يزيد أوفاكم نصيباً إلا أن يكون كأحدنا" (47). ثم لم يلبث الموقف أن تطور وتجاوزت أحداثه مجلس الأمير الذي شعر بالقلق، فأرسل يخبر عثمان (ر) بما جرى، فطلب الخليفة تسيير الأشتر مع مجموعة من رفاقه الذين ساندوه إلى معاوية. وقد وصل هؤلاء الشام وحاورهم معاوية وحاوروه، فلم يقنعهم ولم يقنعوه، وخاف على أهل الشام من وجودهم (48)، فكتب إلى عثمان (ر) طالباً ردهم إلى مصرهم، فأمر بردهم إلى سعيد بالكوفة، ثم لم يلبث أن أمر سعيداً بتسييرهم إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد أمير حمص، فعاملهم هذا بقسوة شديدة حتى أظهروا له الطاعة، ثم سرح الأشتر إلى عثمان (ر)، فأتى عثمان بالتوبة عنه وعن رفاقه (49).
بعد ذلك، كان للأشتر دور بارز في إلزام عثمان (ر) بعزل سعيد وتولية أبي موسى. حتى إذا كانت الفتنة رأيناه على إحدى فرق الكوفة الأربع التي كان لها دور في حصار الخليفة (50). وقد كان الخليفة يدرك منزلة الأشتر في أهل الكوفة فأرسل إليه في الحصار ليحاوره في مطالب الثوار (51)، ولم يثمر الحوار عن شيء، وراحت الأحداث تتسارع، حتى إذا بلغت الفتنة آخر أطوارها اعتزلها الأشتر ولم يسهم في مقتل الخليفة.(1/9)
تلك الأحداث الخطرة الهامة صقلت شخصية الأشتر، وأغنت تجاربه، وزادت من شهرته إلى حد بعيد، وأهلته لدور هام آخر في تولية علي (ر). فلما قتل عثمان (ر) أتى الناس علياً وهو في سوق المدينة يريدون مبايعته، فأبى، " فأخذ الأشتر بيده فقبضها علي، فقال: أبعد ثلاثة! أما والله لئن تركتها لتقصرن عينتك عليها حيناً، فبايعته العامة. وأهل الكوفة يقولون: إن أول من بايعه الأشتر " (52). وعندما بايعه قال: أبايعك يا أمير المؤمنين على أن علي بيعة أهل الكوفة..."(53) وخطب في الناس مؤيداً لعلي ومشيراً إلى منزلته العظيمة (54) .
ولم يكتف الأشتر بمبايعة علي (رضي الله عنه) باسمه وباسم أهل الكوفة، وبإعلان تأييده، والتنويه به، والتأكيد على أحقيته، بل راح يتبع كبار المترددين في مبايعة الخليفة الجديد ويرغمهم على البيعة. فعندما تلكأ طلحة عن بيعة علي قام الأشتر وسل سيفه وقال: " والله لتبايعن أو لأضربن به بين عينيك " (55). وقيل إنه "جاء بطلحة يتله تلاً عنيفاً، وهو يقول له دعني أنظر ما يصنع الناس، فلم يدعه حتى بايع علياً " (56)، وكذلك عندما تردد عبد الله بن عمر بن الخطاب عن البيعة قال الأشتر لعلي: " إن هذا رجل أمن سوطك وسيفك ، فأمكني منه" (57).(1/10)
كان الأشتر محباً لعلي (ر) مقرباً منه، مسانداً له، وكان علي (ر) محباً للأشتر، واثقاً به، معتمداً عليه. والمصادر التي بين أيدينا لا تحدثنا عن بداية العلاقة بينهما، ولا تذكر لنا متى بدأت وكيف وأين، ولكنها تصور الأشتر كما رأينا من قبل أكثر الناس حرصاً على بيعته. ولا يبقى أمامنا إلا أن نرجح أن مواقف الأشتر كانت نابعة من إيمان عميق بأحقية علي (ر) بالخلافة، ومن إعجاب شديد بشخصيته، ومن يقين بعظيم منزلته الدينية والدنيوية، ومن ثقة كبيرة بقدرته على قيادة الدولة الإسلامية في تلك المرحلة الصعبة. فهو لم يزل مؤيداً له، حريصاً على بسط سلطته، غير متردد في مواجهة كل معارض أو مناوئ، ولذلك كان من المتوقع أن نجد له دوراً كبيراً في معركة الجمل، وهو دور جعل السيدة عائشة (ر) تحقد عليه وتدعو عليه (58).(1/11)
فإذا ماانتهت معركة الجمل وكانت حرب صفين رأينا الأشتر من القادة الأكثر أهمية وتأثيراً، بل يكاد يكون الرجل الثاني بلا منازع على الجبهة العراقية. فقد كان على خيل أهل الكوفة (59)، وكان له أثر كبير في القتال وفي تحويل الهزيمة، في غيرما من موقع، إلى انتصار(60)، وكان الناس يستنجدون به فيبدي بطولة عظيمة. فذات يوم كانت راية أهل الشام مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وكان يحمل بها فلا يلقاه شيء إلا هده، فنادى الناس الأشتر، وقالوا: أما ترى اللواء أين قد بلغ؟ فتناول الأشتر لواء أهل العراق، وقاتل أهل الشام حتى ردهم على أعقابهم(61). ويوم الفرات كشف بسيفه أهل الشام عن الماء (62). وعندما انتهى علي(ر) إلى الرقة وأبى أهلها أن يجسروا له جسراً هددهم الأشتر، وأقسم أن يعمل فيهم السيف إن عصوا أمير المؤمنين، فخافوا، ونصبوا الجسر فعبر الناس، وعبر الأشتر آخر الناس راجلاً(63). وصباح ليلة الهرير أخذ الأشتر يزحف بالميمنة ويقول لأصحابه: "ازحفوا قيد هذا الرمح، ويزحف بهم نحو أهل الشام، فإذا فعل ذلك بهم قال: ازحفوا قيد هذه القوس، فإذا فعلوا سألهم مثل ذلك حتى مل أكثر الناس الإقدام، وخرج يسير في الكتائب ويقول: من يشتري نفسه ويقاتل مع الأشتر حتى يظهر أو يلحق بالله " (64).(1/12)
كان إيمان الأشتر بحق علي (ر) في الخلافة يبلغ حد اليقين، وكان إيمانه ببطلان دعوى معاوية يبلغ حد اليقين أيضاً(65) ولذلك كان يرى قتال معاوية جهاداً لإحقاق الحق وإبطال الباطل، فكان شديد الحماس للحرب، ولم يرغب في تركها عندما طلب أهل الشام التحكيم ومال إلى ذلك بعض أهل العراق. فعندما أرسل إليه علي يزيد بن هانيء يستدعيه، وكان يقاتل، قال الأشتر :"ليست هذه بالساعة التي ينبغي لك أن تزيلني فيها عن موقفي، إني قد رجوت أن يفتح الله لي"(66)، ولم يرجع يومئذ حتى أخبر أن الفتنة ستقع ، وأن علياً قد يقتل، فجاء وحاجج القوم الذين رغبوا في التحكيم ووبخهم، فتسابوا حتى أمرهم علي (ر) بالسكوت، وتنازع الأشتر والأشعث في هذا كلاماً عظيماً حتى كاد يكون الحرب بينهم (67). وظل الأشتر يشجع علياً (ر) على المضي في الحرب (68). ولذلك كان من الطبيعي أن يرفض التوقيع على صحيفة الموادعة عندما دعي إلى ذلك، وقد قال: " لا صحبتني يميني، ولا نفعتني بعدها شمالي، إن خط لي في هذه الصحيفة اسم على صلح أو موادعة، أولست على بينة من ربي ومن ضلال عدوي، أو لستم قد رأيتم الظفر لو لم تجتمعوا على الجور" (69). وعندما أخبر علي (ر) أن الأشتر لم يرض بالصحيفة، ولم ير إلا القتال قال: "ولا أنا، والله، رضيت، ولن يصلح الرجوع بعد الكتاب"(70).وقد كانت وثيقة التحكيم تخدم معاوية وتضر عليا (لأن عليا ينتسب إلى تراث تاريخي لإضفاء الشرعية على خلافته وليس إلى النص المقدس الصامت حول هذا الموضوع ، بينما يستطيع معاوية ، عند اللزوم ، أن يجد فيه عناصر لدعم مطلبيه: المطلب المتعلق بدم عثمان والمطلب الداعي إلى الشورى)(71)(1/13)
هذا الاعتراض على التحكيم من قبل الأشتر ، قوبل بعدم رضى من قبل القسم الأعظم من الناس، هؤلاء الذي أضنتهم الحرب وأنهكتهم، وراحوا يتطلعون إلى حياة هادئة ينصرفون فيها إلى شؤونهم الحياتية الخاصة، بعيداً عن صهيل الخيول وقعقعة الحديد. ولذلك كان من المتوقع أن يعترض هؤلاء على ترشيح الأشتر حكماً عن العراقيين، وأن يرفضوه (72)، فقد كانوا يدركون أن رجلاً يرفض التوقيع على صحيفة الموادعة لا يمكن يخرج إليهم بالحل الذين يتمنون. بل يبدو أن بعضهم سعى لإحداث خلل في العلاقة المتينة بين علي (ر) والأشتر مستغلاً رفض الأشتر لما قبل به علي (ر)، ولكن علياً (ر) كان يثق بالأشتر ويدرك حقيقة موقفه، ولذلك قال عندما شكا الناس إليه رفض الأشتر: " ياليت فيكم مثله اثنين، ياليت فيكم مثله واحداً يرى من عدوي ما أرى، إذا لخفت علي مؤونتكم ورجوت أن يستقيم لي بعض أودكم ... " (73).
