0بحث " مصطلحات الألقاب عند فقهاء المذاهب الأربعة "
د . عبد الحق حميش
أستاذ مشارك بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية – في جامعة الشارقة .
نُشر بمجلة " الشريعة والدراسات الإسلامية " الكويت .
عدد 60- السنة 20
محرم 1426ه – مارس 2005 م .
من ص271 إلى ص 355
سوف نقوم بمشيئة الله بكتابته في " متندى العلوم الشرعية " بملتقى أهل الحديث "
على فترات متقاربة ، حتى إذا ما انتهينا منه نقوم برفعه عل هيئة ملف " وورد "
وسنراعي في الكتابة :
1-ذكر رقم الصفحة حتى يسهل العزو إليه .
2-إثبات الهوامش
3-الفوائد الملحقة أثبتناها بين معقوفتين [ ] ، لتمييزها عن كلام صاحب البحث .
بعض الأخطاء المطبعية يقيناً صححتها دون تنبيه .
" مصطلحات الألقاب عند فقهاء المذاهب الأربعة "
ص273
ملخص البحث :
إن الفقهاء في مصنفاتهم كثيراً ما يستعملون الألقاب والأسماء المبهمة
ويريدون عدداً من كبار أعلامهم ؛ وذلك عوضاً عن ذكر اسم العَلَم كاملاً
بقصد الاختصار ، فيبقى ذلك غامضاً خفياً على طلاب العلم ، وهذه الدراسة
تتناول الموضوع بالبيان والتحليل :
ففي الجزء الأول من البحث تم تعريف اللقب ، وبيان أهمية ألقاب الفقهاء ، وما هي أسباب ودواعي التلقيب ، تاريخ ونشأة الألقاب ، ثم بيان الحكم الشرعي للألقاب بالتفصيل ، وقدم البحث إحصاء لأهم المؤلفات في الألقاب .
أما الجزء الثاني من البحث فتناول أهم ألقاب الفقهاء في كل مذهب من المذاهب الأربعة ، مثل :
-الأئمة الثلاثة ، الأستاذ ، الأقطع ، الجصاص ، برهان الأئمة ، برهان الإسلام وغيرها عند الحنفية .
-الأئمة ، والأخوان ، والأستاذ ، والإمام ، والشيخ ، وغيرها ، عند المالكية .
-الأستاذ ، والأصحاب ، والإمام ، وإمام الحرمين ، والخرسانيون ، وغيرها عند الشافعية .(1/1)
-الأثرم ، والآجري ، والحربي ، والخرقي ، والخلال ، وغيرها عند الحنابلة[ في الأصل " الشافعية " وهو خطأ مطبعي ، وأثْبَتَ الصواب ص332 عند تفصيله لما أجمله في " ملخص البحث " ]
وفي الأخير تمت المقارنة بين أهم الألقاب المتشابهة في المذاهب الفقهية الأربعة .
ص274
المقدمة :
إنَّ الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله[ صلى الله عليه وسلم ] القائل :
" من يرد الله به خيراً يفقه في الدين " (1) ، وعلى آله وصحبه الأبرار الطيبين ، وعلى من تبعهم وسلك طريقهم إلى يوم الدين .
أما بعد
فإن الفقهاء- في مصنفاتهم – كثيراً ما يستعملون المُبهمات من الأسماء والكتب ، فيبقى ذلك مغلقاً على من لا اطلاع له على كتب الطبقات والتاريخ ، ومن ليس له دراية أو ممارسة بمصطلحات الفقهاء والمختصين في ذلك ، وإنَّ في الفقهاء جماعة لا يُعرفون إلا بألقابهم .
من ثم خطر لي أن أكتب في هذا الموضوع : حيث أجمع شتاته وألمُّ متفرقه ؛ كي أقدم لطالب العلم والباحث في المسائل الفقهية نبذة أتمنى أن تكون كافية حول الألقاب التي اشتهر بها الفقهاء في مذاهبهم ، وأُمهد قبل ذلك بمبحث مختصر عن اللقب : من حيث تعريفه ، وأهميته ، وأسباب ودواعي التلقيب ، والأحكام الشرعية المتعلقة باللقب ، خاصة وأنني لم أعثر على من أفرد هذا الموضوع ببحث أو تأليف ، وإنما هي ألقاب وتعريفات منثورة في كتب الفقه وبعض كتب التراجم والأعلام .
المؤلفات السابقة في الموضوع :
في الحقيقة على الرغم من وجود مؤلفات قديمة وحديثة في ألقاب الصحابة والمحدثين والرواة والشعراء والألقاب الخاصة برتب الجيش ، لكني لم أعثر على مؤلف يخص ألقاب الفقهاء :(1/2)
(1)أخرجه البخاري في كتاب العلم ، باب من يرد الله به خيراً يفقه في الدين (71) 1/39 ،
ومسلم في كتاب الزكاة ، باب النهي عن المسألة ( 6037) 2/718
ص275
إنما هناك بعض الكتب القليلة التي أَفردت لألقاب الفقهاء باباً خاصاً أو قسماً منها لهذا الموضوع ، وفيما يلي الإشارة إلى بعضها :
1-طبقات الحنفية : لعبد القادر ابن أبي الوفاء القرشي (375ه) : قسمه مصنفه إلى كتب عنون لواحد منها : ب" الألقاب " ، قال فيه : هذا كتاب أذكر فيه من اشتهر بلقبه من أصحابنا . (1)
2--كشف النقاب الحاجب من مصطلح ابن الحاجب : الشيخ إبراهيم بن علي بن فرحون (779ه) : خصَّ الفصل التاسع عشر من كتابه هذا : في بيان أسماء مُبهمة : حيث كشف النقاب في هذا الفصل عن العديد من الألقاب والأسماء المبهمة في الفقه المالكي بعامة ، وفي كتابه " تسهيل المهمات في شرح جامع الأمهات " بخاصة (2) [ أنظر بحث " نبذة في اصطلاحات المالكية " لفضيلة الشيخ إبراهيم المختار أحمد عمر الجبرتى الزيلعى من علماء التخصص بكلية الشريعة بالأزهر الشريف ، وقد تم رفع هذا البحث على هذا الموقع المبارك - وهذه النبذة استلها الشيخ من رسالته " بغية الطالبين فى اصطلاحات الفقهاء والفسرين " -.]
3-- المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل : للعلامة الشيخ عبد القادر بن بدران الدمشقي (1346ه) ، قَسَّم كتابه إلى ثمانية عقود : جعل العقد السادس منها : فيما اصطلح عليه المؤلفون في فقه الإمام أحمد ، مما يحتاج إليه المبتدئ ، وقال فيه :
"قد غلب على الفقهاء من أصحابنا وغيرهم: أنهم يكتفون في الألقاب بالنسبة إلى محلة أو قبيلة أو قرية ، فيقولون - مثلاً- : الخرقي، نسبة إلى بيع الخرق ، والخلال والطيالسي ، والحربي ، نسبة إلى باب حرب ( محلة في بغداد ) ، وكالزهري والتميمي ، وكاليونيني والبعلي والصاغاني والحراني وأمثال ذلك ..." (3) .(1/3)
فلقلة من اعتنى بهذا الموضوع من حيث إفراده ببحث خاص ، ولأهميته لطلاب الفقه بالوقوف على ألقاب الفقهاء ، ومعرفة الاسم الحقيقي لصاحب اللقب والتعرف على ترجمته ، ونسبة الأقوال إلى أصحابها بدقة وأمانة – كان اختياري لهذا الموضوع .
طبقات الفقهاء : لابن أبي الوفاء 1/360
كشف النقاب الحاجب من مصطلح ابن الحاجب : الشيخ ابن فرحون ص172
المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل : لابن بدران ص405.
ص276
خطة البحث : قسمت الموضوع على مبحثين .
المبحث الأول : في اللقب :
وتناولت فيه المطالب التالية :
المطلب الأول : تعريف " ألقاب الفقهاء "
1-تعريف اللقب لغة .
2-تعريف اللقب اصطلاحاً .
3-الفرق بين الاسم واللقب والكنية .
4-تعريف " ألقاب الفقهاء "
المطلب الثاني : أهمية موضوع " ألقاب الفقهاء " .
المطلب الثالث : العلوم والفنون التي دخلتها الألقاب .
المطلب الرابع : تاريخ ونشأة الألقاب .
المطلب الخامس : أسباب ودواعي التلقيب .
المطلب السادس : في حكم الألقاب .
متى يكون اللقب محرماً ؟
متى يكون اللقب مستحباً ؟
متى يكون اللقب مباحاً ؟
شروط اللقب المباح .
التعجيل بكنية الصبي .
فرع – تواضع العلماء عن الألقاب ورفض بعضهم لها .
المطلب السابع : أهم المؤلفات في الألقاب .
ص277
المبحث الثاني :
الألقاب والأسماء المبهمة عند الفقهاء وقَسَّمته إلى خمسة مطالب .
المطلب الأول : ألقاب فقهاء المذهب الحنفي .
المطلب الثاني : ألقاب فقهاء المذهب المالكي .
المطلب الثالث : ألقاب فقهاء المذهب الشافعي .
المطلب الرابع : ألقاب فقهاء المذهب الحنبلي .
المطلب الخامس : مقارنة بين ألقاب الفقهاء في المذاهب الأربعة .
الخاتمة : وفيها أهم نتائج البحث .(1/4)
مع ملاحظة أنني رتبت ألقاب كل مذهب حسب حسب الترتيب الألف بائي ، واقتصرت على المذاهب الأربعة لشهرتها ، ولأنني لو حاولت تتبع كل الألقاب لأصبح البحث طويلاً جداً ، كما أنني ذكرت سبب اختصاص كل فقيه بلقبه متى عثرت على مَنْ نصَّ على ذلك ، ولم أجتهد في تفسير الألقاب التي لم أقف على سببها .
فإِنْ وُفِّقتُ في إتمام هذا البحث على الوجه المطلوب فلله الشكر والمنة ، وإن كان هناك تقصير أو خطأ فأسأله تعالى العفو عن كل خطأ وسهو ونسيان
وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين .[ صلى الله عليه وسلم ]
ص278
المبحث الأول
يتناول هذا المبحث تعريف اللقب والألقاب الفقهية ، وأهمية الألقاب الفقهية ، والعلوم والفنون التي دخلتها الألقاب ، وتاريخ ونشأة الألقاب ، وأسباب ودواعي التلقيب ، وحكم الألقاب ، مع أهم المؤلفات والكتب في الألقاب :
المطلب الأول
تعريف ألقاب الفقهاء
تعريف اللقب لغةً :
اللقب واحد الألقاب ، وهي الإنباذ (1) ، فاللقب : هو النبذ (2) ، ويقال : لقَّبه بكذا فتلقب به .
وقال غير واحد من علماء اللغة : هو اسم غير مسمى به (3) .
قال ابن الجوزي : الألقاب جمع لقب : وهو اسم يُدعى به الإنسان ، سوى الاسم الذي سمي به (4) .
وقيل : هو ما يسمى به الإنسان بعد اسمه الأول ( العَلَم ) من لفظ يدل على المدح أو الذم لمعنىً فيه (5) .
لكن العامة استعملت اللقب في موضع النعت الحَسن ، وأوقعوه موقعه لكثرة استعمالهم إياه ، حتى وقع الإتفاق والاصطلاح على استعماله في التشريف والإجلال والتعظيم والزيادة في النباهة والتكرمة(6) .
الصحاح : الجوهري ، مادة لقب 1/220 .
لسان العرب : ابن منظور ، مادة لقب 1/743 .
تاج العروس : الزبيدي ، مادة لقب 1/473 .
زاد المسير : ابن الجوزي 7/467 .
التعريفات : الجرجاني ص247 .
(6)صبح الأعشى : القلقشندي 1/42 .
ص279
2- تعريف اللقب اصطلاحاً :(1/5)
ولا يخرج التعريف الاصطلاحي للقب عن التعريف اللغوي : وهو ما أشعر بخسة أو شَرف ، سواء أكان ملقباً به صاحبه أم اخترعه له النابز .
يقول الخطيب الشربيني في تعريف اللقب : هو" اسم ما يدعى الاسم به يشعر بضعَة المسمى أورفعته ، والمقصود به الشهرة" (1) ، والعمدة فيه الاستعمال .
3- الفرق بين اللقب والاسم والكنية :
ينقسم الاسم العَلَم عند علماء العربية إلى ثلاثة أقسام (2) : اسم ، كنية ، لقب :
أما الاسم فهو لغةً : ما وضع لشيء من الأشياء ودل على معنى من المعاني ، جوهراً كان أو عَرَضاً .
والاسم اصطلاحاً : هو ما يعرف به الشيء ويُستدل به عليه ، وهو ينقسم إلى (اسم عين) ، وهو : الذي يدل على معنى يقوم بذاته كزيد وعمرو وأحمد ومحمد ، وإلى (اسم معنى) ، وهو : ما لا يقع بذاته ، سواء أكان معنى وجودياً كالعلم أم علمياً كالجهل (3) .
أما الكنية : فتطلق في اللغة على الشخص للتعظيم ، وهي ما صُدِّر بأب وأم ، كأبي بكر ، وأبي حفص ، وأم الحَسن ، وأم عمرو (4) .
وتستعمل الكنية مع الاسم ومع اللقب ، أو بدونهما ؛ تفخيماً لشأن صاحبها أن يذكر اسمه مجرداً (5) ، قال العَيني : الكنية للعرب كاللقب للعجم (6) .
مغني المحتاج : الشربيني ، الخطيب 4/295 .
شرح قطر الندى : ابن هشام ص96 ، شرح شذور الذهب : ابن هشام 1/180 ، تحفة الأحوذي : المباركفوري 8/106 .
لسان العرب : مادة سما 6/381-382 ، الموسوعة الفقهية 36/288 .
شرح قطر الندى ص97 ، تحفة الأحوذي : 8/106 .
انظر المراجع السابقة .
عمدة القاري : العيني 22/213 .
ص280
والفرق بين اللقب والاسم : أنَّ ما قُصد به التعظيم أو التحقير فهو لقب ، وإلا فهو
اسم (1) .
والفرق بين اللقب والكنية : أن الكنية غالباً تكون للتفخيم ، وتكون لأشراف الناس وأما اللقب يكون للمدح وللإشعار برِفعة المسمى ، وقد يكون للذم (2) .
4- تعريف ألقاب الفقهاء :(1/6)
هذا مركب إضافي من كلمتين "ألقاب" و"الفقهاء" ، والألقاب قد سبق تعريفها ، أما الفقهاء : فهي جمع للفقيه ، وهو اسم فاعل مِنْ فَقُهَ :
والفقه لغةً : مطلق الفهم ، وقيل : فهم الأشياء الدقيقة ، وقيل : فهم غرض المتكلم من كلامه (3) .
أما اصطلاحاً : فهو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب[ أي العلم] من أدلتها التفصيلية (4) ، والفقيه كما قال ابن عابدين : هو من بلغ من الفقه الغاية القصوى (5) .
وألقاب الفقهاء التي نقصدها في بحثنا هذا : هي تلك الألقاب العلمية التي عرف بها الفقهاء واشتهروا بها دون أسمائهم الحقيقية .
الفروق اللغوية : العسكري ص17 .
الفروق اللغوية ص17
القاموس المحيط : الفيروز آبادي ، مادة فقه 1/1714.
الإبهاج للسبكي ، عبد الكافي 1/28 ، البحر المحيط : الزركشي 2/21 .
حاشية ابن عابدين 6/690 .
المطلب الثاني
أهمية ألقاب الفقهاء
إن موضوع ألقاب الفقهاء العلمية وغيرها من الألقاب الفخرية والآداب في الألفاظ : هو من مسائل العلم التي عني بها العلماء – قديماًوحديثاً- بالبحث
ص281
والتوجيه تبعاً واستقلالاً ، على اختلاف مشاربهم : مفسرين ومحدثين وفقهاء ومؤرخين وأدباء (1) .
فمن علوم الحديث والإسناد الذي أولاه العلماء اهتمامهم : معرفة ألقاب الرواة والمحدثين التي يشتهرون بها ، وذلك أنهم كثيراً ما يُذْكَرُون في الأسانيد بألقابهم دون أسماءهم ، فيصعب معرفة حال السند لمن لا يدري لقب الراوي ، ويتوقف العمل بحديثه حتى يُعرف حاله : من الثقة والضبط ، والإتقان والحفظ ، ولذلك ألَّف العلماء المتقدمون والمتأخرون كتباً في معرفة الأنساب والألقاب ، وما يتصل بكشف الأسماء المبهمة أو المشتركة بين العلماء ؛ ليتم لأهل العلم الحكم على الراوي بقبول روايته أو ردها ؛ استناداً إلى معرفته وتبيينه على سبيل العلم واليقين (2) .
... [ حذفت جملة مكررة المضمون ] .(1/7)
وتكمن أهمية كتب الأبحاث التي ألفت في الألفاب كما قال الخوانساري :
"كتاب الألقاب يُذكر فيه منشأ تلقب المتلقبين بما لقبوا به ... (4) .
ونلخص أهمية الوقوف على ألقاب الفقهاء في النقاط التالية :
-الوقوف على الاسم الحقيقي لصاحب اللقب ؛ وذلك لأن كثيراً من ألقاب العلماء أشهر من أسمائهم ، ولا يعرف شيء عنهم .
-لتنزيل الناس منازلهم (5) .
-نسبة الأقوال إلى أصحابها بدقة وأمانة ، وعدم اختلاط الألقاب والأسماء بغير أصحابها .
- لمعرفة سبب التلقيب قدر الإمكان .
(1) تغريب الألقاب العلمية : بكر أبو زيد ، ص5 .
(2) مقدمة تحقيق كتاب " نزهة الألباب في الألقاب " : عبد العزيز السديري ، ص1 .
(4) روضات الجنات : الخوانساري ، ص411 .
(5) جواهر العقود : السيوطي ، 2/477 .
ص282
إن معرفة الألقاب – ومنها ألقاب الفقهاء – من الأمور النفيسة والعلوم الجليلة (1) ، كما أشار إلى ذلك كثير من العلماء .
لأهمية موضوع ألقاب الفقهاء عقد له العالم الحنبلي ابن بدران فصلاً كاملاً من كتابه المدخل إلى الفقه الحنبلي حيث قال : " العقد السادس : فيما اصطلح عليه المؤلفون في فقه الإمام أحمد مما يحتاج إليه المبتديء وأبرز الأسماء التي تُذكر في مصنفاتهم " (2) .
مقدمة كتاب " الألقاب " للجياني : د. محمد أبو الفضل ، ص9 .
المدخل إلى مذهب الإمام أحمد : ابن بدران ، ص405 .
المطلب الثالث
العلوم والفنون التي دخلتها الألقاب
لقد دخلت الألقاب علوماً وفنوناً مختلفة : كالتفسير ومصطلح الحديث والفقه والتاريخ والأدب والشعر ورتب الجيش والسلطان .(1/8)
فمن المفسرين من يبحثها في تفسير آية الحجرات{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ } [ الحجرات /11]
وفي تفسير قوله تعالى : {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا } [ مريم/7] ، وقوله تعالى : { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } [ طه/44] .
والمحدثون يعقدون لها أبواباً في كتب الأدب والرقاق من مؤلفاتهم الحديثية ، ففي تراجم النووي على صحيح مسلم قال : ( كتاب الألقاب ) ، و في مصنفات أهل الاصطلاح ، وآداب العالم والمتعلم : تبيان ألقاب المحدثين ، وما يلحق بذلك استطراداً عند بعضهم .
وفقهاء الشريعة يذكرونها – عرضاً- في مباحث تسمية المولود ، وأخريات الجهاد ، وباب الردة ، ونحو ذلك في مناسبات فقهية ، كمباحث القضاء والفتيا (3) .
(3) تغريب الألقاب العلمية ص7
ص283
وفي كتب المذاهب اشتهرت ألقاب بعض الفقهاء ، لصقت بهم ،و قد لا تُعرف أسماؤهم الحقيقية ، وقد تكون مشتركة بين أكثر من عالم في المذهب الواحد ، أو بين المذاهب الفقهية الأربعة ، مما يستوجب بيانها ،وبخاصة الأسماء المبهمة منها ، ومع الأسف – وكما سبق أن نبهت في مقدمة البحث – فإن ألقاب الفقهاء لم تفرد بالدراسة كما كان الأمر في ألقاب المحدثين ، أو ألقاب الشعراء .(1/9)
- وقد اهتم علماء الأدب والشعر بالألقاب ؛ لأهميتها ، ولأن كثيراً من الأدباء والشعراء اشتهروا بألقابهم ، وهناك شعراء لقبوا بأشعارهم ، والحقيقة أن الشعراء استأثروا بالكثير من ألقاب الرجال ، إذ قلما نعثر عل شاعر لم يحظ بلقب اختاره لنفسه ، أو اختاره له غيره ، وقد فطن لهذا الأقدمون ، فوضعوا العديد من المصنفات ، واستقصوا بها ما وصل إليهم من تلك الألقاب (1) ، مثل ما صنع ابن حبيب (245هجرية) في كتابه " ألقاب الشعراء " ، أو ابن الفوطي ( 723هج) في " مجمع الآداب في معجم الألقاب " (2) .
