الكتاب: مسند الموطأ
المؤلف: أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد الجوهري
المتوفى: 381 هـ
المحقق: لطفي الصغير، وطه بو سريح
الناشر: دار الغرب الإسلامي
الطبعة: الأولى، 1997 م
عدد الأجزاء: 1
ملاحظة: الكتاب موافق للمطبوع.(1/1)
1- أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد الذهلي، قال: حَدَّثَنا إسحاق بن خالويه، قال: حَدَّثَنا علي بن بحر، قال: حَدَّثَنا الوليد بن مسلم، قال: حَدَّثَنا الأوزاعي عن قرة عن الزُّهْرِي، عَن أبي سلمة، عَن أَبِي هُرَيرة عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال: كل أمر ذي بال لا يبدأ بحمد الله فهو أقطع.(1/81)
2- حَدَّثَنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الأصبع، قال: حَدَّثَنا عبد الله بن أبي مريم، قال: حَدَّثَنا أسد بن موسى، قال: حَدَّثَنا الوليد بن مسلم، قال: قلتُ لعبد الله بن المبارك: أرأيت قول الله عَزَّ وجَلَّ {قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى} من هؤلاء. فحدثني عن سفيان الثوري قال: هم أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.(1/81)
3- حَدَّثَنا أبو الحسن محمد بن عبد الله النيسابوري، قال: حَدَّثَني عمي يحيى بن زكرياء، قال: حَدَّثَنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حَدَّثَنا علي بن معبد بن عبيد الله بن عَمْرو الجزري قال: قال لي عبد الملك بن صالح من آل محمد صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم؟ قلت أهل الاتباع له. قال: صدقت هكذا قال لي مالك بن أنس.(1/82)
4- حَدَّثَنا عبد العزيز بن محمد العبدي، قال: حَدَّثَنا بشر بن موسى، قال: حَدَّثَنا الحميدي، قال: حَدَّثَنا سفيان، قال: حَدَّثَنا يحيى بن سعيد قال أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخبر بذلك عن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول: إنما الأعمال بالنيات. وإنما لامرىء ما نوى فمن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أَو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.(1/82)
باب ما جاء في فضل العلم
لقول الله عَزَّ وجَلَّ {نرفع درجات من نشاء}
5- حَدَّثَنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مطر، قال: حَدَّثَنا محمد بن علي بن مروان، قال: حَدَّثَنا سعيد بن زنبر، قال: حَدَّثَنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم في قوله الله جل وعز {نرفع درجات من نشاء} قال: بالعلم.(1/83)
6- حَدَّثَنا أحمد بن محمد المدني، قال: حَدَّثَنا يونس، قال: حَدَّثَنا ابن وهب قال: سمعت سفيان الثوري يقول في قول الله جل وعز {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة} الآية قال الحسنة في الدنيا العلم والرزق الطيب وغي الآخرة الجنة.(1/84)
7- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : سَمِعتُ سفيان بن عُيَينة يقول في قول الله عَزَّ وجَلَّ {وجعلني مباركا أينما كنت} قال : معلم الخير.(1/84)
باب العلم قبل العمل
لقول الله عَزَّ وجَلَّ {فاعلم أنه لا إله إلا الله}
8- حَدَّثَنا علي بن عبد الله بن أبي مطر ، قال : حَدَّثَنا محمد بن علي ، قَال : حَدَّثَنَا محمد بن أحمد الرقي ، قال : حَدَّثَنا ابن علية ، قال : حَدَّثَنا إسحاق بن سويد قال : تعبد عبد الله بن مطرف فقال له مطرف : يَا عَبد الله العلم أفضل من العمل والحسنة بين السيئتين وخير الأمور أوساطها وشر السير الحقحقة يعني الإتعاب.
قال أبو عبيد قوله الحسنة بين السيئتين أراد الغلو في العمل سيئة والتقصير غنه سيئة والحسنة بينهما وهو القصد والغلو التعمق.
وقوله : وشر السير الحقحقة وهو أن يلح في شدة السير حتى يقوم على راحلته ، أَو تعطب فيبقى منقطعا به . وهذا مثل ضربه للمجتهد في العبادة حتى يحسر.(1/84)
9- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال أخبرني عَمْرو بن الحارث أن راشد بن أبي سكينة حدثه أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر يقول إنه سمع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : من يرد الله به خيرا يفقه في الدين.(1/85)
10- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا سفيان عن خالد بن أبي كريمة ، عَن عَبد الله بن المسور : أن رجلا أتى النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : أتيتك لتعلمني من غرائب العلم . فقال له النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ما صنعت في رأس العلم ؟ قال : وما رأس العلم يَا رسولَ الله ؟ قال : هل عرفت الرب عَزَّ وجَلَّ ؟ قال : نعم قال : فما صنعت في حقه ؟ قال : ما شاء الله قال : هل عرفت الموت ؟ قال : نعم قال : فما أعددت له قال : ما شاء الله قال : فاذهب فأحكم ما هنالك وتعال نعلمك من غرائب العلم.(1/86)
11- أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم بن ديزيل ، قال : حَدَّثَني ابن أبي أويس قال : سئل مالك بن أني فقيل له : يَا أبا عبد الله أي شيء أفضل ما يصنعه العبد ؟ قال : طلب العلم والفقه أما سمعت قوله عَزَّ وجَلَّ {ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم}.(1/86)
12- حَدَّثَنا أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان ، قال : حَدَّثَني إبراهيم بن عثمان ، قال : حَدَّثَنا أبو بكر بن أبي مريم ، قال : حَدَّثَنا خالد بن عبد الرحمن قال كنا عند مالك بن أنس نسمع منه فقلنا نريد الغزو فلو حدثتنا فقال : مقامكم على العلم أفضل من الغزو .(1/87)
13- أخبرنا أبو القاسم حمزة بن محمد الكناني ، قال : حَدَّثَنا عصام بن غياث ، قال : سَمِعتُ زيد بن أخزم الطائي يقول سمعت عبد الله بن داود يقول : إذا كان يوم القيامة عزل الله وجل العلماء عن الحساب ويقول ادخلوا الجنة على ما كان فيكم إني لم أجعل حكمي فيكم إلا لخير أريده بكم .(1/87)
14- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن النجيرمي ، قال : حَدَّثَنا محمد بن رزيق ، قَال : أَخْبَرنا الحارث ، قال : حَدَّثَنا ابن القاسم ، قال : سَمِعتُ مالكا يقول : ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم نور يضعه الله عَزَّ وجَلَّ في القلوب.(1/87)
15- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا سفيان بن عُيَينة قال قال ابن مسعود : العلم مخافة الله عَزَّ وجَلَّ.(1/88)
16- أخبرنا أبو القاسم حمزة بن محمد الكناني ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن جعفر بن الإمام ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : حَدَّثَنا زائدة وهو ابن قدامة عن الأعمش ، عَن أبي صالح ، عَن أَبِي هُرَيرة قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ما من رجل يسلك طريقا يلتمس فيه علما إلا سلك بن طريقا إلى الجنة ، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.(1/88)
17- أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي مطر المعافري ، قال : حَدَّثَنا الربيع بن سليمان ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن وهب ، قال : سَمِعتُ الليث بن سعد يقول حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال : حدثني عوف بن مالك الأشجعي ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نظر إلى السماء فقال : هذا أوان يرفع العلم فقال له رجل من الأنصار يقال له لبيد بن زياد : يَا رسولَ الله يرفع العلم وقد ثبت ووعته القلوب ؟ فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة ثم ذكر له ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله . قال : فلقيت شداد بن أوس فحدثته بحديث عوف بن مالك فقال : صدق عوف ألا أخبرك بأول ذلك يرفع الخشوع حتى لا ترى خاشعا ، يقال الخشوع خوف الله عَزَّ وجَلَّ .(1/88)
18- أخبرنا عبد العزيز بن محمد العبدي ، قال : حَدَّثَنا بشر ، قال : حَدَّثَنا خلاد عن مسعر ، قال : حَدَّثَنا عَمْرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال قال أبو الدرداء : تعلموا العلم قبل أن يقبض فإن قبض العلم قبض العلماء وإن المتعلم والمعلم في الأجر سواء.(1/89)
19- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا سفيان عن السري بن إسماعيل عن الشعبي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : خذوا عني هؤلاء الكلمات فلو رحلتم فيهن المطي حتى تنضوه لم تبلغوا لا يرج العبد إلا ربه ، ولاَ يخش إلا ذنبه ، ولاَ يستحي إذا كان لا يعلم ان يتعلم ، ولاَ يستحي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول : لا أعلم . واعلموا أن الصبر من الأيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولاَ خير في جسد لا رأس له.(1/90)
20- أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا العباس ، قال : حَدَّثَنا أبو الربيع ، قَال : أَخْبَرنا ابن وهب ، قال : سَمِعتُ مالكا يقول : حق على من طلب العلم أن يكون عليه وقار وسكينة ويكون متبعا لآثار من مضى.(1/90)
21- حَدَّثَنا أبو عمر محمد بن عيسى القزويني ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم بن شريك الأسدي ، قال : حَدَّثَنا شهاب بن عباد ، قال : حَدَّثَنا حماد ، عَن أبي هارون ، عَن أبي سعيد قال قال النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إنه سيأتكم قوم يطلبون الفقه فاستوصوا بهم فلو كنت كاتبا لأحد لكتبته لكم.(1/90)
22- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا موسى بن هارون ، قَال : أَخْبَرنا إسحاق بن عمر بن سليط ، قال : حَدَّثَنا نجم بن فرقد العطار ، قال : حَدَّثَنا أبو هارون قال كنت إذا دخلت على أبي سعيد الخدري يقول مرحبا بوصية رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال لنا : إن الناس لكم تبع وسيأتيكم ، أَو سيأتونكم - قوم من أقطار الأرض يتفقهون فإذا رأيتموهم فاستوصوا بهم خيرا وعلموهم مما علمكم الله عَزَّ وجَلَّ.(1/91)
23- أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق ، قال : حَدَّثَنا عَمْرو بن أحمد بن عَمْرو بن السرح ، قال : حَدَّثَنا ابن أبي السري ، قال : حَدَّثَنا بقية بن الوليد ، قال : حَدَّثَنا شعبة قال أنبأني عمر بن سليمان بن حفص بن جعفر بن عاصم بن عمر بن الخطاب قال أخبرني عبد الرحمن بن أبان بن عثمان ، عَن أَبِيه قال : سمعت زيد بن ثابت يقول : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : نضر الله امرءا سمع منا حديثا فبلغه عنا كما سمعه فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا إخلاص العمل لله عَزَّ وجَلَّ ومناصحة أولى الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم . من كانت الدنيا همه فرق الله عليه شمله وبث ضيعته ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له ، ومن كانت الآخرة همه جمع الله عليه شملة وضم إليه ضيعته وجاءته الدنيا وهي راغمة.(1/91)
24- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا محمد بن عبدوس ، قال : حَدَّثَنا زهير بن حرب ، قال : حَدَّثَنا الوليد بن مسلم ، قال : حَدَّثَنا الأوزاعي ، قال : حَدَّثَنا حسان بن عطية ، قال : حَدَّثَني أبو كبشة أن عبد الله بن عَمْرو حدثه أنه سمع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ، ولاَ حرج ، ومن كذب علي متعمدا فيتبوأ مقعدة من النار.(1/92)
25- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا شعيب بن الليث بن سعد ، عَن أَبِيه ، عَن ابن شهاب عن أنس بن مالك عن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعدة من النار.(1/93)
26- حَدَّثَنا أحمد بن محمد الهمداني ، قال : حَدَّثَنا الربيع بن سليمان ، قال : حَدَّثَنا أسد بن موسى ، قال : حَدَّثَنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : من حدث حديثا وهو يعلم أنه كذب فهو أحد الكاذبين.(1/93)
27- حَدَّثَنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم النسائي ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن حرب المخرمي ، قال : حَدَّثَنا محمد بن سهم الأنطاكي ، قال : حَدَّثَنا أبو إسحاق الفزاري ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع ، عَن أبي رافع قال قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لأعرفن الرجل يأتيه الأمر من أمري إما أمرت به وإما نهيت عنه فيقول ما ندري ما هذا ؟ عندنا كتاب الله ليس هذا فيه.(1/93)
28- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله البروجردي ، قال : حَدَّثَنا الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي ، قال : حَدَّثَنا محمد بن عَمْرو بن حنان الحمصي ، قال : حَدَّثَنا بقية بن الوليد ، عَن عَبد الملك بن عبد العزيز ، قال : حَدَّثَنا عطاء ، عَن ابن عباس عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من حمل من أمتي أربعين حديثا فهو من العلماء.(1/94)
باب فضل المدينة وعالمها
وقول العلماء في مالك بن أنس رحمه الله
29- أخبرنا أبو الطاهر محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر محمد هو الفريابي ، قال : حَدَّثَنا جعفر بن محمد هو الفريابي ، قال : حَدَّثَنا الفضل بن سهل الأعرج ، قال : حَدَّثَني محمد بن الحسن المخزومي ، قال : حَدَّثَنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة أن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : افتتحت القرى بالسيف وافتتحت المدينة بالقرآن .(1/95)
30- أخبرنا أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا علي بن سعيد الرازي ، قال : حَدَّثَنا يعقوب بن حميد بن كاسب ، قال : حَدَّثَنا محمد بن عبد الرحمن بن رداد عن يحيى بن سَعِيد ، عَن عمرة بنت عبد الرحمن قالت : تكلم مروان يوما على المنبر فذكر مكة فأطنب في ذكرها ولم يذكر المدينة فقام إليه رافع بن خديج فقال : مالك يَا هذا ذكرت مكة فأطنبت في ذكرها ولم تذكر المدينة ؟ وأشهد لسمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : المدينة خير من مكة.(1/95)
31- أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا أبو الفضل عباس بن محمد الدوري ، قال : حَدَّثَنا قراد أبو نوح ، قال : سَمِعتُ مالك بن أنس يقول : أهل المدينة يكرمون ويبرون ، ولاَ يروعون ، ولاَ يظلمون ، ولاَ يخافون إكراما لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم . قال مالك ولقد وقف القراظ على يزيد بن عبد الملك وقال : أنت يزيد ؟ قال : نعم قال : ما أشبهك بأبيك سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء فقال يزيد : أمجنون هذا ؟ فقالوا : ما هو رجل صالح جليس لأبي هريرة.
قال يَحْيَى بن مَعِين : أبو عبد الله القراظ اسمه دينار.(1/96)
32- أخبرنا أحمد بن محمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا يوسف يعني ابن يعقوب ، قال : حَدَّثَنا محمد بن كثير قال : أخبرنا إسرائيل ، قال : حَدَّثَنا سماك عن سعيد بن جبير ، عَن ابن عباس في قول الله عَزَّ وجَلَّ : {كنتم خير أمه أخرجت للناس} قال : الذين هاجروا مع النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إلى المدينة.(1/97)
33- أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الأصبع ، قال : حَدَّثَنا هاشم بن مرثد ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، قال : حَدَّثَنا سفيان بن عُيَينة ، عَن ابن جريج ، عَن أبي الزبير ، عَن أبي صالح ، عَن أَبِي هُرَيرة قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون علما أعلم من عالم المدينة.(1/98)
34- حَدَّثَنا أبو بكر بن الأصبغ ، قال : حَدَّثَنا ابن جناد ، قال : حَدَّثَنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال قال سفيان بن عُيَينة : نرى أنه مالك بن أنس . قال مصعب : وكنت إذا لقيت سفيان بن عُيَينة سألني عن أخبار مالك.(1/98)
35- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر بن محمد يعني الفريابي ، قال : حَدَّثَنا نصر بن علي الحمصي ، قال : حَدَّثَنا الأصمعي عن سفيان بن عُيَينة قال : من أراد الإسناد والحديث المعروف الذي تسكن إليه القلوب فعليه بحديث أهل المدينة.(1/98)
36- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن قدامة البلخي ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن قدامة البلخي ، قال : حَدَّثَنا صالح بن عبد الله الترمذي ، قال : حَدَّثَنا حماد بن زيد عن أيوب ، عَن ابن سيرين قال : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه .(1/99)
37- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر ، قال : حَدَّثَنا محمد بن إسماعيل ، قال : سَمِعتُ ابن أبي أويس يقول سمعت خالي مالك بن أنس يقول : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه لقد أدركت سبعين ممن يقول : قال فلان قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عند هذه الأساطين أشار إلى مسجد رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فما أخذت عنهم شيئا وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان به أمنيا لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن وقدم علينا ابن شهاب فنزدحم على بابه .(1/99)
38- أخبرنا أبو القاسم هشام بن محمد بن أبي خليفة الرعيني ، قال : حَدَّثَنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي ، قال : حَدَّثَنا يونس بن عبد الأعلى قال أخبرني ابن وهب عن مالك قال : دخلت على عائشة بنت سعد فاستضعفتها فلم آخذ عنها إلا قولها : كان لأبي مركن يتوضأ هو وجيمع أهله منه.(1/99)
39- أخبرنا أبو القاسم هشام بن محمد بن أبي خليفة الرعيني ، قال : حَدَّثَنا أبو بشر ، قال : سَمِعتُ إسماعيل بن إسحاق يقول : سمعت علي بن المديني يقول قال سفيان بن عُيَينة : رحم الله مالكا ما كان أشد انتقاد مالك للرجال.(1/100)
40- أخبرنا أبو القاسم الرعيني ، قَال : أَخْبَرنا أبو بشر قال وأخبرني ابن أبي خيثمة ، قال : سَمِعتُ يَحْيَى بن مَعِين يقول قال سفيان بن عُيَينة : من نحن عند مالك
إنما كنا نتبع آثار مالك وننظر الشيخ غن كان مالك كتب عنه وإلا تركناه.(1/100)
41- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس قال قال لي محمد بن إدريس الشافعي : إذا وجدت متقدمي أهل المدينة على شيء فلا يدخل في قلبك شيء أنه الحق وكل ما جاءك من غير ذلك فلا تلتفت إليه ، ولاَ تعبأ به فقد وقعت في اللجج ووقعت في البحار.(1/100)
42- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن النجيرمي ، قال : حَدَّثَنا العتبي ، قال : حَدَّثَنا الربيع بن سليمان ، قال : سَمِعتُ الشافعي يقول : إذا جاوز الحديث الحرمين ضعف نخاعه.(1/101)
43- أخبرنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا العتبي ، قال : سَمِعتُ الربيع قال وسمعت الشافعي يقول : لولا مالك ، وَابن عُيَينة ذهب علم الحجاز.(1/101)
44- حَدَّثَنا أبو الحسن محمد بن عبد الله النيسابوري ، قال : حَدَّثَني عمي ، قال : سَمِعتُ يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان يقولان : قال الشافعي : إذا جاء الأثر فمالك النجم.(1/101)
45- حَدَّثَنا محمد بن عبد الله ، قال : حَدَّثَني عمي ، قال : سَمِعتُ الربيع يقول قال وسمعت الشافعي يقول : إذا جاء الحديث عن مالك فشد يدك به.(1/101)
46- أخبرني أحمد بن الحسن النجيرمي ، قال : حَدَّثَنا العتبي ، قال : حَدَّثَنا الربيع ، قال : سَمِعتُ الشافعي يقول : كان مالك إذا شك في بعض الحديث طرحه كله.(1/102)
47- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر ، قال : حَدَّثَنا إسحاق بن موسى الأنصاري ، قال : سَمِعتُ مَعْن بن عيسى القزاز يقول : كان مالك يتقي في حديث رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم الباء والتاء ونحوهما.(1/102)
48- حَدَّثَنا أبو إسحاق بن شعبان ، قال : حَدَّثَني إبراهيم بن عثمان ، قال : حَدَّثَني يحيى بن أيوب ، قال : حَدَّثَنا سعيد بن عفير ، قال : سَمِعتُ مالك بن أنس يقول : أنا حديث رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فأحب أن يؤتى به على ألفاظه.(1/102)
49- حَدَّثَنا أبو إسحاق قال وحدثني محمد بن أحمد عن يونس ، عَن ابن وهب قال قال لي مالك : يَا عبدَ الله بن وهب أد ما سمعت وحسبك ، ولاَ تحمل لأحد على ظهرك فقد كان يقال : أخس الناس من باع آخرته بدنياه وأخس منه من باع آخرته بدنيا غيره.(1/102)
50- حَدَّثَنا أبو طالب عمر بن الربيع بن سليمان الخشاب ، قال : حَدَّثَنا هاشم بن أبي صالح ، قال : حَدَّثَنا محمد بن كثير ، قال : حَدَّثَنا سلم الخواص يقال : يقتدى من قول العالم ما لا يقتدى من فعله.(1/103)
51- حَدَّثَنا أبو إسحاق بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن محمد يعني ابن سلام ، قال : حَدَّثَنا المفضل بن محمد الجندي ، قال : سَمِعتُ أبا مصعب يقول : كان مالك بن أنس لا يحدث بحديث رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إلا وهو على وضوء إجلالا منه لحديث رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.(1/103)
52- أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا عمير بن مرداس ، قال : حَدَّثَنا مطرف بن عبد الله قال : كان مالك بن أنس إذا حدث عن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم تطيب ولبس ثيابا جددا ثم يحدث.(1/103)
53- أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا محمد بن إسماعيل الصائغ قال أنا إسماعيل بن أبي أويس قال : كان مالك إذا جلس للحديث يقول : ليلني منكم أولو الأحلام والنهى فربما جلس القَعْنَبِيّ عن يمينه.(1/103)
54- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر ، قال : حَدَّثَني إسحاق بن موسى الأنصاري ، قال : حَدَّثَني إبراهيم بن عبد الله بن قريم قاضي المدينة قال : مر مالك بن أنس على أبي حازم وهو يحدث فجاوزه فقيل له فقال : إني لم أجد موضعا أجلس فيه فكرهت أن آخذ حديث رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وأنا قائم.(1/103)
55- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر قال أبو قدامة عبد الله بن سعيد ، قال : سَمِعتُ عبد الرحمن بن مهدي يقول : ما أدركت أحدا إلا وهو يخاف الحديث إلا مالك بن أنس وحماد بن سلمة فانهما كانا يجعلانه من أعمال البر.(1/104)
56- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر ، قال : حَدَّثَنا أبو قدامة قال قال عبد الرحمن بن مهدي : السنة المتقدمة من سنة أهل المدينة خير من الحديث.(1/104)
57- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن النجيرمي ، قال : حَدَّثَنا الخفاف ، قال : حَدَّثَنا البخاري ، قال : حَدَّثَنا علي بن المديني عن سفيان قال : مالك إمام.(1/104)
58- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا الخفاف ، قال : حَدَّثَنا البخاري ، قال : سَمِعتُ عليا قال قال يحيى بن سعيد القطان : مالك أمير المؤمنين في الحديث روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري.(1/104)
59- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن زكرياء العائذي المخزومي ، قال : حَدَّثَنا الزبير بن بكار ، قال : حَدَّثَني محمد بن الضحاك عن مالك بن أنس قال : كلمني يحيى بن سعيد الأنصاري فكتبت له أحاديث من أحاديث ابن شهاب فقال قائل لمالك : يَا أبا عبد الله سمعها منك ؟ قال : هو كان أفقه من ذلك.(1/104)
60- أخبرنا حمزة بن محمد الكناني ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن حماد ، قال : حَدَّثَنا ابن أبي جعفر ، يَعني عبد الرحمن ، قال : حَدَّثَني علي بن معبد ، عَن أبي ضمرة قال جاء رجل من أهل العراق يقال له ابن أبي الوزير فتخطى الناس حتى جلس بين يدي مالك فقال : يَا أبا عبد الله إن هشيما حَدَّثَنا عن يحيى بن سعيد عنك قلنا : أوهم هشيم ؟ قال : لم يهم هشيم ولكن يحيى بن سعيد لما أراد أن يخرج إلى هؤلاء القوم سألني أن أكتب له أحاديث فكتبتها له.(1/105)
61- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قَال : حَدَّثَنَا فهد بن سليمان ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن يوسف ، قال : سَمِعتُ مالك بن أنس وسئل قيل له : العرض أحب إليك أم السماع قال : بل العرض قيل : فنقول في العرض حَدَّثَنا قال : نعم.(1/105)
62- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا علي بن حيوة ، قال : حَدَّثَنا عَمْرو بن سواد ، قال : سَمِعتُ ابن وهب يقول : قلت لمالك إذا سمعت الأحاديث منك تقرأ علي وأقرأ عليك كيف نقول ؟ قال : إن شئت فقل حَدَّثَنا وإن شئت فقل أخبرنا.(1/105)
63- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا ابن حيون ، قال : حَدَّثَنا حرملة بن يحيى ، قال : سَمِعتُ ابن وهب يقول قال مالك : خبرني وحدثني سواء . قال وسمعت ابن وهب يقول : لولا مالك والليث لهلكنا.(1/105)
64- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا أبو القاسم العتبي ، قال : حَدَّثَنا ابن بكير ، قال : حَدَّثَنا ابن لهيعة قال قدم علينا محمد بن عبد الرحمن يعني أبا الأسود يتيم عروة بن الزبير سنة إحدى وثلاثين ومِئَة فقلت له : من للرأي بعد ربيعة بالحجاز ؟ فقال : الغلام الأصبحي.(1/106)
65- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا العتبي ، قال : حَدَّثَنا أبو الطاهر بن السرح ، قال : حَدَّثَنا أيوب بن سويد ، قال : حَدَّثَنا من يصدق عن ربيعة أنه كان إذا رأى مالكا يقول : قد جاء العاقل.(1/106)
66- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : سَمِعتُ محمد بن عَمْرو بن نافع يقول سمعت نعيم بن حماد يقول سمعت ابن مهدي يقول : ما أقدم على مالك في صحة الحديث أحدا.(1/106)
67- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر ، قال : حَدَّثَنا أبو قدامة ، قال : سَمِعتُ عبد الرحمن بن مهدي يقول : مالك بن أنس أثبت في نافع وقال أبو قدامة : وكان مالك بن أنس أحفظ أهل زمانه.(1/106)
68- أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا إسماعيل بن إسحاق ، قال : حَدَّثَنا علي بن الحسن المديني ، قال : سَمِعتُ يحيى بن سعيد القطان وذكر أصحاب نافع فقال : مالك وعبيد الله وأيوب فبدأ بمالك.(1/107)
69- أخبرنا الحسين بن عبد الله العثماني ، قال : حَدَّثَنا محمد بن موسى ، قال : حَدَّثَنا عباس بن السندي ، قال : سَمِعتُ علي بن المديني يقول سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول : مالك بن أنس أمير المؤمنين في الحديث قال وسمعت عليا يقول : إذا أتاك به عن رجل عن سَعِيد بن المُسَيَّبِ فهو أحب إلي من سفيان عن رجل عن إبراهيم فإن مالكا لم يكن يروي عن ثقة ولو كان صاحب سفيان فيه شيء لصاح به صياحا.(1/107)
70- حَدَّثَنا أبو إسحاق بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم بن عثمان ، قال : حَدَّثَنا أبو داود السجستاني ، قال : سَمِعتُ أحمد بن حنبل يقول : مالك أتبع من سفيان الثوري .(1/107)
71- حَدَّثَنا أبو الحسن النيسابوري ، قال : حَدَّثَنا علي بن أحمد بن سلمان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن سعيد قال قيل ليَحْيَى بن مَعِين : أرأيت حديث مالك اللقاح واحد ؟ ليس يرويه أحد غيره ؟ قال : دع مالكا مالك أمير المؤمنين في الحديث . قال يحيى وقد رواه ابن جريج.
قال : قلت ليَحْيَى بن مَعِين : الليث أرفع عندك ، أَو مالك ؟ قال لي : مالك فقلت له : أليس أعلى أصحاب الزُّهْرِي ؟ قال : نعم قيل له : فعبيد الله في نافع أثبت ، أَو مالك ؟ قال : مالك أثبت الناس.(1/108)
72- أخبرنا أبو القاسم هشام بن أبي خليفة الرعيني ، قال : حَدَّثَنا أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي ، قال : سَمِعتُ أبا بكر بن أبي خيثمة يقول : سمعت يَحْيَى بن مَعِين يقول : مالك بن أنس أثبت في نافع عندي من عبيد الله بن عمر وأيوب السختياني.(1/108)
73- حَدَّثَنا أحمد بن سلمة بن الضحاك ، قال : حَدَّثَنا محمد بن موسى ، قال : حَدَّثَنا عبد الرحمن بن سلم الرازي ، قال : حَدَّثَنا عبد الرحمن بن عَمْرو ، قال : سَمِعتُ عبد الرحمن وسأله رجل فقال : يَا أبا سعيد بلغني أنك قلت : مالك أفقه من أبي حنيفة فقال : قلت هذا ولكني أقول كان أعلم من أستاذ أبي حنيفة يعني حمادا.(1/108)
74- حَدَّثَنا أبو إسحاق بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم بن سعيد ، قال : حَدَّثَنا يحيى بن إسماعيل القرشي ، قال : حَدَّثَنا علي بن المديني ، قال : سَمِعتُ عبد الرحمن بن مهدي يقول : ما رأيت أعقل من مالك بن أنس رحمه الله.(1/109)
75- حَدَّثَنا أبو أحمد بن المفسر عبد الله بن محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو بكر أحمد بن علي قال قال أبو بكر بن زَنْجَوَيْهِ قال : قال ابن مهدي : ما رأيت أعقل من مالك بن أنس.(1/109)
76- حَدَّثَنا أحمد بن سلمة بن الضحاك ، قال : حَدَّثَنا محمد بن موسى ، قال : حَدَّثَني محمد بن أيوب ، قال : حَدَّثَنا عبد السلام بن عاصم ، قال : قلتُ لأحمد بن حنبل : الرجل يريد حفظ الحديث فحديث من يحفظ ؟ قال : حديث مالك بن أنس قلت : الرجل يريد أن يقرأ بقراءة من يقرأ ؟ قال : بقراءة أهل المدينة قال : قلت : الرجل يريد أن ينظر في الرأي فبرأي من ؟ قال : برأي مالك بن أنس.(1/109)
77- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا هارون الأيلي ، قال : سَمِعتُ الشافعي قال : ما من كتاب أكثر صوابا بعد كتاب الله عَزَّ وجَلَّ من كتاب مالك بن أنس يعني الموطأ.(1/109)
78- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا هارون ، قال : سَمِعتُ الشافعي وذكر الأحكام والسنن فقال : العلم ، يَعني الحديث - يدور على ثلاثة : مالك بن أنس وسفيان بن عُيَينة والليث بن سعد قال : وسمعت الشافعي وذكر الأحكام فقال : تدور على أربعمِئَة ونيف ، أَو خمسمِئَة.(1/110)
79- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن قال : قال علي وسمعت هارون يقول : سمعت ابن وهب يقول : قال مالك : ما أدركت أحدا ممن اقتدي به يشك في تقديم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.(1/110)
80- أخبرنا أحمد بن إبراهيم البغدادي يعرف بابن الحداد قال : حدثني عمي العباس بن أحمد ، قال : حَدَّثَنا أبو العينا ، قال : حَدَّثَني محمد بن خالد بن عثمة عن مالك بن أنس قال : كان صالح السلف يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما كما تعلمون السورة ، أَو السنة.(1/110)
81- أخبرنا حمزة بن محمد الكناني ، قال : حَدَّثَنا عصام بن غياث ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن محمد بن أبي بكر بن سالم ، قال : حَدَّثَني ابن أبي أويس ، قال : سَمِعتُ مالكا يقول : القرآن كلام الله وكلام الله من الله وليس من الله شيء مخلوق.(1/110)
82- حَدَّثَنا أحمد بن سلمة ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن إسماعيل بن محمود ، قال : حَدَّثَنا محمد بن أبان ، قال : حَدَّثَنا يحيى بن سليم عن مالك بن أنس أنه قال : الإيمان قول وعمل.(1/111)
83- حَدَّثَنا أبو إسحاق بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا محمد بن العباس بن أسلم ، قال : حَدَّثَنا سلمة بن شبيب ، قال : حَدَّثَنا عبد الرزاق ، قال : سَمِعتُ مالك بن أنس يقول : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص قال : وسمعت معمرا وسفيان الثوري ، وَابن جريج ، وَابن عُيَينة يقولون مثل ذلك.(1/111)
84- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا هاشم بن يونس العطار ، قال : حَدَّثَنا أبو زيد بن أبي الغمر ، قال : حَدَّثَنا عبد الرحمن بن القاسم عن مالك قال : من انتقص أحد من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فليس له في الفىء شيء.(1/111)
85- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَني عبد الرحمن بن إسحاق العباسي ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم بن المنذر ، قال : حَدَّثَنا مَعْن بن عيسى ، قال : سَمِعتُ مالك بن أنس يقول : ليس لمن سب أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في الفىء حق قد قسم الله عَزَّ وجَلَّ الفىء فقال : {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم} الآية وقال عَزَّ وجَلَّ {والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم} الآية . وقال عَزَّ وجَلَّ {والذين جاؤُوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} فإنما الفىء لهؤلاء الثلاثة الأصناف.(1/111)
86- حَدَّثَنا أبو عَمْرو عثمان بن محمد السمرقندي ، قال : حَدَّثَنا أبو أمية ، قال : حَدَّثَنا يحيى بن خلف قال كنت عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال : ما تقول فيمن يقول : القرآن مخلوق ؟ فقال : زنديق كافر فاقتلوه.(1/112)
87- حَدَّثَنا أبو إسحاق بن شعبان ، قال : حَدَّثَني الحسن بن علي الهاشمي ، قال : حَدَّثَني محمد بن سليمان الباغندي ، قال : حَدَّثَني هشام بن عمار ، قال : سَمِعتُ مالك بن أنس يقول : من سب أبا بكر وعمر جلد ، ومن عائشة قتل فقيل له : ولم يقتل في عائشة رضي الله عنها ؟ فقال : لأن الله عَزَّ وجَلَّ يقول في عائشة {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين} قال : فمن رماها فقد خالف القرآن ، ومن خالف القرآن قتل.(1/112)
88- أخبرنا أبو إسحاق ، قال : حَدَّثَني إبراهيم بن عثمان ، قال : حَدَّثَني ابن أبي داود ، قال : حَدَّثَني أبو مسهر ، قال : قلتُ لمالك بن أنس : خطب إلي رجل من القدرية أفأزوجه ؟ قال : لا قال الله عَزَّ وجَلَّ : {ولعبد مؤمن خير من مشرك}.(1/113)
89- أخبرنا أبو القاسم هشام بن محمد بن أبي خليفة الرعيني ، قال : حَدَّثَنا أبو بشر ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن سعيد ، قَال : حَدَّثَنَا إبراهيم بن المنذر عن محمد بن الضحاك قال قال مالك : لا أرى أن يصلى وراء القدري فمن صلى وراءه رأيت أن يعيد صلاته.(1/113)
90- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر ، قال : حَدَّثَنا صفوان بن صالح ، قال : حَدَّثَنا الوليد بن مسلم قال سألت مالك بن أنس عن إمام كبر على جنازة خمس تكبيرات أن أكبر معه ؟ قال : لا قف حيث وقفت السنة.(1/113)
91- حَدَّثَنا أبو إسحاق بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا حاجب بن أبي بكر ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال : حَدَّثَنا عبد الرحمن بن مهدي عن مخلد بن خداش قال سألت مالك بن أنس عن اللعب بالشطرنج ؟ فقال : أمن الحق هو ؟ قال : لا قال : فماذا بعد الحق إلا الضلال !.(1/113)
92- أخبرنا أبو الفضل بكر بن محمد بن العلاء ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن سعيد الدمشقي ، قال : حَدَّثَنا الزبير بن بكار عن إسماعيل بن أبي أويس قال قال مالك بن أنس : طعام المؤمنين في اليوم مرتين وتلا قول الله عَزَّ وجَلَّ {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا} ثم قال وعوض الله المؤمنين في الصيام السحور بدلا من الغداء ليقووا على عبادة ربهم.(1/114)
93- أخبرنا أبو إسحاق بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن حاتم ، قَال : أَخْبَرنا حبان ، قَال : أَخْبَرنا عبد الله يعني ابن المبارك عن مالك بن أنس : أن وهب بن كيسان قال كتب رجل إلى عبد الله بن الزبير بموعظة أما بعد فإن لأهل اليقين علامات يعرفونها من أنفسهم من صبر على البلاء ورضا بالقضاء وشكر للنعمة وذل لحكم القرآن وإنما الإمام كالسوق ما نفق فيها حمل إليها إن نفق الحق عنده حملوا إليه الحق وجاءه أهل الحق وإن نفق عنده الباطل حملوا إليه الباطل وجاءه أهل الباطل ونفق عنده(1/114)
وفاة مالك بن أنس رحمه الله :
94- حَدَّثَنا ابو أحمد بن عبد الله بن محمد بن المفسر ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن علي ، قال : حَدَّثَنا القواريري قال كنا عند حماد بن زيد فجاءه نعى مالك بن أنس فبكى حتى سالت دموعه ثم قال : رحم الله أبا عبد الله كان من الدين بمكان ثم قال حماد سمعت أيوب ، أَو قال : قال أيوب : لقد كانت له حلقة في حياة نافع.(1/114)
95- حَدَّثَنا أبو الحسن محمد بن عبد الله النيسابوري ، قال : حَدَّثَنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البغدادي ، قال : حَدَّثَنا موسى بن سهل عن سعيد بن عبد الجبار قال كنا عند سفيان بن عُيَينة فأتاه نعي مالك فقال : مات والله سيد المسلمين.(1/115)
96- حَدَّثَنا أبو عَمْرو القزويني ، عَن أبي داود القطان عن سعيد بن عبد الجبار ، قال : سَمِعتُ سفيان بن عُيَينة يقول : مالك بن أنس سيد المسلمين.(1/115)
97- أخبرنا أحمد بن محمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر ، قال : حَدَّثَنا أبو بكر بن أبي النضر ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ قال كنا عند سفيان بن عُيَينة فرأيته فقلت لبعض أصحابنا : ما بال أبي محمد ؟ فقال : جاءه موت مالك بن أنس ثم ذكره سفيان فقال : ما ترك مثله ، أَو ترك على الأرض مثله.(1/115)
98- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا موسى بن زكرياء التستري قال قال شباب العصفري : مالك بن أنس أبي عامر من ذي أصبح من حمير مات سنة تسع وسبعين ومِئَة وسبعين ومِئَة يكنى أبا عبد الله .(1/115)
99- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا الخفاف ، قال : حَدَّثَنا البخاري ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن الأسود قال : مات مالك بن أنس وحماد بن زيد وأبو الأحوص سنة تسع وسبعين ومِئَة.(1/116)
100- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا عيسى يعني ابن صالح ، قال : حَدَّثَنا يحيى بن بكير ، قال : سَمِعتُ مالك بن أنس يقول : ولدت سنة ثلاث وتسعين فقال يحيى بن بكير : ومات في ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومِئَة.(1/116)
101- حَدَّثَنا أبو القاسم هشام بن محمد بن أبي خليفة الرعيني ، قال : حَدَّثَنا أبو بشر الدولابي ، قال : حَدَّثَني محمد بن إبراهيم بن هاشم ، عَن أَبِيه ، عَن محمد بن عمر قال : عاش مالك تسعين سنة ما حلق قفاه ، ولاَ دخل الحمام.(1/116)
102- حَدَّثَنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا علي يعني ابن عبد العزيز قال : قال أبو عبد الرحمن هو القَعْنَبِيّ : رأيت مالكا أبيض الرأس واللحية.(1/116)
103- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، قال : سَمِعتُ عبد الله بن يوسف قال : رأيت مالكا لا يغير أبيض الرأس واللحية.(1/117)
104- حَدَّثَنا أحمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن أحمد الخفاف ، قال : حَدَّثَنا البخاري محمد بن إسماعيل ، قال : حَدَّثَني إبراهيم بن المنذر ، قال : حَدَّثَنا أبو بكر يعني الأويسي ، قال : حَدَّثَني سليمان يعني ابن بلال عن نافع بن مالك بن أبي عامر ، عَن أَبِيه قال قال لي عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي قال محمد بن إسماعيل هو ابن أخي طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي بطريق مكة : يَا مالك هل لك إلى ما دعانا إليه غيرك فأبيناه ؟ أن يكون دمنا دمك وهدمنا هدمك ما بل بحر صوفة ؟ فأجبته إلى ذلك.
قال البخاري : هو أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر كنية مالك بن أبي عامر أبو أنس المدني وأبو سهيل عم مالك بن أنس .(1/117)
105- أخبرنا الحسين بن عبد الله القرشي ، قال : حَدَّثَنا محمد بن موسى ، قال : حَدَّثَني محمد بن أحمد المدائني ، قال : سَمِعتُ أبا مصعب يقول سمعت الدراوردي يقول لي أبو سهيل : نحن قوم من ذي أصبح ليس لأحد علينا عقد ، ولاَ عهد.(1/117)
106- أخبرنا الحسين بن عبد الله ، قال : حَدَّثَنا محمد بن موسى ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن أحمد ، قال : حَدَّثَني بكر بن عبد الوهاب ، قال : حَدَّثَني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن الربيع بن مالك ، عَن أَبِيه قال قال لي عبد الرحمن بن عثمان التيمي : هل لك أن تغمس يدك معنا فيما نحن فيه ؟ أي في الحلف قال : قلت لا حاجه لي فيه ونحن قوم من ذي أصبح.
والربيع بن مالك عم مالك بن أنس ولم يرو عنه إلا سليمان بن بلال.(1/118)
107- حَدَّثَنا أبو القاسم الرعيني ، قال : حَدَّثَنا أبو بشر ، قال : حَدَّثَنا أبو الزنباع ، قال : سَمِعتُ أبا مصعب يقول : مالك بن أنس من العرب صليبة وحلفه في قريش في بني تيم بن مرة قال الزبير عداده من بني آل عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله.
نسب مالك بن أنس رحمه الله :
قال الزبير : مالك بن أنس بن أبي عامر بن عَمْرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عَمْرو بن الحارث وهو ذو أصبح بن سويد بن عَمْرو بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن شدذ بن حمير الأصغر بن سبأ الأصغر بن كعب بن كهف الظلم بن زيد بن سهل بن عَمْرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهيسع بن حمير الأكبر بن سبأ الأكبر وهو عبد شمس وإنما سمي سبأ لأنه أول من ملك سبأ وغزا القبائل بن يعرب بن يشجب بن قحطان.(1/118)
قال الزبير وزعم نساب أهل اليمن أن قحطان هو يقطن بن عابر وهو هود النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بن شالج بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنون بن برذ بن مهلابيل بن فسيان بن أنوش بن شيث بن آدم صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
وزعم نساب أهل الحجاز أن قحطان بن يمن بن بنت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
قال سعيد الحافظ : وأمه اسمها العالية بنت شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزدية.(1/119)
باب محمد
- مَا رَوَى مالك بن أنس عن محمد مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة يكنى أبا بكر توفي سنة أربع وعشرين ومِئَة وقيل خمس وعشرين ومِئَة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
مِئَة حديث وأحد عشر حديثا.(1/119)
باب فضائل الزُّهْرِي رحمه الله
108- حَدَّثَنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن المفسر ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن علي ، قال : حَدَّثَنا سويد الأنباري ، قال : حَدَّثَنا ابن عُيَينة عن عَمْرو يعني ابن دينار قال : ما رأيت أحدا أنص بالحديث من الزُّهْرِي وما رأيت أحدا أهون عليه الدنانير منه ما كانت عنده إلا مثل البعر.(1/120)
109- حَدَّثَنا أبو أحمد ، قال : حَدَّثَنا أحمد ، قال : حَدَّثَنا ابن عباد ، قال : حَدَّثَنا سفيان عن عَمْرو قال : ما رأيت أسند بالحديث من الزُّهْرِي.(1/121)
110- حَدَّثَنا ابو أحمد ، قال : حَدَّثَنا أحمد ، قال : حَدَّثَنا ابن عباد ، قال : حَدَّثَنا سفيان عن الهذلي قال : جالسنا الحسن ، وَابن سيرين فما رأينا مثل الزُّهْرِي.(1/121)
111- حَدَّثَنا أبو أحمد ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن علي ، قال : حَدَّثَنا الموصلي ، قال : حَدَّثَنا حماد بن زيد عن برد بن سنان ، قال : سَمِعتُ مكحولا يقول : ما بقي اليوم أحد أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب.(1/121)
112- حَدَّثَنا أحمد بن سلمة بن الضحاك ، قال : حَدَّثَنا محمد بن ميمون بن كامل ، قال : حَدَّثَنا يحيى بن بكير ، قال : سَمِعتُ مالك بن أنس سمعت الزُّهْرِي يقول : هوان بالعلم وأهله أن يحمل العالم إل بيت المتعلم.(1/121)
113- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب ، قال : حَدَّثَنا مالك بن أنس ، عَن ابن شهاب أنه كان يجالس عبد الله بن ثعلبة بن صعير وكان يتعلم منه الأنساب وغير ذلك فسأله يوما عن شيء من الفقه فقال له : إن كنت تريد هذا فعليك بهذا الشيخ سَعِيد بن المُسَيَّبِ . قال ابن شهاب : فجالسه سبع حجج وأنا لا أظن عند أحد علما غيره . وقال : إن فينا ابن شهاب ووجه ما كان يأخذ به إلى قول سالم بن عبد الله وسَعِيد بن المُسَيَّبِ.(1/121)
114- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر يعني الفريابي حَدَّثَنا إبراهيم بن سعيد ، قال : حَدَّثَنا إسحاق بن عيسى بن الطباع عن مالك بن أنس قال : قال الزُّهْرِي : وجدنا السخي لا تنفعه التجارب.(1/122)
115- أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أُسَامة ، قال : حَدَّثَنا خالد بن خالويه ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، قال : حَدَّثَنا داود بن عبد الله الجعفري ، قال : سَمِعتُ مالكا يقول : كان ابن شهاب من أسخى الناس . فلما أصاب تلك الأموال قال له مولى له : قد رأيت ما قد مر عليك من الضيق والشدة فانظر كيف تكون فأمسك عليك مالك فقال ابن شهاب : ويحك إني لم أر الكريم تحنكه التجارب.(1/122)
تاريخ موت الزُّهْرِي رحمه الله :
116- أخبرنا عثمان بن محمد السمرقندي قال : قال أبو أمية : سمعت أبا مسلم المستملي يقول سمعت مَعْن بن عيسى يقول ، عَن ابن أخي ابن شهاب قال : توفي ابن شهاب سنة أربع وعشرين ومِئَة.(1/122)
117- وأخبرنا عثمان بن محمد السمرقندي قال : حَدَّثَنَا أبو أمية قال : حَدَّثَنَا المستملي قال : سمعت ابن عُيَينة يقول : توفي ابن شهاب سنة أربع وعشرين ومِئَة.(1/122)
الزُّهْرِي ، عَن أبي حمزة أنس بن مالك.
خمسة أحاديث.
وتوفي أنس بن مالك بالبصرة سنة ثلاث وتسعين . وقال : خدمت النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عشر سنين.
وتُوُفِّيَ النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وأنا ابن عشرين سنة وقيل : توفي سنة إحدى وتسعين وهو ابن مِئَة سنة إلا سنة.
118- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال أخبرني مالك , وأخبرني أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا علي هو ابن عبد العزيز البغدادي ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن أنس بن مالك ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ركب فرسا فصرع فصلينا وراءه قعودا فلما انصرف قال : إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : رنا ولك الحمد وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون.
لفظ المكي.
قال ابن وهب فجحش شقه : جد شقه الأرض.(1/123)
119- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاءه رجل فقال : ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : اقتلوه . قال ابن شهاب : ولم يكن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم محرما.
لفظ المدني.
120- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا تباغضوا ، ولاَ تحاسدوا ، ولاَ تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ، ولاَ يحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاث ليال.
لفظ المكي.
قوله : لا تباغضوا : لا يبغض بعضكم بعضا إلى بعض.
ولا تحاسدوا : أي في الشيء يحسده عليه.
ولا تدابروا : لا تعرض عن أخيك فتوليه دبرك استثقالا له بل ابسط له وجهك ما استطعت.(1/124)
121- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب ، قال : حَدَّثَنا إسماعيل بن إسحاق ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن أنس ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أتي بلبن قد شيب بماء وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر الصديق رضي الله عنه فشرب ثم أعطاه للأعرابي وقال : الأيمن فالأيمن.
لفظ المدني.
قوله : شيب أي خلط.(1/126)
122- اخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال : أخبرني مالك (ح) وَأَخبرني محمد بن أحد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله بن مسلمة ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن أنس أنه قال : كنا نصلي العصر فيذهب الذاهب إلى قباء فيأتيهم والشمس مرتفعة.
قال ابن وهب : ثم يذهب الذاهب.
123- ثم أخبرنا حمزة بن محمد قال : قال أبو عبد الرحمن : لا أعلم أن أحدا من أصحاب الزُّهْرِي تابع مالكا على قوله : إلى قباء.(1/127)
124- أخبرنا حمزة بن محمد قال : أخبرنا أحمد بن شعيب النسائي ، قال : حَدَّثَنا قتيبة ، قال : حَدَّثَنا الليث ، عَن ابن شهاب عن أنس بن مالك : ان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حية ويذهب الذاهب إلى العوالي والشمس مرتفعة حية.(1/128)
الزُّهْرِي عن سهل بن سعد الساعدي رحمه الله يكنى أبا العباس.
توفي النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وسهل ابن خمس عشرة سنة ، حديثًا واحدًا.
وتوفي سهل سنة إحدى وتسعين.
125- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب ، قَال : أَخْبَرنا مالك بن أنس (ح) وَأَخبرني أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا علي بن عبد العزيز ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب : أن سهل بن سعد الساعدي أخبره أن عويمر بن أشقر العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي الأنصاري فقال له : يَا عاصم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل ؟ سل لي يَا عاصم عن ذلك رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ؟ فسأل عاصم رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فكره رسول الله المسائل وعابها حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فلما رجع عاصم إلى أهله جاءه عويمر فقال : يَا عاصم ماذا قال لك رسول الله ؟ فقال عاصم لعويمر : لم تأتني بخير قد كره رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم المسألة(1/128)
التي سألته عنها فقال عويمر : والله لا أنتهي حتى اسأله عنها فأقبل عويمر حتى أتى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وهو وسط الناس فقال : يَا رسولَ الله أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله ؟ أم كيف يفعل ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : قد أنزل الله فيك وفي صاحبك فاذهب فأت بها قال سهل فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم . فلما فرغا قال عويمر : كذبت عليها يَا رسولَ الله إن أمسكها فطلقها عويمر ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم . قال ابن شهاب : فكانت تلك سنة المتلاعنين.
لفظ المكي.
وفي رواية أبي مصعب ، وَابن بكير : فلما فرغا من تلاعنهما وفي رواية أبي مصعب : قال سهل : فتلاعنا.(1/129)
الزُّهْرِي عن السائب بن يزيد المخزومي :
حديثًا واحدًا.
والسائب بن يزيد لم يدرك النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وحج به معه في ثقله وهو ابن سبع سنين.
وتُوُفِّيَ سنة ثمانين . وقيل سنة ست وثمانين.
126- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابو وهب قال أخبرني مالك بن أنس (ح) وَأَخبرني أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة السهمي عن حفصة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أنها قالت : ما رايت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم صلى في سبحته قاعدا قط حتى كان قبل وفاته بعام فكان يصلي سبحته قاعدا ويقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها.
لفظ المكي.
الزُّهْرِي ، عَن عَبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي :
حديثًا واحدًا.
وقد أدرك عبد الله بن عامر بن ربيعة النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وهو صغير.(1/130)
127- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن عَبد الله بن عامر بن ربيعة : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام فلما جاء سرغ بلغه أن طاعونا قد وقه بالشام فجاءه عبد الرحمن بن عوف فأخبره أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه فرجع عمر من سرغ.(1/131)
الزُّهْرِي عن محمود بن الربيع الأنصاري :
حديثًا واحدًا.
ومحمود عقل عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم مجه في بئر.
وتُوُفِّيَ محمود سنة تسع وتسعين يكنى أبا نعيم.
128- أخبرنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن محمود بن ربيع الأنصاري أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه وهو أعمى وأنه قال لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : يَا رسولَ الله إنها تكون الظلمة والمطر والسيل وأنا رجل ضرير البصري فصل يَا رسولَ الله في بيتي مكانا أتخذه مصلى قال فجاءه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : أيت تحب أن أصلي ؟ فأشار له إلى مكان من البيت فصلى له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
وفي رواية أبي مصعب : فصلى فيه رسول الله.
وقيل إن عتبان بن مالك شَهِد بَدْرًا فيما قال عروة والزُّهْرِي.(1/132)
الزُّهْرِي ، عَن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري واسمه أسعد.
ثلاثة أحاديث.
وولد أبو أمامة قبل موت النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بسنتين وسماه النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
وتُوُفِّيَ أبو أمامة سنة مِئَة.
129- اخبرنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب أن أمامة بن سهل بن حنيف أخبره : أن مسكينة مرضت فأخبر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بمرضها وكان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يعود المساكين ويسأل عنهم فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إذا ماتت فآذنوني بها فخرجوا بجنازتها ليلا وكرهوا أن يوقظوا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فلما أصبح خبر بالذي كان من شأنها فقال : ألم آمركم أن تؤذنوني بها ؟ فقالوا : يَا رسولَ الله كرهنا أن نخرجك ليلا ، أَو نوقظك فخرج رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حتى صف بالناس على قبرها وكبر أربع تكبيرات.
وهذا حديث مرسل أدخله النسائي في المسند.(1/132)
130- وبهِ ؛ عَن ابن شهاب ، عَن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عَن عَبد الله بن عباس عن خالد بن الوليد : أنه دخل مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بيت ميمونة فأتي بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بيده فقال بعض النساء في بيت ميمونة : أخبروا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بما يريد أن يأكله منه فقالوا : هو ضب فرفع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يده قلت : أحرام هو ؟ قال : لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه قال خالد : فاحتزرته فأكلته ورسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ينظر.
هكذا يقول القَعْنَبِيّ ، وَابن وهب ، ومَعْن ، وَابن القاسم من رواية سحنون ، عَن ابن عباس عن خالد بن الوليد.
وقال ابن القاسم في رواية أخرى عنه ، وَابن يوسف ، وَابن عفير وأبو مصعب ، وَابن بكير ، وَابن برد ، وَابن المبارك الصوري ، عَن ابن عباس وخالد بن الوليد.
وكنية خالد بن الوليد أبو سليمان توفي بالمدينة سنة اثنتين وعشرين وقيل بحمص سنة غحدى وعشرين.(1/133)
وقال أبو الطاهر المحنوذ المشوي . وقال غيره أعافه أكرهه.
131- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك
وأخبرني حمزة بن محمد ، قال : حَدَّثَنا إسحاق يعني ابن إبراهيم بن جابر ، قال : حَدَّثَنا سعيد هو ابن أبي مريم قال أخبرني مالك بن أنس ، قال : حَدَّثَني ابن شهاب ، عَن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه قال : رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال : والله ما رأيت كاليوم ، ولاَ جلد مخبأة فليط بسهل فأتى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقيل له : هل لك في سهل بن حنيف والله ما يرفع رأسه ؟ فقال : هل تتمون من أحد ؟ قالوا : نتهم عامر بن ربيعة قال فدعا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عامر بن ربيعة فتغيظ عليه وقال : على م يقتل أحدكم أخاه ألا بركت اغتسل له فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخله إزاره في قدح ثم صب عليه فراح سهل مع الناس ليس به بأس .(1/135)
لفظ حمزة وسقط من كتاب المكي ابن شهاب.
وفي رواية ابن بكير : فليط بسهل مكانة . قال وعك ساعتئذ.
وقيل فليط : أي سقط إلى الأرض من جبل ، أَو سكن ، أَو أعي ، أَو غير ذلك.
وداخله إزاره من ثوبه قال أبو عبيد : طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده وهو الذي الجانب الأيمن من الرجل لأن المؤتز إنما يبدأ بجانبه الأيمن فذلك الطرف يباشر جسده فهو الذي يغسل.
وقيل ويكفأ الإناء من خلفه.
والمخبأة المخدرة المكنونة التي لا تظهر.(1/136)
الزُّهْرِي عن سَعِيد بن المُسَيَّبِ بن حزن المخزومي :
ثمانية أحاديث.
وكان أبو المُسَيَّبِ بن حزن شهد الحديبية مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وسماه النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم سهلا.
وقال سعيد : ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وتُوُفِّيَ سعيد سنة أربع وتسعين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة يكنى أبا محمد.
132- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وَأَخبرني أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن سَعِيد بن المُسَيَّبِ ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءا.
لفظهما سواء.(1/137)
133- وبهِ ؛ أَن سائلا سأل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن الصلاة في ثوب واحد فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ولكلكم ثوبان !؟.
لفظهما سواء.
134- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا قلت لصاحبك أنصت والإمام يخطب فقد لغوت.
ليس في رواية المكي : لصاحبك.
هذا في رواية ابن وهب ، وَابن القاسم ، ومَعْن ، وَابن عفير ويحيى بن يحيى الأندلسي.
وليس عند القَعْنَبِيّ إلا خارج "المُوَطأ" ، ولاَ هو عند ابن بكير وهو مرسل عند أبي مصعب.
135- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم.
لفظهما سواء.
حبيب ؛ قال مالكٌ : فتمسه قول الله عَزَّ وجَلَّ {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا}.(1/137)
136- وأخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَني ابن وهب قال أخبرني مالك.
وأخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع وأحمد بن محمد المكي قالا : حَدَّثَنا علي بن عبد العزيز ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن ابن المُسَيَّبِ ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر أربع تكبيرات.
قال ابن وهب : فكبر عليه.
137- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
لفظهم سواء.(1/139)
138- أخبرنا أحمد بن محمد بن جامع وأحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب الزُّهْرِي عن سَعِيد بن المُسَيَّبِ ، عَن أَبِي هُرَيرة أنه كان يقول : لو رأيت الضباء ترتع بالمدينة ما ذعرتها قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ما بين لابتيها حرام.
لفظهما سواء.
قال ابن وهب : يقول ما بين حرتيها وهو قول مالك.
قال الأصمعي : الحرة هي الأرض التي قد ألبستها حجارة سود.(1/140)
139- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال أخبرني مالك.
وأخبرنا علي بن عبد الله بن أبي مطر ، قال : حَدَّثَنا محمد بن إبراهيم الكثيري ، قال : حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حَدَّثَنا مالك ,(1/141)
وأخبرنا أبو طالب عمر بن الربيع بن سليمان بن الخشاب ، قال : حَدَّثَنا أبو بكر بن نافع ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن ابن شهاب عن سَعِيد بن المُسَيَّبِ ، عَن أَبِي هُرَيرة أن أعرابيا أتى النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يَا رسولَ الله إن امرأتي ولدت غلاما أسود فقال النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : هل لك من إبل ؟ قال : نعم قال : وما ألوانها ؟ قال : حمر قال : هل فيها من أدرق ؟ قال : نعم قال : فأنى ترى ذلك جاءها ؟ قال : أراه عرقا نزعه فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : فلعل ابنك هذا عرق نزعه.
دخل حديث بعضهم في بعض.
قال أبو الطاهر : يريد بالأدرق الجمل الصافي اللون إلى البياض.
وليس هذا في "المُوَطأ" عند ابن وهب ولاابن القاسم ، ولاَ القَعْنَبِيّ ، ولاَ ابن عفير ، ولاَ ابن بكير وهو في "المُوَطأ" عند معين وأبي مصعب.(1/141)
الزُّهْرِي عن سَعِيد بن المُسَيَّبِ وأبي سلمة بن عبد الرحمن جميعا :
ثلاثة أحاديث.
140- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال أخبرني مالك بن أنس.
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن سَعِيد بن المُسَيَّبِ ، عَن أبي سلمة ، عَن عَبد الرحمن أنهما أخبراه ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له.
هذا لفظ القَعْنَبِيّ.
وزاد ابن وهب : ما تقدم من ذنبه.
قال ابن شهاب : وكان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : آمين.
141- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : جرح العجماء جبار والبئر جبار وفي الركاز الخمس.
لفظهما سواء.
قال القَعْنَبِيّ قال مالك : وتفسير الجبار أنه لا دية له.(1/142)
142- أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا محمد بن زريق بن جامع المدني ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن ابن شهاب عن سَعِيد بن المُسَيَّبِ وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : في الركاز الخمس.
هكذا في "المُوَطأ" ، عَن ابن وهب ، وَابن القاسم ، وَابن بكير وأبي مصعب ومصعب الزبيري ، وَابن المبارك الصوري ويحيى بن يحيى الأندلسي.
وعند القَعْنَبِيّ مالك : أنه بلغه أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وفي رواية سحنون ، عَن ابن القاسم قال فيه : عَن ابن المُسَيَّبِ أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
وتفسير الركاز أنه دفن الجاهلية.(1/143)
الزُّهْرِي ، عَن أبي سلمة واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف :
تسعة أَحادِيث.
وتُوُفِّيَ أبو سلمة سنة اربع وتسعين وكان حميد أكبر من أبي سلمة.
أبو سلمة ، عَن أَبِي هُرَيرة ستة أحاديث.
143- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال أخبرني مالك بن أنس.
وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله بن مسلمة ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة.
لفظهما سواء.(1/144)
144- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال : حدثني مالك
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن : أن أبا هريرة كان يصلي بهم فيكبر كلما خفض ورفع فإذا انصرف قال والله إني لأشبهكم صلاة برسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
لفظهما سواء.(1/145)
145- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إن أحدكم إذا قام يصلي جاءه الشيطان فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو جالس.
لفظهما سواء.
146- وبه : أن امرأتين من هذيل رمت إحداهما الأخرى فطرحت جنينها فقضى فيه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بغرة عبد ، أَو وليدة.
لفظهما سواء غير أن القَعْنَبِيّ قال : فقضى فيها.(1/146)
147- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال أخبرني مالك ، عَن ابن شهاب ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لكل نبي دعوة فأريد أن أختبيء دعوتي إن شاء الله شفاعة لأمتي يوم القيامة.
هذا في "المُوَطأ" عند ابن وهب وقيل مَعْن وليس عند ابن القاسم ، ولاَ القَعْنَبِيّ ، ولاَ أبي مصعب ، ولاَ ابن بكير ، ولاَ ابن عفير.(1/147)
148- أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَني يحيى يعني ابن أيوب قال : حدثني يحيى هو ابن بكير ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن ابن شهاب ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر بعزيمة منه فيقول : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
قال ابن شهاب : فتوفي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم والأمر على ذلك ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
هذا في "المُوَطأ" عند ابن عفير ، وَابن بكير وأبي مصعب ويحيى بن يحيى الأندلسي مسندا ، عَن أَبِي هُرَيرة.
وأرسله ابن وهب ومعت والقَعْنَبِيّ ، وَابن القاسم إلا في رواية ابن عَمْرو عن الحارث ، عَن ابن القاسم فإنه أسنده أيضا.(1/147)
أبو سلمة ، عَن عائِشَة أم المؤمنين رضي الله عنها وتكنى أم عبد الله وتوفيت رحمها الله سنة ثمان وخمسين وهي ابنة ست وستين سنة :
حديثًا واحدًا.
149- أخبرنا أحمد بن محمد المدني قال : أنا يونس قال أخبرني ابن وهب قال أخبرني مالك.
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي ، قَال : أَخْبَرنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عَن عائِشَة رضي الله عنها قالت : سئل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن البتع ؟ فقال : كل شراب أسكر فهو حرام.
وقال ابن وهب : البتع هو المقرض شراب العسل.(1/149)
أبو سلمة عن جابر بن عبد الله :
حديثًا واحدًا.
150- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال أخبرني مالك.
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : أيما رجل أعمر عمرى له ولعقبه فأنها للذي يعطاها لا ترجع إلى الذي أعطاها لأنه أعطى عطاء وقعت فيه المواريث.
لفظهما سواء.(1/149)
أبو سلمة عن معاوية بن الحكم السلمي :
حديثًا واحدًا.
151- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن معاوية بن الحكم السلمي قال : قلت لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أمورا كنا نصنعها في الجاهلية كنا نأتي الكهان قال : فلا تأتوا الكهان . قلت : كنا نتطير قال : ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم.
هذا في "المُوَطأ" عند ابن وهب ، وَابن القاسم ، وَابن عفير ، وَابن يوسف.
وليس عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ ابن بكير ، ولاَ أبي مصعب.(1/150)
الزُّهْرِي ، عَن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر جميعا :
حديثًا واحدًا.
152- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال : أخبرني مالك بن أنس.
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعن أبي عبد الله الأغر ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فاستجب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟.
لفظ المكي.
حبيب ؛ قال مالكٌ : يتنزل أمره في كل سحر فأما تبارك وتعالى فهو دائم لا يزول وهو بكل مكان.(1/151)
الزُّهْرِي عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهْرِي سبعة أحاديث.
وتوفي حميد سنة خمس ومِئَة وقيل خمس وتسعين ويكنى أبا عبد الرحمن وهو ابن ثلاث وسبعين سنة.(1/152)
حميد ، عَن أَبِي هُرَيرة أربعة أحاديث.
153- أخبرنا عثمان بن محمد السمرقندي ، قال : حَدَّثَنا أبو أمية ، قال : حَدَّثَنا روح بن عبادة ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن ، عَن أَبِي هُرَيرة قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء.
هذا مسند عند ابن عفير وسحنون ، عَن ابن القاسم.
وفي الروايات موقوفا على أبي هريرة.
قال ابن وهب : لولا أن يشق على أمته.
وقال القَعْنَبِيّ : لولا أن أشق ليس فيه أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.(1/153)
154- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب ، قال : حَدَّثَنا مالك.
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
لفظ المكي.(1/154)
155- وبه : أن رجلا أفطر في رمضان فأمره رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أن يكفر بعتق رقبة ، أَو يصوم شهرين ، أَو يطعم ستين مسكينا فقال : لا أجد فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : اجلس فأتي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بعرق تمر فقال : خذ هذا فتصدق به فقال : يَا رسولَ الله ! ما أجد أحدا أحوج مني فضحك رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حتى بدت أنيابه ثم قال : كله.
لفظ المكي.
قال يونس : العرق : المكتل.
حبيب : وقاله مالك.
وقال ابن وهب : المكتل يسع ما بين خمسة عشر صاعا إلى العشرين.(1/155)
156- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال أخبرني مالك بن أنس ويونس بن يزيد ، عَن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن ، عَن أَبِي هُرَيرة عن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة : يَا عبدَ الله ! هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام قال أبو بكر : يَا رسولَ الله ما على أحد يدعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى من تلك الأبواب كلها أحد ؟ قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم وأرجو أن تكون واحِدًا منهم.
هذا في "المُوَطأ" عند ابن وهب ، وَابن القاسم ، ومَعْن ، وَابن بكير ، وَابن عفير ، وَابن يوسف وأبي مصعب ، وَابن برد ، وَابن المبارك الصوري ويحيى بن يحيى الأندلسي.
وليس هو عند القَعْنَبِيّ ولم يقل فيه ابن بكير ، عَن أَبِي هُرَيرة ، ورواه مُرسَلاً.(1/155)
حميد ، عَن أبي عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان واسم أبي سفيان صخر بن حرب حديثين توفي أبو سفيان سنة إحدى وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين سنة وقيل ابن تسعين سنة وصلى عليه عثمان رضي الله عنه.
وتُوُفِّيَ معاوية سنة ستين وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
157- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس قال ابن وهب قال أخبرني مالك بن أنس.
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يوم عاشوراء عام حج وهو على المنبر يقول : يَا أهل المدينة أين علماؤكم ؟ سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن شاء فليصم ، ومن شاء فليفطر.
لفظهما سواء غير أن المكي قال : إن هذا اليوم.(1/157)
158- وبه أنه سمع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه عام حج وهو على المنبر وتناول قصة من شعر كانت في يد حرسي يقول : يَا أهل المدينة أين علماؤكم ؟ سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ينهي عن مثل هذا ويقول : إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذا نساؤهم.
لفظ مكي.(1/158)
الزُّهْرِي عن حميد بن عبد الرحمن ومحمد بن النعمان بن بشير والنعمان يكنى أبا عبد الله :
حديثًا واحدًا.
159- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن وعن محمد بن النعمان بن بشير يحدثانه عن النعمان بن بشير أن أباه أتى به رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : إني نحلت ابني هذا غلاما كان لي فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أكل ولدك نحلتهم مثل هذا ؟ قال : لا فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : فأرجعه.
الزُّهْرِي عن عروة بن الزبير بن العوام ستة عشر حديثا.(1/158)
والزبير بن العوام يكنى أبا عبد الله قتل رحمه الله يوم الجمل سنة ست وثلاثين وهو ابن أربع وستين وقيل : إن الزبير قتل وعروة ابن ثمان سنين وقيل : ولد عروة سنة ثنتين وعشرين.
وتُوُفِّيَ سنة أربع وتسعين وهو ابن سبع وسبعين سنة يكنى أبا عبد الله.
160- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي قال أخبرني أبو خليفة ، عَن عَبد الله بن مسلمة بن قعنب عن مالك بن أنس عن الزُّهْرِي : أن عمر بن عبد العزيز أخر الصلاة يوما فدخل عليه عروة بن الزبير فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخر الصلاة وهو بالكوفة فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري فقال : يَا مغيرة أليس قد علمت أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نزل عليه جبريل عليه السلام فصلى فصلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ثم صلى فصلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ثم صلى فصلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ثم صلى فصلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ثم صلى فصلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ثم قال : بهذا أمرت فقال :(1/159)
اعلم ما تحدث به يَا عروة إن جبريل أقام لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وقت الصلاة قال كذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث ، عَن أَبِيه رضي الله تعالى عنه.
161- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك
وأخبرنا أحمد بن محمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله هو القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عروة ، عَن عائِشَة رضي الله عنها ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يغتسل من إناء هو الفرق من الجنابة.
المعنى واحد.
قال ابن وهب : الفرق مكيال من خشب كان ابن شهاب يقول : كان يسع خمسة أقساط بني أمية.
وقال ابن نافع : ثلاثة آصع بصاع النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.(1/160)
162- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن شعيب قال أخبرني قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عروة ، عَن عائِشَة رضي الله عنها مثل حديث قبله قالت : كنت أرجل رأس رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وأنا حائض.
ليس هذا عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ عند أبي مصعب عن الزُّهْرِي وأيضا روياه عن هشام بن عروة.
وهو في "المُوَطأ" عند ابن وهب ، وَابن القاسم ، ومَعْن ، وَابن يوسف ، وَابن بكير ومحمد بن المبارك الصوري عن الزُّهْرِي وهشام جميعا.(1/161)
163- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عروة بن الزبير ، عَن عائِشَة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن.
زاد قتيبة بالإسناد الذي قبل هذا : حتى يأتيه المؤذن.
وزاد أبو مصعب : حتى يأتيه فيصلي ركعتين خفيفتين.(1/162)
164- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عروة ، عَن عائِشَة رضي الله عنها أنها قالت : ما سبح رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم سبحة الضحى قط وإني لأسبحها وإن كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفترض عليهم.
165- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا الليلة الثالثة والرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فلما أصبح قال : قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا إني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان.
وفي رواية أبي مصعب : ذات ليلة فصلى.
166- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث فلما اشتد كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها.(1/163)
قيل : النفث شبيها بالبصقة ، ولاَ يلقى شيئا وقيل كما ينفث آكل الزبيب.
167- وبهِ ؛ عَن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ما خير رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله عَزَّ وجَلَّ فينتقم الله عَزَّ وجَلَّ بها.
حبيب ؛ قال مالكٌ : كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يعفو عمن شتمه.
168- وبهِ ؛ عَن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : إن أزواج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حين توفي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أردن أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر الصديق يسألنه ثمنهن من النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقالت لهن عائشة : أليس قد قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لا نورث ما تركناه صدقة.
أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قال : حَدَّثَنا أحمد يعني ابن شعيب النسائي قال : أخبرنا قتيبة بن سَعِيد ، عَن مالك مثله إلا أنه قال : يسألنه ميراثهن.
أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي قال ، قَال : حَدَّثَنَا أحمد بن عَمْرو ، قال : حَدَّثَنا عَمْرو بن مرزوق ، قَال : أَخْبَرنا مالك نحوه وقال : ميراثهن.(1/164)
169- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عروة بن الزبير ، عَن عَبد الرحمن بن عبد القارىء أنه قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول : سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها قال وكان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائي فجئت به إلى النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقلت : يَا رسولَ الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : اقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : هكذا أنزلت ثم قال لي : اقرأ فقرأت فقال : هكذا أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه.
زاد ابن القاسم : فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
وزاد ابن بكير : أرسله.(1/166)
وعبد الرحمن بن عبد مسح النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم على رأسه وهو صغير فتوفي سنة ثمانين وهو ابن ثمان وسبعين سنة يكنى أبا محمد والقارة نسبة إلى بني قارة فخذ من كنانة.
170- وبهِ ؛ عَن ابن شهاب عن عروة بن الزبير ، عَن عائِشَة رضي الله عنها : أنها أخبرته أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمها من الرضاعة بعد أن نزل الحجاب قالت : فأبيت أن آذن له فلما جاء رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أخبرته بالذي صنعت فأمرني أن آذن له علي.(1/167)
171- وبهِ ؛ عَن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص : أن ابن وليدة زمعة مني فاقبضه إليك قالت : فلما كان عام الفتح أخذه سعد بن أبي وقاص وقال : ابن أخي قد كان عهد إلي فيه فقام عبد بن زمعة فقال : أخي ، وَابن وليدة أبي ولد على فراشه فتساوقاه إلى النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال سعد : يَا رسولَ الله ابن أخي قد كان عهد إلى فيه وقال عبد بن زمعة : أخي ، وَابن وليدة أبي ولد على فراشة فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : الولد للفراش وللعاهر الحجر ثم قال لسودة بنت زمعة : احتجبني منه لما رأى من شبه بعتبة . فما رآها حتى لقي الله عَزَّ وجَلَّ.
وفي رواية أبي مصعب : فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : هو لك يَا عبدَ بن زمعة وقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : الولد للفراش.
قوله للعاهر الحجر فالعاهر الزاني فإذا ادعي الولد كان له الحجر ولم يثبت له الولد.(1/167)
172- وبهِ ؛ عَن عروة عن عمرة ، عَن عائِشَة أنها قالت : كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يدني إلي رأسه فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان.
173- وبهِ ؛ عَن عروة ، عَن عائِشَة رضي الله عنها قالت : خرجنا مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عام الوداع فأهللنا بعمرة ثم قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا قالت : فقدمت مكة وأنا حائض ولم اطف بالبيت ، ولاَ بين الصفا والمروة فشكوت ذلك إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : انقضى رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة قالت : ففعلت . فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فقالت : اعتمرت فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : هذه مكان عمرتك فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم وأما الذين كانوا(1/168)
جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحِدًا.
174- وبه وعن عروة بن الزبير : أن أم سليم قالت : يَا رسولَ الله المرأة ترى ما يرى الرجل أتغتسل ؟ فقال لها رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم فلتغتسل فقالت لها عائشة : أف لك وهل ترى ذلك المرأة ؟ فقال لها رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : تربت يمينك ، ومن أين يكون الشبه.
وفي رواية أبي مصعب : ترى في المنام.
حبيب ؛ قال مالكٌ : تربت يمينك خسرت يمينك.
قال ابن الورد : قال ابن العلاف : قال ابن كثير : يريد استغنيت ويقال : امتلأت ترابا.
هذا حديث مرسل وقد رواه ابن أبي الوزير عن مالك في غير "المُوَطأ" مسندا فقال فيه عن عروة عن عائشة.(1/170)
175- وبهِ ؛ أَن ابن شهاب سئل عن رضاعة الكبير ؟ فقال : أخبرني عروة بن الزبير أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة وكان من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وكان قد شَهِد بَدْرًا وقد كان تبنى سالما الذي يقال له مولى أبي حذيفة كما تبنى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم زيد بن حارثة وأنكح أبو حذيفة سالما وهو يرى أنه ابنه فأنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة وهي من المهاجرات الأول وهي يومئذ من أفضل أيامي قريش . فلما أنزل الله عَزَّ وجَلَّ في زيد بن حارثة ما أنزل فقال : {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فغن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} رد كل أحد تبني من أولئك إلى أبيه فإن لم يعلم أبوه رد إلى مواليه . فجاءت سهله بنت سهيل وهي امرأة أبي حذيفة وهي من بني عامر بن لؤي إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقالت : يَا رسولَ الله كنا نرى سالما ولدا وكان يدخل علي وأنا فضل وليس لنا إلا بيت واحد؟ فقال لها رسول(1/171)
الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فيما بلغنا : أرضعيه خمس رضعات فيحرم بلبنها فكانت تراه ابنا من الرضاعة فأخذت بذلك عائشة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال . فكانت تأمر أختها أم كلثوم ابنة أبي بكر رضي الله عنه وبنات أخيها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال . وأبى سائر أزواج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أن يدخل عليهن بتلك الرضعة أحد من الناس وقلن : لا والله ما نرى الذي أمر به رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم سهلة بنت سهيل إلا رخصة في رضاعة سالم وحده من رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم . وبالله لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد فعلى هذا كان رأي أزواج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في رضاعة الكبير.
حبيب ؛ قال مالكٌ : إنما كان ذلك رخصة من رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ولم يعمل الناس من بعده ولو كان عليه العمل لعمل به الناس بعده.
حديث مرسل أدخله النسائي في المسند.(1/171)
وقد رواه عثمان بن عمر عن مالك في غير "المُوَطأ" مسندا عن عروة ، عَن عائِشَة مختصرا.
ورواه عبد الرزاق عن مالك بطوله فأسنده أيضا.
حَدَّثَنا عبد العزيز بن علي أبو عدي ، قال : حَدَّثَنا علي بن الحسن بن خلف بن قديد ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن عَمْرو بن السرح قال قال ابن وهب : فضل : مكشوف الرأس والصدر.
وقيل الفضل الذي عليه ثوب واحد ، ولاَ إزار تحته.
واسم أبي حذيفة قيس بن عتبة بن ربيعة استشهد يوم اليمامة رحمه سنة ثنتي عشرة وكذلك سالم مولى أبي حذيفة استشهد أيضا يوم اليمامة.
الزُّهْرِي عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ستة أحاديث.
وعمر بن الخطاب يكنى أبا حفص قتل رحمة الله سنة ثلاث وعشرين وهو ابن ثلاث وستين سنة وقيل خمس وستين سنة وقيل سنة خمس وخمسين سنة وتوفى سالم سنة ست ومِئَة بالمدينة وقد حكى ، عَن عائِشَة ولم يكن يدخل عليها ويكنى أبا عمر.(1/172)
176- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قال : حَدَّثَنا أحمد يعني النسائي ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عَن عَبد الله بن عمر ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا رفع رأسه من الركوع وفعها كذلك وقال : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وكان لا يفعل ذلك في السجود.
لفظهما سواء إلا أن المكي لم يقل : وإذا ركع وقال : ربنا ولك الحمد.(1/174)
177- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي قال أنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن سالم ، عَن أَبِيه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إن بلال ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم.
قال ابن شهاب : وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمى لا ينادى حتى يقال له أصبحت أصبحت.
لفظهما سواء.
هذا في "المُوَطأ" عند القَعْنَبِيّ مسندا قال فيه : عن سالم وعند غيره عن سالم فقط.
وقد رواه في غير "المُوَطأ" عبد الرزاق ، وَابن أبي أويس ، وَابن نافع ومطرف وأبو قرة ومحمد بن حرب وزهير بن عباد وكامل بن طلحة فقالوا فيه : عن سالم ، عَن أَبِيه كما قال القَعْنَبِيّ.(1/174)
178- اخبرنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله قال كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف ألا يخالف عبد الله بن عمر في أمر الحج فلما كان يوم عرفة جاءه عبد الله بن عمر حين زاغت الشمس وأنا معه فصاح عند سرادقه : أين هذا ؟ فخرج إليه الحجاج وعليه ملحفة معصفرة فقال : مالك يَا أبا عبد الرحمن ؟ قال : الرواح إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم قال : هذه الساعة ؟ قال نعم . قال : فأنظرني أفض علي الماء ثم أخرج إليك , فنزل عبد الله حتى خرج إليه الحجاج فسار بيني وبين أبي فقلت له : إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم فَاقْصُرِ الْخُطْبَةَ وعجل الوقوف قال : فجعل ينظر إلى عبد الله كيما يسمع ذلك منه فلما رأى ذلك عبد الله قال : صدق.(1/176)
179- وبهِ ؛ عَن سالم ، عَن عَبد الله بن عمر ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم صلى المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعا.
180- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال : دعه فإن الحياء من الإيمان.
وفي رواية مَعْن : يعاتب أخاه.(1/177)
181- وبهِ ؛ عَن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق أخبر عبد الله بن عمر ، عَن عائِشَة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ألم ترى أن قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم ؟ فقلت : يَا رسولَ الله أفلا تردها على قواعد إبراهيم . فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت قال : فقال عبد الله بن عمر : لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ما أرى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ترك استلام الركنين إلا أن البيت لم يتم على قواعد إبراهيم .(1/177)
الزُّهْرِي عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر :
حديثًا واحدًا.
182- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن حمزة وسالم ابني عبد الله عن أبيهما قال : إن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الشؤم في الدار والمرأة والفرس.(1/178)
وذكر ، عَن عائِشَة رضى الله تعالى عنها انها قالت : إنما كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يحدث عن أقوال الجاهلية.
الزُّهْرِي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود.
اثني عشر حديثا.
وعبد الله بن عتبة بن مسعود توفي سنة ثلاث ، أَو أربع وسبعين وكان من عمال عمر وروى عن عمر رضي الله عنه وتوفى عبد الله بن مسعود ويكنى أبا عبد الرحمن سنة اثنين وثلاثين.
وتُوُفِّيَ عبيد الله بن عبد الله سنة ثمان وتسعين يكنى أبا عبد الله.
عبيد الله بن عبد الله ، عَن ابن عباس تسعة أحاديث.
183- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عَن ابن عباس أنه قال : إن أم الفضل بنت الحارث سمعته يقرأ : {والمُرسَلاَت عُرْفًا} فقالت : يَا بني لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقرأ بها في المغرب.
قال يَحْيَى بن مَعِين : أم الفضل بنت الحارث اسمها لبابة.(1/179)
184- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن عباس أنه قال : أقبلت راكبا على أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بمنى فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت وأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف فلم ينكر ذلك علي أحد.
وفي رواية ابن وهب ، وَابن القاسم : راكبا على حمار.(1/180)
185- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن عباس ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر وأفطر الناس.
وكان يأخذون بالحدث من أمر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
قيل الكديد ما بين عسفان وقديد.(1/180)
186- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن عباس : أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يَا رسولَ الله إن أمي ماتت وعليها نذر ولم تقضه ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : اقضه عنها.
وسعد بن عبادة يكنى أبا ثابت شهد العقبة توفي سنة خمس عشرة وقيل زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.(1/181)
187- وبهِ ؛ عَن عبيد الله ، عَن عَبد الله بن عباس ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم سئل عن فأرة سقطت في سمن فقال : خذوها وما حولها من السمن فاطرحوه.
هكذا قال فيه مَعْن والقَعْنَبِيّ ، عَن ابن عباس مسندا.
وفي رواية يحيى بن يحيى الأندلسي ، عَن ابن عباس عن ميمونة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
ورواه غيرهم مُرسَلاً ولم يذكروا ابن عباس والله أعلم.(1/181)
188- أخبرنا حمزة بن محمد قال أنا أحمد بن شعيب قال أنا محمد بن سلمة ، قال : حَدَّثَنا عبد الرحمن بن القاسم ، عن مالك ، قال : حدثني ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عَن ابن عباس قال : مر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بشاة ميتة كان أعطاها لميمونة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : فهلاَّ انتفعتم بجلدها ؟ قالوا : يَا رسولَ الله إنها ميتة قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : فإنها حرم أكلها.
هذا في "المُوَطأ" عند ابن القاسم ، وَابن وهب ، ومَعْن ، وَابن عفير ، ويحيى بن يحيى الأندلسي ، وَابن برد ، عن ابن عباس ، مسندا.
وأرسله غيرهم فلم يذكروا ابن عباس والله أعلم.(1/183)
189- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قَال : حَدَّثَنَا علي ، قَال : حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عَن عَبد الله بن عباس عن الصعب بن جثامة : أنه أهدى لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وهو بالأبواء أبو بودان حمارا وحشيا فرده رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : فلما رأى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ما في وجهي قال : إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم.
190- وبهِ ؛ عَن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله.
هذا عند القَعْنَبِيّ دون غيره والله أعلم.(1/183)
191- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن عباس أنه ، قال : سَمِعتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : الرجم في كتاب الله حق على من زنا إذا أحصن من الرجال والنساء وإذا قامت البينه ، أَو كان الحد ، أَو الاعتراف.
هذا حديث موقوف.(1/184)
عبيد الله ، عَن أُم قيس واسمها آمنة بنت محصن :
حديثًا واحدًا.
192- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عبيد الله ، عَن أُم قيس بنت محصن : أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فأجلسه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في حجره فبال على ثوبه بماء فنضحه ولم يغسله.
عبيد الله ، عَن أَبِي هُرَيرة وزيد بن خالد الجهني.
وتوفي زيد بن خالد ويكنى أبا عبد الرحمن سنة ثمان وسبعين بالمدينة وهو ابن خمس وثمانين سنة.(1/185)
193- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله ، عَن أَبِي هُرَيرة وزيد بن خالد الجهني : أنهما أخبراه أن رجلين اختصما إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال أحدهما : يَا رسولَ الله اقض بيننا بكتاب الله وآذن لي في أن أتكلم قال : تكلم فقال : إن ابني كان عسيفا على هذا والعسيف الأجير فزنا بامرأته فأخبروني أن على ابني الرجم فافتديت منه بمِئَة شاة وبجارية لي ثم إني سألت أهل العلم فأخبروني أنما على ابني جلد مِئَة وتغريب عام وإنما الرجم على امرأته فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أما والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله أما غنمك وجاريتك فرد عليك وجلد ابنه وغربه عاما وأمر أنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر فإن اعترفت رجمها فاعترفت فرجمها.(1/186)
194- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ قال : حَدَّثَنَا علي ، قَال : حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ عن مالك (ح) وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا أبو مسلم ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله ، عَن أَبِي هُرَيرة وزيد بن خالد الجهني ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن فقال : إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم بيعوها ولو بضفير.
قال ابن شهاب لا أدري أبعد الثالثة ، أَو الرابعة.
والضفير الحبل.
لفظ المكي قال الذهلي : ثم إن زنت فبيعوها.(1/187)
الزُّهْرِي عن عطاء بن يزيد الليثي يكنى أبا يزيد توفي سنة تسع ومِئَة وهو ابن اثنتين وثمانين سنة أربعة أحاديث.
195- أخبرنا أحمد بن الحسن النجيرمي ، قال : حَدَّثَنا الربيع بن سليمان قال أخبرني عبد الله بن وهب قال أخبرني مالك بن أنس والليث بن سعد ويونس بن يزيد , (ح) وأخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع وأحمد بن محمد المكي قالا : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي ، عَن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن.(1/188)
196- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي ، عَن أبي سعيد الخدري : أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفد ما عنده قال : ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر.
قوله : فلن أدخره عنكم يريد : فلن أمنعكموه واستحق به دونكم.(1/188)
197- وبهِ ؛ عَن عطاء بن يزيد الليثي ، عَن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام يلتقيان فيعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
وقال يَحْيَى بن مَعِين : اسم أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد.
وقيل إنه شَهِد بَدْرًا والعقبة.
وتُوُفِّيَ سنة إحدى وخمسين.
198- وبهِ ؛ عَن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أنه حدثه عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أنه بينما هو جالس بين ظهراني الناس غذا جاءه رجل فساره فلم يدر ما ساره به حتى جهر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فإذا هو يستأذن في قتل رجل من المنافقين فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حين جهر : أليس يشهد ان لا إله إلا الله ، وَأَن محمدا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ؟ قال الرجل : بلى يَا رسولَ الله ، ولاَ شهادة له فقال : أليس يصلي ؟ قال الرجل : بلى ، ولاَ صلاة له فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أولئك الذين نهاني الله عنهم.(1/189)
هذا حديث مرسل.
وقد رواه روح بن عبادة عن مالك في غير "المُوَطأ" ، عَن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن عدي بن الخيار : أن رجلا أخبره أن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
ورواه عقيل والليث عن الزُّهْرِي عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن رجل من الأنصار أخبره أن رجلا من الأنصار أتى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
ورواه معمر عن الزُّهْرِي عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن عدي أن عبد الله بن عدي الأنصاري حدثه أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
الزُّهْرِي ، عَن عَبد الرحمن بن هرمز مولى ربيعة بن عبد المطلب.
ثلاثة أحاديث.
توفي عبد الرحمن ويكنى أبا داود بالإسكندرية سنة سبع عشرة ومِئَة.(1/190)
199- أخبرنا حمزة بن محمد الكناني وأحمد بن محمد الإمام قال حمزة أخبرنا وقال أحمد حَدَّثَنا أحمد يعنيان ابن شعيب النسائي قال أنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن الأعرج ، عَن عَبد الله بن بحينة قال : صلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ركعتين ثم قام فلم يجلس فقام الناس معه فلما قضى صلاته ونظرنا تسليمه كبر فسجد سجدتين وهو جالس قبل التسليم ثم سلم.
لفظهما سواء.
وفي رواية أبي مصعب : انتظرنا.(1/191)
200- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يمنع أحدكم أخاه أن يغرز خشبة في جداره ثم يقول ابو هريرة ما لأي أراكم عنها معرضين والله لأرمين بها بين أكتافكم.
وفي رواية أبي مصعب جاره موضع أخيه.
201- وبهِ ؛ عَن أَبِي هُرَيرة أنه كان يقول : شر الطعام طعام الوليمة يدعا لها الأغنياء ويترك المساكين ، ومن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله.
هذا حديث موقوف.
رواه في غير "المُوَطأ" إسماعيل بن مسلمة بن قعنب عن مالك مسندا.(1/192)
الزُّهْرِي عن محمد بن جبير بن مطعم :
حديثين.
202- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قَال : حَدَّثَنَا يونس ، قَال : حَدَّثَنَا ابن وهب قال أخبرني مالك . (ح) وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم ، عَن أَبِيه قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قرأ بالطور في المغرب.
لفظهما سواء.(1/193)
203- أخبرنا أبو طالب عمر بن الربيع بن سليمان الخشاب ، قال : حَدَّثَنا أبو علي الحسين بن عبد الغفار الجهاري ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب قال أخبرني مالك بن أنس ، عَن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم ، عَن أَبِيه أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب.
هذا في الروايات عن محمد بن جبير بن مطعم مُرسَلاً ليس فيها ، عَن أَبِيه وهو عند مَعْن ، وَابن المبارك الصوري ، عَن أَبِيه مسندا.
قال أبو عبيد : قال سفيان العاقب آخر الأنبياء.
الزُّهْرِي ، عَن أبي عبيد سعد بن عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف وكان يقال له مولى أزهر وبه يعرف توفي سنة ثمان وتسعين حديثين.(1/194)
204- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن أبي عبيد مولى ابن أزهر أنه قال شهدت العيد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاء فصلى ثم انصرف فخطب الناس فقال : إن هذين يومان نهى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن صيامهما يوم فطركم من صيامكم والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم.
قال أبو عبيد ثم شهدت العيد مع عثمان بن عفان رضي الله عنه فجاء فصلى ثم انصرف فخطب الناس فقال : إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان فمن أحب من أهل العالية أن تنتظر الجمعة فلينتظرها ، ومن أحب أن يرجع فليرجع فقد أذنت له.
قال أبو عبيد ثم شهدت العيد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعثمان محصور فجاء فصلى ثم انصرف فخطب.
205- وبهِ ؛ عَن أبي عبيد ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول : قد دعوت فلم يستجب لي .(1/195)
الزُّهْرِي عن مالك بن أوس الحدثان النصري حديثين.
وتُوُفِّيَ مالك بن أوس سنة ثنتين وتسعين وهو ابن أربع وتسعين سنة
206- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري عن عمر بن الخطاب ، قال : سَمِعتُ رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء والبر بالبر إلا هاء وهاء والتمر بالتمر ربا إلا هاء هاء والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء.
هذا الحديث هكذا في "المُوَطأ" عن القَعْنَبِيّ دون غيره والله أعلم.
والذي في الروايات الحديث الذي بعده.(1/196)
207- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال أخبرني مالك . (ح) وأخبرني أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان أنه التمس صوفا بمِئَة دينار قال فدعاني طلحة بن عبيد الله فتراوضنا حتى اصطرف مني وأخذ الذهب يقلبها في يده ثم قال : حتى تأتي جارتي من الغابة وعمر بن الخطاب يسمع فقال عمر رضي الله عنه : والله لا تفارقة حتى تأخذ منه ثم قال قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : الورق بالذهب والبر بالبر ربا إلا هاء وهاء والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء.
لفظهما سواء غير أن القَعْنَبِيّ قال : فأخذ طلحة الذهب.(1/197)
الزُّهْرِي ، عَن أبي إدريس الخولاني واسمه عائذ بالله بن عبد الله توفي سنة ثمانين :
حديثين.
208- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي قال أنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله هو القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن أبي إدريس الخولاني ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من توضأ فلينتثر ، ومن استجمر فليوتر.
وفي رواية أبي مصعب : فليستنثر.
والنثرة : الأنف.
والاستجمار التمسح بالجمار.(1/197)
209- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن أبي إدريس الخولاني ، عَن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع.
واسم أبي ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم ويقال جرثوم.(1/198)
الزُّهْرِي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
حديثًا واحدًا.
وقتل الحسين رحمه الله سنة إحدى وستين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ويكنى أبا عبد الله.
وتُوُفِّيَ أخوه الحسن رحمه الله ويكنى أبا محمد سنة ستين وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
وتُوُفِّيَ علي بن الحسين سنة أربع وتسعين.
210- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال أخبرني مالك بن أنس . (ح) وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن علي بن الحسين بن علي عن عمر بن عثمان عن أُسَامة بن زيد أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يرث المسلم الكافر.
قال يونس قيل لمالك عَمْرو قال هو عمر ونحن أعلم به وهذا منزله.
وفي رواية ابن القاسم ويحيى بن يحيى الأندلسي عَمْرو بن عثمان.
وأخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري ، قال : حَدَّثَنا علي بن أحمد بن سليمان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال قال يَحْيَى بن مَعِين : قال لي عبد الرحمن بن مهدي قال لي مالك بن أنس تراني لا أعرف عمر من عَمْرو ! هذا دار عمر وهذه دار عَمْرو فكيف حدثكم مَعْن ؟ قال : كان يقول عمرو.
وتوفي أُسَامة بن زيد سنة أربع وخمسين يكنى أبا زيد.(1/199)
الزُّهْرِي ، عَن عَبد الله والحسن ابني محمد بن علي بن أبي طالب :
حديثًا واحدًا.
وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يكنى أبا الحسن وقتل رحمه الله سنة أربعين وهو ابن سبع وخمسين سنة وقيل ثمان وخمسين ومحمد بن علي هو ابن الحنفية أمه امرأة من بني حنيفة توفي سنة ثنتين وثمانين وقيل سنة إحدى وثمانين وهو ابن خمس وستين يكنى أبا القاسم.
211- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي بن عبد العزيز ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن عَبد الله والحسن ابني محمد بن علي عن أبيهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نهى عن متعه النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.(1/201)
الزُّهْرِي عن عباد بن تميم بن غزية المازني الأنصاري :
حديثًا واحدًا.
روايته عن عمه أخي أبيه لأمه عبد الله بن زيد بن عاصم.
212- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قَال : حَدَّثَنَا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب ، قال : حَدَّثَني مالك . (ح) وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عباد بن تميم عن عمه : أنه رأى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم مستلقيا في المسجد وهو واضع إحدى رجليه على الأخرى.(1/202)
الزُّهْرِي ، عَن عَبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري وكعب بن مالك يكنى أبا عبد الله وقيل أبا عبد الرحمن :
حديثًا واحدًا.
213- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال أخبرني مالك بن أنس , (ح) وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن عَبد الرحمن بن كعب بن مالك : أنه أخبره أن أباه كعب بن مالك كان يحدث أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه.
قوله : نسمة المؤمن نسمة النفس والروح والبدن وفي هذا الحديث إنما يعني الروح.
وقوله تعلق تأكل من شجر الجنة وتعلق تأوي.(1/202)
الزُّهْرِي ، عَن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام :
حديثًا واحدًا.
توفي أبو بكر سنة أربع وتسعين سنة.
214- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عَن أبي مسعود الأنصاري ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن.
ابن القاسم قال مالك حلوان الكاهن أجره ورشوته.
وقال ابن وهب مهر البغي ما تعطى الزانية وحلوان الكاهن ما يعطى.
واسم أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عامر وذكر أنه شَهِد بَدْرًا.
وتُوُفِّيَ بالكوفة أيام علي.(1/203)
الزُّهْرِي ، عَن أبي بكر ويسمى القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر :
حديثًا واحدًا.
215- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن ابن شهاب ، عَن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر ، عَن عَبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله.
وفي رواية ابن بكير : عَن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر ، عَن أَبِيه ، عَن عبد الله بن عمر.(1/204)
الزُّهْرِي عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله :
حديثًا واحدًا.
وقتل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ويكنى أبا محمد يوم الجمل سنة ست وثلاثين وهو ابن ثلاث وستين سنة وقيل خمس وسبعين سنة.
216- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله ، عَن عَبد الله بن عَمْرو بن العاص أنه قال : وقف رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بالناس في حجة الوداع بمنى يسألونه فجاء رجل فقال يَا رسولَ الله لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : اذبح ، ولاَ حرج فجاءه رجل آخر فقال : يَا رسولَ الله صلى الله عليك لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي ؟ قال : ارم ، ولاَ حرج قال فما سئل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن شيء قدم ، ولاَ أخر إلا قال : افعل ، ولاَ حرج.
وكنية عبد الله بن عَمْرو بن العاص أبو عبد الرحمن وقيل : أبو محمد.(1/205)
الزُّهْرِي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص :
حديثًا واحدًا.
وتوفي عامر بن سعد سنة أربع ومِئَة وقد كان روى عن عثمان.
217- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي بن عبد العزيز ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عَن أَبِيه أنه قال : جاءني رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يعودني عام حجة الوداع قال وبي وجع اشتد بي فقلت يَا رسولَ الله قد بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا ذو مال ، ولاَ يرثني إلا ابنه لي أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال : لا قلت : فالشطر ؟ قال : لا قلت : فالثلث ؟ قال : الثلث والثلث كثير ، أَو كبير إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت فيها حتى ما تجعل في في امرأتك فقلت : يَا رسولَ الله أخلف بعدي أصحابي ؟ فقال غنك لن تخلف فتعمل صالحا إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم امض لأصحابي هجرتهم ، ولاَ تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أن مات بمكة.(1/206)
وفي رواية أبي مصعب : من وجع وفيها : ثم قال الثلث والثلث كثير.
قوله الشطر يعني النصف.
وعالة أي فقراء ويتكففون الناس أي يسألونهم.
وقوله : ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون.
قال ابن وهب أخبرني عَمْرو بن الحارث عن بكير بن الأشج قال سألت عامر بن سعد بن أبي وقاص عن قول رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم لأبيه سعد هذا القول.
قال أتى سعد على الفرات فقتل قوما على ردة فضربهم واستتاب ...... سجعوا سجع مسيلمة فتابوا فانتفعوا.
قال أبو الطاهر : يرثي له يتوجع.(1/207)
الزُّهْرِي عن سليمان بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم :
حديثًا واحدًا.
توفي سليمان بن يسار سنة ست ومِئَة وقيل سنة سبع ومِئَة يكنى أبا الوليد وهو ابن ثلاث وسبعين سنة.
218- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن سليمان بن يسار ، عَن عَبد الله بن عباس قال : كان الفضل بن عباس رديف رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه فجعل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر فقالت : يَا رسولَ الله إن فريضة الله عَزَّ وجَلَّ على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج تعني عنه ؟ قال : نعم وذلك في حجة الوداع.
حبيب ؛ قال مالكٌ : إنما كان ذلك له خاصة مثل حديث سالم مولى أبي حذيفة لا أرى لحد يحج عن أحد.(1/208)
الزُّهْرِي عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب :
حديثًا واحدًا.
219- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قَال : حَدَّثَنَا علي ، قَال : حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ عن مالك بن أنس ، عَن ابن شهاب عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب : أنه حدثه أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس عام حج معاوية بن أبي سفيان ومما يذكر أن التمتع بالعمرة إلى الحج فقال الضحاك : لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله عَزَّ وجَلَّ فقال سعد بن أبي وقاص : بئسما قلت يَا ابن أخي فقال الضحاك : فإن عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك فقال سعد : قد صنعها رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وصنعناها معه.
والضحاك بن قيس يكنى أبا سعيد توفي سنة خمس وستين.(1/209)
الزُّهْرِي عن عمار وقيل عامر بن أكيمة الليثي يكنى أبا الوليد توفي سنة إحدى ومِئَة وهو ابن تسع وسبعين سنة :
حديثًا واحدًا.
220- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قَال : حَدَّثَنَا علي ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن ابن أكيمة الليثي ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم انصرف من صلاة جهر فيها بالقرآن فقال : هل قرأ معي أحد منكم ؟ فقال رجل : نعم يَا رسولَ الله قال : إني أقول ما لي أنازع القرآن فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم من الصلوات حين سمعوا ذلك من رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
وأخبرناه أحمد بن محمد الإمام قال أنا أحمد يعني ابن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سَعِيد ، عَن مالك نحوه . وقال فيه : جهر فيها بالقرآن فقال : هل قرأ معي أحد منكم آنفا.(1/210)
الزُّهْرِي عن إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري :
حديثًا واحدًا.
واستشهد ثابت بن قيس بن شماس يوم اليمامة سنة اثنتي عشر.
221- أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد النسائي ، قال : حَدَّثَنا محمد بن صالح الخولاني ، قال : حَدَّثَنا أبو قرة محمد بن حميد ، قال : حَدَّثَنا سعيد يعني ابن عفير قال : حَدَّثَني مالك ، عَن ابن شهاب عن إسماعيل بن محمد بن ثابت الأنصاري عن ثابت بن قيس بن شماس أنه قال : يَا رسولَ الله لقد خشيت أن أكون قد هلكت قال : بم ؟ قال : نهانا الله عَزَّ وجَلَّ أن نحب أن نحمد بما لم نفعل وأجدني أحب الحمد ونهانا الله عن الخيلاء وأنا امرؤ أحب الجمال ونهانا أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا امرؤ جهير الصوت فقال النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : يَا ثابت بن قيس أما ترضى تعيش حميدا وتموت شهيدا وتدخل الجنة ؟.
وهذا في "المُوَطأ" عند ابن عفير دون غيره والله أعلم.
وفيه : أن تعيش حميدا ، أَو تقتل شهيدا.(1/211)
الزُّهْرِي ، عَن عَبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب :
حديثًا واحدًا.
222- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي ، قَال : حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن عَبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، عَن عَبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عَن عَبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبره أن الوباء قد وقع بالشام قال فقال ابن عباس فقال عمر رضي الله عنه : ادع إلي المهاجرين الأولين فدعاهم واستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا فقال بعضهم قد خرجت لأمر ، ولاَ نرى أن ترجع عنه.(1/212)
وقال بعضهم معك بقية أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ، ولاَ نرى أن تقدمنهم على هذا الوباء فقال : ارتفعوا عني ثم قال : ادع الأنصار فدعوتهم له فاستشارهم . فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم . فقال : ارتفعوا عني ثم قال : ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح . فدعوتهم له فلم يختلف عليه منهم رجلان فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ، ولاَ تقدمهم على هذا الوباء . فنادى عمر في الناس : إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه . فقال أبو عبيدة بن الجراح : أفرارا من قدر الله ؟ فقال عمر : لو غيرك قالها يَا أبا عبيدة ؟ نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله أرأيت لو كانت لك إبل فهبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله عَزَّ وجَلَّ قال فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته فقال : إن عندي من هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه.
قال فحمد الله عمر ثم انصرف.
وفي رواية أبي مصعب : وكان عمر يكره خلافه .... نعم نفر.
حبيب ؛ قال مالكٌ : سرغ قرية بوادي تبوك في طريق الشام وقيل : سرغ في أدنى الشام بلغه أن الوباء قد وقع بدمشق.(1/212)
الزُّهْرِي عن عثمان بن إسحاق بن خرشة :
حديثًا واحدًا.
223- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي ، قَال : أَخْبَرنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عثمان بن إسحاق بن خرشة عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه تسأله ميراثها فقال : مالك في كتاب الله عَزَّ وجَلَّ شيء وما علمت لك في سنة رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم شيئا فارجعي حتى أسأل الناس فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة : حضرت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أعطاها السدس فقال أبو بكر رضي الله عنه : هل معك غيرك ؟ فقام محمد بن مسلمة فقال مثلما قال المغيرة بن شعبة فأنفذه لها أبو بكر رضي الله عنه ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه تسأله ميراثها فقال : مالك في كتاب الله عَزَّ وجَلَّ شيء وما كان القضاء الذي قضى به لغيرك وما أنا بزائد في الفرائض ولكن هو ذلك السدس فإن اجتمعتما فيه فهو بينكما وأيتكما خلت به فهو لها.