وفاته:
تبدو المصادر التي كانت ضنينة بالحديث عن حياة الأشتر الأولى سخية بالحديث عن وفاته، وهي تكاد تجمع على أنه مات مسموماً بسبب شربة عسل وأن ذلك كان وهو في طريقه إلى مصر بعد أن ولاه عليها علي بن أبي طالب (ر) (74). فقد كان الأشتر عاد، بعد صفين، إلى عمله بالجزيرة ، فكتب إليه علي (ر) وهو بنَصِيبِين يستدعيه، فأخبره خبر أهل مصر، وقال: ليس لها غيرك فاخرج إليها. وقيل كان ذلك بعد صرف قيس بن سعد بن عبادة (75)، أو لما فسدت مصر على محمد بن أبي بكر (76). أما تاريخ وفاته ففيه خلاف يسير، فبعضهم يقول: إنه توفي سنة ثمان وثلاثين (77)، وبعضهم يقول إنه توفي سنة تسع وثلاثين (78)، والأول أرجح. وقيل إنه توفي بالقلزم (79) وقيل بل توفي بالعريش (80).(1/14)
وتذهب روايات كثيرة إلى أن موته مسموماً كان نتيجة مؤامرة بين معاوية ومن قدم له شربة العسل(81). فعندما تجهز الأشتر إلى مصر"... أتت معاوية عيونه لشخوص الأشتر والياً على مصر، فبعث إلى رأس أهل الخراج بالقلزم، فقال له: إن الأشتر قادم عليك، فإن أنت لطفت لكفايتي إياه لم آخذ منك خراجاً ما بقيت، فاحتل بما قدرت عليه. فخرج الأشتر حتى إذا أتى القلزم، وكان شخوصه من العراق في البحر، استقبله الرجل، فأنزله وأكرمه وأتاه بطعام، فلما أكل قال أي الشراب أحب إليك أيها الأمير، قال: العسل. فأتاه بشربة منه قد جعل فيها سماً. فلما شربه قتل من يومه أو غده" (82).
وليس من المستبعد أن يكون معاوية وراء موت الأشتر مسموماً، فلقد كان يخشاه ويعرف منزلته وتأثيره في الناس، ويدرك أن وجوده في مصر والياً عليها قد يجعل منها جبهة أخرى واسعة ضده، فتكون الشام بين جبهتين قد لا تستطيع أن تثبت لهما، ولا سيما أن الجبهة العراقية لم تكن هادئة بالقدر الذي يبعث على الاطمئنان. ثم إن خسارة مصر (كانت تسدد ضربة لعالمية الوظيفة الخليفية التي كان (معاوية) يريد تجسيدها. وفي المقابل كان توسيع مجال نفوذ معاوية يعزز من مطامعه، يضاف إلى ذلك أن الاستيلاء على مصر كان حيويا بالنسبة إليه )(83)
ولا ريب في أن موت الأشتر كان نصراً لمعاوية، ولذلك عندما بلغه نبأ وفاته قام في الناس خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وقال: " أما بعد، فإنه كانت لعلي بن أبي طالب يدان يمنيان، قطعت إحدهما يوم صفين – يعني عمار بن ياسر – وقطعت الأخرى اليوم، يعني الأشتر" (84). ومما قاله أيضاً: "إن لله جنوداً من العسل"(85). أما بالنسبة إلى علي (ر) فقد كان موت الأشتر قاصمة الظهر، ولذلك عندما بلغه نبأ وفاته صاح " لليدين وللفم " (86)، وقال أيضاً: "على مثلك فلتبك البواكي يا مالك، وأنّى مثل مالك!" (87). وقال: "رحم الله مالكاً فلقد كان لي كما كنت لرسول الله" (88).
شعر الأشتر:(1/15)
طغت شهرة الأشتر المقاتل على شهرة الأشتر الشاعر، فكان الاهتمام بأخباره أكثر من الاهتمام بأشعاره، وكان ذكره في كتب التاريخ أكثر من ذكره في كتب الأدب. ومن المعروف أن المؤرخ ينصرف باهتمامه إلى الحادثة التاريخية، أما الأدب الذي ينتج عنها فلا يعنيه إلا بمقدار ما يضيئها ويوضحها. ولذلك فإن ما نجده للأشتر من شعر في المصادر التاريخية جاء يدور في فلك الحرب والقتال وقد جاء معظمه في سياق الحديث عن وقعة صفين. ومع ذلك يبدو هذا الشعر قليلاً بالقياس إلى نشاط الأشتر العسكري وبالقياس إلى خطورة المعارك التي خاضها. فنحن لا نكاد نجد له في المصادر التي رجعنا إليها سوى عدد قليل من الأبيات الشعرية لا يكاد يبلغ خمسين بيتاً من الشعر ومجموعة من الأراجيز لا تكاد تبلغ العشرين وهي أراجيز صغيرة قصيرة قيلت أثناء القتال عند النزال أو عند الاستعداد له، أما الأبيات الشعرية فتتوزع على شكل مقطوعات قصيرة، ولا نجد سوى قصيدتين قصيرتين أيضاً تبلغ إحداهما أحد عشر بيتاً وهي لا مية، وتبلغ الأخرى ثمانية أبيات وهي ميمية.
وأشعار الأشتر، بشكل عام،تحمل ملامح الأشعار التي قيلت في المعارك التي دارت في عهد الخلفاء الراشدين ، فهي تتميز بالإيجاز والعفوية والبساطة، ومقطوعاته الشعرية تتخفف من المقدمات ومن تعدد الأغراض، وذلك كله نتيجة طبيعية لأحداث المعركة المتلاحقة التي لم تكن تتيح للشعراء التقيد بالنظام التقليدي للقصيدة العربية ،فكانوا يطرقون موضوعاتهم بشكل مباشر من غير اهتمام بمقدمات أو انشغال بالدخول في موضوعات أخرى. ولذلك جاءت أشعار الأشتر – إلا أقلها –للتعبير عن مواقف من المعركة بما يتطلبه ذلك من تهديد ووعيد وفخر بقوّة وذكر لأنجازات .(1/16)
كذلك جاء الرجز في شعر الأشتر أكثر من القصيد- وهذا ما نلاحظه في شعر المعارك بشكل عام – وذلك لأن الأشتر لم يكن من الشعراء الممتازين، ولأن الرجز كان بحراً سهلاً كثير الدوران على ألسن المقاتلين منذ الجاهلية. ورجز الأشتر لا يختلف عن رجز أسلافه الجاهليين إلا في بعض آثار إسلامية تظهر على استحياء من خلال ذكر "الرّب"و "الكفر "و الإيمان" و" المعاد" وذكر الرغبة في الشهادة. وهو رجز يدور في فلك التحدي والفخر بالقوة والنسب.
