( ا ب )
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان من تنزه جلال ذاته عن شوائب النسيان و الغلط و تقدس كامل صفاته عن سمات المين و الشطط و نصلي على فخر الرسل و هادي السبل محمد الذي ما تعسف في طريق الحق و أساء قط
و بعد فهذه أوراق سودتها و كلمات أوردتها من كتب اللغات و رسائل الأئمة الثقات التي صنفت في الرد على من ارتكب في كلامه الغلط و ركب في صحاصح الأوهام مطية الشطط و فتح بالخرافات فاه و اغتر بترهاته و تاه اظهارا للحق و الصواب و افصاحا عما نطق به أولو الألباب و سميتها ب ( خير الكلام في التقصي عن اغلاط العوام ) ثم شرفتها بالإتحاف الى المخدوم السامي المستغني عن الألقاب و الأسامي زانه الله تعالى بالعلوم الفاخرة و زاده شرفا في الأولى و الآخرة
وها انا أشرع في المقصود بعون الملك المعبود معترفا بقصر الباع و قلة الاطلاع وسائلا الله السداد انه ولي التوفيق و الرشاد حرف الألف قال الحريري في ( درة الغواص ) انهم يحذفون الألف من ( ابن ) في كل موضع يقع بعد اسم او لقب او كنية و ليس ذلك بمطرد بل يجب اثباتها في خمسة مواطن : أحدها إذا أضيف ( ابن ) الى مضمر كقولك : هذا زيد ابنك و الثاني إذا أضيف الى غير ابيه كقولك المعتضد بالله ابن اخي المعتمد على الله و الثالث إذا أضيف الى الأب الأعلى كقولك : الحسن ابن المهتدي بالله (1/15)
و الرابع إذا عدل به عن الصفة الى الاستفهام كقولك : هل تميم ابن مر الخامس إذا عدل به عن الصفة الى الخبر كقولك : ان كعبا ابن لؤي
وألحق إليه الصفدي موضعين آخرين : أحدهما أن يقع ( ابن ) أول السطر
و الثاني أن يقع بين وصفين دون علمين كقولك : الفاضل ابن الفاضل
أقول : وقد شاع في ديارنا لحن قبيح لا يسلم عند العامة و أكثر الخاصة و هو أنهم يسكنون ما قبل لفظ الابن من العلم و يكسرون باءه ويسكنون آخره
قال الامام انو بكرالزبيدي في كتابه ( ما تلحن فيه العامة ) : يقولون اللهم صل على محمد و على آله
و قد رد ( ابو ) جعفر بن النحاس إضافة ( آل ) الى المضمر (1/16)
قال الحريري : يقولون : أبدأ به اولا
و الصواب ابدأ به اول
و قال ايضا : و من جملة أوهامهم ان يسكنوا لام التعريف في مثل الأثنين ( / 2ا ) ويقطعوا ألف الوصل
و الصواب في ذلك ان تسقط همزة الوصل و تكسر لام التعريف
و قال ايضا : يقولون للقائم : اجلس و الأختيار ان يقال له اقعد و للمضطجع و أمثاله : اجلس فان القعود هو الانتقال من علو الى سفل و الجلوس بالعكس
و قال ايضا : يقولون جاء القوم بأجمعهم بفتح الميم ظنا منهم انه أجمع الذي يؤكد به و ليس كذلك لأنه لا يدخل عليه الجار و إنما هو بضم الميم جمع كعبد و أعبد
قال الزمخشري في ( الأساس ) : قولهم كان في الأزل قادرا عالما و علمه ازلي و له الأزلية مصنوع ليس من كلام العرب
و لحنه ايضا الامام جمال الدين ( عبد الرحمن بن ) علي الجوزي و أبو بكر الزبيدي
قال الشيخ عمر بن خلف الصقلي في ( تثقيف اللسان ) يقولون : إطريفل و
الصواب : إطريفل بضم الفاء (1/17)
وقال : ( يقولون : كتاب إقليدس )
أقليدس بضم الهمزة و الدال
و في القاموس : أوقليدس بالضم و زيادة واو : اسم رجل وضع كتابا في هذا العلم المعروف
قال الحريري : يقولون : قرأت الحواميم و الطواسين
و الصواب قرأت آل حم و آل طس
وعليه كلام صاحب القاموس
قال الامام عبد الرحمن جمال الدين ( بن ) علي الجوزي في ( تقويم اللسان ) : العامة تقول ملح أندراني و الصواب : ذرآني بفتح الراء و الهمزة
قال ابن الساعاتي في اماليه : ما كان من بلاد الروم و في آخره ياء مكسوعة بهاء فهي مخففة كانطاكية و ملطية و قونية و قيسارية و العامة تشدد الياء
و قال الحريري و الجوزي : يقولون في جمع أرض أراض فيخطئون لأن الأرض ثلاثي لا يجمع على أفاعل و الصواب أرضون بفتح الراء (1/18)
وقال الجوهري : و الأراضي على غير القياس كأنهم جمعوا آرضا
قال الحريري : يقولون : هبت
الأرياح و الصواب الأرواح لأن أصل ريح روح و إنما أبدلت الواو ياء لكسرة ماقبلها فإذا جمعت على الأرواح زالت تلك العلة
و تبعه الزبيدي إلا أن صاحب القاموس ذكره ايضا
قال الحريري : يقولون : فلان انصف من فلان يريدون فضله في النصفة فيحيلون المعنى لأن الفعل من الإنصاف أنصف ولا يبنى أفعل من رباعي
و أقول : قال الرضي : وعند سيبويه هو قياس من باب أفعل مع كونه ذا زيادة وهو عند غيره سماعي
ونقل عن الأخفش و المبرد جواز بناء أفعل التفضيل من جميع الثلاثي المزيد فيه قياسا (1/19)
