أثر السّاسة في شعر السُّمَيْسِر الأندلسي
د . فيروز الموسى (1)
ملخص البحث
يتناول هذا البحث التعريف بشخصية أدبيّة فذّة عرفتها الأندلس في فترة حكم بني صمادح / 433 هـ ـ 484 هـ / وهي شخصية السُّمَيْسِر الأندلسي الشاعر الثائر الذي ثار على حكام عصره وحاول أن يقف في وجههم موجهاً إليهم سيف شعره الناقد فهجاهم هجاءً لاذعاً استمدّ عناصره من حقده ونقمته على ساسة عصره ، وقد تجلّى هذا الحقد في معظم موضوعات شعره كالوصف والهجاء ، وظهر هذا الأثر من خلال الرمز والتلميح إلى صفات الساسة .
أثر الساسة في شعر السُّمَيْسِر الأندلسي
حظيت دراسة الشخصيات الأدبية باهتمام دارسي الأدب ، ولكن هناك شخصيات لم يسلّط عليها ضوء الدرس إلا من بعيد ، مثل شخصية السُّمَيْسِر .
ولذلك حاولت أن أبدد خيوط الظلام التي لفّت هذه الشخصية ، محاولة كشف النقاب عنها ، والتعريف بأهم أغراض شعره التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع الذي كان يعيش فيه الأديب أبو قاسم خلف بن فرج الإلبيري نسبهّ إلى إلبيرة من أرض الأندلس المعروف بالسُّمَيْسِر ( وهو لقب نبز به فغلب عليه وبه اشتهر لدى من ترجموا له ، أو تعّرضوا إلى ذكره من القدماء ) (1) .
وقد قال عنه المقّري :
(( كان السُّمَيْسِر شاعراً مطبوعاً سهل الشعر ، وكان أفضل الشعراء الذين حفل بهم بلاط المعتصم بن صمادح ، له طبعٌ وتصرّفٌ مستحسنٌ في المقطّعات لا في المطوّلات ، وأغراض شعره : الشكوى والزهد والحكم والنسيب ، والهجاء المقذع ، فقد كان هجّاءً متوثباً على الناس لم ينجُ من لسانه أحدٌ ، ولا أولئك الذين عاش في بلاطهم ، وكذلك له إخوانيات ، ويبدو أنّه صنّف كتباً فقد ذكروا له كتاباً عنوانه : (( شفاء الأمراض في أخذِ الأغراض )) (2) .
__________
(1) - أستاذة مساعدة في قسم اللغة العربية ـ جامعة البعث .(1/1)
أصله من إلبيرة قرب غرناطة ، وسكن غرناطة مدّة متصلاً بصاحبها باديس بن حبوس ( 430 ـ 466 هـ ) ثم وقعت وحشةٌ بينه وبين باديس لبيتين قالهما في هجاء البربر ، فهرب إلى المريّة لاجئاً إلى صاحبها المعتصم بن صمادح ، ويبدو أن مجيئه إلى المريّة كان باكراً ( قبل 466 ) كما يجب أن تكون إقامته في المرية قد طالت حتى استحق أن يسميه المقري شاعر المريّة (3) . ( بقي السُّمَيْسِر في المريّة إلى ما بعد وفاة المعتصم بن صمادح في ثامن ربيع الأوّل من سنة / 484 هـ / ) (4) .
ويبدو من خلال شعره أنه كان غير راضٍ عن حياته في غرناطة وأنه كانت له نفسٌ تأبى حياة الذّل والهوان ، إلا أن تعلقّه بغرناطة ـ وقد يكون حلَّ بها صغيراً ـ جعله يتحمل على مضضٍ ما يتحمله كلُّ محبٍّ لبلده ومكان نشأته ومرابع علاقاته ، ويبقى (موزّع القلب والعقل بين ما يؤمن به وما يرى تحت بصره وبين ما يريد أن يفعل وقلّة حيلته ) (5) .
وفي ذلك يقول : (6) .
قالوا أتسكنَ بلدةً ... نفس العزيز بها تهونُ
فأجبتهم بتأوّهٍ ... كيف الخلاص بما يكونُ
غرناطة مثوى الجنيـ ... ـن يلذُّ ظلمته الجنين
ويتضح من خلال هذه الأبيات أنّه كان يعاني من مشكلات لم يفصح عنها وأنه كان ناقماً على قومه وعلى العيش بينهم .
وأشار إلى حاله وسط قومه واصفاً نفسه بالضياع ومشبهاً ذلك بضياع نوح عليه السلام بين قومه إذ يقول : (7) .
ضعتُ في قومٍ كما ضاع نوحٌ ... بين قوم قد أصبحوا كفّاره
ضربوه وما ضُربت ولكن ... جعلوني ممن ينافر داره
فتأخّرت عن دياري لهوني ... والهوينا لمن يخلّي داره(1/2)
هذا القلق الذي كان يشعره أنه غريبٌ وسط قومه وأنه كان يشعر بضياع حقيقي ، ولا مكان له بين قومٍ أبت نفسه العيش معهم ، فاضطر تحت وطأة هذه المعاناة الشديدة إلى مغادرة دمشق الأندلس ، إلى المريّة ، وفي نفسه كثيرٌ من الأسى والتأسف على دياره التي استلذّ ظلمتها سنين عديدة ، وأبى أن يتركها دون أن يفعل شيئاً ينتقم به لنفسه من أولئك الذين جعلوه ينفر منها ، وقد أورد السلفي أنه ( كان لباديس بن حبوس صاحب غرناطة وزير يهودي فهلك واستوزر بعده نصرانياً ، فقال أبو القاسم خلف بن فرج الإليبري (8) . الشاعر المنبوذ بالسُّمَيْسِر ثلاثة أبيات وكتب منها نسخاً عدّة ورماها في شوارع البلدة والطرقات وسار من ساعته إلى المريّة معتصماً بالمعتصم بن صمادح ، وطارت الأبيات في أقطار الأندلس ولما وقف باديس عليها أرسل وراءه أصحاب الخيل ففاتهم ولم يلحقوه ، والأبيات هي : (9) .