ولما كانت هذه الأشعار في معظمها قيلت في حرب صفين فمن الطبيعي أن يكون كتاب "وقعة صفين" لنصر بن مزاحم المصدر الأخصب لها، وكذلك كتاب "شرح نهج البلاغة " لابن أبي الحديد. أما المصادر التاريخية الأخرى فقد أهملت شعر الأشتر أو كادت وهي لم تقف عند صفين وقفة خاصة مطولة، فالطبري ، مثلاً، في تاريخه ذكر وقعة صفين في أثناء تأريخه لحوادث سنة ثلاث وثلاثين وسنة سبع وثلاثين، فكان اهتمامه بتتابع الأحداث يشغله عن الاهتمام بالشعر الذي يرافقها. وبعض الباحثين يشكك بالأشعار المروية في وقعة صفين وهو أمر له ما يسوغه ولا سيما أن كثرتها تلفت النظر حقاً، ولكننا مع ذلك نرجح أن الأشتر قال في وقعة صفين أكثر مما رواه نصر بن مزاحم، إذا لا يفوتنا أن اهتمام نصر كان بالأشعار التي ترتبط بشكل مباشر بالموقف الذي يرويه، ولم تكن غايته جمع الشعر الذي قيل في المعركة. وقد استمرت وقعة صفين طويلاً، وكانت مجالاً رحباً لقول الشعر، ولاسيما أن الشاعر الأشتر كان قائداً كبيراً من قاداتها، وكان من أكثر الناس إيماناً بعدالتها، وحماساً لها.(1/17)
والأرجح أن بعض شعر الأشتر قد ضاع، وربما كانت الخصومات السياسية والمذهبية عاملاً كبيراً من عوامل ضياعه. فلا ريب في أن معاوية وأنصاره لم ينسوا للأشتر حبه لعلي (ر) وشدته عليهم، وكان من شأن ذلك أن يجعل من رواية شعر الأشتر أو الاهتمام به أمراً محرجاً، أو أكثر من محرج، ولاسيما بعد أن صار الحكم إلى معاوية. فمن المعروف أن الحكم الأموي اتسم بالعصبية ؛ عصبية للعرب ضد العجم والموالي ، وعصبية لليمنية على القيسية، وعصبية لبني أمية على بني هاشم...وكان يزيد بن معاوية أشد الأمويين تعصبا على بني هاشم (89).ولاريب في أن ذلك كان له أثر في ضياع بعض الشعر الذي قاله أنصار علي ، ولاسيما إذا كانوا من الشعراء غير المشهورين. ويكفي، في هذا المقام، أن نشير إلى أن بني أمية كانوا ينهون عن رواية قصيدة قالها كعب بن زهير في مديح علي بن أبي طالب (90) ، فإذا كان هذا شأنهم مع شاعر فحل مشهور ، أفلا يحق لنا أن نظن أنهم كانوا وراء ضياع بعض شعر الأشتر الذي لم يكن شاعرا فحلا أو مشهورا ، بل كان مقاتلا شديدا ضدّهم ؟!. ومن عوامل الضياع أيضاً عدم الدقة – في بعض الأحيان – في نسبة الشعر إلى قائله ولا سيما إذا كان قد قاله في أثناء القتال، ولذلك قد نجد شعراً ينسب للأشتر ولغيره كما سنجد في الأرجوزة التي يقول فيها:
أضربهم ولا أرى معاوية ... الأخزر العين العظيم الحاوية
ولا يستبعد أن يكون بعض شعر الأشتر قد نسب لغيره بسبب الخصومات التي أشرنا إليها، أوبسبب الطوابع الشعبية التي يحملها شعر الأشتر والتي تجعل من نسبة بعضه إلى أي شاعر كان يقاتل في جيش علي بن أبي طالب أمرا ممكناً.(1/18)
ويبقى هناك عامل ثالث هام هو أن المصادر التي تروى شعر الأشتر، ولا سيما وقعة صفين وشرح نهج البلاغة، كانت تروى من الشعر ما يتعلق بالحادثة التاريخية التي تتحدث عنها، ولذلك كانت تكتفي منه بموضع الشاهد في كثير من الأحيان. فابن أبي الحديد، مثلاً، يروى عن أبي مخنف أبياتاً للأشتر ثم يذكر مناسبتها ويقول: "قال أبو مخنف: ففي ذلك يقول الأشتر من جملة هذا الشعر الذي ذكرناه..." (91)، ويذكر بيتين من شعر الأشتر. وفي قوله دلالة واضحة على أنه يذكر أبياتاً من مجموعة أبيات، ونحن لا نجد في المصادر الأبيات التي أهملها.
وفي جمع شعر الأشتر رأينا اعتماد الخطوات التالية:
1- اعتماد رواية المصدر الأقدم مع الإشارة إلى الروايات الأخرى في المصادر الأحدث في حال وجودها.
2- ذكر المناسبة التي قيل فيها الشعر، في حال معرفتها.
3- شرح الألفاظ الغريبة
4- ترتيب الأشعار حسب الأحرف الهجائية، وجعل الشعر أولاً ثم الرجز.
5- لأن هوامش البحث كانت كثيرة فقد رأينا جعل هوامش مستقلة للأشعار.
شعر الأشتر:
ـ ب ـ
أ- الشعر
وقال الأشتر (1): ... ... [ بسيط ]
أَظُنُّ جهلَكُمُ هذا وبطشَكُمُ ... سَيُنفِذانِكمُ في مُزبِدٍ لَجِبِ(2)
لا تطلبُوا الحربَ ما دمتمْ على طرفٍ ... من السَّلامةِ واخشَوا جولةَ الحِقَبِ(3)
ـ س ـ
وقال (4): ... ... [كامل]
بَقَّيْتُ وَفْري وانحرفْتُ عن ِالعُلا ... ولقيتُ أضيافي بوجهِ عبوسِ
إنْ لم أشُنَّ على ابن هندٍ غارةً ... لم تَخْلُ يوماً من نِهَابِ نفوسِ(5)
خيلاً كأمثالِ السَّعالي شُزَّبا ... تَعْدو ببيضٍ في الكريهَةِ شوسِ(6)
يحمى الحديدُ عليهمُ فكأنَّهُ ... لمعانُ برْقٍ أو شُعاعُ شُمُوسِ(7)
ـ ل ـ
وقال (8): ... ... [متقارب]
إنَّا إذا ما احتسبنا الوغى ... أدرنا الرّحى بصنوف الحُدُلْ(9)
وضرباً لهاماتِهمْ بالسُّيوفِ ... وطعناً لهمْ بالقنَا والأَسَلْ
عَرانينُ من مَذْحِجٍ وسْطَها ... يخوضُونَ أغمارها بالهَبَلْ(10)
ووائلُ تُسعِرُ نيرانَها ... ينادونهمْ أمرُنا قد كَمُلْ(1/19)
أبو حسنٍ صوتُ خيشومِها ... بأسيافِهِ كلُّ حسام ٍبَطَلْ11)
على الحقِ فينا لهُ منهجٌ ... على واضحِ القصدِ لا بالمَيَلْ
وقال الأشتر حين قال علي (ر): "إنني مناجز القوم إذا أصبحت" (12): ... [خفيف]
قد دنا الفصْلُ في الصَّباح وللسِّـ ... ـلم رجالٌ وللحروبِ رجالُ
فرجالُ الحروبِ كلُّ خِِدَبٍّ ... مُقحِم ٍلا تهدُّهُ الأهوالُ
يضربُ الفارسَ المدجَّجَ بالسَّيـ ... ـفِ إذا فُلَّ في الوغى الأكفالُ13)
يا ابنَ هندٍ شُدَّ الحيازيمَ للمو ... تِ ولا يذهَبَنْ بكَ الآمالُ(14)
إن في الصبحِ إنْ بقيتَ لأمراً ... تتفادى من هولِهِ الأبطالُ
فيه عِزُّ العراق أو ظفرُ الشَّا ... مِ بأهلِ العراق والزلزالُ
فاصبروا للطَّعانِ بالأسَلِ السُّمْ ... ـر وضربٍ تجري بهِ الأمثالُ(15)
إنْ تكونوا قتلتم النَّفَرَ البيـ ... ـضَ وغالتْ أولئكَ الآجالُ(16)
فلنا مثلُهُمْ وإنْ عَظُمَ الخطـ ... ـبُ، قليلٌ أمثالُهم أبدالُ(17)
يخضِبونَ الوشيجَ طعناً إذ جُ ... ـرَّتْ من الموتِ بينهم أذيالُ(18)
طَلَبَ الفوزِ في المعادِ وفي ذا ... تُستهانُ النفوسُ والأموالُ(19)
وقال (20): ... ... [طويل]
وسارَ ابنُ حربٍ بالغوايةِ يبتغي ... قتالَ عليٍّ والجيوشُ مع الحَفْلِ
فسِرنا إليهمْ جهرةً في بلادِهم ... فصُلنا عليهم بالسُّيوفِ وبالنَّبلِ
فأهلكهم ربِّي وفرَّقَ جمعَهم ... وكانَ لنا عوناً وذاقوا رَدى الخَبْلِ
ـ ك ـ
