- قالوا: تسابقتِ الحميرُ ... فقلتُ من عَدَمِ السوابقْ
محمد الجذامي(8/499)
- قد تضمنُ الدولةُ الكبرى لجارتها ال ... صغرى (الصغرى) من الحَقِّ ما ينجي من الغرقِ
- وما صكوكُ ضمانِ الأقوياءِ لدى ال ... مستضعفينَ (المستضعفين) سوى حِبْرٍ على وَرَقِ
محمد الفراتي(8/500)
- الأقوياءُ بكُلِّ أرضٍ قد قضوا ... أن لاتراعى للضعيف حقوقٌ
- أتحتو عليك قلوب الورى؟ ... إِذا دمعُ عينيكَ يوماً جرى؟
- وهل ترهم الحمل المتضامَ ... ذئاب الفلا أو أسود الثرى؟
- فلن يابس العود صلب القناةِ ... قوي المراس متين العرا
- ولا تتضامن البغي البقاة ... وكن كاسراً قبل أن تكسرا
- وأولى من عاش قبل الثرى ... ذليلاً لوا حتل جوف الثرى
- طريق العلا دائماً للأمام ... فويلك هل ترحم القهقرى?
- وكل البرية في نقطةٍ ... فويل لمن يستطيب الكرى
جميل الزهاوي(9/1)
الباب الثاني والعشرين: باب الكاف(9/2)
-1- الكبر والعجب(9/3)
- لو كانَ عُجْبُكَ مثلَ لبكَ لم يكنْ ... لكَ وزنَ خردلةٍ من الإِعجابِ
- أو كان لبكَ مثل عجبكَ لم يكنْ ... أحدٌ يفوقُكَ من ذوي الألبابِ
علي بن الجهم(9/4)
- الكِبر تبغضُهُ الكرامُ وكل من ... يبدي تواضعَهُ يَحبَّ ويحمَدُ
- خيرُ الدقيقِ من المناخلِ نازلٌ ... وأخسُّهُ وهي النخالةُ تصعدُ
فتيان الشاغور(9/5)
- وإِني رأيتُ الضرَّ أحسنَ منظراً ... وأهونَ من مرأى صغيرٍ به كبرُ
المتنبي(9/6)
- الحمدُ لله على ما نَرى ... كُلُّ من احْتيجَ إِليه زها
أبو العتاهية(9/7)
- التيهُ مفسدةٌ للدين، منقصة ... للعقلِ، مهتكةٌ للعرض، فانتبهِ
- لا تشرهَنَّ، فإِن الذُّلَّ في الشرهِ ... والعزَّ في الحلمِ لا في البطشِ والسَفهِ
شاعر(9/8)
- ودعِ التيهَ والعبوسَ على النا ... سِ (الناس) فإِن العبوسَ رأسُ الحماقةْ
- كلما شِئْتَ أن تعادي عاديْتَ ... صديقاً وقد تعزُّ الصداقةْ
محمد الخلادي(9/9)
- والكبْرُ تزايدُ هذا ضدانِ اتفاقُهما ... مثلُ اتفاقِ فتاءِ السنِّ والكبرِ
- يجني تزايدُ هذا من تناتقضِ ذا ... والليلُ إِن طالَ غالَ اليومَ بالقصرِ
أبو العلاء المعري(9/10)
- يا مظهرَ الكِبر إِعجاباً بصورتِه ... انظرْ خلاءكَ إِن النتنَ تَثْريبُ
- لو فكرَ الناسُ فيما في بطونِهمُ ... ما استشعرَ الكبرَ شانٌ ولا شيبُ
- هل في ابنِ آدمَ غيرُ الرأسِ مكرمةً ... وهو بخمسٍ من الأقذارِ مضروبُ
- أنفٌ يسيلُ وأذنٌ ريحُها سَهِكٌ ... والعينُ مرصةً والثغرُ ملعوبُ
- يابنَ الترابِ ومأكولَ الترابِ غداً ... أقصرْ فإِنكَ مأكولٌ ومَشْروبُ
شاعرر(9/11)
- والعجبُ داءٌ قاتلٌ أَهلَهُ ... يمانعُ الأستارَ أن تُسدَلا
المعري(9/12)
-2- الكتب(9/13)
- ما سودَ الأيامَ وهي بهيجةٌ ... ببياضِها كالعيشِ بين محابرِ
- جهدُ عناءُ حرٍ مبتلى ... بكمابرٍ من هَمِّهِ ومساهرِ
خليل مطران(9/14)
- أنا يا كتبُ كافرٌ بك، وبالتاريخِ ... طراً، وبالأسانيدِ ساخرٌ
- كلما ترجمَ الزمانُ عظيماً مثَّل ... الشبهُ لي عظيماً معاصرْ
- فتضاغَى وبَرْعَمَ الشَّكُّ، ثم التف ... وانْحَلَّ، واضحَ الريبِ سافرْ
- الكتابُ الحَيُّ، الصحيحُ، وجوهُ الناس ... فاقرأ هذا الكتابَ الداهرْ
- واسألِ الحاضرَ الذي أنتَ فيه، ... تبصرِ الأمسَ، وانسربْ في الضمائرْ
وصفي القرنفلي(9/15)
- ما تطعَّمْتُ لذةَ العيشِ حتى ... صرْنَ في وحدتي لكتبي جليسا
- إِنما الذلُّ في مداخلةِ النا ... سِ (الناس) فدعْها وكن كريماً رئيساً
- ليسَ عندي شيءٌ أجلُّ من العل ... مِ (العلام) فلا أبتغي سواهُ أنيسا
بن عبد العزيز أو الجرجاني(9/16)
- ولا تكتبْ بكفِّكَ غيرَ شيءٍ ... يسكَ في القيامةِ أن تراه
علي القطفي(9/17)
- أرى كتباً قد طال في جمعِها جُهْدي ... وزادَ إِليها قبلَ تحصيلها وَجْدي
- تمنْيتُ فيها نظرةً فحُرِمْتُها ... وجاءَتْ عقيبَ المنعِ عَفْواً بلا كدِّ
- فأصبحتُ فيها ناظراً متَحكِّماً ... جواداَ بما فيها على الصادقِ الودِّ
- أقلِّها من بعد غيري محكِّماً ... فيا ليتَ شعري من يقلبها بعدي؟
يوسف بن سليمان القرشي(9/18)
- وأصبحتُ ذا ضنٍ بها وتمسكٍ ... لعلمي بما قد صنعتُ فيها منضَّدا
- وأحذرَ جهدي أنْ تنالَ بنائلٍ ... مبيرٍ وأن يغتالَها غائلُ الردى
- وأعلم حقاً أنني لستُ باقياً ... فيا ليتَ شعري من يقبلُها غدا؟
نصر بن عبد الرحمن الفزاري(9/19)
- من جانبِ القبرِ لسانٌ بدا ... يكذبُ ما شاءَ ولا يستحي
- هذا هو التاريخُ لو أننيْ ... صَوَّرْتُهُ يوماً على المسرحِ
عباس محمود العقاد(9/20)
- أعيذكَ بالرحمن من شرِّ كاتبٍ ... له قلمٌ زانٍ وآخرُ كاتب
- يا معشرَ الكتابِ لا تتعرضُوا ... لرياسةٍ وتصاغروا وتخادموا
أبو نواس البستي(9/21)
- إِذا لم تكنْ حافِظاً واعياً ... فجعُكَ المكتبِ لا ينفعُ
- أتنطقُ بالجهلِ في مجلسٍ ... وعلمُكَ في البيتِ مستودعُ؟
محمد البغدادي(9/22)
- أضلُّ في الدنيا سيبلاً ... محبٌ باتَ منها في وثاقِ
- وأفضلُ ما اشتغلتَ به كتابٌ ... جليلٌ نفعُهُ حلوُ المذاقِ
- وعشررةٌ حاذقٍ فطنٍ لبيبٍ ... يفيدُكُ من معانيهِ الدقاقِ
- وأَخْسَرُ ما يضيعُ العمرُ فيه ... فُضُلُ المالِ تجمعُ للرفاقِ
ناصيف اليازجي(9/23)
- يا أيها الطالبُ الآدابً مبتدراً ... لاتسْهُ عن حَمْلكَ الأوراقِ للأدبِ
- فحملها أدبٌ تحوي به أدباً ... وسوفَ تنقلُ مافيها إِلى الكتب
- وليس في كُلِّ وقْتٍ ممكناً قامٌ ... ودفترٌ ياعديمَ المثلِ في الحسبِ
شاعر(9/24)
- أنا من بدَّلَ بالكُتْب الصِّحابا ... لم أجدْ لي وافياً إِلا الكتابا
- صاحبٌ إِن عبتَهُ أولم تُعِبْ ... ليس بالواجدِ للصاحبِ عابا
- كلما أخلقْتُهُ جددني ... وكساني من حُلَىْ الفضلِ ثيابا
- صحبةٌ لم أشكُ منها ريبةٌ ... ووداد لم يكلفْني عِتابا
- ربَ ليلٍ لم تقصرْ فيه عن ... سَهَرٍ طالَ على الصمتِ وطابا
- إِن يجدْني يتحدثْ أو يجدْ ... مللاً يطوي الأحدايثَ اقتضابا
- تجدُ الكتبُ على النقدِ كما ... تجدُ الإِخوانَ صِدْقاً وكِذبا
- فتَخَيَّرْها كما تختارُهُ ... وادخرْ في الصحبِ يبغيكَ الصوابا
- صالحُ الإِخوانِ يبغيكَ التقى ... ورَشِيْدُ الكُتْبِ يبغيكَ الصوابا
أحمد شوقي(9/25)
- خيرُ المحادثِ والجليسِ كتابُ ... تخلو به مَلَّكَ الإصحابُ
- لا مفشياً سراً إِذا استودعْتَه ... وتنالُ منه حكمةٌ وصوابُ
المتنبي(9/26)
- أفٍ لرزقِ الكتَبَهْ ... أفٍّ له ما أصعبهْ
- يُرتشفُ الرْزقُ به ... من شِقِّ تلكَ القصبةْ
المتنبي(9/27)
- إِذا ما خلوْتُ من المؤنس ... ين (المؤنسين) جعلْتُ المحدثَ لي دفتري
- فلم أخلُ من شاعرٍ محسنٍ ... ومن مضحكٍ طيبٍ مندرٍ
- ومن حِكَمٍ بين أثنائِها ... فوائدُ للناظرِ المفكرِ
- وإِن ضاقَ صدري بأسرارهِ ... وأودعتُهُ السرَّ لم يُظهرِ
- فلست أرى مؤثراً ماحييتُ ... عليه نديماً إِلى المحشرِ
علي بن هارون بن يحيى(9/28)
- وإِن تمنَّيْتُ عيشَ الدهرِ أجمعَه ... وأن تعاينَ ما ولَّى من الحقبِ
- فانظرْ إِلى سِيَرِ القومِ الذينَ مَضَوا ... والحظ كتابتهم من باطنِ الكتبِ
- تجدْ تفاوتَهم في الفضلِ مختلفاً ... وإِن تقاربَتِ الأحوالُ في النِسبِ
- هذا كتاجٍ على رأسٍ يعَظمه ... وذاك كالبعرِ الجافي على الذَّنَبِ
أحمد مسكويه(9/29)
- تأملْ إِذا ما كتبتَ الكتابَ ... سورَكَ من بعد إِحكامِها
- وهذبْ عبارةَ طرزِ الكلامِ ... واستوفِ سائرَ أقسامِها
- فقد قيلَ إِن عقولَ الرجالِ ... تحتَ ألسنةِ أقلامِها
صفي الدين الحلي(9/30)
-3- الكذب(9/31)
- لا يكذبُ المرءُ المرءُ إِلا من مهانتِه ... أو عادةِ السوءِ أو من قلةِ الأدبِ
- لعضُّ جيفةِ كلبٍ خيرُ رائحةٍ ... من كذبةِ المرءِ في جدٍ وقي لعبِ
شاعر(9/32)
- من يكذبُ التاريخَ يكذبْ ربهُ ... ويسيءُ للأمواتِ والأحياءِ
أحمد شوقي(9/33)
- لا عُذْرَ للسيدِ حين يكذبُ ... إِذا ليس يرجو أحداً أو يرهبُ
- وليس معذوراً إِذا ما يغضَبُ ... إِِذا العقابُ عندَه لا يصعبُ
فما له يصلي بنارِ الضَّجَرِ؟
محمد الوحيدي(9/34)
- ودعِ الكذوبُ فلا يكنْ لكَ صاحباً ... إِن الكذوبَ لبئسِ خلاً يصحبُ
- كم من حسيبٍ كريمٍ كان ذا شرفٍ ... قد شانهُ الكذبُ وَسْطَ الحَيِّ إِن عمدا
- وآخرُ كان صعلوكا فشرَّفهُ ... صدقُ الحديثِ وقولٌ جانبَ الفَنَدا
علي عبد العزيز(9/35)
- فصارَ هذا شريفاً فوقَ صاحبِه ... وصار هذا وضيعاً تَحْتَح أبدا
الأبرش(9/36)
- الكذبُ عارٌ وخيرُ القول أصدقُهُ ... والحَقَّ ما مسَّه من باطلٍ زهقا
شاعر(9/37)
- إِن الكريمَ إِذا ما كانَ ذا كذبٍ ... شانَ التكرمَ منه ذلكَ الكذبُ
- الصدقُ أفضلُ شيءٍ أنت فاعلهُ ... لا شيءَ كالصدقِ لا فخرٌ ولا حسبُ
شاعر(9/38)
- كذبتَ ومن يكذبْ فإِن جزاءَه ... إِذا ما أتى بالصدقِ أن لا يُصَدَّقا
شاعر(9/39)
- تورعوا، يا بني حواءَ، عن كذِبٍ ... فما لكم عند ربٍ صاغكمْ خطرُ
المعري(9/40)
- إِذا عرفقَ الكذابُ بالكذبِ لم يزلْ ... لدى الناسِ كذباً وإِن كان صادقاً
- ومن آفةِ الكذابِ نسيانُ كذبهِ ... وتلقاهُ ذا حَفِظ إِذا كان صادقاً
الكريزي(9/41)
- وإِن أتاكَ امرؤٌ يسعى بكذبتِه ... فانظرْ فإِن اطلاعاً قبلَ أيناسِ
ابن الأعرابي(9/42)
- حسبُ الكذوبِ من المها ... نةِ (المهانة) بعضُ ما يُحْكى عليه
- ما إِن سمعْتُ بكذبةٍ ... من غيرهِ نسبتْ إشليهْ
شاعر(9/43)
- فلا خيرَ فيما يكذبُ المرءُ نفسَهُ ... وتقوالهُ للشيء: يا ليت ذا ليا
- فطأ، مُعرضاً، إِن الحتوفَ كثيرةُ ... وإِنكَ لا تبقي، بمالك، باقيا
- وإِن أعجبتْكَ الدهرَ حالٌ من امرئٍ ... فدعهُ وواكلْ حالَهُ، واللياليا
- لعمرُكَ، ما يدري امرؤ كيف يتقي ... إِذا هو لم يجعلْ له، اللهُ واقيا
أفون التغلبي(9/44)
- الكذبُ راقَكَ أنه متجملٌ ... والصدقُ ساءكَ أنه عريانُ
- من ساءَ من مرضٍ عضالٍ طبعهُ ... يستقبحُ الأيامَ وهي حسانُ
جميل صدقي الزهاوي(9/45)
-4- الكريم والكرام(9/46)
- أَكنْهِ حينَ أناديهِ لأكرمَهُ ... ولا ألقَّبُهُ والسوأةَ اللَّقَبا
- كذالكَ أدبتُ حتى صارَ خُلُقي ... أني وجدتُ مِلاكَ الشيمةِ الأدبا
بعض الفزاريين(9/47)
- أما ترى الماجدَ المفضالَ ترفعُهُ ... أيامُهُ، وهو بالإِحسانِ مقتربُ
- طوعَ القيادِ كغصنِ البانِ يجذبُه ... مرُّ النسيمِ على ضعفٍ، فينجذبُ
أسامة بن منقذ(9/48)
- والكريم النامي لأصلٍ كريمٍ ... حَسَنٌ في العيونِ يزدادُ حُسْنا
البحتري(9/49)
- كم ناقصٍ دلَّ على فاضلٍ ... دلَّ على بيتٍ كريمٍ نباحُ
علي التهامي(9/50)
- أرى المكرماتِ استهلكتْ في معاشرٍ ... وبادَتْ كما بادتْ جَديسُ وجرهمُ
- قلَّ الكرامُ فصارَ يكثرُ فذُّهُمْ ... ولقد يقِلُّ الشيءُ حتى يكثرا
البحتري(9/51)
- إِن الصنائعَ في الكرامِ ودائعٌ ... تبقى ولو فنيَ الزمانُ بأسرهِ
الصليحي(9/52)
- انظرْ إِلى حسنِ صبرِ الشمعِ يظهرُ ال ... رائين (الرائين) نوراً وفيه النارُ تستعرُ
- كذا الكريمُ: تراهُ ضاحكا جَذِلاً ... وقلبُه بدخلِ الهمِ منفطرُ
أسامة بن منقذ(9/53)
- ذهبَ التكمُ والوفاءُ من الورى ... وتصرَّ ما، إِلا من الأشغارِ
- وفشتْ خياناتُ الثقاتِ وغيرِهم ... حتى اتهمْنا رؤية الأبصاررِ
- ولربما اعتضدَ الحليمُ بجاهلٍ ... لا خيرَ في غِنىً بغيرِ يسارِ
علي التهامي(9/54)
- أفعالُ من تلدُ الكرامُ كريمةٌ ... وفعالُ من تلدُ الأعاجمُ أعجمُ
ابن أبي حصينة(9/55)
- لا تنكري عطلَ الكريمِ من الغِنى ... فالسيلُ حربٌ للمكانِ العالي
أبو تمام(9/56)
- تكرَّمْ لتعادَ الجميلَ ولن ترى ... أخا كرمٍ إِلا بأن يَتَكَّثرَّ ما
الملتمس(9/57)
- إِن الكريمَ إِذا حركتَ نسبتَهُ ... سمتْ به سامياتُ المجدِ والهِممِ
- وإِني لأرثي للكريمِ إِذا غدا ... على مطمعٍ عند اللئيمِ يطالبُهْ
- وأرثي له في موقفِ السوءِ عندَهُ ... كما قد رثوا للطرفِ والعلجُ راكبُه
دعبل الخزاعي(9/58)
- أرى الكريمَ بوجدانٍ وعاطفةٍ ... ولا أرى لبخلِ القومِ وجدانا
شوقي(9/59)
- ومتى رأيتَ يدَ امرئٍ ممدودةً ... تبغي مواساةَ الكريمِ فواسِها
- خيرُ الأكفِ السابقاتِ بجودِها ... كفٌ تجودُ عليكَ في إِفلاسِها
ابن أبي حصينة(9/60)
- هم الكريمِ كريمُ الفعلِ يفعلُه ... وهم سَعْدٍ بما يلقي إِلى المعِدَةْ
شاعر(9/61)
- إِن الكريمةَ ينصرُ الكرامَ ابنُها ... وابن اللئيمةِ للئامِ نَصُرُ
جرير(9/62)
- إِذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَهُ ... وإِن أنتَ أكرمتَ
اللئيمَ تمردا(9/63)
- ووضعُ الندى في موضعِ السيفِ بالعُلى ... مُضرٌ كوضعِ السيفِ في موضعِ الندى
المتنبي(9/64)
- الكريمُ الكريمُ من ضَمَّ في ... التاريخِ أمجادَهُ إِلى أحسابِه
- وإِذا الكريمُ مدحتهُ بقصيدةٍ ... قرأ اللئيمُ الذمَّ في أبياتِها
- فامدحْ كرامَ الناسِ مغتصباً ودعْ ... زمرَ للئامِ تموتُ في حَسَراتِها
الياس حبيب فرحات(9/65)
- أتجزعُ مما أحدثَ الدهرُ بالفتى ... وأيُّ كريمٍ لم تصبُه القوارعُ؟
- قد يكرمُ الفردُ إِعجاباً بخسِتهِ ... وقد يهانُ لفرطِ النخوةِ السبعُ
لبيد الغساني(9/66)
- وإِني لتنهاني خلائقٌ أربعٌ ... عن الفُحْشِ فيها للكريم رواعُ
البختَري(9/67)
- حياةٌ وإِسلامٌ وشيبٌ وعفةٌ ... وما المرءُ إِلا ما حبَتْهُ الطبائعُ
ابن أبي صفرة(9/68)
- إِن المكارمَ ليس يدركُها امرؤٌ ... ورثَ المكارمَ عن أبٍ فأضاعَها
- أمرتْهُ نفسٌ بالدناءةِ والخَنا ... ونهتْهُ عن طلبِ العُلا فأطاعها
الخصين بن المنذر الرقاشي(9/69)
- لا تحرمنَّ كريماً ما استطعْتَ ولا ... تقر النجاحَ لئيماً طبعُهُ طبَعُ
- إِن الكرامَ إِذما مَسَّهُمْ سغبٌ ... صالوا صيالَ لئامِ الناسِ إِن شبعوا
أبو الفتح البستي(9/70)
- ليس الكريمُ بمن يخلِّفُ أُمَّه ... وفتاتَه بالمنزلِ الجعجاعِ
ابن مفزغ الحميري(9/71)
- وإِذا وكلتَ إِلى كريمٍ رأيَه ... في الجودِ بان مذيقُهُ من محضِه
المتنبي(9/72)
- آخِ الكرامَ إِذا وَجَدْ ... تَ (وجدت) إِلى إِخائِهمُ سبيلا
شريح بن عمران(9/73)
- واشربْ بكأسِها ... شربوا بها السمَّ الثمِيلا
اليهودي(9/74)
- إِن الكريمَ وأبيك يعتمِلْ ... إِن لم يجدْ يوماً على من يَتَّكِلْ
شاعر(9/75)
- ما أبعدَ المكرماتِ عن رجلٍ ... على سؤالِ الرجالِ يتكلُ
- ليس الثَّرى والثريَّ والعزةَ ال ... قعاءَ (القعاء) إِلا السيوفُ والأسلُ
- فكن على الدهرِ فارساً بطلاً ... فإِن الدهرُ فارسٌ بطلُ
- وأحسنُ مأثرةٍ للكرامِ ... إِحسانُها بعد إِحسانها
البحتري(9/76)
- وما تَخْفَىْ المكارمُ حيثُ كانَتْ ... ولا أهلُ المكارمِ حيثُ كانوا
- متى أحرجْتَ ذا كرمٍ تَخَطَّى ... إِليكَ ببعضِ أخلاقِ اللئيمِ
البحتري(9/77)
- واجعلْ بطانتكَ الكرامَ فإِنهمْ ... أدرى بوجهِ الصالحاتِ وأخبرُ
- إِن الكريمَ له الكرامُ بطانَةٌ ... طابتْ شمائلُهم وطابَ العنصرُ
- إِن لاحَ خيرٌ قَرَبوه ويَسْروا ... أو لاحَ شرٌ باعدُوه وَعَّسروا
- أما اللئيمُ فحولَه أمثالُهُ ... قرناءُ سوءٍ ليس فيهم خيَّرُ
- إِن لاحَ خيرٌ باعدوهُ وعَسَّروا ... أو لاحَ شرٌ قَرَّبوه ويَسَّروا
- ولكل كونٍ كائناتٌ مثلُهُ ... فقبيلُهُ من جنسِه والمعشرُ
محمد الأسمر(9/78)
- ليس الكريمُ يدنسُ عِرْضَه ... ويرى مروءته تكونُ بمن مضى
- حتى يشيدَ بناءهُ ببنانهِ ... ويزينَ صالحَ ما أتوه بما أتى
الحسين بن أحمد البغدادي(9/79)
- وإِذا الكريمُ رأى الخمولَ نزيلهُ ... في منزلٍ فالحزمُ أن يَتَحَّلا
- لا تحسبنَّ ذهابَ نفسِكَ ميتةً ... ما الموتُ إِلا أن تعيشَ مذللا
عين الزمان(9/80)
- إِنما يقدرُ الكرامَ كريمٌ ... ويقيمُ الرجالُ وزنَ الرجالِ
شوقي(9/81)
- كم من كريمِ الأصلِ بادٍ كرمُهْ ... أقعدَهُ عن النعالي عدمُهْ
- والفقرُ فاعلمْ مجمعُ البلاءِ ... وسالبٌ للحلمِ والحياءِ
الشيخ عبد الله السابوري(9/82)
- إِن الكريم الذي تَبْقَى مودتُهُ ... ويحفظُ السرَّ إِن صَرَما
- ليس الكريمُ الذي إِن غابَ صاحبهُ ... بث الذي من أسرارِه عَلِما
ابن الحاج الدلفيقي(9/83)
- أدنى الفوارسِ من يغيرُ لمنغمٍ ... فاجعلْ مغاركَ للمكارمِ تكرمِ
- وتوقَّ أمرَ الغانياتِ فإِنه ... أمرٌ إِذا خالفْتَه لم تَنْدَمِ
المعري(9/84)
- أتدعو كريماً من يجودُ بمالِه ... ومن جاد بالنفسِ النفسية أكرمُ
- إِذا لم يكنْ ينجي الفرارُ من الردى ... على حالةٍ فالصبرُ أرجى وأحزمُ
دأبو فراس الحمداني(9/85)
- ليس الكريمُ الذي يعطي عطيته ... على الثناءِ وإِن أغلى به الثَّمنا
- يل الكريمُ الذي يعطيْ عطيتَه ... لغيرِ شيء سوى استحسانِه الحَسَنا
ابن الرومي(9/86)
- إِن المكارمَ أخلاقٌ مطهرةٌ ... فالدينُ أولها والعقلُ ثانيها
- والعلمُ ثالثُها والحلمُ رابعُها ... والجودُ خامسها والصدقُ ساديها
- والِرُّ سابعُها والصبرُ ثامنُها ... والشكرُ تاسعُها واللينُ باقيها
- والنفسُ تعلمُ أني لا أصدقُها ... ولستُ إِلا حين أعصيْها
علي بن أبي طالب(9/87)
- إِذا نبا بكرمٍ موطنٌ فلَه ... وراءُ في بسيطِ الأرضِ أوطانُ
البستي(9/88)
- إِن الكريمَ إِذا نالتْهُ مخصمةٌ ... أبدى إِلى الناسِ شِبْعاً وهو طيان
- يحني الضلوعَ على مثل اللظىِ حرقا ... والوجهُ غمرٌ بماءِ البشرِ ملآن
ابن شهيد الأندلسي(9/89)
- عي الشريف يشينُ منصبَه ... وترى الوضيعَ يزينُه أدبهْ
- والصدقُ أفضلُ ما حضرتَ به ... ولربما ضرَّ الفتى كذبُهْ
أبو معاذ بشار بن برد(9/90)
- من يطلبِ الدهرُ تدركْهُ مخالبُه ... والدهرُ بالوتر ناجٍ غيررُ مطلوبِ
- مامن أناسٍ ذوي مجدٍ ومكرمةٍ ... إِلا يشدُّ عليهم شدة الذيبِ
- حتى يبيدَ على عمدٍ سراتَهم ... بالنافذاتِ من النيلِ المصاييبِ
النابغة الذبياني(9/91)
- قد يدركُ الشرفَ الفتى ورداؤه ... خَلَقٌ وجيبُ قميصِه مرقوعُ
ابن هرمة(9/92)
- إِذا هُزَّ الكريمُ يزيدُ خيراً ... وإِن هُزَّ اللئيمُ فلا يزيدُ
أعرابي(9/93)
- ومن شيمِ الزمانِ بلا مراءٍ ... عداوةُ كلِّ ذي شرفٍ وفضلِ
بن الدباغ(9/94)
- ومن كرمتْ طبائعَهُ ... بآدابٍ مفضلةِ حسانِ
- فإِن غَدَرَتْ بكَ الأيامُ فاصبرْ ... وكن باللهِ محمودَ المعاني
- ولا تكُ ساكناً في دارِ ... فإِن الذلَّ يقرنُ بالهوانِ
- وإِن أولاكَ ذو كرمٍ جَميلاً ... فكن بالشكرِ منطلقَ اللسانِ
علي بن أبي طالب(9/95)
-5- الكره والمكروه(9/96)
- وتشجمُ المكروهِ ليس بضائرٍ ... ما خِلْتَه سبباً إِلى المحمودِ
القاضي الفاضل(9/97)
- إِذا وقعَ المكروهُ فاحتلْ لدفعهِ ... إِذا ما تجدءه بالتحيُّلِ يدفعُ
- فإِن لم ذا الحيلةِ تُغْنِ الشهمَ حيلةٌ ... تسلَّى، فليس الغَمُّ ماطال ينفعُ
- من الحزمِ أن تلهو عن الخطبِ إِن طما ... فقركَ، حتى لاتَ في النجحِ مطمع
- فليس بمغنٍ عنكَ في النازلاتِ الأسى ... وشكوى الليالي والبُكى والتوجعُ
مصطفى الغيلاني(9/98)
- توقعَ الكرهِ ازديادٌ إِلى ... عذابِ من يرقبه لا الوقوعُ
- واليأسُ فيه العِزُّ مستأنفاً ... وفي أكاذيبِ الرجاءِ الخضوعُ
البحتري(9/99)
- لاتجزعنَّ لكرهٍ أنتَ رراكبُه ... واجرْ عليه ولا تظهر له رعباً
- قضى اللهُ بعضِ المكارهِ للفتى ... برشدٍ وفي بعضِ الهوى ما يحاذرْ
الأخزر بن الطفيل(9/100)
- كنْ للمكارهِ مقطعاً ... فلعلَّ يوماً لا ترى ما تكرهُ
- فلربما استترَ الفتى فتنافسَتْ ... فيه العيونُ وإِنه لمموهُ
- ولربما اختزنَ الكريمُ لسانَه ... حذرَ الجوابِ وإِنه لمفوَّهُ
- ولربما ابتسمَ الوقورُ من الأذى ... وفؤادُه من حَرَّه يتأوهُ
علي بن أبي طالب(9/101)
- إِذا المرءُ لم يغشَ الكريهةَ أو شكتْ ... حبالُ الهويني بالفتى أن تقطعا
- قد يكرهُ المرءُ مافيه سلامتُه ... وربما عشقَ الإِنسانُ ما قتلا
الكحلحبة العربي أو أبو بشر الجرجاني(9/102)
- ربما تكرهُ النفوسُ من الأمرِ ... له فرجةٌ كحلِّ العقالِ
أمية بن أبي الصلت(9/103)
-6- الكلام والتكلم(9/104)
- وزنِ الكلامَ إِذا نطقَتَ ولا تكنْ ... ثرثارةً في كلِ نادٍ تخطبُ
- واحفظْ لسانكَ واحترزْ من لفظِهِ ... فالمرءُ يسلمُ باللسانِ ويعطبُ
- والسرُ فاكتمهُ ولا تنطقْ به ... فهو الأسيرُ لديكَ إِذا لا ينشبُ
- وكذلكَ سِررُّ المرءِ لم يطوِه ... نشرَتْه ألسنةٌ تزيدُ وتطذبُ
علي بن أبي طالب(9/105)
- والأصلُ في التكلمِ التحفظُ ... من سَقَطٍ يأتي به التلفظُ
- أو من بذي يخرجُه التغيظُ ... قلَّ لسانٌ صانَه التقيظُ
وفلضلُهُ بلاغةُ المعبرِ
محمد الوحيدي(9/106)
- حشوْ كلامِ المرءِ في الخطابِ ... من عَيَّه كذاكَ في الجوابِ
- يارب سحرٍ من كلامِ الناسِ ... يلينْ القلبَ الغيظَ القاسي
- والمرءُ في لسانِه مخبوءُ ... منطقُه يحسنُ أو يسيءُ
- لا تأمننْ في منطقِ من يهرفُ ... في وصفِه بحمدْ من لا يعرفُ
الشيخ عبد الله السابوري(9/107)
- لاخيرَ في هذِرٍ يهزُّ لسانَه ... بكلامِه والقلبُ غيرُ شجاعِ
ابن مفزع الحميري(9/108)
- تكلمْ وسددْ ما استطعْتَ فإِنما ... كلامُكَ حيٌ والسكوتُ جمادُ
- وإِن لم تجدْ قولاً سديداً تقولُه ... فصمْتُكَ من غير السدادِ سدادُ
- كلامُ أكثِر من تلقى ومنظرُه ... مما يشق على الآذانِ والحَدَقِ
- إِلفُ هذا الهواءِ أوقعَ في الأن ... فسِ أن الحِمامَ مرُّ المذاقِ
- والأسى قبلَ فرقةِ الروحِ عجزٌ ... والأسى لا يكونُ بعدَ الفراقِ
- والغِنى في يدِ اللئيمِ قبيحٌ ... قدرَ قبحِ الكريمِ في الإِملاقِ
أبو الفتح البستي(9/109)
- وزنِ الكلامَ إِذا نطقْتَ فإِنما ... يبدي عقولَ دوي العقولِ المنطقُ
رجاء الأصفهاني(9/110)
- إِذا ما روى الراوي حديثاً فلا تقلْ ... سمعْنا بهذا قبلَ أن يتمَّما
- ولكن تسمعْ للحديثِ موهِّما ... بأنكَ لم تسمعهُ فيما تقدما
شاعر(9/111)
- خير الكلامِ قليلٌ ... على كثيرٍ دليلُ
- والعيُّ معنى قصيرٌ ... يحويهِ لفظٌ طويلُ
- وفي الكلامِ عيونٌ ... وفيهِ قالٌ وقيلُ
- وللبليغِ فصولٌ ... وللعَيِيِّ فُضولُ
أحمد بن الخطيب(9/112)
- قد أرى كثرةَ الكلامِ قبيحاً ... كلُّ قولٍ بشينُه الإِكثارُ
أبو مسهر(9/113)
- وإِذا الكلامُ مهذباً لم يقترنْ ... بالفعلِ كان بضاعةَ الثرثارِ
- والصدقُ يبرزُ في المحافلِ عارياً ... والكذبُ لا يكفيهِ ألفُ ستارِ
الياس حبيب فرحات(9/114)
- من الناسِ من لفظُه لؤلؤٌ ... يبادرُه اللقطُ إِذا يلفظُ
- وبعضُهم قولُه كالحصِا ... يقالُ فيُلغِى ولا يُحْفَظُ
المعري(9/115)
- إِن كان قد نطقَ البليغُ ولم يعِظْ ... أحداً فقد وَعَظ الزمانُ وما نَطَقْ
المعرري(9/116)
- إِذا نطقتُ فقاعُ السجنِ متكأ ... وإِن سكتُّ فإِن النفسَ لم تطبِ
حافظ إِبراهيم(9/117)
- إِذا تحدثْتَ في قومٍ لتؤنسَهُمْ ... بما تحدثُ من ماضٍ ومن آتٍ
- فلا تعدْ لحديثٍ إِن طبعّهُمُ ... موكلٌ بمعداةِ المعداتِ
أبو الفتح البستي(9/118)
- في زخرفِ القولِ تزينٌ لباطلهِ ... والحقُ قد يعتريه سوءُ تعبيرِ
- تقولُ هذا مجاجُ النحلِ تمدَحُهُ ... وإِن ذمَمْتَ فقُلْ قيءُ الزنابيرِ
- مدحاً وذماً جاوزْتَ وصفَها ... حسنُ البيانِ يريْ الظماءَ
ابن الحل البغدادي(9/119)
- ولا ترمِ بالأخبارِ من غيرر خبرةٍ ... ولا تحملِ الأخبارَ عن كلِ خابرِ
أبو العتاهية(9/120)
- لا خيرَ في حَشْوِ الكلا ... مِ (الكلام) إِذا اهتدستَ إِلى عيونِهْ
- والصمتُ أجملُ بالفتى ... من نطقٍ في غَيْرِ حينهْ
- وعلى الفتى لطباِعِ ... سمةٌ تلوحُ على جبينهْ
الشافعي(9/121)
- وإِنكَ لا تستطيعُ ردَّ الذي مَضَى ... إِذا القولُ عن زلاته فارقِ الفَمَا
- فكائنْ ترى وافرَ العرضِ صامتاً ... وآخرَ أردى نفسَهُ إِن تَكَلَّما
ابن هرمة(9/122)
- وقلما احلولى كلامُ امريءٍ ... ولان إِلا كانَ مرَّ الفعالْ
- وربما احلولى كلامُ الفتى ... وكان محموداً على كُلِّ حالْ
- فكُلُّ هذا أنتَ راءٍ إِذا ... تصاحبُ الناسَ وتبلو الرجالْ
علي محمد البسامي(9/123)
- فليس يحظى من انقادَ الكلامُ له ... إِلا كانَ منقاداً لأمرِاللهِ
الصاحب شرف الدين الأنصاري(9/124)
- وقد تنطقُ الأشياءُ وهي صوامتٌ ... ما كلُّ نطقِ المخبرينَ كلامُ
المعري(9/125)
- وإِن كلامَ المرءِ في غيرِ حينه ... لكالنبلِ تهوي ليس فيها نصالُها
هبيرة بن أبي لهب(9/126)
- إِن الكلامَ لفي الفؤادِ وإِنما ... جعلَ اللسانُ على الفؤادِ دليلا
الأخطل(9/127)
- أقللْ كلامَكَ واستعذْ من شرِّه ... إِن البلاءَ ببغضِهِ مقرون
- واحفظْ لسانَكَ واحفظْ من غيِّهِ ... حتى يكون كأنهُ مسجونُ
- وكِّلْ فؤادكَ بالسانِ وقُلْ له: ... إِن الكلامَ عليكُما موزونُ
- فزناهُ وليكُ محكماً ذا قلةٍ ... إِن البلاغةَ في القليلِ تكونُ
الكريزي(9/128)
- إِن كانَ في العيِّ آفاتٌ مقدرةٌ ... ففي البلاغةِ آفاتٌ تساويها
شاعر(9/129)
- ولا تحدثْ بحديثٍ يسمعُهْ ... ذو فطنةٍ ثم ترى فتقطعُهْ
- وقلبَهُ تسرُدُ ما يستتبعهْ ... بجنسِه مغالطاً فتقنعهْ
فالقطع بابُ الوهمِ والتَحَيُّرِ(9/130)
- وأحسنِ استماعَ من يحدثُ ... بحيثُ لاتغفلُ أولا تعبثُ
- ولا تعجلْ بجوابٍ يحدثُ ... كقاطعِ الحديثِ لا يكترثُ
ولاتخاطبْهُ بصوتٍ مجهرِ
محمد الوحيدي(9/131)
- فإِن قلتَ فاعلمْ ما تقولُ فإِنه ... إِلى سامعٍ ممن تعادي وناصرِ
- وإِنكَ لاتستطيعُ رَدَّ مقالةٍ ... سارتْ وزلَّتْ في مسامعِ آخرِ
- كما ليس رامٍ إِطلاقِ سهمهِ ... على ردِّه بعد الوقوعِ بقادرِ
عبد الرحمن بن حسان(9/132)
- إِذا لم تجدْ بداً من القولِ فانتصفْ ... بحدِّ لسانٍ كالحسامِ المهندِ
- فقد يدفعُ الإِنسانَ عن نفسِه الأذى ... بمقولهِ إِن لم يدافعهُ باليدِ
ابن رشيق القيرواني(9/133)
- إِنما تنجحُ المقالةُ في المر ... ءِ (المرء) إِذا صادفَتْ هوىً في الفؤادِ
المتنبي(9/134)
- يقولون أقوالاً ولا يعلمونها ... فإِن قيلَ هاتوُا حققوا لم يحققوا
أبو الأسود(9/135)
- لا تنطقنْ بمقالةٍ في مجلسٍ ... تخشى عواقبَها وكن ذا مَصْدقِ
- واحفظْ لسانكَ أن تقولَ فتبتلى ... إِن البلاءَ موكلٌ بالمنطقِ
صالح عبد القدوس(9/136)
- لا تنمنَّ عن صديقٍ حديثاً ... واستعذْ من تسرر النمامِ
- اخفضِ الصوتَ إِن نطقْتَ بليلٍ ... والتفتْ بالنهارِ عند المقالِ
- ليس للقولِ رجعةٌ حين يبدو ... بقبيحٍ يكون أو بجمالِ
أبان اللاحقي(9/137)
- زيادةُ القولِ تحكي النقصَ في العملِ المرءِ قد يهديهِ للزللِ
- إِن اللسانَ صغيرٌ جرمُه وله ... جرمٌ عظيمٌ كما قد قيلَ في المثلِ
- فكم ندمتَ على ما كنت فهمتَ به ... وما ندمتَ على ما لم تكنْ تقلِ
ابن المقري(9/138)
- القولُ كاللبنِ المحلوبِ ليس له ... ردٌ وكيفَ يردُّ الحالبُ اللبنَ
- في ضرعهِ وكذاكَ القولُ ليس له ... في الجوفِ ردقبيحاً كان أو حَسَنا
محمد بن منذر الهروي(9/139)
- وإِذا جلستَ مع الندى فلا تصلْ ... لهم الحديثَ بقصةٍ تَعْياها
- حتى تثقفَها وتحكمَ وَعْيَها ... فتبينها كحديثِ من أحصاها
طريح بن إِسماعيل الثقفي(9/140)
- لا تطلقَنَّ القولَ في غيرِ بصرْ ... إِن اللسانَ غيرُ مأمونِ الضررْ
- فالقولُ ما أرسلْتَهُ على عَجَلْ ... موكلْ به العثارُ والزللْ
- يا رب محقورٍ من المقالِ ... يهيجُ شراً غَيْرَ مستقالِ
- ولفظةٌ زائغةٌ سبيلها ... قد سلبَتْ نعمةَ من يقولُها
الشيخ عبد الله السابوري(9/141)
- حفظُ اللغاتِ علينا ... فرضٌ كحفظِ الصَّلاةِ
- فليس يحفظُ دينٌ ... إِلا بحفظِ اللغاتِ
بعض العلماء(9/142)
الباب الثالث والعشرون: باب اللام(9/143)
-1- اللئيم والدنئ(9/144)
- لؤمُ الحياةِ مشى في الناسِ قاطبةً ... كما مشى آدمٌ فيها وحواءُ
أحمد شوقي(9/145)
- وما شيءٌ أَسَرُّ إِلى لئيمٍ ... إِذا شتمَ الكرامَ من الجوانبِ
- متاركةُ اللئيمِ بلا جوابٍ ... أشدُّ عليه من مُرِّ العذبِ
ابن زنجي البغدادي(9/146)
- إِذا لَجَّ أهلُ اللؤمِ طاشَتْ عقولُهم ... كذاكَ لجاجاتُ اللئامِ إِذا الَجَّوا
أبو العتاهية(9/147)
- خذِ الفلسَ من كفِّ اللئيمِ فإِنه ... أعَزَّ عليه من حشاشةِ نفسهِ
القاضي النتوخي(9/148)
- ليت شعري عن اللئيمِ إِذا ليمَ ... عن فرطِ بخلهِ ما اعتذاره؟
البحتري(9/149)
- احذرْ وصالَ اللئيمَ إِن له ... عَضْها إِذا حَبْلُ وصلِه انقطعا
المتوكل الليثي(9/150)
- لا ترجُ عندَ اللئامِ منفعةً ... مالم تهنْهم بها ولا تطمعْ
- فالهونُ بالطبعِ عندهم أبداً ... يفيدُ نَفْعاً وفيهم ينجع
هبة الله بن عرام(9/151)
- وما لي وجهٌ في اللئامِ ولا يدٌ ... ولكنَّ وجهي في الكرامِ عريضُ
- أهشُّ إِذا لاقيتُهم وكأنني ... إِذا أنا لاقيتُ اللئامَ مريضُ
السحيمي(9/152)
- لا يغرنكمْ علوُّ لئيمٍ ... فعلوٌ لا يستحقُ سفالُ
- وارتفاعُ الغريقِ فيه فضوحٌ ... وعلوُّ المصلوبِ فيه نكالُ
أبو هلال العسكري(9/153)
- ولقد مررتُ على اللئيمِ يسبني ... فمضْيتُ عنه وقلْتُ لا يعنيني
- غضبانُ ممتليءٌ عليَّ إِهابُهُ ... إِني وَجَدَكَ رغمُهُ يرضيني
عميرة بن جابر الحنفي(9/154)
- ولا تصافِ الدنيءَ تجعلُهُ ... أخاً ولا صاحباً وإِن وَمقا
- وجانبنهُ في غيرر نائرةٍ ... لا تجعلِ الودَّ فاسداً ررَنَقا
العرزمي(9/155)
- خذ ما أتاكَ من اللئا ... مِ (اللئام) إِذا نَأىْ أهلُ الكرمْ
- فالأسدُ تفترسُ الكلا ... بَ (الكلاب) إِذا تعذّرتِ الغَنَمْ
شاعر(9/156)
- إِن اللئيمَ إِذا رأى ... ليناً تزايدَ في حِرانِهْ
- لا تخدعنْ فصلاحُ من ... جَهِلَ الكرامةَ في هوانِهْ
يحيى بن الطيب(9/157)
- إِذا ولدتْ حليلةُ باهلي ... غلاماً زيدَ في عددِ اللئامِ
شاعر(9/158)
- عبوسُ ذي اللؤمِ وبشرُ ذي الكرمْ ... كقبحِ لا خالطَهُ حُسْنُ نَعَمْ
ابن طباطبا(9/159)
- ولن يستطيعَ الدهرَ تغييرَ خلقِهِ ... لئيمٌ ولن يسطيعَه متكرمُ
صالح عبد القدوس(9/160)
- جزاكُمُ اللهُ خيراً ... يا معشرَ اللؤماءِ
- عودتمونيَ صبراً ... على ضُروبِ المراءِ
- وكنْتُ أجفلُ منها ... إِجفالَ باغي النجاءِ
- وكنتُ أحسبُها من ... عجائبِ الأشياءِ
- فاليومَ أعجبُ ممن ... يقضي حقوقَ الوفاءِ
- من يألفِ السم يعصمْ ... من لدغةِ الرقطاءِ
عباس محمود العقاد(9/161)
- ما لي أرى الناسَ قد أبْررقوا ... بلؤمِ الفعالِ وقد أرعدوا
- إِذا جئتُ أفضلهمْ للسلا ... مِ (للسلام) ردَّ وأحشاؤهُ تُرعَدُ
- كأنكَ من خشيةٍ للسؤا ... لِ (للسؤال) في عينِه الأسدُ الأسودُ
أبو العتاهية(9/162)
- لا تطلبَنَّ إِلى لئيمٍ حاجةً ... واقعدْ فإِنك قائماً كالقاعد
شاعر(9/163)
- عليكَ بحرمانِ اللئيمِ لعلَّه ... إِذا ذاقَ طعمَ المنعِ يسخو ويكرمُ
- ولا تحرمِ القومَ الكرامَ فإِنهم ... متى يحرموا يوماً يصولُوا ويغرموا
أبو الفتح البستي(9/164)
- وخذِ القليلَ من اللئيمِ وذمَّه ... إِن اللئيمَ بما أتى معذورُ
شاعر(9/165)
- لعتْ مقاربةُ اللئيمِ فإِنها ... ضيفٌ يجرُّ من الندامةِ ضيغنا
المتنبي(9/166)
-2- اللباس(9/167)
- قلْ لمن يحسبُ الثيابَ على المرْ ... ءِ (المرء) تُعْلي المقامَ أن يتأدبْ
- فجوادٌ من غيرِ سرجٍ لخيرٌ ... من حمارٍ عليه سرجٌ مذهَّبْ
الياس حبيب فرحات(9/168)
- لا تحقرنَّ فتى لرثِّ ردائِه ... أو تكرمنَّ فتىً بدا في سُنْدُسِ