قال الحريري يقولون انضاف الشيء اليه وانفسد الأمر عليه ووجه القول أضيف إليه وفسد الأمر عليه 2 ب لأن انفعل مطاوع الثلاثية المتعدية كجذبته فانجذب وضاف وفسد إذا عد يا بهمزة النقل فقيل أضاف وأفسد صارا باعيين فلهذا امتنع بناء انفعل منهما فإن قيل قد نقل عن العرب ألفاظ من أفعال المطاوعة بنوها من أفعل فقالوا انزعج وانطلق وانقحم وانجحر وأصولها أزعج وأطلق وأقحم وأجحر فالجواب عنه أن هذه شذت عن القياس المطرد والأصل المنعقد كما شذ قولهم انسرب الشيء من سرب وهو لازم والشواذ تقصر على السماع ولا يقاس عليها بالاجماع قال الجوزي العامة تقول هذه النعمة الأولة والصواب الأولي وفي الدرة لم يسمع في لفات العرب ادخال الهاء على أفعل لا على الذي هو صفة مثل أبيض وأحمر ولا على الذي هو للتفضيل نحو أفضل وأول أقول رأيت كثيرا من ابناء الزمان ينشدون قول أبي النجم شعر ... أنا أبو النجم وشعري شعري ... بدون اظهار الألف من أنا والصواب اظهارها
قال ابن جني في شرح تصريف المازني الأصل في أنا أن يوقف (1/20)
عليه بالألف ولا يكون الألف ملفوظا في الوصل وقد أجري في الوصل مجراه في الوقف قوله ... أنا سيف العشيرة فاعرفوني
وقوله ... أنا أبو النجم وشعري شعري
ومن أوهامهم لفظ الابااقة زعما منهم أنه من باب الأفعال الإفاقة وهو ثلاثي في القاموس أبق العبد كسمع وضرب ومنع أبقا ويحرك وإباقا
ومن أختراعاتهم الفاسدة لفظ الأنانية فانه لا أصل له في كلام العرب
ومن أغلاطهم الفاضحة لفظ الإيباء والصحيح الإباء وهو مصدر أبي يأبى
ومنها لفظ الإتمان بالتاء فانه بالدال المهملة في القاموس أد من الشيء أدامه
ومنها قولهم مفيلان للشجرة التي تنبت في بوادي الحجاز والصواب أم غيلان في القاموس وأم فيلان شجر السمر (1/21)
ومنها قولهم رمان مليسي والصواب إمليسي في القاموس الإمليسي وبهاء الفلاة ليس بها نبات والرمان الإمليسي كأنه منسوب إليه
ومما يوهمون في لفظ الإذعان حيث يستعملونه بمعنى الإدراك فيقولون أذعنته بمعنى فهمته والصحيح أن معناه الخضوع ولإنقياد كذا ذكره بعض الأفاضل
وتراهم يقولون للصحابي المعروف كعب الأخبار بالخاء المعجمة وفي القاموس وكعب الحبر معروف ولا تقل الأخبار
ويقولون فتاوى الآستروشني بتاء ثالثة الحروف بين السين والراء وفي الجواهر المضية الآسروشني بضم الألف وسكون السين المهملة وضم الراء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها نون نسبة إلى أسروشنة بلدة كبيرة وراء سمرقند وسيحون (1/22)
حرف الباء قال الزبيدي 3 أ البهار بالضم حمل المتاع خاصة وهو للوزن أيضا وعليه كلام الجوهري
قال الإمام عبد الرحمن الجوزي العامة تقول بخور بضم الباء والصواب فتحها
قلت وكذلك السحور بضم السين فانه بفتحها اسم ما يتسحر به قال الصقلي ويقولون بضعة لحم بكسر الباء والصواب فتحها وفي القاموس وقد تكسر
قال الجوزي العامة تقول بطيخ بفتح الباء والصواب كسرها قال الصقلي يقولون البحتري للشاعر المشهور بفتح التاء والصواب ضمها
وقال يقولون بزر جمهر والصواب بزر جمهر بضم الباء وسكون الزاء وضم الراء والجيم وكسر الميم وسكون الهاء (1/23)
قال الزبيدي يقولون للعود الذي يصبغ به بقم بتخفيف القاف والصواب تشديدها
قلت ومثله السماق فانهم يخففون الميم وهي مشددة ذكره صاحب القاموس
قال الصقلي يقولون بلقيس بفتح الباء والصواب كسرها
أقول يقولون للحجر المعروف بلور بكسر الباء وضم اللام وفي القاموس البلور كتنور وسنور
ويقولون للحكيم المعروف بطلميوس بتقديم الميم على الياء ورأيته في نسخ القاموس بالعكس
ويقولون للشخص الذي خرب بيت المقدس بخت النصر وفي القاموس بخت نصر أصله بخت ومعناه ابن ونصر كبقم صنم وكان وجد عند الصنم ولم يعرف له أب
ويستعملون البشارة بفتح الباء في غير موضعه وإنما هو بالكسر ذكره في مختار الصحاح (1/24)
ويقولون دخلنا في البرية بتخفيف الراء والصواب تشديدها لأنها نسبة الى البر ضد البخر
والعامة تقول لأخي يوسف عليه السلام ابن يامين وهو خطأ في القاموس وبنيامين كإسرافيل أخو يوسف عليه السلام ولا تقل ابن يامين
ويقولون للكتاب المعروف بداية بياء آخر الحروف بعد الألف ولم يذكره الجوهري وصاحب القاموس في مصادر بدأ وإنما هو بالهمزة في القاموس ولك البدء والبدأة والبداءة ويضمان حرف التاء قال الحريري يقولون التوضي والتباطي والتبري والتهزي والصواب التوضؤ والتباطؤ والتبرؤ والتهزؤ لأن مصدر تفعل أو تفاعل مما آخره مهموز على التفعل والتفاعل
أقول ويشبه ذلك قولهم تسلى وتقاضى وتجلى بفتح ما قبل الياء فيها والصواب كسرها (1/25)
وعلى عكس ذلك لفظ الأفعى فإنهم يكسرون العين وهي مفتوحة