وفي رواية أبي مصعب : في الفرائض شيئا.(1/213)
الزُّهْرِي عن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف :
حديثًا واحدًا.
وتوفي صفوان بن أمية سنة اثنتين وأربعين.
224- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قَال : حَدَّثَنَا علي ، حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن صفوان بن أمية : أن صفوان بن أمية قيل له من لم يهاجر هلك فقد صفوان بن أمية المدينة فنام في المسجد وتوسد رداءه فجاء سارق فأخذ رداءه فأخذ السارق فجاء به النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فأمر به رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أن تقطع يده . فقال صفوان : يَا رسولَ الله لم أرد هذا هو عليه صدقة فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أفلا قبل أن تأتيني به.(1/215)
الزُّهْرِي عن عباد بن زيادة بن أبي سفيان :
حديثًا واحدًا.
225- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عباد بن زياد عن المغيرة بن شعبة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ذهب لحاجته في غزوة تبوك قال المغيرة فذهبت معه فجاء النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فسكبت عليه فغسل وجهه ثم ذهب ليخرج يديه فلم يستطع من ضيق كمي جبته فأخرجهما من تحت جبته وعبد الرحمن بن عوف يؤمهم وقد صلى لهم ركعة فصلي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم الركعة التي بقيت عليهم فلما فرغ رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : أحسنتم.
وأخبرنا حمزة بن محمد ، قَال : أَخْبَرنا أحمد يعني ابن شعيب النسائي ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سَعِيد ، عَن مالك نحوه . وقال فيه : ففرغ الناس فلما فرغ رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : أحسنتم.
قال أبو عبد الرحمن : عباد بن زياد لم يسمعه من المغيرة.(1/216)
أخبرنا حمزة بن محمد قال أنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال : حَدَّثَني عمي قال : حَدَّثَني أبي عن صالح ، عَن ابن شهاب قال : حَدَّثَني عباد بن زياد عن عروة بن المغيرة ، عَن أَبِيه المغيرة بن شعبة قال : تخلفت مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في غزوة تبوك فذكر الحديث.
حبيب ؛ قال مالكٌ : كانت جبة رومية بيضاء.
وقيل توفي المغيرة الكوفة سنة خمس ويكنى أبا عبد الله ويقال أبا عيسى وهو ابن سبعين سنة.
الزُّهْرِي عن حرام بن سعد بن محيصة الحارثي :
حديثين.
وتوفي حرام بن سعد سنة ثلاث عشرة ومِئَة وهو ابن سبعين سنة ويكنى أبا سعد.(1/217)
227-أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي بن عبد العزيز ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن ابن محيصة وهو أحد بني حارثة ، عَن أَبِيه أنه استأذن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في إجازة الحجام فنهاه عنها فلم يزل يسأله ويستأذنه حتى أمر : ان أعلفه ناضحك ورقيقك.
هذا مرسل في رواية ابن القاسم ويحيى بن يحيى الأندلسي لم يقولا فيه عن أبيه.
ابن القاسم قال مالك الناضح الرقيق ويكون من الإبل لكن تفسيره الرقيق.
228- وبهِ ؛ عَن ابن شهاب عن حرام بن سعد بن محيصة : ان ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل فأفسدت فيه فقضى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إن على أهل الحوائط حفظها بالنهار وإن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها.
هذا حديث مرسل إلا عند مَعْن فإنه قال فيه عن حرام بن سعد بن محيصة عن محيصة مسندا.(1/218)
الزُّهْرِي عن رجل من آل خالد بن أسيد وهو أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد :
حديثًا واحدًا.
وتوفي أمية سنة سبع وثمانين.
229- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن رجل من آل خالد بن أسيد : أنه سأل عبد الله بن عمر فقال ابن عمر : يَا ابن أخي إن الله عَزَّ وجَلَّ بعث إلينا محمدا ، ولاَ نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأيناه يفعل.(1/219)
يقال إن مالكا انفرد بهذا القول.
وقد رواه الليث عن الزُّهْرِي فجوده.
أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حَدَّثَنا الليث ، عَن ابن شهاب ، عَن عَبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله بن خالد أنه قال لعبد الله بن عمر : إنا لنجد صلاة الحضر فذكر نحوه.
ورواه ابن وهب عن يونس ، عَن ابن شهاب ، عَن عَبد الملك بن أبي بكر ، عَن أَبِيه ، عَن أمية بن عبد الله بن خالد.
أخبرنا حمزة بن محمد قال أنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا عَمْرو بن سواد قال أخبرني ابن وهب قال أخبرني يونس ، عَن ابن شهاب قال أخبرني عبد الملك بن أبي بكر عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد.
قال أبو عبد الرحمن وحديث الليث أولى بالصواب عندنا من حديث ابن وهب هذا عن يونس وبالله التوفيق.(1/220)
الزُّهْرِي ، عَن عَبد الله بن عَمْرو بن العاص :
حديثًا واحدًا.
230- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي بن عبد العزيز ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب ، عَن عَبد الله بن عَمْرو بن العاص أنه قال : لما قدمنا المدينة نالنا وباء من وعكها شديد فخرج رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وهو يصلون في سبحتهم قعودا فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : صلاة القاعد مثل نصف صلاة القائم.
هذا حديث مرسل.(1/221)
الزُّهْرِي عن عبيد بن السياق :
حديثًا واحدًا.
231- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ابن شهاب عن عبيد بن السباق أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال في جمعة من الجمع : يَا معشر المسلمين إن هذا يوم جعله الله عَزَّ وجَلَّ عيدا للمسلمين فاغتسلوا ، ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه وعليكم بالسواك.
هذا حديث مرسل.
كما حديث الزُّهْرِي وذلك مِئَة حديث وأحد عشر حديثا منها سبعة عشر حديثا اختلفوا فيها وسبعة أحاديث مرسلة وثلاثة موقوفة.(1/222)
- ما رَوَى مالك عن محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير التيمي ويكنى أبا عبد الله ويقال أبو بكر توفي سنة ثلاثين ومِئَة وقيل سنة إحدى وثلاثين ومِئَة وقيل سنة اثنتين وعشرين ومِئَة . بل سنة نيفا وسبعين سنة وهو ثلاثة أخوة محمد وأبو بكر وعمر.
أربعة أحاديث.
ذكر فضله رحمه الله :
232- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر هو الفريابي ، قال : حَدَّثَنا محمد بن إسماعيل ، قال : حَدَّثَنا عبد العزيز يعني الأويسي عن مالك قال كان محمد بن المنكدر سيد القراء لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا يكاد يبكي.(1/223)
233- أخبرنا الحسن بن علي ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن مروان ، قَال : حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق ، قال : حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : سَمِعتُ مالك بن أنس يقول كلما كنت أجد من نفسي قسوة كنت آتي محمد بن المنكدر فأنظر إليه نظرة فأتعظ بنفسي أياما وكان محمد يمر إلى المسجد فيتم نصف ليلته في المسجد وكان أبو بكر يأتي منزله فيتم باقي ليلته في منزله وكان يلتقيان في موضع واحد في نصف الليل أكثر من عشرين سنة فكان هذا دأبهما إلى أن مات.(1/223)
محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رحمهما الله :
حديثًا واحدًا.
234- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن أعرابيا بايع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم على الإسلام فأصاب الأعرابي وعك المدينة فأتى النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يَا رسولَ الله أقلني بيعتي فأبى ثم جاء فقال : أقلني بيعتي فأبى ثم جاء فقال : أقلني بيعتي فأبى فخرج الأعرابي فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها.
يريد عليه السلام أن المدينة تنفي شرار الناس كما تنفي النار خبث الحديد.
وينصع ينقي وتطهر .(1/224)
محمد بن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة :
حديثًا واحدًا.
235- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك ,
وأخبرنا حمزة بن محمد الكناني ، قال : حَدَّثَنا إسحاق ، قال : حَدَّثَنا سعيد ، قال : حَدَّثَنا مالك عن محمد بن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت : أتيت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في نسوة نبايعه فقلنا : يَا رسولَ الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولاَ نسرق ، ولاَ نزني ، ولاَ نقتل أولادنا ، ولاَ نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ، ولاَ نعصيك في معروف . قال : فيما استطعن وأطقن فقلنا : الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا هلم نبايعك يَا رسولَ الله ! فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إني لا أصافح النساء إنما قولي لمِئَة امرأة كقولي لامرأة واحدة ، أَو مثل قولي لامرأة واحدة.
لفظهما سواء غير أن المكي لم يقل : ولاَ نقتل أولادنا.
وقاله ابن وهب ، ومَعْن ، وَابن بكير ويحيى بن يحيى الندلسي ولم يقله ابن القاسم ، ولاَ القَعْنَبِيّ ، ولاَ ابن عفير وليس هذا الحديث عند أبي مصعب.(1/225)
وفي رواية ابن وهب : رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أرحم بنا منا.
وفيها : نبايعه عن الإسلام.
وقال فيه مَعْن : عن أميمة ابنة رقيقة عن أمها.(1/226)
محمد بن المنكدر عن عامر بن سعد بن أبي وقاص :
حديثًا واحدًا.
236- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن المنكدر أن عامر بن سعد بن أبي وقاص أخبره أن أُسَامة بن زيد أخبره أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الطاعون رجز أرسل على من كان قبلكم ، أَو على بني إسرائيل شك ابن المنكدر أيهما قال فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض فلا تخرجوا فرارا منه.
وفي رواية أبي مصعب : بأرض أنتم بها.
وهذا الحديث عند القَعْنَبِيّ عن محمد بن المنكدر وهو عند غيره عن محمد بن المنكدر وأبي النضر جميعا . وقد ذكرناه بعد هذا.
والرجز العذاب.(1/226)
محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير :
حديثًا واحدًا.
237- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي ، قَال : حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير عن رجل عنده رضي قال : إن عائشة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أخبرته أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ما من امرىء تكون له صلاة بالليل فيغلبه عليها نوم إلا كتب له أجر صلاته وكان يومه عليه صدقة.
أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قال : حَدَّثَنا أحمد يعني ابن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سَعِيد ، عَن مالك مثله.
قال أبو عبد الرحمن الرجل الرضي الأسود بن يزيد.(1/227)
- ما رَوَى مالك عن محمد بن مسلم بن تدرس مولى حكيم بن حزام يكنى أبا الزبير المكي ويقال مولى أبي القاسم محمد بن طلحة توفي في خلافة مروان بن محمد سنة ثمان وعشرين ومِئَة وهو ابن أربع وثمانين سنة.
وقال يَحْيَى بن مَعِين أبو الزبير ثقة.
ثمانية أحاديث.
ذكر فضله رحمه الله :
238- أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد المفسر ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن علي ، قَال : حَدَّثَنَا أحمد بن منيع ، قال : حَدَّثَنا هشيم ، قال : حَدَّثَنا ابن أبي ليلى والحجاج بن أرطاة قالا قال عطاء كنا إذا خرجنا من عند جابر تذاكرنا حديثه فكان أبو الزبير من أحفظنا للحديث.(1/229)
239- حَدَّثَنا أبو أحمد أيضا ، قَال : حَدَّثَنَا أحمد بن علي ، قال : حَدَّثَنا محمد بن عباد ، قال : حَدَّثَنا سفيان ، عَن أبي الزبير قال كان عطاء يقدمني إلى جابر لأحفظ لهم الحديث.(1/229)
أبو الزبير عن جابر بن عبد الله أربعة أحاديث.
240- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أنه أخبره أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى عن أكل لحوم الضحايا ثم قال بعد ذلك : كلوا وتزودوا وادخروا.
وحدثناه أحمد بن إبراهيم بن جامع ، قال : حَدَّثَنا عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز العمري ، قال : حَدَّثَنا ابن أبي أويس قال : حَدَّثَني مالك ، عَن أبي الزبير أن جابر أخبره قاله : نهى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث.(1/229)
241- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله أنه قال : نحر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بالحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة.
وفي رواية أبي مصعب : عام الحديبية.
242- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى أن يأكل الرجل بشماله ، أَو يمشي في نعل واحدة ، وَأَن يشتمل الصماء ، وَأَن يحتبيَ بثوب واحد كاشفا عن فرجه.
ابن القاسم قال مالك الصماد يشتمل ثم يلقي ثوبه على منكبه ويخرج يده اليسرى من تحت الثوب وليس عليه إزار.
وقال ابن وهب يرمي طرف الثوب جميعا عن شقه الأيسر.(1/230)
243- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : أغلقوا الباب وأوكوا السقاء وأكفئوا الإناء خمروا الإناء واطفئوا المصباح فإن الشيطان لا يفتح غلقا ، ولاَ يحل وكاء ، ولاَ يكشف إناء وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم ، أَو بيوتهم.
قوله عليه السلام : وأوكوا السقاء : أي شدوا القربة . و أكفوا الإناء : أي كبوه لوجهه إذا كان فارغا . وخمروا : أي غطوا و الفويسقة : الفأرة . تضرم : أي تشعل البيت عليهم بالنار.(1/231)
- أبو الزبير ، عَن أبي الطفيل عامر بن واثلة :
حديثًا واحدًا.
وقد رأى أبو الطفيل النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وهو صغير وهو ابن ثمان سنين.
وتُوُفِّيَ سنة إحدى ومِئَة.
244- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزبير ، عَن أبي الطفيل عامر بن واثلة : أن معاذ بن جبل أخبرهم أنهم خرجوا مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في غزوة تبوك فكان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء جميعا قال : فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال : إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء فسأهما رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : هل مسستما من مائها شيئا ؟ قالا : نعم فسبهما رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وقال لهما ما شاء الله أن يقول ثم غرفوا من العين بأيديهم قليلا قليلا في شيء ثم غسل رسول الله فيه وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كبير فاستقى ثم قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : يوشك يَا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى هنا قد ملىء جنانا.
وفي رواية أبي مصعب : قليلا حتى اجتمع في شيء.
وقال ابن وهب : تبض بشيء من ماء : تجري بماء ضعيف.
ومعاذ بن جبل يكنى أبا عبد الرحمن توفي بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمان وثلاثين سنة.(1/232)
أبو الزبير عن سعيد بن جبير :
حديثًا واحدًا.
وقتل سعيد بن جبير رحمه الله سنة أربع وتسعين وهو ابن تسع وأربعين سنة.
245- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي ، حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزبير المكي عن سعيد بن جبير ، عَن ابن عباس أنه قال : صلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا في غير خوف ، ولاَ سفر.
قال مالك : أرى ذلك كان في مطر.(1/234)
أبو الزبير المكي عن طاووس بن أبي حنيفة كيسان مولى بحير بن ريسان الحميري اليماني :
حديثين.
وتوفي طاووس سنة ست ومِئَة يكنى أبا عبد الرحمن.
246- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزبير عن طاووس بن أبي حنيفة ، عَن عَبد الله بن عباس ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن : اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، وَأَعوذ بك من عذاب جهنم ، وَأَعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، وَأَعوذ بك من فتنة المحيا والممات.
وفي رواية ابن بكير يقول : قولوا : اللهم إني أعوذ بك.(1/234)
247- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول : اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ولك الحمد رب السماوات والأرض ، ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وأسررت وأعلنت إلا هي لا إله إلا أنت.
وفي رواية أبي مصعب : لا إله إلا أنت.
قوله : أنبت الإنابة الرجوع إلى الخير.(1/235)
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى وكان الأسود من مهاجرة الحبشة وكان أبو الأسود يتيم عروة بن الزبير.
أربعة أحاديث.
ذكر فضله رحمه الله :
248- أخبرنا أحمد بن محمد الذهلي ابو طاهر ، قال : حَدَّثَنا جعفر يعني الفريابي ، قال : حَدَّثَنا الحسن قال قرىء على الحارث قال وأخبرنا ابن وهب قال قال مالك كان الناس أصحاب عزلة وكان أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن عزلة وغزو وحج.(1/236)
249- وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى بن أيوب ، قال : حَدَّثَنا يحيى بن بكير ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل وكان يتيما في حجر عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير ، عَن عائِشَة رضي الله عنها ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أفرد الحج.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا محمد بن رزيق ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك مثله.
ليس هذا الحديث عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ ابن يوسف.(1/236)
250- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن الزبير ، عَن عائِشَة رضي الله عنها أنها قالت : خرجنا مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عام حجة الوداع فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحج وعمرة ومنا من أهل بالحج وأهل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بالحج فأما من أهل بالحج وجمع بين الحج والعمرة فلم يحلوا حتى كان يوم النحر.
وفي رواية أبي مصعب : أهل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بالحج فأما من اهل بعمرة فحل وأما من أهل بالحج.
251- وبهِ ؛ عَن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أم سلمة ، عَن أُم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أنها قالت : شكوت إلى رسول الله أني أشتكي فقال : طوفي من وراء الناس وأنت راكبه قالت : فطفت ورسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حينئذ يصلي إلى جنب البيت وهو يقرأ : {بالطور وكتاب مسطور}.(1/237)
252- وبهِ ؛ عَن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل قال أخبرني عروة بن الزبير ، عَن عائِشَة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن جذامة الأسدية أنها سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن فارس والروم يفعلون ذلك ، ولاَ يضر أولادهم.
قال مالك والغيلة أن يمس امرأته وهي ترضع.(1/238)
- مَا رَوَى مالك عن محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ يكنى ابا عبد الله توفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين ومِئَة وهو ابن أربع وسبعين سنة.
أربعة أحاديث.
ذكر فضله رحمه الله :
253- أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا جعفر يعني الطيالسي ، قال : سَمِعتُ يَحْيَى بن مَعِين يقول قد سمع محمد بن حبان من ابن عمر وقد سمع مالك من محمد بن يحيى بن حبان وكان مالك يبجله ويذكره بكل فضل من العبادة والفقه والعلم.(1/239)
254- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله هو القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قال : حَدَّثَنا أحمد يعني ابن شعيب ، قال : حَدَّثَنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس وعن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس.
لم يقل الذهلي : عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس.(1/240)
255- حَدَّثَنا إسماعيل بن يعقوب ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن محمد البرتي (ح) وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة : أن رسول الل صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نهى عن صيام يومين يوم الأضحى ويوم الفطر.
لفظهما سواء.(1/240)
256- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه.(1/241)
257- أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع وأحمد بن محمد المكي قالا : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن يحيى بن حبان وأبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نهى عن الملامسة والمنابذة.
لفظهما سواء.
قال مالك والملامسة أن يلمس الرجل الثوب ، ولاَ ينشره ، ولاَ يتبين ما فيه ، أَو يبتاعه ليلا وهو لا يعلم ما فيه والمنابذة أن ينتبذ الرجل إلى الرجل ثوبه وينبذ الآخر إليه ثوبه على غير تأمل منهما ويقول كل واحد منهما لصاحبه هذا بهذا.(1/241)
- مَا رَوَى مالك عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصة المازني توفي سنة تسع وثلاثين ومِئَة.
حديثان.
258- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني ، عَن أَبِيه ، عَن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ليس فيما دون خمسة اوسق من التمر صدقة وليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة.
259- وبه قال عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه ، قال : سَمِعتُ سعيد بن يسار أبا الحباب يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : من يرد الله به خيرا يصب منه.(1/242)
- مَا رَوَى مالك عن محمد بن عَمْرو بن حلحلة الديلي.
حَديثان.
260- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن عَمْرو بن حلحلة عن معبد بن كعب بن مالك ، عَن أبي قتادة بن ربعي أنه كان يحدث أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم مر عليه بجنازة فقال : مستريح ومستراح منه فقال : يَا رسولَ الله ما المستريح والمستراح منه ؟ فقال : العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله عَزَّ وجَلَّ والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب.(1/243)
261- وبهِ ؛ عَن محمد بن عَمْرو بن حلحلة الديلي عن محمد بن عمران الأنصاري ، عَن أَبِيه أنه قال عدل إلي عبد الله بن عمر وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة فقال ما أنزلك تحت هذه السرحة ؟ فقلت : رأيت ظلها فقال : هل غير ذلك ؟ قلت : لا ما أنزلني إلا ذلك فقال عبد الله بن عمر قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إذا كنت بين الأخشبين من منى ونفخ بيده نحو المشرق فإن هنالك واديا يقال له السرر به سرحة سر تحتها سبعون نبيا.
وفي رواية أبي مصعب : أردت ظلها.
قال ابن وهب الأخشبين يعني الجبلين اللذين تحت القبة بمنى فوق المسجد.
وقوله سر تحتها قطع سررهم ولدوا تحتها.(1/243)
- ما رَوَى مالك عن محمد بن أبي بكر بن عَمْرو بن حزم الأنصاري يكنى أبا عبد الملك وكان قاضيا بالمدينة بعد أبيه توفي سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة :
حديثًا واحدًا.
وكان أبو أبو بكر توفي سنة عشرين ومِئَة.
262- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ حَدَّثَنا علي حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن أبي بكر ، عَن أَبِيه ، عَن أبي النضر السلمي أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا له جنة من النار فقالت امرأة عنده : يَا رسولَ الله ، أَو اثنان ؟ قال : اثنان.(1/245)
- ما رَوَى مالك عن محمد بن أبي بكر الثقفي :
حديثًا واحدًا.
263- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك وهما غاديان إلى عرفة من منى : كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ؟ فقال : كان يهل المهل منا فلا ينكر عليه ويكبر المكبر فلا ينكر عليه.(1/245)
- ما رَوَى مالك عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري :
حديثًا واحدًا.
وقال يَحْيَى بن مَعِين محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ثقة.
وقيل إن سهل بن حنيف يكنى أبا ثابت شَهِد بَدْرًا.
وتُوُفِّيَ بالكوفة سنة أربع وثلاثين وقيل : ثمان وثلاثين وصلى عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
264- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه يقول : اغتسل سهل بالخرار فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر إليه قال : وكان سهل بن حنيف رجل أبيض حسن الجلد فقال له عامر : ما رأيت كاليوم ، ولاَ جلد عذراء فوعك سهل واشتد وجعه . فأتى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فأخبر أن سهلا قد وعك وأنه غير رائح فأتاه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فأخبره سهل بالذي كان من شأن عامر . فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت إن العين حق توضأ له عامر فراح سهل مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ليس به بأس.
وفي رواية أبي مصعب : واشتد وعكه.
والخرار موضع بالمدينة وقيل واد من واديها.
وقيل إن عامر بن ربيعة كان بدريا.(1/246)
- ما رَوَى مالك عن محمد بن عَمْرو بن علقمة بن وقاص الليثي يكنى أبا عبد الله وقيل يكنى أبا الحسن توفي سنة أربع وأربعين مِئَة :
حديثًا واحدًا.
قال يَحْيَى بن مَعِين محمد بن عَمْرو مدني ثقة.
وقال النسائي ليس به بأس روى عنه مالك وشعبة ويحيى بن سعيد وموسى بن عقبة.
265- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن عَمْرو بن علقمة ، عَن أَبِيه ، عَن بلال بن الحارث المزني عن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أنه قال : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه.
قوله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت قيل من الرفث والخناء وما أشبهه ولم يرد به من جحد وكفر . وقيل هي الكلمة عند ذي سلطان جائر يرضيه بها فيما يسخط الله عَزَّ وجَلَّ.(1/248)
266- أخبرنا مؤمل بن يحيى بن مهدي ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن عمر ، قَال : أَخْبَرنا الحارث ، قَال : أَخْبَرنا بن القاسم ، قال : سَمِعتُ مالكا رحمه الله تعالى يقول : قال بلال بن الحارث المزني : لقد منعني هذا الحديث من كلام كثير.(1/249)
- ما رَوَى مالك عن محمد بن عمارة بن عَمْرو بن حزم الأنصاري :
حديثًا واحدًا.
267- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله هو القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، عَن أُم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنها سألت أم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قالت : إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر فقالت أم سلمة : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : يطهره ما بعده.(1/250)
وتوفي إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف سنة ست وتسعين وهو ابن خمس وسبعين سنة ويكنى أبا إسحاق وقد كان روى عن عثمان ، عَن أَبِيه رحمهما الله.
وتُوُفِّيَ محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي سنة عشرين ومِئَة.
فجميع ما في هذا الجزء من مسند موطأ مالك رحمه الله مِئَة حديث وأربعون حديثا.
وعدة رجال مالك اثنا عشر رجلا.
وهم محمد بن مسلم بن شهاب ، محمد بن المنكدر ، محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير . محمد بن عبد الرحمن بن الأسود . محمد بن يحيى بن حبان . محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة . محمد بن عَمْرو بن حلحلة الديلي . محمد بن أبي بكر بن عَمْرو بن حزم . محمد بن أبي بكر الثقفي . محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف . محمد بن عَمْرو بن علقمة . محمد بن عمارة بن عَمْرو بن حزم.(1/250)
الجزء الثاني من مسند الموطأ
باب الألف
- مَا رَوَى مالك عن إبراهيم بن عقبة مولى آل الزبير :
حديثًا واحدًا.
268- أخبرنا أبو بكر بن الحسن بن عقال الصقلي وأبو الحسن علي بن الحسن بن فهر المصري بمكة حرسها الله ، قالا : أَخْبَرَنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد الجوهري ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال قال أبو عبد الرحمن النسائي إبراهيم بن عقبة ثقة ومحمد بن عقبة ثقة وموسى بن عقبة ثقة وهم إخوة كلهم ثقات وهم من أهل المدينة وأكثرهم حديثا موسى بن عقبة.(1/255)
269- أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا أبو عبد الله محمد بن زريق بن جامع المدني ، قال : حَدَّثَني أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن إبراهيم بن عقبة عن كريب مولى ابن عباس ، عَن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم مر بامرأة وهي في محفتها فقيل لها هذا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فأخذت بعضد صبي كان معها فقالت : ألهذا حج ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم ولك أجر.
وهذا مرسل في "المُوَطأ" عن كريب غير ابن وهب ، وَابن القاسم ، ومَعْن وأبي مصعب فإنهم أسندوه فقالوا عن كريب ، عَن ابن عباس.
ورواه سحنون ، عَن ابن القاسم مُرسَلاً.(1/255)
- ما رَوَى مالك ، عَن أبي إسماعيل إبراهيم بن أبي عبلة من بني عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وليس بقديم الوفاة وقد كان عمر توفي سنة اثنتين وخمسين ومِئَة.
قال ابن أبي عبلة أدركت أربعة من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم منهم وائلة بن الأسقع.
قال يَحْيَى بن مَعِين إبراهيم بن أبي عبلة ثقة وأبو عبلة اسمه شمر بن يقظان :
حديثًا واحدًا.(1/257)
270- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن إبراهيم بن أبي عبلة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ما رأى الشيطان يوما هو فيه أصغر ، ولاَ أدحر ، ولاَ أحقر ، ولاَ أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما يرى من تنزيل الرحمة ويجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى يوم بدر قيل : وما رأى يوم بدر ؟ قال أما إنه قد رأى جبريل عليه السلام وهو يزع الملائكة.
قوله عليه السلام : أدحر مباعد من الخير.
ابن القاسم قال مالك : يزع الملائكة : يكفهم.
وقال غيره : يأمر وينهى وهو الوازع لأنه يكف هذا أن يتقدم ويمنع هذا أن يتأخر ويأمر هذا أن يتقدم.
وهذا حديث مرسل.(1/258)
- ما رَوَى مالك عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص توفي سعد بن أبي وقاص وهو سعد بن مالك ويكنى أبا إسحاق سنة ثمان وخمسين وقيل خمس وخمسين وقيل ست وخمسين وهو ابن ثلاث وثمانين سنة وقيل ابن أربع وتسعين سنة توفي إسماعيل بن محمد سنة أربع وثلاثين ومِئَة :
حديثًا واحدًا.
271- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن إسماعيل بن محمد عن مولى لعمرو بن العاص أبو لعبد الله بن عَمْرو بن العاص ، عَن عَبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : صلاة أحدكم وهو قاعد مثل نصف صلاته وهو قائم.(1/259)
- ما رَوَى مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير رحمه الله تعالى.
تُوُفِّي سنة ثلاثين ومِئَة وقيل سنة اثنتين وقيل سنة ثلاث وثلاثين ومِئَة :
حديثًا واحدًا.
272- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ حَدَّثَنا علي حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن إسماعيل بن أبي حكيم عن عبيدة بن أبي سفيان الحضرمي ، عَن أَبِي هُرَيرة رضي الله تعالى عنه قال : أكل كل ذي ناب من السباع حرام.(1/260)
- ما رَوَى مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة واسم أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري.
وتُوُفِّيَ سنة ثلاثين ومِئَة وقيل سنة أربع وثلاثين ومِئَة يكنى أبا يحيى ثمانية عشر حديثا.
وتوفي أبو طلحة زيد بن سهل سنة اثنتين وثلاثين وقيل إن عبد الله بن أبي طلحة أتى النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وهو صغير يحنكه.
إسحاق بن عبد الله عن أنس :
ثلاثة عشر حديثا.
273- أخبرنا أحمد بن محمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله يعني ابن مسلمة القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال : كنا نصلي العصر ثم يخرج الإنسان إلى بني عَمْرو بن عوف فيجدهم يصلون العصر.
هذا حديث موقوف.
وقد رواه في غير "المُوَطأ" عبد الله بن المبارك عن مالك مسندا.(1/261)
274- وبه قال : رأيت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وحانت صلاة العصر فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتى بوضوء فوضع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يده في ذلك الإناء وأمر الناس أن يتوضؤوا منه قال : فرأيت الماء ينبع من تحت أصابع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم.
وأخبرناه أحمد بن محمد الإمام ، قال : حَدَّثَنا أحمد يعني ابن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سَعِيد ، عَن مالك نحوه.
وقال فيه : فأتي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بوضوء.(1/262)
275- وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن جدته مليكة دعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم لطعام صنعته فأكل منه ثم قال : قوموا لأصلي لكم . قال أنس : فقمت إلى حصير لنا قد أسود من طول ما لبس فنضحته بماء فقام عليه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا فصلى لنا ركعتين ثم انصرف.(1/263)
276- وبه أنه سمعه يقول : كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إذا ذهب إلى قباء دخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها يوما فأطعمته وجلست تفلي رأسه فنام رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ثم استيقظ وهو يضحك فقلت : ما يضحكك يَا رسولَ الله ؟ فقال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوك على الأسرة ، أَو مثل الملوك على الأسرة - شك إسحاق - قالت : فقلت : يَا رسولَ الله ادع الله أن يجعلني منهم . فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك فقلت : ما يصحكك يَا رسولَ الله ؟ فقال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى فقلت : يَا رسولَ الله ادع الله أن يجعلني منهم . قال : أنت من الأولين قال فركبت البحر زمان معاوية رضي الله عنه فصرعت عن دابتها فماتت حين خرجت من البحر.(1/263)
277- أخبرنا الحسين بن عبد الله قال قال لنا أبو بكر الفهري قال أبو موسى يعني يونس قال لنا عبد الله بن وهب أم حرام إحدى خالات النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم من الرضاعة وقيل عنه ولذلك استجاز النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم النوم في حجرها ، وَأَن تفلي رأسه.
قال ابن عفير وقبرها بقبرس وقيل إن أهل قبرس يستسقون به ويسمونه قبر المرأة الصالحة.
قال أبو الطاهر ثبج هذا البحر يريد هول البحر . ويقال ثبج البحر وسطه.
278- وبهِ ؛ عَن أنس قال : كنت أسقي أبا طلحة الأنصاري وأبا عبيدة بن الجراح وأُبَيّ بن كَعْب شرابا من فضيح تمر فجاءهم آت فقال إن الخمر قد حرمت فقال أبو طلحة قم إلى هذه الجرار فأكسرها قال : فقمت إلى مهراس لنا فضربتها بأسفله حتى تكسرت.
قال ابن وهب الفضيخ البسر فينبذ وقيل إن اسم أبي عبيدة بن الجراح عامر بن عبد الله بن الجراح توفي بالشام سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
وأُبَيّ بن كَعْب يكنى أبا المنذر توفي سنة ثنتين وعشرين زمن عمر رضي الله عنه وقيل زمن عثمان وهو الصحيح.(1/264)
279- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم وفي مدهم يعني أهل المدينة.
280- وبه أنه سمع أنس بن مالك يقول : إن خياطا دعا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم لطعام صنعه له قال أنس : فذهبت مع رسول الله إلى ذلك الطعام فقرب إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم خبزا من شعير ومرقا فيه دباء وقديد . قال أنس فرأيت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يتبع الدباء من حول الصحفة فلم أزل أحب الدباء بعد يومئذ.
والدباء القرع.(1/266)
281- وبه أنه سمع أنس بن مالك يقول : قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندنا من شيء فقالت نعم . فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي وردتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال فذهبت فوجدت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال لي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أرسلك أبو طلحة ؟ قال : قلت : نعم . قال : لطعام ؟ قلت : نعم . فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم لمن حوله : انطلقوا . فانطلقوا وانطلقت بين أيدهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته . قال أبو طلحة : يَا أم سليم قد جاء رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بالناس وليس عندنا كم الطعام ما نطعمهم قالت : الله ورسوله أعلم . فانطلق أبو طلحة حتى لقى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فأقبا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وأبو طلحة معه حتى دخلا فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : يَا أم سليم ما عندك ؟ فجاءت بذلك الخبز فأمر به النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ففت وعصرت أم سليم عكة لها فأدمته ثم قال فيه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ما شاء الله أن يقول ثم قال : ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا ثم قال : ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا ثم قال: ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا ثم قال : ائذن لعشرة حتى أكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون ، أَو ثمانون رجلا.
282- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من سنة وأربعين جزءا من النبوة.(1/267)
283- وبه أنه سمع أنس بن مالك يقول : كان أبو طلحة أكثر أنصاري المدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب . قال أنس : فلما نزلت هذه الآية {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قام أبو طلحة إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يَا رسولَ الله إن الله عَزَّ وجَلَّ يقول في كتابه : {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب اموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله عَزَّ وجَلَّ فضعها يَا رسولَ الله حيث أراك الله . فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : بخ ذلك مال رابح ، أَو رايح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين فقال أبو طلحة : أفعل يَا رسولَ الله . فقسمها أبو طلحة على أقاربه وبني عمه.
وفي رواية أبي مصعب : ذلك مال رابح ذلك مال رابح.
قوله عليه السلام رابح أي نفيس كريم كثير فطوبى لك إذا جدت به وقيل كل ما انتفع به بعده في الدنيا رابح عليه الأجر في الآخرة.(1/268)
284- وبهِ ؛ عَن أنس بن مالك قال : كنت أمشي مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذ بردائي جبذا شديدا قال أنس : حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله قال قد أثرت به حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال له : يَا محمد مر لي من مال الله عندك . قال : فالتفت إليه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وضحك ثم أمر له بعطاء.
وفي رواية ابن بكير : فجبذه بردائه.
وليس هذا عند ابن وهب ، ولاَ ابن القاسم ، ولاَ القَعْنَبِيّ ، ولاَ ابن عفير ، ولاَ أبي مصعب في "المُوَطأ" وهو عند مَعْن ، وَابن بكير ، وَابن برد ومصعب الزبيري وهو عند القَعْنَبِيّ خارج الموطأ.(1/269)
285- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك (ح) وأخبرنا حمزة بن محمد الكتاني واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن محمد بن نافع الطحان ، قَال : أَخْبَرنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك قال : دعا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحا يدعو على رعل ولحيان وعصية عصت الله ورسوله قال أنس : أنزل الله عَزَّ وجَلَّ في الذين قتلوا أصحاب بئر معونة قرآنا ثم نسخ بعد أن بلغوا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه.
وليس هذا أيضا عند ابن وهب ، ولاَ ابن القاسم ، ولاَ القَعْنَبِيّ ، ولاَ ابن عفير في "المُوَطأ" وهو عند أبي مصعب ، ومَعْن ، وَابن بكير ، وَابن برد ، وَابن المبارك الصوري ومصعب الزبيري وهو عند القَعْنَبِيّ خارج الموطأ.(1/270)
286- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا عَمْرو بن منصور ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن مسلمة ، قال : حَدَّثَنا مالك (ح) وأخبرنا مؤمل بن يحيى ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن عَمْرو (ح) وأخبرنا الحسن بن علي بن داود ، قال : حَدَّثَنا محمد بن زياد قالا : أخبرنا الحارث ، قَال : أَخْبَرنا ابن القاسم قال وحدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك : أن أعرابيا أدرك النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال متى الساعة ؟ فقال : وما أعددت لها ؟ قال لاشيء يَا رسولَ الل إني لقليل الصلاة قليل الصيام إلا إني أحب الله ورسوله فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : فإنك مع من أحببت.
اللفظ لمؤمل وللحسن.
وهذا في "المُوَطأ" عند مَعْن ، وَابن برد ، ولاَ أعلمهما عند غيرهما والله أعلم.(1/271)
إسحاق بن عبد الله عن زفر بن صعصعة بن مالك :
حديثًا واحدًا.
287- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن زفر بن صعصعة بن مالك ، عَن أَبِيه ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول : هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ويقول إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة.(1/271)
إسحاق عن رافع بن إسحاق مولى آل الشفاء :
حديثين.
288- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن رافع بن إسحاق مولى آل الشفاء وكان يقال له مولى أبي طلحة أنه سمع أبا أيوب صاحب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول وهو بمصر : والله ما أدري كيف أصنع بهذه الكرابيس ؟ وقد قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إذا ذهب أحدكم إلى البول ، أَو الغائظ فلا يستقبل القبلة ، ولاَ يستدبرها بفرجه.
وفي رواية أبي مصعب : فلا يستقبل القبلة بفرجة.
وقال ابن وهب : الكرابيس الكنف.(1/272)
289- وبهِ ؛ عَن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن رافع بن إسحاق مولى آل الشفاء أخبره قال : دخلت أنا وعبد الله بن أبي طلحة على أبي سعيد الخدري نعوده فقال لنا أبو سعيد أخبرنا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تمثال ، أَو صورة.
شك إسحاق لا يدري أيهما قال أبو سعيد.(1/273)
إسحاق عن حميدة ابنة عبيد بن رفاعة :
حديثًا واحدًا.
290- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله هو القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن حميدة ابنه عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة أن أبا قتادة دخل فسكبت له وضوءه فجاءت هرة فشربت منه فأصغى لها حتى شربت . قالت كبشة فرآني أنظر إليه فقال أتعجبين يَا ابنه أخي ؟ قالت : نعم . قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات.
وفي رواية أبي مصعب : دخل عليها وفيها : فأصغى لها الإناء وفيها : أَو الطوافات.
وفي رواية يحيى بن يحيى الأندلسي : عن خالتها كبشة.
وقال ابن وهب : يريد أنها تخالط الناس في قريتهم.
وقال أبو عبيد : جعلها بمنزلة المماليك ألا تسمع إلى قوله سبحانه : {طوافون عليكم} وقال عَزَّ وجَلَّ {يطوف عليهم ولدان مخلدون} فهؤلاء الخدم.
وقال غيره أصغى لها الإناء أي أماله.(1/274)
- ما رَوَى مالك عن أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني مولى عمار بن شداد مولى لعنزة ثم انتموا إلى بني جهينة يكنى أبا بكر مات في الطاعون الجارف بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومِئَة وقيل سنة تسع وعشرين ومِئَة وقيل ثلاثين ومِئَة وهو ابن ثلاث وستين سنة وإنما سمي سختيانيا لأنه كان يبيع الجلود وكان من عباد الناس وخيارهم تثبتا.
أربعة أحاديث.
ذكر فضله رحمه الله :
291- أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن المفسر ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن علي ، قال : حَدَّثَنا القواريري ، قال : حَدَّثَنا حماد بن زيد ، قال : حَدَّثَنا ميمون الغزال قال : كنا عند الحسن فجاء أيوب فسلم عليه وسأله فلما مضى أيوب قال الحسن هذا سيد الفتيان.(1/275)
292- أخبرنا أبو أحمد ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن علي ، قال : حَدَّثَنا داود بن رشيد ، قال : حَدَّثَنا معتمر بن سليمان قال أخبرناه عبد الله بن بشر ثال : كان محمد بن سيرين إذا حدثه أيوب بالحديث يقول : حدثني الصدوق.(1/276)
293- أخبرنا أبو أحمد ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن علي ، قال : حَدَّثَنا أبو السائب ، قال : حَدَّثَنا حفص بن عفان ، قال : سَمِعتُ هشام بن عروة يقول : ما قدم إلينا أحد من أهل العراق أفضل من أيوب السختياني ، ومن ذلك الرؤاسي يعني مسعرا لأن رأسه كان كبيرا.(1/276)
294- أخبرنا أبو أحمد ، قَال : حَدَّثَنَا أحمد بن علي ، قال : حَدَّثَنا داود بن رشيد ، قال : حَدَّثَنا معتمر ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن بشر : أرى الرجل ربما جلس إلى أيوب فيكون لما رأى منه أشد انتفاعا منه لو سمع منه حديثا.(1/277)
295- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَنا يعقوب بن إسحاق ، قال : حَدَّثَنا عفان ، قال : حَدَّثَنا حماد بن زيد قال قال أيوب السختياني : ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله عَزَّ وجَلَّ.(1/277)
296- حَدَّثَنا إبراهيم بن محمد النسائي ، قال : حَدَّثَنا دعلج بن أحمد ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن علي الأبار أن الحسين بن علي حدثهم ، عَن أبي سلمة قال مالك رحمة الله : ما حدثكم عن رجل إلا وأيوب أفضل منه.(1/277)
297- حَدَّثَنا الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم بن سهلويه ، قال : سَمِعتُ ابن أبي أويس يقول : سمعت مالك بن أنس يقول : ما رأيت في العامة خيرا من أيوب.(1/277)
298- وأخبرنا الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد ، قال : حَدَّثَنا إسماعيل بن إسحاق ، قال : حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي أويس قال : سئل مالك متى سمعت من أيوب ؟ فقال حج حجتين فكنت أرمقه ، ولاَ أسمع منه غير أنه كان إذا ذكر النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حتى أرحمه . فلما رأيت منه ما رأيتوإجلاله النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كتبت عنه.(1/278)
أيوب ، عَن أبي عبد الله محمد بن سيرين مولى أنس بن مالك.
وتُوُفِّيَ محمد سنة عشر ومِئَة بعد الحسن بمِئَة ليلة.
299- أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد حَدَّثَنا يحيى حَدَّثَنا يحيى حَدَّثَنا مالك (ح) أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن محمد بن سيرين ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت يَا رسولَ الله ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : كل ذلك لم يكن ثم قال : أصدق ذو اليدين ؟ فقال الناس : نعم فقام رسول الله فصلى اثنتين أخريين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده ، أَو أطول ثم رفع ثم كبر فسجد مثل سجوده ، أَو أطول ثم رفع وسلم.(1/278)
300- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين ، عَن أُم عطية الأنصارية قالت : دخل علينا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حين توفيت ابنته فقال : اغسلتها ثلاثا ، أَو خمسا ، أَو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا ، أَو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني . قالت : فلما فرغنا أذناه فاعطانا حقوة . قال : اشعرنها إياه يعني إزاره.
قال البرقي : اشعرنها إياه : الشعار مما يلي الجلد تحت الثياب.
وقال ابن وهب : يعني يقيها منه شبه المئزر.
وقال يحيى بن معبن : أم عطية الأنصارية اسمها نسيبة.
301- وبهِ ؛ عَن محمد بن سيرين أن رجلا أخبره ، عَن ابن عباس أن رجلا جاء إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : إن أمي عجوز كبيرة لا تستطيع أن نركبها على البعير لا تستمسك إن ربطتها خفت أن تموت أفأحج عنها ؟ قال : نعم.(1/279)
302- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين أن رجلا جعل على نفسه أن أحدا من ولده لا يبلغ الحلب فيحلب فيشرب ويسقيه إلا حج به معه . فبلغ رجل من ولده ما قال الشيخ وقد كبر الشيخ فجاء ابنه إلى النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فأخبره الخبر فقال : إن قد كبر لا يستطيع الحج أفأحج عنه ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم.
هذا حديث مرسل.(1/280)
- ما رَوَى مالك عن أيوب بن حبيب بن علقمة بن الأعور مولى سعد بن أبي وقاص ويقال إنه أيوب بن حبيب بن علقمة بن الأعور من بني جمح :
حديثًا واحدًا.
303- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أيوب بن حبيب مولى سعد بن أبي وقاص ، عَن أبي المثنى الجهني قال كنا مروان بن الحكم فدخل عليه أبو سعيد الخدري فقال له مروان : أسمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ينهى عن النفخ في الشراب فقال أبو سعيد : نعم . فقال له رجل : يَا رسولَ الله ! غني لا أروى من نفس واحدة فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : فأبن القدح عن فيك ثم تنفس.
قال فإني أرى القذاة فيه قال : فأهرقها.
حبيب قال : مالك يقول : أخره عن سقيتك.
وقال غيره : القذاة عود ، أَو شيء يقع فيه يتأذى به الشارب.(1/281)
باب الثاء
- مَا رَوَى مالك عن ثور بن زيد الديلي.
تُوُفِّي سنة خمس وثلاثين ومِئَة.
ثلاثة أحاديث.
قال يَحْيَى بن مَعِين : ثور بن زيد الديلي ثقة يروي عنه مالك ويرضاه.
304- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ثور بن يزيد الديلي ، عَن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ذكر رمضان فقال : لا تصوموا حتى تروا الهلال فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين.
وفي رواية أبي مصعب : ولاَ تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم.
وهذا حديث مرسل.
وقد رواه روح بن عبادة عن مالك في غير "المُوَطأ" عن ثور عن عكرمة ، عَن ابن عباس . وكان مالك لا يرضى عكرمة مولى ابن عباس.
وقال أبو طاهر : فإن غم عليكم : أي إذا كانت السماء مغيمة.(1/283)
305- وبهِ ؛ عَن ثور بن زيد الديلي ، عَن أبي الغيث مولى ابن مطيع ، عَن أَبِي هُرَيرة أنه قال : خرجنا مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عام خيبر فلم نغنم ذهبا ، ولاَ ورقا إلا الثياب والمتاع والأموال . قال فوجه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نحو واد القرى وقد أهدي لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عبد أسود يقال له : مدعم حتى إذا كنا بوادي القري فبينما مدعم يحط رحل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إذا جاءه سهم عائر فقتله . فقال الناس هنيئا له الجنة . فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : كلا ! والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا . فلما سمعوا ذلك جاء الرجل بشراك ، أَو شراكين إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم . فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : شراك من نار ، أَو شراكان من نار.
وفي رواية أبي مصعب : أهدى رجل من بني الضبيب يقال له : رفاعة بن زيد لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.(1/284)
306- وأخبرنا أحمد بن محمد بن حفص العثماني ، قال : حَدَّثَنا أبو خليفة ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ثور بن زيد الديلي ، عَن أبي الغيث مولى ابن مطيع ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم مثل حديث قبله قال : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، أَو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل.
هذا في "المُوَطأ" عند مَعْن ، وَابن بكير ، وَابن برد مسندا . وعند ابن وهب ، وَابن يوسف ، وَابن عفير موقوفا على أبي هريرة فقط ولم يقولوا : عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
وليس عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ أبي مصعب .(1/285)
باب الجيم
- مَا رَوَى مالك عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب . يكنى أبا عبد الله.
تُوُفِّي سنة ثمان وأربعين ومِئَة . وكان توفي أبوه محمد بن علي سنة ثماني عشرة ومِئَة وقيل سبع عشرة ومِئَة.
قال يَحْيَى بن مَعِين : جعفر بن محمد ثقة مأمون.
سبعة أحاديث.
ذكر فضلة رحمه الله :
307- أخبرنا أبو علي الحسن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا محمد بن عبد العزيز ، قال : سَمِعتُ مصعب بن عبد الله يقول : كان مالك بن أنس يقول : لقد كنت آتي إلى جعفر بن محمد ولقد اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال إما مصليا وإما صائما وإما يقرأ القرآن وما رأيته قط يحدث عن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إلا على طهارة ، ولاَ يتكلم فيما لا يعنيه . وكان من العلماء الزهاد والعباد الذين يخشون الله عَزَّ وجَلَّ . وما أتيته قط إلا ويخرج الوسادة من تحته ويجعلها تحتى . ويقول : ما انبسط إلى أحد كانبساطي إليك .ولقد حججت معه سنة فلما أتي الشجرة أحرم فلما أراد أن يهل كاد أن يغشى عليه . فقلت : لا بد لك من ذلك . فقال : يَا ابن أبي عامر : إني أخشي ان أقول : لبيك اللهم لبيك فيقول : لا لبيك ، ولاَ سعديك . قال مالك : ولقد أحرم جده علي بن الحسين فلما أراد أن يقول : لبيك اللهم لبيك.(1/286)
فلما قالها غشى عليه وسقط عن ناقته فتهشم وجهه.
308- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن جعفر بن محمد ، عَن أَبِيه ، عَن جابر بن عبد الله أنه قال : رأيت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم رمل من الحجر الأسود حتى انتهى إليه ثلاثة أطواف.
تفسير الرمل : أن يثب في مشية وثبا خفيفا يهز منكبيه وليس بالوثب الشديد.
309- وبه قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حين خرج من المسجد وهو يريد الصفا وهو يقول : نبدأ بما بدأ الله به . فبدأ بالصفا.
310- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : كان إذا وقف على الصفا يكبر ثلاثا ويقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ثلاث ويدعو ويصنع على المروة مثل ذلك.
وفي رواية أبي مصعب : يصنع ذلك ثلاث مرات.
311- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان إذا نزل عن الصفا مشى حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعي حتى يخرج منه.(1/287)
312- وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن جعفر بن محمد ، عَن أَبِيه ، عَن جابر بن عبد الله ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نحر بعض هديه بيده ونحر بعضه غيره.
لفظهما سواء غير أن المكي قال عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
هكذا قال القَعْنَبِيّ ويحيى بن يحيى الأندلسي والذي عند الناس في "المُوَطأ" عن جابر . وهو الصواب إن شاء الله تعالى.(1/288)
313- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن جعفر بن محمد ، عَن أَبِيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكر المجوس فقال : ما أدري كيف أصنع في أمرهم ؟ فقال له عبد الرحمن بن عوف : أشهد لسمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : سنوا بهم سنة أهل الكتاب.
وهذا حديث مرسل.(1/289)
314- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن جعفر بن محمد ، عَن أَبِيه أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم (ح) وأخبرنا عمر بن أبي بكر ، قال : حَدَّثَنا أحمد ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك عن جعفر بن محمد ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة رضي الله عنها ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم غسل في قميص.
هذا مرسل في "المُوَطأ" غير ابن عفير فإنه أسنده فقال فيه ، عَن عائِشَة والله أعلم.(1/290)
باب الحاء
- مَا رَوَى مالك عن حميد الطويل ابن أبي حميد طرخان ويقال مهران ويقال حميد بن شيريه مولى طلحة بن عبد الله الخزاعي . ويقال مولى طلحة الطلحات الخزاعي يكني حميد أبا عبيدة بصري من سبي سجستان.
قال الأصمعي : رأيته ولم يكن طويلا فإنما كان طويل اليدين.
توفي سنة اثنين ، أَو ثلاث وأربعين ومِئَة وهو ابن خمس وسبعين سنة.
ستة أحاديث.
315- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عنمالك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : سافرنا مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر ، ولاَ المفطر على الصائم.
316- وبه قال خرج علينا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في رمضان فقال : إني رأيت هذه الليلة . فتلاحى رجلان فرفعت والتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة.
قوله عليه السلام : فتلاحى رجلان أي استبا وأسمع كل واحد منهما صاحبه كلاما قبيحا . وقيل : تمارى.(1/291)
317- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم خرج إلى خيبر فجاءها ليلا وكان إذا جاء بليل لا يغير عليهم حتى يصبح فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه . قالوا : محمد والله محمد والخميس ! فقال النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.
حبيب ؛ قال مالكٌ : والخميس : الجيش.
318- وبهِ ؛ أَن عبد الرحمن بن عوف جاء إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وبه أثر صفرة فأخبرها أنه تزوج امرأة من الأنصار . فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : كم سقت إليها ؟ قال : زنه نواة من ذهب . فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أولم ولو بشاة.
قال ابن وهب : النواة فيها خمسة دراهم والأوقية أربعون والنش عشرون.(1/292)
319- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى عن بيع الثمار حتى تزهى . فقيل له يَا رسولَ الله وما تزهى ؟ قال : تحمر . وقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ارأيت إذا منع الله عَزَّ وجَلَّ الثمرة فبم يأخذ أحدكم مال أخيه ؟.
وفي رواية أبي مصعب : حتى تحمر.
وفي رواية مَعْن : حتى تحمر وتصفر.
320- وبه قال : حجم رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أبو طيبة وأمر له بصاع من تمر وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه.(1/293)
- مَا رَوَى مالك عن حميد بن قيس بن الأعرج المكي مولى بني فزارة ويقال : مولى آل الزبير يكنى أبا عبد عبد الله.
