أصول الكرخي
تأليف:أبو الحسن عبيد الله بن الحسين بن دلال بن دلهم الكرخي(260 - 340هـ)
(طبع ضمن: أصول البزدوي-كنز الوصول الى معرفة الأصول
لمؤلفه : علي بن محمد البزدوي الحنفِي)
الناشر : مطبعة جاويد بريس - كراتشي
عدد الأجزاء : 1[الترقيم حسب هذه الطبعة في أعلى الصفحة]
مع تشكيل النص وترجمة للمؤلف الإمام أبي الحسن الكرخي
بقلم:د. عصمت الله عنايت الله
الأستاذ المساعد بمجمع البحوث الإسلامية
الجامعة الإسلامية العالمية، إسلام آباد(1/1)
الإمام أبوالحسن الكرخي، الفقيه الأصولي الحنفِي وَحياته الْعِلْمية:
المبحث الأول: اسمه وَنسبه وَمولده:
هُوَ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ دَلاَّلٍ، الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الزَّاهِدُ، مُفْتِي العِرَاق، شَيْخُ الخنفِيَّة، أَبُو الحَسَنِ ،البَغْدَادِيُّ، الكَرْخِيُّ، الفَقِيْهُ.
نسبته: إِلَى كرخ جدان،
مَوْلِدُهُ:وُلِدَ الْإِمَامُ أَبُوالْحَسَنُ الْكَرْخِيُّ سَنَةَ 260هـ
المبحث الثاني:شيوخه:
درس الكرخي ببغداد عَلَى عدد مِن الْعِلْماء، مِنهم:
1.أحمد ابن يحيى الحلوَاني،
2. إِسْمَاعِيْلَ بنَ إِسْحَاقَ القَاضِي،
3. وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيَّ،
وَطَائِفَةً.(1/2)
المبحث الثالث: تلامذته:
فِيْهِ مطلبان:
المطلب الأول: مَن حَدَّثَ عَنْهُ:
1.أَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوَيْه،
2.وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ،
3.وَالقَاضِي عَبْدُ اللهِ بنُ الأَكْفَانِي،
4.وَالعَلاَّمَة أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيّ الحَنَفِيّ،
5.وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ التَّنُوْخِيُّ،
6.وأَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّامغَانِيّ
7.وأَبُو عَلِيٍّ الشَّاشِيّ
8.وَأبوحامد الطبري
9.وَأبو عبد الله الجرجاني
10.وَابو زكريا الضرير البصري
11.وَابو عبد الله المعتزلي
وََآخَرُوْنَ.
المطلب الثاني: ترجمة لبعض تلامذة الكرخي:
1- قَاضِي الحَرَمَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ
العَلاَّمَةُ، أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَنَفِيُّ، شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ.
وَلِي قَضَاءِ الحَرَمَيْنِ نَيِّفَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ قَدِمَ نَيْسَابُوْرَ، وَوَلِيَ قَضَاءهَا.
سَمِعَ:أَبَا خَلِيْفَةَ الجُمَحِيَّ، وَالحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ، وَجَمَاعَةً.
وَتَفَقَّهَ بِأَبِي الحَسَنِ الكَرْخِيِّ، وَأَبِي طَاهِرِ بنِ الدَّبَّاسِ، وَولِيَ أَيْضاً قَضَاءَ المَوْصِلِ وَالرَّمْلَةِ.
رَوَى عَنْهُ:الحَاكِمُ وَقَرَّظَهُ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي (طَبَقَاتِ الفُقَهَاءِ):بِهِ، وَبأَبِي سَهْلٍ الزُّجَاجِيِّ تَفَقَّهَ عُلمَاءُ نَيْسَابُوْرَ.
وَقَالَ الحَاكِمُ:سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الأَبْهَرِيَّ شَيْخَ الفُقَهَاءِ، يَقُوْلُ:مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الخُرَاسَانِيِّيْنَ أَفْقَهُ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيِّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً.
2 - ابْنُ الدَّاعِي مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ العَلَوِيُّ
الكَبِيْرُ، الرَّئيسُ، المعظَّمُ، الشَّرِيْفُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ بنِ الحَسَنِ العَلَوِيُّ الدَّيْلَمِيُّ المولدِ.
وُلدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَحَجَّ فِي سَنَةِ بضعٍ وَثَلاَثِيْنَ.
بَرَعَ فِي الرَّأْيِ عَلَى الإِمَامِ أَبِي الحَسَنِ الكَرْخِيِّ، وَأَخذَ علمَ الكَلاَمِ عَنْ حُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ البَصْرِيِّ، وَأَفتَى وَدرَّسَ، وَوَلِي نقَابَةَ الطَّالبيِّينَ فِي دَوْلَةِ بنِي بُوَيْه، فَعَدَّلَ وَحُمِدَ، وَكَانَ معزُّ الدَّوْلَةِ يُبالغُ فِي تعظيمِهِ، وَتقبيلِ يدِهِ، لعبَادَتِهِ وَهَيْبَتِهِ، وَكَانَ فِيْهِ تشيُّعٌ بِلاَ غُلُوٍّ.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيُّ:حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ الأَزرقِ، قَالَ:كُنْتُ بحضرَةِ الإِمَام أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الدَّاعِيِّ، فَسَأَلَهُ أَبُو الحَسَنِ المُعْتَزلِيُّ عَمَّا يقولُهُ فِي طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، فَقَالَ:أَعتقدُ أَنَّهُمَا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ.
قَالَ:مَا الحجَّةُ؟
قَالَ:قَدْ رويت تَوْبَتهُمَا، وَالَّذِي هُوَ عُمدتِي أَنَّ اللهَ بشَّرَهُمَا بِالجَنَّةِ.
قَالَ:فَمَا تنكرُ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَلَيْهِ - الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ - قَالَ:إِنَّهُمَا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمقَالَتُهُ:(فَلَو مَاتَا لكَانَا فِي الجَنَّةِ)، فَلَمَّا أَحدثَا زَالَ ذَلِكَ.
3 - الجُعَلُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ البَصْرِيُّ
الفَقِيْهُ، المُتَكَلِّمُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، مِنْ بُحُورِ العِلْمِ، لكنَّهُ مُعْتَزِلِيٌّ دَاعِيَةٌ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَنَفِيَّةِ.
قَالَ الخَطِيْبُ:لَهُ تَصَانِيْفٌ كَثِيْرَةٌ فِي الاِعْتِزَالِ، قَالَ لِي الصَّيْمرِيُّ:كَانَ مُقَدَّماً فِي الفِقْهِ وَالكَلاَمِ، مَعَ كَثْرَةِ أَمَالِيهِ فِيْهِمَا، وَتَدْرِيْسِهِ لَهُمَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيمُ:الجُعَلُ يُعرفُ بِالكَاغدِيِّ، وَأُسْتَاذُهُ هُوَ أَبُو القَاسِمِ بنُ سَهْلَوَيْه.
انتهَتْ إِلَيْهِ رِئاسَةُ أَصْحَابِهِ فِي عَصْرِهِ...إِلَى أَنْ قَالَ:وَتفَقَّهَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ الكَرْخِيِّ، وَلَهُ كِتَابُ (نقضِ كَلاَمِ ابْنِ الرِّيوَندِيّ)، فِي أَنَّ الجسمَ لاَ يَجُوْزُ أَنْ يَكُونَ مُخترعاً لاَ مِنْ مَادَةٍ، وَكِتَابُ (الكَلاَمِ)أَنَّ اللهَ لَمْ يَزَلْ موجوداً وحدَهُ إِلَى أَنْ خلقَ الخلقَ، وَكِتَابُ (الإِيمَانِ)، وَ كِتَابُ (الإِقرَارِ)، وَتصَانِيْفُ سِوَى ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ فِي (طبقَاتِ الفُقَهَاءِ):هُوَ رَأْسُ المعتزلَةِ، مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ شَيْخُ النَّحْوِ أَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ.
قُلْتُ:قَاربَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَقِيْلَ:بَلْ عَاشَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ سَنَةً.