وكذلك يخطءون في ضم الجيم في لفظ الترجمة فأنها مفتوحة
وأما لفظ الترجمان فقد قال صاحب القاموس 3 ب الترجمان كعنفوان وزعفران وريهقان
أقول العامة تقول تبشر والصواب طباشير ذكره صاحب القاموس
ويذهبون إلى أن التلخيص لا يفيد إلا معنى الاختصار وفي القاموس التلخيص التبيين والشرح والتلخيص ولم يزد على ذلك وكذلك الجوهري لم يزد عليه نعم ذكر ذلك المعنى الذي يفهمه الناس صاحب الراموز بعد ذكر معنى الشرح وفيه ما فيه (1/26)
حرف الثاء
قال الزبيدي يظنون أن لفظ الثيب يختص بالمرأة التي يطلقها زوجها وهو يقع على الذكر أيضا حرف الجيم
قال الجوزي العامة تقول الجبين لما يسجد عليه الانسان
و الصواب انه الجبهة و الجبينان ما يكتنفانها
و عليه كلام الجوهري و صاحب القاموس
قال الصقلي يقولون للذي تلاط به البيوت جير
و الصواب جيار أقول يقولون لأبي الفتح عثمان النحوي المشهور ابن جني بفتح الجيم وهو خطأ
قال ابن خلكان في ترجمته و جني بكسر الجيم وتشديد النون وبعدها ياء
وقال الدماميني في شرح مغني اللبيب إنه بإسكان الياء و ليس منسوبا وإنما هو معرب كني (1/27)
ويقولون لرئيس المعتزلة أبي علي الجبائي بتخفيف الباء و بالهمزة بعد الألف
و قال ابن خلكان في ترجمة ابنه أبي هاشم عبد السلام الجبائي بضم الجيم و تشديد الباء الموحدة نسبة الى قرية من قرى البصرة حرف الحاء المهملة
قال الصقلي يقولون حمى شديدة بالتنوين
و الصواب بدونها
قال الحريري يكتبون الحيوة و الزكوة و الصلوة بالواو في كل موضع و ليس على عمومه لجواز أن تثبت الألف عند الإضافة و مع التثنية كقولك حياتك و زكاتك و صلاتان و زكاتان
قال الحريري و الجوزي يقولون في جمع حاجة حوائج
والصواب أن يجمع في أقل العدد على حاجات و في اكثر العدد على حاج
و أقول في الصحاح و حوائج أيضا على غير قياس كأنهم جمعوا حائجة
وكان الأصمعي ينكره و يقول إنه مولد
وإنما أنكره لخروجه عن القياس وإلا فهو كثير في كلام العرب
و ينشد بيت (1/28)
( نهار المرء أمثل حين تقضى ... جوائجه من الليل الطويل )
أقول يقولون للحرفة المعروفة الحجامة بفتح الحاء وهو بكسرها
في القاموس و حرفته الحجامة ككتابة
وفي المختار الأسم الحجامة بالكسر
وكذلك لا يتحققون معناه فانه المص و إنما سمي بها لأنه يمص الدم بعد القطع
كذا في القاموس
و يقولون الحيوان بسكون الياء
و الصواب تحريكها فإن الأصل في كل مصدر يتضمن معنى الاضطراب 14 تحريك وسطه ليدل على معنى الإضطراب و الحركة كالدوران
و يقولون للنفاخات التي تعلو الماء حباب بضم الحاء و هو بفتحها نص عليه في مختار الصحاح حرف الخاء المعجمة
قال الجوزي العامة تقول الخطمي بفتح الخاء
و الصواب كسرها (1/29)
قال الزبيدي يقولون للقصب المعروف خيزران بفتح الزاء
و الصواب ضمها
و كل قضيب لدن و ناعم خيزران
أقول و أكثر الناس في ديارنا يقولون هزاران
أقول و يقولون أعطي لفلان خطابة الجامع الفلاني بكسر الخاء
وليس ذلك من كلام العرب
قال الجوهري و خطب بالضم خطابة بالفتح أي صار خطيبا
و في القاموس خطب على المنبر خطابة بالفتح
و من أغلاطهم الفاضحة الخجيل و الخشين فإن الصواب ترك الياء حرف الدال
قال الحريري الاختيار أن يكتب مثل داود و طاوس و ناوس بواو واحدة للتخفيف و يكتب ذوو بواوين لئلا يشتبه بواحدة وهو ذو
قال الجوزي العامة تقول دمشق بكسر الميم
و الصواب فتحها
و في القاموس و قد تكسر ميمه (1/30)
أقول يكسرون الواو من الدعاوي و الصواب فتحها كفتاوى حرف الذال المعجمة
خطأابن برهان من يطلق لفظ الذات على الله تعالى لكونه تأنيث ذو و عدم صحة اطلاق ما فيه علامة التأنيث عليه تعالى
و كذلك خطأ من يقول الصفات الذاتية لأن النسبة الى ذات ذووي
أقول جوابه أنهم جعلوا لفظ الذات اسما للحقيقة من كل شئ و اصطلحوا عليه فزال عنه التأنيث ثم أطلقوه عليه تعالى
ولذلك الذي أشرنا اليه لم يغيروه في النسبة حرف الراء
قال الحريري يكتبون الرحمن بحذف الألف في كل موطن و إنما الحذف عند دخول لام التعريف و أما عند الإضافة كقولك يا رحمان الدنيا و الآخرة فيثبت الألف
و قال أيضا الاختيار أن يكتب الحارث بحذف الألف مع لام التعريف و باثباتها عند التنكير لئلايلتبس بحرث
و قال في موضع آخر من قبيل ما تثبت فيه الألف في موطن (1/31)
تحذف في موطن صالح و مالك و خالد فتثبت إذا وقعت صفات كقولك زيد صالح و هذا مالك الدار و المؤمن خالد في الجنة
و تحذف ذا وقعت أسماء محضة
أقول ومن اغلاطهم لفظ الرقية فإن الرق مصدر لا يحتاج الى إدخال لياء المصدرية
في القاموس و الرقيق المملوك بين الرق بالكسر
