مكتبة المقدسي (4)
من أخبار الحسن البصري
تصنيف
الإمام الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي
(541 - 600 هـ)
تحقيق
محمد عبد الرحمن النابلسي
دار النمير - دار الفرائد
دمشق
الطبعة الأولى
1996(/)
#19#
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم سهل
1 - أخبرنا ابن السمرقندي، أخبرنا ابن قيداس، أنبأنا ابن بشران، حدثنا الحسن، حدثنا عبد الله ابن أبي الدنيا، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا عبد الوهاب بن منده الواسطي، عن هشيم، قال: قلت لعمرو بن عبيد: صف لي الحسن، فقال:
كنت إذا رأيته كأنما جاء من دفن أمه، وإذا جلس جلوس الأسير يضرب عنقه، وإذا تكلم تكلم كلام رجل قد أمر به إلى النار.(1/19)
2 - وحدثنا عبد الله، حدثني علي بن مسلم، حدثنا سيار، حدثنا مسمع بن عاصم، حدثني الوليد المسمعي، قال: سمعت الحسن يقول: ابن آدم، السكين تحد، والكبش يعلف، والتنور يسجر.(1/19)
3 - أخبرنا ابن يوسف، أخبرنا جعفر السراج، أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا أبو ذر، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا معاوية وإسحاق بن إبراهيم، عن أبي معاوية، عن هشام عن الحسن، قال، قيل: يا أبا سعيد ألا تغسل قميصك؟ قال: الأمر أعجل من ذلك.(1/19)
#20#
4 - وبه حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا إسحاق، حدثنا سفيان، عن أبي موسى، عن الحسن، قال: قال بني له: أبه إن هذا السهم قد انكسر، قال: إيه؟ قال: هذا فلحظ إليه لحظة ثم قال: الأمر أسرع من ذلك.(1/20)
5 - أخبرنا ابن البطي، أخبرنا الأنباري، أخبرنا ابن بشران، أخبرنا ابن صفوان، أخبرنا ابن أبي الدنيا، حدثني أبو عبد الرحمن الأزدي، حدثنا محمد بن عبد الله، أخبرنا علي بن الحسن بن شقيق، عن عبد الله بن المبارك، أن الحسن قدم مكة فلم يضع جبينه ولم يطف، فلما أصبح قيل له، قال: وجدت من نفسي فترة فكرهت أن أعودها الضجعة.(1/20)
6 - وبه، حدثا ابن أبي الدنيا، حدثني أبو الحسن البصري، حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا المبارك، عن الحسن قال: أيسر الناس حسابا يوم القيامة، الذين حاسبوا أنفسهم في الدنيا فوقفوا عند همومهم وأعمالهم فإن كان الذي هموا به لهم مضوا، وإن كان عليهم أمسكوا. قال: وإنما يثقل الأمر يوم القيامة على الذين جازفوا الأمر في الدنيا، أخذوها عن غير محاسبة فوجدوا الله قد أحصى عليهم ما قبل النية. وقرأ: {ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها}.(1/20)
7 - وحدثنا السلفي، أخبرنا الباقلاني، أخبرنا الشريف أبو الحسن عبد الودود ابن عبد المتكبر الهاشمي، حدثنا أبو بكر الشافعي، حدثنا محمد بن هشام المستملي، حدثنا ابن عائشة، حدثنا دريد، عن غالب القطان، عن الحسن، قال: فضل الفعال على المقال مكرمة، وفضل المقال على الفعال منقصة.(1/20)
#21#
8 - أخبرنا السلفي، قال: قرأت على الباقلاني، عن ابن شاذان، أخبرنا أبو سهل بن زياد، [حدثنا] عمر بن جعفر البصري، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عقبة ابن أبي ثبيت الراسبي، قال: كنت عند بلال ابن أبي بردة، قال: فذكروا الحسن، فقال بلال: سمعت أبي يقول: لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما رأيت رجلا أشبه بهم من هذا الشيخ.(1/21)
9 - أخبرنا ابن كاره بن لاحق، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن محمد السمناني، أخبرنا القاضي أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أعين السمناني، قراءة عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت القرشي، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، حدثا محمد بن يحيى النحوي، حدثنا محمد بن [ .. ] (1) حدثنا يعقوب بن عجلان، قال:
شكا رجل إلى الحسن الحاجة، فقال له: والله لقد أعطاك الله دينا لو لم تشبع معه من خبز الشعير لكان قد أحسن إليك.
