المطلع على أبوات المقنع تأليف الإمام عبدالله شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي (1/1)
الحمدلله
الحمد هو الثناء على الله تعالى بجميل صفاته وبينه وبين الشكر عموم وخصوص فعمومه أنه يكون لمسدي النعمة ولغيره وخصوصه أنه لا يكون إلا باللسان وعموم الشكر بأنه يكون بغير اللسان وخصوصه بأنه لا يكون إلا لمسدي النعمة قال الشاعر ... أفائدتكم النعماء مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحجبا ...
وقيل هما سواء
المحمود
يجوز رفعه ونصبه وجره وهو الوجه وكذلك ما بعده من الصفات
الموجد خلقه على غير مثال
أي مخلوقاته أنشأها من العدم على غير مثال لكمال قدرته
وذرات الرمال
الذرات واحدتها ذر وهي صغرى النمل ثم استعمل في الرمل تشبيها ويجوز أن يكون جمع ذرة وهي المرة من ذر بمعنى مذرورة
لا يعزب
بضم الزاي وكسرها أي لا يبعد ولا يغيب
وصلى الله
الصلاة من الله تعالى الرحمة ومن الملائكة الإستغفار ومن الآدمي التضرع والدعاء وقال أبو العالية صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء
على سيدنا
السيد هو الذي يفوق في الخير قومه قاله الزجاج وقيل التقى وقيل الحليم وقيل الذي لا يغلبه غضبه وجميع ذلك فيه صلى الله عليه و سلم (1/2)
محمد
سمى محمدا لكثرة خصاله المحمودة وهو علم منقول من التحميد مشتق من الحميد اسم الله تعالى
وقد أشار إليه حسان بن ثابت رضي الله عنه بقوله ... وشق له من إسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد ...
المصطفى
هو الخالص من الخلق وهو خير الخلائق كافة
وآله
الصواب جواز إضافته إلى المضمر خلافا لمن أنكر ذلك الآل يطلق بالإشتراك اللفظي على ثلاثة معان أحدها الجند والأتباع كقوله تعالى آل فرعون البقرة 50 أي أجناده وأتباعه والثاني النفس كقوله تعالى آل موسى وآل هارون البقرة 248 بمعنى أنفسهما والثالث أهل البيت خاصة وآله أتباعه على دينه وقيل بنو هاشم وبنوا الملطب وهو اختبار الشافعي وقيل آله أهله ولو قال في التشهد وعلى أهل محمد أجزأ في أحد الوجهين
بالغدو الآصال
الغدو نفس الفعل تقول غدا غدوا وغبر بالفعل عن الوقت والمراد به الغدوات كما تقول آتيك طلوع الشمس أي وقت طلوعها (1/3)
والآصال
الآصال جمع أصل والأصل جمع أصيل وهو ما بين العصر وغروب الشمس
وإيجازه
أي تقصيره يقال أوجز في الكلام إذا قصره فهو كلام موجز وموجز ووجز ووجيز كله عن الجوهري
وسطا بين القصير والطويل
أي متوسطا بينهما قال الواحدي الوسط اسم لما بين طرفي الشيء وأما اللفظ به وبما أشبهه في لفظه فقال المبرد محمد بن يزيد ما كان إسما فهو وسط محرك السين كقولك وسط رأسه صلب وما كان ظرفا فهو مسكن كقولك وسط رأسه دهن أي في وسطه وقال ثعلب ما اتحدت أجزاؤه ولم يتميز بعضه من بعض فهو وسط بتحريك السين نحو وسط الدار وما التقت أجزاؤه متجاورة فهو وسط كالعقد وحلقة الناس وقال الفراء الوسط المثقل إسم كقولك رأس وسط وربما خففت وليس بالوجه وجلس وسط القوم ولا تقل وسط لأنه في معنى بين وقال الجوهري كل موضع صلح فيه بين فهو وسط وما لم يصلح فيه بين فهو وسط بالتحريك وربما سكين وليس بالوجه قال الفراء قال يونس سمعت وسط ووسط
وحجمه
بمعنى ضخامته
وفهمه
بفتح الهاء وسكونها لغتان كلفس وفرس (1/4)
- كتاب الطهارة
الكتاب
مصدر سمي به المكتوب كالخلق بمعنى المخلوق يقال كتبت كتبا وكتابة والكتب الجمع يقال كتبت البغلة إذا جمعت بين سفري حيائها بحلقة أو سير لئلا ينزى عليها قال سالم بن دارة ... لا تمنن فزاريا خلوت به ... على قلوصك وأكتبها بأسيار ...
ومنه الكتيبة واحدة الكتائب وهو العسكر المجتمع تكتب تجمع وقيل هي العسكر الذي يجتمع فيه جميع ما يحتاج إليه للحرب ومنه كتبت الكتاب أي جمعت فيه الحروف والمعاني المحتاج إليها من شرح الحماسة
وهو الإصطلاح إسم لجنس من الأحكام ونحوها تشتمل على أنواع مختلفة كالطهارة مشتملة على المياه والوضوء والغسل والتيمم وإزالة النجاسة وغيرها وهو خبر مبتدأ محذوف أي هذا كتاب الطهارة أي الجامع لأحكامها
الطهارة
هي في اللغة النزاهة والنظافة عن الأقذار يقال طهرت المرأة من الحيض والرجل من الذنوب بفتح الهاء وضمها وكسرها وهي في الشرع رفع ما يمنع الصلاة وما في معناه من حدث أو نجاسة بالماء أو رفع حكمه بالتراب (1/5)
باب المياه
أي هذا باب المياه والباب معروف وقد يطلق على الصنف قال الجوهري وأبواب مبوبة كما يقال أصناف مصنفة والباب ما يدخل منه إلى المقصود ويتوصل به إلى الإطلاع عليه
المياه
هو جمع ماء وهمزته منقلبة عن هاء فأصله موه وجمعه في القلة أمواه وفي الكثرة مياه كجمل وأجمال وجمال وهو إسم جنس وإنما جمع لكثرة أنواعه
طهور
الطهور بفتح الطاء هو الطاهر في ذاته المطهر غيره كذا قال ثعلب والطهور بالضم المصدر وقد حكي فيهما الضم والفتح
بمكثه
يجوز فيه ضم الميم وكسرها وفتحها وهو مصدر مكث بفتح الكاف وضمها أي أقام
كالطحلب
يجوز فيه ضم اللام وفتحها وهو الأخضر الذي يخرج من أسفل الماء حتى يعلوه ويقال له العرمض بفتح العين المهملة والميم ويقال له أيضا ثور الماء
كالعود
المراد العود القماري بفتح القاف منسوب إلى قمار موضع ببلاد الهند
والكافور
هو المشهور من الطيب قال ابن دريد أحسبه ليس بعربي محض (1/6)
لقولهم قفور وقافور وقال أبو عمرو والفراء الكافور الطلع وقال الأصمعي وعاء طلع النخل فعلى هذا يطلق عليهما والمراد بما ذكره الفقهاء المشموم والمراد وقطع الكافور فإن كان مسحوقا سلب طهوريته لأنه يتغير بالمخالطة
يرفع الأحداث الأحداث جمع حدث وهو ما يوجب الوضوء والغسل أو كلا هما أو بدلهما قصدا واتفاقا كالحيض والنفاس والمجنون والمغمى عليه
ويزيل النجاس الأنجاس جمع نجس بفتح الجيم وكسرها وهو في اللغة المستقذر يقال نجس كعلم يعلم ونجس ينجس كشرف يشرف وهو في الأصطلاح كل عين حرم تناولها حلة الاختيار مع إمكانه لا لحرمتها ولا لا ستقذارها ولا لضررها في بدن أو عقل
فصل
الفصل هو الحجز بين الشيئين ومنه فصل الربيع لأنه يحجز بين الشتاء والصيف وهو في كتب العلم كذلك أنه يحجز بين أجناس المسائل وأنواعها
أو غمس يده
اليد أصلها يدي ولم تبن مع كونها على حرفين لكون الثالث يعود إليها في التنية والجمع كقوله يديان بيضاوان عند محرق وقوله تعالى غلت أيديهم المائدة 64 وأيديكم إلى المرافق المائدة 6 واليد حقيقة في اليد إلى المنكب ثم تستعمل في غير ذلك بقرينة ففي الوضوء (1/7)
خرج ما فوق المرفق بقوله إلى المرفق وفي السرقة إلى الكوع بقرينة قطعه صلى الله عليه و سلم من الكوع وكذا هنا المراد إلى الكوع فلو أدخل ما فوق ذلك في الماء لم يؤثر فيه شيئا وإدخال بعض اليد كإدخال جميعها في وجه ولها فروع لا يحتملها هذا المختصر
بولا أو عذرة
المراد بول الآدميين وعذرتهم
قلتين
واحدتهما قلة وهي الجرة سميت بذلك لأن الرجل العظيم يقلها بيديه أي يرفعها يقال قل الشيء وأقله إذا رفعه
خسمائة رطل
الرطل الذي يوزن به بكسر الراء ويجوز فتحها حكاهما يعقوب عن الكسائي وللعلماء في مقدار الرطل العراقي ثلاثة أقوال أصحها أنه مائة درهم وثمانية وعشرون درهما وأربعة أسباع درهم والثاني مائة وثمانية وعشرين والثالث مائة وثلاثون فالقلتان إذن بالرطل الدمشقي على القول الأول وعلى الرواية الأولى التي هي الصحيحة مائة رطل وسبعة أرطال وسبع رطل وعلى رواية أربعمائة تكون القلتان خمسة وثمانين رطلا وخمسة أسباع رطل
لم يتحر التحري طلب ما هو أحرى بالإستعمال في غالب ظنيه أي أحق ومنه قوله تعالى فأولئك تحروا رشدا الجن 10 أي توخوا وعمدوا كله عن الجوهري
توضأ من كل واحد
توضأ مهموز ويجو ترك همزه كلاهما عن الجوهري قال شيخنا ابن مالك رحمه الله في نظمه الأوجز توضيت لغة في توضأت (1/8)
باب الآنية
وهي جمع إناء كسقاء وأسقية وجمع الآنية الأواني
كالجوهر
قال أبو منصور الجوهر فارسي معرب وهو الذي يخرج من البحر وما يجري مجراه في النفاسة كالياقوت والزبر جد وواحدته جوهرة عن الجوهري
إلا آنية الذهب والفضة
الذهب والفضة معروفان وللذهب أسماء منها النضر النضير والنضار الزبرج والسيراء والزخرف والعسجد والعقيان والتبر غير مضروب وبعضهم يقوله للفضة وللفضة أسماء أيضا منها الفضة واللجين والنسيك والغرب ويطلقان على الذهب أيضا
والمضبب
هو الذي عمل فيه ضبة قال الجوهري هي حديدة عريضة يضبب بها الباب يريد والله أعلم أنها في الأصل كذلك ثم تستعمل من غير الحديد وفي غير الباب
كالسراويل
يقال سروان بالنون قال الأزهري وسمعت غير واحد من الأعراب يقول سروال وقال أبو حاتم السجستاني وسمعت من الأعراب من يقول شروال بالمعجمة وهو أعجمي مفرد ممنوع من الصرف وجها واحدا لشبهه بمفاعيل وقيل إنه جمع سروالة سمي به المفرد وينشد ... عليه من اللؤم سروالة (1/9)
وقيل إنه مصنوع لا حجة فيه
ولا يطهر جلد الميتة
قال الجوهري الموت ضد الحياة وقد مات يموت ويمات فهو ميت وميت قال الشاعر فجمعها ... ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء ...
والميتة ما لم تلحقها الذكاة آخر كلامه وكذلك يقال ميتة وميتة والخفيف أكثر قال الحافظ أبو الفرج وهي في الشعر إسم لكل حيوان خرجت روحه بغير ذكاة وقد يسمى المذبوح في بعض الأحوال ميتة حكما كذبيحة المرتد
بالدباغ
الدباغ دبغ الإهاب يدبغه ويدبغه ويدبغه دبغا ودباغا ودباغة والدباغ أيضا ما يدبغ به يقال الجلد في الدباغ وكذلك الدبغ والدبغة بكسرهما كله عن الجوهري
وإنفحتها
قال الجوهري وإلا نفحة بكسر الهمز وفتح الفاء مخففة كرش الحمل أو الجدي ما لم يأكل فإذا أكل فهو كرش عن أبي زيد وكذلك المنفحة بكسر الميم قال الراجز ... كم قد أكلت كبدا وإنفحة ... ثم ادخرت ألية مشرحة (1/10)
هذا آخر ما ذكر وفيها لغة ثالثة كسر الهمزة مع تشديد الحاء حكاها يعقوب ولغة رابعة فتح الهمزة مع تشديد الحاء أيضا حكاها أبو عمر الزاهد في شرح الفصيح ونقل ابن طلحة الأشبيلي خامسة بفتح الهمزة مخففا وسادسة منفحة بفتح الميم
وظفرها
بضم الفاء وسكونها
وشعرها
بفتح العين وسكونها عن يعقوب باب الإستنجاء
الإستنجاء
إزالة النجو وهو العذرة عن الجوهري وأكثر ما يستعمل في الإستنجاء بالماء وقد يستعمل في إزالتها بالحجارة وقيل هو من النجوة وهي ما ارتفع من الأرض كأنه يطلبها ليجلس تحتها قاله ابن قتيبة وقيل لارتفاعهم وتجافيهم عن الأرض وقيل من النجو وهو القشر والإزالة يقال نجوت العود إذا قشرته ونجوت الجلد عن الشاة وأجيته إذا سلخته وقيل أصل الإستنجاء نزع الشيء من موضعه وخليصه ومنه نجوت الرطب واستجيته إذا جنيته وقيل هو من النجو وهو القطع يقال نجوت الشجرة وأنجيتها واستنجيتها إذا قطعتها فكأنه قطع الأذى عنه بإستعمال الماء
دخول الخلاء
الخلاء ممدودا المكان الذي تقضي فيه الحاجة عن الجوهري وسمي بذلك لأنه يتخلى فيه أي ينفرد وقال أبو عبيد يقال لموضع الغائط الخلاء والمذهب والمرفق والمرحاض ويقال له أيضا الكنيف للإستشار فيه وكل ما ستر من بناء وغيره فهو كنيف
الخبث والخبائث
الخبث بضم الخاء والباء وهو جمع خبيث كرغيف ورغف وهو مشكل من جهة أن فعيلا إذا كان صفة لا يجمع على فعل (1/11)
كنحو كريم وبخيل وهو الذكر من الشياطين والخبائث جمع خبيثة وهي الأنثى منهم استعاذ من ذكران الشياطين وإناثهم كذا فسره غير واحد من متأخري أهل الغريب ويرى الخبث بسكون الباء وحينئذ يحتمل أن يكون مخففا منه كقولهم في كتب ورسل كتب ورسل وقالو أبو عبيد الخبث بسكون الباء الشر والخبائث الشياطين وقيل الخبث الكفر والخبائث الشياطين عن ابن الأنباري
وقيل الخبث الشيطان والخبائث المعاصي
الرجس النجس
قال الجوهري الرجس القذر والنجس إسم فاعل من نجس ينجس فهو نجس كفرح يفرح فهو فرح قال الفراء إذا قالوه مع الرجس أتبوه إياه فقالوا رجس نجس يعني بكسر النون وسكون الجيم وهو من عطف الاص على العام فإن الرجس النجس الشيطان الرجيم قد دخل في الخبث والخبائث لأن المراد بهم الشياطين والله أعلم
غفرانك
منصوب على أنه مفعول به أي أسألك غفرانك أي أغفرلي تقصيري في شكر ما أنعمت به علي من الرزق ولدته وإساغته والإنتفاع به وتسهيل خروجه وقيل من ترك الذكر مدة التخلي ويجوز أن يكون منصوبا على المصدر أي اغفر غفرانك
وإن كان في الفضاء
الفضاء هو الساحة وما اتسع من الأرض يقال أفضيف إذا خرجت إلى الفضاء كله عن الجوهري
وارتاد مكانا رخوا
أي طلب مكانا دمثا لينا لئلا يرتد عليه بوله ورخوا بكسر الراء وفتحها أي هشا
في شق ولا سراب
الشق بفتح الشين واحد الشقوق والسرب بفتح السين والراء قال الجوهري بيت في الأرض يقال انسرب الوحش في سربه والثعلب في جحره (1/12)
ولا طريق
الطريق السبيل تذكر وتؤنث وجمعه أطرقة وطرق كله عن الجوهري
من أصل ذكره إلى رأسه
قال أبو عبدالله السامري هو الدرز الذي تحت الأنتيين من حلقة الدبر
ثم ينتره ثلاثا
ثلاثا عائد إلى مسحه ونتره يمسحه ثلاثا وينتره ثلاثا صرح بذلك أبو الخطاب في الهداية
ثم يستجمر
قال الجوهري الإستجمار الإستنجاء بالأحجار قال ابن الأنباري الجمار عند العرب الحجارة الصغار وبه سميت جمار مكة
ويجزئه أحدهما ونحو ذلك
كله بضم أوله مهموز الآخر أي يخرجه عن العهدة قال الجوهري وأجزأني الشيء كفاني
فإن لم ينق بها
النقاء النظافة يجوز ضم الياء وكسر القاف ويكون الضمير عائدا على المستجمر ويجوز فتح الياء وفتح القاف ويكون الضمير عائدا على المحل وهو من نقي بكسر القاف ينقى بفتحها وقوله زاد حتى ينقى مثله
ويقطع على وتر
أي فرد بفتح الواو وكسرها لغتان مشهورتان نقلهما الزجاج وغيره والله أعلم (1/13)
باب السواك
السواك إسم للعود الذي يتسوك به وكذلك المسواك بكسر الميم قال ابن فارس سمي بذلك لكون الرجل يردده في فمه ويحركه يقال جاءت الإبل هزلى تساوك إذا كانت أعناقها تضطرب من الهزال وذكر صاحب المحكم أن السواك يذكر ويؤنث وجمعه سوك ككتاب وكتب وذكر أنه يقال في جمعه سؤك بالهمز
بعد الزوال
زوال الشمس ميلها عن كبد السماء
عند الصلاة
عند حيث جاءت ظرف غير متمكن فلا تقول عندك واسع بالرفع وهو ظرف في الزمان والمكان تقول عند الليل وعند الحائط وفيها ثلاث لغات كسر العين وفتحها وضمها وقد أدخلوا عليه من حروف الجر من وحدها كما أدخلوها على لدن ولا يقال مضيت إلى عندك ولا إلى لدنك جميع ذلك عن الجوهري
رائحة الفم
الفم معروف وذكر شيخنا أبو عبدالله ابن مالك فيه تسع لغات فتح الفاء وضمها وكسرها مع تخفيف الميم والرابعة والخامسة فتحها وضمها مع تشديد الميم والسادسة والسابعة والثامنة فمى مقصورا بفتح الميم وضمهما وكسرها والتاسعة فم بالتقص وإتباع الفاء الميم في الحركات الإعرابية تقول هذا فمه ورأيت فمه ونظرت إلى فمه ونظير ذلك من الأتباع امرؤ وابنم وحكى ابن الأعرابي في تثنية فمى فموان وفميان وفكى اللحياني أنه يقال فم بالتشديد (1/14)
أفمام فعلم بهذا النقل أن التشديد لغة صحيحة لثبوت الجمع على وفقها فثبت أن للفم أربع مواد أحدها ف م ي والثانية ف م و والثالثة ف م م والرابعة ف و ه
فإن استاك بأصبعه
الإصبع معروفة تذكر وتؤنث وذكر شيخنا رحمه الله فيها عشر لغات فتح الهمزة مع فتح الباء وضمها وكسرها وضم الهمزة مع ضم الباء وفتحها وكسرها وكسر الهمزة مع فتح الباء وضمها وكسرها والعاشرة أصبوع بضم الهمزة والباء وبعدها واو
ويستاك عرضا
معنى إستياكه عرضا أن يستاك من ثناياه إلى أضراسه وذلك عرض بالنسبة إلى الإنسان وطول بالنسبة إلى شق الفم
ويدهن غبا
أي يدهن يوما ويدع يوما مأخوذ من غب الإبل قال الجوهري هو أن ترد الماء يوما وتدعه يوما وأما الغب في الزيارة فقال الحسين في كل أسبوع يقال زر غبا تزدد حبا
ويكتحل وترا
بكسر الواو وفتحها كما تقدم ومعنى الوتر أن يكتحل ثلاثا في كل عين وقيل ثلاث في اليمين وثنتان في اليسرى ذكرهما المصنف في المغني
ويجب الختان
وهو في حق الرجل قطع جلدة غاشية الحشفة وهي (1/15)
في حق المرأة قطع بعض جلدة عالية مشرفة على الفرج ولا يجب على النساء في أصح الروايتين
ويكره القزع
بفتح القاف والزاي أخذ بعض شعر الرأس وترك بعضه نص على ذلك ابن سيده في المحكم وكذا فسره الإمام أحمد في رواية بكر ابن محمد عن أبيه
ودخوله المسجد
المسجد بكسر الجيم وفتحها المكان المتخذ للصلاة حكاهما الجوهري وغيره وقال أبو حفص الصقلي ويقال مسيد بفتح الميم حكاه غير واحد
مع الذكر
قال الإمام أبو عبدالله ابن مالك في مثلثه الذكر بالقلب يضم ويكسر يعني في الذال
والبداءة بالمضمضة
البداءة بالشيء تقديمه على غيره وفيها أربع لغات بدأة كمرأة وبدأة كجرأة وبدوءة كمروءة وبداءة كملاءة ذكر الأربع الجوهري وغير ولم أر أحدا ذكر البداية بكسر الباء وترك الهمز لكن على قياس قول من قال بديت (1/16)
بغير همز تقول بداية بغير همز حكاهما الجوهري
بالمضمضة والإستنشاق
قال الجوهري المضمضة تحريك الماء في الفم والإستنشاق إدخال الماء وغيره من الأنف
والمبالغة فيهما
المبالغة في المضمضمة إدارة الماء في أقاصي الفم ولا تجعله وجورا والمبالغة في الإستنشاق إجتذاب الماء بالنفس إلى أقصى الأنف ولا تجعله سعوطا
وتخليل اللحية والأصابع
التخليل تفريق الشعر وأصابع اليدين والرجلين وأصله من إدخال الشيء في خلال الشيء وهو وسطه واللحية بكسر اللام هذه المعروفة وجمعها لحى ولحى بكسر اللام وضمها حكاهما الجوهري
التيامن
التنامن من البداءة بالأيمن من جانب الفم في السواك وغسل اليمنى قبل اليسرى من اليد والرجل ونحو ذلك والله أعلم باب فرض الوضوء وصفته
الفرض في اللغة التأثير ومن فرضة القوس والسهم (1/17)
وفي الشرع ما كان فعله راجحا على تركه مع المنع من تركه مطلقا وقيل ما توعد بالعقاب على تركه وقيل ما يعاقب تاركه وقيل ما يذم تاركه شرعا وقيل ما وعد على فعله بالثواب وعلى تركه بالعقاب
والفرض هو الواجب في ظاهر المذهب وعنه الفرض آكد من الواجب فقيل هو اسم لما يقطع بوجوبه وقيل ما لا يسامح في تركه عمدا ولا سهوا نحو أركان الصلاة وعنه الفرض ما ثبت بقرآن ولا يسمى ما ثبت بالسنة فرضا حكاها ابن عقيل (1/18)
والوضوء بضم الواو الفعل وبفتحها الماء المتوضأ به هذا هو المشهور وحكي الفتح في الفعل والضم في الماء وهو في اللغة عبارة عن النظافة والحسن وفي الشرع عبارة عن الأفعال المعروفة
غسل عضو
عضو بضم العين وكسرها عن يعقوب وغيره واحد الأعضاء
الحدث كلها
الحدث هنا المراد به الأحداث كقوله تعالى إن الإنسان لفي خسر العصر 2 أي كل الإنسان ولذلك صح توكيدها ب كلها
فهل يرتفع سائرها
أي باقيها والأكثر في سائر الشيء أن يكون بمعنى باقية وقد يستعمل سائره بمعنى جميعه وسار الشيء لغة في سائره حكاها الجوهري
وإن استصحب حكمها أجزأه
استصحابها حكما هو أن ينوي في أول العبادة ثم لا يقطعها إلى آخرها (1/19)
من غرفة
الغرفة بفتح الغين الفعلة وبضم الغين المغروف ويحسن الأمران هنا
شعر الرأس
بفتح العين وسكونها عن يعقوب
إلى ما انحدر من اللحيين
هما تثنية لحي لفتح اللام وكسرها عن عياض قال الجوهري هو منبت اللحية من الإنسان وغيره وجمعه في القلة ألح وفي الكثرة لحي ولحي بضم اللام وكسرها عن يعقوب واللحية الشعر النابت على اللحي وبه سميت والجمع لحي بالكسر والضم والذقن بفتح الذال المعجمة والقاف قال الجوهري هو مجمع اللحيين
ومن الأذن إلى الأذن
الأذن بضم الهمزة مع ضم الذال وسكونها العضو المعروف كعسر وعسر وهي مؤنثة كلها عن الجوهري
يصف البشرة
البشرة والبشر ظاهر جلد الإنسان عن الجوهري
إلى المرفقين
المرفقان تثنية مرفق بكسر الميم وفتح الفاء وبفتح الميم وكسر الفاء وبفتح الميم والفاء (1/20)
إلى فقاه القفا مقصور يذكر ويؤنث وله جموع ستة نظمها شيخنا ابن مالك في قوله ... جمع القفا أقف وأقفا أقفيه ... مع القفي قفين واختم بقفي
ولا يستحب تكراره
بفتح التاء وكسرها
إلى الكعبين
قال الجوهري الكعب العظم الناشز عند ملتقى الساق والقدم وأنكر الأصمعي قول الناس إنه في ظهر القدم باب مسح الخفين
والجرموقين
واحدهما جرموق بضم الجيم والميم نوع من الخفاف قال الجوهري الجرموق الذي يلبس فوق الخف وقال ابن سيده هو (1/21)
خف صغير وهو معرب وكذا كل كلمة فيها جيم وقاف قاله غير واحد من أهل اللغة
والجوربين
واحدها جورب وهو أعجمي معرب جمعه جوارب وجواربة
والجبائر
قال ابن سيده واحدتها جبيرة وجبارة بكسر جيم الثانية وهي أخشاب أو نحوها تربط على الكسر ونحوه
وفي المسح على القلانس
واحدة فلنسوة وفيها ست لغات قلنسوة وقلنسوة وقلساة وقلنسية وقلنساة وقلنيسة غير أن جمع قلنسية وقلنساة قلانس
خمر النساء
واحدتها خمار بكسر الخاء وهو ما تغطي به المرأة رأسها وكل ما ستر شيئا فهو خمار (1/22)
تلبيس
بفتح الباء مضارع بكسرها قال ابن درستويه هو عام في كل شيء من اللباس وغيره ولبس الأمر عليه عكسه بفتح الباء في الماضي وكسرها في المضارع قا لالله تعالى وللبسنا عليهم ما يلبسون الأنعام 9
شد لفائف
واحدتها لفافة وهي ما يلف على الرجل من خرق وغيرها
دون أسفله وعقبه
العقب بفتح العين مع كسر القاف وسكونها مؤخر القدم وهي مؤنثة
إذا كانت محنكة
المحنكة التي أدير بعضها تحت الحنك قال الجوهري الحنك ما تحت الذقن من الإنسان وغيره
ذات ذؤابة بضم الذال بعدها همزة مفتوحة قال الجوهري الذؤابة من الشعر والمخراد هنا طرف العمامة المرخي سمي ذؤابة مجازا والله أعلم باب نواقض الوضوء
من السبيلين
واحدهما سبيل وهو الطريق يذكر ويؤنث والمراد هنا مخرج البول والغائط
فإن كانت غائطا أو بولا
الغائط هنا المراد به العذرة وهو في (1/23)
الأصل المطمئن من الأرض كانوا يتناوبون للحاجة فكنوا به عن نفس الحدث الخارج كراهة لذكره بإسمه الصريح
فحش في النفس
فحش بضم الحاء وفتحها وأفحش أي قبح
زوال العقل
قال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي قال قوم العقل ضرب من العلوم الضرورية وقيل جوهر بسيط وقيل جسم شفاف وقال الحارث المحاسبي هو نور وبه قال أبو الحسن التميمي وروى إنه الحربي عن أحمد أنه غريزية والتحقيق أن يقال إنه غريزية كأنها نور يقذف في القلب فيستعد لإدراك الأشياء فيعلم جواز الجائزات وإستحالة المستحيلات ويتلوح عواقب الأمور وذلك النور يقل ويكثر فإذا قوي قمع ملاحظة عاجل الهوى وأكثر أصحابنا يقولون محله القلب وهو مروي عن الشافعي ونقل الفضل بن زياد عن أحمد أن محله الدماغ وهو إختيار أصحاب أبي حنيفة وهو رواية عن أحمد
ببطن كفه أو بظهره
الكف مؤنثة وسميت كفا لأنها تكف عن (1/24)
اليد الأذى وكان حقه أن يقول أو بظهرها لكن يصح ذلك على تأويل الكف بالعضو ونظيره قوله تعالى فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي الأنعام 78 أي هذا الطالع
بذراعه
الذراع يذكر ويؤنث والتأنيث إختيار سيبويه وهو في اللغة من طرف المرفق إلى طرف الإصبع والمراد به والله أعلم هنا ما عدا الكف من اليد إلى المرفق
الدبر
معروف بضم الدال وضم الباء وسكونها كعسر وعسر
والسن
السن مؤنثة تصغيرها سنينة وجمها أسنان وجمع الأسنان أسنة كقولهم قن وأقنان وأقنة كلها عن الجوهري
غسل الميت
مشدد ومخفف قاله الجوهري وأنشد ... ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء ...
ويستوي فيه المذكر والمؤنث
لحم الجزور
الجزور يقع على الذكر والأنثى من الإبل وجمعه جزر
من كبدها
الكبد معروفة وهي مؤنثة وفيها ثلاث لغات كبد وكبد مثل كذب وكذب وكبد كفخذ حكاها الجوهري
والردة عن الإسلام
الردة الإتيان بما يخرج به عن الإسلام إما نطقا وإما إعتقادا وإما شكا كذا ذكره المصنف في المغني وقد يحصل بالفعل
ومن تيقن الطهارة
قال المصنف رحمه الله في مقدمة الروضة اليقين ما أذعنت النفس للتصديق به وقطعت به وقطعت بأن قطعها صحيح (1/25)
وشك في الحدث
الشك لغة التردد بين وجود شيء وعدمه قال ابن فارس والجوهري وغيرهما الشك خلاف اليقين وكذا هو في كتب الفقهاء وعند الأصوليين إن تساوى الإحتمالان فهو شك وإلا فالراجح ظن والمرجوح وهم
ومس المصحف
المصحف معلوم بضم الميم وفتحها وكسرها حكى اللغات الإمام أبو عبدالله بن مالك في مثلثه باب الغسل
قال الجوهري غسلت الشيء بالفتح والإسم الغسل بالضم ويقال غسل كعسر وعسر قال الإمام أبو عبدالله بن مالك في مثلثه والغسل يعني بالضم الإغتسال والماء الذي يغتسل به وقال القاضي عياض الغسل بالفتح الماء (1/26)
وبالضم الفعل قال الجوهري والغسل بالكسر ما يغسل به الرأس من خطمي وغيره
خروج المني
المني بتشديد الياء عن الجوهري وغيره وبها جاء القرآن قال الله تعالى من مني يمنى سورة القيامة 37 وحكي تخفيف الياء سمي بذلك لأنه يمنى أي يصب وسميت منى منى لما يراق بها من دماء الهدي ويقال منى وأمنى وبالثانية جاء القرآن أفرأيتم ما تمنون الواقعة 58 وهو من الرجل في حال صحته ماء غليظ أبيض يخرج عند إشتداد السهوة بتلذذ عند خروجه ويعقب خروجه فتور ورائحته كرائحة طلع النخل يقرب من رائحة العجين ومن المرأة ماء رقيق أصفر
وإن أحس بإنتقاله
يقال حسست بالشيء وأحسست به وحسيت به وأحسيت به بإبدال السين ياء بمعنى تيقنته كله عن الجوهري
فأمسك ذكره
المشهور أمسك ومسك لغة قليلة قال البغوي (1/27)
في شرح السنة في باب غسل الحيض له نقول العرب مسكت كذا بمعنى أمسكته
التقاء الختانين
الختانان تثنية ختان وهو موضع قطع جلدة القلفة ومن المرأة مقطع نواتها كذا فسره الأزهري ويقال لقطعهما الإعذار والخفض قاله ابن الأثير في نهايته وقال الجوهري ختنت الغلام ختنا والإسم الختان والختانة والختان موضع القطع من الذكر ومنه إذا التقى الختانان وخفضت الجارية مثل ختنت الغلام ويقال عذرت الجارية والغلام عذرا ختنتهما وكذلك أعذرتهما والأكثر خفضت الجارية هذا آخر كلامه مفرقا في أبوابه وحاصله أن الختان مخصوص بالذكر والخفض بالإناث والأعذار مشتكر بينهما والمراد من التقاء الختانين تغييب الحشفة في الفرج فلو مس الختان الختان وحصلت حقبقة الإلتقاء من غير إيلاج وإنزال فلا غسل على واحد منهما بالإتفاق
تغييب الحشفة
الحشفة ما تحت الجلد المقطوعة من الذكر في الختان
قبلا كان أو دبرا
قبلا بضم القاف والباء ويجوز سكون الباء كعسر وعسر وكذلك الجبر وقد تقدم
إسلام الكافر أصليا أو مرتدا
أصليا ومرتدا منصوبان هكذا بخط المصنف رحمه الله بغير كان وفي كثير من النسخ أصليا كان أو مرتدا وذكر كان غلط لأنها ليست بخطه رحمه الله لكنه منصوب بها مقدرة وذلك (1/28)
جائز عند الكوفيين حكاه أبو البقاء وعليه على بعض الأقوال خرج قوله تعالى فآمنوا خيرا لكم النساء 170 أي يكن الإيمان خيرا ويحتمل أن يكون منصوبا على الحال
فصاعدا
حيث ورد منصوب على الحال وعامله مخذوف أي قراءة آية فأخذ صاعدا
ويحرم عليه اللبث
اللبث واللباث بفتح اللام المكث وحكى القاضي عياض ضمها والباء ساكنة فيهما وقياسها الفتح ولم تفتح إلا في الضرورة (1/29)
وغسل المستحاضة
المستحاضة المرأ ةالتي استمر بها الدم بعد أيامها يقال استحيضت المرأة فهي مستحاضة كلها عن الجوهري
والوقوف بعرفة
عرفة اسم لموضع الموقوف وهي أرض واسعة سميت بذلك لأن آدم عرف حواء فيها وقيل لأن جبريل عرف إبراهيم عليهما السلام فيها مناسك الحج ذكرهما الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي وعرفات جمع عرفة وصح جمعه لأن كل موضع يسمى عرفة ففي اللفظ بعرفا ثلاثة أوجه أحدها كسر التاء مع التنوين الثاني كسرها بلا تنوين الثالث فتحها بلا تنوين كغير المنصرف قال الزجاج عرفات أسم لمكان واحد ولفظه لفظ الجمع والوجه فيه الصرف عند جميع النحويين
والمبيت بمزدلفة
مزدلفة موضع بمكة ورمي الجمار والطواف يذكران في الحج إن شاء الله تعالى
بعشرة أشياء النية
من الواحد إلى آخر العشر الوجه الجر فيها كلها على البدل ويجوز الرفع على أنها خبر مبتدأ محذوف (1/30)
ويحثي
يقال حثوت أحثو حثوا وحثيت أحثي حثيا حكاهما الجوهري وغيره
ويتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع
المد مكيال وهو رطل وثلث عند أهل الحجاز ورطلان عند أهل العراق والصاع أربعة أمداد هذا كله كلام الجوهري وقد تقدم الكلام في مقدرا الرطل العراقي بما أغنى عن إعادته
وإن أسبغ بدونهما
إسباغ الوضوء إتمامه قاله الجوهري
ويستحب للجنب
الجنب بضم الجيم والنون هو من أصابته الجنابة فصار جنبا بجماع أو إنزال يقال جنب فهو جنب وأجنب فهو مجنب وفي تسميته بذلك وجهان حكايهما ابن فارس أحدهما لبعده عما كان مباحا له والثاني لمخالطته أهله قال ومعلوم من كلام العرب أن يقولون للرجل إذا خالط إمرأته قد أجنب وإن لم يكن منه إنزال وعزا ذلك إلى الشافعي ويقال جنب للمذكر والمؤنث والمثنى والمجموع قال الجوهري وقد يقال أجناب وجنبون وفي صحيح مسلم من كلام عائشة رضي الله عنها ونحن جنبان
أو الوطء
الوطء مهموز قال الجوهري وطئت الشيء برجلي وطءا ووطئ الرجل امرأته يطأ فيهما (1/31)
باب التيمم
التيمم في اللغة القصد قال الجوهري وتيممت الصعيد للصلاة وأصله التعمد والتوخي وقال ابن السكيت قوله تعالى فتيمموا صعيدا طيبا المائدة 6 أي اقصدوا لصعيد طيب قال المصنف رحمه الله ثم نقل عن عرف الفقها إلى مسح الوجه واليدين بشيء من الصعيد
وهو بدل
يقال بدل وبدل كمثل ومثل وشبه وشبه ونكل ونكل قال أبو عبيد لم يسمع في فعل وفعل غير هذه الأربعة الأحرف كله عن الجوهري وزاد يعقوب عشق وعشق وحرج وحرج وضغن وضغن
لفرض ولا لنفل
تقدم ذكر الفرض وأنا النفل فقال الجوهري النفل والنافلة عطية التطوع من حيث لا تجب ومنه نافلة الصلاة
أو ثمن يعجز عن أدائه
الأصح في يعجز كسر الجيم ويجوز فتحها حكي عن الأصمعي عجزت بفتح الجيم أعجز وعجزت بكسرها أعجز بفتحها وحكاها أبو حاتم عن أبي زيد وقال إنها لغة رديئة (1/32)
وحكاها القزاز في الجامع وابن القطاع ويعقوب في فعل وأفعل وغيرهم والعجز في كلام العرب أن لا يقدر على ما يريده
يكفي بعض بدنه
هو بفتح ياء يكفي لا غير وليس لضمها وجه
لزمه طلبه في رحله
رحل الرجل مسكنه وما يستصحبه من الأثاث قاله الجوهري
صلى على حسب
حسب بفتح الحاء والسين أي على قدر حاله قاله الجوهري
إلا بتراب
قال الجوهري التراب فيه لغات تراب وتوراب وتورب وتيرب وترب وتربة وترباء وتيراب وتريب وتريب وجمع التراب أتربة وتربان
ذو غبار لا يجوز التيمم به كالجص
ذو بمعنى صاحب وهو صفة لمحذوف أي شيء ذو غبار أو جامد ذو غبار ويقال غبار وغبرة بمعنى واحد (1/33)
والجص بفتح الجيم وكسرها ما يبنى به وهو معرب كله عن الجوهري وقال أبو منصور اللغوي والجص معروف وليس بعربي صحيح
إلى كوعيه واحدهما كوع بضم الكاف ويقال فيه كاع أيضا وهو طرف الزند الذي يلي أصل الإبهام وطرفه الذي يلي الخنصر كرسوع بضم الكاف ويقال للمفصل رسغ ورصغ
وكفيه براحتيه
واحدتهما راحة وهي بطن اليد وقيل هي اليد كلها وجمعها راحات وراح ذكره صاحب المحكم
إبهام اليمنى
قال الجوهري الإبهام الإصبع العظمى وهي مؤنثة وحكي تذكيرها كما ذكره النووي في تحرير التنبيه والجمع أباهيم وأباهم أيضا حكاه الجوهري
في المصر
قال الجوهري المصر واحد الأمصار والمصران البصرة والكوفة ومصر هي المدينة المعروفة تذكر وتؤنث عن ابن السراج (1/34)
باب إزالة النجاسة
الإزالة التنحية يقال أزلت الشيء إزالة وزلته زيالا بمعنى
نجاسة الكلب والخنزير
الخنزير بكسر الخاء الحيوان المعروف ونونه أصلية وعند الجوهري زائدة
فإن جعل مكانه أشنانا
قال أبو منصور اللغوي إلا شنان فارسي معرب قال أبو عبيدة فيه لغتان ضم الهمزة وكسرها وهو الحرض بالعربية وهمزته أصل ووعاؤه المحرض بضم الميم والراء كالمكحلة وهي أحد ما جاء من الآلة بالضم ولم يذكره ثعلب
بالإستحالة إلا الخمرة
الإستحالة إستفعال من حال الشيء عما كان عليه زال وذلك مثل أن تصير العين النجسة رمادا أو غير ذلك أما الخمرة قال الجوهري خمرة وخمر وخمور كتمرة وتمر وتمور والخر تؤنث وتذكر قال ابن الأعرابي سميت بذلك لأنه تركت فاختمرت وإختمارها تغير ريحها وقيل لمخامرتها العقل ويجوز فيها هنا الرفع والنصب والرفع أفصح
ما يتأتى
قال الجوهري وتأتى له الشيء أي تهيأ وهو تفعل من أتى يأتي
بول الغلام
قال القاضي عياض الغلام يطلق على الصبي من حين يولد في جميع حالاته إلى أن يبلغ قال الواحدي أصله من الغلمة والإغتلام (1/35)
وهو شدة طلب النكاح قال الشيخ محيي الدين النووي ولعل معناه أنه سيصير إلى هذه الحالة
النضح
قال الجوهري النضح الرش وقال المصنف رحمه الله في الكافي النضح أن يغمره بالماء وإن لم يزل عنه
أو الحذاء
الحذاء ممدود بكسر الحاء قال الجوهري هو النعل
إلا الدم
الدم معروف أصله دمي وجمعه دماء ودمي كظبي وظبي هذا مذهب سيبويه وقال المبرد اصله دمي بالتحريك وإن جاء جمعه مخالفا لنظائره وذكر الجوهري أن أصله دمو بالتحريك وكأن مأخذه في ذلك قول بعض العرب في تثنيته دموان على المعاقبة وهي قليلة لأن حكم أكثر المعاقبة إنما هو قلب الواو ياء وأكثر تثنيته دميان قال الشاعر ... فلو أنا على حجر ذبحنا ... جرى الدميان بالخبر اليقين (1/36)
تزعم العرب أن المتعاديين إذا ذبحا لم تختلط دماؤهما وقد جرى في الشعر مجرى المقصور قال الشاعر ... ذهبت ثم أتت تطلبه ... فإذا هي بعظام ودما ...
والدم بالجر على البدل من شيء وهو الأفصح وبالنصب علىالإستثناء
ومن القيح والصديد
القيح المدة التي لا يخالطها دم والصديد الماء الرقيق المختلط بالدم قبل أن تغلظ المدة
وعنه في المذي والقيء
فيه ثلاث لغات مذي كظبي وهي فصحاهن ومذي كشقي ومذ كعم وحكى كراع في المجرد أنه يقال مدي بدال مهملة وأما فعله ففيه ثلاث لغات مذي بالتخفيف وأمذي ومذي بالتشديد قال الجوهري المذي بالتسكين ما يخرج عند الملاعبة والتقبيل وفيه الوضوء والقيء مهموز
وسباع البهائم و الطير
سباع البهائم والنمر والفهد والذئب ونحو ذلك والكلب والخنزير من سباع البهائم ولا خلاف في المذهب في نجاستها ولم يدخلا هنا لنصه على نجاستهما أول الباب
وسباع الطير قال ابن السكيت سباع الطير ما يصيد منها والجوارح (1/37)
الكواسي من الطير ومن ثم قيل فلان جارح أهله وجارحتهم أي كاسبهم
وبول الخفاش والنبيذ
قال الجوهري الخفاش واحد الخفافيش التي تطير بالليل ثم قال فيما آخره فاء الخشاف الخفاش ويقال له الخطاف والنبيذ فعيل بمعنى مفعل كقتيل وجريح سمي بذلك لكونه ينتبذ فيه تمر ونحو ذلك يقال نبذت النبيذ وأنبذته إذا عملته
وما لا نفس له سائلة كالذباب
النفس السائلة الدم السائل قال الشاعر ... تسيل على حد الظبات نفوسنا ... وليس على غير الظبات تسيل (1/38)
وسمي الدم نفسا لنفاسته في البدن وقيل للمولود منفوس لأنه مما ينفس به أي يضن به ويجوز في سائلة الرفع والتنوين والنصب والتنوين ولا يجوز بناؤه على الفتح بلا تنوين لعدم إمكان تركيبه مع موصوفه لأنه مفصول بالجر والمجرور وهو له وأما الذباب فهو هذا المعروف وهو مفرد وجمعه ذبان وأذبة ولا يقال ذبابة نص على ذلك ابن سيده والأزهري وأما الجوهري فقال واحده ذبابة ولا يقال ذبانه والصواب الأول والظاهر أن هذا تصحيف من الجوهري رآهم قالوا ولا يقال ذبابة وإعتقدها ذبانة وأجراه مجرى أسماء الأجناس المفرق بينهما وبين واحدها بالتاء كتمر وتمرة
وروثه
الروث لغير الآدميين بمنزلة الغائط والعذرة منهم
وفي رطوبة فرج المرأة
المراد هنا بفرج المرأة مسلك الذكر منها فعند أصحابنا حكمه حكم الطاهر إذا علم دخول النجاسة إليه وجب غسلة وتبطل طهارته بخروج الحيض والمني إليه ولا يبطل صومها بدخول إصبعها ولا غيرها إليه ومن قال حكمه حكم الباطن إنعكست هذه الأحكام لديه (1/39)
وسؤر الهرة
السؤر بضم السين مهموز بقية طعام الحيوان وشرابه عن صاحب المحكم من اللغويين وصاحب المستوعب من الفقهاء وسور المدينة غير مهموز والسورة من القرآن تهمز لشبهها بالسؤر البقية ولا تهمز لشبهها بسور المدينة باب الحيض
وأصله السيلان قال الجوهري حاضت المرأة تحيض حيضا ومحيضا فهي حائض وحائضة أيضا ذكره ابن الأثير وغيره واستحيضت المرأة استمر بها الدم بعد أيامها فهي مستحاضة وتحيضت أي قعدت أيام حيضها عن الصلاة وقال أبو القاسم الزمخشري في كتابه أساس البلاغة ومن المجاز حاضت السنمرة إذا خرج منها شبه الدم
وقال المصنف رحمه الله تعالى الحيض دم يرخيه الرحم إذا بلغت المرأة ثم يعتادها في أوقات معلومة لحكمة تربية الولد فإذا حملت انصرف ذلك الدم بإذن الله تعالى إلى تغذية الولد ولذلك الحامل لا تحيض فإذا وضعت الولد قلبه الله تعالى بحكمته لبنا يتغذى به ولذلك قلما تحيض المرضع فإذا خلت من حمل ورضاع بقي ذلك الدم لا مصرف له فيستقر في مكان ثم يخرج في الغالب في كل شهر ستة أيام أو سبعة وقد يزيد على ذلك ويقل ويطول (1/40)
شهر المرأة ويقصر على حسب ما يركبه الله تعالى في الطباع لها آخر كلامه
والإستحاضة سيلانه في غير وقته من العاذل بالذال المعجمة وقد يقال بالمهملة حكاها ابن سيده وقال الجوهري العاذر لغة في العاذل يعني بالذال المعجمة والراء وهو اسم للعرق الذي يسيل منه دم الإستحاضة قال وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن دم الإستحاضة فقال ذاك العاذل يغذوا يعني يسيل لتشتثفر بثوب ولتصل
دم طبيعة وجبلة
الطبع والطبيعة والسجية والجبلة الخلقة عن الجوهري وغيره ومنه قوله تعالى واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين الشعراء 184 وقرئ بضم الجيم والباء وهما لغتان نقلهما أبو البقاء وحكى ابن سيده فيها ثلاث لغات أخر جبلة كغرفة وجبلة ككسرة وجلبة كشربة فصار فيها خمس لغات
وسنة الطلاق
في حق من تحيض من وجهين أحدهما من جهة الزمان وهو أن يطلقها في طهر لم يصبها فيه والثاني من جهة العدد وهو أن يطلقها واحدة ثم يدعها حتى تنقضي عدتها فالحيض يمنع سنة الطلاق بالنسبة إلى الزمان دون العدد
والبلوغ
البلوغ في اللغة الوصول قال الجوهري وبلغ الغلام أدرك والمراد به والله أعلم بلوغ حد التكليف وهو في حق الغلام والجارية كما ذكره رحمه الله في كتاب الحجر (1/41)
والنفاس مثله
النفاس بكسر النون في أصل اللغة مصدر نفست المرأة بضم النون وفتحها مع كسر الفاء فيهما إذا ولدت وسميت الولادة نفاسا من النفس وهو التشقق والإنصداع يقال تنفست القوس إذا تشققت وقيل سميت نفاسا لما يسيل لأجلها من الدم والدم النفس كما تقدم ثم سمي الدم الخارج نفسه نفاسا لكونه خارجا بسبب الولادة التي هي النفاس تسمية للمسبب باسم السبب ويقال لمن بها النفاس نفساء بضم النون وفتح الفاء وهي الفصحى ونفساء بفتحهما ونفساء بفتح النون وإسكان الفاء عن اللحياني في نوادره وغيره واللغات الثلاث بالمد ثم هي نفساء حتى تطهر وحكى ابن عديس في كتاب الصواب عن ثعلب النفساء الحائض والوالدة والحامل وتجمع على نفاس ولا تظير له إلا ناقة عشراء ونوق عشار
أبيح فعل الصيام والطلاق
بالرفع عطفا على فعل وبالجر عطفا على الصيام
فعليه نصف دينار كفارة
نصف بكسر النون وضمها لغة وبها قرأ زيد بن ثابت فلها النصف والنصف أحد شقي الشيء كله عن الجوهري وكفارة نصبت على التمييز ويجوز رفعها تبعا لنصف دينار
إلا التوبة
بالرفع قال الجوهري التوبة الرجوع عن الذنب وكذلك التوب و في كتاب سيبويه التتوبة على وزن تفعله التوبة وهي في الشرع الندم على ما مضى من الذنب والإقلاع في الحال والعزم على أن لا يعود في المستقبل تعظيما لله تعالى وحذرا من أليم عقابه وسخطه
وأقل الحيض يوم
أي أقل زمن الحيض وكذا أكثر وغالبه ويجوز تقدير المضاف في الخبر أي أقل الحيض حيض يوم وكذا أكثره وغالبه (1/42)
وأكثره خمسة عشر
المشهور فتح العين قال ابن السكيت ومن العرب من يسكن العين فيقول أحد عشر وكذلك إلى تسعة عشر إلا إثني عشر فإن العين لا تسكن لسكون الياء والألف ويقولون إحدى عشرة امرأة بكسر الشين وإن شئت سكنت إلى تسع عشرة بسكون الشين عن أهل الحجاز وبالكسر عن أهل نجد كله عن الجوهري
لأكهره فما دون
وهو بضم النون لقطعه عن الإضافة منوية ويجوز نصبها على ظرف على تقدير المضاف كقراءة من قرأ لله الأمر من قبل ومن بعد الروم 30 بالكسر بلا تنوين
على قدر واحد
أي على مقدرا واحد بسكون الدال وفتحها
أسود منتن
أي كريه الرائحة عن الجوهري يقال نتن الشيء ونتن بضم التاء وفتحها وأنتن فهو منتن بضم الميم وكسرها لغة حكاها الجوهري
فحيضها زمن الدم الأسود
يجوز رفع زمن على أنه خبر عن حيضها (1/43)
على حذف مضاف أي زمن حيضها ويجوز نصبه على الظرف
أثناء عادتها
قال الجوهري الثني واحد أثناء الشيء أي تضاعيفه تقول أنفذت كذا في ثني كتابي أي في طيه
وتعصبه
أي تشده بعصابة بفتح التاء وكسر الصاد مخففة ويجوز ضم التاء وتشديد الصاد
من به سلس البول
هو الذي لا يتمسك بوله والمذي تقدم
لا يرقأ دمه
أي لا يسكن وهو مهموز يقال رقأ الدم رقوءا وفي بعض الأحاديث لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم أي تعطى في الدية فتحقن بها الدماء
والرعاف الدائم
الرعاف على وزن البزاق قال ابن سيده هو الدم الذي يسبق من الأنف وكل سابق راعف وفي فعله ثلاث لغات رعف بفتح العين وهي فصحاها ورعفت بضمها حكاها يعقوب وأبو عبيد في الغريب المصنف وابن القطاع والجوهري وغيرهم ورعف بكسر العين حكاها ابن سيده وابن السيد في مثله قال المطرزي وهو أضعفها (1/44)
من غير خوف العنت
العنت بفتح العين والنون قال الجوهري هو الإثم وقوله تعالى ذلك لمن خشي العنت منكم النساء 25 يعني الفجور والزنى والعنت أيضا الوقوع في أمر شاق
وإن ولدت توأمين
واحدها توأم والتوأمان الولدان في بطن واحد
يقال أتأملت المرأة إذا ولدت إثنين في بطن فهي متئم فإذا كان ذلك عادة لها فهي متآم والولدان توأمان ويقال هذا توأم هذا على فوعل وهذه توأمة هذه (1/45)
- كتاب الصلاة
الصلاة في اللغة الدعاء قال الله تعالى وصل عليهم أي ادع لهم وقال الأعشى وقابلها الريح في دنها وصلى على دنها وارتسم
أي دعا وكبر وهي مشتقة من الصلوين قالوا ولهذا كتبت الصلاة بالواو في المصحف وقيل هي من الرحمة والصلوات واحدها صلا كعصا وهي عرقان من جانبي الذنب وقيل عظمان ينحنيان في الركوع والسجود وقال ابن سيده الصلا وسط الظهر من الإنسان ومن كل ذي أربع وقيل هو ما انحدر من الوركين وقيل الفرجة التي بين الجاعرة والذنب وقيل هو ما عن يمين الذنب وشماله وقيل في إشتقاق الصلاة غير ذلك
وهي في الشرع الأفعال المعلومة من القيام والقعود والركوع والسجود والقراءة والذكر وغير ذلك وسميت بذلك لإشتمالها على الدعاء
بسكر أو إغماء أو شرب دواء
السكر بضم السين إسم مصدر وهو زوال العقل بشرب المسكر يقال سكر يسكر سكرا كبطير يبطر بطرا فهو سكران والجمع سكرى وسكارى وسكارى والمرأة سكرى ولغة بني اسد سكرانة
والإغماء
مصدر أغمي عليه فهو مغمى عليه ويقال غمي عليه فهو مغمي عليه كبني عليه فهو مبني عليه إيذا غشي عليه ويقال هو غمى (1/46)
كعصا وكذلك الإثنان والجمع والمؤنث وإن شئت ثنيت وجمعت وأنثت ذكره الجوهري
والشرب مصدر شرب وفيه ثلاث لغات ضم الشين وهو أشهرها وفتحها وهو القياس وكسرها وهو قليل وقد قرئ بالثلاث قوله تعالى فشاربون شرب الهيم الواقعة 55
والدواء بفتح الدال ممدودا وكسر الدال لغة حكاها الجوهري وهو يتناول للمداواة
ولا تجب على صبي
قال ابن سيده الصبي من لدن يولد إلى أن يفطم والجمع أصبية وصبوه وصبية وصية وصبوان وصبوان وصيان
حتى يستتاب ثلاثا
أي يطلب منه التوبة ثلاثة أيام والعرب تغلب في العدد الليالي على الأيام فلذلك لم يقل ثلاثة باب الأذان والإقامة
الأذان في اللغة الإعلام قال الأزهري والأذان اسم من قولك آذنت فلانا بأمر كذا وكذا أوذنه إيذانا أي أعلمته وقد أذن بأذينا وأذانا إذا علم الناس بوقت الصلاة فوضع الإسم موضع المصدر وقال الله تعالى وأذان من الله ورسوله إلى الناس التوبة 3 أي إعلام وأصل هذا من الإذن كأنه يلقي في آذان الناس بصوته ما إذا سمعوه علموا أنهم ندبوا إلى الصلاة
وهو في الشرع الإعلام بدخول وقت الصلاة بالذكر المخصوص (1/47)
والإقامة مصدر أقام وهو متعدي قام فحقيقته إقامة القاعد وهي في الشرع الإعلام بالقيام إلى الصلاة كأن المؤذن أقام القاعدين وأزاله عن قعودهم
وهما فرض على الكفاية
الفرض عند الفقهاء قسمان فرض عين وهو ما وجب على كل واحد لا يسقط عنه بفعل غيره وفرض كفاية وهو الذي إذا قام به من يكفي سقط عن سائر المكلفين
قاتلهم الإمام
المراد بالإمام الخليلفة ومن جرى مجراه من سلطان ونائبه
أخذ الأجرة
الأجرة العوض المسمى في عقد الإجارة قال الجوهري الأجرة الكراء
رزق الإمام من بيت المال
أي أعطى من غير إجارة قال الجوهري وابن فارس الرزق العطاء والجمع الأرزاق
صيتا
قال الأزهري الصيت بوزن السيد والهين وهو الرفيع الصوت وهو فعيل من صات يصوت كما يقال للسحاب الماطر صيب وهو من صاب يصوب
تشاح
تفاعل من الشسح قال الجوهري الشح البخل من حرص تقول شححت وشححت بالكسر والفتح أشح وأشح وتشاح الرجلان على الأمر لا يردان أن يفوتهما وفلا يشاح على فلان أن يضن به
أقرع بينهما
قال ابن سيده القرعة السهمة والمقارعة المساهم وفد أقرع القوم وتقارعوا وقارع بيهم وأقرع أعلى وقارعه فقرعه يقرعه أي أصابته القرعة دونه وقال الجوهري القرعة بالضم معروفة ويقال كانت له القرعة إذا عرع أصحابه وحكى أبو منصور الجواليقي وقرع بين نسائه وأقرع فالظاهر أن اللغتين في كل منهما لعدم الفرق بين النساء وغيرهن (1/48)
لاترجيع فيه
الترجيع في الأذان تكرير الشهادتين قال الجوهري والترجيع في الأذان وترجيع الصوت ترديده في الخلق كقراءة أصحاب الألحان
أن يترسل
الترسل التأني والتمهل قال الجوهري المترسل الذي يتمله في تأذينه ويبين تبيينا يفهمه من يسمعه وهو من قولهم جاء فلان على رسله أي على هينته غير عجل ولا متعب لنفسه
ويحدر الإقامة
قال الجوهري حدر في قراءته وفي أذانه يحدر حدرا إذا أسرع وحكى أبو عثمان في أفعاله حدر القراءة أسرعها وأحدرها ولا فرق بين القراءة والأذان
فإذا بلغ الحيعلة
الحيعلة هنا قول المؤذن حي على الصلاة قال الجوهري وقد حيعل المؤذن كما يقال حولق وتعبشم مركبا من كلمتين وأنشد قول الشاعر ... ألا رب طيف منك بات معانقي ... إلى أن دعا داعي الصباح فحيعلا ...