- لا يخفضُ الإنسانَ أو يعلو بهِ ... خَلَقُ الثيابِ ولا جديدُ المَلْبَسِ
مصطفى الغلاييني(9/169)
- تحرَّمن الأثوابِ أرفعَها تنلْ ... أَعَزَّ محلٍ ترتقي لالتماسهِ
- ولا تبغِ في أمرِ اللباسِ تواضعاً ... فعنوانُ نبلِ المرءِ حسنُ لبسهِ
ابن خاتمة الأندلسي(9/170)
- وكيف يبالي بالملابسِ ساحبٌ ... ذيولَ المعالي وهو للمجدِ لابسُ
الأيبوري(9/171)
- أما الطعامُ فكلْ لنفسِكَ ماتشا ... واجعلْ لباسَكَ ما اشتهاه الناسُ
شاعر(9/172)
- أحرى ثيابكَ أن تجملَهُ ... ثوبُ التقى فلباسُهُ شرفُ
- ثم اكسُ جسمَكَ ثوبَ مقتصدٍ ... فالدرُّ ليس يشينهُ الصدفُ
ابن خاتمة الأندلسي(9/173)
- ساترُ العورةِ أغلى ملبسٍ ... ومُقِيْتُ الروحِ أحلى ما يذاقْ
- وأعزُّ الناسِ في الدنيا امرؤٌ ... للورى ماءَ المحيَّا ما أراقْ
- فدعِ الحرصَ على الرزقِ فما ... دُمتَ فيها باقياً فالرزقُ باقْ
- وارضَ بالقسمةِ واعلمْ أنه ... لا يقي مما ثقضاهُ اللهُ واقْ
- أتشمخُ إِن كساكَ الدهرُ ثوباً ... شرفتَ به ولم تكُ بالشريفِ
- فكم قد عاينت عيناي ستراً ... من الديباجِ حُظَّ على كنيفِ
صفي الدين الحلي(9/174)
- البسْ جديدكَ إِني لابسٌ خَلَقيْ ... ولا جديدَ لمن لا يلبسُ الخَلَقا
عدي العبادي(9/175)
- البسْ لكل حالةٍ لبوسَها ... إِما نعيمَها وإِما بوسَها
بيهس الفزاري(9/176)
- وإِن كان في لبسِ الفتى شرفٌ له ... فما السيفُ إِلا غمدُه والحمائلُ
المعري(9/177)
- دعِ التألقَ في لبسِ الثيابِ وكنْ ... للهِ لابسَ ثوبِ الخوفِ والندمِ
- لوكان للمرءِ في أثوابه شرفٌ ... ما كان يخلَعُ أسناهنّ في الحرمِ
ابن خاتمة الأندلسي(9/178)
- لا يعجبنَّ مضيماً بزَّته ... وهل يَرُوقُ دفيناً جودةُ الكفنِ؟
المتنبي(9/179)
- يا من تلبسَ أثواباً يتيهُ بها ... تيه الملوكِ على بعض المساكينِ
- ما غيَّرَ الجُلُ أخلاقَ الحميرِ ولا ... نقشُ البراذعِ أخلاقَ البراذين
المبرد(9/180)
- يصونُ الفتى أثوابه حذرَ البلى ... ونفسك أحرى يا فتى لو تصونُها
- فمن الذي يرعاكَ بالغيبِ أو يرى ... لنفسكَ إِكراماً وأنتَ تهينُها
ابن عبيد الله السمسمي(9/181)
-3- اللذة والمتعة(9/182)
- تفنى اللذاذاتُ ممن نالَ صفوتها ... من الحرامِ ويبقى الإِثمُ والعارُ
- تبقى عواقبُ سوءٍ في حقيبتها ... لا خيرَ في لذةٍ من بعدِها النارُ
علي بن أبي طالب(9/183)
- إِذا لذةٌ لم يبقَ إِلا ادكارُها ... فحسبي من اللذاتِ ذكري لها حسبي
- وما اللهوُ إِلا حلمُ يقظانَ صادق ... وقد يحلمُ النوامُ بالصدقِ والكذبِ
ابن رشيق القيرواني(9/184)
- ويلُ امِّ لذاتِ الشبابِ معيشةً ... معه الكثير يعطاهُ الفتى المتلف الندي
- وقد يعقلُ القل الفتى دون همَّه ... وقد كان لولا القُل طلاعَ أنجدِ
شاعر(9/185)
- وكم من أكلةٍ منعتْ أخاها ... بلذةِ ساعةٍ أكلاتِ دهرِ
- وكم من طالبٍ يسعى لشيءٍ ... وفيه هلاكُهُ لو كان يدري
عبد العزيز بن سليمان الأطرش(9/186)
- من راقبَ الناسَ مات غماً ... وفازَ باللذةِ الجسورُ
بشار بن برد(9/187)
- طالبُ اللذةِ أضناهُ السهرْ ... وشكا من ليلهِ الضافي القصرْ
- لا تكنْ للدهرِ مِعْواناً على ... جسدٍ يخلعُ في كف القدرْ
قيصر الخوري(9/188)
- وإِذا النفوسُ تطوَّحتْ في لذةٍ ... كانتْ جنايتُها على الأجسادِ
أحمد شوقي(9/189)
- جاءتكَ لذةُ ساعةٍ فأخذْتهَا ... بالعارِ، لم نحفلْ سوادَ العار
- وابتعتْ ما يفنى بأغلى سعرِه، ... هلا الخلودَ، بأرخصِ الأسعارِ
- وعريتَ بالكأسِ الكُميتِ عن التقى ... فاعجبْ لجسمِكَ، وهو كاسٍ عارِ
المعري(9/190)
- أزعمتَ أنكَ آخذٌ، من لذةٍ ... حظاً، وأنكَ لا تؤملُ مرجعا
- حتى م تصبحُ، للضعيفِ، مقويا ... فعل السفيه، وللجبانِ مشجعاً
- وإِذا هممتَ بمطلبٍ لتنالَهُ ... لاقيتَ من نوبِ الزمانِ، مُفَجَّعا
- والشخصُ لا ينفَكُّ من تعبٍ أتى ... من نفسه، حتى يصادفَ مَضْجعا
المعري(9/191)
- ما لذةٌ أكملُ في طيبها ... من قبلة في إِثرها عَضَّة
- كأنما تأثيرُها لمعةٌ ... من ذهبٍ أجريَ في فضةِ
أبو الفتح كشاجم(9/192)
- ومن صارمَ اللذاتِ إِن خانَ بعضَها ... ليرغمَ دهراً ساءَه فهو أرغمُ
ابن الرومي(9/193)
- أدرْ كؤوسَ الرضا ناراً على عَلَمِ ... لا خيرَ في لذةٍ بتاً لمكتتمِ
ابن خاتمة الأندلسي(9/194)
- وما منزلُ اللذاتِ عندي بمنزلٍ ... إِذا لم أبجِّلْ عنده وأكرمِ
المتنبي(9/195)
- يا منْ يسر بلذةِ الدنيا ... ويظنُّها خُلقَتْ لما يهوى
- لا تكذبَنْ فإِنها خلقتْ ... لينالَ زاهدُها بها الأخْرى
الوزير المهبلي(9/196)
- قبحَ اللهُ لذةً لشقانا ... نالها الأمهاتُ والأباءُ
- لا تكملُ اللذاتُ إِلا ... بالقيانِ وبالخسورِ
- هتكُ الستورِ وإِنما ال ... لذاتُ (اللذات) في هَتْكِ الستورِ
- فاخلعْ عذارك في الهوى ... وادفَعْ مهماتِ الدهورِ
- واعلمْ بأنكَ راجعٌ ... يوماً إِلى ربٍ غفورِ
ابن شبل البغدادي(9/197)
- إِن التوقررَ للحياةِ مكدرٌ ... والعيشُ فهو تهتكُ الأستارِ
- من تابعتْ أمرَ المروءةِ نفسُهُ ... فنيتْ من الحسراتِ والأفكالرِ
ابن وكيع التنيسي(9/198)
- انعمْ ولدٌ فللأمور أواخرٌ ... أبداً كما كانتْ لهن أوائلُ
- للهوِ آونةٌ تملرُّ كأنها ... قُبَلٌ يزودها حبيبٌ راحلُ
المتنبي(9/199)
- لكل جديدٍ لذةٌ غيرَ أنني ... وجدْتُ جديدَ الموتِ غيرَ لذيذ
ابن الحارث(9/200)
- تمتعْ بأزهارِ هذي الحياةْ ... فإِن حياتكَ بعضُ الزمنْ
- وخلِّ النضارَ وجمعَ النضارْ ... فما زادْ نفسِكَ غيرُ الكفنْ
مسعود سماحة(9/201)
- والتقطِ اللذةَ حيث أمكنَتْ ... فإِنما اللذاتُ في الدهرِ لقطْ
- إِن الشبابَ زائرٌ مودعٌ ... لا يستطاعُ رَدُّهُ إِذا فرطْ
صفي الدين الحلي(9/202)
- إِن يرسلِ النفسَ في اللذات صاحبُها ... فما يخلدْنَ صُعْلوكاً ولا مَلِكا
- ومن يظهرْ بخوفِ اللهِ مهجتَهُ ... فذاكَ إِنسانُ قومٍ يشبِهُ الملكا
المعري(9/203)
- أطيبُ الطيباتِ أَمرٌ ونهيٌ ... لا يردانِ في الأمورِ الجسامِ
- وامتطاءُ الخيولِ في كنفِ الأمْ ... نِ (الأمن) بغيرِ الإِقدامِ والإِجحامِ
- وسماعُ الصهيلِ في لجبِ المو ... كبِ (الموكب) اللواءِ والأعلامِ
الخليع(9/204)
- أطيبُ الطيباتِ طيبُ الزمانِ ... وندامُ المنعَّماتِ الغواني
- واحتساءُ العقارِ في غرةِ الص ... بحِ (الصبح) على شَدْوِ ماهراتِ القيانِ
- وأمانٍ من الهمومِ ومالٌ ... ليس تقنيه نائباتُ الزمانِ
الموصلي(9/205)
- فالأصلُ في اللذاتِ قالوا أربعةْ ... حُبٌّ وتمكينٌ وأمنٌ ودَعَة
- وبعد ذاكَ مدهشاً ممتعةْ ... والطيبُ والأنعامُ طابتْ مسمعةْ
والذوقُ واللمسُ وحفظُ النظرِ(9/206)
- والأصلُ عندي في التذاذِ الحِسِّ ... خمسٌ ومن لي باجتماعِ الخمسِ
- العلمُ والجودُ وقهرُ النفسِ ... وصاحبٌ مناسبٌ ذو أُنسِ
وقدرة حفتْ بعدلِ منصرِ(9/207)
- فالعلمُ يغذو العقلَ وهو الهادي ... والجودُ بابُ الععِزِّ والسدادِ
- والنفسُ أدهى صاحبٍ معادي ... وصدقُ من صادقْتَ خيرُ زادِ
وختمُها عدالةُ المقتدرِ
محمد الوحيدي(9/208)
-4- اللسان والالسنة(9/209)
- ياربَّ ألسنةٍ كالسيوفِ ... تَقْطَعُ أعناقَ أصحابِها
- وكم دُهى المرءُ من نفسِهِ ... فلا تُؤكلَنَّ بأنيابها
ابن المعتز(9/210)
- رأيتُ اللسانَ على أهلِهِ ... إِذا ساسَه الجهلُ ليثاً مغيرا
شاعر(9/211)
- ومما كانت الحكماءُ قالتْ ... لسانُ المرءِ من خدمِ الفؤادِ
أبو تمام(9/212)
- لسانُ المرءِ ينبيءُ عن حِجاهُ ... وعي المرءِ يسترُهُ السكوتُ
القاضي الفاضل(9/213)
- لسانُكَ كالسبفِ في شكلِهِ ... وأعدى من السيفِ في سَطْوتهْ
ابن خاتمة(9/214)
- وإِذا بسطتَ لسانَ من لم ينهَهُ ... دينٌ فأين العقلُ والعرفانُ
- لا ترضَ أن تبقى على أغلوطةٍ ... يغشاك فيها السخطُ والشنانُ
- حفظُ اللسانِ عن القبيحِ أمانُ ... يزكو به الإِسلامُ والإِمانُ
- وإِذا جناتُ الجوارحِ عُددتْ ... فأشدُّها يجني عليكَ لسانُ
- من كفَّ كفَّ الناسُ عنه ومن أبى ... إِلا الخَنَا فكما يَدينُ يدانُ
ابن الدهان الموصلي(9/215)
- وما المرءُ إِلا الأصغرانِ لسانُهُ ... ومعقولّهُ، والجسمُ خلقٌ مصورُ
- وإِن طرةٌ راقتْكَ فانظرْ فربما ... أمرَّ مذاقُ العودِ والعودُ أخضرُ
دعبل الخزاعي(9/216)
- وما أحدٌ من ألسنِ الناسِ سالماً ... ولو أنه ذاكَ النبيُّ المطهرُ
- فإِن كان مقدماً يقولون أهوجٌ ... وإِن كان مفضالاً يقولون مُنززُ
- وإِن كان سِكيتاً يقولون أبكمٌ ... وإِن كان مِنْطيقاً يقولون مِهْذَرُ
- وإن كان صَوّاماً وبالليل قائماً ... يقولون كذابٌ يُرائي ويَمْكُرُ
- فلا تحتفلْ في الناسِ بالذمِّ والثنا ... ولا تخشَ غيرَ اللهِ فاللهُ أكبرُ
ابن الأزدي(9/217)
- لسانُ الفتى عبدٌ له في سكوتِه ... ومولىً عليه جائرٌ إِن تكلما
- فلا تطلقنْهُ واجعلِ الصمتَ قيدَه ... وصَيَّرْ إِذا قيدتهُ سجنَه الفَما
ابن حميدس(9/218)
- إِذا المرءُ لم يخزنْ عليه لسانَهُ ... فليس على شيءٍ سواه بخزانِ
امرؤ القيس(9/219)
- لسانُ الفتى عن عقلِه تُرجمانهُ ... متى زلَّ عقلُ المرءِ زلَّ لسانُه
- وما الشعرُ إِلا شعبةٌ من دعابةٍ ... دَعَوْناه كرهاً إِذا دعانا أوانُهُ
- وكنا نصونُ العِرْضَ عن أن نهينهُ ... فرب أوانٍ صونُ عرضٍ هوانُهُ
أبو عامر النسوي(9/220)
- لسانَكَ اسجنْ ولتطلْ حَسْبَهُ ... إِن شئت إِكراماً وتَصْوينا
- لو لم يكن للسجنِ أهلاً لما ... غدا بعقرِ الفمِ مسجونا
ابن خاتمة الأندلسي(9/221)
- جراحاتُ السنانِ لها التئامٌ ... ولا يلتامُ ما جرحَ اللسانُ
شاعر(9/222)
- كادَتْ سنيَّ إِذا نطقتُ تقيمُ لي ... شخصاً يعارضُ بالعظماتِ مبكتا
- وتقول: من بعثَ اللسانَ بغيرِ ما ... أَرضْى، فحَقَّ أن يُهانُ ويسكتا
المعري(9/223)
- احفظْ لسانكَ إِن لقيتَ مُشاتِماً ... لا تجرين مع اللئيمِ إِذا جرى
- من يشتري عِرْضَ اللئيمِ بعرضِهِ ... يحوي الندامة حين يقبضُ ما اشترى
عبد العزيز الأبرش(9/224)
- عودْ لسانكَ قولَ الخير تحفظَ به ... إِن اللسانَ لما عودْتَ معتادُ
- موكلٌ بتقاضيْ ماسننْتَ له ... فاخترْ لنفسِكَ وانظرْ كيفَ ترتادُ
شاعر(9/225)
- احفظْ لسانَكَ ما استطعْتَ ولا تَجُلْ ... في كل ناحيةٍ تراها تزاقُ
- ودعِ الكثيرَ من الكلامِ تجاهلاً ... إِن البلاءَ موكلٌ بالمنطقِ
مصطفى الغلاييني(9/226)
- لسانُ الفتى يدعى سِناناً وتارةً ... حُساماً وكملفظةٍ ضَرَبَتْ عنقا
المعري(9/227)
- احفظْ لسانَكَ من ذمِ الأنامِ ودعْ ... أمرَ الجميعِ لمن أمضاهُ في القِدَمِ
- معايبُ الناسِ لا يكبرْنَ عن غلطي ... إِذا نممت بها في محفلِ الهمم
عائشة التيمورية(9/228)
- وإِن لسانَ المرءِ مفتاحُ قلبِهِ ... إِذا هو أبدى ما يجنُّ من الفمِ
صالح عبد القدوس(9/229)
- لا شيءَ من جوارحِ الإِنسانِ ... أحقُّ بالسجن من اللسانِ
السابوري(9/230)
- اغمدْ لسانَكَ لا ينسَلَّ عن فمِه ... فإِنه في عيوبِ الخلقِ طعانُ
رجاء الأصفاني(9/231)
- حفظُ اللسانِ راحةُ الإِنسانِ ... فاحفظْهُ حفظَ الشكرِ للإِحسانِ
- ولا تعدُ إِصلاحَ اللسانِ فإِنه ... يُخَبِّرُ عما عندَهُ ويبيِّنُ
علي بن بسام(9/232)
- لا تفتحنَّ عليكَ ألسنةَ الورى ... واحفظْ مقامَكَ بينهمْ ما دمْتَ حَيّ
- لا يستطيعُ المرءُ ردَّ مقالَةٍ ... قيلتْ به والعذرُ عنها شَرُّشَيْ
عبد الله آل نوري(9/233)
- احفظْ لسانكَ لا تبحْ بثلاثةٍ ... سرٍ ومالٍ ما استطعتَ ومذهَبِ
- فعلى الثلاثةِ تُبتَلَىْ بثلاثةٍ ... بمُعَكَّرٍ وبحاسدٍ ومُكَذِّبِ
الحسين البغدادي(9/234)
- عوِّدْ لسانكَ قلةَ اللَّفْظِ ... واحفظْ لسانَكَ أيما حِفْظِ
- إِياكَ أن تعظِ الرجالَ وقد ... أصبحْتَ محتاجاً إِلى الوَعْظِ
شاعر(9/235)
- سجنُ اللسانِ هو السلامةُ للفتى ... من كلِ نازلةٍ لها استئصالُ
- إِن اللسانَ إِذا حللتَ عقالَهُ ... ألقاكَ في شنعاءَ ليس تُقالُ
أبو بكر بن سعدون(9/236)
- نزهْ لسانكَ عن قولٍ تعابُ به ... وارغبْ بسمعِكَ عن قيلٍ وعن قالٍ
- لا تبغِ غيرَ الذي يعنيكَ واطرَّ ... حِ (اطرح) الفضولَ تحيى قريرَ العين والبالِ
التجيبي(9/237)
- يموتُ الفتى من عَثْرةٍ بلسانهِ ... وليس يموتُ المرءُ من عَثْرَةِ الرجل
- فعثرتهُ من فيه ترمي برأسِهِ ... وعثرتهُ بالرجلِ تبرا على مَهْلِ
جعفر بن أبي طالب(9/238)
- احفظْ لسانَكَ أيها الإِنسانُ ... لا يقتلنكَ إِنه ثعبانُ
- كم في المقاربِ من قتيلِ لسانهِ ... كانت تخافُ لقاءَه الأقرانُ
الشافعي(9/239)
- أوجعُ من وخزةِ السانِ ... لذي الحِجا وخزةُ اللسانِ
- فاسترزقِ اللهَ واستعنهُ ... فإِنه خيرُ مستعانِ
ابن أبي حازم(9/240)
- إِذا ما لسانُ المرءِ أكثرَ هذرهُ ... فذاكَ لسانٌ بالبلاءِ موكلُ
- إِذا شئتَ أن تحيا عزيزاً مسلماً ... فدبرْ وميزْ ماتقولُ وتفعلُ
نصر الخبز أزري(9/241)
- عوِّدْ لسانكَ قولَ الخيرِ تنجُ به ... من زلةِ اللفظِ بل من زلةِ القدمِ
- واحرزْ كلامكَ من خلٍ تنادمهُ ... إِن النديمَ لمشتقٌ من النَّدمِ
صفي الدين الحلي(9/242)
-5- اللهو والملاهي(9/243)
- كلُّ شيءٍ يَسْلوهُ ذو الُّلبِّ إِلا ... ماضي اللهوِ في زمانِ الشبابِ
- ليس يرعى حقَّ الودادِ ولا يذ ... كرُ (يذكر) عهداً إِلا كريمَ النصابِ
- إِنما المرءُ صورةٌ سوف تَبْلَى ... وانتهاءُ العمران بدءُ الخرابِ
محمو سامي البارودي(9/244)
- رأيتُ خرابَ الدارِ يحكيه لهوُها ... إِذا اجتمعَ المزمارُ والعودُ والصنيعُ
- ولا تحسبِ الحالاتِ تبقى لأهلِها ... فقد تستقيمُ الحالُ طوراً وتعوجُ
أبو العتاهية(9/245)
- هلا ترفع عن لهوٍ وعن لعبٍ ... إِن الصغائرَ تُغْري النفسَ بالصغرِ
أحمد شوقي(9/246)
- عللْ فؤادكَ والدنيا أعاليلُ ... لا يشغلنْكَ عن اللهوِ الأباطيلُ
- ولا يصدَّنكَ عن أمرٍ هَمَمْتَ به ... من العواذلِ لا قالٌ ولا قيلُ
- فخيرُ يوميكَ يومٌ أنتَ فيه إِذا ... مُيزْتَ في الناسِ محسودٌ ومعذولُ
- وإِن أَتوكَ فقالوا: كن خَليفتنا ... فقلْ لهمْ: إِنني عن ذاكَ مشغولُ
- فإِن ذلك أمرٌ مع نفاستِهِ ... وتُبلهِ بفَنَاءِ العُمْرِ موصلُ
- وارضَ الخمولَ فلا يحظى بلذهِ ... إِلا امرؤٌ في الناسِ مجهولُ
ابن وكيع التنيسي(9/247)
الباب الرابع والعشرون: باب الميم(9/248)
-1- المراء(9/249)
- فدعْ عنكَ المراءَ ولا تردْهُ ... لقلةِ خيرِ أسبابِ المراءِ
- وأيقنْ أن من مارى أخاهُ ... تعرَّضَ من أخيه للِّحاءِ
- ولا تبغِ الخلافَ فإن فيه ... تفرُّقَ بين ذاتِ الأصفياءِ
- وإِن أيقنتَ أن الغيَّ فيما ... دَعَاكَ إِليهِ إِخوانُ الصفاءِ
- فجَامِلْهُمْ بحسنِ القولِ فيما ... أَرَدْتَ وقد عزمْتَ على الإِباءِ
إِسماعيل بن يسَّار(9/250)
- نصحتُكَ فيما قلتُهُ وذكرتهُ ... وذلك حقٌ في المودةِ واجبُ
- لا تركنَنَّ إِلى المراءِ فإِنهُ ... إِلى الشرِّ دَّعاءٌ وللغي جالبُ
العرزمي أو يزيد بن عمرو(9/251)
- فإِياكَ إيِاكَ المراءَ فإِنه ... سببٌ لكُلِّ تنافرٍ وتشامسِ
- وافعلْ جميلاً لا يضيعُ صنيعهُ ... واسمَحْ بقوتِكَ للضعيفِ البئسِ
أبو محمد بن سنان(9/252)
- لا تفخرنَّ وإِن فُضلتَ فبالتقلى ... ناضلْ وفي بذلِ المكارمِ نافسِ
الخفاجي(9/253)
- أبُنيَّ لا تكُ ماحييتَ ممارياً ... ودعِ السفاهةَ إِنها لا تنفعُ
- لا تحملنّ ضغينةً لقرابةٍ ... إِن الضغينةَ للقرابةِ تقطعُ
- لا تحسبَنَّ الحلمَ منكَ مذلةً ... إِن الحليمَ هو الأعزُّ الأمنعُ
أبو الأخفش الكناني(9/254)
- يلبسُ اللهُ في العلانيةِ العب ... دِ (العبد) الذي كان يَخْتفي في السريرهْ
- حَسَناً كان أو قبيحاً سيُبدى ... كل ما كان ثمَّ من كل سيرهْ
- فاستحِ اللهَ أن ترائي للنا ... سِ (للناس) فإِن الرياءَ بئسَ الذخيرهْ
عبد العزيز الابرش(9/255)
-2- المروءة والنبل(9/256)
- دعِ النبلَ للعاجزِ القعْدِ ... وما استطْعتَ من مَغْنَمٍ فازددِ
- ولا تخدعنَّ بقولِ الضعافِ ... من الناسِ أنكَ عَفُّ اليدِ
- ولا تبقَ وحدَكَ في حطةٍ ... ومهما يكنْ سُلَّمٌ فاصعدِ
- فإِنكَ لو كنتَ محضَ الإِباءِ ... ومحضَ الشهامةِ والسؤددِ
- وأعطيتَ في الخلقِ طُهر الغمامِ ... وفي الفضلِ منزلة الفرقدِ
- لما زادَ حظكَ من عيشةٍ ... على حظ ذي العاهةِ المقعدِ
محمد مهدي الجواهري(9/257)
- إِذا المرءُ أعطيته المروءةُ ناشئاً ... فمطلبُها كهلاً عليه شديدُ
معلوط القريعي(9/258)
- إِن المروءةَ ليسَ يدركُها امرؤٌ ... وَرِثَ المروءةَ عن أبٍ فأضاعَها
- أمرتْهُ نفسٌ بالدناءةِ والخنا ... وَنهتْهُ عن مطلبِ العُلا فأطاعَها
منصور بن محمد الكريزي(9/259)
- تَلذُّ له المروءةُ وهي تؤذي ... ومن يعشقْ يلذَ له الغرامُ
المتنبي(9/260)
- أدمِ المروءةَ والوفاءَ ولا يكنْ ... حبلُ الديانةِ منكَ غيرَ متينِ
- والعزُّ أبقى ما تراهُ لمكرمٍ ... إِكرامهُ لمروءةٍ أو دينِ
ابن حميدس(9/261)
-3- المرض والداء(9/262)
- فلا تكونَن كمن القَتْهُ بِطنتهُ ... في غَمْرةِ البحر لا ينجو وإِن سَبَحا
عبد الله بن الزبير(9/263)
- وداوِ الداءَ قبلَ تقولُ فيه ... طَبيبُ الداءِ أعيا فاستطارا
- فإِن الحربَ مَنْشَؤُها حَديثٌ ... وكان الشَرُّ مبدؤهُ ضمارا
- وربَّ ضغائنٍ حقرتْ لقومٍ ... رأينا من نتائجِها الكبارا
الشريف المرتضى(9/264)
- دَوَاؤكَ فيكَ وما تَشْعُرُ ... ودواؤكَ منكَ وما تبصرُ
- وتحسبُ أنكَ جرمٌ صغيرٌ ... وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ
علي بن أبي طالب(9/265)
- لقد هاجَ الفراغُ عليكَ شغلاً ... وأسبابُ البلاءِ من الفراغِ
شاعر(9/266)
- عَجِبْتُ لشارحٍ سببَ المنايا ... يسمى الداءَ والعِلَلَ الوِجعا
- ولم تكنِ الحُتوفُ مَحَلَ شكٍ ... ولا الآجالُ تحتملُ النَّزاعا
- ولكن صُيَّدٌ ولها بُزاةٌ ... ترى السرطانَ منها والصُّداعا
أحمد شوقي(9/267)
- وأرى التولعَ بالدخانِ وشربهِ ... عوناً لكامنِ لوعة الأحشاءِ
فتح الله النحاس(9/268)
- صحةُ المرءِ للسقامِ طريقٌ ... وطريقُ الفناء هذا البقاءُ
- بالذي نتغذي نَمُوتُ ونَحْيا ... أقتلُ الداءِ للنفوسِ الدواءُ
- قبحَ اللهُ لذةً لشقانا ... نالَها الأمهاتُ والأباءُ
- نحنُ لولا الوجودُ لم نألمِ الفقرَ ... فإِيجادُنا علينا بلاءُ
الحسين بن عبد الله البغدادي(9/269)
- حيلةُ البرءِ صنفتْ لعليلٍ ... يرتجى الحياةَ أو لعليلةْ
- فإِذا جاءتِ المنيةُ قالَتْ ... حيلةُ البُرْءِ ليس حيلةْ
أبو بكر بن زهر(9/270)
- إِذا ما الداءُ أقعدَ جسمَ حَيٍّ ... أنشطُ روحُه وبها عقالُ؟
- لكلِ داءٍ دواءٌ ممكنٌ أبداً ... إِلا إِذا امتزجَ الإِقتارُ بالكسلِ
خليل مطران(9/271)
- ومن عَجائبَ أمري أنني أبداً ... أريدُ من صحتي ما ليس يبقى لي
- هل صحةٌ من سقامٍ لا دواءَ له؟ ... وكيفَ أبقى ولما يبقَ أمثالي
- وما أريدُ سوى عينِ المحالِ فلا ... سبيلَ يوماً إِلى تبليغِ آمالي
الشريف المرتضى(9/272)
- نحنُ عبيدُ البطونِ نأكلُ ما ... ندعي إِليه ولو إِلى عدَنِ
- نأكلُ ما جاءَنا ولا سيما ... إِذا ظفرْنا به بلا ثمنِ
شاعر(9/273)
- في كُلِّ بلوى تصيبُ المرءَ عافيةٌ ... إِلا البلاءَ الذي يدني نت النارِ
عبد الله بن شبيب(9/274)
- نعلَّلُ بالدواءِ إِذا مَرِضْنا ... وهل شيفي من الموتِ الدواءُ؟
- ونختارُ الطبيبَ، وهل طبيبٌ ... يؤخرُ ما يقمهُ القضاءُ
- وما أنفاسُنا إِلا حسابٌ ... وما حركتُنا إِلا فناءُ
ابن نباته السعدي(9/275)
- وكم من مريضٍ نعاهُ الطبيبُ ... إِلى نفسِه وتَوَلىَّ كئيباً
- فماتَ الطبيبُ وعاشَ المريضُ ... فأضحى إِلى الناسِ ينعى الطبيبا
محمود الوراق(9/276)
- لكلِّ داءٍ دواءٌ يُسْتَطَيبُّ به ... إِلا الحماقةَ أعْيَتْ من يداويها
شاعر(9/277)
- لا تأسينَّ على ماكان من مَرَضٍ ... فربَّ جسمٍ بداءٍ قدعرا صَلُحا
- أما ترى البدرَ يعرو جسمَه سقم ... وينثني بوشاحِ الحُسْنِ مُتَّشِحا
حفني ناصف(9/278)
- ظننتُ وظن الألمعي مصدقٌ ... بأن سقامَ المرءِ سجنُ حماحةِ
- فإِن لم يكن موتٌ صريحٌ فإِنه ... عذابٌ تَمَلُّ النفسُ طول مقامهِ
- وكم يلبثُ المسجونُ في قبضة الأذى ... يجربُ فيه الموت غربَ حسامهِ
أسامة بن منقذ(9/279)
- وصحيحٌ أضحى يعودُ مريضاً ... وهو أدنى للموتِ ممن يعودُ
- كم من عليلٍ قد تخطاه الردى ... فنجا وماتَ طبيبُه والعُوَّدُ
عدي بن زيد البسامي(9/280)
- قد يَصِحُّ المريضُ بعد إِياسٍ ... كان منه وَهْلَكُ العوادُ
علي البسامي(9/281)
- لا تُضجرنَّ مريضاً جئتَ عائدهُ ... إِن العيادةَ يومٌ إِثرَ يومينِ
- بل سَلْهُ عن حاله وادعُ الإِلهَ له ... واقعدْ بقدرِ فُواقٍ بين حلبين
- من زارَ غِباً أخا دامَتْ مودتُه ... وكان ذاكَ صلاحاً للخليلين
- (الفواق: ما بين فتح يدك وقبضها على الضرع) ، (الغب: زار يوماً بعد أيام) .
- إِذا عُدْتَ في مرضٍ مُكْثِراً ... فخففْ وخَفْ أن تُملَّ
- وإِن كان ذا فاقةٍ مُقْتِراً ... فأسعِفْ، وإِن كان نبيلاً قليلاً
المعري(9/282)
- كم مريضٍ قد عاشَ من بعدِ يأسٍ ... بعدَ موتٍ الطبيبِ والعودِ
- قد يصادُ القطا فينجو سليماً ... ويَحُلُّ القضاءُ بالصيادِ
محمد بن اسحق الصميري(9/283)
-4- المزاح والهزل(9/284)
- أقللِ المزاحَ في الكلام احترازاً ... فبإِفراطه الدماءُ تراقُ
- قلةُ السُّمِّ لا تضرُّ وقد يق ... تلُ (يقتل) مع فرطِ أكلِه الدرياقُ
- فأقللِ المزحَ ما استطعتَ ولا تأ ... تِ (تأت) بنزرٍ إِلا وفيه احتياطُ
- وتوقَ الإِفراطَ فيه فقد يف ... رطُ (يفرط) في وَضْيعِ قَدْرِكَ الإِفراطُ
صفي الدين الحلي(9/285)
-4 (تابع) - بَلِيَّةُ التدخين لأحد الشعراء(9/286)
- إِياكَ من عادةٍ تلقيكَ في محنِ ... لا سيما ما فشا في الناسِ من نتنِ
- يفترُ الجسمَ لانفعٌ به أبداً ... ويورثُ الضَّر والأسقامَ في البدنِ
- أفتى بحرقيه جمعٌ بلا شططٍ ... فاحذرْ مقالةَ من يرميكَ بالوَهَنِ
- فلا يفرنْكَ من في الناسِ يشربُه ... فالناسُ في غفلةٍ من واضحِ السُّننِ
- يا ويحَ زوجته من نتنِ ريحهِ ... فكم تُقاسي عناءً طيلةَ الزمنِ
- سيكارةٌ في فمٍ والنارُ داخلَها ... تجرُّ للقلبِ نيراناً ودنانا
- كم من فقيرٍ عديمٍ قوتَ ليلهِ ... يضيعُ في شربهِ أهلاً ووِلْدانا
- وكم طبيبٍ نهى عنه السقيمَ فلم ... يزلْ مُصراً فذاقَ الموتَ ألوانا
- وكم تؤرقُ ليلاً مُبْتلى فيبيتْ ... يشكو سُعالاً يعدُّ النجمَ سَهْرانا
- ويوقدُ النارَ والدخانَ في جشعٍ ... يبقى السرورَ فعادَ الأمرُ أحزانا
- فتبْ إِلى اللهِ من شربٍ لها وأفقْ ... وجنبِ النفسَ أمراضاً وخُسرانا
- وخالفِ النفسَ والشيطانَ وانصحها ... فمامن هما مَحَضاكَ النصحَ أحيانا
- إِن المُزاحَ بَدْؤُهُ حلاوهْ ... لكنما آخرهُ عداوةْ
- تذهبُ هيبةَ الفتى المهيبِ ... بكثرةِ المَزْحِ من القلوبِ
- يحقدُ منه الررجلُ الشريفُ ... ويجتري بسخفِهِ السخيفُ
الشيخ عبد الله السابوري(9/287)
- أما المزاحَ فدعْهً ما استطعتَ ولا ... تكنْ عبوساً ودارِ الناسَ عن كملِ
- واصمتْ فللصمْتِ أسرارٌ تضمنها ... ما نالَها قطٌ إِلا سيدُ الرسلِ
- واستشعرِ الحلمَ في كلِّ الأمورِ ولا ... تبدرْ ببادرةٍ إِلا إِلى رجلِ
- وإِن بُليتَ بشخصٍ لا خلاقَ له ... فكنْ كأنكَ لم تسمعْ ولم يقلِ
- ولا تمارِ سَفيهاً في محاورةٍ ... ولا حليماً لكي تنجو من الزللِ
- ولا يغركَ من تَبْدُ بشاشتُهُ ... إِليك مكراً فإِن السُّمَّ في العسلِ
صلاح الدين الصفدي(9/288)
- وإِياكَ من حلوِ المزاحِ ومُرِّهِ ... ومن أن يراكَ الناسُ فيه مماريا
- وإِن مراءَ المرءِ يخلقُ وجهَهُ ... وإِن مُزاحَ المرءِ يبدي التشانيا
- دعاهُ مُزاحٌ أو مراءٌ إِلى التي ... بها صارَ مقليَّ الإِخاءِ وقاليا
شاعر(9/289)
- لا تجعلِ الهزلَ دأباً فهو منقصةٌ ... والجِدُّ تعلو به بين الورى القيمُ
- ولا يغرنْكَ من ملكٍ تبسمهُ ... ماسحتِ السحبُ إِلا حينَ تبتسمُ
ناصح الدين بن الدهان(9/290)
- من أكثرَ المزاحَ يستسخفُّ بهْ ... شينُ مزاحِ ذي الحجى بأدبهْ
- من أكثرَ الضحكَ فلا بهاءَ له ... من ملَّ من ودٍ فلا وفاءَ لهْ
- لا تكُ مشاءً إِلى غيرِ أربْ ... ولا كثيرَ الضحكِ من غيرِ عَجَبْ
الشيخ عبد الله السابوري(9/291)
- خلِّ عنك المزحَ مجتنباً ... إِنه يدني لكَ العطبا
- رُبَّ من كانت منيَّتُهُ ... في مُزاحٍ هاجَه لعبا
عبد الله بن معاوية الجعفري(9/292)
- لا تمزحنَّ فإِن مَزَحْتَ فلا يكنْ ... مزحاً تضافُ به إِلى سُوءِ الأدبْ
- واحذرْ ممازحةً تعودُ عداوةً ... إِن المزحَ على مقدمةِ الغضبْ
هبة الله البغدادي(9/293)
- إِذا مازحتَ الرجالَ فلا تلعْ ... وقلْ مثل ما قالوا ولا تتزيَّدِ
- وإِياكَ من فرطِ المزاحِ فإِنه ... جديرٌ بتسفيهِ الحليمِ المسددِ
عدي بن زيد التميمي(9/294)
- أفدْ طبعكَ المكدودَ بالجد راحةً ... بجمٍ وعللهُ بشيءٍ من المزْحِ
- ولكنْ إِذا أعطيتَهُ المزحَ فليكنْ ... بمقدارِ ماتعطي الطعامَ من الملحِ
أبو الفتح البستي(9/295)
- أكدامُ إِني قد محضتُ نصيحتي ... فاسمعْ لقولِ أبٍ عليكَ شفيقِ
- أما المزاحةَ والمِراءِ فدعهما ... خُلقانِ لا أرضاهما لصديقِ
- إِني بلوتُها فلمْ أحمدْهُما ... لمجاورٍ جارٍ ولا لرفيقِ
مسعرر بن كدام(9/296)
- وربْ كلامٍ قد جَرَىْ من ممازحٍ ... فساقَ إِليه سهمَ حَتْفٍ معجَّلا
- فدعْ عنك قربَ المزح لا تقربنَّهُ ... كفى بامريءٍ وَعْظاً إِذا ما تكهلا
هدْبة بن خشرم(9/297)
- إِياكَ إِياكَ المزاحَ فإِنه ... يجرِّي عليكَ الدُّنونَ والساقطَ الرذلا
- ويخلقُ ماءَ الوجهِ من بعدِ جدةٍ ... ويكسبُ بعد العهد صاحبَهُ ذُلاَّ
شاعر(9/298)
- تلقى الفتى يلقى أخاه وخدنَه ... في لحن منطقةِ بما لا يغفرُ
- ويقول: كنت مُمازحاً ومُلاعِباً ... هيهاتَ نارُكَ في الحَشَىْ تتسعَّر
- أوما علمْتَ وكان جهلُكَ غالباً ... أن المزاحَ هو السبابُ الأصغرُ
محمود الوراق(9/299)
- أكرمْ جليسكَ لا تمازحْ بالأذى ... إِن المزاحَ ترى به الأضغانُ
- كم من مزحٍ جذَّ حبلَ قرينِهِ ... فتجذَّمَتْ من أجلِه الأقرانُ
محمد بن عبد الله(9/300)
-5- المصيبة والمحنة(9/301)
- ليس البليةُ في أيامِنا عَجَباً ... بل السلامةُ فيها أعجبُ العجبِ
علي بن أبي طالب(9/302)
- ومن لم يسلمْ للنوائبِ أصبحتْ ... خلائقُهُ طراً عليه نوائبا
الحسن العسقلاني(9/303)
- وما الدهرُ والأيامُ إِلا كما ترى ... رزيةُ مالٍ أو فراقُ حبيبِ
علي بن أبي طالب(9/304)
- هو الدهرُ لا يبقي على لائذٍ به ... فمن شاءَ عيشاً يصطبرْ لنوائبه
- فمن لم يُصَبْ في نفسِه فمصابهُ ... يفوتِ أمانيه وفَقْدِ حبائبِهْ
ابن خاتمة الأنصاري(9/305)
- قلْ للذي بصروفِ الدهرِ عَيَّنَا ... هل حاربَ الدهرُ إِلا من له خطرُ؟
- أما ترى البحرَ تعلو فوقه جيفٌ ... وتستقرُّ بأقصى قعرِه الدررُ
قابوس بن وشمكير(9/306)
- مِحَنُ الفتى يُخْبِرْنَ عن فَضْلِ الفتى ... كالنارِ مخبرةٌ بفضلِ العَنْبَرِ
الصنوبري(9/307)
- مِحنُ الزمانِ كثيرةٌ لا تنقضي ... وسرورُهُ يأتيكَ كالأعيادِ
- مَلَكَ الأكابرَ فاستقَّ رقابَهُمِ ... وتَراه رِقاً في يَدِ الأوغادِ
الشافعي(9/308)
- يا نفسُ لا تجزعيْ من شدةٍ عَظُمَتْ ... وأيقني من إِلهِ الخَلْقِ بالفرجِ
- كم شدةٍ عَرَضَتْ ثم انْجَلَتْ ومَضَتْ ... من بعدِ تأثيرِها في المالِ والمُهَجِ
القلانسي(9/309)
- لا تأملَنَّ إْذا دهتْكَ ملمةٌ ... عوناً غيررَ صَبْررِ الصابرِ
قيصر الخوري(9/310)
- وجدْتُ التراءَ والمصائبَ كلَّها ... تجئُ بها بعد الإِلهِ المقادرُ
- فإِن عُسْرةٌ يوماً أَضَرَّتْ بأهلِها ... يكنْ بعدَها من غيرِ شكٍ مياسرُ
عبد الله بن المخارق الشيباني(9/311)
- والمصيباتُ لا يصبنَّ سوى الأخي ... ارِ (الأخيار) منا إِذا وَلَجْنَ الرُّبُعا
- وإِذا لم يكنْ سوى الموتِ فالما ... ضي (فالماضي) بطيئاً كمن يموتَ سَريعا
الشريف المرتضى(9/312)
- ما إِن تَرى شيئاً لشيءٍ مُحِيياً ... حتى تلاقيَهُ لآخرَ قاتلا
أبو تمام(9/313)
- ولو رفعَ اللهُ عنا البلا ... ءَ (البلاء) لم ندرِ ما خطرُ العافية
المبررد(9/314)
- إِذ ما الدهرُ نابكَ منه خطبٌ ... وشَدَّ عليكَ من حَمَقٍ عِقالهْ
- فكلْ للهِ أمرَكَ لا تفكرْ ... ففكرُكَ فيه خَبْطٌ في حبالهْ
ابن خاتمة الأندلسي(9/315)
- ذَمَمْتَ دّهْرَكَ إِذ نابَتْكَ نائبةٌ ... بمثل ما تشتكيه يعرفُ الزمنُ
- خفضْ عليكَ فإِن العمرَ محترمٌ ... والموتُ منتظرٌ والحُرُّ ممتحنُ
أبو محمد الخفاجي(9/316)
- ومن يتأملِ الأيامَ تسهلْ ... عليه النائباتِ، وإِنَ بَخِسْنَه
المعري(9/317)
- وكل شديدةٍ نَزَلَتْ بحيٍ ... سيأتي بعد شِدَّتِها رُخاءُ
- كذاكَ الدهرُ يصرفُ حالتيهِ ... ويعقبُ طلعةَ الصبحِ المساءُ
قيس بن الخصيم(9/318)
- كُلُّ المصائبِ قد تمرُّ على الفتى ... فتهونُ غيرَ شماتةِ الحسادِ
ابن قنبر(9/319)
- وكلُّ مصيبات الزمانِ وجدتُها ... سوى فرقةِ الأحبابِ هينةَ الخطبِ
شاعر(9/320)
- ولرب نازلةٍ يضيقُ لها الفتى ... ذَرْعاً وعندَ اللهِ منها المخرجُ
- ضاقتْ فلما استحكمَتْ حلقاتُها ... فرِّجَتْ وكنْتُ أظنُّها لاتفرجُ
الشافعي(9/321)
- تعزي المصيباتُ الفتى وهو عاجزْ ... ويلعبُ صرفُ الدهرِ بالحازمِ الجَلْدِ
- بذا قضتِ الأيامُ مابينَ أهلِها ... مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ
توبة المتنبي(9/322)
- مصيبةُ الإِنسانِ في دينِهِ ... أعظمُ من جائحةِ الدهرِ
علي بن الجهم(9/323)
- ومنْ ظنَّ ممن يلاقي الحروبَ ... بأن لا يصابَ فقد ظنَّ عَجْزا
امرأة عربية(9/324)
- وكُلُّ كَرْبٍ وإِنطالت بليتُهُ ... يوماً تفرجُ غُماهُ وتنكشفُ
إِسماعيل بن بشار(9/325)
- وما المرءُ إِلا عرضةٌ لمصيبةٍ ... فطوراً بنُوهُ ثم طوراً شقيقهُ
الشريف المرتضى(9/326)
- ولكل حالٍ معقبٌ ولربما ... أجلى لكَ المكروهُ عما يُححَدُ
- لا يؤيسنكَ من تفرجِ كربةٍ ... خطبٌ رماكَ به الزمانُ الأنكدُ
علي بن الجهم(9/327)
- إِن القديمَ وإِن جلِتْ رزيئتُهُ ... ينضوُ فينسىْ ويبقى الحادثُ الأنفُ
الأحوص(9/328)
- إِن المصائبَ ما تعدَّتْ دينَهُ ... نِعَمٌ وإِن صَعُبَتْ عليه قليلا
- هل تملكون لدينِهِ ويقينهِ ... وجنانِهِ وبيانهِ تبديلا
علي بن الجهم(9/329)
- المرءُ نصبُ مصائبٍ لا تنقضي ... حتى يوارى جسمُهُ في رمسِهِ
- فمؤجلٌ يلقى الردى في أهلِه ... ومُعجَّلٌ يلقى الرَّدَىْ في نفسِهِ
أبو فراس الحمداني(9/330)
- فما ورقُ الدنيا بباقٍ لأهلِهِ ... ولا شدةُ البلوى بضربةِ لازم
- فلا تجزعنْ من شدةٍ إِن بعدَها ... فوارجُ تلوي بالخطوبِ العظائمِ
كثير عزة(9/331)
- فكنْ في كُلِّ نائبةٍ جريئاً ... تصبْ الرأي إِن خطئ الجبانُ
المعري(9/332)
- ليستِ النكبةُ عاراً إِن تكنْ ... حافزاً للنصرِ سعياً وعملْ
- رب وإِن سادرٍ في لهوهِ ... أيقظتْهُ صيحِهِ الثأرِ بطلْ
- أخيبُ الناسِ تقي خاملٌ ... يَذْكُرُ اللهِ ويَرْضَى بالكسلْ
زكي قنصل(9/333)
- خليليَّ واللهِ ما من ملمةٍ ... تدومُ علي حيٍ وإِن هي جَلَّتِ