4 - أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيُّ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ
الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، المُفْتِي، المُجْتَهِدُ، عَلَمُ العِرَاقِ، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، الحَنَفِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
تَفَقَّهَ بِأَبِي الحَسَنِ الكَرْخِيِّ، وكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَرحْلَةٍ، لَقِيَ أَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ، وَطبقتَهُ بِنَيْسَابُوْرَ، وَعَبْدَ البَاقِي بنَ قَانعٍ، وَدَعْلَجَ بنَ أَحْمَدَ، وَطبقتَهُمَا بِبَغْدَادَ، وَالطَّبَرَانِيَّ، وَعِدَّةً بِأَصْبَهَانَ.
وَصَنَّفَ وَجَمَعَ وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصحَابُ بِبَغْدَادَ، وَإِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي مَعْرِفَةِ المَذْهَبِ.
قَدِمَ بَغْدَادَ فِي صِبَاهُ فَاسْتوطَنَهَا.
وَكَانَ مَعَ برَاعَتِهِ فِي العِلْمِ ذَا زُهْدٍ وَتعَبُّدٍ، عُرِضَ عَلَيْهِ قَضَاءُ القُضَاةِ فَامْتَنَعَ مِنْهُ، وَيَحْتَجُّ فِي كُتُبِهِ بِالأَحَادِيثِ المتَّصِلَةِ بأَسَانيدِهِ.
قَالَ الخَطِيْبُ:حَدَّثَنَا أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ، قَالَ:امتَنَعَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ المَالِكِيُّ مِنْ أَنْ يلِيَ القَضَاءَ، قَالُوا لَهُ:فَمَنْ يَصْلُحُ؟
قَالَ:أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيُّ.
قَالَ:وَكَانَ الرَّازِيُّ يَزِيْدُ حَالُهُ عَلَى مَنْزِلَةِ الرُّهْبَانِ فِي العِبَادَةِ، فَأُرِيْدَ عَلَى القَضَاءِ فَامْتَنَعَ - رَحِمَهُ اللهُ - ، وَقِيْلَ:كَانَ يمِيلُ إِلَى الاِعتزَالِ، وَفِي توَالِيفِهِ مَا يَدلُّ عَلَى ذَلِكَ فِي رُؤْيَةِ اللهِ وَغيْرِهَا، نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمةَ.
مَاتَ:فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً.
انْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئاسَةُ المَذْهَب، وَانْتَشَرت تلاَمِذَتُهُ فِي البِلاَد، وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَبَعُدَ صيتُهُ، وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العُبَّاد ذَا تهجُّد وَأَورَاد وَتَأَلُّه، وَصَبْرٍ عَلَى الفَقْرِ وَالحَاجَة، وَزُهدٍ تَامٍّ، وَوقْعٍ فِي النُّفُوْس،
وَمِنْ كِبَار تَلاَمِذته أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيّ المَذْكُوْر.(1/3)
المبحث الرابع: مؤلفاته وآثاره الْعِلْمية
له مؤلفات عدة مِنها:
1.المختصر فِي الفقه؛
2.شرح الجامع الصغير؛
3.شرح الجامع الكبير لمحمد بن الحسن.
4. وَله فِي أصول الفقه رسالة، ذكر فِيْهِا الأصول التي عَلَيْهِا مدار كتب أَصْحَاب أبي حنيفة.
كَانَ لَهُ اختيارات فِي الأصول تخالف أصول أبي حنيفة.
المبحث الخامس : مكانته الْعِلْمية وَثناء الْعِلْماء عَلَيْهِ وَأخلاقه:
وَكَانَ كثير الصوم وَالصَّلَاة صبورا عَلَى الفقر وَالحاجة.
انتهت إِلَيْهِ رياسة أَصْحَاب أبي حنيفة بعد أبي خازم وَأبي سعيد البردعي وَانتشرت أَصْحَابه
انتهت إِلَيْهِ رئاسة الحنفِية فِي عصره.
وَ كَانَ رجلاً عزوفًا عما فِي أيدي الناس قانعاً صبوراً عَلَى العسر صوامًا قواماً ورعًا زاهدًا.