كلُّ يومٍ إلى ورا ... بُزّل ... ... ... (10)
فزعانٌ تهوّدا ... وزمانُ تنصّرا
وسيصبو إلى المجو ... س إن الشيخُ عمّرا
أما المقّري فيورد أن سبب فرار السُّمَيْسِر إلى المرية يرجع إلى هجائه لعبدالله بن بلقين حفيد باديس وليس انتقاده لسياسة باديس المنفره حسبما أورد السلفي ، إذ أن السُّمَيْسِر في رواية المقّري لم يلجأ إلى المرية معتصماً بملكها المعتصم وإنما بلغ هذا الأخير أن السُّمَيْسِر هجاه فاحتال في طلبه حتى حصل في قبضته ثم قال له أنشدني ما قلت فيِّ فقال له السُّمَيْسِر وحقّ من حصّلني في يدك ما قلت شرّاً فيك وإنما قلت :
رأيت آدم في نومي فقلت له ... أبا البرية إن الناس قد حكموا
أن البرابر نسلٌ منك قال إذن ... حواءُ طالقةٌ إن كان ما زعموا(1/3)
فنذر ابن بلقين دمي ، فخرجت هارباً إلى بلادك فوضع عليَّ من أشاع ما بلغك عني لتقتلني أنت فيدرك ثأره بك ، ويكون الإثم عليك فقال : وما قلت فيه خاصة مضافاً إلى ما قلته في عامة قومه ؟ فقال : لما رأيته مشغوفاً بتشييد قلعته التي يتحصّن فيها بغرناطة قلت :
يبني على نفسه سفاهاً كأنه دودةُ الحرير (11) .
وهذا المعنى تداوله عدد من شعراء العربية ، وهذا دليل على شعورٍ واحدٍ تجاه من يهتم بنفسه ويهمل شعبه ، فقد قال أبو تمام : (12) .
وإن يبنِ حيطاناً عليه فإنّما أولئك عقالاتُه لامعاقِلُهْ
وقال ابن الرومي : (13) .
انظر إلى الدّهر هل فاتته بُغيتُهُ ... في مطمح النَّسر أو في مسبح النّونِ
ومن تحصّنَ مسجوناً على وَجَلٍ ... فإنما حصنُه سجنٌ لمسجَونِ
ويتابع المقري الخبر بأنّ ( المعتصم استحسن ذلك منه وعفا عنه ، وخبره بين أن يحسن إليه ويخليّ سبيله أو يجيره من عبدالله بن بلقين فأجابه السُّمَيْسِر مرتجلاً .
خيّرني المعتصمُ وهو بقصدي أعلمُ
وهو إذ يجمع لي أمناً ومنّاً أكرمُ
فأعجب المعتصم بذكائه وسرعة بديهته ، وكان له منه المنّ والأمان وأقام السُّمَيْسِر بإحسانه بأوطانه حتى خلع عن ملكه وسلطانه ) (14) .
والملاحظ أن في هاتين الروايتين قاسماً مشتركاً يجمع بينهما وهو هجاء السُّمَيْسِر لحكام غرناطة ، ونقده لأحوالهم السياسية ثم فراره إلى المريّة . وأنهما تختلفان في زمن الفرار ، وما جاء فيهما من أشعار ، وقد اختلف الدارسون المحدثون تبعاً لذلك في تاريخ زمن هجرة السُّمَيْسِر إلى المرية فمنهم من اعتمد على رواية السلفي فجعل تلك الهجرة في عهد باديس ابن حبوس ( 466 ـ 483 هـ ) ومنهم من اعتمد على رواية المقري فجعلها في عهد الأمير عبدالله (15) . وأرجح أن يكون السُّمَيْسِر قد هاجر بسبب هجائه لباديس بن حبوس لأنه كان قد اعتمد في سياسته على اليهود اعتماداً كليّاً فكان نقد السُّمَيْسِر له من هذه الناحية .(1/4)
وقد مزج د. عمر فروخ بين شعر الروايتين في حديثه عن السُّمَيْسِر وباديس بن حبوس ( ثم وقعت وحشة بينهما لبيتين قالهما في هجاء البربر ) (16) .
وواضح أنه يقصد البيتين الواردين في رواية المقري ، وليس الأبيات الثلاثة الواردة في هجاء باديس كما في رواية السلفي .
وأما عن هجاء السُّمَيْسِر للأمير عبدالله فقد ورد في الذخيرة كذلك (17) .
وبناء علىهذا فإن السُّمَيْسِر يكون قد هجا ابن بلقين وقومه ، إلا أن هذا لا يعني أن هجرته إلى المرية كانت في عهده .
إذ يورد ليفي بروفنسال في الملحق الذي الحقه بكتاب التبيان أبياتاً أخرى للسميسر وبينها البيت الذي ذكره ابن بسام والمقري يهجو فيها الأمير عبدالله ، وينتقد مداهنته النصارى ، وطلبه المعونة من أذفونش وهي قوله : (18) .