تُوُفِّي في خلافة مروان بن محمد سنة اثنين وأربعين ومِئَة.
قال يَحْيَى بن مَعِين : حميد بن قيس ثقة.
ثلاثة أحاديث.
حميد بن قيس عن مجاهد بن جبر يكنى أبا الحجاج توفي سنة ثلاث ومِئَة.
حديثين.(1/293)
321- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن حميد بن قيس المكي عن مجاهد ، عَن عَبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لعلك آذاك هوامك ؟ فقلت : نعم فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : احلق رأسك وصم ثلاثة أيام وأطعم ستة مساكين ، أَو انسك بشاة.
وفي رواية ابن وهب ، وَابن القاسم ، وَابن عفير عن مجاهد عن كعب بن عجره لم يذكروا ابن أبي ليلي.
322- وبهِ ؛ عَن حميد بن قيس عن محاهد أنه قال كنت أطوف مع عبد الرحمن أصوغ الذهب ثم أبيع الشيء من ذلك باكثر من وزنه فاستفضل في ذلك قدر عمل يدي . فنهاه عبد الله بن عمر عن ذلك . فجعل الصائغ يردد عليه المسألة . وعبد الله ينهاه حتى انتهى إلى باب المسجد ، أَو إلى دابتة يريد أن يركبها ثم قال عبد الله بن عمر : الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما هذا عهد نبينا وعهدنا إليكم.
وفي رواية أبي مصعب : إني أصوغ.(1/294)
حميد بن قيس عن طاوُوس اليماني :
حديثًا واحدًا.
323 - أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن حميد بن قيس المكي عن طاوُوس اليماني : أن معاذ بن جبل الأنصاري أخذ من ثلاثين بقرة تبيعا ، ومن أربعين مسنة.
وأتي بما دون ذلك فأبي أن يأخذ منه . وقال : لم أسمع من رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في ذلك شيئا حتى ألقاه فأسأله . فتوفي قبل أن يتقدم معاذ بن جبل.
هذا حديث موقوف.(1/295)
باب الخاء
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي محمد خبيب بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص . ويقال خبيب بن عبد الرحمن بن حبيب بن عدي بن إسحاق الخزرجي الأنصاري يكنى أبا محمد . وقيل : يكنى أبا الحارث.
حديثان.
324- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم ، عَن أَبِي هُرَيرة ، أَو ، عَن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه قال : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي.
325- وبهِ ؛ عَن أبي سعيد الخدري ، أَو ، عَن أَبِي هُرَيرة ، قال : قال رسولُ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : سبعة يظلهم الله عَزَّ وجَلَّ بظلة يوم لا ظل إلا ظلة : إمام عادل وشاب نشا بعبادة الله عَزَّ وجَلَّ ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته ذات حسب وجمال فقال إني أخاف ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته ذات حسب وجمال فقال : إني أخاف الله عَزَّ وجَلَّ ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل كان قلبه معلقا بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ورجلان تحابا في الله عَزَّ وجَلَّ اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه.
وفي رواية ابن القاسم : دعته امرأة ذات حسب وجمال.
وقد روى هذين الحديثين عبيد الله بن عمر عن خبيب عن حفص ، عَن أَبِي هُرَيرة ولم يشك.(1/297)
باب الذال
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي سليم داود بن الحصين مولى عَمْرو بن عثمان.
توفي سنة خمس وثلاثين ومِئَة.
قال يَحْيَى بن مَعِين : داود بن الحصين ثقة.
أربعة أحاديث.
326- أخبرنا حمزة بن محمد الكناني ، قَال : أَخْبَرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الصباح الجرجائي ، قَال : أَخْبَرنا أبو مصعب ، عَن مَالِكٍ ، عَن مالك عن داود بن الحصين عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يجمع بين الظهر والعصر والعصر في سفرة إلى تبوك.
هذا حديث مرسل في "المُوَطأ" لا أعلم أحدا أسنده فقال فيه ، عَن أَبِي هُرَيرة غير محمد بن المبارك الصوري والله أعلم.(1/299)
327- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد يعني ابن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن داود بن الحصين ، عَن أبي سفيان أنه ، قال : سَمِعتُ أبا هريرة يقول : صلى لنا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم صلاة العصر فسلم في ركعتين . فقال ذو اليدين : أقصرت الصلاة يَا رسول الله ؟ أم نسيت ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : كل ذلك لم يكن . فقال : أصدق ذو اليدين ؟ فقالوا : نعم . فأتم رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ما بقى من الصلاة ثم سجد سجدتين وهو جالس بعد التسليم.(1/300)
328- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي (ح)
وأخبرنا أحمد بن محمد بن حفص العثماني ، قال : حَدَّثَنا أبو خليفة ، قالا : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن داود بن الحصين ، عَن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أرخص في بيع العرايا فيما دون خمسة أوسق ، أَو خمسة أوسق.(1/300)
شك داود قال : في خمسة ، أَو دون خمسة.
اللفظ للمكي.
329- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا أحمد بن محمد الإمام واللفظ له قال : أخبرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن داود بن الحصين ، عَن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد : أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : نهى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن المزابنة والمحاقلة والمزابنة اشتراء التمر بالتمر في رؤوس النخل والمحاقلة كراء الأرض.
وفي رواية أبي مصعب : كراء الأرض بالطعام.(1/301)
باب الراء
- مَا رَوَى مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن - واسمه فروخ - مولى التيميين ويقال : مولى آل المنكدر.
تُوُفِّي ربيعة ويكنى أبا عثمان ويقال : أبا عبد الرحمن - بمدينة أبي العباس بالأنبار سنة ست وثلاثين ومِئَة وقيل : خمس وثلاثين ومِئَة وقيل سنة ثنتين وأربعين ومِئَة.
خمسة أحاديث.
ذكر فضله رحمه الله :
330- أخبرنا الحسن بن علي بن شعابن قال أنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم بن سهلويه ، قال : حَدَّثَنا ابن أبي أويس ، قال : سَمِعتُ خالي مالك بن أنس يقول : كانت أمي تلبسني الثياب وتعممني وأنا صبي وتوجهني إلى ربيعة بن أبي عبد الرحمن وتقول لي تأتي أنت مجلس ربيعة فتعلم من سمته وأدبه قبل أن تتعلم من حديثه وفهمه.(1/302)
331- أخبرنا محمد بن سليمان الفقيه ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن زبان ، قَال : أَخْبَرنا الحارث ، قَال : أَخْبَرنا ابن القاسم قال سئل مالك عما يعمل الناس عند البول فقال : قد كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن بن حرارة شديدة وإن كان ليقوم في الشيء القريب مرارا فيبول ويتوضأ ويرجع مكانه . فما رأيت أحدا كان أسرع رجوعا منه ، ولاَ أخف وضوءا منه . فذكرت ذلك لابن هرمز فقال إنه فقيه وأعجبه ذلك.(1/303)
332- وأخبرنا مؤمل بن يحيى بن مهدي ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن عمر ، قَال : أَخْبَرنا الحارث ، قَال : أَخْبَرنا ابن القاسم قال وسمعت مالكا يقول : لما قدم ربيعة بن أبي عبد الرحمن على أبي العباس أمر له بجارية فأبى أن يقبلها فأعطاه خمسة آلاف درهم يشتري بها جارية فأبى أن يقبلها.
قال مالك : رؤي ربيعة يبكي فقيل له : ما الذي أبكاك أمصيبة نزلت بك ؟ قال : لا ولكن أبكاني أنه استفتي من لا علم له.(1/303)
ربيعة عن أنس :
حديثًا واحدًا.
333- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي قال حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول : كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ليس بالطويل البائن ، ولاَ بالقصير وليس بالأبيض الأمهق ، ولاَ بالآدم وليس بالجعد القطط ، ولاَ بالسبط . بعثه الله على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين وتوفاه الله عَزَّ وجَلَّ على رأس ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
قال البرقي : الأبيض الأمهق : البياض الذي ليس بمشرق يخاله الناظر إليه مرضا والجعد القطط : الشديد الجعودة.(1/303)
ربيعة عن القاسم بن محمد :
حديثًا واحدًا.
334- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد ، عَن عائِشَة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قالت : كانت في برية ثلاث سنن . كانت إحدى السنن : أنها أعتقت فخيرت في زوجها . وقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : الولاء لمن أعتق ودخل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم والبرمة تفور بلحم فقرب إليه خبز وأدم من أدم البيت فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ألم أر البرمة على النار ؟ قالوا : بلى يَا رسولَ الله ولكن ذلك لحم تصدق به على بريرة وأنت لا تأكل الصدقة فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : هو عليها صدقة ولنا هدية.(1/304)
ربيعة عن محمد يحيى بن حبان :
حديثًا واحدًا.
335- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يحيى بن حبان ، عَن ابن محيريز أنه قال دخلت المسجد فرأيت أبا سعيد الخدري فجلست إليه فسألته عن العزل فقال أبو سعيد خرجنا مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في غزوة بني المصطلق فأصبنا نساء من نساء العرب فاشتهينا النساء واشتدت علينا العزبة وأحببنا الفداء فأردنا أن نعزل . ثم قلنا : نعزل ورسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بين أظهرنا قبل أن نسأله ؟ فسألناه فقال : ما عليكم ألا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة غلا وهي كائنة.
وفي رواية أبي مصعب : سبيا من سبي العرب وفيها : إلا وهي كائنة.(1/305)
ربيعة عن حنظلة بن قيس :
حديثًا واحدًا.
336- أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك عن ربيعة ,
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك ، قال : حَدَّثَنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن حنظلة بن قيس أنه سأل رافع بن خديج عن كراء الأرض فقال : نهى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن كراء الأرض فقلت : أبالذهب والورق قال : أما بالذهب والورق.
لفظهما واحد.
وليس هذا الحديث عند القَعْنَبِيّ في "المُوَطأ".
ورافع بن خديج الأنصاري أجازه النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة.
وتُوُفِّيَ بالمدينة سنة أربع وسبعين.(1/305)
ربيعة عن يزيد مولى المنبعث :
حديثًا واحدًا.
337- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ربيعة بن أبي عبد الرحمن الجهني قال : جاء رجل إلى النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فسأله عن اللقطة فقال : اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها . قال : فضالة الغنم ؟ قال : لك ، أَو لأخيك ، أَو للذئب . قال : فضالة الإبل ؟ قال : ما لم ولها ؟ معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها.
حبيب ؛ قال مالكٌ : عفاصها كانت في خريطة والوكاء الذي تربط به وقال ابن وهب العفاص الخرقة والوكاء الذي تربط به وقال ابن وهب العفاص الخرقة والوكاء الخيط وقاله الليث.
وقال غيره حذؤها : أخفافها لا تبالي حيث وطئت وسقاؤها كرشها ترد الماء فتشرب من غير ساق وإن كان الشتاء اجتزأت بأكل الرطب من المرعى وقيل إنها تصبر عن المرعى ثلاثة أيام وأكثر.
وقوله عليه السلام : في الغنم لك ، أَو لأخيك يقول : إن أخذتها وإلا أخذها أخوك ، أَو الذئب.(1/306)
باب الزاي
- مَا رَوَى مالك عن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقد كان توفي سنة ست وثلاثين ومِئَة ، أَو نحوها وقيل سنة خمس وثلاثين ومِئَة . يكنى أبا أُسَامة ويقال : أبا خالد.
ثمانية وعشرين حديثا.
ذكر فضله رحمه الله :
338- أخبرنا الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا محمد بن عبد العزيز ، قال : سَمِعتُ ابن أبي أويس يقول سمعت خالي مالكا يقول : أتيت زيد بن أسلم فكان لا يقصر في إكرامي والجلوس معي وكان لا يخالفني في شيء أسأله . ويقول لي : يَا ابن أبي عامر ما انبسط إلى أحد انبساطي إليك فإذا شئت فقم . قال مالك : وكان من الزهاد والعباد الذين يخشون الله عَزَّ وجَلَّ.
أخبرنا الحسين بن عبد الله القرشي قال : أنا محمد يعني ابن زبان قال أنا الحارث بن مسكين ، قَال : أَخْبَرنا ابن وهب ، قال : حَدَّثَني مالك أن زيد بن أسلم كان يقول : ابن آدم اتق الله يحبك الناس وإن كرهوا.(1/308)
زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله بن عَمْرو بن حرام ويكنى أبا عبد الله شهد العقبة وشهد أبو بدرا وقتل في يوم أحد.
تُوُفِّي جابر سنة ثمان وسبعين وهو ابن أربع وتسعين.
حديثا واحِدًا.
339- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله أنه قال : خرجنا مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في غزوة أنمار قال جابر فبينما أنا نازل تحت شجرة إذا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقلت : يَا رسولَ الله هلم إلى الظل . قال فنزل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم . قال جابر : فقمت إلى غرارة لنا فالتمست فيها فوجدت جرو قثاء فكسرته ثم قربته إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : من أين لكم هذا ؟ فقلت : يَا رسولَ الله خرجنا به معنا من المدينة . قال جابر وعندنا صاحب لنا نجهزه يذهب يرعى ظهرنا ,(1/309)
قال : فجهزنا ثم أدبر يذهب إلى الظهر وعليه ثوبان قد خلقا . قال فنظر إليه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : ما له غير هذين ؟ قال فقلت : يَا رسولَ الله ثوبان في العيبة كسوته إياهما . قال : فادعه فمره فليلبسهما قال : فدعوته فلبسهما ثم ولى يذهب . فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ما له ضرب الله عنقه أليس هذا خيرا ؟ فسمعه الرجل فقال : يَا رسولَ الله في سبيل الله فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : في سبيل الله . قال : فقتل الرجل في سبيل الله عَزَّ وجَلَّ.
وفي رواية أبي مصعب : فقلت بلى يَا رسولَ الله له ثوبان.
والجرو القثاء الصحيحة وقيل المستطيلة وقيل : الصغيرة.(1/309)
زيد بن أسلم ، عَن عَبد الله بن عمر :
حديثًا واحدًا.
340- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم ، عَن عَبد الله بن عمر أنه قال : قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لسانهما فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن من البيان لسحرا ، أَو : إن بعض البيان لسحر.
قال أبو عبيد : المعنى أنه يبلغ من بيانه يمدح الإنسان فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله ويذمه فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله الآخر فكأنه قد سحر السامعين بذلك.(1/310)
زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار . أحد عشر حديثا.
وتوفي عطاء بن يسار سنة ثلاث ومِئَة وهو ابن أربع وثمانين . وهو أخو سليمان بن يسار مولى ميمونة.
341- أخبرنا أبو الطاهر محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله هو القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بسر بن سعيد وعن الأعرج يحدث به ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ، ومن أدرك من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر.(1/311)
342- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله عن مالك (ح) وأخبرنا أحمد بن محمد الإمام - واللفظ له ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ، عَن عَبد الله الصنابحي ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان فإذا ارتفعت فارقها فإذا استوت قارنها فإذا زالت فارقها فإذا دنت قارنها فإذا غربت فارقها ونهى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن الصلاة في تلك الساعات.
وفي رواية أبي مصعب : إن الشمس.(1/311)
343- وبهِ ؛ أَن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إذا توضأ العبد المؤمن فمضمض خرجت الخطايا من فيه فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينية فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من أظفاره رجليه ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافله له.
حبيب ؛ قال مالكٌ : الصنابحي نسب إلى قبيله من العرب.
وقال يَحْيَى بن مَعِين : عبد الله الصنابحي يروي عنه المدنيون يشبه أن يكون له صحبه.(1/312)
344- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ، عَن عَبد الله بن عباس ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ.(1/313)
345- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ، عَن عَبد الله بن عباس قال : خسفت الشمس فصلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم والناس معه ، فقام قياما طويلا ، قال : نحوا من سورة البقرة . قال : ثم ركع ركوعا طويلا . قال : ثم رفع فقام قياما طويلا ، وهُو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا ، وهُو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا ، وهُو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا ، وهُو دون الركوع الأول ثم رفع ثم قام قياما طويلا ، وهُو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا ، وهُو دون(1/314)
الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف وقد انجلت الشمس فقال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ، ولاَ لحياته فإذا رأيتم ذلك ذلك فاذكروا الله . قالوا : يَا رسولَ الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك تكعكعت فقال : إني رأيت الجنة ، أَو أريت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا أفظع ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا : لم يَا رسولَ الله ؟ قال : لكفرهن قيل : أيكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط.
وفي رواية أبي مصعب : ركوها طويلا وفيها : وأريت الجنة.
وقال أبو عبيد : العشير : الزوج لأنه يعاشرها وتعاشره قال الله عَزَّ وجَلَّ : {لبئس المولى ولبئس العشير}.(1/314)
346- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام قال : أنا أحمد بن شعيب ، قَال : حَدَّثَنَا يونس بن عبد الأعلى ، قَال : أَخْبَرنا ابن وهب ، قال : حَدَّثَني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ، عَن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه.
قال النسائي : عطاء بن يسار خطأ والصواب زيد بن أسلم ، عَن عَبد الرحمن بن أبي سعيد.
هذا في رواية ابن وهب دون غيره والله أعلم.(1/315)
347- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ، عَن أبي قتادة في الحمار الوحشي . مثل حديث أبي النضر إلا أن في حديث زيد أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : هل معكم من لحمه شيء ؟.
وقال يَحْيَى بن مَعِين : اسم أبي قتادة الحارث بن ربعي وقيل النعمان توفي سنة أربع وخمسين.(1/316)
348- وبهِ ؛ عَن عطاء بن يسار : أن معاوية بن أبي سفيان باع سقاية من ذهب ، أَو ورق باكثر من وزنها فقال له أبو الدرداء سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى عن مثل هذا إلا مثل بمثل . فقال له معاوية : ما أرى بهذا بأسا فقال أبو الدرداء : من يعذرني من معاوية ؟ أخبرته عن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ويخبرني عن رأيه لا أساكنك بأرض أنت بها ثم قدم أبو الدرداء على عمر بن الخطاب فذكر ذلك له فكتب عمر بن الخطاب إلى معاوية ألا تبيع ذلك إلا مثلا بمثل وزنا بوزن.
وهذا حديث مرسل.
حبيب ؛ قال مالكٌ : السقاية المزادة يبرد فيها الماء تعلق.
أبو الطاهر قال ابن وهب : بلغني أنها كانت قلادة من ذهب وخرز وورق.
واسم أبي الدرداء عويمر بن مالك وقيل عويمر بن زيد وقيل عويمر بن عامر.
تُوُفِّي بالشام سنة اثنتين وثلاثين وقيل ثلاث وثلاثين.(1/316)
349- وبهِ ؛ عَن عطاء بن يسار ، عَن أبي رافع مولى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أنه قال : استسلف رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بكرا فجاءته إبل الصدقة قال أبو رافع : فأمرني رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أن أقضي الرجل بكره فقلت : لم أجد في الإبل إلا جملا خيارا رباعيا . فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أعطه إياه فإن خيار الناس أحسنهم قضاء.
قال يَحْيَى بن مَعِين : أبو رافع مولى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم واسمه إبراهيم وقيل : أسلم.(1/317)
350- وبهِ ؛ عَن عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد قال : نزلت أنا وأهلي ببقيع الغرقد . فقال لي أهلي : اذهب إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فاسأله لنا شيئا نأكله وجعلوا يذكرون من حاجتهم . فذهبت إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فوجدت عنده رجلا يسأله ورسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : لا أجد ما أعطيك فولى الرجل عنه ، وهُو مغضب ، وهُو يقول : لعمري إنك لتعطي من شئت فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إنه ليغضب علي ألا أجد ما أعطيه من سأل منكم وله أوقية ، أَو عدلها فقد سأل إلحافا فقال الأسدي : للقحة لنا خير من أوقية - والأوقية أربعون درهما - قال فرجعت ولم أسأل فقدم على رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بعد ذلك بشعير وزبيب . فقسم لنا منه حتى أغنانا الله عَزَّ وجَلَّ.(1/318)
351- وبهِ ؛ عَن عطاء بن يسار : أن رجلا قبل امرأته ، وهُو صائم فوجد من ذلك وجدا شديدا فأرسل إلى امرأته تسأل له عن ذلك فدخلت إلى أم سلمة زوج رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فذكرت ذلك لها . فأخبرتها أم سلمة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يفعل ذلك . فرجعت المراة إلى زوجها فأخبرته . فزاده ذلك شرا . وقال : لسنا مثل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يحل لرسوله ماشاء فرجعت المرأة إلى أم سلمة فوجدت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عندها فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ما بال هذه المرأة ؟ فأخبرته أم سلمة فقال لها رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ألا أخبرتها أني أفعل ذلك ؟ فقالت : قد أخبرتها فذهبت إلى زوجها فأخبرته فزاد ذلك شرا . وقال لسنا مثل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يحل الله لرسوله ما شاء . فغضب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وقال : والله إني لأتقاكم لله وأعلمكم بحدوده.
هذا حديث مرسل أدخله النسائي في المسند .(1/319)
زيد بن أسلم ، عَن أبي جعفر عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري :
حديثًا واحدًا.
توفي سنة ثنتي عشرة ومِئَة ، وهُو ابن سبع وسبعين سنة.
352- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم ، عَن عَبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عَن أبي سعيد الخدري ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان.(1/320)
زيد ، عَن أبي صالح ذكوان السمان مولى جويرية :
حديثًا واحدًا.
توفي أبو صالح سنة إحدى ومِئَة.
353- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن ابن أنس عن زيد بن أسلم ، عَن أبي صالح السمان ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الخيل لثلاثة : لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله عَزَّ وجَلَّ فأطال لها في مرج ، أَو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج ، أَو روضة فما أصابت في طيلها فاستنت شرفا ، أَو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له . ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له فهي لذلك أجر ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله في رقابها ، ولاَ في ظهورها فهي على ذلك وزر . وسئل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن الحمر ؟ فقال : ما أنزل على فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة : {ن يعمل ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}.
وفي رواية ابن وهب : طيلها ذلك.
قال ابن وهب : طيلها رسنها يطول لها فيه.
استنت افلتت فخرجت تمشي شرفا ، أَو شرفين.
حق الله في رقابها الحملان عليها . في ظهورها أن يبربها.
ونواء عدة على أهل الإسلام من المناواة والمعادة.(1/321)
354- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم ، عَن أَبِيه أنه قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول حملت على فرس في سبيل الله عَزَّ وجَلَّ فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه منه وظننت أنه بائعه برخص فسألت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن ذلك . فقال : لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه.
وفي رواية ابن بكير ويحيى بن يحيى الأندلسي : فرس عتيق.(1/322)
355- أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن المفسر ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن علي ، قال : حَدَّثَنا مصعب بن عبد الله الزبيري ، قال : حَدَّثَنا مالك (ح) وأخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق - واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا محمد بن زريق ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن زيد بن أسلم ، عَن أَبِيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسير مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ليلا في بعض أسفاره فسأله عمر عن شيء فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه . فقال : ثكلتك أمك يَا عمر ! نزرت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك . قال عمر فحركت بعيري حتى تقدمت أمام الناس وخشيت أن يكون قد نزل في قرآن . فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي فجئت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فسلمت عليه فقال : لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ : {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}.
هذا حديث مرسل في "المُوَطأ" غير أبي مصعب فغنه أسنده فقال فيه : عن زيد بن أسلم ، عَن أَبِيه أن عمر.
حبيب ؛ قال مالكٌ : نزرت : راجعته وقال البرقي : أكرهته على المسأله.(1/322)
356- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم ، عَن أَبِيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن الكلالة . فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : يكفيك من ذلك الآية التي أنزلت في الصيف في آخر سورة النساء.
هذا عند ابن القاسم والقَعْنَبِيّ قالا فيه : عَن أَبِيه : أن عمر.
وأما في رواية ابن وهب ، ومَعْن ، وَابن عفير ، وَابن بكير وأبي مصعب ومصعب الزبيري وسحنون ، عَن ابن القاسم ويحيى بن يحيى الأندلسي فليس فيها : عن أبيه.(1/323)
زيد بن أسلم ، عَن عَبد الرحمن بن وعلة المصري :
حديثين.
357- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم ، عَن ابن وعلة المصري ، عَن عَبد الله بن عباس : أنا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا دبغ الإهاب فقط طهر.
قال أبو عبيد : الإهاب الجلود.(1/324)
358- وبهِ ؛ عَن ابن وعلة المصري أنه سأل ابن عباس عما يعصر من العنب ؟ فقال ابن عباس : أهدى رجل إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم راوية خمر فقال النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : هل علمت أن الله حرمها ؟ فقال : فسار إنسانا في جنبه . فقال : بما ساررته ؟ قال : أمرته ببيعها فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن الذي حرم شربها حرم بيعها قال : ففتح المزادتين حتى ذهب ما فيهما.
وفي رواية أبي مصعب : إن الله حرمها فقال : لا . قال : فسار.(1/324)
زيد بن أسلم عن بسر بن محجن الديلي :
حديثًا واحدًا.
359- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم عن رجل من بني الديل يقال له بسر بن محجن ، عَن أَبِيه أنه كان في مجلس مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فأذن بالصلاة فقام رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فصلى ثم رجع ومحجن في مجلسه فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ما منعك أن تصلي مع الناس . ألست برجل مسلم ؟ قال : بلى يَا رسولَ الله ولكني كنت قد صليت في أهلي فقال له النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت.(1/325)
زيد عن القعقاع بن حكيم :
حديثًا واحدًا.
360- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم ، عَن أبي يونس مولى عائشة أنه قال : أمرتني عائشة رضي الله عنها أن أكتب لها مصحفا وقالت : إذا بلغت هذه الآية فآذني {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} فلما بلغها آذنتها فأملت علي {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى - صلاة العصر - وقوموا لله قانتين} ثم قالت : سمعتها من رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.(1/326)
زيد عن عَمْرو بن رافع :
حديثًا واحدًا.
361- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم عن عَمْرو بن رافع أنه قال كنت أكتب مصحفا لحفصة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقالت : إذا بلغت هذه الآية : {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} فلما بلغتها آذنتها فأملت علي {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين}.
هذا حديث موقوف أدخله النسائي في المسند.(1/326)
زيد عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين :
حديثًا واحدًا.
362- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين ، عَن أَبِيه أن عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة اختلفا بالأبواء فقال ابن عباس : يغسل المحرم راسه وقال المسور : لا يغسل المحرم رأسه . فأرسله ابن عباس إلى أبي أيوب الأنصاري فوجده يغسل بين القرنين ، وهُو يستتر بثوب فسلمت عليه فقال : من هذا ؟ فقلت : عبد الله بن حنين أرسلني إليك ابن عباس أسألك كيف كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يغسل رأسه ، وهُو محرم ؟ فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأه حتى بدا لي رأسه ثم قال لإنسان يصب عليه : اصبب فصب على رأسه ثم حرك رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر ثم قال : هكذا رأيته يفعل صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
قوله : بين القرنين القرنان عمودا البئر والحجران اللذان يقوم عليهما السقاء وهما حجران مشرفان على الحوض.
والمسور بن مخرمة يكنى ابا عبد الرحمن توفي سنة أربع وستين وكان أبو مخرمة . صخب النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عام الفتح.
وتُوُفِّيَ خمس وخمسين ، وهُو ابن خمس عشرة ومِئَة.(1/327)
زيد عن عَمْرو بن معاذ الأشهلي :
حديثًا واحدًا.
362- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم عن عَمْرو بن معاذ الأشهلي عن جدته أنها قالت قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : يَا نساء المؤمنات لا تحقرن إحداكن لجارتها ولو كراع شاة محرقا.
وجدة عَمْرو بن معاذ اسمع حواء ابنة رافع بن امرىء القيس.
وفي رواية ابن القاسم ، وَابن وهب : عن معاذ بن عَمْرو بن سعد بن معاذ.(1/328)
زيد عن محمد بن بجيد الأنصاري :
حديثًا واحدًا.
364- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم ، عَن ابن بجيد عن جدته ان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ردوا السائل ولو بظلف محرق.
وقوله عليه السلام : ولو بظلف محرق أن يعطى شيئا وإن قل.
وجده ابن بجيد : أم بجيد.(1/329)
زيد عن رجل من بني ضمرة :
حديثًا واحدًا.
365- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة ، عَن أَبِيه أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم سئل عن العقيقة ؟ فقال : لا أحب.
وكأنه كره الاسم . وقال : من ولد له مولود فأحب أن ينسك عن ولده فيفعل.
وفي رواية أبي مصعب : لا أحب العقوق وقال : من ولد له ولد.(1/330)
زيد عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح وأبي سرح الحسام بن الحارث العمري :
حديثًا واحدًا.
وتوفي عبد الله بن سعد بن أبي سرح بفلسطين سنة ست وثلاثين.
366- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أسلم عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام ، أَو صاعا من شعير او صاعا من تمر ، أَو صاعا من زبيب ، أَو صاعا من أقط.
قال مالك : وذلك بصاع النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
وهذا حديث موقوف.(1/331)
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي سعيد زيد بن أبي أنيسة الجزري مولى لبني كلاب ويقال مولى لزيد بن الخطاب ، وهو زيد بن أبي بكر بن زيد.
ولد سنة إحدى وتسعين.
وتُوُفِّيَ سنة أربع وعشرين ومِئَة وقيل : خمس وعشرين وقيل سنة ست وقيل سبع ، أَو ثمان.
قال البخاري : وهو ابن ست وثلاثين وقيل ابن بضع وأربعين سنة . ومات قبل مالك بإحدى وخمسين سنة . وقد كان روى عن مالك.
وقال يَحْيَى بن مَعِين : زيد بن أبي أنيسة : ثقة.
حديث واحد.(1/331)
367- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن أبي أنيسة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية {وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} فقال عمر بن الخطاب : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم سئل عنها فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن الله عَزَّ وجَلَّ خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية . فقال : خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره بشماله فاستخرج منه ذرية فقال : خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل : ففيم العمل ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن الله عَزَّ وجَلَّ إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله النار.(1/332)
أخبرنا حمزة بن محمد ، قال : حَدَّثَنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر ، قال : حَدَّثَنا سعيد بن أبي مريم ، قَال : أَخْبَرنا مالك بن أنس قال أخبرني زيد بن أبي أنيسة . فذكر مثله غير أنه قال في الأولى : فمسح ظهره.
قال حمزة : ومسلم بن يسار لم يسمع هذا الحديث من عمر بن الخطاب إنما سمعه من نعيم بن ربيعة.
أخبرنا حمزة ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب النسائي قال أنا محمد بن وهب ، قَال : حَدَّثَنَا محمد بن سلمة ، قال : حَدَّثَني ابو عبد الرحيم ، قال : حَدَّثَني زيد هو ابن أبي أنيسة ، عَن عَبد الحميد بن عبد الرحمن هن مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة قال كنت عند عمر بن الخطاب إذ جاء رجل فسأله عن هذه الآية فذكر نحو حديث مالك بطوله وتمامه.(1/333)
- مَا رَوَى مالك عن زيد بن رباح مولى الأدرم بن غالب بن فهر :
حديثًا واحدًا.
368- أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع وأحمد بن محمد المكي قالا : حَدَّثَنا علي ، قَال : حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زيد بن رباح وعبيد الله بن أبي عبد الله ، عَن أبي عبد الله الأغر ، عَن أَبِي هُرَيرة عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
اللفظ للمكي.(1/335)
- مَا رَوَى مالك عن زياد بن سعد الخراساني :
حديثًا واحدًا.
قال يَحْيَى بن مَعِين : زياد بن سعد خراساني نزل مكة ، وهُو صاحب الزُّهْرِي ، وهُو ثقة.
369- أخبرنا أبو القاسم الحسين بن عبد الله القرشي ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن محمد القزويني ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن شبيب ، قال : حَدَّثَنا يحيى بن إبراهيم ، قال : حَدَّثَني عبد العزيز يعني ابن أبي حازم عن مالك قال : حدثني زياد بن سعد وكان ثقة من أهل خراسان سكن مكة وقدم علينا وله هيبة وصلاح.(1/336)
370- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن زياد بن سعد عن عَمْرو بن مسلم عن طاوُوس اليماني أنه قال : أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقولون كل شيء بقدر . وسمعت عبد الله بن عمر يقول : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : كل شيء بقدر حتى العجز زالكيس.
أخبرنا حمزة بن محمد ، قال : حَدَّثَنا محمد بن زريق ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب عن مالك مثله . وزاد : أَو الكيس والعجز.
وليست هذه الزيادة عند ابن وهب ، ولاَ القَعْنَبِيّ ، ولاَ في بعض ما روي ، عَن ابن القاسم وهي عند غيرهم والله أعلم.(1/336)
- ما رَوَى مالك عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي.
تُوُفِّي زياد سنة خمس وثلاثين ومِئَة . وكان من أفضل أهل زمانه . ويقال : إنه كان من الأبدال :
حديثًا واحدًا.
ذكر فضله رحمه الله :
371- أخبرنا مؤمل بن يحيى ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن عمر ، قال : حَدَّثَنا الحارث قال : أخبرنا ابن القاسم قال قال مالك : كان زياد مولى ابن عياش يمر بي وأنا جالس فربما أفزعني حسه من خلفي فيضع يده بين كتفي فيقول : عليك بالجد فإن كان ما يقول أصحابك هؤلاء من الرخص حقا لم يضرك . وإن كان الأمر على غير ذلك كنت قد أخذت بالجد يريد ما يقول ربيعة وزيد بن أسلم.
وكان زياد قد أعانه الناس في فكاك رقبته وأسرع الناس في ذلك وفضل مما قوطع عليه مال كثير فرده غلى من أعطاه بالحصص وكتبهم زيادة عنده فلم يزل يدعو لهم حتى مات.(1/337)
372- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن مالك عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش عن طلحة بن عبيد الله بن كريز ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وهذا حديث مرسل.(1/337)
باب السين
- مَا رَوَى مالك عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة حليف بني سالم.
تُوُفِّي سنة أربعين ومِئَة :
حديثًا واحدًا.
وتوفي كعب بن عجرة سنة اثنتين وخمسين وقيل سنة إحدى وخمسين ، وهُو ابن خمس وسبعين سنة.
373- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة : أن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري أخبرتها أنها جائت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كان بطرف القدوم لحقهم فقتلوه . فسألت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فإن زوجي لم يتركني في مسكن يملكه ، ولاَ نفقة قالت : فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم قالت : فخرجت حتى إذا كنت في الحجرة ، أَو المسجد دعاني ، أَو أمر بي فدعيت له . فقال : كيف قلت ؟ فرددت عليه القصة التي(1/339)
ذكرت له من شأن زوجي قالت . فقال : امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله قالت : فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا . فلما كان عثمان رضي الله عنه أرسل إلي فسألني عن ذلك فأخبرته فاتبعه وقضى به.
- مَا رَوَى مالك عن سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري مولى بني ليث . وكان مكاتبا في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
تُوُفِّي سنة ثلاث وعشرين ومِئَة . وقيل سنة خمس وعشرين ومِئَة وقيل سنة ست وعشرين ومِئَة.
ويقال كان مملوكا لرجل من بني جندع فكاتبه على أربعين ألفا وشاة في كل أضحى فأداها . ونسب إلى المقبرة لسكناه نحوها . وقد روى عن عمر رضي الله عنه.
وتُوُفِّيَ في خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله وقيل بالمدينة في خلافة الوليد . ستة أحاديث.(1/340)
سعيد ، عَن أَبِي هُرَيرة واسمه عبد شمس في الجاهلية . فسمي في الإسلام عبد الرحمن وقيل : عبد الرحمن بن صخر.
تُوُفِّي أبو هريرة في خلافة معاوية سنة ثمان وخمسين :
حديثًا واحدًا.
374- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم.(1/341)
سعيد ، عَن أبي شريح الكعبي :
حديثًا واحدًا.
375- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عَن أبي شريح الكعبي ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خير ، أَو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة . والضيافة ثلاثة أيام فما كان بعدها فهو صدقة ، ولاَ يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه.
هذا الحديث عند القَعْنَبِيّ خارج الموطأ.(1/341)
376- أخبرنا أحمد بن محمد المدني قال قال يونس قال ابن وهب عن مالك : جائزته يخصه ويتحفه ويكرمه يوما وليلة.
يثوي : يقيم وقيل : حتى يحرجه : حتى يضيق عليه ويستثقله.(1/342)
- سعيد ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن :
حديثًا واحدًا.
377- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سعيد المقبري ، عَن أبي سلمة أنه أخبره أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في رمضان ؟ فقالت : ما كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يزيد في رمضان ، ولاَ في غيره على أحد عشر ركعة يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلى أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن . ثم يصلى ثلاثا . قالت عائشة : فقلت يَا رسولَ الله أتنام قبل أن توتر ؟ فقال : يَا عائشة غن عيني تنامان ، ولاَ ينام قلبي.
سعيد ، عَن عَبد الله بن أبي قتادة :
حديثًا واحدًا.(1/342)
378- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عَن عَبد الله بن أبي قتادة ، عَن أَبِيه أنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يَا رسولَ الله إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر أيكفر الله عني خطاياي ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم فلما أدبر ناداه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ، أَو أمر به فنودي له فقال : كيف قلت ؟ فأعاد عليه قوله فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم إلا الدين كذلك قال لي جبريل.
هذا في "المُوَطأ" عن يحيى بن سَعِيد ، عَن سعيد المقبري غير مَعْن والقَعْنَبِيّ فإنهما روياه عن سعيد ولم يذكرا يحيى بن سعيد دون غيرهما والله أعلم.(1/343)
- سَعِيد ، عَن عبيد بن جريج :
حديثًا واحدًا.
379- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبيد بن جريج أنه قال لعبد الله بن عمر يَا أبا عبد الرحمن رأيتك تصنع أربعا لم أر أحدا من أصحابك يصنعها قال : وما هن يَا ابن جريج ؟ . قال : رأيتك لا تستلم من الأركان إلا اليمانيين . ورأيتك تلبس النعال السبتية ورأيتك تصبغ بالصغرة . ورأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال ولم تهل أنت حتى كان يوم التروية . فقال عبد الله بن عمر : أما الأركان فإني لم أر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يمس إلا اليمانيين وأما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يلبس النعال التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها فأنا أحب أن ألبسها . وأما الصفرة فإني رأيت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يصبغ بها . وأما الإهلال فإني لم أر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يهل حتى تنبعث به راحلته.
قال ابن وهب : السبتية : نعال سود لا شعر لها.(1/344)
سعيد ، عَن أَبِيه :
حديثًا واحدًا.
وتوفي أبو سعيد سنة مِئَة.
380- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سعيد المقبري ، عَن أَبِيه ، عَن أَبِي هُرَيرة قال : خمس من الفطرة : تقليم الأظفار وقص الشارب ونتف الإبط وحلق العانة والختان.
هذا حديث موقوف.
وقد رواه في غير "المُوَطأ" بشر بن عمر عن مالك مسندا.
ما رواه مالك عن سعيد بن عَمْرو بن شرحيل بن سعيد بن سعد بن عبادة :
حديثًا واحدًا.(1/345)
381- حَدَّثَنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سعيد بن عَمْرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة ، عَن أَبِيه ، عَن جده أنه قال خرج سعد بن عبادة مع النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في بعض مغازيه وحصرت أمه الوفاة بالمدينة فقيل لها أوصي قالت : فيما أوصى ؟ إنما المال مال سعد . فتوفيت قبل أن يقدم سعد فلما قدم سعد قيل له ذلك . فقال سعد : يَا رسولَ الله هل ينفعها أن يصدق عنها ؟ فقال النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم فقال سعد : حائط كذا وكذا صدقة عليها لحائط سماه.
وفي رواية أبي مصعب : أن أتصدق عنها ؟ وفيها : صدقة عنها.(1/346)
- ما رَوَى مالك ، عَن أبي النضر سالم بن أبي أمية مولى عمر بن عبيد الله التيمي توفي سنة ثلاثين ومِئَة.
أربعة عشر حديثا.
ذكر فضله :
382- أخبرنا مؤمل بن يحيى قال : حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال أنا الحارث قال أنا ابن القاسم قال مالك : كان الناس يحبون الخلوة والانفراد ولقد كان أبو النضر يفتعل ذلك في مجلس ربيعة فإذا كثر الكلام وكثر الناس قام.
أخبرنا الحسن بن علي قال أنا أحمد بن مروان حَدَّثَنا بشر بن موسى حَدَّثَنا الحميدي قال سئل سفيان بن عُيَينة عن سالم أبي النضر ؟ فقال : ثقة.
وقال يَحْيَى بن مَعِين : سالم أبو النضر مدني ثقة.(1/347)
أبو النضر ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن.
أربعة أحاديث.
383- اخبرنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي قال : حدثني مالك (ح) وأَخْبَرنا محمد بن إبراهيم بن جامع حَدَّثَنا أبو مسلم (ح) وأَخْبَرنا أحمد بن محمد المكي حَدَّثَنا علي ، قالا : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي النضر ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عَن عائِشَة أنها قالت : كنت أنام بين يدي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي وإذا قام بسطتهما والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح.
اللفظ لابن بهزاذ.(1/347)
384- وحدثنا أحمد بن بهزاذ حَدَّثَنا إبراهيم وبكر قالا : أنا عبد الله - هو ابن يوسف - عن مالك (ح) وأَخْبَرنا أحمد بن محمد المكي حَدَّثَنا علي حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن يزيد وأبي النضر ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عَن عائِشَة قالت : إن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يصلي فيقرأ وهو جالس قإذا بقي من قراءته بقدر ما يكون ثلاثون ، أَو أربعون آية قام فقرأها وهو قائم ثم ركع ثم سجد ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك.
اللفظ للمكي غير أنه لم يقل : آية.(1/348)
385- أخبرنا .... ابن الفضل حَدَّثَنا محمد بن أبي بكر حَدَّثَنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك (ح) وأخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا إسحاق بن منصور ، عَن عَبد الرحمن ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي النضر ، عَن أبي سلمة ، عَن عائِشَة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يصلي من الليل فإذا فرغ من صلاته فإن كنت يقظانه تحدث معي وإلا اضطجع حتى يأتيه المؤذن.
اللفظ لأحمد غير أنه قال : تحدث معي.
وهذا الحديث في "المُوَطأ" عند مَعْن دون غيره والله أعلم.(1/348)
386- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك.
وحدثنا أحمد ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم وبكر ، قالا : أَخْبَرَنا عبد الله هو ابن يوسف عن مالك (ح) وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي النضر ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عَن عائِشَة أم المؤمنين أنها قالت : كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم . وما رأيت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان.(1/349)
أبو النضر عن سليمان بن يسار :
حديثًا واحدًا.
387- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وأَخْبَرنا أحمد بن محمد المكي حَدَّثَنا علي حَدَّثَنا حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك (ح) وأَخْبَرنا محمد بن أحمد الذهلي قال أنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي النضر عن سليمان بن يسار عن المقداد بن الأسود قال : إن عليا أمره ان يسأل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه المذي ماذا عليه ؟ قال علي : فإن عندي ابنة رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن ذلك فقال : إذا وجد ذلك أحدكم فلينضح فرجه وليتوضأ وضوءه للصلاة.
اللفظ لابن بهزاذ غير أنه قال : إذا وجد أحدكم وفي الروايتين : ذلك أحدكم.(1/350)
أبو النضر ، عَن أبي مرة مولى أم هانىء :
حديثًا واحدًا.
388- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنل القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي النضر أن أبا مرة مولى هانىء أخبره أنه سمع أم هانىء بنت أبي طالب تقول : ذهبت إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره بثوب . قالت : فسلمت عليه فقال : من هذه ؟ فقلت : أنا أم هانىء بنت أبي طالب فقال : مرحبا بأم هانىء فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد ثم انصرف . فقلت : يَا رسولَ الله ! زعم ابن أمي علي بن أبي طالب أنه قاتل رجلا أجرته فلان بن هبيرة فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : قد أجرنا من أجرت يَا أم عانىء وذلك ضحى.
المعنى واحد.
واسم أم هانىء هند وقيل فاختة والصحيح هند.(1/351)
أبو النضر عن بسر بن سعيد :
حديثًا واحدًا.
389- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وأخبرني أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد ان زيد بن خالد الجهني أرسله إلى أبي جهيم يسأله ماذا سمع من رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في المار بين يدي المصلى ؟ قال أبو جهيم : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان ان يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه . قال أبو النضر : لا أدري أربعين يوما ، أَو شهرا ، أَو سنة.(1/352)
أبو النضر عن عمير مولى ابن عباس.
تُوُفِّي عمير سنة أربع ومِئَة يكنى ابا عبد الله :
حديثًا واحدًا.
490- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي النضر مولى عمر بن عبيد عن عمير مولى ابن عباس ، عَن أُم الفضل بنت الحارث : أن ناسا اختلفوا عندها يوم عرفة في صيام رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال بعضهم : هو صائم وقال بعضهم : ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح من لبن ، وهُو واقف على بعيره بعرفة فشربه.
وقال ابن بهزاذ : تماروا عندها يوم عرفة في صيام رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
وفي رواية أبي مصعب : فأرسلت إليه أم الفضل.(1/353)
أبو النضر عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري :
حديثًا واحدًا.
391- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن نافع مولى أبي فتادة الأنصاري ، عَن أبي قتادة أنه كان مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حتى إذا كانوا ببعض طريق مكة تخلف مع أصحاب له محرمين ، وهُو غير محرم . فرأى حمارا وحشيا فاستوى على فرسه فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه فأبوا فسألهم رمحه فأبوا فأخذ ثم شد على الحمار فقتله فأكل منه بعض أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وأبى بعضهم . فلما أدركوا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم سألوه عن ذلك فقال : إنما هي طعمة أطعمكموها الله.
المعنى واحد.(1/354)
أبو النضر عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود :
حديثًا واحدًا.
392- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَنا عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَنا مالك (ح) وحدثنا أحمد ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم وبكر قالا : أخبرنا عبد الله هو ابن يوسف - عن مالك (ح) وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده قال : فوجدنا عنده سهل بن حنيف قال : فدعا أبو طلحة إنسانا فنزع نمطا كان تحته فقال له سهل بن حنيف : لم نزعته ؟ قال : لأن فيه تصاوير وقد قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فيها ما قد علمت قال سهل : ألم يقل : إلا ما كان رقما في ثوب ؟ قال : بلى ولكنه أطيب لنفسي.(1/354)
أبو النضر عن عامر بن سعد بن أبي وقاص :
حديثًا واحدًا.
393- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وحدثنا أحمد ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم بن فهد ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك (ح) وحدثنا أحمد وحمزة قالا : حَدَّثَنا إسحاق القطان ، قال : حَدَّثَنا ابن أبي مريم عن مالك (ح) وأخبرنا أبو محمد بن رشيق - واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن محمد بن المنكدر وعن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عَن أَبِيه أنه سمعه يسأل أسلمة بن زيد : ماذا سمعت من رسول الله صلى الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في الطاعون ؟ فقال أُسَامة : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل ، أَو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وغذا وقع وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه.
قال أبو النضر : لا يخرجنكم إلا الفرار منه.
وهذا عند القَعْنَبِيّ ، عَن ابن المنكدر وحده . وقد ذكرناه فيما تقدم.(1/355)
أبو النضر ، عَن عَبد الله بن زيد بن أنيس يكنى أبا يحيى.
حديثا واحِدًا.
394- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَنا عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي حَدَّثَنا مالك (ح) وحدثنا أحمد ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم وبكر قالا : أخبرنا عبد الله عن مالك (ح) وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله قال إن عبد الله بن أنيس الجهني رضي الله عنه قال قال لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : يَا رسولَ الله إني شاسع الدار فمرني بليلة أنزل لها ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أنزل ليلة ثلاث وعشرين من رمضان.
لفظ المكي.
وقال ابن بهزاذ : عبد الله بن زيد بن أنيس وقيل إن عبد الله بن أنيس الجهني شهد العقبة.
وقوله : شاسع : أي بعيد.(1/356)
أبو النضر عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد :
حديثًا واحدًا.
395- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ (ح) وأخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن أبي النضر عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد ، عَن أَبِيه ، عَن أَبِيه قال كان جرهد من أصحاب الصفة قال جلس رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وفخذي منكشفة فقال : خمر عليك . أما علمت ان الفخذ عورة.
اللفظ للمكي غير أنه لم يقل : خمر عليك وقاله ابن الورد.
وهذا عند مَعْن ، وَابن بكير ، وَابن برد ، ولاَ أعلمه عند غيرهم في "المُوَطأ" والله أعلم.
وهو عند القَعْنَبِيّ خارج الموطأ.
وجرهد هذا ابن دراج الأسلمي.(1/357)
أبو النضر ، عَن عائِشَة :
حديثًا واحدًا.
396- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَنا عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وحدثنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَني علي ، قال : حَدَّثَني القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، عَن عائِشَة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أنها أمرت أن يمر عليها بسعد بن أبي وقاص رحمه الله في المسجد حين مات لتدعوا له فأنكر الناس ذلك عليها . فقالت عائشة رضي الله عنها : ما أسرع ما نسى الناس ! ما صلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد.
لفظهما واحد.
وهذا حديث مرسل.
وقال ابن وهب : ما أسرع ما نسى الناس يعني إلى الطعن والعتب ثم سمعت مالكا يعني : نسوا سنة رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.(1/358)
- ما رَوَى مالك ، عَن أبي عبد الله سمي مولى أبي بكر المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام . قتل بقديد سنة ثلاثين ومِئَة :
ثلاثة عشر حديثا.
397- حَدَّثَنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال قال أبو عبد الرحمن النسائي : سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن : ثقة.(1/359)
سمي ، عَن أبي صالح السمان عشرة أحاديث.
398- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاد ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وحدثنا أحمد ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم وبكر قالا : حَدَّثَنا عبد الله عن مالك.
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك (ح) وَأَخبرني محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن سمي ، عَن أبي صالح السمان ، عَن أَبِي هُرَيرة ، قال : قال النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا.
لفظ المكي.(1/360)
399- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك.
وحدثنا أحمد ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم وبكر ، قالا : أَخْبَرَنا عبد الله عن مالك.
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي ققال حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي قال أخبرني أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن سمي ، عَن أبي صالح السمان ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ، ولاَ الضالين فقولوا آمين فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.
لفظهما سواء.(1/361)
400- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا : اللهم ربنا ولك الحمد . فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.
لفظ المكي.
ومعنى سمع الله : تقبل الله.(1/361)
401- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فأخره فشكر الله له فغفر له . قال ولو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا.
والمعنى واحد.
حبيب ؛ قال مالكٌ : والتهجير رواح الظهر قبل زوال الشمس.(1/362)
402- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من اغتسل يوم الجمعة غسل الجمعة ثم راح فكأنما قرب بدنة ، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ، ومن راح في الساعة السادسة فكأنما قرب بيضة وإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يسمعون الذكر.
لقظ المكي.(1/362)
403- وأخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع وأحمد بن محمد المكي ، قالا : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سمي مولى أبي بكر ، عَن أبي صالح ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ، وهُو على كل شيء قدير في يوم مِئَة مرة . كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مِئَة حسنة ومحيت عنه مِئَة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت بافضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ، ومن قال سبحان الله وبحمده في يومه مِئَة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر.
المعني واحد.(1/363)
404- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وأخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن سمي ، عَن أبي صالح ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من قال سبحان الله وبحمده في يومه مِئَة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر.
لفظهما واحد.
وهذا في "المُوَطأ" عند ابن القاسم ، وَابن وهب ، وَابن عفير وليس عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ أبي مصعب ، ولاَ ابن بكير مفردا كما ذكرناه بعد الحديث الذي قبله بتمامه.(1/364)
405- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وأخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع وأحمد بن محمد المكي قالا : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سمي مولى أبي بكر ، عَن أبي صالح السمان ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد يئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغني . فنزل البئر فملأ خفه ماء وأمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب . فشكر الله له فغفر له . قالوا : يَا رسولَ الله ! وإن لنا في البهائم لأجرا ؟ قال : في كل ذات كبد رطبة أجر.
لفظ المكي.(1/364)
406- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه فليعجل إلى أهله.
لفظهما سواء.(1/365)
407- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وأخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع وأحمد بن محمد المكي قالا :حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سمي عن أبي صالح السمان ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
لفظهما واحد غير أن ابن جامع قال : ما بينهما.(1/366)
سمي ، عَن أبي بكر بن عبد الرحمن.
ثلاثة أحاديث.
408- أخبرنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك . - ح -.(1/366)
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث سمع أبا بكر بن عبد الرحمن يقول : كنت أنا وأبي عند مروان بن الحكم ، وهُو أمير المدينة فذكر له أن أبا هريرة يقول : من اصبح جنبا أفطر ذلك اليوم قفال مروان : أقسمت عليك يَا أبا عبد الرحمن لتذهبن إلى أمي المؤمنين عائشة وأم سلمة فتسألهما عن ذلك قال فذهب عبد الرحمن ثم قال : يَا أم المؤمنين إنا كنا عند مروان بن الحكم فذكر له أن أبا هريرة يقول : من أصبح جنبا أفطر ذلك اليوم فقالت عائشة رضي الله عنها : ليس كما قال أبو هريرة يَا عبدَ الرحمن أترغب عما كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يصنع ! فقال عبد الرحمن : لا والله قالت : فأشهد على رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم غن كان ليصيح جنبا من جماع غير احتلام ثم يصوم ذلك اليوم قال : ثم خرجنا حتى دخلنا على أم سلمة رضي الله عنها فسألها عن ذلك فقالت(1/367)
كما قالت عائشة قال فخرجنا حتى جئنا مروان فذكر له عبد الرحمن ما قلنا فقال مروان : أقسمت عليك يَا أبا محمد لتركبن دابتي فإنها بالباب فلتذهبن إلى أبي هريرة فإنه بأرضه بالعقيق فلتخبرنه ذلك قال : فركب عبد الرحمن وركبت معه حتى جئنا أبا هريرة فتحدث معه عبد الرحمن ساعة ثم ذكر له ذلك . فقال أبو هريرة : لا لي إنما أخبرنيه مخبر.
المعنى واحد.
والمخبر هو الفضل بن عباس.
409- وبهِ ؛ عَن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عَن عائِشَة وأم سلمة زوجي النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أنهما قالتا : إن كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ليصبح جنبا من جماع غير احتلام ثم يصوم.
لفظهما واحد.(1/368)
410- وبهِ ؛ عَن أبي بكر بن عبد الرحمن عن بعض اصحاب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أمر الناس في سفره عام الفتح بالفطر وقال : تقوو على عدوكم . وصام رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم . قال أبو بكر : فقال الذي حدثني لقد رأيت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بالعرج يصب على رأسه الماء من العطش والحر . فقيل له : يَا رسولَ الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إن طائفة من الناس قد صاموا حين صمت يَا رسولَ الله فلما كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بالكديد دعا بقدح فشرب فأفطر وأفطر الناس.
لقظ المكي.(1/368)
- ما رَوَى مالك ، عَن أبي حازم الأعرج الأفزر القاص المديني سلمة بن دينار مولى الأسود بن سفيان المخزومي ويقال مولى بني ليث توفي سنة خمس وثلاثين ومِئَة وقيل سنة اثنتين ، أَو ثلاث . وقيل سنة أربعين وقيل أيام أبي العباس.
ثمانية أحاديث.
ذكر فضله رحمه الله :
411- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَنا أبو علي بن شيبة ، قال : حَدَّثَنا عباس الدوري قال وقال يَحْيَى بن مَعِين : قال أبو حازم سلمة بن دينار نعمة الله علي فيما زوى عني من الدنيا أعظم مما أعطاني منها إني رايت قوما أعطوا من الدنيا فهلكوا.(1/369)
412- أخبرنا ابو إسحاق بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حَدَّثَنا عَمْرو بن عثمان ، قال : حَدَّثَنا ضمرة عن ثوابة قال : قال أبو حازم : وما الدنيا منا ما مضى منها فحلم . وأما ما بقي فأماني.
413- وبإسناده قال : قال أبو حازم : وما إبليس لقد أطيع فما نفع ولقد عصي فما ضر.(1/369)
414- أخبرنا حمزة بن محمد ، قال : حَدَّثَنا عبيد الله بن محمد بن عباس الهيبي ، قال : حَدَّثَنا إسحاق بن موسى الأنصاري ، قال : حَدَّثَني صالح بن عبد الكريم العابد قال قال رجل لأبي حازم أوصني . قال : اضطجع وضع الموت عن رأسك فما أحببت أن تلقى الله عَزَّ وجَلَّ به فاعمله وما كرهت أن تلقى الله به فدعه.(1/370)
415- أخبرنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح)
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ذهب إلى بني عَمْرو بن عوف ليصلح بينهم وحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال : أتصلي للناس فأقيم ؟ قال : نعم فصلى أبو بكر فجاء رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف فصف الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة فلما أكثر الناس من(1/370)
التصفيق التفت فرأى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فأشار إليه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ان امكث مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد الله عَزَّ وجَلَّ على ما أمره به رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم من ذلك ثم استأخر أبو بكر رضي الله عنه حتى استوى في الصف وتقدم رسول الله عليه وسلم فصلى . فلما انصرف قال : يَا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذا أمرتك ؟ قال أبو بكر : ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم . فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ما لي أراكم أكثرتم التصفيق ! من نابه شيء في صلاته فليسبح فإنه إذا سبح التفت إليه وإنما التصفيق للنساء.
416- وبهِ ؛ عَن سهل بن سعد الساعدي أنه قال : كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعة اليسرى في الصلاة.
قال أبو حازم : لا أعلم إلا أنه ينمي ذلك.
وقال ابن بهزاذ : ينمي ذلك عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
لفظ المكي.
وقال ابن بكير قال مالك يرفع ذلك.(1/371)
417- وبهِ ؛ عَن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر.
لفظهما واحد.
418- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم جاءته امرأة فقالت : يَا رسولَ الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قد وهبت نفسي لك فقامت قياما طويلا . فقام رجل فقال : يَا رسولَ الله زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجاة ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : هل عندك من شيء تصدقها إياه ؟ فقال : ما عندي إلا إزاري هذا فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك فالتمس شيئا فقال : ما أجد شيئا قال : التمس ولو خاتما من حديد فالتمس فلم يجد شيئا . فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : هل معك من القرآن شيء؟ قال : نعم سورة كذا وسورة كذا السورة سماها فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : قد زوجناكها بما معك من القرآن.
لفظ المكي.
حبيب ؛ قال مالكٌ : كان ذلك له رخصة من النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.(1/371)
419- وبهِ ؛ أَن رسول الله صلى الل عليه وسلم أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام : أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ فقال الغلام : لا والله يَا رسولَ الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا فتله رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في يده.
المعني واحد.
حبيب ؛ قال مالكٌ : الغلام هو ابن عباس ,
وقيل : توفي عبد الله بن عباس ويكنى أبا العباس بالطائف سنة ثمان وخمسين ، وهُو ابن اثنتين وسبعين سنة . وكان العباس بن عبد المطلب توفي سنة إحدى وثلاثين وقيل سنة اثنتين وثلاثين ، وهُو ابن ست وثمانين سنة.
وقيل ابن ثمان وثمانين سنة وثمانين سنة وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه.
420- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إن كان ففي الفرس والمرأة والمسكن يعني الشؤم.
المعني واحد.(1/373)
421- حَدَّثَنا علي بن محمد بن إسحاق ، قال : حَدَّثَنا محمد بن عبد الله بن غيلان الخراز ، قال : حَدَّثَنا محمد بن يزيد الآدمي ، قال : حَدَّثَنا مَعْن ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : ما رأيت منخلا حتى توفي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قيل : فكيف كنتم تصنعون ؟ قال : كان الشعير ينسف وينفخ.
هذا عند مَعْن غيره والله أعلم.(1/374)
أبو حازم ، عَن أبي إدريس الخولاني :
حديثًا واحدًا.
422- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَنا عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وحدثنا أحمد ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم وبكر قالا : أخبرنا عبد الله عن مالك (ح) وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي حازم بن دينار ، عَن أبي إدريس الخولاني قال : دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى براق الثنايا طويل الصمت وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه . فسألت عنه فقيل : هذا معاذ بن جبل . فلما كان الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته . ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه وقلت له : والله إني لأحبك لله فقال : آلله ؟ قلت : آلله فقال : آلله ؟ قلت : آلله قال فأخذ بحبوه ردائي فجذبني إليه وقال أبشر فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : قال الله عَزَّ وجَلَّ وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في.
لم يقل ابن بهزاذ : طويل الصمت.
قوله : براق الثنايا أي : أبيض الثنايا حسن الثغر.(1/374)
- مَا رَوَى مالك عن سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي :
حديثًا واحدًا.
423- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك (ح) وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي عن يزيد بن طلحة بن ركانة يرفعه قال قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء.
لفظهما واحد.(1/376)
- مَا رَوَى مالك عن سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان مولى جويرية امرأة من قيس غيلان.
تُوُفِّي في أول خلافة أبي جعفر . وكانت ولايته من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومِئَة إلى ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومِئَة.
أحد عشر حديثا.
424- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَنا محمد بن عيسى ، قال : حَدَّثَنا عباس الدوري قال يَحْيَى بن مَعِين : وأبو صالح السمان له ثلاثة بنين سهيل بن أبي صالح وعباد بن صالح وصالح بن أبي صالح وكلهم ثقة.(1/376)
425- حَدَّثَنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال قال أبو عبد الرحمن النسائي : سهيل بن أبي صالح ثقة.(1/377)
426- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَنا عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك.
وحدثنا أحمد بن إبراهيم بن جامع ، قال : حَدَّثَنا هارون بن كامل القصار ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن عبد الحكم ، قال : حَدَّثَنا مالك.
وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله - هو القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سهيل بن أبي صالح ، عَن أَبِيه ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا توضأ العبد المسلم ، أَو المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء ، أَو مع آخر قطر الماء ، أَو نحو هذا فإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء ، أَو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب.
المعنى واحد.(1/377)
427- وحدثنا أحمد بن محمد البزاز ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَنا يونس بن عبد الأعلى ، قَال : أَخْبَرنا عبد الله بن وهب أن مالكا حدثه عن سهيل بن أبي صالح ، عَن أَبِيه ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال .. فذكره.
ولم يقل : أَو نحو هذا وقال : كان بطشتها يداه وزاد : فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مستهما رجلاه مع الماء ، أَو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب.
وهذه الزيادة عند ابن وهب دون غيره والله أعلم.(1/378)
428- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك.
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَني علي ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سهيل بن أبي صالح ، عَن أَبِيه ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من حلف على يمين فرأى خيرا منها فيكفر عن يمينه وليفعل.
لفظهما سواء.
وزاد أبو مصعب : الذي هو خير.
وقاله ابن وهب ، وَابن بكير ، وَابن المبارك الصوري ويحيى بن يحيى الأندلسي.(1/378)
429- وبهِ ؛ عَن أَبِي هُرَيرة أن سعد بن عبادة قال لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة شهداء ؟ قال : نعم.
قيل : معنى أمهله أي : لا أقتله.
430- وبهِ ؛ عَن أَبِي هُرَيرة قال كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤُوا به إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فإذا أخذه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكة وإني ادعوك للمدينة بمثل ما دعا به إبراهيم لمكة ومثله معه - قال - ثم يدعو أصغر وليد فيعطيه ذلك الثمر.
لفظ المكي .(1/379)
431- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك.
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا حمزة بن محمد ، قَال : أَخْبَرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حَدَّثَنا سعيد بن أبي مريم ، قَال : أَخْبَرنا مالك عن سهيل بن أبي صالح ، عَن أَبِيه ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول انظروا هذين حتى يصطلحا انظروا حتى يصطلحا.
لفظهم سواء غير أنه سقط من كتاب المكي ، عَن أَبِيه ولم يكن عنده ، ولاَ عند ابن بهزاذ : انظروا هذين حتى يصطلحا إلا مرة واحدة.(1/380)
432- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك.
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سهيل بن أبي صالح ، عَن أَبِيه ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ضافه ضيف كافر فأمر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أخرى فشربه ثم أخرى فشربه حتى شرب حلاب سبع شياه ثم إنه أصبح فأسلم فأمره له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فحلبت فشرب حلابها ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن المسلم يشرب في معي واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء.
لفظ ابن بهزاذ.
وفي رواية ابن القاسم : فأمر له وفيها : إن المؤمن.(1/380)
433- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا أحب الله العبد قال لجبريل قد أحببت فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يضع له المحبة في أهل الأرض.
وإذا أبغض الله العبد.
قال مالك لا أحسبه إلا قال في البغض مثل ذلك.
المعني واحد غير أن ابن بهزاذ قال : ويضع له القبول في الأرض.
وتفسير القبول المحبة.(1/381)
434- وبهِ ؛ أَن رجلا جاء إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : ما بت هذه الليلة فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : من أي شيء ؟ قال : لدغتني عقرب فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك إن شاء الله.
وفي رواية أبي مصعب : أن رجلا من أسلم قال ما بت هذه الليلة.
435- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا سمعت الرجل يقول : هلك الناس فهو أهلكهم.
لفظهما سواء.
ابن القاسم قال مالك : أهلكهم أفسدهم وأرذلهم أي يقول هلك الناس إني خير منهم وأما إذا قال : هلك الناس على تحزن عليهم فلا بأس به.(1/382)
436- حَدَّثَنا ابن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك.
وأخبرنا حمزة بن محمد ، قال : حَدَّثَنا محمد بن زريق ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن سهيل بن أبي صالح ، عَن أَبِيه ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم ان تعبدوه ، ولاَ تشركوا به شيئا ، وَأَن تعتصموا بحبل الله جميعا ، ولاَ تفرقوا ، وَأَن تناصحوا من ولى الله أمركم ويسخط لكم قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال.
ولم يقل ابن بهزاذ : جميعا وقال : ويكره ولم يقل حمزة : لا تفرقوا وقال : ويسخط.
وهذا مرسل عند ابن وهب ، ومَعْن والقَعْنَبِيّ ، وَابن المبارك الصوري ويحيى بن يحيى الأندلسي لم يقولوا فيه : عَن أَبِي هُرَيرة وأسنده الباقون.(1/383)
437- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك عن سهيل بن أبي صالح ، عَن أَبِيه ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها بنقيها.
وهذا في "المُوَطأ" عند ابن عفير وحده وليس عند غيره والله أعلم.
قال ابن القاسم قال مالك : بنقيها شحومها.
قال أبو القاسم الجوهري وقد كنت رويت هذا الحديث عن رجل عن أحمد بن بهزاذ ثم وجدت سماعي فيه بعد ذلك عن أحمد بن بهزاذ نفسه عنه وبالله التوفيق.(1/384)
باب الشين
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي عبد الله شريك بن عبد الله بن أبي نمر الليثي توفي سنة أربع وأربعين ومِئَة.
حديثًا واحدًا.
438- حَدَّثَنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك.
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن شريك بن عبد الله عن أنس بن مالك أنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يَا رسولَ الله هلكت المواشي وتقطعت السبل فادع الله . قال : فدعا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة . قال : فجاء إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يَا رسولَ الله تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي قال : فقام رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : اللهم على رؤوس الجبال والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر . قال : فانجلت عن المدينة انجياب الثوب.
اللفظ لابن بهزاذ.
حبيب ؛ قال مالكٌ : الآكام : الجبال الصغار.
وقال البرقي شيء مجتمع من تراب أكبر من الكربة والواحدة أكمة.
وقال ابن وهب : انجياب الثوب بمنزلة الثوب الخلق المنقطع كذلك نقطع السحاب ويقال انشق عنك حتى تدخل فيه يقال : جبت الأرض إذا خرقتها حتى تجوزها . وقوله تعالى : {جابوا الصخر بالواد}.(1/385)
باب الصاد
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي عبد الله صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف . وكان من أفاضل الناس.
تُوُفِّي سنة ثنتين وثلاثين ومِئَة.
حَدِيثان.
ذكر فضلة رحمة الله :
439- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر ، يَعني الفريابي ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن محمد بن خلاد ، قال : حَدَّثَنا يعقوب بن محمد ، قال : حَدَّثَنا عبد العزيز بن محمد قال : كان صفوان بن سليم لا تمر به جنازة إلا ذهب يصلي عليها به جنازة فاتكأ على يدي فلما الباب قال عبد العزيز الدراوردي وكان والله يشبهه في العبادة ولكنه كان يتهم بالقدر.(1/387)
440- أخبرنا الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا محمد بن عبد العزيز ، قال : سَمِعتُ مصعب بن عبد الله يقول : كان مالك بن أنس يقول : لقد كنت آتي صفوان بن سليم وكان من المتعبدين المجتهدين يصلي الليل أجمع من ثلاثين سنة . وكان يصوم النهار ويقوم الليل ، ولاَ يخالط أحدا ، ولاَ يكلم أحدا ، ولاَ يخوض في شيء من أمر الدنيا وما همته إلا ما هو فيه من أمر الآخرة . ولقد سمعته يوما ، وهُو يدعو في سجوده ، وهُو يقول : اللهم لا تؤاخذني في تقصيري عن عبادتك اللهم لا تؤاخذني فهذا جهدي وطاقتي وأنت تعلم أني لا أقدر على أكثر من هذا . قال مالك : وكان إذا ذكر النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بكى فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه.(1/387)
441- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله هو القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل الأزرق : أن المغيرة بن أبي برزة ، وهُو من بني عبد الدار أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول : سأل رجل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يَا رسولَ الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : هو الطهور ماؤه الحلال ميتته.
وفي رواية أبي مصعب : من آل ابن الأزرق.(1/388)
442- أخبرنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار ، عَن أبي سعيد الخدري ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الغسل واجب يوم الجمعة على كل محتلم.(1/389)
- ما رَوَى مالك ، عَن أبي الحارث صالح بن كيسان مولى بني غفار ويقال مولى بني عامر ويقال مولى لآل معيقيب بن أبي فاطمة من أصبح . والصحيح أنه من خزاعة.
تُوُفِّي سنة ست وأربعين ومِئَة.
حَدِيثان.
قال يَحْيَى بن مَعِين : قد سمع صالح بن كيسان من ابن عمر ورأى ابن الزبير ، وهُو أكبر من الزُّهْرِي.
ذكر فضله رحمه الله :
443- حَدَّثَنا أبو الحسن محمد بن عبد الله النيسابوري ، قال : حَدَّثَنا جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : حَدَّثَنا أبو صالح ، قال : حَدَّثَنا ابن المبارك عن معمر قال قال صالح بن كيسان : ما أدري أي النعمتين علي أعظم فيما زوي عني من الدنيا ، أَو فيما أعطاني.(1/390)
444- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني أنه قال : صلى لنا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال : تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي . فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب.
445- وبهِ ؛ عَن صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير ، عَن عائِشَة رضي الله عنها أنها قالت : فرضت الصلاة ركعتين في السفر والحضر فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر.
وهذا حديث موقوف.(1/390)
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي سعيد وقيل يكنى أبا زياد صيفي مولى ابن أفلح :
حديثًا واحدًا.
446- أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك.
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق - واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن صيفي مولى ابن أفلح ، عَن أبي السائب مولى هشام بن زهرة أنه قال : دخلت على أبي سعيد الخدري في بيته قال فوجدته يصلي قال فجلست أنتظره حتى قضى صلاته . قال فسمعت تحريكا تحت سرير في بيته فإذا حية فقمت لأقتلها فأشار إلى أن أجلس فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار . فقال : ترى هذا البيت ؟ قال : قلت : نعم قال : فإنه كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس فخرجنا مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إلى الخندق . فكان ذلك الفتى يستأذنه بأنصاف النهار يرجع إلى أهله فاستأذن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يوما فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : خذ سلاحك فإني أخشى عليك بني قريظة فأخذ الرجل سلاحه فذهب فإذا هو بامرأته بين(1/391)
البابين فهيأ لها الرمح ليطعنها به وأصابه الغيرة . فقالت : اكفف عنك رمحك حتى ترى ما في بيتك فدخل فإذا حية عظيمة منطوية على فراشه فأهوى إليها بالرمح فانتظمها فيه ثم خرج به فركزه في الدار فاضطربت الحية في رأس الرمح وخر الفتى صريعا فما ندري أيهما كان أسرع موتا الفتى ام الحية قال فجئنا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فذكرنا ذلك وقلنا : ادع الله أن يحييه فقال : استغفروا لصاحبكم فقلنا : ادع الله أن يحييه قال : استغفروا لصاحبكم ثم قال : إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان.
ليس هذا عند القَعْنَبِيّ وفي رواية ابن بكير قائمة بين البابين وفيها : اكفف عليك رمحك.(1/392)
باب الضاد
- مَا رَوَى مالك عن ضمرة بن سعيد المازني.
حَديثان.
447- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب النسائي ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن ضمرة بن سعيد المازني عن عبيد الله بن عبد الله أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير : ماذا كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقرأ يوم الجمعة على إثر سورة الجمعة ؟ قال : كان يقرأ {هل أتاك حديث الغاشية}.(1/393)
448- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن ضمرة المازني عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبا واقد الليثي : ماذا كان يقرأ به رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في الأضحى والفطر ؟ فقال : كان يقرأ بقاف والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشق القمر.(1/393)
باب الطاء
- مَا رَوَى مالك عن طلحة بن عبد الملك الأيلي :
حديثًا واحدًا.
قال يَحْيَى بن مَعِين : طلحة بن عبد الملك ثقة يروي عنه مالك بن أنس.
449- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن طلحة بن عبد الملك عن القاسم بن محمد ، عَن عائِشَة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه.(1/395)
باب العين
- مَا رَوَى مالك ، عَن عَبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك.
حَدِيثان.
قال يَحْيَى بن مَعِين عبد الله بن جابر بن عتيك ثقة يحدث عنه مالك.
450- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن جابر بن عتيك أنه قال : جاءنا عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه .... بني معاوية من قرى الأنصار فقال : هل تدري أين صلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم من مسجدك هذا ؟ فقلت : نعم قال : فأشرت له إلى ناحية فقال هل تدري ما الثلاث اللائي دعا بهن فيه ؟ قلت : نعم ، قال : فأخبرني بهن ؟ قلت
بأن لا يظهر عليهم عدو من غيرهم ، ولاَ يهلكهم بالسنين فاعطيتها ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعها فقال : صدقت فلن يزال الهرج إلى يوم القيامة.
وفي رواية أبي مصعب : ما الكلمات الثلاث وفيها : دعا بان.
وتفسير الهرج : القتل بلسان الحبشة.(1/399)
451- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث ، وهُو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه أنه أخبره أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب فصاح به رسول الله فلم يجبه فاسترجع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وقال : غلبنا عليك أبا الربيع فصاح النسوة وبكين فجعل ابن عتيك يسكتهن فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية قالوا : وما الوجوب يَا رسولَ الله ؟ قال : إذا مات قالت ابنته والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيدا فإنك قضيت جهازك فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن الله قد اوقع أجره على قدر نيته وما تعدون الشهادة ؟ قالوا : القتل في سبيل الله فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله المطعون شهيد والغريق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والمبطون شهيد وصاحب الحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد.
وفي رواية أبي مصعب : فإنك كنت قد قضيت جهازك.
وقيل الجمع أن تموت وقد استتم ولدها في بطنها وقيل : أن تموت بدمها بكرا لم تنحكح والأول أجود.(1/400)
- ما رَوَى مالك ، عَن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري.
حَدِيثان.
ذكر فضله رحمه الله :
542- أخبرنا أبو القاسم الحسين بن عبد الله العثماني ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن زبان ، قَال : أَخْبَرنا الحارث بن مسكين ، قَال : أَخْبَرنا ابن وهب قال وحدثني مالك ، عَن عَبد الله بن عبد الرحمن بن معمر قال - وكان قاضيا في خلافة سليمان ، يَعني ابن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز وكان يسرد الصيام وكان يحدث حديثا حسنا وكان رجلا صالحا يدخل على الوالي فيكلمه في الأمر وينصحه في المشورة ، ولاَ يرفق له ، ولاَ يكف عنه شيئا من الحق يكلمه به.
قال مالك وغيره من الناس يفرق أن يضرب .(1/401)
453- وأخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل البنا أبو بكر ، قال : حَدَّثَنا أبو بشر الدولابي ، قال : سَمِعتُ العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يَحْيَى بن مَعِين يقول أبو طوالة ثقة.(1/402)
454- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر ، عَن أبي الحباب ، عَن أَبِي هُرَيرة ، قال : قال رسولُ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن الله عَزَّ وجَلَّ يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي.
قوله أظله أكنه من المكاره كلها وأكتنفه في جنبي وأكرمه لا ظل الشمس.
455- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري ، عَن أبي يونس مولى عائشة ، عَن عائِشَة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أن رجلا قال لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ، وهُو واقف على الباب : يَا رسولَ الله إني أصبح جنبا وأنا أريد الصيام ؟ فقال النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : وأنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم فقال الرجل : يَا رسولَ الله إنك لست مثلنا قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فغضب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وقال : والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله
وأعلمكم بما أتقى.
وفي رواية أبي مصعب : على الباب وأنا أسمع.(1/402)
- ما رَوَى مالك ، عَن عَبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم :
حديثًا واحدًا.
456- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير ، عَن عَبد الله بن عباس أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها.(1/403)
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي ليلى عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل ويقال داود بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل ويقال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل :
حديثًا واحدًا.
457- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك , وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن الورد واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا يحيى يعني ابن أيوب العلاف ، قال : حَدَّثَنا يحيى هو ابن عبد الله بن بكير ، قال : حَدَّثَنا مالك ، قال : حَدَّثَني أبو ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره رجال من كبراء قومه أن عبد الله بن سهل ومحيصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم . فأتى محيصة فأخبر أن عبد الله بن سهل قتل وطرح في فقير ، أَو عين فاتى يهو فقال انتم والله قتلتموه فقالوا والله ما قتلناه فأقبل حتى قدم على قومه فذكر ذلك لهم ثم أقبل هو وأخوه حويصة ، وهُو أكبر منه وعبد الرحمن بن سهل فذهب محيصة ليتكلم ، وهُو الذي كان بخيبر ،(1/404)
فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : كبر كبر يريد السن فتكلم حويصة ثم تكلم محيصة فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إما أن يدوا صاحبكم وإما أن يؤذنوا بحر فكتب إليهم رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في ذلك فكتبوا إنا والله ما قتلناه فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم لحويصة ومحيصة وعبد الرحمن : أتحلفون وتستحقون دم صاحبكم ؟ قالوا : لا . قال : فتحلف لكم يهود قالوا ليسوا بمسلمين فوداه رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم من عنده فبعث إليهم بمئة ناقة حتى أدخلت عليهم الدار . قال سهل لقد ركضتني منها ناقة حمراء.
لم يقل المكي : عن سهل بن أبي حثمة.
وفي رواية أبي مصعب : عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره ، وهُو مع رجال من كبراء قومه.
وذكر عن مالك الفقير البئر.(1/404)
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان.
ويقال مولى بني تميم.
تُوُفِّي سنة ثمان وأربعين ومِئَة.
وقال يَحْيَى بن مَعِين عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان الذي يروي عنه مالك ثقة.
خَمسة أحاديث.
عبد الله بن يزيد ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن أربعة أحاديث.
458- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله عن مالك.
وأخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا كان الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم.
وذكر : أن النار اشتكت إلى ربها فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف.
ولم يقل الذهبي في كل عام.(1/405)
459- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عَن أَبِي هُرَيرة أنه قرأ لهم {إذا السماء انشقت} فسجد لهم فيها فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم سجد فيها.(1/406)
460- أخبرنا أحمد بن بهزاذ ، قال : حَدَّثَني عبيد الله ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني مالك ، عَن عَبد الله وأبي النضر ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عَن عائِشَة رضي الله عنها ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يصلي جالسا فيقرأ وهو جالس فإذا بقي من قراءته نحو من ثلاثين ، أَو أربعين آية قام فقرأ وهو قائم ثم يركع ويسجد ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك.(1/407)
461- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي ، قَال : حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس : أن أبا حفص طلقها البتة ، وهُو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال : والله ما لنا عليك من شيء فجاءت رسول الله فذكرت ذلك له فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أليس لك عليه نفقة ؟ وأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال : تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدي في بيت ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده فإذا حللت فآذنيني قالت : فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له . انكحي أُسَامة بن زيد فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به.
قال البرقي : لم يرد العصا التي يضرب بها وإنما أراد الأدب ومنه حديث النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لا ترفع عصاك عن أهلك.
وقيل اسم أبي عَمْرو حفص أحمد.
عبد الله بن زيد ، عَن أبي عياش :
حديثًا واحدًا.(1/407)
462- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن يزيد أن زيدا أبا عياش أخبره أنه سأل سعد بن أبي وقاص عن البيضاء بالسلت فقال له سعد : أيتهما أفضل ؟ قال : البيضاء فنهى سعد عن ذلك و، قال : سَمِعتُ رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم سئل عن اشتراء التمر بالرطب فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أينقص الرطب إذا يبس ؟ قالوا : نعم . فنهى عن ذلك.
وفي رواية أبي مصعب : فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم لمن حوله.
ومعنى أفضل : أكثر.(1/408)
- ما رَوَى مالك ، عَن عَبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه توفي سنة سبع وعشرين ومِئَة وقيل : سنة ثنتين وثلاثين ومِئَة ثلاثون.
حَدِيثا.
463- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن دينار ، عَن ابن عمر أنه قال ذكر عمر بن الخطاب لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أنه تصيبه الجنابة من الليل فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : توضأ واغسل ذكرك ثم نم.
464- وبهِ ؛ عَن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إن بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم.
لفظهما سواء(1/409)
465- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن دينار ، عَن عَبد الله بن عمر أنه قال كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم على راحلته في السفر حيث ما توجهت به.
قال عبد الله بن دينار وكان ابن عمر يفعل ذلك.
466- وبهِ ؛ أَن عبد الله بن عمر قال بينما الناس في صلاة الصبح يقباء إذا جاءهم آت فقال لهم : إن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة.(1/410)
467- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن دينار ، عَن عَبد الله بن عمر ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يأتي قباء ماشيا وراكبا.
هذا في "المُوَطأ" ، عَن ابن دينار غير القَعْنَبِيّ فإنه ذكره عن نافع.(1/410)
468- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع وعبد الله بن دينار ، عَن ابن عمر ان رجلا سأل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن صلاة الليل فقال له رسول الله : صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى.(1/411)
469- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن دينار ، عَن عَبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروا الهلال ، ولاَ تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له.
حبيب ؛ قال مالكٌ : غم عليكم أي لم تبصروا الهلال.
470- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر.
471- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى أن يلبس المحرم ثوبا مصبوغا بزعفران ، أَو ورس وقال : من لم يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين.
472- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن عمر أنه قال أمر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أهل المدينة ان يهلوا من ذي الحليفة وأهل الشام من الجحفة وأهل نجد من قرن قال عبد الله أما هؤلاء الثلاث فسمعتهن من رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وأخبرت ان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ويهل أهل اليمن من يلملم.(1/411)
473- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : خمس من الدواب من قتلهن وهو محرم فلا جناح عليه : العقرب والفأرة والكلب العقور والغراب والحدأة.
474- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يقضيه.
475- وبهِ ؛ أَن رجلا ذكر لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أنه يخدع في البيوع فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إذا بايعت فقل لا خلابة فكان الرجل إذا بايع يقول : لا خلابة.(1/412)
476- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا ابن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن عَبد الله بن دينار ، عَن عَبد الله بن عمر ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى عن بيع الولاء وعن هبته.
ليس هذا عند القَعْنَبِيّ .(1/413)
477- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن دينار ، عَن عَبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الذي يجر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة.
قوله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : خيلاء يريد التبختر في المشي والنظر إلى أعطافه.
478- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن عمر أنه قال قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن اليهود إذا سلم عليكم أحدكم فإنما يقول : السام عليكم فقل : عليك.
تفسير السام : الموت.
479- وبهِ ؛ أَن رجلا نادى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يَا رسولَ الله ما ترى في الضب ؟ فقال : لست بآكله ، ولاَ محرمه.
وفي رواية أبي مصعب : وهو على المنبر.
ورواه مالك ، عَن عَبد الله بن دينار ونافع.
480- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يلبس خاتما من ذهب ثم قام رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فنبذه وقال : لا ألبسه أبدا فنبذ الناس خواتيمهم.(1/414)
481- وبه أنه قال رأيت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يشير إلى المشرق ويقول : ها إن الفتنة ها هنا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان.
وفي رواية أبي مصعب : يشير بيده وفيها : ها هنا.
482- وبه قال كنا إذا بايعنا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم على السمع والطاعة يقول : فيما استطعتم.
ليس عند أبي مصعب وفي رواية ابن بكير : يقول لنا.
483- وبهِ ؛ أَن عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان ليبايعه فكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد لعبد الملك أمير المؤمنين من عبد الله بن عمر سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأقر إليك بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت.
ليس هذا الحديث عند أبي مصعب.
وفي رواية ابن القاسم ، ومَعْن ، وَابن بكير : لعبد الله وعبد الملك.
484- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : أيما رجل قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما.
تفسير ذلك أن كان المقول له كذلك فهو كافر وإلا خيف ان يكون القائل ذلك لأخيه كافرا.(1/415)
485- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن دينار قال كنت أنا وعبد الله بن عمر عند دار خالد بن عقبة بالسوق فجاء رجل يريد أن يناجيه وليس معه أحد غيري وغير الرجل الذي يريد أن يناجيه فدعا عبد الله بن عمر رجلا آخر حتى كنا أربعة فقال لي وللرجل الذي دعاه استرخيا فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : لا يتناج اثنان دون واحد.
وفي رواية أبي مصعب : التي بالسوق.
وقوله استرخيا تباعدا عني وتنحيا.(1/416)
486- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم حدثوني ما هي ؟ قال عبد الله فوقع الناس في شجر البوادي ووقع في نفسي أنها النخلة قال فاستحييت فقالوا : حَدَّثَنا يَا رسولَ الله ما هي ؟ قال : هي النخلة . قال عبد الله فحدثت عمر بالذي وقع في نفسي من ذلك فقال عمر رضي الله عنه : لأن تكون قلتها أحب إلى من أن يكون لي كذا وكذا.
وفي رواية ابن القاسم ، وَابن بكير : مثل الرجل المسلم.
وهذا عند مَعْن ، وَابن القاسم ، وَابن عفير ، وَابن بكير ، وَابن برد في "المُوَطأ" وليس عند ابن وهب ، ولاَ أبي مصعب.
وتفسيره أن إيمان المسلم ثابت لا يتغير أبدا.
487- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال : هذه غدرة فلان.
وهذا عند مَعْن ، وَابن بكير في "المُوَطأ" وعند القَعْنَبِيّ خارج "المُوَطأ" وليس عند ابن القاسم ، ولاَ ابن عفير ، ولاَ أبي مصعب .(1/417)
488- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالأمير على الناس راع عليهم ، وهُو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته ، وهُو مسؤول عنهم وامرأة الرجل راعية على بيت بعلها وهي مسؤولة عنهم وعبد الرجل راع على مال سيده ، وهُو مسؤول عنه فكلكم راع مسؤول عن رعيته.
وفي رواية ابن بكير : بعلها وولدها.
وهذا عند مَعْن ، وَابن بكير في "المُوَطأ" وعند القَعْنَبِيّ خارج "المُوَطأ" وليس هو عند ابن وهب ، ولاَ ابن عفير ، ولاَ ابن القاسم ، ولاَ أبي مصعب.(1/418)
489- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع وعبد الله بن دينار قال قتيبة في حديث ، عَن ابن عمر قال قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم - قال النسائي : ولم أفهمه كما أردت - : من اقتنى كلبا إلا كلب ماشية ، أَو ضاري نقص من عمله كل يوم قيراكان.
هذا عند الرواة عن نافع وحده . غير مَعْن وقتيبة فإنهما روياه عنهما.(1/419)
490- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن دينار ، عَن عَبد الله بن عمر قال قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم لأصحاب الحجر : لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا ان تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثلما أصابهم.
وهذا ، عَن ابن بكير ، وَابن برد ومصعب الزبيري في "المُوَطأ" وعند القَعْنَبِيّ خارج "المُوَطأ" وليس هو عند ابن وهب ، ولاَ ابن القاسم.
والحجر مساكن ثمود.(1/419)
ابن دينار عن سليمان بن يسار.
حَدِيثان.
491- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن دينار عن سليمان بن يسار عن عراك بن مالك ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ليس على المسلم في عبده صدقة.
وفي رواية أبي مصعب : في عبده ، ولاَ فرسه.(1/420)
492- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن دينار عن سليمان بن يسار عن عروة ، عَن عائِشَة رضي الله عنها عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة.(1/420)
- ما رَوَى مالك ، عَن عَبد الله بن أبي أبي بكر بن محمد بن عَمْرو بن حزم من بني النجار يكنى أبا محمد توفي سنة ست وثلاثين ومِئَة وقيل : سنة خمس وثلاثين ومِئَة ، وهُو ابن سبعين سنة.
ثمانية عشر حديثا.
ذكر فضله رحمه الله :
493- أخبرنا مؤمل بن يحيى بن مهدي ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن عمر ، قَال : أَخْبَرنا الحارث بن مسكين ، قَال : أَخْبَرنا ابن القاسم ، قال : حَدَّثَنا مالك قال ولقد سمعت عبد الله بن أبي بكر وكان بن عباد الناس وأهل الفضل.(1/421)
أخبرنا الحسن بن الخضر ، قال : حَدَّثَنا محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن عمر ، قال : حَدَّثَنا أشهب بن عبد عبد العزيز عن مالك قال أخبرني ابن غزية أن ابن شهاب سأله من بالمدينة يفتي ؟ فأجابه فقال : ما فيهن مثل عبد الله بن أبي بكر ، يَعني ابن حزم - وما يمنعه أن يرتفع ذكره إلا مكان أبيه أنه حي.(1/421)
عبد الله عن عروة بن الزبير :
حديثًا واحدًا.
495- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا أحمد بن محمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عروة بن حزم أنه سمع عروة بن الزبير يقولا دخلت على مروان بن الحكم فذكرنا ما يكون منه الوضوء فقال مروان : من مس الذكر الوضوء فقال عروة ما علمت ذلك فقال مروان أخبرتنيه بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ.
اللفظ للمكي.
وجدت في كتاب ابن الورد وقال ابن عليب : قال ابن بكير : بسرة خالة مروان بن الحكم وقيل إن مروان ولد في زمن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وروى ، عَن أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
وتُوُفِّيَ بالشام سنة خمس وسبعين ويكنى ابا عبد الملك.(1/421)
عبد الله عن عباد بن تميم.
ثلاثة أحاديث.
496- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم ، عَن عَبد الله بن زيد المازني أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة.
497- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن أبي بكر بن عَمرو بن حزم أنه سمع عباد بن تميم يقول سمعت عبد الله بن زيد المازني يقول : خرج رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إلى المصلي فاستسقى وحول رداءه حين استقبل القبلة.(1/422)
498- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عروة بن حزم عن عباد بن زيد : ان أبا بشير الأنصاري أخبره أنه كان مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في بعض أسفاره قال : فأرسل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم رسولا فقال عبد الله حسبت أنه قال : والناس في مبيتهم : لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر ، ولاَ قلادة إلا قطعت.
قال مالك : أرى ذلك من أجل العين.
وقيل إن أهل الجاهلية كان يقلدون للعين فنهى عن ذلك فاما الجمال فلا بأس به.
وقد روى هذا الحديث روح بن عبادة عن مالك في غير "المُوَطأ" فقال فيه فأرسل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم زيدا مولاه.(1/423)
عبد الله عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعيد بن زرارة الأنصاري خمسة أحاديث . توفيت عمرة سنة ثلاث ومِئَة وهي ابنة سبعة وسبعين.
499- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عَمْرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته أن زيادا كتب إلى عائشة رضي الله عنها أن عبد الله بن عباس قال : من أهدى هديا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر الهدي وقد بعثت بهدي فاكتبي إلي بأمرك ، أَو مري صاحب الهدي فقالت عمرة قالت عائشة رضي الله عنها : ليس كما قال ابن عباس : أنا فتلت قلائد هدي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ثم قلدها رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بيده ثم بعث بها مع أبي فلم يجرم على رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم شيء أحله له الله حتى نحر الهدي.
وفي رواية أبي مصعب : أن زياد بن أبي سفيان.(1/424)
500- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أخبرتها ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان عندها وأنها سمعت صوت رجل يستأذن في بيت حفصة . قالت عائشة : قلت يَا رسولَ الله هذا رجل يستأذن في بيتك ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة قالت عائشة رضي الله عنها : يَا رسولَ الله لو كان فلان حيا لعمها من الرضاعة دخل علي ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم إن الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة.
501- وبهِ ؛ عَن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : كان فيما نزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخت بخمس معلومات فتوفي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وهن مما يقرأ من القرآن.
وهذا حديث موقوف أدخله النسائي في المسند.(1/425)
502- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن أبي بكر ، عَن عَبد الله بن واقد ، عَن عَبد الله أنه قال : نهى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث فقال عبد الله بن أبي بكر فذكرت ذلك لعمرة بنت عبد الرحمن فقالت : صدق سمعت عائشة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم تقول : دف ناس من أهل البادية حضرة الأضحى في زمان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ادخروا الثلاث وتصدقوا بما بقي قالت : فلما كان بعد ذلك قيل لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لقد كان الناس ينفقون من ضحاياهم يعملون منها الودك ويتخذون منها الأسقية فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : وما ذاك ؟ ، أَو كما قال قالوا : يَا رسولَ الله نهيت عن إمساك لحوم الضحايا بعد ثلاث فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت فكلوا وتصدقوا وادخلوا.
وفي رواية أبي مصعب : تجملوا منه الودك.
قال ابن وهب : الدافة القادمون عليها.
وقال أبو الطاهر : يجملون يدهنون منها الودك حتى يجتمع.(1/425)
503- حَدَّثَنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الأصبع ، قال : حَدَّثَنا أبو الطاهر خير بن عرفة الأنصاري ، قال : حَدَّثَنا يحيى بن بكير ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن عَبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عَمْرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن ، عَن عائِشَة رضي الله عنها ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت ليورثه.
وفي رواية ابن بكير : ليورثه.
ولا أعلم هذا في "المُوَطأ" إلا من رواية ابن بكير والله أعلم.
عبد الله بن أبي بكر ، عَن عَبد الملك بن أبي بكر :
حديثًا واحدًا.(1/426)
504- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن أبي بكر بن عَمْرو بن حزم ، عَن عَبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن خلاد بن السائب الأنصاري ، عَن أبي أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي ، ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية ، أَو بالإهلال يريد أحدهما.
وفي رواية أبي مصعب : أَو من معي.(1/427)
عبد الله عن أبيه.
505- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن أبي بكر ، عَن أَبِيه بان عبد الله بن قيس بن مخرمة أخبره عن زيد بن خالد الجهني انه قال لأرمقن صلاة رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم الليلة قال : فتوسدت عتبته ، أَو فسطاطه فصلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة.(1/428)
506- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن أبي بكر ، عَن أَبِيه ، عَن عَمْرو بن سليم وفي رواية أنه قال أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا : يَا رسولَ الله كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
قال يَحْيَى بن مَعِين : اسم أبي حميد الساعدي عبد الرحمن بن سعيد.
507- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن أبي بكر ، عَن أَبِيه ، عَن عبد الله بن عَمْرو بن عثمان ، عَن ابن أبي عمرة الأنصاري عن زيد بن خالد الجهني أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ألا أخبركم بخير الشهداء ؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها ، أَو يخبر بشهادته قبل أن يسألها.
هكذا قال الفعنبي ، ومَعْن ، وَابن عفير ، وَابن بكير.
وقال ابن وهب ، وَابن القاسم وأبو مصعب ، وَابن المبارك الصوري ومصعب الزبيري ، عَن أبي عمرة الأنصاري.
واسم ابن أبي عمرة عبد الرحمن.(1/428)
508- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن أبي بكر ، عَن أبي البداح عن عاصم بن عدي ، عَن أَبِيه أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أرخص لرعاء الإبل في البيتوتة يرمون يوم النحر ثم يرمونه الغد ، أَو من بعد الغد ليومين ثم يرمون يوم النفر.
زفي رواية أبي مصعب : البيتوتة عن منى.
توفي أبو البداح سنة سبع عشرة ومِئَة فيما يقال ، وهُو ابن أربع وثمانين سنة.
509- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن أبي بكر محمد بن عَمْرو بن حزم ، عَن أَبِيه ، عَن عمرة بنت عبد الرحمن ، عَن عائِشَة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن صفية بنت حيي قد حاضت فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لعلها تحبسنا ألم تكن طافت معكن بالبيت ؟ قالوا : بلى قال : فاخرجي.
وفي رواية أبي مصعب : فاخرجن.(1/429)
وتوفيت صفية بنت حيي سنة خمسين وقيل في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
510- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن أبي بكر ، عَن أَبِيه أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره أن أم سليم بنت ملحان استفتت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وحاضت او ولدت بعدما أفاضت يوم النحر فأذن لها رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فخرجت.
511- وبهِ ؛ عَن عبد الله بن أبي بكر ، عَن أَبِيه ، عَن عمرة بنت عبد الرحمن أنها سمعت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وذكر لها ان عبد الله بن عمر يقول : إن الميت يعذب ببكاء الحي قال : فقالت عائشة : غفر الله لأبي عبد الرحمن إما إنه لم يكذب ولكنه نسي ، أَو أخطأ إنما مر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم على يهودية يبكى عليها فقال : إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها.
هذا الحديث في جميع الروايات غير القَعْنَبِيّ فإنه عنده خارج "المُوَطأ" والله أعلم.(1/431)
عبد الله عن حميد بن نافع :
حديثًا واحدًا.
512- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عَمْرو بن حزم عن حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة أنها أخبرته بهذه الأحاديث الثلاثة قالت زينب دخلت على أم حبيبة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حين توفي أبوها ابو سفيان بن حرب فدعت أم حبيبة بطيب فيه صفرة خلوق ، أَو غير فدهنت منه جارية ثم مسحت بعارضها ثم قالت : والله ما لي بالطيب من حاجة غير أنني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا.(1/431)
قالت زينب ودخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها فدعت بطيب فمست منه ثم قالت : والله مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم على المنبر يقول : لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوجها أربعة أشهر وعشرا.
قالت زينب وسمعت أمي أم سلمة تقول جاءت امرأة إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقالت : يَا رسولَ الله إن ابنتي توفي عنها زوجها وقد اشتكت عينيها أفتكحلهما فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لا مرتين ، أَو ثلاثا كل ذلك يقول : لا ثم قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إنما هي أربعة أشهر وعشرا وقد كانت إحداكن في الجاهلية ترمي بالبعرة على رأس الحول.(1/432)
قال حميد : فقلت لزينب : وما ترمي بالبعرة على رأس الحول ؟ فقالت زينب : كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشا ولبست شر ثيابها ولم تمس طيبا ، ولاَ شيئا حتى تمر بها سنة ثم تؤتى بدابة حمار ، أَو شاة ، أَو طائر فتفتض به فقل ما تفتض بشيء إلا مات ثم تخرج فتعطى بعرة فترمي بها ثم تراجع بعدما شاءى من طيب ، أَو غيره.
قال مالك : الحفش : البيت الصغير الخرب.
وقال البرقي : تفتض به : تؤتى بدابة فتمسح على ظهرها بيدها وترمي ببعرة من بعر الغنم من ورائها . ثم يكون ذلك إحلالها.
وقيل : إن أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب رضي الله عنها اسمها رملة توفيت سنة أربع وأربعين وأبو سفيان هو صخر بن حرب وأم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم اسمها هند بنت أبي أمية توفيت سنة تسع وخمسين وقيل بعد الستين وتوفيت زينب بنت جحش في زمن عمر رضي الله عنه سنة عشرين.(1/432)
- ما رَوَى مالك ، عَن أبي الزناد ذكوان عبد الله بن ذكروان مولى رملة بنت شيبة بنت ربيعة بن عبد شمس ويقال : مولى عائشة بنت عثمان مدني ثقة . وقال ابن خيينة : كنيته أبو عبد الرحمن وكان يغضب من أبي الزناد توفي سنة ثلاثين ومِئَة ، وهُو ابن ست وستين سنة وقيل ابن أربع وستين سنة.
أربعة وستون حديثا.
ذكر فضله رحمه الله :
513- أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن عبد الله بن سليمان الغساني ، قال : حَدَّثَنا محمد بن علي الفارض المكي ، قال : حَدَّثَنا محمد بن إسماعيل الصائغ ، قال : حَدَّثَنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : حَدَّثَنا ابن أبي مريم ، قال : حَدَّثَنا الليث ، عَن عَبد ربه بن سعيد قال رأيت أبا الزناد دخل مسجد رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ومعه الأتباع مثل ما مع السلطان بين سائل عن حديث وبين سائل عن فقه وبين سائل عن فريضة وبين سائل عن شعر.(1/433)
514- أخبرنا جعفر ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا الحسن ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا سفيان بن عُيَينة قال سألت سفيان الثوري فقلت له كيف رأيت أبا الزناد ؟ قال : أَو كان ثم أميرا غيره.(1/434)
515- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن العرج ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم.
قال أبو الطاهر بن السرح فيح جهنم بخارها ولهبها.
516- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا توضأ أحدكم فليجعل في انفه الماء ثم لينثر ، ومن استجمر فليوتر.
قال البرقي أخبرنا عمر بن أبي سلمة قال سئل مالك عن الاستجمار فقال الاستطابة.
وقال غيره فيأخذ الحجر فكأنه يكف به الأذى.(1/434)
517- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد وعتبة بن عبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه.
وقال عتبة يديه قبل أن يدخلها في وضوئه فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده.(1/435)
518- أخبرنا حمزة بن محمد الكناني قال : أنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بالسواك.
وفي رواية أبي مصعب ، وَابن بكير : لولا أن أشق على المؤمنين ، أَو على الناس.
وفي رواية ابن القاسم ، وَابن عفير : على أمتي ، أَو على الناس.
وفي رواية يحيى الأندلسي : على أمتي.
وليس هذا عند القَعْنَبِيّ.(1/435)
519- أخبرنا أحمد بن محمد بن حفص العثماني ، قال : حَدَّثَنا أبو خليفة ، قال : حَدَّثَنا ابن قعنب عن مالك (ح) وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي قال أخبرني أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات.
لفظهما واحد.(1/436)
520- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا أحمد بن محمد بن حفص العثماني ، قال : حَدَّثَنا أبو خليفة ، قال : حَدَّثَنا ابن قعنب عن مالك ,
وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول : أذكر كذا أذكر كذا ما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى.
اللفظ للمكي.
وفي رواية ابن بكير : لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى.
حبيب ؛ قال مالكٌ : يظل ينسي فلا يدري كم صلى.
والتثويب الإقامة.(1/437)
521- أخبرنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا أحمد بن محمد بن حفص العثماني ، قال : حَدَّثَنا أبو خليفة ، قال : حَدَّثَنا ابن قعنب ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن العرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا قال أحدكم آمين قالت الملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الآخرى غفر له ما تقدم من ذنبه.
اللفظ للمكي.
قوله آمين معناه اللهم استجب.(1/437)
522- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ثم آمر بالصلاة فينادى إليها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف رجالا فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدكم أنه يجد عظيما سمينا ، أَو مرماتين حسنتين لشهد العشاء.
وفي رواية أبي مصعب : فيؤذن لها.
وفي رواية ابن القاسم ، وَابن بكير ، وَابن عفير : أحدهم.
وعند القَعْنَبِيّ وقتيبة وأبي مصعب : أحدكم.
حبيب ؛ قال مالكٌ : مرماتين شحمتين.
523- وبهِ ؛ عَن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم السقيم والضعيف والكبير وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء.(1/438)
524- أخبرنا ابو عبد الله الحسين بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أبو سعيد انب الأعرابي ، قال : حَدَّثَنا الحسين بن المثنى ، قال : حَدَّثَنا عبد الله يعني ابن جعفر ، قال : حَدَّثَنا مَعْن ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون.
هذا عند مَعْن في "المُوَطأ" دون غيره والله أعلم . وفيه : إنما جعل الإمام ....(1/439)
525- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا قلت لصاحبك أنصت فقد لغوت يريد بذلك والإمام يخطب.
تفسير اللغو الكلام الذي لا أصل له.(1/439)
526- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ذكر يوم الجمعة فقال : فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم ، وهُو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه وأشار رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بيده يقللها.
وفي الروايات : وهو قائم غير قتيبة وأبي مصعب.(1/440)
527- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قَال : أَخْبَرنا علي ، قَال : أَخْبَرنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن الملائكة تصلي على احدكم ما دام في مصلاة الذي صلى فيه ما لم يحدث تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه.
حبيب ؛ قال مالكٌ : انتقاض الوضوء.
528- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يزال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة.
وفي رواية ابن بكير : ما دامت الصلاة.
529- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ويضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان.
قال أبو عبيد : القافية هي القفاء.(1/440)
530- وبه : ان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : هل ترون قبلتي ها هنا ؟ فوالله ما يخفى علي خشوعكم ، ولاَ ركوعكم إني لأراكم من وراء ظهري.
531- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : يتعاقبون عليكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فيجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم - وهو أعلم - كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون.
معنى يتعاقبون أي يتداولون.
532- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له.