فقره وَصبره عَلَى البلاء:
وَلما أصابه الفالج آخر عمره كتب أَصْحَابه إِلَى سيف الدولة بن حمدان بِمَا ينفق عَلَيْهِ فعلم بذَلِكَ فبكى وَقال: اللهم لَا تجعل رزقي إلا مِن حيث عودتني" فمات قبل أن يصل إِلَيْهِ صلة سيف الدولة وَهى عشرة آلاف درهم.
وَكَانَ مَن توَلى القضاء مِن أَصْحَابه هجره.
المبحث السادس: مرضه وَوفاته:
قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَلاَّنَ الوَاسِطِيُّ:
لَمَّا أَصَابَ أَبَا الحَسَنِ الكَرْخِيّ الفَالِج فِي آخِرِ عُمُرِهِ، حَضَرْتُهُ، وَحَضَرَ أَصْحَابُه:أَبُو بَكْرٍ الدَّامَغَانِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الشَّاشِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البَصْرِيّ، فَقَالُوا:هَذَا مَرَضٌ يحتَاجُ إِلَى نَفَقَة وَعِلاج، وَالشَّيْخ مُقِلٌّ وَلاَ يَنْبَغِي أَن نَبذُلَه لِلنَّاسِ فَكَتَبُوا إِلَى سَيْفِ الدَّوْلَة بنِ حَمْدَان، فَأَحسّ الشَّيْخُ بِمَا هُم فِيْهِ، فَبَكَى وَقَالَ:اللَّهُمَّ لاَ تجعلْ رِزْقِي إِلاَّ مِنْ حَيْثُ عَوَّدتَنِي.
فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُحْمَل إِلَيْهِ شَيْءٌ.
ثُمَّ جَاءَ مِنْ سَيْف الدَّوْلَة عَشْرَة آلاَف دِرْهَم، فتُصدِّق بِهَا عَنْهُ.
وفاته:
تُوُفِّيَ الكرخي رَحِمَهُ اللهُ فِي ليلة النَّصّف مِن شعبان، سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَكَانَ رَأْساً فِي الاعتزَال - الله يُسَامحه
مصادر ترجمته:
الجواهر المضية فِي طبقات الحنفِية1/337 رقم الترجمة:921
سير أعلام النبلاء29/422 ومابعدها الترجمة:238(1/4)
الصفحة 308
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْأُصُوْلُ الَّتِيْ عَلَيْهَا مَدَارُ كُتُبِ أَصْحَابِنَا
مِنْ جِهَةِ الْإِمَامِ الْعَالِمِ الْعَلَّامَةِ أَبِي الْحَسَنِ الْكَرْخِيِّ
1- الْأَصْلُ: أَنَّ مَاثَبَتَ بِالْيَقِيْنِ لَا يَزُوْلُ بِالشَّكِّ.
2- الْأَصْلُ: أَنَّ الظَّاهِرَ يَدْفَعُ الِاسْتِحْقَاقَ وَلَا يُوْجِبُ الِاسْتِحْقَاقَ.
3- الْأَصْلُ: أَنَّ مَنْ سَاعَدَهُ الظَّاهِرُ فَالْقَوْلُ قَوْلُهُ والْبَيِّنَةُ عَلَى مَنْ يَدَّعِيْ خِلَافَ الظَّاهِر.
4- الْأَصْلُ: أَنَّهُ يُعْتَبَرُ فِي الدَّعَاوِي مَقْصُوْدُ الْخَصْمَيْنِ فِي الْمُنَازَعَةِ دُوْنَ الظَّاهِرِ.(1/5)
الصفحة 309
5- الْأَصْلُ: أَنَّ الظَّاهِرَيْنِ إِذَا كَانَ أَحَدُهُمَا أَظْهَرَ مِنَ الْآخَرِ فَالْأَظْهَرُ أَوْلَى لِفَضْلِ ظُهُوْرِهِ .
6-الْأَصْلُ: أَنَّ أُمُوْرَ الْمُسْلِمِيْنَ مَحْمُوْلَةٌ عَلَى السَّدَادِ وَالصَّلَاحِ حَتَّى يَظْهَرَ غَيْرُهُ.