وفي مواقعة الجمل دعا ابن الزبير للمبارزة فخرج إليه الأشتر، فضرب كل منهما صاحبه فجرحه، ثم اعتنقا، فصرع الأشتر عبد الله وقعد على صدره، فجعل عبد الله ينادي اقتلوني ومالكاً، ثم أفلت من تحته ولم يكد. فقال الأشتر (21): ... [طويل]
أعائشُ لولا أنني كنتُ طاوياً ... ثلاثاً لألفَيْتِ ابنَ أختِكِ هالِكاً
غداةَ ينادي والرِّجالُ تحوزهُ ... بأضعف صوتٍ: اقتلوني ومالكاً
فلمْ يعرفوه إذ دعاهم وغَمَّهُ ... خِدَبٌّ عليه في العَجَاجَةِ باركاً(22)
فنجَّاهُ منّي أكلُهُ وشبابُهُ ... وأنّي شيخٌ لم أكنْ متماسكاً(1/20)
ويروى أبو محنف عن الأصبغ بن نباته أن السيدة عائشة( ر) قالت للأشتر: أنت الذي صنعت بابن أختي ما صنعت؟ قال: نعم، قالت: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحل دم مسلم إلا بأحد أمور ثلاثة: كفر بعد إيمان، أو زنى بعد إحصان، أو قتل نفس بغير حق "! فقال: على بعض هذه الثلاثة قاتلناه يا أم المؤمنين. قال أبو محنف ففي ذلك يقول الأشتر من جملة هذا الشعر الذي ذكرناه (23):
وقالتْ على أيّ الخصالِ صرعتََهُ ... بقتلٍ أتى، أم رِدّةٍ لا أبالكا؟
أم المحصَن الزاني الذي حلَّ قتلُهُ ... فقلتُ لها: لا بدَّ من بعض ذلكا
ـ م ـ
وقال (24): ... ... [مجزوء الرجز]
نحنُ قتلنا حوشَبا ... لمّا غدا قد أعلَمَا(25)
وذا الكلاع قبلَهُ ... ومَعبداً إذ أقدَما(26)
إنْ تقتلوا منّا أبا الـ ... ـيقظانِ شيخاً مسلِما
فقدْ قتلنا منكمُ ... سبعينَ رأساً مجرما
أضحوا بصفّينَ وقدْ ... لاقوا نكالا مؤْثِما(27)
وقال الأشتر فيما كان من تخويف جرير إياه بعمرو، وحوشب ذي ظليم وذي الكلاع (28 ): ... [وافر]
لعمرك يا جريرُ لقولِ عمرٍو ... وصاحبِهِ معاويةَ الشآمي(29)
وذي كَلعٍ وحوشبَ ذا ظليمٍ ... أخفُّ عليَّ من زِفِّ النّعامِ(30)
إذا اجتمعوا عليَّ فخلِّ عنهم ... وعن باز ٍمَخالبُهُ دوامِ(31)
فلستُ بخائفٍ ما خوَّفوني ... وكيفَ أخافُ أحلامَ النّيامِ
وهمُّهم الذي حاموا عليه ... من الدنيا، وهمّي ما أمامي(32)
فإنْ أسلمْ أعمّهُمُ بحربٍ ... يشيبُ لهولِها رأسُ الغلام
وإن أهلِك فقد قدَّمتُ أمراً ... أفوزُ بفَلْجِهِ يوم الخِصامِ(33)
وقد زأروا إليَّ وأوعدوني ... ومن ذا ماتَ من خوفِ الكلامِ
وكان شعار أصحاب علي (ر) يوم الجمل " حم لا ينصرون " فلما بوأ الأشتر لمحمد بن طلحة الرمح قال: حم، فطعنه الأشتر وقال (34): ... ... [طويل]
يذكرني حم والرّمح شاجِرٌ ... فهلا تلا حم قبلَ التقدّمِ
ـ ي ـ
وقال (35): ... ... [طويل]
وما بَرِحَتْ مثلُ المهاةِ وسابحٍ ... وخطَّارَةٍ عُبْرُ السُّرى من عياليا(36)(1/21)
أقاسمهنَّ العيشَ في الفقرِ والغِنى ... ويَدفعُ عنهنَّ السنينَ احتباليا(37)
فهذا لأيامِالهياجِ وهذهِ ... لِلَهوي وهذي عدّةٌ لارتحاليا(38)
ب ـ الرجز:
ـ ب ـ
في وقعة صفين خرج رجل من أهل الشام يقال له صالح بن فيروز، وكان مشهوراً بشدة البأس، فارتجز على الأشتر، فبرز إليه الأشتر وهو يقول (39):
آليتُ لا أرجعُ حتّى أضربا ... بسيفيَ المصقولِ ضرباً مُعجِبا
أنا ابنُ خير مَذْحِج ٍمُركّبا ... من خيرها نفساً وأمّاً وأبا
وأراد أن يخرج عمرو بن يثربي الضبي للبراز، في موقعة صفين، وكان قد قتل من قتل ، فقالت له الأزد: ما في هذا الجمع أحد نخافه عليك إلا الأشتر، قال: فإياه أخاف. وعندما نزل التقى به، فارتجز الأشتر (40):
إنّي إذا ما الحربُ أبدتْ نابَها ... وأغلقتْ يومَ الوغى أبوابَها
ومزَّقَت من حَنَقٍ أثوابَها ... كنّا قُداماها ولا أذنابَها(41)
ليسَ العدوُّ دوننا أصحابَها ... مَنْ هابَها اليومَ فلن أهابَها
لا طعنَها أخشى ولا ضِرَابَها
ـ ت ـ
وأقبل الأشتر يوم الفرات يضرب جمهور الناس حتى كشف أهل الشام عن الماء، وهو يقول (42):
لا تذكروا ما قد مضى وفاتا ... والله ربِّي باعث الأمواتا(43)
من بعدِ ما صاروا صدًى رُفاتا(44) ... لأوردنَّ خيليَ الفُراتا(45)
شعث النواصي أو يقال ماتا
ـ ج ـ
وتقدم الأشتر لقتال أهل الشام وهو يقول (46):
حربٌ بأسبابِ الرّدى تَأجَّجُ ... يهلِكُ فيها البطلُ المُدجَّجُ
يكفيكَها همدانُها ومذْحِجُ ... قومٌ إذا ما أحمشوها أنضجوا(47)
روحوا إلى اللهِ ولا تعرّجوا ... دينٌ قويمٌ وسبيلٌ مُنْهَجُ
وخرج لقتال الأشتر فارس يقال له الأجلح، وكان من أعلام العرب وفرسانها، وكان على فرس يقال له لاحق، فلما استقبله الأشتر كره لقاءه واستحيا أن يرجع، فشد عليه الأشتر وهو يقول (48):
بُليتَ بالأشترِ ذاكَ المَذْحِجي ... بفارسٍ في حَلَقٍ مُدجّجِ
كالليثِ ليثِ الغابةِ المُهيَّجِ ... إذا دعاهُ القِرْنُ لم يُعرّجِ
ـ د ـ(1/22)
وخرج لمبارزته فارس يقال له إبراهيم بن الوضاح وهو يرتجز قائلاً: " هل لك يا أشتر في برازي ..." فقال الأشتر (49):
نَعَمْ نَعَمْ أطلبُهُ شهيدا ... معي حسامٌ يقصمُ الحديدا
يترك هامات العدى حصيدا
وخرج لمبارزته فارس يقال له رياح بن عتيك وهو يرتجز متحدياً، فخرج إليه الأشتر وهو يقول (50):
رويدَ لا تَجْزعْ من جلادي ... جلادَ شخصٍ جامعِ الفؤادِ(51)
يجيبُ في الرَّوعِ دُعا المنادي ... يشدُّ بالسَّيفِ على الأعادي
ـ ر ـ
وتقدم جيش أهل الشام، فأقبل الناس على الأشتر فقالوا: يوم من أيامك الأول، وقد بلغ لواء معاوية حيث ترى. فأخذ الأشتر لواءه ثم حمل وهو يقول (52):
إنّي أنا الأشترُ معروفُ الشّتَرْ ... إنّي أنا الأفعى العراقيُّ الذّكَرْ
لستُ من الحيِّ ربيعٍ أو مضرْ ... لكنني من مَذْحِجَ الغُرِّ الغُرَرْ
نزل عبد الله بن عمر في يوم من أيام صفين للقتال، فلقيه الأشتر أمام الخيل مزبداً – وكان الأشتر إذا أراد القتال أزبد – وهو يقول (54):
في كلّ يوم ٍهامتي مقيَّرَهْ ... بالضَّرب أبغي مِنَّةً مؤخَّرَهْ
والدّرعُ خيرٌ من برودِحِبَرَهْ ... يا ربَّ-ِ جنّبني سبيلَ الكفرَهْ
واجعلْ وفاتي بأكفِّ الفَجَرَهْ ... لا تعدِلُ الدنيا جميعاً وَبَرَهْ
ولا بعوضا في ثواب البرره
ونزل بسربن أرطاة لمبارزة علي(ر) فطعنه علي(ر) وهو دارع فألقاه إلى الأرض، ومنع الدرع السنان أن يصل إليه، فاتقاه بسر بعورته وقصد أن يكشفها يستدفع بأسه، فانصرف عنه عليه السلام مستدبراً له ، فعرفه الأشتر حين سقط فقال: يا أمير المؤمنين، هذا بسر بن أرطاة، هذا عدو الله وعدوك ، فقال دعه، عليه لعنة الله، أبعد أن فعلها. وفي ذلك يقول الأشتر (55) :