كما كان لرتب الجيش والسلطان وأرباب الوظائف نصيب في موضوع الألقاب ، فمن ألقاب السلطان : الخليفة ، الملك ، الأمير ، الإمام .
وهناك ألقاب أرباب الأقلام (3) ، منها : القاضي ، والمحتسب (4) ، والكاتب (5) ، وصاحب المظالم (6) .
معجم ألقاب الشعراء : العاني ، د . سامي مكي ص5 .
وسوف نذكر في ختام هذا المبحث إحصاء لمعظم المصنفات التي أُلفت في موضوع الألقاب في جميع الفنون والتخصصات .
أرباب القلم : هم أكابر الدولة والمسؤولون ، وأصحاب الوظائف المهمة في البلد ( جواهر العقود 2/478) .
المحتسب : وهو من يأمر بواجبات الشرع ، وينهى عن محرماته ( روضة الطالبين 10/217) .
الكاتب : وهو الذي يكتب كتاب الدعوى وأسماء الشهود وشهاداتهم ( حاشية البيجرمي 2/169 ، تحفة الفقهاء 3/373 ) .
صاحب المظالم : هو المتولي لولاية المظالم ، وهي ولاية متخصصة تنظر في القضايا التي عجز القاضي أن ينظر فيها ، فينظر فيها [ في الأصل : فيه ] من كان أقوى منه يداً ( الطرق الحكمية ص344، أحكام القرآن –لابن العربي 4/61 ) .
يتبع
ص284
المطلب الرابع
في تاريخ ونشأة الألقاب(1/10)
لقد وُجدت الأسماء والألقاب مع وجود الإنسان ، وذلك باعتبار المدنية الطبيعية المقتضية للتعامل مع الأشخاص والأشياء المختلفة الموجبة للتمييز فيما بينها ، وتاريخ الألقاب عند العرب والمسلمين واسع الميدان بعيد المدى .
ولقد أولع العرب منذ القدم بالألقاب ، فتفننوا بها ، وتنابزوا ببعض منها ، وتفاخروا ببعضا الآخر ، وتعدوا الرجال إلى الخيول ، فوضعوا لها الألقاب ، وأبدعوا الأسماء ، وصنعوا الشيء نفسه للسيوف والرماح ، وغيرهما من عدة الحرب .
اهتم العرب بالألقاب ، وشغلت حيزاً كبيراً من اهتماماتهم ، فتفننوا في ابتكارها ، وتندروا بها في اجتماعاتهم مجالسهم الأدبية وحلقاتهم العلمية .
هذا وقد اشتهرت الألقاب بين الرسل عليهم السلام : فمن أشرف من اشتهر باللقب الجميل :
- إبراهيم الخليل : في قوله تعالى : { وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا } [ النساء /125] .
- موسى الكليم : {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } [ النساء/164] .
- عيسى المسيح : { إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } [ آل عمران/ 45] .
- ولقب يونس بذي النون : { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [ الأنبياء /87] .
قال الزمخشري : لم تكن الكنى لشيء في الأمم إلا للعرب خاصة ، وهي من فخارها(1) ، والكنية إعظام ، وما كان يؤهل لها إلا ذو شرف من قومه ، والذي
(1) الفخار : التمدح بالخصال ، والافتخار ، وعد القديم ( لسان العرب : مادة فخر 5/48 )
ص285
دعاهم إلى التكنية : الإجلال عن التصريح بالاسم بالكناية عنه ، ثم ترقوا عن الكنى إلى الألقاب الحسنة .(1/11)
وأما اللقب فهو غير خاص بالعرب ، قال صاحب المدخل : إنها بدعة ممنوعة التجاوز في الألقاب ، ووصف الإنسان بغير ما هو فيه (1) .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلقب قبل البعثة بالأمين (2) .
ووردت التواريخ بذكر ألقاب جماعة من العرب في الجاهلية : كذي يزن ، وذي المنار ، وذي نواس ، وذي رعين ، وذي جذن ، وغيرهم ، مما هو مشهور وشائع (3) .
وأغرب مافي تطور الألقاب : استعمالها للمدح والتعظيم ، بعد أن كان للذم والاحتقار ، قال تعالى : { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ } [ الحجرات /11]
وقال فزارة :
الكنية حين أناديه لأكرمه ولا ألقبه فالسَّوْأة اللقب (4)
فعن أبي جبيرة بن الضحاك قال : فينا نزلت معشر الأنصار { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ } [ الحجرات /11] قدم علينا النبي صلى الله عليه وسلم والرجل منا له الاسمان والثلاثة (5) ، قال : فدعى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً باسم من تلك الأسماء فقالوا : يارسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنه يغضب من هذا ، فأنزل الله تعالى { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ } (6) .
ولقد لقب رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ، منهم : (7)
المدخل : ابن الحاج 2/127 .
راجع الحديث في مصنف عبد الرزاق : 5/313 ، والطبراني : المعجم الأوسط (2442) 3/50 .
صبح الأعشى 4/414 .
المزهر في علوم اللغة 1/273 .
يعني يلقبونه بألقاب كثيرة .
أخرجه أحمد ( 18314) 4/260 ، وأبو داود عن موسى بن إسماعيل عن وهيب عن داود به ، في الأدب ، باب في الألقاب (4962) 4/290 ، وابن ماجة في كتاب الأدب ، باب الألقاب عن أبي بكر (3741) 2/1231 ، وقال الهيثمي : ورجاله رجال الصحيح 7/111 .
نزهة الألباب في الألقاب : ابن حجر 1/42 .
ص286(1/12)
خالد بن الوليد : سيف الله ، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى زيداً وجعفراً وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال : أخذ الراية زيد حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم (1) ، قال ابن حجر : " قوله : حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله يعني به خالد بن الوليد " (2) .
أبو عبيدة بن الجراح : أمين هذه الأمة ، فعن أنس رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لكل أمة أمين ، وإن أميننا – أيتها الأمة - : أبو عبيدة بن الجراح " (3) .
أبو بكر : بالصديق ، روى ابن سعد أن رسول الله الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليلة أُسري بي : قلت لجبريل : إن قومي لا يصدقونني ، فقال له جبريل : يصدقك أبو بكر ، وهو الصديق " (4) .
وقال ابن حجر : ولقب الصديق لسبقه إلى تصديق النبي صلى الله عليه وسلم (5) ، وروى الطبراني من حديث علي : إنه كان يحلف أن الله أنزل اسم أبي بكر من السماء الصديق (6).
عمر ابن الخطاب : بالفاروق ، فعن أبي عمرو ذكوان قال : قلت لعائشة : من سمى عمر الفاروق ؟ قالت النبي الله صلى الله عليه وسلم (7) .
وعثمان ابن عفان بذي النورين : كان يلقب بذي النورين ؛ لأنه جمع بين ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم وعن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن عثمان بن عفان أشبه
صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب غزوة مؤتة من أرض الشام (4262) 5/86 .
فتح الباري : العسقلاني ، ابن حجر 7/513 .
صحيح البخاري : كتاب فضائل الصحابة ، باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح (3745) 4/216 .
الطبقات الكبرى : ابن سعد 3/170 .
فتح الباري 7/9 .
الرياض النضرة : الطبري ، أبو جعفر : 1/252 .
الطبقات الكبرى 3/270 ، تاريخ مدينة دمشق 44/50
ص287
الناس بي خلقاً وخلقاً وديناً وسمتاً ، وهو ذو النورين ، زوجته ابنتي ، وهو معي في الجنة كهاتين ) وحرَّك السبابة والوسطى (1)(1/13)
ولقَّب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( بأبي تراب ) (2) .
وحمزة : بأسد الله ، فعن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده قال : قال صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده إنه مكتوب عند الله عزوجل في السماء السابعة حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله ) وقال ابن هشام : قال صلى الله عليه وسلم : " جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع أسد الله ورسوله " (3) .
وسمى قبيلتي الأوس والخزرج : الأنصار ، فعن غيلان بن جرير قال : قلت لأنس : " أرأيت اسم الأنصار كنتم تسمون به أم سماكم الله ؟ قال : بل سمانا الله " (4) .
وقال ابن حجر : هو اسم سمى به النبي صلى الله عليه وسلم الأوس والخزرج وحلفائهم (5)
ثم انتقلت الألقاب إلى التابعين ، فكان الحسن البصري يسمي محمد بن واسع : زين القراء (6) .
وسفيان الثوري يدعو المعافى بن عمران : ياقوتة العلماء (7) .
وعبد الله بن المبارك يلقب محمد بن يوسف الأصبهاني ، عروس الزهاد ، أو عروس العباد (8) .
ولم يتلقب أحد من خلفاء بني أمية ، ولكن لما صارت الخلافة إلى بني
(1)سمط النجوم العوالي : المكي 2/537 ، تاريخ مدينة دمشق 39/47 .
(2)معرفة علوم الحديث : الحاكم النيسابوري 1/211 .
(3) أخرجه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد 9/268) .
(4)صحيح البخاري : كتاب مناقب الأنصار ، باب مناقب الأنصار (3776) 4/221 .
(5)فتح الباري : 7/110 .
(6)الحلية : الأصفهاني ، أبو نعيم 2/346 .
(7)تذكرة الحفاظ : الذهبي 1/287 .
(8)الحلية : 8/226 .
ص288
العباس ، وأخذت البيعة لإبراهيم بن محمد لقب بالإمام ، وأصبح للألقاب شأن عظيم في الدولة .
ثم تلقب من بعدهم من وخلفائهم : محمد بن علي بالسفاح ؛ لكثرة ما سفح من دماء بني أمية(1/14)
واستقرت الألقاب جاريةً على خلفائهم – كذلك – إلى أن ولي الخلافة أبو إسحاق إبراهيم بن الرشيد – بعد أخيه المأمون – فتلقب بالمعتصم بالله ، فكان أول من أضيف في لقبه من الخلفاء اسم الله .
وجرى الأمر على ذلك فيمن بعده من الخلفاء : كالواثق بالله ، والمتوكل على الله ، والطائع لله ، والقائم بأمر الله ، والناصر لدين الله ، وما أشبه ذلك من الألقاب .
ثم وقع التلقيب بالإضافة إالى الدولة في أيام المكتفي بالله : فلقب المكتفي أبا الحسين بن القاسم بن عبيد الله وليَّ الدولة ، وهو أول من لقب بالإضافة إلى الدولة .
وكان الكُتَّاب في أواخر الدولة الفاطمية إلى أثناء الدولة الأيوبية يُلقبون بالفاضل والرشيد والعماد ، وما أشبه ذلك ، ثم دخلوا في عموم التلقيب بالإضافة إلى الدين .
ففي أول القرن الخامس ظهرت الألقاب المضافة إلى الدين ، وإن أول لقب حدث هو " علاء الدين " (1) .
أما ملوك الطوائف بالأندلس فاقتسموا ألقاب الخلافة وتوزعوها لقوة استبدادهم عليها ، بما كانوا من قبيلها وعصبيتها، فتلقبوا بالناصر والمنصور والمعتمد والمظفر وأمثالها ، كما قال ابن أبي شرف ينعي عليهم :
مما يزهدني في أرض أندلسٍ أسماء معتمد فيها ومعتضدِ
ألقاب مملكةٍ في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صورة الأسد (2) .
الجواهر والدرر : السخاوي 1/48 .
المقدمة : لابن خلدون ص229 .
ص289
ولما جاءت دولة الموحدين لم تستمكن فيها الحضارة الداعية إلى انتحال الألقاب وتمييز الخطط وتعيينها بالأسماء (1) ، وهكذا كان انتشار الألقاب واضمحلالها بين العصور الإسلامية المختلفة .
قلة الألقاب في هذا العصر ، وانتشار الألقاب الغربية :(1/15)
وفي عصرنا -هذا- دخلت المنطقة العربية ألقاباً غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا ، يقول الشيخ بكر أبو زيد : " فواقعة الألقاب –إذاً- قديمة في أصل وجودها ، واتساع دائرة التلقيب ، وحديثه بحدوث بعض الألقاب وتجددها ، وذلك بانتقال الغربي منها إلى الصعيد الشرقي ؛ لكثافة عوامل الاتصال بين المشارق والمغارب ، وسرعة تأثر بني جلدتنا بكل وافد غربي ، حتى في ألفاظ مولدة تلوكها ألسنة الوافدين منهم ، يقذفون بها في آذان المجتمع ، فما تلبث تلكم الألفاظ المؤذية لأهل اللسان العربي –جملة وتفصيلاً ، والمرفوضة من حيث المبدأ لدى حملة الشريعة المطهرة – أن تصبح سمة من السمات في درج الكلام شفاهاً أو تحريراً ، فازدادت المحنة في هًجْنَة اللسان العربي ، وطغت مولدات الغريب على لغة القرآن ، فعظم العدوان على بنت عدنان (2)، وندر الآخذون بالثأر ، الموقظون لأمتهم من تغريب اللسان ، فاشتدت الأزمة وأصبح سراج الأمل يضيء إضاءة خافتة ، تناكدها رياح الخوف واليأس ، لتضافر عوامل التغريب في سائر مقومات الأمة الإسلامية : في بنيتها ، وأخلاقها وخططها الإنمائية (3) .
ويلاحظ في العقود الأخيرة قلة الألقاب أو انعدامها ، فلم يبق في الأمر على ما كان عليه في الزمن الأول ، حيث أن الألقاب كانت مشتهرة بين العلماء ، وفي مختلف الفنون والتخصصات وكانت من مفاخر العرب التي تتوارثها وتحفظها ..
والسبب في قلة التلقيب أو انعدامه في هذا الزمان : هو دخول ألقاب غربية عن مجتمعاتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية .
المرجع السابق ص231 .
يعني بذلك اللغة العربية .
تغريب الألقاب العلمية ص11 .
ص290
من ذلك انتشار مصطلح : الدكتور ، والأستاذ المساعد ، أو المشارك ، أو الأستاذ الدكتور –بروفيسور-، وغيرها من المصطلحات والألقاب الغربية التي حلت محل الشيخ أو الأستاذ ، أو القاضي التي كانت تعبر عن السمت الإسلامي النقي من الشوائب والمعاني الدخيلة .(1/16)
لذا وجد من العلماء من يدعو إلى تعريب طائفة من تلك المصطلحات الدخيلة ، فمثلاً الليسانس يكون بديلها : العالِميَّة ، والماجيستير : العالية ، والدكتوراه : الأستاذية أو العالمية العالية ، وهكذا (1) .
المطلب الخامس
أسباب ودواعي التلقيب
لو تتبعنا الألقاب لوجدنا أن أسبابها ودواعيها متعددة ومتنوعة .
يقول ابن حجر " ... تنقسم الألقاب إلى أسماء وكنى ، وأنساب إلى قبائل ، وبلدان ، ومواطن ، وصنائع ، وإلى صفات في الملقب " (2) :
فمنها : ما كان بسبب عاهة جسدية ، أو عيب جسمي : كالأعشى والأحوص (4) ...
أو صفة خلقية : كالأشعث (5) والعتاهية (6) والحجر ...
وبعضها مما يدل على الاستخفاف ، ويشير إلى الإستهانة بالملقب : كابن عاهة الدار ، والحطيئة (7) .
تغريب الألقاب العلمية ص49-50
نزهة الألباب في الألقاب 1/36 .
الأعشى : هو الذي لا يبصر بالليل ، ويبصر بالنهار ( مختار الصحاح : مادة عشى 1/183 ) .
الأحوص : الذي إحدى عينيه أصغر أو أضيق من الأخرى ( لسان العرب : مادة حوص 7/18 ) .
الأشعث : وهو المغبر الرأس ( مختار الصحاح : مادة شعث 1/143 ) .
العتاهية : من التعته وهو التنوق والمبالغة ، وأبو العتاهية ، لقب بذلك ؛ لأنه متعتهاً بجارية للمهدي ، واعتقل بسببها ( لسان العرب : مادة عته 13/513 ) .
الحطيئة : الرجل القصير ، وسمي الحطيئة لدمامته ( لسان العرب : مادة حطأ 1/57 ) .
ص291
- ومنها : ما ينم عن التعظيم كشيخ الإسلام ، وشرف الدين ومحيي الدين .
ومنها : من نسب إلى أمه : كابن أم مكتوم ، وابن بحينة ، والحارث البرصاء (1) ..
وبعضها مشتق من حرفة الملقب ومهنته : كالبزاز (2) والماوردي (3) والحطاب (4) ..
وطائفة أخرى من الألقاب اقترنت بحادثة أو قصة طريفة وقعت لصاحبها فارتبط لقبه بها (5) : كتأبط شراً (6) .
أقسام الألقاب :
بالنظر إلى أسباب ودواعي الألقاب يمكننا تقسيم الألقاب إلى ثلاثة أقسام :(1/17)
لقب تشريف : وهو اللقب الذي يقصد به تشريف صاحبه .
لقب تعريف : والذي يقصد به تعريف صاحبه .
لقب تسخيف : وهو الذي يراد به ضعة وتسخيف صاحبه .
ترتيب آخر للألقاب :
ورتب ابن حجر الألقاب في كتابه نزهة الألباب في الألقاب على ثلاثة أبواب :
الأول : في الألقاب بألفاظ الأسماء ، وألحق به الصنائع والحرف كالبقال ، والصفات كالأعمش (7) .
الثاني : في الألقاب بألفظ الكنى .
فتح المغيث : السخاوي 2/343 .
البزاز : بائع البَزّ –وهو الثياب- وحِرفته البزازة ( لسان العرب : مادة حطب 1/322 ) .
الماوردي : وهو من يبيع ماء الورد .
الحطاب : من يجمع الحطب ( لسان العرب : مادة حطب 1/322 )
معجم ألقاب الشعراء ص7 .
يزعمون أن الغول تعرضت له فقتلها وأتى قومه يحمل رأسها متأبطاً له حتى أرسله بين أيديهم ، فبذلك سُمي تأبط شراً ( معجم ما استعجم 1/257 ) .
الأعمش : الفاسد العين الذي تغسق عيناه ( لسان العرب : مادة غمش 6/320 ) .
ص292
الثالث : في الألقاب بألفاظ الأنساب إلى القبائل والبلدان وغيرها (1) .
فرع : ألقاب أصحاب البدع :
ولأصحاب البدع ألقاب وأسماء لا تشبه أسماء الصالحين ولا العلماء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن أسمائهم المرجئة ، ومو الذين يزعمون أن الإيمان قول ، والأعمال شرائع .
والقدرية : وهم الذين يزعمون أن إليهم الاستطالة والمشيئة والقدرة ، وأنهم يملكون لأنفسهم الخير والشر ، والنفعىوالطاعة .
والمعتزلة : وهم يقولون قول القدرية ، ويدينون بدينهم ، ويُكذِّبون بعذاب القبر والشفاعة والحوض .
والرافضة : وهم الذين يتبرأون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ويسبونهم وينتقصونهم .
وغيرها من ألقابهم (2) .
المطلب السادس
في حكم الألقاب
قسَّم الفقهاء الأحكام المتعلقة في التنابز بالألقاب إلى حرام ومكروه ومباح (3) : وفيما يلي
تفصيل ذلك :
متى يكون اللقب محرماً ؟:(1/18)
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ } [ الحجرات /11]
نزهة الألباب في الألقاب 1/39 .
المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ص97 ، طبقات الحنابلة : أبي يعلى 1/32 .
أنظر : أحكام القرآن : الجصاص 5/287 ، تفسير الطبري : الطبري 5/287 [ كذا ، يبدو أن الرقم تكرر ، وعليه أنظر : 2/270 ، 26/133 ] ، الجامع في أحكام القرآن : القرطبي 16/330 ، فتح الباري : 10/468 ، سبل السلام : الصنعاني 4/99 ، مغني المحتاج 4/295 ، حواشي الشرواني : الشرواني 9/374 ، المجموع : النووي 8/333 ، كشاف القناع : البهوتي 3/27 ، فتاوى ابن تيمية : ابن تيمية 26/311 ، المبدع : ابن مفلح 3/303 .
ص293
قال النووي بعد ذكره هذه الآية : " اتفق العلماء على تحريم تلقيب الإنسان بما يكره سواء أكان صفة كالأعمش والأعمى والأعرج (1) والأحول والأصم والأبرص (2) والأصفر(3) والأحدب (4) والأزرق (5) والأفطس (6) والأشتر (7) والأثرم (8) والأقطع (9) والزَّمِن (10) والمُقعد (11) والأشكل (12) ... أم كان صفة لأبيه ، لأن ذلك مما يكرهه " (13) .
وقال ابن كثير (14) في تفسيرقوله تعالى : { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ }[ الحجرات /11] : " أي لا تداعوا بالألقاب ، وهي التي يسوء الشخص سماعها ، أخرج الإمام أحمد في المسند ، قال : أبو جبيرة ابن الضحاك ،قال : فينا نزلت في بني سلمة { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ }قال : قدم عرسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة ، فكان إذا دعا أحداً منهم باسم من تلك
الأعرج : العرج والعرجة : الظلع ( لسان العرب : مادة عرج 2/321 ) .(1/19)
الأبرص : ما كان به الداء المعروف بالبرص : بياض يقع في الجسد ( المعجم الوجيز : مادة برص ص45 )
الأصفر : يعني الروم ، لأن أباهم الأول كان أصفر اللون ( لسان العرب : مادة حدب 1/302 ) .