7- الْأَصْلُ: أَنَّ لِلْحَالَةِ مِنَ الدَّلَالَةِ كَمَا لِلْمَقَالَةِ.(1/6)
الصفحة 310
8- الْأَصْلُ: أَنَّهُ قَدْ يَثْبُتُ مِنْ جِهَةِ الْفِعْلِ مَا لَا يَثْبُتُ مِنْ جِهَةِ الْقَوْلِ كَمَا فِي الصَّبِيِّ.
9- الْأَصْلُ: أَنَّ السُّؤَالَ وَالْخِطَابَ يَمْضِيْ عَلَى مَا عَمَّ وَغَلَبَ لَا عَلَى مَا شَذَّ وَنَدَرَ.
10- الْأَصْلُ: أَنَّ جَوَابَ السُّؤَالِ يَجْرِيْ عَلَى حَسْبِ مَا تَعَارَفَ كُلُّ قَوْمٍ فِيْ مَكَانِهِمْ.
11-الْأَصْلُ: أَنَّ الْمَرْءَ يُعَامَلُ فِيْ حَقِّ نَفْسِهِ كَمَا أَقَرَّ بِهِ وَلَا يُصَدَّقُ عَلَى إِبْطَالِ حَقِّ الْغَيْرِ وَلَا بِإِلْزَامِ الْغَيْرِ حَقًّا .
12- الْأَصْلُ: أَنَّ الْقَوْلَ قَوْلُ الْأَمِيْنِ مَعَ الْيَمِيْنِ مِنْ غَيْرِ بَيِّنَةٍ .(1/7)
الصفحة 311
13- الْأَصْلُ: أَنَّ مَنِ الْتَزَمَ شَيْئًا وَلَهُ شَرْطٌ لِنُفُوْذِهِ فَإِنَّ الَّذِيْ هُوَ شَرْطٌ لِنُفُوْذِ الْآخَرِ يَكُوْنُ فِي الْحُكْمِ سَابِقًا وَالثَّانِيْ لَاحِقًا وَالسَّابِقُ يَلْزَمُ لِلصِّحَّةِ وَالْجَوَازِ.
14- الْأَصْلُ: أَنَّ الْمُتَعَاقِدَيْنِ إِذَا صَرَّحَا بِجِهَةِ الصِّحَّةِ صَحَّ الْعَقْدُ وَإِذَا صَرَّحَا بِجِهَةِ الْفَسَادِ فَسَدَ، وَإِذَا أَبْهَمَا صُرِفَ إِلَى الصِّحَّةِ.
15- الْأَصْلُ: أَنَّهُ يُفَرَّقُ بَيْنَ الْفَسَاد إِذَا دَخَلَ فِيْ أَصْلِ الْعَقْدِ وَبَيْنَهُ إِذَا دَخَلَ فِيْ عَلَقَةٍ مِنْ عَلَائِقِهِ.
16-الْأَصْلُ: أَنَّ الضَّمَانَاتِ فِي الذِّمَّةِ لَا تَجِبُ إِلَّا بِأَحَدِ أَمْرَيْنِ إِمَّا بِأَخْذٍ أَوْ بِشَرْطٍ فَإِذَا عَدَمَا لَمْ تَجِبْ.
17- الْأَصْلُ:أَنَّ الِاحْتِيَاطَ فِيْ حُقُوْقِ اللهِ تَعَالَى جَائِزٌ وَفِيْ حُقُوْقِ الْعِبَادِ لَا يَجُوْزُ.(1/8)
الصفحة 312
18- الْأَصْلُ: أَنَّهُ يُفَرَّقُ فِي الْأَخْبَارِ بَيْنَ الْأَصْلْ وَالْفَرْعِ .
19-الْأَصْلُ: أَنَّهُ يُفَرَّقُ بَيْنَ الْعِلْمِ إِذَا ثَبَتَ ظَاهِرًا وَبَيْنَهُ إِذَاثَبَتَ يَقِيْنًا.