__________
(1) كلمة غير مقروءة في المخطوط(1/21)
10 - وبه، حدثنا محمد بن القاسم، حدثنا ابن المرزبان، حدثنا أبو العباس المروزي، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا حمزة عن ابن شوذب #22# قال: مزح ثابت البناني وعنده محمد بن واسع فكره ذلك محمد، فقال له ثابت: يا عميش لقد جالسنا أقواما ما مجالستك معهم إلا ذا القدر ليتنا ننتظر الحسن فيخرج علينا كأنما عاين الآخرة ثم جاء فيخبرنا عنها.(1/21)
11 - أخبرنا ابن البطي، أخبرنا الطريثيثي، أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا إسماعيل الخطبي، حدثنا معاذ بن المثنى صاحب عبد الرحمن بن المبارك، حدثني قريش بن حيان صاحب العجلي، حدثنا عمر بن دينار، قال: سمعت قتادة يقول:
ما جمعت علم أحد مع علم الحسن إلا وجدت له عليه فضلا، غير أنه كان إذا أشكل عليه شيء، كتب إلى سعيد بن المسيب، فكان يقول في دية أهل الذمة نصف الدية. قال فكتب فيه إلى سعيد يسأله، فكتب إليه سعيد أن عمر بن الخطاب كان يقول في دية أهل الذمة أربعة آلاف، وفي دية المجوسي ثمان مائة وأخذ بقول عمر، فذلك قوله.(1/22)
12 - أخبرنا ابن النقور وابن النرسي، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد عبد العزيز التككي، أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أخبرنا عثمان بن أحمد السماك، حدثنا الحسن بن سلام، حدثنا عفان، حدثنا زريك ابن أبي زريك، قال: سمعت الحسن يقول:
#23#
ابن آدم، ضع قدمك على أرضك واعلم بأنها بعد قبرك.
وسمعت الحسن يقول:
إنك ناظر إلى عملك يوزن خيره وشره ولا تحقرن شيئا من الشر، فإنك إذا رأيته ساءك مكانه، فرحم الله عبدا كسب طيبا، وأنفق قصدا، ووجه فضلا. وجهوا هذه الفضول حيث وجهها الله، وضعوها حيث أمر الله تعالى بها أن توضع، فإن من كان قبلكم كانوا يشترون أنفسهم من الله بالفضل من الله، وإن هذا الموت قد أضر بالدنيا ففضحها، فوالله ما وجد بعد ذلك مرحا.(1/22)
13 - أخبرنا ابن أبي الصقر، أخبرنا أبو قبيس، أخبرنا ابن أبي الحديد، أخبرنا جدي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر، حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور، حدثنا الأصمعي، حدثنا حماد، عن حميد، قال:
دخلنا على أبي نضرة مع الحسن فحدث أبو نضرة بحديث، قال: فكان الحسن إذا حدث بعد، كان أحسن حديثا من أبي نضرة.(1/23)
14 - أخبرنا ابن صابر، أخبرنا النسيب، أخبرنا رشأ، أخبرنا الضراب، حدثنا أحمد بن مروان، حدثنا أحمد بن يوسف الثعلبي، حدثنا عثمان بن الهيثم، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، قال: سمعت مالك بن دينار يقول:
#24#
رأيت الحسن في المنام مسرورا، شديد البياض، تبرق مجاري دموعه من شدة بياضها فقلت يا أبا سعيد ألست من الموتى؟ قال: بلى، قلت: فماذا صرت إليه بعد الموت في الآخرة، فوالله لقد طال حزنك وبكاؤك أيام الدنيا فقال مبتسما: رفع والله لنا ذلك الحزن والبكاء علم الهداية إلى طريق منازل الأبرار فحللنا بثوابه مساكن المتقين، وأيم الله إن ذلك إلا من فضل الله علينا، قلت: فماذا تأمرني به؟ قال: ماذا آمرك به! أطول الناس حزنا في الدنيا أطولهم فرحا يوم القيامة.(1/23)
15 - أخبرنا ابن البطي، أخبرنا ابن خيرون، أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا ابن الحرستاني، حدثنا عبد الملك بن محمد، حدثنا صفوان بن هبيرة، أبو عبد الرحمن التيمي، حدثنا أبي، عن علي بن زيد، قال:
كان الحسن وثلاثة أخوة له: سعيد بن أبي الحسن وعمار وثابت، قال: فكان الناس يقولون: انطلقوا إلى المفتي، وجئنا من عند المفتي، يعنون الحسن، وكان الناس يقولون، انطلقوا إلى القاص، وجئنا من عند القاص يعنون سعيد ابن أبي الحسن، فقال ثابت: أما أنا فألزم الغزو والحج فكان يغزو ويحج فإذا رجع حج.
