مسألة في التوحيد
وفضل لا إله إلا الله
تأليف
الإمام يوسف بن حسن بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي
(841 - 909 هـ)
حققه وخرج أحاديثه
عبد الهادي محمد منصور
راجعه وقدم له
عبد القادر الأرناؤوط
دار البشائر الإسلامية
الطبعة الأولى
1416 هـ - 1995 م(/)
[بسم الله الرحمن الرحيم]
مسألة
ما تقول السادة العلماء أئمة الدين -رضي الله عنهم أجمعين- في رجل سأل رجلاً: ما التوحيد؟
فقال: المسؤول: لا إله إلا الله.
فقال له السائل: بس اكتفيت في التوحيد باللفظ فقط. وقصد السائل بذلك شروطها وما يتعلق بها من الدعائم، فهل يلزمه بذلك شيء إذا قصد ذلك أم لا؟
أفتونا مأجورين.
الجواب: على قواعدنا وأصولنا من الفقه والحديث والتصوف ليس عليه شيء.
فإن هذا القائل إذا لم يكن قصده انتقاص لفظ لا إله إلا الله؛ ليس عليه شيء، وما أظن أن أحداً من أهل ملة الإسلام يقصد الانتقاص، وإنما قصده بهذا القول ما يضاف إلى القول من التحقيق بالقلب وإخلاص العبودية لله كافة.(1/45)
روينا في (صحيح البخاري) أنه قيل لوهب بن منبه: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة قال: بلى؟ ولكن ليس مفتاحٌ إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك. فالتوحيد في الأصل الإفراد قولاً وفعلاً، بأن تجعل الإله واحداً، والمعبود واحداً، كما قال -عز وجل- {قل هو الله أحد}.
وأصل كل طاعة وعبادة، وربوبية وألوهية هذا، ولهذا كانت هذه السورة تعدل ثلث القرآن، لأنها تحتوي على أحد الأصول الثلاثة التي احتوى عليها القرآن: وهو التوحيد.
فإن تحقيق {قل} أمر بالتوحيد وإن كان أمراً بالتوحيد القولي، فإن شرط التوحيد القولي التوحيد الفعلي. وهو تحقيق ذلك بالقلب، وإفراد الرب بالعبودية والطاعة.
وقد قال الله -عز وجل- {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إلهٍ إلا إلهٌ واحدٌ}.(1/46)
وقد قال تعالى في غير موضع: {الله لا إله إلا هو}.
فالتوحيد ضده الشرك وهو أن يشرك مع الله غيره في الربوبية، أو العبادة أو يجعل إله غيره.
والناس في ذلك أربعة أقسام:
الأول: الموحد بقوله وقلبه وفعله.
الثاني: المشرك بقوله وقلبه وفعله.
الثالث: الموحد بقلبه دون لسانه.
الرابع: الموحد بلسانه دون قلبه.
فأما القسم الأول: وهو الموحد بقوله وفعله فهذا هو خلاصة الخلق وهو الذي ورد في:
1- الحديث الصحيح: ((من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة)).
وأما القسم الثاني: وهو المشرك قولاً وفعلاً فهذا كافرٌ، لا يحكم له بالإسلام.
2- وقد أخبرنا الجماعة منهم ابن السليمي، أنا ابن الزعبوب، أنا(1/47)
الحجار، أنا الزبيدي، أنا السجزي، أنا الداودي، أنا السرخسي، أنا الفربري، أنا البخاري ثنا عمر بن حفص، ثنا أبي، ثنا الأعمش، ثنا شقيق عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار)) وقلت أنا: من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة.(1/48)
والثالث: الموحد بقلبه دون لسانه، وهذا يقع من الأخرس الذي لا يقدر على النطق، والمكره على لفظ الكفر. كما قال -عز وجل-: {إلا من أكره وقبله مطمئنٌ بالإيمان}.
والرابع: القول باللسان دون القلب وهذا شأن المنافق كما قال -عز وجل-: {اتخذوا أيمانهم جنةٌ}.
فنفس قول لا إله إلا الله باللسان تعصم النفس من القتل وبها يدخل الإنسان في الإسلام ثم لا تفحص عن ما وراء ذلك من تحقيق قلبه.
3- كما أخبرنا الجماعة، أنا ابن الزعبوب، أنا الحجار، أنا [ابن] الزبيدي، أنا السجزي، أنا الداودي، أنا السرخسي، أنا الفربري، أنا البخاري، ثنا(1/49)
أبو اليمان، أنا شعيب عن الزهري، ثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر -رضي الله عنه- وكفر من كفر من العرب، فقال عمر -رضي الله عنه- كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله))؛ فقال والله لأقاتلن من فوق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها، قال عمر -رضي الله عنه- فوالله ما هو إلا أن شرح الله صدر أبي بكر فعرفت أنه الحق)).