معنى لا مكره له لا يكره الله أحد على المسألة والعطية يقول : اعزم فإن شاء أعطاك وإن شاء حرمك.
533- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إن لكل نبي دعوة يدعو بها فأردت أن أختبىء دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة.
وفي رواية أبي مصعب : فأريد.(1/442)
534- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا موسى بن هارون ، قال : حَدَّثَنا حباب بن جبلة الدقاق ، قال : حَدَّثَنا مالك بن أنس (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله النيسابوري ، قال : حَدَّثَنا جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي ، قال : حَدَّثَنا محمود بن خالد ، قال : حَدَّثَنا عيسى بن خالد ، قال : حَدَّثَنا مالك.
وأخبرنا الحسين بن علي بن شعبان واللفظ له قال : أخبرنا أُسَامة بن علي ، قال : حَدَّثَني أبي ، قال : حَدَّثَني عبد الله بن جعفر ، قال : حَدَّثَنا مَعْن ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ، ومن أدرك من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر.
هذا في "المُوَطأ" من رواية مَعْن تفرد به دون غيره والله أعلم.(1/443)
535- أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع وأحمد بن محمد المكي ، قالا : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : كل ابن آدم تأكل التراب إلا عجب الذنب . منه خلق ومنه يركب.
وقال المكي : تأكل الأرض وقال : عجم.(1/444)
536- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : قال الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاءه.
تفسيره مروي عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أنه قال : إنما ذلك عند موته إذا بشر برحمة الله ومغفرته أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه بعذاب الله كره لقاءه وكره الله لقاءه.(1/444)
537- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله إذا هو مات فحرقوه ثم أذروا نصفه في البر ونصفه في البحر فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين قال فلما مات فعلوا به ذلك فأمر الله البحر فجمع ما فيه وأمر البر فجمع ما فيه ثم قال لم فعلت هذا ؟ قال من خشيتك يَا رب وأنت أعلم فغفر له.
وفي رواية ابن عفير وأبي مصعب ، وَابن بكير : خيرا قط.
وفي رواية ابن القاسم : فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم وذكر هذا عن بني إسرائيل وكان الرجل نباشا.
538- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ، أَو ينصرانه كما تناتج الأبل من بهيمة جمعاء هل تحس من جدعاء . قالوا : يَا رسولَ الله أرأيت من يموت وهو صغير ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين.
حبيب ؛ قال مالكٌ : جدعاء يقول ليس مولود إلا وله أذنان.
وقال ابن وهب جمعاء الحامل يجدعه أصحابه إذا انتجت فلا يحسه كذلك يهود هؤلاء وينصربهم آباؤهم لولا ذلك لم يكونوا كذلك كما النتوج لولا أنهم قطعوا أذنه كان صحيحا.
وقوله : الله أعلم مما كانوا عاملين بما كان نجواهم في أعمالهم فلا يضر ، ولاَ ينفع آباؤهم إلا بالقدر.
وهذه حجة مالك على القدرية الذين احتجوا بأول الحديث . وقيل : على فطرة وقيل : على ابتداء أمره من أخذ الميثاق.(1/444)
539- وبه أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول : يَا ليتني مكانه.
540- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إياكم والوصال قالوا : فإنك تواصل يَا رسولَ الله قال : إني لست كهيئتكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني.
وفي رواية أبي مصعب : إياكم والوصال إياكم والوصال إياكم والوصال.(1/446)
541- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الصيام جنة فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ، ولاَ يجهل فإن امرؤ قاتله ، أَو شاتمه فليقل إني صائم.
قوله : فلا يرفث الرفث الخناء.
وقوله إني صائم أي يرجع إلى نفسه فيعظها ويزجرها عن شاتمة الناس.
542- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي فالصيام لي وأنا أجزي به كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبع مِئَة ضعف إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به.
وفي رواية ابن بكير : قال الله عَزَّ وجَلَّ : إنما يذر طعامه.
وقال البرقي خلوف فم الصائم يعني تغير طعم الفم وريحه لتأخر الطعام.
543- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم رأى رجلا يسوق بدنة فقال : اركبها قال إنها بدنة قال : اركبها قال غنها بدنة قال : اركبها ويلك في الثانية ، أَو الثالثة.(1/446)
544- أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي مطر المعافري ، قال : حَدَّثَنا الربيع بن سليمان ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب أخبرني مالك.
وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ قال قرأت على مالك ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم الذي لا يفتر من صلاة ، ولاَ صيام حتى يرجع.
لفظهما سواء غير أن القَعْنَبِيّ قال : من صيام ، ولاَ صلاة حتى يرجع.(1/447)
545- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته أن يدخله الجنة ، أَو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من الأجر ، أَو غنيمة.
وفي رواية ابن بكير : أَو يرده إلى مسكنه.(1/448)
546- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : والذي نفسي بيده لوددت أن أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا فأقتل . وكان أبو هريرة يقول ثلاثا أشهد لله.
ومعنى أشهد لله أشهد بالله لرسول الله قال كذلك ثلاث مرات.
547- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما صاحبه كلاهما يدخل الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله عَزَّ وجَلَّ على القاتل فيقاتل في سبيل الله فيستشهد.
548- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة اللون لون دم والريح ريح المسك.(1/448)
549- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب ، قال : حَدَّثَني مالك ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأنفسهم إلا بحقها وحسابهم على الله عَزَّ وجَلَّ.
أخبرنا محمد بن سليمان ، قَال : أَخْبَرنا الصفار ، وهُو محمد بن أحمد ، قَال : أَخْبَرنا الحارث بن مسكين ، قَال : أَخْبَرنا ابن القاسم ، قال : حَدَّثَني مالك مثله . غير أنه قال : فإذا قالوها فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم وأنفسهم إلا بحقها وحسابهم على الله.
وهذا الحديث ، عَن ابن وهب ، وَابن القاسم وليس عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ ابن عفير ، ولاَ ابن بكير ، ولاَ أبي مصعب.(1/449)
550- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا يونس بن عبد الأعلى ، قَال : أَخْبَرنا ابن وهب قال أخبرني مالك.
وأخبرنا محمد بن سليمان ، قَال : أَخْبَرنا الصفار - هو محمد بن أحمد ، قَال : أَخْبَرنا الحارث ، قَال : أَخْبَرنا ابن القاسم ، قال : حَدَّثَني مالك ، عَن أبي الزناد عن الأعرح ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يدعو فيقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، وَأَعوذ بك من عذاب القبر ، وَأَعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، وَأَعوذ بك من فتنة المحيا والممات.
وفي رواية ابن وهب عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يدعو فيقول قال : ومن شر المسيح الدجال.
وهذا الحديث عند ابن وهب ، وَابن القاسم وليس عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ ابن عفير ، ولاَ ابن بكير ، ولاَ أبي مصعب.(1/450)
551- أخبرنا أبو الحسن مؤمل بن يحيى بن مهدي ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز ، قال : حَدَّثَنا يحيى هو ابن بكير ، قال : حَدَّثَنا مالك.
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه.
لفظهما سواء.
ليس هذا الحديث عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ ابن يوسف.(1/451)
552- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يجمع الرجل بين المرأة وعمتها ، ولاَ بين المرأة وخالتها.
553- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نهى عن الملامسة والمنابذة.
554- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا تلقوا الركبان للبيع ، ولاَ بيع بعضكم على بيع بعض ، ولاَ تناجشوا ، ولاَ يبع حاضر لباد ، ولاَ تصروا الإبل والغنم فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها إن رضاها أمسكها وإن سخطها ردها وصاعا من تمر.(1/451)
قوله عليه السلام لا يبع حاضر لباد قال ابن عباس لا يكون له سمسارا.
وقال أبو الطاهر لا تصروا يقول : لا تحولوا بين الإبل والغنم وبين أولادها وتتركوا اللبن في ضروعها حتى يعظم ضروعها ويكثر درها فيظن أنها كذلك.
555- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : مطل الغني ظلم فإذا أتبع أحدكم على ملىء فليتبع.
556- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ.
ليس هذا الحديث عند أبي مصعب.
حبيب ؛ قال مالكٌ : إذا استقى الرجل ماشية فلا يمنع جيرانه أن يستقوا بفضل الماء لأنهم إذا منعوا فضل الماء جلوا عن ذلك المكان قال فأرى أن يحكم عليه بأن يسقيهم.(1/453)
557- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن مسلمة ، قَال : أَخْبَرنا ابن القاسم ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : العجماء جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس.
أخبرنا محمد بن سليمان ، قَال : أَخْبَرنا الصفار ، قَال : أَخْبَرنا الحارث ، قَال : أَخْبَرنا ابن القاسم ، قال : حَدَّثَني مالك مثله غير أنه قال : جرح العجماء جبار ول ميقل : المعدن جبار.
وهذا الحديث عند ابن وهب ، وَابن القاسم ، وَابن عفير وليس عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ مَعْن ، ولاَ ابن بكير ، ولاَ أبي مصعب ، ولاَ يحيى بن يحيى الأندلسي هذه الرواية.
قال أبو طاهر : قال ابن شهاب : العجماء البهيمة والجبار : الهدر.
يريد ما مات في البئر والمعدن ، أَو قتلته البهيمة إذا لم يكن عمل بها عملا فهو هدر.(1/453)
558- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : تحاج آدم وموسى فحج آدم موسى قال له موسى : أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة . فقال له آدم : أنت موسى الذي أعطاه الله علم كل شيء واصطفاه على الناس برسالته ؟ قال : نعم قال : فتلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق ؟.
559 - وبه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ ما في صحفتها ولتنكح فإنما لها ما قدر لها.
حبيب ؛ قال مالكٌ : تقول لا أتزوجك حتى تطلق فلانه.
560- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولاَ تجسسوا ، ولاَ تنافسوا ، ولاَ تحاسدوا ، ولاَ تباغضوا ، ولاَ تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا.
قوله : الظن ظن السوء .(1/454)
وَقال ابن وهب : لا تجسسوا لا يلي أحدكم استماع ما يقال في أخيه ، ولاَ تجسسوا : تسألوا عن عورات إخوانكم.
وقال ابن البرقي التدابر أخره كأنه يقطعه آخر الدهر يقال : قطع الله دابره يعني : أثره عن الدابرة.
561- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا ينظر الله يوم القيامة إلى من يجر إزاره بطرا.
562- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يمشي أحدكم في نعل واحدة لينعلهما جميعا ، أَو ليخلعهما جميعا.
563- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا انتعل أحدكم فيبدأ باليمين وإذا نزع فليبدأ بالشمال . ولتكن اليمين أولهما تنتعل وآخرهما تنزع.
564- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى عن لبستين وعن بيعتين عن الملامسة وعن المنابذة وعن أن يحتبي الرجل في الثوب الواحد ليس على فرجه منه شيء ، وَأَن يشتمل الرجل الثوب الواحد على أحد شقيه.(1/455)
565- وبه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : يأكل المسلم في معي واحِدًا والكافر في سبعة امعاء.
566- وبه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف عليكم ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان قالوا : فما المسكين يَا رسولَ الله ؟ قال : الذي لا يجد غني يغنيه ، ولاَ يفطن له فيتصدق عليه ، ولاَ يقوم فيسأل الناس.
قيل معناه ليس المسكين متكامل أسباب المسكنة.
567- وبه : قال قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة.
قيل : إذا اجتمعت الأيدي كانت المواساة وتواكل الناس عظمت البركة.(1/456)
568- أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك.
وأخبرنا أبو محمد بن رشيق - واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم مل حديث قبله قال : الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة.
ليس هذا عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ ابن يوسف.(1/457)
569- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبروالسكينة في أهل الغنم.
ابن القاسم قال مالك الفدادين هم أهل الجفاء وقال غيره : الأعراب لبعدهم عن الأمصار والناس وقيل هم الذين تعلوا أصواتهم : وقيل الكثرون من الإبل.(1/457)
570- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يقولن أحدكم يَا خيبة الدهر فإن الله عَزَّ وجَلَّ هو الدهر.
تفسير الخيبة : ألا تنجح في الحاجة.
وقال أبو عبيد كانت العرب تذم الدهر فيقولون : أصابتهم قوارع الدهر وأبادهم الدهر فأخبر الله عنهم يكذبهم : {قالوا وما يهلكنا إلا الدهر فأخبر الله عنهم يكذبهم : {قالوا وما يهلكنا إلا الدهر}.
571- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من شر الناس ذو الوجهين يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.
572- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : نعم الصدقة اللقحة الصفي منحة والشاة الصفي منحة تغدو بإناء وتروح بإناء.
وأخبرنا محمد بن سليمان ، قَال : أَخْبَرنا ابن جريج ، قَال : أَخْبَرنا الحارث ، قَال : أَخْبَرنا ابن القاسم ، قَال : أَخْبَرنا مالك مثله وقال فيه : والشاة الصفي منحة تغدو بإناء وتروح بإناء.
وليس هذا الحديث عند أبي مصعب.
وقوله : الصفي . يعني : الكريمة العزيزة ذات اللبن.(1/458)
573- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يقسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة.
قوله عليه السلام : عاملي : القيم الذي في حائطه والأجير.
574- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبلة فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا قد أعطاه الله من فضله فيسأله أعطاه ، أَو منعه.(1/459)
575- أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك . _ ح _.
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق - واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من ، حَدَّثَنَا جهنم قالوا : يَا رسولَ الله إن كانت لكافية قال : فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا.
ليس هذا الحديث عند القَعْنَبِيّ.(1/460)
576- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال أخبرني مالك ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : نحن الآخرون الأولون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم هذا يومهم الذي فرض عليهم فهدانا الله له فالناس لنا فيه تبع فاليهود غدا والنصارى بعد غد.(1/460)
أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد ، قَال : أَخْبَرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع ، عَن ابن القاسم ، قال : حَدَّثَني مالك مثله وقال فيه : وهذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه وقال : اليهود.
وهذا عند ابن القاسم ، ومَعْن ، وَابن عفير وليس هذا عند ابن وهب ، ولاَ القَعْنَبِيّ ، ولاَ أبي مصعب ، ولاَ ابن بكير.
ومعنى بيد أي غير وقيل على.
وذكر عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال الفضل لنا في يوم الجمعة إن الله اختاره لنا ونسخ ما قبله والناسخ خير من المنسوخ.
وقال سلمان : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : تدري ما يوم الجمعة ؟ قلت : الله ورسوله أعلم قال هو اليوم الذي جمع بين أبويكم فيه.(1/460)
577- أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة أن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلا هي أطعمتها ، ولاَ هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت.
هذا عند ابن بكير ، وَابن برد ومصعب بن عبد الله الزبيري وليس عند لبن وهب ، ولاَ ابن القاسم ، ولاَ القَعْنَبِيّ ، ولاَ أبي مصعب ، ولاَ جماعة.
578- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ليس الغني عن كثرة العرض إنما الغني غنى النفس.
وهذا عند مَعْن ، وَابن بكير والن برد ، وَابن المبارك الصوري ومصعب الزبيري وليس عند ابن وهب ، وَابن القاسم ، ولاَ القَعْنَبِيّ ، ولاَ أبي مصعب ، ولاَ جماعة.(1/461)
- ما رَوَى مالك عن عبيد الله بن عبد الرحمن :
حديثًا واحدًا.
579- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبيد الله بن عبد الرحمن عن عبيد بن حنين مولى زيد بن الخطاب أنه ، قال : سَمِعتُ أبا هريرة يقول أقبلت مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فسمع رجلا يقول : {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا} فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : وجبت فسألته ماذا يَا رسولَ الله ؟ قال : الجنة فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره ثم فرقت ان يفوتني الغداء مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فآثرت الغداء ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب.
اللفظ للمكي غير أنه قال ، عَن عَبد الله بن عبد الرحمن.
وقال الإمام : عن عبيد الله ، وهُو الصواب إن شاء الله.
وتوفي حنين سنة خمس ومِئَة ، وهُو ابن خمس وسبعين سنة.(1/462)
- مَا رَوَى مالك عن عبيد الله بن أبي عبد الله سلمان الأغر . مولى جهينة :
حديثًا واحدًا.
وقال يَحْيَى بن مَعِين عبيد الله بن سلمان ثقة.
580- أخبرنا حمزة بن محمد الكناني ، قال : حَدَّثَنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حَدَّثَنا سعيد بن أبي مريم الكناني ، قَال : أَخْبَرنا مالك ، قال : حَدَّثَنا زيد بن رباح وعبيد الله بن سلمان الأغر ، عَن أبي عبد الله الأغر ، عَن أَبِي هُرَيرة ، قال : قال رسولُ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف فيما سواه إلا المسجد الحرام.(1/463)
- ما رَوَى ، عَن عَبد الرحمن بن القاسم بن أبي بكر رضي الله عنه اسم أبي بكر رضي الله عنه : عبد الله بن عثمان وسمي عتيقا لعتق وجهه وقيل : لقول النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : عتيق من النار.
وتُوُفِّيَ سنة ثلاث عشرة ، وهُو ابن ثلاث وستين سنة.
وتوفي عبد الرحمن بن القاسم سنة إحدى وثلاثين ومِئَة وقيل سنة ست وعشرين ومِئَة.
ثمانية أحاديث.
ذكر فضله رحمه الله :
581- أخبرنا الحسن بن علي ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا محمد بن عبد العزيز ، قال : سَمِعتُ مصعب بن عبد الله يقول كان مالك بن أنس يقول كان عبد الرحمن القاسم يذكر النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فننظر إلى لونه كأنه نزف الدم وكأنه قد حف لسانه في فمه هيبة لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
وقال سفيان بن عُيَينة حَدَّثَنا عبد الرحمن بن القاسم بن محمد وكان أفضل أهل زمانه أنه سماه أباه وكان أفضل أهل زمانه.(1/464)
582- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الرحمن بن القاسم ، عَن عَبد الله بن عمر أنه أخبره أنه كان يرى عبد الله بن عمر يتربع في الصلاة إذا جلس قال ففعلته وأنا يومئذ حديث السن فنهاني عبد الله بن عمر وقال إنما السنة في الصلاة أن تنصب رجلك وتثني اليسرى فقلت له إنك تفعل فقال : إن رجلي لا تحملاني.
هذا حديث موقوف أدخله النسائي في المسند.(1/464)
583- وبهِ ؛ عَن عبد الرحمن بن القاسم ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : خرجنا مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء ، أَو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا : ألا ترى ما صنعت عائشة ؟ أقامت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وبالناس وليسوا على ماء ، ولاَ معهم ماء فجاء أبو بكر رضي الله عنه ورسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال : حبست رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فعاتبني وقال ما شاء الله أن يقول : وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم على فخذي فنام رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله عَزَّ وجَلَّ آية التيمم {فتيمموا} . فقال(1/465)
أسيد بن حضير : ما هي بأول بركتكم يَا آل أبي بكر قالت : فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته.
أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سَعِيد ، عَن مالك نحوه . وقال فيه : عقدي وقال : فعاتبني أبو بكر وقال : مكان رأس رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
وفي رواية أبي مصعب : أسيد بن حضير ، وهُو أحد النقباء.
وقيل إن أسيد بن حضير يكنى أبا يحيى ويقال أبا عتيك توفي سنة عشرين.
ويقال بين ذات الجيش والعقيق خمسة أميال ، أَو ستة .(1/465)
584- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الرحمن بن القاسم ، عَن أَبِيه ، عَن أسماء بنت عميس أنها ولدت محمد بن أبي بكر بالبيداء فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : مرها فلتغتسل ثم لتهل.(1/466)
585- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا حمزة بن محمد ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن جعفر ، قال : حَدَّثَن إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن عَبد الرحمن بن القاسم ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أفرد الحج.(1/466)
586- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الرحمن بن القاسم ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كنت أطيب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم لإحرامه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطون بالبيت.
587-وبه ، عَن عائِشَة رضي الله عنها قالت : قدمت مكة وأنا حائض ولم أطف بالبيت ، ولاَ بين الصفا والمروة فشكوت ذلك لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري.
588- وبهِ ؛ عَن عائشة رضي الله عنها أن صفية بنت حيي حاضت فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : أحابستنا هي ؟ فقيل إنها قد أفاضت فقال : لا إذا.(1/466)
589- وبهِ ؛ عَن عبد الرحمن بن القاسم ، عَن أَبِيه ، عَن عبد الرحمن ومجمع ابني يزيد الأنصاري عن خنساء ابنة خدام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فجاءت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فذكرت ذلك له فرد نكاحها.
وفي رواية أبي مصعب : يزيد بن جارية.(1/467)
- ما رَوَى مالك ، عَن عَبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني توفي سنة تسع وثلاثين ومِئَة.
ثلاثة أحاديث.
590- اخبرنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن ، عَن أَبِيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري قال له : إني أراك تحب البادية والغنم فإذا كنت في غنمك وباديتك فأذنت في الصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ، ولاَ إنس إلا شهد له يوم القيامة.
قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
حبيب ؛ قال مالكٌ : مدى صوت المؤذن منتهى صوته.(1/468)
591- وبهِ ؛ عَن أبي سعيد الخدري أنه سمع رجلا يقرأ {قل هو الله أحد} يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فذكر له ذلك وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن.
592- وبه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن.
قوله عليه السلام : شعف الجبال : أي أطرافها وظهورها وأعاليها.(1/468)
- ما رَوَى مالك ، عَن أبي حرملة عبد الرحمن بن حرملة بن عَمْرو الأسلمي توفي في خلافة بني العباس وقيل سنة خمس وأربعين ومِئَة :
حديثًا واحدًا.
593- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الرحمن بن حرملة عن عَمْرو بن شعيب ، عَن أَبِيه ، عَن جده أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب.
قيل السفر الذي يكره للواحد وللاثنين الذي تقصر فيه الصلاة وذكر عن مالك فما دون ذلك فلا بأس به لواحد.(1/469)
- ما رَوَى مالك ، عَن عَبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري :
حديثًا واحدًا.
594- أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك (ح) وأخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن عَبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري أن أمه أرادت أن توصي ثم أخرت ذلك إلى أن تصبح فهلكت وقد كانت همت بأن تعتق فقال عبد الرحمن فقلت للقاسم بن محمد : أينفعها أن أعتق عنها ؟ فقال القاسم بن محمد إن سعد بن عبادة قال لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن أمي هلكت فقال : هل ينفعها أن أعتق عنها ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم أعتق عنها.
ليس هذا الحديث عند القَعْنَبِيّ ، وهُو حديث مرسل.(1/470)
- ما رَوَى مالك عن المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهْرِي :
حديثًا واحدًا.
وتوفي عبد الرحمن بن عوف ويكنى أبا محمد سنة سنيتين وثلاثين ، وهُو ابن خمس وسبعين سنة.
595- أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد المجيد بن سهيل عن سَعِيد بن المُسَيَّبِ ، عَن أبي سعيد الخدري ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم استعمل رجلا على خيبر فجاءه بتمر جنيب فقال له : يَا رسولَ الله إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : فلا تفعل بع الجمع بالدراهم جنيبا.
حبيب ؛ قال مالكٌ : جنيب الكبيس قال أبو الطاهر : الجنيب : الذي ليس فيه خلط والجمع المختلط.(1/471)
- ما رَوَى مالك ، عَن عَبد الكريم بن مالك الجزري مولى عثمان ، أَو معاوية رضي الله عنهما أصله من اصطخر تحول إلى حران ، وهُو ابن عم حصيف وقيل هو عبد الكريم بن مالك بن النجار مولى قيس غيلان توفي سنة سبع وعشرين ومِئَة وقد سمع من أنس بن مالك وقال رأيت أنس بن مالك يطوف بالبيت وعليه ثوب خزة :
حديثًا واحدًا.
ذكر فضله رحمه الله :
596- أخبرنا ابو عبد الله الحسين بن علي بن شعبان ، قَال : أَخْبَرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي ، قال : حَدَّثَنا هلال ابن العلاء ، قال : سَمِعتُ عبد الله بن جعفر الرقي يقول سمعت عبد الله بن عمر ويقول قال لي سفيان الثوري ما رأيت مثل عبد الكريم الجزري كان يحدثنا بالشيء لا نجد عند غيره فلا نعرف ذلك فيه.
وقال سفيان بن عُيَينة عبد الكريم ابن مالك ثقة رضي لا يقول إلا حَدَّثَنا ، أَو سمعت.
وقال علي بن المديني : ذلك ثبت ثقة.
وقال يَحْيَى بن مَعِين : هو ثبت ثقة.(1/472)
597- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد الكريم بن مالك الجزري ، عَن عَبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة أنه كان مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فآذاه القمل في رأسه فأمره رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أن يحلق رأسه وقال : صم ثلاثة أيام ، أَو أطعم ستة مساكين مدين مدين لكل إنسان ، أَو أنسك شاة أي ذلك فعلت أجزأ عنك.
أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن سلمة ، عَن عَبد الرحيم بن القاسم ، قال : حَدَّثَني مالك ، عَن عَبد الكريم بن مالك الجزري عن مجاهد ، عَن عَبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب عن عجرة أنه كان مع رسول الله محرما فذكر مثله إلا أنه لم يقل : لكل إنسان وقال : شاة.
وهذا الحديث عند القَعْنَبِيّ ، ومَعْن ، وَابن يوسف ، وَابن عفير وأبي مصعب ، وَابن المبارك الصوري ومصعب الزبيري ويحيى بن يحيى الأندلسي ، عَن عَبد الكريم ، عَن ابن أبي ليلى ولم يذكروا مجاهدا وذكره ابن القاسم ، وَابن وهب.(1/472)
- ما رَوَى مالك ، عَن عَبد ربه بن سعيد بن قيس بن أبي قيس فهد بن خالد ويقال ابن عَمْرو بن قيس بن عبيد الأنصاري توفي سنة تسع وثلاثين ومِئَة ويقال : سنة إحدى وأربعين ومِئَة.
حَدِيثان.
598- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك (ح) وأخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك ، عَن عَبد ربه بن سعيد بن قيس ، عَن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عَن عائِشَة رضي الله عنها وأم سلمة رضي الله عنها أنهما قالتا : إن كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ليصبح جنبا من جماع غير احتلام ثم يصوم.(1/474)
زاد أبو مصعب : في رمضان ثم يصوم ذلك اليوم.
599- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عبد ربه بن سعيد بن قيس ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال سئل ابن عباس وأبو هريرة عن المتوفى عنها زوجها ؟ فقال ابن عباس آخر الأجلين وقال أبو هريرة إذا ولدت فقد حلت . فدخل أبو سلمة بن عبد الرحمن على أم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فسألها عن ذلك ؟ فقالت : ولدت سبيعه الأسلمية بعد وفاة زوجها بنصف شهر فخطبها رجلان أحدهما شاب والآخر كهل فحطت إلى الشاب فقال الكهل : لم تحلي . وكان أهلها غيبا ورجا إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها فجاءت بها فجاءت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال لها : قد حللت فانحكي من شئت.
وفي رواية أبي مصعب : عن المتوفى عنها زوجها وهي حامل.(1/474)
- مَا رَوَى مالك عن عَمْرو بن يحيى بن أبي حنين المازني ذكر مع من مات في الأربعين ومِئَة.
ثلاثة أحاديث.
600- أخبرنا أحمد بن محمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله بن مسلمة بن قعنب عن مالك.
وأخبرنا أحمد بن محمد الإمام - واللفظ له ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا عتبة بن عبد الله قال قرىء على مالك بن أنس وأنا أسمع عن عَمْرو بن يحيى المازني ، عَن أَبِيه أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم ، وهُو جد عَمْرو بن يحيى : هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يتوضأ ؟ قال عبد الله بن زيد : نعم فدعا بوضوء فأفرغ على يده اليمنى فغسل يديه مرتين ثم مضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ثم غسل رجليه.
وفي رواية أبي مصعب : ثم مضمض واستنثر ثلاثا.(1/475)
601- حَدَّثَنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عَمْرو بن يحيى المازني ، عَن أبي الحباب سعيد بن يسار ، عَن عَبد الله بن عمر أنه قال : رأيت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يصلي على حمار ، وهُو متوجه إلى خيبر.(1/476)
602- أخبرنا حمزة بن محمد قال قال أبو عبد الرحمن النسائي لم يتابع عَمْرو بن يحيى على قوله : يصلي على حمار وإنما يقولون : يصلي على راحلته.(1/476)
603- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ قال قرأت على مالك بن أنس عن عَمْرو بن أنس عن عَمْرو بن يحيى المازني ، عَن أَبِيه أنه قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ليس دون خمس ذود صدقة وليس دون خمس أواق صدقة وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة.
والذود الواحد من الإبل وقليل القطيعة من الإبل ما بين الثلاثة إلى العشر.(1/476)
- ما رَوَى مالك ، عَن أبي عثمان عَمْرو بن أبي عَمْرو ميسرة مولى المطلب أبي الحكم عبد الله بن حنطب المخزومي القرشي الحجازي :
حديثًا واحدًا.
وقال يَحْيَى بن مَعِين : عَمْرو بن أبي عَمْرو مولى المطلب ليس به بأس.
604- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو مولى المطلب عن أنس بن مالك ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم طلع له أحد فقال : هذا جبل يحبنا ونحبه اللهم إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها.(1/477)
- ما رَوَى مالك ، عَن أبي أمية عَمْرو بن الحارث بن يعقوب مولى قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ولد ستة سنتين وتسعين.
وتُوُفِّيَ سنة ثمان وأربعين ومِئَة وقيل : تسع وأربعين ومِئَة :
حديثًا واحدًا.
ذكر فضله رحمه الله :
605- أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا العباس ، يَعني ابن محمد البصري ، قال : سَمِعتُ الحارث إملاء علي قال : أخبرنا ابن وهب ، عَن عَبد الرحمن بن زيد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال لن يزال بذلك المغرب فقه ما كان فيه ذلك القصير ، يَعني عَمْرو بن الحارث.(1/478)
606- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ قال قرأت على مالك بن أنس عن عَمْرو بن الحارث عن عبيد بن فيروز عن البراء بن عازب أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم سئل ماذا يتقى من الضحايا ؟ فأشار بيده وقال : أربعا وكان البراء يشير بيده ويقول : ويدي أقصر من يد رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : العرجاء البين ظلعها والعوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعجماء التي لا تنقي.(1/478)
أخبرنا حمزة بن محمد ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن الحسن ، قال : حَدَّثَنا زهير بن عباد ، قَال : أَخْبَرنا مالك فذكر مثله وقال فيه أن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
قال حمزة : هكذا يروى مالك هذا الحديث عن عَمْرو عن عبيد بن فيروز وعمرو لم يسمع من عبيد بن فيروز شيئا إنما رواه عن سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز.
أخبرنا حمزة ، قَال : أَخْبَرنا العباس بن محمد ، قال : حَدَّثَنا الحارث بن مسكين ، قَال : أَخْبَرنا ابن وهب قال أخبرني الليث بن سعيد وعمرو بن الحارث ، وَابن لهيعة أن سليمان بن عبد الرحمن حدثهم عن عبيد بن فيروز مولى بني شيبان عن البراء بن عازب الأنصاري ، قال : سَمِعتُ رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وذكر الحديث.
وتفسير قوله لا تنقي أي ليس لها مخ من هزالها.(1/479)
- ما رَوَى مالك ، عَن أبي الحارث عامر بن عبد الله بن الزبير قتل عبد الله بن الزبير ويكنى أبا حبيب سنة ثلاث وسبعين ، وهُو ابن ثنتين وسبعين سنة ، وهُو أول مولود ولد في الإسلام.
وتُوُفِّيَ عامر بن عبد الله بن الزبير بالشام سنة أربع وعشرين ومِئَة وقيل : وهو أول مولود في الإسلام.
وتُوُفِّيَ عامر بن عبد الله بن الزبير بالشام سنة أربع وعشرين وقيل سنة إحدى وعشرين ومِئَة وقيل سنة اثنتين وعشرين ومِئَة.
حَدِيثان.
ذكر فضله رحمة الله :
607- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك قال كان عامر بن عبد الله بن الزبير يقف عند موضع الجنائز وعليه قطيفة فيدعو فتسقط عنه وما يشعر بها.(1/480)
607- أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا محمد بن عبد العزيز ، قال : سَمِعتُ مصعب بن عبد الله يقول كان مالك بن أنس يقول لقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير فإذا ذكر النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بكى حتى لا تبقى في عينيه دموع ولقد كنت أراه إذا مشى كأن ليس هو من أهل الدنيا ولقد رأيته يوما يصلى على جنازة وعليه قطيفة فسقطت القطيفة منه وهو لا يشعر بها لاشتغال قلبه بذكر الله عَزَّ وجَلَّ.(1/480)
609- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عَمْرو بن سليم ، عَن أبي قتادة السلمي ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس.
610- وبهِ ؛ عَن أبي قتادة السلمي ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يصلي ، وهُو حامل أمامة بنت زينب بنت الرسول صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ولأبي العاص بن ربيعة فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها.
حبيب ؛ قال مالكٌ : إنما ذلك في النافلة وأشهب عن مالك ذلك جائز على حال الضرورة.(1/481)
- ما رَوَى مالك ، عَن أبي أيوب عمارة بن عبد الله بن صياد :
حديثًا واحدًا.
611- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عمارة بن صياد : أن عطاء بن يسار أخبره أن أبا أيوب الأنصاري أخبره قال : كنا نضحي بالشاة الواحدة يذبحها الرجل عنه وعن أهل بيته ثم تباهي الناس بعد فصارت مباهاه.
هذا حديث موقوف.(1/482)
- ما رَوَى ، عَن مَالِكٍ ، عَن علقمة بن أبي علقمة ويقال : مولى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
حَدِيثان.
612- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن علقمة بن أبي علقمة عن أمه ، عَن عائِشَة رضي الله عنها قالت : أهدى أبو جهم لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم خميصة شاميه لها علم فشهد فيها الصلاة فلما انصرف قال : ردوا هذه الخميصة إلى أبي جهم فإني نظرت إلى علمها فكاد يفتتني.
الخميصة : كساء رقيق أصفر ، أَو أحمر ، أَو أسود والانبجانية كساء غليظ كاللبود.(1/482)
613- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن علقمة بن أبي علقمة عن أمه قالت : سمعت عائشة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم تقول : قام رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ذات ليلة فلبس ثيابه ثم خرج قالت : فأمرت جاريتي بريرة تتبعه فتبعته حتى إذا جاء البقيع وقف في أدناه ما شاء الله أن يقف . ثم انصرف فسبقته بريرة فأخبرتني . فلم أذكر له شيئا حتى أصبحت ثم ذكرت ذلك له فقال : غني بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم.(1/483)
- ما رَوَى مالك عن عطاء بن عبد الله الخرساني مولى المطلب ويقال مولى المهلب بن أبي صفرة ويقال هو عطاء بن ميسرة ، وهُو عطاء بن أبي أسلم يكنى أبا عثمان وقيل يكنى أبا الوليد مولى لهذيل ولد سنة خمسين.
وتُوُفِّيَ سنة خمس وثلاثين ومِئَة وقيل سنه ثلاث وثلاثين ومِئَة ودفن ببيت المقدس :
حديثًا واحدًا.
وقال يَحْيَى بن مَعِين قد روى مالك عن عطاء الخرساني وعطاء ثقة وقد رأى ابن عمر وسمع منه.
ذكر فضله رحمه الله :
614- أخبرنا حمزة بن محمد الكناني ، قَال : أَخْبَرنا الحسن بن الفرج ، قال : حَدَّثَنا محمد بن عَمْرو الغزي ، قال : حَدَّثَنا الوليد بن مسلم ، عَن ابن جابر قال كنا نغازي عطاء الخرساني في الروم وكان يقوم من الليل ثم ينادي في فسطاطه : يَا يزيد يَا يزيد ! يَا عبد الرحمن بن زيد ! يَا هشام بن الغاز ! يَا فلان ويافلان قوموا فإن قيام الليل وصيام النهار أيسر من مقطعات الحديث وشرب الصديد النجاء النجاء.(1/484)
615- أخبرنا حمزة بن محمد الكناني ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ، قال : حَدَّثَنا أبو نصر التمار ، قال : حَدَّثَنا المعافي بن عمران عن ضرار بن عَمْرو الملطي عن عطاء الخرساني في قوله تعالى : وجوه يومئذ مسفرة}.
قال من طول ما اغبرت في سبيل الله.(1/484)
616- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عطاء بن عبد الله الخرساني ، قال : حَدَّثَنا شيخ بسوق البرم بالكوفة عن كعب بن عجرة أنه قال جاءني رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وأنا أنفخ تحت قدر لأصحابي وقد امتلأ رأسي ولحيتي قملا فأخذ بجبهتي ثم قال : احلق هذا وصم ثلاثة أيام ، أَو أطعم ستة مساكين.
وقد كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم علم أنه ليس عندي ما أنسك به.(1/485)
- ما رَوَى مالك عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة بطن من بطون جهينة ويقال امرأة من جهينة توفي في خلافه أبي جعفر سنة سبع وثلاثين ومِئَة أحد عشر حديثا.
العلاء عن أنس بن مالك :
حديثًا واحدًا.
617- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله عن مالك.
وأخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد وعتبة بن عبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن العلاء بن عبد الرحمن قال : دخلنا على أنس بن مالك بعد الظهر فقام يصلي العصر فلما فلاغ من صلاته ذكرنا تعجيل الصلاة ، أَو ذكرها فقال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : تلك صلاة المنافقبن تلك صلاة المنافقين تلك صلاة المنافقين يجلس احدهم حتى إذا اصفرت الشمس وكانت بين قرني شيطان ، أَو على قرني شيطان قام فنقر أربعا لم يذكر الله فيها إلا قليلا.
لم يقل الذهلي : أَو على قرني شيطان.(1/485)
العلاء ، عَن أَبِيه سبعة أحاديث.
618- أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع ، قال : حَدَّثَنا هارون بن كامل ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن الحكم ، قَال : أَخْبَرنا مالك وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن العلاء بن عبد الرحمن أبيه ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم خرج إلى المقبرة فقال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أني قد رأيت إخواننا قالوا يَا رسولَ الله ألسنا إخوانك ؟ قال : بل أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد وأنا فرطهم على الحوض قالوا : يَا رسولَ الله كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك ؟ قال : أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دهم بهم ألا تعرف خيله ؟ قالوا : بلى يَا رسولَ الله ، قال : فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا علم ألا هلم ! ألا هلم ! فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا سحقا.(1/486)
اللفظ لابن جامع غير أنه لم يقل : بعدك إلا خير.
وقوله بكم لاحقون أي : لا نبدل ، ولاَ نغير نموت على ما متم عليه إن شاء الله والعرب تستثني في الأمر الواجب كقول الله عَزَّ وجَلَّ {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين} فقد وجب دخلوهم ثم استثنى فيه.
حبيب ؛ قال مالكٌ : وأنا فرطهم على الحوض قال : متقدمهم أمامهم وسابقهم وسلفهم وقال ابن وهب فليذادن : فليطردن . وقال غيره : بدلوا غيروا سنتك . وقال ابن عباس : سحقا : بعدا.(1/487)
619- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَني أبو خليفة ، عَن عَبد الله عن مالك.(1/487)
وأخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن العلاء بن عبد الرحمن ، عَن أَبِيه ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط.
لفظهما سواء غير أن الذهلي قال : فذاكم الرباط فذاكم الرباط.
حبيب ؛ قال مالكٌ : المكاره البرد الشديد والصيف وكل أمر يشتد فيه الوضوء.(1/487)
620- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله عن مالك وأخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك عن العلاء بن عبد الرحمن ، عَن أَبِيه وإسحاق بن عبد الله أنهما أخبراه أنهما سمعا أبا هريرة يقول : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إذا ثوب للصلاة فلا تأتون وأنتم تسعون وأتوها وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا فإن أحدكم في صلاة ما كان يعمد إلى صلاة.
لفظهم سواء غير أن المكي زاد عليهما : والوقار . وقال المكي والذهلي ، عَن أَبِيه وإسحاق بن عبد الله وقال ابن الورد : وإسحاق أبي عبد الله قال أبو القاسم ، وهُو الصواب إن شاء الله.(1/488)
621- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن العلاء بن عبد الرحمن ، عَن أَبِيه ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى أن ينتبذ في الدباء والمزفت.
قال ابن وهب الدباء القرعة.
قال أبو الطاهر المزفت : الآنية المزفتة.
622- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : التثاؤب من الشيطان . فأيكم ما تثاءب فليكظم ما استطاع.
وهذا الحديث عند ابن وهب ، وَابن القاسم ، وَابن عفير في "المُوَطأ" وعند القَعْنَبِيّ خارج "المُوَطأ" وليس عند ابن بكير ، ولاَ أبي مصعب.(1/489)
623- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا يونس بن عبد الأعلى ، قَال : أَخْبَرنا ابن وهب ، قَال : أَخْبَرنا مالك عن العلاء بن عبد الرحمن ، عَن أَبِيه ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : قال الله عَزَّ وجَلَّ : من عمل عملا أشرك فيه غيري فهو له كله أنا أغنى الشركاء عن الشريك.(1/489)
هذا الحديث عند ابن عفير في "المُوَطأ" دون غيره والله أعلم
624- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن العلاء بن عبد الرحمن ، عَن أَبِيه قال سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار قال أنا أخبرك بعلم سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ما أسفل من ذلك في النار قال ذلك ثلاث مرات : لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا.
وفي رواية ابن القاسم ، وَابن عفير ، وَابن بكير وأبي مصعب : إزاره المؤمن وقال ابن وهب والقَعْنَبِيّ : المسلم.
يقال : ما غطى تحت الكعبين من ساقيه بالإزار يخضى عليه النار لأن ذلك من الخيلاء.
العلاء ، عَن أبي السائب مولى هشام بن زهرة :
حديثًا واحدًا.(1/490)
625- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن العلاء بن عبد الرحمن انه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهر يقول : سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج غير تمام قال فقلت : يَا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام قال فغمز ذراعي وقال : يَا فارسي اقرأها في نفسك فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : قال الله عَزَّ وجَلَّ : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لقرؤوا : يقول العبد {الحمد لله رب العالمين} يقول الله عَزَّ وجَلَّ : حمدني عبدي يقول {مالك يوم الدين} يقول الله : مجدني عبدي يقول العبد {إياك نعبد وإياك نستعين} فهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما شاء يقول العبد {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ، ولاَ الضالين} فهذه الآية لعبدي ولعبدي ما سأل.(1/491)
أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد يعني ابن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سَعِيد ، عَن مالك نحوه قال : فهي خداج هي خداج هي خداج وقال فيه : مجدني عبدي وهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل إياك نعبد وإياك نستعين وقال فيه : ولاَ الضالين فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل.(1/491)
العلاء ، عَن أبي سعيد مولى عامر بن كريز :
حديثًا واحدًا.
626- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن العلاء بن عبد الرحمن أن أبا سعيد مولى عامر بن كريز أخبرناه أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نادى أُبَيّ بن كَعْب ، وهُو يصلي فلما فرغ من صلاته لحقه قال فوضع النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يده على يدي ، وهُو يريد ان يخرج من باب المسجد فقال : إني لأرجو ألا تخرج من باب المسجد حتى تعلم سورة ما أنزل الله في التواراة ، ولاَ في الإنجيل ، ولاَ في الفرقان مثلها.(1/492)
قال أبي فجعلت أبطىء في المشي رجاء ذلك ثم قلت يَا رسولَ الله السورة التي وعدتني بها ؟ قال : كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة ؟ قال أبي : فقرأت الحمد لله رب العالمين حتى أتيت على آخرها فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : هي هذه السورة وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت.
وهذا حديث مرسل.(1/492)
العلاء عن معبد بن كعب بن مالك :
حديثًا واحدًا.
627- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن العلاء بن عبد الرحمن عن معبد بن كعب بن مالك عن أخيه عبد الله بن كعب بن مالك ، عَن أبي أمامة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من اقتطع حق مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار قالوا : وإن كان شيئا يسيرا يَا رسولَ الله ؟ قال : وإن كان قضيبا من أراك قال ذلك ثلاث مرات.(1/493)
باب الفاء
- مَا رَوَى مالك عن فضيل بن أبي عبد الله مولى المهرير :
حديثًا واحدًا.
628- أخبرنا أبو القاسم حمزة بن محمد الكناني ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن سلمة ، قَال : أَخْبَرنا ابن القاسم ، قَال : أَخْبَرنا مالك عن فضيل بن أبي عبد الله بن نيار عن عروة ، عَن عائِشَة رضي الله عنها قالت : خرج رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ففرح أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حين رأوه فلما أدركه قال : يَا محمد ألا أتبعك فأصيب معك ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : تؤمن بالله ورسوله ؟ قال : لا قال : فارجع فلن أستعين بمشرك ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه فقال له كما قال أول مرة فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كما قال أول مرة قال :لا، قال : فارجع فلن نستعين بمشرك فرجع ثم أدركه بالبيداء فقال له كما قال أول مرة ، فقال له النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كما قال أول مرة : تؤمن بالله ورسوله ؟ ، قال : نعم ، قال : فانطلق.
وأخبرنا حمزة بن محمد أيضا ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن علي بن المثنى ، قال : حَدَّثَنا أبو خيثمة ، قال : حَدَّثَنا عبد الرحمن عن مالك مذكر ، قال فيه : فتبعه رجل من المشركين وفي رواية ابن عفير : حتى إذا كان بالشجرة.
وهذا في "المُوَطأ" عند مَعْن ، وَابن يوسف ، وَابن عفير دون غيرهم والله أعلم.(1/494)
باب القاف
- مَا رَوَى مالك عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع أحد بني سعد بن ليث :
حديثًا واحدًا.
629- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن قطن بن وهب أن يحنس مولى الزبير أخبره أنه كان جالسا عند عبد الله بن عمر في الفتنة . فجاءته مولاة له تسلم عليه فقالت : يَا أبا عبد الرحمن إني أردت الخروج واشتد علينا الزمان فقال لها عبد الله بن عمر : اقعدي لكاع فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : لا يصبر على لأواها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعا ، أَو شهيدا ، يوم القيامة.
قال ابن وهب : اللكاع : الدنية وأصله عند العرب الوسخ والأواء : الجوع.(1/496)
باب الميم
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي محمد موسى بن عقبة بن أبي عياش مولى لآل الزبير بن العوام وقال يَحْيَى بن مَعِين : موسى بن عقبة هو مولى أم خالد بنت سعيد بن العاص ، وهُو ثقة وقد رأى سهل بن سعد وقيل : توفي سنة إحدى وأربعين ومِئَة.
حَدِيثان.
موسى عن سالم بن عبد الله بن عمر :
حديثًا واحدًا.
630- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله ، عَن أَبِيه أنه قال : بيداؤكم هذه التي تكذبون على رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ما أهل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إلا عند باب المسجد يعني مسجد ذي الحليفة.
أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد وقال فيه : تكذبون على رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فيها.(1/497)
موسى عن كريب مولى ابن عباس توفي سنة ثمان وتسعين :
حديثًا واحدًا.
631- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن موسى بن عقبة عن كريب مولى عبد الله بن عباس عن أُسَامة بن زيد أنه سمعه يقول : دفع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال وتوضأ فلم يسبغ الوضوء فقلت له : الصلاة فقال : الصلاة أمامك فركب فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ثم أقيمت الصلاة فصلاها ولم يصل بينهما شيئا.(1/498)
- ما رَوَى مالك عن موسى بن ميسرة توفي سنة ثلاث وثلاثين ومِئَة.
قال يَحْيَى بن مَعِين موسى بن ميسرة ثقة.
ذكر فضله رحمه الله :
632- أخبرنا محمد بن سليمان ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن زبان ، قَال : أَخْبَرنا الحارث ، قَال : أَخْبَرنا ابن القاسم قال قال مالك كان سعيد بن أبي هند من عباد الناس وخيارهم ولقد كان يقعد هو وموسى بن ميسرة ونافع مولى ابن عمر بعد الصبح حتى ينصرفوا للركوع وما يكلم أحد منهم صاحبه اشتغالا بذكر الله عَزَّ وجَلَّ.(1/499)
633- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك بن ميسرة ، عَن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب أن أم هانىء بنت أبي طالب أخبرته أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم صلى عام الفتح ثماني وكعات ملتحفا في ثوب واحد.(1/499)
634- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن موسى بن ميسرة ، عَن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب أن أم هانىء بنت أبي طالب أخبرته أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم صلى عام الفتح ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد.
634- وبهِ ؛ عَن موسى بن ميسرة عن سعيد بن أبي هند ، عَن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله.
واسم أبي موسى عبد الله بن قيس من مهاجرة الحبشة توفي سنة أربع وأربعين وقيل سنة ثمان وخمسين.(1/499)
- ما رَوَى مالك عن موسى بن أبي تميم :
حديثًا واحدًا.
635- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن موسى بن أبي تميم عن سعيد بن يسار ، عَن أَبِي هُرَيرة قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : الدينار بالدنيار والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما.
توفي سعيد بن يسار سنة سبع عشرة ومِئَة فيما يقال.(1/500)
- مَا رَوَى مالك عن مخرمة بن سليمان الوالبي قتل بقديد سنة ثلاثين ومِئَة فيما يقال ، وهُو ابن سبعين سنة :
حديثًا واحدًا.
وقال يَحْيَى بن مَعِين : : مخرمة بن سليمان يحدث عنه مالك ، وهُو ثقة.
636- أخبرنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس ان عبد الله بن عباس أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وهي خالته فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وأهله في طولها فَنَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّى قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَوْتَرَ ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ فقام فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ
وقال ابن وهب : شن قربة معلقة فيها ماء وميمونة بنت الحارث.(1/500)
- ما رَوَى مالك عن مسلم بن أبي مريم واسمه يسار.
حَدِيثان.
قال يَحْيَى بن مَعِين : مسلم بن أبي مريم ثقة وقيل : إن مالكا كان يثني عليه.
637- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي قال رَآنِي عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ وَأَنَا أَعْبَثُ بِالْحَصْبَاءِ فِي الصَّلاَةِ فَلَمَّا انْصَرَفْتُ نَهَانِي وَقَالَ اصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يَصْنَعُ قَالَ كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلاَةِ وَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا وَأَشَارَ بِأَصْبُعِهِ الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى.
والمعاوي : من بني معاوية قرية من قرى الأنصار.(1/501)
638- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا سليمان بن داود ، عَن ابن وهب ، قال : حَدَّثَني مالك وحدثنا محمد بن عبد الله النيسابوري ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي ، قال : حَدَّثَنا عَمْرو بن سواد ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب ، قَال : أَخْبَرنا مالك بن أنس عن مسلم بن أبي مريم ، عَن أبي صالح ، عَن أَبِي هُرَيرة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ كُلَّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلاَّ عَبْدًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ اتْرُكُوا أَوِ ارْكُوا عليه حَتَّى يَفِيئَا.
لفظهما سواء غير أن النيسابوري لم يقل : أَو أركوا عليه . وقال : فيقول : اتركوا هذين حتى يفيئا.
هذا موقوف في "المُوَطأ" غير ابن وهب فإنه أسنده . فقال فيه : إن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم . والله أعلم.
والشحناء العداوة قوله اركوا : أي أخروا ا.(1/502)
- ما رَوَى مالك عن مسور بن رفاعة بن أبي مالك القرظي.
تُوُفِّي سنة ثمان وثلاثين ومِئَة.
حَدِيثان.
639- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن المسور بن رفاعة القرظي عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير أن رفاعة بن سموأل طلق امرأته تيمية بنت وهب في عهد رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ثلاثا فنكحها عبد الرحمن بن الزبير فاعترض عنها فلم يستطع أن يمسها ففارقها فأراد رفاعة أن ينكحها ، وهُو زوجها الأول الذي كان طلقها فبلغ ذلك رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فنهاه عن تزويجها وقال : لا تحل لك حتى تذوق العسيلة.
وغي رواية أبي مصعب : أن يتزوجها.
ووجدت عند النسائي قال : هذا مرسل في "المُوَطأ" ، وهُو الصواب.(1/503)
640- وأخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب ، قال : حَدَّثَني مالك عن المسور بن رفاعة القرظي عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير ، عَن أَبِيه أن رفاعة بن سموأل طلق تيمية بنت وهب على عهد رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ثلاثا فنكحها عبد الرحمن بن الزبير فاعترض فلم يستطع أن يسمها فأراد رفاعة الذي كان طلقها قبل عبد الرحمن أن ينكحها فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فنهاه عن تزوجها وقال : لا تحل لك حتى تذوق العسيلة.
هذا في "المُوَطأ" مرسل ليس فيه ، عَن أَبِيه غير ابن وهب فإنه أسنده فقال فيه عن أبيه.
قال أبو القاسم : وإنما كررناه لأن أبا عبد الرحمن قال الصواب في "المُوَطأ" مرسل وقد وجدناه مسندا في "المُوَطأ" في رواية ابن وهب والله أهلم بالصواب.