صاحب غرناطة سفيه ... وأعلم الناس بالأمور
صانع أذفونش والنصارى ... فانظر إلى رأيه الدَّبير
وشاد بنيانه خلافاً ... لطاعة الله والأمير
يبني على نفسه سفاها ... كأنّه دودة الحرير
دعوه يبني فسوف يدري ... إذا أتت قدرة القدير
وللتوفيق بين الروايتين ، نقول ربما يكون السُّمَيْسِر قد عاد إلى غرناطة أيام الأمير عبدالله ـ ولا سيما أننا نجد له شعراً في هجاء المرية يقول فيه (19) .
بئس دارَ المرية داراً ... ليس فيها لساكن ما يحبُّ
بلدةٍ لا تمارُ إلا بريحٍ ... ربما قد تهبُّ أو لا تهبُّ
ومهما يكن من أمر زمن الهجرة وأسبابها فكان على السُّمَيْسِر في غرناطة ( إما أن يخضع ويمدح ويتعرض لمقت المؤرخين وسخطهم وإما أن يسكت عن أفعال حكامها وسياستهم المنفرة طمعاً في مالهم أو خوفاً من مكرهم وهو ما لم يجده شاعرنا في نفسه فقال (20) .
وقد حان ترحالي فقل لي عاجلاً ... على أيّ حال تنقضي عزماتي
أأثني بخيرٍ أم أقول تمثلاً ... كما قالت الخنساء في السمُرات
إذا لم يكن فيكن ظلٌّ ولا جنى ... فأبعدكنّ الله من شجرات(1/5)
( ومضى إلى ما لا يعيبه ، إلى حيث لا يرى وزيراً يهودياً يتحكم بالشعب بعد أن استجمع أمره وعقد عزمه على الرحيل وقال كلمته في حكام غرناطة بسيطة لكنها ساخرة قاسية موجعة ومدفعة والذي نخلص إليه أن السُّمَيْسِر هجر أو طرد من غرناطة بسبب موقفه السياسي المعارض لحكامها الذين لم يكفوا عن ملاحقته للتخلص منه) .
عاش السُّمَيْسِر في عصر ملوك الطوائف ، عصر الأجواء السياسية المضطربة والثقافة المزدهرة ، فتفاعل معها بشعره ، متخذاً من الكلمة الناقدة سلاحاً يدافع به عن قضايا أمته وعصره ، فنقل شعره صورة دقيقة لحياة الأندلس السياسية والاجتماعية بشكل عام ، وغرناطة وحكامها البربر بشكل خاص ، فيؤكد الأخبار التي أوردها المؤرخون عنهم ويضيف إليها إضافات هامة قد توضح ما خفي منها ، وهو من جانب آخر يكشف عن الصراع الذي كان بين سكان الأندلس من العرب وبين البربرالذين كانوا يسعون إلى بسط سلطانهم ونفوذهم على الأندلس إضافة إلى غرناطة التي استبدوا بحكمها ، وعن موقف العرب الرافض لهم ولسياستهم القائمة على التسلّط والاستبداد ، ولذا فإن شعر السُّمَيْسِر يعدّ من المصادر التاريخية والأدبية التي أسهمت إسهاماً واضحاً في تبيين الأحداث السياسية والاجتماعية التي تؤيد ما وصل إلينا من أخبار تاريخية عن تلك الفترة .(1/6)
وقد ترك موقف السُّمَيْسِر من ساسة عصره بصمات واضحة على كل أغراض شعره ، فكل ما وصلنا من شعر السُّمَيْسِر لا يدل على أنه كان مدّاحاً متزلفاً ولولا الأبيات التي أوردها المقري في مديح المعتصم ، ـ ذكرناها سابقاً ـ لما عرفنا صلته به ، وذلك راجع إلى أن من جمعوا شعر السُّمَيْسِر لم يرقهم مديحه لا في المعتصم ولا في غيره ، فابن بسام يقول : إن السُّمَيْسِر ( كان باقعة عصره وأعجوبة دهره وله طبع حسن ، وتصّرفٌ مستحسنٌ في مقطوعات الأبيات وخاصة إذا هجا وقدح ، وأما إذا طوّل ومدح فقلّما رأيته أفلح ، ولا نجح ، وقد أثبت من ذلك بعض ما تخيّرته له هنالك وله مذهبُ استفرغ فيه مجهود شعره ، من القدح في أهل عصره ضنت الكتب عن ذكره ) (21) .
ويبدو من خلال هذا النص أن ابن بسام اختار له بعض القصائد في المدح ولا ندري أكانت في مدح المعتصم أم في مدح غيره من ملوك العصر . وأن أبرز ما تميز به السُّمَيْسِر هو نقمته على أهل عصره وقد قال عنه ابن دحية ( وهجوه أكثر من مدحه ، يارب سامحه على قبحه ) (22) .