وقال عمار: ما أنا في قصص هذا ولا في فتيا هذا ولا في غزو هذا ولا حجة في بيتي ألزم، ووالدي ملزم برهما.
وكانت أم الحسن تفتي النساء في عرض المسجد؛ ولو رأيت جنازة #25# أبي الحسن يسار، أخرجت فوضعت بناحية بني هاشم فجاء زياد فصلى عليها ثم حملت فما حملها إلا أشراف الناس ووجوههم حتى دفن.(1/24)
16 - وأخبرنا ابن الحرستاني، حدثنا عبد الملك بن محمد، حدثنا أبو عتاب، حدثنا [ .. ] (1) يحيى بن جعفر، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا الحسين بن واقد، عن مطرف، قال:
حججت مع الحسن فاجتمع علينا علماء أهل مكة فقالوا: نسأله عن آية من كتاب الله فإن علمها فهو أعلم من بقي. قالوا: {لو أردنا أن نتخذ لهوا}، قال: اللهو النساء، فقالوا: هذا أعلم الناس.
__________
(1) كلمة غير مقروءة في المخطوط(1/25)
17 - أخبرنا السلفي، أخبرنا أبو غالب الباقلاني، أخبرنا أبو عبد الله المحاملي، أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك بن الإسكافي، حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا قريش بن حيان، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت قتادة قال:
ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد من العلماء إلا وجدت له عليه فضلا غير أنه كان إذا أشكل عليه شيء كتب إلى سعيد بن المسيب يسأله فكتب إليه سعيد أن عمر بن الخطاب يقول في دية أهل الذمة أربعة آلاف، وفي دية المجوسي ثمان مائة. قال: فأخذ بقول سعيد وترك قوله.(1/25)
#26#
18 - وبه حدثنا محمد بن الهيثم، حدثنا عارم، حدثنا حماد بن زيد، عن حبيب بن الشهيد، قال:
قيل لجابر بن زيد عند الموت ما تشتهي؟ قال: نظرة من الحسن، قال: فذهب ثابت فجاء به، قال فلما جاء قال: أقعدوني.(1/26)
19 - أخبرنا أبو المحاسن عبد الرزاق بن إسماعيل القومساني، أخبرنا شيرويه الهمذاني، أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ إجازة، وأخبرني عنه أبو بكر بن حمويه، أخبرنا أبو بكر أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار الأموي، حدثنا عبدان عن شيبان بن فروخ الحبطي، عن جرير بن حازم، قال:
رأيت الحسن في المنام مشرق اللون فقلت له: يا أبا سعيد إلى ماذا صار أمرك؟ قال: ما كان بين فيض روحي وبين دخولي الجنة إلا كإدخال سلك في ثقب إبرة.(1/26)
20 - أخبرنا السلفي، أخبرنا ابن الطيوري، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفالي المؤدب، أخبرنا ابن خيرون، أخبرنا الرامهرمزي، حدثنا موسى بن زكريا، أخبرنا عمرو بن الحصين، حدثنا ابن علامة، حدثنا حميد الطويل قال: قدم رجل من أهل البادية البصرة فاستقبله خالد من مهران، فقال: يا عبد الله أخبرني عن سيد أهل هذا المصر من هو؟
#27#
قال: الحسن ابن أبي الحسن. قال: أعربي أم مولى؟ قال: مولى، قال: مولى كان؟ قال: للأنصار، قال: فبم سادهم؟ قال: احتاجوا إليه في دينهم واستغنى هو عن مالهم، فقال البدوي: كفى بهذا سؤددا.(1/26)
21 - أخبرنا السلفي، أخبرنا أبو غالب الباقلاني، أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا أبو محمد عبد الخالق بن الحسن بن محمد بن نصر مرزوق بن عبد الرحمن بن بزيع السقطي، حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي الباغندي، حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي، حدثنا فضالة بن دينار العيسى، قال: سمعت الحسن يقول: لو مت عطشا ما شربت من صيرفي الماء.(1/27)