وقال آخر ... أقول لها ودمع العين جار ... ألم يحزنك حيعلة المنادي (1/49)
قال الأزهري معنى حي هلم وعجل إلى الصلاة والفلاح هو الفوز بالبقاء والخلود في النعيم المقيم ويقال للفائز مفلح وكل من أصاب خيرا مفلح آخر كلمه وقد تتركب حي مع هلا وعلى فيقال حيهلا وحيعلى وفيها عدة أوجه نظمها شيخنا أبو عبدالله بن مالك في هذا البيت قال ... حيهل حيهل احفظ ثم حيهلا ... أو نون أو حيهل قل ثم حي علا ...
وهي كلمة استعجال قال لبيد أنشده الجوهري ... يتمارى في الذي قلت له ... ولقد يسمع قولي حيهل
وهي كلمة مولدة ليست من كلام العرب لأنه ليس في كلامهم كلمة واحدة فيها حاء وعين مهملتان وقال أبو منصور عبدالملك بن محمد الثعالبي في كتاب فقه اللغة البسملة حكاية قول بسم الله الرحمن الرحيم والسبحلة حكاية قول سبحان الله والهيللة حكاية قول لا إله إلا الله والحوقلة والحوقلة حكاية قول لا حول ولا قوة إلا بالله والحمدلة حكاية قول الحمدلله والحيعلة حي على الصلاة حي على الفلاح والطلبقة أطال الله بقاءك والدمعزة أدام الله عزك والجعلفة جعلتني الله فداك
ولم يستدر
أي لم يول ظهره القبلة سواء كان على ظهر الأرض أو في منارة في ظاهر كلام الخرقي وذكر الأصحاب عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى فيمن أذن في المنارة روايتين (1/50)
ويجعل أصبعيه في أذنيه
المشهور عن الإمام أحمد رحمه الله جعل أصبعيه في أذنيه وعليه العمل عند أهل العلم قاله الترمذي ويروى أبو طالب عن أحمد رحمه الله أحب أن يجعل يديه على أذنيه وهو إختيار الخرقي
ويتولاهما معا
أي يتولى الأذان والإقامة شخص واحد هذا على وجه الإستحباب
فإن نكسه
بتخفيف الكاف وتشديدها بمعنى قلبه ذكره الجوهري وأنكسه لغة حكاها أبو عبدالله بن مالك رحمه الله
جلسة خفيفة
الجلسة بفتح الجيم المرة من جلس وبالكسر الهيئة منه
وهل يجزئ أذان المميز
المميز الذي يفهم الخطاب ويرد الجواب ولا ينضبط بسن بل يخلتف بإختلاف الأفهام
وهل يعتد بأذان الفاسق والأذان الملحن
قال ابن سيده في المحكم الفسق العصيان والترك لأمر الله تعالى والخروج عن طريق الحق يقال فسق يفسق ويفسق فسقا وفسوقا وفسق بالضم عن اللحياني وقيل الفسوق الخروج عن الدين آخر كلامه
والفاسق شرعا من فعل كبيرة أو أكثر من الصغائر كذا نص عليه (1/51)
المصنف رحمه الله في الكافي والكبيرة مافيه حد في الدنيا أو وعيد في الآخر نص عليه الإمام أحمد رحمه الله تعالى وللعلماء فيه ثلاث عشر قولا يطول ذكرها والأذان الملحن الذي فيه تطريب قال الجوهري وقد لحن في قراءته إيذا طرب بها وغرد
فإنه يقول لا حول ولاقوة إلا بالله
في إعرابها خمسة أوجه بناء الأول على الفتح ورفعه التنوين فمعغ بناء الأول يجوز رفع الثاني ونصبه منونين وبناؤه ومع رفع الأول يجوز رفع الثاني وبناؤه ويمتنع نصبه لأنه لا وجه له
قال الخطابي معنى لا حول ولا قوة إلا بالله إظهار الفقر وطلب المعونة منه على كل ما يزاوله من الأمور أي يعالجه وهو حقيقة العبودية
وقال ابن الأنباري الحول معناه في كلام العرب الحيلة يقال ما للرجل حول وما له احتيال وما له محالة وما له محال بمعنى واحد يريد أنه لا حيلة له في دفع شيء ولا قوة له من درك خير إلى بالله ومعناه التبرؤ من حول نفسه ومن قوته
وقال أبو هيثم الرازي قوله لاحول أصله الشيء إذا تحرك تقول لا حركة ولا إستطاعة إلا بالله وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال في تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله لاحول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعته إلا بمعونته قال الخطابي هذا أحسن ما جاء فيه ويقال لا حيل ولا قوة لغة حكاها الجوهري ويقال الحوقلة والحولقة والأول أكثر في كلامهم
اللهم رب هذه الدعوة التامة
إلى آخر الباب مذهب سيبويه والخليل ابن (1/52)
أحمد وسائر البصريين أن أصل اللهم يا الله وأن الميم بدل من يا وقال الفراء أصله يا الله أم بخير فحذف حرف النداء حكى المذهبين الأزهري
والدعوة التامة
قال الخطابي في كتاب شأن الدعاء وصفها بالتمام لأنها ذكر الله تعالى يدعىبها إلى طاعته وهذه الأمور التي تستحق صفة الكمال والتمام وما سواهما من أمور الدنيا فإنه معرض للنقص والفساد وكان الإمام أحمد رحمه الله تعالى يستدل بهذا على أن القرآن غير مخلوق قال لأنه ما من مخلوق إلا وفيه نقص
والصلاة القائمة
أي التي ستقوم وتفعل بصفاتها
والوسيلة
منزلة في الجنة ثبت ذلك في صحيح مسلم من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال أهل اللغة الوسيلة المنزلة عند الملك
والمقام المحمود
هو الشفاعة العظمى في موقف القيامة سمي بذلك لأنه يحمده فيه الأولون والآخرون حين يشفع لهم
قال أبو إسحاق الزجاج والذي صحت به الأخبار في المقام المحمود أنه الشفاعة ولفظ الحديث في صحيح البخاري وفي الترمذي وكثير من الكتب مقاما محمودا بلفظ التنكير فيكون الذي وعدته بدلا أو عطف بيان قيل جيء به منكرا تأدبا مع القرآن في قوله تعالى عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا الإسراء 79 ورواه الحافظ أبو بكر البيهقي في السنن الكبير المقام المحمود وكذلك أبو حاتم ابن حبان في كتاب الصلاة (1/53)
باب شروط الصلاة
الشرط
جمع شرط قال المصنف رحمه الله تعالى في الروضة ومما يعتبر للحكم الشرط وهو ما يلزم من إنتفائه إنتفاء الحكم كالإحصان مع الرجم والحول في الزكاة
فالشرط ما لا يوجد للشروط مع عدمه ولا يلزم أن يوجد عند وجوده وهو عقلي ولغوي وشرعي
فالعقلي كالحياة للعلم واللغوي كقوله إن دخلت الدار فأنت طالق والشرعي كالطهارة للصلاة والإحصان للرجم وسمي شرطا لأنه علامة على المشروط يقال أشرط نفسه للأمر إذا جعلها علامة عليه ومنه قوله تعالى فقد جاء أشراطها محمد 18 أي علاماتها هذا آخر كلامه فالشرط بسكون الراء يجمع على شروط كما قال هنا وعلى شرائط كما قال في العمدة والأشراط واحدها شرط بفتح الشين والراء والله أعلم
وهي ست
كذا هو في أصل المصنف يخط يده بغير هاء وقياسه وهي ستة بالهاء لأن واحدها شرط وهو مذكر تلزم الهاء في جمعه كقوله تعالى (1/54)
وثمانية أيام الحاقة 7 وتأويله أن يؤول الشرط بالشريطة قال الجوهري الشرط معروف وكذلك الشريطة وجمعا شرائط فكأنه قال باب شرائط الصلاة وهي ست كما قال في العمدة وكذا قال أبو الخطاب في الهداية
الظهر وهي الأولى
الظهر لغة الوقت بعد الزوال قال الجوهري والظهر بالضم بعد الزوال ومنه صلاة الظهر آخر كلامه
والظهر شرعا إسم للصلاة وهي من تسمية الشيء بإسم وقته وقولنا صلاة الظهر أي صلاة هذا الوقت قال القاضي عياض الأولى إسمها المعروف سميت بذلك لأنها أول صلة صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه و سلم قال المصنف (1/55)
رحمه الله في المغني وبدأ بها النبي صلى الله عليه و سلم حين علم أصحابه مواقيت الصلاة في حديث بريدة وغيره وبدأ بها أصحابه حين سئلوا عن الأوقات وتسمى الأولى والهجيرة والظهر
ووقتها من زوال الشمس إلى أن يصير ظل كل شيء مثله
وزال الشمس ميلها عن كبد السماء ويعرف ذلك بطول الظل بعد تناهي قصره كذا ذكره في المغني والظل أصله الستر ومنه أنا في ظل فلان ومنه ظل الجنة وظل شجرتها وظل الليل سواده وظل الشمس ما ستر الشخوص من مسقطها ذكره ابن قتيبة قال والظل يكون غدوة وعشية من أول النهار وآخره والفيء لا يكون إلا بعد الزوال لأنه فاء أي رجع
ثم العصر
وهي الوسطى قال الجوهري والعصران الغداة والعشي ومنه سميت صلاة العصر قال الأزهري وأما العصر فإنها سميت عصرا باسم (1/56)
ذلك الوقت والغداة والعشي يسميان العصرين تقول فلان يأتي فلانا العصرين والردين إذا كان يأتيه طرفي النهار آخر كلامه فكأنها والله أعلم سميت بإسم وقتها كما تقدم في الظهر
والوسطى
مؤنث الأوسط والأوسط والوسط الخيار قال أبو إسحاق الزجاج في المعاني وقيل في صفة النبي صلى الله عليه و سلم إنه من أوسط قومه أي من خيارهم والعرب تصف الفاضل النسب بأنه من أوسط قومه وهذا يعرف حقيقته أهل اللغة
قال الجوهري وفلان وسط في قومه إذا كان أوسطهم نسبنا وأرفعهم محلا ولا يستقيم أن تكون العصر وسطى بمعنى متوسطة لكون الظهر هي الأولى بل بمعنى الفضلى لثبوت ذلك فيها عن النبي صلى الله عليه و سلم
ثم المغرب
المغرب في الأصل مصدر غربت الشمس غروبا ومغربا ثم سميت الصلاة مغربا كما تقدم في الظهر والعصر أو على حذف المضاف أي صلاة المغرب
إلا ليلة جمع
ليلة جمع المراد بها مزدلفة وهي ليلة عيد الأضحى سميت مزدلفة جمعا لاجتماع الناس بها
ثم العشاء
قال الجوهري العشاء والعشية من صلاة المغرب إلى العتمة والعشاء بالكسر والمد مثله وزعم قوم أن العشاء من زوال الشمس إلى طلوع الفجر والعشاآن المغرب والعتمة آخر كلامه فكأنها سميت بإسم الوقت الذي (1/57)
تقع فيه كما ذكر من غيرها وقال الأزهري والعشاء هي التي كانت العرب تسميها العتمة فنهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك وإنما سموها عتمة بإسم عتمة الليل وهي ظلمة أوله وإعتمامهم بالإبل إذا راحت عليه النعم بعد المساء أناخوها ولم يحلبوها حتى يعتموا أي يدخلوا في عتمة الليل وهي ظلمته وكانوا يسمون تلك الحلبة عتمة بإسم عتمة الليل ثم قالوا لصلاة العشاء العتمة لأنها تؤدي في ذلك الوقت آخر كلامه يقال أعتم الليل إذا أظلم وعتم لغة وقال المصنف رحمه الله تعالى في المغني ولا يستحب العتمة وقال صاحب المستوعب ويكره أن تسمى العشاء العتمة
وعنه نصفه
يجوز ضم نون نصفه كما تقدم وهو مرفوع بالإبتداء ولا يجوز جره لما فيه من إعمال حرف الجر محذوفا وهو في مثل هذا مقصور على السماع كقول الشاعر ... إذا قيل أي الناس شر قبيلة ... أشارت كليب بالأكف الأصابع (1/58)
أي أشارت الأصابع بالأكف إلى كليب فلو قال وعنه إلى نصفه لم يحتج إلى هذا التكليف فحيث حذف فالتقدير وعنه آخر وقتها نصفه كأنه قال آخر وقتها ثلثة وعنه نصفه
ثم الفجر
قال الجوهري الفجر في آخر الليل كالشفق في أوله وقد أفجرنا كما تقول قد أصبحنا من الصبح وقال الأزهري سمي الفجر فجرا لإنفجار الصبح وهما فجران فالأول مستطيل في السماء يشبه بذنب السرحان وهو الذئب لأنه مستدق صاعد غير معترض في الأفق وهو الفجر الكاذب الذي لا يحل أداء صلاة الصبح ولا يحرم الأكل على الصائم
وأما الفجر الثاني فهو المستطير الصادق سمي مستطيرا لإنتشاره في الأفق قال الله تعالى ويخافون يوما كان شره مستطيرا الدهر 7 أي منتشرا فاشيا ظاهرا
إن أسفر المأمومون
يقال سفر الصبح وأسفر وهي أفصح وبها جاء القرآن قال الله تعالى والصبح إذا أسفر المدثر 34 قال الجوهري (1/59)
وأسفر الصبح أي أضاء وفي الحديث أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر أي صلوا صلاة الفجر مسفرين أي إسفارا يتيقن معه طلوع الفجر جمعا بينه وبين مواظبته صلى الله عليه و سلم على التغليس
اجتهد وصلي
قال الجوهري الإجتهاد بذلك الوسع في المجهود وكذلك جهد وأجهد حكاهما شيخنا في فعل وأفعل
قال المصنف رحمه الله تعالى في الروضة الإجتهاد التام أن يبذلك الوسع في الطلب إلى أن يحس من نفسه العجز عن مزيد طلب
لزمهم الصبح
أي صلاة الصبح والصبح بضم الصاد النهار وكسر الصاد لغة حكاها شيخنا رحمه الله في مثلثه
على الفور أو في الحال
قال الجوهري ذهبت في حاجة ثم أتيت فلانا من فوري أي قبل أن أسكن
أونسي الترتيب
أي نسي أن يقضي الصلوات مرتبة حال قضائها لا أنه نسي كيف فاتنة فإن ذلك لا يسقط الترتيب على الصحيح وقد ذكر المصنف رحمه الله في المغني فيمن فاتته ظهر وعصر ونسي أولاهما روايتين إحداهما يتحرى ويصلي والثانية يصلي الظهر أو عصر بين ظهرين ليرتب يقينا ولم يذكر في الكافي سوى هذا الإحتمال والله أعلم (1/60)
باب ستر العورة
قال الجوهري العورة سوءة الإنسان وكل ما يستحيا منه والجمع عورات بالتسكين وقرأ بعضهم على عورات النساء النور 31 بالتحريك والعوار بالفتح العيب وقد يضم عن أبي زيد والعوراء الكلمة القبيحة آخر كلامه كأنها سميت بذلك لقبح ظهورها وغض الأبصار عنها أخذا أخذا من العوار الذي هو العيب ومادة ع و ر موضوعة بإزاء ما فيه عيب كما أن مادة ك ف ر و ج ن موضوعتان بازاء الستر ولا حاجة إلى مثال ذلك لظهوره
والأمة
قال الجوهري الأمة خلاف الحرة والجمع إماء وآم قال الشاعر ... محلة سوء أهلك الدهر أهلها ... فلم يبق فيها غير آم خوالف ...
فيجتمع أيضا على إموان كأخ وإخوان وأصل أمة وأموة بالتحريك لجمعه على آم وهو أفعل كأينق وما كنت أمة ولقد أموت أموة والنسبة إلى أموي بالفتح وتصغيرها أمية
ما بين السرة والركبة
قال الجوهري السرة الموضع الذي قطع منه السر وهو ما تقطعه القابلة من سرة الصبي وفيه ثلاث لغات سر كقفل وسرر وسرر بفتح السين وكسرها يقال عرفت ذلك قبل أن يقطع سرك ولا تقل سرتك لأن السرة لا تقطع وإنما هي الموضع الذي قطع منه السر والركبة معروفة وجمعها ركبات بضم الكاف وركبات بفتحها وركبات بسكونها وكذلك كل اسم على فعله صحيح العين غير مشدد وقد قرئ بالثلاث (1/61)
قوله تعالى وهم في الغرفات آمنون سبأ 37 وليست السرة والركبة من العورة نص عليه الإمام أحمد
فإن اقتصر على ستر العورة
ستر بفتح السين مصدر ستر وبكسرها ما يستتر به ذكرهما أبو عبدالله بن مالك في مثلثه ويصلح الأمران هنا
على عائقه شيء
العاتق موضع الرداء من المكب يذكر ويؤنث
في درع وخمار وملحفة
درع المرأة قميصها وهو مذكر وجمعه أدراع ودرع الحديد مؤنية وحكى أبو عبيدة فيه التذكير وجمعه أدراع ودروع نقل الجميع الجوهري والخمار تقدم في باب المسح على الخفين والملحفة بكسر الميم معروفة قال أبو عبدالله بن مالك في مثلثه الملحف والملحفة اللحاف
ثوب حرير
يجوز تنوين ثوب وترك تنوينه على كون حرير مضافا إليه الثوب أو صفة
على المنصوص
إسم مفعول من نص الشيء إذا رفعه فكأنه مرفوع إلى الإمام قال الجوهري يقال نصصت الحديث إلى فلان رفعته إليه
يوميء إيماء
يقال ومأ إليه وأومأ إليه ووبأ وأوبأ وومى وأومى ذكره شيخنا أبو عبدالله بن مالك في فعل وأفعل فيجوز على هذه يوميء بهمز وتركه مع ضم ياء المضارعة ويجوز يمأ بهمز وتركه
وإمامهم في وسطهم
بسكون السين على ما ذكر في الخطبة
في ضيق
بفتح الضاد مخففا من ضيق قال الجوهري يقال ضاق التي يضيق ضيقا وضيقا فيجوز فيه هنا الفتح على أنه مخفف ضيق والكسر المصدر على حذف مضاف تقديره في ذي ضيق (1/62)
وهو أن يضطبع
وزنه يفتعل من الضبع وهو العضد لأنه لما وقعت تاء الإفتعال بعد حرف الأطباق الضاد وجب قلبها طاء لأن التاء من حروف الهمس والطاء من حروف الإستعلاء فأبدل من التاء حرف إستعلاء من مخرجها وسمي هذا اضطباعا لابداء الضبعين
وشد الوسط
هو بفتح السين على ما ذكر في الخطبة
شد الزنار
الزنار بضم الزاي وتشديد النون للنصارى
وإسبال شيء من ثيابه خيلاء
الخيلاء الكبر عن غير واحد من أئمة اللغة وهو مصدر خلت بمعنى اختلت يقال خال خيلة ومخالة وخيلانا وخيلاء وخيلاء وكسرها وخيلاء وخيلاء وكسرها وخالا ومخيلة تسعة مصادر
والمموه به
المموه المطلي بذهب أو فضة عن الجوهري
أو حكة
قال الجوهري الحكة بكسر الحاء الجرب
أو في الحرب
الحرب مؤنثة قال الله تعالى حتى تضع الحرب أوزارها محمد 47 هذا هو المشهور وحكى الجوهري عن المبرد أنها قد تذكر
الفرش
بضم الفاء والراء جمع فراش ويجوز سكون الراء ككتب وكتب
ويباح العلم
العلم بفتح العين واللام
طراز الثوب والعلم أيضا الراية وشق في الشفة العليا والعلامة والجبل وماله علم أي ونظير كله في كتاب الوجوه والنظائر
فما دون
مبنى على الضم كما تقدم
وكذلك الرقاع ولبنة الجيب
الرقاع جمع رقعة وهي هذه الخرقة (1/63)
المعروفة ولبنة الجيب بفتح اللام وكسر الباء قال ابن السكيت ومن العرب من يقول لبنة ولبن مثل لبدة ولبد قال صاحب المطالع جيب القميص طوقه الذي يخرج منه الرأس فعلى هذا اللبنة الزيق وقال الجوهري هو المحيط بالعنق
وسجف الفراء
سجف جمع سجاف بضم السين مع ضم الجيم وسكونها والفراء بكسر الفاء ممدودا واحده فرو بغير هاء عن الجوهري وحكى ابن فارس في المجمل فروة بالهاء وكذا حكاه الزبيدي في مختبصر العين والله أعلم باب إجتناب النجاسات
لاقي ببدنه
المراد بالملاقاة هنا المباشر قال المصنف رحمه الله تعالى في المغني وإن كانت النجاسة محاذية لجسمه في حال سجوده بحيث لا يلتصق بها شيء من بدنه ولا أعضائه لم يمنع صحة صلاته وإن كان طرف عمامته يسقط على نجاسة لم تصح صلاته وذكر ابن عقيل احتمالا فيما يقع عليه ثيابه خاصة أنه لا يشترط طهارته والمذهب الأول فأما إذا كان ثوبه يمس شيئا نجسا كثوب من يصلي إلى جانبه فقال ابن عقيل لا تفسد صلاته ويحتمل أن تفسد
جبر ساقه
جبر يستعمل لازما ومتعديا قال الجوهري يقال جبروت العظم وجبر هو نفسه جبورا أي انجبر وأما الساق فمؤنثة غير مهموزة وجمعها سوق مثل أسد وأسد وسيقان وأسؤق (1/64)
وهي ما بين القدم والركبة والساق أيضا ذكر القماري والسافان أمر الدنيا والآخرة والساق النفس
في المقبرة
المقبرة بتثليث الباء ذكرها ابن مالك في مثلثه قال الجوهري المقبرة بفتح الباء وضمها واحدة المقابر وقد جاء في الشعر المقبر وأنشد ... لكل أناس مقبر بفنائهم ... فهم ينقصون والقبور تزيد ...
وقبرت الميت دفنته وأقبرته أمرت بدفنه آخر كلامه ومقبرة بفتح الباء القياس والضم المشهور والكسر قليل وكلما كثر في مكان جاز أن يبنى من إسمه مفعلة كقولهم أرض مسبعة لما كثر فيها السباع ومذأبة لما كثر فيها الذئاب قال المصنف رحمه الله تعالى في المغني فإن كان في الأرض قبر أو قبران لم تمنع الصلاة فيها لأنها لا يتناولها اسم المقبرة
والحمام والحش وأعطان الإبل
الحمام مذكر بلا خلاف قال الجوهري والحمام مشدد واحد الحمامات المبنية قال المصنف رحمه الله تعالى في المغني ولا فرق في الحمام بين مكان الغسل وصب الماء وبين بيت المسلخ الذي تنزع فيه الثياب والأتون وكل ما يغلق عليه باب الحمام
والحش
بفتح الحاء وضمها البستان والحش أيضا بفتح الحاء وضمها المخرج لأنهم كانوا يفضون حوائجهم في البساتين وهي الحشوش فسميت الأخلية في الحضر حشوشا لذلك (1/65)
وأعطان الإبل
واحدها عطن بفتح العين والطاء قال الجوهري والعطن والمعطن واحد الأعطان والمعاطن وهي مبارك الإبل عند الماء لتشرب عللا بعد نهل فإذا استوفت ردت إلى المرعى وعطنت الإبل بالفتح تعطن وتعطن عطونا إذا رويت ثم بركت قال ابن فارس أعطان الإبل ما حول الحوض والبئر من مبارك الإبل ثم توسع في ذلك فصار أيضا إسما لما تقيم فيه وتأوي إليه
حكم المجزرة
المجزرة المكان الذي تجزر فيه المواشي قال الجوهري وجزرت الجزور أجزرها بالضم واجتزرتها إذا نحرتها والمجزر بالكسر موضع جزرها
والمزبلة وقارعة الطريق
المزبلة موضع الزبل بفتح الباء وضمها عن الجوهري قال والزبل السرجين قال الجوهري قارعة الطريق أعلاه وقال أبو السعادات قارعة الطريق وسطه وقيل أعلاه والمراد هنا نفس الطريق ووجهه
في الكعبة
قال الجوهري البيت الحرام يقال سمي بذلك لتربعه وقيل لعلوه ونتوئه وسميت المرأة كاعبا لنتوء ثدييها والله أعلم باب إستقبال القبلة
قال الواحدي القبلة الوجهة وهي الفعلة من المقابلة والعرب تقول ماله قبلة ولا دبرة إذا لم يهتد لجهة أمره وأصل القبلة في اللغة الحالة التي يقابل الشيء عليها كالجلسة للحال التي يجلس عليها إلا أنها الآن (1/66)
صارت كالعلم للجهة التي تستقبل في الصلاة قال ابن فارس سميت بذلك لأن الناس يقبلون عليها في صلاتهم
في السفر
السفر قطع المسافة وجمعه أسفار قال ثعلب سمي بذلك لأنه يسفر عن أخلاق الرجال من قولهم سفرت المرأة عن وجهها إذا أظهرته وحكى الفراء سفرت وأسفرت
إصابة العين
معناه استقبال نفس الكعبة وسميت الكعبة كعبة لإستدارتها وعلوها وقيل لتربعها وقد بنيت الكعبة خمس مرات ليس هذا موضع ذكر ذلك قال الجوهري وعين الشيء نفسه
وإصابة الجهة
الجهة أصلها وجهة قال الواحدي الوجهة اسم للمتوجه إليه
بمحاريب المسلمين
المحاريب واحدها محراب قال الفراء المحاريب صدور المجالس ومنه سمي محراب المسجد والمحراب الغرفة نقله عنه الجوهري
وأثبتها القطب
حكى ابن سيدة في المحكم في القطب صم القاف وفتحها وكسرها
قال المصنف رحمه الله تعالى في المغني وآكدها القطب الشمالي وهو نجم خفي حوله أنجم دائرة كفراشة الرحا في أحد طرفيها الفرقدان وفي الآخر الجدي وبين ذلك أنجم صغار منقوسة ثلاثة من فوق وثلاثة من أسفل وتدور هذه الفراشة حول القطب دوران فراشة الرحا حول سفودها في كل يوم وليلة دورة في الليل نصفها وفي النهار نصفها والقطب لا يبرح مكانه في جميع (1/67)
الزمان وقيل إنه يتغير تغيرا يسيرا لا يتبين ولا يؤثر وهو نجم خفي يراه حديد النظر إذا لم يكن القمر طالعا
ومنازلها
أي منازل الشمس والقمر وهي ثمانية وعشرون منزلا وهي الشرطان والبطين والثريا والدبران والهقعة والهنعة والذراع والنثرة الطرف والجبهة والزبرة بضم الزاي ويقال لها الخرتان والصرفة والعواء مشدودا ممدودا ومقصورا والسماك والعقر والزاباني بضم الزاي مقصورا والإكليل والقلب والشولة والنعائم والبلدة وسعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود وسعد الأخبية والفرغ المقدم والفرغ المؤخر بالغين المعجمة فيهما وبطن الحوت ويقال الرشاء فهذه ينزل القمر كل ليلة منزلا منها والشمس تنزل في كل منزل منها ثلاثة عشر يوما فيكون عودها إلى المنزل الذي نزلت به عند تمام حول كامل من أ وال السنة الشمسية فهذه المنازل يكون منها فيما بين غروب الشمس وطلوعها أربعة عشر منزلا ومن طلوعها إلى غروبها مثل ذلك ووقت الفجر منها منزلان ووقت المغرب منزل وهو نصف سدس سواد الليل وسواد الليل إثنا عشر منزلا هكذا ذكره المصنف في المغني
والرياح الجنوب
الجنوب بفتح الجيم وضمها يقال جنبت الريح وأجنبت إذا هبت جنوبا بضم الجيم والإسم الجنوب بفتح الجيم
والشمال مقابلتها
الشمال فيه سبع لغات مشهورة وقد نظمها شيخنا أبو عبدالله محمد بن مالك في هذا البيت وهو ... ريح الشمال شمول شمأل وكذا ... شمل شمائل أيضا شأمل شمل ...
وزاد صاحب الواعي شمالا ككتاب وشميلا كعليم فصارت تسعا (1/68)
يقال شملت الريح وأشملت إذا هبت شمالا والدبور بفتح الدال وضم الباء مخففة والصبا مقصور كعصا صبت الريح وأصبت هبت صبا ويجوز كتابة الصبا بالألف والياء كقولهم صبوان وصبيان
شطر وجه المصلي الأيمن
الشطر الناحية والأيمن منصوب نعتا لشطر وجه
ويتبع الجاهل
والمراد بالجاهل بأدلة القبلة وإن كان مجتهدا في غيرها
من يقلده
التقليد لغة وضع الشيء في العنق مع الإحاطة به ويسمى ذلك قلادة وهو في عرف الفقهاء قبول قول غيره من غير حجة أخذا من هذا المعنى فلا يسمى الآخذ بالكتاب والسنة والإجماع مقلدا باب النية
النية مشددة وحكي فيها التخفيف يقال نويت نية ونواة وأنويت كنويت حكاهما الزجاج في فعلت وأفعلت وانتويت كذلك حكاها الجوهري وهي في اللغة القصد وهو عزم القلب على الشيء وفي الشعر العزم على فعل الشيء تقربا إلى الله
ينوي الصلاة بعينها
يعني ظهرا أو عصرا أو نحو ذلك (1/69)
باب صفة الصلاة
ثم يقول الله أكبر
يقول بالرفع على الإستئناف لأنه لو نصب لكان معطوفا على المسنون والتكبير ركن ويجوز النصب على أن الجميع على هذه الصفة مسنون كما قال السنة في التيمم أن ينوي ويسمي ويضرب أي التيمم على هذه الصفة مسنون
الله أكبر
قال ابن سيدة حمله سيبويه على الحذف أي أكبر من كل شيء وقيل أكبر من أن ينسب إليه مالا يليق بوحدانيته وقال الأزهري قيل أكبر كبير كقولك هو أعز عزيز ومنه قول الفرزدق ... إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعز وأطول ...
أراد دعائمه أعز عزيز وأطول طويل آخر كلامه و أكبر أفعل تفضيل وهو لا يستعلم مجردا من الألف واللام إلى مضافا أو موصولا ب من لفظا أو تقديرا فلا يجزىء أن يقال الله الأكبر لأن الألف واللام لا تجامع الإضافة ولا من
منكبيه
واحدها منكب قال الجوهري المنكب مجمع عظم العضد والكتف
إلى فروع اذنيه
فروع جمع فرع وهو أعلى الأذن قال الجوهري فرع كل شيء أعلاه وجمع فروع
ثم يقول سبحانك الله وبحمدك
سبحانك اسم مصدر من قولك سبحت الله تسبيحا أي نزهته من النقائص وما لا يليق بجلاله وهو منصوب (1/70)
بفعل مقدر لا يجوز إظهاره ولا يستعمل إلا مضافا وقد جاء غير مضفاف في الضرورة فأما الواو في وبحمدك فقال المازني المعنى سبحتك اللهم بجميع آلائك وبحمدك سبحتك أي وبنعمتك التي هي نعمة توجب علي حمدا سبحتك لا بحولي وقوتي وسئل أبو العباس ثعلب عن قوله وبحمدك فقال أراد سبحتك بحمدك قال أبو عمر كأنه يذهب إلى أن الواو صلة
وتبارك إسمك تبارك فعل لا يتصرف فلا يستعمل منه غير الماضي ومعناه دام ودام خيره وقال العزيزي في غريب القرآن تبارك تفاعل من البركة وهي الزيادة والنماء والكثرة والإتساع أي البركة تكتسب وتنال بذكرك ويقال تبارك تقدس والقدس الطهارة ويقال تبارك تعاظم آخر كلامه
وتعالى جدك
جدك بفتح الجيم قال ابن الأنباري في كتاب الزاهر له أي علا جلالك وارتفعت عظمتك وأنشد ... ترفع جدك إني امرؤ ... سقتني الأعادي إليك السجالا ...
وقال الخطابي قال الله تعالى وأنه تعال جد ربنا الجن 3 معناه الجلال والعظمة وسيذكر في دعاء القنوت إن شاء الله تعالى
ولا إله غيرك
قال ابن الأنباري في الزاهر أيضا في إعرابه أربعة أوجه لا إله غيرك برفعهما وبناء الأول على الفتح مع نصب الثاني ورفعه والرابع رفع إله ونصب غيرك لوقوعه موقع أداة الإستثناء
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله أي الجأ إليه وأعتصم به قال (1/71)
أبو عثمان في الأفعال عاذ بالله عوذا وعياذا وأعاذ لجأ أليه والشيطان قال الواحدي هو كل متمرد عات من الجن والإنس قال الله تعالى شياطين الإنس والجن الأنعام 112 قال الليث الشيطان من شطن أي بعد لبعده من الخير وقيل مشتق من شاط يشيط إذا هلك واحترق والرجيم قال أبو البقاء في إعرابه هو فعيل بمعنى مفعول أي مرجوم بالطرد واللعن وقيل هو فعيل بمعنى فاعل أي يرجم غيره بالإغواء
بسم الله الرحمن الرحيم
الباء متعلق بمحذوف تقديره أبدأ بسم الله أو أتبرك وأسقطت الألف من الإسم طلبا للخفة لكثرة الإستعمال وقيل لما أسقطوا الألف ردوا طولها على الباء ليكون دالا على سقوط الألف وذكر أبو البقاء في الإسم خمس لغات إسم وأسم بكسر الهمزة وضمها وسم وسم بكسر السين وضمها وسمى كهدى وفي معناه ثلاثة أوجه أحدها أنه بمعنى التسمية والثاني أن في الكلام حذف مضاف تقديره باسم مسمى الله والثالث إن اسم زيادة من ذلك قول الشاعر ... إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر (1/72)
أي السلام عليكما
والرحمن الرحيم
قال أبو البقاء يجوز نصبهما على إضمار أعني ورفعهما على تقدير هو واختلفوا فيهما فقيل هما بمعنى واحد كندمان ونديم ذكر أحدهما بعد الآخر تطميعا لقلوب الراغبين وقيل هما بمعنبين فالرحمن بمعنى الرازق للخلق في الدنيا على العموم والرحيم بمعنى العافي عنهم في الآخرة وهو خاص بالمؤمنين ولذلك قيل يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ولذلك يدعى غير الله تعالى رحيما ولا يدعى رحمانا فالرحمن عام المعنى خاص اللفظ والرحيم عام اللفظ خاص المعنى
ولا يجهر بشيء من ذلك
يجهر بفتح الياء ويجوز ضمها يقال جهر بالفراء وأجهر بها إذا أعلنها
وليست من الفاتحة
الفاتحة لها ثلاثة أسماء مشهورة فاتحة الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني سميت فاتحة الكتاب لإفتتاح الكتاب بها وأم القرآن لأن منها بدئ بالقرآن ويقال لمكة أم القرى لأن الأرض دحيت من تحتها وقيل لأنها مقدمة وإمام لما يتلوها من السور ويبدأ بكتابتها في المصاحف ويقرأ بها في الصلاة والسبع المثاني لأنها تثنى في الصلاة فيقرأ بها في كل (1/73)
ركعة وقال مجاهد لأن الله تعالى ثناها لهذه الأمة فذخرها لهم وهي مكية عند الأكثرين وقال مجاهد مدنية وقيل نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة والصحيح الأول لأن الله تعالى امتن على رسوله صلى الله عليه و سلم بقوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني الحجر 87 وسورة الحجر مكية فلم يكن ليمتن عليه بها قبل نزولها
لزمه استئنافها
أي ابتداؤها
قال آمين
آمين فيها لغتان مشهورتان قصر الألف ومدها وحكي عن حمزة والكسائي المد والإمالة وحكى القاضي عياض وغيره لغة رابعة تشديد الميم مع المد قال أصحابنا ولا يجوز تشديد الميم مع المد لأنه يخل بمعناه فيجعله بمعنى قاصدين كما قال الله تعالى ولا آمين البيت الحرام المائدة 2 وقال أبو العباس ثعلب ولا تشدد الميم فإنه خطا وأما معناه فقال ابن عباس كذلك يكون وروي عن الليث ومجاهد أنه إسم من أسماء الله تعالى وقال الزجاج معناه اللهم استجب
أن يترجم عنه
قال الجوهري وقد ترجم كلامه إذا فسره بلسان آخر
من طول المفصل
طوال بكسر الطاء لا غير جمع طويل وطوال بضم الطاء الرجل الطويل وطوال بفتحها المدة ذكره أبو عبدالله بن مالك أنه من أول ق والثاني أنه من أول الحجرات والثالث من أول الفتح والرابع من أول القتال والصحيح الأول لما روى أبو داود في سننه عن أوس بن حذيفة قال سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم (1/74)
كيف يحزبون القرآن قالوا ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاثة عشرة وحزب المفصل وحده ورواه الإمام أحمد والطبراني وفي آخره وحزب المفصل من ق حتى تختم وفي تسميته بالمفصل أربعة أقوال أحدها لفصل بعضه عن بعض والثاني لكثرة الفصل بينها ببسم الله الرحمن الرحيم والثالث لاحكامه والرابع لقلة المنسوخ فيه
وفي المغرب من قصاره
قصاره بكسر القاف جمع قصيرة ككريمة وكرام
وفي الباقي من أوساطه
أوساط جمع وسط بتحريك السين بين القصار والطوال قال الجوهري شيء وسط بين الجيد والرديء وقال الواحدي الوسط اسم لما بين طرفي الشيء
ويركع مكبرا
قال ابن الأنباري الركوع في اللغة الإنحناء يقال ركع الشيخ إذا انحنى من الكبر قال لبيد ... أليس ورائي إن تراخت منيتي ... لزوم العصا تحنى عليها الأصابع ... أخبر أخبار القرون التي مضت ... أدب كأني كلما قمت راكع ...
حيال ظهره
أي بازائه وقبالته
ويجافي مرفقيه عن جنبيه
أي يباعدهما وهو من الجفاء وهو البعد عن الشيء يقال جفاه إذا بعد عنه وأجفاه إذا أبعدوه وكذلك المجافاة في السجود مباعدة العضدين عن الجنبين والبطن عن الفخذين (1/75)
وهو أدنى الكمال
قال الجوهري الكمال التمام قال الإمام أحمد في رسالته جاء عن الحسن البصري أنه قال التسبيح التام سبع والوسط خمس وأدناه ثلاث وقال القاضي الكامل إن كان منفردا مالا يخرجه إلى السهو وإن كان إماما ما لا يشق على المأمومين ويحتمل أن يكون الكامل عشر تسبيحات وقال أبو عبدالله السامري ولا حد لأكثر الكامل مالم يخف السهو وبالإطالة أو يشق على المأمومين
سمع الله لمن حمد
لفظه خبر ومعناه الدعاء بالإستجابة قال الخطابي معنى سمع استجاب قال قد يحتمل أن يكون دعاء من الإمام للمأمومين لأنهم يقولون ربنا لك الحمد وعلى مذهب أكثر العلماء في جمع الإمام والمأموم بين كلمتين فتشيع الدعوة من كلا الطائفتين لنفسه ولأصحابه آخر كلامه
ربنا ولكل الحمد
صحت الرواية بإثبات الواو ودونها فكلاهما مجزىء إلا أن الأفضل بالواو وقال القاضي عياض بإثبات الواو ويجمع معنيين الدعاء والإعتراف أي ربنا استجب لنا ولك الحمد على هدايتك إيانا ويوافق قول من قال سمع الله لمن حمده بمعنى الدعاء وعلى حذف الواو يكون بالحمد مجردا ويوافق قول من قال سمع الله لمن حمده خبر
ملء السماء وملء الأرض
قال الخطابي هذا كلام تمثيل وتقريب والكلام لا يقدر بالمكاييل ولا تحشى به الظروف ولا تسعه الأوعية وإنما المراد تكثير العدد حتى لو قدر أن تكون تلك الكلمات أجساما تملأ الأماكن لبلغت من كثرتها ما يملأ السموات والأرضين قال وقد يحتمل أيضا أن يكون المراد به أجرها وثوابها ويحتمل أن يراد به التعظيم لها والتفخيم لشأنها كما يقول القائل تكلم فلان اليوم بكلم كأنها جبل وحلف بيمين كالسموات والأرضين كما يقال هذه الكلمة تملأ طباق الأرض أي إنها تسير (1/76)
وتنشر في الأرض كما قالوا كلمة تملأ الفم وتملأ السمع ونحوها من الكلام والملء بكسر الميم الإسم وبفتحها المصدر من قولك ملأت الإناء املؤه ملأ آخر كلام الخطابي والمشهور في الرواية ملء بالنصب ووجهه أنه صفة لمصدر محذوف كأنه قال كل الحمد حمدا ملء السماء ويجوز الرفع بحيث قال بعض المتأخرين لا يجوز غيره ووجهه أنه صفة للحمد أي لك الحمد الماليء لأن ملء وإن كان جامدا فهو بمعنى المشتق ويجوز أن يكون عطف بيان
ويخر ساجدا
قال ابن الأنباري السجود يرد بمعان منها الإنحناء والميل من قولهم سجدت الدابة وأسجدت إذا خفضت رأسها لتركب ومنها الخشوع والتواضع ومنها التحية قال الجوهري سجد خضع ومنه سجود الصلاة
يفرش رجله
بفتح الياء والمشهور فيه ضم الراء وذكر القاضي عياض في المشارق كسر الراء ولم يحك الضم
معتمدا على صدور قدميه
قال الجوهري صدر كل شيء أوله القدمان ليس لهما سوى صدرين لكنه جيء به بلفظ الجمع لأن كل مثنى معنى مضاف إلى متضمنه يختار فيه لفظ الجمع على لفظ الأفراد ولفظ الأفراد على لفظ التثنية مثال الأول قوله تعالى فقد صغت قلوبكما التحريم 4 ومثال الثاني قول الشاعر ... حمامة بطن الواديين ترنمي ... سقاك من الغر الغوادي مطيرهما (1/77)
ومثال الثالث قول الآخر ... ومهمهين قذفين مرتين ... ظهراهما مثل ظهور الترسين ...