وإذا كان هجاء السُّمَيْسِر غير صالح للنشر لأسباب دينية أو أخلاقية أو سياسية فإن أكثر ما وصل إلينا منه تعميمي المنزع ، يبدو السُّمَيْسِر فيه أقرب إلى الروح الناقدة منه إلى الهجاء ، كقوله في ابن الحدّاد الشاعر
قالوا ابنُ حدّادٍ فتىً شاعرٌ ... قلتُ وما شعرُ ابنُ حَدّادِ ؟
أشعاره مثلُ فراخِ الزّنى ... فتش تجد أخبثَ أولادِ (23)
ولكنه أحياناً يسرف في النقمة على أهل عصره كقوله في هجاء أهل القيروان :
ألا قل لأهل القيروان لحاكمُ ... وأستاهكم هانت عليكم فهنتمُ
فأستاهكم تُعطونها ولحاكم ... تُعفّونها بالحلق طُرّاً لعنتُمُ (24)
وهذا الهجاء المقذع ينبع من إحساس شاعرٍ ناقمٍ لم يجد غير الهجاء سبيلاً لنفث همومه.(1/7)
وكذلك وقف السُّمَيْسِر من ملوك عصره موقفاً مشرّفاً ، ففي الوقت الذي كان غيره من الشعراء يتملقونهم بقصائد المدح مبرزين حسناتهم ما كان منها وما لم يكن متغاضين عن سيّئاتهم وفساد تدبيرهم ، كان هو يقف في وجوههم صارخاً بأعلى صوته :
نادِ الملوك وقل لهم ... ماذا الذي أحدثتُمُ
أسلمتم الإسلام في ... أسر العدى وقعدتمُ
وجب القيام عليكمْ ... إذ بالنصارى قمتُمُ
لا تنكروا شقَّ العصا ... فعصا النبيّ شققتمُ (25)
ويندد بخذلانهم الشعب ، وتخييبهم آماله في ما كان ينتظره منهم من عدل وإنصاف وإنعاش للحياة الاجتماعية ، وعدم التقاعس عن الدفاع عن حمى الوطن ، ويتوعدهم مهدداً بانقلاب الزمان ، وما يخبئ لهم من مفاجآت لا يدل تخاذلهم وتباغضهم على أنها سارّة .
رجوناكم فما أنصفتمونا ... وأمّلناكم فخذلتمونا
سنصبر والزمان له انقلاب ... وأنتم بالإشارة تفهمونا (26)
ولقد أصاب حدس السُّمَيْسِر في انقلاب الدهر على هؤلاء الملوكِ ، وكان ما توقعه لهم نتيجة طبيعية لقوم ألهتهم دنياهم عن دينهم ووطنهم ، وأدى بهم حب التملك والسيطرة إلى التناحر فيما بينهم ، والاستعانة بعدوّهم على بعضهم ، فكان أن ألقى إليهم حبالاً شنقوا بها أنفسهم وهم لا يشعرون . وشهد السُّمَيْسِر ما حل ببعضهم قبل الفتح المرابطي ، وتسنّى له التشفي بعد صبر وانتظار على غرار قوله في بني عامر وقد مزقهّم الدهر بتطاوله بعد عزٍّ وسلطان .
أصاب الزمانُ بني عامر ... وكان الزمان بهم يفخرُ
فعاد نهارهم مظلماً ... وليلهم بعد لا يقمِرُ
وأيامهم بعد لا تزدهي ... وصبحهم ظلّ لا يسفِرُ
أماتهم الدهر قبل المنون ... فهم ميتون ولم يقبروا (27)
وعلى هذا النحو من التشفي يمضي السُّمَيْسِر في ذكر عهد بني عامر الغابر والذي لم يبقِ منه الزمان إلا الذكريات ، مستخلصاً من ذلك عبرةً لمن يعتبر في مَسحةٍ زهديةٍ إذ بقول :
كأنهم أربعٌ دارساتٌ ... فما لهمُ غير أن يذكروا
فأين السرير وأين السرور ... وأين القصور التي عمّروا ؟(1/8)
فلا تعجبنّ بما قد ترى ... فلا خير في كلِّ ما تبصرُ
وهوّن عليك كثير الحياة ... فسكناك في قبركَ الأكثرُ (28)
وبقدر ما كان السُّمَيْسِر يفرح بانقضاض عرش الملوك كان يحزن على ما يصيب مدن الأندلس من جراء فتنهم وتناحرهم ، فها هو يقف على مدينة الزهراء بضواحي قرطبة بعد خرابها باكياً مستعبراً يندب أشتاتها في نغمة شجية مشجية .
وقفت بالزهراء مستعبراً ... معتبراً أندب أشتاتا
فقلت : يازهر ألا فارجعي ... قالت وهل يرجع من ماتا ؟
فلم أزل أبكي وأبكي بها ... هيهات يغني الدمع هيهاتا
كأنما آثار من قد مضى ... نوادب يندبن أشتاتا (29) .
وأرى أن هذه الأبيات التي تحمل معاني الندب والتفجّع على المدينة الدارسة ، تبدو كالبركان الذي يخفي في داخله الحمم الثائرة ، فهو يؤكد أن هذه الأشتات التي أضحت عليها الزهراء كانت من جراء إهمال وتقاعس الحكام ، كما أنه ينبه أن الدمع لا يغني ولا يعيد ما ذهب فهو يدعو إلى عملٍ يعيد إلى الوطن أمجاده ولعل السُّمَيْسِر لم يتحقق له ما كان يبغيه لملوك عصره من زوال وما كان يتوقعه لهم من هلاك حتى رأى سقوط عروشهم الواحد بعد الآخر على يد المرابطين ، وكأنه رأى الناس بين مستبشر بزوال ملكهم وبين مشفق على ما آل إليه مصيرهم فوقف يبين أن ما حلّ بهؤلاء الملوك إنما كان جزاءً لما عملته أيديهم .