و كذلك تشديدهم ياء رفاهية فإنها 4 ب مخففة
و مثلها الصلاحية و الكراهية
و أما العارية فقد جوز فيه التخفيف و التشديد و جعل التشديد أعلى
و يقولون للجزيرة المعروفة ردوس بتقديم الدال المهملة على الواو
و في القاموس رودس بضم الراء و كسر الدال جزيرة ببحر الروم حيال الإسكندرية حرف الزين
قال الصقلي يقولون زرنيخ بفتح الزاي
و الصواب كسرها
وقال يقولون للنجم المعروف الزهرة باسكان الهاء
و الصواب فتحها (1/32)
قال الحريري يقولون زمرد بالدال المهملة وإنما هو بالذال المعجمة
وقال الصقلي إنه بفتح الراء وفي القاموس الزمرد بالدال المهملة الزمرد وفيه أيضا الزمرذ بالضمات وتشديد الراس الزبرجد معرب
أقول لم أر ممن تكلم على الأحجار من يقول زمرد ونو الزبرجد قال ابن الوردي في جزيرة العجائب الزبرجد حجر أخضر شفاف يشبه الياقوت ثم قال الزمرد حجر أخضر شفاف يدخل في معالجة الأدوية
وقال ابن ساعد الآنصاري في نخب الذخائر بعدما تكلم على الزمرد بكلام طويل الزبرجد وهو صنف واحد فستقي اللون شفاف لكنه سريع الانطفغاء لرخاوته وقيل إن معدنه بالقرب من معدن الزمرد ولا يخفي أن ذلك نص في المغايرة (1/33)
اتفق الحريري والجوزي والضياء موسى الأشرفي على أنه إذا قيل لللاثنين عندي زوج فهو خطأ لأن الزوج في كلام العرب هو الفرد المزواج لصاحبه فأما الأثنان المصطحبان فيقال لهما الزوجان
وفي مختار الصحاح الزوج البعل والزوج أيضا المرأة ويقال لها زوجة والزوج ضد الفرد وكل واحد منهما يسمى زوجا أيضا
أقول يقولون للصبغ المعروف زنجفر بكسر الزاي والصواب فتحها
ومثل قولهم الزمخشري فإن الصواب فتح الزاي
حرف السين المهملة
ذكر الجوهري لفظ السائر في سير بمعنى الجميع بعد ذكره في سأر بمعنى الباقي (1/34)
و لهج الناس بتخطئته منهم الحريري و الزبيدي و ابن هشام حيث قال لا أعلم أحدا من أئمة اللغة ذكر أنها بمعنى الجميع إلا صاحب الصحاح وهو وهم
ونقل 15 المولى حسن جلبي روح الله روحه عن بعض أئمة اللغة في حاشية التلويج أنه بمعنى الجميع ثم قال و الحق ان كلا المعنيين ثابت لغة
وفي القاموس و السائر الباقي لا الجميع كما توهم جماعات أو قد يستعمل له و منه قول الأحوص ( شعر )
( فجلتها لنا لبابة لما ... وقذ النوم سائر الحراس ) قال الإمام أبو منصور الجواليقي يقولون ستي
و الصواب سيدتي
قال الجوزي العامة تقول نحن في سعة بكسر السين
و الصواب فتحها (1/35)
قال الحريري يقولون لهذا النوع من المشموم سوسن بضم السين والصواب فتحها
أقول العامة تقول فلان سلس البول بفتح اللام والصواب كسرها مثل كدر وخشن
ومن أغلاطهم لفظ السبقة فأن مصدر سبق يسبق بدون التاء ومنها قولهم غابة السروجي بضم السين وهو بفتحها نسبة الى سروج مدينة بنواحي خراسان كذا في الجواهر المضية
ومنها قولهم سيبويه بكسر الباء الموحدة وإنما هو بفتحها قال ابن خلكان وسيبويه بكسر السين المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الباء الموحدة والواو وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها هاء سكانة وهي لقب فارسي معناه بالعربية رائحة التفاح هكذا يضبط أهل العربية هذا الأسم ونظائره مثل نفطويه وعمرويه وغيرهما والعجم يقولون سيبويه بضم الباء الموحدة وسكون الواو وفتح المثناة وقيل إنما سمي سيبويه لأن وجنتيه كانتا كأنهما تفاحتان وكان في غاية الجمال (1/36)
ومنها قول بعضهم صفره لما يوضع عليه المائدة وهو خطأ وإنما هو بالسين قال الجوهري السفرة بالضم طعام يتخذ للمسافر ومنه سميت السفرة
العامة تقول للبلد المعروف سواس والصواب سيواس بياء بعد سين ذكره في القاموس
حرف الشين المعجمة
اتفق جمع من أئمة العربية على أن الشأم مهموز مذكر وذكره الجوهري في باب الميم قبل شيم فدل على أنه مهموز وقال الشأم بلاد يذكر ويؤنث وجوز صاحب القاموس فيه الوجهين الهمز وعدمه وقال وقد يذكر
وكذلك اتفقوا على أن الشين من لفظ الشطرنج مكسورة والفتح خطأ وصححوه بالمهملة والمعجمة
قال الجواليقي العامة تقول الشحنة بفتح الشين والصواب كسرها قال الصقلي يقولون حلت الشمس ب الشرطين بضم الشين 5 ب والراء والصواب فتحهما ولا يفرد منهما واحد (1/37)
قال الحريري والجوزي العامة تقول شوشت الشيء إذا خلطته فهو مشوش والصواب هو شته وهو مهوشن
وفي القاموس التشويش والمشوش والتشوش كلهن لحن ووهم الجوهري والصواب التهويش والمهوش والتهوش
قال الجوزي العامة تقول شتان ما بينهما والصواب ما هما