المهمه
المفازة البعيدة والقذف البعيد والمرت الذي لا نبات فيه
فيعتمد
بضم الدال على الإستئناف
جلسة الإستراحة
بفتح الجيم لأنها مرة من الجلوس ويجوز كسر الجيم بتقدير إرادة الهيئة لأن فيها قدرا زائدا على الجلسة وذلك هو الهيئة
على قدميه وأليتيه
القدم مؤنثة وهي معروفة وقال الجوهري الألية بالفتح ألية الشاة ولا تقل إلية ولا لية فإذا ثنيت قلت أليان فلا تلحقه التاء وقال الراجز ترتج ألياه ارتجاج الوطب
وقال القاضي عياض في المشارق في حديث الملاعنة سابغ الأليتين بفتح الهمزة وسكون اللام وهما اللحمتان المؤخرتان اللتان تكتنفان مخرج الحيوان وهمامن ابن آدم المقعدتان وجمعهما أليات بفتح اللام
إلا في تكبيرة الإحرام والإستفتاح
تكبيرة الإحرام هي التكبيرة التي يدخل بها في الصلاة سميت بذلك لأنه يحرم عليه بها ما كان حلالا من مفسدات الصلاة كالأكل والكلام ونحو ذلك قال الجوهري وأحرم الرجل إذا دخل في حرمة لا تهتك والإستفتاح مصدر استفتح والمراد به ها هنا الذكر قبل الإستعاذة من سبحانك اللهم وبحمدك ونحوه
على فخذه اليمنى
الفخذ مؤنثة وهي بفتح الفاء وكسر الخاء ويجوز فيها كسر الفاء كالإبل ويجوز إسكان الخاء مع فتح الفاء وكسرها قال (1/78)
ابن سيده وغيره من أهل اللغة وهذه اللغات الأربع جارية في كل إسم أو فعل ثلاثي عينه حرف حلق مكسور كشهد وحروف الحلق ستة والعين والحاء والهاء والخاء والغين والهمزة ولا تجوز اللغات الأربع فيما لامه حرف حلق كبلغ وسمع ونحوهما
يقبض منها الخنصر والبنصر ويحلق الإبهام مع الوسطى
الخنصر بكسر الخاء والصاد الإصبع الصغرى وجمعها خناصر والبنصر بكسر الباء والصاد الأصبع التي تلي الخنصر وجمعها بناصر والإبهام بوزن الإسلام قال الجوهري والإبهام الإصبع العظمى وهي مؤنثة وجمعها أباهيم ويحلق الإبهام مع الوسطى قال القاضي عياض فجمع بين طرفيها فحكى بهما الحلقة
ويشير بالسبابة
قال القاضي السبابة الإصبع التي تلي الإبهام وهي المسبحة أيضا قيل سميت السبابة لأنهم كانوا يشيرون بها إلى السب والمخاصمة
التحيات لله
التحيات جمع تحية روي عن ابن عباس رضي الله عنهما التحية العظمة وقال أبو عمور التحية املك وقال ابن الأنباري التحيات السلام وقال بعض أهل اللغة البقاء وحكى الأربعة المصنف رحمه الله في المغني وقيل السلامة من الآفات قال أبو السعادات وإنما جمع التحية لأن ملوك الأرض يحيون بتحيات مختلفة فيقال لبعضهم أبيت اللعن ولبعضهم أنعم صباحا ولبعضهم اسلم كثيرا ولبعضهم عش ألف سنة فقيل للمسلمين قولوا التحيات لله أي الألفاظ التي تدل على السلام والملك والبقاء هي لله عز و جل
والصلوات
هي الصلوات الخمس عن ابن عباس وقال عياض في المشارق والصلوات لله قيل الرحمة له ومنه أي هو المتفضل بها وقيل الصلوات (1/79)
المعلومة في الشعر أي هو المعبود بها وقال الأزهري هي العبادات كلها وقيل هي الأدعية
والطيبات
هي الأعمال الصالحة عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال ابن الأنباري الطيبات من الكلام حكاهما في المغني
السلام عليك
قال الأزهري فيه قولان أحدهما اسم السلام ومعناه اسم الله عليك ومنه قول لبيد ... إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
والثاني أن معناه سلم الله عليك تسليما وسلاما ومن سلم الله عليه سلم من الآفات كلها
أيها النبي
قال القاضي عياض النبيء مهموز ولا يهمز من جعله من النبأ همزه لأنه ينبيء الناس أو لأنه ينبأ هو بالوحي ومن لم يهمز إما سهله وإما أخذه من النبوة وهي الإرتفاع لرفعة منازلهم على الخلق وقيل هو مأخوذ من النبيء الذي هو الطريق لأنهم هم الطرق إلى الله تعالى
وبركاته
جمع بركة قال الجوهري البركة النماء والزيادة وكذلك نقل القاضي عياض وغيره
وعلى عباد الله الصالحين
عباد جمع عبد وله أحد عشر وجها جمعها شيخنا أبو عبدالله بن مالك رحمه الله في هذين البيتين ... عباد عبيد جمع عبد وأعبد ... أعابد معبودات معبدة عبد ... كذلك عبدان وعبدان أثبتا ... كذاك العبدي وامدد إن شئت أن تمد ...
وقال أبو علي الدقاق ليس شيء أشرف ولا إسم أتم للمؤمن من الوصف (1/80)
بها والصالحين جمع صالح قال صاحب المشارق وغيره الصالح وهو القائم بما عليه من حقوق الله تعالى وحقوق العباد
أشهد أن لا إله إلا الله
قال الجوهري الشهادة خبر قاطع والمشاهدة المعاينة فقول الموحد أشهد أن لا إله إلا الله بمعنى أخبر بأني قاطع بالوحدانية فالقطع من فعل القلب واللسان مخبر عن ذلك والله مرفوع على البدل من موضع لا إله لأن موضع لا مع إسمها رفع بالإبتداء ولا يجوز نصبه حملا على إبداله من إسم لا المنصوب لأن لا لا تعمل النصب إلا في نكرة متفية والله معرف مثبت وهذه الكلمة وإن كان ابتداؤها نفيا فالمراد بها غاية الإثبات ونهاية التحقيق فإن قول القائل لا أخ لي سواك ولا معين لي غيرك آكد من قوله أنت أخي وأنت معيني ومن خواصها أن حروفها كلها مهملة ليس فيها حرف معجم تنبيها على التجرد من كل معبود سوى الله تعالى ومن خواصها أن جميع حروفها جوفية ليس فيها شيء من الشفوية وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال أفضل الذكر لا إله إلا الله
هذا التشهد الأول
سمي التشهد تشهدا لأن فيه شهادة أن لا إله إلا الله وهو تفعل من الشهادة
وعلى آل إبراهيم
إبراهيم فيه ست لغات إبراهيم وإبراهام وإبراهوم وإبراهم وإبرهم وإبرهم وقد نظمها أبو عبدالله ابن مالك فقال (1/81)
تثليثهم هاء إبراهيم صح بمد أو قصر ووجها الضم قد عرفا وجمعه أباره وبراهم وبراهمه قال الماوردي معناه بالسريانية أب رحيم قال الجوهري وتصغيره أبيرة لأن الألف أصل غير زائدة وكذلك إسماعيل وإسرافيل وهذا قول المبرد وبعضهم يتوهم أن الهمزة زائدة إذا كان الإسم أعجميا لا يعلم إشتقاقه فيصغره على بريهم وسمعيل وسريفل وهذا قول سيبويه وهو حسن والأول قياس ومنهم من يقول بريه بطرح الهمزة والميم
ثم يقول اللهم صل
قد تقدم معنى الصلاة والآل في الخطبة فلا يعاد واللهم أصله يا الله حذف حرف النداء وعوض عنه بالميم
إنك حميد مجيد
قال الخطابي الحميد هو المحمود الذي استحق الحمد بفعاله وهو فعيل بمعنى مفعول وهو الذي يحمد في السراء والضراء والشدة والرخاء لأنه حكيم لا يجري في أفعاله غلط ولا يعترضه الخطأ فهو محمود على كل حال وقال الخطابي أيضا المجيد هو الواسع الكرم وأصل المجد في كلامهم السعة يقال رجل ماجد إذا كان سخيا واسع العطاء وقيل في تفسير قوله تعالى والقرآن المجيد ق 2 معناه الكريم وقيل الشريف وقال القاضي عياض المجيد العظيم وقيل المقتدر على الأنعام والفضل
من عذاب جهنم
جهنم لا تنصرف للمعرفة والتأنيث قاله الجوهري وقال هي من أسماء النار التي يعذب الله بها عباده ويقال هو فارسي معرب وقال ابن الجواليقي وقيل إنه عربي
ومن فتنة المحيا والممات
أصل الفتنة الإختبار ثم استعملت فيما أخرجه الإختبار إلى المكروه ثم استعملت في المكروه فجاءت بمعنى الكفر في قوله تعالى والفتنة أكبر من القتل البقرة 217 وبمعنى الإثم كقوله تعالى ألا في الفتنة سقطوا التوبة 49 وبمعنى الإحراق كقوله تعالى إن (1/82)
الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ومنه أعوذ بك من فتنة النار وبمعنى الإزالة والصرف كقوله تعالى وإن كادوا ليفتنونك الإسراء 73 والمحيا والممات مفعل من الحياة والموت تقع على المصدر والزمان والمكان وفتنة المحيا كثيرة وفتنة الممات فتنة القبر وقيل عند الإحتضار والجمع بين فتنة المحيا والممات وفتنة الدجال وعذاب القبر من باب ذكر الخاص مع العام ونظائره كثيرة
ومن فتنة المسيح الدجال
المسيح إثنان نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام والدجال ولم يختلف في ضبط المسيح عيسى على ما هو في القرآن وإنما اختلف في معناه فقيل سمي مسيحا لمسحه الأرض فعيل بمعنى فاعل وقيل لأنه كان إذا مسح ذا عاهة برئ من دائه وقيل لأنه كان ممسوح القدم لا أخمص له وقيل لأن الله تعالى مسحه أي خلقه خلقا حسنا والمسحة الجمال والحسن وقيل لأن زكريا مسحه عند ولادته وقيل لأنه خرج ممسوحا بالدهن وقيل بل المسيح بمعنى الصديق وأما الدجال فهو مثل المسيح عيسى في اللفظ عن عامة أهل المعرفة والرواية وعن أبي مروان سراج وغيره كسر الميم مع تشديد السين وأنكره الهروي وجعله تصحيفا وقال بعضهم كسر الميم للتفرقة بينه وبين عيسى عليه السلام وقال الحربي بعضهم يكسرها في الدجال ويفتحها وكل سواء وقال أبو الهيثم والمسيح بالحاء المهملة ضد المسيخ بالخاء المعجمة مسحه الله إذ خلقه خلقا حسنا ومسخ الدجال إذ خلقه ملعونا وقال أبو عبيد المسيح الممسوح العين وبه سمي الدجال وقال غيره لمسحه الأرض فهو بمعنى فاعل وقيل المسيح الأعور وبه سمي الدجال وقيل أصله مشيح فيهما فعرب وعلى هذا (1/83)
اللفظ ينطق به العبرانيون والدجال سمي دجالا من الدجل وهو طلي البعير بالقطرن فسمي بذلك لتمويهه بباطله وقيل من التغطية ويقال الدجال في اللغة الكذاب وقيل سمي بذلك لضربه نواحي الأرض وقطعه لها ودجل ودجل إذا فعل ذلك كله عن القاضي عياض رحمه الله تعالى
وإن دعا بما ورد في الأخبار فلا بأس الأخبار جمع خبر قال المصنف رحمه الله في المغني وقول الخرقي
بما ذكر في الأخبار يعني أخبار النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه والسلف
السلام عليكم وC
تقدم ذكر السلام فإن قال سلام عليكم منكرا أجزأه في أحد الوجهين فإن نكسه فقال عليكم السلام لم يجزه وقال القاضي فيه وجه أنه يجزئه
وعن يساره
اليسار بفتح الياء ويجوز كسرها والأول أفصح قال العزيزي في آخر غريب القرآن له قيل ليس في كلام العرب كلمة أولها ياء مكسورة إلا يسار ويسار لليد ويقال يعار من قولهم يعر الجدي إذا صاح
أو رباعية
أي أربع ركعات وهي الظهر والعصر والعشاء بتشديد الياء نسبة إلى رباع المعدول عن أربعة كثلاث تقول في المذكر رباعي وفي المؤنث رباعية
متوركا
هو متفعل من الورك قال الجوهري والتورك على اليمنى وضع الورك في الصلاة على الرجل اليمنى والورك ما فوق الفخذ وهي مؤنثة وقد تخفف مثل فخذ وفخذ وزاد القاضي عياض لغة ثالثة وهي كسر الواو مع سكون الراء على وزن وزر (1/84)
وتجلس متربعة
التربع هو الجلوس المعروف وهو إسم فاعل مؤنث من تربيع وتربع مطاوع ربع لأن صاحب هذه الجلس قد ربع نفسه كما يربع الشيء إذا جعل أربعا والأربع هنا الساقان والفخذان ربعها بمعنى أدخل بعضها تحت بعض
أو تسدل رجليها
بفتح التاء مع ضم الدال وكسرها وبضم التاء مع كسرها الدال ثلاث لغات في المضارع وفي الماضي لغتان سدل وأسدل والأول أكثر وأشهر كل ذلك عن ابن سيده في المحكم ومعناه تسدلهما
وافتراش الذراعين
الإقعاء مصدر أقعي يقعي اقعاء قال الجوهري أقعي الكلب إذا جلس على استه مفترشا رجليه وناصبا يديه وقد جاء النهي عن الإقعاء في الصلاة وهو أن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين هذا تفسير الفقهاء فأما أهل اللغة فالإقعاء عندهم أن يلصق الرجل أليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويتساند إلى ظهره هذا آخر كلامه وقال القاضي عياض في المشارق وهو أن يلصق أليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه في الأرض كما يقعي الكلب قاله أبو عبيد وتفسير الفقهاء أن يضع أليتيه على صدور عقبيه والقول الأول أولى وقال المصنف رحمه الله في المغني هو أن يفرش قدميه ويجلس على عقبيه بهذا وصفه الإمام أحمد قال أبو عبيد هذا قول أهل الحديث والإقعاء عند العرب جلوس الرجل على أليتيه ناصبا فخذيه مثل إقعاء الكلب والسبع ولا أعلم أحدا قال بالإستحباب على هذه الصفة (1/85)
وهو حاقن
يقال حقن فلان بوله فهو حاقن إذا حبسه ويقال أحقنه فهو محقن وأنكره الكسائي والحاقب الذي احتبس غائطه وفي معناها في الكراهة من به ريح محتبسة
بحضرة طعام
قال الجوهري بحضرة فلان أي بمشهد منه وحكى يعقوب في الإصلاح فيه ثلاث لغات فتح الحاء وضمها وكسرها
تتوق نفسه
قال الجوهري تاقت نفسي إلى الشيء توقا وتوقانا يقال المرء تواق إلى ما لم ينل
ويكره التخصر
التخصر وضع يده على خاصرته نص على ذلك المصنف رحمه الله في المغني وغير المصنف
والتروح وفرقعة الأصابع وتشبيكها
التروح تفعل من الريح والريح أصله الواو كقولهم أروح الماء وجمعها على أرواح قال الجوهري يقال تروحت بالمروحة والمراد هنا أن يروح المصلي على نفسه بمروحة أو خرقة أو غير ذلك وفرقعة الأصابع قال الجوهري الفرقعة تنقيض الأصابع وقد فرقتها فتفرقعت قال الحافظ أبو الفرج ونهى ابن عباس عن التفقيع في الصلاة وهي الفرقعة وتشبيك الأصابع إدخال بعضها في بعض
وعد الآي
قال الجوهري جمع الآية آي وآيات والآية العلامة أصله أو ية بالتحريك قال سيبويه موضع العين من الآية واو لأن ما كان موضع العين منه واو واللام ياء أكثر مما موضع العين واللام منه ياءآن وقال الفراء هي من الفعل فاعلة وإنما ذهبت منه اللام ولوجاءت تامة لجاءت آبية وقال صاحب المشارق وآيات الساعة علاماتها وكذلك آيات (1/86)
القرآن سميت بذلك لأنها علامة على تمام الكلام وقيل لأنها جماعة من كلمات القرآن وقال الجوهري ومعنى الآية من كتاب الله أي جماعة حروف
وقتل الحية والعقرب والقملة
الحية تكون للذكر والأنثى وإنما دخلته الهاء لأنه واحد من جنس كبطة ودجاجة على أنه قد روي عن العرب رأيت حيا على حية والحيوت ذكر الحيات والعقرب واحدة العقارب وهي تؤنث والأنثى عقربة وعقرباء ممدود غير مصروف والذكر عقربان والعقربان ايضا دابة لها أرجل طوال والقملة واحدة القمل معروفة والقمل دويبة من جنس القردان إلا أنها أصغر منا تركب البعير عند الهزال كله عن الجوهري
تكرار الفاتحة
تكرار بفتح التاء مصدر كرر الشيء تكرارا وتكريرا
إذا ارتج عليه
هو من ارتجت الباب ورتجته إذا أغلقته قال الجوهري وارتج على القاريء على ما لم يسم فاعله إذا لم يقدر على القراءة كأنه أطبق عليه كما يرتج الباب وكذلك ارتيج عليه ولا تقل ارتج عليه بالتشديد
صفحت ببطن كفها
قال الجوهري التصفيح مثل التصفيق وقال صاحب المشارق معناهما متقارب وقيل هما سواء وقيل التصفيح بالحاء الضرب بظاهر إحداهما على باطن الأخرى وقيل بل بإصبعين من إحداهما على صفحة الأخرى والتصفيق الضرب بجميع إحدى الصفحتين على الأخرى كله نقله القاضي عياض
وإن بدره البصاق
البصاق بالصاد والسين والزاي حكاه الجوهري وغيره هو معروف وعند بني العنبر السين تقلب صادا بإطراد قبل الخاء والغين المعجمتين والطاء المهملة والقاف وقد نظمت ذلك في بيتين (1/87)
السين تقلب صادا عند أربعة ... الخاء والغين ثم القاف والطاء ... إلى بني العنبر المذكور نسبته ... كالسطل والصدع تسخير وإسقاء ...
إلى سترة مثل آخرة الرحل
قال الجوهري السترة ما يستر به كائنا ما كان وكذلك الستارة وقال في قادمتي الرحل ست لغات مقدم ومقدمة ومقدم ومقدمة بفتح الدال مشددة وقادم وقادمة وكذلك هذه اللغات كلها في آخرة الرحل وقال صاحب المشارق آخرة الرحل ممدودا عود في مؤخرة وهو ضد قادمته قال الجوهري والرحل رحل البعير وهو أصغر من القتب
وإن لم تكن سترة
تكن تامة وسترة بالرفع فاعله
الأسود البهيم
البهيم الذي لايخالطه لونه لون آخر ولا يختص بالأسود عن الجوهري وغيره
أركان الصلاة
الأركان جمع ركن قال الجوهري ركن الشيء جانبه الأقوى والمراد هنا وفي الحج ما يبطل العبادة عمده وسهوه
وتكبيرة الإحرام
سميت بذلك لأن بها حرم على المصلي ما كان مباحا له من مفسدات الصلاة وسنذكر أتم من هذا في أول باب الإحرام إن شاء الله تعالى
والإعتدال عنه
الإعتدال الإستقامة قال الجوهري يقال عدلته فاعتدل أي قومته فاستقام وكل مثقف معتدل
والطمأنينة
بضم الطاء وبعدها ميم مفتوحة وبعدها همزة ساكنة ويجوز تخفيفها بقلبها ألفا قال الجوهري اطمأن الرجل اطمئنانا وطمأنينة سكن واطبأن مثله على الإبدال وقال المصنف رحمه الله في المغني ومعنى الطمأنينة أن يمكث إذا بلغ حد الركوع قليلا (1/88)
عمدا
هو مصدر عمدت للشيء أعمد عمدا أي تعمدت وهو نقيض الخطأ كله عن الجوهري
بطلت صلاته
بطلت بفتح الباء والطاء أي فسدت والباطل والفاسد إسمان لمسمى واحد وهو مالم يكن صحيحا قال المصنف رحمه الله في الروضة فالصحة اعتبار الشرع الشيء في حق حكمه ويطلق على العباداتمرة وعلى العقود أخرى فالصحيح من العبادات ما أجزأ وأسقط القضاء ومن العقود كل ما كان سببا لحكم إذا أفاد حكمه المقصود منه فهو صحيح وإلا فهو باطل
والتسميع والتحميد
التسميع مصدر سمع إذا قال سمع الله لمن حمده والتحميد مصدر حمد إذا قال ربنا ولك الحمد كالتسبيح مصدر من سبح إذا قال سبحان الله
الإستفتاح
هو عبارة عن الذكر المشروع بين تكبيرة الإحرام والإستعاذة للقراءة من سبحانك اللهم أو وجهت وجهي أو نحوهما سمي بذلك لأنه شرع ليستفتح به في الصلاة
والقنوت في الوتر
قال الجوهري القنوت الطاعة هذا هو الأصل ومنه قوله تعالى والقانتين والقانتات الأحزاب 35 ثم سمي القيام في الصلاة قنوتا ومنه قنوت الوتر وقال صاحب المشارق القنوت يتصرف يكون دعاء وقياما وخشوعا وصلاة وسكوتا وطاعة والوتر الفرد بكسر الواو وفتحها والمراد هنا وتر صلاة الليل المعروف (1/89)
باب سجود السهو
قال صاحب المشارق السهو في الصلاة النسيان فيها وقيل هو الغفلة وقيل النسيان عدم ذكر ما قد كان مذكورا والسهو ذهول وغفلة عما كان مذكورا وعما لم يكن
وشك
قال الجوهري الشك خلاف اليقين وفي إصطلاح أصحاب الأصول الشك ما استوى طرفاه فإن ترجح أحدهما فالراجح عندهم ظن والمرجوح وهم
قهقهة
قال الجوهري القهقهة في الضحك معروفة وهو أن يقول قه قه ويقال فيه قه وقهقه بمعنى وقد جاء في الشعر مخففا قال ... وهن في تهافت وفي قه التهانف ...
ضحك فيه فتور كضحك المستهزئ
أو النحب
قال الجوهري النحيب رفع الصوت بالبكاء وقد نحب ينحب بالكسر نحيبا والإنتحاب مثله
فبان حرفان
يقال بان الشيء بيانا وتبيانا ظهر وأبان كذلك ذكره شيخنا في فعل وأفعل
إلا ما كان في خشية الله تعالى
أي من خوفه عن الجوهري وعيره والخشية أحد مصادر خشي وهي ستة نظمها شيخنا أبو عبدالله بن مالك في بيت وهو ... خشيت خشيا ومخشاة ومخشية ... وخشية وخشاة ثم خشيانا (1/90)
أربع سجدا من أربع ركعات
هو بفتح جيم سجدات وكاف ركعات جمع سجدة وركعة وكذا بابه والضابط فيه أن كل اسم ثلاثي مؤنث بتاء ودونها صحيح العين فإن كان مفتوح الفاء حركت عينه بحركتها كسجدات ونحوها وإن كان مضموم الفاء أو مكسورها ففيه ثلاثة أوجه الإتباع والفتح والسكون
والإمام على غالب ظنه
يجوز نصب الإمام عطفا على إسم أن ورفعه على الإبتداء وكذلك كل ما عطف على إسم إن بعد الخبر ومنه قوله تعالى وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة الجاثية 32 بالرفع والنصب
إلا أن يسهو إمامه فيسجد
بنصب يسجد عطفا على يسهو لأن لوجوب السجود على المأموم حتما شرطين سهو إمامه وسجوده باب صلاة التطوع
التطوع تفعل من طاع يطوع إذا انقاد
ثم الوتر
يجوز فيه الجر عطفا على الكسوف والإستسقاء والرفع أجود عطفا على صلاة
وأن أوتر
يقال وتر الصلاة إذا جعلها وترا وأوتر أكثر نقلها أبو عثمان وغيره
سد ثمانيا
وقوله في الضحى وأكثرها ثمان وسائر ما ورد عليك في الكتاب قال الجوهري ثمانية رجال وثماني نسوة وهو في الأصل منسوبة إلى الثمن لأنه الجزء الذي صير السبعة ثمانية فهو ثمنها ثم فتحوا أوله (1/91)
وحذفوا منه إحدى ياءي النسب وعوضوا منها الألف كما فعلوا في المنسوب إلى اليمن فثبتت ياؤه عند الإضافة والنصب كما ثبتت ياء القاضي وتسقط مع التنوين عند الرفع والجر وما جاء في الشعر غير مصروف فعلى توهم أنه جمع
يقرأ في الأولى سبح
سبح علم على السورة المبدوءة ب سبح اسم ربك الأعلى الأعلى 1 ذهب جماعة من الصحابة والتابعين إلى أن معناه قل سبحان ربي الأعلى و قل يا أيها الكافرون علم على هذه السورة وكذلك قل هو الله أحد علم على سورة الإخلاص وقد سمي كثير من سور القرآن بأول آية منها كسورة طه و يس ونحوهما
نستعينك ونستهديك ونستغفرك
أي نطلب منك العون والهداية والمغفرة
ونؤمن بك ونتوب إليك
نؤمن أي نصدق ونتوب إليك أي نفعل التوبة وقد تقدم شرحها في باب الحيض ونتوكل عليك إلى آخر الدعاء قال الجوهري التوكل إظهار العجز والإعتماد على غيرك والإسم التكلان واتكلت على فلان في أمري إذا اعتمدته قال أبو القاسم عبدالكريم بن هوازن التوكل أمحله القلب والحركة في الظاهر لا تنافي التوكل بالقلب بعد تحقيق العبد أن التقدير من قبل الله عز و جل وقال ذو النون المصري التوكل ترك تدبير النفس والإنخلاع من الحول والقوة وقال سهل ابن عبدالله التوكل الإسترسال مع الله تعالى على ما يريد وعنه قال التوكل قلب عاش مع الله بلا علاقة وقيل التوكل الثقة بما في يد الله واليأس عما في أيدي الناس وقيل غير ذلك يطول شرحه
ونثني عليك الخير
أي نمدحك ونصفك بالخير قال الجوهري وأثنى (1/92)
عليه خيرا والإسم الثناء والنثا بتقديم النون مقصور مثل الثناء إلا أنه في الخير والشر والثناء في الخير خاصة قال الإمام أبو عبدالله بن مالك في مثلثه الثناء المدح فظاهر هذا أن الثناء مخصوص بالخير والنثا بتقديم النون مشترك بينهما وقال أبو عثمان سعيد بن محمد المعافري في أفعاله وأثنيت على الرجل وصفته بخير أو بشر ونشكرك تقدم ذكر الشكر في أول الكتاب
ولا نكفرك
قال صاحب المشارق فيها أصل الجحد لأن الكافر جاحد نعمة ربه عليه وساتر لها ومنه تكفرن العشير يعني الزوج أي يجحدن إحسانه والمراد هنا والله أعلم كفر النعمة لإفترانه ب نشكرك ونعبدك قال الجوهري ومعنى العبادة الطاعة مع الخضوع والتذلل وهو جنس من الخضوع لا يستحقه إلا الله تعالى وهو خضوع ليس فوقه خضوع وسمي العبد عبدا لذلته وإنقياده لمولاه ويقال طريق معبد إذا كان مذللا موطوءا بالأقدام
ونسعى
قال الجوهري سعى الرجل يسعى سعيا أي عدا وكذلك إذا علم وكسب وقال صاحب المشارق وقال بعضهم والسعي إذا كان بمعنى الجري والمضي تعدي ب إلى وإذا كان بمعنى العمل فباللام قال الله تعالى وسعى لها سعيها الإسراء 19
ونحفد
بفتح النون ويجوز ضمها يقال حفد بمعنى أسرع وأحفد لغة فيه حكاهما الشيخ في فعل وأفعل وقال أبو السعادات في نهايته نسعى ونحفد أي نسرع في العمل والخدمة وقال ابن قتيبة نحفد نبادر وأصل الحفد مداركة الخطو الإسراع
وإن عذابك الجد
الجد بكسر الجيم نقيض الهزل فكأنه قال (1/93)
إن عذابك الحق قال أبو عبدالله بن مالكفي مثلثه الجد يعني بالفتح من النسب معروف وهو أيضا العظمة والحظ والقطع والوكف والرجل العظيم والجد يعني بالكسر الإجتهاد ونقيض الهزل وشاطئ النهر والجد يعني بالضم الرجل العظيم والبئر عند الكلأ وجانب الشيء وجمع أجد وهو الضرع اليابس وجمع جداء وهي الشاة اليابسة الضرع والمقطوعة والسنة المجدبة والناقة المقطوعة الأذن والمرأة بلا ثدي والفلاة بلا ماء
وملحق
قال الجوهري لحقه ولحق به أدركه وألحقه به غيره والحقه أيضا بمعنى لحقه وفي الدعاء إن عذابك بالكفار ملحق بكسر الحاء أي لاحق بهم والفتح أيضا صواب آخر كلامه
اللهم اهدنا
أصل الهدى الرشاد والدلالة يقال هداه يهديه هدى وهداية وطلب الهداية من المؤمنين مع كونهم مهتدين بمعنى طلب الثبات على الهداية أو بمعنى المزيد منها
وعافنا فيمن عافيت
صيغة أمر من عافاه عافية قال القاضي عياض والعافية من الأسقام والبلايا
وتولنا فيما توليت
قال الجوهري الولي ضد العدو يقال منه تولاه فهو والله أعلم سؤال أن يكون الله وليه لا عدوه
أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك
قال الخطابي في هذا معنى لطيف وذلك أنه سأل الله أن يجيره برضاه من سخطه وبمعافاته من عقوبته والرضى والسخط ضدان متقابلان وكذلك المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له وهو الله تعالى أظهر العجز والإنقطاع (1/94)
وفزع منه إليه فاستعاذ به منه وقال صاحب المشارق وفي الحديث أسألك العفو والعافية والمعافاة قيل العفو محو الذنب والعافية من الأسقام والبلايا والمعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك
لا نحصي ثناء عليك
أي لا نطيقه ولا نبلغه ولا تنتهي غايته ومنه قوله تعالى علم أن لن تحصوه المزمل 20 أي لن تطيقوه
أنت كما أثنيت على نفسك
اعتراف بالعجز عن تفصيل الثناء ورد ذلك إلى المحيط عمله بكل شيء جملة وتفضيلا فكما أنه تعالى لا نهاية لسلطانه وعظمته فكذلك لا نهاية للثناء عليه لأنه تابع لسلطانه وعظمته فكذلك لا نهاية للثناء عليه لأنه تابع للثناء عليه
ينزل بالمسلمين نازلة
قال الجوهري النازلة الشديدة من شدائد الدهر تنزل بالناس
ثم التراويح
التراويح قيام شهر رمضان وهي عشرون ركعة بعشر تسليمات سميت تراويح لأنه كانو يجلسون بين كل أربع يستريحون ذكر المصنف رحمه لله في الكافي
يقوم بها في رمضان
رمضان الشهر المعروف لا ينصرف للعلمنية والزيادة وفي تسمية رمضان بذلك خمسة أقوال أحدها أنهم لما نقوله الشهور عن اللغة القديمة سموا بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق هذا الشهر أيام شدة الحر ورمضه والثاني لحر جوف الصائم فيه ورمضه الثالث أنه كان عندهم أبدا في الحر لانسائهم الشهور وزيادتهم شهرا في كل أربع سنين حتى (1/95)
لا تنتقل الشهور عن معاني أسمائها الرابع أن الذنوب ترمض بحرارة القلوب الخامس أنه من خيره كالرمض وهو المطر إذا كان في آخر القيظ وأول الخريف سمي بذلك لأنه يدرك سخونة الشمس وكان عطاء ومجاهد يكرهان أن يقال رمضان قالا وإنما يقال كما قال الله تعالى شهر رمضان البقرة 183 قالا لا ندري لعل رمضان اسم من أسماء الله تعالى وقال بعضهم إذا جاء بما لا يشك معه أن المراد به الشهر كقوله صمنا رمضان لم ينكر وينكر ما يشكل كقولك دخل رمضان وجاء رمضان والصحيح أنه يقال رمضان مطلقا من غير تفصيل فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام رمضان ولا تقدمو رمضان ذكر الجميع الإمام عبد العظيم المنذري في حواشي مختصر سنن أبي داود وجمع رمضان رمضانات ورماضين وأرمض ورماض وأرمضة على حذف الزوائد وأراميض ورماضي وزاد الجوهري أرمضاء
فإن كان له تهجد
التهجد الصلاة بالليل قال الجوهري هجد وتهجد أي نام ليلا وهجد وتهجد أي سهر وهو من الأضداد ومنه قيل لصلاة الليل التهجد
وفي التعقيب
التعقيب فعل الشيء بعقب الشيء وقد فسره المصنف رحمه الله تعالى بذلك وهو راجع إلى معناه في اللغة (1/96)
مثنى مثنى
غير مصروف للعدل والوصف قال القاضي عياض أي ركعتان إثنتان يسلم من كل إثنتين
لا يجهر فيها
بفتح الياء وضمها لغة وقد تقدم
وإندفاع النقم
النقم بكسر النون وفتح القاف وبفتح النون وكسر القاف نحو كلمة وكلم واحده نقمة ونقمة كعذرة وسدرة حكاه الجوهري بمعناه
قيد رمح
أي قدر رمح يقال قيد رمح وقيس رمح وقدي رمح بكسر قافات الثلاثة وقاد رمح وقاس رمح خمس لغات بمعنى قدر رمح كلها عن الجوهري مفرقة في أبوابها
تضيفت للغروب
قال الجوهري تضيفت الشمس إذا مالت للغروب وكذلك ضافت وضيفت والله أعلم باب صلاة الجماعة
لا شرط
بالتنوين مرفوعا عطف على واجبة أي هي واجبة لا شرط
لأهل الثغر
قال الجوهري الثغر موضع المخافة من فروج البلدان وقال عياض والثغر أصله الفتح في الشيء ينفذ منه إلى ما وراءه
في غير المساجد الثلاثة
هي المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه و سلم ومسجد الأقصى التي ذكرت في الحديث الصحيح
إلا صلاة المكتوبة
بالرفع على البدل ويجوز النصب على أصل باب الإستثناء (1/97)
إلا أن يخشى فوات الجماعة فيقطعها
بضم العين على الإستئناف
في سكتات الإمام
سكتات بفتح الكاف على ما قرر في سجود السهو وهي ثلاث في الركعة الأولى قبل الفاتحة وبعدها وقبل الركوع وإثنتان في سائر الركعات بعد الفاتحة وقبل الركوع
لطرش
قال الجوهري الطرش هو أهون الصمم يقال هو مولد وقال أبو منصور اللغوي والطرش ليس بعربي وهو بمنزلة الصمم وقيل أقل من الصمم وقالوا طرش يطرش طرشا
السنة أن يؤم القوم أقرؤهم
أي أكثرهم قرآنا فإن تساويا في قدر ما يحفظ كل واحد منهما فأولاهما أجودهما قراءة وإعرابا فإن كان أحدهما أكثر حفظا والآخر أجود قراءة وأقل لحنا فالجيد القراءة أولى ذكر ذلك المصنف رحمه الله في المغني ثم قال فإن اجتمع فقيهان قارئان وأحدهما أقرأ والآخر أفقه قدم أقرؤهما نص عليه وقال ابن عقيل يقدم الأفقه فإن اجتمع فقيهان أحدهما أعرف بأحكام الصلاة والآخر أعرف بما سواها فالأعلم بأحكام الصلاة أولى
ثم أسنهم
أي أكبرهم سنا وظاهر قول الإمام أحمد تقديم الأقدم هجرة على الأسن قال الخطابي وعلى هذا الترتيب يوجد أكثر أقوال العلماء
ثم أقدمهم هجرة
قال المصنف رحمه الله في المغني معنى تقديم الهجرة أن يكون أحدهما أسبق هجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام وقال (1/98)
الجوهري الهجر ضد الوصل وقد هجره هجرا وهجرانا والإسم الهجرة والمهاجرة من أرض إلى أرض ترك الأولى للثانية
ثم أشرفهم ثم أتقاهم
قال المصنف رحمه الله في المغني قدم أشرفهم أي أعلاهم نسبا وأفضلهم في نفسه وأعلاهم قدرا آخر كلامه وأتقاهم أكثرهم تقوى والتقوى ترك الشرك والفواحش والكبائر عن ابن عباس وأصله من الإتقاء وهو الحجز بين الشيئين وعن ابن عمر التقوى أن لا ترى نفسك خيرا من أحد وعن عمر بن عبدالعزيز التقوى ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله وقيل الإقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم وقيل التقوى ترك ما لا بأس به حذرا مما به بأس وقيل جماعها في قوله تعالى إن الله يأمر بالعدل والإحسان النحل 90
أحق بالإمامة
أي مستحق لها ولا حق لغيره فيها قال الأزهري أحق في كلام العرب له معنيان أحدهما استيعاب الحق والثاني ترجيح الحق
ذا سلطان
قال الجوهري السلطان الوالي وقال صاحب المستوعب وذو السلطان وهو الإمام والقاضي أولى من إمام المسجد وصاحب البيت وكل ذي سلطان أولى من جميع نوابه وإنا عدل والله أعلم عن قوله إلا أن يكون بعضهم سلطانا إلى قوله ذا سلطان لكونه أعم لأن السلطان قد صار كالعلم
إمامة الفاسق والأقلف
تقدم ذكر الفاسق في باب الأذان والأقلف الذي لم يختن وقد تقدم ذكر الختان
إمام الحي المرجو زوال علنه
قال القاضي عياض الحي اسم لمنزل القبيلة سميت به لأن بعضهم يحيى ببعض (1/99)
وإمام الحي
بالجر على البدل من عاجز والنصب على الإستثناء والمرجو تابع له في جره ونصبه وزوال مرفوع وجها واحدا
إمامة الأمي
قال القاضي الأمي منسوب إلى الأم إذ النساء في الغالب من أحوالهن لا يكتبن ولا يقرأن مكتوبا فلما كان الإبن بصفتها نسب إليها كأنه مثلها وقيل بل المراد بالأمي أنه الباقي على أصل ولادة أمه لم يقرأ ولم يكتب آخر كلامه وقال الجوهري وأصل الأم أمهة ولذلك تجمع على أمهات وقال بعضهم الأمهات للناس والأمات للبهائم وحقيقة الأمي في باب الإمامة ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى ولو كان يحسن الكتابة وغيرها
أو يلحن فيها
بفتح الجوهري اللحن الخطأ في الإعراب يقال فلان لحان أي يخطئ ولحانة أيضا
والفأفاء والتمتام
قال الجوهري رجل فأفاء على فعلال وفيه فأفأة وهو أن يتردد في الفاء إذا تكلم والتمتام الذي فيه تمتمة وهو الذي يردد التاء
من لا يفصح ببعض الحروف
يفصح بضم الياء من يفصح لاغير
والجندي
بضم الجيم وسكون النون وتشديد الياء نسبة إلى جند أحد أجناد الشام وهي خمس دمشق وحمص وفلسطين وقنسرين والأردن والنسبة ترد إلى الواحد فيقال جندي ذكره الزمخشري في كتاب أساس البلاغة
فرجة
الفرجة الخلل بين شيئين قاله غير واحد من أهل اللغة (1/100)
وهي بضم الفاء وفتحها ذكرهما صاحب المحكم والأزهري وأما الفرجة بمعنى الراحة من الغم فمثلث الفاء ذكره شيخنا في مثلثه
صلى فذا
الفذ الفرد قاله الجوهري وغيره
في طاق القبلة
طاق القبل عبارة عن المحراب قال الجوهري والطاق ماعطف من الأبنية والجمع طاقات والطيقان فارسي معرب وقال صاحب المطالع طاق البناء الفارغ ما تحته وهي الحنية وتسمى الأزج ونقل صاحب المستوعب رواية في استحباب وقوف الإمام فيه
بين السواري
جمع سارية قال الجوهري هي الإسطوانة
قامت وسطهن
تقدم عند قوله في الخطبة وسطا بين الطويل والقصير
أحد الأخبثين
قال الجوهري الأخبثان البول والغائط وقد تقدم بتثليث الخاء من يحضره كذا
الخائف مع ضياع ماله
قال الجوهري ضاع الشيء يضيع ضيعا وضيعة وضياعا بالفتح أي هلك ولضيعة العقار والجمع ضياع يعني بكسر الضاد وقال صاحب المشارق فيها بعد أن ذكر الفتح وأما بكسر الضاد فجمع ضائع
أو ملازمة غريم
قال الجوهري الغريم الذي عليه الدين يقال خذ من غريم السوء ماسنح وقد يكون الغريم الذي له الدين قال كثير ... قضى كل ذي دين فوفى غريمه ... وعزة ممطول معنى غريمها (1/101)
وقال صاحب المشارق والغريم من له الدين ومن عليه الدين
أو من فوات رفقته
قال الجوهري الرفقة الجماعة ترافقهم في سفرك والرفقة بالكسر مثله
أو الأذى بالمطر والوحل
قال الجوهري الوحل بالتحريك الطين الرقيق وبالتسكين لغة رديئة والله أعلم باب صلاة أهل الأعذار
الأعذار جمع عذر كقفل وأقفال وهو ما يرفع اللوم عما حقه أن يلام عليه ويقال أيضا عذر بضم العين والذال وعذره ككسرة ومعذرة
فعلى جنب
خ بخط المصنف رحمه الله تعالى في نسخته في هذا الموضع خ معجمة إشارة إلى أن البخاري روى الحديث المذكور
أومأ بطرفه
قال الإمام أبو عبدالله بن مالك في فعل وأفعل ومأ وأومأ ووبأ وأوبأ وومى وأومى أشار فاللغات الأربع بالهمز والخامس منها والسادس بغير همز والطرف بفتح الطاء وسكون الراء العين قاله الجوهري وقال صاحب المطالع طرف العين حركتها ومنه هي تطرف أي تحرك أجفانها
فإن قدر على ذلك
قدر بفتح الدال وبكسرها لغة فيه حكاها ابن السكيت نقلها الجوهري
وعجز عن الركوع
عجز بفتح الجيم هو المشهور في اللغة والأفصح (1/102)
وهو الذي حكاه ثعلب وغيره يعجز بكسرها وحكي عن الأصمعي عجز بكس الجيم يعجز بفتحها وحكاها القزاز في الجامع وابن القطاع ويعقوب في فعل وأفعل وابن خالويه وغيرهم قال المطرز والعجز أن لايقدر على ما يريد وقيل هو الكسل والتواني قاله ابن السيد في مثلثه والمشهور الفرق بين العجز والكسل
ثقات من العلماء بالطب
ثقات جمع ثقة وهو المؤتمن قال الجوهري يقال وثقت بفلان أثق بالكسر فيهما ثقة إذا ائتمنته والطب المداواة بكسر الطاء قال الجوهري والطب والطب يعين بفتح الطاء وضمها لغتان في الطب وحكى اللغات الثلاث غيره
في السفينة
السفينة معروفة وجمعها سفن وسفين قال ابن دريد سفينة فعيلة بمعنى فاعلة سميت بذلك لأنها تسفن الماء كأنها تقسره
في قصر الصلاة
قصر الصلاة ردها من أربع إلى ركعتين مأخوذ من قصر الشيء إذا نقصه ويجوز أن يكون قصرها حبسها عن إتمامها مأخود من قصر الشيء إذا حبسه قال القاضي عياض يقال قصرت من الشيء غذا نقص منه وقال أيضا وكل شيء حبسته فقد قصرته وحكى هذا المعنى غيره أيضا قال الجواهري وأقصرت من الصلاة لغة في قصرت
ستة عشر فرسخا
قال أبو منصور اللغوي الفرسخ واحد الفراسخ (1/103)
فارسي معرب وقال المصنف رحمه الله تعالى في المغني فمذهب أبي عبدالله رحمه الله تعالى إن القصر لا يجوز في أقل من ستة عشر فرسخا والفرسخ ثلاثة أميال فيكون ثمانية وأربعين ميلا قال القاضي والميل إثنا عشر ألف قدم وذلك مسيرة يومين قاصدين وذكر صاحب المسالك أن من دمشق إلى القطيفة أربعة وعشرين ميلا ومن دمشق إلى الكسوة إثنى عشر ميلا ومن الكسوة إلى جاسم أربعة وعشرين ميلا وحد بعضهم الميل الهاشمي بأنه ستة آلاف ذراع والذراع أربع وعشرون أصبعا معترضة معتدلة والأصبع ست شعيرات معترضات معتدلات
الرباعية
تقدم
بيوت قريته
قال الجوهري القرية معروفة والجمع قرى على غير قياس لأن ما كان فعله بفتح الفاء من المعتل فجمعه ممدود مثل ركوة وركاة وظبية وظباء وجاء القرى مخالفا لبابه لا يقاس عليه ويقال قرية بكسر (1/104)
القاف لغة يمانية ولعلها جمعت على ذلك مثل ذروة وذرى ولحية ولحى آخر كلامه والقرية ما كان مبنيا بحجارة أو لبن ونحوهما
أو خيام قومه
الخيام جمع خيم بمعنى خيمة كفرخ وفراخ والخيمة بيت تبنيه العرب من عيدان الشجر والجمع خيمات وخيم كبدرة وبدر كله عن الجوهري وحكى الواحدي أن خيما جمع خيمة كتمرة وتمر فعلى هذا تكون الخيام جمع جمع ويسمى المتخذ من العيدان خباء
والملاح
هو صاحب السفينة عن الجوهري وغيره
مشقة وضعف
ضعف بفتح الضاد وضمها لغتان مشهورتان
تحت ساباط
قال الجوهري الساباط سقيفة بين حائطين تحتهما طريق والجمع سوابيط وساباطات
حذاء العدو
بكسر الحاء ممدوءا إزاؤه
بالحمدلله
بضم الدال على الحكاية أي بالفاتحة
صلوا رجالا وركبانا
قال العزيزي في الغريب هما جمع راجل وراكب وقال الرجاج راجل ورجال كصاحب وصحاب وقال ابن السكيت يقال مر بنا راكب إذا كان على بعير خاصة فإن كان على حافر فرس أو حمار قلت فارس وعلى حمار وقيل غير ذلك والمراد بالركبان هنا خلاف المشاة قلت فارس وعلى حمار وقيل غير ذلك والمراد بالركبان هنا خلاف المشاة
أو سبع
سبع الباء وإسكانها لغتان مشهورتان قرئ بهما وهو هذا المعروف وقد يطلق على كل مفترس كالذئب والنمر ونحوهما
لسواد
قال الأزهري والجوهري السواد الشخص والجمع أسودة ثم أساود جمع الجمع والله أعلم (1/105)
باب صلاة الجمعة
الجمعة
بضم الجيم والميم ويجوز سكون الميم وفتحها حكى الثلاثة ابن سيده قال القاضي عياض مشتقة من إجتماع الناس للصلاة قاله ابن دريد وقال غيره بل لإجتماع الخليقة فيه وكمالها وروي عن النبي صلى الله عليه و سلم إنها سميت بذلك لإجتماع آدم فيه مع حواء في الأرض ومن أسمائه القديمة يوم العروبة وزعم ثعلب أن أول من سماه يوم الجمعة كعب بن لؤي وكان يقال له العروبة وكانت لأيام الأسبوع عند العرب أسماء أخر فيوم الأحد أول والإثنين أهون والثلاثاء جبار والأربعاء دبار والخميس مؤنس والجمعة عروبة والسبت شيار بالشين المعجمة قال الجوهري أنشدني أبو سعيد قال أنشدني ابن دريذ لبعض شعراء الجاهلية ... أؤمل أن أعيش وأن يومي ... بأول أو بأهون أو جبار ... أو التالي دبار أو فيومي ... بمؤنس أو عروبة أو شيار ...
مكلف
المكلف في اللغة الملزم بما فيه مشقة وفي الشرع المخاطب بأمر ونهي قاله المصنف رحمه الله تعالى في الروضة وهو البالغ العاقل
ببناء
الباء حرف جر بمعنى في والبناء في الأصل مصدر بني وهو هنا مصدر مطلق على المفعول أي بمبني فلا تجب الجمعة على أهل بيوت الشعر وما أشبههم
شملها اسم واحد
بكسر الميم في الماضي وفتحها في المضارع وهو (1/106)
الأشهر عند أهل اللغة وحكى يعقوب وغيره فتح الميم في الماضي وضمها في المضارع ومعنى شمل عم
خطبتان
واحدتهما خطبة بالضم وهي التي تقال على المنبر ونحوها وخطبة النكاح بالكسر يقال خطبت المرأة خطبة وخطيبي
على منبر
المنبر بكسر الميم قال الجوهري نبرت الشيء إذا رفعته ومنه سمي المنبر
فاجتزئ
يقال جزأت بالشيء واجتزأت به وتجزأت به بالهمز إذا إكنفيت به كله عن الجوهري وقال ابن القطاع وجزأ الشيء وأجزأ كفى
ويبكر
يقال بكرت بتخفيف الكاف وبكرت بتشديدها وأبكرت وابتكرت وباكرت كله بمعنى حكى الخمسة الجوهري ثم قال ولا يقال بكر ولا بكر يعني بكسر الكافر وضمها فمضارع الأول بضم الكاف وباقيها على القياس والذي هنا يجوز أن يكون مضارع بكر وبكر وأبكر قال ابن فارس ومعناه كله الإسراع أي وقت كان وقول رسول الله صلى الله علي وسلم من بكر وابتكر بكر أسرع وابتكر سمع أوائل الخطبة كما يبتكر الرجل الباكورة من الفاكهة
سورة الكهف
أي السورة التي يذكر فيها أصحاب الكهف والكهف الغار في الجبل
فيتخطى إليها
بغير همز (1/107)
باب صلاة العيدين
واحد العيدين عيد وهو يوم الفطر ويوم الأضحى وسمي بذلك قال القاضي عياض لأنه يعود ويتكرر لأوقاته وقيل يعود بالفرح على الناس وقيل سمي عيدا تفاؤلا ليعود ثانية قال الجوهري إنما جمع بالياء وأصله الواو للزومها في الواحد وقيل للفرق بينه وبين أعواد الخشب
تعجيل الأضحى وتأخير الفطر
أي تعجيل صلاة يوم الأضحى وتأخير صلاة يوم الفطر والأضحى مأخوذ من الأضحاة وهي لغة في الأضحية على ما ستقف عليه إن شاء الله تعالى في أول باب الهدي والأضاحي
بكرة وأصيلا
بكرة عبارة عن أول النهار وأصيلا الوقت من بعد العصر إلى الغروب وجمعه أصل وأصال وأصائل وأصلان كبعير وبعران كله عن الجوهري
يحثهم
أي يحضهم
يوم عرفة
هو اليوم التاسع من ذي الحجة وعرفة غير منون للعلمية والتأنيث وهي مكان معين محدود وأكثر الإستعمال عرفات قال الجوهري وعرفات موضع بمنى وهو اسم بلفظ الجمع فلا يجمع وقول الناس نزلنا عرفة شبيه بمولد وليس بعربي محض وسمي عرفات لأن جبريل عليه السلام كان يري إبراهيم عليه السلام المناسك فيقول عرفت عرفت نقله الواحدي عن عطاء وقيل لأن آدم عليه السلام تعارف هو وحواء بها وكان آدم أهبط من الجنة بالهند وحواء بجده وقيل غير ذلك
آخر ايام التشريق
هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من (1/108)
ذي الحجة وسميت بذلك من تشريق اللحم وهو تقديده لأن لحوم الأضاحي تشرق فيها أي تنشر في الشمس قاله غير واحد من العلماء ويل من قولهم أشرق ثبير كيما نغير حكاه يعقوب وقيل لأن الهدي لا ينحر حتى تشرق الشمس حكاه ابن الأعرابي حكى الأقوال الثلاثة الجوهري وقال أبو حنيفة رحمه الله التشريق التكبير دبر الصلوات وأنكره أبو عبيد حكى ذلك القاضي عياش باب صلاة الكسوف
الكسوف مصدر كسفت الشمس إذا ذهب نورها يقال كسفت الشمس والقمر وكسفا وانكسفا وخسفا وخسفا وانخسفا ست لغات وقيل الكسوف مختص بالشمس والخسوف بالقمر وقيل الكسوف في أوله والخسوف في آخره وقال ثعلب كسفت الشمس وخسف القمر هذا أجود الكلام
فزع الناس
أي بادروا إليها بكسر الزاي ويقال أيضا فزع إذا هب من نومه ويقال فزع وأفزع إذا خاف وفزعه بكسر الزاي وبفتحها إذا أغاثه والفتح أفصحها قاله القاضي عياض
وينادى لها الصلاة الجامعة
بنصب الصلا على الإغراء وجامعة على الحال قال القاضي عياض الصلاة جامعة أي ذات جماعة أو جامعة للناس
فيسمع ويحمد
أي يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد
إلا الزلزلة الدائمة
قال القاضي عياض الزلزلة رجفة الأرض (1/109)
واضطرابها وعدم ثبات سكونها وهو هنا مجرور على البدل من شيء ويجوز نصبه من الإستثناء والأول أفصح باب صلاة والإستسقاء
الإستسقاء استفعال من السقيا قال القاضي عياض الإستسقاء الدعاء بطلب السقيا فكأنه يقول باب الصلاة لأجل طلب السقيا
أجدبت الأرض وقحط المطر
يقال أجدبت الأرض وجدبت وجدبت وجدبت بفتح الدال وضمها وكسرها أربع لغات وكلها بالدال المهملة إذا أصابها الجدب قال الجوهري وهو نقيض الخصب وقحط المطر بفتح الحاء وكسرها إذا احتبس عن الجوهري ويقال قحط الناس بضم القاف وفتحها وأقحطوا وأقحطوا بضم الهمزة وفتحها حكى الأربع أبو عثمان في أفعاله
وأحكامها
بكسر الميم عطفا على موضعها
وعظ الناس
قال ابن فارس الوعظ التخويف قال وقال الخليل هو التذكير بالخير فيما يرق له القلب وقال الجوهري هو النصح والتذكير بالعواقب
بالتوبة من المعاصي والخروج من المظالم
المعاصي جمع معصة وهي كل ما عصي الله به والمظالم جمع مظلمة بفتح اللام وكسرها وهي ظلامات العباد فالمعاصي أعم من المظالم والظلم وضع الشيء في غير موضعه قاله غير واحد من أهل اللغة (1/110)
وترك التشاحن
قال الجوهري الشحناء العداوة فكأن التشان تفاعل من الشحناء
متواضعا
أي متقصدا التواضع وهو ضد التكبر
متخضعا
أي متقصدا للخشوع والخشوع والتخشع والإختشاع التذلل ورمي البصر إلى الأرض وخفض الصوت وسكون الأعضاء
متذللا متضرعا
قال الجوهري تذلل أي جضع وتضرع إلى الله تعالى ابتهل فكأنه يخرج خاضعا مبتهلا في الدعاء
والشيوخ
الشيوخ جمع شيخ وله جمع ثمانية مشايخ والباقي قد نظمها شيخنا الإمام أبو عبدالله بن مالك في هذا البيت وهو ... شيخ شيوخ ومشيوخاء مشيخة ... وشيخة شيخة شيخان أشياخ ...