يامشفعاً من خمول قومٍ ... ليس لهم عندنا خلاقُ
ذلّوا وقد طالما أذلّوا ... دعهم يذوقوا الذي أذاقوا (30)
وإذا السُّمَيْسِر قد وقف من ملوك عصره موقفاً رافضاً أشاد به الدارسون المحدثون ، وأدى ببعضهم إلى تفضيله على الشعراء الذين حفل بهم بلاط المعتصم فإنه وقف من أهل عصره موقفاً ساخراً فيه كثير من الاستصغار لما يكبرون ، والاحتقار لما يمدحون ، وفيه كثير من النقمة على الحياة ، وسوء الظن بأهلها ، فلمّا لم يجد فيهم تلك الروح الإنسانية النبيلة التي ينبغي لها أن تتوفر في الجنس الآدمي حكم عليهم بأنهم شياطين من الأنس وقال متعوّذاً .(1/9)
رأيت بني آدم ليس في ... جموعهم منه إلا الصورْ
فلمّا رأيت جميع الأنام ... كذلك صرت كطير حذرْ
فمهما بدا منهم واحدٌ ... أقل قل أعوذ برب البشر(31)
وما دام الناس على هذه الصورة كما تبادر إلى ذهن السُّمَيْسِر فعلى العاقل ألا يطمئن إليهم وألا يظنّ بهم خيراً ويجدر به أن يعتزلهم ويبتعد عنهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً
وظنّ بسائر الأجناس خيراً وأما جنس آدم فالبعادا
وقد أحس الشاعر الغزال من قبل بهذا الإحساس وشك بالناس جميعاً بقوله :
إذا أخبرت عن رجلٍ بريءٍ ... من الآفات ظاهره صحيحُ
فسلهم عنه هل هو آدميٌ ؟ ... فإن قالوا نعم ، فالقول ريحُ!
ولكنْ بعضُنا أهلُ استتارٍ ... وعند الله أجمُعنا جريح
ومن إنعام خالقنا علينا ... بأنّ ذنوبنا ليست تفوحُ
فلو فاحت لأصبحنا هروباً ... فرادى بالفلا ما نستريح
وضاق بكل منتحلٍ صلاحاً ... لتتن ذنوبه البلدُ الفسيحُ(32)
وتجزّأ موقفه هذا من ناس زمانه بصفة عامة إلى هجومه على شعراء عصره لما رأى فيهم من خلال سيئة فقال :
أنا أحب الشعر ولكن ... أبعضُ أهل الشعر بالفطرة(33)
فلست تلقى رجلاً شاعراً ... إلا وفيه خلّةً تكره
ولعل نظرة السُّمَيْسِر إلى شعراء عصره بهذا المنظار كانت وليدة ظروف التنافس الذي أوقد بين الشعراء في أغلب الأحيان نار الحسد والبغضاء والتفاخر في ما بينهم وحطّ بعضهم من قيمة أشعار بعضهم على غرار قوله :
ياشعراء العصر لا تحسبوا ... شعركم مذ كان محسوسا
فإنما حيكم ميّتٌ ... كأنما محييكم عيسى
إن كان منظومكم عندكم ... سحراً فمنظومي عصا موسى(34)
وواضح أن الشاعر أراد بعصا موسى أن يدل على ضرورة تفجير ثورة تطيح بحكام عصره ، فكل كلمة من كلماته تحمل مدلولاً يدل على نقمة عارمة . وذلك يتضح في أغراض شعرية أخرى تدل قراءتها الأولى على المعنى المباشر ، لكنها تعبر في معناها الثاني عن هدف الشاعر في تعرية الواقع . كما في قوله في وصف البعوض :
بعوضٌ شربن دمي قهوةً ... وغنينني بضروب الأغانْ(1/10)
كأن عروقي أوتارها ... وجسمي الرباب وهُنّ القيانْ(35)
فالشاعر في معناه المباشر يصور البعوض التي تمتص الدماء ولكن البعوض في هدف الشاعر هي السلطة التي تمتص دماء الأبرياء غير آبهة بهم لما يعانون من فقر وجوع, في حين أنَّ الحكام يلهون ويمرحون.
وكذلك تنعكس نقمة الشاعر على مجتمعه من خلال وصف مدينة المرية وصفاً مصبوغاً بالحقد ، ومطبوعاً بالنقمة العارمة على المجتمع فيقول :
بئس دار المريّة داراً ... ليس فيها لساكن ما يحبُّ
بلدةٌ لا تمارُ إلا بريحٍ ... ربما قد تهبُّ أو لا تهبُّ(36)
فالمدينة المظلومة الجائعة تنتظر ثورة عاتية كالريح ليسود الأمن فيها ، ولكنه لا يبدو متفائلاً بقيام هذه الثورة إذ عبّر عن تشاؤمه بلفظتين متتاليين ( ربما . وقد ) وهنا تتجلى دقة الشاعر في توظيف اللغة للتعبير عن إحساسه واضطرابه .
ولكن السُّمَيْسِر يتأرجح في ثورته بين التشاؤم والنقمة و التفاؤل والتوعّد ، فعندما يقول :
يا آكلاً كلَّ ما اشتهاه ... وشاتم الطِّبِ والطبيب
ثمارُ ما قد غرست تجني ... فانتظر السّمَّ عن قريب(37)
يجتمع الداءُ كلَّ يومٍ ... أغذيةُ السوءِ كالذُنوبِ
في هذه الأبيات يصف العليل الذي يعاني من المرض ولكنه لا يقبل النصح وكأنه ذلك الحاكم الذي اتخمه أكل حقوق الشعب ولم يتراجع عن أفعاله نادماً .
فالشاعر يصور المجتمع بما فيه من علل وسقم ، ويؤكد أن الفرج آتٍ ولا بد لمن ذاقوا الحرمان والذين عاثوا فساداً لابد أن ينالوا الجزاء العادل ، عبّر عن ذلك من خلال الثورة المقترنة بالحكمة بقوله :(1/11)
( ثمار ما قد غرست تجني ) فهذا القول يحمل التهديد والتوعد ، وأن الزمن لا ينسى الأشرار هذا الشعور بالنقمة على حكام عصره ، الذي كان يلفظ كشرر النار الحارقة ، كان من أهم العوامل التي دفعت الشاعر إلى الزهد أو التزهد ، فقد رأيناه ناقماً على الناس من حوله متعرضاً لهجائهم ساخطاً على الأوضاع المزرية التي كانت تتخبط فيها الأندلس إبان عصر الطوائف ، متخذاً منها مواقف إيجابية تمثلت في رفضها ومحاولة تغييرها .