أقول ومن أعلاطهم قولهم لصاحب الملل والنحل محمد الشهرستاني بكسر الراء وهو بفتحها نسبة الى شهرستان بلدة عند نسا من خراسان كذا في الجواهر المضية
ومنها قولهم الشباهة فإن أ رباب اللفة لم يذكروا غير الشبه بفتحتين وكذلك لم يذكروا لفظ الفراغة وإن ما ذكرون الفراغ والفروغ وكذلك السخاوة فإن مصدرسخي سخاء وسخي وسخوة وسخو ومن أشنع أقوالهم الفلاكة بمعنى ضيق الحال والنزاكة بمعنى الظارفة فانه لا أصل لهما في كلام العرب (1/38)
كما أنه لا أصل لقولهم ترزين للقول الباطل
ومنها الشفقة بسكون الفاء
و الصواب تحريكها
كذا وجدته مضبوطا في نسختين صحيحتين من الصحاح حرف الطاء المهملة
قال الصقلي يقولون أخذت بطرف ثوبه بسكون الراء
و الصواب تحريكها
قال الجوزي العامة تقول طرسوس بسكون الراء و الصواب فتحها
قال الصقلي يقولون حاتم طي
و الصواب حاتم طيئ بهمزة بعد ياء مشددة
أقول وكذلك يغلطون فيه و يقولون خاتم بالخاء المعجمة و فتح التاء
وهو بالمهملة و بكسرها
كذا في القاموس حرف العين المهملة
قال الصقلي يقولون كل يوم ليلته قبله إلا يوم عاشوراء فإن ليلته بعده
وليس كذلك و إنما هو عرفة (1/39)
وقال أيضا يقولون عجوزة والصواب عجوز قال الجوزي العامة تطلق العسس على الواحد وإنما هو للجماعة جمع عاس
قال الصقلي مما يشكل قولهم عمان بضم العين وتخفيف الميم بلد على شاطيء البحر بين البصرة وعدن
وعمان بفتح العين وتشديد الميم بلد بالشام
أقول وأما ما اشتهر في ديارنا من اطلاق العمان بضم العين وتشديد الميم بمعنى البحر العظيم فلم أجد له مستندا في كتب العربية
قال الجواليقي العامة تقول هذه لغة عمرانية والصواب عبرانية
قال الزبيدي يقولون به عمي والصواب عمى بفتح العين والميم
أقول لم يفرق الجوهري وصاحب القاموس بين العام والسنة وقال الجواليقي الصواب أن كل سنة عام بدون القكس فأنه إذا عددنا 6 أ من اليوم الى مثله فهو سنة يدخل فيه نصف الشتاء ونصف الصيف والعام لا يكون إلا صيفا وشتاء (1/40)
و أقول ومن أغلاطهم الفاضحة قولهم علانيا بألف بعد ياء
و الصحيح علانية بهاء بعد ياء
و يشبه ذلك قولهم حاليا باقحام الياء بين لام و ألف
و إنما الصحيح حالا
و من أوهامهم كسر العين من لفظ العيش فإنها مفتوحة
وعلى عكس ذلك قولهم العيان بفتح العين فإنما هي مكسورة
ومنها قولهم عامي بتخفيف الميم
وإنما هي مشددة لأنه نسبة الى لفظ العامة حرف الغين المعجمة
قال الإمام أبو عبد الله حمزة بن حسن الأصبهاني من أغلاطهم الغلام و الجارية يذهبون الى أنهما العبد و الأمة و ليس كذلك إنما الغلام و الجارية الصغيران
و قيل الغلام الطار الشارب
أقول و من المخطئين في لفظ الغلام ابن فرشته في أول بيت من منظومته التي فسر فيها العربية بالتركية (1/41)
42 - قال الحريري يقولون فعل الغير ذلك فيدخلون على غير آلة التعريف و المحققون من النحويين يمنعون ذلك
و يقولون لشارح الكافية غجدواني بضم الدال وهو بفتحها نسبة الى غجدوان قرية من قرى بخارى كذا في الجواهر المضية
ومن تحاريفهم قولهم الغداء بالدال المهملة لما به نماء الجسم وقوامه
و إنما هو بالذال المعجمة
في الصحاح الغذاء ما يغتدى به من طعام أو شراب
و العامة تقول الغيبة بفتح الغين لذكر مثالب الغير
و إنما هو بكسرها حرف الفاء
قال الصقلي فارة المسك غير مهموزة و الفأرة من الحيوان مهموزة
و في القاموس الفأر معروف و الفأرة له و للأنثى و نافجة المسك و بلا هاء المسك أو الصواب ايراد فأرة المسك في فور لفوران رائحتها (1/42)
قال الجواليقي ليس الفتى بمعنى الشاب والحدث إنما هو بمعنى الكامل الجزل من الرجال وفي الصحاح الفتى الشاب والسخي الكريم
قال الصقلي يقولون فرز الشطرنج وصوابه فرزان
قال ويقولون الفستق والصواب الفسبق بفتح التاء وجوز صاحب القاموس الضم أيضا
وقال ويقولون لسيف النبي ذو الفقار بكسر الفاء والصواب فتحها وقال يقولون فهرسة الكتاب فيجعلون التاء فيه للتأنيث ويقفون عليه بالهاء والصواب فهرست بإسكان السين والتاء فيه أصلية ومعناه بالفارسية جملة العدد 6 ب أقول في القاموس الفهرس بكسر الفاء الكتاب الذي تجمع فيه الكتب معرب فهرست وفي ديوان الأدب الفهرس مقسم الماء على وزن الفعلل وهو لغة يونانية فعربوه واستعملون في مجمع الأبواب والتاء فيه غلط فاحش وتركه واجب على جميع الناس
قال الصقلي يقولون أهل الفلاحة بفتح الفاء والصواب كسرها (1/43)
لأنها صناعة من الصناعات كالزراعة والحراثة والفلح شق الأرض في القاموس الفلاحة بالفتح الحراثة وفي مختار الصحاح والفلاحة بالكسر الحراثة ولعله هو الحق