والمرأة شيخة وقد شاخ يشيخ شيخانا بالتحريك صار شيخا وهو من جاوز الخمسين
اللهم اسقنا
بوصل الهمزة وقطعها
غيثا مغيثا
إلى آخر الدعاء قال الجوهري الغيث المطر وكذلك قال القاضي عياض وقال قد يسمى الكلأ غيثا والمغيث المنقذ من الشدة يقال غاثه وأغاثه ذكرهما شيخنا ابن مالك في فعل وأفعل ولم يذكر الجوهري غير الثلاثي وقال وغيثت الأرض فهي مغيثة ومغيوثة والهنيء ممدود مهموز هو الطيب المساغ الذي لا ينقصه شيء ومعناه هنا أنه متم للحيوان وغيره من غير ضرر ولا تعب والمريء ممدود مهموز أيضا المحمود العاقبة يقال مرأني الطعام قال الجوهري وقال بعضهم أمرأني وحكاها شيخنا وغيره والغدق بفتح الدال وكسرها والمغدق الكثير الماء والخير قاله الأزهري قال الجوهري غدقت العين بالكسر أي غزرت فالغدق بالفتح مصدر وبالكسر صفة (1/111)
والمجلل
قال الأزهري هو الذي يعم البلاد والعباد نفعه ويتغشاهم خيره وقال رحمه الله السح الكثير المطر الشديد الوقع على الأرض يقال سح الماء يسح إذا سال من فوق إلى أسفل وساح يسيح إذا جرى على وجه الأرض والعام الشامل والطبق بفتح الطاء والباء قال الأزهري هو العام الذي طبق البلاد مطره
والقانطون الآيسون
قال الأزهري سقيا رحمة أي أسقنا سقيا رحمة وهو أن يغاث الناس غيثا نافعا لا ضرر فيه ولا تخريب والهدم بسكون الدال والغرق بفتح الغين والراء واللأواء ممدود الشدة وقال الأزهري اللأواء شدة المجاعة يقال أصابتهم لأواء ولولاء وشصاصاء وهي كلها السنة والجهد وقلة الخير والجهد بفتح الجيم المشقة وبضمها وفتحها الطاقة قاله الجوهري وغيره
والضنك
الضيق قاله الجوهري وغيره وقال القاضي عياض الضيق والشدة قال الجوهري الضرع لكل ذات ظلف أو خف قال الأزهري أراد بقول فأرسل السماء السحاب والمدرار الكثير الدر والمطر
رداؤه
يأتي تفسيره في باب الإحرام إن شاء الله تعالى
ينزعوه
بكسر الزاي
عادوا ثانيا وثالثا
أي عودا ثانيا وثالثا صفة لمصدر محذوف
ويخرج رحله
قال الجوهري الرحل مسكن الرجل وما يستصحبه من الأثاث
حوالينا
قال القاضي عياض أي أنزله حول المدينة حيث مواضع النبات لا علينا في المدينة ولا في غيرها من المباني والمساكن يقال هم حوله وحواليه وحوليه وحواله (1/112)
على الظراب والآكام
قال القاضي عياض الظراب جمع ظرب قال الجوهري الظرب بكسر الراء واحد الضراب وهي الروابي الصغار وقال مالك الظرب الجبيل المنبسط
والآكام
بفتح الهمزة ويليها مدة على وزن آصال وبكسر الهمزة بغير مد على وزن جبال فالأول جمع أكم ككتب وأكم جمع إكام كجبال وإكام جمع أكم كجبل وأكم واحده أكمة هكذا ذكره الجوهري فالأكمة مفرد جمع أربع مرات أكمة ثم أكم بفتح الهمزة والكاف ثم إكام كجبال ثم أكم كعنق ثم آكام كآصال قال القاضي عياض وهو ما غلظ من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلا وكان أكثر إرتفاعا مما حوله كالتلول ونحوها وقال مالك هي الجبال الصغار وقال غيره هو ما اجتمع من التراب أكبر من الكذى ودون الجبال وقال الخليل هي حجر واحد وقيل هي فوق الرابية ودون الجبل
الآية
هو منصوب بفعل مقدر أي اقرا الآية إلى آخرها والله تعالى أعلم - كتاب الجنائز
الجنائز جمع جنازة قال صاحب المشارق فيها الجنازة بفتح الجيم وكسرها اسم للميت والسرير ويقال للميت بالفتح وللسرير بالكسر وقيل بالعكس آخر كلامه وإذا لم يكن الميت على السرير فلا يقال له جنازة ولا نعش وإنما يقال له سرير نص على ذلك الجوهري وقال الأزهري (1/113)
لا تسمى جنازة حتى يشد الميت مكفنا عليه وقال صاحب المجمل جنزت الشيء إذا سترته ومنه اشتقاق الجنازة
وعيادة المريض
أي زيارته وافتقاده قال القاضي عياض سميت عيادة لأن الناس يتكررون أي يرجعون يقال عدت المريض عودا وعيادة الياء منقلبة عن واو
التوبة
تقدم في باب الحيض
تزل به
مبني للمفعول قال القاضي عياض أي نزل به الملك ليقبض روحه
سورة يس
هو بسكون النون حكاية للقراءة قال الزجاج وبعضهم يقول يسن بفتح النون على أنه اسم للسورة حكاية كأنه قال اتل يسن ويسن على وزن هابيل وقابيل لا ينصرف والتسكين أجود لأنها حروف هجاء جاء في التفسير معناه يا إنسان وجاء أيضا يا رجل وجاء أيضا يا محمد والذي عند أهل العربية أنه بمنزلة ألم أفتتاح السورة
وسجاه
قال الجوهري سجيت الميت تسجية إذا مددت عليه ثوبا
مرآة
هي بكسر الميم التي ينظر فيها وبفتحها المنظر الحسن كلاهما عن الجوهري ويأتي في محظورات الإحرام أتم من هذا
صدغيه
الصدغ ما بين العين والأذن قاله الجوهري
مع سريته
قال الجوهري السرية الأمة التي بوأتها بيتا وهي فعيلة منسوبة إلى السر وهو الجماع أو الإخفاء لأن الإنسان كثيرا ما يسرها ويسترها عن امرأته وإنما ضمت سينه لأن الأبنية قد تغير في النسبة خاصة كما قالوا في النسبة إلى الدهر دهري وإلى الأرض السهلة سهلي والجمع السراري (1/114)
وكان الأخفش يقول إنها مشتقة من السر لأنه يسر بها يقال تسررت جارية وتسريت كما قالوا تظننت وتظنيت وقال الأزهري السرية فعلية من السر وهو الجماع وسمي سرا لأنه في السر يكون وضموا السين ولم يكسروها لأنهم خصوا الأمة بهذا الإسم فولدوا لها لفظا فرقوا به بين المرأة التي تنكح وبين الأمة التي تتخذ للجماع
فينجيه
أي يغسل موضع النجو قال الجوهري النجو ما يخرج من البطن
شفتيه
تثنية شفة بتخفيف الفاء
وفي منخريه
تثنية منخر بفتخ الميم وكسر الخاء قال الجوهري المنخر ثقب الأنف وقد تكسر الميم إتباعا لكسر الخاء كما قالوا منتن وهما نادران والمنخور لغة فيه آخر كلامه قال شيخنا أبو عبدالله بن مالك رحمه الله كل ما في كلامهم مفعول فهو مفتوح الميم إلا معلوقا اسم لما يعلق به الشيء و مغرودا ضرب من الكمأة ومزمورا لغة في المزمار ومغبورا ومغثورا ومغفورا الثلاثة اسم لشيء ينضحه شجر العرفط حلو كالناطف ومنخورا فهذه سبعة ألفاظ وما سواها مفتوح
فيغسل برغوته
قال الجوهري الرغوة فيها ثلاث لغات رغوة ورغوة ورغوة وزبد كل شيء رغوته وهي معروفة والأشنان تقدم
ينق
تقدم في الإستنحاء
والخلال
قال الجوهري الخلال العود الذي يتخلل به وما يخل به الثوب والجمع الأخلة (1/115)
ثلاثة قرون
القرن الخصلة من الشعر والجمع قرون قاله الجوهري
ويسدل
أي يرخي ويرسل وقد تقدم معناه في باب ستر العورة
حشاه بالقطن
هو بسكون الطاء وضمها كعسر وعسر
فالبطين الحر
أي الخالص
والشهيد
الشهيد ثلاثة أقسام شهيد الدنيا والآخرة وهو المقتول في المعركة مخلصا وشهيد في الدنيا فقط وهو المقتول في المعركة مرائيا ونحوه وشهيد في الآخرة فقط وهو من أثبت له الشار الشهادة ولم تجر عليه أحكامها في الدنيا كالغريق ونحوه وسمي شهيدا لأنه حي وقيل لأن الله تعالى وملائكته شهدوا له بالجنة وقل لأن الملائكة تشهده وقيل لقيامه بشهادة الحق حتى قتل وقيل لأنه يشهد ما أعد له من الكرامة بالقتل وقيل لأنه شهد لله بالوجود والإلهية بالفعل كما شهد غيره بالقول وقيل لسقوطه بالأرض وهي الشاهدة وقيل لأنه شهد له بوجوب الجنة وقيل من أجل شاهده وهو دمه وقيل لأنه شهد له بالإيمان وحسن الخاتمة بظاهر حاله فهذه عشرة أقوال ذكر السبعة الأول ابن الحوزي والثلاثة ابن قرقول في المطالع
يزمل في ثيابه
أي يلف قال الجوهري زمله في ثوبه أي لفه فيه
ولد السقط
السقط المولود قبل تمامه بكسر السين وفتحها وضمها والسقط أيضا منقطع الرمل والساقط من النار عند القدح باللغات الثلاث فيهما كله عن الجوهري وابن السكيت وغيرها
بعد تجميرها
بالجيم أي بعد تبخيرها عن عياض وغيره (1/116)
ويجعل الحنوط
قال القاضي عياض والحنوط بفتح الحاء ما يطيب به الميت من طيب يخلط وهو الحناط والكسر أكثر
كالتبان
التبان بالضم والتشديد سراويل صغير مقدار شبر يستر العورة المغلظة فقط يكون مع الملاحين كله عن الجوهري
ومثانته
قال الجوهري المثانة موضع البول بالثاء المثلثة
ومنافذ وجهه ومواضع سجوده
منافذ وجهه عيناه وفمه وأنفه ومواضع سجوده جبهته وأنفه وكفاه وركبتاه وقدماه
ومئزر
المئزر بكسر الميم مهموزا الإزار كقولهم ملحف ولحاف ومقرم وقرام كله عن الجوهري
منقلبنا ومثوانا
يجوز أن يكونا مصدرين أي إنقلابنا ومثوانا ويجوز أن يراد بهما المنزل قال الجوهري المنقلب يكون مكانا ويكون مصدرا وقال أبو السعادات المثوى المنزل
والسنة
السنة في اللغة السيرة أنشد الجوهري للهذلي ... فلا تجز عن من سنة أنت سرتها ... فأول راض سنة من يسرها ...
والسنة الطريقة التي سنها رسول الله صلى الله عليه و سلم وشعر الإجتماع عليها وجمعها سنن كغرفة وغرف
نزله
النزل بضم النون والزاي ما يهيأ للضيف أول ما يقدم وقد تسكن زايه (1/117)
وأوسع مدخله
بفتح الميم أي موضع الدخول وما بضم الميم فهو الإدخال وليس هذا موضعه
وزوجا
الزوج بغير هاء للذكر والأنثى قال الله تعالى اسكن أنت وزوجك الجنة البقرة 35 وقد يقال لإمرأة الرجل زوجة بالهاء حكاها الخليل والجوهري وخلق سواهما من أئمة اللغة رضي الله تعالى عنهم وأنشدوا على ذلك شواهد يطول ذكرها
وفرطا وأجرا
الفرط بفتح الفاء والراء الذي يتقدم الواردة فيهيء لهم ما يحتاجون إليه وهو في هذا الدعاء الشافع يشفع لوالديه وللمؤمنين المصلين عليه حكاه القاضي عياض
سلف المؤمنين
قال الجوهري سلف الرجل آباؤه المتقدمون
عذاب الجحيم
الجحيم اسم من أسماء النار قاله الخليل والجوهري وغيرهما قال الخليل هي النار الشديدة
على الغال
الغال لغة هو الخائن قال القاضي عياض لكنه صار ف عرف الشرع لخيانة المغانم خاصة يقال غل وأغل وحكى اللغتين جماعة غيره
على الجوارح
جمع جارحة وهي الأعضاء التي يكتسب بها الإنسان قاله الجوهري
ولا يسجى القبر
أي لا يغطى قال الخليل سجيت الميت وغطيته بثوب
ويلحد له
يلحد بضم الياء وفتحها يقال لحد وألحد لغتان مشهورتان حكاهما غير واحد واللحد بفتح اللام الشق في جانب القبر قاله الجوهري (1/118)
اللبن
بفتح اللام وكسر الباء ويجوز كسر اللام وسكون الباء وهما لغتان مشهورتان في المفرد وقد تقدم ذلك في باب ستر العورة
ملة رسول الله صلى الله عليه و سلم
ملته دينه وشريعته
ويحثوا التراب في القبر ثلاث حثيات ويهال عليه
يقال حثوت التراب وحثيته وفي المضارع يحثو ويحثي حكاهما كثير من أهل اللغة ويجوز حثوات وحثيات وقد سمع المصنف رحمه الله اللغتين فقال يحثو بالواو وحثيات بالياء ويهال أي يصب يقال هيل التراب وأهيل لغة فيه
مسنما
تسنيم القبر خلاف تسطيحه وهو جعله كالسنام
تجصيصه
بناؤه بالجص وهو ما يبنى به وقد تقدم في التيمم
لضرورة
بفتح الضاد كالضرر يقال ما عليك ضرر ولا ضرورة
حاجز
أي حائل
وتسطو عليه القوابل فيخرجنه
أي يدخلن أيديهن فيخرجن الولد قال الجوهري سطا الراعي على الناقة إذا أدخل يده في رحمها ليخرج ما فيها من الوتر وهو ماء الفحل وإذا لم يخرج تلقح الناقة والقوابل جمع قابلة وهي التي تتلقى الولد عند ولادة المرأة يقال قبلت القابلة المرأة بكسر الباء تقبلها بفتحها قبالة بكسر القاف ويقال للقابلة قبيل وقبول حكاهما الجوهري
زيارة القبور
قال القاضي عياض زيارة القبور قصدها للترحم عليهم والإعتبار بهم قال الجوهري زرته أزوره زورا وزيارة وزوارة أيضا حكاها الكسائي (1/119)
دار قوم
قال صاحب المطالع هو منصوب على الإختصاص أو النداء المضاف ويصح الخفض على البدل من الكاف والميم
لا تحرمنا
قال الجوهري حرمه الشيء يحرمه حرما مثال سرقه سرقا بكسر الراء وحرمة وحريمة وحرمانا وأحرمه أيضا إذا منعه إياه فعلى هذا يجوز فتح تاء تحرمنا وضمها
تعزية أهل الميت
قال الأزهري التعزية التأسية لمن يصاب بمن يعز عليه وهو أن يقال له تعز بعزاء الله وعزاء الله قوله الذين إذا أصابتهم مصيبة البقرة 156 الآية وكقوله تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلى قوله لكلا تأسوا على ما فاتكم الحديد 22 ويقال لك أسوة في فلان فقد مضى حميمه وأليفه فحسن صبره والعزاء اسم أقيم مقام التعزية ومعنى قوله تعز بعزاء الله أي تصبر بالتعزية التي عزاك الله بها مما في كتابه وأصل العزاء الصبر وعزيت فلانا أمرته بالصبر
أخلف الله عليك
يقال لمن ذهب له مال أو ولد أو شيء يتوقع حصول مثله أخلف الله عليك أي رد عليك مثله وإن لم يتوقع حصول مثله كمن ذهب له أب أو أخ أو عم ولا جد له ولا والد خلف الله عليك أي كان خليفة منه عليك ذكره ابن فارس والجوهري بمعناه
ولا نقص عددك
قال الجوهري نقص الشيء نقصا ونقصانا ونقصته أنا يتعدى ولا تيعدى فعلى هذا يجوز نصب عددك ورفعه على أنه مفعول وعلى أنه فاعل وأنقصته لغة في نقصته حكاها الإمام أبو عبدالله بن مالك في فعل وأفعل
ويجوز البكاء
قال الجوهري البكاء يمد ويقصر فإذا مددت أردت الصوت الذي يكون مع البكاء وإذا قصرت أردت الدموع وخروجها (1/120)
ولا يجوز الندب ولا النياحة
الندب البكاء على الميت وتعديد محاسنه قاله الجوهري قال والإسم الندبة بالضم والنياحة قال القاضي عياض النوح والنياحة إجتماع النساء للبكاء على الميت متقابلات والتناوح التقابل ثم استعمل في صفة بكائهن بصوت ورنة وندبة والله تعالى أعلم (1/121)
- كتاب الزكاة
قال ابن قتيبة الزكاة من الزكاء وهو النماء والزيادة سميت بذلك لأنها تثمر المال وتنميه يقال زكا الزرع إذا بورك فيه وقال الأزهري سميت زكاة لأنه تزكي الفقراء أي تنميهم قال وقوله تعالى تطهركم وتزكيهم بها التوبة 103 أي تطهر المخرجين وتزكي الفقراء وهي في الشرع اسم لمخرج مخصوص بأوصاف مخصوصة من مال مخصوص لطائفة مخصوصة
في أربعة أصناف
الأصناف واحدها صنف بكسر الصاد قال الجوهري والصف بالفتح لغة فيه وهو النوع والضرب
من المال
المال اسم لجميع ما يملكه الإنسان حكاه ابن السيد وغيره وقال ابن سيده في كتاب العويص العرب لا توقع المال مطلقا إلا على الإبل وربما أوقع على أنواع المواشيء
وحكى القالي عن ثعلب أن أقل المال عند العرب ما تجب فيه الزكاة وما نقص عن ذلك لا يقع عليه اسم مال
الساءمة
هي الراعية قال الجوهري سامت الماشية رعت وأسمتها أخرجتها إلى الرعي
ملك نصاب
قال الجوهري النصاب من المال القدر الذي تجب فيه الزكاة إذا بلغه نحو مائتي درهم وخمس من الإبل
وعلى مليء
قال الجوهري فيما آخره همزة وملؤ الرجل صار مليئا أي ثقة فهو غني مليء بين الملاء والملاءة ممدودان
من حين كمل
ذكر ابن سيده وغيره فتح ميم كمل وضمها وكسرها قال الجوهري والكمال التمام وفيه ثلاث لغات والكسر أردؤها (1/122)
زكاته الغنم من الإبل
الغنم إسم مؤنث موضوع للجنس يقع على الذكور والإناث وعليهما جميعا والإبل هو بكسر الهمزة والباء مؤنثة لا واحد لها من لفظها وربما قالوا إبل بسكون الباء للتخفيف ذكره الجوهري وقال تأنيثها لازم لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فتأنيثها لازم وإذا صغرتها أدخلت الهاء فقلت أبيلة وغنيمة والله أعلم باب زكاة بهيمة الأنعام
سميت البهيمة بذلك لأنها لا تتكلم والأنعام الإبل والبقر والغنم وقال القاضي عياض النعم الإبل خاصة فإذا قيل الأنعام دخل فيها البقر والغنم وقيل هما لفظان بمعنى واحد على الجميع
فيجب فيها شاة
قال الجوهري الشاة من الغنم تذكر وتؤنث وفلان كثير الشاء والبعير وهو في معنى الجمع لأن الألف واللام للجنس وأصل الشاة شاهة لأن تصعيرها شويهة والجمع شياه بالهاء في العدد
فإن أخرج بعيرا
قال الجوهري البعير في الإبل بمنزلة الإنسان من الناس يقال للجمل بغير وللناقة بعير وحكي عن بعض العرب صرعني بعيري أي ناقتي وشربت من لبن بعيري وإنما يقال له بعير إذا أجذع
بنت مخاض
المخاض بفتح الميم وكسرها قرب الولادة ووجع الولادة وهو صفة لموصوف محذوف أي بنت ناقة مخاض أي ذات مخاض قال أبو منصور والأزهري إذا وضعت الناقة ولدا في أول النتاج فولدها ربع والأنثى ربعة وإن كان في آخره فهو هبع والأنثى هبعة فإذا فصل عن أمه فهو فصيل فإذا استكمل الحول ودخل في الثانية فهو ابن مخاض والأنثى بنت مخاض وواحدة المخاض خلفة من غير جنس إسمها وإنما (1/123)
سمي بذلك لأن أمه قد ضربها الفحل فحملت ولحقت بالمخاض من الإبل وهي الحوامل فلا يزال ابن مخاض السنة الثانية كلها فإذا استكمل سنتين ودخل في الثالثة فهو ابن لبون والأنثى بنت لبون فإذا مضت الثالثة ودخل في الرابعة فهو حق والأنثى حقة سميت بذلك لأنها استحقت أن تركب ويحمل عليها فإذا دخلت في الخامسة فالذكر جذع والانثى جذعه فاذا دخلت في السادسة فالذكر ثني والأنثى ثنية وهما أدنى ما يجزئ في الأضاحي من الإبل والبقر والمعزى فإذا دخل في السابعة فالذكر رباع والأنثى رباعية فإذا دخل في الثامنة فالذكر السدس وسديس لفظ الذكر والأنثى فيه سواء فإذا دخل في التاسعة فهو بازل والأنثى بازل بغير هاء فإذا دخل في العاشرة فهو مخلف ثم ليس له اسم لكن يقال مخلف عام ومخلف عامين وبازل عام وبازل عامين لطلوع بازله وهو نابه ثم لا اسم له بعد ذلك
وليس فيما بين الفريضتين شيء
الفريضتان واحدتهما فريضة قال الجوهري فرض الله علينا كذا وافترضه أي أوجب والإسم الفريضة والفريضة أيضا ما فرض في السائمة من الصدقة يقال افترضت الماشية أي وجبت فيها الفريضة وذلك إذا بلغت نصابا والفريضتان الجذعة من الغنم والحقة من الإبل وقال الأزهري إلا وقاص ما بين الفريضتين كما بين خمس وعشر من الإبل
وجبت عليه سن
واحد الأسنان وقد يعبر به عن العمر قال الجوهري وهو هنا على حذف المضاف أي وجبت عليه ذات سن مقدر كحقة أو جذعة أو نحو ذلك (1/124)
من الساعي
قال الجوهري سعى الرجل إذا عدا وكذا إذا عمل وكسب وكل من ولي شيئا على قوم فهو ساع عليهم وأكثر ما يقال ذلك في ولاة الصدقة
النوع الثاني البقر
قال الجوهري البقر اسم جنس والبقرة تقع على الذكر والأنثى وإنما دخلته الهاء على أنه واحد من الجنس والجمع البقرات والباقر جماعة البقر مع رعاتها والبيقور والبقر وأهل اليمن يسمون البقرة باقورة
تبيع أو تبيعة
قال الأزهري التبيع الذي أتى عليه حول من أولاد البقر قال الجوهري والأنثى تبيعه وقال القاضي هو المفطوم من أمه فهو تبيعها ويقوى على ذلك
وفي الأربعين مسنة
قال الأزهري المسنة التي قد صارت ثنية وتجذع البقرة في الثانية وتثي في الثالثة ثم هو رباع في الرابعة وسدس في الخامسة ثم ضالع في السادسة وهو أقصى أسنانه يقال ضالع سنة وضالع سنتين ما زاد
كالبخاتي والعراب
قال الجوهري الواحد بختي والأنثى بختية والجمع بخاتي غير مصروف ولك أن تخف الياء فتقول البخاتي كالأثافي والمهاري قال القاضي عياض هي إبل غلاظ ذوات سنامين وقال الأزهري ومن أنواعها يعني البقر العراب وهي جرد ملس حسان الألوان كريمة (1/125)
والجواميس
واحدها جاموس قال موهوب هو أعجمي تكلمت به العرب
والضأن والعز
قال الجوهري الضائن خلاف الماعز والجمع الضأن والمعز مثل راكب وركب وسافر وسفر وضأن مثل حارس وحرس والأنثى ضائنة والجمع ضوائن والمعز من الغنم خلاف الضأن وهو اسم جنس وكذلك المعز والمعيز والأمعوز والمعزى وواحد المعز ماعز كصاحب وصحب
كرام ولئام وسمان ومهازيل
كرام واحدها كريم قال الجوهري كرم الرجل فهو كريم وقوم كرام وكرماء وقال القاضي عياض في قوله واتق كرائم أموالهم جمع كريمة وهي الجامعة للكمال الممكن في حقها من غزارة لبن أو جمال صورة أو كثره لحم أو صوف وهي النفائس التي تتعلق بها نفس صاحبها وقيل هي التي يختصها مالكها لنفسه ويؤثرها
وأما اللئام فواحدها لئمة وهي صفة من لؤم إذا بخل ودنؤ وهي ضد الكريمة وأما السمان فواحدتها سمين وهو الكثير اللحم وفعله سمن وسمن ويقال سمنت الدابة وأسمنتها وأما المهازيل فواحدهما مهزول وهو الذي أصابه الهزال وهي ضد السمن يقال هزل فهو مهزول وهزلته أنا وأهزلته
ولا يؤخذ تيس ولا هرمة ولا ذات عوار
التيس فحل المعز هذا (1/126)
المعروف والهرمة الكبيرة السن وذات عوار أي صاحبة عيب والعوار بفتح العين العيب قال الجوهري وقد يضم عن أبي زيد
ولا الربى
قال والربى على وزن فعلى بالضم الشاة التي وضعت حديثا وجمعها رباب بالضم والمصدر رباب بالكسر وهو قرب العهد بالولادة قال أبو زيد والربى من المعز وقال غيره من الضأن والمعز جميعا وربما جاء في الإبل
في الخلطة
الخلطة بضم الخاء الشركة وبكسرها العشرة
خلطة أعيان أو خلطة أوصاف
سميت خلطة أعيان لأن أعيانها مشتركة وسميت الثانية خلطة أوصاف لأن نصيب كل واحد موصوف بصفة تميزه عن الآخر
واشتركا في المراح والمسرح والمشرب والمحلب والراعي والفحل
قال الجوهري المراح بالضم حيث تأوي إليه الإبل والغنم بالليل والمراح بالفتح الموضع الذي يروح منه القوم أو يروحون إليه والمسرح بفتح الميم والراء هو المكان الذي ترعى فيه الماشية وقول الخرقي رحمه الله تعالى وكان مورعاهم ومسرحهم ظاهره أن المرعى غير المسرح فقد قال المصنف رحمه الله في المغني فيحتمل أنه أراد بالمرعى الراعي ليكون موافقا لقول أحمد يعني في نصه على اشتراط الإشتراك في الراعي ولكون المرعى هو المسرح قال ابن حامد المرعى والمسرح شرط واحد والمشرب بفتح الميم والراء المكان الذي يشرب منه والمحلب بفتح الميم واللام الموضع الذي يحلب فيه وبكسر الميم الإناء الذي يحلب فيه والمكان هو المراد لا الإناء قال المصنف رحمه الله في المغني وليس المراد خلط اللبن في إناء واحد لأن هذا ليس بمرفق بل مشقة لما فيه والفحال والفحالة قال المصنف رحمه الله في المغني ومعنى كون الفحل واحدا أن لا يكون أحد فحولة أحد المالين لا تطرق غيره (1/127)
وإن ثبت لأحدهما حكم الإنفراد وحده
كثيرا ما رأيت تصوير هذه المسألة يشكل على المبتدئين وقد تشكل على غيرهم وصورتها أن يملك رجلان نصابين ثم يخلطاهما ثم يبيع أحدهما نصابه أجنبيا فإذا حال الحول فعلى الأول شاة لثبوت حكم الإنفراد في حقه وعلى الثاني نصف شاة لكونه لم يزل مخالطا في جميع الحول
بقدر ماله يجوز ماله
بفتح اللام وضم الهاء على أن ما بمعنى الذي وله جار ومجرور ويجوز ماله بكسرهما على أن يكون مال مجرورا بالإضافة
أربعين شاة في المحرم وأربعين في صفر
المحرم يأتي ذكره في باب صوم التطوع وأما صفر فقال ابن سيده في محكمه صفر الشهر الذي بعد المحرم قال بعضهم سمي بذلك لأصفار مكة من أهلها إذا سافروا وقيل لأنهم كانوا يغزون القبائل فيه فيتركون من لقوه صفرا من المتاع
قال ثعلب الناس كلهم يصرفون صفرا إلا أبا عبيدة فإنه لا يصرف للمعرفة والساعة قال أبو عمر أراد أن الأزمنة كلها ساعات وهي مؤنثة والخليط الشريك والله أعلم باب زكاة الخارج من الأرض
والفستق والبندق
الفستق بضم الفاء والتاء وحكى أبو حفص الصقلي فتح التاء لا غير والنبدق بضم الباء والدال كلاهما معرب وليس بعربي ذكرهما موهوب
والزهر
الزهر بسكون الهاء وفتحها لغتان حكاهما الجوهري وعند (1/128)
الكوفيين أن كل ما كان على فعل كفلس ووسطه حرف حلق فإنه يجوز فتحه نحو اللحم والفحم والنعل والبغل وما أشبه ذلك والبصريون يقصرونه على السماع
والقطن
هو هذا المعروف يقال له قطن وقطن وقطب وقطب وعطب وعطب كعسر وعسر فيهما ويقال له الكرسف أيضا
كالكسفرة والكمون وبزر القثاء والخيار
الكزبرة فيها لغات كزبرة وكسبرة بضم ألو كل واحد منهما وثالثه وحكى الجوهري فتح الباء في الكزبرة فقط وحكى ابن سيده من أسمائها التقدة والتقدة بفتح التاء وكسر القاف وعكسه الأخيرة عن الهروي والتقردة بكسر أوله وفتح ثالثه ولم أرها تقال بالفاء مع شدة بحثي عنها وكشفي من كتب اللغة وسؤالي كثيرا من مشايخي منهم العلامة شمس الدين عبدالرحمن بن أخي المصنف رحمها الله ذكر أنه بحث عنها لم ير لها أصلا والكمون بفتح الكاف وتشديد الميم وضمها معروف وبزر القثاء بفتح الباء وكسرها قال الجوهري وهو أفصح وقال ابن فارس القثاء معروف وقد تضم قافه والخيار نوع من القثاء يقال له القثد واحدته قثدة عن أبي حنيفة وقال الجوهري الخيار والقثاء وليس بعربي
والجفاف
بفتح الجيم اليبس
والوسق
الوسق بفتح الواو وكسرها حكاهما يعقوب وغيره وفي مقداره لغة خمسة أقوال أحدها أنه حمل البعير والثاني أنه الحمل مطلقا والثالث العدل والرابع العدلان والخامس ستون صاعا وهو الصحيح وهو الذي قدمه الجوهري ولا خلاف بين العلماء في كون الوسق ستين صاعا قال (1/129)
ابن المنذر أجمع كل من يحفظ عنه من أهل العلم على ذلك فجميع النصاب بالرطل الدمشقي الذي هو ستمائة درهم على القول الصحيح في الرطل العراقي المذكور في كتاب الطهارة ثلاثمائة رطل وإثنان وأربعون رطلا وستة أسباع رطل
غلا الأرز والعلس
الأرز الحب المعروف وفيه ست لغات أرز كأمن وأرز كأسد وأرز كعتل وأرز كعضد ورز كمد ورنز كقفل وقد جمعها شيخنا أبو عبدالله محمد بن مالك رحمه الله في بيت وهو ... أرز وأرز أرز صح من أرز ... والرز والرنز قل ماشئت لا عدلا ...
وأما العلس بفتح العين واللام فقال الأزهري هو جنس من الحنطة يكون في الكمام منها الحبتات والثلاث قال الجوهري هو طعام أهل صنعاء وقال أبو الحسن ابن سيده العلس حب يؤكل ضرب من الحنطة وقال أبو حنيفة ضرب من البر جيد غير أنه عسر الإستنقاء
نصاب ثمر النخل والكرم
قال الجوهري الكرم كرم العنب وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقال للعنب الكرم فيكون هذا الحديث قبل النهي عن تسميته كرما وسميت العرب العنب كرما والخمر كرما أما العنب فلكرم ثمرته وإمتداد ظلها وكثرة حملها وطيبه وتذلله للقطف ليست بذي شوك ولا ساق وتؤكل غضا طريا وزبيبا يابسا وتدخر للقوت وتتخذ شرابا وأصل الكرم الكثرة والجمع للخير وبه سمي الرجل كريما لكثرة خصال الخير فيه ونخلة كريمة لكثرة حملها وأما الخمر فلأنها كانت تحثهم على الكرم والسخاء وتطرد الهموم والفكر فلما حرمها الله تعالى نفى النبي صلى الله عليه و سلم اسم الكرم عنها لما فيه من المدح لئلا تتشوق إليها النفوس التي قد عهدتها قبل وكان اسم الكرم أليق بالمؤمن وأعلق به (1/130)
لكثرة خيره ونفعه وإجتماع الخصال المحمودة فيه من السخاء وغيره فقال إنما الكرم الرجل المسلم
والقطنيات
هو بكسر القاف وفتحها وتشديد الياء وتخفيفها ذكر اللغات الأربع أيضا في المشارق وقال الأزهري وأما القطنية فهي حبوب كثيرة تقتات وتختبز فمنها الحمص والعدس والبلس ويقال له البلس وهو التين والماش والجلبان واللوبيا والدخن والجاروس وحبهما صغار والرز والباقلاء والقث حب يطبخ ويدق ويختبز منه في الجاعات سميت هذه الحبوب قطنية لقطونها في بيوت الناس
أو يأخذ بحصاده الحصاد قطع الزرع ونحوه قال الجوهري حصدت الزرع وغيره أحصده وأحصده حصدا وهذا زمن الحصاد والحصاد يعني بفتح الحاء وكسرها
كالبطم والزعبل وبزر قطونا قال الجوهري البطم الحبة الخضراء وقال الخليل البطم شجر الحبة الخضراء الواحد بطمة وأما الزعبل فهو شعير الجبل قاله المصنف رحمه الله في المغني وهو بوزن جعفر وقطونا بفتح القاف وضم الطاء يمد ويقصر بزر معروف
كالغيث والسيوح الغيث تفدم في الإستسقاء والسيوح جمع سيح قال الجوهري وهو الماء الجاري على وجه الأرض والمراد الأنهار والسواقي ونحوها
كالدوالي والنواضح
الدوالي واحدتها دالية وهي الدولاب تديره (1/131)
البقر والناعورة يديرها الماء والنواضح جمع ناضح وناضحة وهما البعير والناقة يسقى عليه
وبدا الصلاح في الثمر
أي ظهر بغير همز عن الجوهري وغيره
بجعلها في الجرين
قال الأزهري الجرين الموضع الذي يجمع فيه التمر إلى صرم ويترك حتى يتم جفافه وأهل البحرين يسمونه الفداء مفتوحا ممدودا وأهل البصرة يسمونه المربد وقال الجوهري المسطح الموضع الذي يبسط فيه التمر ويجفف تفتح ميمه وتكسر
خرصت أو لم تخرص
قال القاضي عياض الخرص للثمار الحزر والتقدير لثمرتها ولا يمكن إلا عند طيبها والخرص بالكسر الشيء المقدر وبالفتح اسم الفعل وقال يعقوب الخرص لغتان في الشيء المخصروص وأما المصدر فالبفتح والمستقبل بالضم والكسر في الراء
وقبل الجداد
الجداد القطع حكى ابن سيده فيه فتح الجيم وكسرها وأنه يقال بالذال والدال في النخل وغيره
شراء زكاته
الشراء يمد ويقصر قاله الجوهري
فتحت عنوة
قال القاضي عياض أي غلبة وقهرا وقد فسره المصنف رحمه الله في باب حكم الأرضين المغنومة
عشرة أفوارق
الأفراق واحدها فرق بفتح الفاء والراء عن ثعلب وقال ابن فارس وابن سيده تفتح راؤه وتسكن وحكى القاضي عياض الوجهين قال والفتح أشهر وقال المصنف رحمه الله والفرق ستة عشر رطلا بالعراقي وهو المشهور عند أهل اللغة قال أبو عبيد لا خلاف بين الناس أعلمه أن الفرق ثلاثة آصع لحديث كعب بن عجرة وقال ابن حامد والقاضي في (1/132)
المجرد الفرق ستون رطلا وحكي عن القاضي أن الفرق ستة وثلاثون رطلا ويحتمل أن يكون نصاب العسل ألف رطل لفقته من المغني والكافي
في المعدن
المعدن بكسر الدال قال الأزهري سمي معدنا لعدون ما أثبته الله تعالى فيها أي لإقامته يقال عدن بالمكان يعدن عدونا والمعدن المكان الذي عدن فيه الجوهر من جواهر الأرض أي ذلك كان وقال الجوهري سمي بذلك لأن الناس يقيمون فيه الصيف والشتاء
والصفر إلى آخر الفصل
قال ابن سيده الصفر ضرب من النحاس وقيل ما صفر منه والصفلا لغة فيه عن أبي عبيدة وحده والضم أجود ونفى بعضهم الكسر
والصفر والصفر الخالي وكذلك الجمع والمؤنث والزئبق قال الجوهري فارسي معرب وقد أعرب الهمز ومنهم من يقوله بكسر الباء فيلحقه الزئير والقار قال الخليل القير والقار شيء أسود يطلى به السفن وذكر اللغتين غير واحد والنفط قال الجوهري النفط والنفط معروف والزرنيخ الزرنيخ بكسر الزاي قال أبو منصور اللغوي فارسي معرب وهو معروف واللؤلؤ فيه أربع لغات قرئ بهن لؤلؤ بهمزتين وبغير همز وبهمز أوله دون ثانيه وعكسه وهو الكبار عند جمهور أهل اللغة والمرجان الصغار وقيل عكسه والعنبر ضرب من الطيب معروف
وفي الركاز
قال الخليل الركاز قطع من الذهب يخرج من المعادن وقال ابن سيده الركاز قطع ذهب و فضة يخرج من الأرض أو المعدن وقال (1/133)
القاضي عياض والركاز الكنز من دفن الجاهلية على ما فسره المصنف رحمه الله فيكون ما حده به الخليل وابن سيده لغة وما حده المصنف وعياض رحهما الله ومن وافقهما حده شرعا
أي نوع كان
أي بالنصب على أنه خبر كان مقدما
من دفن الجاهلية
قال الخليل دفن الشيء يدفنه دفنا أي ستره والشيء مدفون ودفين والجاهلية قال القاضي عياض ما كانت عليه العرب قبل الإسلام وبعث الرسول صلى الله عليه و سلم من الجهل بالله وبرسوله وبشرائع الدين والتمسك بعبادة غير الله تعالى والمفاخرة بالأنساب والكبرياء والجبروت إلى سائر ما أذهبه الله وأسقطه ونهى عنه بما شرعه من الدين باب زكاة الأثمان
تقدم ذكر الذهب والفضة في باب الآنية
عشرين مثقالا
المثقال بكسر الميم في الأصل مقدار من الوزن أي شيء كان من قليل أو كثير فقوله تعالى مثقال ذرة الزلزلة 7 أي وزن ذرة ثم غلب إطلاقه على الدينار وهو ثنتان وسبعون شعيرة ممتلئة غير خارجة عن مقادير حب الشعير والدراهم كل عشرة منها سبعة مثاقيل والدينار لم يتغير في الجاهلية والإسلام فأما الدارهم فكانت مختلفة بغلية منسوبة إلى ملك يقال له رأس البغل كل درهم ثمانية دوانيق وطبرية منسوبة إلى طبرية الشام كل درهم أربعة دوانيق فجمعوا الوزنين وهما إثنا عشر وقسموها على إثنين فجاء الدرهم ستة دوانيق وأجمع أهل العصر (1/134)
الأول على هذا قيل كان ذلك في زمن بني أمية وقيل في زمن عمر والأول أكثر وأشهر
في مغشوشهما
المغشوش ما خلط بما يردئه
أو بهرجا
البهرج الباطل والبهرج الرديء وهو معرب قاله الجوهري
في الحلي
قال الجوهري الحلي حلي المرأة وجمعه حلي مثل ثدي وثدي وقد تكسر الحاء لمكان الياء مثل عصي وقد قرئ من حليهم عجلا الأعراف 148 بالضم والكسر
للكراء
الكراء بكسر الكاف ممدودا نص عليه الجوهري وغيره من أهل اللغة ولم أر أحدا ذكر فيه القصر مع شدة الكشف والبحث والله أعلم
مباح الصناعة
الصناعة بكسر الصاد وفتحها قال الجوهري الصناعة حرفة الصانع
الخاتم وقبيعة السيف
الخاتم هذا المعروف قرأ عاصم بفتح التاء وقرأ الباقون بكسرها وحكي الجوهري فيه خاتام بوزن ساباط وخيتام بوزن بيطار وقال الجوهري قبيعة السيف ما على طرف مقبضة من فضة أو حديد
حيلة المنطقة
قال الخليل في كتاب العين والمنطق والمنطقة ما شددت به وسطك والنطاق إزار فيه تكة تنتطق بها المرأة
وعلى قياسها الجوشن إلى آخر الباب
قال الجوهري الجوشن الدرع (1/135)
وأما الخوذة والران فالخوذة المعروفة وهي في اللغة البيضة والران شيء يلبس تحت الخف معروف ولم أره ولا الخوذة في كلام العرب والحمائل واحدتها حمالة عند الخليل وقال الأصمعي حمائل السيف لا واحد لها من لفظها وإنما واحدها محمل باب زكاة العروض
العروض جمع عرض بسكون الراء قال أبو زيد هو ما عدا العين وقال الأصعمي ما كان من مال غير نقد وقال أبو عبيد ما عدا العقار والحيوان والمكيل والموزون والتفسير الأول هو المراد هنا وأما العرض بفتح الراء فهو كثرة المال والمتاع وسمي عرضا لأنه عارض يعرض وقتا ثم يزول يفنى نقله عياض في مشارقه بمعناه
للقنية
قال الجوهري قنوت الغنم وغيرها قنوة وقنوة وفنيت أيضا قنية وقنية إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة ومال قنيان وقنيان ففي القنية إذا أربع لغات قنية وقنوة بكسر القاف وضمها فيهما (1/136)
باب زكاة الفطر
الفطر إسم مصدر من قولك افطر الصائم إفطارا والفطرة بالكسر الخلقة قاله الجوهري وقال المصنف رحمه الله في المغني وأضيفت هذه الزكاة إلى الفطر لأنها تجب بالفطر من رمضان قال ابن قتيبة وقيل لها فطرة لأن الفطرة الخلقة قال الله تعالى فطرة الله التي فطر الناس عليها الروم 3 أي جبلته التي جبل الناس عليها هذا آخر كلامه
وقال الإمام ذو الفنون عبداللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي في كتاب ذيل الفصيح وما يلحن فيه العامة في باب ما يغير العامة لفظه بحرف أو حركة وهي صدقة الفطر هذا كلام العرب فأما الفطرة فمولدة والقياس لا يدفعه لأنه كالغرفة والبغية لمقدار ما يؤخذ من الشيء فهذا ما وجدته في اللفظة بعد بحث كثير وسألت عنها شيخنا أبا عبدالله بن مالك فلم ينقل فيها شيئا
وذكر في مثلثه أن الفطرة بضم الفاء الواحدة من الكمأة
إذا فضل عنده عن قوته
فضل بفتح الضاد يفضل كدخل يدخل قال الجوهري وفيه لغة أخرى فضل يفضل كحذر يحذر وحكاها (1/137)
ابن السكيت وفيه لغة ثالثة مركبة منهما فضل بالكسر يفضل بالضم وهو شاذ لا نظير له وقال أيضا والقوت بالضم ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام يقال ما عنده قوت ليلة وقيت ليلة وقيت ليلة بكسر القاف فيهما ويقال قاته وأقاته إذا قام بقوته
ثم برقيقه
قال الجوهري والرقيق المملوك واحد وجمع والرق بالكسر العبودية وبالفتح ما يكتب فيه وبالضم مارق من ماء البحر والنهر الضم من مثلث شيخنا رحمه الله تعالى
عن الجنين
قال صاحب المطالع الجنين ما استتر في بطن أمه فإن خرج حيا فهو ولد وإن خرج ميتا فهو سقط
أو آبق
الآبق الهارب يقال أبق بفتح الباء يأبق بكسر الباء وضمها وحكى ابن فارس كسر الباء في الماضي وفتحها في المضارع كأسف يأسف
فتسقط
بالرفع لا غير لأن النصب يغير المعنى
الناشز
مذكور في عشرة النساء
أو ملك عبدا أو زوجة
الزوجة لا تملك فنصبها يجوز أن يكون بفعل مقدر أي أو تزوج زوجة ويجوز أن يكون معطوفا على العبد على حذف مضاف تقديره أو ملك عبدا أو بضع زوجة ثم حذف البضع فأقيمت الزوجة مقامه كقوله تعالى وأشربوا في قلوبهم العجل البقرة 93 أي حب العجل (1/138)
أو دقيقهما أو سويقهما
قال الجوهري الدقيق الطحين وقال صاحب المطالع السويق قمح أو شعير يقلى ثم يطحن فيتزود به قال إبن دريد وبنو العنبر يقولونه بالصاد
ومن الأقط
ذكر ابن سيده في محكمه في الأقط أربع لغات سكون القاف مع فتح الهمزة وضمها وكسرها ومكسر القاف مع فتح الهمزة قال وهو شيء يعمل من اللبن المخيض وقال ابن الأعرابي يعمل من ألبان الإبل خاصة
مما يقتات
أي مما هو قوته وهو يفتعل من القوت باب إخراج الزكاة
بخلا بها
هو بضم الباء وفتحها مع سكون الخاء وبفتحهما ثلاث لغات نقلها ابن القطاع وفسره بمنع الفضل ويقال بخل يبخل كفرح يفرح وبخل يبخل كشرف يشرف وهو شرعي وعرفي فالشرعي منع الواجب كالزكاة ونحوها والعرفي منع ما يعد مانعه بخيلا
مغنما ولا يجعلها مغرما
قال الجوهري المغنم والغنيمة بمعنى واحد (1/139)
قال صاحب المطالع المغرم هو الدين وهو الغرم وأصله اللزوم والغريم من له الدين ومن عليه الدين ومعنى هذا الدعاء والله أعلم أجعلها مثمرة للمال لا منقصة له لأن التثمير كالغنيمة والتنقيص كالغرامة
آجرك الله
يذكر في أول باب الإجارة
طهورا
بفتح الطاء أي مطهرا والضم لغة وقد تقدم وكان المناسب في هذا الدعاء أن يقال أجرك الله فيما أعطيت وجعله لك طهورا
وسم الإبل
قال صاحب المطالع الميسم حديدة يوسم بها الإبل والسمة العلامة والوسم الفعل
وإن كانت جزية كتب صغارا أو جزية
قال الجوهري الجزية ما يؤخذ من أهل الذمة والجمع جزى كلحية ولحى قال ابن الأنباري الجزية الخراج المجعول عليهم سميت جزية لأنها قضاء لما عليهم أخذا من قولهم جزى يجزي إذا قضى والصغار بفتح الصاد الذل والضيم قاله الجوهري وغيره فإطلاق الصغار على الحيوان من باب حذف المضاف أي ذات صغار وفي نسخة المصنف رحمه الله بالألف وفي أصل شيخنا أبي الفرج عبدالرحمن بن البغدادي وهو مقروء على المصنف صغار بغير الف ووجه (1/140)
النصب أنه مفعول كتب ووجه الرفع أنه خبر مبتدأ محذوف أي هذا صغار وهذه جزية وهو أقيس
إذا كمل النصاب
حكى ابن سيده كمل ابن سيده كمل الشيء بفتح الميم وضمها وكسرها
قبل طلوع الطلع والحصرم
الطلع بسكون اللام غلاف العنقود والحصرم بكسر الحاء والراء قال الجوهري هو أول العنب ويقال له الكحب والكحم عن ابن سيده
فنتجت عند الحول سخلة
نتجت بضم أوله على البناء للمفعول وسخلة مفعول ثان ويجوز نتجت على النباء للفاعل وسخلة مفعوله يقال في فعله ونتجت وأنتجت مبنيين للمفعول ست لغات وفيه حذف مضاف تقديره (1/141)
نتج بعضها سخلة أو نتجت بضعها سخلة والسخلة اسم للمولود ساعة يولد من أولاد الضأن والمعز جيمعا ذكرا كان أو أنثى حكاه الجوهري عن أبي زيد
لم يرجع على المسكين
ليس عدم الرجوع مقصورا على المسكين بل بالمدفوع إليه الزكاة كائنا من كان باب ذكر أهل الزكاة
من غير تفريط
التفريط التقصير في الشيء حتى يضيع ويفوت قاله الجوهري
في عشائرهم
العشائر واحدتها عشيرة قال الجوهري وهي القبيلة وقال صاحب المطالع عشيرة الإنسان أهله الأدنون وهم بنو أبيه
أو إسلام نظيره
قال الجوهري نظير الشيء مثله وحكى أبو عبيدى النظر والنظير بمعنى مثل الند والنديد
لاصلاح ذات البين
قال الزجاج معنى قوله تعالى وأصلحوا ذات بينكم الأنفال 1 حقيقة وصلكم والبين الوصل والمعنى وكونوا مجتمعين على أمر الله تعالى فالذي غرم لإصلاح ذات البين هو من غرم لإصلاح حال الوصل
في سبيل الله
وهم الغزاة الذين لا ديوان له والسبيل الطريق قال صاحب المطالع في قوله صلى الله عليه و سلم من اغبرت قدماه في سبيل الله يعني جميع الطرق الموصلة إليه وقال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي وإنما استعملت (1/142)
هذه الكلمة في الجهاد لأنه السبيل الذي يقاتل به على عقد الدين والديوان قال الجوهري أصله دوان فعوض من إحدى الواوين ياء لقولهم في جمعه دواوين وقولهم دونت الدواوين ذكره أبو منصور في المعرب فقال والديوان بالكسر قال أبو عمرو وبالفتح خطأ وحكاه غيره وأول من دون الديوان في الإسلام عمر رضي الله عنه
ابن السبيل
السبيل الطريق وسمي هذا المسافر بذلك للزومه الطريق كملازمة الطفل أمه
فغن رآه جلدا
جلدا بسكون اللام أي شديدا قويا يقال جلد الرجل بالضم فهو جلد وجليد يبين الجلد والجلادة والجلودة والمجلود
وإن سفل
أي نزل يقال سفل بفتح الفاء من النزول وبضمها اتضع قدره بعد رفعة وقال الجوهري السفالة النذالة وقد سفل الضم (1/143)
ولا مواليهم
المولى يذكر في كتاب الوقف والمراد به ها هنا من أعتقه هاشمي
صدقة وصلة
الصدقة ما دفع لمحض التقرب والصلة الإحسان والتعطف والرفق وذلك كله موجود في الصدقة على القرابة لأنه يعد بذلك محسنا متعطفا رافقا والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة فأصلها وصلة يقال وصله يصله
لمن لا صبر له على الضيق
الصبر حبس النفس عن الجزع قال صاحب المكالع وأصله الثبات والضيق بفتح الضاد وبه قرأ الأكثرون وقرأ ابن كثير بالكسر
أن ينقص
تقدم تفسيرها في كتاب الزكاة
والله أعلم (1/144)
باب الصيام
الصيام والصوم مصدر صام وهو في اللغة عبارة عن الإمساك قال الله تعالى فقولي إني نذرت للرحمن صوما مريم 26 ويقال صامت الخيل إذا أمسكت عن السير وصامت الريح إذا أمسكت عن الهبوب قال أبو عبيدة كل ممسك عن طعام أو كلام أو سير فهو صائم
وهو في الشعر عبارة عن الإمساك عن أشياء مخصوصة في زمن مخصوص من شخص مخصوص بنية مخصوصة
برؤية الهلال
قال الجوهري وصاحب المطالع الهلال أول ليلة والثانية والثالثة ثم هو قمر وذكر ابن الأنباري في مدة تسميته بالهلال أربعة أقوال أحدها ما ذكر والثاني ليلتان والثالث أن يستدير بخطة دقيقة قاله الأصمعي والرابع إلى أن يبهر ضوؤه سواد الليل
مع الصحو
قال الجوهري الصحو ذهاب الغيم وأصحت السماء فيه مصحية وقال الكسائي فهي صحو لا تقل مصحية وحكى الفراء صحت السماء بمعنى أصحت
عدة شعبان