- فإِن نزلتْ يوماً فلا تخضعنَّ لها ... ولا تكثرِ الشكوى إِذا الفعل زلتِ
- فكم من كريمٍ يُبْتَلَىْ بنوائبٍ ... فصابَرَها حتى مَضَتْ واضْم"َحَلَّتِ
علي بن أبي طالب(9/334)
- إِن المصيبةَ في الأحبةِ للفتى ... لو كان يعلمُ نعمةٌ لا تُشْكَرُ
الشريف المرتضى(9/335)
- إِذا النائباتُ بلغْنَ المدى ... وكادتْ تذوبُ لهُنَّ المجُ
- وحلَّ البلاءُ وبانَ العزاءُ ... فعندَ التناهي يكونُ الفرجْ
- لا تجزعنَّ إِذا نابتْكَ نائبةٌ ... واصبِرْ ففي الصبرِ عندَ الضيقِ متسعُ
- إِن الكريمَ إِذا نابتْهُ نائبةٌ ... لم يبدُ منه على علاتِه الهلعُ
- لا تكرهِ المكروهَ عند نزولِهِ ... إِن المكارِه لم تزلْ متباينه
- كم نعمةٍ لم تستقلَّ بشكرها ... للهِ في طيِّ المكارِه كامنهْ
علي بن أبي طالب(9/336)
- عجبتُ لجازعٍ باكٍ مصابٍ ... ذي اكتئابِ
- يَشُقُّ الجيبَ يدعو الويلَ جَهْلاً ... كأن الموتَ بالشيءِ العُجابِ
- وساوى اللهُ فيه الخلقَ حتى ... بنيَّ اللهِ منه لم يُجابِ
- له مَلْكٌ ينادي كُلَّ يومٍ ... لدوا للموتِ وابنُوا للخرابِ
علي بن أبي طالب(9/337)
- رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتى ... فؤادي في غشاءٍ من نبالِ
- فصرتُ إِذا أصابتني سهامٌ ... تكسَّرَتِ النضالُ على النضالِ
المتنبي(9/338)
- ومن البلاءِ وللبلاءِ عَلامةٌ ... أن لا يرى لك عن هواكَ نُزوغُ
- العبدُ عبدُ النفسِ في شهواتِها ... والحُرُّ يشعُ تارةً ويَجُعُ
- وكفاكَ من غير الحوادثِ أنه ... يبلى الجديدُ ويحصدُ المزروعُ
علي بن أبي طالب(9/339)
- أتصبرُ للبلوى عزاءً وحِسْبةٍ ... فتؤجرَ أم تسلو سَلُوَّ البهائمِ
- خُلِقْنا رجالاً للتجلدِ والأسى ... وتلكَ الغواني للبكا والمآتمِ
علي بن أبي طالب(9/340)
- وربّ رُزْءٍ بآثارٍ أشدُّ أسىً ... منه ملماً بأشخاصٍ وأعيانِ
- َ رُزْءٍ بآثارٍ أشدُّ أسىً ... منه ملماً بأشخاصٍ وأعيانِ
- والتاجُ أشجى إِذا ما انْقَضَّ عن صَمَمٍ ... منه إِذا ماهو عن رأسِ إِنسانِ
خليل مطران(9/341)
- إِن البلاءَ يطاقُ غيرَ مضاعفٍ ... فإِذا تضاعفَ صارَ غير مُطاقِ
ابن الرومي(9/342)
- مصائبُ هذه الدنيا كثيرٌ ... وأيسرُها على الفطنِ الحِمامُ
المعري(9/343)
- ألم تَرَ أن ريبَ الدهرِ يعلو؟ ... أخا النجداتِ والحصنَ الحصينا
- ولم تلقَ الفتى يبقى لشيءٍ ... ولو أثرى وَلَدَ البيّنا
- وإِن أغفلْنَ ذا جدٍ عظيمٍ ... علقنَ به وإِن أمهلْنَ حينا
عدي بن زيد العبادي(9/344)
- كنْ واثقاً باللهِ سبحانَه ... فهو الذي يصرفُ عنكَ الخطوبْ
- اصرفْ إِليه الوجهَ عن معشرٍ ... قد صَرَفُوا عَنْكَ وجوهَ القلوبْ
ابن حميدس(9/345)
- يَجِلُّ الخطبُ في رجلٍ جليلٍ ... وتكبرُ في الكبيرِ النائباتُ
- وليس الميتُ تَبْكيهِ بلادٌ ... كمن تبكيْ عليه النائحاتُ
أحمد شوقي(9/346)
- إِن من يحملُ الخطوبَ كباراً ... لا يبالي بحمْلِهنَّ صغارا
أحمد شوقي(9/347)
- القَ الخطوبَ إِذا طرق ... نَ (طرقن) بقلْبِ محتسبٍ صبورِ
- فسينقضي زَمَنُ الهمو ... مِ (الهموم) كما انقضى زمنُ السرورِ
- فمن المحالِ دوامُ حا ... لٍ (حال) في مدى العمرِ القصيرِ
أسامة بن منقذ(9/348)
- ما جلَّ خطبٌ ثم قيسَ بغيرهِ ... إِلا وهنهُ القياسُ وصَغَّرا
- أجدُ الحياةَ حياةَ دهرٍ ساعةً ... وأرى النعيمَ نعيمَ عُمْرٍ مُقْصِرا
- وأعدُّ من حزمِ الأمورِ وعزِمِها ... للنفسِ أن تَرْضَى وألا تَضْجَرا
أحمد شوقي(9/349)
- وما هزةُ المذبوحِ تجدي وإِنما ... حلاوةُ روحٍ الشخصِ تُلْجيه للدَّفْعِ
- كم شدةٍ ضاقَ عنها الذرعُ فانفرجَتْ ... وموقفٍ بعدَ فرطِ الضيقِ يتسعُ
حفي ناصف(9/350)
- لا تيأسنَّ لعسرةٍ فوراءَها ... يسرانِ وعداً ليس فيه خِلاقفُ
- كم عسرةٍ قلقَ الفتى لنزولِها ... للهِ في إِعسارِها ألطافُ
أبو الفتح البستي(9/351)
- لستُ أرتاعُ لخطبٍ نازلٍ ... إِنما الخوفُ لقلبٍ مطمئنْ
محمد الخفاجي(9/352)
- لا تجزعَنَّ لخطبٍ ... فكلُّ دهرِكَ خِطبُ
- وحادثاتُ الليلي ... مملةٌ، ماتِغبُّ
- تروحُ سلماً، وتغدو ... على الفتى، وهي حَرْبُ
- ولا تضقْ باصطبارٍ ... ذَرعاً، إِذا اشتد كربُ
- فصبرُ يومِكَ مرٌ ... وفي غدٍ هو عَذْبُ
- كمْ صابرَ الدهرَ قومٌ ... فأّدْرَكُوا ما أَحَبُّوا
أسامة بن منقذ(9/353)
- كلما قلنا استرحْنا ... جاءَنا شغلٌ جديدُ
- وخُطوبٌ ينقصُ الصب ... رُ (الصبر) عليها وتَزيدُ
- تعبٌ لاحمدَ فيه ... لا ولا عيشٌ حَميدُ
- وأرى الشَّكْوى لغيرِ ال ... لّهِ (الله) شيءٌ لا يفيدُ
بهاء الدين زهير(9/354)
- فما شِدَّةٌ يوماً وإِن جَلَّ خطبُها ... بنازلةٍ إِلا سيتبعها يسرُ
- وإِن عَسُرَتْ يوماً على المرءِ حاجةٌ ... وضاقتْ عليه كان مفتاحَها الصبرُ
المنتصر بن بلال الانصاري(9/355)
- بعضُ الرجالِ حديدٌ حين يقرعُه ... خَطبٌ وبعضُهمُ أوهى من الخَزَفِ
- فلا ترعْكَ الغواشي وهي مقبلةٌ ... فعلَ الجبانِ الذي يَخْشى من التلف
محمد الأسمر(9/356)
- انهضْ بصدرِكَ فيها غيرَ مكترثٍ ... وصَعِّرِ الخدَّ وانظرْ الصلفِ
- وحكِّم العقل فيما أنتَ طالبُهُ ... تستغنِ عن أَخْذِكَ الأشياءَ بالكتفَِ فيما أنتَ طالبُهُ ... تستغنِ عن أَخْذِكَ الأشياءَ بالكتفِ
المصري(9/357)
- ألا ربَّ عسرٍ قد أتى اليُسْرُ بعدَهُ ... وغمرةِ كربٍ فرجعتْ لكظيمِ
- هو الدهرًُ يومُ، يومُ بؤسٍ وشدةٍ ... ويومُ سرورٍ للفتى ونَعيمِ
محمد بن زنجي البغدادي(9/358)
- إِن الشدائدَ تُسطفى النفوسُ بها ... مثل الحظوظِ على أصحابِها قسمُ
الجواهري(9/359)
- لا تشكُ خطباً إِذا حاولْتَ مكرمةً ... تنوءُ بالجبلِ الراسي ولا تهنِ
- إِن المكارمَ لا تعطي مقادتَها ... نذلاً جباناً عليها غيررَ مؤتمنِ
- من يصطبرْ للخطوبِ الدهمِ تقرعُهُ ... يمجدْ ومن هابَ أسبابَ العُلا يهنِ
مصطفى الغلاييني(9/360)
- إِذا ما عرا خطبٌ من الدهرِ فاصطبرْ ... فإِن الليلي بالخطوبِ حواملُ
- وكُلُّ الذي يأتي به الدهرُ زائلٌ ... سريعاً فلا تجزعْ لما هو زائلُ
علي بن أبي طالب(9/361)
- تُخْطى النفوسُ على العيانِ ... وقد تُصيبُ على المظنةْ
- كم من مضيقٍ بالفضاءِ ... ومَخْرَجٍ بينَ الأسِنَّةْ
محمد بن مخلد بن قيراط(9/362)
- ومن لم يسلمْ للنوائبِ أصبحَتْ ... خلائقه طراً عليه نوائبا
أبو تمام(9/363)
- على قدرِفضلِ المرءِ تأتي خطوبهُ ... ويُعْرَفُ عندَ الصبرِ فيما يصيبهُ
- ومن قَلَّ فيما يتقيه اصْطِبارُه ... فقد قَلَّ فيما يَرْتجيه نَصيبهُ
العماد الأصبهاني(9/364)
- وإِذا تصبْكَ من الحوادثِ نكبةٌ ... فاصبرْ فكُلُّ بليةٍ تتكشفُ
شاعر(9/365)
- الحكمُ للهِ ما للعبدِ منقلبٌ ... إِلا إِليه ولا عن حكمِه هربُ
- والمرءُ ما عاشَ في الدنيا أخو مِحَنٍ ... تصيبُه الحادثاتُ السودُ والنوبُ
- فإِن يساعدْه في اثنائِها فرجٌ ... تسارعَتْ نحوه في إِثرِهِ كربُ
- حتى إِذا ملَّ من دنياه فاجأه ... في أرضِه كانَ أوفي غيرِها العَطَبُ
علي الفجكردي(9/366)
- إِذا أصبحتَ في عسرٍ ... فلا تَخْزَنْ له وافْرَحْ
- فبعدَ العُسْرِ يُسْر عا ... جِلٌ (عاجل) واقرأْ ألم نَشْرَحْ
بهاء الدين زهير(9/367)
- لقد كانَ الزمانُ عليَّ أنحى ... بأحداثٍ غَصَصْتُ لها بريقي
- فقد أَسْدى إِليَّ يداً بأني ... عَرَفْتُ بها عدوي من صديقي
محمد بن بشران(9/368)
- لا تجزعَنَّ لخطبٍ مابه حِيَلٌ ... تغني وإِلا فلا تعجزْ عن الحِيَلِ
- لا شيءَ أولى بصَبْرِ المرءِ من قَدَرٍ ... لا بدَّ منه وخَطْبٍ غيرِ منتقلِ
- وإِن أخوفَ نهجٍ ما خشيْتَ به ... ذهابَ حريةٍ أو مرتضى عَمَلِ
ابن المقري(9/369)
- وإِن نابتكَ نائبةٌ فشاوِرْ ... فكم حمدِ المشاورُ غبَّ أمرِ
الشربيشي(9/370)
- ألا فاصبرْ على الحدَثِ الجليلِ ... وداوِ جَوَكَ بالصبَّبْر الجميلِ
- ولا تيأسْ فإِن اليأسَ كفرٌ ... لعل الله يُغْني من قليلِ
- وإِن العسرَ يتبعُه يسارُ ... وقولُ اللهِ أصدقُ كل قيلِ
- فلو أن العقولَ تَجُرُّ رِزْقاً ... لكان الرزقُ عندَذويْ العقولِ
- فما نُوَبٌ الحوادثِ باقياتٌ ... ولا البؤسى تدومُ ولا النعيمُ
- كما يمضي سرورٌ وهو جَمٌ ... كذالكَ ما يسوؤكَ لا يدومُ
- فلا تهلكْ على ما فاتَ وَجْداً ... ولا تفرْدكَ بالأسفِ الهُمومُ
علي بن أبي طالب(9/371)
- إِذا نالكَ الدهرُ بالحادثاتِ ... فكن رابطَ الجأشِ صعبَ الشكيمةْ
- ولا تُهِنِ النفسَ عند الخطوبِ ... إِذا كانَ عندَكَ للنفسِ قيمةْ
- فوالله ما لقي الشامتون ... بأحسنَ من صبرِ نفسٍ كريمةْ
طلححة بن محمد(9/372)
- كلَّ يومٍ غريبةٌ للخطوبِ ... وعجيبٌ ينسيكَ كُلَّ عجيبِ
- حيرةٌ كالضلالِ في غمق الليلِ ... بلا صاحبٍ ولا مصحوبِ
- وازورارٌ عن الهدى فحليمٌ ... كيفيهٍ ومخطئٌ كمصيبِ
الشريف المرتضى(9/373)
-6- المعروف والصنيعة(9/374)
- وعد من الرحمن فضلاً ونعمة ... عليك إِذا ما جاء للعرف طالبُ
- وإِن امرأ لا يُرتجى الخير عنده ... يكن هيناً ثقيلاً على من يصاحبُ
- فلا تمنعن ذا حاجة جاء طالباً ... فإِنك لا تدري متى أنت راغبُ
- رأيت التوا هذا الزمانَ بأهلهِ ... وبينهم فيه تكون النوائبُ
أبو الأسود الدؤلي(9/375)
- يؤمل كلٌ أن يعيشَ وإِنما ... تمارسُ أهوال الزمان إِذا عشتا
- فرش معدماً أن كان يمكن ريشه ... ولا تفخرن بين الأنام بمارشتا
- وإِن فضتَ للأقوام بالمال والغنى ... فيا بحر أيقنْ بالنضوبِ وإِن جثتا
- أكرم ضعيفكَ والآفاق مجدبةٌ ... ولا تهنهُ ولو أعطيته القوتا
- وجانبِ الناسَ تأمن سوءَ فعليهم ... وأن تكون لدى الجلاسِ ممقوتا
- لا بد من أن يذموا كل من صحبوا ... ولو أراهم حصى المعزاء ياقوتا
- بادرْ بعرفكَ إِما كنت مقتدرا ... فليس في كل وقتٍ أنت مقتدرُ
البحترى(9/376)
- أقيلوا أخاكم إِذا ما عثرْ ... فإِن الجميلَ جميلُ الأثرْ
- وأولوه نصراًُ على طارئٍ ... يبيدُ الشبابَ إِذا ما انتصر
- هنيئاً لمن يدرأُ النازلا ... تِ (النازلات) ببعضِ الصلات إِذا ما قدرْ
- أيهلكُ من يرتجى برؤه ... وفيكم شعورٌ وفيكم نظرْ؟
خليل مطران(9/377)
- وإِذا الصنيعة وافقت أهلاً لها ... دلت على توفيقِ مصطنع اليدِ
محمد الصوفي(9/378)
- إِن الذين الداءُ في صدورهم ... والموتُ يلقاهم بوجهٍ أغبررِ
- يرجونَ من إِخوانهم إِسعافم ... والأجرُ عند الله للمبتدرِ
- خيرُ الورى مقتدرٌ برٌ بهم ... وشرهم مقتدرٌ لم يبرِ
خليل مطران(9/379)
- فسدَ التوسلُ في البلدْ ... هيهات يصدقُ من وعدْ
- ترجو وتلحفُ سائلاً ... أما المجيبُ فلا أحدْ
خليل مطران(9/380)
- سارع إِلى فعل الجميل وقلد الأعنا ... قَ (الأعناق) حسنى فالزمانُ عواري
- وتوخَ فعلَ المكرمات تبرعاً ... فالمكرماتُ حميدةُ الآثارِ
عمر بن الوردي(9/381)
- يدُ المعروف غنم حيثُ كانت ... تحَّملها شكورٌ أو كفورُ
- فعندَ الشاكرين لها جزاءٌ ... وعند الله ما كفر الكفورُ
الكريزي(9/382)
- زاد معروفك عندي عظماً ... أنه عندك مستورٌ صغير
- تتناساه كأن لم تأتهِ ... وهو عند الناسِ مشهورٌ كبيرْ
الخريمي(9/383)
- متى تطلبِ المعروفَ في غير أهله ... تجدْ مطلبَ المعروفِ غيرَ يسيرِ
عمرو الباهلي(9/384)
- لا تضعِ المعروفَ في ساقطٍ ... فذاكَ صنعُ ساقطٍ ضائع
- وضعهُ في حرٍ كريمٍ يكن ... عرفك مسكاً عُرفه ضائعْ
علي بن أبي طالب(9/385)
- وإِذا اصطنعتَ إِلى أخي ... ك (أخيك) صنيعةً فانس الصنيعة
- والشكرُ من كرمِ الفتى ... والكفرُ من لؤمِ الطبيعةْ
- والصبرُ أكرمُ صاحبٍ ... فاصبحهُ إِن نزلت فجيعة
ابن زنجي البغدادي(9/386)
- لا تصنعِ المعروفَ إِلا لمن ... رأيته أهلاً لشكرِ الصنيعْ
أبو ربيعة سليمان(9/387)
- كم من شريفِ القولِ قد غرني ... بقوله والفعلُ منه وضيعْ
ابن عبد المؤمن(9/388)
- ومن يسد معروفاً إِليك فكن له ... شكوراً يكن معروفهُ
- ولا تبخلنْ بالشكرِ والقرضَ فاجزه ... تكنْ خيرَ مصنوعٍ إِليه وصانعِ
المنتصر بن بلال(9/389)
- إِذا كنتَ لا ترجى لدفع ملمةٍ ... ولم يك للمعروف عندك موضعُ
- ولا أنت ذو جاهٍ يعاشُ بجاهلهِ ... ولا أنت يومَ البعثِ للناس تشفعُ
- فعيشكَ في الدنيا وموتكَ واحدٌ ... وعودُ خلالٍ من حياتكَ أنفع
صالح عبد القدوس(9/390)
- وأصوبُ رأيٍ في الصنيعة ردُها ... إِلى رجلٍ يغني غناءَ رجالِ
- وليس لساني للئيمِ ولا يدي ... ولا ناقتي عند البخيل ولا رحلي
- ومُرامُ المعروف صعبٌ إِذا لم ... تلتمسه لدى الشريفِ الأرومِ
البحتري(9/391)
- تمامُ ما تولى من المعروفِ ... تعجيله عفواً بلا تسويفِ
عبد الله السابوري(9/392)
- غايةُ النبلِ في الفعال صغاراً ... وكباراً ألا يكون قصورُ
- غوثُ اللهيفِ أبر في ميقاته ... من وعده بغنىً بعيد منالِ
- وأشد خطبٍ أن يُمنى عاثرٌ ... بإِقالةٍ ويظل غيرُ مقالِ
خليل مطران(9/393)
- إِن الصنائعَ أطواقٌ إِذا شكرت ... وإِن كفرنَ فأغلالٌ لمنتحلِ
ابن المقري(9/394)
- لا تحقرِ الدرهم من مسعدٍ ... سل أممَ الغرب به تعلم
- بنى بهِ إِحسانهمْ مى بنى ... من معهدٍ للبر أو مَعلمِ
- يقولُ من فكر في أمرهِ ... أكل هذا الخير من درهم؟
خليل مطران(9/395)
- ارفع ضعيفَكَ لا يحربك ضعفُهُ ... يوماً فتدركه العواقب قدنما
- يجزيكَ أو يثني عليكَ وإِنَّ من ... أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
اليهودي(9/396)
- ومن يجعلِ المعروف من دون عرضه ... يفرهُ ومن لا يتق الشتمَ يشتم
زهير بن أبي سلمى(9/397)
- أحقُ الناسِ منك بحسنِ عونٍ ... لمن سلفت لكم نعمٌ عليه
- وأَشكرهمْ أحقهم جميعاً ... بحسن صنيعةٍ منكم إِليه
الكريزي(9/398)
- لئن كنتَ لا تولي يداً دونَ إِمرةٍ ... فلستَ بمولٍ نائلاً آخر الدهرِ
- فأي إِناءٍ لم يفضْ عند ملئهِ؟ ... وأي بخيلٍ لم ينل ساعةَ الوفرِ
- وليسَ الفتى المعطي على اليسيرِ وحدهُ ... ولكنه المعطي على العسر واليسر
دعبل الخزاعي(9/399)
- إِن خيرَ المعروفِ ما جاء لا سي ... نُ (سين) سؤال فيه ولا واو وعد
ابن الخياط(9/400)
- وما هذه الأيامُ إِلا معارةٌ ... فما استطعتَ من معروفها فتزودِ
- فإِنكَ لا تدري بأية بلدةٍ ... تموتُ ولا ما يحدثُ الله في غدِ
- يقولون لا تَبْعَدْ ومن بعدُهُ ... ذراعين من قُرْبِ الأحبةِ يبعُدِ
طرفة بن العبد(9/401)
- إِن للمعروفِ أهلاً ... وقيلٌ فأعلوهُ
- أهنأُ المعروفِ ما لم ... تبذلْ فيه الوجوهُ
أبو العتاهية(9/402)
- ومن يصنعِ المعروفَ في غيرِ أهلهِ ... يلاقي الذي لاقى مُجيرُ أم عامرِ
- أَعَدَّ لها استجارتْ بقربهِ ... مع الأمنِ ألبانَ اللقاحِ الدرائرِ
- فأشبعَها حتى إِذا ما تَمَكَّنَتْ ... فرتهُ بأنيابٍ لها وأظافرِ
- فقلْ لذوي المعروفِ هذا جَزاءُ من ... يوجَّه معروفاً إِلى غيرِ شاكرِ
شاعر(9/403)
- لا تبخلنَّ بشيءٍ لا تُعابُ بهِ ... من الجَميلِ ولو غَيُمٌ بلا مطرِ
محمد الأيبوري(9/404)
- إِذا كنتُ في القومِ الطوالِ فَضَلْتْهم ... بعارفةٍ حتى يقالَ طويلُ
- ولا خيرَ في حُسْنِ الجسومِ وطولِها ... إِذا لم يزنْ حسنَ الجُسومِ عقولُ
- فإِن لا يكنْ جسمي طويلاً فإِنني ... له بالفِعالِ الصالحاتِ وَصُولُ
- ولم أرَ كالمعروفِ أما مَذاقُهُ ... فُحُلْوٌ وأما وَجْهه فجَميلُ
هذيل بن ميسر الفزاري(9/405)
- إِن الصنيعةَ لا تكونُ صنيعةً ... حتى يُضَابَ بها طَريقُ المَصْنَعِ
- فإِذا صَنَعْتَ صنيعةً فاعْمَلْ بها ... للهِ أو لذوي القَرابةِ أو دَعِ
حسان بن ثابت(9/406)
-7- الملك والسلطان(9/407)
- وأَرى مُلوكاً لا تَحوطُ رعيةً ... فعلامَ تؤخذُ جزيةٌ ومُكوسُ؟
المعري(9/408)
- الحَمْدُ للهِ لاصَبْرٌ ولا جَلَدٌ ... ولا عَزاءٌ إِذا أهلُ البِلا رَقَدوا
- خليفةٌ ماتَ لم يَحْزَنْ له أحدٌ ... وآخرُ قامَ لم يَفْرَحْ به أحدُ
- فمَرَّ هذا ومَرَّ الشؤمُ يتبعُه ... وقامَ هذا، فقامَ الشؤمُ والنَّكَدُ
دعبل الخزاعي(9/409)
- إِياكَ والسلطانَ لا يُدْنيك من ... أبوابهِ متكسبٌ ومعاشُ
- واعلمْ بأنهمُ على ما كانَ من ... أحوالِهمْ نارٌ ونحنُ فَراشُ
أسامة بن منقذ(9/410)
- وما في سطوةِ الأربابِ عَيْبٌ ... ولا في ذِلَّةِ العبدانِ عارُ
المتنبي(9/411)
- وإِن أصفاكَ سلطانٌ بقربٍ ... فلا تغفلْ ترقبك العبادا
- فقد تُدني المُلوكُ لدى رِضاها ... وتبعدُ حين تحتقدُ احتقادا
أبو الفتح البستي(9/412)
- مما يزهدني في أرضِ أندلسٍ ... سماعُ مقتدرٍ فيها ومُعْتضِدِ
- ألقابُ مملكةٍ في غيرِ موضعِها ... كالهرَّ يحكي انتفاخاً صَوْلة الأسدِ
ابن رشيق القيرواني(9/413)
- تعالى اللهُ! كم ملكٍ مَهيبٍ ... تبدَّلَ، بعد قَصْرٍ، ضِيْقَ لحدِ
المعري(9/414)
- لا تقربَنْ باب سلطانٍ وإِن ملأتْ ... هباتُهُ غيرَ ممنونٍ بها الطرقا
- فإِن أبوابهم كالبحرِ، راكبُه ... مروعُ القلبِ، يخشى دهرَه الغرقا
أسامة بن منقذ(9/415)
- مضى ذكرُ الملوكِ بكلِ عَصْرٍ ... وذكرُ السوقةِ العلماءِ باقِ
- وكم علمٍ جنى مالاً وجَهاً ... وكم مالٍ جنى حربَ السباقِ
- وما نفعُ الدراهمِ مع جَهولٍ ... يباعُ بدرهمٍ وقتَ النفاقِ
- إِذا حُمِلَ النضارُ على نياقٍ ... فأي الفخرِ يحسبُ للنياقِ؟
ناصيف اليازجي(9/416)
- تسمَّتْ رجالٌ بالملوكِ سفاهَةً ... ولا ملكَ إِلا للذي خَلَقَ الملكا
المعري(9/417)
- لكن خَفضَ الأكثرينَ جناحَهُمْ ... رفعَ الملوكَ وسوَّدَ الأبطالا
- وإَِذا رأيتَ الموجَ يسفُلُ بعضُهُ ... ألفيتَ تاليهِ طغى وتعالى
خليل مطران(9/418)
- أبقى المماليكِ ما العارفُ أسُّهُ ... والعدلُ فيه حائطٌ ودِعامُ
- المللكُ والدولاتُ ما يَبْني القنا ... والعلمُ لاما ترفعُ الأحلامُ
- فإِذا جرى رَشَداً وغياً أمرُكُمْ ... فامشوا بنورِ العِلمِ فهو زِمامُ
- ودَعُوا التفاخرَ بالتراثِ وإِن غَلا ... فالمجدُ كَسْبٌ والزمانُ عِصامُ
أحمد شوقي(9/419)
- أعلى المماليكِ ما يبنى على الأسلِ ... والطغنُ عند محبيهنَّ كالقُبَلِ
- وما تَقَر سيوفٌ في ممالكِها ... حتى تقلتلَ دهراً قبلُ في القللِ
المتنبي(9/420)
- إِذا غدا ملكٌ باللهوِ مشتغلا ... فاحكمْ على ملكِه بالويلِ والحربِ
- إِذا ملكٌ لم يكن ذا هِبَهْ ... فدَعْه فداولتهُ ذاهبَهْ
أبو الفتح البستي(9/421)
- فكم مُلكٍ ينالُ بخوضِ هلكٍ ... فلا بيهمٌ عليكَ الخوفُ بابا
ابن حميدس(9/422)
- خَفِ السلاطين واحذرْ أن تلابسَهمْ ... ما دامَ أمرُهمُ في الملكِ مضطربا
- إِن الملوكَ بحارٌ في خلائقِهم ... ومن سما البحرَ في أهوالهِ، عَطَبا
ابن خاتمة الأندلسي(9/423)
- ما أقبحَ التيجانَ إِن عقد ... تْ (عقدت) على هامِ العبيدِ
حامد حسين(9/424)
- إِذا خدمتَ الملوكَ فالبسْ ... من التوقيَّ أعزَّ مَلْبسْ
- وادخلْ عليهم وأنتَ أعمى ... واخرُجْ إِذا ما خرجتَ أَخْرَسْ
أبو الفتح البستي(9/425)
- كلَ يومٍ يسعى إِلى الملكِ قومٌ ... في ازديادٍ وعُمْرهمْ في اتنقاصِ
الملك المظفر(9/426)
- شركٌ هذه الأماني فيا لل ... هِ (لله) كم واقعٍ بغيرِ خلاصِ
تقي الدين عمرو(9/427)
- إِذا أدانكَ سلطانٌ فزدْهُ ... من التعظيمِ واصحبهُ ورراقبْ
- فما السلطانُ إِلا البحرُ عظْيماً ... وقربُ البَحْرِ محذورُ العواقبْ
الصاحب بن عباد(9/428)
- وبينا ترى السلطانَ بين مواكبٍ ... بدا لك يوماً شخصُهُ وهو مفردُ
- سحابةُ كان فيها فأقشعَتْ ... فمقتضبٌ منهُمْ وآخرُ يحمدُ
يحيى بن زياد(9/429)
- إِذا ضايقَ عن رَحْلي فِنا ملكِ ... وسعتني أبداً من دونِه الهِمَمُ
- كلُّ البلادِ إِذا لم تنبُ بي وطنٌ ... وكل أرضٍ إِذا يممتها أمَمُ
ابن القم(9/430)
- أعطيتُ ملكاً فلم أُحسنْ سياستَه ... وكل من لا يوسوسُ الملكَ يخلعُهُ
ابن رزيق(9/431)
- وإِنما الناسُ بالملوكِ وما ... تفلحُ عربٌ ملوكُها عَجَمُ
- لا أدبٌ عندَهُمْ ولا حسبٌ ... ولا عهودٌ لهمْ ولا ذِمَمُ
- في كلِ أرضٍ وطئتها أممٌ ... ترعى بعبدٍ كأنهمْ غنَمُ
- يستحسنُ الخزَّ حينَ يَلبَسهُ ... وكان يُبرى بظفرِه القلمُ
المتنبي(9/432)
- ما كُلُّ من وليَ الممالكَ ساسَها ... كلا ولا كُلُّ الرجالِ كبيرُ
- الملكُ ليس يسوسُهُ إِلا فتى ... لا الرأيُ يعوزُه ولا التدبيرُ
الكاظمي(9/433)
- أولى الأنامِ بحمدٍ خادمٌ بلداً ... يُعْليهِ ما استطاعَ قدراً بين بلدانِ
خليل مطران(9/434)
- في كلِ يومٍ لنا عرشٌ تشيدهُ ... على المطامع أيدٍ أجنبياتُ
- ماذا تفيدُ ملوكٌ تحتَها عرشٌ ... جميعُها بين أيدي القومِ آلاتُ؟
- إِني سئمتُ صدى الألقابِ في بلدٍ ... يكاد يعوزُها ماءٌ وأقواتُ
أديب التقي(9/435)
- قُلْ للذي غَرَّتْهُ ملكيِهِ ... حتى أخلَّ بطاعَة النصحاءِ
- شرفُ الملوكِ بعلمِهمْ وبرأيهمْ ... وكذاك أوجُ الشمسِ في الجوزاء
أبو الفتح البستي(9/436)
- إِن الشريفَ إِذا أمورُ عبيدِهِ ... جازتْ عليه فأمرُهُ مرتابُ
البحتري(9/437)
- إِذا خدمَ السلطانَ قومٌ ليشرفوا ... به وينالُوا كُلَّ ما يتشوَّفوا
- خدمتُ إِلهي واعتصمْتُ بحبلهِ ... ليعصمني من شَرِّ ما أتخوَّفُ
- ويُكرمني بالعلمِ والحلمِ والتُّقى ... ويؤتيني ماليس يَفْنى ويَتْلَفُ
- فخدمةُ من يُعْطي السلاطين ملكهمْ ... وبنزعُهُ عنهم أجَلُّ وأشرفُ
أبو الفتح البستي(9/438)
- وكأنْ رأينا من مُلوكٍ وسوقِةٍ ... وعيشٍ يلذُّ العينَ جدِّ أنيقِ
- مضى فكأنْ لم يغنِ بالأمسِ أهلهُ ... وكُلُّ جديدٍ صائرٌ لخلوقِ
ابن غزالة السكوتي(9/439)
- صاحبُ السلطانِ لا بدَّ له ... من همومٍ تعتريهِ وغُمم
- والذي يركبُ بَحْراً سيرى ... قحمَ الأهوالِ من بعد قُحمْ
أبو الفتح البستي(9/440)
- بالعلمِ يبنى الملكُ حقَّ بنائهِ ... وبه تنالُ جلائلُ الأخطارِ
- ولقد يشادُ عليه من شُتِّ العُلا ... ما لا يشادُ على القنا الخطارِ
أحمد(9/441)
- كم رأينا من مُلوكٍ سوقةٍ ... ورأينا سُقةً قد مَلَكوا
- قلبَ الدهرُ عليهم فَلَكاً ... فاستدارُوا حيثُ دارِ الفَلكُ
صريع الغواني(9/442)
- ما ضرَّ من رهبَ الملوكَ لو أنه ... رهبَ الذي جَعَلَ الملوكَ مُلوكا
- وإِذا رجوتَ لنعمةٍ أو نِقْمَةٍ ... فارجو المليكَ وحاذِر المِلوكا
- وإِذا دعوتَ سوى الإِلهِ فإِنما ... صيْرتَ للرحمانِ فيك شريكا
الشريف المرتضى(9/443)
- واخشىَ الملوكَ وياسَرْها بطاعتِها ... فالملكُ للأرضِ مثلُ الماطر الساني
- إِن يظلموا، فلهم نفعٌ يُعاشُ به ... وكم حَمَوك برجلٍ أو بفُرسانِ
- وهل خَلَتْ قبلُ من جَوْرٍ ومظلمة ... أربابُ فارسَ أو أربابُ غسان؟
المعري(9/444)
- فقلدوا أمركمْ للَّه دَرُّكُمُ ... رَحْبَ الذراعِ بأمرِ الحَربِ مضطلعا
- لا مترفاً إِن رخاءُ العيشِ ساعدَه ... ولا إِذا عَضَّ مكروهٌ به خَشَعا
- ما زالَ يحلبُ الدهرِ أشطره ... يكون مُتَّبعاً يوماً ومتَّبعا
- حتى استمرتْ على شَزْرِ مريرتهُ ... مستحكم السنِّ لا فَخْماً ولا ضَرَعا
- (الشزر: الصعوبة) ، (المريرة: العزيمة) ، (القحم: الكبير السن)
(الضرع: الصغير السن)
لقيط بن يعمر(9/445)
- شادَ الملوكُ قصورَهم وتَحَصَّنوا ... عن كُلِّ طالبِ حاجةٍ، أو راغبِ
- غالوا بأبوابِ الحديد لعزِّهم ... وتنوقوا في قبحِ وجه الحاجبِ
- وإِذا تلطفَ للدخولِ إِليهمُ ... راجٍ تلقَّوهُ بوعدٍ كاذبِ
- فارغبْ إِلى ملكِ الملوكِ ولا تكنْ ... يا ذا الضراعةِ طالباً من طالبِ
محمود الوراق(9/446)
- تعفُو الملوكُ عن العظي ... مِ (العظيم) من الذنوبِ لفضلِها
- ولقد تُعاقبُ في اليس ... يرِ (اليسير) وليسَ ذاكَ لجهلها
- إِلا ليعرفَ فضلهُا ... ويخافُ شدةُ نكلِها
رجل من بني يشكر(9/447)
- إِذا لم يكنْ للمرءِ في امرئٍ ... نصيبٌ ولا حظٌ تمنى زوالَها
- وما ذاكَ عن بُغْضٍ ولا عن محبة ... ولكن يُرجي نفعَه بانتقالِها
شاعر(9/448)
- من يستطلْ على الولاةِ يندمْ ... من لم يَذُدْ عن حوضه يهدمْ
الشيخ السابوري(9/449)
- لا يصلحُ السلطانَ إِلا شدةٌ ... تغشى البرئَ بفضلِ ذَنْبِ المجرمِ
أشجع السلمي(9/450)
- اعلمنْ إِن كنتَ تعلمُهُ ... أن عِرضَ الملكِ حاجبُهُ
- فيه تبدو محاسنُهُ ... وبه تبدُو معايبُهُ
شاعر(9/451)
- يا ملوكَ الأنامِ هلا اعتبرْتُمْ ... بملوكٍ تجورُ في الأفعالِ؟
- ليس عبدُ الحميدِ فرداً ولكن ... كم لعبدِ الحميد من أمثالِ
- فاتركُوا الناسَ مطلقين وإِلا ... عشتم موثقين بالأوجالِ
- هل جنيتم من التَّجَبُّرِ إِلا ... كُلُّ إِثمٍ عليكمُ ووبالْ؟
معروف الرصافي(9/452)
- للمُلْكِ أهلٌ وللتيجانِ أَهْلونا ... لا يهدم الدهرُ ما هُمْ فيه بانونا
- وللبطولةِ ذِكْراها يقدسُها ... عُبَّادُها ولها عنها مُحامونا
- في الغابرين لمن يتلوهم عِبَرٌ ... وربما سَبَقَ الخالين تالونا
خير الدين الزركلي(9/453)
- يا من ترفعَ بالدنيا وزينتها ... ليس الترفعُ رفعَ الطينِ بالطينِ
- إِذا أردْتَ شريفَ القومِ كلهمِ ... فانظرْ إِلى ملكٍ في زيِّ مِسْكينِ
- ذاكَ الذي عَظُمَتْ في الناسِ همتهُ ... وذاكَ يَصْلُحُ للدنيا وللدينِ
أبو العتاهية(9/454)
- إِن تصحبِ السلطانَ كن مُحْتَرِساً ... متقنَ آدابِ الصباحِ والمسا
- وكن لما يُؤْثِرُه مقتبساً ... واخضعْ إِذا لانَ ولِنْ إِذا قِسا
- ولا تكنْ طَلْقاً إِذا ما عَبَسا ... ولا تكنْ مُسْتَوْحِشاً إِن أنِسا
- ولا تَزُرْ حَضْرَتَه مختلساً ... ولا تشمتْه إِذا عَطَسا
- وأوضحْ له الأمرَ إِذا ما التَبَسا ... من غيرِ جعلِ، رأيهِ مُنْعَكِسا
- ولا تشعْ سراً له مُحْتَسبا ... ولا تبتْ في عيشِهِ مُنْغَمِسا
- ولا تشاركهُ بأحوالِ النِّسا ... لم تدرِ ما في نَفْسِه قد هَجَسا
- فإِنه كالليثِ يخفي الشرسا ... حتى إِذا رِيْعَ حِماهُ افْتَرَسا
صفي الدين الحلي(9/455)
- لاتغبطنَّ وزيراً للملوكِ وإِن ... أنا له الدهرُ منهم فوقَ هِمَّتِهِ
- واعلمْ بأن له يوماً تَمورُبه ال ... أرضُ (الأرض) الوَقورُ كما مَلَتْ لهيبتهِ
يحيى بن زياد(9/456)
- إِذا ما لم تكنْ ملكاً مُطاعا ... فكنْ عبداً لمالكِه مُطيعا
- وإِن لم تملكِ الدنيا جميعاً ... كما تهواه فاتركْها جميعا
- هما سببانِ من ملكٍ ونسكٍ ... ينيلان الفتى الشرفَ الرَفيعا
- فمن يَقْنَعْ من الدنيا بشيءٍ ... سوى هذين عاشَ بها وَضيعا
الطغرائي(9/457)
- إِن الملوكَ لتعفو عند قدرتِها ... لكنها عن ثَلاثٍ عَفْوُها قَبُحا
- ذكرُ الحريمِ وكشفُ السِّرِّ من ثِقَةٍ ... والقَدْحِ في الملكِ ممن جَدَّ أو مَزَحا
صفي الدين الحلي(9/458)
- إِن الملوكَ لا يُخاطبونا ... ولا إِذا ملُّوا يُعاتبونا
- وفي المَقالِ لا يُنازَعونا ... وفي العُطاسِ لا يُشَمَّتُنا
- وفي الخِطابِ لا يكيفونا ... يُثْنى عليهم ويَبَجَّلونا
وافهمْ وَصَاتي لا تكنْ مَجْنونا
يحيى البرمكي(9/459)
- إِن الملوكَ بلاءٌ حيثما حَلُّوا ... فلا يكن لكَ أبوابِهمْ ظلُّ
- ماذا تُؤَمِّلُ من قومٍ إِذا غَضِبوا ... جاروا عليكَ وإِن أرضيتهمْ مَلُّوا؟
- فاستغْنِ باللهِ عن أبوابِهمْ كرماً ... إِن الوقوفَ على أبوابِهم ذُلُّ
الشافعي(9/460)
- إِذا زُرْتَ الملوكَ فكن رئيساً ... بصيراً بالأمور رَحيبَ صدرِ
- وقابلْ منَّهمْ بجزيلِ شكرٍ ... لديكَ ومنعهمْ بجَميلِ عُذْرِ
- فإِن أقصوكَ قُلْ هذا مقامي ... وإِن أدنوكَ قلْ ذا فوقَ قدري
صفي الدين الحلي(9/461)
- وأخسرُ الناسِ سَعْياً ربُّ مملكةٍ ... أطاعَ في أمرِهِ النسوانَ والخَدَما
علي بن مقرب(9/462)
- مُلَّ المقامُ فكم أعاشرُ أمةً ... أمرَتْ بغير صلاحِها أمراؤها
- ظلموا الرعية واستجازوا كيدَها ... فعدوا مصالحها وهمُ أُجَراؤها
المعري(9/463)
- إِذا نسي الأميرُ قضاءَ حَقٍ ... فإِن الذنبَ فيه للوزيرِ
- لأن على الوزيرِ إِذا تولىَّ ... أمورَ الناسِ تذكرَ الأميرِ
علي بن محمد البسامي(9/464)
- إِذا كان الأميرُ عليكَ خَصْماً ... فلا تكثرْ فقد غلبَ الأميرُ
شاعر(9/465)
- إِذا نلتَ الإِمارةَ فاسمُ فيها ... إِلى العلياءِ بالحسبِ الوثيقِ
- فكل إِمارةٍ إِلا قليلاً ... مغيرةُ الصديقِ على الصديقِ
- ولا تكُ عندَها حُلْواً فتحسى ... ولا مراً فتشبَ في الحلوقِ
أبو زبيد الطائي(9/466)
- إِن الأميرَ هو الذي ... يضحي أميراً يوم عزلهْ فَضْلِهْ
عبيد الله بن طاهر(9/467)
- إِن جارتِ الأمراءُ جاءَ مؤمرٌ ... أعتى وأجورُ، يستضيمُ ويكلمُ
- ساسَ الأنامَ شياطينٌ مسلطةٌ ... في كل مصرٍ من الوالين شيطانُ
- حتى يقومَ إِمامٌ يستفيدُ لنا؟ ... فتعرفَ العدلَ أجيالٌ وغيطانُ
المعري(9/468)
-8- الملل والسأم(9/469)
- ومن لا يزالْ عبثاً يُملُّ مكانُهُ ... وإِن كان ذا رَحمٍ قريبِ المناسبِ
سُليمَ الكلبي(9/470)
- من استطرفَ الشيءَ استلذَّ اطرافَه ... ومن ملَّ شيئاً كان فيه له مَجُّ
أبو العتاهية(9/471)
- إِني كثرتُ عليه في زيارتِه ... فملَّ والشيءُ مملولٌ إِذا كَثُرا
- قد رابَني أني لا أزالُ أرى ... في عينهِ قصراً عني إِذا نَظرا
مسلم بن الوليد(9/472)
- دارِ من الناس مَللالاتِهمْ ... من لم يدارِ الناسَ ملُّوه
- ومكرمُ الناسِ حبيبٌ لهم ... من أكرمَ الناسَ أَحَبُّوه
علي بن محمد البسامي(9/473)
- ويسأمُكَ الأدنى وإِن كانَ مُكْثرا ... إِذا لم تزلْ عبْاً عليه ثقيلاً
سُليم الكلبي(9/474)
- من مَلَّ فاهجرْه، فقد ... أبدى لك اليأسَ المُبينا
- أعيا شماسُ أخي التلوُّ ... نِ (التلون) والملالِ الرائضينا
- لن يرجعَ الفخارُ بعْ ... دَ (بعد) تلافِهِ بالكسْرِ طينا
أسامة بن منقذ(9/475)
-9- المن والمنة(9/476)
- لنَقْلُ الصَّخْرِ من قُللِ الجبالِ ... أَحَبُّ إِليَّ من مِنَنِ الرجالِ
- يقولُ الناسُ لي في الكَسْبِ عازٌ ... فقْلتُ العارُ في ذُلَّ السؤالِ
- بلوتُ الناسَ قرناً بعد قرنٍ ... ولم أرَ مثلِ مختالٍ بمالِ
- وذقْتُ مرارةَ الأشياءِ طُراً ... فما طعمٌ أَمَرُّ من السؤالِ
- ولم أرَ في الخُطوبِ أَشَدَّ هولاً ... وأصعبُ من مقالاتِ الرجالِ
علي بن أبي طالب(9/477)
- لأن أزجي عند العُرْيِ بالخَلَقِ ... وأجتزي من كثير المزاد بالعُلُقِ
- خيرٌ وأكرمُ لي من أن أرى مِنناً ... معقودةً للئامِ الناسِ في عُنُقي
- إِني وإِن قصُرتُ عن هِمتي جدتي ... وكان مالي لا يقْوى على خُلُقي
- لتاركُ كلَّ أمرٍ كان يلزمني ... عاراً ويشرعني في المَنْهَلِ الرَّنْق
محمد بن بسير(9/478)
- صَحِبْتُ الدهرَ في سهلٍ وحزنٍ ... وجرَّبتُ الأمورَ وجربتني
- فلم أرَ مذ عرفتُ محلَّ نفسي ... بلوغَ غنىً يساوي حملَ منِّ
أبو الفتح الببغاء(9/479)
- أَفْسَدْتَ بالمن ما أسديْتَ من حَسَنٍ ... ليس الكريمُ إِذا أعطى يمنانِ
شاعر(9/480)
- للبسُ ثوبين باليَيْنِ ... وطيُّ يومٍ وليلتين
- أيسرُ من مِنَّةٍ لقومٍ ... أغضُ منها جُفُنَ عيني
علي بن الجهم(9/481)
- يا مُبْطلاً فعلَ الجميلِ بمِنَّةٍ ... أسخطْتنَي من بعد ما أرضَيْتَني
- يا ليتَ كَفَّكَ لم تسامحْني به ... أو ليتني جانياتُ ما أوليتني
أبو بشر الخوارزمي(9/482)
- لا تحملنَّ لمنْ يمنُّ ... من الأنامِ عليكَ مِنَّهْ
- واخترْ لنفسِكَ حَظَّها ... واصبرْ فإِن الصبرَجُنَّهْ
- مِنَنُ الرجالِ على القلو ... بِ (القلوب) أشدُّ من وَقْعِ ألسنهْ