وفي هذا الحديث دلالة على أن الإسلام يحصل بالقول باللسان ولا يحتاج إلى معرفة الإيمان بالقلب.
4- كما قال عليه السلام لأسامة حين قتل من قال: لا إله إلا الله: ((هلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها من قلبه أم لا)).(1/50)
وفي هذا الحديث دلالة على أنه لا يكتفى من الإنسان بقول لا إله إلا الله وترك شرائع الدين من الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وقد قال الله -عز وجل-: {ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. ولم نك نطعم المسكين. وكنا نخوض مع الخائضين}.
وقال تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم}.
5- وقد أخبرنا الجماعة، أنا ابن الزعبوب، أنا الحجار، أنا [ابن] الزبيدي، أنا السجزي، أنا الداودي، أنا السرخسي، أنا الفربري، أنا البخاري ثنا أبو عاصم زكريا بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن فقال: ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلواتٍ في كل يومٍ وليلةٍ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقةً في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم)).
6- وبه إلى البخاري ثنا حفص بن عمر ثنا شعبة عن ابن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبي أيوب:(1/51)
أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني بعمل يدخلني الجنة، قال: ماله؟ ماله؟ وقال عليه الصلاة والسلام: ((أربٌ ماله؟ تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم)).(1/52)
7- وبه إلى البخاري ثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا عفان بن مسلم، ثنا وهيب عن يحيى بن سعيد عن أبي زرعة عن أبي هريرة -رضي الله عنه-:
أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عملٍ، إذا عملته دخلت الجنة. قال: (تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان) قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا. فلما ولى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سره أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا).
8- وبه إلى البخاري ثنا حجاج، ثنا حماد بن زيد، ثنا أبو جمرة، سمعت ابن عباس يقول:
قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إن هذا الحي من ربيعة وقد حالت بيننا وبينك كفار مضر ولسنا نخلص إليك إلا في الشهر الحرام، فمرنا بشيءٍ نأخذه عنك وندعو إليه من وراءنا قال: ((آمركم بأربعٍ، وأنهاكم عن أربعٍ: الإيمان بالله [و] شهادة أن لا إله إلا الله وعقد بيده هكذا، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم، وأنهاكم عن الدباء، والحنتم، والنقير،(1/53)
والمزفت)).
9- أخبرنا ابن الشريفة أنا المشايخ الثلاثة أنا المزي، أنا ابن البخاري، وأنا جدي وابن الطحان، أنا الصلاح بن أبي عمر، أنا الفخر(1/54)
ابن البخاري، أنا ابن طبرزذ، وابن البنا، أنا أبو الفتح الكروخي أنا أبو عامر الأزدي، وأبو نصر الترياقي وأبو بكر الغورجي أنا أبو محمد الجراحي أنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي أنا الترمذي ثنا قتيبة، ثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحدٍ ثم يطلع عليهم رب العالمين، فيقول: ألا يتبع كل إنسان ما كانوا يعبدون: فيمثل لصاحب الصليب صليبه، ولصاحب التصاوير تصاوره، ولصاحب النار ناره فيتعبون ما كانوا يعبدون ويبقى المسلمون، فيطلع عليهم رب العالمين فيقول: ألا(1/55)
تتبعون الناس فيقولون نعوذ بالله منك [و] نعوذ بالله منك [الله] ربنا وهذا مكاننا حتى نرى ربنا، وهو يأمرهم ويثبتهم، ثم ينادي، ثم يطلع فيقول: ألا تتبعون الناس فيقولون نعوذ بالله منك نعوذ بالله منك [الله] ربنا وهذا مكاننا حتى نرى ربنا وهو يأمرهم وذكر بقيته وهو في الصحيحين.