شعبان غير مصروف للعلمية والزيادة وجمعه شعبانات وأشعب وهو الشهر الذي بين رجب ورمضان (1/145)
غيم أو قتر
قال ابن سيده الغيم هو السحاب وقيل هو أن لا يرى شمسا من شدة الدجن وجمعه غيوم وغيام والقتر جمع قترة وهي الغبار ومنه قوله تعالى ترهقها قترة عبس 41 وقال ابن زيد الفرق بين الغبرة والقتر أن القترة ما ارتفع من الغبار فلحق بالسماء والغبرة ما كان أسفل في الأرض
هلال شوال
بوزن صوام مصروف وهو الشهر الذي بين رمضان وذي القعدة والجمع شوالات وشواويل سمي بذلك لكون الإبل كانت فيه حال التسمية شولا وهي التي جف لبنها وارتفع ضرعها
والحامل والمرضع
يذكران إن شاء الله تعالى في باب ميراث الحمل والرضاع
أو أغمي عليه
تقدم تفسير الإغماء في كتاب الصلاة
ولا يصح صوم واجب
صوم منون مرفوع وواجب مرفوع صفة له ويجوز جر واجب بالإضافة على تقدير صوم يوم واجب أو زمن واجب أو صوم واجب
إن كان غدا
غدا بالنصب في خط المصنف رحمه الله تعالى وفي نسخة مقروءة على المصنف غد بالرفع وهو ظاهر وأما النصب فعلى إضمار إسم كان (1/146)
أي إذا كان الصيام غدا ودل على تقديره قوة الكلام ومن كلامهم إذا كان غدا فأتني
فهو فرضي
كذا بخط المصنف رحمه الله تعالى بياء المتكلم أي الذي فرضه الله تعالى علي باب ما يفسد الصوم
أو استعط
استعط مطاوع سعطه إذا جعل في أنفه سعوطا بفتح السين وحكى أبو زيد سعطه وأسعطه بمعنى والسعوط ما يجعل في الأنف من الأدوية
أو احتقن
قال الجوهري الحقنة ما يحقن به المريض من الدواء وقد احتقن الرجل أي استعمل ذلك الدواء من الدبر
داوى الجائفة
الجائفة تذكر مع الشجاج إن شاء الله تعالى وكذلك المأمونة
أو استقاء
قال الجوهري استقاء وتقيأ تكلف القيء وقال صاحب المطالع قاء إذا خرج منه القيء وتقيأ تفعل منه والقيء معروف
أو استمنى
قال الجوهري استمنى استدعى خرود المني
أو أمذى
تقدم في باب إزالة النجاسة
أو كرر النظر فأنزل
إذا أنزل المني بتكرار النظر أفطر وإن أنزل مديا لم يفطر في الصحيح من المذهب (1/147)
أو قطر في إحليله
مخفف الطاء قال الجوهري قطر الماء وغيره يقطر وقطرته أنا يتعدى ولا يتعدى والإحليل مخرج البول ومخرج اللبن من الضرع والثدي
أو احتلم
أي أنزل في نومه منيا والحلم والحلم بوزن عسر وعسر ما يراه النائم لكن غلب اسم الرؤيا على الخير والحلم على الشر
ذرعه القيء
قال الجوهري ذرعه القيء إذا غلبه وسبقه
فلفظه
بفتح أوله وثانيه أي رمى به
والله سبحانه وتعالى أعلم باب ما يكره وما يستحب
يجمع ريقه
الريق الرضاب وهو ماء الفم
فيبلعه
مضارع بلعه كذا ذكره المصنف
وأن يبتلع النخامة
قال الجوهري النخامة بالضم النخاعة وقال صاحب المطالع النخامة ما يلقيه الرجل من الصدر وهو البلغم اللزج قال والنخاعة والنخاعة واحد عند ابن الأنباري
ومنهم من قال النخاعة من الصدر والنخامة من الرأس (1/148)
مضغ العلك
قال ابن فارس العلك كل صمغة تعلك وقال ابن سيده العلك ضرب من صمغ الشجر كاللبان يمضغ فلا ينماع والجمع علوك وبائعه علاك
يتحلل منه أجزاء
أجزاء جمع جزء وهو بعض الشيء وهو مصروف
اجتناب الكذب والغيبة والشتم
قال الجوهري يقال كذب كذبا وكذبا على وزن كتيف وكتف فهو كاذب وكذاب وكذوب وكذبان ومكذبان ومكذبانة وكذبة بوزن همزة وكذبذب مخفف وقد تشدد ذاله الأولى وقال صاحب المطالع والكذب خلاف الصدق والصدق الإخبار بما يطابق المخبر عنه وأما الغيبة فهي ذكر الإنسان بما يكره بهذا فسرها رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث أبي هريرة رواه مسلم وهي حرام بالإجماع وتباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها كالتظلم والإستفتاء والإستغاثة على تغيير منكر والتحذير والتعريف والجرح وأما الشتم فقال الجوهري الشتم السب والاسم الشتيمة وقال أو العباس اللبلي في شرح الفصيح الشتم رمي أعراض الناس بالمعايب وثلبه وذكرهم بقبيح القول حضرا أو غيبا عن ابن درستويه وقال المطرزي الشتم عند العرب الكلام القبيح سوى القذف (1/149)
وإن شتم استحب أن يقول إني صائم
ذكر الخطابي في ذلك للعلماء قولين أحدهما أنه يقوله بلسانه والثاني يقوله بقلبه
وتأخير السحور
قال صاحب المطالع السحور بالفتح اسم ما يؤكل في السحر وبالضم اسم الفعل وأجاز بعضه أن يكون اسم الفعل بالوجهين والأول أشهر والمراد هنا الفعل فيكون بالضم على الصحيح
تأخير قضاء رمضان إلى رمضان آخر
الأول غير مصروف لأنه معرفة والثاني مصروف لأنه نكرة لوصفه بآخر وكذلك كل معرفة وصفت بآخر فإنها تنكر والله تعالى أعلم باب صوم التطوع
قال الجوهري وتطوع تكلف الإستطاعة والتطوع بالشيء التبرع به
صيام أيام البيض
أيام البيض هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وقيل الثاني عشر بدل الخامس عشر حكاه الماوردي والبغوي (1/150)
وغيرهما والصحيح الأول قاله المصنف رحمه الله في المغني وسميت بيضا لا بيضاض ليلها كله بالقمر اي أيام الليالي البيض وقيل لأن الله تعالى تاب على آدم فيها وبيض صحيفته ذكره أبو الحسن التميمي آخر كلامه فعلى القول الثاني يكون من إضافة الشيء إلى نفسه لأن الأيام هي البيض والأيام الثلاثة الأول من الشهر تسمى الغرر والتي تليها النفل والتي تليها التسع والتي تليها العشر والتي تليها البيض والتي تليها الدرع والتي تليها الظلم والتي تليها الحنادس والتي تليها الدآدىء على وزن مساجد والتي تليها المحاق مثلثه وقد نظمها الإمام أبو عبدالله محمد بن أحمد بن الحسين الملقب بشعلة في ثلاثة أبيات شعر وهي ... الشهر لياليه قسم ... فلكل ثلاث خص سم ... منها غرر نفل تسع ... عشر بيض درع ظلم ... فحنادسها فدآدئها ... فمحاق ثم فتختتم (1/151)
صوم الإثنين والخميس
سمي الإثنين بذلك لأنه ثاني أيام الأسبوع قال الجوهري ولا يثنى لأنه مثنى فإن أحببت أن تجمعه قلت اثانين وسمي الخميس بذلك لأنه خامس أيام الأسبوع قال الجوهري وجمعه أخماس وأخمسة وحكى النحاس خمسان كرغيف ورغفان وحكي عن الفرا أخامس فتكون له أربعة جموع
وأتبعه بست من شوال
ست أصله سدس فأبدل من إحدى السينين تاء وأدغم فيه الدال لأنه تصغيرها سديسة وجمعها أسداس وورد في الحديث الصحيح هكذا بغير تاء والمراد الأثام لأن العرب تغلب في التاريخ الليالي على الأيام ويحتمل أن يكون على حذف مضافين أي وأتبعه بصيام أيام ست أي أيام ست ليال نظيره قوله تعالى فقبضت قبضة من أثر الرسول 76 طه أي من أثر حافر فرس الرسول (1/152)
يوم عاشورا
عاشوراء اليوم العاشر من المحرم وعن ابن عباس هو التاسع ونص الإمام أحمد رحمه الله على استحباب صومهما وعلى أنه إذا اشتبه أول الشهر صام ثلاثة أيام قال القاضي عياض في المشارق عاشوراء اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية قاله ابن دريد قال وليس في كلامهم فاعولاء وحكى ابن الأعرابي أنه سمع خابوراء ولم يثبته ابن دريد وحكى أبو عمرو الشيباني فيه القصر وحكى الجوهري عشوراء فصارت فيه ثلاث لغات
يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة
سمي بذلك لأن الوقوف بعرفة فيه وقيل لأن إبراهيم الخليل صلوات الله عليه عرف فيه أن رؤياه حق واليوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية والتاسع يوم عرفة (1/153)
والعاشر يوم النحر والحادي عشر يوم القر بفتح القاف سمي بذلك لقرار الناس فيه بمنى والثاني عشر يوم النفر الأول والثالث عشر يوم النفر الثاني ويسمى يوم الصدر وقد تقدم في صلاة العيدين
عشر ذي الحجة
المراد به الأيام التسعة التي آخرها يوم عرفة وسميت التسع عشرا من إطلاق الكل على الأكثر لأن العاشر لا يصام وذو الحجة الشهر الثاني عشر من السنة سمي بذلك لأن الحجة فيه والحجة بكسر الحاء وحكي فتحها وذو القعدة بالفتح وحكي فيه الكسر وجمع ذي الحجة ذوات الحجة عن النخاس ويأتي أتم من هذا في باب المواقيت
شهر الله المحرم
وهو أول شهرو العام سمي محرما لتحريم القتال فيه وثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه سماه شهر الله
ويكره إفراد رجب بالصوم
رجب مصروف الشهر الفرد من الأشهر الحرم وسمي رجبا من الترجيب وهو التعظيم لأن العرب كانوا يعظمونه في الجاهلية ولا يستحلون فيه القتال ويقال له رجب مضر لأنهم كانوا أشد تعظيما له والجمع أرجاب فإذا ضموا إليه شعبان قالوا رجبان
يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الشك ويوم النيروز والمهرجان
يوم الجمعة تقدم في أول باب صلاة الجمعة ويوم السبت آخر أيام الأسبوع قال الجوهري سمي يوم السبت لإنقطاع الأيام عنده قال والسبت الراحة (1/154)
والسبت الدهر والسبت حلق الرأس والسبت إرسال الشعر عن العقص والسبت ضرب من سير الإبل والسبت قيام اليهود بأمر سبتها
ويوم الشك قال المصنف رحمه الله في الكافي هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من شعبان أم من رمضان إذا كان صحوا ويوم النيروز والمهرجان عيدان للكفار قال الزمخشري النيروز الشهر الرابع من شهور الربيع والمهرجان اليوم السابع عشر من الخريف ذكر ذلك في مقدمة الأدب والظاهر أنه بكسر الميم
ليلة القدر
هي بسكون الدال وفتحها جائز قال أبو إسحاق الزجاج معنى ليلة القدر ليلة الحكم وهي الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم آخر كلامه وفي تسميتها بذلك خمسة أقوال
أحدها لعظمتها من قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره الأنعام 51
والثاني من التضيق من قوله تعالى ومن قدر عليه رزقه الطلاق 7 اي ضاق لأنها ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة
والثالث لما يقدر فيها من الأشياء
الرابع أن من لم يكن فيها ذا قدر صار فيها ذا قدر (1/155)
- كتاب المناسك
المناسك جمع منسك بفتح السين وكسرها فبالفتح مصدر وبالكسر اسم لموضع النسك وهو مسموع وقياسه الفتح في المصدر والمكان قال الجوهري وقد نسك وتنسك أي تعبد ونسك بالضم نساكة أي صار ناسكا وقال صاحب المطالع المناسك مواضع متعبادا الحج فالمناسك إذا المتعبدات كلها وقد غلب إطلاقها على أفعال الحد لكثرة أنواعها
يجب الحج
الحج بفتح الحاء وكسرها لغتان مشهورتان وهو في اللغة عبارة عن القصد وحكي عن الخليل أنه كثرة القصد إلى من تعظمه قال الجوهري ثم تعورف استعماله في القصد إلى مكة للنسك وقال الإمام أبو اليمن الكندي الحج القصد ثم خص كالصلاة وغيرها وقال المصنف رحمه الله تعالى في المغني هو في الشرع اسم لإفعال مخصوصة
والعمرة
العمرة في اللغة الزيارة وقيل القصد نقلها ابن الأنباري وغيره وهي في الشعر عبارة عن أفعالها المخصوصة المذكورة في مواضعها
من عرفة
قال الجوهري عرفات موضع بمنى وهو اسم في لفظ الجمع (1/156)
الخامس لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر وتنزل فيها ملائكة ذو قدر ورحمة ذات قدر
واختلف الصحابة رضي الله عنهم والتابعون في أي ليلة أخص بها وأرجي على ثلاثة عشر قولا أحدها ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى والثاني أنها أول ليلة من رمضان والثالث أنها ليلة سبع عشرة والرابع أنها ليلة تسع والخامس ليلة إحدى وعشرين والسادس ليلة ثلاث وعشرين والسابع أنها ليلة خمس وعشرين والثامن أنها ليلة تسع وعشرين والتاسع آخر ليلة من رمضان والعاشر أنها في أشفاع هذه الأفراد والحادي عشر أنها في جميع السنة والثاني عشر أنها في جميع الشهر والثالث عشر أنها تتحول في ليالي العشر كلها ذكر الأقوال الثلاثة عشر الإمام عبدالعظيم في حواشيه
وأرجاها
بغير همز أي أكثر وأشد رجاء
قوله صلى الله عليه و سلم تحب العفو
قال الخطابي العفو وزنه فعول من العفو وهو بناء للمبالغة والعفو الصفح عن الذنوب وترك مجازاة المسيء وقيل إن العفو مأخوذ من عفت الريح الأثر إذا درسته فكأن العافي عن الذنب يمحوه بصفحه عنه والله سبحانه وتعالى أعلم (1/157)
يتخلله
أي يتخلل الجمعة إعتكافه أي يكون في خلله
وأفضلها المسجد الحرام ثم مسجد المدينة ثم الأقصى
فالمسجد الحرام مسجد الكعبة وسمى الحرام لما يذكر في دخول مكة
ومسجد المدينة مسجد النبي صلى الله عليه و سلم والمدينة لها أسماء المدينة وطابة وطيبة بفتح الطاء وقيدته بفتح الطاء احترازا من طيبة بكسرها فإنها قربة قرب زرود ويثرب كان إسمها قديما فغيره النبي صلى الله عليه و سلم لما فيه من التثريب وهو التعير والإستقصاء في اللوم وتسميتها في القرآن يثرب حكاية لقول من قالها من المنافقين وقيل يثرب اسم أرضها وقيل سميت يثرب باسم رجل من العمالقة كان أول من نزلها وقال عيسى بن دينار من سماها يثرب كتبت عليه خطيئة والمسجد الأقصى مسجد بيت المقدس وسمى الأقصى لبعده من المسجد الحرام وقيل لأنه أبعد المساجد التي تزار ويأتي ذكر المدينة في باب صيد الحرم ونباته (1/158)
كحاجة الإنسان
يريد الخروج للبول والغئط
فسد إعتكافه
بفتح السن وكسرها وضمها
بفعل القرب
القرب جمع قربة وهي كل ما يتقرب به إلى الله تعالى أي يطلب به القرب عنده
ما لا يعنيه
بفتح الياء ولا يجوز ضمها قال الجوهري أي مالا يهمه (1/159)
- كتاب الإعتكاف
وهو في اللغة لزوم الشيء والإقبال عليه وفي الشرع لزوم المسجد لطاعة الله تعالى فيه عن صاحب المطالع وغيره قال ابن سيده يقال عكف يعكف ويعكف عكفا وعكوفا واعتكف لزم المكان والعكوف الإفامة في المسجد
إلا أن ينذره
بكسر الذال وضمها عن الجوهري وغيره
إن كان بينما مهاياة
قال بان عباد في كتابه المحيط والمهاياة يعني بغير همز أمر يتهايى القوم عليه فيتراضون قلت ويجوز أن يكون مهموزا مفاعلة من الهيأة أي يتفقون على صورة معينة
في مسجد يجمع فيه
أي تقام فيه صلاة الجماعة ويجتمع فيه لها يقال قوم جميع أي مجتمعون فأما صلاة الجمعة فيقال يجمع فيه بتشديد الميم نص عليه ابن القطاع وغيره من أهل اللغة (1/160)
الجمع فلا يجمع قال الفراء عرفا لا واحد له بصحة وقول الناس نزلنا عرفة شبيه بمولد وليس بعربي محض وهي معرفة وإن كان جمعا لأن الأماكن لا تزول فصارت كالشيء الواحد وفي تسميتها بها ثلاثة أقوال أحدها أن جبريل عرف إبراهيم عليهما السلام مناسك الحج فيها فقال عرفت قاله علي رضي الله عنه والثاني لتعارف آدم وحواء بها قاله الضحاك والثالث من قولك عرفت المكان إذا طيبته نقله ابن فارس
ويحتمل أن يكون لتعارف الناس فإنهم يجتمعون من الأقطار ويتعارفون
بإذن وليه
وليه أبوه ووصيه وأمين الحاكم وإن أحرمت امه عنه صح نص عليه لحديث وقال القاضي ظاهر كلام الإمام أحمد أنه لا يحرم عنه إلا وليه وأما غير الأم والولي من الأقارب كالأخ والعم وإبنه فيخرج فيهم وجهان وأما الأقارب فلا يصح إحرامهم وجها واحدا نقله المصنف في المغني
يملك زادا وراحلة
الزاد الطعام يتخذ للسفر قاله الجوهري وغيره وقال في المغني والزاد الذي تشترط القدرة علهي هو ما يحتاج إليه في ذهابه ورجوعه من مأكول ومشروب وكسوة قال الجوهري والراحلة الناقة التي تصلح لأن يرحل عليهما وقيل الراحلة هي المركب من الإبل ذكرا كان أو أنثى
من مسكن وخادم
المسكن المنزل بفتح الكاف وكسرها والخادم واحد الخدم غلاما كان أو جارية
ومؤنة عياله
تقدم في باب زكاة الفطر الكلام على القوت وهو المؤنة (1/161)
بهمز ولا همز وهي فعولة وقال الفراء مفعلة من الأين وهو التعب والشدة وقيل من الأون الخرج ويقال مأنتهم بالهمز ومنهم بتركه بناء على معنى المؤنة
وعلى الدوام
الدوام مصدر دام يدوم إذا ثبت واستمر والمراد ههنا مدة ذهابه ورجوعه هكذا ذكر المصنف رحمه الله في المغني وزاد صاحب المستوعب أن يكون له إذا رجع ما يقوم بكفايته وكفاية عياله من عقار أو بضاعة أو صناعة
على الفور
الغليان والفورة ما يفول من القدر ومن ذلك اشتقال قولهم فعله من فوره أي من قبل أن يسكن حكى ذلك ابن فارس
لاخفارة فيه
الخفارة بضم الخاء وفتحها وكسرها اسم لجعل الخفير وإسم للمصدر من قولك خفرته إذا أجرته ذكر ذلك ابن سيده والمراد هنا الأول (1/162)
تجحف بماله
تجحف بضم التاء وكسر الحاء قال الجوهري أجحف به أي ذهب به هذا معناه لغة والمراد هنا بما لا يجحف الزيادة اليسيرة بهذا فسرها ابن حامد والقاضي
بحصته
الحصة النصيب أي بنصيبه مثاله أن يخلف مئة دينار وعليه أربعمائة دينار والحج يحتاج مئة فحصة الحج عشرون لأنها الخمس
وجود محرمها
المحرم من يحرم نكاحه رجلا كان أو امرأة ويقال هو رحم محرم وذو محرم بفتح الميم واراء محففة وبضم الميم وتشديد الراء وهي من ذوات المحارم هذا هو المحرم لغة ثم زيد في ذلك شرعا كونه مسلما بالغا عاقلا محرما على التأبيد وكون الزوج محرما لأن المقصود من سفر المحرم مع المرأة حاصل من سفر الزوج معها وهو حفظها وصيانتها مع كونه له الخلوة بها والنظر إليها
على التأبيد
قال الجوهري الأبد الدهر والأبد أيضا الدائم والتأبيد التخليد والله أعلم (1/163)
باب المواقيت
المواقيت جمع ميقات وهو الزمان والمكان المضروب للفعل
من ذي الحليفة
ذو الحليفة بضم الحاء وفتح اللام موضع معروف مشهور بينه وبين المدينة ستة أميال وقيل سبعة نقله عياض وغيره
وأهل الشام ومصر والمغرب الجحفة
الشام إقليم معروف يقال مسهلا ومهموزا وشآم بهمزة بعدها مدة نقل الثلاثة صاحب المطالع قال الجوهري الشام بلاد يذكر ويؤنث ورجل شامي وشاآم على فعال وشامي أيضا حكاه سيبويه وفي تسميتها بذلك ثلاثة أقوال أحدها إنها سميت بسام بن نوح لأنه أول من نزلها فجعلت السين شيئا تغييرا للفظ الأعجمي والثاني أنها سميت بذلك لكثرة قاراها وتداني بعضها من بعض فشبهت بالشامات والثالث أنها سميت بذلك لأن باب الكعبة مستقبل المطلع فمن قابل طلوع الشمس كانت اليمن عن يمينه والشام عن يده الشؤمى
ومصر المدينة المعروفة تذكر وتؤنث عن ابن السراج ويجوز صرفه وترك صرفه قال أبو البقاء في قوله تعالى اهبطوا مصرا البقرة 61 مصرا نكرة فلذلك انصرف وقيل هو معرفة وصرف لسكون أوسطه وترك الصرف جائز وقد قرئ به وهو مثل هند ودعد وفي تسميتها بذلك قولان (1/164)
أحدهما أنها سميت بذلك لأنها آخر حدود المشرق وأول حدود المغرب فهي حد بينهما والمصر الحد قاله المفضل الضبي
والثاني أنها سميت بذلك لقصد الناس إياها لقولهم مصرت الشاة إذا حلبتها فالناس يقصدونها ولا يكادون يرغبون عنها إذا نزلوها حكاه ابن فارس عن قوم
والجحفة بجيم مضمومة ثم حاء مهملة ساكنة قال صاحب المطالع هي قرية جامعة بها منبر على طريق المدينة من مكة وهي مهيعة وسميت الجحفة لأن السيل اجتحفها وحمل أهلها وهي على ستة أميال من البحر وثماني مراحل من المدينة وقيل نحو سبع مراحل من المدينة وثلاث من مكة والجحفة مرفوع ولا يجوز جره عطفا على ذي الحليفة لأنه يلزم منه العطف على عاملين وهو ممنوع
وأهل اليمن يلملم
قال صاحب المطالع اليمن كل ما كان عن يمين الكعبة من بلاد الغور قال الجوهري اليمن بلاد العرب والنسبة إليها يمني ويمان مخففة والألف عوض عن ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه وبعضهم يقول يماني بالتشديد قال أمية بن خلف ... يمانيا يظل يشد كيرا ... وينفخ دائما لهب الشواظ ...
فقوله والركن اليماني في باب دخول مكة والجيد تخفيف الياء (1/165)
ويلملم قال صاحب المطالع ألملم ويقال يلملم وهو جبل من جبال تهامة على ليلتين من مكة والياء فيه بدل من الهمزة وليست بمزيد وحكى اللغتين فيه الجوهري وغيره
ولنجد قرن
نجد بفتح النون وسكون الجيم قال صاحب المطالع وهو ما بين جرش إلى سواد الكوفة وحده مما يلي المغرب الحجاز على يسار الكعبة ونجد كلها مت عمل اليمامة وقال الجوهري ونجد من بلاد العرب وهو خلاف الغور وهو تهامة كلها وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد وهو مذكر
وقرن بسكون الراء بلا خلاف قال صاحب المطالع وهو ميقات نجد على يوم وليلة من مكة ويقال له قرن المنازل وقرن الثعاب ورواه بعضهم بفتح الراء وهو غلط إنما قرن بفتح الراء قبيلة من اليمن آخر كلامه وقد غلط غيره من العلماء من ذكره بفتح الراء وزعم أن أويسا القرني منه إنما هو من قرن بفتح الراء بطن من مراد (1/166)
وأهل المشرق ذات عرق
ذات عرق منزل معروف من منازل الحاج يحرم أهل العراق بالحج منه سمي بذلك لأنه فيه عرقا وهو الجبل الصغير وقيل العرق الأرض السبخة تنبت الطرفاء
وذو القعدة وعشر من ذي الحجة
قال صاحب المطالع ذو القعدة بالفتح والكسر سمي بذلك أن العرب قعدت فيه عند القتال تعظيما له وقيل لقعودهم فيه عن رحالهم وأوطانهم وذو الحجة بالفتح وأجاز بضعه الكسر وأباه آخرون باب الإحرام
قال ابن فارس الإحرام الدخول في التحريم كان الرجل يحرم على نفسه النكاح والطيب وأشياء من اللباس كما يقال أشتى إذى دخل في الشتاء وأربع إذا دخل في الربيع قال الجوهري في آخرين الحرم بالضم الإحرام وأحرم بالحج وبالعمرة باشر أسبابهما وشروطهما وحكى أبو عثمان في أفعاله حرم الرجل وأحرم دخل الحرم أو صار في الأشهر الحرم والإحرام شرعا نية الدخول في الحج أو العمرة والنية الخاصة لا نية المسافر ليحج أو يعتمر والتجرد وسائر المحظورات ليس داخلا في حقيقته بدليل كونه محرما بدون ذلك ولا يصير محرما بترك المحظورات عند عدم النية فذات الإحرام مع النية وجودا أو عدما (1/167)
ولا ينعقد إلا بالنية
أي لا يصير محرما بدونها
إزارا أو رداء
الإزار هذا المعروف الذي يشد على الحقوين فما دونما وهو المئزر والرداء ما يرتدي به على المنكبين وبين الكتبفيه من برد أو ثوب ونحوه
ويتجرد عن المخيط
رفعه لأنه واجب في الإحرام فإذا عطف بالنصب كان معطوفا على المستحب ويجوز نصبه على أن يكون المجموع مستحبا
فمحلي
أي مكان إحلالي بفتح الحاء وكسرها فالفتح مقيس والكسر سماع يقال حل بالمكان يحل به بضم حاء المضارع وحل من إحرامه وأحل منه
بمثل ما أحرم به فلان
فلان وفلانة كناية عن الذكر والأنثى من الناس يقال فلان مصروف وفلانة غير مصروفة للتأنيث والعلمية فإن كني به عن غير الناس قيل الفلان والفلانة
لبى
لبى بغير همز وهو الأصل ولبأ بالهمز لغة والتلبية قولك لمن دعاك لبيك والتلبية بالحج قولك لبيك اللهم لبيك إلى آخره وهو اسم مثنى عند سيبويه وجماعة وقال يونس بن حبيب النحوي ليس (1/168)
بمثنى إنما هو مثل عليك وإليك وحكى أبو عبيد عن الخليل أن أصل التلبية الإقامة بالمكان يقال ألبيت بالمكان ولبيت به إذا أقمت به وهو منصوب على المصدر وثني والمراد به التكثر أي إقامة على إجابتك بعد إقامة كقوله تعالى فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين الملك 4 أي كرات لأن البصر لاينقلب خاسئا وهو حسير من كرتين ومثله قولهم حنانيك أي حنان بعد حنان والحنان العطف
إن الحمد والنعمة لك والملك
قال الشيخ رحمه الله في المغني ويقول لبيك إن الحمد بكسر الألف نص عليه الإمام أحمد رضي الله عنه وبالفتح جائز إلا أن الكسر أجود قال ثعلب من قال أن بفتحها فقد خص ومن قال بكسر الألف فقد عم يعني أن من كسر جعل الحمد لله على كل حال ومن فتح فمعناه لبيك لأن الحمد لك أي لهذا السبب آخر كلامه
والملك
بالنصب والرفع فالنصب عطف على الحمد والنعمة والرفع بالإبتداء
إذا علا نشزا
النشز المكان المرتفع بفتح الشين وسكونها وكذلك النشاز على وزن الكلام (1/169)
وفي دبر الصلوات
يقال دبر ودبر كعسر وعسر أي عند فراغه من الصلوات باب محظورات الإحرام
محظورات جمع محظورة وهي صفة لموصوف محذوف أي باب الخصلات المحظورات أو الفعلات المحظورات أي الممنوع فعلهن في الإحرام قال الجوهري المحظور المحرم والمحظور أيضا الممنوع
وتقليم الأظافر
تقليم الإظفار تقصيصها قال الجوهري قلمت ظفري وقلمت أظفاري شدة للكثرة وقال صاحب المطالع والقلم يستعمل في الأخذ من الجوانب وقيل ما استعمل الأخذ من الأظفار إلا مشددا قلم تقليما والأصل قلمه قلما
أو قرطاس فيه دواء
القرطاس فيه ثلاث لغات كسر القاف وضمها وقرطس بوزن جعفر ذكر الثلاث الجوهري وقال هو الذي يكتب فيه وقال صاحب المطالع العرب تسمي الصحيفة قرطاسا من أي نوع كان
والدواء تقدم في كتاب الصلاة
أو حناء
الحناء بالتشديد والمد هو هذا المعروف ويقا لله الرقون والرقان والإرقان واليرناء بضم الياء وتشديد النون فيهما (1/170)
فإذا فتحت الياء همزت آخره وإذا ضمتها جاز الهمز وتركه نص عليه أبو محمد عبدالله بن بري في كتاب التنبيه والإفصاح
وإن استظل بالمحمل
المحمل كالمجلس كذا ضبطه الجوهري وضبطه شيخنا أبو عبدالله بن مالك في مثلثه بعكس ذلك وهو مركب يركب عليه على البعير
فليلبس السراويل
قال سبيويه وأما سراويل فشيء واحد وهو أعجمي أعرب إلا أنه أشبه من كلامهم ما لا ينصرف معرفة ولا نكره وحكى الجوهري فيه التذكير والتأنيث وزعم بعضهم أنه ذو وجهين الصرف وتركه والصحيح أنه غير مصروف وجها واحدا
منطقة
بكسر الميم وفتح الطاء قال الجوهري انتطق لبس المنطق وهو كل ما شددت به وسطك والممطقة معروفة اسم لها خاصة
وهميانه
قال الجوهري هميان الدراهم بكسر الهاء وهو معرب وهميان ابن قحافة السعدي يكسر ويضم
قباء
القباء ممدود وقال بعضهم هو فارسي معرب وقال صاحب (1/171)
المطالع هو منقبوت إذا ضمت وهو ثوب ضيق من ثياب العجم
عند الضرورة
الضرورة بفتح الضاد المشقة
والمسك والكافور
إلى آخر الفصل
المسك بكسر الميم معروف قال الجوهري المسك من الطيب فارسي معرب وكانت العرب تسميه المشموم وهو مذكر وقد جاء تأنيثه في الشعر وتأولوه على إرادة الرائحة
والكافور تقدم في كتاب الطهارة والعنبر تقدم أيضا
قال الجوهري والورس نبت أصفر يكون باليمن يتخذ منه الغمرة (1/172)
للوجه يقال منه ورس الرمث وأورس إذا اصفر ورقه بعد الإدراك
وقال غيره هو شيء آخر يشبه سحق الزعفران ونباته مثل نبات السمسم يررع سنة ويبقى عشر سنين والشيح بكسر الشين معروف
والخزامي
نبت زهيرة طيبة الرائحة لها نور كزهر البنفسج الواحدة خزاماة والخزم بالتحريك نبت يتخذ من لحائه الحبال وبالمدينة سوق يقال له سوق الخزامين
والريحان نبت معروف وقيده أبو الخطاب وغيره من أصحابنا بالفارسي وكذلك في الإيمان والريحان يطلق على الرزق وقوله تعالى والحب ذو العصف والريحان الرحمن 12 فالعصف ورق الزرع والريحان الرزق
والنرجس
معروف بفتح النون وكسرها والجيم مكسورة فيهما ذكر ابن سيده في الثلاثي وقال أبو منصور اللغوي النرجس أعجمي معرب ولي (1/173)
له نظير في الكلام وليس في كلامهم نون بعدها راء
والبنفسج قال أبو منصور اللغوي والبنفسج معرب وجدته مضبوطا بفتح الباء والنون والسين في نسخة صحيحة مقروءة على أبي اليمن الكندي حدث بها عن أبي المنصور المصنف رضي الله عنهما
والبرم
بفتح الباء والراء ثمر العضاه الواحدة برمة ذكره الجوهري
ليشم الطيب بفتح الشين ويجوز ضمها والميم مفتوحة معهما نصبا
وحشيا
الوحشي من دواب البر مالا يستأنس غالبا والجمع الوحوش وقال الجوهري الوحوش حيوان البر الواحد وحشي يقال حمار وحش بالإضافة وحمار وحشي
أن يعيره سكينا
قال الجوهري السكين معروف يذكر ويؤنث والغالب عليه التذكير ويقال لها المدية أيضا ويقال لها سكينة أيضا
وإن أمسك صيدا
تقدم إن أمسك والأفصح في باب الغسل وقد حكي مسك
إزالة يده المشاهدة دون الحكيمة
المشاهدة بفتح الهاء اسم مفعول من (1/174)
شوهد مثل أن يكون حامله أو حاملا قفصا هو فيه أو ممسكا بحبله أو مربوطا في خيمته أو إلى راحلته ونحو ذلك والحكيمة أن يكون الصيد في ملكه ولا يكون معه مثل كونه في بلده أو مودعا عند غيره بحيث لا يشاهده معه ونحو ذلك والحكم مصدر كحكم على الشيء والياء المشددة ياء النسب والتاء للتأنيث لأنها صفة لليد أي اليد الحكمية
وإن أرسله إنسان
أرسله أي أطلقه عن ابن القطاع وغيره
صائلا عليه
الصائل القاصد الوثوب عليه قال الجوهري يقال صال عليه وثب صولا وصولة والمصاولة المواثبة وكذلك الصيال والصيالة
وفي إباحته في الحرم
المراد في آبار الحرم ونحوها
ويضمن الجراد
قال الجوهري والجراد معروف والواحدة جرادة تقع على الذكروالأنثى وليس الجراد يذكر للجرادة وإنما هو اسم الجنس كالبقر والبقرة ونحوهما وهل هو من صيد البر أو من صيد البحر على روايتين
ومن اضطر
هو بضم الطاء مبني للمفعول
إلى التنعيم
قال صاحب المطالع هو من الحل بين مكة وسرف عن فرسخين من مكة وقيل على أربعة أميال وسميت بذلك لأن جبلا عن يمينها يقال هل نعيم وآخر عن شمالها يقال له ناعم والوادي نعمان بفتح النون
بدنة
قال كثير من أهل اللغة البدنة تطلق على البعير والبقرة (1/175)
وقال الأزهري تكون من الإبل والبقر والغنم وقال صاحب المطالع وغيره البدنة والبدن هذا الإسم يختص بالإبل لغظم أجسامها وللمفسرين في قوله تعالى والبدن جعلناها لكم الحج 36 ثلاثة أقوال أحدها أنها الإبل وهو قول الجمهور والثاني أنها الإبل والبقر قاله جابر وعطاء والثالث أنها الإبل والبقر والغنم
فالبدنة حيث أطلقت في كتب الفقه فالمراد بها البعير ذكرا أو أنثى فإن نذر بدنة وأطلق فهل تجزئه البقرة على روايتين ذكرهما ابن عقيل ويشترط في البدنة في جزاء الصيد ونحوه أن تكون قد دخلت في السنة السادسة وأن تكون بصفة ما يجزيء في الأضحية
المباشرة
قال الجوهري مباشرة المرأة ملامستها وحكى الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في زاد المسير في قوله تعالى ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد البقرة 187 قولين أحدهما أنها المجامعة وهو قول الأكثرين والثاني أنها ما دون الجماع من اللمس والقبلة قاله ابن زيد
ولا تلبس القفازين والخلخال
قال الجوهري القفز بالضم والتشديد شيء يعمل لليدين يحشى بقطن ويكون له أزرار تزر على الساعدين من البرد تلبسه المرأة في يديها وهما قفازان وقال صاحب المطالع هو غشاء الأصابع مع الكف معروف يكون من جلد وغيره وقال ابن زيد هو ضرب من (1/176)
الحلي لليدين وقال ابن الأنباري لليدين والرجلين وقال الجوهري الخلخال واحد خلاخيل النساء والخلخل لغة فيه أو مقصور منه وليس الخلخال وسائر الحلي مباحا للمرأة في ظاهر المذهب وإنما عطفه على القفازين لأنه لبسه مكروه في الإحرام فبينهما إشتراك في رجحان الترك
ولا تكتحل الإثمد
الإثمد بكسر الهمزة والميم حجر معروف يكتحل به
ويجوز لبس المعصفر
إلى آخره
المعصفر المصبوغ بالعصفر وهو صبغ معروف قال الجوهري عصفرت الثوب فتعصفر والكحلي منسوب إلى الكحل وهو لون فيه غبرة
والمرآة بكسر الميم نص عليه الجوهري وبعدها همزة مفتوحة بعدها مدة قال الجوهري وثلاث مراء والكثير مرايا باب الفدية
قال الجوهري فداه وفاداه إذا أعطى فداءه فأنقذه وفداه بنفسه وفداه إذا قال له جعلت فداك والفدية والفداء والفداء كله بمعنى إذا كسر أوله يمد ويقصر وإذا فتح أوله قصر وحكى صاحب المطالع عن يعقوب فداءك ممدودا مهموزا مثلث الفاء
صيام أيام منى
أيام منى هي أيام التشريق أضيفت إلى منى لإقامة الحاج بها قال الجوهري ومنى مقصور موضع بمكة وهو مذكر وقد يصرف وقال صاحب المطالع سمي بذلك لما يمنى فيه من الدماء وقيل لأن آدم تمنى فيه الجنة (1/177)
وقال ابن فارس سمي بذلك من قولك منى الله الشيء إذا قدره وقد قدر الله فيه أن جعله مشعرا من المشاعر
المحصر
يذكر في باب الفوات والإحصار
ومن رفض إحرامه
أي تركه يقال رفضه يرفضه ويرفضه بضم الفاء وكسرها رفضا والله أعلم باب جزاء الصيد
جزاء بالمد والهمز مصدر جزيته جزاء بما صنع ثم أوقع موقع المفعول تقول الكبش جزاء الضبع قال أبو عثمان في أفعاله جزى الشيء عنك وأجزى إذا قام مقامك وقد يهمز
والصيد يذكر في أول كتاب الصيد
قضت فيه الصحابة
الصحابة في الأصل مصدر قال الجوهري صحبه يصحبه صبحة بالضم وصحابة بالفتح وجمع الصاحب صحب كراكب وركب وصحبة بالضم مثل فاره وفرهة وصحاب كجائع وجياع وصحبان مثل شاب وشبان والأصحاب جمع صحب والصحابة بالفتح الأصحاب وجمع الأصحاب أصاحيب واختلف في الصحابي من هو فنقل الخطيب بإسناده عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى أنه قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه فهو من الصحابة وهذا مذهب أهل الحديث نقله عنهم البخاري (1/178)
وغيره وحكي عن سعيد ابن المسيب أنه قل لا يعد الصحابي صحابيا إلا من أقام مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة أو سنتين أو غزا معه غزوة أو غزوتين وقيل غير ذلك والصحيح الأول
فدية الأذى
هي فدية حلق الرأس وشبهه
ففي النعامة
النعامة بفتح النون مخففة قال الجوهري النعامة من الطير تذكر وتؤنث والنعام اسم جنس كحمامة وحمام
والأيل والثيتل والوعل
الأيل بكسر الهمزة وتشديد الياء مفتوحة الذكر من الأوعال ذكره صاحب ديوان الأدب في باب فعل بكسر الفاء وفتح العين من المهموز المضاعف وذكره الجوهري بضم الهمزة وكسرها في أول لا في أيل وأما الثيتل فهو الوعل المسن بفتح الثاء المثلثة بعدها ياء مثناة تحتية ساكنة وثالثة تاء مثناة فوقية مفتوحة ورأيته في المحكم في النسخة المنقولة من خط ابن خلصة المنقولة من أصل المصنف تيثل بتقديم المثناة على المثلثة وقال هو الوعل عامة وقيل المسن منها وقيل ذكر الأروى وجنس من بقر الوحش ينزل الجبال وإسم جبل وقال ابن شميل الثياتل تكون صغار القرون وقال أبو خيرة الثيتل من الوعول لا يبرح الجبل ولقرنيه شعب حكاه الأزهري فأما الوعل وهو تيس الجبل وجمعه وعول ففيه ثلاث لغات فتح أوله وكسر ثانيه وإسكانه والثالثة ضم أوله وكسر (1/179)
ثانيه ولم يجيء على وزنه إلا رئم الحلقة الدبر ودئل وهي الدويبة
وفي الضبع كبش
الضبع بفتح الضاد وضم الباء ويجوز إسكانها وهي الأنثى ولا يقال ضبعة والذكر ضبعان بكسر الضاد وسكون الباء وجمع الذكر ضباعين كسراحين وجمع الأنثى ضباع
والكبش فحل الضأن في أي سن كان وقيل هو كبش إذا أثنى وقيل إذا أربع والجمع أكبش وكباش كله عن ابن سيده
وفي الغزال والثعلب غنز
الغزال من الظباء الشادن قبل الأثناء من حين يتحرك ويمشي وقيل هو بعد الطلا وقيل هو غزال من حين تلده أمه إلى أن يبلغ اشد الإحضار وذلك حين يقرن قوائمه فيضعها معا ويرفعها معا والجمع غزلة وغزلان والأنثى بالهاء وقد أغزلت الظبية أو ظبية مغزل ذات غزال نقل ذلك ابن بن سيده
والعنزة الماعز وهي الأنثى من المعز وكوكذا العنز من الظبأ والأوعال وإذا كان الغزال الصغير من الطبأ فالعنز الواجبة فيه صغيرة مثله والثعلب قال الجوهري الثعلب معروف وقال الكسائي الأنثي منه ثعلبة والذكر ثعلبان وقال الجوهري وغيره العنز الأنثي من المعز والذكر تيس
وفي الغضب والوبر جدي الوبر بسكون الباء حكى الأزهري عن بن الأعرابي قال الوبر الذكر والأنثى وبرة وهي في عظم الجرذ إلا أنها (1/180)
أنبل وأكرم وهي كحلاء ولها أطباء وجمعها وبار وهي من جنس بنات عرس وقال الجوهري الوبرة بالتسكين دويبة أصغر من السنور طحلاء اللون لا ذنب لها ترجن في البوت وجمعها وبر ووبار
وأما الضب بفتح الضاد فهو حيوان صغير ذو ذنب شبيه بالحرذون بكسر الحاء وقيل الحرذون ذكر الضب حكاه الجوهري
وأما الجدي بفتح الجيم وسكون الدال وهو من أولاد المعز وهو ما بلغ ستة أشهر
وفي اليربوع جفرة
قال اليربوع واحد اليرابيع والياء زائدة وقال ابن سيده اليربوع دابة والأنثى بالهاء ولم يفسره واحد منهما بصفته وقال أبو السعادات اليربوع هذا الحيوان المعروف وقيل هو نوع من الفأر والياء والواو فيه زائدتان وأما الجفرة فقال أبو زيد إذا بلغت أولاد المعز أربعة أشهر وفصلت عن أمهاتها فهي الجفار والواحد جفر والأنثى جفرة وقال ابن الأعرابي الجفر الحمل الصغير والجدي الصغير بعدما يفطم ابن ستة أشهر آخر كلامه وسمي الجفر بذلك لأنه جفر جنباه أي عظما (1/181)
وفي الأرنب عناق وفي الحمام وهو كل ما عب وهدر شاة وقال الكسائي كل مطوق حمام
الأرنب حيوان معروف شهرته تغني عن وصفه وهو مصروف لأنه ليس بصفة بل اسم جنس
وأما العناق فقال الجوهري العناق الأنثى من ولد المعز والجمع أعنق وعنوق وقال صاحب المطالع هي الجذعة من ولد المعز التي قاربت الحمل وقال الجوهري العب شرب الماء من غير مص والحمام يشرب الماء عبا كما تعب الدواب وهدر أي صوت وقال غيره هدر غرد ورجع صوته كأنه يسجع
إلا الماخض
الماخض الحامل التي دنا وقتها ذكره صاحب المطالع وغيره
وإن اندمل غير ممتنع
قال الجوهري اندمل الجرح أي تماثل وقال غيره اندمل إذا صلح والله أعلم باب صيد الحرم ونباته
قال الجوهري الحرمان مكة والمدينة والحرم قد يكون الحرام ونظيره زمن وزمان قال الحازمي مكة حرم الله والمدينة حرم رسول الله صلى الله علي وسلم وحد حرم مكة من طريق المدينة ثلاثة أميال دون التنعيم عند بيوت نفار ومن طريق العراق ثنية رجل بالمنقطع (1/182)
على سبعة أميال ومن طريق الجعرانة في شعب آل عبدالله بن خالد على تسعة أميال ومن طريق الطائف على عرفة من بطن نمرة سبعة أميال ومن طريق جدة منقطع الأعشاش على عشرة أميال هكذا نقله أبو الخطاب عن شيخه القاضي أبي يعلى
وحشيشه
قال الجوهري الحشيش ما يبس من الكلأ ولا يقال له رطبا حشيش وكذا نقله غيره والهشيم كالحشيش والخلا بفتح الخاء المعجمة مقصورا العشب الرطب والكلأ يطلق على الجميع ذكره الجوهري الجميع مفرقا في أبوابه
والأذخر
الأذخر بكسر الهمزة والخاء نبت طيب الرائحة الواحدة إذخرة
ويحرم صيد المدينة
المدينة علم على مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم وهو علم بالغلبة لا بالوضع ولا يجوز نزع الألف واللام منها إلا في نداء أو إضافة وجمعها (1/183)
مدن ومدن ومدائن بهمز ودونه وسئل أبو علي الفسوي عن همزه فقال من جعلها فعلية من قولهم مدن بالمكان إذا أقام همزه ومن جعلها مفعلة من دين إذا ملك لم يهمزه كما لم يهمز معايش ولها أسماء منها طيبة وطابة ويثرب وتقدم ذلك في الإعتكاف
للرحل والعارضة والقائمة
قال الجوهري الرحل رحل البعير وهو أصغر من القتب والعارة ما يسقف به المحمل قال ابن سيده العارضة المحمل وعوارض البيت خشب سقفه المعروضة وعارضة الباب مساك العضادتين من فوق محاذية للأسكفة والقائمة إحدى قائمتي الرحل اللتين في مقدمته ومؤخره عن أبي السعادات
ومن حشيشها للعلف
العلف بفتح اللام ما يأكله البهائم يقال علف الدابة وأعلفها
ما بين ثور إلى عير
أما عير فهو جبل معروف بالمدينة مشهور مع أنه قد أنكره بعضهم قال مصعب الزبيري ليس بالمدينة عير ولا ثور وأما ثور فهو جبل بمكة معروف فيه الغار الذي توارى فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم من الكفار ومعه أبو بكر رضي الله عنه وقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال المدينة حرم ما بين عير إلى ثور قال القاضي عياض أكثر الرواة (1/184)
في البخاري ذكروا عيرا فأما ثور فمنهم من كنى عنه بكذا ومنهم من ترك مكانه بياضا لأنهم اعتقدوا ذكر ثور خطأ وقال أبو عبيد أصل الحديث من عير إلى أحد وكذا قال الحازمي وجماعته وقيل الرواية صحيحة والتقدير حرم من المدينة قدر ما بين عير وثور من مكة أو حرم المدينة تحريما مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة على حذف المضاف ووصف المصدر المحذوف وهذا كله لأنهم لا يعرفون بالمدينة ثورا وقد أخبرنا الإمام العلامة ذو الفنون عفيف الدين أبو طاهر عبدالسلام بن محمد بن مزروع البصري قال صحبت طائفة من العرب من بني هاشم وكنت إذا صحبت العرب أسألهم عما أراه من جبل أو واد وغير ذلك فمررنا بجبل خلف أحد فقلت ما يقال لهذا الجبل فقالوا هذا جبل ثور فقلت ما تقولون فقالوا هذه ثور معروف من زمن آبائنا وأجدادنا فنزلت وصليت عنده ركعتين والله أعلم (1/185)
وقد جاء في الحديث اللهم إني أحرم ما بين جبليها وفي بعض الروايات ما بين لابتيها فما بين لا بتيها بيان لحد حرمتها من جهتي المشرق والمغرب وما بين جبليها بيان لحده من جهتي الجنوب والشمال والله أعلم
اثني عشر ميلا حمى
تقدم قدر الميل في قصر الصلاة وأما الحمى فقال صاحب المطالع الحمى المكان الممنوع من الرعي وحميت المكان وأحميته إذا منعته من الرعي حكاهما شيخنا أبو عبدالله بن مالك في فعل وأفعل والله أعلم باب ذكر دخول مكة
مكة علم على جميع البلدة وهي البلدة المعروفة المعظمة غير مصروفة للعلمية والتأنيث وقد سماها الله تعالى في القرآن أربعة أسماء مكة والبلدة والقرية وأم القرى قال ابن سيده سميت مكة لقلة مائها وذلك أنهم كانوا يمتلكون الماء فيها أي يسخرجونه وقيل لأنها كانت تمك من ظلم فيها أي تهلكه (1/186)
وأما بكة بالباء ففيها أربعة أقوال أحدها أنها اسم لبقعة البيت والثاني أنها ما حول البيت ومكة ما وراء ذلك والثالث أنها اسم للمسجد والبيت ومكة للحرم كله والرابع أن مكة هي بكة قاله الضحاك واحتج بأن الباء والميم يتعاقبان يقال سمد رأسه وسبده وضربة لازم ولازب
من ثنية كداء
الثنية في الأصل الطريق بين جبلين وكداء بفتح الكاف والدال ممدود مهموز مصروف وغير مصروف كله عن صاحب المطالع قال الحازمي وهي ثنية في أعلا مكة وكدي بضم الكاف وتشديد الياء بأسفل مكة عند ذي طوى بقرب شعب الشافعيين وأما كدي مصغرا فأناخة لمن خرج من مكة إلى اليمن وليس من هذين الطريقين في شيء نقله عن ابن حزم وغيره تقول كدي مصغرا للثنية السفلى وكدي بضم الكاف وتشديد الياء ويدل عليه شعر عبدالله بن قيس الرقيات ... أقفرت بعد عبد شمس كداء ... فكدي فالركن فالبطحاء ... فمنى فالجمار من عبد شمس ... مقفرات فبلدح فحراء ...