الشافعي(9/483)
- إِذا احتاجَ النوالُ إِلى شفيعٍ ... فلا ثقبلهُ تضحِ قريرَ عينِ
- إِذا عيفَ النوالُ لفردِ منٍ ... فأولى أن يُعافَ لِمنَّتينِ
مكي الماكسيني(9/484)
- ومن سامحَ الأيامَ يرضَ حياتَهُ ... ومن منَّ بالعروفِ عادَ مُذَمَّما
- ومن نافسَ الإِخوانَ قلَّ صديقُهُ ... ومن لامَ صباً في الهوى كان أَلْوَما
علي بن الجهم(9/485)
- نزهْ جميلَكَ عن قبيهِ المنِّ إِن ... حاولْتَ في رتبِ الكرامِ سُمُوّا
- كم حوَّلَ المنُّ الجميلُ إِهانةً ... والحمدَ ذماً والصديقَ عَدُوّا
القروي(9/486)
-10- المنى والشهوات(9/487)
- وإِن اَرَدْتَ نجاحاً أو بلوغَ منى ... فاكتمْ أمورَكَ عن حافٍ ومنتعلِ
- وجانبٍ الحِرْصَ والأطماعَ تحظَ بما ... ترجو من العزِّ والتأييدِ في عجلِ
الشيخ صلاح الدين الصفدي(9/488)
- إِذا تَمَنَّيْتُ بتُّ الليلَ مغتصباً ... إِن المُنى رأسُ أموالِ المفاليسِ
شاعر(9/489)
- توخَّ عظيماتِ المُنى وانْحُ نَحْوَها ... برأيٍ يضيءُ الدهرَ وَرْيُ زنادِه
- وثابرْ تصبْ فوراً فما الفوزُ للفتى ... بإِسرافِه في الجُهْدِ بل باقتصادِه
- يقالُ الرِّضى بعضُ الغِنى قلت: كله ... ولكنْ لجسمِ المرءِ لا لفؤادهِ
خليل مطران(9/490)
- يريدُ المرءُ أن يُعْطى مُناه ... ويأبى اللَّهُ إِلا ما أرادا
أبو الدرداء الأنصاري(9/491)
- يقولُ المرءُ فائدتي ومالي ... وتقوى اللَّهِ أفضلُ ما استفادا
- فلا تكُ يا ابنَ آدمَ في غرورٍ ... فقد قامَ المنادِي صاحَ نادَى
الخزرجي(9/492)
- ألا رُبَّ ذي أَجَلٍ قد حَضَرْ ... طويلُ التمني قليلُ الفكرْ
- إِذا هزَّ في المَشْيِ أعطافَهُ ... تَبَيَّنْتَ في مَنْكِبَيْهِ البطَرْ
شاعر(9/493)
- ولم أرَ في دَهري كدائرةِ المنى ... توسعُها الآجالُ والعمرُ ضيقُ
محمد الأصبهاني(9/494)
- يندمُ المرءُ على ما فاتَه ... من لباناتِ إِذا لم يقضها
- وتراهُ فِرحاً مستبشراً ... بالتي أمضى كأن لم يُمْضِها
- إِنها عندي وأحلامُ الكرى ... لقريبٌ بعضُها من بعضِها
عمران بن حطان(9/495)
- لاتعجبَنَّ لطالبٍ بلغَ المنلى ... كَهْلاً وأنفقَ في الزمانِ الأولِ
ابن الساعاتي(9/496)
- فالخمرُ تحكمُ في العقولِ مُسِنَّةً ... وتُداسُ أولَ عَصْرِها بالأرجلِ
علي بن رستم(9/497)
- ما كُلُّ ما يتمنى المرءُ يدركُه ... تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ
المتنبي(9/498)
- أَسْنى الأماني كُلِّها ... وأجلُ منها ما ينالُ
- كأسٌ ومَسْمَعَةٌ وإِخوا ... نٌ (إخوان) تحادثُهم ومالُ
ابن وكيع التنيسي(9/499)
- إِن المُنى عَجَبٌ للَّهِ صاحبُها ... لعل حَتْفَ امرئٍ فيما تَمَنَّاهُ
- فإِن ترى عِبَراً فيهنَ معتبرٌ ... يجري بها قدرٌ فاللَّهًُ أجراهُ
ابن زنجي البغدادي(9/500)
- من يسقمْ يحرمْ مُناهُ ومن يزغْ ... يختص بالإِسعافِ والتمكينِ
ابن الخازن الكاتب(10/1)
- وأر تشتهيه النفسُ حلوٍ ... تركت مخافةً سوءَ السماع
الشماخ الذبياني(10/2)
- صاحبُ الشهوةِ عبدٌ فإِذا ... غلبَ الشهوةَ صارَ الملكا
الشبراوي(10/3)
- تنازعُني الشهواتِ نَفْسي ... فلا أنا منجحٌ أبداً ولا هي
المعري(10/4)
- إِذا المرءُ أعطى نفسهُ كل ما اتشتهتْ ... ولم يَنْهَها تاقت إِلى كل باطلِ
- وساقَتْ إِليه الإِثمَ والعارَ بالذي ... دَعَتْه إِليه من حَلاوةِ عاجلِ
محمد الأخسيكائي(10/5)
- إِن للمرءِ في الحياةِ مُنىً ... إِن سَمَتْ عزَّ، أو يهنِ
- سوف يَبْلى ما يُبتنى لبِلى ... وسيبقى ما للبقاء بُني
خليل مطران(10/6)
-11- الموت والردى(10/7)
- موتٌ يسيرٌ معه رحمةٌ ... خيرٌ من اليُسْرِ وطول البقاءِ
- وقد بَلونا العيشَ أطواره ... فما وجدنا فيه غيرَ الشقاءِ
المعري(10/8)
- لعمرُكَ ما رأيْتُ المرءَ تبقى ... طريقتُهُ وإِن طالَ البقاءُ
- على رَيْبِ المنون تداولته ... فأفتنهُ وليس لها فناءُ
- يصيبُّ إِلى الحياةِ ويَشْتَهيها ... وفي طول الحياةِ له عَنَاءُ
الحطيئة(10/9)
- أرى الناسَ يَهْوَوْنَ الخلاصَ من الردى ... وتكملةُ المخلوقِ طولُ عناءِ
- ويستقبحونَ القتلَ والقتلُ راحةٌ ... وأتعبُ ميتٍ من يموتُ بداءِ
الشريف المرتضى(10/10)
- ليس من ماتَ فاستراحَ بميتٍ ... إِنما الميتُ ميتُ الأحياءِ
عدي بن الرعلاء(10/11)
- إِنما الميتُ من يعيشُ كئيباً ... كاسفاً باله قليلَ الرجاءِ
الغساني(10/12)
- تودُّ البقاءَ النفسُ من خيفةِ الردى ... وطولُ بقاءِ المرءِ سمٌ مجربُ
- وما الأرضُ إِلا مثلنا الرزقَ تيتغي ... فتأكلُ من هذا الأنامِ وتشربُ
المعري(10/13)
- نُراعُ لذكرِ الموتِ ساعةَ ذكرهِ ... وتعترضُ الدنيا فنلهو ونلعبُ
محمد الحميري(10/14)
- نُراعُ إِذا الجنائزُ واجهَتْنا ... ونلهو حين تغدو رائحاتِ
- كروعةِ ثُلَّةٍ ذئبٍ ... فلما غابَ عادتْ راتعاتِ
زين العابدين(10/15)
- كن كيفَ شئتَ فقصرُكَ الموتُ ... لامرحلٌ عنه ولا فَوْتُ
- بينا غِنى بيتٍ وبَهْجَتهُ ... زالَ الغِنى وتقوضَ البيتُ
الخليل بن أحمد(10/16)
- انظرْ فمن يمناكَ ويحَكَ عالمٌ ... يُحصي عليك وعن يَسارِك كاتبُ
- وأرى البصيرَ بقلبِه وبفهمِه ... يَعْمى إِذا حُمَّ القضاءُ الغالبُ
علي بن الجهم(10/17)
- ومعتصمٍ بالحي من خشيةِ الردى ... سيردى وغازٍ مشفقٍ سيؤوبُ
سليم القسيري(10/18)
- اعملْ لنفسكَ ما استطعْتَ وعدَّها ... ما عشْتَ ميتةً مع الأمواتِ
- والموتُ فاعلمْ غائبٌ لا بد أن ... يأتي وإِتيهُ إِلى ميقاتِ
- في ساعةٍ ما بعدَها متربصٌ ... يُرْجى ولا متقدَمٌ لوفاةِ
كرز بن عميرة الطائي(10/19)
- يطفئُ الموتُ ما تضيءُ الحياةُ ... ووراءَ انطفائه ظُلماتُ
- إِن للنازلينَ في القَبْرِ نَوْماً ... تنتهي في سُكُونِه الحَرَكاتُ
جميل صدقي الزهاوي(10/20)
- لا يرهبُ الموتَ من كان امرأً فِطناً ... فإِن في العيشِ أرزاءً وأحداثا
- وليس يأمنُ قومٌ شرَّ دَهْرِهمَ ... حتى يحلوا ببطن الأرضِ أجداثا
المعري(10/21)
- لا تعجبنْ من هالكٍ كيف ثَوَى ... بل فاعجبنْ من سالمٍ كيفَ نَجا
ابن دريد(10/22)
- إِذا ماتَ ابنُها صَرَخَتْ بجهلٍ ... وماذا تستفيدُ من الصرُّاخ؟
- ستتبعهُ كعطفِ الفاءِ ليستْ ... بمهلٍ أو كثُمَّ على التراخي
المعري(10/23)
- فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقيرٍ ... كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ
المتنبي(10/24)
- غيرُ مجدٍ في ملتي واعتقادي ... نَوْحُ باكٍ ولا ترنمُ شادي
- وشبيهٌ صوتُ النعي إِذ قي ... سَ (قيس) بصوتِ البشيرِ في كُلِّ نادي
- أبكَتْ تلكمُ الحمامةُ أم غَنَّ ... تْ (غنت) على فَزْعِ غُصْنِها المياد؟
- صاحِ هذي قبورُنا تمللأ الرَّحْ ... بَ (الرحب) فأين القبورُ من عَهْدِ عادِ؟
- خففِ الوطءَ ما أظنُّ أديمَ ال ... أرضِ (الأرض) إِلا من هذه الأجسادِ
- وقبيحٌ بنا وإِن قدُمَ العهـ ... دُ (العهد) هوانُ الآباءِ والأجدادِ
- سِرْ إِن استطعْتَ في الهواءِ رويداً ... لا اختيالاً على رُفاةِ العبادِ
- رب لحدٍ قد صار لحداً مِراراً ... ضاحكٍ من تزاحمِ الأدادِ
- ودفينٍ على بقايا دفينٍ ... في طويلِ الأزمانِ والآبادِ
- إِن حُزْناً في ساعةِ الموتِ أضعا ... فُ (أضعاف) سرورٍ في ساعةِ الميلادِ
- ضجعةُ الموتِ رقدةٌ يستريحُ ال ... جسمُ (الجسم) فيها والعيشُ مثلُ السهادِ
- كلُ بيتٍ للهدمِ ما تبتني الور ... قاءُ (الورقاء) والسيدُ الرفيعُ العمادِ
- واللبيبُ اللبيبُ من ليسَ يغـ ... ترُّ (يغتر) بكونٍ مصيرُه لفَسادِ
المعري(10/25)
- لا تأمنِ الموتَ في طَرْفٍ ولا نَفَسٍ ... ولو تمتعتَ بالحُجْابِ والحرسِ
- واعلمْ بأن سهامَ الموتِ نافذةٌ ... في كل مدرَّرعٍ منا ومترسِ
- ما بالُ دنياكَ ترضى أن تدنسهُ ... وثوبك الدهرَ مغسولٌ من الدنسِ؟
- ترجو النجاةَ ولم تَسْلُكْ مسالكَها ... إِن السفينةَ لا تجري على اليَبَسِ
علي بن أبي طابي(10/26)
- يبلى على الأيامِ كُلُّ جديدِ ... ويدُ البلى تلوي بكل مشيدِ
- تتقادمُ الدنيا على طولِ المدى ... من كَرِّ بيضٍ للزمانِ وسودِ
عدنان مردم بك(10/27)
- كم ذا فَقَدْنا كراماً لا إِيابَ لهم ... حُطوا من المنزلِ الأعلى ونفتقدُ
الشريف المرتضى(10/28)
- لمَ لاتشابهَ بين أيا ... مٍ (أيام) تَمُرُّ على اطرادِ؟
- في كُلِّ طرفةِ مقلةٍ ... شيءٌ يصيرُ إِلى فسادِ
خليل مطران(10/29)
- بينا الفتى راتعٌ في الأمنِ إِذا برزت ... أهلةٌ بالمنايا ذاتُ أظغارِ
- كأن كل هلالٍ في مطالعِه ... قوسٌ يطالبُ أرواحاً بأوتارِ
ابن نباتة المصري(10/30)
- المرءُ يخلقُ يومَ يخلقُ وحده ... ويموتُ يوم الرمسُ وحدهْ
السكري(10/31)
- وبينما المرءُ في الأحياءِ مغتبطٌ ... إِذا هو الرمسُ تعفوه الأعاصيرُ
- يبكي الغريبُ عليه ليس يعرفُه ... وذو قرابته في الحَيِّ مسرورُ
الشريف الرضي(10/32)
- لا يبعدُ اللهُ أقواماً لنا ذَهَبوا ... أفناهمُ حدثانُ الدهرِ والأبدُ
- نمدهمْ كُلَّ يومٍ من بقيتنا ... ولا يؤوبُ إِلينا منهمً أحدُ
علي بن الجهم(10/33)
- يُحِبُّ الفتى طولَ البقاءِ كأنه ... على ثقةٍ أن البقاءَ بقاءُ
- إِذا ما طوى يوماً طوى اليومُ بعضَه ... ويطويه إِن جَن المساءُ مساءُ
- زيادةُ في الجسمِ نقْصُ حياتِه ... وأنى على نقصِ الحياةِ نماءُ
- جديدان لا يبقى الجميعُ عليها ... ولا لهما بعد الجميعِ بقاءُ
محمود الوراق(10/34)
- خُلِقْنا للحياةِ وللمماتِ ... ومن هذين كُلُّ الحادثاتِ
- ومن يولدْ يعشْ ويمتْ كأن لم ... يمرَّ خيالُه بالكائناتِ
- ومهدُ المرءِ في أيدي الرواقي ... كنعشِ المرءِ بين النائحاتِ
- وما سلمَ الوليدُ من اشتكاءٍ ... فهل يخلو المعمرُ من أذاةِ
- ولو أن الجهاتِ خُلقنَ سبعاً ... لكان الموتُ سابعةَ الجهاتِ
أحمد شوقي(10/35)
- يعمرُ بيتٌ بخرابِ بيتٍ ... بعيشُ حيٌ بتراثِ مَيْتِ
أبو العتاهية(10/36)
- لعمرُكَ إِن الموتَ ما أخطأ الفتى ... لكا الطولِ المرخى وثنياهُ في اليدِ
- أرى الموتَ أعدادَ النفوسِ ولا أرى ... بعيداً غداً ما أقربَ اليومَ من غدِ
- أرى الدهرَ كنزاً ناقصاً كُلَّ ليلةٍ ... وما تنقصُ الأيامُ والدهرُ ينفدِ
- أرى الموتَ يعتامُ الكريمَ ويصطفي ... عقليةَ مالِ الفاحشِ المتشددِ
- أرى قبرَ نحامٍ بخيلٍ بمالهِ ... كقّبْرِ غَوِيٍ في البطالة مُفْسِدِ
طرفة بن العبد(10/37)
- اغتنمْ غَفْلَةَ المنيةِ واعلمْ ... أنما الشيبُ للمنيةِ جِسْرُ
- كم كبير يوم القيامةِ يُقصى ... وصغيرٍ له هنالك قدْرُ
محمود الوراق(10/38)
- إِذا لم يكنْ للمرءِ بدٌمن الردى ... فأسهلُهُ ما جاء والعيشُ أنكدُ
- وأصعبُهُ ما جاءَهُ وهو راتعٌ ... تطيفُ به اللذاتُ والحظ مسعدُ
أبو اسحاق الصابي(10/39)
- المونُ بابٌ وكل الناس داخلهُ ... فليت شعري بعد البابِ ما الدارُ؟
- الدارُ جنةُ خلدٍ إِن عملتَ بما ... يرضي الإِلهَ وإِن قصرتَ فالنارُ
أبو العتاهية(10/40)
- ولا يَرُدُّ المنايا عن مواقعِها ... سد الحجابِ ولا عزٌ وأحراسُ
- إِن الجديدين في طولِ اختلافِهما ... لا ينقصانِ ولكن ينقصُ الناسُ
شبيب بن عقبة(10/41)
- إِنما الموتُ مُنْتهى كُلِّ حي ... لم يصيبْ مالكٌ من الملكِ خُلْدا
- سنةُ اللهِ في العبادِ وأمرَ ... ناطقٌ عن بقايهِ لن يردا
- وإِلى اللهِ ترجعُ النفسُ يوما ... صَدَقَ اللهُ والنبيونَ ووَعُدا
أحمد شوقي(10/42)
- الموتُ لا والداً يبقى ولا ولدا ... هذا السبيلُ إِلى أن لاترى أحدا
- كان النبيُّ ولم يخلدْ لأمتهِ ... لو خلدَ اللهُ خلقاً قبلَه خَلُدا
- للموتِ فينا سهمٌ غيرٌ خاطئةٍ ... من اليومَ سهمٌ لم يَفُتْنه غَدا
علي بن أبي طالب(10/43)
- ومن لم يمتْ بالسيفِ ماتَ بغيرِه ... تنوعتِ الأسبابُ والداءُ واحدُ
ابن نباتة السعدي(10/44)
- الردى للأنامِ بالمرصادِ ... كُلُّ حيٍ منه على ميعادِ
- كيف يرجى ثباتُ أمرِ زمانٍ ... هو جارٍ طبعاً على الأضدادِ
- فإِذا سَرَّ ساءَ حتماً ويقضي ... بوجودٍ إِلى بلىً ونفادِ
- نحنُ في هذه الحياة كسّفرٍ ... ربما أعجلوا عن الإِروادِ
- عر سوا ساعةً ثم نادى ... بالرحيل المُجِدِّ فيهم منادِ
- كم أبٍ والهٍ بثُكْلِ بنيهِ ... كم يتيمٍ فينا من الأولادِ
- فعلامَ المشاجراتُ وفيما ... ولماذا تحاسُدُ الحُسَّادِ؟
- يَدَّعي المرءُ إِرثَ أرضٍ ودارٍ ... سَفَهاً غيرَ لائقٍ بالسدادِ
- وهو موروثها إِذا كان يبقى ... وهي تبقى على مَدَى الآبادِ
- وقصاراهُ أن يُشَيَّعَ محمو ... لاً بأكفانهِ على الأعوادِ
- وإِذا الأهلُ والأقاربُ والأحب ... ابُ (الأحباب) راحُوا فأنتَ في الإِثْرِ غادِ
- فالقبورُ البيوتُ مضجعُنا فيها ... وما إِن سِوى الثرى من وِسادِ
علي بن عرام(10/45)
- أزِفَ الرحيلُ وليسَ لي من زادِ ... غيرُ الذنوبِ لشقْوتي ونكادي
- يا غفلتي عما جنيتُ وحيرتَي ... يوماً ينادي للحسابِ منادِ
- غَلبت عليَّ شقاوتي ومطامعي ... حتى فنيتُ وما بَلَغْتُ مرادي
- يا غافلاً عما يرادُ به غَداً ... في موقفٍ صَعْيٍ على الوُرَّادِ
- اقرأ كتابَكَ كل ما قدمتَه ... يحْصَى عليك بصيحةِ الميعادِ
- كيفَ النجاةُ لعبدِ سوءٍ عاجزٍ ... وعلى الجرائمِ قادرٍ مُعْتادِ
- يغافلاً من قبلِ موتكَ فاتعظْ ... والبسْ ليومِ الجمع ثوبَ حدادِ
ابن الجهم الحوقي(10/46)
- أؤملُ أن أحيا وفي كُلِّ ساعةٍ ... تمر بي الموتى تهز نعوشَها
- وهل أنا إِلا مثلُهم غيررَ أن لي ... بقايا ليالٍ في الزمان أعِشُها؟
شررف بن أبي عصرون(10/47)
- ما ماتَ من تَرَكَ الحياةَ وذكرُهُ ... عِطْرٍ يطيرٌ مع الرياحِ الأربعِ
الياس فرحات(10/48)
- وما الموتُ إِلا سارقٌ دَقَّ شخصُه ... يصولُ بلا كفٍ ويسعى بلا رِجْلِ
المتنبي(10/49)
- يمرُ الحَوْل بعدَ الحولِ عني ... وتلكَ مصارعُ الأقوامِ حولي
- كأني بالألى حَفَروا لجاري ... وقد أخذوا المحافرَ وانْتَحَوا لي
المعري(10/50)
- حركاتٌ إِلى السكونِ تَؤُولُ ... كل حالٍ مع الليالي تحولُ
ابن حميدس(10/51)
- إِن من أكبرِ الكبئرِ عندي ... قتلَ بيضاءَ حرةٍ عطبولِ
- كتبَ القتلُ والقتالُ علينا ... وعلى الغانياتِ جَرُّ الذيولِ
عمر بن أبي ربيعة(10/52)
- وإِذا رأيتَ جنازةً محمولةً ... فاعلمْ بأنكَ فوقَها محمولُ
ابن سناء الملك(10/53)
- أيُّ خطبٍ عن قوسِه الموتُ يرمي؟ ... وسهامٌ تصيبُ منه فتُصْمي
- يسرعُ الحيُّ في الحياةِ ببُرْءٍ ... ثم يفضي إِلى المماتِ بسُقْمِ
- والذي أعجزَ الأطباءَ داءٌ ... فَقْدُ روحٍ به ووجدانُ جِسْمِ
ابن حميدس(10/54)
- إِن الردى دَيْنٌ عليكَ قضاؤهُ ... فاسمحْ به في أسرفِ الأوطانِ
- من فاتَ أسبابَ الردى يومَ الوغى ... لحقَتْهُ في أمنٍ يدُ الحدثانِ
الشريف المرتضى(10/55)
- وإِذا المنيةُ أنشبتْ أظفارَها ... ألفيْتَ كُلَّ تميمةٍ لا تنفعُ
- لا بدَّ من تلفٍ مقيمٍ فأنتظرْ ... أبأرضِ قومِك أم بأخرى المَصْرَعُ؟
- ولقد أرى أن البكاءَ سفاهة ... ولسوفَ يُلَعُ بالبكاء من يُفجعُ
- وليأتينَّ عليكَ يوم مرةً ... يُبكى عليكَ مقنعاً لا تَسْمَعُ
أبو ذئيب الهذلي(10/56)
- قضى اللهُ أن الآدمي معذبٌ ... إِلى أن يقولَ العاملون به قَضَى
- فهنيءْ ولاةَ الميتِ يومَ رحيلهِ ... أصبوا تُراثاً، واستراحَ الذي مَضَى
- ومن أنتهُ خطوبُ المنونِ ... تَخَوَّفَ من هرمٍ، أو خرفْ
المعري(10/57)
- أروني امراً من قبضةِ الدهرِ مارقا ... ومن ليس يوماً للمنيةِ ذائقاً
- هو الموتُ ركاضٌ إِلى كل مهجةٍ ... يُكلٌ مطايانا ويُعِيْيْ السوابقا
- فإِن هو وَلَّىْ هارباً فهو فائتٌ ... وإِن مان يوماً طالباً كان لاحقا
- يسعى الفتى وخيولُ الموتُ تطلبُهُ ... وإِن نوى وقفةً فالموتُ ما يقفُ
الشريف المرتضى(10/58)
- ليس شيءٌ على المنونِ بباقِ ... غيُ وجهِ المسبحِ الخلاقِ
عدي العبادي(10/59)
- وقد علمنا لو أن العلمَ ينفعُنا ... أن سوف يتبعُ أولانا بأخرانا
أمية بن أبي الصلت(10/60)
- شهيٌ إِلى الناسِ النجاءُ من الردى ... ولا عنقَ إِلا وهو في فَتْرِ خانقِ
- وما جمعي الأموالَ إِلا غنيمةٌ ... لمن عاشَ بعدي واهاماً لرازقي
الشريف الرضي(10/61)
- كل ابن أثنى وإِن طالتْ سلامتُهُ ... يوماً على آلةٍ حدباءَ محمولُ
كعب بن زهير(10/62)
- إِذا ما تأملتَ الزمانَ وصرفَهُ ... تقينتَ أن الموتَ ضربٌ من القَتْلِ
- وما الدهرُ أهل أن تؤملَ عنده ... حياةٌ وأن يشتاقَ فيه إِلى النسلِ
- نُعِدُّ المشرفيةَ والوالي ... وتقتلُنا المنونُ بلا قتالِ
- ومن لم يعشقِ الدنيا قديماً؟ ... ولكن لا سبيلَ إِلى الوصالِ
- وما أحدٌ يخلدُ في البرايا ... بل الدنيا تؤولُ إِلى زوالِ
- يدفنُ بعضُنا بعضاً وتمشي ... أواخرُنا على هامِ الأولي
المتنبي(10/63)
- إِن شئتَ أن تكُفْى الحِمامَ فلا تعشْ ... هذي الحياةُ إِلى المنيةِ سليمُ
- إِذا لم يكن للميتِ أهلٌ فقلنا ... يزورُ أناسٌ قبرَه للتذممِ
- وإِن مستِ الأرزاءُ نفسَكَ لم يكنْ ... لها ناصرٌ إِلا بحسنِ التغممِ
المعري(10/64)
- هبني بقيتُ على الأيامِ والأبدِ ... ونلتُ ما شئتُ من مالٍ ومن ولدِ
- من لي برؤيةِ من قد كنْتُ آلفهُمْ ... وبالزمنِ الذي وَلَّى فلم يَعُدِ
- لا فارقَ الحزنُ قلبي بعدَهم أبداً ... حتى يفرقَ بين الروحِ والجَسَدِ
علي بن أبي طالب(10/65)
- إِذا ما ماتَ بَعْضُكَ فايك بعضاً ... فإِن البعضَ من بعضٍ قريبُ
مسلم بن الوليد(10/66)
- لكلِّ حيٍ وإِن طالَ المدى هلكُ ... لا عِزُّ مملكةٍ يبقى ولا ملكُ
ابن رشيق(10/67)
- لا بدَّ للإِنسانِ من ضجعةٍ ... لا تقلبُ المضجعَ عن حنبِه
- ينسى بها ما كانَ من عُجْبهِ ... وما أذاقَ الموتُ من كَربهِ
- نحن بنو الموتى فما بالنُال ... نعافُ ما لا بُدَّ من شُرْبهِ
- تبخلُ أيدينا بأرواحِنا ... على زمانٍ هي من كسبهِ
- فهذه الأرواحُ من جَوَّهِ ... وهذه الأجسامُ من تُرْبه
- لم يُرَقرنُ الشمس في شَرْقِه ... فشَكَّتِ الأنفسُ في غَرْبهِ
- يموتُ راعي الضأن في جهلِهِ ... موتَةَ جالينوسَ في طِبَّهِ
- وربما زادَ على عُمْرهِ ... وزادَ في الأمن على سِرْبهِ
- وغايةُ المفرطِ في سِلْمهِ ... كغايةِ المفرطِ في حَرْبهِ
- فلا قضى حاجتَهُ طالٌ ... فؤادُهُ يخفقُ من رُعْبهِ
المتنبي(10/68)
- كأنما الأجسادُ إِن فارقَتْ ... أرواحَها، صخرٌ ثوى أو خَشَبْ
المعري(10/69)
- فلو كان حَيٌّ في الحياةِ مخلداً ... لخلدْتُ لكن ليس حي بخالدِ
عدي العبادي(10/70)
- إِذا ما ازدَدْتَ من عمُمْرٍ صُعوداً ... ينقصُه التزيدُ والصعودُ
محمود الوراق(10/71)
- من لم يَمُتْ عَبْطةٍ يَمُتْ هرماً ... للموتِ كأسٌ والمرءُ ذائقُها
أمية بن أبي الصلت(10/72)
- وكُلُّ أناسٍ سوف تدخلُ بينهم ... دويهيةٌ تصفرُّ منها الأناملُ
ابيد بن أبي ربيعة(10/73)
- يسارُ بنا قصدَ المنون وإِننا ... لنشعَفَ أحياناً بطيِّ المراحلِ
- عجالاً من الدنيا بأسرعِ سعينا ... إِلى أجلٍ منها شيبهٍ بعاجلِ
البحتري(10/74)
- لكُلِّ نفسٍ من الردى سببٌ ... لا يومها بعدهُ ولا غَدُها
المعري(10/75)
- لم يشغلِ الموتُ عنا مذ أُعِدَّ لنا ... وكلنا عنه باللذاتِ مشغولُ
- وليس من موضعٍ يأتيه ذو نَفَسٍ ... إِلا وللموتِ سَيْفٌ فيه مسلولُ
- ومن يمتْ فهو مقطوعٌ ومجتنبٌ ... والحي ماعاشَ مَغْشِيٌ ومَوْصولُ
- كُلْ ما بدا لكَ فالآكالُ فانية ... وكُلُّ ذي أَُكُلٍ لابُدَّ مأكولُ
أبو العتاهية(10/76)
- الموتُ خيرٌ للفتى ... فليهلكنْ وبه بَقيَّةْ
- من أن يرى الشيخَ الكب ... يرَ (الكبير) يقادُ يُهدى بالعَشيَّهْ
زهير بن جناب(10/77)
- ولو أنا إِذا مِتْنا تركنا ... لكانَ الموتُ راحةَ كُلِّ حيِّ
- ولكنا إِذا مِتْنا بُعِثْنا ... ونسألُ بعد ذا عن كُلِّ شيِّ
علي بن أبي طالب(10/78)
- غايةُ الحزنِ والسرورِ انقضاءُ ... ما لحيٍ بعد مَيْتٍ بقاءُ
- غير أن الأمواتَ زالو وأبقوا ... غُصَصاً لا يسيغُها الأحياءُ
- إِنما نحن بين ظفرٍ ونابٍ ... من خطوبٍ أسودهن ضراءُ
- نتمنى وفي المُنى قِصَرُ العم ... ر (العمر) فنغدو بما نُسَرُّ نُسَاءُ
الحسين بن عبد الله البغدادي(10/79)
- إِذا جَلَّ قدرُ المرءِ جل مصابُ ... وكلُّ جليلٍ بالجليلِ يصابُ
- يروحُ الفتى في غَفْلةٍ عن مآلهِ ... ويَشْغَلُه عنه هوىً وشبابُ
- فلم يتفكرْ أن من عاش مِتتٌ ... وأن الذي فوق الترابِ ترابُ
- وأن ثراءً يقتنيه مُشَتَّتٌ ... وأن بناءً يبتنيهِ خَرابُ
- فلا يخدعَنَّ المرءَ نُعمى حلالُها ... حسابٌ عليه والحرامُ عقابُ
- على كُلِّ نفسِ مشرفانِ لربه ... غداً لهما فيما أَتَتْه كتابُ
عمربن عثمان الجنزي(10/80)
- نروحُ ونغدو كُلَّ يومٍ وليلة ... وعما قليلٍ لا نروحُ ولا نغدو
أبو حيان التوحيدي(10/81)
- ولستُ أبالي حينَ أُقتَلُ مُسْلماً ... على أي جَنْبٍ كان في اللهِ مصرعي
خبيب بن عدي(10/82)
- في الذاهبين الأولي ... نَ (الأوليين) من القرونِ لنا بصائرْ
- لما رَأَيْتَ موارداً ... للموتِ ليس لها مصادرْ
- ورأيتُ قومي نحوَها ... يمضي الأضاغرُ والأكابرْ
- أيقنتُ أني لا محا ... لةَ (محالة) حيثُ صارَ القومُ صائرْ
قس بن ساعدة الإِيادي(10/83)
- يا نفسُ توبي فإِن الموتَ قد حانا ... واعصِ الهوى فالهوى مازال فَتَّانا
- في كل يوم لنا مَيْتٌ نشيعهُ ... ننسى بمصرعهِ آثارَ مَوْتانا
- يا نفسُ مالي وللأموالِ أكنزُها؟ ... خَلْفي وأخرجُ من دنيايَ عريانا
- ما بالُنا نتعامى عن مَصارِعنا؟ ... ننسى بغفلِتنا من ليس يَنْسانا
سفبان الثوري(10/84)
- ألا يانفسُ هل لك في صيمٍ؟ ... عن الدنيا لعلكِ تهتدينا
- يكونُ الفطرُ وقتَ الموتِ منها ... لعلكِ هنده تَسْتَبْشِرينا
- أجيبيني هُديتِ وأسعفيني ... لعلكِ في الجِنانِ تخلدينا
أبو جعفر الرؤاسي(10/85)
- وبينَ الرَّدى والنومِ قربى ونُسية ... وشتان برءُ للنفوسِ وإِعلالُ
المعري(10/86)
- والفتى يغدو ويسري ليلَه ... وهو من نَيْلِ المنايا بأممْ
- بينما يصبحُ يوماً ناعماً ... في غِنىً فاشٍ وأهلٍ ونعِمْ
- أَمَّهُ مُختَرَمُ الموتِ ومن ... يكُ للموتِ بأمٍ يُخْتَرَمْ
- فثوى ليس له مما حوى ... غيرُ أكفانٍ وَنْعشٍ ورجَمْ
إِسماعيل بن يَسَّار(10/87)
- ومن هابَ أسبابَ المنايا يَنَلْنْهُ ... وإِن يرقَ أسبابَ السماءِ بسُلَّمِ
زهير بن أبي سلمى(10/88)
- لا بدَّ من حَتْفٍ يزورُكَ آخِراً ... والأهلُ حولك قاتلون لكَ اسلمِ
- وقساوةُ الإنسانِ يظهر قبحُها ... في حَوْمةٍ للحربِ تصبغُ بالدمِ
جميل صدقي الزهاوي(10/89)
- كُلٌّ إِلى أجلٍ والدهرُ ذو دوُوَلٍ ... والحِرْصُ مخيبةٌ الرزقُ مقسومُ
القيرواني(10/90)
- وخوفُ الردى آوى إِلىالكهفِ أهلَه ... وكَلَّفَ نوحاًوابنهُ عملَ السفنِ
- وما استعذبتهُ روحُ موسى وآدمٍ ... وقد وعدا من بعده متني عدنِ
المعري(10/91)
- والموتُ نومٌ طويلٌ ماله أمدٌ ... والنومُ موتٌ قصير فهو مُنْجابُ
- ولا بُدَّ للإِنسانِ من سُكْرِ ساعةٍ ... تَهُونُ عليه غيرَها السَّكَراتُ
المعري(10/92)
- يا من يُطيلُ بناءهُ متوقياً ... ريبَ المنونِ وصَرْفَه لا تَخْرَجِ
- فالموتُ يفزغُ كل قصرٍ شامخٍ ... والموتُ يفتحُ كُلَّ بابٍ مرتجِ
بديع الزمان الهمذاني(10/93)
- لقد أسمعتَ لو ناديْتَ حياً ... ولكن لا حياةَ لمن تنادي
أبو حامد الغزالي(10/94)
- الموتُ ضيفٌ فاستعدَ لهُ ... قبلَ النزولِ بأفضلِ العددِ
- واعملْ لدارٍ أنتَ جاعلَها ... دارِ المقامةِ آخرَ الأمدِ
- يا نفسُ موردُكِ الصراطُ غداً ... فتأهبي من قبل أن تردي
أبو نواس(10/95)
- لا بدَّ من موتٍ ففكرْ واعتبرْ ... وانظرْ انفسِكَ وانتبهْ يا ناعسُ
- ألا يابنَ الذين فَنُوا وبادُوا ... أما واللهِ ما بادوا لتبقى
أبو نواس(10/96)
- تزولُ كما زالَ أجدادُنا ... ويبقى الزمانُ على ما نَرَى
المعري(10/97)
- ألا أيُّها الموتُ الذي ليس تاركي ... أرِحْنيْ فقد أفنيتَ كُلَّ خليلِ
- أراكَ بصيراً بالذينَ أودُّهمْ ... كأنكَ تنجو نحوَهُم بدليلِ
علي بن أبي طالب عند موت فاطمة.(10/98)
-12- المال والدراهم(10/99)
- لستُ بالمالِ في الحياةِ سعيداً ... بل بِبرِّ اليتيمِ أو أترابهِ
- ربَّ مالٍ يضيعهُ الدهرُ تواً ... وثناءٍ يبقى مدى أحقابه
محمود الحبوبي(10/100)
- إِن أَشَدَّ الناسِ في الحَشْر حسرةً ... لمورثَ مالٍ غيرَه وهو كاسبُهْ
- كفى سَفَهاً بالكهلِ أن يتبعَ الصبا ... وأن يأتي الأمرَ الذي هو عائبُهْ
الخريمي(10/101)
- يقولونَ ثمرْ ما استطعْتَ وإِنما ... لوارثهِ ما ثمَّرَ المالَ كاسبُهْ
- فكلْهُ وأطمعْهُ وخالسْه وارثاً ... شحيياً ودهراً تَعْتَيه نوائبُهْ
أعرابي من بني أسد(10/102)
- وقد يفتري المالُ الفضائلَ للورى ... وليس لهم مما افتراهُ نصيبُ
- وللفقرِ بين الناسِ وجهٌ تبينتْ ... به حسناتُ المرءِ وهي ذنوبُ
- لقد أحجمَ المثري فسَمَّوْهُ حازماً ... وأحجمَ ذو فقرٍ فقيل هَيُوْبُ
- وإِن يتواضعْ معدمٌ فهو صاغرٌ ... وإِن يتواضعْ ذو الغنى فنجيبُ
- وذو العدمِ ثرثارٌ بكثرِ كلامهِ ... وذو الوجدِ منطيقٌ به ولبيبُ
معروف الرصافي(10/103)
- وتعلمُ أن خيرَ المالِ مالٌ ... سقاكَ الحمدَ معسولَ المزاجِ
ابن الخياط(10/104)
- يا آمري باقتناءِ المالِ مجيهداً ... كيما أعيشَ بمالي في غدٍ رَغَدا
- هَبْني بجُهْدي قد أَصْلَحْتُ أمرَ غدٍ ... فمن ضَمني بتحصيلِ الحياةِ غَدا؟
أبو الفتح البستي(10/105)
- المالُ يسترُ كُلَّ عيبٍ في الفتى ... والمالُ يرفعُ كلَّ وغدٍ ساقطِ
- فعليكَ بالأموالِ فاقصدْ جمعَها ... واضربْ بكتبِ العلمِ بطنَ الحائطِ
أبو هفان(10/106)
- خاطرْ بنفسِكَ كي تصيبَ غنيمةً ... إِن القعودَ مع العيالِ فبيحُ
- المالُ فيه مهابةٌ وتجلَّةٌ ... والفقرُ فيه مَذلةٌ وفضُوحَ
عروة بن الورد(10/107)
- لا تفخرْ بنضارٍ قد جمعْتَ فقد ... يأتي ويذهبُ في أيامِكَ الذهبُ
- وافخرْ بعزة نفسٍ حلَّها أدبٌ ... فليس يتركُها إِن حلَّها الأدبُ
مسعود سماحة(10/108)
- إِن القليلَ الذي يأتيكَ في دَعَةٍ ... هو الكثيرُ، فأعفِ النفسَ من تعبِ
- لا قسمَ أوفرُ من قِسْمٍ تنالُ به ... وقايةَ الذين والأعراضِ والحَسَب
دعبل الخزاعي(10/109)
- ذَريني أكنْ للمالِ رباً ولا يكنْ ... لي المالُ ررَباً تحمدي غبَّه غدا
- أريني جواداً ماتَ هزلاً، لعلَّني ... أرى ما ترين، أو بخيلاً مخلَّدا
حطائط بن يعفر(10/110)
- خيرٌ من المالِ والأيامُ مقبلةٌ ... جيبٌ نقيٌ من الآثامِ والدنسِ
إِسحق الرافعي(10/111)
- أيا جامعَ المالِ وفرْتَهُ ... لغيرِكَ إِذا لم تكنْ خالدا
- فإِن قلتَ أجمعُه للبنين ... فقد يسبقُ الولدُ الوالدا
- وإِن قلتَ أخشى صروفَ الزمانِ ... فكنْ في تصاريفَهِ واحدا
علي بن الجهم(10/112)
- خذ للسرورِ من الزمانِ نصيبَهُ ... فالعيشُ يفنى والليالي تَنْفَدُ
- والمالُ عاريةٌ على أصحابهِ ... عرَضٌ يُذمُّ المرءُ فيه ويُحمدُ
- يدنو وينأى عنكَ في رَوَغانهِ ... كالظلِّ ليس له قرارٌ يوجَدُ
- كم كاسبٍ للمالِ لم ينعمْ به ... نَعِمَ العدوُّ بمالهِ والأبعدُ
علي بن الجهم(10/113)
- أعاذلُ لا إِهلاكُ مالي ضرَّني ... ولا وارثي إِن ثمَّرَ المالُ
حامدي الهذلي(10/114)
- إِذا كانَ بعضُ المالِ رباً لأهلِه ... فإِني بحمدِ اللَّه مالي معيَّدُ
حاتم الطائي(10/115)
- وأعلمُ علمَ حقٍ غيرَ ظنٍ ... وتقوى اللَّهِ من خَيْرِ العتادِ
- لحفظُ المالِ أيسرُ من بُغاهُ ... وضرْبٍ في البلادِ بغيرِ زادٍ
- وإِصلاحُ القليلِ يزيدُ فيه ... ولا يبقى الكثيرُ على الفَسادِ
الملمَّس الضبعي(10/116)
- وما المالُ والأخلاقُ إِلا معارةٌ ... فما استطعتَ من معروفِها فتزوَّدِ
- متى ما تقدْ بالباطلِ الحقَّ يأبهُ ... وإِن قدْتَ بالحق الرواسي تَنْقَدِ
- إِذا ما أتيتَ الأمرَ من غيرِ بابهِ ... ضلْلتَ وإِن تدخلْ من البابِ تهتدِ
قيس بن الخطيم(10/117)
- الناسُ لا يكبرونَ منهم ... إِلا الذي كان ذا يسارِ
- فأنتَ بالمالِ ذو نفوذٍ ... وأنتَ بالمالِ ذو اقتدارٍ
جميل صدقي الزهاوي(10/118)
- وكم جامعٍ مالاً لآخرَ غَيرهِ ... ألا ليس لو يدري له ما يثمرُ
- يؤمِّلُ أن يحيا ويبقى لمالهِ ... ومن دون ما يرجو زمانٌ مغيِّرُ
عويمر بن سالم العبسي(10/119)
- لا تمنعِ الفضلَ من مالٍ حُبيتَ به ... فالبذلُ ينميهِ بعد الأجرِ يدّ ضخَرُ
أبو الفضل(10/120)
- أنفقِ المالَ ولا تشقَ به ... خيرُ ديناريكَ دينارٌ نفقْ
بشار بن برد(10/121)
- ومن يبق مالا عدةً وصيانة ... فلا الدهرُ مبقيه ولا الشُّحُّ وافرهْ
- ومن يكُ ذا عظيمٍ صليبٍ رجابه ... ليكسرَ عودَ الدهرِ فالدهرُ كاسرُهْ
نصيب بن رباح(10/122)
- لا ترغبنْ في كثيرِ المالِ تكنزهُ ... من الحرامِ فلا ينمى وإِن كَثُرا
- واطلبْ حلالاً وإِن قّلَّتْ فواضلهُ ... إِن الحلالَ زكيٌ حيثما ذكرا
جونُ بن عطية الأسدي(10/123)
- وفي السوقِ حاجاتٌ وفي النقدِ قلةٌ ... وليس بمقضي الحاجِ غيرُ الدراهمِ
أعرابي(10/124)
- قالتْ طريفةُ ملتبقى دارهمُنا ... وما بنا سَرفٌ فيها ولا خُرُقُ
- إِنا إِذا اجتمعتْ يوماً دراهكُنا ... ظلَّتْ إِلى طرُقِ المعروفِ تستبقُ
- ما يألفُ الدراهمُ الصباحُ صُرَّتنا ... لكنْ يمرُّ عليها وهو منطلقُ
- حتى يصيرَ إِلى نَذْلٍ يخلدهُ ... يكادُ من صَرِّه إِياه ينمزقُ
حؤبة بن النضر(10/125)
- لا عارَ يلحقني أنى بلا نشيبٍ ... وأي عارٍ على عينٍ بلا حَوَر؟
أبو عثمان(10/126)
- فإِن بلغتُ الذي أهوى فمن قَدَرٍ ... وإِن حرمت الذي أهوى فعن عُذُرِ
سعيد الخالدي(10/127)
- ألا فاسقياني قبل أغبرَ مظلمٍ ... بعيدٍ عن الأحبابِ من هو نازلُهْ
- رأيتُ الفتى يبلى ويتلفُ مالهُ ... وتنكحْ أزواجاً سواهُ حلائلُهْ
- ذريني أنعَّمْ في الحياةِ معيشتي ... فأكلُ مالي دونَ من هو آكلُه
مرةُ بن مخكان السعدي(10/128)
- قد بلونا الناسَ في أخلاِقهم ... فرأيناهُمْ لذي المالِ تَبعْ
- وحبيبُ الناسِ من أَطْمَعَهُمْ ... إِنما الناسُ جميعاً بالطمَعْ
أبو العتاهية(10/129)
- رأيتُ حَلالَ المالِ خيرَ مغَبةٍ ... وأجدرَ أن يبقى على الحدثانِ
- وإِياكَ والمالَ الحرامَ فإِنه ... وبالٌ إِذا ما قدَّم الكفانِ
عمار بن مزاحم الصائي(10/130)
- وللفتى من مالهِ ما قدمتْ ... يداه قبل موته لا ما اقتنى
ابن دريد(10/131)
- وما المالُ والأهلونَ إِلاوديعةٌ ... ولا بُدَّ يوماً أن تُرَدَّ الودائعُ
- وما الناسُ إِلا عاملون: فعاملٌ ... يتبرُ ما بني وآخرُ رافعُ
- فمنهم سعيدٌ آخذٌ بنصيبِه ... ومنهم شقيٌ بالمعيشةِ قانعُ
- وما المرءُ الا كالشهابِ وضوئِه ... يحورُ رماداً بعد إِذا هو ساطعُ
لبيد بن أبي ربيعة(10/132)
- قد يجمعُ المالَ غيرُ آكلِه ... ويأكلُ المالَ غيرُ من جَمَعَهْ
- فاقبلْ من الدهرِ ما أتاكَ به ... من قرَّ عيناً بعيشهِ نفعهْ
الأضبط بن قريع اللسعدي(10/133)
- لمالُ المرءِ يصلحُه فيغني ... مَفاقِرَه أعفُّ من القنوعِ
- يَسُدُّ به نوائبَ تعتريهِ ... من الأيامِ كالنهلِ الشروعِ
الشماخ بن ضرار الذبياني(10/134)
- أنتَ للمالِ إِذا أمسكْتَهُ ... فإِذا أنفقْتَهُ فالمال لكْ
أبو نواس(10/135)