الأحدب : الحدب : الأثر في الجلد ، والأحدب : الشدة ( لسان العرب : مادة حدب 1/302 ) .[ لسان العرب : الأَحدب الذي في ظهره عُجْرة عظيمة، وهو المَفْزور أَيضاً 5/45 ، المعجم الوجيز : حدبت الأرض حدباً : ارتفع بعضها . و- الرجل : ارتفع ظهره فصار ذا حَدَبة ، ويقال : حَدِبَ ظهره . فهو أحدب ، وهي حدباء .( ج) حُدُب . ص138 ]
الأزرق : الشديد الزرق ( لسان العرب : مادة زرق 1/139 ) .
الأفطس : هو القصير الأنف العريضة ( غريب الحديث 3/165) .
الأشتر : من انقلب جفن عينه ( المعجم الوجيز : مادة شتر ص335 ) .
الأثرم : هو من كُسرت بعض ثنيته ( لسان العرب : مادة ثرم 12/76 ) .
الأقطع : المقطوع اليد ( مختار الصحاح : مادة قطع 1/226 ) .
(10)الزمن : هو المبتلى بيِّنُ الزمانة ، والزمانة العاهة ( لسان العرب : مادة زمن 13/360 ) .
(11)المقعد : هو الأعرج ( لسان العرب : مادة قعد 3/362 ) .
(12)الأشكل : الذي في شعره معج المرامي ( لسان العرب : مادة شكل 11/ 360 ) .[ المعجم الوجيز : يقال شَكِلَت العين : خالط بياضها حمرة ، فهو شَكِل وأَشْكَل .ص348 ، وانظر إن شئت : لسان العرب 11/357 ]
(13)النووي : المجموع 9/359 .
(14)تفسير القرآن العظيم : ابن كثير 4/213 .
ص294
الأسماء قالوا : يا رسول الله ، إنه يغضب من هذا فنزلت : { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ }..(1) .
وروى أن أبا ذر كان عند النبي صلى الله عليه وسلم ( وبينه وبين رجل منازعة ، فقال له أبو ذر : يا ابن اليهودية ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :" ما ترى أحمر ولا أسود ما أنت أفضل منه إلا بالتقوى " ونزلت هذه الآية:{ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}(2) .(1/20)
وقال ابن عباس : التنابز بالألقاب أن يكون الرجل قد عمل السيئات ثم تاب فنهى الله أن يعير بما سلف (3) .
يدل عليه ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من عيَّر مؤمناً بذنب تاب منه كان حقاً على الله أن يبتليه ويفضحه فيه في الدنيا والآخرة " (4) .
وعن عكرمة : { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ }، وهو قول الرجل للرجل : يا فاسق يا كافر (5) .
وعن قتادة : { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ }، لا تقل لأخيك المسلم : يا فاسق ، يا منافق (6) .
وعن مجاهد في تفسيرها : لا تدعوا الرجل بالكفر وهو مسلم (7) .
وعن مقاتل بن سليمان أن كعب بن مالك كان بينه وبين عبد الله ابن أبي حدرد الأسلمي كلام ، فقال له : يا أعرابي ، فقال له عبد الله : يا يهودي فنزلت فيهما : { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ }[ الحجرات /11] (8) .
سبق تخريج الحديث .
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (21445 ) 5/158 ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات ( مجمع الزوائد 8/84 ) .
الجامع في أحكام القرآن 16/329 .
أخرجه الترمذي عن ابن عمر في كتاب صفة القيامة (2505 ) بلفظ قريب منه ، وقال : حديث غريب 4/661 .[ قال الإمام الترمذي : هذا حديث غريب وليس إسناده بمتصل ، وقال الشيخ الألباني رحمه الله : موضوع ]
الاستذكار : ابن عبد البر 8/541 ، شعب الإيمان : البيهقي 5/308 .
تفسير الصنعاني : الصنعاني 3/231 ، الدر المنثور : السيوطي 6/91 .
تفسير مجاهد : مجاهد 607 .
نزهة الألباب في الألقاب 1/41 .
ص295
والعلة في تحريم ذلك : أن فيه انتقاصاً ، وغيبة لصاحب اللقب (1) ، ولأنه بمنزلة السباب والشتيمة والتعيير (2) ، والسخرية باللمز والتنابز (3) .
متى يكون اللقب مكروهاً ؟:
هذا وقد ذهب بعض الفقهاء إلى كراهة تلقيب السفلة والفساق والعصاة والظلمة بالألقاب العلية التي تدل على التعظيم والتشريف ، كصلاح الدين وضياء الدين وما يشابهها (4) .(1/21)
وعدوا هذا من الألقاب القبيحة ، قال الزمخشري :" ... إلا ما أحد الناس في زماننا هذا من التوسع ، حتى لقبوا السفلة بالألقاب العلية ، وهب العذر مبسوطاًفي تلقيب من ليس من الدين في قبيل ولا دبير بفلان الدين فإنها لعمري الله الغصة التي لا تساغ .. " (5) .
واستدلوا على هذا بما ورد عن بريدة أنه قال ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تقولوا للمنافق سيد ، فإنه أن يك سيداً فقد أسخطتم ربكم عزوجل "(6) .
قال [ أبو الطيب شمس الحق ] العظيم أبادي : فقد أسخطتم ربكم : ( أي أغضبتموه لأنه يكون تعظيماً له ، وهو ممن لا يستحق التعظيم ... "(7) .
وقال الزرقاني : كان بعض العلماء يكره أن يخاطبه أحد أو يكتب لفظ سيد ، ويتأكد إذا كان المخاطب غير تقي ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم " لا تقولوا للمنافق .. "(8) : فأكد كراهةذلك .
فتح الباري 10/468 .
أحكام القرآن 5/286 .
عون المعبود : [ شمس الحق ] العظيم أبادي 13/221 .
انظر : إعانة الطالبين : الدمياطي 2/338 ، المدخل : 1/117 .
مغني المحتاج 4/295 ، الإقناع : الشربيني 2/594 ، سبل السلام 4/99 .
أخرجه أبو داود في الأدب باب : لا يقول المملوك ربي ( 4977) 4/395 .
عون المعبود 13/221 .
شرح الزرقاني على الخليل : الزرقاني 4/510 .
ص296
والعلة في تأكيد كراهية ذلك : أن في هذا تعظيم من أهان الله بسبب معصيته ، ولأنه كذب ظاهر (1) ، بل من أقبح الكذب (2) ، ولأن التلقيب عادة يكون للتكرمة ، وهم ليسوا من أهلها (3) .(1/22)
وقال ابن بدران :" [ وقال أحمد ابن النحاس الدمياطي الحنفي ثم الشافعي في كتابه " تنبيه الغافلين " عند ذكر المنكرات : فمنها : ما عمت به البلوى في الدين من الكذب الجاري على الألسن ] وهو ما ابتدعوه من الألقاب : كمحيي الدين ونور الدين وعضد الدين وغياث الدين ومعين الدين وناصر الدين ونحوها من الكذب الذي يتكرر على الألسنة حال النداء والتعريف والحكاية ، وكل هذا بدعة في الدين ومنكر . اه " (4) .
متى يكون اللقب مستحباً ؟:
اتفق العلماء على استحباب اللقب الذي يحبه صاحبه (5) ، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه كان يعجبه أن يدعو الرجل بأحب أسمائه إليه وأحب كناه " (6) .
ومن ذلك تلقيب النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق بعتيق (7) ، وعلي بن أبي طالب بأبي تراب (8) ، ولقد كان علي يحب هذا الاسم بل كان أحب الأسماء إليه على الإطلاق .
ولقد ذكرنا - سابقاً – أن النبي صلى الله عليه وسلم لقب مجموعة من الصحابة بألقاب عُرفوا بها واستحبوها .
كشاف القناع 3/27 .
حواشي الشرواني 9/347 .
مغني المحتاج 4/295 .
المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ص407 .
المجموع 9/359 ، الجامع في أحكام القرآن 16/330 .
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 4/13 ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات ( مجمع الزوائد 8/56 ) .
أخرجه الترمذي في كتاب المناقب ، باب في مناقب أبي بكر (3679) 5/616 [عن عائشة أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنت عتيق الله من النار فيومئذ سمي عتيقا ] وقال : هذا حديث غريب [ أنظر غيرمأمور : مجمع الزوائد 9/40 ، و الحدبث صححه الألباني رحمه الله ]
سبق تخريج الحديث .
ص297
متى يكون اللقب مباحاً ؟:
وقال الإمام النووي أيضاً : واتفقوا على جواز (1) ذكره بذلك ( يعني باللقب ) على جهة التعريف بمن لا يُعرَف إلا بذلك (2) .(1/23)
وقال ابن حجر في بيان حكم الألقاب " ... وحاصله : أن اللقب إن كان مما يُعجب الملقب ولا إطراء فيه مما يدخل في نهي الشرع فهو جائز أو مستحب ... "(3) .
وقال القرطبي في تفسيره قوله تعالى : { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ }[ الحجرات /11] (8) : المسألة الثالثة : وقع ذلك مسثنى مَن غلب عليه الاستعمال كالأعرج والأحدب ، ولم يكن له فيه كسب يجد [ من الوجد = يحزن ] في نفسه عليه فجوَّزته الأمة واتفق على قوله أهل الملة (4) .
فإذا عُرف الشخص باللقب واشتهر به كالأعمش والأشتر والأصم والأعرج : فقد اطرد استعماله على ألسنة أهل العلم قديماً وحديثاً .
وسهَّل فيه الإمام أحمد ، قال أبو داود في مسائله : سمعت أحمد بن حنبل سُئل عن الرجل يكون له اللقب ولا يُعرف إلا به ولا يكرهه ، قال أليس يُقال : سليمان الأعمش ، وحميد الطويل ؟ كأنه لا يرى به بأساً ، قال أبو داود : سألت أحمد عنه مرة أخرى فرخص فيه (5) .
وقال أبو حاتم الرازي : حدثنا عبدة بن عبد الرحيم سألت عبد الله بن المبارك عن الرجل يقول : حُميد الطويل ، وحُميد الأعرج ؟ فقال : إذا أراد صفته ولم يُرِد عيبه فلا بأس به (6) .
يريد إباحةذلك .
المجموع 8/333 .
فتح الباري 10/ 469 .
الجامع في أحكام القرآن 16/329 .
نزهة الألباب 1/45 .
المرجع السابق 1/45 .
ص298
وسُئل عبد الرحمن بن مهدي : هل فيه عيبة لأهل العلم ؟ قال : لا ، وربما سمعت شعبة يقول ليحيى بن سعيد : يا أحول ، ما تقول في كذا ؟ (1) .
أما الأدلة على ذلك :
أولاً من القرآن الكريم : في قوله تعالى : { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ }[ الحجرات /11] (8) .
قال أبو عبد الله خويز منداد : تضمنت الآية المنع من تلقيب الإنسان بما يكره ، ويجوز تلقيبه بما يحب (2) .(1/24)
ثانياً كما استدلوا بالسنة : ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لقب جماعة من صحابته منهم : أبو بكر بالصديق ، وعمر بالفاروق ، وحمزة بأسد الله ، وخالد بسيف اله (3) .
وثبت في الصحيح أن رسو الله صلى الله عليه وسلم ( قال للخرباق لما سلم في ركعتين من صلاة الظهر فقال : أكما يقول ذو اليدين ؟(4) .
ثالثاًومما استدلوا به : قولهم : بأنه قل من المشاهير في الجاهلية والإسلام من ليس له لقب ، ولم تزل هذه الألقاب الحسنة في الأمم كلها من العرب والعجم ، تجري في مخاطباتهم ومكاتباتهم من دونكير (5) .
شروط اللقب المباح :
بناء على ما ذكرناه في حكم اللقب يمكننا وضع بعض الشروط في للقب المباح ، وهذه الشروط هي :
( 1) المرجع السابق 1/45 .
(2)الجامع في أحكام القرآن 16/329 .
(3)سبق تخريج هذه الآثار .
(4) أخرجه البخاري في الجماعة والإمامة ، باب هل يأخذ الإمام إذاشك [ بقول الناس ] ؟ ( 268 )1/182 ، ومسام في المساجد ، باب السهو في الصلاة (572)1/403 .
(5) الجامع في أحكام القرآن 16/330 .
ص299
أن يكون اللقب من مستحب الألقاب ومستحسنها ، إلا إذا تعين اللقب غير المستحسن .
أن يكون ما لقب به الشخص ما يصدقه فعله ، يقول صاحب الفروع : ومن لقب بما يصدقه فعله جاز ، وويحرم ما لم يقع على مخرج صحيح (1) .
فلقد نُهي عن الأسماء التي فيها تزكية ، كما غيَّر النبي صلى الله عليه وسلم اسم ( برة ) ، فسماها زينب ؛ لئلا تُزكي نفسها (2) .
3 – أن لا يكون اللقب فيه إفراط تعظيم أو إطراء ، مما يدخل في النهي ، فإنه حرام (
4 - أن يكون الملقب به راضياً به لايكرهه ، كابن عُليَّة – بضم المهملة مصغر – فلقد نهى الإمام أحمد ابن معين أن يقول : حدثنا إسماعيل بن علية وقال له : قل : إسماعيل بن إبراهيم ، فإنه بلغني أنه كان يكره أن يُنسب إلى أمه ، ولم يخالفه ابن معين ، بل قال : قبلناه منك يامُعلم الخير (4) .(1/25)
5- أن لا يكون فيه وصف لا يستحقه الملقب به ، كمناداة الزبال بأستاذ ، أوزعيم عصابة للسطو على أموال الناس بباشا ، ونحو ذلك (*)
6 – أن لا يُقصد به ذم أو تنقيص : أما إن كان مستقبحاً ولا يرضى عنه الملقب إلا أنه تعين طريقاً إلى التعريف إلى التعريف حيث يغلب عليه الاستعمال ويشتهر به ولا يتميز عن غيره إلا بذكر هذا اللقب فهذا جائز عند جمهور الفقهاء ، لكن بشرط أن لا يكون إلقاء اللقب على وجه التعيير والتنقيص .
(*) [ فائدة : وكان الوالي [ التركي ] يُلقب ب " الباشا " وهو لقب تركي من " باش" أي الرأس أو من " با " بمعنى قدم ، و" شاه " أي ملك ) اه المُوَلَّد دراسة في نمو وتطور اللغة العربية في العصر الحديث / الكتور حلمي خليل ص10-11 .
ويقول الشيخ بكر أبو زيد ( هل تعلم أن لقب " الباشا " ، بمعنى " نعل السلطان " ، أنظر " مجلة الدارة " لعام 1420 ، وهذا غير مستغرب على الأعاجم ؛ لغلوهم وإسرافهم في الألقاب . انتهى حراسة الفضيلة ص139/هامش1 . ]
تنبيه : قال ابن حجر العسقلاني :
الفروع : ابن مفلح 3/412 .
أخرجه البخاري في الأدب ، باب تحويل الاسم ( 5839 ) 5/2289 ، ومسلم في الآداب باب استحباب تغيير الاسم القبيح ( 2141 ) 3/1687 .
فتح المغيث : السخاوي 2/343 .
فتح المغيث 2/343 .
ص300
" هذا لايدل على جواز دعاء من به عاهة بذلك ، وأحسنُ أحوالِ هذا أن يُقال : لعله كان يرى جوازه إذا رَضِي مَنْ به ذلك .
ومتى لم يكن التعريف بعين اللقب فهو أولى ، إذا أمكن بغيره – وهو يكره ذلك – حَرُم ، وسلك فيه الشافعي مسلكاً حسناً ، فكان يقول : أخبرني إسماعيل الذي يُقال له : ابن علية ، فجمع بين التعريف والتبري من التلقيب رحمه الله تعالى " (1) .(1/26)
وكان هناك بعض العلماء الآخرين يكرهون ذلك ويشددون في منعه : قال ابن العربي : وقد ورد لَعَمر الله من ذلك في كتبهم ما لا أرضاه في صالح جزرة لأنه صَحَّف خرزة ، فَلُقِّبَ بها ، وكذلك قولهم في محمد بن سليمان الحضرمي : مًطيَّن ؛ لآنه وقع في طين ، ونحو ذلك ، مما غلب على المتأخرين سائغاً في الدين ، وقد كان موسى بن عُلَيّ بن رباح المصري يقول : لا أجعل أحداً صَغَّر اسمي في حِل ، وكان الغالب على اسمه التصغير بضم العين (2) .
ونُقل عن الحسن البصري أنه كان يقول : أخاف أن يكون قولنا حميداً الطويل غيبة .
يتبع إن شاء الله ...
سبب الخلاف بين المجيز لذلك والمانع له :
أن من قال بالجواز يرى أن ذلك مستثنى من النهي الوارد في قوله تعالى : { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ }[ الحجرات /11] (8) ، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم استعماله حيث قال : " أكما يقول ذو اليدين " (4) ، ولأنه لا يراد به التعيير ، وإنما القصد منه التعريف ، وداعية التعريف مصلحة يفتقر إليها ، وكذلك ما ورد عن كبار العلماء في إباحته [ ! ] : كأحمد بن حنبل ، وابن المبارك ، وعبد الرحمن بن مهدي ، رحمهم الله جميعاً .
نزهة الألباب في الألقاب 1/46 .
أحكام القرآن 4/171
فتح الباري 10/469 .
كما عرفنا ذلك قبل قليل .
ص301
أما من قال بالمنع فيستند إلى تحريم التلقيب الوارد في النصوص الشرعية ، ولأن فيه انتقاصاً وتعييراً وسخرية وغيبة لصاحب اللقب .(1/27)
وأُرجح : الرأي الثاني القائل بالمنع ، خاصة إذا كان الشخص لم يشتهر بهذا اللقب [ يبقى السؤال ، فإذا اشتهر به ؟ ] ، أو كان يتميز عن غيره بغير هذا اللقب من الأسماء والألقاب والكنى [ يبق السؤال أيضاً ، فإن لم يتميز إلا باللقب ؟ ] ، فهذا أسلم وأحوط من الوقوع في الناس وانتقاصهم [ الأئمة كالإمام أحمد وابن المبارك .... يقصدون التعريف لا الإنتقاص – حاشاهم - ، وعليه فالراجح ( الأول ) والله أعلم ( أش ) ] ، والله أعلم .
التعجيل بكنية الصبي :
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : عجلوا بكنى أولادكم لا تسرع إليهم ألقاب السوء (1) .
وروى الدارقطني من حديث ابن عمر أنه رفعه : " بادروا أولادكم بالكنى قبل أن تغلب عليهم الألقاب "(2) .
فيفضل كنية الصبي قبل أن يلتصق به لقب سيء لا يستطيع الإنفكاك منه .
والعلة في أنهم كانوا يكنون الصبي : تفاؤلاً بأنه سيعيش حتى يولد له ، وللأمن من التلقيب ، لأن الغالب أن من يذكر شخصاً فيعظمه أن لا يذكره باسمه الخاص به ، فإن كانت له كنية أمن من تلقيبه (3) .
فرع : تواضع العلماء عن الألقاب ورفض بعضهم لها :
بالرغم من جواز تلقيب العلماء واشتهار ذلك بين الكثير منهم ، إلا أن بعضهم كان يرفض هذه الألقاب ويتواضع عنها : يقول فضيلة الشيخ بكر أبو زيد : " ويستطيع الناظر في كتب التراجم عندما ينعم [ يُمعن ] النظر في السير والرجال أن يتجلى له بوضوح مظهر الانطباع بروح التواضع والافتقار
عمدة القاري 22/213 .
وإسناده ضعيف : الجامع الصغير : السيوطي 1/125 .
عمدة القاري 22/213 .
ص302
ونتيجة لهذا فلن يرى من يلقب نفسه بما كان يستحقه من لقب علمي ، أو لقب تزكية في حياته وزمانه ، بل سيرى مواقف الأنفة من ذلك ، وهذا منتشر في كتب النقلة للسير والرجال .." (1) .(1/28)
فهذا الإمام المحدث أبو إسحاق السَّبيعي : عمرو بن عبد الله المتوفى سنة 129 هج لما قال له شخص : أأنت الشيخ أبو إسحاق ، قال ، لا ، أنا أبو إسحاق (2) .
وفي الشذرات قال : قال التقي السبكي : كان ابن دقيق العيد لا يخاطب أحداً إلا بقوله : يا إنسان ، غير اثنين ، الباجي ، وابن الرفعة ، يقول للباجي : يا إمام ، ولابن الرفعة : يا فقيه . انتهى (3) .
وفي ترجمة الهكاري – الملقب بشيخ الإسلام ، المتوفى سنة 486 هج – قال :
" وسمعت أن بعض الأكابر قال له : أنت شيخ الإسلام . فقال : بل أنا شيخ في الإسلام "(4) .[ فائدة : لمعرفة معنى شيخ الإسلام : أنظر : " الرد الوافر " ] .