وقيل غير ذلك كله (1/187)
اللهم أنت السلام ومنك السلام
قال الأزهري السلام الأول اسم الله تعالى والثاني معناه من أكرمته بالسلام فقد سلم
وحيينا ربنا بالسلام
أي سلمنا بتحيتك إيانا من جميع الآفات
زد هذا البيت تعظيما وتشريفا وتكريما ومهابة وبرا
التعظيم التبجيل والتشريف الرفع والإعلاء والتكريم التفضيل والمهابة التوقير والإجلال البر بكسر الباء إسم جامع للخير وأصله الطاعة
بيتك الحرام
سمي البيت حراما لأن حرمته انتشرت فلا يضاد عنده ولا حوله ولا يختلى ما عنده من الحشيش قال العلماء وأريد بتحريم البيت سائر الحرم وتسمى الكعبة أيضا البيت العتيق وفي تسميتها بذلك أربعة أقوال أحدها لأن الله تعالى أعتقها من الجبابرة والثاني بمعنى القديم قاله الحسن والثالث لأنه لم يملك قط قاله مجاهد والرابع لأنه أعتق من الغرق زمن الطوفان قاله ابن السائب ذكر ذلك الحافظ أبو الفرج
وأصلح لي شأني كله
قال الجوهري الشأن الأمر والحال
بطواف العمرة
الطواف من قولهم طاف به أي ألم يقال طاف يطوف طوافا وطوفانا وتطوف وإستطاف كله بمعنى وفي الحج أربعة أطوفة طواف وهو سنة وطواف الزيارة وهو الطواف الواجب ويسمى ركن الحج وطواف الصدر وطواف الوداع وهو واجب
ويضطبع بردائه
تقدم ذلك كله في ستر العورة
بالحجر الأسود
ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن رواه الترمذي وقال حسن صحيح (1/188)
ثم لم يستلمه
أي يمسه ووزن استلم افتعل من السلام التحية وأهل اليمن يسمون الحجر الأسود المحيا كأن الناس يحيونه بالسلام وقيل هو افتعل من السملة وهي الحجر وقيل افتعل من المسالمة كأنه فعل ما يفعل المسالم وقيل استلم استفعل من اللامة وهي السلاح كأنه حصن نفسه بمس الحجر حكى معنى ذلك ابن الأنباري في كتاب الزاهر قلت فعلى هذه القول يكون وزنه في اللفظ استفعل وفي الأصل استفعل لأن عينه همزة محذوفة
إيمانا بك
إلى آخره إيمانا مفعول له أي أفعل ذلك إيمانا بك أي لأجل إيماني أنك حق فعلت ذلك
ووفاء بعهدك
أصل الوفاء في اللغة التمام يقال وفي بالعهد وأوفى ووفى نص على ذلك غير واحد
قال أبو النجم ... أما ابن طوق فقد أوفى بذمته ... كما وفى بقلاص النجم حاديها ...
النجم الثريا وحاديها الدبران وقلاصها نجومها
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما أخذ الله عز و جل الميثاق على (1/189)
الذرية كتب كتابا فألقمه الحجر فهو يشهد للمؤمن بالوفاء وعلى الكافر بالجحود ذكره الحافظ أبو الفرج
فإذا أتى الركن اليماني
تقدم في باب المواقيت
سبعا
هو بفتح السين أي سبع مرات ويجوز ضمها ويجوز سبوع بالواو ذكره صاحب المطالع بعبارة طويلة وأسبوع وجمعه أسابيع
يرمل في الثلاثة الأول
يقال رمل يرمل بفتح الميم في الماضي وضمها في المضارع قال الجوهري الرمل بالتحريك الهرولة رملت بين الصفا والمروة رملا ورملانا
ويطوف سبعا
بحذف التاء يريد الطوفات وقوله هنا في الثلاثة بالتاء يريد الأشواط فحقه أن يقول يرمل في الثلاثة الأوائل أو الأولى أو الثلاث الأول فحيث قال الثلاثة الأول حمل على الأشواط والأول التي هي جمع أولى على الطوفات
ولا يثب وثبا ويمشي أربعا
قال الجوهري وثت وثبا ووثوبا ووثبانا طفر ويمشي أربعا أي أربع طوفات
الله أكبر ولا إله إلا الله
تقدم في الصلاة
وبين الركنين
هما الركن اليماني والحجر الأسود
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
في حسنة الدنيا سبعة أقوال أحدها أنها المرأة الصالحة قاله علي والثاني أنها العبادة وهو مروي عن (1/190)
الحسن والثالث أنها العلم والعبادة عن الحسن أيضا والرابع أنها المال قاله أبو وائل وغيره والخامس العافية قاله قتادة والسادس الرزق الواسع قاله مقاتل والسابع النعمة وفي حسنة الآخرة ثلاثة أقوال أحدها أنها الحور العين قاله علي رضي الله عنه والثاني الجنة قاله الحسن وغيره والثالث العفو والمعافاة
اللهم اجعله حجا مبرورا
الخ قال صاحب المطالع وغيره الحج المبرور هو الخالص الذي لا يخالطه مأثم وقال الأزهري المبرور المتقبل وأصله من البر وهو اسم جامع للخير ومنه بررت فلانا أي وصلته وكل عمل صالح بر ويقال بر الله حجه وأبره
وسعيا مشكورا أي اجعله عملا متقبلا يزكو لصاحبه ثوابه
ومساعي الرجل أعماله الصالحة واحدتها مسعاة
وذنبا مغفورا التقدير والله أعلم اجعل حجي حجا مبرورا وسعيي سعيا مشكورا وذنبي ذنبا مغفورا
منكسا
يجوز فتح الكاف صفة لمصدر محذوف أي طاف طوافا منكسا ويجوز كسرها ويكون حالا أي طاف منكسا طوافه
جدار الحجر
بكسر الحاء وسكون الجيم لا غير عن صاحب المطالع وغيره وهو مكان معروف إلى جانب البيت نحو سبعة أذرع
أو شاذروان الكعبة
هو بفتح الشين والذال المعجمتين وسكون الراء (1/191)
القدر الذي ترك خارجا عن عرض الجدار مرتفعا عن وجه الأرض قدر ثلثي ذراع قال الأزرقي قدره ستة عشر أصبعا وعرضه ذراع والذراع أربع وعشرون أصبعا وهو جزء من الكعبة نقضته قريش من عرض جدار أساس الكعبة وهو ظاهر في جوانب البيت إلا عند الحجر الأسود وهو في هذا الزمان قد صفح فصار بحيث يعسر الدوس عليه فجزى الله فاعله خيرا
أو عريانا
عريانا مصروف لأن مؤنثة عريانة قال الجوهري وما كان على فعلان فمؤنثة فعلانة
خلف المقام
المقام مقام إبراهم خليل الرحمن عليه السلام وهو الحجر المعروف ثم قاله سعيد بن جبير وفي سبب وقوف الخليل عليه قولان أحدهما أنه وقف عليه حتى غسلت زوجة ابنه رأسه في قصة طويلة وهذا يروي عن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم والقول الثاني أنه قام عليه لبناء البيت وكان إسماعيل بناوله الحجارة قاله سعيد بن جبير ويحتمل أنه وقف عليه لغسل رأسه ثم وقف عليه لبناء الكعبة والله أعلم
يقرأ فيهما قل أيها الكافرون وقل هو الله أحد تقدم ذكرهما في صلاة التطوع
ثم يعود إلى الركن
المراد بالركن الحجر الأسود نص عليه المصنف رحمه الله في المغني وغيره من أصحابنا (1/192)
يبدأ بالصفا
مقصور وهو في الأصل الحجارة الصلبة واحدتها صفاة كحصاة وحصى وهو هنا اسم المكان المعروف عند باب المسجد الحرام
فيرقى عليه
أي يصعد يقال رقي يرقى بكسر القاف في الماضي وفتحها في المضارع وحمى ابن القطاع فتح القاف وكسرها مع الهمز
وهزم الأحزاب وحده
قال الجوهري الأحزاب والطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء والإشارة بالأحزاب هنا إلى الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أيام الخندق وهم قريش وغطفان ويهود قريظة والنضير وغيرهم
حتى يأتي العلم فيسعى سعيا شديدا إلى العلم
العلم في اللغة العلامة والجبل وعلم الثوب والعلم الراية والعلمان هنا المراد بهما الميلان الأخضران اللذان بفناء المسجد الحرام ودار العباس وفناء المسجد ركنه
حتى يأتي المروة
قال الجوهري المروة الحجارة البيض البراقة تقدح منها النار وبها سميت المروة بمكة وهي المكان الذي في طرف المسعى وقال أبو عبيد البكري المروة جبل بمكة معروف والصفا جبل آخر بإزائه وبينهما قديد ينحرف عنهما شيئا والمشلل هو الجبل الذي ينحدر منه إلى قديد وعلى المشلل كانت مناة
بذلك الشوط
قال ابن عباد وغيره الشوط جري مرة إلى الغاية قال (1/193)
ابن قرقول وهو في الحج طوفة واحدة من الحجر الأسود إليه ومن الصفا إلى المروة
متواليا أي غير متفرق وقد تقدم في ذكر الموالاة في الطهارة ومن كان معتمرا قطع التلبية إذا وصل البيت المراد والله أعلم قطع التلبية إذا وصل البيت المراد والله أعلم قطع التلبية إذا أستلم الحجر نص عليه الأمام أحمد رضي الله عنه ذكر المصنف رحمه الله في المغني لكنه في المقنع تبع الخرقي في هذه العبارة والله سبحانه وتعالى أعلم
باب صفة الحج
الذي حل وغيره من المحلين يقال حل من إحرامه فهو حال وأحل فهو محل فاستعمل الشيخ رحمه الله اللغتين يوم التروية سمي بذلك لأن الناس كانوا يرتوون فيه الماء لما بعد وقيل لأن إبراهيم عليه السلام أصبح يتروى في أمر الرؤيا قاله الأزهري إلى منى منى بكسر الميم وفتح النون مخففة بوزن ربا قال أبو أعبيد البكري تذكر وتؤنث فمن أنث لم يجره أي لم يصرفه وقال الفراء الأغلب عليه التذكير
وقال العرجي في تأنيثه (1/194)
( ليومنا بمنى إذ نحن ننزلها ... أشد من يومنا بالعرج أو ملك )
وقال أبو دهبل في تذكيره
( سقى منى ثم رواه وساكنة ... وما ثوى فيه واهي الودق منبعق ) الحازمي في أسماء الأماكن منى بكسر الميم وتشديد النون الصقع قرب مكة ولم أر هذا لغيره والصواب الأول فأقام بنمرة نمرة بفتح النون وكسر الميم بعدها راء بعرفة قال الأزرقي هو الجبل الذي عليه إنصاب الحرم عن يمينك إذا خرجت من مأزمي عرفة والدفع منه قال صاحب المطالع الرفع في السير يعني بالراء التعجيل والدفع فيه الإنبعاث بمرة بمزدلفة قال البكري في معجمه عن عبدالملك بن حبيب جمع هي المزدلفة وجمع وقزح والمشعر الحرام وسميت جميعا للجمع بين المغرب والعشاء بها قاله البكري وقيل لأجتماع الناس بها وهو أنسب للأجتماع بها قبل الأسلام
ثم يروح الى الموقف أي يذهب وأكثر ما يستعمل الرواح بعد الزوال والغدو قبل الزوال قال الله تعالى غدوها شهر ورواحها شهر سبأ 12 وحكى الأزهري وغيره أن الرواح يستعمل بمعنى السير أي وقت كان (1/195)
إلا بطن عرفة
بضم العين وفتح الراء والنون قد حددها المصنف رحمه الله تعالى وقال البكري بطن عرنة الوادي الذي يقال له مسجد عرنة وهي مسايل يسيل فيها الماء إذا كان المطر فيقال لها الجبال وهي ثلاثة جبال أقصاها مما يلي الموقف
عند الصخرات
الصخرات بفتح الصاد والخاء المعجمة جمع صخرة بسكون الخاء وفتحها وهي الحجارة العظام
وجبل الرحمة
هو جبل صغير معروف هناك
وإن وافاها
أي أتاها عن الجوهري وغيره
وعليه السكينة
السكينة فعيلة من السكون الذي هو الوقار وفسر الجوهري الوقار بالحلم والرزانة
فإذا وجد فجوة
الفجوة بفتح الفاء وسكون الجيم الفرجة بين الشيئين
ما بين المأزمين ووادي محسر
المأزمان تثنية مأزم بفتح أوله وإسكان ثانية وكسر الزاي كذا قيده البكري وقال هما معروفان بين عرفة والمزدلفة وكل طريق بين جبلين فهو مأزم وموضع الحرب أيضا مأزم قال الجوهري ومنه سمي الموضع الذي بين المشعر الحرام وعرفة مأزمين
ومحسر بضم الميم وفتح الحاء بعدها سين مهملة مشددة مكسورة بعدها راء كذا قيده البكري وهو واد بين مزدلفة ومنى وقيل سمي (1/196)
بذلك لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي أعيا وقال البكري هو واد بجمع وقال الجوهري وهو موضع بمنى
ثم يأتي المشعر الحرام
المشعر الحرام بفتح الميم قال الجوهري وكسر الميم لغة وهو موضع معروف بمزدلفة ويقال له قزح وقد تقدم أن المشعر الحرام وقزح من أسماء المزدلفة فتكون مزدلفة كلها سميت بالمشعر الحرام وقزح تسمية للكل بإسم البعض كما سمي المكان كله بدرا بإسم ماء به ويقال له بدر
كما وقفتنا فيه
الأفصح وقفت الدابة والرجل بمعنى وقفتهما وكذا وقفت الوقف وحكى شيخنا رحمه الله تعالى أوقفت في الجميع
وأريتنا إياه
يجوز أريتنا إياه وأريتناه وهو الأفصح قال الله تعالى فسيكفيكهم الله البقرة 137 وقال تعالى أنلزمكموها هود 28 وهي مسألة مقدرة في كتب النحو المطولة
كما وعدتنا
الأكثر إستعمال وعد في الخير وأوعد في الشر
قال الشاعر ... وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي (1/197)
وحكى قطرب في فعلت وأفعلت وعد وأوعد في الخير والشر فالذي جاء في الدعاء جاء على أفصح اللغتين
فإذا أفضتم من عرفات
أي دفعتم قاله ابن قتيبة
إلى غفور رحيم
برفعهما على الحكاية حكاية قوله تعالى واستغفروا الله إن الله غفور رحيم البقرة 198 والجار والمجرور في قوله إلى غفور رحيم متعلق بمحذوف تقديره يقرأ إلى غفور رحيم وإلى داخل على قول مقدر محكي بعده المرفوع تقديره يقرأ إلى قوله غفور رحيم
إلى أن يسفر
يقال سفر الصبح بمعنى أسفر لغة نقلها شيخنا رحمه الله تعالى أي أضاء والضمير في يسفر للصبح لأنه قد تقدم ويجوز أن يكون للداعي
ويأخذ حصا الجمار
الجمار واحدتها جمرة وهي في الأصل الحصاة ثم يسمى الموضع الذي ترمى فيه الحصيات السبع جمرة وتسمى الحصيات السبع جمرة أيضا تسمية للكل بإسم البعض والجمار ثلاث ترمى يوم النحر جمرة العقبة بسبع حصيات وفي أيام التشريق يرمي كل يوم ثلاثا بأحدى وعشرين حصاة فلذلك كان عدده سبعين حصاة
أكبر من الحمص
الحمص الحب المعروف قال ثعبل الإختيار فتح الميم وقال المبرد بكسرها ولم يأت عليه من الأسماء إلا حلز وهو القصير وجلق وهو اسم لدمشق وقيل موضع بقربها وقيل إنه صورة امرأة كان الماء يخرج من فيها من قرية من قرى دمشق وهو أعجمي معرب
ودون البندق
البندق بضم الباء والدال بينهما نون ساكنة قال ابن (1/198)
عباد في كتابه البندقة التي يرمى بها والجمع بنادق عن الجوهري وابن عباد
إلى العقبة
واحدة العقبات وقد صارت عليما على العقبة التي ترمي عندها الجمرة وتعريفها بالعلمية بالغلبة لا باللام كالصعق والدبران ونحوهما
واحدة بعد واحدة
بالنصب بإضمار فعل أي ترمى واحدة بعد واحدة أو على الحال كأنه قال بسبع حصيات متفرقة متتابعة فتكون حالا من سبع حصيات
بياض إبطه
إبطه بكسر الهمزة ما تحت الجناح يذكر ويؤنث وجمعه آباط
قدر الأنملة
الأنملة واحدة أنامل الأصابع وقد تقدم ذكرها في باب السلوك
والحلاق
الحلاق بكسر الحاء مصدر حلق حلقا وحلاقا والحلاق أيضا جمع حلقة كجفنة وجفان والحلاق بالضم داء في الحلق وحلاق بوزن قطام اسم للمنية
والتقصير مصدر قصر تقصيرا
أيام منى
هي أيام التشريق أضيفت إلى منى لإقامة الحاج بها لرمي الجمار
إطلاق من محظور
الإطلاق مصدر أطلقت المحبوس ونحوه إذا خليت سبيله والمحظور في اللغة الممنوع وفي الشرع الحرام وهو ما تركه راجح (1/199)
على فعله مع المنع من فعله مطلقا فالمحرم قبل الحلق أو التقصير كان ممنوعا من المحظورات فبأحدهما بعد الرمي أطلق من هذا المحظور
يعلمهم فيها النحر والإفاضة
النحر مصدر نحر وقد فسره المصنف رحمه الله في باب الهدي بقوله فيطعنها بالحربة في الوهدة التي بين أصل العنق والصدر
والذبح قطع الحلقوم والمريئي والودجين على رواية
والإفاضة مصدر أفاض قاله ابن القطاع أفاض الحاج أسرعوا في دفعهم من عرفة إلى المزدلفة وأيضا رجعوا من منى إلى مكة يوم النحر
يطوف للزيارة
قال الجوهري زرته أزوره زورا وزيارة وزوارة أيضا حكاه الكسائي أي قصده ولهذا الطواف عند الفقهاء أربعة أسماء طواف الزيارة وطواف الافاضة والطواف الواجب وطواف الصدر أضيفت إلى الزيارة لأنه يفعل عندها وأضيفت إلى الإفاضة لأنه يفعل بعدها وأضيفت إلى الصدر لأنه يفعل بعده أيضا والصدر بفتح الصاد والدال رجوع المسافر من مقصده
يأتي زمزم
زمزم بالزاي المكررة غير مصروفة للتأنيث والعلمية البئر المشهورة المباركة بمكة قيل سميت بذلك لكثرة مائها ويقال ماء زمام وزمزم وقيل اسم لها علم وقيل بل من ضم هاجر لها حين انفجرت وزمها إياها وقيل بل من زمزمة جبريل عليه السلام وكلامه عليها وتسمى برة والمضمونة وتكتم بوزن تكتب وهزمة جبريل وشفاء سقم وطعام طعم وشراب الأبرار وطيبة ذكرها صاحب المطالع وقوله م (1/200)
بئر زمزم من إضافة المسمى إلى الإسم كقولهم سعيد كرز أي صاحب هذا اللقب
لما أحب
أي أحب أن يعطيه الله عز و جل من خيري الدنيا والآخرة معتمدا في ذلك على حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ماء زمزم لما شرب له رواه الإمام أحمد وابن ماجه
ويتضلع منه
أي يملأ أضلاعه من الماء قال الجوهري تضلع الرجل أي امتلأ شبعا وريا
وريا وشبعا
يقال رويت من الماء أروى ريا وريا بكسر الراء وفتحها وروى كرضى وهو ضد الظمأ والشبع نقيض الجوع وهو بكسر الشين وفتح الباء وسكونها مصدر شبع وأما الذي يشبع فسيكون الباء لا غير
من كل داء
الداء المرض يقال داء الرجل يداء داء إذا أصابه المرض فهو داء وأدأت فأنت مديء وأداء أيضا فهو مديء وأدأته أنا أي أصبته بداء يتعدى ولا يتعدى
واملأه من خشيتك
الخشية مصدر خشي وله ستة مصادر نظمها شيخنا الإمام أبو عبدالله محمد بن مالك في بيت فقال ... خشيت خشبا ومخشاة ومخشية ... وخشية وخشاة ثم خشيانا (1/201)
والخشية الخوف قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء فاطر 28 أي إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وسلطاني ففسر يخشى ب يخاف وقال أبو علي الدقاق الخوف على مراتب الخوف والخشبة والهيبة فالخوف من شرط الإيمان والخشية من شرط العلم والهيبة من شرط المعرفة
وتلي مسجد الخيف
قال أهل اللغة الخيف ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء وبه سمي مسجد الخيف وقال الأزرقي هو مسجد بمنى عظيم واسع فيه عشرون بابا
جمرة العقبة
العقبة علم بالغلبة على التي ترمي عندها الجمرة كالصعق والدبران ونحوهما
سقاية الحاج
السقاية بكسر السين مصدر كالحماية والرعاية مضافا إلى المفعول
وأهل سقاية الحاج هم القائمون بها وكان العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه يلي ذلك في الجاهلية والإسلام فمن قام بذلك بعده إلى الآن فالرخصة له
والرعاية بكسر الراء ممدودا جمع راع كجائع وجياع ويجمع على رعاة كقاض وقضاة وعلى رعيان كشاب وشبان
مبيت بمنى
مبيت هو بفتح الميم مصدر بات يبيت ويبات بيتوتة ومبيتا قال ابن الأثير كل من أدركه الليل فقد بات نام أو بم ينم وقال ابن القطاع وأبو عثمان بات يفعل كذا إذا فعله ليلا لا يقال بات بمعنى نام وقال صاحب المحيط ويستعمل في النهار أيضا (1/202)
في المتزم
الملتزم إسم مفعول من التزم قال ابن قرقول ويقال له المدعى والمتعوذ سمي بذلك بإلتزامه للدعاء والتعوذ وهو ما بين الركن الذي فيه الحجر الأسود والباب قال الأزرقي ذرعه أربعة أذرع
أللهم هذا بيتك
إلى آخر الدعاء اللهم تقدم في التشهد وكذلك عبدك وأمتك تقدم ذكر الأمة في ستر العورة
وسخرت لي أي ذللت لي من خلقك أي من مخلوقك وبنعمتك أي بإنعامك علي والنعمة اليد والصنيعة والمنة وإتساع المال وأداء نسكي ممدودا اسم للتأدية
وإلا فمن الآن الوجه فيه ضم الميم وتشديد النون وبه قرأته على من قرأه على مصنفه على أنه صيغة أمر من من يمن مقصود بها الدعاء والتعوذ ويجوز كسر الميم وفتح النون على أنها حرف جر لإبتداء الغابة والآن الوقت الحاضر وهو مبني على الفتح لعلة ليس هذا موضع ذكرها والأوان الوقت وجمعه آونة كزمان وأزمنة
وتنأى مضارع نأت أي نبعد
فأصحبني أي بقطع الهمزة
والعصمة منع الله تعالى عبده من المعاصي
ومنقلبي أي منصرفي
وقبر صاحبيه
كذا بخط المصنف رحمه الله تعالى بالإفراد ويجوز قبري صاحبيه ويجوز أيضا قبور صاحبيه كقوله تعالى فقد صغت قلوبكما التحريم 4 وقد تقدم مثل هذا
من التنعيم
قال صاحب المطالع التنعيم من الحل بين مكة (1/203)
وسرف على فرسخين من مكة وقيل على أربعة أميال وسميت بذلك لأن جبلا عن يمينها يقال له نعيم وجبلا عن شمالها يقال له ناعم والوادي إسمه نعمان بفتح النون باب الفوات والإحصار
الفوات مصدر فات فوتا وفواتا إذا سبق فلم يدرك وهو هنا كذلك والإحصار مصدر أحصره إذا حبسه مرضا كان الحاصر أو عدوا وحصره أيضا حكاهما غير واحد وقال ثعلب في الفصيح وحصرت الرجل إذا حبسته وأحصره المرض إذا منعه السير والصحيح أنهما لغتان وقوله تعالى فإن أحصرتم البقرة 196 ظاهر في حصر العدو لوجهين أحدهما أن الآية نزلت في قصة الحديبية وكان حصر العدو والثاني أنه قال بعد ذلك فإذا أمنتم والأمن من الخوف
ومن أحصر بمرض
وقوله لمن حصره العدو على ما قرر من اللغتين والله أعلم باب الهدي والأضاحي
الهدي ما تهدى إلى الحرم من النعم وغيرها قال الأزهري أصله التشديد من هديت الهدي أهديه وكلام العرب أهديت الهدي إهداء وهما لغتان نقلهما القاضي عياض وغيره وكذا يقال هديت الهدية وأهديتها وهديت العروس وأهديتها وهداه الله من الضلال لاغير
والأضاحي مشدد الياء جمع في واحداته أربع لغات أضحية وإضحية (1/204)
بضم الهمزة وكسرها وتشديد الياء فيهما وضحية بوزن سرية والجمع ضحايا وأضحاة والجمع أضحى كأرطاة وأرطى نقله الجوهري عن الأزهري ونقل عن الفراء أنه قال الأضحى يذكر ويؤنث تقول دنا الأضحى ودنت الأضحى
التي لا تنقي
تنقي بضم التاء وكسر القاف من أنقت الإبل إذا سمنت وصار فيها نقي وهو مخ العظم وشحم العين من السمن
البين ظلعها
بفتح اللام وسكونها أي غمزها
وتجزيء الجماء والبتراء والخصي
الجماء بالفتح والمد والتشديد التي لا قرن لها
والبتراء بوزن حمراء المقطوعة الذنب
والخصي المسلول البيضتين فعيل بمعنى مفعول وفي معناه من ذهبت خصيتاه بقطع أو نحوه
معقولة
أي مشدودة وظيفه مع ذراعه بالعقال
فيطعنها
يطعن بضم العين وفتحها بالقول وبالحربة لكن الأكثر يطعن بفتح العين في القول وبضمها في الحربة ونحوها ونونها مفتوحة بالعطف على الإسم الصريح
في الوهدة
الوهدة بسكون الهاء المكان المطئن والجمع وهد ووهاد (1/205)
والعنق
بضم العين والنون وسكونها الرقبة تذكر وتؤنث والجمع أعناق
ويذبح
الوجه نصب يذبح ويجوز رفعه على الإستئناف
منك ولك
أي من فضلك ونعمتك علي لا من حولي وقوتي ولك التقرب به لا إلى شيء سواك ولا رياء ولا سمعة
ووقت الذبح يوم العيد
برفع يوم خبر المبتدأ ويجوز نصبه على الظرف
أو قدرها
بالجر عطفا على الصلاة
أو تقليده أو إشعاره مع النية
التقليد مصدر قلد قال الجوهري وتقليد البدنة أن يعلق في عنقها شيء ليعلم أنها هدي وقد ذكر المصنف رحمه الله بعد هذا أنه يقلد الغنم النمل وآذان القرب والعرى ولا يختص التقليد بالإبل والغنم بل يسن تقليد البقر أيضا
والإشعار في أصل اللغة الإعلام يقال أشعرته بكذا فشعر أي أعلمته فعلم وهو في الشرع إعلام مخصوص وقد فسره المصنف رحمه الله بعد هذا بقليل ولا يختص الإشعار بالإبل بل تشعر البقر أيضا
يبدلها
بضم الياء لا غير
ما لم يضر بها
يضر بضم الياء وكسر الضاد ويجوز فتح الياء وضم الضاد حكاهما ابن سيده وغيره وحكى ابن القطاع ضره وأضره
ما فضل عن ولدها
فضل بفتح الضاد ويجوز كسرها
ووبرها
هو بفتح الباء واحدته وبره وقد وبر البعير بكسر الباء فهو وبر وأوبر إذا كثر وبره (1/206)
وجلها
بضم الجيم ما تجلل به الدابة وجمعه جلال وجمع جلال أجله
ومن مثلها أو قيمتها
الوجه أن يقال من مثلها وقيمتها بإسقاط الألف فحيث جاء بالألف كانت أو بمعنى الواو وقد جاءت والمراد بها الواو كثيرا ولها شواهد موضعها كتب النحو
وصبغ نعله
النعل تذكر وتؤنث
صفحته
صفحة كل شيء جانبه والمراد هنا صفحة سنامها كما ذكر
من أهل رفقته
رفقته جماعته الذين يرافقه في السفر بضم الراء وكسرها عن الجوهري
فيشق صفحة سنامها
السنة شق الصفحة اليمنى وعنه اليسرى وعنه يخير بين اليمنى واليسرى والصحيح الأول
ويهدي ثلثها
بضم الياء ويجوز فتحها لغتان نقلهما الزجاج في فعل وأفعل
والعقيقة
العقيقة في الأصل صوف الجذع وشعر كل مولود من الناس والبهائم الذي يولد عليه قاله الجوهري وقال غيره العقيقة الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم سابعه وأصل العق الشق فقيل سميت هذه الشاة عقيقة (1/207)
لأنها يشق حلقها وقيل سميت عقيقة بإسم الشعر الذي على رأس الغلام وهو أنسب من الأول
مؤكدة
مؤكدة بالهمز ودونه يقال أكدت الشيء ووكدته فهو موكد ومؤكد وحكى ابن القطاع أكدته وآكدته وكدته وأوكدته فيكون ست لغات
بوزنه ورقا
قال الجوهري الورق الدراهم المضروبة وفيه أربع لغات ورق كوتد وورق كفلس وورق كعلم ورقة كعدة وقيل يطلق على المسكوك وغير المسكوك وقيل الورق المسكوك والرقة الفضة كيفما كانت الأخيران عن صاحب المطالع
ولا تنس الفرعة
الفرعة بفتح الفاء والراء والفرع أول ما تلد الناقة كانوا يذبحونه لآلهتهم وقيل كان الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مئة قدم بكرا فذبحه لصنمه وهو الفرع والفرعة مرفوع لقيامه مقام الفاعل على حذف المضاف تقديره ولا يسن ذبح الفرعة
ولا العتيرة
قال أبو السعادات كان الرجل ينذر النذر يقول إذا كان كذا وكذا أو بلغ شأوه كذا فعليه أن يذبح من كل عشرة منها في رجب والذي فسره به المصنف رحمه الله تعالى أكثر وهو أنها كانت تذبح من غير نذر والله تعالى أعلم (1/208)
- كتاب الجهاد
الجهاد مصدر جاهد جهادا ومجاهدة وجاهد فاعل من جهد إذا بالغ في قتل عدوه وغيره ويقال جهده المرض وأجهده إذا بلغ به المشقة وجهدت الفرس وأجهدته إذا استخرجت جهده نقلها أبو عثمان والجهد بالفتح المشقة والضم الطاقة وقيل يقال بالضم وبالفتح في كل واحد منهما فمادة ج ه د حيث وجدت ففيه معنى المبالغة وهو في الشرع عبارة عن قتال الكفار خاصة
الواجد لزاده
الزاد الطعام يتخذ للسفر وألفه منقلبة عن واو والمزود بكسر الميم ما يجعل فيه الزاد
وأقل ما يفعل مرة
أقل مرفوع بالإبتداء ومرة بالرفع خبره ونصب مرة بعيد جدا
وحصر
هو بالصاد المهملة وقد تقدم معناه في الفوات والإحصار
وغزو البحر
الغزو قصد العدو في دارهم عن ابن القطاع غزا يغزو غزوا والإسم الغزاة فهو غاز والجمع غزاة وغزي بضم الغين وفتحها مع تشديد الياء
والبحر بسكون الحاء ويجوز فتحها عند الكوفيين (1/209)
مع كل بر وفاجر
قال صاحب المطالع يقال رجل بار وبر إذا كان ذا نفع وخير ومعروف ومن أسمائه تعالى يقال البر واما الفاجر فالرجل المنبعث بالمعاصي والمحارم
وتمام الرباط
الرباط مصدر رابط رباطا ومرابطة إذا لزم الثغر مخيفا للعدو وأصله من ربط الخيل لأن كلا من الفريقين يربطون خيلهم مستعدين لعدوهم
لزوم الثغر
الثغر موضع المخافة من حصن وغيره وقال أبو السعادات هو موضع المخافة من أطراف البلاد
وتجب الهجرة
تقدم ذكر الهجرة في الإمامة
من ضعفهم
الضعف بكسر الضاد أي من مثليهم وسيذكر إن شاء الله تعالى في الوصايا
إلا متحرفين لقتال أو متحيزين إلى فئة
التحرف أن ينصرفوا من ضيق إلى سعة أو في سفل إلى علو أو من مكان منكشف إلى مستتر ونحو ذلك
والتحيز أن ينضموا إلى جماعة يقاتلون معهم
إلا أن يغلب على ظنهم الظفر
اي فيستحب لهم الثبات نص على ذلك في الكافي وإلا فظاهر كلامه هنا أنه يجب
ومن المقام
هو بضم الميم الإقامة وبفتحها القيام تقول أقام مقاما وقام مقاما
تبييت الكفار
أي الإيقاع بهم ليلا
بالمنجنيق
قال أبو منصور موهوب اللغوي المنجنيق اختلف فيه أهل العربية فقال قوم ميمه زائدة وقيل بل أصلية ويقال منجنيق (1/210)
ومنجنيق بفتح الميم وكسرها وقيل الميم والنون في أوله زائدتان وقيل أصليتان وهو أعجمي معرب وحكى الفراء منجنوق بالواو وحكى غيره منجليق وقد جنق المنجنيق ويقال جنق بالتشديد
وفي حرق شجرهم
يقال أحرق الشيء إحراقا وحرقه تحريقا فالحرق اسم المصدر
ليغرقه
بتخفيف الراء وتشديدها على أنه معدي أغرق بالهمزة والتضعيف
ولا راهب ولا شيخ فان
الراهب اسم فاعل من رهب إذا خاف وهو مختص بالنصارى كانوا يترهبون بالتخلي من أشغال الدنيا وترك ملاذها والزهد فيها والعزلة عن أهلها وتعمد مشاقها وجمعه رهبان ويجمع على رهابين ورهابنة والرهبنة فعلنة والشيخ من جاوز الخمسين إلى آخر العمر نص عليه المصنف رحمه الله في الكافي وقال أبو إسحاق إبراهيم الطرابلسي في الكفاية فإذا رأى الشيب فهو أشيب وأشمط فإذا استبانت فيه السن فهو شيخ فإذا ارتفع عن ذلك فهو مسن فإذا ارتفع عن ذلك فهو قحم وقحر فإذا قارب الخطو فهو دالف فإذا زاد على ذلك فهو هرم رهم فإذا ذهب عقله من الكبر فهو خرف
وللشيخ جموع سبع جمعها شيخنا الإمام أبو عبدالله محمد بن مالك رحمه الله تعالى في بيت فقال (1/211)
شيخ شيوخ ومشيوخاء مشيخة ... شيخة شيخة شيخان أشياخ ...