أكلَّ يومٍ رجْلُ شيخٍ شاغرَهْ ... وعورةً وسْطَالعَجاج ظاهرَهْ
تُبرِزُها طعنةُ كفٍّ واترَهْ ... عمرٌو وبُسرٌ رُمِيا بالفَاقرَهْ(56)(1/23)
ودعا معاوية يوماً بصفين عمرو بن العاص وأمره أن يخرج بخيل لقتال الأشتر، فخرج عمرو ، فلقيه الأشتر أمام القوم وهو يرتجز (57):
يا ليتَ شِعري كيفَ لي بعمرِو ... ذاكَ الذي أوجبتُ فيهِ نذري
ذاكَ الذي أطلبُه بوِتْري ... ذاك الذي فيه شفاءُ صدري
مَنْ بائعي يوماً بكلّ عمري ... يعُلى به عندَ اللقاء قَدْري
أجعلُه فيه طعامَ النّسرِ ... أو لا فربّي عاذري بعذري
ـ ص ـ
وقال وهو يحمل على عمرو بن العاص يوم الفرات (58):
ويحكَ يا ابنَ العاصي ... تنحَّ في القواصي
واهرُبْ إلى الصّياصي(59) ... اليوم في عِراصي(60)
تأخذُ بالنّواصي ... لا نحذرُ التناصي(61)
نحنُ ذوي الخِماصِ(62) ... لا نقربُ المعاصي
في الأدرُعِ الدِّلاص ... في الموضعِ المُصَاصِ(63)
ـ ط ـ
وحمل على أبي الأعور ، وقيل اسمه عمرو بن سفيان السلمي ، وهو يقول (64):
لستُ – وإن يُكرَهَ – ذا الخلاطِ ... ليسَ أخو الحرب بذي اختلاطِ
لكنْ عبوسٌ غيرُ مستشاطِ ... هذا عليٌّ جاء في الأسباط
وخَلَّفَ النَّعيمَ بالإفراطِ ... بعَرْصَةٍ في وسط البلاطِ
منحَّلُ الجسِم من الرِّباطِ ... يحكمُ حكمَ الحقِّ لا اعتباطِ(65)
ـ ظ ـ
وكان ينشد يوم الفرات (66):
اليوم يوم الحفاظْ ... بين الكماة الغلاظْ
نحفِزُها والمِظاظْ (67)
ـ ع ـ
ونزل لقتال حوشب ذي ظليم، وهو حوشب بن طخمة ، فقال (68):
يا حوشَبَ الجِلْفِ ويا شيخَ كَلَعْ ... أيكما أراد أشتر النخعْ
ها أنا ذا وقد يَهولُكَ الفَزَعْ ... في حَومةٍ وسْط قرارٍ قد شَرَعْ
ثمّ تلاقي بطلاً غيرَ جَزِعْ ... سائلْ بنا طلحة واصحابَ البِدَعْ
وسلْ بنا ذاتَ البعيرِ المضْطجعِْ(69) ... كيفِ رأوا وقعَ الليوثِ في النَّقَعْ(70)
تلقى امرأ كذاك ما فيه خَلَعْ ... وخالف الحقَّ بدينٍ وابتدعْ(71)
ـ ك ـ
وخرج لقتال الأشتر فارس يقال له زامل بن عتيك الحزامي وكان من أصحاب الألوية، فطعن الأشتر فصرعه عن فرسه ولم يصب مقتلاً ، وشد عليه الأشتر راجلاً فقطع قوائم الفرس بالسيف وهو يقول (72):(1/24)
لابدَّ من قتلي أو من قتلكا ... قتلت منكم خمسةً من قبلكا
وكلُّهم كانوا حماةً مثلكا
ـ ن ـ
وشد مالك بن أدهم السلماني _ وكان من فرسان أهل الشام _ على الأشتر فلما لحقه التوى الأشتر عن الفرس، واضطرب السنان فأخطأ ثم استوى الأشتر على فرسه وشد عليه بالرمح وهو يقول (73):
خانَكَ رمحٌ لم يكنْ خوّانا ... وكانَ قِدْماً يقتلُ الفرسانا
لويتَه لخيرِ ذي قحطانا ... لفارسٍ يخترمُ الأقرانا
أشهل لا وغلاً ولا جبانا(74)
وشد الأشتر على محمد بن روضة، وهو يضرب في أهل العراق ضرباً منكراً ويرتجز متهما ً أهل الكوفة بقتل عثمان (ر)، فقال (75):
لا يبعدِ الله سوى عثمانا ... وأنزلَ الله بكمْ هوانا
ولا يسلِّي عنكم الأحزانا ... مخالفٌ قد خالفَ الرّحمانا
نصرتموه عابداً شيطانا
وأقبل الأشتر يضرب بسيفه في أهل الشام وهو يقول (76)
أضربُهُمْ ولا أرى معاويَهْ ... الأخزَرَ العينِ العظيمَ الحاويَهْ
هوتْ بهِ في النارِ أمٌّ هاويَهَْ ... جاوره فيها كلابٌ عاويهْ
أغوى طَغاماً لا هَدَتْهُ هاديهْ
الهوامش:
أ- هوامش الدراسة:
1- ينفرد صاحب البداية والنهاية بالقول إن اسمه مالك بن يزيد، انظر البداية والنهاية: 7/133 .
2- في المؤتلف والمختلف 32: عبد الغوث .
3- في معجم الشعراء :263 " سلمة " وكذلك في الإصابة: 3/482 وفي جمهرة أنساب العرب: 415 .
4- في شرح النهج: 8/72 "ربيعة بن خزيمة بن سعد" .
5- طبقات ابن سعد: 6/239، وجمهرة أنساب العرب: 415. وسمي بـ "النخع" لأنه انتخع عن قومه، أي بعد عنهم، انظر الاشتقاق: 397، وصبح الأعشى: 1/327.
6- جمهرة أنساب العرب: 414. وفي شرح النهج: 8/72، "... النخع بن عرد بن علة بن خالد بن مالك".
7- جمهرة أنساب العرب: 405 و 412
8- مذحج أكمة ولدت عليها أمهم فسموا مذحجاً (الاشتقاق: 397) ورجال سعد العشيرة يسمون فدحجاً (انظر قبائل مذحج في الاشتقاق 405، 406).
9- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: 4/194.(1/25)
10- انظر الاشتقاق: 397، وجمهرة أنساب العرب: 414، وصبح الأعشى: 1/327، والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: 4/459.
11- الاشتقاق: 297.
12- معجم الشعراء: 263. وفي جمهرة النسب لابن الكلبي 2/354 أن الذي شتر عينه اسمه أبو مسيكة.
13- لباب الآداب: 187.
14- انظر تاريخ اليعقوبي: 2/142، وتاريخ الطبري: 3/401.
15- الإصابة: 3/482، والمحبر: 233، 234، والبرصان والعرجان: 568، والمعارف: 586.
16- الكامل في التاريخ: 3/250 وشرح النهج 1/226، وتاريخ الطبري: 4/521 ولكنه يذكر أن الرجل هو عبد الرحمن بن عتاب.
17- تاريخ الطبري: 4/530، وانظر عيون الأخبار: 150.
18- تاريخ الطبري: 4/525 .
19- السابق: 5/ 11.
20- وقعة صفين: 255 .
21- المحبر: 233، 234 .
22- شرح النهج: 8/75. وانظر أيضاً الأعلام للزركلي 6/131 .
23- تاريخ الطبري: 4/567. وانظر شرح النهج 8/72 مع خلاف بسيط .
24- لباب الآداب: 187. وانظر شرح النهج: 1/224 كيف حذرت الأزد عمرو بن يثربي الضبي قائلة: " ما في هذا الجمع أحد نخافه عليك إلا الأشتر. قال فإياه أخاف ".
25-شرح النهج:1/226,وانظر شواهد على قوته في وقعة صفين 196 وفي تاريخ الطبري:4/575 .
26-العقد الفريد:1/120 .
27-السابق:4/426 .
28-البيان والتبين:3/257.وعيون الأخبار:1/186.وفي أنساب الأشراف(4/43):"ذكر الأشتر النخعي عند معاوية,فقال رجل من النخع للذي ذكره:اسكت فإن موته أذل أهل العراق, وإن حياته أذلت أهل الشام" .
29- شرح النهج: 8/75 .
30- وقعة صفين 466 ، 467. .
31- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 4/194.
32- الإصابة 3/482. وفي المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (4/194) أنه "صاحب رسول الله ثم علي بن أبي طالب" .
33- تاريخ اليعقوبي: 2/173, الاستيعاب :1/253, والكامل في التاريخ: 3/134 .
34- الاستيعاب: 1/253. والخبر في أسد الغابة:1/302 .
35- تاريخ الطبري: 5/95 .