22 - وبه حدثنا الباغندي، حدثنا علي بن عبد الحميد خال معاوية بن عمرو، حدثنا عمران بن خالد، قال:
سأل مطر الوراق الحسن عن مسألة، فقال له الحسن: ثكلتك أمك وهل رأيت فقيها قط؟ فتدري ما الفقيه؟ الفقيه الورع الزاهد الذي لا يهمه من فوقه ولا يسخر ممن هو أسفل منه، ولا يأخذ على علم علمه الله حطاما.(1/27)
23 - أخبرنا القاشاني، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى، أخبرنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، حدثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر، حدثنا #28# أبو علي الحسين ابن الحسين العسكري، حدثنا محمد بن زكريا بن دينار، حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة، حدثنا صالح المري، قال:
كان الحسن يقول: يومك ضدك وهو مرتحل بحمدك أو بذمك.(1/27)
24 - أخبرنا السلفي، أخبرنا أبي العادي، أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا الرفاء، حدثنا محمد بن صالح الأشج، حدثنا محمد بن غسان الكوفي، حدثنا الفضيل بن عياض، قال:
سألت هشام بن حسان كم أدرك الحسن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ثلاثين ومائة، قلت: فابن سيرين؟ قال: ثلاثين.(1/28)
25 - أخبرنا ابن الأصبهاني، أخبرنا أبو صادق، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمد بن إبراهيم الهمداني، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد ابن الخليل المرجي، حدثنا أبو يعلى، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن قال:
لا يزال العبد بخير ما إذا قال قال لله وإذا عمل عمل لله.(1/28)
26 - أخبرنا السلفي، أخبرنا الباقلاني، أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا أبو محمد عبد الخالق بن الحسن بن محمد بن نصر بن مرزوق السقطي، حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا علي بن عبد الحميد أبو الحسين خال معاوية بن عمرو، حدثنا عمران بن خالد، قال:
سأل مطر الوراق عن مسألة، فقال الحسن، ثكلتك أمك هل رأيت #29# فقيها قط فتدري ما الفقيه؟ الفقيه الورع الزاهد الذي لا يهمه [من فوقه، ولا يسخر ممن هو أسفل منه، ولا يأخذ على علم علمه الله حطاما].(1/28)
27 - أخبرنا ابن البطي، أخبرنا ابن خيرون، أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا ابن الحرستاني، حدثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي، حدثا عبد الله بن بكر؛ حدثنا ابن ذكوان، عن خالد بن صفوان، قال:
لقيت مسلمة بن عبد الملك بالحيرة بعد هلاك المهلب فقال: يا خالد، أخبرني عن حسن أهل البصرة، قال: قلت: أنا جاره إلى جنبه، وجليسه في حلقته وحديثه، وأعلم من قبلي به: كان أشبه الناس سريرة بعلانيته، وأشبهه قولا بعمل، إن قعد على أمر قام به، وإن قام بأمر قعد عليه، وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به، وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له، وجدته مستغنيا عن الناس، ووجدت الناس محتاجين إليه، قال: حسبك حسبك كيف ضل قوم كان هذا فيهم؟ يعني باتباعهم ابن المهلب.(1/29)
28 - أخبرنا أحمد بن مروان في المجالسة وابن النجار جميعا، حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا مهدي بن جعفر أبو محمد، حدثنا حمزة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن الحسن، قال:
ما من صاحب كبيرة لا يكون وجل القلب إلا كان ميت القلب.