ولكن صوت السُّمَيْسِر ما كان يسمع وسط تلك الأصوات الصاخبة ، أصوات الغناء ودنان الخمر ، أصوات السيوف المتقارعة من أجل السلطة وصهيل الخيول ، وهمسات الخداع والمكر ، وانقلاب موازين الحياة التي بدت وكأنها آفة كل عصر . فكان من الطبيعي أن تلجأ نفس ثائرة ثورة غير منظمة كنفس السُّمَيْسِر ، مستضعفة أو كما عبر عنها لسان حاله :
ليس لمن ليست له قدرة ... كالأخذ عنه الرزء بالصبر
أو لا فما حيلة مستضعفٍ ... ليس له فضل على الذرّ(38)
كان من الطبيعي أن تلجأ هذه النفس إلى العزلة وتخلد إلى الانطواء فتمتص تلك النقمة ، وذلك الشعور بالحرمان ، وتترجمه إلى تأمل في حال الدنيا ، واضطراب الدهر ، ومصير الإنسان وما عملته يداه يقول :
جملة الدنيا ذهابٌ ... مثلما قالوا سرابُ
والذي منها مشيدٌ ... فخراب ويبابُ
وأرى الدهرَ بخيلاً ... أبداً فيه اضطرابُ
سالبٌ ما هو معطٍ ... فالذي يعطي العذاب
وليوم الحشر إنعامٌ ... سؤال وجوابُ
وصراط مستقيم ... يوم لا يطوى كتابُ
فاتِّقِ الله وجنّب ... كل ما فيه حسابُ(39)
هذه الأبيات التي تحمل معاني الزهد بشكل مباشر ، يحمل بين طياته معاني مستمدة من الواقع السياسي المضطرب .(1/12)
فإذا كان مصير الحياة إلى زوال ، فلم التكالب على جمع الأموال ؟ ولم الشقاء في سبيل الجاه والكسب الحرام ؟ وأي شيء أفضل من أن يعيش الإنسان آمناً مطمئناً في ظل السلام ، لابساً ثياب العفّة والطهارة ؟ ومتى يقتنع بأنه لا عيش إلا الكفاف ، وكل ماعداه إسراف ذاك ما يجيب عنه السُّمَيْسِر إجابة الزاهد المتقشّف إذ يقول :
دع عنك مالاً وجاهاً ... لا عيش إلا الكفافُ
قوتٌ حلالٌ وأمنٌ ... من الرّدى وعفافُ
وكل ما هو فضل ... فإنّه إسرافُ(40)
إنّ الطبيعة البشرية ميّاله إلى الشهوات ، واقتناص اللذات ، واكتناز القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، والتفاخر بالأموال والبنين ذاك ما لاحظه السُّمَيْسِر نافياً أن يكون هناك زهد مع السعة والغنى إذ يقول :
لله في الدنيا وفي أهلها ... معّميات قد فككناها
من بشر نحن فمن طبعنا ... نحب فيها المال والجاها
دعني من الناس ومن قولهم ... فإنما الناس خلاّها
لم تُقبلِ الدنيا على ناسكٍ ... إلا وبالرحب تلقاها
وإنما يعرض عن وصلها ... من صرفت عنه محيّاها(41)
هذه الآراء لا تصدر عن زاهد مال إلى المبادئ الزهدية وإنما تصدر عن شاعر خبر الدنيا وعاش تجاربها وعبر عنها متزهداً لا زاهداً وسواء أكان السُّمَيْسِر زاهداً أم متزهداً صرفت الدنيا عنه محيّاها فأعرض عن وصلها فإن له رأياً في زينتها وبنيتها ومالها :
المال ذلٌّ وذل ... ألا يرى لك مال
فاحرص كأنك باقٍ ... فما لذي الفقر حال
واقنع فإنك فانٍ ... غداً وكلّ محالُ(42)
فهو يدعو إلى الاعتدال ، والاعتدال جميل في كل شيء ، فعلى الإنسان أن يعمل لدنياه وكأنه يعيش أبداً ، ويتحلّى بالقناعة عاملاً لآخرته وكأنه يموت غداً وكان هذا رأيه في المال وهو الذي يدعو إلى الاعتدال ولكنه كما يبدو لم يستطع أن يحققه في مجتمع ظلمه ، وحرمه من حقوقه ، حرمه من المال والبنين :
يمنعني من تكسب الولدِ ... علمي بأنّ البنين من كبدي
فإن يعيشوا أعش على ظلع ... وإن يموتوا أمت من الكمدِ(1/13)
وإن أمت قبلهم تركتهم ... أهون بين الأنام من وتدِ(43)
إنه شعور الأب المعدم الفقير تجاه فلذات كبده ، شعور بالهلع والخوف من المستقبل ، فالسُّمَيْسِر بحكم تجربته مع الحياة لا يريد أن يجني على أبنائه بإخراجهم إلى دنيا الفقر والهوان ، دنيا الشياطين في صور الآدميين ، دنيا الذين لا يكرمون اليتيم ولا يحاضّون على طعام مسكين دنيا المجتمع الذي نقم على حكامه الذين كانوا سبب تعاسته .
ولكن مع هذا التشاؤم الذي لفّ حياة الشاعر في هذه الحقبة من حياته ، لا ينبغي أن نقول انه كان للشاعر نظرة مستقبلية لواقع مجتمعه المشتت وحياته المضطربة ، ولقد لخّص سيرة حياته بقوله :
قصتي ياسادتي مضحكة ... بينكمُ من حيث يبكي بالمُقَلْ
إن أجئكم بغريب قلتمُ ... عندنا أغربُ فاسكت أو فَقُلْ
أبصرَ النصّال دُراً غالياً ... قال عندي منه أغلى وأجَلْ (44)
هذه الأبيات لوحة ثنائية الوجوه فقد بادله المجتمع الحقد والرفض ـ كما ظهر له ـ فحقد هو بدوره عليه ورد له الحقد والكراهية .