- يا جامعَ المالِ كلْهُ قبل آكلِه ... فإِنما المالُ في الدنيا لمن أَكَلا
- أنتَ المجارى إِلى ما بتَّ تجمعُهُ ... فاسبقْ إِليه صُروفَ الدهرِ والأجلا
- إِن تُبْقِ مالَكَ حيناً لم تبقَّ له ... إِما بطْلت فناءً عنه أو بطلا
- أما الكريمَ فيمضي مالهُ معهُ ... ويتركُ المالَ للأعداءِ من بَخِلا
- دعْ رجالاً ينازعون على الما ... لِ (المال) ولا تحفَلنْ بجمعِ المالِ
- خيرُ ماليكَ ما سددتَ به الحا ... جةَ (الحاجة) أو ما بذلتهُ لنوالِ
- المالُ مالي إِذا يوماً سَمَحْتُ به ... وما تَرَكْتُ ولرائي ليس من مالي
الشريف المرتضى(10/136)
- فاخلفْ وأتلفْ إِنما المالُ عارةٌ ... وكُلْهُ مع الدهرِ الذي هو آكلُهْ
- فأهونُ مفقودٍ وأيسرُ هالكٍ ... على الحيِّ من لا يبلغُ الحيَّ نائلُهْ
ابن مقبل(10/137)
- قُلْ للمُدِلِّ بمالهِ وبجاهِهِ ... وبما يجلُّ الناسُ من أنسابهِ
- هذا الأديمُ يصدُّ عن حضارهِ ... وينام ملءَ الجَفْنِ عن غيابهِ
- إِلا فتى يمشي عليهِ مجدداً ... ديباجتيه مُعَمِّرِّاً لخرابهِ
- ما ماتَ من حازَ الثرى آثاره ... واستولتِ الذنيا على آدابهِ
أحمد شوقي(10/138)
- وإِني رأيتُ الناسَ إِلا أقلَّهمْ ... خفافَ العهودِ يكثرون التنقلا
- بني أمِّ ذي المالِ الكثيرِ يَرَوْنَهُ ... وإِن كان عبداً، سيدَ الأمرِ جِحْفَلا
- وهم لمقلِّ المالِ أولادُ ضِرَّةٍ ... وإِن كان مَحْضاً في العمومةِ مُخْوِلا
أوس بن حجر(10/139)
- إِذا المالُ لم يوجبْ عليك عطاؤُه ... حقيقةَ تقوى أو صديق ترافقُهْ
- منعتَ وبعضُ المنعِ حزمٌ وقوةٌ ... ولم يعتملكَ المال إِلا حقائقهْ
كثير عزة(10/140)
- والمالُ ما وقاكَ ذماً أو بَنَى ... عليك أو أبقى لقومِكَ سُؤْددا
- والجودُ ما بُليَّتْ به رحمٌ وما ... أوليتَ ذا أملٍ أعدَّكَ مقصدا
- واللؤمُ إِكرامُ اللئيمِ لأنه ... كالذئبيِ لم يَرَ عدوٍةٍ إِلا عدا
- والنبلُ فتكُكَ بالمعادي غادراً ... أو وافياً مُسْتتجداً أو مُنْجدا
علي بن مقرَّب(10/141)
- ما زادَ فوقَ الزادِ خُلِّفَ ضائعاً ... في حادثٍ أو وارثٍ أو عارِ
محمد التهامي(10/142)
- إِذا كنتَ ذا مالٍ كثيرٍ فجُدْبه ... فإِن كريمَ القومِ من هو باذلُ
أبو الأسود الكناني(10/143)
- أرى فضلَ مالِ المرءِ داءً لعرضهِ ... كما أن فضلَ الزادِ داءً لجسمهِ
- فليس لداءِ العرضِ شيءٌ كبذْله ... وليس لداءِ الجسم شيءٌ كحَسْمِهِ
ابن الرومي(10/144)
- عجيتُ لمن يكنزُ المالَ حتى ... يجيءَ به حتفُهُ رمسَهُ
- يعيشُ فقيراً وفي كيسِه ... دنلنيرُ يغني بها كيسَهُ
- وما المالُ إِلا الحَصَى إِن تفضلْ ... على بذله في الندى حبسَهُ
- إِذا ما أَهَانَ الفتى ما له ... ببذلٍ أعزَّ به نفسَهُ
الغيلاني(10/145)
- فلا تحسبِ الغنمِ جمعَ التلا ... دِ (التلاد) فإِن النجاةَ هي المَغَنْمُ
- وليت النجاةَ للمنصفين ... تُرجىَّ فكيف لمن يظلمُ؟
- حيلكَ داران! مهدومةٌ ... ومنقوصةٌ خلْفها تهدمُ
- وفي ذاكَ معتبرٌ للب ... يبِ (للبيب) ومعتظٌ لكَ لو تعلمٌ
البحتري(10/146)
- بينما الظلُّ ظليلٌ مونقٌ ... طلعَ الشمسُ عليه فاضْمَحَلْ
- وذهلبُ المالِ كالظلِّ انطوى ... بعدما قد كان فيه مستظلْ
موسى سحيم(10/147)
- كم جامعٍ من الحرامِ مالاً ... ينعمُ فيه غيرهُ حلالا
- من بعدِ ما قد كانَ يشقى فيه ... كَسْباً وجَمْعاً للذي يحويهِ
الشيح عبد الله السابوري(10/148)
- أهنْ في الذي تهوى التلادَ فإنه ... يكونُ إِذا ما مُتَّ نَهْباً مُقَسَّما
- ولا تشقيَنْ فيهِ فيسعدَ وارثٌ ... به حينَ تخشى أغبرَ الجوفِ مظلما
- يرراهُ له مالاً إِلى لُبِّ مالِه ... وقد صرْتَ في خطٍ من الأرضِ أعظما
- قليلاً به ما يحمدنَّكَ وارثٌ ... إِذا ساقَ مما كنْتَ تجمعُ مَغْنما
الطائي(10/149)
- إِذا ما قلَّ مالُكَ كنت فرداً ... وأيُّ الناسِ زَوَّارُ المقلِّ؟
شاعر(10/150)
- أرى المالَ بالإِثمِ من شرِّ ما ... يقدِّمُهُ المرءُ قدامَهْ
عبد الله بن جعفر(10/151)
- إِن الجواهرَ في قاعِ البحارِ حصىً ... ملقىً ومذخَرَجَتْ في ذِكْرِها نودي
- والمالُ يكسبُ عزاً في تنقلِه ... وفي أحافيرهِ مُلْقَىً كجلمودِ
- العسرُ يتبعُه يسرٌ وعاقبةُ ال ... ضيقِ (الضيق) اتساعٌ ونُعْمى بعد تشديدِ
عبد الله آل نوري(10/152)
- والمالُ لا يجذبُ الجمال إِلى ال ... إِنسانِ، (الإنسان) إِلا إِذا نضا عُقله
- إِن شِئْتَ أن تحظى بمالِكَ، فاحبُهُ ... ذوي الحاجِ، أو أنفقْهُ تبسمْ لك الجهمُ
المعري(10/153)
- والمالُ يسكتُ عن حقٍ وينطقُ في ... بُطْلٍ وتجمعُ إِكراماً له الشيعُ
المعري(10/154)
- والمالُ تأكلُهُ النوائبُ وال ... أحداثُ (الأحداث) حتى مالَه ردُّ
- ويَبيتُ يحرسُهُ وإِن دفعت ... عنه الكرامُ الطفلُ والعَبْدُ
المرتضي(10/155)
- إِذا زادكَ المالُ افتقاراً وحاجةً ... إِلى جامعيه فالثراءُ هو الفَقْرُ
المعري(10/156)
- أرى نفسي تتوقُ إِلى أمورٍ ... يقصرُ دونَ مبلغهن مالي
- فلا نفسي تطاوعني لبخلٍ ... ولا مالي يُبَلِّغُني فعالي
عبد اللَّه بن معاوية(10/157)
- إِذا لم أنلْ بالمالِ حاجةَ معسرٍ ... حصورٍ عن الشكوى فمالي مالُ
الشريف المرتضى(10/158)
- لا تبكِ دينارِاً أضَعْتَ ولم تضعْ ... شرفاً فقد يستجعُ الدينارُ
- وابْكِ الشهامةَ إِن خَبا بك نورُها ... وأحلَّ أنفكَ بالرغمِ العارُ
مسعود سماحة(10/159)
- إِذا أمنتَ على مالٍ أخا ثقةٍ ... فاحذرْ أخاكَ، ولا تأمنْ على الحرمِ
- فالطبعُ في كل جيلٍ طبعُ ملأمةٍ ... وليس في الطبعِ، مجبولٌ على الكرامِ
المعري(10/160)
- إِذا أوتيتَ مالاً، فابذلنْه ... فما يبقيه توفيرٌ وخَزْنُ
المعري(10/161)
- عجبتُ للمالكِ القنطارَ من ذهبٍ ... يبغي الزيادةَ، والقيارطُ كافيهِ
- وكثرةُ المالِ ساقَتْ للفتى أشراراً ... كالذيلِ عَثَّرَ، عند المشي، ضافيه
المعري(10/162)
- والمالُ لا تُجني ثمارُ رؤوسِه ... حتى يصيبُ من الرؤوسِ مُدَبِّرا
- والملكُ بالأموالِ أمنعُ جانباً ... وأعزُّ سلطاناً وأصدقُ مظهرا
أحمد شوقي(10/163)
- إِذا كان ما جمعتَ ليس بنافعٍ ... فأنتَ وأقصى الناسِ فيه سواءُ
- على أن هذا خارجٌ من أثامِه ... وأنت الذي تُجْزَى به وتساءُ
منصور بن محمد الكريزي(10/164)
- إِذا قلَّ مالُ المرءِ قلَّ بهاؤهُ ... وضاقتْ عليه أرضُهَ وسماؤُهُ
- وأصبحَ لا يدري وإِن كان حازماً ... أقدامهُ خير له أم وراؤهُ
- ولم يمضِ في وَجْهٍ من الأرضِ واسعٍ ... من الناسِ إِلا ضاقَ عنه فضاؤهُ
يحيى بن أكثم(10/165)
- أموالُنا لذوي الميراثِ نَجْمَعُها ... ودورُنا لخرابِ الدهرِ نبنيها
- والنفسُ تكلفُ بالدنيا وقد عَلِمَتْ ... أن السلامةَ فيها تركُ مافيها
- فلا الإِقامةُ تنجي النفسَ من تَلَفٍ ... ولا الفرارُ من الأحداثِ يُنْجيها
- وكل نفسٍ لها زورٌ يصحبها ... من المنيةِ يوماً أو يُمَسَّيها
الكريزي أو علي بن أبي طالب(10/166)
- وما ينفعُ الدينارُ والخوفُ محدقٌ ... بروحُ الفتى والغائلاتُ تَحطُهُ
حفني ناصيف(10/167)
- لعمرُك إِن المالَ قد يجعلُ الفتى ... نسياً وإِن الفقرَ بالمرءِ قد يزري
- ولا رفعَ النفسَ الدنيئة كالغنى ... ولا وضعَ النفسَ الكريمةُ كالفقيرِ
الكريزي(10/168)
- يا جامعَ المالِ في الدنيا لوارثهِ ... هل أنتَ بالمالِ قبل الموتِ منتفعُ؟
- قدمْ لنفسِكَ قبل الموتِ في مَهَلٍ ... فإِن حظكَ بعد الموتِ منقطعُ
محمد بن عبد الله البغدادي(10/169)
- كم يسلبُ التبرُ ألبابَ الرجالِ وكم ... راقَ النهى ورق يحويه خَزَّانُ
رجاء الأصفهاني(10/170)
- كم أحرزَ المالَ المقيمُ بجَدِّه ... وسعى الحريصُ فعادَ غيرَ مُمَوَّلِ
المعري(10/171)
- وكثرةُ المالِ شغلٌ زادَ في نَصَبٍ ... وقلةُ منه معدولٌ بها التلفُ
- والفقرُ أحمدُ من مالٍ تبذرُهُ ... إِن افتقاركَ مأمونٌ به السرفُ
المعري(10/172)
- اعلمْ بأنكَ لا أبالَكَ في الذي ... أصبحتَ تجمعُهُ لغيرِكَ خازنُ
- إِن المنيةَ لا تؤامرُ من أتتْ ... في نفسِه يوماً، ولا تستأذنُ
البسامي(10/173)
- أربَّ المالِ لا ترهقْ فقيراً ... فقد والاكَ عمرُكَ ساعداهُ
- فقوتكَ قدَّه لكَ من يديه ... وخمرُكَ صَبَّهَ لك من دِماهُ
مسعود سماحة(10/174)
- والمالُ إِن تسمحْ بدفعِ الحقِ ... لأهلهِ فيه بحسنِ خُلقِ
- لم تكُ ذا بُخْلٍ ولا ذا سَبْقِ ... وإِن بذلتَ العُرْفَ بين الخلقِ
كنتَ جواداً عند أهلِ النظرِ
محمد الوحيدي(10/175)
- لا يعجبنكَ الذي يُكَرِّمُكْ ... للمالِ والجاه فهذا يُوهِمُكْ
- وإِن يكنْ للدين أو ما يلزمُكْ ... كالعقلِ والعلم فهذا يُعْظِمُكْ
وهو الذي يبقى بقاءَ الأعصرِ
محمد الوحيدي(10/176)
- تكثرتَ بأموالِ جهلاُ وإِنما ... تكثْرتَ بالاتي تروحُ وتغتدي
- فأنتَ عليها خائفٌ غَصْبَ غاصبٍ ... وحيلةَ محتالٍ خوانٍ ومرصدِ
- إِذا نامتِ الأجفانُ بتَّ مكابداً ... دجى الليلِ إِشفاقاً بطرفٍ مُسَهَّدِ
- فهلا اقتنيْتَ الباقياتِ التي لها ... دوامٌ على طولِ الزمانِ المؤبدِ
- فضائلُ نفسانيةٌ ليس يهتدي ... إِلى سلبِها من أهلِها كيدُ مُعْتَدي
- هي العلمُ والتقوى هي البأسُ والحِجى ... هي الجودُ بالموجودِ والفكرُ في الغدِ
أبو الفتح البستي(10/177)
- ولم أرَ مثلَ جمعِ المال داءً ... ولا مثلَ البخيلِ به مُصابا
- فلا تقتلْكَ شهوتهُ وزنْها ... كما ترنُ الطعامَ أو الشرابا
- وخذْ لبنيكَ والأيامِ ذُخْراً ... وأعطِ اللهَ حِصَّتَه احتسابا
أحمد شوقي(10/178)
- عن مالِ من عاشْرْتَ كن عفيفاً ... تكنْ على فؤادِه خفيفا
- وكن إِذا كنتَ قليلَ المالِ ... في ظاهرِ الأمرِ جميلَ الحالِ
الشيخ عبد الله السابوري(10/179)
- والمالُ صنعهُ وورثهُ العدوَّ ولا ... تحتاجُ حياً إِلى الإَِخوانِ في الأكُلِ
- فخيرُ مالِ الفتى مالٌ يصونُ به ... عِرْضاً وينفقهُ في صالحِ العملِ
- وأفضلُ البرِ مالا منَّ يتبعُهُ ... ولا تقدمَهُ شيءٌ من المطلِ
ابن المقري(10/180)
- وكنْ إِذا ما لم تسعْكَ المقدرَةْْ ... مقتصداً بالمالِ أن تبذرهْ
- فالقصدُ عندَ قلةِ الأموالِ ... يَحِمِيْكَ من غضاضةِ السؤالِ
- لاتلحقنكَ وصمةُ التقتيرِ ... ولا تطعْ دواعي التبذيرِ
- فلا غنى يبقى مع الإِفسادِ ... ولا افتقارَ مع الاقتصادِ
- وكثرةُ المالِ بلا تقديرِ ... بالمالِ لا تبقى مع التبذيرِ
- وحسنُ تقديرٍ مع الكفافِ ... خيرٌ من الغِنى مع الإِسرافِ
- وأصلحِ المالَ فإِن فيهِ ... بلوغَ ما تَهْوى وتَشْتَهيهِ
- كم واهنِ الرأيِ أفادَ مالاً ... فصوبَ الناسُ له المَقالا
- والناسُ مع من كثرتْ أموالُه ... يعظمُ فيها خطبُهُ وحالهُ
- حتى إِذا ما المالُ عنه ولىَّ ... مالوا عليه عَمَلاً وقولا
- يصدقٌ المكثرُ وهو كاذبُ ... والمالُ عندَ المرءِ نعمِ الصاحبُ
الشيخ عبد الله السابوري(10/181)
- عفاءٌ على الأموالِ تمنعُ ربِّها ... لذاذةَ عيشٍ أو ثوابَ تصديقِ
- إِذا جادتِ الدنيا على غيرِ منفقٍ ... ففي جودِها بخلٌ كحرمانِ مُنْفِقِ
جورج صيدح(10/182)
- بني عَمِّنا ردوا الدراهمَ إِنما ... يفرقُ بين الناسِ حُبُّ الدراهمِ
الفضل بن العباس(10/183)
- استغنِ أو متْ ولا يغرْركَ ذو نشبٍ ... من ابن عمٍ ولا عمٍ ولا خالِ
- يلونَ ما عندَهم من حقِ أقربِهم ... وعن صديقِهم والمالُ بالوالي
- كُلُّ النداءِ إِذا ناديْتُ يخذلَني ... إِلا ندائي إِذا ناديتُ يامالي
أحيحةُ بن الجلاح(10/184)
- من يجمعِ المالَ ولا يثبْ به ... ويترك العامَ لعامِ جَدْبْهْ
يهنْ على الناس هَوَانَ كَلْبِهْ
شاعر(10/185)
- إِذا المرءُ أثرى ثم قالَ لقومهِ ... أنا السيدُ المقضي إِليه المعظمُ
- ولم يُعْطِهمْ خيراً أبوا أن يَسُدَهُمْ ... وهانَ عليهم رغمُهُ وهو أظلمُ
شاعر(10/186)
- ومتى تغضبنَّ على امرئٍ في مالهِ ... وعلى كرائمِ صلبِ مالِكِ فاغضبِ
- ومتى تصبكَ خصاصةٌ فارجُ الغِنى ... وإِلى الذي يهبُ الرغائبَ فارغبِ
النمرين تولب(10/187)
- تمتعْ بمالكَ قبلَ المماتِ ... إِلا فلا مالَ إِن أنتَ متا
- شقيتَ بهِ ثم خلفتهُ ... لغيرِك بعداً وسُحقاً ومَقْتا
- فجادُوا عليكَ بوزرِ البكاءِ ... وجُدْتَ عليهم بما قد جَمَعْتا
- واَرْهَنْتَهُنمْ كل ما في يَديْكَ ... وخلوكَ رهناً بما قد كَسِبتا
محمود الوراق(10/188)
- المالُ يرفعُ ما لا يرفعُ الحسبُ ... والودُّ يعطفُ ملا يعطفُ النسبُ
حمزة بن علي(10/189)
- والحلمُ آفتهُ الجهلُ المضرُّ بهِ ... والعقلُ آفتُه الإِعجابُ والغَضَبُ
- والمالُ حلوٌ حسنٌ جيدٌ ... على الفتى لكنه عاريةْ
- وأسعدُ العالمِ بالمالِ من ... أعطاهُ للآخرةِ الباقيةْ
- ما أحسنَ الدنيا ولكنها ... مع حُسْنِها غدارةٌ فانيةْ
أبو يعلى الضحاك بن سليمان(10/190)
- يُحبُّ الفتى المالَ الكثيرَ وإِنما ... لنفسِ الفتى مما يجوزُ نصيبُ
- أرى المرءَ يبكيه الذي ماتَ قبلهُ ... ومَوْتُ الذي يبكي عليه قريبُ
عبد الله بن عروة(10/191)
- وما ضاعَ مالٌ وذثَ الحمد أهله ... ولكنَّ أموالَ البخيلِ تضيعُ
شاعر(10/192)
- تسلَّ عن كل شيءٍ في الحياةِ فقد ... يهونُ بعد بقاءِ الجواهر العَرَضُ
- يعوَّض اللهُ مالاً أنتَ متلفُهُ ... وما عن النفسِ إِن أتلفْتَها عوضُ
الحسين بن عبد الله البغدادي(10/193)
- المالُ ينفذُ حِلُّهُ وحرامهُ ... يوماً ويبقى بعد ذاكَ أثامُهُ
- ليسَ التقيُ بمتقِ لإِلههِ ... حتى يطيبَ شرابُهُ وطعامُهُ
- ويطيبُ ما يجني ويكسبُ أهلهُ ... ويَطيبُ من لفظِ الحديثِ كلامُهُ
الأوزاعي(10/194)
- وكان المالُ يأتينا فكنا ... نبذرهُ وليس لنا عقول
- فلما أن تولى المالُ عنا ... عَقَلْنا حين ليس لنا فُضُولُ
- إِذا كنتَ جماعاً لمالِكَ ممسكاً ... فأنتَ عليه خازنٌ وأمين
- تؤديهِ مذموماً إِلى غيرِ حامدٍ ... فيأكلَهُ عفواً وأنت دفينُ
شاعر(10/195)
- أبقيتَ مالَكَ ميراثاً لوارثهِ ... فليت شعري ما أبقى لك المالُ؟
- القومُ بعدكَ في حالٍ تسرهمُ ... فكيف بعدهمُ حالتْ بكَ الجالُ
- ملوا البكاءَ فما بيكيكَ من أحدٍ ... واستحكمَ القولُ في الميراثِ والقالُ
- ألهتهمُ عنكَ دنيا أقبلتْ لهم ... وأدبرتْ عنكَ والأيامُ أحوالُ
ابن الرومي(10/196)
- الموتُ خيرٌ للفتى ... من أن يعيشَ بغيرِ مالِ
- والموتُ خيرٌ للكر ... يمِ (للكريم) من الضراعةِ للرجالِ
شاعر(10/197)
- الدهرُ سهلٌ وصعبُ ... والعيشُ مرٌ وعَذْبُ
الحسين بن علي(10/198)
- فاكسبْ بمالِكَ حَمْداً ... فليس كالحمدِ كَسْبُ
- وما يدومُ سرورٌ ... فاغْنَمْ وقلبُكَ رَطْبُ
الوزير المغربي(10/199)
- عجبتُ للمرءِ في دنياهُ تطمعهُ ... في العيشِ والأجلُ المحتومُ يقطعهُ
- يغترُ بالدهرِ مسروراً بصحبتهِ ... وقد تيقن أن الدهرَ يَصْرَعُهُ
- ويجمعُ المالِ حِرْصاً لا يفارقهُ ... وقد درى أنه للغيرِ يجمعهُ
- تراهُ يشفقُ من تضييعِ درهمِه ... وليس يشفقُ من دِينٍ
- وأسوأُ الناسِ تدبيراً لعاقبةٍ ... من أنفقَ العمرَ في ماليس ينفعُهُ
ابن جبير الكناني(10/200)
- إِذا أعمل الفكرَ الفتى جعلَ الغِنى ... من المالِ فقراً والسرورَ بها حزنا
- يكونُ وكيلاً للبريةِ، باذلاً ... وللوارثيه، إِن أرادوا له خَزْنا
المعري(10/201)
- نعمَ المعينُ على المروءةِ للفتى ... ملٌ يصونُ عن التبذلِ نفسَهُ
- لا شيءَ أنفعُ للفتى من مالهِ ... يقضي حوائجَه ويجلبُ أنسَهُ
- وإِذا رمتهُ يد الزمانِ بسهمهِ ... غدتِ الدراهمُ دون ذلكَ تِرْسُهُ
يحيى المسيحي(10/202)
- من كانَ يملكُ درهمينِ تعلمتْ ... شفتاه أنواعَ الكلامِ فقالا
- وَتقَدَّمَ الفصحاءَ فاستمعوا له ... ولرأيتُه بين الورى مُخْتالا
- لولا دراهمُهُ التي في كيسِهِ ... لرأيته شَرَّ البريةِ حالا
- إِن الغنيَّ إِذا تكلمَ كاذباً ... قالوا: صدقْتَ وما نطقْتَ مُحالا
- وإِذا الفقيرُ أصابَ قالوا: لم ... يُصِبْ وكذبْتَ ياهذا وقُلْتَ ضلالا
- إِن الدراهمَ في المواطنِ كُلِّها ... تكسو الرجالَ مَهابةً وجلالا
- فهي اللسانُ لمن أرادَ فصاحةً ... وهي السلاحُ لمن أرادَ قِتالا
محمد بن القاسم الهاشمي(10/203)
- إِن ربَّ المالِ آكلُهُ ... وهو للبخالِ أكالُ
المخزومي(10/204)
- أرى نفسي تتوقُ إِلى أمورٍ ... ويقصرُ دون مبلغهنَّ مالي
- فنفسي لا تطاوعني ببخلٍ ... ومالي لا يبلغني فِعالي
عبد الله بن جعفر(10/205)
- لا تخزنوا المالَ لقَصْدِ الغنى ... وتطلبوا اليسرى بعسراكمْ
- فذاكَ فقرٌ لكمْ عاجلٌ ... أعاذنا اللهُ وإِياكمْ
- ما قالَ ذو العرشِ اخزنوا ... بل أنفقوا مما رُزَقْناكم
صفي الدين الحلي(10/206)
- يا من يُعزُ المالَ ضناً به ... إِن المعالي ضِدَّ ما تزعمُ
- ما عزَّ بينَ الناسِ قَدْرُ امرئٍ ... إِلا وقد ذَلَّ به الدراهمُ
صفي الدين الحلي(10/207)
- ما المالُ يكنزهُ الضينُ فيقني ... كالمالِ يبذلهُ امرؤٌ فيسودُ
- واذا تجاوزتَ الأمورُ مدودها ... كان الفسادُ للأمورِ مدودُ
- كالسيلِ يطفى وهو ريٌ للثرى ... وبه النباتُ فيفسد المحصودُ
خير الدين الزركلي(10/208)
الباب الخامس والعشرون: باب النون(10/209)
-1- النجم والتنجيم(10/210)
- يا سائلَ الأحياءِ تَحْقيقَ الرؤى ... أبشرْ جوابُكَ في فم العنقاءِ
- لكَ من خيلكَ ماتريدُ فناجِه ... تَجِدِ الحميا في كُؤوسِ الماءِ
- إِن الذي حجبَ الغيوبَ عن النهى ... أعطى المُحالَ وسائلَ الإِغراءِ
- ما أقبحَ الأشياءَ إِن حققْتَها ... الحسنُ في الأوهامِ لا الأشياءِ
- وأشدُّ من كذبِ الأماني فقدُها ... إِن التمني حيلةُ البؤساءِ
- والشيبُ من مِحَنِ الحياةِ وشَرِّها ... شيبُ النفوسِ استسلمتْ للداءِ
- بينَ التنسكِ والتهتكِ رتبةٌ ... أدرى بها من عاشَ في الأهواءِ
جورج صيدح(10/211)
- إِني بأحكامِ النجومِ مكذبٌ ... ولمُدَّعيها لأئمٌ ومُؤَنَّبُ
- الغيبُ يعلمُه المهينُ وحدَهُ ... وعن الخلائقِ أجمعين مُغَيَّبُ
- اللهُ يعطي وهو يمنعُ قادراً ... فمن المنجمُ وَيْحَهُ والكواكبُ؟
محمد الأنباري(10/212)
- خبرا عني المنجمَ أني ... كافرٌ بالذي قَصَتْهُ الكواكبُ
- عالماً أن ما يكونُ وما كان ... قضاءٌ من المهينِ واجبُ
الشافعي(10/213)
- وما عاجلاتُ الطيرِ تدري من الفتى ... نجاحاً ولاعن َيْبِهنَّ تجيبُ
- ولا خيرَ فيمن لا يوطنُ نفسَهُ ... على النائباتِ الدهرِ حين تنوبُ
- وربَ أمرٍ لا يضيرُكَ ضيرةً ... وللقلبِ من مخشاتهنَّ وجيبُ
- ولستَ بمستبقٍ صديقاً ولا أخاً ... إِذا لم تُفِدْهُ الشيءَ وهو قريبُ
ضابيء البرجمي(10/214)
- لعمرُكَ ما تدري الضواربُ بالحصى ... ولا زاجراتُ الطيرِ ما اللهُ صانعُ
لبيد(10/215)
- ينجمون وما يَدْرون لو سُئلوا ... عن البعوضةِ أنى منهم تقفُ
- ولو درتْ بمخازيهم بيوتُهِمُ ... هَوَتْ عليهم ولم تنظرْهمُ السقفُ
- وفرقتْهمْ على علاتِها مِللٌ ... وعند كُلِّ فريق أنهم ثُقفوا
المعري(10/216)
- سألَتْ منجمَها عن الطفلِ الذي ... في المهدِ كم هو عائشٌ من دهرهِ
- فأجابها: مائةً ليأخذَ درهماً ... وأتى الحِمامُ وليدَها في شَهْرهِ
المعري(10/217)
- لا يعلمُ المرءُ ليلاً ما يصبحُهُ ... إِلا كواذبُ مما يخبرُ الفالُ
- والفالُ والزجرُ والكهانُ كُلُّهم ... مُضَلِّلون ودونَ الغيبِ أقفالُ
شاعر(10/218)
- لقد بَكَرَتْ في خُفِّها وإِزارِها ... لتسألَ بالأمرِ الضريرَ المنجِّما
- وما عندهُ علمٌ فيخبرَها به ... ولا هو من أَهْلِ الحِجى فيُرَجَّما
- يقولُ غداً أو بعدهُ وقعُ دِيمةٍ ... يكونُ غياثاً أن تجودَ وتسجما
- ويُهِمَ جهال المحلةِ أنه ... يظلُّ لأسرارِ الغيوبِ مُتَرْجِما
- ولو سألوه بالذي فوقَ رأسهِ ... لجاءَ بمينٍ أو أرمَّ وجَمْجَما
- كأنَ سَحاباً عَمَّهُمْ بضلالةٍ ... فليس إِلى يومِ القيامةِ منجما
المعري(10/219)
-2- النحو والاعراب(10/220)
- النَّحُوُ يصلحُ من لسانِ الألكنِ ... والمرءُ تعظمُهُ إِذا لم يَلْحَنِ
- فإِذا طَلَبْتَ من العلومِ أجلُّها ... فأجَلَّها منها مُقيمُ الألسنِ
اسحق بن خلف البهراني(10/221)
- على أن للإعرابِ حَداً وربما ... سَمِعْتَ من الإعراب ما ليس يحسُنُ
العبرتائي(10/222)
- ولا خيرَفي اللفظِ الكريهِ استماعهُ ... ولا في القبيحِ اللحنِ والقَصْدُ أزينُ
- ويعجبني زيُّ الفتى استماعهُ ... فيسقطُ من عينيَّ ساعةَ يَلْحَنُ
الكاتب(10/223)
- النحوُ شؤمٌ كُلُّهُ فاعلموا ... يَذهبُ الخبزِ من البيتِ
- خيرٌ من النحوِ وأصحابِه ... ثريدةٌ تعملُ بالزيتِ
الفصيحي(10/224)
- أحببِ النحوَ من العلمِ فقد ... يدركُ المرءُ بع أعلى الشرفْ
- إِنما النحويُّ في مجلسِهِ ... كشهابٍ ثاقبٍ بين السدفْ
- يخرجُ القرآنَ من فيهِ كما ... تخرجُ الدرةُ من جَوْفِ الصدفْ
علي الأصفهاني المعروف بالجامع(10/225)
- اقتبسِ النحوَ فنعمَ المقتبسْ ... والنحوُ زينٌ وجمالُ مُلْتَمَسْ
- صاحبهُ مكرمٌ حيثُ جَلَسْ ... من فاته فقد تَعَمَّىْ وانتكسْ
- كأن ما فيه من العَيِّ خرسْ ... شتان ما بين الحِمارِ والفَرَسْ
شاعر(10/226)
- تفكرتُ في النحوِ حتى مَلِلْ ... تُ (مللت) وأتعبْتُ نفيس به والَدَنْ
- وأتعبتُ بَكْراً وأصحابهُ ... بطولِ المسائلِ في كُلِّ فنْ
- فمن عِلْمِهِ ظاهرٌ بيِّنٌ ... ومن عِلْمِهِ غامضٌ قد بَطَنْ
- فكنتُ بظاهرهِ عالماً ... ومنت بباطنِه ذا فِطَنْ
- خلا أن باباً عليهِ العَفَا ... ءُ (العفاء) للفاءِ ياليتَه لم يَكُنْ
- وللواوِ بابٌ إِلى جَنْبِهِ ... من المقتِ أحسَبُهُ قد لُعنْ
- إِذا قلتُ هاتوا لماذا يقا ... لُ (يقال) لستُ بآتيكَ أو تَأْتِيَنْ
- أجيبوا لما قيلَ هذا كذا ... على النَّصْبِ قالوا: لإِضمارِ أنْ
- وما إِن رأيتُ لها مَوْضعاُ ... فأعرفَ ما قيلَ إِِلا بظنْ
- فقد خِفْتُ يا بكرُ من طولِ ما ... أفكرُ في أَمرْ "أن" أن أُجَنْ
أبو عثمان النحوي(10/227)
- إِنما النحوُ قياسٌ يُتَّبَعْ ... وبه في كُلِّ أمرٍ يُنتفعْ
- فإِذا ما نصرَالنحوُ الفتى ... مَرَّ في المنطقِ مراً فاتسعْ
- فاتقاهُ جُلُّ من جالسهُ ... من جَليسٍ ناطقٍ أو مستمعْ
- وإِذا لم ينصرِ النحوُ الفتى ... هابَ أن ينطقَ جُبْنَاً فانقطعْ
- فتراه يرفعُ النصبَ وما ... كان من خَفْضٍ ومن نَصْبٍ رَفَعْ
- يقرأُ القرآنَ لا يعرفُ ما ... صرَّفَ الإِعرابُ فيه وصَنَعْ
- والذي يعرفُهُ يقرؤُه ... فإِذا ما شك في حَرْفٍ رَجَعْ
- ناظراً فيهِ وفي إِعرابهِ ... فلإِذا ما عَرَفَ اللحنَ صَدَعْ
- كم وَضِيْعٍ رفعَ النحوُ وكم ... من شَريفٍ قد رأيناه وَضَعْ
علي الكسائي(10/228)
- يَحْسُنُ النحوُ في الخطابةِ والش ... عرِ (الشعر) وفي لفظِ سورةٍ وكتابِ
- فإِذا ما تجاوزَ النحوُ هذي ... فهو شيءٌ من المسامعِ نابِ
ابن وكيع النتيسي(10/229)
-3- الناس والورى(10/230)
- الناسُ أَشْباهٌ وبينَ حُلومِهمْ ... بَوْنٌ كذا تفاضلُ الأشياءِ
- كالغيمِ منهُ وابلٌ متتابِعٌ ... وجودٌ وآخرُ ما يجودُ بماءِ
عدي بن الرقاع(10/231)
- رأيتُ الوَرَى كلاً يُراقبُ غيرهُ ... فكلٌ عليهِ من سِواهُ رقيبُ
- ومن أَجْلِ هذا قد ترى كُلَّ فاعلٍ ... إِلى الناسِ في كُلِّ الفعالِ يُنيبُ
- ولو باحَ كلٌ بالذي هو كاتِمٌ ... لما كلن في هذا الأنامِ أديبُ
معروف الرصافي(10/232)
- أرضِ للناسِ ما رَضيتَ من النا ... سِ (الناس) وإِلا فقد ظلمْتَ وجُرْتا
عبد الله الجعفري(10/233)
- والأرضُ ليسَ بمَرْجُوٍّ طارتُها ... إِلا إِذا زالَ عن آفاقِها الأنسُ
المعري(10/234)
- شَرُ أشجارٍ عَلِمْتُ بها ... شجرراتٌ أثمرتْ ناسا
- حملتْ بيضاً وأغرابةً ... وأتتْ بالقَوْمِ أجناسا
- كلهمْ أخفقتْ جوانحُهُ ... مارداً في الصَّدْرِ خَنَّاسا
المعري(10/235)
- من راقبَ الناسَ لم يظفرْ بحاجتِه ... وفازَ بالطيباتِ الفاتكُ اللَّهِجُ
بشار بن برد(10/236)
- لو كان لي بُدٌ من الناسِ ... قَطَعْتُ حبلَ الناسِ بالياسِ
- العِزُّ في العزلةِ لكنهُ ... لا بُدَّ للناسِ من الناسِ
اسماعيل الفرابي(10/237)
- الناسُ مثلُ الماءِ تضريُه الصبَّا ... فيكزن منه تفرقٌ وتَأَلُّفُ
المعري(10/238)
- الناسُ حَوْلَكَ غربانٌ على جيَفٍ ... بُلْهٌ عن المَجْدِ إِن طاروا وإِن وَقَعوا
- فما لنا فيهم إِن أَقْبَلوا طَمَعٌ ... ولا عليهمْ إِذا ما أدبروا جَزَعُ
الشريف الرضي(10/239)
- أرى الناسَ في الدنيا كراعٍ تنكرَتْ ... مراعيهِ حتى ليس فيهنَّ مَرْتَعُ
- فماءٌ بلا مرعى ومرعىً بغيرِ ما ... وحيثُ ترى ماءً ومرعىً فمَسْبَعُ
الحسين بن الوزير المغربي(10/240)
- لأبناءِ حواءَ مني الهُزْءُ والعطف ... فأقوالهمْ صِنْفٌ وأفعالُهم صِنْفٌ
- عقولٌ ولكنَّ السخافاتِ جَمَّةٌ ... وأفئدةٌ لكنها غالباً غُلْفُ
- همُ اختلفوا في البدءِ واتفقُوا معاً ... على أن يدومَ الشَّرُّ والظلمُ والخلفُ
- وهم صوروا ما قد دَعَوْهُ فضائلاً ... وما هي إِلا دُونَ شَرِّهِمُ سجيفُ
- سكارى كأن الموتَ يأخذُ غيرهم ... فداءً لهم كيلا يَمُرَّ بهم حَتْفُ
خالد الفرج(10/241)
- والناسُ كالزرعِ: باقٍ في منابِتهِ ... حتى يهيجَ، ومرعيٌ وما لحِقا
- علَّ البلى سيفيد الشخص فائدةً ... فالمسكُ يزدادُ من طيبِ إِذا سحقا
المعري(10/242)
- ترى الناسَ أسواءً إِذا جلسُوا معاً ... وفي الناسِ زَيْفٌ مثلُ زَيْفِ الدراهمِ
شاعر(10/243)
- الناسُ إِخوانٌ وشتى في الشِّيَمْ ... وكلهم يجمعهمْ بيتُ الأدمْ
الأزهري أبو عبيد(10/244)
- رأيتُ الناسَ نُسْبتَهم سواءٌ ... إِذا ما يذكرُ النسبُ القديمُ
- ولكنَّ المعائشَ فضلتْهُمْ ... فذو المالِ القربُ والكَريمُ
نهيك بن أساف(10/245)
- توقَ الناسَ يابنَ أبي وأُمِّي ... فهم تبعُ المخافةِ والرجاءِ
- ولا يغرْكَ من وغدٍ إِخاءٌ ... لآمرٍ ما غدا حسنَ الإِخاءِ
علي بن الجهم(10/246)
- وقد صارَ هذا الناسُ إِلا أَقَلَّهم ... ذئاباً على أجسادِهنَّ ثيابُ
أبو نواس(10/247)
- كيفَ البقاءُ بدارٍ للفناءِ بها ... على الخلائقِ كراتٌ وغاراتُ
- وأنتَ يأيها المغرورُ مالكَ في الد ... نيا (الدنيا) من الناسِ غير البعد مَنْجاةُ
- يسركَ البشْرُ منهم حينَ تُبْصِرُهم ... ولو خَبِرْتَ لساءتْكَ الطوياتُ
- فاقطعْ حبالكَ من كلِّ الأنامِ فيهم ... في كلِّ حالتِ من دانوا حِبالاتُ
- واحذرْ من الناسِ إِني قد خَبِرْتُهمُ ... ولا يغرنْكَ خِبٌ فيه إِخْباتُ
- لاتَرْجُمهُمْ في ملماتِ الزمانِ، فما ... تُلِمُّ إِلا من الناسِ المُلماتُ
- وكلهمْ، وهمُ الأحياءُ، إِن بُعِثُوا ... على الحياةِ، وفِعْلِ الخيراتِ أمواتُ
- وقد سَمِعْنا بأن الأرضَ كانَ بها ... ناسٌ كرامٌ، ولكن قيلَ: قد ماتُوا
أسامة بن منقذ(10/248)
- لم يبقَ في الناسِ إِلا التيهُ والبَذَخُ ... وكلُّهمْ من فِعالِ الخيرِ مُنْسَلِخُ
- إِن أَبرْموا نَقَضوا أو أَقسْسموا حَنَثوا ... أو عاهدوا نكثوا أو عاقدوا فَسَخوا
هبة الله بن عرام(10/249)
- والناسُ صنْفانِ، موتى في حَياتِهمُ ... وآخلرون ببطنِ الأرضِ أمواتُ
أحمد شوقي(10/250)
- عِشْ كيف عشتَ فتاريخُ الورى عَبِرٌ ... وكلنا خبرٌ إِن ينقضي العُمُرُ
- وهكذا الناسُ ماضيهم لحاضِرِهمِ ... حديثُ لَهْوِ وأسمارِ إِذا سَمَروا
عبد الله آل نوري(10/251)
- أرى الناسَ فوقَ الأرضِ إِلا أقلَّهم ... قد اختلفوا عَقْلاً ورأياً وإِحساساً
- ومن قاسَ هذا الناسَ فيما يَرَوْنَهُ ... على نفسِه يوماً فقد جَهِلَ الناسا
الزهاوي(10/252)
- إِذا أنتَ لم تأخذْ من الناسِ عصمةً ... تشُّد بها في راحتيكَ الأصابعُ
- شربتَ بطرقِ الماءِ حيثُ وجدتهُ ... على كدرٍ واستعبدَتْكَ المطامعُ
بن هرمة(10/253)
- الناسُ مثلُ زَمانِهم ... قدَّ الحذاءِ على مثالهْ
- ورجالُ دهرِكَ مثل ده ... رِكَ (دهرك) في تَقَلُّبهِ
- وكذا إِذا قَسَدَ الزما ... نُ (الزمان) جرى الفَسادُ على رجالهْ
ابن دريد الأزدي(10/254)
- بلوتُ الناسَ لسْتُ أرى بشَوشاً ... بهم حتى أرى ألفي قَطوبِ
- فِراسَتهمْ تدلُ على افتراسٍ ... وفي لحظاتهم شَرَرُ الحروبِ
- فلو صَوَّرْتَ وجهَ الفكرِ فيهم ... لما صَوَّرْتَ إِلا وَجْهَ ذيبِ
القروي(10/255)
- وما الناسُ بالناسِ الذين عهدتهمْ ... وما الدهر الذي كنتَ تعرفُ
- وما كُلُّ من تهوى يَوَدُّكَ قلبهُ ... ولا كُلُّ من صاحَبْتَهُ لك مُنْصِفُ
عبد الله بن شبيب(10/256)
- أكثرَ الناسَ لابل ما أَقَلَّهمُ ... اللَّهُ يعلمُ أني لم أقلْ فَنَدا
- إِني لآفتحُ عيني حينَ أفتحَها ... على كثيرٍ ولكن لا أرى أحدا
الخزاعي(10/257)
- كذاكَ وما رأيتُ الناسَ إِلا ... ما جَرَّ غاويهمْ سِراعا
- تراهُمْ يغمزونَ من اسْتَرَكُّوا ... ويجتنبون من صَدقَ المصاعا
القطامي(10/258)
- أُصيكَ بالبعدِ عن الناسِ ... فالعِزُّ في الوحدةِ والياسِ
ظافر الحداد(10/259)
- وما الناسُ إِلا واحدٌ غيرَ أنهم ... تفاوتُ منهمْ في الفِعالِ الطبائعُ
الشريف المرتضى(10/260)
- أنافقُ الناسِ إِني قد بُليتُ بهم ... وكيفَ لي بخلاصٍ منهم دانٍ؟
المعري(10/261)
- الناسُ أعداءٌ إِذا جَرَّبْتَهُمْ ... لمقلهم، وأصداقُ المتولِ
- كالريحِ قد تطفي السراجَ لضعفِه ... وتزيدُ في ضَوْءِ الحريقِ المشتعلِ
السيد الرئيس أبو نصر(10/262)
- إِن شَرَّ الناسِ من يكثرُ لي ... حين يلقاني وإِن غِبْتُ شَتَمْ
- وكلامٍ سيءٍ قد وقرَت ... أذني عنه، وما بي من صَمَمْ
- فتعديتُ خشاةً أن يَرى ... جاهلٌ أني كما كان زَعَمْ
- ولبعضُ الصفحِ والأعراضِ عن ... ذي الخَنا أبقى وإِن كان ظَلَمْ
المثقب العبدي أو الملتمس الضبعي(10/263)
- والناسُ مثلُ سوامٍ لا حلومَ لهم ... يَسقُه للمنايا سائِقٌ حُطَم
- والناسُ بالناسِ من حُضْرٍ وباديةٍ ... بعضٌ لبعضٍ، وإِن لم يَشْعروا خَدَمُ
- فاذخرْ لنفسكَ خيراً كي تُسَرَّ به ... فإِن فَعَلْتَ، وإِن عادَكَ الندمُ
المعري(10/264)
- ومن شأنِ هذا الخلقِ غشٌ وظنَّةٌ ... ومن يتقربْ منهم يتظلمُ
- اجتنبِ الناسَ وعِشْ واحداً ... لا تظلمِ القومَ، ولا تظلمِ
المعري(10/265)
- دَعْني وحيداً أعاني العيشَ منفرداً ... فبعضُ معرفتي بالناسِ يَكْفيني
- ما ضرني ودفاعُ اللهِ يَعْصِمني ... من باتَ يَهْدِمني فاللَّهُ يبنيني
ابن أبي حصينة(10/266)
- وإِنا وجدْنا الناسَ عودين، طيباً ... وعوداً خبيثاً لا بيضُّ على الكسرِ
أبو الغول الطهوي(10/267)
- لا تخدَعَنَّكَ اللَّحى ولا الصُّوَرُ ... تسعةُ أعشارِ من تَرى بَقَرُ
- تراهمُ كالسحابِ مُنْتَشراً ... وليس فيه لطالبٍ مَطَرُ
- في شجرِ السرورِ منهمُ مَثَلٌ ... له رواءٌ وماله ثَمَرُ
ابن لبكك(10/268)
- رأيتُ الناسَ من يُحْسِنْ إِليهم ... ويأمنْ مَكْرَهُمْ فهو السعيدُ
- وذاكَ لأن شَرَّهُمْ قريبٌ ... وخَيْرُهُمُ إِذا اختبروا بَعيدُ
- إِذا بَدَأوا بظُلْمٍ تَمَّوُهُ ... ولم يَرْضَوا به حتى يعيدوا
- وأما إِن مَضَوا يوماً بوعدٍ ... فوعدهم إِذا امتحنوا رعيدُ
أبو الفتح البستي(10/269)
- وإِن الناسَ جَمْعُهمُ كثيرٌ ... ولكن من تُسَرُّ به قليلُ
- أرى الناسَ مذ كانوا عبيداً لغاشِمٍ ... وخَصْماً لمغلوبٍ وجُنْداً لغالبِ
- وما بلغَ العلاءَ إِلا ابنُ حُرَّةٍ ... قليلُ افتكارِ في أمورِ العواقبِ