20- الْأَصْلُ: أَنَّ الْإِجَازَةََ اللَّاحِقَةَ كَالْوَكَالَةِ السَّابِقَةِ .
21- الْأَصْلُ: أَنَّ الْمَوْجُوْدَ فِيْ حَالَةِ التَّوَقُّفِ كَالْمَوْجُوْدِ فِيْ أَصْلِهِ.(1/9)
الصفحة 313
22-الْأَصْلُ:أَنَّ الْإِجَازَةَ إِنَّمَا تَعْمَلُ فِي الْمُتَوَقِّفِ لَا فِي الْجَائِزِ.
23- الْأَصْلُ: أَنَّ الْإِجَازَةَ تَصِحُّ ثُمَّ تَسْتَنِدُ إِلَى وَقْتِ الْعَقْدِ.
24-الْأَصْلُ: أَنَّ كُلَّ عَقْدٍ لَهُ مُجِيْزٌ حَالَ وُقُوْعِهِ تَوَقَّفَ لِلْإِجَازَةِ وَإِلَّا فَلَا.
25-الْأَصْلُ:أَنَّ تَعْلِيْقَ الْأَمْلَاكِ بِالْأَخْطَارِ بَاطِلٌ وَتَعْلِيْقُ زَوَالِهَا بَالْأَخْطَارِجَائِزٌ.
26-الْأَصْلُ:أَنَّ الشَّيْء يُعْتَبَرُ مَا لَمْ يَعُدْ عَلَى مَوْضُوْعِهِ بِالنَّقْضِ وَالْإِبْطَالِ.(1/10)
الصفحة 314
27-الْأَصْلُ: أَنَّ كُلَّ آيَةٍ تُخَالِفُ قَوْلَ أَصْحَابِنَا فَإِنَّهَُا تُحْمَلُ عَلَى النَّسْخِ أَوْ عَلَى التَّرْجِيْحِ.وَالْأَوْلَى أَنْ تُحْمَلَ عَلَى التَّأْوِيْلِ مِنْ جِهَةِ التَّوْفِِيْقِ.
28-الْأَصْلُ: أَنَّ كُلَّ خَبَرٍ يَجِيْءُ بِخِلَافِ قَوْلِ أَصْحَابِنَا فَإِنَّهُ يُحْمَلُ عَلَى النَّسْخِ أَوْ عَلَى أَنَّهُ مُعَارَضٌ بِمِثْلِهِ ثُمَّ يُصَارُ إِلَى دَلِيْلٍ آخَرَ أَوْ تَرْجِيْحٍ فِيْهِ بِمَا يَحْتَجُّ بِهِ أَصْحَابُنَا مِنْ وُجُوْهِ التَّرْجِيْحِ أَوْ يُحْمَلُ عَلَى التَّوْفِِيْقِ وَإِنَّمَا يُفْعَلُ ذَلِكَ عَلَى حَسْبِ قِيَامِ الدَّلِيْلِ فَإِنْ قَامَتْ دَلَالَةُ النَّسْخِ يُحْمَلُ عَلَيْهِ وَإِنْ قَامَتِ الدَّلَالَةُ عَلَى غَيْرِهِ صِرْنَا إِلَيْهِ.(1/11)
الصفحة 315
29-الْأَصْلُ: أَنَّ الْحَدِِيْثَ إِذَا وَرَدَ عَنِ الصَّحَابِيِّ مُخَالِفًا لِقَوْلِ أَصْحَابِنَا فَإِنْ كَانَ لَا يَصِحُّ فِي الْأَصْلِ كُفِِيْنَا مُؤْنَةَ جَوَابِهِ وَإِنْ كَانَ صَحِيْحًا فِيْ مَوْرِدِهِ فَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَقْسَامِهِ إِلَّا أَنَّ أَحْسَنَ الْوُجُوْهِ وَأَبْعَدَهَا عَنِ الشُّبَهِ أَنَّه إِذَا وَرَدَ حَدِيْثُ الصَّحَابِيِّ فِيْ غَيْرِ مَوْضِعِ الْإِجْمَاعِ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى التَّأْوِيْلِ أَوْ الْمُعَارَضَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَحَابِيٍّ مِثْلِهِ .