لقد لفت السُّمَيْسِر بمقطعاته الهجائية اللاذعة أنظار بعض الباحثين فعدّوه أكثر شعراء عصر ملوك الطوائف جرأة وجسارة ولأنه عبّر عن ضمير الأمة بحق ، وكان صوته الغاضب هو صوت الشعب بأسره ، فقال عنه د. طاهر مكي : ( وله في زمنه موقف رافض حين رأى اختلال القيم وغلبة الصغّار وعجزه عن التعبير فأدار ظهره لكل ما حوله وجاء شعره رافضاً لكل ما تعنيه الكلمة في عصرنا الحديث . سخر ممّا يعظم الناس ، وهجا من يمدحون ، واحتقر ما يكبرون ، وجاء هجوه لهم مفحشاً ، ونقده قاسياً فأهمله المؤرخون خوفاً ممن هجاهم ... كان داعية ثورة حين استطاب الناس المتع واللذة . وخلدوا إلى الدعة والراحة وآثروا الأمن والسلامة )(45) .(1/14)
فالهجاء ـ كما رأينا ـ لم ينقرض ولكنه اتخذ وجهات أخرى ، فلم يعد هو ذلك الهجاء القبلي أو الشخصي أو الذي يعتمد على الشتم الصريح ، بل تطوّر بتطوّر الزمن والحضارة والثقافة، واتخذ مساراً جديداً .
ولا أتفق مع الذين استبعدوا وجود الهجاء في الشعر الأندلسي ، وينادون بإسقاطه من دوواين الشعر العربي ، لأن ذلك تراث خلفه أسلافنا فضلاً عن أن الهجاء لا يقوم كلّه على البذاءة والإفحاش ، والنظر إلى الهجاء من هذا الجانب وحده لا يخلو من قصور وإجحاف ، فالهجاء من زاوية أخرى يمثل روح النقد والمعارضة لكثير من سلبيات الأفراد والمجتمع ، ووسيلة لإظهار أوجه القصور والخلل ، وكشف العابثين والمخادعين ، إنه يسعى إلى تحقيق عالم مثالي عن طريق السلب والإيجاب ، أو بطريقته الخاصة التي لا تتفق مع الطريقة التي تعارف الناس عليها . وقد قال د. محمد حسين : ( الواقع أنّ في الهجاء قوة بنائية إلى جانب هذا المظهر الهادم الذي هو أول ما يطالع المتصفّح له ، فهو حين يهاجم شخصاً من الأشخاص أو نظاماً من النظم أو نزعة من النزعات ، يتصّور في حقيقة الأمر حياة أخرى بأشخاصها ونظامها وأسلوبها وهي مثله الأعلى الذي يطمح إليه ويدعو له ، فالهجَّاء له فلسفة في الحياة يريد أن يؤديها إلينا(46)
هذه الفلسفة التي أوصلها السُّمَيْسِر من خلال هجائه أكدّت أنه مهما يكن من أمر فإن تشدد الحكام مع شعراء الهجاء لم يؤدِ إلى تكميم أفواههم أو إسكات ألسنتهم عن المجاهرة بمساوئهم ومثالبهم فعبّروا عن ضيقهم بهم وكشفوا عن أوجه الفساد في سياساتهم ، وتحدثوا عن أنفسهم في الترف والملذات ، وتشبثهم بكرسي الخلافة على حساب مصالح الرّعية .(1/15)
وما نقرؤه من شعر السُّمَيْسِر في هجاء حكام عصره يدل أنه ليس هجاءً فردياً يعبر عن حقد ذاتي أو يستهدف تحقيق منفعة خاصة ، وهو لا يوجّه إلى حاكم بعينه ـ إلا نادراً ـ وإنما يهاجم ملوك الطوائف عامةً معبراً عن سخطه وسخط الناس جميعاً ، يعبر عن نقمة شاعرٍ يعد من أكثر شعراء الأندلس غيرةً على الوطن .
فهو يصدر في هجائه عن دافع وطني أصيل ويتعدّى هجاؤه النظرة الذاتية أو الإقليمية إلى وجهات أعمّ وأشمل .
الحواشي
1 ـ الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ، ابن بسام ـ ½ ، 882 ليبيا 1981
المغرب في حلى المغرب ـ ابن سعيد 2 = 93 .
جريدة القصر وجريدة أهل العصر ـ 4 / 2 : 15 القاهرة ـ بلا
2 ـ نفح الطيب ـ المقري ـ 4 : 108 .
3 ـ المرجع السابق : 3 : .39 .
4 ـ تاريخ الأدب العربي ـ عمر فرّوخ ـ 4 : 680 .
5 ـ دراسات أندلسية في الأدب والتاريخ والفلسفة الطاهر أحمد مكي : 74 .
6 ـ الذخيرة 1/2 : 887 .
7 ـ نفسه 1/2 : 895 .
8 ـ الليبري : كذا في الأصل والصواب الإلبيري .
9 ـ أخبار وتراجم أندلسية ـ 83 ـ 84 ـ .
10 ـ مكان البياض كلمتاك بابيتان .
11 ـ نفح الطيب . 3 : 413 .
12ـ ديوان أبي تمام : 3 : 28 .
13 ـ ديوان ابن الرومي ـ من الذي صورته .