36- العقد الفريد:1/119 ، 120,و 4/326 .(1/26)
37- الإصابة: 3/482 .
38- جمهرة أنساب العرب: 415 .
39- تاريخ الطبري: 4/45 .
40- السابق: 4/279 .
41- الإصابة: 3/482 .
42- لباب الآداب: 205. وفي الأغاني (15/208) أنه عبر (نهر) القادسية.
43- تاريخ الطبري: 3/401 .
44- عزاز بليدة فيها قلعة شمال حلب بينهما يوم, طيبة الهواء, عذبة الماء, (معجم البلدان4/118)
45- فتوح الشام: 176
46- السابق والصفحة نفسها
47- تاريخ الطبري: 4/322 وما بعدها .
48- انظر الأغاني: 12/168,167
49- تاريخ الطبري: 4/219.
50- السابق: 4/349.
51- السابق: 4/293.
52- السابق: 4/433. وانظر أيضا البداية والنهاية: 7/182.
53- تاريخ اليعقوبي: 2/178.يرى أحد الباحثين المعاصرين أن الأشتر كان واحدا من أهم الذين مهدوا للعلاقة التاريخية بين علي وأهل الكوفة (انظر: الحجاز والدولة الإسلامية للدكتور إبراهيم بيضون :186) .
54- السابق والصفحة نفسها.
55- تاريخ الطبري: 4/429.
56- أنساب الأشراف: 2/148, والكامل في التاريخ: 3/193.
57- أنساب الأشراف 2/149, وفي الكامل في التاريخ: 3/191 قال الأشتر لعلي: "دعني أضرب عنقه" .
58- البيان والتبيين" 2/296, وانظر تاريخ الطبري: 4/541.
59- تاريخ الطبري: 5/11, والكامل في التاريخ: 3/294. ويلاحظ أحد الباحثين من خلال دراسته للتشكيلة العسكرية التي كان الأشتر فيها على خيل الكوفة (أن قبائل العراق قد تمثلت بالأشتر الذي احتل موقعا قياديا بارزا في صفين) (انظر: الحجاز والدولة الإسلامية للدكتور إبراهيم بيضون:201) .(1/27)
60- انظر تاريخ الطبري: 5/19 و5/47, وكذلك الكامل في التاريخ: 3/300 وما بعدها.ويذكر أحد الباحثين المعاصرين - معتمدا على كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير- أن الدعوة إلى المفاوضات التي مهد لها برفع المصاحف كانت في الوقت الذي كانت فيه قوات الأشتر تخترق صفوف الشاميين وتدفع بهم إلى الوراء (انظر :ملامح التيارات السياسية في القرن الأول الهجري، للدكتور إبراهيم بيضون: 128)، ولكن باحثا آخر يشكك بضخامة إنجازات الأشتر ويقول :(ولئن كان ثمة عمل من جانب الأشتر فمن الممكن أن يكون عملا جزئيا وبعيدا عن أن يكون حاسما بالنسبة إلى مخرج المعركة ونهايتها)وحجته في ذلك أن الرواية التي تتحدث عن أثر الأشتر العظيم في نهاية المعركة جاءت من مصدر عائلي(!) وبالتالي فهي مشبوهة (انظر: الفتنة ، للدكتور هشام جعيط: 202 "الحاشية").
61- الأخبار الطوال:185.
62- موقعة صفين:179.
63- تاريخ الطبري: 565. وانظر أيضا الكامل في التاريخ: 3/281.
64- السابق: 3/315.
65- قال الأشتر لقومه في صفين:"والذي نفسي بيده مامن هؤلاء-وأشار إلى أهل الشام- رجل على مثل جناح بعوضة من دين " انظر الكامل في التاريخ: 3/300.
66- الكامل في التاريخ: 3/ 317 .يرى بعض الباحثين المعاصرين أن الدعوة إلى التحكيم كانت مناورة ذكية أوجدت فرصة نادرة لإنقاذ القوات الشامية من الهزيمة (انظر: ملامح التيارات السياسية في القرن الأول الهجري، للدكتور إبراهيم بيضون :128)،بينما يشك باحث آخر في أن الجيش الشامي كان على وشك الانهزام ، وإن كان يعترف بأنه كان منهكا ومستنفدا (انظر: الفتنة،للدكتور هشام جعيط 202) .
67- تاريخ اليعقوبي: 2/189، وتاريخ الطبري: 5/50 والكامل في التاريخ: 3/317 .
68- مروج الذهب: 2/400 .
69- تاريخ الطبري:5/54 ،55. والكامل في التاريخ 3/321 .
70- أنساب الأشراف: 2/233 .
71- الفتنة ،جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر، :212 .(1/28)
72- انظر السابق: 2/230، والأخبار الطوال: 192 ومروج الذهب: 2/402، والكامل في التاريخ: 3/319 .
73- تاريخ الطبري: 5/59 .
74- انظر الإصابة: 3/482، وطبقات ابن سعد: 6/239، وعيون الأخبار: 1/201، وأنساب الأشراف: 2/287، ومروج الذهب: 2/420، وتاريخ الطبري: 4/553، والكامل في التاريخ: 3/352، 353، ودائرة المعارف الإسلامية: 2/211. والمستطرف: 2/76 ولكن ابن أبي الحديد يقول في شرح النهج: 8/75: " وقيل إنه لم يصح، وإنما مات حتف أنفه ".ويشير أحد الباحثين المعاصرين إلى أن الأشتر مات بعد أن (شرب شربة من العسل لايبعد أن يكون قد دس له السمّ فيها) ولكنه لايضيف بعد ذلك أية إضافة قد تسهم في توضيح الحادثة. (انظر: تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، للدكتور حسن إبراهيم حسن: 1/270).
75- الإصابة: 3/482.
76- انظر أنساب الأشراف: 2/287، وتاريخ الطبري: 5/95، والكامل في التاريخ: 3/352.
77- الإصابة: 3/482، وتاريخ الطبري: 5/95 والكامل في التاريخ: 3/353.
78- شرح النهج: 8/75. وفي الأعلام للزركلي: 6/131 أنه توفي سنة سبع وثلاثين.
79- الإصابة: 3/482، وأنساب الأشراف: 2/287، وتاريخ الطبري: 4/553، والكامل في التاريخ: 3/353، ودائرة المعارف الإسلامية: 2/211. والقلزم: مدينة مبنية على شفير البحر، بينها وبين مصر ثلاثة أيام (معجم البلدان 4/388).ويذكر الدكتور حسن إبراهيم حسن أن القلزم هي مدينة السويس الحالية (انظر كتابه: تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي: 1/270) .
80- طبقات ابن سعد: 6/239، ومروج الذهب: 2/420، وصاحب مروج الذهب يرى أن وفاته بالعريش أثبت. والعريش: مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم وسط البحر (معجم البلدان 4/113).
81- مروج الذهب: 2/420، والكامل في التاريخ: 3/352، 253.(1/29)
82- أنساب الأشراف 2/287. وانظر القصة بالتفصيل أيضاً في تاريخ الطبري: 5/97، وفي الكامل في التاريخ: 3/352، 353.
83- الفتنة، جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر ،:255. وانظر في أهمية مصر بالنسبة إلي معاوية وعمرو بن العاص في الرجع نفسه :247 وما بعدها.
84- تاريخ الطبري: 5/96، والكامل في التاريخ: 3/353.
85- أنساب الأشراف: 2/287، وعيون الأخبار: 1/201 والمستطرف: 2/76. وانظر القول بصيغ مختلفة في مروج الذهب: 2/420 وتاريخ الطبري: 4/553 (والطبري ينسب القول لعمرو بن العاص) ودائرة المعارف الإسلامية: 2/211.
86- عيون الأخبار: 1/201 ومروج الذهب: 2/420 والكامل في التاريخ: 3/353، ودائرة المعارف الإسلامية: 2/211. والقول من بيت شعري قاله قاتل محمد بن طلحة يوم الجمل، والبيت هو:
شككت له بالرمح حضنى قميصه ... فخر قتيلاً لليدين وللفم
انظر المعارف لابن قتيبة: 231
87- تاريخ اليعقوبي: 2/194، والكامل في التاريخ: 3/353 وفيه أنه قال: " على مثله فلتبك البواكي ".
88- الأعلام للزركلي: 6/131.
89- انظر أدب السياسة في العصر الأموي :25 .
90- انظر ديوان كعب بن زهير :128.(قرأه وقدم له د. محمد يوسف نجم- ط1،1995، دار صادر،بيروت).وانظر،أيضا،منتهى الطلب من أشعار العرب: 1/109.(جمع محمد بن المبارك بن ميمون ، تحقيق د.محمد نبيل طريفي- ط1، 1999، دار صادر ، بيروت).
91- انظر شرح النهج: 1/227.