10- أخبرنا الجماعة أنا ابن الزعبوب، أنا الحجار أنا [ابن] الزبيدي، أنا السجزي، أنا الداودي، أنا السرخسي، أنا الفربري، أنا البخاري أنا شعيب عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبرهما:
أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: ((هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحابٌ))؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: ((فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحابٌ))؟ قالوا: لا، قال: ((فإنكم ترونه كذلك، يحشر الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتنا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا. فيدعوهم وهو يضرب الصراط بين ظهراني جهنم)) وذكر ما في الحديث.(1/56)
11- أخبرنا جدي، أنا الصلاح بن أبي عمر، أنا الفخر ابن البخاري، أنا ابن الحرستاني، أنا السلمي، أنا أبو محمد الكتاني، أنا أبو القاسم الرازي، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان، ثنا يزيد بن محمد، وأبو عمران موسى بن محمد، ثنا أبو مالك الحرستاني، ثنا إسماعيل بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن عبيد، أنه كان في مسجد الكوفة ينتظر ركوع الضحى وتمتع النهار، قال: فبينما هو جالس إذ أجفل الناس في ناحية المسجد! قال: فأجفلت فيمن أجفل، فإذا برجل جاثي على ركبتيه، عليه إزارٌ له وملاءةٌ وهو يقول: أنا مصعب بن سعد بن أبي وقاص سمعت أبي يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ويقول: ((أربع من كن فيه فهو مؤمن، فمن جاء بثلاث وكتم واحدة فقد كفر: شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وأنه مبعوث بعد الموت، وإيمان بالقدر خيره وشره، فمن جاء بثلاث وكتم واحدة فقد كفر)).(1/57)
12- أخبرنا جماعة من شيوخنا، أنا التاج بن بردس أنا ابن الخباز، أنا ابن عبد الدائم، أنا الحافظ عبد الغني، أنا عبد الله بن محمد، أنا عبد القادر بن محمد، أنا الحسين بن علي، أنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله، حدثني أبي، أنا بهز، ثنا علي بن مسعدة، ثنا قتادة عن [أنس]:(1/58)
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الإسلام علانية والإيمان في القلب)).
13- أخبرنا جدي، أنا الصلاح بن أبي عمر، أنا الفخر ابن البخاري، أنا حنبل، أنا ابن الحصين، أنا ابن المذهب، أنا القطيعي أنا عبد الله بن الإمام أحمد، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن علي -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: حتى يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله بعثني بالحق، وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت، وحتى يؤمن بالقدر)).
فكل من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما بعث به فليس بمؤمن ولا ينفعه قول لا إله إلا الله، فإن بعض اليهود والنصارى يقول: لا إله إلا الله، فدل ذلك على أن التوحيد أن يوحد الله بالعبودية، ومن وحده بالعبودية أطاع أمره، واجتنب نهيه، واتبع ما جاء منه، واتبع رسوله، فإن طاعة الرسول من طاعة الله.(1/59)
14- أخبرنا جماعة من شيوخنا أنا ابن المحب أنا ابن سعد، أنا ابن مكي، أنا ابن بشكوال، أنا أبو محمد القرطبي، أنا ابن عبد البر، أنا أبو عمر الإشبيلي، أنا أبي أبو محمد، أنا ابن يونس، أنا بقي بن مخلد، أنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن يعلى عن منصور، عن طلق بن حبيب، عن أنس بن مالك [عن النبي صلى الله عليه وسلم] قال:
((ثلاثٌ من كن فيه وجد طعم الإيمان وحلاوته: أن يكون الله ورسوله أحب(1/60)
إليه مما سواهما، وأن يحب في الله، وأن يبغض في الله، وأن لو أوقدت له نار يقع فيها أحب إليه من أن يشرك بالله)).
15- أخبرنا العمر ابن اللؤلؤي، وابن السليمي، قال الأول: أخبرتنا عائشة بنت عبد الهادي، وقال الثاني: أنا ابن الزعبوب، قالا: أنا الحجار، أنا ابن اللتي، أنا السجزي، أنا الداودي، أنا السرخسي، أنا الشاشي، أنا عبد بن حميد، ثنا يزيد بن هارون، ثنا ابن نمير، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن علي بن أبي طالب، أنه كان يقول عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرى الإيمان أربع والإسلام توابع عرى الإيمان: أن تؤمن بالله وحده، ومحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من شيء، وتؤمن بالموت، وتعلم أنك مبعوث بعد الموت، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت، والجهاد في سبيل الله)).(1/61)
16- وبه إلى عبد بن حميد، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن رجل، عن علي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بالحق، ويؤمن بالقدر، ويؤمن بالبعث بعد الموت)).
17- وبه إلى عبد بن حميد، ثنا حجاج بن منهال، ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لما أغرق الله فرعون قال: آمنت أن لا إله إلا الله الذي آمنت به بنو إسرائيل فقال جبريل: يا محمد(1/62)
فلو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر، فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة)).
فهذا فرعون قد أتى بالتوحيد بلسانه ولم ينفعه لأنه في وقت التلف قال الله عز وجل: {ءآلن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين}.