والعسيلة : تصغير العسل وإنما يعني تذوقي حلاوة الجماع . وقال مالك : تغييب الحشفة.(1/503)
باب النون
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي عبد الله نافع بن شرحبيل مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب وكان نافع ديلميا توفي سنة سبع عشرة ومِئَة ستة وثمانون حديثا.
ذكر فضله رحمه الله :
641- أخبرنا أبو الطاهر محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر يعني ابن محمد الفريابي ، قال : حَدَّثَني عباس العنبري ، قال : حَدَّثَنا أبو النعمان ، قال : حَدَّثَنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن عمر أن عمر بن عبد العزيز بعث نافعا مولى بن عمر إلى أهل مصر يعلمهم السنن.(1/509)
642- أخبرنا محمد ، قال : حَدَّثَنا جعفر ، قال : سَمِعتُ أبا قدامة يقول سمعت بشر بن عمر الزهراني يقول سمعت مالك بن أنس يقول كنت إذا سمعت من نافع حديثا لا أبالي ألا أسمعه من أحد.(1/509)
643- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله هو ابن مسلمة القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله.
ولم يقل الذهلي : صلاة.
حبيب ؛ قال مالكٌ : وتر أهله وماله ذهب بهم أي نزعوا منه.(1/510)
644- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن ابن عمر أن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يتحرى احدكم فيصلي عند غروب الشمس ، ولاَ عند طلوعها.
645- وبه ؛ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ : إِنْ كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ كَانُوا يَتَوَضَّؤُونَ ، فِي زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جَمِيعًا.(1/510)
646- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك (ح) وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع أن عبد الله بن عمر أذن بالصلاة في ليلة ذات ريح وبرد فقال : ألا صلوا في الرحال فإن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يأمر المؤذن : إذا كانت ليلة ذات برد ومطر يقول : ألا صلوا في الرحال.
لفظ المكي غير أنه لم يقل : يقول.(1/511)
647- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن اطلقها ذهبت.
648- وبهِ ؛ عَن نافع وعبد الله بن دينار ، عَن ابن عمر أن رجلا سأل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن صلاة الليل فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى.(1/511)
649- وبهِ ؛ عَن نافع ، عَن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة.
650- وبه قال : كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إذا عجل به السير جمع بين المغرب والعشاء.
651- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل.
652- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم رأى بصاقا في جدار القبلة فحكه ثم قال أقبل على الناس فقال : إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فإن الله عَزَّ وجَلَّ قبل وجهه إذا صلى.
653- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين وبعد المغرب ركعتين في بيته وبعد صلاة العشاء ركعتين وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف ركعتين.
654- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يأتي قباء راكبا وماشيا.
هذا في "المُوَطأ" عند القَعْنَبِيّ عن نافع ، وهُو عند غيره من الرواة ، عَن ابن دينار.(1/512)
655- وبهِ ؛ أَن ابن عمر كان إذا سئل عن صلاة الخوف قال : يتقدم الإمام وَطَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ فَيُصَلِّي بِهِمُ الإِمَامُ رَكْعَةً وَتَكُونُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ لَمْ يُصَلُّوا فَإِذَا صَلَّى الَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً اسْتَأْخَرُوا مَكَانَ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا وَلاَ يُسَلِّمُونَ وَيَتَقَدَّمُ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا فَيُصَلُّونَ مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ يَنْصَرِفُ الإِمَامُ وَقَدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَتَقُومُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ فَيُصَلُّونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً بَعْدَ أَنْ يَنْصَرِفَ الإِمَامُ فَيَكُونُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ قَدْ صَلَّوْا رَكْعَتَيْنِ فَإِنْ كَانَ خَوْفًا هُوَ أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ صَلَّوْا رِجَالاً قِيَامًا عَلَى أَقْدَامِهِمْ أَوْ رُكْبَانًا مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةِ أَوْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا.
قَالَ مَالِكٌ قَالَ نَافِعٌ لاَ أَرَى عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ إِلاَّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
وفي رواية ابن وهب : فيصلون لأنفسهم ركعة ركعة وفيها : صلوا ركعتين ركعتين.(1/514)
656- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم الثيامة.
وفي رواية أبي مصعب : إليه يوم القيامة.
657- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعا من تمر ، أَو صاعا من شعير على كل حر ، أَو عبد ذكر ، أَو أنثى من المسلمين.
658- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ذكر رمضان فقال : لا تصوموا حتى تروا الهلال ، ولاَ تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له.(1/514)
660- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى عن الوصال قالوا : فإنك تواصل يَا رسولَ الله ؟ قال : إني لست كهيئتكم غني اطعم وأسقى.
660- وبه : أن رجالا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم رأوا ليلة القدر في السبع الأواخر فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إني أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريا فليتحراها في السبع الأواخر.
وفي رواية أبي مصعب : في المنام في السبع الأواخر من رمضان وفيها : على السبع الأواخر فمن كان متحريها.
وفي رواية ابن عفير : أروا ليلة القدر.
661- وبهِ ؛ أَن رجلا سأل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ما يلبس المحرم من الثياب ؟ قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لا يلبس القميص ، ولاَ العمائم ، ولاَ السراويىت ، ولاَ البرانس ، ولاَ الخفاف إلا أحد لا يجد نعلين فليلبس الخفين وليقطعهما أسفل من الكعبين ، ولاَ تلبسوا من الثياب شيئا مسه زعفران ، ولاَ الورس.(1/516)
662- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : يهل أهل المدينة من ذي الحليفة وأهل الشام في الجحفة وأهل نجد من قرن . قال عبد الله : وبلغني أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ويهل أهل اليمن من يلملم.
663- وبهِ ؛ أَن تلبية رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .قال وكان عبد الله بن عمر يزيد فيها : لبيك لبيك لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل.
664- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح : الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور.(1/517)
665- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة الحجبي وبلال فأغلقها عليه ومكث فيها . وقال عبد الله بن عمر فسألت بلال حين خرج رسول الله عليه وسلم فقال : جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ثم صلى.
أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن داود ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن محمد بن جرير ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن محمد بن جرير ، قَال : أَخْبَرنا الحارث ، قَال : أَخْبَرنا أبو القاسم قال : أخبرني مالك فذكر مثله وزاد : وجعل بينه وبين الجدار نحوا من ثلاثة أذرع.
هذه الزيادة عند ابن وهب ، وَابن القاسم وقال ابن عفير : ثلاثة أذرع.
ولم يقل : نحوا.
توفي بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه بدمشق سنة عشرين ويكنى أبا عبد الرحمن وقيل : أبا عبد الكريم.
وتُوُفِّيَ عثمان بن طلحة سنة ثنتين وأربعين.(1/518)
666- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن ابن عمر ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة فصلى بها قال نافع : وكان عبد الله بن عمر يفعل ذلك.(1/519)
667- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك (ح) وأخبرنا أحمد بن محمد الإمام والحسن بن الخضر - وللفظ لهما - ، قالا : أَخْبَرَنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع أن عبد الله بن عمر خرج في الفتنة معتمرا قال : إن صددت عن البيت صنعنا كما صنعنا مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم . فأهل بعمرة من أجل أن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أهل بعمرة عام الحديبية . ثم إن عبد الله نظر في أمره فقال : ما أمرهما إلا واحد والتفت إلى أصحابه فقال : ما أمرهما إلا واحد أشهدكم أني قد أوجبت الحج مع العمرة ثم نفد حتى جاء البيت فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأهدى ورأى أن ذلك مجزءا عنه.
وفي رواية أبي مصعب : أهل بعمرة عام الحديبية وفيها : فطاف بالبيت سبعا وبين الصفا والمروة سبعا.(1/519)
668- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن ابن عمر ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : اللهم ارحم المحلقين قالوا والمقصرين يَا رسولَ الله ؟ قال : والمقصرين.
وفي رواية مَعْن ، وَابن بكير قال : اللهم ارحم المحلقين قالوا : والمقصرين يَا رسولَ الله ؟ قال : اللهم ارحم المحلقين قالوا : والمقصرين يَا رسولَ الله ؟ قال : اللهم ارحم المحلقين قالوا : والمقصرين يَا رسولَ الله ؟ قال : والمقصرين.(1/520)
669- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان إذا قفل من غزو ، أَو حج ، أَو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون سائحون لربنا حامدون قد صدق الله وعده وهزم الأحزاب وحده.
وفي رواية أبي مصعب وغيره : ساجدون في موضع : سائحون.
670- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو.
وقال مالك : أراه مخافة أن يناله العدو.(1/520)
671- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : بعث سرية فيها عبد الله بن عمر قبل نجد فغنموا إبلا كثيرة فكانت سهمانهم اثني عشر بعيرا ، أَو أحد عشر بعيرا ونفلوا بعيرا بعيرا.
672- وبهِ ؛ أَن عمر رضي الله عنه حمل على فرس في سبيل الله فوجده مبتاع فأراد أن يبتاعه فسأل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : لا تبعه ، ولاَ تعد في صدقتك.
أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن سلمة ، عَن ابن القاسم ، قال : حَدَّثَني مالك مثله غير أنه قال : حمل على فرس عتيق وقاله ابن وهب.(1/521)
673- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك وأخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد المفسر ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن علي ، قال : حَدَّثَنا أبو حفص ، يَعني عَمْرو بن علي ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن مسلمة ، قال : حَدَّثَنا مالك عن نافع ، عَن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.
لفظهما سواء غير أن المكي لم يقل : معقود ، ولاَ أعلم أحدا قال في "المُوَطأ" معقود غير ابن عفير والله أعلم.(1/522)
674- أخبرنا علي بن عبد الله بن أبي مطر المعافري ، قال : حَدَّثَنا محمد بن إبراهيم الكثيري ، قال : حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حَدَّثَنا مالك وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قَال : حَدَّثَنَا علي ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من حمل علينا السلام فليس منا.
هذا الحديث في "المُوَطأ" عند ابن وهب ، ومَعْن ، وَابن بكير وليس عند ابن القاسم ، ولاَ أبي مصعب ، ولاَ القَعْنَبِيّ وهو عنده خارج الموطأ.
ومعنى قوله عليه السلام ليس منا أي ليس مثلنا.(1/522)
675- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك وأخبرنا أبو محمد بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن نافع ، عَن عَبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم سابق بين الخيل التي أضمرت من الجفياء وكان أمدها ثنية الوداع . وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق ، وَأَن ابن عمر كان مما سابق بها.
لفظهما سواء غير أن ليس في كتابي عن المكي ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وقيل : بين الجفياء وثنية الوداع سبعة أميال وبين الثنية ومسجد بني زريق نحو من ميل وسميت ثنية الوداع لأن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ودع بها المقيمين بالمدينة في بعض مخارجه.(1/523)
676- أخبرنا أبو محمد بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك بن أنس عن نافع ، عَن ابن عمر ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم رأى في بعض مغازيه امرأة مقتولة فأنكر ذلك ونهى عن قتل النساء والصبيان.
هذا حديث مرسل في "المُوَطأ" ليس فيه ، عَن ابن عمر غير أبي مصعب فإنه أسنده.(1/524)
677- أخبرنا حمزة بن محمد الكناني ، قَال : أَخْبَرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن سليمان ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزُّهْرِي ، قال : حَدَّثَنا مالك بن أنس عن نافع ، عَن ابن عمر عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه.
ليس هذا عند القَعْنَبِيّ.(1/524)
678- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى عن الشغار.
والشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته ليس بينهما صداق.
وفي رواية أبي مصعب : ابنته الرجل.
679- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتها.
حبيب ؛ قال مالكٌ : ليس ذلك حتما وليس بفريضة وأحب إلي أن يأتي فإن شغل فلا إثم عليه.
680- وبه : أن رجلا لاعن امرأته في زمان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وانتقل من ولدها ففرق رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بينهما وألحق الولد بالمرأة.(1/525)
681- وبهِ ؛ أَن عبد الله طلق امرأته وهي حائض على عهد رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فسأل عمر بن الخطاب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن ذلك فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : مره فليرجعها ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر فإن شاء أمسك بعد ذلك وإن شاء طلق قبل أن يمس فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء.
وفي رواية أبي مصعب : رسول الله عن ذلك.
682- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من اشتري نخلا قد أبرت فثمرها للبائع إلا أن يشترط المبتاع.
قال أبو الطاهر : الأبار أن يؤخذ طلع من النخل الذكر فيجعل في الإناث من النخل ويقال له التلقيح.(1/526)
683- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها نهى البائع والمشتري.
684- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى عن المزابنة والمزابنة بيع الثمر بالثمر كيلا وبيع الكرم بالزبيب كيلا.
أخبرنا أبو محمد بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك مثله غير أنه قال : عن المزابنة والمحاقلة والمزابنة بيع الثمر بالثمر.
قال أبو القاسم ، ولا أعلم أحدًا ذكر في هذا الحديث : "الْمُحَاقَلَةَ" غير ابن بُكَيْر , واللَّهُ أعلم.(1/527)
685- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن ابن عمر ان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه.(1/527)
686- وبهِ ؛ عَن ابن عمر أنه قال : كنا نبتاع الطعام في زمان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فبعث علينا من يأمرنا بانتقاله من المكان الذي ابتعناه فيه إلى مكان سواه قبل أن نبيعه.
معناه : إنما هو في تلقي الركبان وقيل إنما ذلك في الجزاف.
687- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى عن بيع حبل الحبلة.
قال مالك : وكان بيعا يتبايعه أهل الجاهلية كان الرجل يبتاع الجزور إلى أن تنتج الناقة ثم تنتج التي في بطنها.
688- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه مالم يتفرقا إلا بيع الخيار.
689- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يبع بعضكم على بيع بعض ، ولاَ تتلقوا السلع حتى تهبط بها الأسواق.
وليس في كل الروايات : لا تتلقوا السلع حتى تهبط بها الأسواق أعنى رواية ابن وهب ، وَابن القاسم ، وَابن بكير وأبي مصعب ويحيى بن يحيى الأندلسي وهو عند القَعْنَبِيّ ، ومَعْن ، وَابن يوسف ، وَابن عفير ، وَابن برد.(1/528)
690- أخبرنا حمزة بن محمد الكناني ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن ابن عمر : أن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى عن النجش.
ليس عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ مَعْن وهو عند ابن القاسم ، وَابن بكير وأبي مصعب ، وَابن المبارك الصوري ، وَابن برد ويحيى بن يحيى الأندلسي.(1/529)
691- أخبرنا أحمد بن محمد المدني قال قال يونس بن عبد الأعلى النجش الرجل يزيد في السلعة ، ولاَ يريد شرائها.(1/530)
692- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ قال قرأت على مالك بن أنس عن نافع ، عَن عَبد الله بن عمر أنه قال إن اليهود جاؤُوا إلى رسول الله صلى عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ما تجدون في التوراة في شأن الزنا ؟ قالوا : نفضحهم ويجلدون فقال عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فجعل أحدهم يده على آية الرحم وجعلوا يقرؤُون ما قبلها وما بعدها فقال عبد الله بن سلام : ارفع يدك فرفعها فإذا فيها آية الرجم فقالوا : صدق يَا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فرجما . قال عبد الله بن عمر فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها.
أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سَعِيد ، عَن مالك نحوه وقال فيه : في شأن الرجم وقال : يقيها الحجارة.
وقيل : توفي عبد الله بن سلام سنة ثلاث وأربعين يكنى أبا يوسف.(1/530)
693- أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جامع وأحمد بن محمد المكي قالا : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن عَبد الله بن عمر ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قطع سارقا في مجن ثمنه ثلاثة دراهم.
واللفظ للمكي.
قال أبو الطاهر : المجن الترس وقيل : الدرقة والترس.(1/531)
694- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن عَبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم خطب الناس في بعض مغازيه قال عبد الله بن عمر : فأقبلت نحوه فانصرف قبل أن أبلغه فسألت ماذا قال ؟ قالوا : نهى أن ينتبذ في الدباء والمزفت.
695- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من شرب الخمر في الدنيا فلم يتب مننها حرمها في الآخرة فلم يسقها.
قيل وإن دخل الجنة أنساه الله إياها حتى لا يشتهيها.(1/532)
696- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام والحسن بن الخضر قالا : أخبرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن همام الحلبي ، قال : حَدَّثَني عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون ، قال : حَدَّثَنا مالك عن نافع ، عَن ابن عمر قال قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : كل مسكر خمر وكل مسكر حرام.
هذا في "المُوَطأ" موقوف غير مَعْن فإنه أسنده دون غيره والله أعلم.(1/532)
697- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن عَبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يسير في ركب وهو يحلف بابيه فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ألا إن نهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله ، أَو ليصمت.
698- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ما حق امرىء مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا وصيته عنده مكتوبة.(1/533)
699- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك وأخبرنا أبو محمد بن رشيق - واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن نافع ، عَن عَبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من أعتق شركا له في عبد فكان له مالك يبلغ ثمن العبد قوم عليه قيمة العدل فأعطى شركاءه حصصهم وعتق العبد وإلا فقد عتق منه ما عتق.(1/533)
700- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم كلهم يخبره ، عَن عَبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا ينظر الله يوم القيامة إلا من جر ثوبه خيلاء.(1/534)
701- وبهِ ؛ عَن نافع ، عَن عَبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : أراني الليلة عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها فهي تقطر ماء متكئا على رجلين ، أَو على عواتق رجلين يطوف البيت فسألت من هذا ؟ فقيل : هذا المسيح ابن مريم ثم إذا برجل جعد قطط أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية فسألت : من هذا ؟ فقيل : المسيح الدجال.
قوله عليه الصلاة والسلام : طافية أي ممتلئة تكاد تتفقىء وكذلك عينه قد ظهرت كما ظهر الشيء فوق الماء.
وسمي المسيح الدجال بالتخفيف من سياحة وبالتثقيل لأنه ممسوح العين وقيل في ابن مريم عليه السلام فمسح بالبركة حين ولد.(1/534)
602- وبهِ ؛ أَن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال يَا رسولَ الله لو اشتريت هذه الحلة فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة ثم جاءت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم منها حلل فأعطي عمر بن الخطاب منها حلة فقال عمر : كسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إني لأم أكسكها لتلبسها فكساها عمر رضي الله عنه أخا له مشركا بمكة.
وفي رواية ابن بكير : عند باب المسجد تباع وقال : منها هذه الحلة.
وأخبرنا حمزة ، قال : حَدَّثَنا إسحاق ، قال : حَدَّثَنا سعيد ، قَال : أَخْبَرنا مالك نحوه وزاد السيراء : وشي من الحرير.(1/535)
703- حَدَّثَنا أحمد بن إبراهيم بن جامع ، قال : حَدَّثَنا أبو الزنباع روح بن الفرج القطان ، قال : حَدَّثَنا يحيى بن بكير ، قال : سَمِعتُ مالكا يحدث وأخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك عن نافع ، عَن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء.
هذا في "المُوَطأ" عند ابن وهب ، وَابن عفير ، وَابن بكير وليس عند ابن القاسم ، ولاَ مَعْن ، ولاَ القَعْنَبِيّ ، ولاَ أبي مصعب.
قال أبو عبيد : نرى ذلك والله أعلم لتسمية المؤمن عند طعامه فتكون فيه البركة لا يفعل ذلك ويرون أنه كان خاصا لرجل بعينه كان يكثر الأكل قبل إسلامه ثم أسلم فنقص ذلك فذكر ذلك للنبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال يعني فيه هذه المقالة .(1/536)
704- أخبرنا الحسن بن عبد الله العثماني ، قَال : أَخْبَرنا محمد بن زبان ، قَال : أَخْبَرنا الحارث ، قَال : أَخْبَرنا ابن وهب ، قَال : أَخْبَرنا مالك وأخبرنا الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أُسَامة ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قَال : أَخْبَرنا ابن وهب أن مالكا أخبره عن نافع ، عَن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء.
قال نافع : وكان عبد الله بن عمر يقول : اللهم اذهب عنا الرجز.
هذا في "المُوَطأ" عند ابن وهب ، وَابن القاسم ، وَابن عفير وليس هو عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ مَعْن ابن بكير ، ولاَ أبي مصعب.
وفيح جهنم فورها والرجز العذاب .(1/536)
705- أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن عَبد الله بن عمر أنه قال قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : من اقتنى كلبا إلا كلب ماشية ، أَو ضار نقص من عمله كل يوم قيراطان.
706- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أمر يقتل الكلاب.(1/537)
707- أخبرنا حمزة بن محمد الكناني ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن محمد ، قَال : أَخْبَرنا أبو مصعب ، قَال : أَخْبَرنا مالك عن نافع وعبد الله بن دينار ، عَن ابن عمر أن رجلا نادى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يَا رسولَ الله ما ترى في الضب ؟ فقال : لست بآكله ، ولاَ بمحرمه.
هذا في "المُوَطأ" ، عَن ابن دينار فقط إلا أبا مصعب فإنه رواه عنهما جميعا قال فيه : وهو على المنبر.(1/537)
708- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك.
وأخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن المفسر ، قال : حَدَّثَنا أحمد يعني ابن علي بن سعيد ، قال : حَدَّثَنا مصعب وهو ابن عبد الله الزبيري ، قال : حَدَّثَنا مالك عن نافع ، عَن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يحتلبن أحد ماشية أحد بغير إذنه أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر خزانته وينقل طعامه ؟ فإنما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعمتهم فلا يحتلبن أحد ماشية أحد بغير إذنه.(1/538)
سقط من كتاب المكي عن نافع وقال قفيه : فينتقل طعامه.
709- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن عَبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله عَزَّ وجَلَّ فله أجره مرتين.
710- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا كان ثلاثة فلا يتناج اثنان دون واحد.
711- وبهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قَالَ ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : وَهُوَ يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ ، وَالتَّعَفُّفَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ : الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ ، وَالسُّفْلَى السَّائِلَةُ.
وفي رواية ابن بكير : واليد السفلى.(1/538)
712- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال عذبت امرأة في هرة ربطتها حتى ماتت جوعا فدخلت النار فيها قال : فقال لها - والله أعلم - لا أنت اطعمتيها ، ولاَ سقيتيها ، ولاَ أرسلتيها فأكلت من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا.
هذا في "المُوَطأ" عند مَعْن بهذا الإسناد وهو عند ابن بكير ، وَابن برد ، عَن أبي الزناد عن الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيرة عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وليس عند غيرهما في "المُوَطأ" والله اعلم.
قال أبو عبيد الخشاش الهوام ودواب الأرض وما أشبهها وقيل : هو ما في الأرض حبة او كسرة او غير ذلك.(1/539)
نافع ، عَن ابن عمر ، عَن أبي لبابة :
حديثًا واحدًا.
713- أخبرنا الحسن بن علي ، قال : حَدَّثَنا أُسَامة ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب أن مالكا أخبره عن نافع ، عَن ابن عمر ، عَن أبي لبابة أخبره ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى عن قتل الجنان التي في البيوت.
هذا في "المُوَطأ" عن نافع ، عَن أبي لبابة غير ابن وهب فإنه رواه ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن ابن عمر ، عَن أبي لبابة وليس عند ابن بكير ، ولاَ أبي مصعب والصواب عن نافع ، عَن أبي لبابة والله أعلم.
والجنان عمار البيوت ويقال إنها تتمثل في حية رقيقة.(1/540)
نافع ، عَن ابن عمر عن زيد بن ثابت . وكان زيد يكنى أبا شعيب أجازه النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يوم الخندق وهو ابن خمس عشر سنة.
وتُوُفِّيَ سنة خمس وأربعين :
حديثًا واحدًا.
714- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن ابن عمر عن زيد بن ثابت ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أرخص لصاحب العرية أن يبيعها بخرصها.
زاد ابو مصعب : من التمر.
وتفسير العرية أنه أعطى ثمرها لمن أعراها من بين النخل فصارت عريانة من التمر.
نافع ، عَن ابن عمر ، عَن عائِشَة أم المؤمنين رضي الله عنها :
حديثًا واحدًا.(1/541)
715- أخبرنا حمزة بن محمد الكناني وأحمد بن محمد الإمام والحسن بن الخضر قالوا : أخبرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد بن مالك عن نافع ، عَن عَبد الله بن عمر أن عائشة أرادت أن تشتري جارية تعتقها فقال أهلها : نبيعها على أن الولاء لنا . فذكرت ذلك لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : لا يمنعك ذلك فإنما الولاء لمن أعتق.
والمعنى واحد.
ليس هو عند القَعْنَبِيّ.(1/541)
نافع ، عَن ابن عمر عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها توفيت رحمها الله سنة سبع وعشرين وقيل سنة خمس وعشرين :
حديثين.
716- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن ابن عمر أن حفصة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أخبرته : ان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان إذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح وبدأ الصبح صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة.(1/542)
717- وبهِ ؛ عَن حفصة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أنها قالت : يَا رسولَ الله ما شأن الناس قد حلوا ولم تحلل أنت من عمرتك ؟ قال : إني لبدت رأسي وقلدت هديي ، ولاَ أحل حتى أنحر.
وفي رواية ابن وهب ، وَابن القاسم : قد حلوا العمرة.
أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب حَدَّثَنا محمد بن سلمة ، قَال : أَخْبَرنا ابن القاسم ، قال : حَدَّثَني مالك مثله وقال فيه : أنها قالت لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ما شان الناس قد حلوا العمرة.
ابن وهب عن مالك والتلبيد أن يعمد إلى غسول وصمغ فيضربه فيلبد به رأسه.(1/542)
نافع ، عَن أبي لبابة واسمه رفاعة ويقال بشير بن عبد المنذر وكان خرج مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إلى بدر فرآه وأمره على المدينة وضرب له بسهمه مع أهل بدر :
حديثًا واحدًا.
718- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن أبي لبابة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نهى عن قتل الحيات في البيوت إلا أن يكون ذا الطفتين والأبتر فإنهما يخطفان البصر ويطرحان ما في بطون النساء.
هكذا رواه القَعْنَبِيّ.
وأما ابن القاسم ، وَابن عفير فقالا فيه : عن قتل الحيان التي في البيوت.
رواه ابن وهب عن نافع ، عَن ابن عمر عن أبيلبابة وقد ذكرناه فيما تقدم وليس عند ابن بكير ، ولاَ أبي مصعب.
وقوله عليه السلام : ذو الطفتين : الحية على ظهرها خيطان أبيضان والأبتر : الأفعى وقيل القصير الذنب من الحيات.(1/543)
نافع ، عَن أبي سعيد الخدري واسمه سعد بن مالك بن سنان قتل أبو يوم أحد.
وتُوُفِّيَ ابو سعيد سنة أربع وتسعين :
حديثًا واحدًا.
719- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع ، عَن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ، ولاَ تشفوا بعضها على بعض ، ولاَ تبيعوا الورق بالورق إلا مثلا بمثل ، ولاَ تشفوا بعضها على بعض ، ولاَ تبيعوا منها غائبا بناجز.(1/544)
نافع ، عَن أبي حديج راقع بن خديج :
حديثًا واحدًا.
620- أخبرنا الحسن بن الخضر ، قال : حَدَّثَنا إسحاق يعني ابن إبراهيم ، قال : حَدَّثَنا هارون ، قال : حَدَّثَنا روح بن عبادة ، قال : حَدَّثَنا مالك وأخبرنا الحسن بن علي بن شعبان واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا أُسَامة ، قال : حَدَّثَنا يزيد بن سنان ، قال : حَدَّثَنا بشر بن عمر ، قال : حَدَّثَنا مالك عن نافع أنه سمع رافع بن خديج يحدث ابن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نهى عن كراء المزارع.
قال نافع : وكان ابن عمر يكري أرضه قال بشر بن عمر أحسبه قال فيها النخل . فلما بلغه النهي من رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم تركها فلم يكن يكريها.
لم يكن عند أبي الخضر : قال نافع وكان عمر يكري أرضه إلى آخر الحديث وهذا عند ابن عفير دون غيره والله أعلم . وقال فيه : فيها نخل ولم يشك.(1/545)
نافع عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق يكنى أبا محمد وقيل أبا عبد الرحمن :
حديثًا واحدًا.
قتل محمد بن أبي بكر الصديق سنة ثمان وثلاثين.
وتُوُفِّيَ القاسم سنة ثمان ومِئَة وقيل خمس ومِئَة.
721- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن نافع عن القاسم بن محمد ، عَن عائِشَة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أنها أخبرته أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية فقالت : يَا رسولَ الله أتوب إلى الله ورسوله ماذا أذنبت ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ما بال النمرقة ؟ قالت : اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم : أحيوا ما خلقتم وقال : إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة.(1/545)
نافع عن سليمان بن يسار :
حديثًا واحدًا.
722- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع عن سليمان بن يسار ، عَن أُم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أن امرأة كانت تهراق الدماء على عهد رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فاستفتت لها أم سلمة رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : لتنظر عدة الليالي والأسام التي تحيضهن من الشهر قبل أن يصيبها الذي أصابها فلتترك الصلاة قدر ذلك من الشهر فإذا خلفت ذلك فلتغتسل قم لتستثفر بثوب ثم لتصل.
وفي رواية أبي مصعب : كانت تحيضهن.
وقيل إن سليمان بن يسار لم يسمعه من أم سلمة إنما رواه عن رجل ، عَن أُم سلمة وقد رواه عبيد الله بن عمر وأيوب السختياني كما رواه مالك.
ورَواه الليث بن سعد فقال فيه عن رجل ، عَن أُم سلمة.
أخبرنا حمزة بن محمد الكناني ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة ، قال : حَدَّثَنا الليث عن نافع عن سليمان بن يسار أن رجلا أخبره ، عَن أُم سلمة فذكر الحديث.
حبيب ؛ قال مالكٌ : تستثفر تدخل الإزار بين رجليها كما تستثفر الغلمان.(1/546)
نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين :
حديثًا واحدًا.
723- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع عن إبراهيم بن عبد الله حنين ، عَن أَبِيه ، عَن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : نهى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن لبس القسي والمعصفر وعن تختم الذهب وعن القراءة في الركوع.
وفي رواية ابن عفير ، وَابن بكير : وعن قراءة القرآن في الركوع.
قال البرقي ابن بكيرقال هي ثياب مضلعة بالحرير تعمل بالقس . ماحوز من مواحيز مصر تلي الفرما . وقاله ابن وهب.(1/547)
نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر :
حديثًا واحدًا.
724- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر ، عَن عَبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، عَن أُم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم.
وقال البرقي الجرجرة أن يصب الماء في حلقة فتسمع له صوتا وقيل يدجدر.
وتُوُفِّيَ عبد الرحمن بن أبي بكر سنة ثلاث وخمسين.(1/548)
نافع عن نبيه بن وهب :
حديثًا واحدًا.
725- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع عن نبيه بن وهب أخي بني عبد الدار أن عمر بن عبد الله أراد أن يزوج طلحة بن عمر ابنة شيبة بن جبير فأرسل إلى أبان بن عمر وأبان يومئذ أمير الحاج وهما محرمان إني أردت أن أنكح طلحة ابنة شيبة بن جبر وأردت أن تحضر ذلك فأنكر ذلك عليه أبان وقال : سمعت عثمان بن عفان يقول : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لا ينكح المحرم ، ولاَ ينكح ، ولاَ يخطب.(1/549)
نافع عن سالم بن عبد الله بن عمر :
حديثًا واحدًا.
726- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام والحسن بن الخضر ، قالا : أَخْبَرَنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا يونس بن عبد الأعلى ، قَال : أَخْبَرنا ابن وهب ، قَال : أَخْبَرنا مالك عن نافع عن سالم بن عبد الله أنه سمع الجراح مولى أم حبيبة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يحدث عبد الله بن عمر ، عَن أُم حبيبة أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إن البعير التي فيها الجرس لا تصحبها الملائكة.
هذا عند ابن عفير ، ومَعْن ، وَابن القاسم ، وَأما ابن وهب ، وَابن يوسف فلم يقولا فيه ، عَن أُم حبيب.
ورَواه ابن وهب خارج "المُوَطأ" فقال فيه ، عَن أُم حبيب وليس عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ جماعة من الرواة وفي رواية مَعْن : عَن ابن الجراح.(1/549)
نافع عن رجل من الأنصار :
حديثين.
727- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع أن رجلا من الأنصار أخبره ، عَن أَبِيه أنه سمع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى أن تستقبل القبلة في غائط ، أَو بول.
وفي رواية أبي مصعب : بغائط وليس في رواية يحيى بن يحيى الأندلسي عن أبيه.
حبيب ؛ قال مالكٌ : إنما ذلك في الفيافي خاصة . وقال البرقي قال الكسائي الغائط المطمئن من الأرض فكثر في كلامهم حتى سمي غائط الإنسان بذلك وقيل كره لأن لله عَزَّ وجَلَّ ملائكة تصلي في الصحاري.(1/550)
728- وبهِ ؛ عَن نافع عن رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد ، أَو سعد بين معاذ أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنما له بسلع فأصيبت منها شاة فأدركتها بحجر فسئل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن ذلك فقال : لا بأس بها كلوها.
وفي رواية أبي مصعب : فذكتها بحجر وقال : كلوها وقوله : بسلع جبل بالمدينة.
وقد روى هذا الحديث عبيد الله بن عمر عن نافع ، عَن ابن كعب بن مالك أن أباها أتى النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ، أَو بعث إليه فأمر له النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بأكلها.
نافع عن صفية بنت أبي عبيد :
حديثًا واحدًا.(1/551)
729- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نافع عن صفية بنت أبي عبيد ، عَن عائِشَة ، أَو حفصة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج.
وفي رواية أبي مصعب : أربعة أشهر وعشرا وقال فيه : ، عَن عائِشَة وحفصة أمي المؤمنين.
وهذا عند ابن وهب ، وَابن القاسم ، وَابن عفير ، ومَعْن ، وَابن يوسف والقَعْنَبِيّ ، وَابن بكير بالشك وعند أبي مصعب ، وَابن المبارك الصوري وسحنون ، عَن ابن القاسم ويحيى بن يحيى الأندلسي عنهما بلا شك ، ولاَ أعلم أحدا قال في هذا الحديث : أربعة أشهر وعشرا غير أبي مصعب والله أعلم.(1/551)
- ما رَوَى مالك عن عمه أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر المدني :
حديثًا واحدًا.
ذكر فضله رحمه الله :
730- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عمه أبي سهيل بن مالك قال كنت أسير مع عمر بن عبد العزيز فقال ما ترى في هؤلاء القدرية ؟ قلت : أرى أن عمر بن عبد العزيز فقال : ما ترى في هؤلاء القدرية ؟ قلت : أرى أن تسمعهم فإن تابوا وإلا عرضتهم على السيف قال عمر : ذلك رأيي وقال مالك : وذلك رأيي.(1/552)
731- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، حَدَّثَنَا علي ، حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن عمه أبي سهيل بن مالك ، عَن أَبِيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول : جاء رجل إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم من نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ، ولاَ نفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : خمس صلوات في اليوم والليلة قال : هل علي غيرهن ؟ قال : لا إلا أن تطوع وذكر له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم صيام رمضان فقال : هل علي غيره ؟ قال : لا إلا أن تطوع وذكر له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : الصدقة ، قال : هل علي غيرها ؟ قال : لا إلا أن تطوع قال : فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ، ولاَ أنقص منه . فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أفلح إن صدق.
وفي رواية ابن بكير : فأدبر الرجل ذاهبا .(1/552)
- ما رَوَى مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر مولى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
وكان أبوه يجمر المسجد إذا قعد عمر على المنبر.
ثلاثة أحاديث.
ذكر فضله رحمه الله :
732- أخبرنا أبو إسحاق بن شعبان ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن محمد الحارث ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم يعني ابن أبي داود ، قال : سَمِعتُ ابن أبي مريم يقول : سمعت مالك بن أنس يقول : جالس نعيم أبا هريرة عشرين سنة.(1/553)
نعيم ، عَن أَبِي هُرَيرة :
حديثًا واحدًا.
733- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نعيم بن عبد الله المجمر ، عَن أَبِي هُرَيرة ، قال : قال رسولُ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون والدجال.
قال ابن وهب يريد مداخل المدينة وقال النقب هو الطريق في الجبل.(1/554)
نعيم عن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري :
حديثًا واحدًا.
وعبد الله بن زيد من الخزرج شَهِد بَدْرًا والعقبة توفي سنة اثنتين وثلاثين ويكنى أبا محمد.
734- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نعيم بن عبد الله المجمر أن محمد بن عبد الله بن زيد وعبد الله بن زيد هو الذي أرى النداء بالصلاة أخبره ، عَن أبي مسعود الأنصاري أنه قال : أتانا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشر بن سعد أمرنا الله عَزَّ وجَلَّ أن نصلي عليك يَا رسول الله فكيف نصلي عليك ؟ قال : فسكت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد والسلام كما علمتم.
وفي رواية أبي مصعب : ونحن في مجلس سعد.
وقوله عليه السلام : كما قد علمتم يريد بذلك : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.(1/554)
نعيم عن علي بن يحيى الزرقي :
حديثًا واحدًا.
735- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن نعيم بن عبد الله المجمر عن علي بن يحيى الزرقي ، عَن أَبِيه ، عَن رفاعة بن رافع الزرقي أنه قال : كنا يوما نصلي وراء رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فلما رفع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم رأسه من الركوع وقال : سمع الله لمن حمده قال رجل وراء رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من المتكلم آنفا ؟ قال رجل : أنا يَا رسولَ الله قال : لقد رأيت بضعا وثلاثين يبتدرونها أيهم يكتبها أول.
ورفاعة بن رافع من الخزرج شَهِد بَدْرًا.(1/555)
باب الهاء
- مَا رَوَى مالك عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ويقال هشام بن هشام وكانت لهاشم بن عتبة صحبة مع النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وشهد اليمامة واليرموك وأصيبت عينه يوم اليرموك وقتل يوم حنين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه سنة تسع وثلاثين :
حديثًا واحدًا.
736- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عَن عَبد الله بن سطاس عن جابر بن عبد الله السلمي ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من حلف على منبري هذا بيمين آثمة تبوأ مقعده من النار.(1/557)
- مَا رَوَى مالك عن هلال بن أُسَامة وهو هلال بن أبي ميمونة عن موالي بني عامر بن لؤي :
حديثًا واحدًا.
737- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سَعِيد ، عَن هلال بن أُسَامة عن عطاء بن اليسار عن عمر بن الحكم قال : أتيت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقلت يَا رسولَ الله إن لي جارية ترعى غنما لي فجئتها ففقدت شاة من الغنم فسألتها عنها فقالت : أكلها الذئب فأسفت عليها وكنت من بني آدم فلطمت وجهها وعلي رقبة أفأعتقها ؟ فقال لها رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أين الله ؟ قالت : في السماء . قال : فمن أنا ؟ قالت : أنت رسول الله قال : فأعتقها قال يَا رسولَ الله أشياء كنا نصنعها في الجاهلية كنا نأتي الكهان فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لا تأتوا الكهان قال : وكنا نتطير فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إنما ذلك شيء يجده أحدكم فلا يضره.
ليس هذا عن دالقَعْنَبِيّ وهكذا رواه مالك عن هلال عن عطاء عن عمر بن الحكم.(1/558)
وقد رواه الزُّهْرِي ، عَن أبي سلمة عن معاوية بن الحكم وهكذا رواه الناس عن هلال فقالوا فيه عن معاوية بن الحكم.
أخبرنا علي بن عبد الله بن أبي مطر ، قال : حَدَّثَنا محمد بن عبد الله بن ميمون البغدادي ، قال : حَدَّثَنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى هو ابن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال : قلت : يَا رسولَ الله ... وذكر الحديث بطوله.
ليس هذا عند القَعْنَبِيّ وقوله أسفت عليها أي غضبت عليها قال الله عَزَّ وجَلَّ : آسفونا أغضبونا وقد يكون أسفت بمعنى حزنت كما قال الله عَزَّ وجَلَّ : {ياأسفى على يوسف} أي يَا حزناه.(1/558)
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي المنذر هشام بن عروة بن الزبير وقيل يكنى أبا عبد الله توفي ببغداد سنة ست وأربعين ومِئَة وولد سنة خمس فعاش ستة وسبعين سنة وقيل : توفي سنة خمس وأربعين وقيل بالكوفة سنة ثمان وأربعين ومِئَة أربعة وأربعون حديثا.
وقال يَحْيَى بن مَعِين : قال هشام بن عروة رأيت سهل بن سعد وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك ، وَابن عمر رضي الله عنهم.
738- أخبرنا أبو أحمد بن المفسر ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن علي ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن عيسى ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب ، قال : حَدَّثَنا يحيى بن أيوب عن هشام بن عروة قال كان أبي يقول سلوني إذا خلوت وكان يعجب من حفظي والله ما علمنا جزءا من ألفي جزء من حديثه.(1/560)
- ما رَوَى هشام عن أبيه.
739- اخبرنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه وتوضأ كما يتوضأ للصلاة ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ثم يصب الماء على رأسه ثلاث غرفات بيديه ثم يفيض الماء على جلده كله.(1/560)
740- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله وهو القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أنها قالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم من إناء واحد من الجنابة نغترف منه جميعا.(1/560)
741- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة أنها قالت : كنت أرجل راس رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وأنا حائض.
ولم يقل الذهلي : أنها والترجيل : أن تبل الشعر ثم تمشط.(1/561)
742- وبه انها قالت : قالت فاطمة ابنة أبي حبيش لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إني لا أطهر أفأدع الصلاة ؟ قالت : فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إنما ذلك عرق وليس بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة قإذا ذهب عنك قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي.
قوله عليه السلام.(1/561)
743- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يَا رسولَ الله كيف يأتيك الوحي ؟ فقال : أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشد علي فيفصم عني وقد وعيت ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول . قالت عائشة : ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيفصم عني وإن جبينه يتفصد عرقا.
حبيب ؛ قال مالكٌ : فيفصم ينجلي وقال ابن وهب يذهب.
وقيل إن الحارث بن هشام أسلم يوم الفتح.
وتُوُفِّيَ سنة ثمان عشرة بالشام في الطاعون.(1/561)
744- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا نعس احدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه.
745- وبه أها قالت : كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين.
746- وبه أنها قالت : صلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في بيته وهو جالس وصلى وراءه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف قال : إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا.
أخبرنا علي بن محمد الحراني ، قال : حَدَّثَنا جعفر يعني الفريابي ، قال : حَدَّثَنا قتيبة بن سَعِيد ، عَن مالك مثله غير أنه قال : في بيته وهو شاكي فصلى جالسا.(1/562)
747- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة أنها أخبرته أنها لم تر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يصلي صلاة الليل قاعدا قط حتى أسن فكان يقرأ قاعدا حتى إذا ركع قام فقرأ نحوا من ثلاثين ، أَو أربعين آية ثم ركع.
748- وبه : أنها قالت : أتي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فاتبعه إياه.
749- وبه : أن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم رأى في جدار القبلة بصاقا ، أَو مخاطا ، أَو نخامة فحكه.(1/563)
750- وبهِ ؛ أَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس , قالت عائشة : يَا رسولَ الله إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة لحفصة : قولي له أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس ففعلت حفصة فقال رسول الله : مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لأصيب منك خيرا.
751- وبه : أنها قالت : كان أحب الأعمال إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم الذي يدوم عليه صاحبه.(1/564)
752- وبه أنها قالت : خسفت الشمس على عهد رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فصلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بالناس فقام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع وسجد ثم فعل في الركعة الأخري مثل ذلك ثم انصرف وقد تجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عَزَّ وجَلَّ لا تنخسفان لموت أحد ، ولاَ لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله عَزَّ وجَلَّ وكبروا وتصدقوا ثم قال : يَا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده ، أَو تزني أمته . يَا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا.
وفي رواية ابن بكير : والله لو تعلمون.
753- وبه أنها كانت تقول : إن كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ليقبل بعض أزواجه وهو صائم ثم ضحكت رضي الله عنها.(1/565)
754- وبهِ ؛ أَن حمزة بن عَمْرو الأسلمي قال لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أصوم في السفر وكان كثير الصيام فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن شئت فصم وإن شئت فأفطر.
وحمزة بن عَمْرو كناه النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بأبي صالح.
755- وبه أنها قالت : كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يصومه في الجاهلية فلما قدم رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم صامه وأمر الناس بصيامه فلما فرض رمضان وكان هو الفريضة وترك عاشوراء فمن شاء صامه ، ومن شاء تركه.
756- وبه ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ، ولاَ عمامة.
وقال البرقي قال لنا ابن كثير سحول قرية باليمن . وقال ابن وهب : هو قطن ليس بالجيد.(1/565)
757- وبه قال : قلت لعائشة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وأنا يومئذ حديث السن أرأيت قول الله عَزَّ وجَلَّ {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت ، أَو اعتمر غلا جناح عليه أن يطوف بهما} فما أرى على أحد بأسا لا يطوف بهما . قالت عائشة رضي الله عنها : كلا لو كان كما تقول كانت لا جناح عليه ألا تطوف بهما إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار وكانوا يهلون لمناة وكانت مناة حذو قديد وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن ذلك فأنزل الله عَزَّ وجَلَّ : {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت ، أَو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}.
قال ابن وهب : مناة حجر كان يعبد في الجاهلية بالمشلل وهو الجبل الذي بنحدر منه إلى قديد.(1/567)
658- وبهِ ؛ أَن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ذكر صفية ابنة حيي فقيل : أنها قد حاضت فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لعلها حابستنا فقالوا : يَا رسولَ الله إنها قد أفاضت قال : فلا إذا.
759- وبهِ ؛ أَن رجلا قال للنبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت أفأتصدق عنها ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم فتصدق عنها.
قال أبو الطاهر : افتلت : اختلست . وقال أبو عبيد : ماتت فجأة لم تمرض فتوصي.(1/567)
860- وبه أنها قالت : جاء عمي من الرضاعة فاستأذن فأبيت أن آذن له حتى أسأل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فجاء رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فسألته عن ذلك فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إنه عمك فأذني له قالت : فقلت : يَا رسولَ الله إنما أرضعتني المرأة ولم يرضعني الرجل فقال : إنه عمك فليلج عليك . قالت عائشة رضي الله عنها : ذلك بعد أن ضرب علينا الحجاب . وقالت : يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة.(1/568)
761- أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أي الرقاب أفضل ؟ قال : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها.
هذا في "المُوَطأ" عند أبي مصعب ويحيى بن يحيى الأندلسي ، ولاَ أعلمه عند غيرهما والله أعلم.(1/568)
762- أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك وأخبرنا أبو محمد بن رشيق واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة رضي الله عنها أنها قالت جاءتني بريرة فقالت إني كاتبت أهلي على سبع أواق في كل عام أوقية فأعينني فقالت عائشة إن أحب أهلك أن أعدها لهم عدة ويكون ولاؤك لي فعلت فذهبت بريرة إلى أهلها . فقالت لهم ذلك عدة ويكون ولاؤك لي فعلت فذهبت بريرة إلى أهلها . فقالت لهم ذلك فأبوا عليها فأتت من عند أهلها ورسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم جالس فقالت : إني قد عرضت عليهم ذلك فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم فسمع بذلك رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فسألها فأخبرته عائشة رضي الله عنها فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق . ففعلت عائشة ثم قام رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله عَزَّ وجَلَّ ؟ ما كان من شرط ليس في كتاب الله عَزَّ وجَلَّ فهو باطل وإن كان مِئَة شرط قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق.
ليس هذا عند القَعْنَبِيّ.
حبيب ؛ قال مالكٌ : الذي يقع في نفسي أنها قالت : قد عجزت فلذلك اشترتها عائشة رحمها الله.(1/569)
763- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي ، قَال : حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ عن مالك وأخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحي ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك وأخبرنا أبو محمد بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : لما قدم رسول الله صلى الله عليه المدينة وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما قالت فدخلت عليهما فقلت يَا أبه كيف تجدك ؟ ويا بلال كيف تجدك ؟ فقالت : فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول :
كل امرىء مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلع عليه يرفع عقيرته فيقول :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل ,(1/570)
قالت عائشة رضي الله عنها : فجئت رسول الله صلى الله عليه فأخبرته فقال : اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة ، أَو اشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها فاجعله بالجحفة.
لفظ القَعْنَبِيّ وأبي مصعب وقال القَعْنَبِيّ فاجعله وزاد أبو مصعب قال مالك قال يحيى بن سعيد قالت عائشة : وكان ابن فهيرة يقول :
قد رأيت الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه
هذه الزيادة عند مَعْن ، وَابن بكير وأبي مصعب ، وَابن المبارك الصوري ومصعب الزبيري ويحيى بن يحيى الأندلسي وليست عند ابن وهب ، ولاَ القَعْنَبِيّ ، ولاَ ابن القاسم ، ولاَ ابن عفير.
حبيب ؛ قال مالكٌ : عقيرته صورته بواد قال فج إذخر وجليل قال كلأ يكون بمكة وشامة وطفيل قال : جبلان بمكة وجدة.
وقيل إن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم رأى في منامه سوداء كانت رديفته فلما انتهى إلى الجحفة نزلت فأولها الحمى فكانت سبب قوله : فاجعلها بالجحفة.(1/570)
764- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن عَمْرو بن السرح ، قَال : أَخْبَرنا ابن وهب ، قال : حَدَّثَنا سعيد بن عبد الرحمن ومالك ، عَن ابن عروة ، يَعني هشاما ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إنما الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء.
هذا حديث مرسل في "المُوَطأ" غير مَعْن فإنه أسنده وقال فيه : ، عَن عائِشَة دون غيره والله أعلم.(1/571)
765- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروى ، عَن أَبِيه أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا يخرج أحد من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله خيرا منه.
هذا حديث مرسل في "المُوَطأ" غير مَعْن فإنه أسنده وقال فيه : ، عَن عائِشَة دون غيره والله أعلم.(1/572)
766- أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك وأخبرنا أبو محمد بن رشيق - واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : لما كان مرض رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ذكر بعض نسائه كنيسه رأينها بأرض الحبشة وكانت أم سلمة وأم حبيب قد أتتا أرض الحبشة فذكرن كنيسه رأينها بأرض الحبشة يقال لها : مارية فذكرن من حسنها وتصاوير فيها فرفع رسول الله صلى الله عليه
وسلم رأسه فقال : إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبر مسجدا ثم صوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله.
هذا في "المُوَطأ" عند مَعْن ، وَابن بكير وأبي مصعب ، وَابن برد ، وَابن المبارك الصوري ومصعب الزبيري وليس عند ابن وهب ، ولاَ ابن القاسم ، ولاَ القَعْنَبِيّ ، ولاَ ابن عفير ، ولاَ يحيى بن يحيى الأندلسي.(1/572)
هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن حمران بن أبان . مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه وعثمان بن عفان يكنى أبا عَمْرو وقيل : يكنى أبا محمد وقيل : يكنى أبا عبد الله وقتل رحمه الله سنة خمس وثلاثين وهو ابن تسعين سنة ، أَو ثمان وثمانين سنة وقيل : ثنتين وثمانين :
حديثًا واحدًا.
767- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن حمران بن أبان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه جلس على المقاعد فجاء المؤذن فآذنه بالصلاة فدعا بماء فتوضأ ثم قال : والله لأحدثكم بحديث لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه ثم قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : ما من امرىء يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر له ما بيته وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها.
قال أرى الآية : {أقم الصلام طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}
وفي رواية أبي مصعب : أن عثمان وفيها : قال مالك : أراه يريد هذه الآية.
حبيب ؛ قال مالكٌ : المقاعد : الدكاكين عند دار عثمان رحمه الله.(1/573)
هشام ، عَن أَبِيه ، عَن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
وتُوُفِّيَ عمر سنة ثلاث وثمانين.
768- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عمر بن أبي سلمة أنه رأى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في ثوب واحد في بيت أم سلمة واضعا طرفيه على عاتقيه.(1/574)
هشام ، عَن أَبِيه ، عَن عبد الله بن الأرقم بن هاشم بن عبد مناف وكان عبد الله كاتبا للنبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم :
حديثًا واحدًا.
769- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه أن عبد الله بن الأرقم كان يؤم أصحابه فحضرت الصلاة يوما فذهب لحاجه ثم رجع فقال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : غذا وجد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة.(1/575)
هشام ، عَن أَبِيه ، عَن عمر بن الخطاب :
حديثًا واحدًا.
770- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عَمْرو بن الخطاب قال وهو يطوف بالبيت للركن : إنما أنت حجر ولولا أني رأيت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قبلك لم أقبلك ثم قبله.
وهذا حديث مرسل.(1/575)
هشام ، عَن أَبِيه ، عَن أُسَامة بن زيد :
حديثًا واحدًا.
771- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ قَالَ : سُئِلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، وَأَنَا جَالِسٌ ، كَيْفَ كَانَ سَيْرُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، حِينَ دَفَعَ ؟ قَالَ : كَانَ يَسِيرُ الْعَنَقَ ، فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ.
قَالَ هِشَامٌ : وَالنَّصُّ فَوْقَ الْعَنَقِ.