وبه حدثنا أحمد بن مروان، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا أبو كعب صاحب الحسن، قال:
#30#
أتيت الحسن وأنا أريد الهند، فقلت: يا أبا سعيد أوصني، قال: أعز أمر الله أينما كنت يعزك الله. قال: فنفعني الله بكلامه.(1/29)
29 - أخبرنا السلفي، أخبرنا ابن الطيوري، أخبرنا الطريثيثي، أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا أحمد بن سليمان، حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا أبو بشر الحلبي، عن الحسن، قال: ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال ومن قال حسنا وعمل غير صالح رده الله عز وجل على قوله، ومن قال حسنا وعمل صالحا ورفعه العمل، وذلك بأن الله عز وجل يقول: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}.(1/30)
30 - قال محمد بن عبد الملك، وحدثنا يزيد، أخبرنا الربيع، عن الحسن، قال: ليس لأهل البدع غيبة.(1/30)
31 - أخبرنا السلفي، أخبرنا الأنصاري، أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا الرفاء، حدثنا محمد بن صالح الأشج، حدثنا حماد بن غسان الكوفي، حدثنا الفضيل بن عياض، قال:
سألت هشام بن حسان كم أدرك الحسن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ثلاثين ومئة، قلت وابن سيرين؟ قال: ثلاثين.(1/30)
32 - أخبرنا ابن البطي، أخبرنا الطريثيثي، أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا الخطبي، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا العباس بن الوليد النرسي، حدثنا وهيب بن خالد عن الجعد أبي عثمان، قال:
#31#
سمعت الحسن يقول: أيوب سيد شباب أهل البصرة.(1/30)
33 - أخبرنا ابن صابر، أخبرنا القاسم، أخبرنا رشأ، أخبرنا الضراب، أخبرنا أحمد بن مروان، حدثنا يوسف بن عبد الله، حدثنا مسلم وإبراهيم، حدثنا الحسين ابن أبي جعفر، قال:
نظر الجاثليق إلى الحسن البصري فسجد له، فقالت له النصارى لم سجدت له؟ قال: والله ما شبهته إلا بحواري عيسى بن مريم صلوات الله عليه.(1/31)
34 - حدثنا أبو الحسن بن يوسف، أخبرنا أبو غالب الباقلاني، أخبرنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا نصر بن علي، حدثنا محمد، عن أبيه، قال:
ما رأيت أحدا أحسن بكاء من الحسن، يتكلم وهو يبكي.(1/31)
35 - أخبرنا ابن الأصبهاني، أخبرنا الفراء، أخبرنا ابن الضراب، أخبرنا أبي، حدثنا أحمد بن مروان، حدثنا أحمد بن عباد، حدثنا محمد بن الحسين بن الترجماني، حدثنا عمار بن عثمان، عن حصين بن القاسم، قال: سمعت عبد الواحد بن زيد، يقول:
ما كان أحد يطيق ينظر إلى الحسن البصري إلا بكى عند رؤيته.(1/31)
#32#
36 - أخبرنا أحمد بن مروان من الطريقين، حدثنا إسحاق بن ميمون، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، قال:
سمعت الحسن يقول: ما ظنك بأقوام قاموا على أقدامهم مددا خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة، ولم يشربوا فيها شربة، حتى إذا انقطعت أعناقهم من العطش واحترقت أجوافهم من الجوع، انصرف بهم إلى النار، فسقوا من عين آنية.(1/32)
37 - أخبرنا السلفي، أخبرنا أبو طالب أحمد ابن أبي هاشم بن محمد بن أحمد الكندلاني أخبرنا عبد الله بن محمد بن الوراق، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، حدثنا محمد بن عمرو بن حبيب، حدثنا محمد بن مروان، عن عطاء الأزدي، قال رجل للحسن:
يا أبا سعيد كيف أنت وكيف حالك؟ قال: كيف حال من أمسى وأصبح ينتظر الموت لا يدري ما يصنع الله به.(1/32)
38 - أخبرنا السلفي، أخبرنا الثقفي، حدثنا هلال بن محمد بن جعفر، حدثني الحسين بن يحيى بن عباس، حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، حدثنا الفضيل بن عياض، عن هشام عن الحسن قال:
{كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها} قال: تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة، كلما أكلتهم قيل لهم: عودوا فيعودوا كما كانوا.(1/32)
#33#
39 - أخبرنا السلفي، أخبرنا ابن العلاف، أخبرنا ابن بشران، أخبرنا الآجري، حدثنا عبد الله بن عبد الحميد، حدثنا زياد بن أيوب، حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا مالك ابن أبي الحسن، عن الحسن، قال يخرج رجل من النار بعد ألف عام، وقال الحسن: ليتني كنت ذلك الرجل.(1/33)