18- أخبرنا أبو العباس الحريري وغيره أنا المشايخ الثلاثة، أنا المزي، أنا ابن البخاري ح وأنا جدي وأنا الصلاح بن أبي عمر، أنا ابن البخاري، أنا ابن طبرزذ، أنا أبو الفتح الدومي، أنا الخطيب، أنا أبو نصر الهاشمي، أنا أبو علي اللؤلؤي، أنا أبو داود، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا الأسود بن عامر، ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله، عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر: من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم)).(1/63)
19- وبه إلى أبي داود، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمان بضعٌ وسبعون شعبةً، أفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة العظم عن الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان)). وهو في الصحيح بمعناه.
20- وبه إلى أبي داود: ثنا محمد بن عبيد، ثنا ابن ثور، عن معمر، قال: قال الزهري [في تفسير قول الله]: {قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا}. قال: يرى أن الإسلام الكلمة والإيمان بالعمل.
21- أخبرتنا فاطمة الحرستانية، وابن الشريفة، وغيرهما، أنا المشايخ الثلاثة، أنا المزي، أنا أبو العز بن الصيقل، أنا أبو علي الواسطي، أنا أبو سعد بن يحيى، أنا عمر بن عبد الكريم، أنا أبو مسعود البجلي، أخبرني أبو القاسم القزويني، أنا أبو القاسم غياث بن محمد، حدثني عبد الله بن موسى، عن أحمد بن(1/64)
علي الخزاز، سمعت أحمد بن أبي الحواري، سمعت أبا سليمان الداراني يقول: حدثني شيخ بساحل دمشق يقال له علقمة بن يزيد بن سويد الأزدي، حدثني أبي، عن جدي، قال: وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة من قومي فلما دخلنا عليه وكلمناه أعجبه ما رأى من سمتنا وزينتنا فقال: ((ما أنتم))؟ فقلنا: مؤمنين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم وإيمانكم))؟ قلنا: خمس عشرة خصلة، خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا رسلك أن نعمل بها، وخمس تخلقنا بها في الجاهلة، ونحن عليها إلا أن تكره منها شيئاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تؤمنوا بها))؟ قلنا: أمرتنا رسلك أن نؤمن بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، والبعث بعد الموت.
قال: ((وما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تعملوا بها))؟ قلنا أمرتنا رسلك أن نقول لا إله إلا الله، ونقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، ونصوم رمضان، ونحج البيت من استطاع إليه سبيلاً.
قال: ((وما الخمس التي تخلقتم بها في الجاهلية))؟ قلنا: الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والصدق في مواطن اللقاء، والصبر عند شماتة الأعداء، وإكرام الضيف.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((علماء حكماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وأنا أزيدكم خمساً فيتم لكم عشرون خصلة، إن كنتم كما تقولون فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شيء غداً عنه تزولون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون، وعليه تعرضون، وارغبوا فيما عليه بعد موت وفيه تخلدون)).
قال أبو سليمان: قال لي علقمة بن يزيد: فانصرف القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحفظوا وصيته وعملوا بها، ولا والله يا أبا سليمان ما بقي من أولئك النفر ولا(1/65)
أولادهم أحد غيري، قال: وبقي إلى أيام قلائل ثم مات -رضي الله عنه-.
22- أخبرنا أبو العباس الحريري، أنا ابن بردس، أنا ابن الخباز، أنا الإربلي، [أنا المؤيد]، أنا الفراوي، أنا الفارسي، أنا الجلودي، أنا أبو إسحاق الزاهد، أنا الإمام أبو الحسين(1/66)
القشيري: حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب، ثنا وكيع، عن كهمس، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر قال الإمام أبو الحسين: وثنا عبد الله بن معاذ -وهذا حديثه- ثنا أبي، ثنا كهمس، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبدٌ الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم! فسألناه عن ما يقول هؤلاء في القدر؟ فوفق [لنا] عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلاً المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي فقلت: أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناسٌ يقرءون القرآن، ويتقفرون العلم، وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنفٌ؟ قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريءٌ منهم وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر! لو أن لأحدهم مثل أحدٍ ذهباً فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر.
ثم قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم(1/67)
ذات يومٍ، إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحدٌ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال:
يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً)). قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه! قال:
فأخبرني عن الإيمان؟ قال: ((أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)). قال: صدقت، قال:
فأخبرني عن الإحسان؟ قال: ((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك))، قال:
فأخبرني عن الساعة؟ قال: ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل))، قال: فأخبرني عن أمارتها؟ قال: ((أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)).
[قال]: ثم انطلق فلبثت ملياً ثم قال: ((يا عمر! أتدري من السائل))؟ قلت: الله ورسوله أعلم! قال: ((فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم)).
وفي رواية: ((فقال: ((يا رسول الله! ما الإسلام؟ قال: ((الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به [شيئاًً] وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)).(1/68)
وفي رواية: ما الإسلام؟ قال: ((لا تشرك بالله شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان)) قال: صدقت.