أقول يقولون مات فلان فجأة بضم الفاء وسكون الجيم وبهمزة مفتوحة والصواب ضم الفاء وفتح الجيم وبعدها ألف بعدها همزة مفتوحة وهو المذكور في كتب اللغة
حرف القاف
قال الحريري يقولون ودعت قافلة الحاج فينطلقون بما يناقض الكلام لأن التوديع إنما يكون لمن يخرج الى السغر والقافلة اسم للرفقة الراجعة الى الوطن
أقول فيه بحث لأنه نص بعض من كبار أرباب اللفة كصاحب القاموس بأن القافلة الرفقة الفقال والرفقة المبتدئة في السفر تفاؤلا بالرجوع وبهذا يظهر ما في قول من جعل كلام الحريري هذا سنا للرد على الجوهري في تفسير القيروان بالقافلة
قال الصقلي يقولون قالب وطاجن بكسر اللام والجيم والصواب فتحهما (1/44)
وقال العامة تقول القسطنطينية بتشديد الياء والصواب تخفيفها
أقول وعليه كلام صاحب المغرب وقال ابن خلكان في ترجمة يوسف بن وهرة القسطنطينية بضم القاف وسكون السين المهملة وفتح الطاء المهملة وسكون النون وكسر الطاء الثانية وسكون الياء المثناة من تحتها وكسر النون وفتح الياء الثانية وفي آخرها هاء ولم يتعرض لتشديد الياء الثانية مع أن عادته التعرض لمثله وقال في ترجمة أبي فراس بعد قوله المثناة من تحتها وبعدها نون فقد تلخص عنه في ذلك الاسم لغتان
وفي القاموس وقسطنطينة أو قسطنطينية بزيادة ياء مشددة وقد تضم الطاء الأولى منهما دار ملك الروم وفتحها من أشراط الساعة وتسمى بالرومية بوزنطيا
قال الصقلي يقولون القلعة بسكون اللام والصواب فتحها أقول ذكر بعض أرباب اللغة السكون أيضا
ويقولون القطار والقنطار بفتح القاف منهما والصواب 7 أ الكسر (1/45)
ومما يضطرب فيه العامة لفظ القولنج في القاموس القولنج وقد تكسر لامه أو هو مكسور اللام ويفتح القاف ويضم
وقيل إن العامة يوهمون في معناه حيث يستعملونه في وجع الظهر وهو مرض معوي يعسر معه خروج الريح ويقولون للجزيرة المعروفة قبرس بكسر القاف والصواب ضمها كذا في القاموس
حرف الكاف
قال الحريري قال أبو القاسم سألت أبا بكر بن دريد عن الكاغذ فقال يقال بالدال وبالذال وبالظاء المعجمة وطابق ثعلب عليه
قال الجوزي يقولون كفه الميزان بفتح الكاف والصواب كسرها وفي القاموس ويفتح (1/46)
ومثله لفظ كرمان اسم البلد في جواز الحركتين
قال الزبيدي يقولون للآلة التي يقلع بها الأسنان كلبتان والصواب كلاليب
أقول وذكره صاحب القاموس
قال الصقلي يقولون الكهالنة بفتح الكاف والصواب كسرها
أقول وعلى عكس ذلك قولهم الكفاف بكسر الكاف والصواب فتحها ذكره الجوهري
ويقولون للحيوان المعروف الذي يحمل الفيل على قرنه كركدن بتخفيف الدال والصواب تشديدها ذكره صاحب القاموس
ويقولون لأبي صحر الخزاعي الشاعر المشهور صاحب عزة الذي يقول فيها ع ... لعزة موحشا طلل قديم
كثير على وزن خليل والصواب كثير بضم الكاف وفتح الثاء المثلثة وتشديد الياء تصغير كثير على وزن فعيل وإنما صغر لأنه كان حقير شديد القصر وكان لذلك يلقب ب زب الذباب ذكره ابن خلكان (1/47)
و يقولون الكروبيون بتشديد الراء
وفي القاموس و الكروبيون مخففة الراء سادة الملائكة حرف اللام
قال الصقلي و الجوزي يجعلون اللبن لبنات آدم كالبهائم و يقولون تداويت بلبن النساء و ذلك غلط
إنما يقال لبن الشاة و لبان المرأة
قال الزبيدي يقولون لقه المداد فيشددون القاف
و الصواب ليقه
فرق الجوزي بين اللحمة و اللحمة و قال إنه بفتح اللام يستعمل في الثوب و بضمها في النسب
و جوزت الحركتان في كل منهما حرف الميم
خطأ الصفدي لفظ المحسوسات لأن أصله أحس بكذا فاسم المفعول منه محس بضم الميم و فتح الحاء و تشديد السين (1/48)
أقول وفي القاموس وحسست له أحس بالكسر رققت له كحسست بالكسر حسا وحسا 7ب وحسست الشيء أحسسته
قال الحريري يتوهم أكثر الخاصة أن المأتم مجمع المناحة وهي عند العربالنساء يجتمعن في الخير والشر
وفي القاموس المأتم كل مجتمع في حزن أو فرح أو خاص بالنساء أو بالشواب وفي الصحاح وعند العامة المصيبة
وعليه قول المفتي أبي السعود شعر
... لبست الثياب البيض بعدي وإنني ... على مأتم مذ سقت عنك الرواحلا
قال الصقلي يقولون القوة الماسكة والصواب مبيع ومعيب
وفي الصحاح كل مفعول من ذوات الثلاثة إذا كان من بنات الياء فإنه يجيء بالنقصان والتمام فأما من بنات الواو فلم يجيء على التمام إلا حرفان (1/49)
مسك مدووف وثوب مصوون فإن هذين جاءا نادرين ومن النحويين من يقيس ذلك
قال الحريري يقولون المقراض والمقص والصواب مقراضان ومقصان لأنهما اثنان
أقول فيه بحث لأنهما جعلا بالتركيب آلة واحدة فينبغي أن يطلق عليهما الاسم المفرد
قال الصقلي يقولون فلان علام مبرز بفتح الراء والصواب كسرها