وفي رواية أبي مصعب : "جالس معه" ، وفيها : "فُرجة" ، وفيها : "قال مالك : قال هشام".
وقال ابن القاسم ، وابن وهب ، والقعنبي ، نحوه.
وقال ابن بكير ، وابن عفير ، وأبو مصعب : "فُرجة".
وقال أبو عُبيد : "النص" : التحريك حتى يستخرج من الدابة أقصى سيرها.(1/576)
هشام ، عَن أَبِيه ، عَن المسور بن مخرمة ، يكنى أبا عبد الرحمن :
حديثًا واحدًا.
772- أخبرنا مؤمل بن يحيى ، قَال : حدثنا أحمد ، قَال : حدثنا يحيى ، قَال : حدثنا مالك (ح) وأخبرنا أبو محمد بن رشيق ، قَال : حدثنا محمد ، قَال : حدثنا أبو مصعب ، قَال : حدثنا مَالِكٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ؛ أَنَّ سُبَيْعَةَ الأََسْلَمِيَّةَ نُفِسَتْ بَعْدَ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَتْهُ أَنْ تَنْكِحَ ، فَأَذِنَ لَهَا فَنَكَحَتْ.
لفظهما سواء ، ليس عند القعنبي.(1/576)
هشام ، عَن أَبِيه ، عَن عبد الله بن الزبير :
حديثًا واحدًا.
773- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ، ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعملون ثم تفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ، ومن أطاعهم والمدينة خير لهم ولو كانوا ييعلمون ثم تفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ، ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون.
حبيب ؛ قال مالكٌ : يبسون يسيرون وقرأ {وبست الجبال بسا} أي سارت.
ابن القاسم قال مالك يبسون يدعون.
وقال ابن وهب يزينون لهم الخروج من المدينة وقيل : يزجرون دوابهم.(1/577)
هشام ، عَن أَبِيه ، عَن عبد الله بن عَمْرو بن العاص :
حديثًا واحدًا.
774- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا علي بن محمد بن علي ، قال : حَدَّثَنا إسحاق بن عيسى ، قال : حَدَّثَنا مالك وأخبرنا الحسين بن عبد الله العثماني قال أحمد بن زبان ، قَال : أَخْبَرنا الحارث ، قَال : أَخْبَرنا ابن وهب ، قَال : أَخْبَرنا مالك عن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن عبد الله بن عَمْرو العاص ، قال : سَمِعتُ رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : إن الله لا ينزع العلم انتزاعا من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء فإذا ذهب العلماء اتخذ الناس رؤُوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.
هذا عند مَعْن ، وَابن برد دون غيرهما والله أعلم . وفي رواية مَعْن : حتى إذا لم يبق عالم.(1/578)
هشام ، عَن أَبِيه ، عَن صاحب هدي النب صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ناجية الخزاعي :
حديثًا واحدًا.
775- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قَال : حَدَّثَنَا علي ، قَال : حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه أن صاحب هدي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : يَا رسولَ الله كيف أصنع بما عطب من الهدي ؟ فقال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : كل بدنة عطبت من الهدي فأنحرها وألق قلائدها في دمها ثم خل بين الناس وبينهما يأكلوها.
وهذا حديث مرسل .(1/579)
هشام ، عَن أَبِيه : أن مخنثا كان عند أم سلمة :
حديثًا واحدًا.
776- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه أن مخنثا كان عند أم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال لعبد الله بن أمية ورسول الله يسمع : يَا عبدَ الله إن فتح الله لكم الطائف غدا فأنا أدلكم على ابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لا يدخل هؤلاء عليكم.
وهذا ايضا حديث مرسل.
حبيب ؛ قال مالكٌ : يعني العكن هن أربع في البطن فإذا أدبرت كانت الظهر ثمانيا من قبل الجنبين لأن العكن لا ينكس في الظهر.
وقال ابن وهب : إذا أقبلت لا يرى إلا جدها وملوسة بطنها وإذا أدبرت تبين مكانها من كلي الجانبين.
وقيل : إن عبد الله بن أبي أمية أخو أم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم لأبيها وأمه عاتكة عمة رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم واستشهد يوم الطائف مع النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.(1/579)
هشام ، عَن أَبِيه ، عَن زينب بنت أبي سلمة :
حديثين.
777- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا عتبة بن عبد الله عن مالك بن أنس عن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن زينب بنت أبي سلمة ، عَن أُم سلمة أنها قالت : جاءت أم سلمة ابنه ملحان امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقالت : إن الله لا يستحي من الحق هل على المرأة غسل إذا احتلمت ؟ قال : نعم إذا رأت الماء.
هذا حديث مرسل عند القَعْنَبِيّ لم يذكر فيه أم سلمة رضي الله عنها.(1/580)
778- أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك وأخبرنا أبو محمد بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا محمد بن رزيق ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن هشام بن عروة ، عَن أَبِيه ، عَن زينب بنت أبي سلمة ، عَن أُم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذ منه شيئا فغنما أقطع له قطعة من النار.
وهذا أيضا مرسل عند القَعْنَبِيّ لم يذكر فيه أم سلمة رضي الله عنها.
قال أبو عبيد ألحن بحجته يعني أفطن لها وأجدل وقوله عليه السلام : فإنما أقطع له قطعة من النار أنه لا يحل للمقضي له حرام بأن قضى له القاضي بذلك.(1/580)
هشام عن امرأته فاطمة بنت المنذر.
ثلاثة أحاديث.
779- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت : سألت امرأة رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقالت : يَا رسولَ الله أرأيت إحدانا إذا أصاب ثوبها الدم من الحيضة كيف تصنع ؟ قال : إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة فتلقرضه ثم لتنضحه بالماء ثم لتصل.
وفي رواية أبي مصعب : ثم لتصل فيه.
قال أبو عبيد فلتقرضه : يقول بالماء وكل مقطع فهو مقرض يقال للمرأة قد قرضت العجين : إذا قطعته تبسطه.(1/581)
780- وبهِ ؛ عَن أسماء ابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنها أنها قالت أتيت عائشة رضي الله عنها حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام يصلون وإذا هي قائمة فقلت : ما شأن الناس فأشارت بيدها إلى السماء فقالت سُبْحَانَ الله فَقُلْتُ آيَةٌ ؟ فَأَشَارَتْ أَنْ نَعَمْ قَالَتْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلاَّنِي الْغَشْيُ وَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي الْمَاءَ فَحَمِدَ الله رَسُولُ الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِى هَذَا حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ- لاَ أَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ- يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ لَهُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُل؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوِ الْمُوقِنُ- لاَ أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ- فَيَقُولُ هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا فَيُقَالُ: لَهُ نَمْ صَالِحًا قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُؤْمِنًا. وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوِ الْمُرْتَابُ- لاَ أَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ- فَيَقُولُ لاَ أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ.
وفي رواية أبي مصعب : فقلته.(1/582)
781- وبهِ ؛ أَن أسماء ابنة أبي بكر رضي الله عنها كانت إذا أتيت بالمرأة قد حمت تدعو لها أخذت الماء فصبه بينها وبين جيبها وقالت : إن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يأمرنا نبردها بالماء.
وفيرواية أبي مصعب : أن بردها.
وقوله بينهما وبين جيبها : أي بين طوقها وجسدها حتى يصل الماء غلى جسدها.(1/583)
هشام عن عباد بن عبد الله :
حديثًا واحدًا.
782- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عَن عائِشَة رضي الله عنها : أنها أخبرته أنها سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قبل أن يموت وهو مسند إلى صدرها وأصغت إليه وهو يقول : اللهم ارحمني واغفر لي وألحقني بالرفيق.
قوله عليه السلام : بالرفيق : أي بأعلى الجنة.(1/583)
باب الواو
- مَا رَوَى مالك عن وهب بن كيسان مولى آل الزبير توفي سنة سبع وعشرين ومِئَة :
حديثًا واحدًا.
قال يَحْيَى بن مَعِين : : قد رأى وهب بن كيسان سعدا.
ذكر فضله رحمه الله :
783- أخبرنا الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن مروان ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم بن داريل ، قال : حَدَّثَنا ابن أبي أويس قال قال مالك كان وهب بن كيسان يقعد إلينا ثم لا يقول أبدا حتى يقول لنا إنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أوله قلت له : يريد ماذا ؟ قال يريد التقى.(1/584)
784- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قَال : حَدَّثَنَا علي ، قَال : حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله قال : بعث رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم بعثا قبل الساحل وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهو ثلاث مِئَة قال وأنا فيهم قال فخرجان حتى إذا كنا ببعض الطريق فنى الزاد فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع ذلك كله فكان مزودي تمر وكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فنى فلم يكن نصيبنا إلا تمرة تمرة فقلت : وما تغني تمرة ؟ قال : لقد وجدنا فقدها حين فنيت قال : ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظرب فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة ثم أمر عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا ثم أمر براحلة فرحلت ثم مرت تحتهما ولم تصبهما.
وفي رواية أبي مصعب : قال جابر : وأنا فيهم.
حبيب ؛ قال مالكٌ : مثل الظري مثل الجبل.(1/584)
- ما رَوَى ، عَن مَالِكٍ ، عَن الوليد بن عبيد الله بن صياد :
حديثًا واحدًا.
785- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن الوليد بن عبد الله بن صياد أن المطلب بن عبد الله بن حنطب أخبره : أن رجلا سأل بن عبد الله بن صياد أن المطلب بن عبد الله بن حنطب أخبره : أن رجلا سأل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ما الغيبة ؟ قال : أن تذكر من المرء ما يكره أن يسمع قال : يَا رسولَ الله وإن قلت حقا ؟ قال : إذا قلت باطلا فذلك البهتان.
وهذا عند القَعْنَبِيّ خارج "المُوَطأ" وهو حديث مرسل.(1/585)
باب الياء
- مَا رَوَى مالك عن أبي سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن أبي قيس بن فهد بن خالد ويقال : ابن عَمْرو بن قيس بن عبد ويقال : ابن عَمْرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن يزيد بن ثعلبة بن مالك النجار توفي سنة ثلاث وأربعين ومِئَة وقيل سنة اثنتين وأربعين ببغداد وهو قاضيها وقال النسائي قاضي المدينة ثقة مأمون وقال هاشم بن عروة حدثني الرضي الأمين على ما يغيب عليه يحيى بن سعيد . وقال أيوب : ما تركت بها أفقه من يحيى بن سعيد : تسعة وثلاثون حديثا.
ذكر فضله رحمه الله :
876- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر يعني الفريابي ، قال : حَدَّثَنا أحمد بن عيسى ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن وهب قال قال مالك سمعت يحيى بن سعيد يقول لأن أكون كلما كنت أسمع أحب إلي من يكون لي مثل مالي.(1/586)
787- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا جعفر ، قال : حَدَّثَنا محمد بن إسماعيل ، قال : حَدَّثَنا عبد العزيز يعني ابن عبد الله الأويسي ، قال : حَدَّثَنا مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال لإنسان وكان ذلك الإنسان يكثر الكلام إما أن تحسن مجالستنا وإما أن تقوم عنا.(1/587)
788- وأخبرنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن موسى الأزدي ، قال : حَدَّثَنا بكر بن سهل الدمياطي ، قَال : حَدَّثَنَا أبو صالح عبد الله بن صالح قال قال الليث قال يحيى بن سعيد ولم يكن بدون أفاضل العلماء في زمانه فرحمه الله وغفر له وجعل الجنة مصيره.(1/587)
يحيى بن سَعِيد ، عَن سَعِيد بن المُسَيَّبِ :
حديثًا واحدًا.
789- أخبرنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سعيد أنه سمع سَعِيد بن المُسَيَّبِ يقول : لما صدر عمر بن الخطاب من منى أناخ بالأبطح ثم كوم كومة من بطحاء مكة ثم طرح عليها رداءه ثم استلقى ومد يديه إلى السماء فقال : اللهم كبر سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ، ولاَ مفرط ثم قدم المدينة فخطب الناس فقال : أيها الناس قد سنت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض وتركتم على الواضحه إلا أن تضلوا بالناس يمينا وشمالا وصفق بإحدى يديه على الأخرى وقال : إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم أن يقول قائل : لا نجد حدين في كتاب الله وقد رجم رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ورجمنا والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله لكتبتها : الشيخ والشيخة فارجموها البتة قد قرآناها.
قال مالك فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل عمر بن الخطاب رضوان الله عليه.
وفي رواية أبي مصعب : ثم قدم المدينة في عقب ذي الحجة وقال مالك : قال يحيى بن سعيد قال سَعِيد بن المُسَيَّبِ فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل عمر رضي الله عنه.
قال مالك : يريد عمر بن الخطاب بالشيخ والشيخة : الثيب من الرجال والثيبة من النساء وفي رواية ابن القاسم : ورجمنا بعده.(1/587)
يحيى عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة سبعة أحاديث.
790- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : حَدَّثَنَا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سَعِيد ، عَن عمرة ، عَن عائِشَة رضي الله عنها أنها قالت : إن كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ليصلي الصبح فتنصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس.
وقال البرقي أخبرنا أبو زيد ، عَن ابن وهب قال المرط كساء من صوف.(1/588)
791- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سَعِيد ، عَن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته ، عَن عائِشَة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أنها قالت : لو أدرك رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعه نساء بني إسرائيل قال فقلت لعمرة : أَو منعة نساء بني إسرائيل ؟ قالت : نعم.(1/589)
792- وبهِ ؛ عَن عائشة رضي الله عنها : أن يهودية جاءت تسألها فقالت أعاذك الله من عذاب القبر فقالت عائشة يَا رسولَ الله أيعذب الناس في قبورهم ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عائذا بالله من ذلك ثم ركب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ذات غداة مركبا فخسفت الشمس فرجع ضحى فمر بين ظهراني الحجر فقام وقام الناس وراءه قياما طويلا ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فسجد ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع ثم قام قياما كويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول فسجد وانصرف فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ما شاء الله أن يقول : ثم أمرهم أن يتعوذوا بالله من عذاب القبر.(1/589)
793- وبه أنها سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : خرجنا مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم لخمس ليال بقين من ذي الحجة ، ولاَ ترى إلا أنه الحج فلما دنونا من مكة أمر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم من لم يكن معه هدي إذا طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة أن يحل قالت عائشة رضي الله عنها فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر : ماهذا ؟ فقالوا : نحر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن أزواجه.
قال يحيى : فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد فقال أتتك والله بالحديث على وجهه.(1/590)
694- وبهِ ؛ عَن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري أنها أخبرته عن حبيبة بنت سهل الأنصاري أنها كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس ، وَأَن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم خرج إلى الصبح فوجد حبيبة بنت سهل عند بابه في الغلس فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : من هذه ؟ قالت : أنا حبيبة بنت سهل فقال : ما شأنك ؟ قالت : لا أنا ، ولاَ ثابت بن قيس لزوجها فلما جاء زوجها ثابت بن قيس قال له رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : هذه حبيبة بنت سهل قد ذكرت ما شاء الله أن تذكر وقالت حبيبة : يَا رسولَ الله كل ما أعطاني عندي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : خذ منها فأخذ منها وجلست في أهلها.(1/590)
795- أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَني يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك وأخبرنا أبو محمد بن رشيق واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن يحيى بن سَعِيد ، عَن عمرة بنت عبد الرحمن أن بريرة جاءت تستعين عائشة رضي الله عنها فقالت لها عائشة : إن أحب أهلك أصب لهم ثمنك صبة واحدة وأعتقك فعلت ويكون لي ولاؤك فذكرت ذلك بريرة لأهلها فقالوا لا إلا ان يكون ولاؤك لنا.
قال مالك وقال يحيى بن سعيد : فزعمت عمرة أن عائشة ذكرت ذلك لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : لا يمنعك ذلك فاشتريها فأعتقها فإنما الولاء لمن أعتق.
ليس هذا عند القَعْنَبِيّ.(1/591)
796- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سَعِيد ، عَن عمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قالت : ما طال علي وما نسيت : القطع في ربع دينار فصاعدا.
هذا حديث موقوف أدخله النسائي في المسند.(1/592)
يحيى ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن حديثين.
797- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سعيد ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال : سمعت أبا قتادة بن ربعي يقول سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ وليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضره إن شاء الله.
قال أبو سلمة غن كنت لأرى الرؤيا لهي أثقل علي من الجبل قال : فلما سمعت هذا الحديث فما كنت لأباليها.(1/592)
وفي رواية ابن القاسم : فما كنت أباليها وفي رواية ابن بكير : الصالحة من الله وقيل الحلم : الأمر الفظيع.
798- وبهِ ؛ عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع عائشة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم تقول : إن كان ليكون على الصوم فما أستطيع أن أقضيه حتى يأتي شعبان.
قال ابن القاسم : يشبه أن يكون هذا لحاجه النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم إليها لأنها قالت في حديث آخر : ما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان فلهذا أدخلناه في المسند وبالله التوفيق.
وهو حديث موقوف أدخله النسائي في المسند.
يحيى بن سعيد ، عَن عَبد الرحمن بن هرمز الأعرج :
حديثًا واحدًا.(1/593)
799- أخبرنا عبد الله بن جعفر ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى عن مالك وأخبرنا أبو محمد بن رشيق - واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا ابو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن يحيى بن سعيد ، عَن عَبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، عَن عَبد الله بن بحينة أنه قال : إن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قام من اثنتين من ظهر فلم يجلس فيهما فلما قضى صلاته سجد سجدتين ثم سلم بعد ذلك.(1/593)
يحيى ، عَن أبي صالح ذكوان السمان :
حديثًا واحدًا.
800- أخبرنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سعيد ، عَن أبي صالح السمان ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : والذي نفسي بيده لولا أن أشق على أمتي لأحببت ألا أتخلف خلف سرية خرجت في سبيل الله عَزَّ وجَلَّ ولكن لا أجد ما أحملهم عليه ، ولاَ يجدون ما يتحملون به فيخرجون ويشق عليهم أن يتخلفوا بعدي فوددت أني أقاتل في سبيل فأقتل ثم أحيا فأقتل ثم أحيا فأقتل.
وفي رواية أبي مصعب : عن سرية تخرج.(1/594)
يحيى ، عَن أبي الحباب سعيد بن يسار :
حديثين.
801- حَدَّثَنا إسماعيل بن يعقوب البغدادي ، قال : حَدَّثَنا إسماعيل بن إسحاق القاضي وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا علي ، قالا : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سعيد أنه سمع أبا الحباب بن سعيد بن يسار يقول : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد.
لفطهما سواء.(1/594)
802- أخبرنا حمزة بن محمد ، قَال : أَخْبَرنا إسحاق ، قال : حَدَّثَنا سعيد ، قَال : أَخْبَرنا زياد بن يونس عن مالك قال تأكل القرى قال تفتح القرى ويحمل إليها من القرى.
وقيل معناه الناس يسمونها يثرب وأنا سميتها المدينة وقيل من سماها يثرب كتبت عليه خطيئة وإنما نزل القرآن على ما كان يعرف الناس.(1/595)
803- أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك عن يحيى بن سَعِيد ، عَن سعيد بن يسار أبي الحباب ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من تصدق بصدقة من كسب طيب ، ولاَ يقبل الله إلا طيبا كأنما يضعها في كف الرحمن فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه ، أَو فصيله حتى يكون مثل الجبل.
هذا مرسل في "المُوَطأ" ليس فيه ، عَن أَبِي هُرَيرة إلا مَعْن ، وَابن بكير فإنهما أسناده فقالا فيه ، عَن أَبِي هُرَيرة والله أعلم.(1/595)
يحيى بن سَعِيد ، عَن عدي بن ثابت الأنصاري توفي سنة خمس عشرة ومِئَة :
حديثين.
804- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سَعِيد ، عَن عدي بن ثابت الأنصاري عن البراء بن عازب أنه قال : صليت مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم العتمة فقرأ فيها بالتين والزيتون.
البراء بن عازب يكنى أبا عمارة.
805- وبهِ ؛ عَن عدي بن ثابت الأنصاري ، عَن عَبد الله بن يزيد الخطمي أنا أبا أيوب أخبره أنه صلى مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعا.
مالك عن يحيى بن سَعِيد ، عَن سليمان بن يسار :
حديثًا واحدًا.(1/596)
806- أخبرنا أبو محمد بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن يحيى بن سَعِيد ، عَن سليمان بن يسار : أن عبد الله بن عباس وأبا سلمة بن عبد الرحمن اختلفا في المرأة تنفس بعد وفاة زوجها بليال فقال عبد الله : آخر الأجلين قال أبو سلمة : إذا نفست فقد حلت فجاء أبو هريرة فقال : أنا مع ابن أخي ، يَعني أبا سلمة - فبعثوا كريبا مولى ابن عباس إلى أم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يسألها عن ذلك فجاءهم فأخبرهم أنها قالت : ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بليال فذكرت ذلك لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال لها : قد حللت فانكحي.
وفي رواية ابن عفير ويحيى بن يحيى الأندلسي : من شئت.
هذا عند ابن وهب ، وَابن القاسم ، ومَعْن ، وَابن عفير وأبي مصعب ومصعب الزبيري ويحيى بن يحيى الأندلسي وليس عند القَعْنَبِيّ ، ولاَ ابن بكير.(1/597)
يحيى عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق :
حديثًا واحدًا.
807- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سَعِيد ، عَن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات أن سهل بن أبي حثمة الأنصاري حدثه أن صلاة الخوف : أن يقوم الإمام ومعه طائفة من أصحابه وطائفة مواجهه العدو فيركع الإمام ركعة ويسجد بالذين معه ثم يقوم فإذا استوى قائما ثبت وأتموا لأنفسهم الركعة الباقية ثم سلموا وانصرفوا والإمام قائم فكانوا وجاه العدو ثم يقبل الآخرون الذين لم يصلوا فيكبرون وراء الإمام فيركع بهم ويسجد ثم يسلم فيقومون فيركعون لأنفسهم الركعة الباقية ويسلمون.
هذا حديث موقوف.(1/597)
يحيى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري :
حديثًا واحدًا.
808- أخبرنا حمزة بن محمد ، قَال : أَخْبَرنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى وأخبرنا أبو محمد بن رشيق - واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن يحيى بن سَعِيد ، عَن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عَن عَبد الله بن أبي قتادة ، عَن أَبِيه أنه قال : جاء رجل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يَا رسولَ الله إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر أيكفر الله عني خطاياي ؟ فقال : نعم فلما أدبر الرجل ناداه ، أَو أمر به فنودي له فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : كيف قلت ؟ فأعاده فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم إلا الذين كذلك قال لي جبريل عليه السلام.
وفي رواية ابن بكير : أرأيت إن قتلت في سبيل الله . وفي رواية ابن القاسم : فأعاده عليه قوله.
وهذا عند مَعْن والقَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن سعيد المقبري لم يذكروا يحيى بن سعيد وعند غيرهم عن يحيى بن سعيد والله أعلم.(1/598)
يحيى عن عباد بن تميم المازني :
حديثًا واحدًا.
809- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سَعِيد ، عَن عباد بن تميم : أن عويمر بن أشقر ذبح ضحيته قبل أن يغدو يوم الأضحي فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فأمره أن يعود لضحية أخرى.
يحيى عن عبادة بن الصامت وعبادة بن الصامت يكنى أبا الوليد شَهِد بَدْرًا والعقبة وكان نقيبا توفي سنة أربع وثلاثين :
حديثًا واحدًا.(1/599)
810- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ قال حَدَّثَنا علي حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سعيد قال أخبرني عبادة بن الوليد ، عَن أَبِيه ، عَن عبادة بن الصامت قال بايعنا رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره وألا ننازع الأمر أهله ، وَأَن نقوم ، أَو نقول بالحق حيث كان لا نخاف في الله لومة لائم.
وفي رواية أبي مصعب : حيث ما كنا.(1/600)
يحيى ، عَن عَبد الله بن عامر :
حديثًا واحدًا.
811- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سعيد انه سمع عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول قالت عائشة رضي الله عنها بات رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أرقأ ذات ليلة ثم قال : ليت رجلا صالحا يحرسني الليلة إذا سمعنا صوت السلاح فقال : من هذا يَا رسولَ الله ؟ قال : أنا سعد بن أبي وفاص أنا أحرسك يَا رسولَ الله فنام رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حتى سمعت غطيطه.
ومعني أرقا : أي ساهرا.(1/600)
يحيى عن حمزة بن كثير بن أفلح :
حديثًا واحدًا.
812- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قَال : حَدَّثَنَا علي ، قال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سَعِيد ، عَن حمزة بن كثير بن أفلح ، عَن أبي عن أبي محمد مولى أبي قتادة ، عَن أبي قتادة أنه قال خرجنا مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة قال فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين قال : فاستدرت له حتى أتيته من ورائه فضربته بالسيف على حبل عاتقه فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركته الموت فأرسلني فلحقت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقلت : ما بال الناس ؟ فقال : أمر الله ثم إن الناس رجعوا وجلس رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه قال فقمت ثم قلت : من يشهد لي ؟ ثم جلست ثم قال : من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه قال : فقمت ثم قلت : من يشهد لي ؟ ثم جلست ,(1/601)
ثم قال ذلك الثالثة فقمت فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : ما بالك يَا أبا قتادة ؟ قال فقصصت عليه القصة فقال رجل من القوم : صدق يَا رسولَ الله وسلب ذلك القتيل عندي فأرضه منه فقال أبو بكر : لا هاء الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله وعن رسوله فيعطيك سلبه فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : صدق فأعطه إياه.
قال أبو قتادة : فأعطانيه فبعت الدرع فابتعت به مخرقا في بني سلمة فغنه لأول مال تأثلته في الإسلام.
وفي رواية أبي مصعب : على عاتقه قطعت منه الدرع وفيها : لا يعمد.
حبيب ؛ قال مالكٌ : مخرفا هو حائط من النخل تأثلته يقول : اعتقدته.
يحيى عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي توفي سنة عشرين ومِئَة أربعة أحاديث.(1/601)
813- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سَعِيد ، عَن محمد بن إبراهيم ، عَن أبي حازم التمار عن البياضي ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي ربه فلينظر ماذا يناجيه به ، ولاَ يجهر بعضكم على بعض بالقراءة.
حبيب ؛ قال مالكٌ : أبو حازم التمار اسمه يسار مولى قيس بن سعد بن عبادة والبياضي فروة بن عَمْرو الأنصاري وهو من بني بياضة.(1/602)
814- وبهِ ؛ عَن محمد بن إبراهيم ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عَن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : يخرج فيكم قوم يحقرون صلاتكم مع صلاتهم وأعمالكم مع أعمالهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مرور السهم من الرمية تنظر في الريش فلا ترى شيئا وتتمارى في الفوق.
وفي رواية أبي مصعب : وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم.
حبيب ؛ قال مالكٌ : يمرقون : لم يتعلقوا من الدين بشيء.
وقال ابن وهب : كما لم يتعلق السهم من الدم في الرمية حتى مرت ولم يتعلق في النصل ، ولاَ في القدح ، ولاَ في الريش من الدم . والفوق : رأس السهم الذي يوضع فيه الوتر يتمارى فيه هل أصابه من الدم شيء أم لا ؟.(1/602)
815- وبهِ ؛ عَن محمد بن إبراهيم بن الحارث أن عائشة قالت : كنت نائمة إلى جنب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ففقدته من الليل فلمسته بيدي فوضعت يدي على قدمه وهو ساجد يقول : أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
هذا حديث مرسل.
حبيب ؛ قال مالكٌ : لا أحصي ثناء عليك يقول : وإن اجتهدت في الثناء عليك فلن أحصي نعمك وثناك وإحسانك.(1/603)
816- وبه أنه قال : أخبرني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله عن عمير بن سلمة الضمري أنه أخبره البهزي أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم خرج يريد مكة وهو محرم حتى إذا كان بالروحاء إذا حمار وحش عقير فذكرت لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : دعوه فإنه يوشك أن يأتي صاحبه .. فجاء البهزي وهو صاحبه إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يَا رسولَ الله شأنكم بهذا الحمار فأمر رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أبا بكر رضي الله عنه فقسمه بين الرفاق ثم مضى حتى إذا كان بالثابة بين الرويثة والعرج إذا ظبي حاقف في ظل فيه سهم . فزعم أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أمر رجلا أن يقف عنده لا يريبه أحد من الناس حتى تجاوزوا.
وفي رواية أبي مصعب عن البهزي وفيها : حتى يجاوزوه.
قال ابن وهب الحاقف : الواقف في موضع المغارة في الجبل.(1/604)
وأخبرنا محمد بن أحمد الذهلي قال قال لنا موسى بن هارون : اتفق حماد بن زيد وهشيم وعلي بن مسهر فرووا هذا الحديث عن يحيى بن سَعِيد ، عَن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كما رواه يزيد بن الهاد وعبد ربه بن سعيد.
ورَواه جماعة عن يحيى بن سعيد فقالوا في إسناده : عن عمير بن سلمة عن رجل من بهز عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : قال موسى بن هارون : وليس الوهم فيه عندي من الجماعة الذين رووه عن يحيى فقالوا في إسناده عن البهزي لأن فيهم مالك بن أنس وغيره من الرفعاء ولكن يحيى بن سعيد كان أرى يرويه أحيانا فلا يقول فيه عن البهزي ويرويه أحيانا فيقول فيه عن البهزي . وكان هذا عند المشيخة الأول جائز يقولون : عن فلان وليس هو عن رواية قلان وإنما هو عن قصة فلان والصحيح عندنا أن هذا الحديث رواه عمير بن سلمة رضي الله تعالى عنه عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وليس بينه وبين النبي أحد.
وفي رواية ابن الهاد : بينا نحن نسير مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وفي حديث عبد ربه : فخرجنا مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فهذا شيء واضح أن عمير بن سلمة رضي الله تعالى عنه هو روى هذا الحديث عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ليس بينه وبين النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أحد.(1/605)
يحيى عن محمد بن يحيى بن حبان أربعة أحاديث.
817- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ حَدَّثَنا علي حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سَعِيد ، عَن محمد بن يحيى بن حَبَّان ، عَن ابن محيريز قال : إن رجلا من بني كنانة يدعى المخدجي سمع رجلا بالشام يدعى أبا محمد يقول : الوتر واجب قال المخدجي : فرحت إلى عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه فاعترضت له وهو رائح إلى المسجد فأخبرته بالذي قال أبو محمد . فقال عبادة رضي الله عنه كذب أبو محمد سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : خمس صلوات كتبهن الله عَزَّ وجَلَّ على العباد من جاء بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عَزَّ وجَلَّ عهد أن يدخله الجنة ، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله تبارك وتعالى عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة.
حبيب ؛ قال مالكٌ : المخدجي لقب وليس ينسب في شيء من قبائل العرب وقيل اسمه : رفيع.
وقيل إن أبا محمد مسعود وقيل سعد بن أوس من الأنصار من بني النجار وكان بدريا.(1/605)
818- وبهِ ؛ عَن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان ، عَن عَبد الله بن عمر كان يقول : إن أناسا يقولون إذا قعدت على حاجتك فلا تستقبل القبلة ، ولاَ بيت المقدس فقال عبد الله بن عمر : لقد رقيت على ظهر البيت فرأيت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم على لبنتين مستقبل بيت المقدس لحاجته وقال : لعلك من الذين يصلون على أوراكهم ؟ فقلت : لا أدري والله فقال قولا يعني به الذي يسجد لا يرتفع عن الأرض يسجد وهو لاصق بالأرض.(1/606)
819- وبهِ ؛ عَن محمد بن يحيى بن حبان ، عَن ابن أبي عمرة أن زيد بن خالد الجهني قال توفي رجل يوم خيبر وأنهم ذكروا لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فزعم أنه قال لهم : صلوا على صاحبكم فتغيرت وجوه الناس لذلك فزعم أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إن صاحبكم قد غل في سبيل الله ففتشنا متاعه فوجدنا خرزات من خرز يهود ما تساوي درهمين.
وفي رواية أبي مصعب : ففتحنا متاعه.
هكذا قال ابن القاسم ، ومَعْن ، وَابن بكير ، وَابن عفير وأبو مصعب ، عَن ابن أبي عمرة.
وقال ابن وهب والزبيري ، عَن أبي عمرة.(1/607)
820- وبهِ ؛ عَن محمد بن يحيى بن حبان : أن عبدا سرق وديا من حائط رجل وغرسه في حائط سيده فخرج صاحب الودي يلتمس ودية فوجده فاستعدى على العبد مروان بن الحكم - وهو يومئذ أمير - فسجن مروان العبد وأراد قطع يده فانطلق سيد العبد إلى رافع بن خديج فسأله عن ذلك ؟ فأخبره أنه سمع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : لا قطع في ثمر ، ولاَ كثر والكثر : هو الجمار فقال الرجل : إن مروان أخذ غلامي وهو يريد قطع يده وأنا أحب أن تمشي إليه فتخبره بالذي سمعت من رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فمشى معه رافع بن خديج حتى أتى مروان بن الحكم فقال : أخذت غلاما لهذا ؟ قال : نعم قال : فما أنت صانع به قال : أردت قطع يده فقال له رافع بن خديج : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : لا قطع في ثمر ، ولاَ كثر فأمر مروان بالعبد فأرسل.
هذا حديث مرسل.
يحيى عن بشير بن يسار مولى بني حارثة أربعة أحاديث.(1/607)
821- أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي ، قَال : أَخْبَرنا أبو خليفة ، عَن عَبد الله ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سَعِيد ، عَن بشير بن يسار أن سويد بن النعمان أخبره أنه خرج مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء من أدنى خيبر صلى العصر ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق . فأمر به رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فثري فأكل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وأكلنا معه ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا ثم صلى ولم يتوضأ.
وفي رواية أبي مصعب : وهي من أدنى خيبر نزل فصلى.
وقوله : فثرى أي بل بالماء.(1/608)
822- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سَعِيد ، عَن بشير بن يسار أن أبا بردة بن نيار ذبح قبل أن يذبح رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يوم الأضحى فزعم أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أمره أن يعود بضحية أخرى وقال ابو بردة لا أجد إلا جذعا فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : وإن لم تجد إلا جذعا فاذبحه.
وفي رواية أبي مصعب : ذبح ضحيته واسم أبي بردة : هانىء بن نيار وهو خال البراء بن عازب.
والجذع من الضأن ابن ستة أشهر وقيل ثمانية وقيل عشرة إلى سنة وأول سن يقع من كل البهائم فهو جذع والسن الثانية إذا وقعت فهو ثني والثالثة رباع فإذا استوت أسنانه فهو فادح ، ومن الإبل بازل ، ومن الغنم ضالع الذي قد كمل وانتهت سنة.(1/609)
823- وبهِ ؛ عَن بشير بن يسار أنه أخبره أن عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود خرجا إلى خيبر فتفرقا في حوائجهما فقتل عبد الله بن سهل فقدم محيصة فأتى هو وأخوه حويصة وعبد الرحمن بن سهل إلى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فذهب عبد الرحمن ليتكلم لمكانه من أخيه فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : كبر فتكلم حويصة ومحيصة فذكر شأن عبد الله بن سهل فقال لهم رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : تحلفون خمسين يمينا وتستحقون قاتلكم ، أَو صاحبكم ؟ فقالوا : يَا رسولَ الله لم نشهد ولم نحضر فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : فتبرئكم يهود بخمسين يمينا قالوا : يَا رسولَ الله كيف تقبل أيمان قوم كفار ؟.
قال مالك : قال يحيى : فزعم بشير أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عقله من عنده.
وفي رواية أبي مصعب : وعبد الرحمن بن سهل وهو أخو المقتول وفيها كبر كبر وفيها : وداه من عندي.
وهذا حديث مرسل.(1/609)
824- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام والحسن بن الخضر قالا : أخبرنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا يونس بن عبد الأعلى ، قَال : أَخْبَرنا ابن وهب قال أخبرني مالك عن يحيى بن سَعِيد ، عَن بشير بن يسار أن حصين بن محصن أخبره أن عمه له أتت النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم لحاجة له وأنه قال لها : أذات زوج أنت ؟ قالت : نعم فزعم أنه قال : كيف أنت له ؟ فقالت : ما آلوه إلا ما عجزت عنه قال : فانظري أين أنت منه فإنه جنتك ونارك.
هذا عند ابن عفير في "المُوَطأ" دون غيره والله أعلم.
يحيى عن واقد بن عَمْرو بن سعد بن معاذ ، حديثًا واحدًا .(1/610)
825- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَني مالك وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سَعِيد ، عَن واقد بن عَمْرو بن سعد بن معاذ الأنصاري عن نافع بن جبير بن مطعم عن مسعود بن الحكم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله قام في الجنائز ثم جلس بعد.
لفظ المكي.
وقال المدني : كان يقوم.
يحيى ، عَن أبي بكر بن محمد بن عَمْرو بن حزم توفي سنة عشرين ومِئَة :
حديثين.
وعمرو بن حزم جد أبي بكر بن محمد أجازة النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يوم الخندق.
وتُوُفِّيَ سنة ثلاث وخمسين.(1/611)
826- أخبرنا أحمد بن محمد المدني ، قال : حَدَّثَنا يونس ، قال : حَدَّثَنا ابن وهب قال أخبرني مالك وأَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سعيد ، عَن أبي بكر بن محمد بن عَمْرو بن حزم عن عمر بن عبد العزيز ، عَن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : أيما رجل أفلس فأدرك الرجل متاعه بعينه فهو أحق به من غيره.
لفظ المكي وقال المدني : ماله بعينه.(1/612)
827- أخبرنا أحمد بن محمد الإمام والحسن بن الخضر ، قالا : أَخْبَرَنا أحمد بن شعيب ، قَال : أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سعيد ، عَن أبي بكر بن محمد عن محمد عن عمرة ، عَن عائِشَة رضي الله عنها أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يورثه.
هذا عند مَعْن ومصعب الزبيري ، وَابن برد بهذا الإسناد دون غيرهم والله أعلم.(1/612)
يحيى ، عَن أبي قتادة الأنصاري :
حديثًا واحدًا.
828- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يحيى بن سعيد أن أبا قتادة الأنصاري قال لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إن لي جمة أفأرجلها ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم وأكرمها.
قال فكان ابو قتادة ربما دهنها في اليوم مرتين من أجل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم لما قال له : نعم وأكرمها.
هذا حديث مرسل .(1/613)
- ما رَوَى عن يونس بن يوسف بن حماس :
حديثًا واحدًا.
829- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يونس بن يوسف بن حماس عن عطاء بن يسار ، عَن أبي أيوب الأنصاري أنه وجد غلمانا قد ألجأوا ثعلبا إلى زاوية فطردهم عنه.
قال مالك : لا أعلم إلا أنه قال أفي حرم رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يصنع هذا ؟.(1/614)
- مَا رَوَى مالك عن يونس بن يونس وقيل يونس بن يوسف :
حديثًا واحدًا.
ذكر فضله رحمة الله :
830- أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن علي بن شعبان ، قال : حَدَّثَنا أُسَامة بن علي ، قال : حَدَّثَنا أبي ، قال : حَدَّثَنا عبد الرحمن بن الحكم ، قال : حَدَّثَنا عاصم بن أبي بكر الزُّهْرِي ، قال : سَمِعتُ مالك بن أنس يقول كان يونس بن يوسف ، أَو يوسف بن يونس - شك عبد الرحمن - من عباد الناس فراح إلى المسجد ذات يوم فلقيه امرأة فوقع من نفسه منها شيء فقال : اللهم إنك خلقت لي بصري نعمة وقد خشيت أن يكون علي نقمة فاقبضه إليك فكان يروح إلى المسجد يقوده ابن أخ له فإذا استقبل به الأسطوانة اشتغل يلعب مع الصبيان فإذا نابته حصبة فأقبل إليه فبينما هو يصلي ذات يوم ضحوة إذ حس في بطنة شيئا فهب ابن أخيه فاشتغل مع الصبيان يلعب ولم يأته فلما خاف على نفسه قال : اللهم إنك خلقت لي بصري نعمة وخشيت أن يكون علي نقمة فسألتك فقبضته اللهم إني خشيت الفضيحة قال : فانصرف إلى منزله وهو يبصر قال فرأيته أعمى ورأيته بصيرا.(1/614)
831- أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك عن يوسف بن يونس وأخبرنا حمزة بن محمد ، قال : حَدَّثَنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حَدَّثَنا سعيد بن أبي مريم ، قَال : أَخْبَرنا مالك ، قال : حَدَّثَني يوسف بن يونس بن حماس وأخبرنا أبو محمد بن رشيق ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن يونس بن يوسف بن حماس عن عمه ، عَن أَبِي هُرَيرة قال : لتتركن المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الكلب والذئب فيغذى على بعض سواري المسجد ، أَو على المنبر قالوا : أيا رسول الله فلمن تكون الثمار ذلك الزمان؟ قال : للعوافي : الطير والسباع.
قال مَعْن ، وَابن يوسف وأبو مصعب : يونس بن يوسف وقال ابن وهب ، وَابن القاسم ، وَابن عفير ، وَابن بكير ، وَابن أبي مريم ، وَابن المبارك الصوري ، وَابن برد ومصعب الزبيري : يوسف بن يونس.
وقال القَعْنَبِيّ عن مالك أنه بلغه ، عَن أَبِي هُرَيرة.
وقال البرقي قال لنا ابن بكير فيغذي يبول والعوافي التي تعفو أي تأتيه.(1/615)
- ما رَوَى مالك عن يزيد بن زياد وهو من بني قريظة :
حديثًا واحدًا.
832- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال قال معاوية بن أبي سفيان وهو علي المنبر : يَا أيها الناس إنه لا مانع لما أعطى الله ، ولاَ معطي لما منع ، ولاَ ينفع ذا الجد منه الجد ، ومن يرد الله به خيرا يفقه في الدين ثم قال : سمعت هؤلاء الكلمات من رسول الله صلى الله عليه على هذه الأعواد.
قال البرقي : قال أبو عبيد الجد بالنصب وهو : الغنى والحظ في الرزق فمعناه لا ينفعه غناه إنما ينفعه بطاعته لقوله عَزَّ وجَلَّ : {لا ينفع مال ، ولاَ بنون} الآية.
وتوفي محمد بن كعب القرظي ويكنى أبا حمزة سنة سبع عشرة ومِئَة وقيل : عشرون ومِئَة وهو ابن ثمان وسبعين سنة.(1/616)
- ما رَوَى مالك عن يزيد بن خصيفة.
833- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يزيد بن حصيفة عن عروة بن الزبير أنه ، قال : سَمِعتُ عائشة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم تقول قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لا يصيب المؤمن مصيبة حتى الشوكة إلا قص بها ، أَو كفر بها من خطاياه لا يدري يزيد أيتهما قال عروة.
وفي رواية أبي مصعب : من مصيبة.
834- وبهِ ؛ عَن يزيد بن خصيفة أن عَمْرو بن عبد الله بن كعب السلمي اخبره أن نافع بن جبير مطعم أخبره عن عثمان بن أبي العاص أنه أتى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال عثمان : وبي وجع قد كاد يهلكني قال فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : امسحه بيمينك سبع مرات وقل أعود بعزة الله وقدرته من شر ما أجد قال : ففعلت ذلك فأذهب الله عني ما كان بي فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم.
وتوفي عثمان بن أبي العاص الثقفي - يكنى أبا عبد الله - سنة خمسين.(1/617)
835- وبهِ ؛ عَن يزيد بن خصيفة أن السائب بن يزيد أخبره أنه سمع سفيان بن أبي زهير وهو رجل من شنوءة وهو من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ، ولاَ ضرعا نقص من عمله كل يوم قيراط قلت : أنت سمعت هذا من رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ؟ قال : إي ورب هذا المسجد.(1/618)
- ما رَوَى عن يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي توفي سنة ثنتين وعشرين ومِئَة وقيل ثلاث وعشرين ومِئَة :
حديثًا واحدًا.
ذكر فضله رحمه الله :
836- أخبرنا أحمد بن محمد الذهلي ، قال : حَدَّثَنا جعفر يعني الفريابي ، قال : سَمِعتُ علي بن المديني يقول : يزيد بن قسيط ثقة ولو لم يكن ثقة لم يرو عنه مالك بن أنس.(1/619)
837- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أمه ، عَن عائِشَة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أمر أن يستمتع بجلود الميتة إذا دبغت.(1/619)
- مَا رَوَى مالك عن يزيد بن عبد الله بن شداد بن أُسَامة بن الهاد الليثي ويقال إنه الثقة عنده توفي بالأسكندرية سنة تسع وثلاثين ومِئَة وقيل : سنة سبع وثلاثين ومِئَة.
ثلاثة أحاديث.
838- أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا يحيى ، قال : حَدَّثَنا مالك وأخبرنا أبو محمد بن رشيق - واللفظ له ، قال : حَدَّثَنا محمد ، قال : حَدَّثَنا أبو مصعب ، قال : حَدَّثَنا مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عَن أَبِي هُرَيرة أنه قال خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة وحدثته عن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم فكان مما حدثته أن قلت قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : خير يوم طلعت الشمس فيه يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه مات وفيه تقوم وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تغيب الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه .(1/620)
قال كعب ذلك في كل سنة يوم فقال : بل في كل جمعة قال فقرأ كعب التوراة فقال صدق رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم.
قال أبو هريرة فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال : من أين أقبلت ؟ فقلت من الطور فقال : لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت إليه سمعت رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : لا تعمل المطي إلا إلى ثلاث مساجد إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيلياء ، أَو بيت المقدي شك أيهما قال.
قال أبو هريرة : ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار وما حدثته في يوم الجمعة فقلت له : قال كعب : ذلك في كل سنة يوم قال عبد الله بن سلام كذب كعب ثم قرأ كعب التوراة فقال : بل هي في كل جمعة فقال عبد الله بن سلام صدق كعب . ثم قال عبد الله بن سلام : قد علمت أي ساعة هي فقال أبو هريرة فقلت له : فأخبرني به ، ولاَ تضنن علي فقال عبد الله بن سلام : هي آخر ساعة في يوم الجمعة قال أبو هريرة فكيف تكون آخر ساعة(1/620)
في يوم الجمعة وقد قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي وتلك ساعة لا يصلي فيها فقال عبد الله بن سلام : ألم يقل رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي ؟ قال أبو هريرة : بلى قال فهو ذاك.
وفي رواية ابن بكير : فقلت نعم ثم قرأ كعب التوراة وفيها : وفيه تبت عليه وفيه مات وفيها : وفيه ساعة.
حبيب ؛ قال مالكٌ : مصيخة مستمعة مشفقة . وقيل : إن كعب الأحبار هو كعب بن ماتع أسلم زمن عمر رضي الله عنه توفي سنة أربع وثلاثين في زمن عثمان بن عفان الله عنه .(1/621)
839- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عَن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عَن أبي سعيد الخدري أنه قال : كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يعتكف العشر الأوسط من رمضان فاعتكف عاما حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج فيها من اعتكافه قال : من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر وقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها وقد رأيتني أسجد في صبحها في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر.
قال أبو سعيد فمطرت تلك الليلة وكان المسجد على عرش فوكف المسجد قال أبو سعيد فأبصرت عيناي رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين.(1/622)
840- وبهِ ؛ عَن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عَن أبي مرة مولى أم هانىء أنه دخل مع عبد الله بن عَمْرو بن العاص على أبيه عَمْرو بن العاص فقرب إليهما طعاما فقال : كل فقال : إني صائم فقال عَمْرو بن العاص : كل فهذه الأيام التي كان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يأمرنا بإفطارها وينهى عن صيامها.
قال مالك : وهي أيام التشريق
وفي رواية أبي مصعب : يأمرنا بفطرها وينهانا عن صيامها.
وعمرو بن العاص يكنى أبا عبد الله توفي عصر ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين ، وَابن تسعين سنة.(1/623)
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي روح يزيد بن رومان مولى الزبير توفي سنة ثلاثين ومِئَة :
حديثًا واحدًا.
841- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عمن صلى مع رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف : أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو فصلى بالطائفة التي معه ركعة ثم ثبت وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم.
وفي رواية أبي مصعب : الركعة التي بقيت.
وقيل : سميت ذات الرقاع لأنهم كانوا يمشون فتفطرت أقدامهم بالدماء فكانوا يشدون على أقدامهم الخرق.(1/623)
باب الكنى
من روى عنهم مالك بكناهم ولم يوقف لهم على اسم صحيح منهم أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب :
حديثًا واحدًا.
842- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي بكر بن عمر عن سعيد بن يسار أنه قال كنت أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة قال سعيد فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت ثم أدركته فقال عبد الله بن عمر : أين كنت ؟ فقلت : خشيت الصبح فأوترت فقال : أليس لك في رسول الله أسوة حسنة ؟ فقلت : بلى والله قال : فإن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كان يوتر على البعير.(1/625)
- مَا رَوَى مالك ، عَن أبي بكر بن نافع بن سرجس مولى عبد الله بن عمر توفي أبو بكر بن نافع سنة ثلاث وسبعين ومِئَة فيما يقال والله أعلم.
حَدِيثان.
قال يَحْيَى بن مَعِين : كانوا أخوة ثلاثة : أبو بكر وعمر وعبد الله قال أبو بكر بن نافع مولى ابن عمر ليس به بأس.
843- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن أبي بكر بن نافع ، عَن أَبِيه ، عَن صفية بنت أبي عبيد أنها أخبرته أن أم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قالت لرسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم حين ذكر الإزار فالمرأة يَا رسولَ الله ؟ قال : ترخي شبرا قالت أم سلمة رضي الله عنها : إذا ينكشف عنها قال : فذراعا لا تزيد عليه.
844- وبهِ ؛ عَن أبي بكر بن نافع ، عَن أَبِيه ، عَن عبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحى.
حبيب ؛ قال مالكٌ : الطر على الشفة وقال البرقي : يريد إحفاء الإطار والإطار : جوانب الفم المحدق بالفم في طرف الشارب.
وقال أبو عبيد قال الكسائي : تعفي توفي وتكثر.(1/626)
- مَا رَوَى مالك عن الثقة عنده يقال : إنه مخرمة بن بكير.
قال يَحْيَى بن مَعِين : مخرمة ثبت وقيل : توفي بكير بن عبد الله بن الأشج مولى المسور بن مخرمة ويكنى أبا المسور في زمن هشام.
حَدِيثان.
845- أخبرنا أحمد بن محمد المكي ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ ، عَن مَالِكٍ ، عَن الثقة عنده عن بكير بن عبد الله الأشج ، عَن عَبد الرحمن بن الحباب السلمي ، عَن أبي قتادة الأنصاري ان رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم نهى أن يشرب التمر والزبيب جميعا والزهو والرطب جميعا.
846- وبهِ ؛ عَن الثقة عنده عن بكير بن عبد الله الأشج عن بسر بن سعيد ، عَن أبي سعيد الخدري ، عَن أبي موسى أنه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : الاستئذان ثلاثا فإن أذنوا لك فادخل وإلا فارجع.(1/627)
باب
ما قال فيه مالك : أنه بلغة خمسة أحاديث.
847- أَخْبَرنا أَحمَد بن مُحَمَّد المَكِّيّ ، قال : حَدَّثَنا عَلِيٌّ ، قَال : حَدَّثَنا القَعْنَبِيّ عن مالك أنه بلغة عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عَن ابن عطبة يعني الأشجعي ، عَن أَبِي هُرَيرة ؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال : لا عدوى ، ولاَ هام ، ولاَ صفر ، ولاَ يحل الممرض على المصح وليحلل المصح حيث شاء قالوا : يَا رسولَ الله وما ذاك ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم : إنه ابن القاسم قال مالك : أراها الطيرة التي يقال لها الهامة والصفر : شهر صفر لأن أهل الجاهلية كانوا يحلون صفرين يحلونه عاما ويحرمونه عاما وقيل : لا يحل للمجذوم أن يأكل محله المصح معه ، ولاَ يترك عليه يؤذيه وإن كان لا يعدو فالأنفس تكره ذلك.
وقال أبو عبيد : معنى الأذي عندي المأثم.(1/628)
848- وبه أنه بلغه عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد مولى الحضرميين عن سعد بن أبي وقاص، عَن أبي خولة بنت حكيم أن رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال: من نزل منزلا فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لن يضره شيء حتى يرتحل.
وتوفي بسر بن سعيد مولى الحضرميين سنة مِئَة واستشهد يعقوب بن الأشج ويكنى أبا يوسف بأرض الروم سنة إحدى وعشرين ومِئَة.
849- وبه أنه بلغه عن عَمْرو بن شعيب، عَن أَبِيه، عَن جده أنه قال: نهى رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم عن بيع العربان.
850- وبه أنه بلغه عن جده مالك بن أبي عامر أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم: لا تبيعوا الدينار بالدنيا، ولاَ الدرهم بالدرهم.
851- وبه أنه بلغه، عَن أبي الحباب، عَن أَبِي هُرَيرة؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّم قال: ما يزال المؤمن يصاب في ولده وحامته حتى يلقى الله وليست له خطيئة.
حبيب؛ قال مالكٌ: حامته ابن عمه وخاصته من جلسائه.(1/629)