23- وبه إلى الإمام أبي الحسين، حدثني عمرو الناقد، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت عن أنس، قال: نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيءٍ، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل، فيسأله ونحن نسمع فجاء رجلٌ من أهل البادية فقال: يا محمد أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك؟ قال: ((صدق))، قال: فمن خلق السماء؟ قال: ((الله))، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: ((الله))، قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: ((الله))، قال: فبالذي خلق السماء، وخلق الأرض، ونصب هذه الجبال آلله أرسلك؟ قال: ((نعم))، قال:
وزعم رسولك أن علينا خمس صلواتٍ في يومنا وليلتنا! قال: ((صدق))، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: ((نعم))،
قال: وزعم رسولك أن علينا زكاةً في أموالنا؟ قال: ((صدق))، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: ((نعم))،
قال: وزعم رسولك أن علينا صوم رمضان في سنتنا! قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: ((نعم))
قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا! قال: ((صدق))، قال: ثم ولى، قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لئن صدق ليدخلن الجنة)).
24- وبه إلى الإمام أبي الحسين ثنا ابن نمير، ثنا أبي، ثنا عمرو بن(1/69)
عثمان، ثنا موسى بن طلحة، حدثني أبو أيوب، أن أعرابياً عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفرٍ، فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال: يا رسول الله! أو يا محمد: أخبرني بما يقربني من الجنة وما يباعدني من النار، قال: فكف النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نظر في أصحابه ثم قال: ((لقد وفق أو لقد هدي))، ثم قال: ((كيف قلت))؟ قال: فأعاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة وتصل الرحم، دع الناقة)).
25- وبه إلى الإمام أبي الحسين ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق، عن موسى بن طلحة، عن أبي أيوب قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل يدنيني من الجنة، ويباعدني من النار! قال: ((تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل ذا رحمك، فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن تمسك بما أمر به دخل الجنة)).
26- وبه إلى الإمام أبي الحسين حدثني أبو بكر بن إسحاق، ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا يحيى بن سعيد عن أبي زرعة، عن أبي هريرة أن أعرابياً جاء إلى(1/70)
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! دلني على عملٍ إذا عملته دخلت الجنة. قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان)) قال: والذي نفسي بيده! لا أزيد على هذا شيئاًَ أبداً، ولا أنقص منه فلما ولى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
27- وبه إلى الإمام أبي الحسين ثنا ابن نمير، ثنا أبو خالد عن أبي مالك عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بني الإسلام على خمسٍ: على أن يوحد الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان والحج)).
28- وبه إلى الإمام أبي الحسين ثنا سهل بن عثمان، ثنا يحيى بن زكريا، ثنا سعد بن طارق، حدثني سعد بن عبيدة عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بني الإسلام على خمسٍ [على] أن يعبد الله، ويكفر بما دونه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان)).
29- وبه إلى الإمام أبي الحسين ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا عاصم وهو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان)).
30- وبه إلى أبي الحسين ثنا خلف بن هشام، ثنا حماد بن زيد عن أبي حمزة، عن ابن عباس قال: ((قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا:(1/71)
يا رسول الله! إن هذا الحي من ربيعة، وقد حالت بيننا وبينك كفار مضر ولا نخلص إليك إلا في شهر الحرام فمرنا بعمل ندعو إليه من وراءنا، قال: ((آمركم بأربعٍ وأنهاكم عن أربعٍ: الإيمان الله (ثم فسرها لهم)، فقال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم، وأنهاكم عن الدباء، والحنتم، والنقير، والمقير)).
وفي رواية: ((شهادة أن لا إله إلا الله وعقد واحدةً)). وفي رواية أمرهم بالإيمان بالله وحده، وقال: ((أتردون ما الإيمان بالله))؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تؤدوا خمساً من المغنم)).
وفي رواية: ((أن اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، وأعطوا الخمس من الغنائم)).
31- وبه إلى أبي الحسين ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم جميعاً عن وكيع قال أبو بكر، ثنا وكيع عن زكريا بن إسحاق، حدثني يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد، عن ابن عباس، عن معاذ بن جبل قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلواتٍ في كل يومٍ وليلةٍ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم(1/72)
أن الله افترض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجابٌ)).
32- وبه إلى أبي الحسين ثنا أبو طاهر وحرملة بن يحيى وأحمد بن عيسى قال أحمد: ثنا وقال الآخران: أنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحق وحسابه على الله)).
33- وبه إلى أبي الحسين ثنا أحمد بن عبدة، ثنا الدراوردي عن العلاء قال: وثنا أمية بن بسطام واللفظ له، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم، وأموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله)).