ب- هوامش الشعر:
1- حماسة البحتري: 1/398 ،399 .
2- نفذ: مضى، وأراد سيؤدي بكم. والمزبد: البحر الهائج يقذف بالزبد، واللجب: صوت اضطراب أمواج البحر.
3- الحقب: جمع حقبة، وهي المدة من الدهر. وأراد سطوة الزمن(1/30)
4- أمالي القالي: 85. معجم الشعراء: 263، وشرح ديوان الحماسة للشنتمري :1/431، 432،والمؤتلف والمختلف : 370، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي :1/149، لباب الآداب :187 والتذكرة السعدية: 53، 54 والبيتان الأول والثاني في الإصابة: 3/482. والبيت الأول وحده في الحماسة البصرية: 1/71 وفي سمط اللآلي: 278 وقد نال قسم الأشتر في هذه الأبيات إعجاب القدماء، فقال القالي في الأمالي: "ومن أحسن ما سمعت في القسم قول الأشتر النخعي رحمه الله ." وذكر الأبيات. وقال المرزباني قبل ذكر الأبيات: "وهو من شريف الإيمان".
5- في لباب الآداب والمؤتلف والمختلف، وشرح ديوان الحماسة للمزروقي "على ابن حرب" .
6- السعالي: جمع سعلاة، وهي ساحرة الجن، ويقال هي الغول التي تذكرها العرب، شبه الخيل بها في مضائها ونفوذها. والشزّب: الضمر واحدها شازب. ببيض: أي برجال كرام. والشوس: جمع أشوس. ويقال شاس يشوس: إذا عرف في نظره الغضب أو الكبر. وانتصب "خيلاً" على أنه بدل من غارة. وفي بعض المصادر" في الكتيبة ".
7- في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ".. حمي الحديد .. ومضان برق " وفي لباب الآداب" حمي الحديد .."
8- وقعة صفين: 193 ،194 .
9- الحدل: جمع حدلاء وهي القوس قد حدرت إحدى سيتيها ورفعت الأخرى. وفي أول البيت "ثلم" وهو اجتماع الخرم مع القبض .
10- الهبل: الثكل هبلته أمه: ثكلته .
11- كذا في المصدر والوزن مكسور في الشطر الثاني حيث جاءت " مُتَفَاعل " في موضع " فعولن " ، ويستقيم بحذف الهاء من "بأسيافه" .
12- وقعة صفين: 469، 470، وشرح النهج: 8، 90، 91
13- في شرح النهج: إذا فر. فل: هزم. والأكفال: جمع كفل، بالكسر، وهو من الرجال الذي يكون في مؤخر الحرب، إنما همته في الفرار والتأخر.
14- في شرح النهج: ولا تذهبن .
15- الأسل: الرماح .
16- يقال: غاله غول، إذا أهلكه.
17- في شرح النهج: فلنا مثلهم غداة التلاقي وقليل من مثلهم أبدال
18- الوشيج: شجر الرماح .(1/31)
19- في شرح النهج: طلب الموت في المعاد وفيه ...
20- وقعة صفين: 376، 377 .
21- شرح النهج: 1/226. والأبيات تروى مرة أخرى مع خلاف طفيف في المصدر نفسه: 8/74 .
22- الخدب: الضخم .
23- السابق: 1/227 .
24- وقعة صفين: 364، ومروج الذهب: 2/399 .
25- حوشب هو حوشب بن طخمة .
26- ذو الكلاع هو ذو الكلاع الحميري .
27- في مروج الذهب: " ... نكالاً مؤلماً " .
28- وقعة صفين: 61. وشرح النهج 2/ .87
29- في شرح النهج: وصاحبه معاوي بالشآم.
30- في السابق: من ريش النعام. والزف: ريش صغار النعام .
31- دوام: داميات. ويعني بالباز نفسه .
32- حاموا: من الحوم، وهو الدوران. ويقال لكل من رام أمراً: حام عليه. وحاموا عليه، بفتح الميم: من المحاماة والمدافعة.
33- الفلج: الظفر والنصر. ويريد بيوم الخصام اليوم الآخر.
34- الاشتقاق: 145، وجمهرة اللغة: 145. وفي اللسان في مادة حمم قيل البيت لشريح بن أوفى وينشره غيره للأشتر، وفي مادة (ندم) لم يذكر اسم القائل ، وفي المعارف :231، ومروج الذهب: 2/374 ، وتاريخ الطبري :4/526 ، والكامل في التاريخ: 3/250 ، ونهاية الأرب 20/75 يذكر البيت مع أبيات أخرى وينسب لقاتل محمد بن طلحة من غير تحديد اسم القاتل. والمرزباني يذكر البيت مع أبيات أخرى ويرجح أن يكون قاتل محمد بن طلحة و قائل الأبيات هو عصام بن مقشعر البصري وليس الأشتر. وفي حماسة البحتري :1/113 ينسب البيت لعدي بن حاتم الطائي على النحو التالي:
يذكرني ياسين حين طعنته ... فهلا تلا ياسين قبل التقدم
والبيت من الشواهد النحوية إذ قال (حم) مرتين وجعله اسماً للسور التي أولها (حم) ولم يصرفه لأنه أنزله بمنزلة الاسم الأعجمي.
35- المؤتلف والمختلف: 32 .
36- العُبْر: القوي، يستوي فيه المذكر والمؤنث، وتوصف بذلك النياق فيقال عبر أسفار أي لا تزال يسافر عليها وتعبر بها المفاوز.
37- الاحتبال يكون في أخذ الصيد بالحبالة .(1/32)
38- أيام الهياج: يريد المعارك والقتال .
39- وقعة صفين: 174.
40- شرح النهج: 1/ .224 .
41- قدامى الجيش: مقدمه .
42- وقعة صفين: 179، وشرح النهج: 2/243 .
43- في شرح النهج: الباعث الأمواتا .
44- الصدى: كانت العرب تسمى الطائر الذي يخرج من هامة الميت الصدى. وكانت تقول إذا قتل قتيل ولم يدرك به الثأر خرج من رأسه طائر كالبومة وهي الهامة والذكر الصدى (انظر لسان العرب مادة صدي).
45- في شرح النهج: من بعد ما صاروا كذا رفاتا .
46- وقعة صفين: 404 .
47- أحمش النار، والمعركة على المجاز، ألهبها.
48- السابق: 177-178.
49- السابق: 176.
50- السابق: 175.
51- لا تجزعَ: أراد لا تجزعن، بنون التوكيد الخفيفة .
52- السابق: 396. وفي مروج الذهب 2/390 "معروف السير" .
53- ربيع: مرخم ربيعة لغير نداء .
54- وقعة صفين: 429، والأبيات في شرح النهج 4/278 على النحو التالي:
يارب قيض لي سيوف الكفره ... واجعل وفاتي بأكف الفجره
فالقتل خير من ثياب الحبره ... لا تعدل الدنيا جميعاً وبره
ولا بعوضاً في ثواب البرره
55- وقعة صفين: 461. وفي شرح النهج 4/296 "في كل يوم .. "
56- الفاقرة: الداهية تكسر فقار الظهر .
57- شرح النهج: 4/284 .
58- وقعة صفين: 170 .
59- الصياصي: الحصون، وكل شيء امتنع به.
60- العراص (بالكسر): جمع عرصة (بالفتح) وهي الساحة .
61- التناصي: أن يأخذ كل منهما بناصية الآخر.
62- الخماص: الضوامر، يريد بها الخيل .
63-المصاص (بالضم) :أخلص كل شيء .
64- السابق: 181 .
65- الرباط والمرابطة: ملازمة كفر العدو.
66- السابق: 171
67- الحفز: الطعن بالرمح. والمظاظ المخاصمة والمنازعة .
68- السابق: 182، 183 .
69- يريد بها السيدة عائشة (ر). وقد عرقب بعيرها يوم الجمل وأخذته السيوف حتى سقط واضطجع.
70- النقع: الغبار.
71- أي وما خالف الحق .
72- السابق: 177، وفي شرح النهج: 2/242: " قتلت منكم أربعاً ... "
73- وقعة صفين 175 .(1/33)
74- الأشهل: من الشهلة وهي أقل من الزرق في الحدقة. والوغل: الضعيف النذل الساقط.
75- السابق 178. وفي شرح النهج: 2/242 على الشكل التالي:
لا يبعد الله سوى عثمانا ... وأنزل الله بكم هوانا
ولا يسلي عنكم الأحزانا
وهو الأرجح كما نرى، ويستبعد أن يكون الأشتر قد قال في عثمان (ر) ما جاء في الرجز كما ورد في وقعة صفين.