40 - أخبرنا ابن المقرب ونفيسة أخبرنا طراد، أخبرنا ابن بشران، أخبرنا ابن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثني محمد بن الحسين، حدثني راشد أبو يحيى بن راشد، حدثني عصام بن زيد رجل من قريته، قال:
كان رجل من الخوارج يغشى مجلس الحسن فيؤذيهم، فقيل للحسن: يا أبا سعيد ألا تكلم الأمير حتى يصرفه عنا؟ قال: فسكت عنهم. قال: فأقبل ذات يوم والحسن جالس مع أصحابه، فلما رآه قال: اللهم قد علمت أذاه لنا فاكفناه بما شئت قال فخر والله الرجل من قامته فما حمل إلى أهله إلا ميت على سرير، فكان الحسن إذا ذكره بكى، وقال الناس: ما كان أعزه بالله.(1/33)
41 - أخبرنا أبو طاهر الراراني وأبو الفضائل ابن أبي المطهر، وأحمد ابن أبي نعيم، قالوا: أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن مصعب التاجر، حدثنا أبو أحمد العسال، حدثنا أحمد بن محمود هو ابن صبيح، حدثنا أحمد بن سعيد بن حمدين، حدثنا أبو زهير هو عبد الرحمن بن مغراء، أخبرنا غالب القطان، قال:
#34#
جعلت أسأل ربي عز وجل أن يرزقني عملا هين المؤونة عظيم الأجر، فلقيت الحسن فيما يرى النائم، فقال: إن الذي سألت الذكر والنصيحة.(1/33)
42 - أخبرنا أبو الحسن بن يوسف، أخبرنا ابن حبيش، أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا أبو محمد ميمون بن إسحاق بن الحسن بن علي بن سليم بن منصور بن عيسى مولى محمد بن الحنفية البصري، حدثنا أبو علي الحسن بن الفضل بن السمح البوصرائي، حدثنا أبو رزين سليمان الأردني، قال: حدثني أبي، قال: كان الحسن إذا أتى وليمة قوم طعم طعامهم وقال:
مد الله لكم في العافية، وأوسع عليكم في الرزق واستعملكم بالشكر.(1/34)
43 - أخبرنا أبو الفتح الخرقي، أخبرنا أبو الفتح محمد بن عمر بن علكويه أخبرنا ابن أبي علي، حدثنا أبو محمد بن حسان، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، حدثنا محمد بن المغيرة، حدثنا عمران بن خالد، قال: قال الحسن رحمه الله: إن المؤمن يصبح حزينا ويمسي حزينا، ولا يسعه إلا ذلك، لأنه بين مخافتين: بين ذنب مضى لا يدري ما صنع الله فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري ما يصيب فيه من المهالك.(1/34)
44 - وبه أخبرنا ابن أبي علي، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن الفضل الجوهري، حدثنا أحمد بن محمد اللنباني، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا أبو أسامة، عن أبي بشر الحلبي، عن الحسن رحمه الله، قال:
#35#
يعرض على ابن آدم يوم القيامة ساعات عمره، فكل ساعة لا يحدث فيها خيرا، انقطع نفسه عليها حسرات.(1/34)
45 - أخبرنا عبد الرزاق القومساني، أخبرنا شيرويه، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الحافظ إجازة، أخبرنا محمد بن الفضل بن جعفر، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن ممارس، حدثنا محمد بن يحيى بن المنذر القزاز، حدثنا خالد، حدثنا إسماعيل بن الفضل بن حبيب، عن صالح بن رستم، قال: رأيت عامر الأحول في منامي، فقلت له: ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي، قلت: الحسن ابن أبي الحسن لكنه علم، قال: فقال لي ذاك حيث شاء. قال: قلت: أين هو؟ قال: حيث شاء، قلت: فأين هو: قال: مع أبي بكر الصديق.(1/35)
46 - أخبرنا السلفي، أخبرنا ابن حبيش، أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا أبو سهل بن زياد، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا الأصمعي، حدثنا مبارك بن فضالة، قال: كان الحسن يصوم الحرم والاثنين والخميس، وخمسة أيام أول الشهر يقول: ما يدريني لعلي لا أدرك البيض.(1/35)
47 - أخبرنا ابن المحاملي، أخبرنا الفراء، أخبرنا ابن الضراب، أخبرنا أبي، أخبرنا أحمد بن مروان، حدثنا أحمد بن عباد، حدثنا محمد بن الحسين الترجماني، حدثنا عمار بن عثمان، عن حصين بن القاسم، قال: سمعت عبد الواحد بن زيد، يقول: ما كان أحد يطيق ينظر إلى الحسن البصري إلا بكى عند رؤيته.(1/35)
48 - وبه حدثنا أحمد، حدثنا أبو إسماعيل، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني يحيى بن أيوب أن رجلين تآخيا، فتعاهدا إن مات #36# أحدهما قبل صاحبه أن يخبره بما رأى، فمات أحدهما، فرأى صاحبه في النوم فسأله عن الحسن البصري، فقال: يا أخي ذاك ملك في الجنة لا يعصى، قال: فابن سيرين؟ قال: ذاك فيما شاء واشتهى وشتان ما بينهما، قال له يا أخي فبأي شيء أدرك الحسن ما أدرك؟ قال: بشدة الخوف والحزن هو الذي بلغ به ما بلغ.(1/35)