34- وبه إلى أبي الحسين ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع، قال(1/73)
وحدثني محمد بن المثنى، ثنا عبد الرحمن بن مهدي قالا جميعاً: ثنا شعيب عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) ثم قرأ: {إنما أنت مذكرٌ. لست عليهم بمصيطرٍ}.
35- وبه إلى أبي بكر بن أبي شيبة عن إسماعيل بن إبراهيم قال عن خالد حدثني الوليد بن مسلم عن حمران عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)).
36- وبه إلى أبي الحسين ثنا هداب بن خالد الأزدي ثنا همام، ثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((هل تدري ما حق الله على العباد))؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم؟ قال: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً)).
38- وفي حديث أبي هريرة حين أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم نعليه، فقال: ((من لقيت [من] وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة)).(1/74)
39- وبه إلى أبي الحسين مسلم بن الحجاج ثنا أبو غسان ثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)).
40- أخبرنا جدي وغيره أنا الصلاح بن أبي عمر أنا الفخر ابن البخاري، أنا حنبل، أنا ابن الحصين، أنا ابن المذهب، أنا القطيعي، أنا عبد الله بن الإمام أحمد، أنا أبي، ثنا يزيد، ثنا أبو مالك، حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من وحد الله وكفر بما يعبد دونه حرم الله ماله ودمه، وحسابه على الله)).
41- أخبرنا أبو العباس الفولابي أنا ابن بردس، أنا ابن الخباز، أنا الإربلي، [أنا المؤيد]، أنا الفراوي، أنا الفارسي، أنا الجلودي، أنا أبو إسحاق الزاهد، أنا مسلم بن الحجاج، حدثني عمرو بن محمد، ثنا إسماعيل بن علية عن سعيد الجريري، ثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور أو قول الزور)).(1/75)
وفي رواية عن أنس الكبائر: ((الشرك بالله وعقوق الوالدين، وقتل النفس)).
42- وبه إلى مسلم حدثني هارون بن سعيد الأيلي، ثنا ابن وهب، حدثني سليمان بن بلال عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله! وما هن قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)).
43- وبه إلى مسلم ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: ثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله ما الموجبتان؟ فقال: ((من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار)).
وفي رواية عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به دخل النار)).
وبه إلى مسلم ثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قال ابن المثنى، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن واصل عن المعرور بن سويد قال: سمعت أبا ذر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أتاني جبريل عليه السلام فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة)) قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: ((وإن زنا وإن سرق)).(1/76)
إذا بان لك هذا وعرفت ما دلت عليه الأحاديث من ذلك، فإن الواجب على الإنسان الوقوف عند كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم اتباع الهوى والعصبية بل الانقياد للحق حيث كان.
فقد روينا في الصحيح وغيره أن عمر -رضي الله عنه- كان وقافاً عند كتاب الله وقد قال بعض الجهال: هي يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل؟ فهم أن يوقع به، فقال من عنده وذكره بقول الله -عز وجل-: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وإن هذا من الجاهلين فثبت وما جاوزها.
وعلى الإنسان أن لا يقع في أخيه وهو يجد لكلامه وجهاً صحيحاً يحمل كلامه عليه، وليس له تكفيره فإنه قد صح في الحديث النهي عن ذلك، وأن ليس أحد يكفر أخاه بغير حق إلا رجع ذلك عليه.
وحديث قوله: بس؛ ليس يريد أحد من المسلمين به انتقاص كلمة الإخلاص وإنما مراده كما دل عليه السؤال أن للقول باللسان شروطاً وأركاناً.
فإن من شروط كلمة الإخلاص باللسان: التصديق بذلك وتحقيق بالقلب،(1/77)
وإلا فهو منافقٌ كما قال -عز وجل-: {اتخذوا أيمانهم جنةً}. وقال -عز وجل-: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً}؛ وقال تعالى: {فويلٌ للمصلين. الذين هم عن صلاتهم ساهون. الذين هم يراءون. ويمنعون الماعون}، وقال تعالى: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}.
وهؤلاء وإن قالوا: لا إله إلا الله بلسانهم فإن ذلك لا ينفعهم.
ومن شرط ذلك أيضاً اقترانها بشهادة وأن محمداً رسول الله والتصديق به وكذلك فإن الاقتران بها مع جحد رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ونبوته غير نافع، وفاعل ذلك كافرٌ لا حظ له في الإسلام كما قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيءٍ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه(1/78)
واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون. قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}.