وقال ابن الحاج في معرض بحثه النفيس في ذلك :" ألا ترى إلى الإمام النووي - رحمه الله تعالى من المتأخرين – لم يرض قط بهذا الاسم [ محيي الدين ] وكان يكرهه كراهة شديدة على ما نقل عنه وصح ، وقد وقع في بعض الكتب المنسوبة إليه رحمه الله تعالى : أنه قال : إني لا أجعل أحداً في حِل ممن يسميني بمحيي الدين (5) ، وكذلك غيره من العلماء العاملين بعلمهم ..
ثم يقول العلامة ابن الحاج المالكي :" .. وقد رأيت بعض الفضلاء من الشافعية من أهل الخير والصلاح إذا حكى شيئاً عن النووي رحمه الله يقول : قال يحيى النووي ؛ فسألته عن ذلك فقال : إنا نكره أن نسميه باسم كان يكرهه في حياته .
فعلى هذا ، هذه الأسماء إنما وضعت عليهم تفعلاً وهم براء من ذلك " (6) انتهى .
تغريب الألقاب العلمية ص20 – 21 .
المرجع السابق ص21 .
شذرات الذهب : ابن العماد6/34 .
وفيات الأعيان : ابن خَلِّكان 3/345 .
المدخل 1/127 .
المدخل 1/127 .
ص303
المطلب السابع
أهم المؤلفات في الألقاب(1/29)
ألَّفَ في الألقاب المتقدمون والمتأخرون مما هو مذكور في فهارس الكتب وتراجم العلماء في مختلف الفنون التي دخلتها – كما سبق أن أشرنا في المطلب الثالث – وتعتبر كتب الألقاب من كتب التراث الهامة في حياة المسلمين وثقافتهم وحضارتهم ، فهي تعد من التراث العربي الأصيل ، ومجد المسلم الأثيل ؛ لأنها جزء من حضارته وثقافته ومقوماته .
وهي كتب تحتاج إلى جهد كبير عند وضعها ، فإن كتاب " نزهة الألباب في الألقاب " : لابن حجر العسقلاني ، قد استغرق في تأليفه أكثر من عشرين سنة ، وهذا عمر طويل عند المقارنة بكتب ابن حجر الأخرى (1) ، وفيما يلي جمع لأهم الكتب والمؤلفات في الألقاب ، مرتبة على حسب الفنون التي دخلتها الألقاب :
أولاً – في علوم الحديث :
1 – الألقاب : لابن خالويه حسين بن أحمد النحوي (370 هج ) (2) .
2 – الألقاب : عبد الله بن محمد بن الفرضي (403هج) (3) .
[ 3 - الكنى والألقاب : لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري ( 405هج) (4) ]
4 – ألقاب الرواة : أبو بكر أحمد بن بن عبد الرحمن الشيرازي (407هج) (5) .
5 – ألقاب المحدثين : أبو الفضل على بن حسين الفلكي (427هج) (6) ، ويقال : إن اسم الكتاب :" منتهى الكمال في معرفة ألقاب الرجال " (7) .
(1) كتاب الألقاب : لابن الفرضي الأندلسي ص5 .
(2) كشف الظنون : القسطنطيني الرومي 2/1397 .
(3) تحقيق : محمد زينهم محمد عزب ، دار الجبل بيروت 1992 .
(5) كشف الظنون 1/157 ، [ الرسالة المستطرفة 1/120 ] .
(4) [ الرسالة المستطرفة : 1/ 120]
(6) كشف الظنون 1/157 .
(7) الرسالة المستطرفة : الكتاني 1/121 .
ص304
5 – ألقاب الصحابة والتابعين : أبو على الحسين بن محمد بن أحمد الجياني الأندلسي (498) (1) .
6 – كشف النقاب عن الأسماء والألقاب : عبد الرحمن بن على بن أحمد الجياني الجوزي (597هج) (2) .
7 – ذات النقاب في الألقاب : محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (هج748) (3).(1/30)
8 – توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم : محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن ناصر الدين (هج842) (4) .
9 – نزهة ألباب في الألقاب : أحمد بن حجر العسقلاني (852هج)(5) .
10 – عمدة الأصحاب في معرفة الألقاب : محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر عثمان السخاوي (902)(6) .
11 – كشف النقاب عن الألقاب : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (911 هج) (7) .
12 – السراج المنير في ألقاب المحدثين : سعد فهمي أحمد بلال (8) .
ثانياً – في ألقاب الشعراء والأدباء :
1 – ألقاب الشعراء : محمد بن السائب الكلبي ( 190 هج أو 146 هج )(9) .
2 – من قال بيتاً ( شعراً) فسُمي به : على بن محمد المدائني (225هج) (10) .
(1) توجد نسخة منه بعمومية استانبول 12211 ق 16 .
(2) تحقيق : محمد رياض المالح ، علو القرآن ، الشارقة 1993م .
(3) تحقيق : محمد رياض المالح ، علو القرآن ، الشارقة 1993م .
(4) تحقيق : محمد نعيم العرقسوس : مؤسسة الرسالة ، بيروت 1993م .
(5) تحقيق : عبد العزيز محمد بن صالح : مكتبة الرشد ، الرياض 1989م .
(6) الرسالة المستطرفة 1/121.
(7) تدريب الراوي : السيوطي 2/290 ، كشف الظنون 2/1496 .
(8) وهو كتاب حديث ، نشرته دار ابن حزم ، بيروت .
(9) معجم الأدباء : ياقوت الحموي 19/289 .
(10) معجم الأدباء 14/137 ، الفهرست : ابن النديم ص104 .
ص305
3 – ألقاب الشعراء : الحسن بن عثمان الزيادي ( 243 هج ) (1) .
4 – ألقاب الشعراء : محمد بن حبيب (245 هج) (2) . وحققه الدكتور محمد صالح الشناوي وكان كتابه بعنوان : كنى الشعراء وألقابهم (3) .
5 – كتاب من قال بيتاً فلقب به : أبوسعيد الحسن بن الحسين السكري (275 ) (4) .
6 – ألقاب الشعراء ومن عرف بالكنى ومن عرف بالاسم : أبو الفضل أحمد بن طيفور الخراساني (280هج)(5) .
7 – ألقاب الشعراء : أبو عبد الله محمد بن خلف المرزبان ( 309 هج) (6) .(1/31)
8 – المذاكرة في ألقاب الشعراء : مجد الدين أسعد بن إبراهيم النشابي (657هج) (7) .
9 – مجمع الآداب في معجم الألقاب : : عبد الرزاق بن أحمد الفوطي (723هج) : ويقال : إنه في خمسين مجلداً (8) . : وهو من أعظم كتب الألقاب في تاريخ العرب قاطبة .
ومن الكتب الحديثة :
1 – الكنى والألقاب : للمحقق الشهير الشيخ عباس القمي ، يقول في مقدمته " ... هذا كتاب الكنى والألقاب ، جمعتُ فيه المشهورين بالكنى والألقاب
1) الفهرست ص110 .
(2) حققه عبد السلام هارون مع عدة رسائل ضمن : نوادر المخطوطات ( المجموعة الخامسة المجلد الثاني ) .
(3) دار الكتب العلمية ، بيروت ط الأولى 1410هج/1990م .
(4) الأغاني : الأصفهاني 17/107 .
(5) معجم البلدان 3/90 ، الفهرست ص209
(6) الفهرست ص214 .
(7) ذكره ابن الفوطي في كتابه تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب5/89 ، هذا وقد نشرته دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد 1989 بتحقيق : شاكر العاشور .
(8) ولقد نشر الدكتور مصطفى جواد خمسة أقسام من المجلد الرابع تحت اسم : تلخيص مجمع الآداب ( طبع وزارة الثقافة السورية : دمشق ) وحققه : محمد الكاظم ( مؤسسة الطباعة والنشر : وزارة الأوقاف والإرشاد الإسلامية طهران الأولى 1416 هج) .
ص306
والأنساب من مشاهير علماء الفريقين وكثير من الشعراء والأدباء والأمراء المعروفين واقتصرت في تراجمهم على المهم من أحوالهم " ( 1) .
2 – إتمام الوفاء في معجم ألقاب الشعراء : سامي مكي العاني (2)
3 – ألقاب الشعراء فيما عرفوا من أبيات قالوها أو قيلت : بشار بكور (3)
4 – معجم الألقاب والأسماء المستعارة : فؤاد صالح السيد (4) .
ثالثاً – كتب أخرى في الألقاب :
1 – الرتب والألقاب المصرية لرجال الجيش والهيئات العلمية والقلمية منذ عهد أمير المؤمنين الفاروق : للعلامة أحمد تيمور باشا (5) .
2 – الألقاب المصرية : الدكتور حسن الباشا (6).(1/32)
3 – معجم ألقاب أرباب السلطان في الدول الإسلامية من العصر الراشدي حتى بدايات القرن العشرين : د. قتيبة الشهابي (7) .
4 – الألقاب والوظائف العثمانية : مصطفى بركات .
سؤال : هل كانت هناك ألقاب خاصة بألقاب الفقهاء ؟
على حسب ما اطلعت عليه في مكتبتنا العربية والإسلامية ،- وبعد أن بحثت في فهارس الكتب ، والمصنفات الخاصة بذلك – فإنني لم أعثر على كتاب مستقل يبحث في ألقاب الفقهاء خاصة ، وإنما هناك بعض الكتب التي أفردت باباً أو قسماً خاصاً منها لهذا الموضوع ، ولقد سبقت لها الإشارة في مقدمة البحث .
(1) الكنى والألقاب : القمي 1/3 ( المطبعة الحيدرية ، النجف – 1376 هج/1956م)، ونشرته – أيضاً – مكتبة الصدر ، طهران 1988 .
.(2) طبع بمطبعة النعمان – النجف الأشرف ، ونشرته – أيضاً- مكتبة لبنان ، بيروت .
.(3) دار الفكر دمشق 1999 .
(4) دار العلم للملايين بيروت 1990 .
(5) طبع دار الكتاب العربي ( لجنة نشر المؤلفات التيمورية ) الطبعة الأولى 1369هج/1950م .
(6) مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة 1957م .
(7) منشورات وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية ، دمشق 1995 .
يتبع إن شاء الله ....
ص307
المبحث الثاني
الألقاب والأسماء المبهمة عند فقهاء المذاهب الأربعة
نعرض في هذا المبحث لألقاب الفقهاء في المذهب الحنفي ، والمالكي ، والشافعي ، والحنبلي ، ثم نقارن بين أهم الألقاب المشتركة في أكثر من مذهب .
المطلب الأول :
ألقاب فقهاء المذهب الحنفي :
جاء في كتاب الفوائد البهية :" الغالب على فقهاء العراق : السذاجة عن الألقاب والاكتفاء(1/33)
بالنسبة إلى صناعة أو محلّة أو نحوها ، كالجصاص والقدوري والطحاوي والكرخي وغيرهم ، والغالب على أهل خراسان ، وما وراء النهر : المغالاة في الترفع على غيرهم ، كشمس الأئمة ، وفخر الإسلام ، وصدر الإسلام ، وصدر الشريعة ونحوها ، وهذا حصل في الأزمنة المتأخرة ، وأما في الأزمنة المتقدمة فكلهم بريئون من أمثال ذلك "(1) .
وفيما يلي ذكر لأهم الألقاب والمصطلحات في الفقه الحنفي :
الأئمة الأربعة :
في كتب الفقه الحنفي يريدون بهم :أ ئمة المذاهب الذين لهم أتباع وهم : أبو حنيفة ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد (2) .
وشهرة الأئمة الأربعة تغنينا عن الترجمة لهم .
( 1) الفوائد البهية : اللكنوي ، عبد الحي : ص239 .
(2) كما في البحر الرائق 1/293 ، و3/100 ، 105 ، 110 ، 113 ، 4/27 ، 369 ، وحاشية ابن عابدين 1/108 ، 523 ، 475 ، 2/484 ، 544 ، 3/46 ، 532 وغيرها . وحاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح 12 /441 ، شرح فتح القدير 3/218 ، 239 ، 455 ، 4/197 ، 202 ، 204 ، 285 ، 329 ، 340 ، وغيرها .
ص308
2 – الأئمة الثلاثة :
وإذا قالوا الأئمة الثلاثة ، أرادوا بهم : أبا حنيفة ، وأبا يوسف ، ومحمد (1) .
فمما جاء في لسان الحكام :" ... يبرأ عند الأئمة الثلاثة : أبي حنيفة وصاحبيه ، رحمهم الله أجمعين " (2) .
أبو يوسُف :
هو الإمام المجتهد العلامة المحدث قاضي القضاة أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الكوفي ، ولد 113 هج ، سمع هشام بن عروة ، وعطاء بن السائب ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ،و أبا حنيفة ، ولزمه وتفقه به ، وهو أنبل تلامذته وأعلمهم ، تخرج به أئمة : كمحمد بن الحسن ، ومعلى بن منصور ، وحدث عنه يحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، وأسد بن الفرات ، وهو صاحب حديث وصاحب سُنَّة . تُوُفِّيَ سنة 182 هج (3) .
ومحمد :(1/34)
هو أبو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني ، ولد 131 هج ، سمع مالكاً والأوزاعي والثوري ، حضر مجلس أبي حنيفة سنين ، ثم تفقه على أبي يوسف ، كان أعلم الناس في كتاب الله ، ماهراً في العربية والنحو ، صنف الكتب الكثيرة ونشر علم أبي حنيفة رحمه الله ، له تصانيف كثيرة منها :" المبسوط" ، و"الجامع الصغير" ، و"الكبير" ، و"السير الصغير" ،و"الكبير" ، و"الزيادات" ، وهي المسماة بظاهر الرواية والأصول ، كان الشافعي يقول : كتبت عنه وقر بعير من علم (4) ، وما ناظرتُ سميناً أذكى منه ، تُوفي 187 هج (5) .
ولقد استخدم هذا اللقب في البحر الرائق 1/44 ، 160 ، 312 وغيرها ، والدر المختار 2/198 ، 468 ، 3/501 وغيرها ، حاشية ابن عابدين 1/165 ، 361 ، 389 ، حاشية الطحطاوي 1/147 ، 186 ، 376 ، وشرح فتح القدير 1/77 ، 134 ، 490 ، وغيرها .
لسان الحكام : ابن الشحنة 1/259 .
سير أعلام النبلاء 8/535 ، طبقات الحنفية 1/220 .
وقر بعير : يعني الحِمل الثقيل ، دلالة على الكثرة .
طبقات الحنفية 1/142 ، سير أعلام النبلاء 9/134 .
ص309
3 – الأستاذ :
وإذا أطلقوا الأستاذ أرادوا به عبد الله بن محمد بن يعقوب السبذموني ، فمما جاء في طبقات الحنفية :" الأستاذ لقب عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن الخليل السبذموني ، نسبة إلى قرية من قرى بخارى ، رحل إلى العراق والحجاز ، وروى عن الفضل بن محمد الشعراني ، ولد 285 هج ومات في شوال 340 هج ، له كتاب كشف الأثار في مناقب أبي حنبفة ، وقال السمعاني : الفقيه المعروف بالأستاذ (1) .
4 – الأقطع :
لقب اشتهر به أبو نصر أحمد بن محمد بن محمد أبو نصر ، درس الفقه على القدوري ، حتى برع فيه ، وشرح مختصره ، سُمي الأقطع ، لأن يده قُطعت في حرب التتار ت 474 هج (2) .
5 – الجصاص :(1/35)
لقب أحمد بن علي أبو بكر الرازي الإمام الكبير ، وكتب الأصحاب والتواريخ مشحونة بذلك ، وُلد سنة 305 هج ، سكن بغداد ، وعنه أخذ فقهاؤها ، وإليه انتهت رئاسة الأصحاب ، قال الخطيب : كان إمام أصحاب أبي حنيفة في وقته ، تفقه على أبي سهل الزجاج ، وأبي الحسن الكرخي ، تفقه عليه أبو بكر الخوارزمي ، والفقيه الجرجاني شيخ القدوري ، وله من المصنفات : أحكام القرآن ، وكتاب مفيد في أصول الفقه [الفصول في أحكام الأصول ] 370 هج (3) .
6 – برهان الأئمة : ويطلقون على عبد العزيز بن عمر بن مازه برهان الأئمة ، وأحياناً ، يطلقون
( 1) طبقات الحنفية 1/289 و 360 ، الأنساب 3/213 .
(2)طبقات الحنفية 1/361 .
(3) طبقات الحنفية 1/85 و 366 .
ص310
عليه الصدر الكبير (1) : أبو محمد ، ويُعرف – أيضاً – بالصدر الماضي ، والد عمر الملقب بالصدر الشهيد (2) .
7 – برهان الإسلام :
وهو رضى الدين السرخسي : محمد بن محمد العلامة رضى الدين برهان الإسلام السرخسي ، صاحب المحيط ، كان إماماً كبيراً (3) .
8 – الخصاف :
لقب أحمد بن عمرو ، وقيل عمرو بن مهير ، وقيل : مهران الشيباني ، الإمام أبو بكر ، مؤلف الشروط ، روى عن أبيه ، وعن أبي داود الطيالسي ، والقعنبي ، كان فاضلاً فارضاً حاسباً عارفاً بمذهب أصحابه ، له من المصنفات : كتاب " الحيل " في مجلدين ، مات ببغداد سنة 261 هج (4) .
9 – الخَلَفُ :
ومرادهم بالخلف : من بعد محمد بن الحسن إلى شمس الأئمة الحلواني كما قال ابن عابدين " (5) .
وشمس الأئمة الحلواني هو : عبد العزيز بن بن نصر بن صالح الحلواني ، الملقب " شمس الأئمة " ، من أهل بخارى ، إمام أصحاب أبي حنيفة بها .
تفقه على القاضي أبي علي النسفي ، من تصانيفه : المبسوط ت 449 هج ، والحلواني منسوب إلى عمل الحلوى وبيعها ، رحمه الله تعالى (6) .
تبيين الحقائق : الزيلعي 5/87 ، حاشية ابن عابدين 8/390 .(1/36)
طبقات الحنفية 1/320 ، ولم أعثر على سنة ولادته أو سنة أو وفاته .
طبقات الحنفية 1/130 ، ولم أعثر على تاريخ ولادته أو سنة أو وفاته .
طبقات الحنفية 1/88 و 369 .
حاشية ابن عابدين 7/163 .
طبقات الحنفية 1/318 ، الأنساب 2/248 .
ص311
10– السلف :
والسلف عند فقهاء الحنفية إلى محمد بن الحسن ، ففي حاشية ابن عابدين : " وفي اصطلاح الفقهاء – كما قال الشيخ عبد العال في فتاويه – السلف الصدر الأول إلى محمد بن الحسن ، والخلف : من محمد بن الحسن إلى شمس الأئمة الحلواني ، والمتأخرون : منه إلى الإمام حافظ الدين البخاري " (1) .
والإمام حافظ الدين البخاري هو : محمد بن محمد بن نصر ، الإمام حافظ الدين البخاري أبو الفضل ، ولد 615 هج ببخارى ، تفقه على شمس الأئمة محمد بن عبد الستار الكردي ، وسمع منه ومن أبي الفضل المحبوبي ، كان إماماً عالماً ربانياً صمدانياً زاهداً عابداً مفتياً مدرساً نحريراً فقيهاً قاضياً محققاً مدققاً جامعاً لأنواع العلوم ، توفي ببخارى سنة 693 هج (2) .
11 – شمس الأئمة :
شمس الأئمة لُقب به جماعة ، منهم : السرخسي والحلواني والأوزجندي والكردي ، وعند الإطلاق يقد : شمس الإئمة الإمام السرخسي . " (4) .
كما جاء في البحر الرائق :"... ذكر الاتفاق شمس الأئمة السرخسي "(3) .
والسرخسي هو : محمد بن أحمد بن أبي سهل أبو بكر السرخسي ، الإمام الكبير شمس الأئمة ، صاحب المبسوط وغيره ، أحد الفحول الأئمة الكبار أصحاب الفنون ، كان إماماً علامة ، حجة متكلماً ، فقيهاً أصولياً نظاراً ، تفقه عليه أبو بكر الحصيري والبيكندي وأبو حفص عمر بن حبيب جد صاحب الهداية لأمه ، توفي في حدود 490 هج (5) .
حاشية ابن عابدين 7/162 – 163 .
طبقات الحنفية 1/121 – 122 .
طبقات الحنفية 1/375 .
البحر الرائق 1/16 .
طبقات الحنفية 1/28 – 29 .
ص312-
والحلواني : قد سبقت ترجمته .(1/37)
الأوزجندي : هو العلامة شيخ الحنفية أبو المحاسن حسن بن منصور بن محمود ، البخاري الحنفي الأوزجندي ، المعروف بقاضي خان ، صاحب التصانيف ، سمع من الإمام ظاهر الدين الحسن بن علي بن عبد العزيز ، ومن إبراهيم بن عثمان الصفاري ، وروى عنه العلامة جمال الدين الحصيري ، مات 592 هج (1) .