قال الجوزي العامة تقول مبغوض والصواب مبغض وكذلك متعوب فإن الصواب متعب لأن مفعول الرباعي مفعل وذكر الجوهري المبغض أيضا
قال الجوزي العامة تقول فلان متفنن وهو بمعنى الضعيف والصواب مفتن وقد افتن في الأمر أخذ من كل فن
قال الحريري والجوزي لا يفرقون بين معنى مخوف ومخيف والفرق بينهما أنك إذا قلت الشيء مخوف كان إخبارا عما حصل منه الخوف كقولك الأسج مخوف فإذا قلت مخيف كان إخبارا عما يتولد منه الخوف كقولك مرض مخيف أي يتولد الخوف لمن يشاهده (1/50)
أقول في قولهما كقولك الأسد مخوف بحث فإنه يكون الأسد على القاعدة المذكورة مخيفا لا مخوفا وقد قال الجوهري الاخافة التخويف يقال وجع مخيف أي يخيف من رآه وطريف مخوف لأنه لا يخيف وإنما يخيف فيه قاطع الطريق فظهر منه أن الأسد مخيف وفي القاموس والمخيف الأسد
قال الجوزي العامة تقول مروحة ومريخ بفتح الميم فيهما والصواب الكسر اختلف في لفظ المشورة على مفعلة فلم يصححه الحريري
وقال الصواب مشورة على وزن مثوبة ومعونة وصحح الجوهري الوجهين
وقال الزمخشري في تفسير سورة المائدة 8 أ وقرئ مثوبة ومهوبة ومثلهما مشورة ومشورة
ومثله في كونه مختلفا فيه لفظ المعلول من العلة فقد نفاه الحريري وقال الصواب معل (1/51)
ونقل ابن هشام عن ابن القوطية وقطرب وغيرهما ورد على الحريري
قال الصقلي يقولون أنا معجب بك بكسر الجيم والصواب فتحها وأما الذي بكسرها فهو الذي يعجبك
قال الجوزي يقولون قرأت المعوذتين بفتح الواو والصواب كسرها
وقال أيضا ملطية اسم المدينة ياؤها خفيفة لا تشدد
وقال العامة تقول ما رأيته من أمس ومن أيام وهو غلط والصواب مذ أمس ومذ أيام لأن من تختص بالمكان ومذ ومنذ يختصان بالزمان (1/52)
قال الزبيدي يقولون للرصاصة المتخذة للذبال مشكاة والمشكاة الكوة غير النافذة وهي بلغة الحبشة
أقول لم يذكر الجوهري وصاحب القاموس للمسكاة غير ما ذكره لها في المعنى الثاني ولكنها وقعت في كلام المتأخرين بالمعنى الأول أيضا وقد شحنوا به الأشعار والرسائل
قال الصقلي يقولون حديث مزاد فيه والصواب مزيد فيه أقول وكذلك قولهم الشيء الفلاني مزيد للصفراء مثلا فإن الجوهري وصاحب القاموس وغيره من الثقات لم يذكروا غير زاد وقال صاحب القاموس زاده الله خيرا وذلك يقتضي عدم أزاد
قال الحريري والجوزي يقولون في جمع مرآة مرايا والصواب مراء على وزن مراع وأما مرايا فهي جمع نافة مري وقال الصقلي يقولون في جمع مرآة أمرية والصواب مراء على وزن معان والكثير مرايا (1/53)
أقول يقولون للحجر المعروف الماس بألف بعد ميم وفي القاموس الماس حجر متقوم أعظم ما يكون كالجوزة نادرا ولا تقل ألماس فإنه لحن
ومن أغلاطهم المرثية بتشديد الياء والصواب تخفيفها نص عليه في القاموس
وكذا يغلطون في اطلاقه على القصيدة التي يرثي بها وإنما هي مرثي بها
ويقولون الأمر مبتني على كذا على صيفة المبني للفاعل ظنا منهم أنه لازم والصحيح أن يقال الأمر مبتني على كذا على المبني للمفعول لأن أرباب اللغة مطبقون على أن بني الدار وابتناها بمعنى
قال بعض الأفاضل لا يجوز اطلاق لفظ المتروك على من ترك العلم زمانا وقال الصواب تارك ولا يجوز أن يكون مفعولا بمعنى الفاعل كفوله تعالى حجابا مستورا لأنه سماعي لا يجومز فيه القياس
أقول ولعله مثل قول الفقهاء 8ب ومن فاتته صلاة وان ما اشتهر من توجيهه للمتروك
وأما المشغول فلا شك في صحته قال الجوهري شغلت عنك بكذا على ما لم يسم فاعله (1/54)
ومن أغلاطهم المستحكم بفتح الكاف بمعنى المحكم فالصواب كسرها لأنه لازم يقال أحكمه فاستحكم أي صار محكما ومنها قولهم للكذاب المعروف مسيلمة بفتح اللام والصواب كسرها ومنها قولهم المصرف بفتح الراس والصواب كسرها فإنه من باب ضربومنها المظلمة بفتح اللام فإنها مكسورة كذا في الصحاح ومما يجب أن ينبه عليه أن المصدر الحقيقي لظلم هو الظلم بفتح الظاء ذكره في القاموس وأما الظلم بالضم فالظاهر أنه اسم منه شاع استعماله موضع المصجر وذلك يشبه الفعل والفعل فإنهم يستعملونه بكسر الفاء مقام المصدر وهو بفتحها في القاموس الفعل بالكسر حركة الإنسان أو كناية عن كل عمل متعد وبالفتح مصدر فعل ومنها المعضلات بفتح الضاد والصواب كسرها فإنه من أعضل الأكر إذا اشتد وعلى عكس ذلك قولهم مرتبط بكسر الباء بمعنى المربوط والصواب فتحها لأن ارتبطه وربطه بمعنى أطبق عليه أئمة اللغة (1/55)
وعلى عكس ذلك المقصد بفتح الصاد والصواب كسرها فإنه من باب ضرب وكذلك المعدن بفتح الدال والصواب كسرها وأما المغسل فقد حكي فيه الفتح أيضا ومما يضطرب فيه العامة لفظ المعدة وفي القاموس المعدة ككلمة وبالكسر