فدل ذلك على وجوب الإيمان بالله ورسوله، وأن من يجحد رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به لا حظ له بالإسلام، وأن يشهد أن لا إله إلا الله والكتاب والسنة في مواضع كثيرة تدل على ذلك ولولا الإطالة لذكرنا طرفاً من ذلك.
وكذلك يجب الإيمان برسل الله؛ وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان بهم والأحمدُ أنهم كما قال ابن عباس: نبيكم ممن أمر أن يقتدي بهم، ثم قرأ: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدة}.
ومن شرط ذلك الإيمان بالقدر، وأن الساعة حق، والبعث حق، والجنة حق، والنار حق، وكل من لم يؤمن بذلك كله ويحققه بقلبه ويعتقده لم ينفعه النطق بكلمة التوحيد بلسانه فقط، وهو منافقٌ كما قال -عز وجل-: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضاً ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون. وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون. وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون. الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون}.(1/79)
ومن شرط ذلك إفراد الله -عز وجل- بالربوبية: قولاً وفعلاً، وإفراده بالطاعة والعبادة كما قال -عز وجل-: {يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم}، فمن أشرك مع الله في طاعته وعبادته غيره فهو كافر، وكذلك من جحد شيئاً من العبادات المجمع عليها من الصلوات الخمس، والزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت، كل ذلك يوجب الكفر والعياذ بالله وأن يشهد أن لا إله إلا الله كما قال عليه السلام: ((بين المسلم والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر)).
ونرجع إلى التوحيد فإن التوحيد هو: التجريد، والتفريد وأكثر الخلق لا يعلم حقيقة التوحيد، فإن التوحيد: أن توحد المعبود بلفظك، فتجعله واحداً، وتوحده بعبادتك فتجعله واحداً، ولا تعبد غيره.
والعبادة هي: القيام في الطاعة، والخدمة وتوحده بطاعتك، وقد غفل كثيرٌ من الناس عن هذا المقام فمنهم من آثر طاعة الشيطان على طاعة الرحمن، وهم أهل المعاصي، ومنهم من آثر طاعة السلطان على طاعة الرحمن، وهذا باب قد غلب على أكثر أرباب الدنيا، فإنه إذا قال له السلطان بل وبعض مماليكه: اذهب إلى الغني الفلاني -ولو كان مجرماً- وقد حضر وقت الصلاة يترك الصلاة ويذهب إلى ذلك، وإذا قال له: اقتل فلاناً ممن نهى الله ورسوله [صلى الله عليه وسلم] عن قتله(1/80)
يقتله وإذا قال له: اضربه يضربه إلى غير ذلك، وهذا كله من تقديم طاعة السلطان على طاعة الرحمن، وطاعة المخلوق على طاعة الخالق، نعوذ بالله من ذلك، ومن الخلق من عمي قلبه فيقدم خدمة المخلوق على خدمة الخالق، فمنهم من يخدم السلطان ويقف النهار بطوله بين يديه، ولو كلف أن يصلي ركعتين لاستثقل بها، ومنهم من يحمل الأثقال لمخلوق ولو كلف أدنى شيء من طاعة الله لاستثقل منها حتى أن يترك الصلاة إلى غير ذلك.
حتى إن منهم من يخدم ما هو دون ذلك مثل القيام على فرس الأمير الليل والنهار ويترك الصلاة ويشتغل بها ولا يتركها، ومنهم من يشتغل بخدمة كلب أو حمار أو قرد أو دب، أو دار أو بيت أو غير ذلك من المخلوقات، ويشتغل عن طاعة الله -عز وجل- وخدمته وعبادته والعبادات التي أوجبها وكل ذلك من قلة العلم وعدم المعرفة والتقصير في معرفة التوحيد، وكل الخلق ما وحدوا الله حق توحيده ولا قدروه حق قدره، ولا عبدوه حق عبادته، ولا أطاعوه حق طاعته، وقد أخبر الله في كتابه أن الخلق {وما قدروا الله حق قدره}.
وبذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك هم مختلفون في: التوحيد، والطاعة، والخدمة، والعبادة.
فمنهم من أهمل الطاعة والعبادة بالكلية، وذهب إلى خدمة المخلوقين وطاعتهم وخدمتهم وعبادتهم.
ومنهم من حصل منه الشرك من ذلك ففعل هذا وهذا.
ومنهم من غلب عليه الأمر الإلهي.(1/81)
ومنهم من غلب عليهم أمر المخلوقين.
ومنهم من أوجب عليه أمر المخلوقين مع الأمر الإلهي وكان مثاباً عليه.
46- كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه فله أجران)). وكذلك الرجل إذا اشتغل بالسعي على الأولاد والمرأة، ومن يجب عليه نفقته كما قال عليه السلام: ((كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول)).