الكردي : وهو العلامة فقيه المشرق شمس الأئمة محمد بن عبد الستار بن محمد العماري ، الكردي الحنفي البرنيقي (2) ، وبرانيق من أعمال كردر ، وكردر ناحية كبيرة من بلاد خوارزم ، وهو أستاذ الأئمة على الإطلاق ، قرأبخوارزم على برهان الدين المطرزي مؤلف شرح المقامات ، وتفقه بسمرقند على شيخ الإسلام المرغياني ، وبرع في المذهب وأصوله ، أحيا علم الأصول والفقه بعد اندراسه من زمن القاضي أبي زيد الدبوسي [ صاحب " تقويم الأدلة " ت 430 هج ] ، ولد سنة 559 هج ، وتوفي ببخارى في محرم سنة 642 هج (3) .
12 – شيخ الإسلام :
لَقَب جماعة من العلماء الأئمة ، واشتهر به – عند الإطلاق – عليّ بن محمد بن إسماعيل بن علي بن أحمد الأسبيجابي السمرقندي (4) وهو من أسبيجاب – بلدة من ثغور الترك – سكن سمرقند ، وصار المفتي والمقَدَّم بها ، ولم يكن أحد بما وراء النهر في زمانه يحفظ مذهب أبي حنيفة ويعرفه مثله في عصره ، فظهر له الأصحاب المختلفة ، وعَمَّرَ العُمر الطويل وُلد عام 454 هج وتُوفي سنة 535 هج (5) .
سير أعلام النبلاء 21/232 ، طبقات الحنفية 1/205 .
في طبقات الحنفية 1/82 ، من أهل برانيق قصبة من قصبات كردر .
سير أعلام النبلاء 23/113 ، طبقات الحنفية 1/82 .
طبقات الحنفية 1/375 .
المرجع السابق 1/370 – 371 .
ص313
13 – الشيخان :
وإذا أطلقوا الشيخين أرادوا بهما أبا حنيفة وأبا يوسف (1) .
14 – الصاحبان :
ويريدون بالصاحبين : أبا يوسف ومحمداً ، هذا وقد سبقت ترجمتهما .
15 – الصدر الأول :(1/38)
ويريدون بالصدر الأول – عند إطلاقهم إياه - : أهل القرون الأولى الثلاثة من الصحابة والتابعين وأتباعهم ، فمما جاء في البحر الرائق :" ... وفي الهداية المعتبر الاختلاف في الصدر الأول : وهم الصحابة والتابعون و... " (2) .
16 - صدر الشريعة :
وإذا أُطلق صدر الشريعة – عندهم – عنوا به عُبيد الله بن مسعود ابن تاج الشريعة الأصغر ، أو الثاني وهو شارح الوقاية ، المتوفى سنة 750 هج .
17 – صدر الشريعة الأكبر أو الأول :
ويقصدون به : أحمد بن عُبيد الله المحبوبي والد تاج الشريعة ، له :" تلقيح العقول في فروق المنقول " (4) .
18 – الطحاوي :
الإمام العلامة الحافظ الكبير محدث الديار المصرية وفقيهها : أبو جعفر
مقدمة رد المحتار على الدر المختار 1/43 .
البحر الرائق : ابن نجيم 7/11 .
كشف الظنون : 2/1269 و1271 ، وأمثلة ذلك في البحر الرائق 1/45 ، 102 ، 258 وغيرها .. والدر المختار 1/192 ، 255 ، 3/ ... ، 515 وفي حاشية ابن عابدين 1/134 ، 187 ، 255 وغيرها ..، حاشية الطحطاوي 1/296 ، 332 .
كشف الظنون 1/481 .
ص314
أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك ، الأزدي الحجري المصري الطحاوي الحنفي صاحب التصانيف من أهل قرية طحا من أعمال مصر ، ولد سنة 239 هج ، سمع من عبد الغني بن رفاعة ، وهارون الأيلي وغيرهما ، حَدَّث عنه الميانجي ، وأبو القاسم الطبراني ، انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر ، ت 321 هج (1) .
19 – الطرفان :
ويريدون بالطرفين : أبو حنيفة ومحمد ، ومما جاء في حاشية ابن عابدين : " ... اُخْتُلِفَ في الصاع : فقال الطرفان : ثمانية أرطال بالعراقي ، وقال الثاني : خمسة أرطال وثلث ، وقيل : لاخلاف ؛ لأن الثاني قدره برطل المدينة ... " (2) .
المطلب الثاني
ألقاب فقهاء المذهب المالكي
فيما يلي أهم الألقاب المشتهرة في المذهب المالكي :(1/39)
1 – الأئمة : ويُشار بهم إلى ابن محرز ، والقاضي عياض من المتأخرين وابن أبي سلمة من المتقدمين (3) .
وابن محرز هو : أبو القاسم ابن محرز المقري القيرواني ، تفقه بأبي بكر عبد الرحمن ، وأبي عمران ، وأبي حفص ، كان فقيهاً نظاراً ، له تصانيف حسنة ، منها التبصرة ، ت 450 هج (4) .
القاضي عياض : أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض العلامة اليحصبي السبتي الأندلسي المالكي الحافظ أحد الأعلام ، وُلد 476 هج ، أجاز له أبو علي الغساني ، وأبو محمد بن عتاب وطبقتهما ، وليَ قضاء سبتة ، صنف
سير أعلام النبلاء 15/29 ، طبقات الحنفية 1/102 ، 104 .
حاشية ابن عابدين 2/365 .
كشف النقاب الحاجب : ابن فرحون المالكي ص176 .
الديباج المذهب : ابن فرحون 1/226 .
ص315
التصانيف البديعة ، حَدَّثَ عنه الأشيري ، وأبو جعفر بن القصير ، والحافظ بن بشكوال ت 544 هج (1) .
ابن أبي سلمة : هو عبد العزيز ابن أبي سلمة بن دينار أبو تمام بن أبي حازم المدني الفقيه ، روى عن أبيه وكثير بن زيد بن أسلم وغيرهما ، كان إماماً كبير الشأن ، قال أحمد : لم يكن بالمدينة – بعد مالك – أفقه منه ، مات ساجداً سنة 184 هج (2) .
2 – الأخوان : مطرف وابن الماجشون (3) ، وقيل سبب تلقيبهما بهذا اللقب كثرة ما يتفقون عليه من الأحكام وملازمتهما (4) ، وفي ذلك يقول القائل :
كذا مطرف ونجل الماجشون حلاّهما بالأخوين الناقلون (5)
أما مطرف : فهو مطرف بن عبد الله بن سليمان بن يسار ابن أخت مالك بن أنس رحمه الله ، وُلد 139 هج ، صحب الإمام مالك عشرين سنة ، روى عنه وعن كثير من علماء المدينة ، وعنه : أبو زرعة والبخاري [ و] أبو حاتم ، تُوفي بالمدينة سنة 220 هج (6) .(1/40)
وابن الماجشون : هو عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله ابن أبي سلمة الماجشون ، والماجشون : الورد بالفارسية ، سُمي بذلك لحمرة في وجهه ، وكان عبد الملك ضرير البصر ، ويُقال : إنه عَميَ في آخر عمره ، كان في زمانه مفتي أهل المدينة ، كان فقيهاً فصيحاً ، دارت علبه الفتيا في زمانه ، روى عن مالك ، وعن أبيه ، تُو في سنة 210 هج ، وقيل : 214 هج (7) .
شذرات الذهب 4/138 ، الذهبي : سير أعلام النبلاء 20/213 – 217 .
الديباج المذهب 1/7 ، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة : السخاوي 2/181 .
مواهب الجليل : الحطاب 5/163 .
الفكر السامي : الحجوي 3/96 ، حاشية العدوي على الخرشي 1/49 .
شرح ميارة على تحفة ابن عاصم 2/220 . [*5]
الانتقاء : ابن عبد البر ص58 ، ترتيب المدارك : القاضي عياض 3/133 ، الديباج المذهب 1/10
ابن عبد البر : الانتقاء ص57 – 58 .
[*5 ] : [ ميارة : هو محمد بن أحمد بن محمد ، أبو عبد الله 999 - 1072 ه ، ميارة : فقيه مالكي . من أهل فاس . من كتبه ( الاتقان والاحكام في شرح تحفة الحكام - ط ) جزآن ، و ( الدر الثمين في شرح منظومة المرشد المعين - ط ) فقه ( الزركلي ج 6 ) ، ابن عاصم : هو محمد بن محمد بن محمد ، أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي 760 - 829 ه : قاض ، من فقهاء المالكية بالاندلس . مولده ووفاته بغرناطة . كان يجلد الكتب في صباه ، وتقدم حتى ولي قضاء القضاة ببلده . له كتب منها ، ( تحفة الحكام في نكت العقود والاحكام - ط ) أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية ، شرحها جماعة من العلماء ، و ( حدائق الأزاهر في مستحسن الاجوبة والمضحكات والحكم والامثال والحكايات والنوادر - ط ) وأراجيز ( في الاصول ) و ( النحو ) و ( القراآت ) . ( الزركلي ج7 ) ، التحفة : هي ( تحفة الحكام في نكت العقود والاحكام - ط ) أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية ، مؤلفها هو : ابن عاصم سالف الذكر ]
ص316(1/41)
3 – الأستاذ : هو الشيخ أبو بكر الطرطوشي (1) ، محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب [ القرشي ( الزركلي ) ] الفهري المعروف بالطرطوشي [من أهل طرطوشة بشرقي الاندلس ( الزركلي ) ] .
نشأ بالأندلس ، وصحب الباجي وتفقه بأبي بكر [ الشاشي ] ، له كتب كثيرة منها : كتاب " [ الحوادث و ] البدع "، و" سراج الملوك " [ ومختصر تفسير الثعلبي – خ ( الزركلي ) ] ، تُوفي سنة 520 هج (2) .
4 – الإمام : المازري .
قال ابن فرحون : ويُعرف بالإمام ، وصار الإمام لقباً له رضي الله تعالى عنه ، فلا يُعرف بغير الإمام : المازري ، ويُحكى عنه أنه رأى في ذلك رؤيا ، رأى رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فقال له : يا رسول الله ، أحق ما يدعونني برأيهم ، يدعونني بالإمام ، فقال : وَسَّعَ اللهُ صدرك للفتيا (3) .
والمازري : هو الشيخ الإمام العلامة البحر المتفنن أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر التميمي المازري [ومازر بليدة من جزيرة صقلية بفتح الزاي وقد تكسر قيده ابن خلكان ( سير أعلام النبلاء 20/ 105 ) ]المالكي ، مُصنف كتاب " المُعْلِم بفوائد شرح مسلم " ، وله شرح كتاب " التلقين " لعبد الوهَّاب المالكي [ أنظر ص319 ] في عشرة أسفار ، وهو من أنفس الكتب ، أخذ عن اللخمي وأبي محمد السوسي وغيرهما ، وحَدَّثَ عنه القاضي عياض ، وأبو جعفر ابن يحيى القرطبي ، ولد ومات بالمهدية [ مدينة من إفريقية ( سير أعلام النبلاء 20/ 105 ) ] سنة 536 هج ، وله ثلاث وثمانون سنة (4) .
5 – الشيخ : ويُطلق الشيخ عندهم على ابن أبي زيد (5) .
وابن أبي زيد : هو الإمام العلامة القدوة عالم أهل المغرب أبو محمد عبد الله ابن أبي زيد القيرواني المالكي ، ويُقال له : مالك الصغير ، قال القاضي عياض : حاز رئاسة الدين والدنيا ، تفقه بفقهاء القيروان ، وعوَّل على أبي بكر ابن
كشف النقاب الحاجب : ص173 ، الفواكه الدواني : النفراوي 2/256 .(1/42)
الديباج المذهب : ابن فرحون 276 – 278 .
الديباج المذهب 1/280 .
سير أعلام النبلاء 20/104 – 105 ، الديباج المذهب 1/280 – 281 .
شرح مختصر خليل 1/49 ، مواهب الجليل 1/46 ، 48 ......
ص317
الّلباد ، وأخذ عن محمد بن مسرور الحجام والعسال ، وحج فسمع من أبي سعيد ابن الأعرابي ، ومحمد بن الفتح ، والحسن بن نصر السوسي .
سمع منه خلق كثير ، منهم : الفقيه عبد الرحيم بن العجوز السبتي ، والفقيه عبد الله بن غالب السبتي ، وعبد الله بن الوليد بن سعد ، وأبو بكر الخولاني ، صَنَّف النوادر والزيادات ، واختصر المدونة ، وعلى هذين الكتابين المعول في الفتيا بالمغرب ، وكتاب الرسالة وغيرها من الكتب ، وكان رحمه الله على طريقة السلف في الأصول ، لا الكلام ، ولا يتأول ، توفي في النصف من شعبان سنة 389 هج (1) .
6 – الشيخان : هما أبو محمد بن عبد الله بن أبي زيد وأبو الحسن علي القابسي (2) .
قال العدوي : " ... وقد اختلف الشيخان – أبو محمد بن أبي زيد وأبو الحسن علي القابسي – فيمن انغمس في البحر ... " (3) .
ولقد سبقت ترجمة الشيخ ا بن أبي زيد ، أما القابسي : فهو الإمام الحافظ الفقيه العلامة عالم المغرب أبو الحسين [ في ترتيب المدارك للقاضي عياض ( أبو الحسن ) ] علي بن محمد بن خلف المعافري [ المعافرين من قرى قابس ] القروي القابسي المالكي صاحب الملخص [ ملخص الموطأ ، وله الكثير من التواليف ، أنظر ترجمته وقف على تواليفه في : ترتيب المدارك للقاضي عياض ] ، حج وسمع من حمزة بن محمد الكتاني الحافظ ، وأبي زيد المروزي ، كان عارفاً بالعلل والرجال والفقه والأصول والكلام ، مُصنفاً يقظاً ديّناً تقياً ، وكان ضريراً ، تفقه عليه أبو عمران القابسي ، وأبو القاسم اللبيدي ، وعتيق السوسي ، وغيرهم ، ألّف تواليف بديعة ككتاب الممهد في الفقه ، وكان مولده في سنة 324 هج ، وتوفي في ربيع الآخر بمدينة القيروان 403 هج (4) .(1/43)
سير أعلام النبلاء 17/ 9 – 12 .
مواهب الجليل 1/ 165 .
حاشية العدوي 1/ 272 .
سير أعلام النبلاء 17/ 160 – 162 .
[QUOTE=أشرف بن محمد]
ص317
* أما القابسي
قابس :
( قابس بكسر الباء الموحدة مدينة بين طرابلس وسفاقس ) معجم البلدان4 / 289 .
القابسي :
-…قيل له القابسي لأن عمه كان يشد عمامته شد أهل قابس ( أنظر : تذكرة الحفاظ 3/ 1079 ، سيرأعلام النبلاء 17/161 .
-…وقيل نسبة الى قابس مدينة بإفريقية ( أنظر : الرسالة المستطرفة 1/ 14 ، معجم المؤلفين/ كحالة ) .
* أبو الحسين [ في ترتيب المدارك للقاضي عياض ( أبو الحسن ) ]
وهو الصواب .
* القروي القابسي المالكي صاحب الملخص [ ملخص الموطأ ، وله الكثير من التواليف ، أنظر ترجمته وقف على تواليفه في : ترتيب المدارك للقاضي عياض ]
الملخص :
( الملخص بكسر الخاء كما ذكره صاحب تثقيف اللسان [*]وكذلك سماه صاحبه وتجوز قرائته بفتحها وبالوجهين ذكره عياض في فهرسته ، جمع فيه ما اتصل إسناده من حديث مالك في الموطأ رواية عبد الرحمن بن القاسم المصري قال أبو عمرو الداني وهو خمسمائة حديث وعشرون حديثا وقال غيره هو على صغر حجمه جيد فيه بابه ) الرسالة المستطرفة 1/ 14 .
[*] ["تثقيف اللسان، وتلقيح الجنان"، للقاضي الجليل أبي حفص بن عمر بن خلف الحميري المازري ]
ص318
7 – الصقليان : ابن يونس ، وعبد الحق ، فمما جاء في مواهب الجليل : " وقال الصقليان : عبد الحق وابن يونس ... " (1) .
وابن يونس : هو محمد أبو بكر ابن عبد الله بن يونس بن تميم الصقلي ، كان فقيهاً إماماً فرضياً ، أخذ عن أبي الحسن الحصائري القاضي ، وعتيق الفرضي وابن أبي العباس كان ملازماً للجهاد موصوفاً بالنجدة ، ألف الجامع : جمع فيه المدونة ، وأضاف إليها غيرها من الأمهات ، وعليه اعتماد طلبة العلم للمذاكرة ، توفي 451 هج (2) .(1/44)
وعبد الحق : هو عبد الحق بن محمد بن هارون التميمي القرشي الصقلي ، إمام مشهور بكل علم متقدم ، مدرس للأصول والفروع ، توفي بالإسكندرية سنة 466 هج (3) .
8 – العراقيون : ويُشار بهم إلى القاضي إسماعيل ، والقاضي أبي الحسن وابن القصار ، وابن الجلاب ، والقاضي عبد الوهاب ، والقاضي أبي الفرج ، والشيخ أبي بكر الأبهري ونظائرهم (4) .
أما القاضي إسماعيل : فهو إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي الفقيه المالكي القاضي ببغداد ، تفقه على أحمد بن المعذل [أحمد بن المعذل كثير من يقوله بدال مهملة وصوابه بمعجمة ( ترتيب المدارك ) ] ، وأخذ الحديث عن ابن المديني ، صنّف التصانيف في القراءات والحديث والفقه وأحكام القرآن والأصول ، ت 228 هج (5) .
القاضي ابن القصار : شيخ المالكية القاضي أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البغدادي ، حدَّث عن علي بن المفضل الستوري وغيره ، روى عنه أبو ذر
مواهب الجليل 5/124 .
الديباج المذهب 1/ 274 .
الديباج المذهب 2/ 56 ، شجرة النور الزكية : مخلوف ص116 .
شرح مختصر خليل 1/ 49 .
شذرات الذهب 2/178 .
ص319
الحافظ ، وثَّقه الخطيب ، كان أصولياً نظاراً ، قال أبو ذر الهروي عنه : هو أفقه من لقيت من المالكية ، ت 389 هج (1) .
ابن الجلاب : عبيد الله بن الحسين بن الحسن ، أبو القاسم بن الجلاب المالكي [من أهل البصرة ] ، له كتاب التفريع [ * ] ، تفقه بالأبهري ، وكان من أحفظ أصحابه ، توفي راجعاً من الحج ، سنة 378 هج (2) .
القاضي عبد الوهّاب : هو عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد أبو محمد البغدادي كان شيخ المالكية في عصره وعلمهم ، تفقه على ابن القصار وابن الجلاب ، قال الخطيب : لم ألق في المالكية أفقه منه ، ألّف التلقين والمعونة والإشراف ، ت 422 هج (3) .(1/45)
القاضي أبو الفرج : هوعمر بن محمد بن عمرو الليثي البغدادي القاضي أبو الفرج ، صحب القاضي إسماعيل ، وتفقه معه ، وَلِيَ قضاء طرسوس ، صنّف الحاوي واللمع (4) .
الشيخ أبو بكر الأبهري : محمد بن عبد الله بن صالح أبو بكر الأبهري ، حَدَّث عن أبي عروبة الحراني ، وابن أبي داود ، و[ محمد بن سليمان ] الباغندي ، له التصانيف في شرح مذهب مالك والاحتجاج له ، وكان إمام أصحابه في وقته ، ت 375 هج (5) .
9 – القاضي : ويراد به : القاضي عبد الوهّاب (6) .
10 – القاضيان : والمراد بهما : القاضي أبو الحسن ابن القصار ، والقاضي عبد الوهاب البغدادي (7) .
سير أعلام النبلاء 17/ 108 ، شذرات الذهب 3/ 149 .
الوافي بالوفيات 19/ 244 ، الديباج المذهب 1/6 .
فوات الوفيات 2/ 127 ، العبر في خبر من غبر : الذهبي 3/ 151 .
الديباج المذهب 2/ 127 ، شجرة النور الزكية : مخلوف ص79 .
الديباج المذهب 1/ 255 ، شجرة النور الزكية ص91 .
حاشية العدوي على الخرشي 4/153 .
كشف النقاب الحاجب ص 172 ، هذا وقد استعمل هذا اللقب ابن حجر في الفتح 8/ 158 حيث قال : " ... وما جنح إليه القاضيان من المالكية ... " ، الذخيرة 1/ 193 ، مواهب الجليل 2/ 100 ، جامع الأمهات : ابن الحاجب 1/ 344 و 347 .
[ * ] [" التفريع في المذهب " وهو كتاب مشهور ، شرحه ابن أخته المسدد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن أيوف بن محمد بن عبد الله ابن قيس بن سعيد بن عبادة بن دلامة بن الخزرج البصري. سمع من خاله أبي القاسم ابن الجلاب ، وشرحه أيضاً عبد الله بن ابراهيم بن هاشم القيسي (أبو محمد ) ت 500 ه في ستة أسفار ( ترتيب المدارك ، معجم المؤلفين )] .