76- وقعة صفين 399. والمصدر نفسه ص 404 ينسب بعض الأبيات إلى علي (ر). وفي الاشتقاق ، لابن دريد :241، يوجد البيت الأول منفردا ومنسوبا للأخنس. وفي تاريخ الطبري :5/42 يوجد البيت الأول منفردا ومنسوبا لعلي(ر) في هذه الرواية :
أضْرِبُهُمْ ولا أرى معاويَهْ الجاحظَ العين العظيمَ الحاويَهْ
المراجع:
1- الأبشيهي ، بهاء الدين محمد بن أحمد بن منصور، 1999 – المستطرف في كل فن مستظرف, عني بتحقيقه إبراهيم صالح ط1 ، دار صادر, بيروت.
2- ابن الأثير ،عز الدين أبو الحسن علي بن محمد ، بلا تاريخ – أسد الغابة في معرفة الصحابة, ط/بلا، دار إحياء التراث العربي, بيروت., ـ الكامل في التاريخ, 1979 – ط/بلا، دار صادر, بيروت.
3- الأدنبي, الوزير أبو عبيد البكري، بلا تاريخ – سمط الآليء, تحقيق عبد العزيز الميمني, ط/ بلا، دار الكتب العلمية, بيروت.
4- الأصفهاني, أبو الفرج على بن الحسين، 1992 – الأغاني, شرحه سمير جابر ورفيقه, ط2، دار الكتب العلمية, بيروت.
5- الآمدي, الحسن بن بشر بن يحيى، 1981 – المؤتلف والمختلف, تحقيق عبد الستار فراج – ط/ بلا، دار إحياء الكتب العربية, القاهرة
6- البحتري, الوليد بن عبيد، 2002 – كتاب الحماسة, تحقيق محمد نبيل طريفي, ط1، دار صادر, بيروت .
7- البصري, أبو الفرج بن الحسين، 1964 – الحماسة البصرية, اعتنى بتصحيحه مختار الدين أحمد, ط1، دار المعارف العثمانية, حيدر آباد.
8- البلاذري, أحمد بن يحيى بن جابر، 1997 – أنساب الأشراف, تحقيق محمود العظم, ط/بلا، دار اليقظة العربية. دمشق.(1/34)
9- بيضون،الدكتور إبراهيم،1979 – ملامح التيارات السياسية في القرن الأول الهجري ،ط/بلا ، دار النهضة العربية، بيروت .
10- الجاحظ, عمرو بن بحر، 1990 – البرصان والعرجان والعميان والحولان, تحقيق عبد السلام هارون, ط1، دار الجيل, بيروت. - البيان والتبيين، بلا تاريخ – تحقيق عبد السلام هارون, ط2، دار الجيل, بيروت.
11-جعيط، الدكتور هشام،1993- الفتنة، جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر ، ط2،دار الطليعة ، بيروت.
12 ابن حبيب, أبو جعفر محمد الهاشمي البغدادي، بلا تاريخ – المحبر, اعتنى بتصحيحه الدكتورة إيلزه شتيتر, ط1، دار الآفاق الجديدة, بيروت .
13-حسن، الدكتور حسن إبراهيم،1964- تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، ط7، دار النهضة المصرية، القاهرة .
14- ابن أبي الحديد, عز الدين عبد الحميد بن هبة الله، 2004 – شرح نهج البلاغة, تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم, ط1، المكتبة العصرية, بيروت .
15- ابن حزم, علي بن أحمد بن سعيد الأندلسي، 1962 – جمهرة أنساب العرب, تحقيق عبد السلام هارون, ط5، دار المعارف, مصر
16- الحموي, شهاب الدين ياقوت بن عبد الله، 1984 – معجم البلدان, ط/ بلا، دار بيروت للطباعة والنشر, بيروت.
17- الحوفي، الدكتور أحمد محمد ، 1965- أدب السياسة في العصر الأموي ،ط/بلا ، دار القلم ، بيروت .
18- ابن دريد, أبو بكر محمد بن الحسن، 1991 – الاشتقاق, تحقيق عبد السلام هارون, ط1، دار الجيل, بيروت .
19- الدينوري, أبو حنيفة أحمد بن داوود، 1959 – الأخبار الطوال, تحقيق عبد المنعم عامر, ط2، مكتبة الحيدرية, بغداد
20- الزركلي, خير الدين، بلا تاريخ – الأعلام, ط3، لم يذكر الناشر, بيروت .
21 - ابن سعد, محمد بن منيع البصري، 1990 – الطبقات الكبرى, دراسة وتحقيق محمد عبد القادرعطا, ط1، دار الكتب العلمية, بيروت(1/35)
22- الشنتاوي, أحمد ورفيقاه ، بلا تاريخ – دائرة المعارف الإسلامية, ط/ بلا، دار الفكر, بيروت
23 - لشنتمري, أبو الحجاج يوسف بن سليمان الأعلم، 1992 – شرح حماسة أبي تمام, تحقيق علي المفضل حمودان, ط1، دار الفكر المعاصر, بيروت, ودار الفكر, دمشق.
24- الطبري, محمد بن جرير ، 1967 – تاريخ الأمم والملوك, تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم, ط2 ، لم يذكر الناشر, بيروت .
25-ابن عبد البر, يوسف بن عبد الله ، بلا تاريخ, الاستيعاب في معرفة الأصحاب, تحقيق علي البجاوي, ط/ بلا، دار نهضة مصر, القاهرة .
26-ابن عبد ربه, أبو عمر أحمد بن محمد، 1965 – العقد الفريد, شرحه أحمد أمين ورفيقاه, ط3، مطبعة لجنة التأليف والنشر, القاهرة .
27-العبيدي, محمد بن عبد الرحمن بن عبد المجيد، 1981 – التذكرة السعدية في الأشعار العربية, تحقيق عبد الله الجبوري, ط/ بلا، الدار العربية للكتاب, تونس.
28- العسقلاني, أحمد بن علي بن حجر، بلا تاريخ – الإصابة في تمييز الصحابة، وبهامشه الاستيعاب لابن عبد البر, ط/ بلا، دار صادر, بيروت.
29- علي, الدكتور جواد، 1380 هـ - المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام, ط1، منشورات الشريف الرضي, بغداد.
30- القالي, أبو علي إسماعيل بن القاسم، بلا تاريخ – الأمالي, ط/ بلا، دار الكتاب العربي, بيروت.
31- ابن قتيبة, عبد الله بن مسلم، 1963 - عيون الأخبار ، ط1 ،المؤسسة المصرية العامة للتأليف والطباعة والنشر ، القاهرة . - المعارف، 1415 هـ - حققه ثروة عكاشة, ط1، وزارة الثقافة والإرشاد القومي المصرية, مصر.
31- القلقشندي, أبو العباس أحمد بن علي، بلا تاريخ, صبح الأعشى في صناعة الإنشا, ط/ بلا، وزارة الثقافة والإرشاد القومي المصرية, مصر.
32- ابن كثير أبو الفداء الحافظ الدمشقي، 1955 – البداية والنهاية, ط/ بلا، مكتبة المعارف, بيروت.(1/36)
33- ابن الكلبي, هشام أبو المنذر محمد بن السائب، بلا تاريخ – جمهرة النسب, تحقيق محمود العظم – ط/ بلا، دار اليقظة العربية, دمشق.
34- المرزباني, محمد بن عمران بن موسى، بلا تاريخ – معجم الشعراء, تحقيق عبد الستار فراج, ط/ بلا، مكتبة النوري, دمشق.
35- المرزوقي, أحمد بن محمد بن الحسن، 1991 – شرح ديوان الحماسة, نشره أحمد أمين وعبد السلام هارون, ط1، دار الجيل, بيروت.
36- المسعودي, علي بن الحسين بن علي، 1948 – مروج الذهب ومعادن الجوهر, تحقيق محي الدين عبد الحميد, ط/ بلا، دار المعرفة, بيروت.
37- ابن منظور, جمال الدين محمد بن مكرم، بلا تاريخ – لسان العرب, ط/ بلا، دار صادر, بيروت.
38- ابن منقذ, الأمير أسامة، 1935 – لباب الآداب, تحقيق أحمد محمد شاكر, ط/ بلا، المطبعة الرحمانية, مصر.
39- المنقري, نصر بن مزاحم، 1981 – وقعة صفين, تحقيق عبد السلام هارون, ط3، مكتبة الخانجي, مصر.
40- النويري, أحمد بن عبد الوهاب، 1975 – نهاية الأرب في فنون الأدب, تحقيق محمد رفعت فتح الله, ط/ بلا، الهيئة المصرية العامة للكتاب, القاهرة.
41- الواقدي, أبو عبد الله محمد بن عمر، بلا تاريخ – فتوح الشام, ط/ بلا، المكتبة الشعبية, بيروت.
42- اليعقوبي, أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر، 1980 – تاريخ اليعقوبي, ط/ بلا، دار بيروت للطباعة والنشر, بيروت.(1/37)