علي بن مقرب(10/270)
- ارضَ للناسِ جميعاً ... مثلَ ما ترضى لنفسِكْ
- إِنما الناسُ جميعاً ... كُلُّهمْ أبناءُ جنسكَ
- فلهم نفسٌ كنفسِكَ ... ولهم حِسٌّ كحِسِّكْ
أحمد الخطابي(10/271)
- من عوَّدَ الناسَ فضلاً طالبوُه به ... كأنهُ الدَّيْنُ يُلوى بالمعاذير
- ومن تعقبهمْ شراً فأمهلَهُمْ ... يوماً تقبلَ منهم أَجْرَ مشكورِ
- لا رأي للناسِ في نَفْعٍ ولا ضَررٍ ... وما لهم قَطُّ من حُكْمٍ وتقديرِ
عباس محمود العقاد(10/272)
- أرى الناسَ من دانهمُ هانَ عِنْدَهمْ ... ومن أكرَمَتْهُ عزةُ النفسِ أكراما
- وكم نِعمةٍ كانتْ على الحُرِّ نِقْمَةً ... وكم مَغْنَمٍ يَعْتَدُّهُ الحُرُّ مغرما
القاضي الجرجاني(10/273)
- إِياكَ والناسَ أن تُحَمِّلْهُمْ ... فوقَ الذي الآدمي يحتملُ
البحتري(10/274)
- على ذا مضى الناسُ اجتماعٌ وفرقةٌ ... ومَيْتٌ ومولودٌ وقالٍ ووامقُ
التنوخي(10/275)
- دعِ الناسَ لا ترجُ الرضى عنكَ منهم ... فليس لإِرضاءِ العبدِ سَبيلُ
- إِذا كنتَ مِقْداماً يقولونَ أَحْمقٌ ... وإِن لم تكنْ فظاً يُقالُ ذليلُ
- وإِن كنتَ جواداً يقولون مُسْرِفٌ ... وإِن أنتَ لم تُسْرِفْ يقالُ بخيلُ
- ولا تتهيبْ شرَّ ما أنتَ حاذرٌق ... ولا تترقبْ خيرَ ما أنت آملُ
- فخوفُكَ لا يقصي الذي هو قادمٌ ... وشَوْقُكَ لا يُدْني الذي هو راحلُ
مسعود سماحة(10/276)
- والناسُ أَلْفٌ منهمُ كواحدٍ ... وواحدُ كالألفِ إِن أمرٌ عَنا
- وللفتى من مالِهِ ما قدمتْ ... يَداهُ قبلَ موتِه لا ما اقتنى
أبو بكر الأنصاري(10/277)
- من عاشرَ الناسَ لاقى منهمُ نَصَباً ... لأن سُوسَهمُ بَغْيٌ وعدوانُ
- فالناسُ أعوانُ من والتْهُ دَوْلَتهُ ... وهم عليه إِذا عليه إِذا عادَتْه أَعْوانُ
أبو الفتح البستي(10/278)
- ياربِّ إِن الناسَ لا ينصفونني ... فكيفَ وإِن أنصفْتُهم ظلموني
- فإِن كان لي شيءٌ تَصَدَّوا لأخذِه ... وإِن جئْتَ أبغي شَيْئَهم منعوني
- وإِن نالَهم بذلي فلا شكرَ عندَهم ... وإِن أنا لم أبذلْ لهم شَتَموني
- وإِن طرقتني نكبةٌ فَكِهوا بها ... وإِن صَحِبَتْني نِععْمةِ حَسَدوني
- ألا إِن أصفى العيشِ ما طابَ غِبُّهُ ... وما نلتُهُ في لذَّةٍ وسُكونِ
أبو العتاهية(10/279)
- أرى الناسَ قد أُعْروا ببغْيٍ وريبةٍ ... وغيٍ إِذا ما ميزَ الناسَ عاقلُ
- وقد لزموا معنى الخِلافِ فكلهمْ ... إِلى نحوِ ما عابَ الخليفةَ مائلُ
- إِذا مارَأَوا خَيراً رَمَوهُ بظنةٍ ... وإِن عاينوا شراً فكُلُّ مناضلُ
- وإِن عاينوا حَبْراً أديباً مهذباً ... حَسيباً يقولوا إِنه لمُخاتِلُ
- وإِن كانَ ذا ذِهْنٍ رَمَوه ببدْعَةٍ ... وسَمَّوهُ زنديقاً وفيه يُجادلُ
- وإِن كانَ ذا دينٍ يسموه نَعجةً ... وليس له عَقْلٌ ولا فيه طائلُ
- وإن كانَ ذا صمتٍ يقولون صُورةٌ ... ممثلة بالعَيِّ بل هو جاهلُ
- وإِن كانَ ذا شرٍ فويلٌ لأمهِ ... لماعنهُ يَحْكي من تَضُمُّ المحافلُ
- وإِن كانَ ذا أصلٍ يقولون إِنما ... يفاخرُ بالموتى وما هو زائلُ
- وإِن كانَ ذا مَجهولاً فذالك عندهم ... كبيضِ رمالٍ ليس يُعرفُ عاملُ
- وإِن كان ذا مالٍ يقولون مالهُ ... من السُّحْتِ قد رابني وبئسَ المآكلُ
- وإِن كانَ ذا فقرٍ فقد ذَلَّ بينهم ... حقيراً مهيلاً تَزْدريهِ الأرذالُ
- وإِن قنعَ المسكينُ قالوا لقِلةٍ ... وشحةِ نفسٍ قد حَوَتْها الأناملُ
- وإِن هو لمك يقنعْ يقولون: إِنما ... يطالبُ من لم يُعْطهِ ويُقاتلُ
- وإِن يكسبْ مالاً يقولوا: بهيمةٌ ... أتاها من المقدور حَظٌ ونائلُ
- وإِن جادَ قالوا: مُسْرِفٌ ومبذرٌ ... وإِن لم يَجُدْ قالوا: شَحيحٌ وباخلُ
- وإِن صاحبَ الغِلْمانَ قالوا: لريبةٍ ... وإِن أجمعوا في اللفظِ قالوا: مباذلُ
- وإِن هَوِيَ النسوانَ سموه فاجراً ... وإِن عَفَّ قالوا: ذاك خُنْثى وباطلُ
- وإِن تابَ قالوا: لم يَتُبْ، منه عادةٌ ... ولكن لإِفلاسٍ وما تَمَّ حاصلُ
- وإِن حَجَّ قالوا: ليس للهِ حَجَّهُ ... وذاكَ رياءٌ أنتجتْتُ المحافلُ
- وإِن كان بالشطرنجِ والنردِ لاعباً ... ولاعبَ ذا الآدابِ قالوا: مُداخلُ
- وإِن كانَ في كُلِّ المذاهبِ نابزاً ... وكان خفيفَ الرُوحِ قالوا: مُثافلُ
- وإِن كان مِغراماً يقولون: أهوجٌ ... وإِن كان ذا ثَبْتٍ يقولون: باطلُ
- وإِن يَعْتَلِلْ يوماً يقولون: عُقوبةٌ ... لشَرَّ الذي يأتي وما هو فاعِلُ
- وإِن ماتَ قالوا: لم يَمُتْ حَتْفَ أنفهِ ... لمات هو من شَرَّ المآكلِ آكلُ
- وما الناسُ إِلا جاحدٌ ومُعانِدٌ ... وذو حَسَدٍ قد بانَ فيه التخاتلُ
- فلا تتركنْ حَقاً لخيفةِ قائلٍ ... فإِن الذي تَخْشَىْ وتَحْذرُ حاصِلُ
ابن دريد الأزدي(10/280)
-4- النساء وبنات حواء(10/281)
- خَلِّ المَلامَ فليسَ يَثْنيها ... حُبُّ الخِداعِ طبيعةٌ فيها
- هو سترُها، وطِلاءُ زينتِها ... ورياضةٌ للنفسِ تُحْييها
- وسلاحُها فيما تَكيدُ به ... من يَصْطَفيها أو يُعاديها
- وهو انْتِقامُ الضعفِ ينقذُها ... من طولِ ذلٍ بات يَشْقيها
- أنتَ الملومُ إِذا أردْتَ لها ... ما لم يردُه قضاءُ باريها
- خُنْها ولا تُخْلِصْ لها أبداً ... تخلصْ إِلى أغلى غَواليها
عباس محمود العقاد(10/282)
- وفاءُ بناتِ حَوَّاءٍ قيودُ ... تصاغُ لهن من طَبْعٍ وعُرفِ
- فما فيهنَ مُخْلِصَةٌ لأخرى ... وما فيهن مُخْلِصَة لإِلفِ
- تُضيعُ على اضطرارٍكُلَّ لنا ... ولا تصغي لعَهْدٍ أو لِحلْفِ
عباس محود العقاد(10/283)
- إِن النساءَ شياطينٌ خلقنَ لنا ... نَعوذُ باللهِ من شَرِّ الشياطينِ
- فهُنَّ أَصْلُ البلياتِ التي ظَهَرتْ ... بينَ البرية في الدنيا وفي الدِّنِ
شاعر(10/284)
- النساءَ رياحينٌ خُلِقْنَ لنا ... وكلنا يَشْتَهي شَمَّ الرياحينِ
شاعر(10/285)
- لا تودعِ السرَّ النساءَ فما النسا ... أهلاً إِلى مُسْتَوْدَعِ الأسرارِ
- كَيْدُ النساءِ ومَكْرُهُنَّ مروعُ ... لا كان كُلُّ مكايدٍ مكارِ
- إِن كنَّ خلاتِ الشَّبيةِ والغِنى ... صِرْنَ العِدى في الشَّيْبِ والإِعسارِ
عمر بن الوردي(10/286)
- أكثرَ الناسُ في النساءِ وقالوا ... إِن حُبَّ النساءِ جهدُ البلاءِ
- ليسَ حبُّ النساء جُهْداً ولكن ... قُرْبُ من لا تُحِبُّ جهدُ البلاءِ
الشافعي(10/287)
- تمتَّعْ بها ما ساعفتْكَ ولا تكن ... جَزوعاً إِذا بانَتْ فسوف تَبينُ
- وإِن حلفَتْ لا ينقضُ النأيُ عَهْدَها ... فليس لمخضوبِ البَنانِ يَمينُ
شاعر(10/288)
- شيئانِ يعجزُ ذو الرياضةِ عنهما ... رأيُ النساءِ وإِمرةُ الصبيانِ
- أما النساءُ فإِنهنَّ عواهرٌ ... وأخو الصِّبا يجري بكل عنانِ
بكر بن محمد المازني(10/289)
- حبُّ النساء مهلكةٌ للمالِ ... والدِّينِ والوقارِ والجلالِ
- لا تَعْلُ فيهن ولا تُغَالِ ... واقنعْ بما تَمْلِكُ من حَلالِ
فهُنَّ في الغاياتِ مثلُ القَصْوَرِ
محمد الوحيدي(10/290)
- من يتبعْ كل ما يراهُ ... منهنَّ لم يقضِ له مُناه
- لأنهُ مهما رَالى اشتَهاهُ ... وقلما أصابَ في مَرْماه
لكثرةِ العُيُوبِ عندَ المَخْبَرِ
محمد الوحيدي(10/291)
- دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفاءُ ... ريحُ الصِّبا وعهودُهن سواءُ
- يَكْسِرنَ قلبكَ ثم لا يجبرنهُ ... وقلوبُهن مع الوفاءِ خَلاءُ
علي بن أبي طالب(10/292)
- ولا تأمنوا مكرَ النساءِ وأَمْسِكوا ... عُرى المالِ عن أبنائهنَّ الأصاغرِ
- فإِنكَ لم ينذركَ أمرٌ تخافهُ ... إِذا كنت منه خائفاً مثل خابر
جران العود(10/293)
- إِذا بلغَ الوليدُ لديكَ عشراً ... فلا يدخلْ على الحَرَمِ الوليدُ
- فإِن خالفْتَني وأَضَعْتَ نُصْحي ... فأنتَ وإِن رُزِقْتَ حِجىً بليدُ
- ألا النِّساءَ جِبالُ غَيٍ ... بهن يُضَيَّعُ الشَّرَفُ التليدُ
المعري(10/294)
- لا تَدْنُوَنَّ من النِّسا ... ءِ (النساء) فإِن غِبَّ الأَرْيِ مُرْ
المعري(10/295)
- خيرُ النساءِ اللواتي لا يَلِدْنَ لكم ... فإِنَ وَلَدْنَ، فخيرُ النَّسْلِ ما نَفَعنا
- وأكثرُ النسلِ يشقي الوالدان به ... فليتَهُ كان عن آبائِه دفَعا
- أضاعَ داريكَ من ديناً وآخرةِ ... لا الحيُّ أغنى، ولا في هالكٍ رَفَعا
- وكم سليلٍ رَجاهُ للجمالِ أبٌ ... فكان خِزْياً بأعلى هَضْبةٍ رَفَعا
المعري(10/296)
- أرى صاحبَ النسوانِ يحسبُ أنها ... سواءٌ وبَوْنٌ بينهن بعيدُ
- فمنهنَّ جناتٌُ يفئُ ظلالَها ... ومنهن نِيرانٌ لهنَّ وقودُ
شاعر(10/297)
- بكُلِّ سبيلٍ للنساءِ قتيلُ ... وليس إِلى قَتْلِ النِّساءِ سبيلُ
- وفي كلِّ دارٍ للمجينَ حاجَةٌ ... وما هي إِلا عَبْرَةٌ وعويلُ
البحتري(10/298)
- لا تأمننَّ على النساءِ ولو أخا ... ما في الرجالِ على النساءِ أمينُ
- إِن الأمينَ وإِن تَعَفَّفَ جُهْدَهُ ... لا بُدَّ أن بنظرةٍ سيخونُ
- القَبْرُ أو في من وَثِقْتَ بعَهْدِهِ ... ما للنساءِ سوى القُبورِ حُصونُ
علي بن أبي طالب(10/299)
- فإِن تَسْألوني بالنساءِ فإِنني ... بَصيرٌ بأدواءِ النساءِ طَبيبُ
- إِذا شابَ رأسُ المرءِ أو قلَّ مالهُ ... فليس له في وُدِّهِنَّ نَصيبُ
- يردنَ ثراءَ المالِ حيثُ وَجَدْنَهُ ... وشَرْخُ الشبابِ عندَهُنَّ عَجيبُ
علقمة بن عبدة الفحل(10/300)
- إِذا لم يكن في المنزلِ المرءِ حرةٌ ... مدبرةُ ضاعتْ مروءةُ دارهِ
علي بن أبي طالب(10/301)
- إِن النساءَ كأشجارٍ نبتنَ معاً ... منها المرارُ وبعضُ النبتِ مأكولُ
- إِن النساءَ متى يُنهينَ عن خُلُقٍ ... فإِنه واجبٌ لابد مَفْعلُ
طفيل الغنوي أو عبد الله بن قيس(10/302)
- لا ينصرفْنَ لرشدٍ إِن دُعينَ له ... وهنَّ بعدُ ملائيهمٌ مخاذيلُ
- فما وعدنكَ من شرٍ وَفَيْنَ له ... وما وَعَدْنَ من الخَيْراتِ تَضْليلُ
الرقيات(10/303)
- لعمرُكَ ما أنجاكَ طرفكَ في الوغى ... من الموتِ، لكنَّ القضاءَ الذي يُنْجي
- فلا تكُ زيراً للنساءِ وإِن تَمِلْ ... لهنَّ فلا تأذنْ لزيرٍ ولا صَنْجِ
- ولا تَدْنُ للصهباءِ بنتاً لأبيضٍ ... ولا تَقْربِ الحمراءَ، من وَلَدِ الزنجِ
- (زير النساء: الذي يكثر زيارهن) ، (الصنج: آلة من آلات الطرب) ، (الصهباء: الخمر) ، (الحمراء: المعتصررة من العنب الأسود) ، (بنتاً لأبيض: المعتصرة من العنب الأبيض)
المعري(10/304)
- صاحبْهمُ بترفقٍ ما أصبحوا ... وتجافَ عن تعنيفهم إِن أذنبوا
- ودعِ العتابَ إِذا بدَتْ لك زلةٌ ... إِن الهوى متجرمٌ لا يعتبُ
- واحملْ لهم جَوْرَ الملالِ وحملُهُ ... صعبٌ ولكن القطيعةَ أصعبُ
أسامة بن منقذ(10/305)
- أسكينُ ما ماءُ الفراتِ وطيبُهُ ... منا على ظمأٍ وحُبِّ شرابِ
- بألذَّ منكِ وإِن نأيْتِ وقلما ... تَرْعى النِّساءُ أمانةَ الغُيَّابِ
عمر بن أبي ربيعة(10/306)
- لا يمنعنَّكَ من مخدرةٍ ... قَوْلٌ تلغظهُ وإِن جَرَحا
- عسرُ النساءِ إِلى مياسرةٍ ... والصعبُ يمكنُ بعد ما جَمَحا
بشار بن برد(10/307)
- وإِذا النساءُ نشأنَ في أميةٍ ... رضعَ الرجالُ جهالةً وخُمولا
أحمد شوقي(10/308)
- فيا ربِّ لا تجعلْ شبابي وجِدّتي ... لشيخٍ يُعَنيِّني ولا لغُلامِ
- ولكن صُمُلٍ قد عَلا الشَّيْبُ رأسَه ... شَديدُ مناطِ المضربين حُسامِ
شاعرة(10/309)
- وما المكرُ إِلا للنساءِ وإِنما ... عَدُوُّكَ من يشجيك حتى تصالحهْ
علي بن الجهم(10/310)
- إِذا شئتَ يوماً وُصْلةً بقرينةٍ ... فخيرُ نساءِ العالمين عَقيمُها
- توقَّ النساءَ على عِفَّةٍ ... ليجزيكَ الواحدُ القيِّمُ
- فأبكارهنَّ ابتكارُ البلا ... وأيِّمُهن هي الأيِّمُ
المعري(10/311)
- ومن صِفاتِ النساءِ قِدْما ... أن لَسْنِ في الوُدِّ منصفاتِ
- وما يبَينُ الوفاءُ إِلا ... في زَمَنِ الفَقْدِ والوَفاةِ
المعري(10/312)
- دعاوي الناسِ في الدنيا فُنونٌ ... وعلمُ الناسِ أَكْثرُهُ ظنونُ
- وكم من قائلٍ أنا من فُلانٍ ... وعند فُلانةَ الخَبَرُ اليقينُ
أبو شرف عماد(10/313)
- تَوَقُّوا النساءَ، فإِن النساءَ ... نقصنَ حظوظاً وعقلاً ودينا
- فلا تُطْمِعوهنَّ يوماً فقد ... تكونُ الندامةُ منه سِنينا
صفي الدين الحلي(10/314)
- شَرُّ النساءِ مشاعاتٌ غَدَوْنَ سدى ... كالأرضِ يَحْمِلْنَ أولاداً مَشاعينا
المعري(10/315)
-5- النصح والوصية(10/316)
- ألا رب نُصْحٍ يُغْلَقُ البابُ دونَه ... وغشٍ لدى جَنْبِ الشريرِ مقربُ
الرقاشي(10/317)
- سَمْعي مُوَقىَّ، سالمٌ ... فقلِ الصوابَ ولا تَصِحْ
- والمرءُ في تَرْكيبهِ ... غَضَبٌ يَهيجُ، إِذا نُصِحْ
المعري(10/318)
- ألآ ربَّ ذي نُصْحٍ وقد تَسْتَغِشُّه ... ومن جاهدٍ في الغِشِّ يحسبُ
- إِذا نَصَحْتَ لذي عُجْبٍ لترْشِدَه ... فلم يُطعْكَ، فلا تنصحْ له أبدا
- فإِن ذا العُجْبِ لا يعيكَ طاعته ... ولا يُجيبُ إِلى إِرشاده أَحَدا
- وما عليكَ وإِن غاوٍ غَوَى حِقَباً ... إِن لم يكنْ لكَ قُرْبى أو يكنْ وَلَدا
ناصحا بن همام الأبرش(10/319)
- فما كُلُّ ذي نُصْحٍ بمؤتيكَ نُصْحَهُ ... ولا كل مؤتٍ نُصْحَهُ بلبيبِ
- ولكن إِذا ما استجمعا عند واحدٍ ... فحُقَّ له من طاعةٍ بنَصيبِ
الأرجاني(10/320)
- لا تبخلنْ بالنصحِ إِن ضؤولةٍ ... بالمرءِ غشِ المستشير المجهد
- وأجبْ أخاكَ إِذا استشارَكَ ناصحاً ... وعلى أخيكَ نصيحةً لاتردُدِ
عبد الله بن معاوية الجعفري(10/321)
- آفةُ النصحِ أن يكون لجاجاً ... وأذى النُّصحِ أن يكون جِهارا
أحمد شوقي(10/322)
- إِذا لم تكن لمقالِ النصحِ ... سَميعاً ولا عاملاً أنتَ بهْ
- سينبهكَ الدهرُ من رقدةِ ال ... ملاهي (الملاهي) وإِن قلْتَ لا أنتبهْ
أبو الفضل الميكالي(10/323)
- لكَ نُصْحي وما عليكَ جِدالي ... آفةُ النصحِ أن يكون جِدالا
أحمد شوقي(10/324)
- النصحُ أرخصً ماباع الرجالُ فلا ... ترددْ على ناصحٍ نُصْحاً ولا تَلُمِ
- إِن النصائحَ لا تخفى مَناهِجُها ... على الرجالِ ذوي الأبابِ والفهمِ
الأصمعي(10/325)
- ألا رُبَّ من تغتشيهُ ناصحٌ ... ومؤمنٍ بالغيب غيرُ أمينِ
- فلا يَجْتلبْكَ القولُ فعلَ تحته ... فكم من نصيحٍ باللسانِ خؤوننِ
- رب من أغتشُّهُ ينصحني ... وأخي نُصْحٍ بغيبٍ قد يَخونْ
عبد الله بن همام(10/326)
- انصحْ صدرقَكَ مرتين ... فإِن عصاكَ فغِشَّهُ
- لو ظن صدقَكَ ما عصى ... وأبى وأظهرَ فُحْشَه
صفي الدين الحلي(10/327)
- أبني، لإِني قد كبرتُ، ورابني ... بصري، وفيَّ لمصلحٍ مستمتعُ
- فلئن هَلَكْتُ، لقد بنيتُ مَساعياً ... تبقى لكمْ منها مآثرُ، أربعُ
- ذكرٌ، إِذا ذُكِرَ الكرامُ، يَزينُكمْ ... وراثةُ الحَسَبِ المقدمِ تنفعُ
- ومُقامُ أيامٍ، لهنَّ فضيلةٌ ... عند الحفيظةِ، والجامعُ تجمعُ
- ولُهى من الكسبِ الذي يغنيكمُ ... يوماً، إِذا احتضرَ النفوسَ المطمعُ
- ونصيحةٌ في الصدرِ، باديةٌ لكمْ ... مادمتُ أبصرُ في الرجالِ وأسمعُ
- أوصيكمُ بتقى الإِلهِ، فلإِنه ... يعطي الرغائبَ من يشاءُ، ويمنعُ
- وببرّ والدِكم، وطاعةِ أمرِه ... إِن الأبَرَّ، من البنينَ، الأطوعُ
- إِن الكبيرَ إِذا عصاهُ أهلُهُ ... ضاقَتْ يداه بأَمْرِه ما يصنعُ
- ودعُوا الضغينةَ، لا تكنْ من شأنكمْ ... إِن الضغينةَ للقرابة، توضعُ
- واعْصوا الذي يزجي النائمَ بينكمْ ... متنصحاً، ذاكَ السمامُ المقنعُ
- يزجي عقاربهُ، ليبعثَ بينكمْ ... حَرْباً، كما بعث العروقَ الأخدعُ
- لا تأمنوا قوماً، يشبُّ صغيرُهمْ ... بين القوابلِ، بالعداوةِ يَنْشَعُ
- فضلتْ عداوتُهم على أحلامِهم ... وأبتْ ذبابُ صدورِهم، لا تُنزعُ
- إِن الذين ترونَهم نصحاءَكم ... يشفي غليلَ صدوهم أن تُصْرَعوا
- (اللُّهى: الطعام القليل)
عبدة بن الطبيب يوصي أولاده(10/328)
- واصبِرْ على مُرِّ النصيحةِ واغْتَبطْ ... بودادِ من لا قالَ بالإِحفاظِ
- إِن تنسَ ما أجرمْتَ، فهو مسطرٌ ... بأكفِّ أملاكٍ له حُفاظِ
الصاحب شرف الدين الأنصاري(10/329)
- احفظْ نصيحةَ من بدا لكَ نُصْحُهُ ... وكذاكَ رأيَ الحُرِّ جهدَكَ فاقبلِ
الملتمس(10/330)
- إِنما المجدُ ما بنى والدُ الصد ... قِ (الصدق) وأحيا فعالَه المولودُ
- وتمامُ الفضلِ الشجاعةُ والحل ... مُ (الحلم) إِذا زانَه عَفافٌ وجودُ
- وثلاثون يا بنيَّ إِذا تفرقتِ الأس ... همُ (الأسهم) أودى بجَمْعِها التبديدُ
- وذو الحلمِ والأكابر أولى ... أن يُرى منكمو لهم تسويدُ
- وعليكمُ حفظُ الأصاغرِ حتى ... يبلغَ الخثَ الأصغرُ المجهودُ
قيس بن عامر المنقري(10/331)
- يا من يحاولُ أن تكون صفاتُهُ ... كصفاتِ عبد اللَّه أنصتْ واسْمَعِ
- فلأنصحَّكَ في المشورةِ والذي ... حجَّ الحجيجُ إِليه فاسمعْ أو دعِ
- اصْدُقْ وعفَّ وبرَّ واصبرْ واحتملْ ... واصفحْ وكافِ ودارِ واحلمْ واشجعِ
- والطفْ ولنْ وتأنَّ وارفقْ واتئدْ ... واحزمْ وجدَّ وحامِ واحتملْ وادفعِ
- فلقد محتكَ إِن قبلتَ نصيحتي ... وهُديتَ للنهجِ الأسدِّ المهيعِ
أبو العثمل(10/332)
- لأبي العتاهية يوصي ولده
- اسلكْ بنيَّ مناهجَ الساداتِ ... وتخلقَنَّ بأشرفِ العاداتِ
- لاتلهينَّكَ عن معادكَ لذةٌ ... تَفْنى وتورثُ دائمَ الحَسَراتِ
- إِن السعيدَ غداً زهيدٌ قانعٌ ... عندَ الإِلهِ بأخلصِ النياتِ
- أقم الصلاةَ لوقتها بشروطِها ... فمن الضلالِ تفاوتُ المقياتِ
- وإِذا اتسعتَ برزقِ ربكَ فاتخذْ ... منه الأجَلَّ لأوجهِ الصدقاتِ
- في الأقربينَ وفي الأباعدِ تارةً ... إِن الزكاةَ قرينةُ الصلوات~ِِ
- وارعَ الجوارَ لأهلِه متورعاً ... بقضاءِ ما طلبوا من الحاجاتِ
- واخفضْ جاناحَكَ إِن مُنِحْتَ إِمارةً ... وارغبْ بنفسِكَ عن ردى اللذاتِ
أبو العتاهية(10/333)
- قال يزيد بن الحكم الثقفي يعظ ابنه بدراً:
- يابدُ والأمثالُ يضربُ ... ها لذي اللبِّ الحَكيمُ
- دمْ للخليلِ بودهِ ... ما خيرُ ودٍ لا يدومُ
- واعرفْ لجارِكَ حَقَّه ... والحقُّ يعرفُهُ الكريمُ
- واعلمْ بأنَّ الضيفَ يو ... ماً (يوما) سوف يحمدُ أو يلومُ
- والناسُ مبتنيانِ محمو ... دُ (محمود) البنايةِ أو ذميمُ
- واعلمْ بنيَّ فإِنه ... بالعلمِ ينتفعُ العليمُ
- إِن الأمورَ دقيقُها ... مما يهيجُ له العظيمُ
- والثأرُ مثلُ الدَّيْنِ تقاضا ... هُ (تقاضاه) وقد يُلوى الغريمُ
- والبغيُ يصرعُ أهلَهُ ... والظلمُ مرتعُهُ وخيمُ
- ولقد يكون لكَ البعي ... دُ (البعيد) أخا ويقطعُكَ الحميمُ
- والمرءُ يكرمُ للغِنى ... ويُهانُ للعَدمِ العديمُ
- قد يقترُ الحولُ التقيُّ ... ويكثرُ الحمقُ الأثيمُ
- يُملى لذاكَ ويُبْتلى ... هذا فأيهما المضيمُ؟
- والمرءُ في الحقو ... قِ (الحقوق) وللورثةِ ما يسيمُ
- وتخربُ الدنيا فلا ... بؤسٌ يدومُ ولا نعيمُ
- كُلَّ امرئٍ ستئيمُ مـ ... نه (منه) العرسُ أو منها يئيمُ
- ماعلمُ ذي ولدٍ لأَيَشْ ... كلهُ أم الولدُ اليتيمُ
- والحربُ صاحبُها الصل ... يبُ (الصليب) على تلاتِلها العَزومُ
- من لا يملُّ ضراسَها ... ولدى الحقيقةِ لا يَخيمُ
- واعلمْ بأن الحربَ لا ... يسطيعُها المرحُ السَّؤومُ
- والخيلُ أجودُها المنا ... هبُ (المناهب) عند كتبِها الأزومُ
يزيد بن الحكم الثقفي(10/334)
- اسمعْ أخيَّ نصيحتي ... فالنصحَ من محضِ الديانهْ
- لاتقربَنَّ من الشها ... دةِ (الشهادة) والوساطةِ والأمانةْ
- تسلمْ من أن تعزى لزو ... رٍ (لزور) أو فضولٍ أو خِيانةْ
المارتلي أبو عمران موسى(10/335)
- قال يعرب بن قحطان يوصي أبناءه الأقيال وهو أول ناطق بالعربية:
- أوصيكمُ بما وَصَّ أباكم ... أبوه عن أبيهِ عن الجدودِ
- أزيعُوا العلمَ ثم تعلَّموه ... فما ذوِ العلمِ كالغرِّ البليدِ
- ولا تصغُوا إِلى حسدٍ فتغووا ... غواية كل مختبلٍ حسودِ
- وذودوا الشرَّ عنكم ما استطعتمْ ... فليسِ الشرُّ من خلق الرشيدِ
- وكونوا منصفينَ لكلِّ دانٍ ... لينصفكمْ من القاصي البعيدِ
- وبابَ الكبرِ عنكمْ فاتركوهُ ... فإِن الكبرُ من شيمِ العبيدِ
- عليكمْ بالتواضعِ لا تزيدوا ... على فضلِ التواضعِ من مزيدِ
- وإِن الصفحِ أفضلُ ما ابتغيتمْ ... به شرفاً من الملكِ العتيدِ
- وحق الجارِ لا تنسوه فيكم ... تنالُوا كُلَّ مكرمةٍ وجُودِ
يعرب بن قحطان(10/336)
- قال ابن الوردي يعظ ابنه:
- أي بنيَّ اسمعْ وصايا جَمَعَتْ ... حكَماً خصت بها خير المللْ
- اطلبِ العلمَ ولا تكسلْ فما ... أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكسلْ
- واهجرِ النومَ وحصلْه فمن ... يعرفِ المطلوبَ يحقرْ ما بذِلْ
- واتركِ الدنيا فمن عاداتِها ... تخفضُ العالي وتُعليْ من سَفَلْ
- كم جهولٍ وهو مثرٍ مكثرٌ ... وحكيمٍ ماتَ منها بالِعللْ
- كم شجاعٍ لم ينلْ منها الغِنى ... وجبانٍ نالَ غاياتِ الأملْ
- فاتركِ الحيلةَ فيها واتئدْ ... إِنما الحيلةُ في تركِ الحيلْ
- لا تقلْ أصلي وفصلي أبداً ... إِنما أصلُ الفتى ما قد حَصَلْ
- قيمةُ الإِنسانِ ما يحسنُهُ ... أكثرَ الإنسانُ منه أو أقلْ
- بين تبذيرٍ وبُخْلٍ رتبةٌ ... وكلا هذينِ إِن زادَ قَتَلْ
ابن الوردي(10/337)
- يا واعظَ الناسٍ عما أنتَ فاعلُه ... يا من يعدُّ عليه العمرُ بالنَّفَسِ
- احفظْ لشيبِك من عيبٍ يدنسُه ... إِن البياضَ قليلُ الحملِ للدنسِ
- كحاملٍ لثيابِ الناسِ يغسلُها ... وثوبهُ غارقٌ في الرجسِ والنَجسِ
- وموعظةُ الشفيقِ تكونُ داءً ... إِذا خالفْتَ موعظةَ الشفيقِ
- دعوا الأمرَ الدقيقَ وزمِّلوه ... فتلقيحُ الجليلِ من الدقيقِ
ابن هرمة(10/338)
- إِذا نكباتُ الدهرِ لم تعظِ الفتى ... وأفزع منها لم تعظْهُ عواذله
يحيى الشافعي(10/339)
- تعمدْني بنصحِكَ في انفرادي ... وَجِّنْبني النصيحةَ في الجماعةْ
- فإِن النصحَ بين الناسِ نوعٌ ... من التوبيخِ لا أرضى استماعَهْ
- وإِن خالفتني وعصيتَ قولي ... فلا تجزعْ إِذا لم تُعْطِ طاعهْ
الشافعي(10/340)
- وما كُلُّ من بيدي المودة ناصحٌ ... كما ليس كُلُّ البرقِ يصدقُ خائلهْ
- وقد يظهرُ المقهورُ أقصى مودةٍ ... وحبالُ مبثوثةٌ ومناجلهْ
علي بن مقرب(10/341)
- متى يولكَ المرءُ الغريبُ نصيحةً ... فلا تُقْصهِ، واجبُ الرفيقَ، وإِنَ ذَّما
- ولا تكُ ممن قَرَّبَ العبدَ شارخاً ... وضَيَّعَه إِذا صار، من كِبَرٍ، هَمَّاً
المعري(10/342)
- تَنَخَّلْتُ آرائي وسُقْتُ نصيحتي ... إِلى غيرِ طَلْقٍ للنصحِ ولا هشِّ
- فلما أبى نُصْحي سَلَكْتُ سبيلهُ ... وأوسعتهُ من قولِ زُورٍ ومن غِشِّ
التَّوزي(10/343)
- لا تقطعِ الناصحَ الشفيقَ على ... أولِ ذنبٍ ولا تكنْ غلقا
عبد الله الجعفري(10/344)
- أجبيلُ، إِن أياكَ كاربُ يومهِ ... فإِذا دُعِتْتَ، إِلى العظائمِ، فاعجَلِ
- أوصيكَ، إِيصاءَ امرئٍ لكَ ناصحٍ ... طَبنٍ، بريبِ الدهرِ، غيرِ مغفلِ
- اللَّهَ فاتقِه، وأوفِ بنذرهِ ... وإِذا حلفْتَ، ممارياً، فتحلَّلِ
- والضيفَ، أكرْمهُ، فإِن مبيتَهُ ... حقٌ، ولا تكُ لعنةً، للنُّزَّلِ
- واعلمْ بأن الضيفَ مخبرُ أهلهِ ... بميتِ ليلتهِ، وإِن لم يسألِ
- ودعِ القوارصَ، للصديقِ، وغيره ... كيلا يروكَ من اللئَامِ، العُزَّلِ
- وصلِ الموصِل، ما صفا لك ودُّه ... واحذرْ حبالَ الخائنِ، المبتدلِ
- واتركْ محلَّ السوءِ، لا تحُللْ به ... وإِذا نَبابكَ منزلٌ فتحَوَّلِ
- دارُ الهوانِ لمن رآها دارهُ ... أفراحِلٌ عنها كمن لم يَرْحَلِ
- واسْتَغْنِ، ما أغناكَ رَبُّكَ بالغِنى ... وإِذا تصبْكَ خَصاصةٌ فتجمَّلِ
- وإِذا تشاجَرَ، في فؤادِكَ، مرةً ... أمرانِ، فاعمدْ للأعنفِّ الأجملِ
- واستأنِ حملَكَ في أمورِكَ كُلِّها ... وإِذا عَزَمْتَ على الهوى، فتوَكَّلِ
- وإِذا هممتَ بأمرِ شرٍ، فاتئِدْ ... وإِذا هَمَمْتَ بأمر خيرٍ، فافعلِ
- وإِذا أتتكَ من العدوِّ قوارصٌ ... فاقرصْ كذاكَ، ولا تقلْ: لم أفعلِ
- وإِذا افْتَقَرْتَ فلا تكنْ متخشعاً ... ترجو الفواصلَ، عندَ غير المفضلِ
- وإِذا لقيتَ القومَ فاضربْ، فيهمُ ... حتى يروكَ طلاءَ أجربَ، مهملِ
- وإِذا لقيتَ الباهشينَ إِلى النَّدى ... غُبْراً أكفهم، بقاعٍ ممحِلِ
- فأعنهمُ، وايسرْ، بما يَسَرُوا به ... وإِذا همُ، نَزَلُو، بضَنْكٍ، فانزلِ
- (كارب يومه: دنى أجله) ، (الباهشين: الضاحكين)
عبدُ قيس بن خُفاف(10/345)
- سأوصي بصيراً إِن دنوتُ من البلى ... وكلُّ امرئ: يوماً سيصبحُ فانيا
- بأن لا تأنَّ الوُدَّ من متباعدٍ ... ولا تنأ إِن أمسى بقربِكَ راضيا
- وذا، الشرِ فاشنأهُ وذا الوُدِّ فاجزِه ... على وده أو زدْ عليه الغلانيا
- وآسِ سراةَ الحيِّ حيثُ لقيتَهم ... ولا تكُ عن حَمْلِ الرباعةِ وانيا
- وإِن بشراً يوماً أحال بوجهِه ... عليك فحلْ عنه وإِن كنتَ دانيا
- وإِن تُقى الرحمنِ لا شيءَ مثلهُ ... فصبراً إِذا تَلْقلى السحاقَ الغراثيا
- ورَبَّكَ لا تشرِكْ به إِن شِرْكَهُ ... يَحُطُّ من الخيراتِ تلكَ البواقيا
- بل اللهَ فاعبدْ لا شريكَ لوجههِ ... يكنْ لك فيما تكدحُ اليومَ راعيا
- وإِياكَ والميتاتِ لا تقربنَّها ... كفى بكلامِ اللَّهِ عن ذاكَ ناهيا
- ولا تعدنَّ الناسَ ما لسْتَ مُنْجزاً ... ولا تشتمنْ جاراً لطيفا مُصافيا
- ولا تزهدَنْ في وَصْلِ أهلِ قرابةٍ ... ولا تكُ سَبْعاً في العشيرةِ عاديا
- وإِن امرأً أسدى إِليكَ أمانةً ... فأوفِ بها إِن مُتَّ سُمِّيْتَ وافيا
- ولا تحسدِ المولى وإِن كان ذا غِنىً ... ولا تجفُهُ إِن كان في المالِ غانيا
- ولا تَخْذُلنَّ إِن القومَ إِن نابَ مَغْرَمٌ ... فإِنكَ لاتعدم إِلى المجدِ داعيا
- وكنْ من وراءِ لجارِ حِصْناً مُمَنَّعاً ... وأوقدْ شهاباً يسفعُ الناسَ حاميا
- وجارةِ جَنْبِ البيتِ لا تبغِ سِرَّها ... فإِنكَ لا تخفى من اللَّهِ خافيا
- (الرباعة: غرامة يتحملها سيد القوم عن ديات القتلى والمغارم
ثم يسعى في جمعها من قومه) ، (الغراثيا: أي الجائع) ، (وأوقد شهابا: أي أعلن الحرب من أجل الجار)
الأعشى ميمون(10/346)
- واسْتَنْصِحِ البرَّ التقي وشاورِ ... الفطنَ الذكيَّ تكنْ ربيحَ المتجلرِ
- واخزنْ لسانكَ واحترسْ من نطقِه ... واحذرْ بوادرَ غَيَّه ثم احذرِ
- واصفحْ عن العَوْراءِ لإِن قيلتْ وعُدْ ... بالحلمِ منكَ على السفيه
المعورِ(10/347)
- وكِلِ المسيءَ إلى إِساءته ولا ... تتعقبِ الباغي ببَغْيِ تنصُّرِ
- فكفاكَ من شَرٍّ سماعُكَ خبرهُ ... وكفاكَ من خبَرٍ قبولُ المُخْبرِ
عبد الملك الجزائري(10/348)
- اسمعْ مقالةَ ناصحٍ ... جَمَعَ النصيحةَ والمِقةْ
- إِياكَ واحذرْ أن تبي ... تَ (تبيت) من الثقاتِ على ثِقةْ
أحمد بن فارس(10/349)
- من كانَ ذا نصيحةٍ نَهاكا ... ومن يكنْ ذا بُغْضةٍ أغراكا
عبد الله السابوري(10/350)
- يا إِخوتي أوصيكمُ كلكمْ ... وصيةَ الولدِ والوالدةْ
- لا تنقُلو الأقدامَ إِلا إِلى ... من لكمْ في قصدهِ فائدةْ
- إِما لعلمٍ تستفيدونَه ... أو لنوالٍ أو إِلى مائدةْ
- فإِن عَدِمْتمْْ هذه كُلَّها ... فانقطعوا عن ذاكَ بالوحدةْ
هبة الله الأنصاري(10/351)
- قال: علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه ينصح ولده الحَسَن:
- تردَّ رداءَ الصَّبْرِ عندَ النوائبِ ... تنلْ من جميلِ الصبرِ حسنَ العَوَاقبِ
- وكنْ صاحباً للحلمِ في كُلِّ مشهدٍ ... فما الحلمُ إِلا خيرُ خِذْنٍ وصاحبِ
- وكنْ حافظاً عهدَ الصديقِ وراعياً ... تذقْ من كمالِ الحفظِ صفوَ المشاربِ
- وكنْ شاكراً للَّهِ في كلِّ نعمةٍ ... يثبْكَ على النُّعمى جزيلَ المواهبِ
- وما المرءُ إِلا حيثُ يجعلُ نفسَهِ ... فكنْ طالباً في الناسِ أعلى المراتبِ
- وكنْ طالباً للرزقِ من بابِ حِلَّةٍ ... يضاعفْ عليك الرزقُ من كُلِّ جانبِ
- وصنْ منكَ ماءَ الوجهِ لاتبذلنَّه ... ولا تسألِ الأرذالَ فضلَ الرغائبِ
- وكنْ موجباً حقَّ الصديقِ إِذا أتى ... إِلبكَ ببرٍّ صادقٍ منك واجبِ
- وكنْ حافظاً للوالدين وناصراً ... لجارِكَ ذي التقوى وأهلِ التقاربِ
علي بن أبي طالب(10/352)
- ينسب إِلى علي أنه قال مخاطباً الحسين:
- أحسينُ إِني واعظُ ومؤدبٌ ... فافهمْ فأنتَ العاقلُ المتأدبُ
- واحفظْ وصيةَ والدٍ متحننٍ ... يغذوكَ بالآدابِ كيلا تعطبُ
- أبُنَيَّ إِن الرزق مكفولٌ به ... فعليكَ بالإِجمالِ فيما تطلبُ
- لا تجعلنَّ المالَ كسبَكَ مفرداً ... وتقى إِلهكَ فاجعاَنْ ما تكسبُ
- أبُنَيَّ إِن الذكرَ فيه مواعظٌ ... فمن الذي بعظاتِهِ يتأدبُ
- فاقرأ كتابَ اللَّهِ جهدَكَ واتلُهُ ... فيمن يقومُ به هناكَ وينصبُ
- بتفكرٍ وتخشعٍ وتقربٍ ... إِن المقربَ عندَه المتقربُ
- واعبدْ إِلهكَ ذا المعارجِ مخلصاً ... وانصتْ إِلى الأمثالِ فيما تضربُ
- وإِذا مرْتَ بآيةٍ وعظيمةٍ ... تصفُ العذابَ فقفْ ودمعُكَ يسكبُ
- وإِذا مررْتَ بآيةٍ في ذكرِها ... وصفُ الوسيلاةِ والنعيمِ المعجبُ
- فاسأل إِلهكَ بالإِنابةِ مخلصاً ... دارِ الخلودِ سؤالَ من يتقربُ
- واجهدْ لعلكَ أن تحلَّ بأرضِها ... وتنالَ روح مساكن لا تخربُ
- بادرْ هواكَ إِذا هممْت بصالحٍ ... خوفَ الغوالبِ أن تجئَ وتغلبُ
- وإِذا هممْتَ بسيءٍ فاغمضْ له ... وتجنبِ الأمرَ الذي يُتَجنبُ
- واخفضْ جناحكَ للصديقِ وكن له ... كأبٍ على أولادِه يتحدَّبُ
- والضيفَ أكرِمْ ما استطعْتَ جوارَه ... حتى يعدَّكَ وارثاً ينتسبُ
- واجعلْ صديقَكَ من إِذا آخيتَه ... حفظَ غلإِخاءَ وكان دونَكَ يضربُ
- واطلبهمُ طلبَ المريضِ شفاءَه ... ودعِ الكذوبَ فليس ممن يصحبُ
- واحفظْ صديقكَ في المواطنِ كُلِّها ... وعليكَ بالمرءِ الذي لا يكذبُ
- واقلِ الكذوبَ وقربَه وجَوارَه ... إِن الكذوبَ ملطخٌ من يَصْحَبُ
- يعطيكَ ما فوقَ المنى بلسانِه ... ويروغُ منكَ كما يروغُ الثعلبُ
- واحذرْ ذوي الخلقِ اللئامَ فإِنهم ... في النائباتِ عليك ممن يخطبُ
- يَسْعَون حولَ المرءِ ما طمعوا به ... وإِذا نبا دهرٌ جَفَوا وتغيبوا
- ولقد نصحْتُكَ إِن قبلتَ نصيحتي ... والنصحُ أرخصُ ما يباعُ ويُوْهَبُ
علي بن أبي طالب(10/353)
- من لم يعظهُ الدهرُ بالتجاربِ ... لم يتعظْ يوماً بقولِ صاحبِ
- إِذا لقيْتَ الناسَ بالنصيحةْ ... فوطنِ النفسَ عللى الفضيحةْ
- من صدقَ الصاحبَ والرفيقا ... لم يدعِ الصدقُ له رَفيقا
الشيخ عبد اللَّه السابوري(10/354)
-6- النعمة، نعم ولا(10/355)
- كُلُّ ذي نعمةٍ مخلوسُها ... وكل ذي أملٍ مكذوبُ
- وكُلُّ ذي إِبلٍ موروثها ... وكُلَّ سَلَبٍ مسلوبُ
- وكُلُّ ذي غيبةٍ يؤوبُ ... وغائبُ الموتِ لا يؤوبُ
عبيد بن الأبرص(10/356)
- إِذا ما عقدْنا نعمةً عند حاجةٍ ... ولم نره إِلا جَموحاً عن الشكرِ
- رَجَعْنا فعفينا الجميلَ بضِدِّهِ ... كذاكَ يجازى صاحبُ الشرِّ بالشرِّ
علي أبو الفرج الكاتب(10/357)
- نعيمُ البعضِ عندَ البعض بؤسٌ ... وسعدُ البعضِ عند البعضِ نَحْسُ
- سقانا الدهرُ أررْياً بعد شَرْيٍ ... فصِرنا من كلا طعميهِ نَحْسو
- ألا لا يغلبنكَ اليومَ يأسٌ ... لعلَّ الدهرَ ما قد شجَّ يأسو
الحسن المرغيناني(10/358)
- أنعِمْ على من تشا ... فأنت حتماً أميرهْ
- واحتجْ لمنْ شئتَ يوماً ... فما سواكَ أسيرهْ
- واستغنِ باللهِ عمن ... تشاءُ فأنتَ نظيرهْ
- فالمرءُ عبدُ هواهُ ... يضريهُ أو يجيرهْ
ابن خاتمة الأندلسي(10/359)
- وأرى النعيمَ وكل ما يلهى بهِ ... يوماً يصيرُ إِلى بلىً ونفادِ