ص320
11 – القرينان : أشهب وابن نافع (1) .(1/46)
وأشهب : هو أشهب بن عبد العزيز بن داود القيسي العامري الجعدي ويكنى أبا عمرو ، واسمه مسكين ، وأشهب لقب غلب عليه ، كان فقيهاً نبيلاً حسن النظر ، كان كاتب خراج مصر ، روى عن مالك والليث والفضيل بن عياض ، روى عنه سحنون بن سعيد وجماعة ، قال الشافعي : ما رأيت أفقه من أشهب ، انتهت إليه الرئاسة بمصر ، توفي سنة 204 هج (2) .
أما ابن نافع : فهو عبد الله بن نافع الصائغ ، مفتي المدينة ، سمع منه سحنون وكبار أصحاب مالك ، مات سنة 186 (3) .
12 – القضاة الثلاثة : فهم القاضيان ، والثالث أبو الوليد الباجي (4) .
والقاضي أبو الوليد الباجي : هو سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب التجيبي الأندلسي الباجي الفقيه ، أحد الحفاظ المكثرين في الفقه والحديث ، سمع من أبي الطيب الطبري ، وأبي إسحاق الشيرازي ، والخطيب البغدادي ، حدّث عنه ابن عبد البر وابن حزم ، ت 474 هج (5) .
13 – المحمدان : هما ابن المواز وابن سحنون :
ابن المواز : أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد ابن المواز أبو عبد الله السكندراني المالكي ، صاحب التصانيف المشهورة ، انتهت إليه رئاسة المذهب والمعرفة بتعريفه ودقائقه ، أخذ عن ابن عبد الحَكَم ، وابن الماجشون ، وأصبغ ، ت 281 هج (6) .
مواهب الجليل 2/ 197 و 5/ 354 .
(2) الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء : ابن عبد البر ص 113 ، سير أعلام النبلاء 9/ 500 – 502 .
(3)الانتقاء : ابن عبد البر 56 – 57 ، ترتيب المدارك : القاضي عياض 3/ 128 .
(4)كشف النقاب الحاجب ص172 .
(5) البداية والنهاية : ابن كثير 12/ 121 – 122 ، سير أعلام النبلاء 18/ 538 .
(6) الوافي بالوفيات 1/ 250 ، سير أعلام النبلاء 13/ 5 – 6 .
ص321
ابن سحنون : هو محمد أبو عبد الله ابن فقيه المغرب عبد السلام سحنون بن سعيد التنوخي شيخ المالكية ، تفقه بأبيه ، وروى عن أبي مصعب الزهري ، ت 265 هج (1) .(1/47)
14 – المحمدون الأربعة : قال ابن فرحون : وهم الذين اجتمعوا في عصر واحد من أئمة المذهب ، ولم يجتمع مثلهم في زمان ، اثنان قرويان : ابن عبدوس ، وابن سحنون ، واثنان مصريان : ابن عبد الحكم ، وابن المواز (2) :
ابن عبدوس : هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبدوس ، فقيه المغرب ، أصله من العجم ، كان ثقة ، إماماً في الفقه ، أخذ عن سحنون ، كان عالماً بما اختلف فيه أهل المدينة وما أجمعوا عليه ، ت 260 هج (3) .
15 – المدنيون : فالإشارة بهم في المذهب المالكي إلى ابن كنانة ، وابن الماجشون ، ومطرف ، وابن نافع ، وابن مسلمة (4) .
وابن كنانة هو : عثمان بن عيسى بن كنانة ، جلس في حلقة مالك بعد وفاته ، لم يكن لمالك أضبط منه ، كان مالك يُحضره لمناظرة أبي يوسُف عند الرشيد ، توفي سنة 186 هج (5) .
وابن الماجشون سبقت ترجمته .
مطرف : هو أبو مصعب بن عبد الله بن مطرف ، ولقد سبقت ترجمته .
ابن نافع : هو عبد الله بن نافع الصائغ ، سبقت ترجمته .
أما ابن مسلمة : فهو محمد بن مسلمة بن محمد بن هشام ، أحد فقهاء
سير أعلام النبلاء 13/ 63 .
الديباج المذهب 1/ 237 .
سير أعلام النبلاء 13/ 60 – 64 ، الديباج المذهب 1/ 237 .
كشف النقاب الحاجب ص 175 – 176 ، مواهب الجليل 1/ 40 ، الخرشي على مختصر خليل 1/ 48 .
الانتقا ص55 ، ترتيب المدارك 3/ 21 .
ص322
المدينة من لأصحاب مالك ، وكان أفقههم ، له كتب فقه أُخذت عنه ، توفي عام 216 هج (1) .
16 – المصريون : ويُشار بهم إلى ابن القاسم ، وأشهب ، وابن وهب ، وأصبغ بن الفرج ، وابن عبد الحكم هج (2) .
ابن القاسم : هو عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة ، أبو عبد الله ، قال النسائي : ابن القاسم ثقة ، رجل صالح ، سبحان الله ما أحسن حديثه وأصحه عن مالك ! انفرد بمالك وطَوَّلَ صُحبته ، وروى عن ابن شُريح ونافع ، وعنه أصبغ وسحنون وآخرون ، ت 191 هج (3) .(1/48)
أشهب : هو أشهب بن عبد العزيز ، سبقت ترجمته ، قال الشافعي : ما أخرجت مصر أفقه من أشهب (4) .
ابن وهب : هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي ، أبو محمد ، روى عن أربعمائة عالم ، منهم : مالك ، والليث ، قالوا : لم يكتب مالك بالفقه لأحد إلا ابن وهب ، قال أصبغ : إنه أعلم أصحاب مالك بالسنة والآثار (5) .
أصبغ : الفقيه أصبغ بن الفرج أبو عبد الله المصري الثقة مفتي أهل مصر ، أخذ عن ابن وهب ، والقاسم ، قال ابن معين : كان أعلم خلق الله كلهم برأي مالك يعرفه مسألة مسألة ، متى قالها مالك ، ومن خالفه فيها ، له مصنفات حِسان ، حَدَّث عنه البخاري ، ويحيى بن معين ، ت 225 هج (6) .
ابن عبد الحكم : سبقت ترجمته .
17 – المغاربة : يشيرون بهم إلى الشيخ ابن أبي زيد ، وابن القابسي ، وابن
الانتقا ص56 ، ترتيب المدارك 3/131 .
شرح مختصر خليل 1/ 48 ، كشف النقاب الحاجب ص176 ، مواهب الجليل 1/ 40 .
الانتقا ص51 ، الديباج المذهب 1/ 147 ، سير أعلام النبلاء 9/ 121 – 271 .
شذرات الذهب 2/ 12 ، الانتقا 1/51 .
الديباج المذهب 1/ 133 ، سير أعلام النبلاء 9/ 226 – 233 .
شذرات الذهب 2/ 56 ، سير أعلام النبلاء 10/ 656 .
ص323
اللباد ، والباجي ، واللخمي ، وابن محرز ، وابن عبد البر ، وابن رشد ، وابن العربي ، والقاضي سند ، والمخزومي ، وابن شبلون ، وابن شعبان (1) .
أما الشيخ ابن أبي زيد : لقد سبقت ترجمته .
ابن القابسي : هو علي بن محمد بن خلف المعافري القيرواني أبو الحسن ، الفقيه شيخ المالكية ، أخذ عن ابن سرور الدباغ ، والكناني ، وصنف تصانيف فائقة في الأصول والفروع ، كان ضريراً تقياً ورعاً ، ت 403 هج(2) .
ابن اللباد : هو محمد أبو بكر ابن اللباد بن محمد بن وشاح ، تلميذ يحيى ابن عمر ، كان من بحور العلم ، صنف عصمة الأنبياء ، ومناقب مالك ، وتخرج به أئمة ، منهم : أبو محمد ابن أبي زيد ، ت 333 هج(3) .
الباجي : سبقت ترجمته .(1/49)
اللخمي : الإمام أبو الحسن علي بن محمد الربعي المعروف باللخمي ، تفقه بابن محرز ، وأبي الفضل ابن بنت خلدون ، وطارت فتاويه ، حاز رئاسة إفريقية ، تفقه به المازري وأبو الفضل النحوي ، له تعليق كبير محاذياً للمدونة ، ت 478 هج(4) .
وابن محرز : سبقت ترجمته .
ابن عبد البر : هو يو سف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري أبو عمر ، الحافظ ، أحد الأعلام ، وصاحب التصانيف ، روى عن سعيد بن نصر ، وابن ضيفون ، له كتاب التمهيد ، ليس لأهل المغرب أحفظ منه ، إمام عصره في الحديث والأثر ، ت 463 هج(5) .
ابن رشد ( الجد ) : الإمام محمد بن أحمد بن رشد ، يُكنى بأبي الوليد ، قرطبي فقيه ، قاضي الجماعة بقرطبة ، المعروف بصحة النظر ، ودقة الفقه ، ألَّف
شرح مختصر خليل 1/ 49 ، مواهب الجليل 1/ 40 .
العبر في خبر من عبر 3/ 88 ، شذرات الذهب 3/ 168 .
الديباج المذهب 1/ 250 ، سير أعلام النبلاء 15 / 360 .
مواهب الجليل 1/35 ، الديباج المذهب 1/ 203 .
سير أعلام النبلاء 15/ 498 ، شذرات الذهب 3/ 305 .
ص324
كتاب البيان والتحصيل ، تفقه بأبي جعفر ابن مرزوق ، وروى عن الغساني ، أخذ عنه جماعة ، منهم القاي عياض ، ت 520 هج(1) .
ابن العربي : الإمام العلامة الحافظ القاضي محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن العربي أبو بكر ، الأندلسي الإشبيلي ، صاحب التصانيف سمع بالأندلس من خاله الحسن الهوزني وطائفة ، وتفقه بالإمام أبي حامد الغزالي والشاشي ، صنّف عارضة الأحوذيّ [*] ، وفسر القرآن المجيد [ أحكام القرآن ، مطبوع في مجلدين كبيرين ومنها طبعة في أربع مجلدات ] ، والمحصول في الأصول ، ت 543 هج(2) .
القاضي سند : بن عنان بن إبراهيم بن حريز بن الحسين بن خلف الأزدي ، كنيته أبو علي ، سمع من الطرطوشي ، وروى عن أبي الطل ، وروى عنه جماعة من الأعيان ، ألّف كتاباً حسناً في الفقه ، أسماه الطراز ، ت 541 هج(3) .(1/50)
المخزومي : وهو المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي ، من أكابر أصحاب مالك ، روى عن هشام بن عروة وطبقته ، وروى عنه البخاري ، كان فقيه المدينة بعد مالك (4) .
ابن شبلون : عبد الخالق بن خلف بن سعيد بن شبلون أبو القاسم القروي ، كان الاعتماد عليه في الفتوى والتدريس في القيروان بعد ابن أبي زيد ، ت 390 هج(5) .
ابن شعبان : هو صاحب الزاهي ، المعروف بابن القرطبي : محمد بن القاسم ابن شعبان ، ت 355 هج(6) .
مواهب الجليل 1/33 – 34 ، العبر في خبر من غبر 4/ 47 ، شذرات الذهب 4/ 62 ، وهو غير ابن رشد الحفيد : الفيلسوف محمد بن أحمد بن رشد الشهير بالحفيد فهو حفيد ابن رشد الجد العلامة ( صاحب المقدمات والبيان والتحصيل ) ألف كتباً كثيرة في الطب والحكمة والفقه ، أشهرها : بداية المجتهد توفي 595 هج ، ( الديباج المذهب 1/ 258[ 284 – 285 ] ،[ وأنظر : سير أعلام النبلاء 19/ 501 – 502 ] ) .
سير أعلام النبلاء 20/ 197 – 203 ، شذرات الذهب 4/ 141 .
الديباج المذهب 1/ 399 .
مواهب الجليل 1/ 40 ، شذرات الذهب 1/ 310 وذكر المخزومي مع المغاربة فيه تجاوز وخطأ بيّن ، فهو مدني من أصحاب مالك !
مواهب الجليل 1/ 40 ، شجرة النور الزكية ص97 ، الديباج المذهب 2/ 22 .
مواهب الجليل 1/ 40 ، ترتيب المدارك 5/ 275 .
[ * ] [ شرح جامع الترمذي . والأحوذيّ هو: المشمر في الأمور ، القاهر لها لا يند عنها في شيء والسريع في كل ما أخذ فيه ، والعالم بالأمر . انتهى من " لقبك ومعناه " محمد سليم ص9 ]
ص325
المطلب الثالث
ألقاب فقهاء المذهب الشافعي
يكثر فقهاء الشافعية من استعمال بعض المصطلحات التي تخصهم مثل النص ، الصحيح ، والأصح ، والأظهر ، والاختيار ، والأشبه ، والطرق ، والتخريج ، لكن في المقابل كان استخدامهم للألقاب أقل ، ورغم ذلك توجد في كتبهم ألقاب تخص فقهاءهم ، جمعتها فيما يلي :
1 – الأستاذ :(1/51)
يُشار به إلى أبي إسحاق الإسفراييني (1) : وهو الإمام العلامة الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران الاسفراييني الأصولي الشافعي ، والملقب – أيضاً – بركن الدين [ فائدة : وأوَّلُ منْ لُقِّب في الإسلامِ بذلك هُو بهاءُ الدَّولةِ ابنُ بُويْه ( رُكْن الدِّين ) في القرن الرابع الهجري . اه معجم المناهي / أبوزيد ]، أحد المجتهدين ، وصاحب المصنفات الباهرة ، سمع من دعلج السجزي ،وعبد الخالق بن [ الحسن بن ] أبي روبا [ أبو محمد السقطي المعروف بابن أبي روبا ] ، حدث عنه أبو بكر البيهقي ، وأبو القاسم القشيري ، وأبو الطيب الطبري ، توفي بنيسابور يوم عاشوراء ، سنة 418 هج(2) .
2 – أبو إسحاق :
ويشار به على أبي إسحاق المروزي (3) : وهو إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق المروزي ، أحد أئمة المذهب ، أخذ الفقه عن عبدان المروزي وابن سريج والإصطخري ، وانتهت إليه رئاسة المذهب في زمانه ، صنف كتباً كثيرة منها شرح المختصر ، أخذ عنه [ أبو علي عبد الرحمن بن عبد شمس الدوسي ] ابن أبي هريرة ، وأبو زيد المروزي وأبو حامد المروزي ، مات بمصر ، سنة 340 هج(4) .
ويُنقل عنه بهذا اللقب في كتب المذهب كثير ومن أمثلتها : حلية العلماء : القفال الشاشي ، 2/170 .
سير أعلام النبلاء 17/ 353 – 354 ، طبقات الشافعية : ابن قاضي شهبة 2/ 170 .
انظر الأمثلة التالية : المجموع 5/ 130 ، 160 ، 7/ 19 ، المهذب 1/ 87 ، 99 ، 2/ 123 ، وغيرها ، الوسيط : الغزالي 2/ 424 ، 425 ، 3/ 334 ، روضة الطالبين 1/ 240 ، 354 ، 2/ 40 وغيرها ..
طبقات الشافعية 2/ 104 – 105 ، طبقات الفقهاء : الشيرازي 1/ 121 .
ص326
3 – الأصحاب (1) :
هم أصحاب الآراء في المذهب الذين يُخرِّجون الأوجه على أصول الشافعي ، يستنبطونها من قواعده ، ولهم اجتهادات في مسائل عن غير أصوله ، منهم : أبو حامد الاسفراييني والقفال (2) .
4 – الإمام :(1/52)
وهو شيخ الإسلام إمام الدين أبو القاسم عبد الكريم محمد بن الفضيل [ خطأ : والصواب : عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن القزويني الإمام الجليل أبو القاسم الرافعي اه طبقات الشافعية ، سير أعلام النبلاء ] القزويني ، صاحب العزيز [ يقول السبكي : وقد تورّع بعضهم عن إطلاق لفظ العزيز مجرَّداً على غير كتاب الله فقال الفتح العزيز في شرح الوجيز اه طبقات الشافعية ] الذي لم يصنف مثله في المذهب ، كان إماماً في الفقه والتفسير والحديث [وشرح مسند الشافعي والتَّذنيب والأمالي الشارحة على مفردات الفاتحة وهو ثلاثون مجلساً أملاها أحاديث بأسانيده عن أشياخه على سورة الفاتحة ، قرأ على أبيه اه طبقات الشافعية : السبكي ] [العلامة أبي الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسين الرافعي القزويني اه سير أعلام النبلاء ] ، وعلى عبد الله بن أبي الفتوح بن عمران ، انتهت إليه معرفة المذهب ، قال ابن الصلاح : لم أر في بلاد العجم مثله ، ت 623 هج(3) .
5 – إمام الحرمين (4) :
وهو : عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد ، العلامة إمام الحرمين ضياء الدين أبو المعالي ابن الشيخ أبي محمد الجويني رئيس الشافعية بنيسابور ، ولد 419 هج ، أخذ عن أبي القاسم الاسفراييني ، قال ابن السمعاني : كان إمام الأئمة على الإطلاق ، المجمع على إمامته شرقاً وغرباً ، لم ت العيون مثله ، توفي في ربيع الآخر ، سنة 478 هج (5) .
6 – أبو حامد :
اثنان أو ثلاثة :
انظر على سبيل المثال : إعانة الطالبين 1/ 27 ، 119 ، 2/ 25 . الإقناع 1/ 69 ، 102 ، 2/ 591 . المجموع 1/ 131 ، 138 . الوسيط 1/ 263 ، 2/ 83 ، 194 . حاشية البيجرمي 1/ 18 ، 148 ، مغني المحتاج 1/ 17 ، 18 .
سوف تأتي ترجمتهما .
سير أعلام النبلاء 22/ 252 ، طبقات الفقهاء 1/ 264 .(1/53)
انظر : إعانة الطالبين 1/ 131 . المجموع 1/ 131 ، مغني المحتاج 1/ 71 ، حواشي الشرواني 1/ 15 ، حاشية البيجرمي 1/ 24 ، الوسيط 3/ 60 .
طبقات الشافعية 2/ 254 – 255 ، طبقات الفقهاء 1/ 238 .
ص327
أولهما : القاضي أبو حامد المروروذي (1) .
والثاني : أبو حامد الاسفراييني (2) .
والثالث : أبو حامد الغزالي (3) .
وأبو حامد المروروذي : هو أحمد بن بشر بن عامر القاضي أبو حامد المروروذي ، ويُخفف فيقال : المروذي ، نزيل البصرة ، أحد أئمة الشافعية ، أخذ عن أبي إسحاق المروزي ، وشرح مختصر المزني ، وصنف الجامع في المذهب ،ت 362 هج(4) .
وأبو حامد الاسفراييني : هو أحمد بن محمد بن أحمد الشيخ الإمام أبو حامد ابن أبي طاهر الاسفراييني شيخ الشافعية بالعراق ، ولد سنة 344 هج ، تفقه على ابن المرزبان و[ أبي القاسم ]الداركي ، وروى الحديث عن الدارقطني ، وأخذ عن الفقهاء والأئمة ببغداد ، وتوفي في سنة 406 هج (5) .
أبو حامد الغزالي : فهو أحمد بن محمد بن محمد أبو حامد الغزالي القديم ، تفقه على الزيادي ، واشتهر حتى أذعن له الفقهاء ، له في الخلاف والجدل ورؤوس المسائل والمذهب تصانيف ، وحيث أُطلق أبو حامد الغزالي هو ذلك غالباً ، لا حجة الإسلام [*] وهو عم الغزالي صاحب الوسيط ، توفي بطابران سنة 435 هج (6) .
7 – الخرسانيون :
وهم الطائفة الثانية الكبرى بعد العراقيين ممن اهتموا بفقه الشافعي ونقل أقواله(7) ، وقد اشتهرت هذه الطائفة في القرن الرابع والخامس الهجريين ، وكانت
نقل عن الرافعي والنووي كما في المجموع 1/ 292 و 3/ 244 .
والنووي يقيده بالشيخ أبو حامد الاسفراييني في المجموع 1/ 198 والروضة 1/ 24 .
قال الشرواني في حاشيته : ( كما قاله الشيخ أبو حامد ) قال – أي الغزالي - : شيخنا 1/ 424 .
طبقات الشافعية 2/ 137 ، طبقات الفقهاء 1/ 122 .
طبقات الشافعية 2/ 172 – 173 ، سير أعلام النبلاء 17/ 193 .(1/54)
طبقات الفقهاء 1/ 249 ، طبقات الشافعية 2/ 204 .
أشير إليه في كتب المذهب ، ومن أمثلة ذلك : إعانة الطالبين 2/ 143 ، المجموع 1/ 154 ، 161 ، حواشي الشرواني 3/ 202 ، 321 ، روضة الطالبين 2/ 148 و4/ 14 ، مغني المحتاج 1/ 365 .
[*] [سئل فضيلة الشيخ ( ابن عثيمين ج فتاوى3 ): ما حكم هذه الألقاب "حجة الله" "حجة الإسلام" "آية الله"؟
فأجاب بقوله: هذه الألقاب "حجة الله" "حجة الإسلام" ألقاب حادثة لا تنبغي لأنه لا حجة لله على عباده إلا الرسل.