تترسوا بهم
أي تستروا بهم قال الجوهري التتريس التستر بالترس
بين الإسترقاق والمن والفداء
الإسترقاق إتخاذ الأسير رقيقا والمن عليه إطلاقه بغير شيء والفداء أن يبدله بأسير في أيدي العدو أو بمل الفداء إذا كسر أوله يمد ويقصر وإذا فتح أوله قصر لا غير حكى ذلك الجوهري
إلا غير الكتابي
إستثناء ممن يخير الإمام فيه بين الأمور الأربعة فإن الأسرى ثلاثة أضرب ضرب لا يجوز قتلهم وهم النساء والصبيان وضرب يخير فيه بين الأمور الأربعة وهم الرجال من أهل الكتاب ومن يقر بالجزية من المجوس وضرب يخير فيهم بين القتل والمن والفداء
وفي الأسترقاق روايتان وهم الرجال ممن لا يقر بالجزية كذا نص عليه في المغني
رقوا في الحال
رقوا بفتح الراء أي صاروا أرقاء بمجرد الإسلام ولا يجوز ضم رائه بحال
لزمه مصابرته
المصابرة مفاعلة من الصبر والمراد ملازمته
الموادعة
هي المصالحة والمسالمة قال أبو السعادا حقيقة الموادعة هي المتاركة أي يدع كل واحد منهما ما هو فيه
من أهل الإجتهاد
الإجتهاد في اللغة بذلك الوسع والمجهود في أي فعل (1/212)
كان ولا يستعمل إلا فيما فيه جهد يقال اجتهد في حمل الرحا ولا يقال اجتهد في حمل خردلة وفي عرف الفقهاء مخصوص ببذل المجهود في العلم بأحكام الشرع ذكره المصنف رحمه الله تعالى في الروضة وذكر شروط المجتهد في كتاب القضاء
وقال في المغني يعتبر من الفقه ها هنا ما يتعلق به هذا الحكم مما يجوز فيه ويعتبر له ونحو ذلك ولا يعتبر فقهه في جميع الأحكام التي لا تعلق لها بالأحكام والله أعلم باب ما يلزم الإمام والجيش
المخذل والمرجف
فالمخذل الذي يفند الناس عن الغزو مثل أن يقول بالمشركين كثرة وخيولنا ضعيفة وهذا حر شديد وبرد شديد والمرجف الذي يحدث بقوة الكفار وضعف المسلمين وهلاك بعضهم ويخيل لهم أسباب ظفر عدوهم بهم
بما يخيل إليهم
قال الجوهري يخيل له كذا أي يشبه ويخايل يقال تخيلته فتخيل لي كما تقول تصورته فتصور لي فكأنه والله أعلم يذكر لهم أسبابا يغلب على ظنهم معها النصر مثل أن يقول أنتم أكثر عددا وعددا وأشد أبدانا وأقوى قلوبا ونحو ذلك
ويعرف عليهم العرفاء
قال أبو السعادات العرفاء جمع عريف وهو القيم بأمور القبيلة والجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم فعيل بمعنى فاعل والعرافة عمله وقوله العرافة حق أي فيها مصلحة الناس ورفق في أمورهم وأحوالهم وقوله العرفاء في النار تحذير من التعرض (1/213)
للرياسة لما في ذلك في الفتنة وأنه إذا لم يقم بحقه استحق والعقوبة وأتم
ويعقد لهم الألوي والرايات
قال صاحب المطالع وغيره اللواء راية لا يحملها إلا صاحب جيش الحرب أو صاحب دعوة الجيش والناس له تبع وأما الرايات فجمع راية قال الجوهري وغيره الراية العلم وقيل الراية اللواء فيكون على هذا مترادفا
ويجعل لكل طائفة شعارا
الشعار علامة القوم في الحرب ليعرف بعضهم بعضا ومنه أشعار البدن يشق أحدجني السنام يجعل ذلك علامة لها وقد ورد أن شعار الصحابة رضي الله عنهم كان تارة أمت أمت وكان تارة حم لا ينصرون
ويتتبع مكامنها
يتتبع يتفعل من تبع أي يتقصد ويتطلب ونحو ذلك ومكامنها جمع مكمن وهو المكان الذي يختفي فيه العدو ويكمن
ويبعث العيون
العيون جمع عين وهو الطليعة ومن يكشف أمرهم كالجاسوس ولفظة العين تطلق على تسعة عشر معنى تسمى الناظرة وعين الركبة وما كان يمين القبلة بالعراق وعين الماء وقرص الشمس والمال الحاضر ونفس كل شيء والدنانير وإصابة بالعين الركبة وما كان يمين القبلة بالعراق وعين الماء وقرص الشمس والمال الحاضر ونفس كل شيء والدنانير وإصابة بالعين والجاسوس وعين الميزان ومطر أيام لا يقلع وخاصة الملك وخيار المتاع وفساد الأديم في الدباغ وما في الدار عين أي أحد ومصدر حفرت حتى عنت والسواد يدور حول القمر والمعاينة يقال لا أطلب أثرا بعد عين هكذا ذكرها صاحب الوجوه والنظائر
والنفل
النفل بالتحريك الغنيمة والنفل والنفل بفتح الفاء وسكونها الزيادة فهنا يحتمل الأمرين أنه يعده بالغنيمة أو أنه يعده بالزيادة
في كل جنبة كفءا الجنبة بالتحريك الناحية عن الجوهري وغيره (1/214)
وقال أبو السعادات والجنبة بسكون النون الناحية فيجوز فيها حينئذ الفتح والسكون والكفء بضم الكاف وفتحها وكسرها في الأصل المساوي والنظير ومنه الكفاءة في النكاح والكفؤ بضم الكاف والفاء والكفيء كذلك والمراد بالكفء هنا من يقوم بأمر تلك الناحية كما ينبغي
ببذل جعلا
بضم الذال وكسرها أي يعطي جعلا بضم الجيم وسكون العين ما يجعل لمن عمل شيئا على عمله
أو قلعة
بفتح اللام وسكونها الحصن
في البداءة تقدم في السواك
بعث سرية
قال أبو السعادات السرية قطعة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو وجمعها سرايا سموا بذلك لأنهم خصة العسكر وخيارهم من الشيء السري النفيس وقيل سموا بذلك لأنهم ينفذون سرا وخفية وليس بالوجه لأن لام السر راء ولام السرية ياء آخر كلامه ويحتمل أنهم سموا بذلك لأنهم يسيرون والله أعلم
أن يتعلف ولا يحتطب
يتعلف يخرج طالبا للعلف ويحتطب يجمع الحطب
إلى البراز
البراز بالكسر والمبارزة مصدر بارز برازا ومبارزة إذا برز لخصم من العدو والبراز بالفتح إسم للفضاء الواسع
منهمكا على القتال غير مثخن
المنهمك إسم فاعل من انهمك الرجل في الأمر إذا جد ولج والمثخن إسم مفعول من أثخنتة الجراح إذا أوهمنته
ورحله
رحله هنا أثاثه من عطف العام على الخاص لأن الخيمة مسكنه وهي من الرحل وقد تقدم في التيمم والإستسقاء
يفجأهم عدو يخافون كلبه
يفجأ بفتح الجيم أي يطلع عليهم بغتة وكلبه بفتح الكاف واللام أي شره وأذاه (1/215)
لا منفعة لهم
منعة بفتح النون جمع مانع كفاسق وفسقة وكافر وكفرة وتسكن النون فيقال منعة أي امتناع يمنعهم ومنعة اسم المرة بإسم الفعل من منع والله أعلم باب قسمة الغنائم
الغنائم جمع غنيمة يقال غنم فلان الغنيمة يغنمها وأصل الغنيمة الربح والفضل وللغنيمة عند العرب أسماء منها الحباسة والهبالة والغنامي
بغير عوض
العوض ما يبذل في مقابلة غيره تقول منه عاضني فلان وأعاضني وعوضني وعاوضني إذا أعطاك العوض
من تجار العسكر
جمع تاجر ككافر وكفار وهو مقيس في فاعل صفة مذكر عاقل كضارب وضراب وبقال تجار بوزن كتاب على أنه جمع تجر وتجر جمع تاجر كصاحب وصحب وصحاب حكاهما ابن سيده
الفرس الضعيف العجيف
قال الجوهري الضعيف خلاف القوي والعجيف المهزول يقال عجف الشيء بفتح الجيم وكسرها وضمها عن ابن القطاع إذا هزل
إذا لحق مدد
قال ابن عباد في كتابه المحيط المدد ما أمددت به قوما في الحرب قال أبو زيد مددنا القوم صرنا مددا لهم وأمددناهم بغيرنا
ويرضخ
يرضخ بفتح الضاد قال أبو السعادات الرضخ العطية القليلة وقال الجوهري الرضخ العطاء ليس بالكثير رضخت له أرضخ رضخا
إلا أن يكون فرسه هجينا أو برذونا
الخيل أربع أحدها أن (1/216)
يكون أبواه عربيين فيقال له العتيق الثاني عكسه وهو الذي أبواه غير عربيين ويسمى البرذون والثالث الذي أمه غير عربية فيسمى الهجين والرابع الذي أبوه غير عربي فيسمى المقرف
فنفق فرسه أو شرد
نفقت الدابة بفتح الفاء أي ماتت ولا يقال لغيرها قال ابن درستويه إلا أن يستعار لإنسان محله في الإنسانية محل الدابة ويقال في البعير تنبل قال ابن الأعرابي تنبل الإنسان وغيره إذا مات وأما مات فيقال لجميع الحيوانات وأما شرد فقال ابن القطاع شرد الإنسان والدابة شرودا وشرادا غارا وتعاصيا
من الفدية
الفدية ما يفدى به الأسير
أو بعض قواده
قواده جمع قائد وهو نائبه ونحوه والله أعلم باب حكم الأرضين المغنومة
الأرضون بفتح الراء جمع أرض قال الجوهري وربما اسكنت والجمع أرضات أيضا وأروض وآراض
ما فتح عنوة
قال أبو السعادات عنوة أي قهرا وغلبة وهو من عنا يعنو إذا ذلك وخضع والعنوة المرة منه كأن المأخوذ بها يخضع ويذل
ما أجلي عنها
أي خرج عنها يقال جلا القوم عن منازلهم وأجلوا وجلوتهم عنها وأجليتهم أخرجتهم
ويضرب عليها خراجا
يضرب بالنصب بإضمار أن لأنه معطوف على الإسم وهو قسمها ووقفها فكأنه قال يخير بين قسمها ووقفها وضرب خراج عليها ويجوز الرفع ونظير ذلك قوله تعالى أو يرسل رسولا الشورى 51 (1/217)
بالنصب في قراءة السبعة إلا نافعا عطفا على وحيا وكذا كل فعل مضارع عطف على اسم خالص والخراج عبارة عما قرر على الأرض بدل الأجرة وأما الخراج في قوله صلى الله عليه و سلم الخراج بالضمان فمفسر في الخيار في البيع
بغير جزية
الجزية فعلة من الجزاء وهو المال الذي يعقد للكتابي عليه الذمة وجمعها جزى كلحية ولحى
على قدر الطاقة
الطاقة الوسع والقدرة على الشيء
حديث عمرو بن ميمون إلى آخر الباب
عمرو بن ميمون وعمر بن الخطاب مذكوران في الأعلام في آخر الكتاب
والجريب مقدار المساحة من الأرض وقد فسره المصنف رحمه الله تعالى وقال الجوهري الجريب من الطعام والأرض مقدار معلوم والجمع أجربة وجربان والقفيز مكيال وجمعه أقفزه وقفزان بضم القاف قال الإمام أحمد رضي الله عنه قدر القفيز صاع قدره ثمانية أرطال وفسره القاضي بما في المقنع بعد يعني بالمكي وقال أبو بكر قد قيل إن قدره ثلاثون رطلا وقال الأزهري هو ثمانية مكاكيك والمكوك صاع ونصف والصاع خمسة أرطال وثلث وقال المصنف رحمه الله في الكافي وينبغي أن يكون من جنس ما تخرجه الأرض يعني من الحنطة حنطة ومن الشعير شعير وكذا سائر الأنواع والمكي منسوب إلى مكة والنسبة إلى ما فيه تاء التأنيث تكون بحذفها والعراقي منسوب إلى العراق وسيأتي الكلام عليه بعد إن شاء الله تعالى
وقصبات جمع قصبة وهي المعروفة من النبات وقد صارت كالمعيار لمساحة الأرض وفي حديث سعيد بن العاصب أنه سابق بين الخيل فجعل الغاية مائة قصبة أراد أنه ذرع الغابة بالقصبة فجعلها مائة قصبة وأثبت التاء في ستة أذرع بناء على تذكير الذراع وقد تقدم في نواقض الوضوء
ويرشو يعطي الرشوة بتثليث الراء وجمعها رشى ورشى بضم الراء وكسرها (1/218)
وهي ما يتوصل به إلى ممنوع فإن كان حقا فالإثم على المرتشي وإن كان باطلا فالإثم عليهما وأصلها من الرشى الذي يتوصل به الماء فالراشي معطي الرشوة والمرشي آخذها والرائش الساعي بينهما
ويهدى له بضم الياء وفتحها ونقل الزجاج هديت الهدية وأهديتها والله سبحانه وتعالى أعلم باب الفيء
الفيء في الأصل مصدر فاء يفيء فيئة وفيوءا إذا رجع ثم أطلق على الحاصل من الجهات المذكورة لأنه راجع منها كأنه في الأصل لهم فرجع إليهم
والعشر المراد به ها هنا المأخوذ من تجار أهل الذمة ونحوهم لا عشر الخارج من الأرض فإن مصرفه مصرف الزكاة
بالأهم فالأهم
الأهم أفعل تفضيل من هممت بالشيء إذا قصدته أي يبدأ بما حقه أن يهتم به
في المصالح
المصالح جمع مصلحة وهي مفعلة من الصلاح ضد الفساد أي يصرف في مصالح المسلمين العامة كما مثل
والثغور جمع ثغر وقد تقدم في صلاة الجماعة
والبثوق جمع بثق وهو المكان المنفتح في أحد جانبي النهر يقال بثق السيل الموضع يبثق بثقا وبثقا بالفتح والكسر أي خرقه
وكري الأنهار
كري بوزن رمي وهو حفرها وتنظيفها وكري البئر طيبها عن الشيباني
وعمل القناطر
القناطر جمع قنطرة وهي الجسر قاله الجوهري
ويبدأ بالمهاجرين ثم الأنصار
المهاجرون جمع مهاجر اسم فاعل من هاجر بمعنى هجر ضد وصل ثم غلب على الخروج من أض إلى أرض وترك الأولى للثانية والهجرة هجرتان (1/219)
إحداهما أن يدع الرجل أهله وماله وينقطع بنفسه إلى مهاجره ولا يرجع من ذلك بشيء
والثانية هجرة الأعراب وهي أن يدع البادية ويغزو مع المسلمين وهي دون الأولى من الأجر وكلاهما يسمى مهاجرا والمراد هنا بالمهاجرين أولاد المهاجرين وهم الذين هجروا أوطانهم وخرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهم جماع مخصوصون منصوص عليهم وأما الأنصار فجمع نصير كشريف وأشراف وهم الحيان الأوس والخزرج وهما إبنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة ابن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن عبدالله بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زبد بن كهلان بن سبأ وهما أبناء قيلة نسبوا إلى أمهم فولد الخزرج خمسة نفر جشم وعوف والحارث وعمرو وكعب وولد الأوس مالكا فمنه تفرقت قبائل الأوس وبطونها كلها هكذا ذكره ابن قتيبة والله أعلم
وقت العطاء
العطاء ممدودا اسم مصدر بمعنى الإعطاء ويطلق على المفعول كقولهم أخذ عطاءه أي معطاه
من أجناد المسلمين
الأجناد جمع جند وهم الأنصار والأعوان وكل صنف من الناس جند والمراد بهم هنا أصحاب الديوان والله أعلم باب الأمان
الأمان
ضد الخوف وهو مصدر أمن أمنا وأمانا
بإزائه
أي بحذائه وقد أزيته أي حاذيته ولا تقل وازيته
أحد الرعية
قال الجوهري الرعية العامة ورعى الأمير رعيته والرعية فعيلة بمعنى مفعولة (1/220)
والقافلة
القافلة الرفقة الراجعون من السفر وهو اسم فاعل مؤنث بالتاء تقول قفل الجيش فهو قافل وقفلت الجماعة فهي قافلة
والبأس مهموز العذاب والخوف والشدة
أو مترس
بفتح الميم والتاء المثناة فوق وسكون الراء وآخره سين مهملة ويقال أيضا بسكون التاء وفتح الراء وهما وجهان مشهوران وقد روي حديث عمر في البخاري بهما وهي أعجمية قالوا معناها لا تخف أو لا بأس عليك
من تدل الحال عليه
الحال تذكر وتؤنث والمشهور تأنيثها
والمستأمن
من دخل دار الإسلام بأمان طلبه
وإن كان جاسوسا
الجاسوس صاحب سر الشر والناموس صاحب سر الخير والله سبحانه وتعالى أعلم باب الهدنة
وأصلها السكون يقال هدنت الرجل وأهدنته إذا سكنته وهدن هو سكن ومعناها شرعا أن يعقد الإمام أو نائبه لأهل الحرب عقدا على ترك القتال مدة بعوض وغيره ويسمى مهادنة وموادعة ومعاهدة
يجبره
بضم الياء وفتحها يقال جبره وأجبره بمعنى والله تعالى أعلم
باب عقدد الذمة الجوهري أهللا الذمة أهل العقد وقال أبو أعبيد الذمة الأمان في قوله ( يسعى بذمتهم أدناهم ) والذمة الضمان والعهد أيضا وهم اليهود والنصارى اليهود واحدهم يهودي ولكنهم حذفوا ياء النسب في (1/221)
الجمع كزنجي وزنج جعلوا الياء فيه كناء التأنيث في نحو شعيرة وشعير وفي تسميتهم بذلك خمسة أقوال أحدها قولهم إنا هدنا إليك الأعراف 156 والثاني أنهم هادوا من عبادة العجل أي تابوا والثالث أنهم مالوا عن دين الأسلام ودين موسى والرابع أنهم يتهدون عند قراءة التوراة أي يتحركون ويقولون إن السموات والأرض تحركت حين آتى الله موسى التوراة قاله أبو عمرو بن العلاء والخامس نسبتهم إلى يهوذ بن يعقوب فقيل لهم اليهوذ بالذال المعجمة ثم عرب بالمهملة نقله غير واحد
والنصارى واحدهم نصران والأنثى نصرانة بمعنى نصراني ونصرانية نسبة إلى قرية بالشام يقال لها نصران ويقال لها ناصرة
كالسامرة والفرنج
السامرة قبيلة من قبائل بني إسرائيل إليهم نسب السامري قال الزجاج وهم إلى هذه الغاية بالشام يعرفون بالساميريين كذا نقله ابن سيده وهم في زمننا يسمعون السمرة بوزن الشجرة وهم طائفة من اليهود متشددون في دينهم وأما الفرنج فهم الروم ويقال لهم بني الأصفر ولم أر أحدا نص على هذه اللفظة والأشبه أنها مولدة ولعل ذلك نسبته إلى فرنجة بفتح أوله وثانيه وسكون ثالثه وهي جزيرة من جزائر البحر والنسب إليها فرنجي ثم حذفت الياء كزنجي وزنج
وهم المجوس
المجوس واحدهم مجوسي منسوب إلى المجوسية وهي نحلة قال أبو عليه المجوس واليهود إنما عرف على حد مجوسي ومجوس ويهودي ويهود فجمع على حد شعيرة وشعير ثم عرف الجمع بالألف واللام ولولا ذلك لم يجز دخول الألف واللام عليهما لأنهما معرفتان مؤنثتان فجريا في كلامهم مجرى القبيلتين
عبدة الأوثان
الأوثان واحدها وثن وهو الصنم كأسد وآساد هذا كلام الجوهري وقال غير مصور وقيل ما كان له (1/222)
جثة من خشب أو حجر أو فضة أو جوهر سواء كان مصورا أو غير مصور والصنم صورة بلا جثة وقال ابن فارس في المجمل الوثن واحد الأوثان وهي حجارة كانت تعبد
الصابيء
مهموز واحد الصابئين وهم الخارجون من دين إلى غيره وأصل الصبو الخروج يقال صبأت النجوم أي خرجت من مطالعها وصبأ تاب البعير خرج قال قتادة بن دعامة الأديان ستة خمسة للشياطين وواحد للرحمن الصابئون يعبدون الملائكة ويقرؤون الزبور والمجوس يعبدون الشمس والقمر والمشركون يعبدون الأوثان واليهود والنصارى وقال غيره الصابئون طائفة من اليهود
تهود
أي صار يهوديا وتنصر صار نصرانيا
ويتمهنون
أي يتبذلون وهو افتعال من المهنة
وحلاهم
الحلي بكسر الحاء مقصورا جمع حلية كلحية ولحي قال الجوهري وربما ضم وحكاه غيره أيضا والحيلة الصفة
لكل طائفة عريفا
العريف القيم بأمور القبيلة والجماة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهيم فعيل بمعنى فاعل والعرافة عمله
ونقض العهد
العهد يكون بمعنى اليمين والأمان والذمة والحفاظ ورعاية الحرمة والوصية والأنسب به هنا الذمة المعقودة له باب أحكام الذمة
العرض
العرض موضع المدح والذم من الإنسان وهي أحواله التي يرتفع بها ويسقط ومنه قوله صلى الله عليه و سلم لي الواجد يبيح عقوبته وعرضه وفقد استبرأ لدينه وعرضه (1/223)
وترك الفرق
الفرق مصدر فرق شعره يفرقه جعله نصفين إلى جانبي الرأس والفرق أيضا موضع المفرق من الرأس
وكناهم
جمع كنية وكنية بضم الكافر وكسرها وهي عبارة عما كان مبدوءا بأب أو أم كأبي بكر وأم سلمة
على الأكف
الأكف جمع إكاف وهو إكاف الدابة وفيه أربع لغات إكاف بكسر الهمزة وضمها ووكاف بكسر الكاف وضمها وأوكفت الدابة ذكرها صاحب المحيط ووكفتها
كالعسلي والأدكن
قال الجوهري وعسلي اليهود علامتهم والظاهر أنه هذا الضرب المعروف من الصوف والأدكن الذي لونه يضرب إلى السواد وقد دكن بكسر الكاف دكنا فهو أدكن ولونه الدكنة
في قلانسهم وخواتيم الرصاص والزنار
تقدم ذكر القلانس في مسح الخفين والخاتم في زكاة الأثمان والزنار في ستر العورة والرصاص بفتح الراء قال الجوهري والعامة تكسره قال ابن عباد في كتابه المحيط ويقال رصاص يعني بالكسر
وجلجل
الجلجل هو الجرس الصغير الذي في أعناق الدواب والجلجلة صوته
وفي تهنئتهم
يقال هنأته بالولاية تهنئة وتهنيئا بالهمز والتهنئة خلاف التعزية ببدايته تقدم في باب السواك
وعيادتهم
عيادة المريض زيارته وياؤه منقلبة عن الواو لأنه من المعاودة وكل من أتاك مرة بعد مرة فهو عائد لكنه قد اشتهر في زيارة المريض
من إحداث الكنائس والبيع
الكنائس واحدتها كنيسة وهي معبد النصارى كصحيفة وصحائف والبيع جمع بيعة بكسر الباء قال الجوهري (1/224)
البيعة للنصارى فعلى هذا الكنائس والبيع من المترادف وقال الزجاج البيع بيع النصارى والصلوات كنائس اليهود فعلى هذا الكنائس لليهود والبيع للنصارى وعلى هذا يكون متباينا وهو الأصل
رم شعثها
أي إصلاح متشعثها
ما استهدم
بفتح التاء مبني للفاعل
وضرب الناقوس
الناقوس خشبة طويلة تضرب بخشبة أقصر منها يعلم به النصارى أوقات الصلوات وجمعه نواقيس قال جرير ... لما تذكرت بالديرين أرقني ... صوت الدجاج وضرب بالنواقيس ...
وهدد
أي توعد قال ابن عباد في المحيط التهدد والتهداد من الوعيد
بالحجاز
الحجاز بلاد معروفة قال صاحب المطالع الحجاز ما بين نجد والسراة وقيل جبل السراة وهو الحد بين تهامة ونجد وذلك بأنه أقبل من قعره اليمن فسمته العرب حجازا وهو أعظم جبالها وما انحاز إلى شرقية فهو حجاز وقال ابن الكلبي الحجاز ما بين اليمامة والعروض وبين اليمن ونجد وقال غيره والمدينة نصفها تهامي ونصفها حجازي وحكى ابن أبي شيبة أن المدينة حجازية وقال ابن الكلبي حدود الحجاز ما بين جبلي طيئ إلى طريق العراق لمن يريد مكة سمي حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد وقيل لأنه حجز بين نجد والسراة وقيل لأنه حجز بين الغور والشام وبين تهامة ونجد وعن الأصمعي سميت حجازا لأنها انحجزت بالحرار الخمس حرة بني سليم وحرة واقم وحرة راحل وحرة ليلى وحرة النار (1/225)
كالمدينة إلى آخر الباب
المدينة اسم جنس معروف بالألف واللام ثم غلب حتى صار علما على مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم وقد تقدم ذكرها في الإعتكاف واليمامة مدينة على أربعة أيام من مكة ولها عمائر قاعدتها ججر باليمامة وتسمى العروض وكان إسمها جوا فسميت اليمامة وهو اسم امرأة وقال ابن الأثير في النهاية اليمامة الصقع المعروف شرقي الحجاز وهذا يقتضي ألا يكون من الحجاز وأما خيبر فقال الحافظ أبو بكر الحازمي خيبر الناحية المشهورة بينها وبين المدينة مسيرة أيام وهي تشتمل على حصون ومزارع ونخل كثير وأما تيماء فبفتح أوله والمد غير مصروف من أمهات القرى على البحر وهي من بلاد طيء ومنها يخرج إلى الشام وأما فيد فموضع بطريق مكة قريب من جبلي طيئ أجأ وسلمى وهو بفاء مفتوحة بعدها ياء ساكنة والراجح صرفه وإن أول بالبقعة لأنه ثلاثي ساكن الوسط
وتهود صار يهوديا وتنصر صار نصرانيا وتمجس صار مجوسيا والتزم أحكام الملة أي ملة الإسلام كذا نص عليه في الكافي والتجسس التفحص عن الأخبار والحربي منسوب إلى الحرب وهو القتال والتباعد والبغضاء أيضا يقال قتل حال الحرب أي حال القتال ودار الحرب أي دار التباعد والبغضاء فالحربي بالإعتبار الثاني (1/226)
- كتاب البيع
وهو مصدر بعت يقال باع يبيع بمعنى ملك وبمعنى اشترى وكذلك شرى يكون للمعنيين وحكى الزجاج وغيره باع وأباع بمعنى واحد وقال غير واحد من الفقهاء وإشتقاقه من الباع لأن كل واحد من المتعاقدين يمد باعه للأخذ والإعطاء وهو ضعيف لوجهين أحدهما أنه مصدر والصحيح أن المصادر غير مشتقة والثاني أن الباع عينه واو والبيع عينه ياء وشرط صحة الإشتقاق موافقة الأصل والفرع في جميع الأصول قال أبو عبدالله محمد بن أبي القاسم السامري في كتابه المستوعب البيع في اللغة عبارة عن الإيجاب والقبول إذا تناول عينيين أو عينا بثمن ولهذا لم يسموا عقد النكاح والإجارة بيعا وهو في الشرع عبارة عن الإيجاب والقبول إذا تضمن مالين للتمليك وهو غير جامع لخروج البيع بالمعاطاة منه ولا مانع لدخول الربا فيه وأجود منه حد المصنف رحمه الله في المقنع لكنه غير مانع لدخول الربا فيه لأنه مبادرة المال بالمال لغرض التملك ويقال بائع وبيع ويطلق على المشتري أيضا فيقال البائعان والبيعان والمبيع اسم للسلفة نفسها وبنو تميم يصححون مفعولا معتل العين فيقولون مبيوع بالياء
قال الشاعر ... قد كان قومك يحسبونك سيدا ... وإدخال أنك سيد مغبون ...
والمحذوف من مبيع الواو الزائدة عند الخليل وعند الأخفش المنحذوف عين الكلمة
الإيجاب والقبول
فالإيجاب الإيقاع يقال وجب البيع يجب جبة وأوجبته إيجابا أوقعته وهو في الشرع عبارة عن بعت ونحوه من جهة البائع والقبول مصدر قبل قبولا وهو مصدر شاذ قال المطرز لم أسمع غيره (1/227)
بالفتح وهو في الشرع عبارة عن قبلت ونحوه من جهة المشتري
المعاطاة
مفاعلة من عطوت الشيء تناولته قال الجوهري المعاطاة المناولة
الرشيد
الرشيد صفة من رشد بكسر الشين يرشد بفتحها فهو رشيد كبخل فهو بخيل ومصدره الرشد والرشد ويقال رشد يرشد كخرج يخرج لغتا وهو نقيض الغي وقيل إصابة الخير وقال الهروي هو الهدى والإستقامة والسفيه فعيل من سفه بكسر الفاء يسفه سفها وسفاهة وسفاها وأصله الخف والحركة فالسفيه ضعيف العقل وسيء التصرف وسمي سفيها لخفة عقله ولهذا سمي الله تعالى النساء والصبيان سفهاء في قوله تعالى ولا تؤتوا السفهاء أموالكم النساء 5
لغير ضرورة
قال الجوهري الضرورة الحاجة وقال ابن قرقول المشقة وهي بفتح الضاد
دود القز وبزره والنحل منفردا وفي كواراته
القز نوع من الإبريسم معرب وبزره بفتح الباء وكسرها والكوارات بضم الكاف جمع كوارة وهي ما عسل فيها النحل وهي الخلية أيضا وقيل الكوارة من الطين والخلية من الخشب ولا فرق بينهما في جواز البيع
بيع الهر والسنور والضيون
الهر والسنور والضيون كله القط المعروف
الحشرات
جمع حشرة بفت الشين جمعا وإفرادا وهي صغار دواب الأرض كالفأر والخنافس والصراصير ونحو ذلك وقيل هي هوام الأرض مما لا اسم له (1/228)
ولا السرجين
السرجين هو الزبل يقال له سرجين وسرقين بفتح السين وكسرها فيهما عن ابن سيده
يعلم نجاستها
أي يعتقد نجاستها بمعنى أنه يجوز له في شريعته الإنتفاع بها
كأرض الشام إلى آخر الفصل
الشام تقدم ذكره في باب المواقيت وأما العراق فبلاد تذكر وتؤنث يقال إنه فارسي معرب والعراق في اللغة شاطئ البحر والنهر وقيل العراق الخرز الذي أسفل القربة وفي تسميته بالعراق ستة أقوال أحدها أنه على شاطئ دجلة والثاني أنه سمي به لإستفاله عن أرض نجد أخذا من خرز أسف القربة والثالث لامتداده كامتداد ذلك الخرز والرابع لإحاطته بأرض العرب كإحاطة ذلك الخرز بالقربة والخامس لكثرة عروق الشجر فيه والسادس لتواشح عروق الشجر والنخل فيها والتواشح الإشتباك وقال صاحب المستوعب سمي عراقا لإمتداد أرضه وخلوها من جبال مرتفعة وأودية منخفضة ومصر مذكور في باب المواقيت وأما الحيرة فمدينة بقرب الكوفة بكسر الحاء والنسبة إليه حيري وحاري على غير قياس عن الجوهري ومحلة معروفة بنيسابور والمراد هنا الأولى
وأليس
بضم الهمزة وتشديد اللام بعدها ياء ساكنة تحت بعدها سين مهملة على وزن خبير بلدة بالجزيرة قال أبو النجم ... لم ترع أليس ولا عضادها ... ولا الجزيرات ولا قراها ...
وبانقيا
بزيادة ألف بين ياء ونون مكسورة بعدها قاف ساكنة تليها ياء مثناة تحت ناحية بالنجف دون الكوفة قال الأعشى (1/229)
قد طفت ما بين بانقيا إلى عدن ... وطال في العجم ترحالي وتسياري ...
قال ثعلب سميت بذلك لأن إبراهيم الخليل ولوطا عليهما السلام نزلاها وكانت تزلزل في كل ليلة فلم تزلزل تلك الليلة ثم خرج حتى أتى النجف فاشتراها بغنيمات كن معه والغنم بالقبطية يقال لها نقيا وكان شراؤها من أهل بانقيا وبانقيا بالباء الموحدة أوله والنون المفتوحة بعده وسكون القاف بعدها ياء مثناة تحت مقصورا
وأرض بني صلوبا
بفتح الصاد المهملة وضم اللام وبالباء الموحدة بعد الواو مقصورا كلها أماكن معروفة بالعراق
ورباع مكة
بكسر الراء جمع ربع وهو المنزل ودار الإقامة وجمعه أعداد
ونقع البئر
ماؤها المستنقع فهيا عن ابن فارس
وأما الكلأ فمقصور مهموز وهو النبات رطبه ويابسه والحشيش والهشيم مختص باليابس
والخلا
مقصور غير مهموز والعشب مخصوصان بالرطب كله عن الجوهري
الآبق
الآبق الهارب أبق العبد يأبق ويأبق إباقا فهو آبق عن الجوهري
الحمل في البطن
الحمل بفتح الحاء ما كان في بطن أو على رأس (1/230)
شجرة والحمل بالكسر ما كان على ظهر أو رأس عن يعقوب وحكى ابن دريد في حمل الشجرة الفتح والكسر
في الضروع
الضرع لكل ذات ظلف أو خف والمسك تقدم ذكره في باب محظورات الإحرام
والفأر
مهموزا جمع فأرة وهي النافجة ويجوز ترك همزه كنظائره وفرق الصقلي عمر الحميدي فقال فارة المسك غير مهموزة لأنها من فار يفور وفأرة الحيوان مهموزة والمشهور بين أهل اللغة أنه لا فرق
بيع الملامسة
الملامسة مفاعلة من لمس يلمس ويلمس إذا أجرى يده على الشيء
والمنابذة
المنابذة مفاعلة من نبذ الشيء ينبذه إذا ألقاه
من بستان
البستان فارسي معرب وجمعه بساتين ولم يحك أحد من الثقات عن العرب كلمة مبنية من ب س ت
من هذه الصبرة
الصبرة الطعام المجتمع كالكومة وجمعها صبر سميت بذلك لإفراغ بعضها على بعض يقال السحاب فوق السحاب صبير ويقال صبرت المتاعب وغيره إذا جمعته وضممت بعضه على بعض
وبيع الباقلاء
الباقلاء الحب المعروف يشدد ويخفف فإذا شددت كان مقصورا وإذا خففت كان ممدودا وقد يقصر ذكر اللغات الثلاث ابن سيده في المحكم
برقهما
رقهما مصدر بمعنى المرقوم أي بالمكتوب عليها فإن كان مجهولا عند أحدهما كان البيع فاسدا وإن كان معلوما لهما كان من بيع التولية
ينقطع به السعر
السعر بكسر السين ما تقف عليه السلع من الأثمان (1/231)
أو بما باع به فلان
فلان كناية عن اسم المحدث عنه مصروف وفلانة غير مصروف فإذا كني عن أعلام البهائم قيل الفلان والفلانة
نسيئة
سيأتي تفسيره في باب الربا
من قطيع
القطيع الطائفة من الغنم قال ابن سيده الغالب عليه أنه من العشرة إلى الأربعين وقيل ما بين خمسة عشر إلى خمسة وعشرين وجمعه أقطاع وأقطعة وقطعان وقطاع وأقاطيع قال سيبويه هو ما جمع على غير واحدة كحديث وأحاديث
تفريق الصفقة
الصفقة المرة من صفق له بالبيعة والبيع ضرب بيده على يده والصفقة عقد البيع لأن المتبايعين يفعلان ذلك فقولهم تفريق الصفقة أي تفريق ما اشتراه من عقد واحد
بقسطه
قال الجوهري القسط الحصة والنصيب
بعد ندائها
النداء الصوت بكسر النون وقد تضم كالدعاء والدعاء والنداء هنا هو الثاني وعنه الأول الذي على المنارة ونحوها فإن باع في الوقت قبل النداء فعلى روايتين
لمن باع سلعة
قال الجوهري السلعة المتاع وكل مبيع سلعة
وفي بيع الحاضر للبادي
الحاضر المقيم في المدن والقرى والبادي المقيم في البادية والله سبحانه وتعالى أعلم باب الشروط في البيع
مقتضى البيع
أي مطلوبه لما كان التقابض وحلول الثمن مقصودا (1/232)
في البيع جعل البيع طالبا له مجازا كقوله تعالى جدارا يريد أن ينقض الكهف 77
أو خصيا
الخصي فعيل بمعنى مفعلو وهو من سلت بيضتاه
والدابة هملاجة
التي تمشي الهملجة وهي مشية معروفة فارسي معرب
ثيبا فبانت بكرا
الثيب من النساء من أزيلت بكارتها وقد يطلق على البالغة وإن كانت بكرا مجازا وإتساعا والبكر العذراء وهي الباقية العذرة والعذر ما للبكر من الإلتحام قبل الإفتضاض والمسافة تأتي في باب السبق
وحملان البعير
قال ابن القطاع حملت الشجرة والأنثى والشيء على الشيء حملا وحملانا وعلى الظهر كذلك
وجز الرطبة
الجز القطع والرطبة بفتح الراء وسكون الطاء نبت معروف يقيم في الأرض سنين كلما جز نبت وهي القضب أيضا وهي الفصفصة بفاءين مكسورتين وصادين مهملتين وتسمى عندنا في زماننا الفصة
أن لا خسارة
الخسارة بفتح الخاء مصدر خسر يخسر خسرانا وخسارة نقص ذكره الفارابي في باب فعال بفتح الفاء
نفق المبيع
نفق بفتح الفاء ضد كسد
إلا إذا شرط العتق
أي الإعتاق فأما العتق مصدر عتق إذا صار حرا فليس المقصود هنا أن الشرط أن يصير حرا بل أي يصير حرا بإعتاقه
في محله
المحل مكان الحلول وزمانه بفتح الحاء وكسرها في المكان جائز عن صاحب المطالع وغيره
إلا بيع العربون
في العربون ست لغات عربون بفتح العين والراء (1/233)
وعربون وعربان بضم العين وسكون الراء فيهما وبالهمزة عوض في الثلاثة أربون وأربون وأربان وهو ما فسره به في المقنع ويكون الدرهم ونحوه مردودا إلى المشتري إن لم يتم البيع وللبائع محسوبا من الثمن إن تم البيع
على أن تنقدني
بفتح التاء وضم القاف أي تعطيني والله سبحانه وتعالى أعلم باب الخيار في البيع
الخيار إسم مصدر من اختار يختار اختيارا وهو طلب خير الأمرين إمضاء البيع وفسخه
و المجلس بكسر اللام موضع الجلوس والمراد هنا مكان التبايع وتفرقهما عنه التفرق المسقط للخيار وهو تفرقها بحيث لو كلم أحدهما صاحبه الكلام المعتاد لم يسمعه فإن لم يتفرقا بل بنيا بينهما حاجزا أو أرخيا بينهما سترا أو ناما أو قاما عن مجلسهما فمشيا معا فهما على خيارهما وإن أكرها على التفرق ففي بطلان الخيار وجهان
أو تنتهي مدته
أي تنقضي
والصلح بمعناه
أي بمعنى البيع وهو أن يصالح عن الحق بغير جنسه من غير الأثمان فيثبت فيه خيار الشرط
والإجارة في الذمة
هي أن تستأجر لعمل معلوم كخياطة ثوب ونحوه والإجارة على مدة لا تلي العقد كإجارة سنة خمس في سنة أربع
من كسب أو نماء
الكسب بفتح الكاف مصدر كسب المال يكسبه استفاده بالطلب والنماء بالمد والهمز مصدر نما المال ينمي وينمو ويقال (1/234)
في مصدره نمي كلفس ونمى كغنى ونمو كسلو ونمى كنوى
والكسب مصدر مطلق على المفعول والمراد به هنا ما حصل بسبب العين وليس بعضا والنماء مصدر مطلق على المفعول أيضا والمراد به هنا نفس الشيء الزائد من المبيع كلبن الماشية وأولادها
نفذ عتقه
أي إعتاقه إن جعل الضمير عائدا إلى المشتري وإن جعل عائدا على العبد المبيع فلا حاجة إلى تأويله بالإعتاق بل يكون مصدرا مضافا إلى فاعله
كالأجل
والمراد بالإجل أن الدين المؤجل لا يحل بالموت إذا وثق الورثة على الصحيح في المذهب فهو حينئذ موروث
خيار الغبن
بسكون الباء مصدر غبنه بفتح الباء يغبنه بكسرها إذا نقصته ويقال غبن رأيه بكسر الباء أي ضعف غبنا بالتحريك
تلقي الركبان
الركبان جمع راكب وهو اسم جمع واحده راكب وهو في الأصل راكب البعير ثم اتسع فيه فقيل لكل راكب دابة راكب ويجمع على ركاب ككافر وكفار والركب الإبل واحدته راحلة من غير لفظه والمراد هنا القادمون من السفر وإن كانوا مشاة
النجش
النجش أصله الإستخراج والإستشارة قال ابن سيده نجش الصيد وكل مستور ينجشه نجشا إذا استخرجه والنجاشي المستخرج للصيد عن أبي عبيد وقال ابن قتيبة أصل النجش الختل ومنه قيل للصائد ناجش لأنه يختل الصيد وقال أبو السعادات النجش أن يمدح السلعة أو يزيد في ثمنها ليفقها ويروجها وهو لا يريد شراءها ليقع غيره فيها
المسترسل
المسترسل هو اسم فاعل من استرسل إذا اطمأن واستأنس هذا أصله في اللغة وقال الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله المسترسل (1/235)
الذي لا يحسن أن يماكس وفي لفظ الذي لا يماكس فإنه استرسل إلى البائع فاخذ ما أعطاه من غير مماكسة ولا معرفة بغبنه وقال المصنف رحمه الله في المغني هو الجاهل بقيمة السلعة ولا يحسن المبايعة
خيار التدليس
قال الجوهري التدليس في البيع كتمان عيب السلعة عن المشتري والمدالسة كالمخادعة والدلس بالتحريك الظلمة والتدليس المثبت للخيار ضربان أحدهما كتمان العيب والثاني تدليس يزيد به الثمن وإن لم يكن عيبا كتحمير وجه الجارية وتسويد شعرها ونحو ذلك
كتصرية اللبن في الضرع
التصرية مصدر صرى كعلي تعلية وسوى تسوية ويقال صرى يصري كرمي يرمي كلاهما بمعنى جمع والأكثرون على أن التصرية مصدر صرى بصري معتل اللام وذكر الأزهري عن الشافعي أن المصراة التي تصر أخلافها ولا تحلب أياما حتى يجتمع اللبن في ضرعها فإذا حلبها المشتري استغزرها فجائز أن يكون من الصر إلا أنه لما اجتمع في الكلمة ثلاث راءات قلبت الثالثة ياء كما قالوا تقضي في تقضض وتضنى في تضنن وتصدي في تصدد كراهية لإجتماع الأمثل
وتجعيده
قال أهل اللغة جعدت الشعر تجعيدا إذا كان فيه تقبض والتواء
وجمع ماء الرحا
قال الجوهري الرحا معروفة مؤنثة والألف منقلبة عن ياء تقول هما الرحيان وكل من مد قال رحاء ورحاءان وأرحية كعطاء وعطاءان وأعطية جعلها منقلبة من الواو ولا أدري ما حجته وما صحته وثالثة أرح والكثير أرحاء
سلعته
السلعة المتاع كائنا ما كان
خيار العيب
العيب والعاب والعيبة والمعاب والمعابة كله الراداءة في السلعة عاب الشيء وعبته يتعدى ولا يتعدى (1/236)
ويأخذ الثمن
بنصب يأخذ بأم مقدرة لأنه معطوف على الإسم وكذا كل ما أشبهه
وأرش العيب
قال أبو السعادات هو الذي يأخذه المشتري من البائع إذا اطلع على عيب في المبيع وأرش الجنايات والجراحات من ذلك لأنها جابرة لها عما حصل فيها من النقص وسمي أرشا لأنه من أسباب النزاع يقال أرشت بين القوم إذا أوقعت بينهم
الخراج بالضمان
الخراج ما حصل من غلة العين المبيعة كائنة ما كانت وذلك أن يشتري شيئا فيستغله مدة ثم يطلع على عيب قديم فله رد العين وأخذ الثمن وما استغله فهو له لأن المبيع لو تلف في يده لكان من ضمانه ولم يكن على البائع شيء والباء في بالضمان متعلقة بمحذوف تقدريه الخراج مستحق بالضمان أي بسببه والله تعالى أعلم
بصبغه
الصبغ والصبغة بالكسر ما يصبغ به وبالفتح مصدر صبغ يصبغ ويصبغ والمراد هنا الأول
كبيض الدجاج
الدجاج بفتح الدال وكسرها وضمها واحدته دجاجة حكاه الحسن بن بندار التفليسي في شرح الفصيح
كبيض النعام
النعام الحيوان المعروف واحدته نعامة بوزن حمام وحمامة
وجوز الهند
الجوز فارسي مسرب وهو نوعان هندي وشامي وكلاهما معروف ويقال لجوز الهند النارجيل وواحدته نارجيلة وشجرته شبيهة بالنخلة لكنها تميل بصاحبها حتى تدنيه من الأرض للينها والهند بلاد معروفة النسبة إليها هندي
على الرضى
هو بالقصر والقضاء بالمد مصدر أرضي وقضى (1/237)
ينقصه
هو بفتح الياء وضمها يقال نقصت الشيء وأنقصته
كمصراعي باب
واحدهما مصراع وهو أحد البابين المنغلق أحدهما على الآخر
التولية
إلى آخر الفصل التولي مصدر ولى تولية كعلي تعلية والأصل في التولية تقليد العلم يقال ولي فلان القضاء والعلم الفلاني ثم استعملت التولية هنا فيما ذكر
والشركة والمرابحة يذكران بعد إن شاء الله تعالى
والمواضعة مصدر واضعة مواضعة قال الجوهري المواضعة المتاركة في البيع فهو مفاعلة من وضع يضع وسمي هذا البيع مواضعة لأنه أخذ بدون رأس المال وأما وضيعة درهم فالوجه في إعرابها لانصب مفعولا معه ويجوز الجر على لغة من عطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار كقوله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام النساء 2 بالجر وذلك مقرر في كتب النحو وقد قررتها في كتابي المسمى بالفاخر في شرح جمل عبدالقاهر بشواهدها نثرا ونظما
فإن نكل
نكل بفتح الكاف وكسرها حكاها ابن القطاع وغيره قال المطرز وذلك بأن يرجع عن شيء قاله أو عدو قاومه أو شهادة أرادها أو يمين تعين عليه أن يحلفها
في الصبرة
الصبرة من الطعام وغيره هي الكومة المجموعة وقيل سميت بذلك لإفراغ بعضها على بعض يقال صبرت المتاع وغيره إذا جمعته وضممت بعضه إلى بعض
بالتخلية
التخلية مصدر خلى بمعنى ترك وأعرض
والإقالة قال ابن سيده الإقالة في البيع نقضه وإبطاله وقال الفارسي (1/238)
معناه أنك رددت ما أخذت منه ورد عليك ما أخذ منك والأفصح أقاله إقالة ويقال قاله بغير ألف حكاها أبو عبيد في المصنف وابن القطاع والفراء وقطرب قال وأهل الحجاز يقولون قلته فهو مقيول ومقيل وهو أجود والله تعالى أعلم باب الربا والصرف
الربا مقصور وأصله الزيادة قال الجوهري ربا الشيء يربوا ربوا إذا زاد والربا في البيع هذا لفظه ولم يقل وهو كذا لكونه معلوما ويثنى ربوان وربيان وقد أربى الرجل إذا عامل بالربا وهو مكتوب في المصحف بالواو وقال الفراء إنما كتبوه في المصحف كذلك لأن أهل الحجاز تعلموا الكتابة من أهل الحيرة ولغتهم الربو فعلموهم صورة الخط على لغتهم وإن شئت كتبته بالياء أو على ما في المصحف أو بالألف حكى ذلك الثعلبي والريبة مخففه لغة في الربا والرباء بفتح الراء ممدودا الربا والصرف بيع الذهب بالفضة والفضة بالذهب وفي تسميته صرفا قولان أحدهما لصرفه عن مقتضى البياعات من عدم جواز التفرق قبل القبض والبيع نساءا والثاني من صريفهما وهو تصويتهما في الميزان فإن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة سمي مراطلة
ربا النسيئة
النسيئة والنساء بالمد والنسأة والكلأة كلاهما بوزن الغرفة كله التأخير ونسأت الشيء وأنسأته أخرته وحيث جاء النساء في الكتاب فهو بالمد لا يجوز قصره
إلا في ذلك
الإشارة في ذلك إلى كل مطعوم ولا يعود إلى الذهب (1/239)
والفضة لأنها إثنان ولأنهما محققا الوزن والمطعوم منه موزون وغيره فلذلك قيل بالوزن
وجزافا
هو بكسر الجيم وفتحها ويقال فيه الجزافة والمجازفة وهو بيع الشيء واشتراؤه بلا كيل ولا وزن كله عن صاحب المحكم قال وهو دخيل قال الجوهري هو فارسي معرب وضبطه في نسخة من تهذيب اللغة للأزهري عليها خطه بالضم أيضا فيكون مثلثا
يشمل أنواعا
يشمل بفتح الميم وضمها
نيئة
هو بكسر النون وبعدها ياء ساكنة بعدها همزة صفة من ناء اللحم ينيء نيئا فهو نيء بين النيوء والنيوءة وأناءه غيره لم ينضجه كله عن الجوهري
بمشوبه
المشوب المخلوط
في النشاف
النشاف اليبس يقال نشفت الأرض نشوفا ونشفا ذهبت نداوتها ويقال نشفت الأرض الماء متعديا
بيع المحاقلة
المحاقلة مفاعلة من الحقل وهو الزرع إذا تشعب قبل أن يغلظ سوقه وقيل الحقل الأرض التي تزرع قال صاحب المطالع المحاقلة كراء الأرض بالحنطة أو كراؤها بجزء مما يخرج منها وقيل بيع الزرع قبل طيبه أو بيعه في سنبله بالبر وهو من الحقل وهو الفدان والمحاقل المزارع وذكر غير ذلك
والمزابنة
المزابنة مفاعلة من الزنب وهو الدفع كأن كل واحد منهما يزبن صاحبه عن حقه بما يزداد منه قال صاحب المطامع المزابنة والزبن بيع معلوم بمجهول من جنسه أو بيع مجهول من جنسه مأخوذ من الزبن وهو الدفع وفسرها ابن الأثير بما فسرها به المصنف رحمه الله وفسرها غيره ببيغ الزرع بالحنطة وبكل ثمر يخرصه (1/240)
إلا العرايا
العرايا جمع عرية فعيلة بمعنى مفعولة وهي في اللغة كل شيء أفرد من جملة قال أبو عبيد من عراه يعريه إذا قصده ويحتمل أن يكون فعيلة بمعنى فاعلة من عري يعرى إذا خلع ثيابه كأنها عريت من جملة التحريم أي خرجت وقال ابن عقيل هي في الشرع بيع رطب في رؤوس نخله بتمر كيلا وهذا على الصحيح في المذهب أن العرية مختصة بالرطب بالتمر وحد المصنف رحمه الله خير منه لكونه جامعا مانعا
مثل ما يؤول إليه
أي يرجع عن الجوهري وفسره ابن القطاع ب يصير
بعضه ببعض
بالجر على البدل من جنس ويجوز النصب على المحل لأن جنس منصوب في المعنى كأنه قال ولا يجوز أن يبيع جنسا بعضه ببعض ويجوز رفعه على تقدير المصدر بأن وفعل مالم يسم فاعله كأنه قال ولا يجوز أن يباع جنس بعضه ببعض
كمد عجوة
قال الجوهري العجوة ضرب من أجود التمر بالمدينة ونخلها يسمى لينة
كدينار قراضة
القراضة بضم القاف قطع الذهب والفضة يجوز نصبه على التمييز وجره بالإضافة أو على الصفة وتنوين دينار على الأول والثالث
بنعجة
قال الجوهري النعجة من الضأن والجمع نعاج ونعجات
بيع الكاليء بالكاليء
وهما مهموزان وبعض الرواة يترك همزهما تخفيفا قال الجوهري وكان الأصمعي لا يهمز وأنشد (1/241)
وإذا تباشرك الهمو ... م فإنها كال وناجز ...
أي منها نسيئة ومنها نقد يقال كلأ الدين يكلأ كلوءا فهو كالئ إذا تأخر
ما قبضه رديئا
الردئ بالهمز قال الجوهري ردأ الشيء رداءة فهو رديء أي فاسد باب بيع الأصول والثمار
الأصول جمع أصل وهو ما يتفرع غيره عليه وقيل هو المحتاج إليه وقيل غير ذلك والأصول هنا الأشجار والأرضون والثمار جمع ثمر كجبل وجبال وواجد الثمر ثمرة وجمع الثمار ثمر ككتاب وكتب وجمع الثمر أثمار كعنق وأعناق فثمرة ثم ثمر ثم ثمار ثم ثمر ثم أثمار فهو رابع جمع
كالسلاليم
واحدها سلم بضم السين وفتح اللام وهو المرقاة والدرجة عن ابن سيده قال ويذكر ويؤنث وأنشد لابن مقبل ... لا يحرز المرء أحجاء البلاد ولا ... تبنى له في السموات السلاليم ...
احتاج فزاد الياء وقال الجوهري السلم واحد السلاليم
والخوابي
واحدتها خابية قال الجوهري وهو الحب الذي هو الزير وأصله الهمز إلا أن العرب تركت همزه
والرحا
هي الطاحونة وهي مؤنثة والألف منقلبة من الياء تقول هما الرحيان وتمد فيقال رحاء ورحاءان وأرحية ورحوت الرحا ورحيتها إذا أدرتها (1/242)
من الكنز
الكنز المال المدفون وقد كنزه يكنزه إذا دفنه
والبكرة والقفل
البكرة التي يستقى عليها بسكون الكاف وفتحها لغة حكاها صاحب المشارق
والقفل بضم القاف الآلة المعروفة وبالفتح الفعل يقال قفل الباب وأقفله وهي إغلاقه
والرطبة
تقدم في الشروط في البيع
والجزة الظاهرة
الجزة بكسر الجيم ما تهيأ لأن يجز عن ابن سيده والجزة بالفتح المرة
إلى الحصاد
الحصاد بفتح الاء وكسرها قطع الزرع يقال حصد يحصد ويحصد
نخلا مؤبرا
أبر النخل يأبره أبرا والإسم الإبار فهو آبر والنخل مأبور وأبر بتشديد الباء تأبيرا فهو مؤبر وأصل الإبار التلقيح وهو وضع الذكر في الأنثى وفسره المصنف رحمه الله بالتشقق وهو لا يكون حتى يتشقق الطلع وهو وعاء العنقود ولما كان الحكم متعلقا بالظهور بالتشقق بغير خلاف فسر التأبير به فإنه لو انشق طلعه ولم يؤبر كانت الثمرة للبائع
إلى الجداد
الجداد بفتح الجيم وكسرها بالدال والذال المهملة والمعجمة عن ابن سيده كله صرام النخل
ثمر باد
أي ظاهر
كالعنب
هو بكسر العين ويقال هل العنباء بالمد
والتوت
هو بتاءين مثناتين ويقال بالمثلثة أخيرا حكى ذلك الإمام أبو عبدالله بن مالك في كتاب وفاق الإستعمال ونقله غيره ونفاه الجوهري وقول المثبت مقدم على نفيه (1/243)
من نوره
النور بفتح النون الزهر على أي لون كان وقيل النور ما كان أبيض والزهر ما كان أصفر
كالمشمش
هو بكسر الميمين ونقل فتحهما عن أبي عبيد
من أكمامها
واحدها كم وهو الغلاف وقوله تعالى ذات الأكمام الرحمن 12 أي ذات الغلف عن الضحاك وأكثر ما يستعمل في وعاء الطلع
بدو صلاحها
يقال بدا يبدو وبدوا كقعد يقعد قعودا أي ظهر غير مهموز
فأتمرت
هي بالمثناة فوق أي صارت تمرا
بجائحة
الجائحة الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها وكل مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة جائحة والجمع الجوائح وجاح الله المال وأجاحه أهلكه والسنة كذلك
أن يتموه
قال الأزهر تموه العنب أن يصفو لونه ويظهر ماؤه وتذهب حموضته ويستفيد شيئا من الحلاة فإن كان أبيض حسن قشره الأعلى وضرب إلى البياض وإن كان أسود فحين يوكت ويظهر فيه السواد
يبدو فيه النضح
النضج بضم النون وفتحها مصدر نضج ينضج نضجا ونضجا فهو ناضج ونضيج ونضج إذا أدرك والله أعلم (1/244)
باب السلم
قال الأزهري السلم والسلف واحد يقال سلم وأسلم وسلف وأسلف بمعنى واحد هذا قول جميع أهل اللغة إلا أن السلف يكون قرضا ايضا
وحده في الشرع عقد على موصوف في الذمة مؤجل بثمن مقبوض في مجلس العقد
كالقماقم والأسطال
القماقم واحدتها قمقم بضم القافين ما يسخن فيه الماء من نحاس ويكون ضيق الرأس وقال الجوهري القمقمة معروفة
قال الأصمعي وهو رومي والأسطال واحدها سطل قال ابن عباد وهي طسيسة صغيرة وجمعه سطول وقال غيره هي على هيئة التور له عروة قال الجوهري ويقال السيطل قلت ويقال صطل بالصاد على لغة بني العنبر فإنهم يقلبون السين صادا قبل الطاء والقاف والغين والخاء المعجمتين وقد نظمت ذلك في بيتين وهما ... السين تقلب صادا قبل أربعة ... الطاء والقاف ثم الغين والخاء ... إلى بني العنبر المذكور نسبته ... كالسطل والسابع التسخير إسقاء ...