قال بعض الفضلاء العامة تقول المنبر بفتح الميم ولاصواب كسرها وأقول الظاهر فيه جواز الوجهين كما قيل في المرقاة بل المنبر أحق بالفتح قال الصفدي المرقاة بالفتح الدرجة فمن كسرها شبهها بالآلة التي يعمل بها ومن فتح قال هذا موضع يفعل فيه
ويقولون للآلة المصنوعة من الحديد لتحريك النار ماشة والصواب محشة في القاموس المحش حديدة تحش بها النار أي تحرك كالمحشة ومما يجب أن ينبه عليه قولهم مد البصر في الصحاح يقال قطعة أرض قدر مدى البصر وقدر مدى البصر أيضا عن يعقوب (1/56)
وقد تناقض فيه كلام صاحب القاموس حيث قال في مدى ولا تقل مد البصر وقد قال في مد وقد رمد البصر أي مداه
قال بعضهم قول الناس المقطع للآله يقطع عليها القلم وقال الصواب المقطة كمذبة
وفي القاموس المقطة عظيم يقط عليه الكاتب أقلامه
وأقول في كل من القولين 9 أ نظر أما في الآول فلان القطع له معنى عام يطلق على القطع عرضا وطولا وغير ذلك فمن يطلق لفظ المعطع على شيء يقطع عليه شيء أي شيء كان ينبغي أن لا يخطأ فإنه لا يلزم في الاطلاق أن يكون علما له وأما في الثاني فان المقطة غير مختصة بالقلم
ويقولون للتابعي المشهور سعيد بن المسيب بفتح الياء المشددة وقال ابن خلكان روي عنه أنه كان يقول إنه بكسرها ويقول سيب الله من سيب أبي
ويقولون المدارا خير والصواب المداراة بالتاء لأنه مصدر داريته
ويقولون هذا المعنى منفهم من هذا اللفظ وقد قال صاحب القاموس وانفهم لحن (1/57)
حرف النون
قال الجوزي العامة تقول نخبة القوم بسكون الخاء والصواب فتحها
وفي القاموس النخبة بالضم وكهمزة المختار قال الحريري العامة تقول هم عشرون نفرا والعرب لا تستعمل النفر فيما جاوز العشرة
قال الحريري والجوزي يقولون مائة ونيف بإسكان الياء والصواب تشديدها
أقول يمكن تخفيفها على مثال سيد وميت وأمثاله كثيرة وقد قال صاحب القاموس وقد يخفف
قال الصقلي يقولون نينوفر والصواب نينوفر بفتح النون الثانية ونيلوفر باللام أيضا
وفي القاموس النيلوفر ويقال النينوفر ضرب من الرياحين ينبت في المياه الراكدة
أقول في التخصيص بالمياه الراكدة نظر فأنه في ديارنا ينبت في المياه الجارية قال الصقلي يقولون لحم ني والصواب نيء بالهمزة وكسر النون وأما الني فهو الشحم (1/58)
أقول يقولون فلان نيسابوري بكسر النون والصواب فتحها كذا ذكره ابن خلكان وقال إنما قيل لها نيسابور لأن سابور ذا الأكتاف أحد ملوك الفرس لما وصل الى مكانها أعجبه وكان مقصبة فأمر بقطع القصب وبنى المدينة فقيل ني سابور وني القصب بالعجمي
ومن أعلاطهم الفاضحة قولهم نزول لما يهيأ للأمير ولاصيف وإنما هو نزل بضمتين بدون الواو
ويشبه ذلك زيادتهم الياء في نقريس وإنما هو نقرس بكسر النون وسكون القاف وكسر الراء وبعدها سين مهملة
والناس مضطربون في لفظ النزلة فبعضهم يقول نازلة والصواب نزلة بفتح النون وسكون الزاي بدون الألف
ومن أوهامهم 9ب الفاضحة قوله عرق النساء للمرض المعروف يكسرون النون ويمدون الألف والصواب فتحها وعصر الألف ذكره الجوهري وصاحب القاموس
ومنها ضم النون من النكات في جمع نكتة والصواب كسرها أو حذف الألف (1/59)
ومنها قولهم نشاط بكسر النون فإن الصواب فتحها نص عليه صاحب القاموس
ومنها قولهم نمروذ بفتح النون فإنه بالضم ذكره صاحب القاموس ومنها قولهم فبها ونعم والصواب نعمت
حرف الواو
قال الجوزي العامة تقول الوداع بكسر الواو والصواب فتحها قال الزبيدي يقولون وهبت فلانا مالا والصواب لفلان فإن وهبت لا يتعدى إلا بحرف الجر وإنما هي في ذلك بمنزلة مررت لا يتعدى إلا بحرف جر ذكره سيبوية
حرف الهاء
قال الحريري يقولون هاون وراوق فيوهمون فيهما إذ ليس في كلام العرب فاعل والغين منه واو والصواب هاوون وراووق قال الصقلي مما يشكل همدان بالدال وفتح الهاء واسكان الميم (1/60)
قبيلة من اليمن وهمذان بالذال المعجمة وفتح الهاء والميم موضع بخراسان أقول العامة تقول الهجو والهجر بكسر الهاء فيهما والصواب الفتح
وهم يقولون فلان هروي بكسر الهاء والصواب فتحها لآنه نسبة الى هراة بفتح الهاء ذكره ابن خلكان
حرف الياء
قال الجواليقي تذهب العامة الى أن اليتيم الصبي الذي مات أبون أو أمه وليس كذلك إنما اليتيم من الناس الذي مات أبون خاصة فإذا ماتت أمه يقال به عجي واليتيم من البهائم الذي ماتت أمه
قال الحريري والجوزي يقولون فلان يستأهل الإكرم وهو مستأهل للانعام ولم تسمع هاتان اللفطتان في كلام العرب ولا صوبهما أحد من علماء الأدب و وجه الكلام يستحق الإكرام وهو أهل لذلك (1/61)