وأما "آية الله" فإن أريد المعنى الأعم فهو يدخل فيه كل شيء:
وفي كل شيء له آية .. تدل على أنه واحد
وإن أريد أنه آية خارقة فهذا لا يكون إلا على أيدي الرسل، لكن يقال :عالم، مفتٍ، قاضي، حاكم، إمام لمن كان مستحقاً لذلك. اه
ص328
بزعامة القفال الصغير عبد الله بن أحمد المروزي ت 417هج ، الذي انتهت إليه رئاسة المذهب في عصره ، قال الشيرازي عنه : شيخ طريقة الخرسانيين (1) ، ومنهم أيضاً :
الشيخ أبو محمد والد الإمام الجويني إمام الحرمين ، ت 438 هج .
والقاضي حسين المروزي ، ت 462 هج .
وأبو علي السبخي ، ت 430 هج .
والمسعودي : محمد بن عبد الله ، ت 420 هج .
8 – الرافعي :
وهو منسوب إلى رافعان – بلد من بلاد قزوين - ، وقيل : بل منسوب إلى جد له يقال له الرافعي ، والصحيح : أنه منسوب لرافع بن خديج الصحابي رضي الله عنه ، كما حُكى عن خط الرافعي نفسه(2) ، ولقد سبقت ترجمته .
9 – الربيع (3) :
هو الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي مولاهم ، أبو محمد المعري [ خطأ : تحرفت عن " المصري " وهو الصواب ] المؤذن صاحب الشافعي وخادمه وراوية كتبه الجديدة ، ولد سنة 174 هج .
قال الشيخ أبو إسحاق : وهو الذي يروي كتب الشافعي ، شيخ المؤذنين بجامع فسطاط ، قال الشافعي فيه : إنه أحفظ أصحابي . رحل الناس إليه من أقطار الأرض ، توفي في شوال سنة 270 هج(4) .
10 – أبو سعيد الإصطخري (5) :(1/55)
هو الحسن بن أحمد بن يزيد بن عيسى أبو سعيد الإصطخري شيخ الشافعية ببغداد ومحتسبها ، ومن أكابر أصحاب الوجوه في المذهب ، أخذ عن
طبقات الشافعية 2/ 182 .
إعانة الطالبين 1/ 19 ، طبقات الفقهاء 1 / 264 .
وهذا ليس بلقب له ، لكنه اشتهر به فصار كاللقب ، ولذ أوردته هنا .
طبقات الشافعية 2/ 85 ، طبقات الفقهاء 1/ 109 ، سير أعلام النبلاء 12/ 587 ، 590 .
المجموع 2/ 272 ، 287 ، المهذب 1/ 52 ، 60 ، حلية العلماء 3/ 88 ، 125 ، مع الإشارة إلى أنه اشتهر بالكنية ، وهي أبو سعيد .
ص329
أبي القاسم الأنماطي ، له مصنفات مفيدة ، قال أبو إسحاق المروزي : لما دخلت بغداد لم يكن بها من يستحق أن يدرس عليه إلا ابن سريج وأبو سعيد الإصطخري ، ت 328 هج(1) .
11 – الشيخ :
وإذا أُطلق الشيخ فالمراد به في المذهب الشافعي : أبو إسحاق الشيرازي ، ذلك أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له :" يا شيخ " فكان يفرح بهذا الاسم ويقول :" سمّاني رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخاً " (2) .
وهو إبراهيم بن علي بن يوسُف الشيرازي أبو إسحاق شيخ الإسلام ومدار العلماء الأعلام في زمانه إمام الشافعية ، كان طلبة العلم يرتحلون من الشرق والغرب إليه ، والفتاوى تُحمل عن البحر والبر والبراري بين يديه ، تفقه على أبي عبد الله البيضاوي ، والخرزي ، وابن شاذان ، حدث عن الخطيب وأبي الوليد الباجي والحميدي ت 476 هج (3) .
12 – الشيخان :
وفي حاشية البجيرمي :" ... وحاصل ما تحرر في الدرس : أن في الانتظار عند توفر الشروط قولين ، اختلف الشيخان في محلهما ، فقال الرافعي هما في الكراهة وعدمها ، وقال النووي هما في الاستحباب وعدمه "(4) ، والرافعي ، قد سبقت ترجمته .(1/56)
أما النووي : فهو الشيخ محيي الدين يحيى بن شرف النووي الحزامي أبو زكريا ولد سنة 631 هج ، كان محرراً للمذهب ، ذا التصانيف المفيدة المباركة ، تفقه على الكمال الإربلي وأبي المعاني إسحاق المغربي ، ت 676 هج(5) .
طبقات الشافعية 2/109 ، سير أعلام النبلاء 15/ 250 .
روضة الطالبين 1/ 163 ، 3/ 415 ، طبقات الشافعية الكبرى [ : السبكي ] 4/ 226 ، سير أعلام النبلاء 18/ 454 .
سير أعلام النبلاء 18/ 452 – 464 ، طبقات الشافعية 2/ 238 .
حاشية البيجرمي 1/ 295 .
طبقات الفقهاء 1/ 268 .
ص330
13 – الشيوخ :
والشيوخ ثلاثة : أبو حامد الاسفراييني ، وصاحبه القاضي أبو الطيب ، وصاحبه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي ، وقيل المراد بهم : الرافعي والنوي والسبكي .
14 – أبو العباس (1) :
قال الإمام النووي : " ... ومتى أُطلق في " المذهب " أبو العباس فهو ابن سريج : وهو أحمد بن عمر بن سريج الإمام البارع ، قال في المصنف في " الطبقات " كان القاضي أبو العباس بن سريج من عظماء الشافعية وأئمة المسلمين ، وكان يُقال له : الباز الأشهب ، وولي القضاء بشيراز ، وكان يُفَضَّل على جميع أصحاب الشافعي ، قال : وفهرست كتبه – يعني مصنفاته – تشتمل على أربعمائة مصنف ، قام بنصرة مذهب الشافعي ، تفقه على أبي القاسم الأنماطي وأخذ عنه فقهاء الإسلام ، وعنه انتشر فقه الشافعي في أكثر الآفاق ، توفي ببغداد سنة 306 هج ، قلت – يعني النووي - : وهو أحد أجدادنا في سلسلة الفقه " (2) .
15 – العراقيون (3) :
وهم طائفة من علماء الشافعية ، سموا بذلك لأنهم سكنوا بغداد وما حولها ، يتزعمهم الشيخ أبو حامد الاسفراييني ت 406 هج ، الذي انتهت إليه مشيخة المذهب الشافعي .(1/57)
- وهناك أبو إسحاق الشيرازي ت 476 هج ، والماوردي : القاضي أبو الحسن ، ت 450 هج ، وأبو الطيب الطبري ت 450 هج ، والمحاملي : أحمد بن محمد ت 447 هج ، وسُليم الرازي ت 447هج [ طبقات الفقهاء : الشيرازي ] ، وأبو علي البندنيجي ت 425 هج .
المجموع 1/456 ، المهذب 2/ 158 .
المجموع 1/ 217 ، طبقات الشافعية 2/ 89 .
ويكثر استخدام هذا اللقب والمصطلح في كتب الشافعية ، ومن أمثلة ذلك : إعانة الطالبين 3/ 62 ، الوسيط 1/ 146 ، حاشية البيجرمي 1/ 336 ، حواشي الشرواني 2/ 419 ، روضة الطالبين 1/ 436 ، فتح الوهاب 1/ 119 ، مغني المحتاج 1/ 279 .
ص331
16 – القاضي :
إذا أطلق القاضي في كتب الخراسانيين فالمراد به : أبو علي حسين المروزي .
وإذا أطلق في كتب متوسطي العراقيين فالمراد به : القاضي أبو حامد المروروذي (1).
والأول هو القاضي حسين بن محمد بن أحمد شيخ الشافعية بخراسان أبو علي المروزي ويُقال له المروروذي نسبة إلى مرو الروذ ، حدث عن أبي نعيم والبغوي ، وهو من أصحاب الوجوه في المذهب ، تفقه بأبي بكر القفال المروزي ، وكان يلقب بحبر الأمة ، له التعليقة الكبرى والفتاوى ، مات بمرو الروذ في المحرم سنة 462 هج(2) .
17 – القاضيان :
ويراد بهما الماوردي والروياني ، وكثيراً ما يُذكران مع بعض (3) .
والماوردي : هو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب القاضي البصري أحد أئمة أصحاب الوجوه ، أقضى القضاة [*] ، قال الخطيب : كان ثقة ، من وجوه الفقهاء الشافعيين ، تفقه على أبي القاسم الصيمري ، وارتحل إلى أبي حامد الاسفراييني ، كان حافظاً للمذهب ، له تصانيف كثيرة ، توفي في ربيع الأول 450 هج (4) .(1/58)
أما الروياني : فهو أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد ، قاضي القضاة ، كان صاحب الوجاهة والرياسة والقبول التام ، وكان يُلقب بقخر الإسلام ، ويُعرف بصاحب البحر ، أخذ العلم عن والده ، وتفقه على جده ، وعلى الكازورني ، وصار في المذهب بحيث قال : لو احترقت كتب
سبقت ترجمته .
سير أعلام النبلاء 18/ 260 – 261 ، طبقات الفقهاء 1/ 234 .
إعانة الطالبين 2/ 192 ، روضة الطالبين 12/ 300 ، حواشي الشرواني 1/ 124 ، مغني المحتاج 2/ 242 ، المجموع 1/ 138 .
طبقات الشافعية 2/ 230 ، طبقات الفقهاء 1/ 138 .
[* ] [ جاء في معجم المناهي اللفظية/ بكر أبوزيد : أقضى القضاة : (1)
أول من لُقب به : الماوردي الشافعي على بن محمد .
لقب به سنة 429 هـ . على ما في ترجمته في (( معجم الأُدباء )) ، قال ياقوت : ( وجرى من الفقهاء كأبي الطيب الطبري ، والصيمري ، إنكار لهذه التسمية ، وقالوا : لا يجوز أن يُسمى به أحد )) هذا بعد أن كتبوا خطوطهم بجواز تلقيب : جلال الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة ، بـ : ملك الملوك الأعظم . فلم يلتفت إليهم [ أنظر تفصيل هذه القصة في : مقدمة الحاوي الكبير ج1/ 81 – 82 ) @ ] . واستمر له هذا اللقب إلى أن مات . ثم تلقَّب به القضاة إلى أيامنا هذه ، وشرط المُلقب بهذا اللقب أن يكون دون منزلة من تلقب بقاضي القضاة إلى أيامنا هذه ، على سبيل الاصطلاح ، وإلا فالأولى : أن يكون أقضى القضاة أعلى منزلة ) ا هـ .
لكن السبكي في : (( الطبقات )) يعقب على من يقول : إنَّ قاضي القضاة دون أقضى القضاة . بل يرى العكس فيما ناقله عن والده ، ووجَّهه والله أعلم . ) اه وقال : (وفي تاريخ بغداد : أن أبا يوسف القاضي – رحمه الله تعالى - هو أول من سمي : قاضي القضاة في الإسلام ؛ إذ تولى سنة ( 166 هـ ) . انتهى .(1/59)
أقضى القضاة : معجم الأُدباء 8/52 – 53 ، 15 / 52 . طبقات الشافعية للسبكي 7/228 . ذيل طبقات الحنابلة 1/84 . طرح التثريب : 8/ 151 مهم . الفتاوى الحديثية / 132 .
@هذه هي القصة :
ص332
الشافعي لأمليتها عن حفظي ، قتله الملاحدة بجامع آمل ، سنة 502 هج (1) ، ورويان بلدة من أعمال طبرستان .
18 – القفال :
هو محمد بن علي بن إسماعيل أبو بكر الشاشي القفال الكبير أحد أعلام المذهب وأئمة المسلمين ، ولد 291 هج ، وسمع من أبي بكرا بن خزيمة ، وابن جرير والبغوي وغيرهم ، له مصنفات كثيرة ، ليس لأحد مثلها ، وعنه انتشر فقه الشافعي في ما وراء النهر (2) ، قال النووي في تهذيبه " إذا ذكر القفال الشاشي فالمراد به هذا " (3) . وقال العبادي : " هو أفصح الأصحاب قلماً ، وأمكنهم في دقائق العلوم قدماً " ، توفي في ذي الحجة ، سنة 365 هج .
19 – المروزي :
وهو أبو إسحاق المروزي سبقت ترجمته .
20 – الماوردي :
وهو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي ، ولقد سبقت ترجمته .
المطلب الرابع
ألقاب المذهب الحنبلي
وفيما يلي أهم الألقاب المنتشرة في المذهب الحنبلي والمصطلحات المتعلقة بالأسماء المبهمة ، التي يكثر استعمالها في كتب المذهب وبين علماء الفقه الحنبلي :
طبقات الفقهاء 1/ 247 ، سير أعلام النبلاء 19/ 261 ، طبقات الشافعية 2/ 315 .
ويكثر النقل عنه بهذا اللقب في كتب المذهب مثالها : المهذب 2/ 38 ، إعانة الطالبين 1/ 48 ، الإقناع 1/ 53 ، الوسيط 1/ 146 ، حاشية البيجيرمي 1/ 99 ، حواشي الشرواني 1/ 46 ، روضة الطالبين 1/ مغني المحتاج 1/ 35 ، المجموع 1/ 10 وغيرها .
طبقات الشافعية 2/ 149 ، طبقات الفقهاء 1/ 209 .
ص333
1 – الأثرم [*] :(1/60)
والمراد به : أحد بن أحمد بن محمد بن هانئ الطائي (1) الإسكافي الأثرم الإمام الحافظ ، أحد الأعلام ، ومصنف السنن ، وتلميذ الإمام أحمد ، سمع من السهمي والطيالسي ، حدث عنه : النسائي وموسى بن هارون وغيرهما ، له مصنف في علل الحديث ، نقل عن الإمام أحمد مسائل كثيرة وصنفها ورتبها أبواباً ، مات بمدينة إسكاف ، في حدود 260 هج (2) .
[*] [( ثَرِمَ) - ثَرَماً : انكسرت سِنُّه . و السِّنُّ : سقطت من أصلها . فهو أثرم ، وهي ثَرْماء . (ج ) ثُرْمً . اه الوجيز ص83 ] .
2 – الآجري [*] [**] :
بمد الهمزة وضم الجيم وتشديد الراء المهملة ، نسبة إلى قرية من قرى بغداد ، وهو محمد بن الحسين بن عبد الله له مصنفات ، منها : كتاب " النصيحة " في الفقه ، وعادته فيه أنه لا يذكر فيه إلا اختيارات الأصحاب (4) ، صاحب التواليف ، سمع أبا مسلم الكجي ، والمروزي ، والحلواني ، كان صدوقاً خيّراً عابداً صاحب سنة واتباع ، حدث عنه عبد الرحمن بن عمر النحاس ، وأبو الحسين بن بشران وغيرهما ، مات بمكة سنة 360 هج (5) .
[*] [ هناك خلاف حول كونه شافعياً أو حنبلياً ، (كان حنبليا وقيل شافعيا وبه جزم الأسنوي وابن الأهدل اه شذرات 3/ 35 ، وممن ذهب إلى أنه كان شافعياً ( ياقوت الحموي : 1/ 51 ) ، و( حاجي خليفة : كشف الظنون 2/ 1037 ) ، و( ابن النديم : الفهرست ص301 ). وجدير بالذكر أن الذهبي في السير قال : كن صاحب سنة واتباع . اه فالله أعلم ]
[**] [ ( الآجُرّ ) : الطوب ، وهو اللَّبِن المُحْرَق المُمَدُّ للبناء . اه الوجيز ص1.
( الآجريُّ : نسبة إلى " الآجر " من يقوم بإعداده أو بيعه ، وإلى آجر من قرى بغداد .اه نسبك ومعناه : محمد سليم ص11 . ]
3 – الحربي :(1/61)
نسبة إلى باب حرب – محلة في بغداد – واسمه : إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم البغدادي الحربي أبو إسحاق (6) ، صاحب التصانيف ، سمع ابن دُكين وعفان بن مسلم ، والإمام أحمد ، ونقل عنه مسائل ، مات 285 هج (7) .
يكثر نقل رواياته عن الإمام أحمد في كتب المذهب ، ولو أردنا تعدادها فإنها لا تحصى ( المبدع 1/ 40 ، شرح العمدة 1/ 208 ، الإنصاف 1/ 28 ، الكافي 1/ 4 ، كشاف القناع 1/ 47 ) .
سير أعلام النبلاء 12/ 624 ، طبقات الحنابلة 1/ 66 ، المقصد الأرشد في ذكر أصحاب أحمد 1/ 162 .
المدخل ص417 .
وتُنقل اختياراته في كتب المذهب كثيراً : ( المبدع 1/50 ، الفروع 1/51 ، الإنصاف 1/ 24 ، كشاف القناع 1/ 348 ) .
سير أعلام النبلاء 16/ 133 ، شذرات الذهب 3/ 35 .
(6) المدخل ص411 .
طبقات الحنابلة 1/ 87 ، سير أعلام النبلاء 13/ 356 – 370 .
ص334
الحلواني (1) :
محمد بن علي بن محمد بن عثمان بن مروان الحلواني ، تفقه على القاضي أبي يعلى والشريف أبي جعفر ، له " كفاية المبدي" [ الصواب : المبتدي ] في الفقه ، مات في ذي الحجة سنة 505 هج (2) .
5 – الخرقي :
عمرو بن الحسين بن عبد الله البغدادي الخِرَقي : - بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء المهملة – نسبة إلى بيع الخِرَق – كان من كبار العلماء ، تفقه بوالده ، والكرماني ، قال القاضي أبو يعلى كانت لأبي القاسم مصنفات كثيرة لم تظهر ، لأنه خرج من بغداد - لما ظهر بها سب الصحابة – فأودع كتبه في دار فاحترقت الدار ، توفي بدمشق سنة 334 هج (3) .
6 – أبو الخطاب الكلوذاني :(1/62)
وهو الشيخ الإمام العلامة شيخ الحنابلة أبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الكلوذاني البغدادي (4) ، أحد المجتهدين في المذهب ، تلميذ القاضي أبي يعلى ، له في الفقه : " الهداية " ، و " الانتصار " ، وهو الخلاف الصغير ، وله الخلاف الصغير سماه " رؤوس المسائل " ، وله كتاب " التمهيد " في أصول الفقه ، كان إلكيا الهراسي إذا رأى أبا الخطاب قال : قد جاء الجبل ، جاء الفقه ... ، توفي سنة 510 هج (5) .
7 – الخلال (6) :
وهو أحمد بن محمد بن هارون أبو بكر البغدادي الخلال الإمام العلامة
وكتب المذهب حافلة بالنقول عنه : كالإنصاف 1/ 46 ، والفروع 1/ 59 ، والمبدع 1/ 48 ، وكشاف القناع 2/ 407 وغيرها .
طبقات الحنابلة 2/ 257 ، المدخل ص418 .
المدخل ص416 – 417 ، سير أعلام النبلاء 15/ 363 ، طبقات الحنابلة : ابن أبي يعلى 2/ 75 .
المدخل ص419 .
سير أعلام النبلاء 19/ 348 – 349 ، طبقات الحنابلة 2/ 258 .
المدخل ص411 ، والخلال من أئمة المذهب الذي تنقل عنه أقوال وفتاوى الإمام أحمد بن حنبل رجمه الله ، انظر : الإنصاف 1/ 170 ، الفروع 1/ 76 ، المبدع 1/ 47 ، وغيرها .
ص335
الحافظ شيخ الحنابلة ، أخذ الفقه عن خلف ... من أصحاب الإمام أحمد .... ، أنفق عمره في جمع مذهب الإمام أحمد ، فرحل إلى فارس والشام والجزيرة يتطلب فقه الإمام أحمد وفتاويه وأجوبته وجمع فأوعى ، صنف كتاب الجامع في الفقه من كلام الإمام ، بأخبرنا وحدثنا ... توفي في ربيع الأول ، سنة 311 هج (1) .
8 – الزركشي (2) :
محمد بن عبد الله بن محمد الزركشي المصري ، الحنبلي الشيخ الإمام العلامة ، كان إماماً في المذهب ، له تصانيف مفيدة ، أشهرها شرح الخرقي ، لم يُسبق إلى مثله ، أخذ الفقه عن موفق الدين الحجاوي قاضي الديار المصرية ، مات سنة 774 هج (3) .
9 – الشيخ : أو شيخ الإسلام :(1/63)
إذا أطلقت كلمة " الشيخ " أو " شيخ الإسلام " – عند متأخري الحنابلة – فيُراد به أبو العباس أحمد تقي الدين بن تيمية الحراني ت 728 هج ، أما قبل ابن تيمية فالمراد بكلمة " الشيخ " هو موفق الدين أبو محمد عبد الله بن قدامة المقدسي ، ت 620 هج (4) .