الأسود الإِيادي(10/360)
- ولم أرَ نعمةً شملتْ كريماً ... كنعمةِ عورةٍ ستُرتْ بقبرِ
شاعر(10/361)
- إذا الفتى ظفرتْ يداهُ بنعمةٍ ... فداومُها بدوامِ شكر المنعمِ
ابن أبي حصينة(10/362)
- من قالَ "لا" في حاجةٍ ... مطلوبةٍ فما ظلمْ
- وإِنما الظالمُ من ... يقول "لا" بعدَ نعمْ
المنصور الفقيه(10/363)
- ما أنعمَ اللهُ على عبدهِ ... بنعمةٍ أو في عافيةْ
- وكل من عوفيَ في جِسْمهِ ... فإِنه في عيشةٍ راضيةْ
الضحاك بن سليمان(10/364)
- لا تتبعنَّ "نعم" "لا" طائعاً أبداً ... فإِن "لا" أفسدتْ من بعدِها نَعم
- إِن قلتَ يوماً "نعم" بدءاً فتِمَّ بها ... فإِن إِمضائها صنفٌ من الكرامِ
ابن الأعرابي(10/365)
- لا يغبطنَّ أخو نعمى بنعمتهِ ... بئسَ الحياةُ، حياةٌ بعدها الشجبُ
- نحنُ البريةُ أمسى كلنا دنفاً ... بحبُ دنياهُ حباً فوقَ ما يحبُ
المعري(10/366)
- بينا الفتى في نعيمٍ يطمئنُ بهِ ... ردَ البؤوسَ عليه الدهرُ فانقلبا
- أوفى ببؤسٍ يقاسيه وفي نصبٍ ... أمسى وقد زايلَ البأساءَ والنصبا
سهل الغنوي(10/367)
- إِذا قلتَ في شيءٍ "نعم" فأتمَّهُ ... فإِن "نعم" دينٌ على الحرِ واجبُ
- وإِلا فقل "لا" واسترحْ وأرحْ بها ... لكيلا يقولَ الناسُ إِنك كاذبُ
هرم بن غنَّام السلولي(10/368)
- إِذا كنتَ في نعمةٍ فارعَها ... فإِن المعاصي تزيلُ النعمْ
- وحافظْ عليها بتقوى الإِلهِ ... فإِن الإِلهَ سريعُ النقمْ
علي بن أبي طالب(10/369)
- وإِن كانتِ النعماءُ عندَكَ لامرئٍ ... فمثلاً بها المطالبَ أو زدِ
عدي بن يزيد(10/370)
- وكل ذي نعمةٍ يوماً ستححافهُ ... والعسرُ يتبعهُ من بعده اليُسرُ
عثمان بن الوليد(10/371)
- ألا لا تدومُ نعمةٌ وسرورُها ... على المرءِ الإِعارةُ يستعيرها
سلمى الختعمية(10/372)
- أبدأ بقولك "لا" "لا" قبل قولِ نعمْ ... ياصاحِ بعد نعمْ ما أقبحَ العِللا
- واعلمْ بأن نعمْ إِن قالَها أحدٌ ... عند المواعيدِ لم يتركْ له جدلا
ابن مستحيل العقيلي(10/373)
- لاتقولنَّ، إِذا ما لم تردْ ... أن تتمَّ الوعدَ، في شيءٍ: نَعمْ
- حسنٌ قولُ "نعم" من بعد "لا" ... وقبيحٌ قول "لا" بعدَ "نعمْ"
- إِن "لا" بعد "نعم" فاحشةٌ ... فب "لا" فابدأ، إِذا خفتَ الندَمْ
- فإِذا قلتَ "نعم" فاصبرْ لها ... بنجاحِ الوعدِ أن الخلفَ ذَمْ
- واعلمْ بأن الذمَ نقصٌ، للفتى ... ومتى لا يتقي الذمَ يُذَمْ
- أُكرمُ الجارَ وأرعى حقهُ ... إِن عرفانَ الفتى الحقَّ كرَمْ
المثقب العبدي(10/374)
- وإِذا خصِصتَ بنعمةٍ ورزقتها ... من فضلِ ربِّكَ منةً تغشاها
- فابغِ الزيادةَ في الذي أعطيتهُ ... وتمامُ ذالكَ يشكرِ من أعطاها
طريح بن إِسماعيل الثقفي(10/375)
- أَسَرْناهم وأنعْمنا عليهم ... وأسقُينا دماءَهمُ الترابا
- فما صبروا ليأسٍ عندَ حربٍ ... ولا أدَّوا لحسنِ يدٍ ثوابا
الطرماح(10/376)
-7- النفاق والمداجاة والرياء(10/377)
- اللهُ أكرمُ من يناجى ... والمرُ إِن داجتَ داجى
- كدرُ الصفاء من الصد ... يقِ (الصديق) فما ترى إِلا مزاجا
- وإِذا الأمورُ تزاجَتْ ... فالصبرُ أكرمُها نِتاجا
- والصدقُ يعقدُ فوقَ رأ ... سِ (رأس) حليفهِ للبِرِّ تاجا
- يأبى المعلقُ بالهوى ... إِلا رَواحاً رادِّلاجا
أبو العتاهية(10/378)
- من عاشرَ الناسَ لم يعدمْ نفاقهمُ ... فما يفوهونَ، من حقٍ بتصريحِ
- أنافقُ في الحياةِ كفعلِ غيري ... وكل الناسِ شأنهمُ النفاقُ
- لقاءُ الناسِ ألجأني برغُمي ... إِلى حسنِ التجمُّلِ والنفاقِ
- وقد يغشى الفتى لججَ المنايا ... حذاراً من أحاديثٍ الرفاقِ
المعري(10/379)
- ثوبُ الرياءِ يشفُ عما تحتهُ ... وإِذا التحفتَ به فإِنكَ عارِ
علي التهامي(10/380)
- كلُ صعودٍ إِلى هبوطِ ... كلُّ نفاقٍ إِلى كسادِ
- كيف يُرْجَى صلاحُ حالٍ ... في عالمِ الكونِ والفسادِ
أبو الفتح(10/381)
- خلِّ النفاقَ لأهلهِ ... وعليكَ فالتمسِ الطريقا
- وارغبْ بنفسِكَ أن ترى ... إِلا عدواً أو صديقا
إِبراهيم الصولي(10/382)
- يا أيها المبتغي أخا ثقةٍ ... عدمْتَ ما تبتغي فدعْ طمعكْ
- داجِ المداجينَ ما لقيتَهمُ ... وخادعِ النفسَ لامرئٍ خَدَعَكْ
- لا تكشفِ المرءَ عن سرائرهِ ... ودعهُ تحتَ النفاقِ ما وَدَعَكْ
- أظهرْ لهُ مثل قولِ ذي بَلَهٍ ... تريهِ إِن ضرَّ أنهُ نفعكْ
شاعر(10/383)
- يلقاكَ بالماءِ النميرِ الفتى ... وفي ضميرِ النفسِ نارٌ تقدُ
- يعطيكَ لفظاً، ليناً مَسُّهُ ... ومثلُ حد السيفِ ما يعتقدُ
المعري(10/384)
- من عاشَ غير مداجٍ من يعاشُرهُ ... أساءَ عشرةَ أصحابٍ وأخدانِ
- كم صاحبٍ يتمنى لو نُعِيتُ له ... وإِن تشكيتُ راعاني وفداني
المعري(10/385)
- طباعُ الورى فيها النفاقُ فأَقْصِهم ... وحيداً ولا تصحبْ خليلاً تنافقُهْ
- وما تحسنُ الأيامُ أن ترزقَ الفتى ... وإِن كان ذا حظٍ صديقاً يوافقهْ
- يضاحِكُ خلٌ خِلهُ وضميرُهُ ... عبوسٌ، وضاعَ الوُدُّ لولا مرافقهْ
المعري(10/386)
- رياءُ بني حواءَ في الطبعِ ثابتٌ ... فمنهم مُجِدٌ في النفاقِ وهازلُ
المعري(10/387)
-8- النفس والنفوس(10/388)
- فالنفسُ إِن أعطيتَها هواها ... فاغرةٌ نحوَ هواها فاها
شاعر(10/389)
- هوى النفسِ سكرٌ والسلوُّ إِفاقةٌ ... ولن يستبينَ الرشدَ ذو الرشدِ أو يصحو
- فدعْ نصحَ من أعماه عن رشدِه الهوى ... فإِن سواءً عنده الغشُّ والنصحُ
ابن بشران(10/390)
- إِذا طالتكَ النفسُ يوماً بجاجةٍ ... وكان عليها للقبيحِ طريقُ
- فدعْها وخالفْ ما هويتَ فإِنما ... هواكَ عدوٌ والخلافُ صديقُ
أبو الفتح البستي(10/391)
- غايةُ النفسِ أن تكونَ موقى ... ناعمَ البالِ ضاحكَ الوجهِ طلقا
- قل للذي بَسَمَتْ لهُ أيامهُ ... فغدا بخلَّبِ برقِها متعلقا
- كم عابسٍ يطوي بحاجبه النعيمَ ... وباسمٍ يطوي بمبسمهِ الشَّقا
قيصر سليم الخوري(10/392)
- صنِ النفسَ واحملْها على ما يزينُها ... تعشْ سالماًَ والقولُ فيكَ جميلُ
- ولا ترينَّ الناتسَ إِلا تجملاً ... نَبا بكَ دهرٌ أو جفاكَ خليلُ
وإِن ضاقَ رزقُ اليومِ فاصبرْ إِلى غدٍ عسى نكباتُ الدهرِ عنكَ تزولُ
علي بن أبي طالب أو الشافعي(10/393)
- لكلِ امرئٍ منا نفوسٌ ثلاثةٌ ... يعارضُ بعضُها بالمقاصدِ
- فنفسٌ تمنيهِ وأخرى تلومهُ ... وثالثةٌ تهديهِ نحو المراشدِ
أبو الفتح البستي(10/394)
- النفسُ حربُ الموتِ إِلا أنها ... أتتِ الحياةَ وشغلُها من بابهِ
- كم واثقٍ بالنفسِ نهاضٍ بها ... ساد الريةَ فيه وهو عصامُ
أحمد شوقي(10/395)
- أقبلْ على النفسِ فاستكملْ فضائلَها ... فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إِنسانُ
- واشددْ يَديكَ بحبلِ اللهِ معتصماً ... فإِنهُ الركنُ إِن خانَتْكَ أركانُ
أبو الفتح البستي(10/396)
- هي النفسُ ما حملتَها تتحملُ ... وللدهرِ أيامٌ تجورُ وتعدلُ
- وعاقبةُ الصبرِ الجميلِ جميلةٌ ... وأفضلُ أخلاقِ الرجالِ التفضيلُ
- ولا عارَ إِن زالتْ عن الحرِ نعمةٌ ... ولكن عاراً أن يزولَ التجمُّلُ
- وما المالُ إِلا حسرةٌ إِن تركتَهُ ... وغُنْمٌ إِذا قدمتَهُ متعجلُ
- وللخيرِ أهلٌ يستعدون بفعلِهِ ... وللناسِ أحوالٌ بهم تَتَنَقَّلُ
- وللهِ فينا علمُ غيبٍ وإِنما ... يؤمِّنُ منا من يشاءُ ويخذلُ
علي بن الجهم(10/397)
- وأكذبِ النفسَ إِذا حدثنَها ... لإِن صِدْقَ النفسِ يزريس بالأملْ
لبيد بن ربيعة(10/398)
- والنفسُ تواقةٌ لكن يطامنُها ... إِذا اشرأبتْ حجىً أرسى من الجَبَلِ
- فالعمرُ ظلٌ على الإِنسانِ منتقلٌ ... وليس في الأرضِ ظلٌ غيرُ منتقلِ
- وخيرُ مانلتَ من مقتبساً ... علمٌ ولكن إِذا ما زينَ بالعملِ
- لا تتركنَّ التقى يوماً فتهملّهُ ... نوماً فلستَ بمتروكٍ ولا هَمَلِ
فتيان الشاغوري(10/399)
- والنفسُ كالطفلِ إِن ترضْعهُ شبَّ على ... حُبِّ الرضاعِ وإِن تفطمْهُ ينقطمِ
البويصري(10/400)
- وإِذا كانتِ النفوسُ كباراً ... تَعِبَتْ في مُرادِها الأجسامُ
- واخْشَ الدسائسَ من جُوعٍ ومن شِبَعٍ ... فرب مَخْمَصةٍ شَرُّ من التُّخَمِ
- وخالفِ النفسَ والشيطانَ واعْصِهما ... وإِن هما مَحَضاكَ النصحَ فاتِهَّمِ
- قد تُنْكِرُ العينُ ضوءَ الشمسِ من رَمَدٍ ... وينكرُ الفمُ طعمَ الماءِ من سقمِ
المتنبي(10/401)
- أسرارُ نفسِكَ في البلادِ، كأنها ... أسرارُ وَجْهِكَ ما عليهِ لئامُ
المعري(10/402)
- ومن لا يزلْ يستحملُ الناسَ نفسه ... ولم يُغنها من الدهرِ يُسْأمِ
زهير سلمى(10/403)
- أيها النَّفْسُ الشريفَةْ ... إِنما دُنْياكَ جِيْفَهْ
- فاقنعني بالبلغةِ النَّزْ ... رةِ (النزرة) منها والطفيفةْ
- وعقولُ الناسِ في رغـ ... بتهم (رغبتهم) فيها سَخيفةْ
- أيها الظالمُ ما تر ... فقُ (ترفق) بالنفسِ الضَّعيفةْ
- أيها المسرفُ أكثرْ ... تَ (أكثرت) أباريزَ الوظيفةْ
- أيها الغافِلُ ما تُبْ ... صِرُ (تبصر) عُنْوانَ الصحيفةْ
- أيها المغرور لا تف ... رحْ (تفرح) بتوسيعِ القطيفةْ
بهاء الدين زهير(10/404)
- إِذا ما دعتكَ النفسُ يوماً لريبةٍ ... فحاذر عقابَ اللَّه فهو شديدُهُ
- فصبرُ الفتى عما يريدُ أخفُّ من ... تصبُّرهِ كرهاً لما يريدُهُ
ابن خاتمة الأندلسي(10/405)
- تخالفَ الناسُ حتى لا اتفاقَ لهم ... إِلا ععلى شَجَبٍ والخُلْفُ في الشَّجَبِ
- فقيلَ تخلصُ نفسُ المرءِ سالمةً ... وقيلَ: تشركُ جسمَ المرءِ في العطبِ
- ومن تفكرَ في الدنيا ومهجتِهِ ... أقامَهُ الفِكْرُ بين العَجْزِ والعتعبِ
المعري(10/406)
- هذبِ النفسَ بالعلومِ لترقى ... وذرِ الكُلَّ فهي للكُلِّ بيتُ
- إِنما النفسُ كالزجاجةِ والعلمُ ... سراجٌ وحكمةُ اللَّه زيتُ
- فإِذا أشرقتْ فإِنكَ حيٌ ... وإِذا أظلمَتْ فإِنكَ مَيْتُ
ابن سينا(10/407)
- أرى كلنا يبغي الحياةَ لنفسهِ ... حريصاً عليها مُسْتهاماً بها ضَبّا
- فحُبُّ الجبانِ النفسَ أوردهُ التُقى ... وحب الشجاعِ النفسَ أوردهُ الحَرْبا
- ويختلفُ الرزقانِ والفعلُُ واحدٌ ... إِلى أن ترى إِحسانَ هذا لذا ذَنْبا
المتنبي(10/408)
- ومن أخملَ النفسَ أحياها ورَوَّحها ... ولم يبتْ طاوياً منها على ضَجَرِ
- إِن الرياحَ إِذا اشْتَدَّتْ عواصفُها ... فليس ترمي سوى العالي من الشجرِ
- النفسُ بالشيءِ الممنعِ مُولَعَهْ ... والحادثاتُ أصولُها مُتَفرِّعهْ
- والنفسُ للشيءِ البعيدِ مُريدةٌ ... ولكل ما قربتْ إِليه مضيعهُ
- والمرءُ يغلطُ في تصرفِ حالهِ ... ولربما أختارَ العناءَ على الدعهْ
- لا يصلحُ النَّفْسَ إِذا كانتْ مدبرةً ... إِلا التنقلُ من حالٍ إِلى حالِ
أبو العتاهية(10/409)
- ثلاثٌ مهلكاتٌ لامحالةْ ... هوى نفسٍ يقودُ إِلى البطالةْ
- وشحٌ لا يزالُ يطاعُ دَأْباً ... وعُجْبٌ ظاهرٌ في كل حالة
أبو عثمان بن لئون التجيبي(10/410)
- هي النفسُ ما حَسَّنْتَه فمحسنٌ ... لديها، وما قَبَّححْتَهُ فمُقَبَّحُ
دعبل الخزاعي(10/411)
- قاتلُ النفسِ ولو كانت له ... أسخطَ اللَّهَ ولم يُرْضِ البشرْ
- ساحةُ العيشِ إِلى اللَّه الذي ... جعل الوردَ بإِذنٍ والصدرْ
- لا تموتُ النفسُ إِلا باسمِهِ ... قامَ بالموتِ عليها وقهرْ
- إِنما يسمحُ بالروحِ الفتى ... ساعةَ الرَّوْعِ إِذا الجمعُ اشتجرْ
- فهناك الأجرُ والفجرُ معاً ... من يعيشْ يحمدْ ومن ماتَ أُجِرْ
أحمد شوقي(10/412)
- أنا يا نفسُ مؤمنٌ بكِ مَفْتونٌ، ... فأنتِ الأولى وأنتِ الآخرْ
- إيهِ دنيا الكتابْ قُولب لغيري ... ماتشائين، إِنني عنكِ سادرْ
- (البطولات) ، (الوفاء) أساطيرٌ ... عذابٌ و (الحقُّ) حلمُ الشاعرْ
- (المروءاتُ) (والعُلا) لمحٌ بلهٌ ... وأم الأمجادِ، يامجدُ عاقرْ
- والزعاماتُ؟ دُرْ بطرفِكَ تبصرْ ... خيرَ أنموذجٍ وأجلى مساطرْ
وصفي القرنفلي(10/413)
- والنفسُ شرٌ من الأعداءِ كلهمُ ... وإِن خَلَتْ بك يوماً فاحترزْ فرقها
المعري(10/414)
- ومن لا يزلْ يستحملُ الناسَ نفسهُ ... يُعَنَّفْ وينكره الذي كان يعرفُ
القضامي(10/415)
- هل النفسُ إِلا متعةٌ مستعارةٌ ... تعارُ فتأتي ربَّها فَرْطَ أشهرِ
لبيد بن ربيعة(10/416)
- ترجي النفوسُ الشيءَ لا تستطيعُه ... وتخشى من الأشياءِ مالا يضيرُها
شبيب بن الربصاء(10/417)
- لولا حجابٌ أمامَ النفسِ يمنعُها ... عن الحقيقةِ عما مان في الأزلِ
- لآدركتْ كُلَّ شيءٍ عَزَّ مطلُهُ ... حتى الحقيقة في المعلولِ والعللِ
هبة اللَّه البغدادي(10/418)
- نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصاما ... وعلَّمته الكَرَّ والإِقداما
- وصيَّرته مَلِكاً هُماما ... حتى عَلا وجاوزَ الأقواما
النابغة الذبياني(10/419)
- إِذا أنتَ لم تَحْسبْ لنفسكَ خالياً ... أحاطَ بك المكروهُ من حيثُ لا تدري
يحيى بن طالب(10/420)
- فنفسَكَ ألزمْ عن أمورٍ كثيرةٍ ... فما لكَ نفسٌ بعدَها تستعيرُها
- فلا الجودُ عن فَقْرِ الرجالِ ولا الغنى ... ولكنهُ خيم الرجالِ وغيرِها
- وقد تخدعُ الدنيا فيسمي غنيَّها ... فقيراً ويَغْنى بعد بؤسٍ فَقيرها
- وكم طامعٍ في حاجةٍ لا ينالُها ... ومن آيسٍ منها أتاهُ بَشيرُها
الحسين بين مطير(10/421)
- اكذبِ النفسَ إِذا حدثتَها ... إِن صِدْيقَ النفسِ يزري بالأملْ
المتنبي(10/422)
- لقد زادني حُبّاً لنفسي أنني ... بغيضٌ إِلى امريءٍ غيرِ طائلِ
- وإِني شقيٌ باللئامِ ولا ترى ... شقياً بهمْ إِلا كريمَ الشمائلِ
- وما مُنعتْ دارٌ ولا عَزَّ أهلُها ... من الناسِ إِلا بالقَنا والقنابلِ
الطرماح بن حكيم(10/423)
-9- النفع والانتفاع(10/424)
- ألا ربَّ من يغشى الأباعدَ نفعُهُ ... ويشقى به حتى المماتِ أقاربُه
- فإِن يكُ خيرٌ فالبعدُ ينالُهُ ... وإِن يكُ شرٌ فابنُ عمك صاحبهُ
- أما إِذا استغنيْتُم فعدوُكمْ ... وأدعى إِذا ما الدهرُ نابَتْ نوائبُه
أبو الدبية الطائي أو الحارث بن كلدةَ(10/425)
- لا ترجُ شيئاً خالصاً نفعُهُ ... فالغيثُ لا يخلو من العَيْثِ
أبو الفتح البستي(10/426)
- لأي زمانٍ يخبأُ المرءُ نفسَه ... غداً فغداً والموتُ غادٍ ورائحُ
- إِذا المرءُ لم ينفعْكَ حياً فنفعُهُ ... أقَّل إِذا رُصَّتْ عليه الصفائحُ
- وللموتِ سوارتٌ بها تنقضُ القوى ... وتسلو عن المالِ النفوسُ الشحائحُ
حسان بن غدير أو ابن هرمة(10/427)
- والمرءُ مالم تفدْ نفعاً إِقامتُهُ ... غيمٌ حمى الشمسَ لم يمطرْ ولم يسرِ
المعري(10/428)
- إِذا ضَنَّ من ترجو عليكَ بنفعهِ ... فدعهُ فإِن الرزقَ في الأرضِ واسعُ
- ومن كانتِ الدنيا هواهُ وهمتَّهُ ... سَبَتْه المنى واسْتَعْبَدَتْه المطامعُ
- عَقَلَ استحيا وأكرمَ نفسهُ ... ومن قنعَ استغنى فهل أنتَ قانعُ؟
أبو العتاهية(10/429)
- إِذا أنتَ لم تنفعْ فضرَّ فإِنما ... يُرْجى الفتى كيما يضرَّ وينفعا
عبد الله الجعفري(10/430)
- خيرُ أيامِ الفتى يومٌ نَفَعْ ... واصطناعُ العرفِ أبقى مُصْطَنَعْ
- ما ينالُ الخيرُ بالشرِّ ولا ... يحصدُ الزراعُ إِلا ما زرعْ
- ليس كلُّ الدهر يوماً واحداً ... ربما انْحَطَّ الفتى ثم ارتفعْ
الكريزي(10/431)
- رامَ نفعاً فضرَّ من غير قَصْدٍ ... ومن البرِّ ما يكون عقوقا
الشافعي(10/432)
- متى ينفعِ الأقوامَ حيٌ يكنْ له ... أذاةٌ بهم، والحينُ بالنفسِ لاحقُ
- فإِن بوركَ الخيرُ الذي أنت صانعٌ ... فأهلٌ، وإِلا فالخطوبُ مواحقُ
المعري(10/433)
- في الناسِ من لا يُرْتَجى نَفْعُهُ ... إِلا إِذا مُسَّ بأضرارِ
- كالعودِ لا يُطمعُ في طيبهِ ... إِلا إِذا أحرقَ بالنارِ
ابن رشيق القيرواني(10/434)
- إِن الرجالَ إِذا تأخرَ نَفْعُهمْ ... في كُلِّ معنىً شُبِّهوا بنساءِ
ابن شهيد الأندلسي(10/435)
- أتوهُمني بالمكرِ أنكَ نافعي ... وما أنتَ إِلا في حِبالِكَ جاذبُ
- وتأكلُ لحمَ الخِلِّ مستعذباً له ... وتزعمُ للأقوامِ أنكَ عاذبُ
المعري(10/436)
- لا تبكينَّ من الليالي أنها ... حرمتكَ نغبةَ شاربٍ من مشربِ
- فأقَلَّ مالكَ عندها سيفُ الردى ... يُستلُّ من شعرِ القذالِ الأشيبِ
- ورحيلُ عيشيِكَ كل رحلة ساعةٍ ... وفناءُ طبيبِكَ في الزمانِ الأطيبِ
- فإِذا بكيتَ فبَكِّ عمركَ إِنه ... زَجَلُ الجناحِ يَمُرُّ مَرُّ الكواكبِ
ابن شهيد الأندلسي(10/437)
- أنتَ لم تنفعْ بودكَ أهلَهُ ... ولم تَنْكِ بالؤسى عدوَّكَ فابعدِ
عدي بن العباد(10/438)
- لا تطلبِ النفعَ في الدنيا قكم طلبَ ... الرجالُ نفعاً من الدنيا فما انتفعوا
- وانظرْ إِلى الناسِ قاضٍ لا يطيقُ لما ... عَراهُ دفعاً وماضٍ ليس يُرْتَجَعُ
- كأنهمْ بعد أن شَطَّ الفراقُ بهمْ ... لم يلبثوا بينَنا يوماً ولا اجتمعوا
الشريف المرتضى(10/439)
- يعجبني في الخليلِ تكريرهُ النف ... عَ (النفع) وخيرُ الخِلاّنِ من نَفَعَكْ
- الجَوْزُ تكسرهُ وتأكلُ قلبَهُ ... والعودُ تحرقهُ فينفعُ طِيبُهُ
- في الناسِ من لا يُرْتَجَىْ نفعٌ له ... إِلا بضرٍ من يَدَيْكَ يُصيبُهُ
القاضي الفاضل(10/440)
-10- النميمة والغيبة(10/441)
- ولا تثقنَّ بالنمامِ فيما ... حَياكَ من النصيحةِ في الخلاءِ
- وأيقنْ أن ما أفضى إِليهِ ... من الأسرارِ منكشفُ الغِطاءِ
المخارق الشيباني(10/442)
- إِذا قُرِنَ الظنُّ المصيبُ من الفتى ... بتجربةٍ جاءا بعلمِ غُيوبِ
- وإِنكَ، إِن أهديْتَ لي عيبَ واحدٍ ... جديرٌ إِلى غيري، بنقلِ عُيوبي
- من جالسَ المغتابَ فهو مغتابُ ... لستُ على كُلِّ جنىً يعتابِ
- لا تقطعِ الحينَ مغتاباً لغافلةٍ ... من النفوسِ، ولا تجلسْ إِلى السَّمَرِ
المعري(10/443)
- لا تقبلنَّ نميمةً بُلغتها ... وتحفظنَّ من الذي أنباكَها
- إِن الذي أهدى إِليك نميمةً ... سينمُّ عنكَ بمثلها قد حاكها
أبو الأسود الدؤلي(10/444)
- قلْ للذي لسْتُ أدري من تلوُّنه ... أناصحٌ أم على غِشٍّ يدا جيني؟
- تغتابني عندَ أقوامٍ وتمدحُني ... في آخرين وكلٌ عنكَ يأتيني
- هذان أمران شَبَّ البَوْنُ بينهما ... فاكففْ لسانكَ عن ذَمِّي وتزييني
- لو كنتُ أعرفُ منك الودَّ هانَ له ... عليَّ بعضُ الذي أصبحتَ تَوليني
- ليس الصديقُ بمن تُخْشى غوائلهُ ... ولا العدوُّ على حالٍ بمأمونِ
- أرضى عن المرءِ ما أصفى موَّدتهُ ... وليس شيءٌ مع البغضاءِ يرضيني
صالح عبد القدوس(10/445)
- لي حيلةٌ فيمن يَنِ ... مُّ (ينم) وليس في الكذابِ حيلةْ
- من كان يخلقُ ما يقو ... لُ (يقول) فيحيلتي فيه قَليلةْ
أبو الحسن منصور التميمي(10/446)
- من نمَّ في الناسِ لم تؤمنْ عفاربهُ ... على الصديقِ ولم تؤمنْ أفاعيهِ
- كالسيل بالليلِ لا يدري به أحدٌ ... من أين جاء؟ ولا من أين يأتيهِ
- فالويلُ للعهدِ منه كيفَ ينقضُهُ ... والويلُ للودِّ منه كيفَ يفنيهِ
الكريزي(10/447)
- وأكْبِرُ نفسي عن جزاءٍ بغيةٍ ... وكُلُّ اغتيابٍ جهدُ من لاله جهدُ
المتنبي(10/448)
- إِن النمَّومَ أغطِّي دونَه خَبَري ... وليس لي حيلةٌ في مُفْتري الكذبِ
- رب من يَعْنيه حَلي ... وهو لا يَجْري ببالي
- قلبُهُ ملآنُ مني ... وفؤادي منه خَلي
المبرد(10/449)
-11- نهج مناهج نيات نور(10/450)
- لحفظِ الأنانياتِ سنتْ مناهجٌ ... على الخَلْقِ صُبَّتْ مِحْنةً ومَصائبا
- يَجُرُّ سياسيٌّ عليها خصومَهُ ... ويدركُ دينيٌ بهن المطالبا
محمد مهدي الجواهري(10/451)
- من أخلصَ النياتِ كان لقولِه ... وَقْعٌ وكان لفعلِه تأثيرُ
- إِذا كان سعيُ المرءِ سلَّم قَصْدِه ... فإِن بلوغَ القصدِ لا يتعذرُ
الكاظمي(10/452)
- والنُّورُ في حكمِ الخواطرِ، محدثٌ ... والأوليُّ هو الزمانُ المظلمُ
- والخيرُ بين الناسِ رسمٌ دائرٌ ... والشر نهجٌ، والبَرِيَّةُ معلمُ
المعري(10/453)
الباب السادس والعشرون: باب الهاء(10/454)
-1- الهدية(10/455)
- إِذا أردْتَ قضاءَ الحاجِ من أحدٍ ... قَدِّمْ لنجواكَ ما أحببْتَ من سَببِ
- إِن الهدايا لها حظٌ إِذا وَرَدَتْ ... أحظى من البنِ عند الوالدِ الحدِبِ
شاعر(10/456)
- هديةُ المرءِ تُبْني عن مروءتهِ ... كانت محقرةً عن قَدْرِ رتبتهِ
- فاغفرْ جريمةَ من خَسَّتْ هديتهُ ... فتلكَ منهُ على مِقدارِ هَمَّته
التعاويذي(10/457)
- ما من صديقٍ وإِن أَبْدَى مودتهُ ... يوماً بأنجحَ في الحاجاتِ من طَبَقِ
- إِذا تَقَنَّعَ بالمنديلِ منطلقاً ... لم يخشَ نبوةَ بوابٍ ولا غلقِ
- لا تكثَرنَّ فإِن الناسَ مذخُلِقُوا ... لرغبةٍ كل ما يعطونَ أو فَرَقِ
شاعر(10/458)
- يا زائراَ الحسناءِ في عيدِها ... إِن تهدِ فانظرْ ما الذي تُهدي
- أخطأكَ الحزمُ وأخطأتْهُ ... أيحملُ الوردُ إِلى الوردِ؟
خليل مطران(10/459)
- قُبولُ الهدايا سنةٌ مُسْتَحَبَّةٌ ... إِذا هيَ لم تسلك طريقَ تحابي
المعري(10/460)
- إِن الهدايةَ حلوةٌ ... كالسحرِ تجتذبُ القلوبا
- تدني البغضَ من الهَوَىْ ... حتى تُصَيَّرهُ قريبا
- وتعيدُ مضطغنِ العدا ... وةِ (العداوة) بعد نَفرتهِ حَبيبا
- تنفي السخيمة من ذوي ... الشحنا وتَمْتَحِقُ الذنوبا
الكريزي(10/461)
- لا تنظرنَّ إِلى زهيدِ هديةٍ ... بل فانظرنَّ لقلبِ من أهداها
القروي(10/462)
- هدايا الناسِ بعضُهمُ لبعضٍ ... تُلدُ في قلوبهمُ المودهْ
أبن القم(10/463)
- وتزرعُ في النفوسِ هوى وجباً ... لصرفِ الدهرِ والحدثان عُدهْ
- وتصطادُ القلوبَ بلا شراكٍ ... وتسعدُ حَظَّ صاحبها وجَدَّهْ
الحسين بن علي الزبيدي(10/464)
- لا تُهدِ شيئاً لم يكن حسناً ... أو طرفةً عُدتْ من النزرِ
- إِن الهديةَ في زيارتِها ... تزري بصاحبِها ولا يدري
صفي الدين الحلي(10/465)
- إِن الهدايا كراماتٌ لآخذِها ... إِن كنَّ لسنَ إِسرافٍ وإِطماعِ
- إِذا كنتَ تهدي لي، وأجزيكَ مثلهُ ... فإِن الهدايا بيننا تَعَبُ الرُّسْلِ
- فدونَكَ شغلاً ليس هذا، لعله ... يعودُ بنفعٍ، لا كشغلكَ بالنسلِ
المعري(10/466)
- هدايا الناس بعضُهم لبعضٍ ... تولَّدُ في قلوبهمُ الوِصَالا
- وتزرعُ في الضميرِ هوى ووداً ... وتكسوكَ المهابةَ والجَلالا
- مصايدُ للقلوبِ بغير لعبٍ ... وتمنحكَ المحبةَ والجمالا
الأبرش أو دعبل الخزاعي(10/467)
- أتاني أخٌ من غَيْبةٍ كان غابَها ... وكنتُ إِذا ماغابَ أنشدهُ رَكْبا
- فجاءَ بمعروفٍ كثيرٍ فدسَّه ... كما دسَّ راعي السَّوءِ في حِصْنه الوطبا
- فقلت له هل جئتني بهديةٍ ... فقال بنفسي قلتُ أَتْحِفْ بها الكلبا
- عي النفسُ لا أرثي لها من بَليةٍ ... ولا أتمنى أن رأيتُ لها قُرْبا
خلف الأحمر(10/468)
-2- الهزل والهزء(10/469)
- لا خيرَ في الهَزْلِ فاتركْهُ لطالبهْ ... واهربْ بعرضكَ منهُ أو شكَ الهربِ
- للجدِّ ما خلقَ الإِنسان فالتمسنْ ... بالجدِّ حظكَ لا باللهوِ واللعبِ
- لا يبثُ الهزلُ أن يَجْني لصاحبهِ ... ذماً ويُذهبُ عنهُ بهجةَ الأدبِ
يحيى بن زياد(10/470)
- مُحِلُّ امرئٍ فوق الذي حلَّ هازئٌ ... ومادحهُ مدحاً بما ليسَ شاتمُ
- وباخسُ حق العلم بالعلم جاهلٌ ... واضعُ أهلِ الفضلِ للفضلِ ظالمُ
أبو عامر النسوي(10/471)
- اعتزلْ ذكرَ الأغاني والغَزَلْ ... وقُلِ الفصلَ وجانبْ من هَزَلْ
- ودعِ الذكرَ لأيامِ الصِّبا ... فللأيامِ الصِّبا نجمٌ أفلْ
- إِن أهنْْا عيشةٍ قَضَيَّتْهَا ... ذهبتْ لذاتُها والإِثمُ حَلْ
- كتبَ الموتُ على الخلقِ فكم ... فلَّ من جَمْعٍ وأفنى من دُوَلْ
ابن الوردي(10/472)
-3- الهم والهمة(10/473)
- الدهرُ حالان همٌ بعده فرجٌ ... وفرجةٌ بعدها هَمٌ بتعذيبِ
- من يلقَ بلوى ينلهُ بعدَها فرجٌ ... والناسُ من بين ذي رّوحٍ ومَكْروبِ
عبد اللَّه المخارق الشيباني(10/474)
- خفضْ همومَكَ فالحياةُ غرورُ ... ورَحى المنون على الأنامِ تدورُ
- والمرءُ في الفناءِ مكلفٌ ... لا قادرٌ فيها ولا مأمورُ
- والناسُ في الدنيا كظلٍ زائلٍ ... كلٌ إِلى حُكْمِ الفناءِ يصيرُ
صفي الدين الحلي(10/475)
- لكل امرئٍ همٌ يسيرُ ولراءَه ... ويتبعهُ في عُمْرِه كخيالهِ
- فهذا فقيرٌ همُّتهُ سَدُّ جوعِه ... وهذا غني هَمُّه حفظُ ماله
مسعود سماحة(10/476)
- سهرتْ أعينٌ ونامتْ عيونُ ... في أمور تكونُ أو لا تكونُ
- فادرأ الهمَّ ما استطعتَ عن النف ... سِ (النفس) فحملانكَ الهمومَ جُنونُ
- إِن رباً كفاكَ بالأمسِ ما كا ... ن (كان) سيكفيكَ في غدٍ ما يكونُ
الشافعي(10/477)
- وقائلةٍ لم علتكَ الهمومُ ... وأمركَ ممتثلٌ في الأممْ
- فقلتُ ذَريني على حالتي ... فإِن الهمومَ بقَدْرِ الهِمَمْ
شاعر(10/478)
- قاسِ الهمومَ تنلْ به نُجحا ... والليلَ إِن وراءه صُحبا
بشار بن برد(10/479)
- لحا اللهُ ذي الدنيا مناخاً لراكبٍ ... فكل بعيد الهمِّ فيها معذَّبُ
المتنبي(10/480)
- فلم أرَ مثلَ الهمِّ ضاجَعَه الفتى ... ولا كسوادِ الليل أخفقَ طالبُهْ
أبو الشنان(10/481)
- ما الجوودُ عن كثرةِ الأموالِ والنَّشَبِ ... ولا البلاغةُ في الإِكثارِ والخُطَبِ
- ولا الشجاعةُ عن جسمٍ ولا جَلَدٍ ... ولا الإِمارةُ إِرثٌ عن أبٍ فأبِ
- لكنها هممٌ أدتْ إِلى رِفَعٍ ... وكلُّ ذلك طبعٌ غيرُ مكتسبِ
- فربَّ ذي حَسَبٍ أوديتْ صنايعهُ ... به وقد شَرَّفَتْ وغداً بلا حَسبِ
- وربَّ محْمودِ فِعْلٍ ماله حَسَبٌ ... إِلا صنايعُ جاءتهُ من الأدَبِ
- فجَلَّتهُ بعزٍ بعد مَخْمَلةٍ ... ورتبتهُ من الإِفضالِ في الرتبِ
- لا تعجبنَّ لصرفِ الدهرِ كيف أتى ... فكلهُ عجبٌ بأوي إِلى عَجبِ
علي بن الجهم(10/482)
- وأتعبُ خَلْقِ اللَّهِ من زاد همهُ ... وقَصَّرَ عما تشتهي النفسُ وجدهُ
المتنبي(10/483)
- استر همومكَ بالتجملِ واصْطَبرْ ... إِن الكريمَ على الحوادثِ يصبرُ
- كالشمعِ يظهرُ نورهُ متجملاً ... خوفَ الشماتِ وفيه نارٌ تستعرُ
أسامة بن منقذ(10/484)
- خفضْ عليكَ من الهمومِ فإِنما ... يحظى براحةِ دَهْرِه من خفَّضنا
- وارفضْ دنياتِ المطامعِ إِنها ... شينٌ يعرُّ وحَقُّها أن ترفضا
- والحمدُ أنفسُ ما تعوضهُ امرءٌ ... رُزِئَ التلادَ إِذا المرزأ عُوضا
البحتري(10/485)
- كل مستقبلٍ من الهمَّ ... يُنسى إِذا مضى
- والذي ساءَ من زما ... نِكَ (زمانك) سهلٌ مع الرَّضا
- وأخو الحزمِ من إِذا ... أعضلَ الأمرُ فَوَّضا
أسامة بن منقذ(10/486)
- والهمُ يخترمُ الجسيمَ نحافةً ... ويشيبُ ناصيةَ الصبيِّ ويُهرمُ
المتنبي(10/487)
- وما يغنيكَ من هممٍ طوالٍ ... إِذا قرنتْ بأعمارٍ قصارِ
أبو فراس الحمداني(10/488)
- أقسمتُ لو قدروا لي أن أعيش بلا ... همٍ خلياً من الأوصابِ والعللِ
- لمكانَ هميَ أن أسعى مباشرةً ... للهمِّ فالهمُّ مثل القوتِ للرجلِ
مسعود سماحة(10/489)
-4- الهوى والميل(10/490)
- إِذا ما رأيتَ المرءَ يقتادهُ الهوى ... فقد ثكلَتْه عند ذاكَ ثواكلُهْ
- وقد أشمتَ الأعداءَ جهلاً بنفسه ... وقد وجدتْ فيه مقالاً عواذلهْ
- ولن يزرعَ النفسَ اللجوجَ عن الهوى ... من الناسِ إِلا فاضلُ العقلِ كاملهْ
شاعر(10/491)
- إِن كنتَ لستَ معي فالذكرُ منك معي ... يرعاكَ قلبي عِّيْتَ عن بَصَري
- العينُ تبصرُ من تهوى وتفقدُهُ ... وناظرُ القلبِ ل يخلو من النظرِ
الخليل بن أحمد(10/492)
- إِنه الفؤادَ عنِ الصَّبا ... وعن انقيادٍ للهوى
- فلعمرُ ربِّكَ إِن في ... شيبِ المفارقِ والجلَ
- لكَ واعظاً لو كنت تت ... عظُ (تتعظ) اتعاظَ ذوي النُّهى
- حتى متى لا ترعوي ... وإِلى متى وإِلى متى؟
- ما بعدَ أن سميتَ كهـ ... لاً (كهلا) واستلْبتَ اسم الفتى
- بليَ الشبابُ وأنتَ إِن ... عُمِّرْتَ رهنٌ للبلى
- وكفى بذاكَ زاجراً ... للمرءِ عن غَيٍّ كفى
عمر بن عبد العزيز(10/493)
- ليسَ خطبُ الهوى بخطبٍ يسيرِ ... لا ينيبكَ عنه مثلُ خبيرِ
- ليسَ أمرُ الهوى يدبرُ بالرأ ... بِ (بالرأب) ولا بالقياسِ والتفكيرِ
- إِنما الأمرُ في الهوى خطراتٌ ... محدثاتُ الأمورِ بعدَ الأمورِ
علية بنت المهدي(10/494)
- لا تطعمنَّ بفوزٍ في الهوى أبداً ... فالنفسُ أمارةٌ والدهرُ غدارُ
عائشة التيمورية(10/495)
- أشدُ الجهادِ جهادُ الهوى ... وما كرَّمَ المرءَ إِلا التقى
- وأخلاقُ ذي لبفضلِ معروفةٌ ... ببذلِ الجميلِ وكفِّ الأذى
- وكلُ الفكاهاتِ مملولةٌ ... وطولُ التعاشرِ فيه القِلى
- وكلُ طريفٍ له لذةٌ ... وكل تليدٍ سريعُ البِلى
- ولا شيءَ إِلا له آفةٌ ... ولا شيءَ إِلا له منتهى
أبو العتاهية(10/496)
- وأمَرُّ مالقيتُ من ألمِ الهوى ... قربَ الحَبيبِ وما إِليه وصولُ
- كالعيشِ في البيداءِ يقتلها الظما ... والماءُ فوقَ ظهورِها محمولُ
طرفة بن العبد(10/497)
- خالفْ هواكَ إِذا دعاكَ لريبةٍ ... فلربَّ خيرٍ في مخالفةِ الهوى
أبو العتاهية(10/498)
- وإِذا خامرَ الهوى قلبُ صبٍ ... فعليه لكلِّ عينٍ دليلُ
المتنبي(10/499)
- عجبتُ لمنْ أكبَ على هواهُ ... فلم يهوَ الهُدى والمكرماتِ
- رألى زهوَ الحياةِ فهامَ فيه ... وما يبقى له زهوُ الحياءِ
- لعمركَ ما حياةُ المرءِ إِلا ... خيالٌ في ستارِ الكائناتِ
مصطفى الغيلاني(10/500)
- إِذا جئتُها وَسْطَ النساءِ منحتُها ... صدوداً كأن القلبَ ليس يريدُها
- ولي نظرةٌ بعد الصدودِ من الهوى ... كنظرةِ ثَكْلى قد أصيبَ وحيدُها
ابن الدمينة(11/1)
- وأحسنُ من رجعِ المثاني وصوتِها ... تراجعُ صوتِ الثغرِ يقرعُ بالثغرِ
كليغلغ(11/2)
- سبيلُ الهوى وعرُ ... وبرْدُ الهوى حَرُّ وسرُ
- وسرُ الهوى جهرُ ... وشهرر الهوى دَهْرُ
- وبَرُ الهوى بحرٌ ... ويومُ الهوى شهرُ
الوأواء الدقشي(11/3)
- ومن يكنْ بالذي يهواهُ مجتمعاً ... ويومُ يبالي أقامَ الحيُ أم شطحوا
ابن خاتمة الأندلسي(11/4)
- إِن الهوى دنسُ النفوسِ فليتني ... طَهَّرْتُ هذي النفسَ من أدناسِها
- ومطامعُ الدنيا تُذلُ ولا أرى ... شيئاً أعزَّ لمهجةٍ من يأسِها
- ومن عقَّ يذممْ ومن تبعَ الخنا ... لم تخلهِ التبعاتُ من أوكاسِها
ابن أبي حصينة(11/5)
- وأحسنُ أيامِ الهوى يومكَ الذي ... تروعُ بالهجرانِ فيه ويالعَتْبِ
- إِذا لم يكنْ في الحبِ سخطٌ ولا رضا ... فأين حلاواتُ الرسائلِ والكتبِ؟
العباس بن الأحنف(11/6)
- إِذاما دعتْكَ دواعي الهوى ... لما عنه سبحانهُ قد نهى
- فأيقنْ بأنَ الردى فاجئٌ ... {وأن إِلى ربِّكَ المنتهى}
ابن ختمة الأندلسي(11/7)
- إِذا رأيتَ الهوى في أمةٍ حكماً ... فاحكمْ هنالكَ أن العقلَ قد ذهبا
أحمد شوقي(11/8)
- لا تسألنَّ عن الهوى إِلا امرأً ... خبراً بطعمِتهِ طويلَ تجاربِ
- نقابلُ أبطالَ الوغى فنبيدهمْ ... ويقتلنا في السلمِ لحظُ الكواعبِ
- وليستْ سيوفُ الهندِ تفني نفوسَنا ... ولكن سهامٌ فوقتْ بالحواجبِ
مسلم بن الوليد(11/9)
- دخولُكَ من باب الهوى إِن دَخَلْتَهُ ... يسيرٌ ولكنَّ الخروجَ عسيرُ
شاعر(11/10)
- ذو العشقِ يعميه الهوى ويصيمه ... فيصير فيه العبدُ وهو السيدُ
فتيان الشاغور(11/11)
- خبرتُ الهوى حتى عرفتُ أمورَه ... وجرَّيتهُ في الشرِّ منه وفي الجهرِ
- فلا البعدُ يسليني ولا القربُ نافعي ... وفي الطمعِ الأدواءُ، واليأسُ لا يبري
- خليليَّ ما أحلى الهوى وأمرَّهُ ... وأعلمَني بالحلوِ منه وبالمرِّ
- كفى بالهوى شغلاً وبالشيبِ زاجراً ... لو أن الهوى مما ينهنَهُ بالزجرِ
- بما بينَنا من حرمةٍ هل رأيتما ... أرقَّ من الشكوى وأقسى من الهجرِ؟