14 ـ نفح الطيب : 3 : 413 .
15 ـ منهم غرسيه غومس اميليو / في كتاب مع شعراء الأندلس والمتنبي تعريب أحمد الطاهر مكي وايضاً دراسات أندلسية / 74 / أحمد الطاهر مكي
16 ـ تاريخ الأدب العربي / عمر فرّوخ ـ 4 : 680 .
17 ـ الذخيرة 1 /2 : 887 .
18 التبيان ( مذكرات الأمير عبدالله ) : 207 .
19 ـ نفح الطيب 3 : 390 .
20 ـ المغرب ـ ابن سعيد 2 ، 101 .
21 ـ الذخيرة ـ 1/2 : 772 ، 883 .
22 ـ المطرب ـ ابن دحية ص 93 .
23 ـ الذخيره ـ 1/2 : 894 .
24 ـ الذخيره ـ 1/2 : 896 .
25 ـ الذخيرة ـ 1/2 : 885 .
26 ـ الذخيرة ـ 1/2 : 885 .
27 ـ الذخيره ـ 1/2 : 890 .
28 ـ الذخيرة ـ 1/2 : 891 .
29 ـ نفح الطيب 1 : 527 ـ 528 .(1/16)
30 ـ الذخيره ـ 1/2: 886
31 ـ الذخيره ـ 1/2 : 895 .
32 ـ ديوان الغزال . جمعه وحققه د. محمد رضوان الداية ـ دار الفكر بلبنان ديوان الفكر دمشق .
33 ـ الذخيرة ـ 1/2 : 893 .
34 ـ الذخيرة ـ 1/2: 894 .
35 ـ الذخيرة ـ 1/2 : 888 .
36 ـ نفح الطيب 3 : 390 .
37 ـ الذخيرة ـ 1/2 : 892 .
38 ـ الذخيرة ـ 1/2 : 889
39 ـ الذخيرة ـ 1/2 : 889 .
40 ـ الذخيرة ـ 1/2/ : 891 .
41 ـ نفح الطيب 3 : 277 .
42 ـ الذخيرة ـ 1/2 : 892 .
43 ـ الذخيرة ـ 1/2 : 896 .
44 ـ الذخيرة ـ 1/2: 896 .
45 ـ دراسات أندلسية في الأدب والتاريخ والفلسفة ـ د. طاهر مكي ـ ط
دار المعارف ص 74 .
46 ـ الهجاء والهجاؤون ـ محمد حسين ـ ص 36
المصادر والمراجع
1 ـ الأصفهاني ، خريدة القصر وجريدة أهل العصر ـ دار النهضة مصر .
2 ـ بالنثيا ـ آنخل جنثالث ـ تاريخ الفكر الأندلسي ـ تعريب حسين مؤنس
القاهرة ـ 1955 .
3 ـ ابن هشام ـ الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ـ طبعة ليبيا 1981 .
4 ـ ديوان أبي تمام .
5 ـ حسين ، محمد ـ الهجاء والهجاؤون .
6 ـ الحميدي ـ جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ـ تحقيق الطنجي ـ مصر ـ 1952.
7 ـ الحميري ـ دار الرائد العربي ـ بيروت 1980 .
8 ـ ابن دحية ـ المطرب من أشعار أهل المغرب 1954 ـ القاهرة .
9 ـ الدّقاق ، عمر ـ ملامح الشعر الأندلسي دار الشرق العربي ـ بيروت ـ 1975 .
10 ـ الزركلي ـ خير الدين ـ الأعلام ـ بيروت ـ 1969 .
11 ـ ابن سعيد ـ المغرب من أشعار أهل المغرب ـ 1955 ـ دار المعارف مصر .
12 ـ السلفي ـ أخبار وتراجم أندلسية من معجم السفر ـ تح ـ إحسان عباس بيروت .
13 ـ ابن صفوان ـ زاد المسافر وغرّة محيا الأدب السافر ـ دار الرائد العربي ـ
بيروت 1980
14 ـ ابن صفوان ـ الضّبّي ـ بغية الملتمس في تاريخ أهل الأندلس ـ دار الكاتب العربي
15 ـ ضيف ، شوقي ـ الأندلس ـ عصر الدول والإمارات ـ القاهرة 1983 .(1/17)
16 ـ عباس ـ إحسان ـ تاريخ الأدب الأندلسي ـ دار الثقافة ـ بيروت 1985 .
17 ـ عبدالله ـ ( مذكرات الأمير عبدالله ـ تح ليفي بروفنسال ـ القاهرة .
18 ـ غومس غرسيه ، مع شعراء الأندلس والمتنبي ـ تح أحمد مكي ـ
دار المعارف ـ القاهرة ـ 1978 .
19 ـ الغزال ، يحيى ابن الحكم ـ ديوانه .
20 ـ فروخ ، عمر ـ تاريخ الأدب العربي ـ دار العلم ـ بيروت ـ 1981
21 ـ المقّري ـ نفح الطيب في غصن الأندلس الرطب ـ
تح إحسان عباس ـ دار صادر ـ بيروت ـ 1968 .
22 ـ مكي ، الطاهر أحمد ـ دراسات أندلسية في الأدب والتاريخ والفلسفة ـ مصر دار المعارف ـ 1980 .
23 ـ مجلّة مؤته ـ للبحوث والدراسات ـ الأردن ـ مج 7 العدد الأول ـ 1992 . بحث ( السُّمَيْسِر حياته وشعره ـ د. حلمي الكيلاني ) .
24 ـ مجلة عالم الفكر ـ مج 25 ـ العدد الأول ـ سبتمبر 1996 ( شعر السُّمَيْسِر ) (بنيوني الزاكي )(1/18)