30-الْأَصْلُ: أَنَّه إِذَا مَضَى بِالِاجْتِهَادِ لَا يُفْسَخُ بِاجْتِهَادٍ مِثْلِهِ وَيُفْسَخُ بِالنَّصِّ.
قَالَ: وَيَقَعُ ذَلِكَ فِي التَّحَرِّيْ وَالْقَضَاءِ فِي الدَّعَاوِيْ.
31-الْأَصْلُ: أَنَّ النَّصَّ يَحْتَاجُ إِلَى التَّعْلِيْلِ بِحُكْمِ غَيْرِهِ لَا بِحُكْمِ نَفْسِهِ.(1/12)
الصفحة 316
32-الْأَصْلُ: أَنَّه يُفَرَّقُ بَيْنَ عِلَّةِ الْحُكْمِ وَحِكْمَتِهِ فَإِنَّ عِلَّتَهُ مُوْجِبَةٌ وَحِكْمَتَهُ غَيْرُ مُوْجِبَةٍ .
33- الْأَصْلُ: أَنَّ السَّائِلَ إِذَا سَأَلَ سُؤَالًا يَنْبَغِيْ لِلْمَسْئُوْلِ أَنْ لَا يُجِيْبَ عَلَى الْإِطْلَاقِ وَالْإِرْسَالِ لَكِنْ يَنْظُرُ فِيْهِ وَيَتَفَكَّرُ أَنَّهُ يَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمٍ وَاحِدٍ أَوْ إِلَى قِسْمَيْنِ أَوْ أَقْسَامٍ ثُمَّ يُقَابِلُ فِيْ كُلِّ قِسْمٍ حَرْفًا فَحَرْفًا ثُمَّ يُعَدِّلُ جَوَابَهُ عَلَى مَا يَخْرُجُ إِلَيْهِ السُّؤَالُ.
وَهَذَا الْأَصْلُ تَكْثُرُ مَنْفَعَتُهُ لِأَنَّهُ إِذَا أَطْلَقَ الْكَلَامَ فَرُبَّمَا كَانَ سَرِيْعَ الِانْتِقَاضِ لِأَنَّ اللَّفْظَ قَلَّمَا يَجْرِيْ عَلَى عُمُوْمِهِ .
34- الْأَصْلُ: أَنَّ الْحَادِثَةَ إِذَا وَقَعَتْ وَلَمْ يَجِدِ الْمُؤَوِّلُ فِيْهَا جَوَابًا وَنَظِيْرًا فِيْ كُتُبِ أَصْحَابِنَا فَإِنَّهُ يَنْبَغِيْ لَهُ أَنْ يَسْتَنْبِطَ جَوَابَهَا مِنْ غَيْرِهَا إِمَّا مِنَ الْكِتَابِ أَوْ مِنَ السُّنَّةِ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ أَقْوَى فَالْأَقْوَى فَإِنَّهُ لَا يَعْدُوْ حُكْمَ هَذِهِ الْأُصُوْلِ .
35- الْأَصْلُ: أَنَّ اللَّْفْظَ إِذَا تَعَدَّى مَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا أَجْلَى مِنَ الْآخَرِ وَالآخَرُ أَخْفَى فَإِنَّ الْأَجْلَى أَمْلَكُ مِنَ الْأَخْفَى .(1/13)
الصفحة 317
36-الْأَصْلُ: أَنَّ التَّوْفِِيْقَيْنِ إِذَا تَلَاقَيَا وَتَعَارَضَا وَفِيْ أَحَدِهِمَا تَرْكُ اللَّفْظَيْنِ عَلَى الْحَقِيْقَةِ فَهُوَ أَوْلَى.
37- الْأَصْلُ:أَنَّ الْبَيَانَ يُعْتَبَرُ بِالِابْتِدَاءِ إِنْ صَحَّ الِابْتِدَاءُ وَإِلَّا فَلَا.
تَمَّتْ بِعَوْنِ اللهِ وَتَوْفِيْقِهِ.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَعَلَى رَسُوْلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.(1/14)