إلى غير ذلك فهذا من جملة الأمر الإلهي وطاعة الرحمن ولا يعد هذا من الشرك ولا من الميل في الطاعة عن الله إلى غيره كما يعد الرياء، فإن الرياء قد عده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الشرك الخفي، قال الله -عز وجل-: {فويلٌ للمصلين. الذين هم عن صلاتهم ساهون. الذين هم يراءون}.
وقال -عز وجل- عن المنافقين: {يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً}.
وقال تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون}
فالرياء: أن يفعل العبادة إما: كلها ليقال فعل لا لطاعة الله، وهذا حال النفاق.(1/82)
أو في الأصل لله وليقال: أو ليرى بعض المخلوقين أنه يفعل، أو يحسنها ليراه بعض المخلوقين فيظن به الخير والطاعة، إما ليعطيه أو ليوليه، أو ليحصل له منه الجاه أو المنزلة، أو غير ذلك من الأمور الدنيوية أو التعظيم أو رفع المنزلة أوسماع الكلمة أو غير ذلك، من الأمور المذمومة.
47- وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك هو الشرك الخفي، الذي كاد به الشيطان غالب الناس وأوقعهم به في الإثم والبلية نعوذ بالله من ذلك، والناس في ذلك متفاوتون منهم من غلب عليه وقوي ومنهم من قل فيه، وهذا يوجب الإثم وعدم القبول نعوذ بالله من ذلك.
48- أخبرنا النظام بن مفلح، أنا ابن المحب، أنا المزي وابن الفقيه عيسى والذهبي، أنا ابن البخاري، زاد المزي وابن الدرجي، وزاد الذهبي وابن الخلال، أنا الضياء، قال هو وابن البخاري وابن الدرجي: أنا الصيدلاني، أنا أبو علي الحداد، أنا الحافظ أبو نعيم، أنا أبو عبد الله بن بندار، أنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا الحسن بن علي، ثنا سليمان بن زياد، ثنا شيبان، أبو معاوية، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم العلم ليباهي به العلماء(1/83)
أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار)).
49- وبه إلى الحسن بن علي، ثنا سعيد بن أبي مريم، حدثني يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا تماروا به السفهاء ولا تخيروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار)).
50- أخبرنا أبو العباس القابوني، أنا الحافظ أبو العباس، أنا أبو العباس الزينبي، أنا تاج الدين الصيرفي، أنا محمد بن علي، أنا ابن طبرزذ،(1/84)
ح وأنا جدي، أنا الصلاح بن أبي عمر، أنا ابن الطبرزذ، أنا القاضي أبو بكر أنا أبو طالب العشاري، أنا أبو الحسن علي بن [محمد]، أنا أبو القاسم البغوي، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى يقول: أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملاً فأشرك فيه غيري فأنا منه بريء)).
51- أخبرنا أبو العباس بن زيد، أنا ابن طولوبغا وغيره، أنا أبو العباس المرداوي، أنا الكداني، ثنا أبو بكر، أنا أبو منصور الشحامي، أنا أبو عثمان الأبريسمي، أنا أبو سعيد الصيرفي، أنا أبو العباس الأصم، ثنا الحسن بن علي العامري، ثنا زيد بن الحباب، ثنا عبد الواحد بن زيد، ثنا عبادة بن نسي عن شداد بن أوس أنه دخل عليه وهو في مصلاه يبكي فقيل له: ما يبكيك؟ قال: حديث ذكرته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إني أتخوف على أمتي من بعدي الشرك والشهوة الخفية، فقلت: يا رسول الله أو تشرك أمتك من بعدك؟ قال: يا شداد إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً ولكنهم يراؤون بأعمالهم، قلت: يا رسول الله ما الشهوة الخفية؟ قال: يصبح أحدهم صائماً فتعرض له شهوته فيواقع شهوته ويدع صومه)).(1/85)
52- وبه إلى الشحامي ثنا أبو الفضل الطرابلسي، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، ثنا أبو القاسم العامري، ثنا إسحاق بن محمد، ثنا أبي، ثنا دبيس عن حميد، عن حمزة بن حبيب، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق في خدورهن، فقال: ((يا من آمن بلسانه، ولم يؤمن بقلبه، لا تتبعوا عورات المسلمين فإن من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف بيته)).
53- أخبرنا جدي أنا الصلاح بن أبي عمر، أنا الفخر بن البخاري، أنا ابن الحرستاني، أنا أبو حمزة عبد الكريم السلمي، أنا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم الرازي، أنا خيثمة، ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد، ثنا أبو عتاب بن [سهل الدلال] عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا خير شريك ولا يصعد إلي من الرياء شيء)).(1/86)