وابن تيمية : هو شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني [ النميري ] ، الحنبلي ، بل المجتهد المطلق ، سمع من المجد ابن عساكر ، ويحيى بن الصيرفي ، والقسم [ الصواب : القاسم ] الأربلي ، وغيرهم ، أخذ الفقه والأصول عن والده ، وعني بالحديث وفي علوم الإسلام وعلم الكلام [ لنا تحفظ على هذه الكلمة ، ولا يخفى على أحد ما فيها ] ،
سير أعلام النبلاء 14/ 297 – 298 ، شذرات الذهب 2/ 261 ، طبقات الحنابلة 2/ 12 .
المدخل ص419 ، والزركشي من أكثر الفقهاء استشهاداً بآرائه وأقواله وكتبه في المذهب الحنبلي .
شذرات الذهب 6/ 225 ، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة : ابن تغري بردي 11/ 117 .
المدخل ص409 .
ص336
وكان من بحور العلم ومن الأذكياء المعدودين ، والزهاد ، وامتحن وأوذي مراراً ، مات في العشرين من ذي القعدة سنة 728 هج (1) .
أما ابن قدامة فستأتي ترجمته عند " موفق الدين " .
10 – شيخ المذهب :
أُطلق على ثلاثة (2) : القاضي أبي يعلى (3) ، والموفق ابن قدامة (4) ، والمرداوي صاحب الإنصاف (5) .
11 – الشيخان :
ويراد بهما الموفق والمجد ، كما قال المرداوي : " ... فإن أطلق الخلاف أو كان من غير المعظم الذي قدمه فالمذهب ما اتفق عليه الشيخان ، أعني المصنف ( الموفق ) والمجد .... (6) .
12 – الشارح :
وإذا قيل الشارح ، فهو : الشيخ شمس الدين عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر المقدسي ، وهو ابن أخي موفق الدين وتلميذه (7) ، جُعل قاضي قضاة الحنابلة بدمشق (8) سنة 664 هج ، تفقه على عمه موفق الدين (9) ، وبحث عليه(1/64)
شذرات الذهب 6/ 80 – 88 ، طبقات الحفاظ : جلال الدين السيوطي 1/ 520 .
المدخل ص204 .
ولكن أكثر ما يطلق على القاضي : أبي يعلى ( انظر شذرات الذهب 4/ 190 ، المقصد الأرشد 2/ 499 ) .
انظر : شرح منتهى الإرادات : البهوتي 1/ 9 .
قال السخاوي في الضوء اللامع ( 5/ 225 ) :" ويعرف المرداوي بشيخ المذهب " ، مطالب أولي النهى : الرحيباني 1/ 19 .
الإنصاف 1/ 17 .
المدخل ص409 ، الإنصاف 1/ 15 .
البداية والنهاية 13/ 246 .
شذرات الذهب 5/ 92 .
ص337
المقنع ، وعرضه وصنف له شرحاً في عشر مجلدات ، قيل : كان منقطع القرين عديم النظير – علماً وفضلاً وجلالةً – توفي سنة 682 هج (1) .
13 – الشريف أبو جعفر :
عبد الخالق بن عيسى أبو جعفر الهاشمي العباسي ، يتصل نسبه بالعباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه (2) ، كان مختصر الكلام ، مليح التدريس ، جيد الكلام في المناظرة عالماً بالفرائض وأحكام القرآن والأصول (3) ، توفي سنة 470 هج ، ودفن إلى جانب الإمام أحمد (4) .
14 – الطوفي :
وهو سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم بن سعد الطوفي ثم البغدادي (5) ، لُقب بالطوفي نسبة مولده بقرية طوفا – من أعمال صرصر - ، وحفظ بها مختصر الخِرَقِي ، وتفقه على الشيخ شرف الدين الصرصري ، أدركه الأجل في بلدة الخليل سنة 716 هج (6) .
15 – القاضي :
إذا أُطلق لفظ " القاضي " فيراد به : القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء ، ت 458 هج .
أما المتأخرون – كصاحب الإقناع والمنتهى ومن بعدهما – فيطلقون لفظ القاضي ويريدون به القاضي علاء الدين علي المرداوي (7) .
والقاضي أبو يعلى : هو الإمام العلامة شيخ الحنابلة القاضي أبو يعلى
مرآة الجنان : اليافعي 4/ 197 .
المدخل ص415 .
سير أعلام النبلاء 18/ 423 .
البدايو النهاية 12/ 119 .
المدخل ص413 .
شذرات الذهب 6/ 39 – 41 ، مرآة الجنان 4/ 255 .
المدخل ص408 – 409 .
ص338(1/65)
محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد البغدادي الحنبلي ابن الفراء ، سمع على ابن عمر الحربي ، وإسماعيل بن سويد ، وابن معروف ، وطائفة ، وحدث عنه الخطيب ، وأبو الخطاب الكلوذاني ، انتهت إليه الإمامة في الفقه ، توفي 458 هج (1) .
أما القاضي المرداوي : فهو علي بن سليمان المرداوي ثم الصالحي أبو الحسن ، الشيخ العلامة المحقق المفنن ، أعجوبة الدهر ، شيخ المذهب وإمامه ومصححه ، وكذلك يُلَقبونه بالمنَقِّح ؛ للأنه نقح " المقنع " في كتابه " تنقيح المشبع " ، يُنسب لبلده مردا ، انتهت إليه رئاسة المذهب ، صنف كتباً كثيرة في أنواع العلوم ، أعظمها "الإنصاف " ، قوله حجة في المذهب ، يُعول عليه في الفتوى والأحكام في جميع مملكة الإسلام ، من تلامذته : قاضي القضاة بدر الدين السعدي قاضي الديار المصرية ، توفي بصالحية دمشق سنة 885 هج (2) .
16 – ابن قاضي الجبل :
والمراد به : أحمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي من بني قدامة (3) ، و [ هو ] من تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقال بأنه أجازه للإفتاء ( ) ، كان صاحب نوادر وخط حسن وذهن سيال ، له اختيارات في المذهب ، صاحب كتاب "الفائق " ، مات في رجب سنة 771 هج (4) .
17 – غلام الخلال :
وهو[ عبد : سقطت من المطبوع ! ] العزيز بن جعفر بن أحمد بن دارا (5) الإمام المحدث ، الفقيه شيخ الحنابلة أبو بكر تلميذ أبي بكر الخلال ، قيل : إنه سمع من عبد الله بن أحمد بن
سير أعلام النبلاء 18/ 91 ، طبقات الحنابلة 2/ 200 .
شذرات الذهب 7/ 339 – 341 ، المدخل ص409 .
المدخل ص410 .
الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة : ابن حجر العسقلاني 1/ 138 – 139 .
المدخل ص414 و 415 .
ص339
حنبل ، له " الشافي " و " التنبيه " و " المقنع " و " زاد المسافر " في الفقه – كفقه ابن بطه والعكبري وغيرهما - ، مات سنة 363 هج (1) .
18 – المجد :(1/66)
وهو عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن علي بن تيمية الحراني الحنبلي أبو البركات (2) الفقيه المفنن المقريء ، الملقب بمجد الدين وتُختصر بالمجد ، جد شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ، صاحب " المنتقى " و " المحرر " في الفقه ، وله " المسودة " في أصول الفقه وغيره ، دَرَّسَ وأفتى وانتفع به الطلبة ، توفي في يوم عيد الفطر بحران سنة 652 هج (3) .
19 – المروزي :
أحد الناقلين لمذهب أحمد عنه ، هو هيدام بن قتيبة ، يُعرف بالمروزي ، روى عن أحمد ، وسمع سليمان بن حرب ، وعاصم بن عدي ، وأبا بلال الأشعري ، كان ثقة عابداً ، روى عنه عبد بن محمد ابن أبي سعيد البزار ، وأبو بكر النجاد ، مات سنة 274 هج (5) .
20 – المُنَقِّح :
ويُلقبون المرداوي بالمنقح ، لأنه نقح " المقنع " (6) ، ولقد سبقت ترجمته .
21 – موفق الدين :
هو الشيخ أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة
سير أعلام النبلاء 16/ 143 ، تاريخ بغداد 10/ 459 .
المدخل ص415 ، وهو أحد مراجع الفقه الحنبلي ، وتنقل آراؤه ، وتذكر للمجد .
العبر في خبر من غبر 5/ 212 ، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 7/ 33 .
المدخل ص419 .
المقصد الأرشد في ذكر أصحاب أحمد 3/ 83 ، طبقات الحنابلة 1/ 395 .
المدخل ص409 .
ص340
المقدسي الأصل ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي صاحب المغني (1) ، أدرك الشيخ عبد القادر فسمع منه ومن الوقواق وأبي زرعة بن طاهر ، وابن البطي ، انتهت إليه معرفة المذهب وأصوله ، وهو مؤلف " المغني " و " الكافي " و " المقنع " و " العمدة " و " مختصر الهداية " في الفقه ، حدث عنه البهاء عبد الرحمن ، واب نقطة ، وأبو شامة ، وابن النجار ، قال ابن النجار عنه : كان إمام الحنابلة بجامع دمشق ، مات سنة 620 هج (2) .
المطلب الخامس
مقارنة بين ألقاب الفقهاء في المذهب الأربعة(1/67)
بعد أن استعرضنا أهم الألقاب المنتشرة في كل مذهب على حدة ، نعرض فيما يلي مقارنة موجزة بين الألقاب المتشابهة في المذاهب الأربعة ، كي نستطيع التمييز بينها ، ونزيل اللبس الذي قد يقع فيه طلبة العلم ، فمصطلح القاضي – مثلاً – إذا أطلق عند المالكية : فهو غيره عند الشافعية أو الحنابلة ، وهكذا بقية الألقاب :
1 – الأئمة :
عند المالكية يُشار بهم إلى ابن محرز ، والقاضي عياض من المتأخرين ، وابن سلمة من المتقدمين (3) ، أما الأحناف فعندهم مصطلح الأئمة مقيد بالثلاثة ويريدون بهم : أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد (4) .
2 – الأئمة الأربعة :
عند جميع المذاهب إذا قيل الأئمة الأربعة : فإن المراد بهم أئمة المذاهب الذين لهم أتباع وهم : أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد (5) .
المدخل ص409 و 413 .
سير أعلام النبلاء 22/ 165 – 174 ، شذرات الذهب 5/ 88 .
كشف النقاب الحاجب ص176 .
البحر الرائق 1/ 44 ، حاشية ابن عابدين 1/ 165 .
انظر البحر الرائق 1/ 293 .
ص341
3 – الأستاذ :
إذا أطلق لقب الأستاذ عند الحنفية يراد به عبد الله بن محمد بن يعقوب السبذموني (1) ، أما عند المالكية فهو الشيخ أبو بكر الطرطوشي (2) .
4 – الإمام :
لا يُعرف الإمام عند المالكية غير المازري (3) ، أما عند الشافعية فهو أبو القاسم الرافعي .
5 – الأصحاب :
عند الحنفية يعبرون بالصاحبين عن أبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني ، وعند الشافعية إذا قالوا : الأصحاب ، فهم أصحاب الآراء في المذهب الذين يخرجون الأوجه على أصول الشافعي ، منهم : أبو حامد الاسفراييني والقفال (4) ، أما الأحناف : فعندهم الأصحاب هم أكابر علماء المذهب الحنفي (5) ، ويعبرون بالصاحبين عن أبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني (6) .
6 – الشيخ :(1/68)
يطلق الشيخ عند المالكية على ابن أبي زيد القيرواني (7) ، وعند الشافعية فالمراد به أبو إسحاق الشيرازي (8 ) ، أما الحنابلة : فعند متأخريهم يراد به أبو العباس أحمد تقي الدين بن تيمية ، أما قبل ابن تيمية فالمراد بلقب الشيخ هو موفق الدين ابن قدامة المقدسي (9) .
طبقات الحنفية 1/ 289 .
كشف النقاب الحاجب ص173 ، الفواكه الدواني 2/ 256 .
الديباج المذهب 1/ 280 ، كشف النقاب الحاجب ص173 .
إعانة الطالبين 1/ 69 ، مغني المحتاج 1/ 17 .
حاشية ابن عابدين 2/ 524 .
المرجع السابق 7/ 238 .
شرح مختصر خليل 1/ 49 ، مواهب الجليل 1/ 46 ، 48 .
روضة الطالبين 1/ 163 ، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 226 ، سير أعلام النبلاء 18/ 454 .
المدخل ص409 .
ص342
7 – الشيخان :
إذا أطلق الشيخان عند الحنفية فهما : أبو حنيفة وأبو يوسف (1) ، وعند المالكية هما : أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني ، وأبو الحسن علي القابسي (2) ، وعند الشافعية هما : الرافعي والنووي (3) ، أما عند الحنابلة فهما : الموفق – موفق الدين بن قدامة المقدسي - ، والمجد – مجد الدين عبد السلام بن تيمية – (4) .
8 – شيخ الإسلام :
هو لقب جماعة من العلماء الأعلام اشتهر به عند الحنفية : علي بن محمد ابن إسماعيل بن علي بن أحمد الأسبيجاني السمرقندي (5) ، وأما عند الحنابلة فيراد به : أبو العباس أحمد تقي الدين بن تيمية الحراني (6) .
9 – القاضي :(1/69)
إذ أطلق القاضي عند المالكية فالمراد : القاضي عبد الوهاب البغدادي صاحب التآليف المشهورة (7) ، وعند الشافعية إذا أطلق القاضي في كتب الخرسانيين فالمراد به : أبو علي حسين المروذي ، وإذا أطلق في كتب متوسطي العراقيين فالمراد به : القاضي أبو حامد المروذي (8) ، وعند متقدمي الحنابلة فيراد به القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء ، أما المتأخرون كصاحب الإقناع والمنتهى ومن بعدهما فيطلقون لفظ القاضي ويريدون به : القاضي علاء الدين المرداوي (9) .
مقدمة رد المحتار 1/ 43 .
مواهب الجليل 1/ 165 .
حاشية البيجيرمي 1/ 295 .
الإنصاف 1/ 17 .
طبقات الحنفية 1/ 375 .
المدخل ص409 .
حاشية العدوي على الخرشي 4/ 153 .
الفوائد المدنية : للكردي 1/ 259 .
المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ص408 – 409 .
ص343
10 – القاضيان :
المراد بهما عند المالكية : القاضي أبو الحسن ابن القصار ، والقاضي عبد الوهاب البغدادي (1) ، أما عند الشافعية فهما : الماوردي ، والروياني (2) .
11 – العراقيون :
يشار بهم عند المالكية إلى القاضي إسماعيل ، وابن القصار وابن الجلاب والقاضي أبي الفرج والشيخ أبي بكر الأبهري ونظرائهم (3) ، وفي المذهب الشافعي : هم طائفة من علماء الشافعية ، سموا بذلك لأنهم سكنوا بغداد وما حولها ، يتزعمهم الشيخ أبو حامد الاسفراييني (4) .
كشف النقاب الحاجب ص176 .
الفوائد المكية ص41 ,
شرح مختصر خليل 1/ 49 ، مواهب الجليل 1/40 .
إعانة الطالبين 3/ 62 ، روضة الطالبين 1/ 436 .
ص344
الخاتمة
إن أهم النتائج التي انتهت إليها هذه الدراسة في تحليلها لمصطلحات الألقاب عند الفقهاء يمكن تلخيصها فيما يلي :(1/70)
1 – اللقب : هو اسم يُدعى به الإنسان سوى الاسم الذي سمي به ، ويستعمل اللقب عوضاً عن ذكر اسم العلم كاملاً بقصد الاختصار ، ولقد وجدت الأسماء والألقاب مع وجود الإنسان ؛ وذلك للتمييز بين الأشخاص والأشياء المختلفة ، وقد أولع العرب منذ القدم بالألقاب واهتموا بها وتغنوا في ابتكارها وشغلت حيزاً كبيراً من اهتماماتهم .
2 – اللقب في أغلب الأحيان - : معنى يُشعر بمدح أوذم ، وكثيراً ما يستعمله العلماء بما يدل على التشريف والإجلال والشهرة لصاحب اللقب .
3 – لقد اشتهرت الألقاب بين الرسل عليهم السلام ، وسطر ذلك القرآن الكريم ، وكان لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ألقاب عُرف بها تدل على شرفه وعظم منزلته قبل النبوة وبعدها ، كما لقّب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عدداً من أصحابه بألقاب عظيمة .
4 – تكون الألقاب محرمة إذا كانت أداةً للسخرية والتنابز التي نهى الله عنها بقوله تعالى : { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ } [ الحجرات /11]
لأن الألقاب في هذه الحالة يقصد به الانتقاص من صاحبه أو التعيير والشتيمة .
كما أن الألقاب تكون مكروهة إذا ما تضمنت تعظيماً لمن لا يستحق ذلك ولا يقترب منه ، ويعتبر اللقب مستحباً إذا خلا مما سبق وكان محبوباً لصاحبه ، ويكون اللقب مباحاً فيما سوى ذلك .
5 – ألقاب الفقهاء في أغلبها ألقاب علمية عُرف بها الفقهاء واشتهروا بها ، وامتلئت كتب الفقه بالكثير من الألقاب التي اشتهرت حتى صارت أشهر من اسم صاحبها ، بل صار الاسم الحقيقي غير معروف إلا لمن يبحث عنه ، واشتهر بعض ألقاب الفقهاء بألقابهم حتى طغى ذلك على أسمائهم الحقيقية ، وبحيث لم تعد
ص 345
معروفة إلا بالبحث والدراسة ، كما أن بعض ألقاب الفقهاء مشترك بين أكثر من عالم في المذهب الواحد أو بين المذاهب الفقهية ، مما يستوجب بيانها .(1/71)
6 – تعتبر ألقاب الفقهاء من الموضوعات التي عني بها العلماء قديماً وحديثاً وتولوها بالبحث والدراسة تبعاً واستقلالاً ، وذلك بقصد الوقوف على الاسم الحقيقي لصاحب ، فيُرفع بذلك الغموض الذي يشوب الاسم بعد أن صار اللقب أشهر من الاسم إلى درجة لم يعد الاسم معروفاً ، كما أن دراسة الألقاب ومعرفة أصحابها يجعلها لا تختلط ، ويعين على نسبة الأقوال إلى أصحابها بدقة ، كما يعين على تنزل الناس منازلهم .
7 – تبرز أهمية البحث في ألقاب الفقهاء ، والتآليف فيها لأنه لا يوجد – كما ظهر لي – كتاب مستقل يبحث في ألقاب الفقهاء ، وإنما جاء كلام العلماء عنها ضمن مؤلفاتهم ، وأفرد لها بعضهم باباً أو قسماً خاصاً في مؤلفه .
8 – لقد اشتهر فقهاء الحنفية بألقاب عديدة ، منها : ما يدل على النسبة إلى صناعة أو حرفة أو محلَّةٍ ، وهذا شأن فقهاء العراق : كالجصاص ، والقدوري ، والطحاوي ، والكرفي ، ومنها ما يدل على مدحٍ أو رفعةٍ ، وهذا شأن فقهاء خراسان ، مثل لقب شمس الأئمة ، وفخر الإسلام ، وصدر الإسلام ، وصدر الشريعة ، ونحوها ، كما اشتهر عند – الحنفية – ألقاب أخرى كثيرة ، مثل : الأئمة الثلاثة ، والأستاذ ، والأقطع ، والسلف ، والشيخان ، والطرفان ، وغيرها من الألقاب .
9 – واشتهر عند فقهاء المالكية ألقاب كثيرة منها : الأئمة ، وابن محرز ، وابن أبي سلمة ، والأخوان ، وابن الماجشون ، والأستاذ ، والإمام ، والشيخ ، والشيخان ، والقاضيان ، والصقليان ، وابن يونس ، وابن القصار ، وابن الجلاب ، وأبو الفرج ، وابن المواز ، وابن القاسم ، وغيرها من الألقاب .
10 – واشتهر في فقهاء المذهب الشافعي ألقاب كثيرة ، منها : الأستاذ ، والأصحاب ، والإمام ، وإمام الحرمين ، وأبو حامد ، والرافعي ، والربيع ، والشيخ ، والنووي ، وأبوالعباس ، والماوردي ، والروياني ، والقفال ، والمروربي [ هكذا ! وصوابه : المروزي ] ، وغيرها من الألقاب .
ص346(1/72)
11- واشتهر في ألقاب المذهب الحنبلي ألقاب كثيرة منها : الأثرم ، والآجري ، والخرقي ، وأبو الخطاب ، والخلال ، والزركشي ، وابن تيمية ، والشيخان ، والطوفي ، والمرداوي ، وموفق الدين ، وغيرها من الألقاب .
12 – وبالتأمل والمقارنة بين الألقاب المستعملة في المذهب الأربعة نجد أن الألقاب التي تعود إلى اسم خاص أو محلة أو صفةٍ ، نادراً ما تتشابه ، بينما الألقاب التي تتضمن مكانة علمية أو مدحاً علمياً فإنها كثيراً ما تتشابه ، لذلك لابد من ذكر الألقاب المتشابهة وبيان من يحملونها في كل مذهب ، حتى لا تلتبس فيما بينها ، ولكي يُنسب كل قول إلى صاحبه .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه .
وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين .
من ص347 إلى ص 355 ( المراجع ) .
[ تم بحمد الله ] برجاء دعوة صالحة تنفعني يوم القيامة .(1/73)