- وأفضحَ من عينِ المحبِّ لسرهِ ... ولا سيما إِن أطلقتْ عبرة تجري
علي بن الجهم(11/12)
- فبحْ باسمِ من تهوى وذَرْني من الكُنى ... فلا خيرَ في اللذاتِ من دونها سترُ
أبو نواس(11/13)
- ولي في الهوى علمٌ تجلُّ صفاتهُ ... ومن لم يفقههُ الهوى فهو في جهلِ
- ومن لم يكنْ في عزةِ الحُبِّ تائهاً ... بحبِّ الذي يهوى فبشرْه بالذلِّ
- إِذا جادَ أقوامٌ بمالٍ رأيتَهم ... يَجُو دونَ بالأرواحِ منهم بلا بُخْلِ
- وإِن أودِعوا سراً رأيتَ صدورَهم ... قبوراً لأسرارٍ تنزهُ عن نَقْلِ
- وإِن هَدَّدوا بالهجرِ ماتوا مخافةً ... وإِن أوعدوا بالقتلِ حَنُّوا إِلى القتلِ
- لعمري همُ العشاقُ عندي حقيقةً ... على الجدِ والباقونَ منهم على الهزلِ
ابن الفاض(11/14)
- ذكر الصَّبا بعد شيبِ الرأس تعليلُ ... والحُبُّ أكثره غيٌ وتضليلُ
- هولى النفوسِ هوانٌ لامراءَ به ... وفي العبارةِ تحسنٌ وتجميلُ
- خذ من دُمى الإِنسِ حذراً إِن كل دمٍ ... أرقته من دماءِ الإِنسِ مطلولُ
- هنَّ البليةُ والأرزاءُ هينةٌ ... على الفتى والملمُّ الصعبُ محمولُ
أبن أبي جصينة(11/15)
- أُجِلَّ لنا الصيدان يوم الهوى مهاً ... ويوم تسلُّ المرهفاتُ أسودُ
أحمد شوقي(11/16)
- جماعُ الهوى في الرشدِ أنى إِلى التقى ... وترركُ الهوى في الغَيِّ أنجى وأوفقُ
- إِذا حاجةٌ ولتكَ لا تستطيعُها ... فخذْْ طرفاً من غيرِها حين تسبقُ
- فذلكَ أدنى أن تنالَ جسيمَها ... وللقصدُ أبقى في المسيرِ وألحقُ
الأعشى ميمون(11/17)
- فلو كان لي قلبانِ عشتُ بواحدٍ ... وخلفتُ قلباً في هواكِ يعذبُ
- ولكنما أحيا بقلبٍ مروعٍ ... فلا الغيشُ يصفو لي ولا الموتُ يقربُ
- تعلمتُ أسبابَ الرضى خوفَ هجرِها ... وعلَّمتها حبيِّ لها كيفَ تغضبُ
عمر الوراق(11/18)
- لا يطيبُ الهوى ولا يحسُنُ الحَ ... بُ (الحب) لصبٍ إِلا بخمسِ خِصالِ
- بسماعِ الأذى وعَذْلِ نصيحٍ ... وعتابٍ وهجرةٍ وتقالِ
النميري(11/19)
- صِلْ من هويتَ وإِن أبدى معاتبةً ... فأطيبُ العيشِ وَصْلٌ بين إِلفينِ
- واقطعْ حبائلَ خلٍ لا تلائمهُ ... فرربما ضاقتِ الدنيا على اثينِ
أحمد بن عبد ربه(11/20)
- وأحلى الهوى ما شكَّ في الوصلِ ربهُ ... وفي الهجرِ فهو الدهرَ يرجو ويتقي
- وقد يتزَّيا بالهوى غيرُ أهلِه ... ويصطحبُ الإِنسان من لا يلائمهْ
المتنبي(11/21)
- وقفَ الهوى بي حيثُ أنتِ فليس لي ... متأخرٌ عنه ولا متقدمُ
- أجدُ الملامةَ في هواكِ لذيذةً ... حباً لذكرِ فليمنِ اللُّوَّمُ
- أشبهتِ أعدائي فصرتُ أحِبُّهمْ ... إِذا كان حظي منكِ حظي منهمُ
- وأهنتني فأهنت نفسي صاغراً ... مامن يهونُ عليكِ ممَّن أكرمُ
أبو الشيص الخزاعي(11/22)
- وربَّ مساترٍ بهواكِ عزتْ ... سرائرهُ وكل هوىً هوانُ
المعري(11/23)
- نونُ الهوانِ من الهوى مسروقةٌ ... فإِذا هويتَ فقد لقيتَ هوانا
- وإِذا هويتَ فقد تعبدكَ الهوى ... فاخضعْ لإِلفِكَ كائناً من كانا
أبو تمام(11/24)
- حاملُ الهوى تعبُ ... يستخفُّهُ الطربُ
- إِن بكى يحقُ لهُ ... ليس ما به لعبُ
أبو نواس(11/25)
- إِذا ما تحيرتَ في حالةٍ ... ولم تدرِ فيها الخطا والصواب
- فخالفْ هواكَ فإِن الهوى ... يقودُ النفوسَ إِلى ما يُعابْ
الشبراوي(11/26)
- صِلْ من دنا وتناسَ من يَعُدا ... لا تكرهنَّ على الهوى أحدا
- قد أكثرَتْ حواءُ إِذا وَلَدَتْ ... فإِذا جفا وَلَدٌ فخذْ ولدا
نصر بن أحمد الخبزأرزي(11/27)
- إِذا نادى الهوى والعقلُ يوماً ... فصوتُ العقلِ أولى أن يجابا
القروي(11/28)
- أمسى بكاكَ على هواكَ دليلا ... فازجرْ دموعَكَ أن تفيض هُمولا
- دارِ الجليسَ ععن الدموعِ فإِنها بدتْ ... فانظرْ إِلى أفق السماءِ طويلا
العباس بن الأحنف(11/29)
- إِن الهوى حاكمٌ ألا تُرى كبدكٌ ... دون انصداعٍ وجسمٌ غيرُ منهوكِ
ابن الزقزاق البلنسي(11/30)
- إِذا أنتَ لم تعصِ الهوى قادكَ الهوى ... إِلى بعضِ ما فيه عليكَ مقالُ
هشام بن عبد الملك(11/31)
- نقلْ فؤادكَ حيثُ شئْتَ من الهوى ... ما الحبُّ إِلى للحبيبِ الأولِ
- كم منزلٍ في الأرضِ يألفُه الفتى ... وحنينُه أبداً لأولِ منزلِ
أبو تمام(11/32)
- قلبي رهينٌ بالهوى المقتبلِ ... فالويلُ لي في الحبِّ إِن لم أعدلِ
- أنا مبتلى ببليتينِ من الهوى ... شوقٌ إِلى الثاني وذكرُ الأولِ
- قُسِمَ الفؤادُ لحرمةٍ وللذةٍ ... في الحُبِّ من ماضٍ ومن مستقبلِ
- إِني لأحفظُ عهدَ أولِ منزلٍ ... أبداً وآلفُ طيبَ آخرِ منزلِ
شاعر(11/33)
- دعٌ حُبَّ أول من كلِفت به ... ما الحُبُّ إِلا للحبيبِ الآخرِ
- ما قد تَوَلَّى لا ارتجاعَ لطيبهِ ... هل غائبُ اللذاتِ مثلُ الحاضرِ
- دنياكَ يومُكَ دونَ أمسِكَ فاعتبرْ ... ما السالفُ المفقودُ مثلُ الغابرِ
الأصبهاني(11/34)
- الحبُّ للمحبوبِ ساعةَ حبهِ ... ما الحبُّ فيه لآخرٍ ولأولِ
- اعلقْ بآخر من كلفتَ بحبهِ ... لا خيرَ في حُبِّ الحبيبِ الأولِ
- أتشكُ في أن النبيَّ محمداً ... خيرُ البرية وهو آخر مرسلِ؟
شاعر(11/35)
- اشربْ على وجهِ الحبيبِ المقبلِ ... وعلى الفمِ المتبسِّمِ المتقبلِ
- شرباً يذكرُ كلَّ حبٍ آخرٍ ... غضٍ وينسى كل حبٍ أولِ
- نَقِّلْ فؤادكَ حيث شئتَ فلن ترى ... كهوىً جديدٍ أو كوصيلٍ مقبلِ
- ما إِن أحنُّ إِلى خرابٍ مقفرٍ ... درستْ معالمه كأن لم يُؤْهَلِ
- مقتي لمنزليَ الذي استحدثتُهُ ... أما الذي وَلىَّ فليس بمنزلي
ديك الجن الحمصي(11/36)
الباب السابع والعشرون: باب الياء(11/37)
-1- اليأس والقنوط(11/38)
- لعمرُكَ لليأسُ غيرُ المري ... ثِ (المريث) خيرٌ من الطمعِ الكاذبِ
- وللريثُ تحفزهُ بالنجا ... حِ (بالنجاح) خيرٌ من الأملِ الخائبِ
- يرى الحاضرُ الشاهدُ المطمئن ... من الأمرِ ما لا يرى الغائبُ
خويلد بن مطحل(11/39)
- وما نالَ مثلَ اليأسِ طالبُ حاجةٍ ... إِذا لم يكنْ فيها نجاحٌ لطالبِ
ابن هرمة(11/40)
- لا تيأسنَّ من انفراجِ شديدةٍ ... قد تنجلي الغمراتُ وهي شدائدُ
- كم كربةٍ أقسمتُ ألا تنقضيْ ... زالت وفرجَها الجليلُ الواحدُ
صالح عبد القدوس(11/41)
- قد يدركُ المرُ بعد اليأسِ حاجتَه ... وقد يبلُ بعد القلةِ العددا
أسامة البجلي(11/42)
- إِذا ما أجلتَ الفكرَ في مطلبٍ فلم ... تجدْ حيلةً منه فذروهُ بحالهِ
- فلليأس عن إِدراكِ ما عزَّ نيلهُ ... على القلبِ بردٌ مثلُ برد منالهِ
ابن خاتمة الأندلسي(11/43)
- وفي اليأسِ خيرٌ للتقى وراحةٌ ... من الأمرِ قد ولىَّ فلا المرءُ نائلهْ
أبو الأسود(11/44)
- وفي اليأسِ للنفسِ راحةٌ ... إِذا النفسُ رامتْ خطتةً لا تنالهُا
قيس بن ذريح(11/45)
- شرُ العواقبِ يأسٌ قلبه أملٌ ... وأعضلُ الداءِ نكسٌ بعد إِبلالِ
- المرءُ طاعةُ أيام تنقلُه ... تنقلَ الظل من حالٍ إِلى حالِ
البحتري(11/46)
- إِذا اشتملتْ على اليأسِ القلوبُ ... وضاقَ لما به الصدرُ الرحيبُ
- وأوطنتِ المكارهُ واستقرتْ ... وأرستْ في أماكنِها الخطوبُ
- ولم ترَ لانكشافِ الضُّرِّ وجهاً ... ولا أغنى بحيلتهِ الأريبُ
- أتاكَ على قُنوطٍ منك غوثٌ ... يمنُّ به اللَّطيفُ الستجيبُ
- وكُلُّ الحاثاتِ إِذا تناهَتْ ... فموصولٌ بها فَرَجٌ قريبُ
علي بن أبي طالب(11/47)
- فلا تشعرنَّ النفسَ يأساً فإِنما ... يعيشُ بجدٍ حازمٌ وبليدُ
ظالم الدؤلي(11/48)
- ما طالَ عهدُ اليأسِ في قلبِ امرئٍ ... إِلا استبانَ على الجبينِ خطوطُ
- مهما طما بحرٌ به هو سابحٌ ... فلهُ على الجنباتِ منه شطوطُ
- إِنا بعصرٍ لاحياةَ بأرضهِ ... إِلا لمن هو في الحياةِ نشيطُ
- وإِذا تقدمتِ الشعوبُ حضارةً ... تزدادُ فيها للحياةِ شروطُ
جميل صدقي الزهاوي(11/49)
- وقد كنتُ ذا نابٍ على العدى ... فأصبحتُ لا يخشْوَنَ نابي ولا ظفري
البحتري(11/50)
- وبعضُ رجاءِ ما ليس نائلاً ... غناءٌ وبعضُ اليأس أعفى وأراحُ
هدبة بن خشرم(11/51)
- فصبراً جميلاً إِن في اليأسِ راحة ... إِذا الغيثُ لم يمطرْ بلادَكَ ماطره
نهل بن حري(11/52)
- إِذا أنتَ لم تأخذْ من اليأسِ عصمةً ... تشدُّ بها في راحتيكَ الأصابعُ
- شربتَ بطرقِ الماءِ حيث لقيتهُ ... على رَنَقٍ واستعبدتْكَ المطامعُ
- وفي اليأسِ عن بعض المطامعِ راحةٌ ... وياربَّ خيرٍ أدركتْهُ المطامعً
ابن هرمة(11/53)
- أرى اليأسَ أدنى للرشادِ وإِنما ... دنا العيُّ للإِنسانِ من حيث يطمعُ
- فدعْ أكثرَ الأطماعِ عنك فإِنها ... تضرُّ وأن اليأسَ لا يزالَ بنفعُ
الفطامي(11/54)
- لقد أسمعتَ لو ناديتَ حياً ... ولكن لا حياةَ لمن تنادي
- ولو ناراً لانفختَ بها أضاءتْ ... ولكن أنتَ تنفخُ في رمادِ
عمرو بن معد يكرب(11/55)
- وفي اليأسِ من أن تسأل الناسَ راحةٌ ... تميتُ بها عسراً وتُحْيي بها يسرا
خلف الأقطع(11/56)
- وغِرَّةُ مرة من فعلِ غِرٍ ... وغِرَّةُ مرتينِ فِعالُ موُق
- فلا تفرحْ بأمرٍ قد تَدَنَّى ... ولا تيأسْ من الأمرِ السحيقِ
- فإِن القربَ يبعدُ بعد قربٍ ... ويدنو البعدُ بالقدرِ المسوق
- ومن لم يتقِ الضحضاحَ زلتْ ... به قدماهُ في البحرِ العميقِ
- وما اكسبَ المحامدَ طالبوها ... بمثل البشرِ والوجهِ الطليقِ
شاعر(11/57)
- لا تيأسنْ من روح ربك وارجهُ ... في كل حالٍ فهو أكرمُ من رُجي
- وإِذا عَرَتْكَ من الليالي شدةٌ ... فاعلمْ بأنَ مآلها لتفرُّجِ
- فانظرْ بعين هُداكَ لاعين السَّوى ... وبنورِ عقلِكَ فاستضئْ واستسرجِ
- وإِذا لهجتَ من الأمورِ بمأربٍ ... فيما يؤدي للسلامةِ فالهجِ
حازم القرطاجني(11/58)
- لم يَبْقَ شيءٌ من الدنيا بأيدينا ... إِلا بقيةُ دَمْعٍ في مآقينا
- كنا قلادةَ جيدِ الدهرِ فانفرطتْ ... وفي يمينِ الععُلا كنا رياحينا
- كانت منازلُنا في العزِّ شامخةً ... لا تشرقُ الشمس إِلا في مَغانينا
- فلم نزلْ وصروفُ الدهرِ ترمقُنا ... شزراً وتخدعُنا الدنيا وتلهينا
- حتى غدونا ولا جاهٌ ولا نَسَبٌ ... ولا صديقٌ ولاخِلٌ يُواسِنا
حافظ إِبراهيم(11/59)
الباب الثامن والعشرون: باب الواو(11/60)
-1- الوحدة والاتحاد(11/61)
- وفي كثرةِ الأيدي عن الظلمِ زاجرٌ ... إِذا حضرتْ أيدي الرجالِ بمشهدِ
- ومن لم يكنْ ذا ناصرٍ عندَ حقهِ ... يغلَّبْ عليه ذو النصيرِ ويضهدِ
عدي بن زيد العبادي(11/62)
- إِذا العبءُ الثقيلُ تورعتْهُ ... أكفُ القومِ خفَّ على الرقابِ
السري الرقاء(11/63)
- ألم ترَ أن جَمْعَ القومِ يخشى ... وأن حريمَ واحدِهم مباحُ
- وأن القِدحَ حين يكون فرداً ... فيهصرَ لا يكون له اقتداحُ
ناهض الكلابي(11/64)
- أرى وحدةَ المرءِ كَرْباً له ... وعشرةُ ذي النقصِ عينُ الخبالِ
- فإِن لم تعاشرْ سوى كاملٍِ ... بقيتَ وحيداً لموتِ الكمالِ
أبو الفتح البستي(11/65)
- كونوا جميعاً يا بنيَّ إِذا اعترى ... خطبٌ ولا تتفرقوا آحادا
- تأبى الرماحُ إِذا اجتمعْنَ تكسراً ... وإِذا افترقْنَ تكسرتْ أفرادا
معن بن زائدة(11/66)
- إِذا جمعتنا وحدةٌ وطينةٌ ... فماذا علينا أن تعددَ أديانُ
- إِذا القومُ عَمَّتْهم أمورٌ ثلاثةٌ ... لسانٌ وأوطانٌ وباللهِ إِمانُ
- فأيُّ اعتقادٍ مانعٌ من أخوةٍ ... بها قالَ إِنجيلٌ كما قالَ قرآنُ
الرصافي(11/67)
- إِن العروبةَ تدعوكمْ لوحدتِها ... فحققوا ما به للحقِ تَرْجونا
- فوحدةُ العربِ تنشينا وتبعثُنا ... بعثاُ جديداً على الدنيا وتُحْيينا
- إِن التفرقَ داءٌ معضلٌ أبداً ... في العربِ أعيا على الدهرِ المداوينا
محمد الفراتي(11/68)
-2- الوداد(11/69)
- تغيرتِ المودةُ والإِخاءُ ... وقلَّ وانقطعَ الرجاءُ
- ورب أخٍ وفيتُ له بحقٍ ... ولكنْ لا يدومُ له وفاءُ
- أخلاءٌ إِذا استغنيتُ عنهمْ ... وأعداءٌ إِذا نزلَ البلاءُ
- يدمنون المودةَ مارأَءْني ... ويبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ
- وإِن غبيتُ عن أحدٍ قلاني ... وعاقبني بما فيه اكتفاءُ
- سيغنيني الذي أغناهُ عني ... فلا فقرٌ يدومُ ولا ثراءُ
- وكلُّ مودةٍ للهِ تصفو ... ولا يصفو مع الفسقِ الإِخاءُ
علي بن أبي طالب(11/70)
- ومن الناسِ من يحبك حباً ... ظاهرَ الودِّ ليس بالتقصيرِ
- واذا ما خبرتهُ شهدَ الطر ... فُ على حُبه بما في الضميرِ
- وإِذا ما بَحَثْتَه قلت: هذا ... ثقةٌ لي، ورأسُ مالٍ كبيرِ
- فإِذا ما سألتَه رُبْعَ فلسٍ ... ألحقَ الودَّ باللطفِ الخبيرِ
دعبل الخزاعي(11/71)
- لاخيرَ في الودِّ ممن لا تزال له ... مستشعراً أبداً من خيفةٍ وجلا
عبد الرحمن بن حسان(11/72)
- أشكو الذين أذاقوني مودتَهم ... حتى إِذا أيقظوني في الهوى رَقَدوا
- واستهضموني فلما قمت منتهضاً ... بثقلِ ما حَمَّلوني في الهوى قَعدوا
العباس بن الأحنف(11/73)
- انظرْ بعينيكَ هل ترى ... أحداً يدومُ على المودةْ
- فترى أخلاءَ الصفا ... ءِ عدىً إِذا نابتْكَ شِدَّةْ
أسامة بن منقذ(11/74)
- إِذا رأيتَ امرأً في حال عسرتهِ ... مواصلاً لكَ ما في وده خللُ
- فلا تمنَّ له أن يستفيدَ غنىً ... فإِنه بانتقال الحالِ ينتقلُ
منصور التميمي(11/75)
- ولا خيرَ في ودِّ امرئٍ متلونٍ ... إِذا الريحُ مالَتْ مالَ حيثُ تميلُ
- جوادٍ إِذا استغنيتَ عن أخذِ مالهِ ... وعند احتمالِ الفقرِ عنك بخيلُ
- فما أكثرَ الإِخوانَ حينَ تعدهمْ ... ولكنهم في النائباتِ قليلُ
علي بن أبي طالب(11/76)
- إِذا ظفرْتَ بودِّ امرئٍ ... قليلِ الخلافِ على صاحبهْ
- فلا تغبطَنَّ به نعمةً ... وعلقْ يمينكَ ياصاحِ بهْ
علي بن أبي طالب(11/77)
- ولا يغرنكَ ودٌ من أخي أملٍ ... حتى تجَرهُ في غيبةِ الأملِ
- إِذا العدوُّ أحاجته الإِخا عِللٌ ... عادتْ عداوتُهُ عندَ انقضا العللِ
ابن المقري(11/78)
- أقلْ ذا الودِّ عثرتَه وفِقْه ... على سننِ الطريقِ المستقيمةُ
- ولا تسرعْ بمعتبةٍ إِليهِ ... فقد يهفو ونيتُه سليمةْ
كشاجم(11/79)
- ألا إِنَّ خيرَ الودِّ ودٌ تطوعَتْ ... به النفسُ لا ودٌ أتى وهو متعبُ
شاعر(11/80)
- ولا تعطِ ودِّكَ غيرَالثقاتِ ... وصفوَ المودة إِلا لبيبا
- إِذا ما الفتى كان ذا مسكةٍ ... فإِن لحاليه منه طيبا
- فبعضُ المودةِ عند الإِخاءِ ... وبعضُ العداوةِ كي تستنيبا
- فإِن المحبَّ يكونُ البغيضَ ... وإِن البغيضَ يكون الحبيبا
دعبل الخزاعي(11/81)
- لعمرُكَ ما ود اللسانِ بنافعٍ ... إِذا لم يكنْ أصلُ المودة في الصدر
شاعر(11/82)
- وصافِ إِذا صافيتَ بالود خالصاً ... تجدْ مثلَ ما أخلصْتَ عند ذوي الودِّ
عبد القدوس(11/83)
- فأظهرَ وداً والعداوةُ سرُّه ... لحاجتِه كانت إِليَّ فأسرفا
- فكنتُ له بالإحتراسِ وغيرِه ... لدنْ ظهرَتْ منه المودةُ مُنْصِفا
- لعلمي به أن سوفَ يرجعُ بالتي ... تكون علينا منه بالعَوْدِ أخوفا
الشماخ بن ضرار الذبياني(11/84)
- ولا خيرَ في وُدِّ امرئٍ متكارهٍ ... عليكَ ولا في صاحبٍ لا توافقهْ
- إِذا المرءُ لم يبذلْ من الودِّ مثلما ... بذلتُ له فاعلمْ بأني مفارقهْ
- فإِن شئتَ فارفضْه خيرَ عنده ... وإِن شئتَ فاجعلْهُ خليلاً تصادفهْ
نصيب بن رباح(11/85)
- ألذُّ موداتِ الرجالِ مَذاقةً ... مودةُ من إِن ضَيَّقَ الدهرُ وَسَّعِا
- فلا تلبسِ الودَّ الذي هو ساذحٌ ... إِذا لم يكنْ بالمكرماتِ واللطفُ
الشريف(11/86)
- قد يمكثُ الناسُ حيناً بينَهم ... ودٌ فيزرعُه التسليمُ واللطفُ
- يسلي الشقيقينِ طولُ النأيِ بينها ... وتلقي شِعبٌ شتى فتأتلفُ
شاعر(11/87)
- ما في زمانكَ من تُصْفي الودادَ له ... من الأخِلاَّءِ إِلا وهو ذو دَخَلِ
فتيان الشاغوري(11/88)
- إِذا لم يكنْ صفوُ الودادِ طبيعةً ... فلا خيرَ في خلٍ يجئ متكلِفا
- ولا خيرَ في خلٍ يخونُ خليلَه ... ويلقاهُ من بعدِ المودةِ بالجفا
- وينكرُ عيشاً قد تقادمَ عهدُهُ ... ويظهرُ سراً بالأمسِ قد خَفا
الشافعي(11/89)
- إِذا شجرُ المودةِ لم تجدهُ ... بغير البِرِّ أسرعَ في الجفافِ
ديك الجن(11/90)
- اصفِ المودةَ من صفا لك وُدُّهُ ... واتركْ مصافاةَ القريبِ الأميلِ
- كم من بعيدٍ قد صفا لك ودُّهُ ... وقريبِ سوءٍ كالعبيدِ الأعزلِ
ربيعة بن مقروم(11/91)
- إِذا شئتَ أن لا يبرحَ الودُّ دائماً ... كأفضلِ ما تكون أوائلهْ
- فآخِ فتى حراً كريماً عروقهُ ... حُساماً كنصلِ السيفِ حلواً شمائلهْ
- فذاكَ الذي يمنى لواشيكَ جَدُّه ... ويكفيكَ من لهْوِ الكواعبِ باطلُهُ
- ويحملُ ما حُمِّلتهُ من ملمةٍ ... ويكفيكَ طلقَ الوجهِ ما أنتَ سائلهْ
عمرو بن مالك البلخي(11/92)
- أبلغِ الفتيانَ مأكلةً ... أنَّ خيررَ الودِّ ما نَفَعا
سلم الخاسر(11/93)
- ودادُ بني الدنيا سرابٌ لظامئٍ ... وما ابتلَّ من وردِ السرابِ غليلُ
- وكلُّ قصيرِ الباعِ في الفضلِ والندى ... له مقولٌ في الادعاءِ طويلُ
الياس حبيب فرحات(11/94)
- جربتُ دهري وأهليه فما تركتْ ... لي التجاربُ في وُدِّ امرئٍ غَرضا
المعري(11/95)
- وما الودُّ إِلا عندَ من هو أهلهُ ... ولا الشرُّ إِلا عند من هو حاملهْ
- وفي الدهرِ والتجريبِ للمرءِ زاجرٌ ... وفي الموتِ شغلٌ للفتى هو شاغلهُ
ذواد بن الرقراق(11/96)
- وإّذا أرادكَ بالوصالِ مباعدٌ ... يوماً فصلْ من حبلهِ ما يوصلُ
يحيى بن زياد(11/97)
- ذو الودِّ مني وذو القربى بمنزلةٍ ... وإِخوتي أسوةٌ عندي وإِخواني
- عِصابةٌ جاورتْ آدابهمْ أدبي ... فهم وإِن فرِّقوا في الأرضِ جيراني
- أرواحُنا في مكانٍ واحدٍ وغدتْ ... أبداننا في شآمٍ أو خرسانِ
- وربَّ نائي المغاني روحُهُ أبداً ... لصيقُ روحي ودانٍ ليس بالداني
أبو تمام(11/98)
- الودُّ لا يخفي وإِن أخفيتَه ... والبغضُ تبديه لكَ العينانِ
زهير بن أبي سلمى(11/99)
- لحا اللَّهُ من لا ينفعُ الودُّ عندَه ... ومن حبلهُ مدَّ غيرُ متينِ
- ومن هو ذو لونينِ ليس بدائمٍ ... على الوصلِ خوانٌ لكل أمينِ
- ومن هو ذو قلبين أما لقاؤهُ ... فحلوٌ وأما غيبهُ فظنينُ
- ومن هو إِن تحدثْ له العينُ نظرةً ... يقطعْ بها أسبابَ كل قرينِ
عبد العزيز الأبرش أو جميل بن معمر أو ابن الأعرابي(11/100)
- أعزُّ من الهوى ودٌ صحيحٌ ... وأبقى منه في الزمنِ الشديدِ
- وذاكَ الودُّ فينا خيرُ إِرثٍ ... من العهدِ القديمِ إِلى الجديدِ
خليل مطران(11/101)
- إِن أوهى الحبالِ حبلُ ودادٍ ... أوشكتْ صرمًه مهاةُ الصريمِ
البحتري(11/102)
- كم قاطعٍ للوصلِ يؤمنُ ودُّهُ ... ومواصلٍ بودادِ يُرْتابُ
ابن التنيسي(11/103)
- حزتَ المودةَ فاستوى ... عندي حضورُكَ والمغيبُ
- كنْ كيفَ شئتَ من البعادِ ... فأنتَ من قلبي قريبُ
الوأواء الدمشقي(11/104)
- ما ودَّني أحدٌ إِلا بذلْتُ له ... صَفْوَ المودةِ مني آخرَ الأبدِ
- ولا جفاني وإِن كنتُ المحبَّ له ... إِلا دعوتُ له الرحمنَ بالرشدِ
- ولا ائتمنتُ على سرٍ فبحثتُ به ... ولا مددتُ إِلى غيررِ الجميلِ يدي
- ولا أخونُ خليلي في خليلتِه ... حتى أغيبَ في الأكفانِ واللحدِ
محمد الأيبوري(11/105)
- فلا تصفينَّ الودَّ من ليس أهله ... ولا تبعدنَّ الودَّ ممن تودَّدا
ابن حُمام(11/106)
- إِذا ما الناسُ جربَهمْ لبيبُ ... فإِني قد أكلتهمُ وذاقا
- فلم أر ودَّهُمْ إِلا خِداعاً ... ولم أرَ دِينَهم إِلا نِفاقا
المتنبي(11/107)
- إِذا كان ودُّ المرءِ ليس بزائدٍ ... عل "مرحباً" أو "كيف أنت" و"حالكا"
- أو القول "إِني وامقٌ لك حافظٌ" ... وأفعالهُ تبدي لنا غيرَ ذلكا
- ولم يكُ إِلا كاشراً أو محدِّثاً ... فأف "لود" ليس إِلا كذلكا
- ولكن إِخاءُ المرءِ من كان دائماً ... لذي الودِّ منه حيثما كان سالكا
صالح عبد القدوس(11/108)
- ولما صارَ ودُّ الناسِ خِبّاً ... جزيتُ على ابتسامٍ بابتسامِ
- وصرتُ أشكُّ فيمن أصطفيهِ ... لعلمي أنه بعضُ الأنامِ
المتنبي(11/109)
- احذرْ مودةَ ماذقٍ ... خلطَ المرارةَ بالحلاوةْ
- يحصي الذنوبَ عليكَ أيا ... مَ (أيام) الصداقةِ للعَداوةْ
- (الماذق: الذي لا يخلصُ الود بل يمزجهُ بغاياتٍ ومقاصدَ شخصية)
محمد بن محمد البكري(11/110)
- ودادُ بني الدنيا سرابٌ لظامئٍ ... وما ابتلَّ من وِِرْدِ السررابِ غليلُ
- إِذا أنتَ لم تحتجْ إِليهم فكلهمْ ... صديقٌ سخيُّ الراحتينِ نبيلُ
- وكلُّ قصيرِ الباعِ في الفضلِ والندى ... وله مِقْولٌ في الادعاءِ طويلُ
الياس فرحات(11/111)
-3- الوسخ والوشاية(11/112)
- ومن وَسَخٍ صاغَ الفتى ربُّه ... فلا يقولنَّ: تَوَسَّخْتُ
المعري(11/113)
- ومن يطمعِ الواشينَ لا يتركوا له ... صديقاً وإِن كان الحبيبَ المقربا
الأعشى ميمون(11/114)
- ألم ترَ أن وشاةَ الرجا ... لِ (الرجال) لا يتركون أديماً صحيحا
- فلا تفتشِ سرَّكَ إِلا إِليكَ ... فإِن لكلِّ فصيحٍ نصيحا
علي بن أبي طالب(11/115)
- إِذا الواشي نعى يوماً صديقاً ... فلا تدعِ الصديقَ لقولِ واشي
شاعر(11/116)
- ومن لا يفثأ الواشينَ عنه ... صباحَ مساءَ يبغوهُ الخَبالا
كعب بن زهير(11/117)
-4- الوطن(11/118)
- ويلا وطني لقيتكَ بعد يأسٍ ... كأني قد لقيتُ بك الشبابا
- وكل مسافرٍ سيؤوبُ يوماً ... إِذا رزقَ السلامة والإِيابا
- وكلُّ عيشٍ سوف يطوى ... وإِن طالَ الزمانُ به وطابا
- كأن القلبَ بعدَهُمُ غريبٌ ... إِذا عادَتْه ذكرى الأهلِ ذابا
- ولا يبنيكَ عن خُلُقِ الليالي ... كمن فقد الأحبةَ والصِّحابا
شوقي(11/119)
- وطنٌ ولكنْ للغريبِ وأمةٌ ... ملهى الطغاةِ وملعبُ الأضدادِ
- يا أمةً أعيتْ لطولِ جهادِها ... أسكونُ موتٍ أم سكونُ رُقادِ؟
- ياموطناً عاثَ الذئابُ بأرضهِ ... عهدي بأنكَ مربضُ الآسادِ
- ماذا التمهلُ في المسير كأننا ... نمشي على حَسَكٍ وشَوْكِ قتادِ؟
- هل نرتقي يوماً وملءُ نفوسِنا ... وجلُ المسوقِ وذلةُ المنقادِ؟
- هل نرقى يوماً وحشورُ رجالِنا ... ضعفُ الشيوخِ وخفةُ الأولادِ؟
- واهاً لآصفادِ الحديدِ فإِننا ... من آفةِ التفريقِ في أصفادِ
القروي(11/120)
- لا تنصفُ الأوطانَ إِلا نهضةٌ ... للعلمِ تتركُ ظِلَّهُ ممدودا
- وإِذا تمادى الشعبُ في وثباتِه ... للمجدِ، حطمَ باليمينِ سدودا
عامر محمد بحيري(11/121)
- أحِنُّ حنينَ النيبِ للموطنِ الذي ... مغاني غوانيهِ إِليه جواذ بي
- ومن سارَ عن أرضٍ ثوى قلبهُ بها ... تَمَنَّى له بالجسمِ أوبةِ آيبِ
ابن حميدس(11/122)
- وجدْنا خدمةَ اللأوطانِ فخاً ... يصيدُ به مطامعَه الأريبُ
- وكم مُلِئَتْ جيوبٌ من نُضارٍ ... بذاكَ كأنما الوطنُ الجيوبُ
محمد سليم(11/123)
- عزيزٌ على الأوطانِ أن شجاعةً ... تمزقُها الشحناُ في غير طائلِ
علي الجارم(11/124)
- حبُّ الديارِ شريعةٌ لأبوةٍ ... في سالفٍ وفريضةٌ لجدودِ
عدنان مردم بك(11/125)
- ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخراًُ لهُ ... فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ
- ومن لم يبنْ في قومهِ ناصحاً لهم ... فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ
- ومن كانَ في أوطانهِ حامياً لها ... فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ
- ومن لم يكنْ من دونِ أوطانهِ حمى ... فذاك جبانٌ بل أَخَسُّ وأحقرُ
الكاظمي(11/126)
- فيمَ الإِقامةُ بالزوراءِ لا سكني ... بها ولا ناقتي فيها ولا جَمَلي؟
الطرغائي(11/127)
- ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ ... وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
- عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً ... كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
- وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ ... مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا
- إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ ... عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا
- فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ ... لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا
- موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا ... عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه
الياس حبيب فرحات(11/128)
- إِذا وطنٌ رابَني ... فكل بلادٍ وطنْ
عبد الصمد بن المعذل(11/129)
- ليسَتْ بأوطانكَ اللتي نشأتَ بها ... لكن ديارُ الذي تهواه أوطانُ
- خيرُ المواطنِ ما للنفسِ فيه هوى ... سمٌ الخياطِ مع الأحبابِ ميدانُ
- كلُّ الديارِ إِذا فكرتَ واحدةٌ ... مع الحبيبِ وكل الناس إِخوانُ
إِبراهيم الغزي(11/130)
- وأحبُّ آفاقِ البلادِ إِلى الفتى ... أرضٌ ينالُ بها كريمَ المطلبِ
البحتري(11/131)
- بلادي وإِِن جارتْ عليَّ عزيزةٌ ... وأهلي وإِن ضَنُّوا عليَّ كرامُ
شاعر(11/132)
- إِذا عظَّمَ البلادَ بنوها ... أنزلتهمْ منازلَ الإِجلالِ
- توَّجتْ مهامَهمْ كما توجوها ... بكريمٍ من الثناءِ وغالِ
أحمد شوقي(11/133)
- بلادي هواها في لساني وفي فَمي ... يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
- ولا خيرَ فيمن لا يحبُ بلادهُ ... ولا في حليفِ الحُبِّ إِن لم يتيَّم
شاعر(11/134)
- إِذا أنا لا أشتاقُ أرضَ عشيرتي ... فليس مكاني في النهى بمكينِ
- من العقلِ أن أشتاقَ أولَ منزلٍ ... غنيتُ بخفضٍ في ذراه ولينِ
أبو هلال العسكري(11/135)
- وإِذا تنكرتِ البلا ... دُ (البلاد) فأولها كنفَ البعادِ
- واجعلْ مُقامكَ أو مقرّ ... كَ (مقرك) جانبي بركِ الغِمادِ
- لستَ ابنَ أمِّ القاطني ... نَ (القاطنين) ولا ابنَ عمٍ للبلادِ
- وانظرْ إِلى الشمسِ التي ... طلعتْ على إِرمٍ وعادِ
- هل تؤنسَنَّ بقيةً ... من حاضرٍ منهمْ وبادِ
- كُلُّ الذخائرِ غيرَ تقو ... ى ذي الجلالِ إِلى نفادِ
ابن دريد الأزدي(11/136)
- بلدٌ صحبْتُ به الشبيبةَ والصِّبا ... وابستُ ثوبَ العيشِ وهو جديدُ
- فإِذا تَمَثَّلَ في الضميرِ رأيتَهُ ... وعليه أغضانُ الشبابِ تميدُ
ابن الرومي(11/137)
- ومن أخذَ البلادَ بدونِ حربٍ ... يهونُ عليه تسليمُ البلادِ
شاعر(11/138)
- ليسَ هذا الترابُ شيئاً زرياً ... أو حقيراً حتى يداسَ برجلِ
- إِن هذا الترابَ مجملُ فَضْلٍ ... عن عصورٍ وموجزٌ عن كلِّ
عدنان مردم بك(11/139)
- وما بلدُ الإِنسانِ غيرُ الموافقِ ... ولا أهلهُ الأدنون غيرُ الأصادقِ
المتنبي(11/140)
- ذكرتُ بلادي فاسْتَهَلَّتْ مدامي ... بشوقي إِلى عهدِ الصِّبا المتقادمِ
- حننتُ إِلى أرضٍ بها اخضرَّ شاربي ... وقطِّع عني قبل عقدِ التمائمِ
أعرابي(11/141)
- وإِذا تأملتَ البلادِ رأيتها ... تثري الرجالُ وتعدمُ
أبو تمام(11/142)
- بلادي لا يزالُ هواكِ مني ... كما كانَ الهوى قبلَ الفِطامِ
- أقبلُ منكِ حيثُ رمى الأعادي ... رُغاماً طاهراً دونَ الرَّغامِ
- وأفدي كُلَّ جلمودٍ فتيتٍ ... وهى بقنابلِ القومِ اللئامِ
- لحى اللهُ المطامعَ حيثُ حلتْ ... فتلكَ أشدُّ آفات السلامِ
خليل مطران(11/143)
- بلادي التي ريشتْ قويد متى بها ... فريحاً آوتني قرارتُها وكرا
- مباءئ لين العيشِ في ريقِ الصبا ... أبى اللهُ أن أنسى لها أبداً ذِكرا
- أكلُ مكانٍ راحَ في الأرضِ مسقطاً ... لرأسِ الفتى يهواهُ ماعاش مضطرا؟
الرصافي البلنسي(11/144)
- وجُبِ البلادَ فأيُّها ... أرضاكَ فاخترْهُ وطنْ
الحريري(11/145)
-5- الوعد والعهد(11/146)
- تجنبِ الوعدَ يوماً أن تفوهَ به ... فإِن وعدتَ فلا يذمَّمكَ إِنجازُ
- واصمتْ فإِن كلامَ المرءِ يهلكهُ ... وإِن نطقْتَ فإِفصاحٌ وإِجازُ
- وإِن عجزْتَ عن الخيراتِ تفعلُها ... فلا يكنْ دونَ ترْكِ الشرإِعجازُ
المعري(11/147)
- لشتانَ من يدعو فيوفي بعدهِ ... ومن هو للعهدِ المؤكدِ خالعُ
كعب بن زهير(11/148)
- تَوَقَّ الخلافَ إِن سمحتَ بموعدٍ ... لتسلمَ من هَجْو الورى وتعافى
أبو الفتح البستي(11/149)
- ولا خيرَ في وعدٍ إِذا كان كاذباً ... ولا خيررَ في قولٍ إِذا لم يكنْ فعلُ
علي(11/150)
- آفةُ أهلِ الفضلِ خلفُ الموعدِ ... ماذا على المخلفِ لو لم يعدِ
- إِن الكريمَ يمنعُ المطالا ... في وعدِه وينجزُ النوالا
الشيخ عبد الله السابوري(11/151)
- وبعضُ مواعيدِ الأقوامِ كادتْ ... تكونُ أحقَّ من دَيْنِ الغريمِ
- فوعدكَ لا يشبهُ المطلُ إِني ... رأيتُ المطلَ يزري بالكريمِ
داؤود بن حمل الهمذاني(11/152)
- من حاملَ الغدرَ وخلفَ الوعدِ ... عدا الذمُّ بعد الحمدِ
الشيخ السابوري(11/153)
- إِن الكريمُ إِذا حباكَ بموعدٍ ... أعطاكهُ سلساً بغير مطالِ
علي بن أبي طالب(11/154)
- فلا يكوننَّ موعداً وأيتَ به ... ديناً يعود إِلى مطلٍ وليانِ
عبيد الراعي(11/155)
- واعلمْ بأنَ نجاحَ الوعدِ منزلةٌ ... جليلةُ القدرِ عند الإِنس والجانِ
النميرري(11/156)
- ألا إِنما الإِنسانُ غمدٌ لقلبهِ ... فلا خيرَ في غِمْدٍ إِذا لم يكن نصلُ
- ولا خيرَ في وعدٍ إِذا كان كاذباً ... ولا خيرَ في قول إِذا لم يكن فعلُ
- فإِن تجمعِ الأفاتِ فالبخلُ شَرُّها ... وشَرٌّ من البخلِ المواعيدُ والمطلُ
دعبل الخزاعي(11/157)
- وإِذا وعدْتَ فعِدْ بما تقوى على ... إِنجازِه وإِذا صنعْتَ فتمَّمِ
عمر أبو الغارات(11/158)
-6- الوفاء(11/159)
- حَلَبْنا الدهرَ أشطرَه ومرتْ ... بنا عقبُ الشدائدِ والرخاءِ
- فلم آسفْ على دنيا تولتْ ... ولم نسبقْ إِلى حسنِ العزاءِ
- ولم ندعِ الحياءَ لمسِّ ضُرٍ ... وبعض الضرِّ يذهبُ بالحياءِ
- وجربنا وجربَ أولونا ... فلا شيءٌ أعزُّ من الوفاءِ
علي بن الجهم(11/160)
- ذهبَ الوفاءُ ذهابَ أمسِ الذاهبِ ... فالناسُ بين مخاتلٍ ومواربِ
- يغشون بينهمُ المودةَ والصفا ... وقلوبُهم محشوةٌ بعقاربِ
علي بن أبي طالب(11/161)
- عشْ ألفَ عامٍ للوفاءِ وقلما ... سادَ امرؤٌ إِلا بحفظِ وفائهِ
- لصلاحِ فاسدِه وشَعْبِ صُدوعه ... وبيان مشكلِه وكَشْفِ غطائِه
أبو النجح الخوارزمي(11/162)
- ماتَ الوفاءُ فلا رفدٌ ولا طمعٌ ... في الناسِ لم يبقَ إِلا اليأسُ والجَزَعُ
- فاصبرْ على ثقةٍ باللهِ وارضَ به ... فاللَّهُ أكرمُ من يُرجى ويُتَّبَعُ
علي بن أبي طالب(11/163)
- لا تركننَ إِلى من لاوفاءَ له ... الذئبُ من طبعهُ إِن يقتدرْ يثيبِ
- ولا تكنْ لذوي الألبابِ محتقراً ... ذو اللبِّ يكسرُ فرعَ النبحِ بالغَربِ
- (النبح: شجر صلب العيدان) ، (الغرب: شجر لا صلابة فيه)
علي بن مقرب(11/164)
- ما أهونَ الإِنسانَ. إِن وفاءَهُ ... إِما اتقاءُ أذى، وإِما مغنمُ
- عظمَتْ على أخلاقِه أكلافُهُ ... وهو المصَّير في الحياةِ المرغمُ
- نفضَ الترابُ الضعفَ في أعراقهِ ... وابنُ الترابِ الصاغرُ المستسلمُ
عزيز أباظة(11/165)
- إِن الوفاءَ على الكريمِ فريضةٌ ... واللؤمُ مقرونٌ بذي الإِخلافِ
- وترى الكريمَ لمن يعاشرُ مُنْصفاً ... وترى اللئيمَ مجانبَ الإِنصافِ
شاعر(11/166)
- قَلَّ الوفاءُ فلستَ تبلو باطناً ... الإ وتلفيه خلافَ الظاهرِ
ابن الدهان الموصلي(11/167)
- غاضَ الوفاءُ فما تلقاهُ في عدةٍ ... وأعوزَ الصدقُ في الأخبار والقسمِ
المتنبي(11/168)
- عَزَّ الوفاءُ فما وفاءَ وإِنهُ ... لأعَزُّ وجداناً من الكبريتِ
شاعر(11/169)
- وما كُلُّ من قالَ قولاً وَفَى ... وما كُلُّ من سِيْمَ خَسْفاً أبى
المتنبي(11/170)