يجمع أخلاطا
واحدها خلط بكسر الخاء عن الجوهري أي مختلط
كالغالية والند والسكنجبين
الغالية نوع من الطيب مركب من مسك وعنبر وعود ودهن وهي معروفة عن ابن الأثير وقال يقال أول من سماها بذلك سليمان بن عبد الملك تقول منه تغليت بالغالية (1/245)
وأما الند بفتح النون فهو الطيب المعروف قيل هو مخلوط من مسك وكافور قال الجوهري وابن فارس وغيرهما ليس هو بعربي
وأما السكنجبين فليس هو من كلام العرب وهو معروف مركب من السكر والخل ونحوه
وجودته
الجودة بفتح الجيم وضمها مصدرا جاد يجود إذ صار جيدا
وإن شرط الأردأ
الأردأ مهموزا أفعل تفضيل من ردء الشيء رداءة فهو رديء
له وقع في الثمن
أي أثر في زيادته
أو صنجة
الصنجة صنجة الميزان معرب قال ابن السكيت ولا تقل سنجة بالسين
بستان بعينه
البستان فارسي معرب قاله ابن الجواليقي
كالبرية
قال الجوهري البرية الصحراء والجمع البراري والبريت بوزن فعليت البرية أيضا فلما سكنت الياء صارت الهاء تاء كعفريت وعفرية والجمع البراريت باب القرض
القرض مصدر قرض الشيء يقرضه بكسر الراء إذا قطعه والقرض اسم مصدر بمعنى الإقراض وقال الجوهري القرض ما تعطيه من المال لتقضاه والقرض بالكسر لغة فيه حكاها الكسائي وقال الواحدي القرض اسم لكل ما يلتمس منه الجزاء يقال أقرض فلان فلانا إذا أعطاه ما يتجازاه منه والإسم منه القرض وهو ما أعطيته لتكافئ عليه هذا إجماع من أهل اللغة (1/246)
من المرافق المندوب إليها
المرافق واحدها مرفق بفتح الميم مع كسر الفاء وفتحها ما ارتفقت به وأنتفعت والرفق ضد العنف
والمندوب في اللغة المدعو وحده المصنف رحمه الله في الروضة بأنه مأمور لا يلحق بتركه ذم من حيث تركه من غير حاجة إلى بدل وقيل هو ما فعله ثواب ولا عقاب في تركه
والمندوب مأمور به وأنكر قوم كونه مأمورا به
استلف بكرا
البكر من الإبل ما لم يثن وقال أبو السعادات البكر الثني من الإبل والله سبحانه وتعالى أعلم باب الرهن
الرهن في اللغة الثبوت والدوام يقالم ماء راهن أي راكد ونعمة راهنة أي ثابتة دائمة وقيل هو من الحبس قال الله تعالى كل امرئ بما كسب رهين الطور 21 وقال كل نفس بما كسبت رهينة المدثر 38 وجمعه رهان كحبل وحبال ورهن كسقف وسقف عن أبي عمرو بن العلاء قال الأخفش وهي قبيبحة وقيل رهن جمع رهان ككتاب وكتب ويقال رهنت الشيء وأرهنته بمعنى قال المصنف رحمه الله وهو في الشرع المال الذي يجعل وثيقة بالدين ليستوفى من ثمنه إن تعذر إستيفاؤه ممن هو عليه وثيقة بالحق الوثيقة بالحق التوثق به قال بن القطاع وثقت بالشيء أغعتمدت عليه فالمرتهن معتمد على الأستيفاء من ثمن الرهن عند التعذر رهن المشاريع قال الجوهري سهم مشاع وشائع أي غير مقسوم (1/247)
ونماء الرهن تقدم ذكر النماء في باب الخيار وهو أمانة أي غير مضمون والأمانة تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثقة
فيجبره بضم الياء وفتحها يقال جبره على الأمر وأجبره عليه إذا أكرهه عليه
على يد عدل
أي في يد عدل وعلى تكون بمعنى في قال الله تعالى ودخل المدينة على حين غفلة القصص 15 أي في حين
عند الحلول
أي عند الوجوب قال ابن القطاع حل الحق حلا وحلولا وتحلة وجب عليه
أو يبيعه في الجناية
يبيعه بالنصب على إضمار أن وبالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف وقد تقدم مثله في أوائل باب حكم الأرضين المغنومة
وإن جني عليه جناية
برفع جنابة مفعولا قائما مقام الفاعل وبنصبه على إقامة الجار والمجرور
قيمة أقلهما قيمة
الضمير في أقلهما عائد على العبد المرهون والجاني عليه المقتول به والله أعلم باب الضمان
الضمان مصدر ضمن الشيء ضمانا فهو ضامن وضمين إذا كفل به وقال ابن سيده ضمن الشيء ضمنا وضمانا وضمنه إياه كفله إياه وهو مشتق من التضمن لأن ذمة الضامن تتضمن قاله القاضي أبو يعلى وقال ابن عقيل الضمان مأخوذ من الضمن فتصير ذمة الضامن من ذمة المضمون (1/248)
عنه وقيل هو مشتق من الضم لأن ذمة الضامن تنضم إلى ذمة المضمون عنه والصواب الأول لأن لام الكلمة في الضم ميم وفي الضمان نون وشرط صحة الإشتقاق كون حروف الأصل موجودة في الفرع
مآله إلى الوجوب
أي مرجعه وعاقبته وهو مصدر آل يؤول
عهدة المبيع
قال الجوهري العهدة كتاب الشراء ويقا لعهدته على فلان أي ما أدرك فيه من درك فإصلاحه عليه وقال المصنف رحمه الله في المغني ضمانهه على المشتري أن يضمن الثمن الواجب بالبيع قبل تسليمه وإن ظهر فيه عيب أو استحق رجع بذلك على الضامن وضمانه عن البائع للمشتري هو أن يضمن عن البائع متى خرج المبيع مستحقا أو رد بعيب أو أرش العيب
في الكفالة
الكفالة هي مصدر كفل به كفلا وكفولا وكفالة وكفلته وكفلته عنه تحملت وقرئ شاذا وكفلها زكرياء آل عمران 37 بكسر الفاء
ويقال صبر به يصبر بالضم صبرا وصبارة وحمل به حمالة وزعم به يزعم بالضم زعما وزعامة وقبل به بكسر الباء قبالة فهو كفيل وصبير وزعيم وحميل وقبيل كله بمعنى واحد والله أعلم باب الحوالة
قال ابن فارس هي من قولك تحول فلان عن داره إلى مكان كذا وكذا فكذلك الحق تحول مال من ذمة إلى ذمة وقال صاحب المستوعب الحوالة مشتقة من التحول لأنها تنقل الحق من ذمة المحيل إلى ذمة المحال عليه ويقال حال على الرجل وأحال عليه بمعنى نقلها ابن القطاع (1/249)
وإن كان المحال عليه مليئا
المليء مهموز قال أبو السعادات هو الثقة الغني وقد ملؤ فهو مليء بين الملاءة والملاء وقد أولع الناس بترك الهمز وتشديد الياء
وقال المصنف في الكافي المليء الموسر غير المماطل وقال في المغني كان المليء عنده يعني الإمام أحمد رحمه الله تعالى أن يكون مليئا بماله وقوله وبدنه ونحو هذا والله أعلم باب الصلح
الصلح اسم مصدر ل صالحه مصالحة وصلاحا بكسر الصاد قال الجوهري والإسم الصلح يذكر ويؤنث وقد اصطلحا وصالحا وإصالحا مشدد الصاد وصلح الشيء بضم اللام وفتحها وقال المصنف رحمه الله الصلح معاقدة يتوصل بها إلى الإصلاح بين المختلفين ويتنوع أنواعا صلاح بين المسلمين وأهل الحرب وصلح بين أهل العدل وأهل البغي وصلح بين الزوجين إذا خيف الشقاق بينهما وهذا الباب للصلح بين المتخاصمين في الأموال
أو بني له فوقه غرفة
الغرفة بضم الغين العلية ويقال للسماء السابعة غرفة عن ابن فارس وغيره
المدعي عليه العبودية
العبودية مصدر عبدالعبد عبودية وعبودة وهي مرفوعة مفعول قائم مقام الفاعل للمدعي ويجوز نصبها على مذهب الكوفيين لقيام الجار والمجرور مقام الفاعل
شقصا
يذكر ويؤنث يذكر في باب الشفعة (1/250)
ويعجزه عن استنقاذها
أي تخليصها والضمير في استنقاذها عائد على العين المصالح عنها لأنه قال في أول الفصل أن يدعي عليه عينا أو دينا وصلح الأجنبي عن دين المنكر لا يصح لأنه اشترى مالا يقدر على قبضه ولأن بيع الدين في ذمة المقر لا يصح فبيعه في ذمة من ينكره ولا يقدر مشتريه على قبضه أولى
ممرا
الممر موضع المرور قاله الجوهري
وبقعة يحفرها بئرا
قال ابن عباد في كتاب المحيط البقعة والبقعة يعني بضم الباء وفتحها قطعة من الأرض على غير هيئة التي إلى جانبها والجمع بقاع وبقع
إذا وصف العلو السفل
قال ابن سيده السفل واليفل يعني بضم السين وكسرها والسفلة نقيض العلو والعلو بضم العين وكسرها نقبض السفل حكاهما الجوهري وغيره
وإذا حصل في هوائه
قال الجوهري الهواء ممدودا ما بين السماء والأرض وكل خال هواء وهوى النفس مقصور
ولا يجوز أن يشرع
بفتح الياء والراء وبضم الياء وكسر الراء يقال شرعت بابا إلى الطريق وأشرعته أي فتحته وقد استعمل المصنف رحمه الله يشرع بمعنى يخرج فلعله من باب تضمين الفعل معنى فعل آخر
جناحا
إلى آخر الباب الجناح بالفتح من الطائر معروف ومن الإنسان يده ومن العسكر جانبه فسمي ما يخرج إلى الطريق من الخشب جناحا تسمية له بذلك والساباط تقدم في صلاة أهل الأعذار
والدكان بضم الدال قال أبو السعادات الدكان الدكة المبنية للجلوس عليها والنون مختلف فيها فمنهم من يجعلها أصلا ومنهم من يجعلها زائدة وقال (1/251)
الجوهري الدكان واحد الدكاكين وهي الحوانيت فارسي معرب
وقال ابن فارس هو عربي مشتق من دكيت المتاع إذا نضدته والدرب بسكون الراء الطريق وقيل هو بفتح الراء للنافذ وبسكونها لغير النافذ نقلهما أبو السعادات
والإستطراق استفعال من الطريق أي ليجعله طريقا له
والروزنة قال ابن السكيت الروزنة الكوة وهي معربة
والطاق الفارغ ما تحته وهي الحنية وتسمى الأزج أيضا كله عن ابن قرقول
وقال ابن عباد الطاق عقد البناء حيث ما كان والجمع الأطواق الطيقان والجدار والجدر الحائط والآلة الأداة أي شيء كانت كذا ذكره صاحب الوجوه النظائر والمراد بها الأنقاض والباني بالباء الموحدة اسم فاعل من بنى يبني وليس بالثاء المثلثة كذا قرأته على شيخي اللذين أخذاه من عن مصنفه أبوي الفرج عبد الرحمن المقدسي والحراني رحمهما الله تعالى وإياي
والنهر بفتح الهاء وسكونها لغتان مشهورتان لهذا المعروف ويجمع في القلة على أنهار وفي الكثرة على نهور بضم النون والهاء مشتق من أنهار الدم اسالته
البئر مؤنثة مهموزة ويجوز تخفيفها وجمعها في القلة أبآر وآبار بالمد على القلب وأبؤر وفي الكثرة على بيار
والدولاب قال الجوهري واحد الدواليب فارسي معرب وحكى غيره فيه ضم الدال وفتحها والناعورة قال الجوهري الناعورة واحدة النواعير التي يستقى بها يديرها الماء ولها صوت قال ابن عباد والناعورة ضرب من الدلاء يستقى بها
والناعورة مضيق في نهر في صبب كالميزاب ومنه ناعورة الرحا المركبة على الجناح (1/252)
والقناة هي الآبار التي تحفر في الأرض متتابعة ليستخرج ماؤها ويسيل على وجه الأرض
وقنى جمع قناة كتمرة وتمر وقنوات كسنوات وقني جمع الجمع لأن فعلة لا يجمع على فعول إلا في خمسة ألفاظ وقد نظمتها في هذا البيت ... فعول على فعلة بدرة ... صخور علوم مؤون هزوم (1/253)
- كتاب الحجر
الحجر بفتح الحاء وهو في اللغة المنع وفي الشرع التضييق ومنه سمي الحرام حجرا بكسر الحاء وفتحها وضمها ويسمى العقل حجرا لكونه يمنع صاحبه من إرتكاب ما يقبح وتضر عاقبته وهو في الشريعة منع الإنسان من التصرف وهو أنواع
أحدها الحجر على الصبي والثاني على المجنون والثالث الحجر على السفيه والرابع الحجر على المفلس بحق الغرماء والخامس الحجر على المريض في التبرع لوارث أو لأجنبي بزيادة على الثلث والسادس الحجر على المكاتب والعبد لحق سيدهما والسابع الحدر على الراهن في الرهن لحق المرتهن والثامن المرتد يحجر عليه لحق المسلمين يقال حجر الحاكم يحجر ويحجر بضم الجيم وكسرها
على مفلس
قال المصنف رحمه الله في المغني هو الذي لامال له ولا ما يدفع به حاجته وإنما سمي مفلسا لأنه لا مال له إلا الفلوس وهي أدنى أنواع المال والمفلس في عرف الفقهاء من دينه أكثر من ماله وخرجه أكثر من دخله ويجوز أن يكون سمي بذلك لما يؤول إليه من عدم ماله بعد وفاء دينه ويجوز أن يكون سمي بذلك لأنه يمنع من التصرف في ماله إلا الشيء التافه كالفلوس ونحوها وقال أبو السعادات معناه صارت دراهمه فلوسا وقيل صار إلى حال يقال ليس معه فليس
فلغريمه
الغريم هنا رب الدين قال الجوهري الغريم الذي عليه الدين وقد يكون الذي له الدين قال كثير ... قضى كل ذي دين فوفى غريمه ... وعزة ممطول معنى غريمها (1/254)
يفي به
بغير همز أي لا يتم به وفاؤه مضارع وفي قال أبو السعادات يقال وفى الشيء وأوفى ووفى بمعنى
أصر
أي أقام على الإمتناع عن ابن القطاع وغيره
ادعى الإعسار
الإعسار الإضافة عن ابن فارس وفي صحيح مسلم وأتجوز عن المعسر وقال ابن القطاع عسرتك عسرا وأعسرتك طلبت منك الدين على عسرة فالمعسر على هذا المضيق والمطالب له
حلف
يقال حلف وأحلف واستحلف كله بمعنى
وخلى سبيله
السبيل الطريق يذكر ويؤنث ويجوز رفعه مفعولا قائما مقام الفاعل ويجوز نصبه على الظرف والقائم مقام الفاعل مضمرا أي خلي هو في سبيله
نسج الغزل وخبز الدقيق
بفتح أولهما مصدر نسج وغزل
بهزال
الهزال بضم الهاء ضد السمن يقال هزلت الدابة هزالا وهزلتها أنا وأهزلتها أعجفتها
ودفع قيمة الغراس والبناء
الغراس بكسر الغين فسيل النخل وما يغرس من الشجر
والبناء مصدر بني يبني وهو هنا بمعنى المفعول كالخلق بمعنى المخلوق
كم كسطم
بفتح الكاف وكسرها وهو المنزل والبيت
وخادم
الخادم واحد الخدم غلاما كان أو جارية وأخدمه أعطاه خادما وجاء بغير هاء إجراء له مجرى الأسماء الجامدة
ثم بالإثاث ثم بالعقار
الأثاث متاع البيت قال الفراء لا واحد له وقال أبو زيد الأثاث المال جمع واحدته أثاثة والأول المراد هنا قال (1/255)
الجوهري العقار بالفتح الأرض والضياع والنحل ومنه قولهم ماله دار ولاعقار وقال شيخنا رحمه الله في مثلثه العقار متاع البيت وخيار كل شيء والمال الثابت كالأرض والشجر والمراد هنا ما قاله الجوهري
ويعطى المنادي
المنادي هو السمسار وهو الذي يدخل بين البائع والمشتري لامضاء البيع
ورشدا
تقدم ذكر الرشد في أول كتاب البيع أيضا ورشدا بالألف ضمير الصبي والمجنون
بالإحتلام
الإحتلام مصدر احتلم إذا رأى في نومه تقول احتلم وحلم بفتح الحاء واللام حلما وحلما بضم اللام وسكونها مع ضم الحاء والمراد هنا إنزال المني ولو كان مستيقظا ولو رأى في نومه أنه يجامع ولم ينزل لم يحكم ببلوغه
من أولاد التجار
بضم التاء وتشديد الجيم جمع تاجر وهو مقيس في فاعل صفة مذكر عاقل كضارب وضراب وحكى ابن سيده في المحكم تجار بكسر التاء وتخفيف الجيم وهو جمع تجر وتجر جمع تاجر كصاحب وصحب وصحاب
من أولاد الرؤساء
الرؤساء جمع رئيس كنبيء بالهمز وبياء وفعيل إن كان صحيحا جمع على فعلاء وإن كان معتلا جمع على أفعلاء كولي وأولياء قال الجوهري ويقال ريس كقيم وقال المصنف في المغني وإن كان من أولاد الدهاقين والكبراء الذين يصان أمثاله عن الأسواق
والكتاب
الكتاب جمع كاتب وهو جمع مقيس في فاعل المذكر والعاقل
وإستجادته
استفعال من الجودة أي تحصل الجيد منه
كالقمار والغناء
القمار مصدر قامره إذا لعب معه على مال يأخذه الغالب (1/256)
من المغلوب كائنا ما كان إلا ما استثني من باب السبق يقال قمرة يقمره ويقمره بضم الميم وكسرها عن صاحب المحيط وأقمره عن ابن القطاع وغيره
والغناء بكسر الغين ممدودا الصوت معروف والأغنية بضم الهمزة وتشديد الياء بمعنى الغناء والجمع الأغاني يقال منه تغنى وغنى بمعنى والغناء بفتح العين ممدودا النفع
أو حابى
حابى من الحباء العطية فمتى باع بدون ثمن المثل أو اشترى بأكثر منه فقد حابى بالقدر الزائد
وتزويج إمائهما
وهو جمع أمة وهي خلاف الحرة وأصله أموة بالتحريك ويجمع على إموان كإخوان وعلى آم بوزن باب كله عن الجوهري
في المكتب
المكتب هو موضع تعلم الكتابة والجمع المكاتب فأما الكتاب فجمع كاتب وقال الجوهري الكتاب والمكتب واحد فعلى هذا إذا أطلق الكتاب على الموضع فعلى حذف المضاف أي مكان الكتاب
أو غبطة
قال الجوهري وابن فارس الغبطة حسن الحال وقد فسرها المصنف رحمه الله تعالى شرعا وقال في الكافي المنصص أن الموصي بيعه إذا ان نظرا لهم من غير تقييد بهذين لكونه لا غلة له أو له غلة يسيرة ونحو ذلك
فهل يصح عتقه
أي إعتاقه وقد تقدم
فيما يتولى مثله
يجوز رفع مثله على أنه فاعل ونصبه على أنه مفعول
يتجر
بوزن يقتل ويتجر بوزن يدخر
يفديه
بفتح الياء أي يعطي فداه قال الجوهري يقال فداه (1/257)
وفاداه إذا أعطى فداءه وفداه بنفسه وفداه إذا قال له جعلت فداك
عبده المأذون
كذا وقع بخط المصنف رحمه الله وحقه أن يكون عبده المأذون له لأن الفعل إذا كان متعديا بحرف الجر كان اسم مفعوله كذلك ومخرجه من وجهين أحدهما أن يكون ضمن أذن معنى أطلق أو أمكن فكأنه قال عبده المطلق أو الممكن والثاني أن يكون حذف حرف الجر ثم عدى الفعل بنفسه توسعا كقوله تعالى واليوم الموعود البروج 3 أي الموعود به
بالإباق
الإباق مصدر أبق وأبق بفتح الباء وضمها وكسرها في المضارع
وكسوة الثياب
بكسر الكاف وضمها مصدر كسا عن ابن القطاع وكذلك اسم المبوس
وكذلك هدية للمأكول
هدية فعيلة بمعنى مفعولة ويجوز أن يراد به نفس الإهداء يقال أهديت الهدية وهديتها نقلهما الزجاج
بالرغيف
الرغيف معروف وجمعه رغفان ورغف وأرغفة في القلة والله سبحانه وتعالى أعلم باب الوكالة
الوكالة بفتح الواو وكسرها التفويض يقال وكله أي فوض إليه ووكلت أمري إلى فلان أي فوضت إليه واكتفيت به وتقع الوكالة أيضا على الحفظ وهو اسم مصدر بمعنى التوكيل
وليته وموليته
قال الجوهري كل من ولي أمر واحد فهو وليه ف موليته وزنها في الأصل مفعولته فدبر بإبدال الضمة كسرة وقلب الواو ياء (1/258)
وإدغامها في الياء فصرا مولية كمبني مبنية ووليته فعليته بمعنى مفعولته ولحقته التاء لكونه لم يتبع موصوفه فهو كجريح وجريحة
في حضرة الموكل
بفتح الحاء وضمها وكسرها أي بحضوره عن الجوهري وغيره
بالسكر
يذكر في باب حد السكر
بألف حالة
الألف مذكر وأنت حالة بإعتبار أنه دراهم قال ابن السكيت لو قلت هذه الألف بمعنى هذه الدراهم ألف لجاز والجمع ألوف وآلاف وحالة بالجر صفة لألف ويجوز نصبه على الحال على ضعف
في الخصومة
أي في إثبات الحق لأنه لا يتوصل إلى القبض إلا بها غالبا
بغير تفريط
التفريط مصدر فرط أي قصر في الشيء وضيعه حتى فات
بجعل
يأتي بفسيره في باب الجعالة
فلانة
فلان وفلانة كناية عن اسم سمي به المحدث عنه خاص غالب ويقال في غير الناس الفلان والفلانة كله عن الجوهري والله أعلم (1/259)
- كتاب الشركة
قال ابن القطاع يقال شركتك في الأمر أشركك شركا وشركة وحكي بوزن نعمة وسرقة وحكى مكي لغة ثالثة شركة بوزن تمرة وحكى ابن سيده شركته في الأمر وأشركته وقال الجوهري وشركت فلانا صرب شريكه واشتركنا وتشاركنا في كذا أي صرنا فيه شركاء والشرك بوزن العلم الإشراك والنصيب قال المصنف رحمه الله في المغني هو الإجتماع في إستحقاق أو تصرف
العنان
بكسر العين وفي تسميتها بذلك ثلاثة أوجه أحدها أنها من عن الشيء يعن ويعن بكسر العين وضمها إذا عرض كأنه عن لهما هذا المال أي عرض فاشتركا فيه قاله الفراء وابن قتيبة وغيرهما والثاني أن العنان مصدر عانه عنا ومعانة إذا عارضه فكل واحد منهما عارض الآخر بمثل ماله وعمله والثالث أنها شبهت في تساويهما في المال والبدن بالفارسين إذا سويا بين فرسيهما وتساويا في السير فإن عنانيهما يكونان سواء ذكر المصنف رحمه الله معنى الثلاثة في المغني والعنان في اللغة السير الذي يمسك به اللجام
والوضيعة
هي فعيلة بمعنى مفعولة قال أبو السعادات الوضعية الخسارة وقد وضع في البيع يوضع وضيعة يعني أن الخسارة على قدر المال
يحابي
يقال حباه يحبوه حبوا وحباءا إذا أعطاه فليس له أن يعطي لأنه تبرع ولا يتبرع بمال غيره وفي معناه البيع بدون القيمة والشراء بأكثر منها لأنه عطية المعنى وقد تقدم معناه في الحجر
ولا يأخذ به سفتجة
السفتجة بفتح السين المهملة والتاء المثناة فوق (1/260)
بينهما فاء ساكنة وبالجيم كتاب لصاحب المال إلى وكيله في بلد آخر ليدفع إليه بدله وفائدته السلامة من خطر الطريق ومؤنة الحمل
أو يبضع
بضم الياء مضارع أبضع قال الجوهري البضاعة طائفة من المال بتعث للتجارة تقول أبضعت الشيء واستبضعته أي جعلته بضاعة وقد فسره المصنف رحمه الله بعد هذا بيسير
وإن تقاسما الدين
قسمة الدين في الذمة الواحدة لا تصح وكذا في ذمتين فصاعدا في أصح الروايتين
الثاني المضاربة
المضاربة مصدر ضارب وقد فسرها المصنف رحمه الله بما ذكر وذكر في المغني في إشتقاقها وجهين أصحهما أنها مشتقة من الضرب في الأرض وهو السفر فيها للتجارة قال الله تعالى وآخرون يضربون في الأرض المزمل 2 والثاني من ضرب كل واحد منهما في الربح بسهم وتسمى القراض والمقارضة وفي إشتقاقها قولان أحدهما من القرض لأن صاحب المال اقتطع من ماله قطعة وسلمها إلى العامل واقتطع له قطعة من الربح والثاني من المقارضة الموازنة يقال تقارض الشاعران إذا وازن كل واحد صاحبه وها هنا من العامل العمل ومن الآخر المال فتوازنا
تأقيت المضاربة
أي توقيتها والهمزة منقلبة عن الواو ويقال وقت الشيء ووقته بالتخفيف وأقته تأقيتا بالهمز فهو موقت وموقوت ومؤقت بالهمز
في التسري
التسري مصدر تسرى تسريا إذا أخذ سرية وقد تقدم ذلك في كتاب الجنائز مستوفى
إلا أن يجيزه
الضمير في يجيزه للشراء الدال عليه فاشترى (1/261)
لزم العامل تقاضيه
أي المطالبة به والإقتضاء الطلب قال الجوهري اقتضى دينه وتفاضاه بمعنى
من خيانة
بالخاء وبعدها ياء مثناة تحت كذا وجدتها مضبوطة بخط المصنف رحمه الله وهي ضد الأمانة يقال خانه يخونه خونا وخيانة ومخانة وإختانه
والإحتشاش
هو أخذ الحشيش افتعال من الحش والإصطياد إفتعال من الصيد والطاء منقلبة عن تاء الإفتعال وهو عبارة عن أخذ الصيد
والتلصص
هو تفعل من اللصوصية بفتح اللام وضمها واللص بكسر اللام وضمها وفتحها نقلها ابن سيده في كتابه المخصص
شركة المفاوضة
المفاوضة مفاعلة يقال فاوضه مفاوضة أي جازاه وتفاوضوا في الأمر أي فاوض بعضهم بعضا وشرك المفاوضة ضربان أحدهما أن يشتركا في جميع أنواع الشركة كالعنان والأبدان والوجوه والمضاربة فهي شركة صحيحة والثاني ما فسره به المصنف رحمه الله فهي فاسده عند إمامنا والشافعي وأجازه أبو حنيفة بشروط شرطها وحكيت إجازتها عن الثوري والأوزاعي ومالك
كوجدان لقطة
بكسر الواو مصدر وجد قال ابن سيده وجد الشيء يجده ويجده وجدا ووجدا ووجودا وجده ووجدانا وإجدانا والله سبحانه وتعالى أعلم باب المساقاة
وهي مفاعلة من السقي قال المصنف رحمه الله في المغني المساقاة أن يدفع الرجل شجرة إلى آخر ليقوم بسقيه وعمل سائر ما يحتاج إليه بجزء معلوم له من ثمره وذكره الجوهري بمعناه (1/262)
والزبار والتلقيح
الزبار بكسر الزاي لم أره في كتب اللغة وكأنه مولد وهو في عرف أهل زماننا تخفيف الكرم من الأغصان الرديئة وبعض الجيدة يقطعها بمنجل ونحوه قال ابن القطاع زبرت الشيء قطعته وأما التلقيح فهو وضع الذكر في الأنثى وهو التأبير أيضا وقد تقدم في بيع الأصول والثمار
والتشميس
هو جعل ما يحتاج إلى أن يجعل في الشمس فيها
ومالا فلا
أي وما لا يتكرر فلا يلزمه وكذا كل ما في الكتاب من هذا النوع يقدر كل موضع بما يليق به
إن سقي سيحا
السيح مصدر ساح الماء يسيح سيحا إذا جرى على وجه الأرض قاله الجوهري وإنتصابه إما على المصدر نحو سقى سقيا سيحا أي ذا سيح وإما على إسقاط الخافض أي سقي بسيح ومثال السقي سيحا أن يفتحه من نهر أو قناة ونحو ذلك
في المزارعة
المزارعة مفاعلة من الزرع قال المصنف رحمه الله في المغني وهي دفع الأرض إلى من يزرعها ويعمل عليها والزرع بينهما
فزراعة الأرض
أي على الأرض أو ضمن زارع يعني أعطى وكذا ساقيتك هذا البستان أي أعطيتكه مزارعة ومساقاة
قفزانا معلومة
وهي جمع قفيز وقد تقدم ذكره في موضعه باب الإجارة
الإجارة بكسر الهمزة مصدر أجره يأجره أجرا وإجارة فهو مأجور هذا المشهور وحكي عن الأخفش والمبرد آجره بالمد فهو مؤجر فأما اسم (1/263)
الأجرة نفسها فإجارة بكسر الهمزة وضمها وفتحها حكى الثلاثة ابن سيده في المحكم وقال المصنف رحمه الله في المغني وإشتقاق الإجارة من الأجر وهو العوض ومنه سمي الثواب أجرا لأن الله تعالى يعوض العبد على طاعته ويصبره على مصيبته ويقال أجرت الأجير وآجرته بالقصر والمد أعطيته أجرته وكذا أجره الله تعالى وآجره إذا أثابه
والكراء
الكراء بكسر الكاف ممدودا قال الجوهري والكراء ممدودا لأنه مصدر كاريت والدليل على ذلك أنك تقول رجل مكار ومفاعل إنما يكون من فاعلت آخر كلامه يقال أكريت الدار والدابة ونحوهما فهي مكراة وأكريت واستكريت وتكاريت بمعنى والكراء يطلق على المكري والمكتري
بالعرف
العرف في اللغة ضد البكر ثم هو عبارة عما يتعارفه الناس بينهم والنسبة إليه عرفي ومنه قوله في الإيمان الأسماء العرفية وهي ما يتعارفها الناس على خلاف ما هي عليه لغة
كحمل زبرة حديد
الزبرة بضم الزاي القطعة من الحديد والجمع زبر قال الله تعالى آتوني زبر الحديد الكهف 96 وزبر أيضا بضمتين حكاهما الجوهري
وسمكه
سمكه بفتح السين وسكون الميم ثخانته والسمك في الحائط بمنزلة العمق في غير المنتصب
فرسا أو بعيرا
نصب ب كان مقدرة كما تقدم في باب الغسل أصليا أو مرتدا
وكذلك الظئر
الظئر بكسر الظاء المعجمة بعدها همزة ساكنة المرضعة غير ولدها ويقال لزوجها ظئر أيضا وقد ظأره على الشيء إذا عطفه عليه (1/264)
عند الفطام
فطام الصبي فصاله عن أمه فظمت الأم ولدها فهو فطيم ومفطوم
أو قصار
قال الجوهري هو الذي يدق الثياب قلت وهو في عرف بلادنا الذي يبيض الثياب بالغسل والطبخ ونحوهما والذي يدق يسمى الدقاق ولا فرق بينهما ولا بين كل صانع منتصب للعمل بأجرة
خطته روميا
خطته بكسر الخاء وتشديد الطاء وروميا منسوب إلى الروم وهم جيل من الناس وهم من ولد الروم ابن عيصو يقال رومي وروم كما يقال زنجي وزنج وفارسيا منسوب إلى فارس البلاد المعروفة ورومي وفارسي إشارة إلى نوعين من الخياطة كانا معروفين
والزنا والزمر والغناء
الزنا يذكر في أول باب حد الزنا والغناء تقدم في باب الحجر
وأما الزمر فمصدر زمر يزمر ويزمر زمرا فهو زمار ولا يكاد يقال زامر
أو بيت نار
البيت معروف والنار معروفة مؤنثة وجمعها نور وأثور ونيران وأصلها الواو والمراد هنا النار التي يعبدها المجوس أو من يعبدها
وإستئجار النقد
النقد في الأصل مصدر نقد الدراهم إذا استخرج منها الزيف وهو هنا بمعنى المنقود وهي الدراهم والدنانير
ولا الشمع
الشمع معروف وهو بفتح الشين والميم وقد تسكن ميمه
ليشعله
بضم الياء وفتحها لغة يقال أشعل النار وشعلها لغة
أو دياس زرع
يقال داس الزرع دياسا بمعنى درسه وأداسه لغة ومعناها دقة ليتخلص الحب من القشر (1/265)
الأجير المشترك
أي المشترك فيه أو في عمله لأن الفعل إذا كان لازما لا يكون إسم مفعوله إلا موصولا بحرف جر أو ظرف أو مصدر ثم توسع في ذلك فحذف الجار ثم صار الضمير متصلا فاستتر
من أهل القربة
القربة والقربان بضم القاف فيهما ما يتقرب به إلى الله تعالى
لحمولة شيء
الحمولة بضم الحاء الأحمال وبفتحها ما يحتمل عليه سواء كانت عليه الأحمال أو لم تكن وأما الحمول بالضم بلا هاء فهي الإبل التي عليها الهوادج
كزمام الجمل وحزامه ورحله
الزمام بكسر الزاي قال الجوهري هو الخيط الذي يشد في البرة ثم يشد في طرفه المقود وقد يسمى المقود زماما وهو المراد هنا لأن المستأجر لا يتمكن من النفع بالخيط الذي في البرة مفردا والحزام بكسر الحاء المهملة ما تحزم به البرذعة ونحوها يقال حزم الدابة إذا شد حزماها
تفريغ البالوعة والكنف
قال ابن درستويه وسميت البالوعة على فاعولة وبلوعة على فعولة لأنها تبلع المياه وهي البواليع والبلاليع قال المطرز في شرحه ويقال لها أيضا البلوقة وجمعها بلاليق قال وقد جاءت البلاعة والبلاقة على وزن علامة قال الجوهري البالوعة ثقب في وسط الدار وكذلك البلوعة فيكون فيها حينئذ خمس لغات والكنف بضم الكاف والنون جمع كنيف وهو الموضع المعد للتخلي من الدار قال ابن فارس الكنيف الساتر ويسمى الترس كنيفا لأنه يستر
يحجز
بضم الجيم أي يمنع ويحول بينه وبينه
ولا ضمان على حجام ولا ختان ولا بزاغ ولا طبيب
الحجام فعال من حجم يحجم فهو حاجم والحجام للتكثير صانع (1/266)
الحجامة وهي معروفة وهي في الحديث أفطر الحاجم والمحجوم والختان فعال من ختن يختن ختنا والإسم الختان والختانة فهو خاتن والختان للتكثير وقد تقدم في باب الغسل مبسوطا
والبزاغ فعال من بزغ الحجام والبيطار الدم يبزغه بزغا شرط والبزاغ للتكثير والمراد به البيطار
والطبيب العالم بالطب وجمع القلة أطبة والكثير أطباء والمتطبب الذي يتعاطى علم الطب والطب والطب بالفتح والضم لغتان في الطب بالكسر وقال أبو السعادات الطبيب في الأصل الحاذق بالأمور والعارف بها وبه سمي معالج المرضى
كبحها
يقال كبحت الدابة وكفحتها وكمحتها وأكفحتها وأكمحتها إذا جذبتها لتقف وقال أبو عثمان كفحت الدابة وأكفتحتها إذا تلقيت فاها باللجام تضربها به وهو من قولهم لقيته كفاحا ويقال كبختها بالخاء المعجمة ذكره الإمام أبو عبدالله بن مالك في كتاب وفاق الإستعمال
أو الرائض الدابة
قال أهل اللغة راض الدابة رياضا ورياضة علمها السير فهو رائض والقباء تقدم في محظورات الإحرام باب السبق
قال الأزهري السبق مصدر سبق يسبق سبقا والسبق محركة الباء الشيء الذي يسابق عليه حكى ثعلب عن ابن الأعرابي قال السبق والخطر (1/267)
والندب ولافرع والوجب كله الذي يوضع في النصال والرهان فمن سبق أخذه الخمسة بوزن الفرس وقال الأزهري أيضا النصال في الرمي والرهان في الخيل والسباق يكون في الخيل والرمي
والمزاريق
المزاريق جمع مزراق بكسر الميم قال الجوهري المزراق رمح قصير وقد زرقه بالمزراق
بين عربي وهجين ولا بين قوس عربي وفارس
العربي منسوب إلى العرب والهجين تقدم في الجهاد
وأما القوس فالأكثر تأنيثها وتذكيرها لغة قال الجوهري القوس يذكر ويؤنث والذي بخط المصنف رحمه الله عربي وفارسي وقد أصلحه بعضهم في بعض النسخ عربية وفارسية ولا ينبغي أن يغير إذا كان لغة والقوس العربي هو قوس النبل والفارسي قوس النشاب قاله الأزهري
تحديد المسافة والغاية
المسافة في اللغة البعد قاله الجوهري وقال ابن عباد بعد المفازة وهي المساوف ثم هو في الإصطرح عبارة عن المقدار زمانا أو مكانا وأما الغاية فقال الجوهري الغاية مدى الشيء والجمع غاي وقال ابن عباد الغاية مدى كل شيء وقصاراه وحكى الأزهري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال الغاية أقصى الشيء
إلا أن يدخلا بينهما محللا
المحلل اسم فاعل من حلل الشيء جعله حلالا لأنه حلل الجعل بدخوله بينهما وفيه ثلاث لغات محل ومحلل وحال لأن في فعله ثلاث لغات حلل كسلم وأحل كأعد وحل كمر فاسم الفاعل من الثلاث على ما ذكر حكى اللغات الثلاث أبو السعادات وغيره
يكافيء فرسه
يكافيء مهموزا أي يساوي وقال الجوهري كل شيء ساوى شيئا فهو مكافئ له (1/268)
ومن صلى
أي من جاء ثانيا والمصلي هو الثاني من خلي الحلبة وهي عشرة المجلي ثم المصلي ثم المصلي ثم التالي ثم المرتاح ثم الحظي ثم العاطف ثم المؤمل ثم اللطيم ثم السكيت ويقال له الفسكل هكذا ذكرها المصنف رحمه الله في الكافي وقد نظمها شيخنا الإمام أبو عبدالله بن مالك في هذين البيتين ... خير السباق المجلي يقتضيه مصلي ... والمسلي وتال قبل مرتاح ... وعاطف وحظي والمؤمل والل ... طيم والفسكل السكيت ياصاح ...
وقال الجوهري السكيت مثل الكميت وقد تشدد وقال الأزهري السكيت هو الفسكل والفسكول والمفسكل يقال فسكل أي أخر وقال الجوهري وهو القاشور
تماثلت الأعناق
الأعناق جمع عنق بضم العين والنون وقد تسكن النون وتذكر وتؤنث كله عن الجوهري
أن يجنب
قال ابن سيده جنب الفرس والبعير يجنبه حنبا فهو مجنوب وجنيب
لا جلب ولا جنب
قال أبو السعادات الجلب يعني بفتح اللام في الزكاة بأن يتكر المصدق موضعا ويجلب الأموال إليه ليأخذ صدقتها ويكون في السبقا بالزجر للفرس والصياح عليه حثا له على الجري والجنب بالتحريك في السباق أي يجنب فرسا إلى فرسه فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب وفي الزكاة أن يترك العامل بأقصى مواضع الصدقة ثم يأمر بالأموال (1/269)
أن تجنب إليه وقيل أن يجنب رب المال بماله أي يبعده ليحتاج العالم إلى الأبعاد في طلبه وإتباعه هذا معنى ما ذكره مفرقا
في المناضلة
وهي مفاعلة من النضل السبق يقال ناضله نضالا ومناضلة وقد تقدم في أول الباب
عدد الرشق
الرشق بفتح الراء الرمي نفسه والرشق بالكسر الوجه من السهام ما بين العشرين إلى الثلاثين يرمي بها رجل واحد هذا معنى ما ذكره الأزهري وقال أبو عبدالله السامري وليس للمرشق عدد معلوم عند الفقهاء بل أي عدد اتفقا عليه وعدد الإصابة أن يقال الرشق عشرون والإصابة خمسة أو نحو ذلك
هل هو مفاضلة
وقد فسرها رحمه الله وقال في المغني وتسمى محاطة ومفاضلة وقال أبو الخطاب لا بد من معرفة الرمي هل هو مبادرة أو محاطة أو مفاضلة فجعل المحاطة غير المفاضلة
فإن قالا خواصل
الإصابة سبعة أنواع ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا منها أربعة أولها الخواصل بالخاء المعجمة والصاد المهملة قال الأزهري الخاصل الذي أصاب القرطاس وقد خصله إذا أصابه وخصلت مناضلي أخصله خصلا إذا نضلته وسبقته الثاني الخواسق بالخاء المعجمة والسين المهملة وقد فسره المصنف رحمه الله تعالى قال الأزهري والجوهري الخازق بالخاء والزاي المعجمتين والمقرطس بمعنى الخاسق والثالث الخوارق بالخاء المعجمة والراء وقد فسره بأنه خرق الغرض ولم يثبت فيه ورأيته مضبوطا في نسخة المصنف رحمه الله ب المقنع خوازق بالزاي ولا أراه يستقيم لأنه قد تقدم النقل عن الأزهري والجوهري أن الخازق بالزاي لغة في الخاسق فهما شيء واحد وقد فسر الخوارق بغير ما فسر به الخواسق فتعين أن يكون بالراء لئلا يلزم الإشتراك أو المجاز وكلاهما على خلاف الأصل (1/270)
والأصل في الألفاظ التباين ولعل ضبطه بالزاي من غير المصنف والله أعلم الرابع الخواصر بالخاء المعجمة والصاد والراء المهملتين وقد فسرها المصنف رحمه الله قال السامري ومنه الخاصرة لأنها من جانبي الرجل والخامس الموارق وهو ما خرق الغرض ونفذ منه ذكره المصنف رحمه الله تعالى في المغني والكافي وذكر الأزهري أنه يقال له الصادر السادس الخوارم وهو ما خرم جانب الغرض ذكره في المغني السابع الحوابي وهو ما وقع بين يدي الغرض ثم وثب إليه ومنه يقال حبى الصبي هكذا ذكره في المغني وليست الخوارم والموارق من شرط صحة المناضلة هكذا ذكره السامري
معرفة قدر الغرض وطوله
الغرض هو الشيء الذي ينصب ليرمى قال الجوهري الغرض الهدف الذي يرمى فيه وقال الأزهري الهدف ما رفع ونبا في الأرض والغرض ما نصب في الهواء وقال السامري الغرض هو الذي ينصب في الهدف والصواب حذف الواو من وطوله كما ذكر في الكافي وقال صاحب المحرر ولا بد من معرفة الغرض صفة وقدرا لأن قدر الغرض هو طوله وعرضه وسمكه
من له مزية
والمزية الفضيلة يقال له عليه مزية والجمع مزايا عن الجوهري (1/271)
- كتاب العارية
العارية مشددة الياء على المشهور وحكى الخطابي وغيره تخفيفها وجمعها عواري بالتشديد والتخفيف قال ابن فارس ويقال لها العارة أيضا قال الشاعر ... فأخلف وأتلف إنما المال عارة ... وكله مع الدهر الذي هو آكله ...
قال الأزهري هي مأخوذة من عار الشيء يعير إذا ذهب وجاء ومنه قيل للغلام الخفيف عيار وهي منسوبة إلى العارة بمعنى الإعارة وقال الجوهري هي منسوبة إلى العار لأن طلبنها عار وعيب وقيل هي مشتقة من التعاور من قولهم اعتوروا الشيء وتعاوروه وتعوروه إذا تداولوه بينهم قال المصنف رحمه الله في المغني عاره العين وأعاره وهي في الشرع إباحة الإنتفاع بعين من أعيان المال وقال السامري هي إباحة منافع أعيان يصح الإنتفاع بها مع بقاء عينها وقيل هي هبة منفعة العين
إلا منافعل البضع
البضع بضم الباء فرج المرأة والنكاح أيضا والبضع بالكسر والفتح عن غير واحد ما بين الثلاثة والعشرة وقيل غير ذلك وليس هذا موضعه
في لجة البحر
اللجة بضم اللام من البحر حيث لا يدرك قعره
ولم يذكر أصحابنا عليه أجرة
يجوز نصب أجرة على أنه مفعول يذكر أو على معنى لم يوجبوا عليه أجرة ويجوز رفع أجرة لأن يذكروا بمعنى يقولوا فتكون الجملة محكية
وإن حمل غرس غيره
الضمير في حمل للسيل (1/272)
فهل يكون كغرس الشفيع
المراد بالشفيع المشتري للشقص لأن الغرس لح حقيقة وهو للشفيع مجاز لأن له أن يأخذه بالقيمة
كخمل المنشفة
الخمل بسكون الميم ما يعلو الثوب من الزئبر شبيه بخمل الطنافس والمنشفة بكسر الميم
إلى إصطبل المالك
إصطبل بكسر الهمزة وهي همزة قطع أصلية وسائر حروفها أصلية وهو بيت الخيل ونحوها قال أبو عمرو ليس من كلام العرب
كالسائس
السائس اسم فاعل من ساس يسوس فهو سائس إذا أحسن النظر وقال ابن القطاع ساس الراكب الدابة أحسن رياضتها وأدبها ثم صار في العرف عبارة عن خادم الدواب وهو المراد هنا
أو المدعى بفتح العين إسم مفعول والله سبحانه وتعالى أعلم (1/273)
- كتاب الغصب
الغصب مصدر غصبه بكسر الصاد ويقال اغتصبه أيضا وغصبه منه وغصبه عليه بمعنى والشيء غصب ومغصوب وهو في اللغة أخذ الشيء ظلما قاله الجواهري وابن سيده وغيرهما من أهل اللغة وقد حده المصنف رحمه الله بأنه الإستيلاء على مال الغير فأدخل الألف واللام على غير والمعروف في كلام العرب وعلماء اللغة أنه لا يعرف بهما ولن يدخل في حده غصب الكلب ولا خمر الذمي ولا المنافع والحقوق والإختصاص فلو قال وهو الإستيلاء على حق غيره لصح لفظا وعم معنى
والعقار
العقار بفتح العني الضيعة والنخل والأرض وغير ذلك قاله أبو الساعدات وقال الأمام أبو عبدالله بن مالك في مثلثه العقار بالفتح متاع البيت وخيار كل شيء والمال الثابت كالأرض والشجر وهو المراد هنا
كرها
بفتح الكاف وضمها وهو مصدر كره الشيء أبغضه وهو نصب على الحال مباغلة أو على حذف المضاف أي ذاكره
قد بلي
بكسر اللام يبلى بلى وبلاء بفتح الباء ممدودا أخلق
سمر
مخففا بوزن ضرب أي شد بهما بابا
حتى ترسى
بضم التاء مع فتح السين وكسرها وترسي بفتح التاء وكسر السين وذلك أنه يقال رست السفينة وأرست وأرساها غيرها قال الله تعالى والجبال أرساها النازعات 33
كالسمن
السمن بكسر السين وفتح الميم مصدر سمن يسمن ضد هزل ومصدره المقيس بفتح السين والميم معا إلا أني لم أره منقولا (1/274)
فلو غصب جارحا
أحد الجوارح قال الجوهري الجوارح من السباع والطير ذوات الصيد
أو شبكة أو شركا
الشبكة معروفة وجمعها شباك وأصلها من الشبك الخلط والشرك بفتح الشين والراء حبالة الصائد والواحدة شركة كله عن الجوهري
أو بيضا فصار فرخا
قال الجوهري الفرخ ولد الطائر والأنثى فرخة وجمع القلة أفرخ وأفراخ والكثير فراخ وكان الأصل هنا أن يقول فصار فراخا لأن البيض جمع وخبر المجموع مجموع
أو نوى فصار غرسا
هو كالذي قبله صورة لكن غرسا مصدر بمعنى المغروس والمصدر إذا أخبر به لا يثنى ولا يجمع
فهزل
هو بضم الهاء أصابه هزال أي عجف يقال هزلت الدابة هزالا وأهزلتها ويقال هزلت بفتح الهاء وكسر الزاي حكاه ابن القطاع
هدر
بفتح الدال وسكونها أي بالطة
صبغا
الصبغ بكسر الصاد ما يصبغ به وبفتحها مصدر صبغ يصبغ ويصبغ ويصبغ
فلته بزيت
اي خلطه وعجنه
فضمنهما
الضمير للمشتري والمتهب
مستحقة
بفتح الحاء اسم مفعول تقول استحق فلان العين فهي مستحقة إذا ثبت أنها حقه (1/275)
وإن أطعمه لمالكه
كذا بخط المصنف رحمه الله والأصل أن يقال أطعمه مالكه ووجهه أن تكون اللام زائدة كزيادتها في قوله تعالى عسى أن يكون ردف لكم النمل 72 أي ردفكم
وإن رهنه عند مالكه
الأصل أن يقال رهنه مالكه ووجهه أنه ضمن رهن معنى جعل فكأنه قال جعله عنده رهنا
وإن أعوز المثل
بالرفع أي تعذر يقال أعوزني كذا إذا تعذر علي
يوم القبض
على قول القاضي أي يوم قبض المغصوب منه القيمة من الغاصب
أو تبرا التبر بكسر التاء المثناة فوق الذهب غير الضروب قال الجوهري وبعضهم يقوله للفضة
وتصرفات الغاصب الحكمية
الحكمية بالرفع صلة ل تصرفات الحكمية ما كان لها حكم من الصحة والفساد فالصحيح من العبادات ما أجزأ وأسقط القضاء والفاسد ما ليس كذلك من العقود كلها فما كان سبب لحكم إذا أفاد حكمه المقصود منه فهو صحيح وإلا فهو باطل فالباطل الذي لم يثمر والصحيح الذي أثمر والفاسد عندنا مرادف للباطل فهما إسمان لمسمى واحد
مالا محترما لغيره
قيده بالمال احتراا من غيره كالكلب والسرجين النجس وبالإحترام احترازا من مال الحربي وخمر الذمي وآلة اللهو ولغيره احترازا عن مال نفسه
أو وكاء
الوكاء بكسر الواو ممدودا ما يشد به رأس القربة ونحوها (1/276)
زق
الزق بكسر الزاي السقاء ونحوه من الظروف
عقورا
هو مبالغة في عاقر اسم فاعل عقر قال أبو السعادات والعقور كل سبع يعقر أي يجرح ويقتل ويفترس
وإن أجج
أي أضرم وألهب
في فنائه
بكسر الفاء ممدودا قال الجوهري هو ما امتد من جوانب الدار
وإن حفرها في سابلة
قال ابن عباد في كتابه المحيط السبيل الطريق يذكر ويؤنث والجمع السبل والسابلة المختلفة في الطرقات وجمعها سوابل
أو علق قتديلا
هو بكسر القاف معروف
فعثر به
بفتح الثاء على المشهور وبضمها عن المطرز وبكسرها عن اللحياني ومضارعه مثلث أيضا حكى اللغات الست الليلي في شرحه ومعناه كبا
أو ميزابا
الميزاب معروف وفيه أربغ لغات مئزاب بالهمز وتركه ومرزاب بتقديم الراء ومزراب بتقديم الزاي حكاهن شيخنا أبو عبدالله بن مالك في كتابه المسمى ب النظم الأوجز فيما يهمز وما لا يهمز
وأومأ مهموزا
يقال ومى إليه وأومى
اصطدمت
افتعلت من الصدم وتاء الإفتعال تقلب طاء بعد حروف الأطباق الأربعة ص ض ط ظ
ضمان المصعدة
أي المرتقية يقال صعد المكان رقيه بكسر العين وأصعد أي ارتفع عن ابن سيده فعلى هذا يقال صاعدة
مزمارا أو طنبورا
المزمار معروف ويقال فيه مزمور بضم الميم وهو أحد ما جاء على مفعول وهي سبعة ألفاظ وما عداها بالفتح
والطنبور بضم الطاء فارسي معرب والطنبار لغة فيه بوزن سنجار (1/277)
ويقال فيه طبن وضبن بضم الطاء والضاد حكاهما شيخنا رحمه الله في كتابه المسمى ب وفاق الإستعمال باب الشفعة
قال صاحب المطالع الشفعة مأخوذة من الزيادة لأنه يضم ما شفع فيه إلى نصيبه هذا قول ثعلب كأنه كان وترا فصار شفعا والشافع هو الجاعل الوتر شفعا والشفيع فعيل بمعنى فاعل وقال في المغني هي إستحقاق الشريك إنتزاع حصة شريكه المنتبق عنه من يد من انتقلت إليه وهو أعم ممافي المقنع فليتأمل
حصة شريكه
الحصة النصيب وجمعه حصص وأحصصت القوم أعطيتهم حصصهم
أن يكون شقصا
الشقص بكسر الشين قال أهل اللغة هو القطعة من الأرض والطائفة من الشيء والشقيص الشريك
مشاعا
تقدم في الرهن
المحدد
كذا بخط المصنف رحمه الله أي المجعول له حدود يقال حددت الدار أحدها فهي محدودة وفي التكثير حددتها فهي محدودة
كالحمام
الحمام البيت المعورف وهو مذكر عن شيخنا أبي عبدالله بن مالك قال وأما البيت المشهور على ألسنة العامة إن حمامنا التي نحن فيها فبيت مصنوع ليس من كلام العرب
والعراص
العراص جمع عرصة بفتح أوله وإسكان ثانيه وجمعها عراص وعرصات بفتح الراء وهي كل موضع لا بناء فيه (1/278)
من يقبل خبره
هو الإثنان المقبول خبرهما وفي الواحد وجهان
فإن نكل عنها
بفتح الكاف وكسرها لغة حكاها ابن سيده وغير أي نكص
وإن دل في البيع
يقال دللتك على الشيء دلالة ودلالة بفتح الدال وكسرها ودلولا ودلولة بضمها فيهما إذا أرشدتك إليه أي أرشد المشتري إليه فكان سمسارا بينهما ويسمى الدلال باب الوديعة
الوديعة فعيلة بمعنى مفعولة من الودع وهو الترك قال ابن القطاع ودعت الشيء ودعا تركته وابن السكيت وجماعة غيره ينكرون المصدر والماضي من بدع وقد ثبت في صحيح مسلم لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات وفي سنن النسائي من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم اتركوا الترك ما تركوكم ودعوا الحبشة ما ودعوكم فكأنها سميت وديعة أي متروكة عند المودع وأودعتك الشيء جعلته عندكم وديعة وقبلته منك وديعة فهو من الأضداد
حرز
الحرز بكسر الحاء المكان الحصين
لغشيان شيء الغالب منه التوى
الغشيان مصدر غشي الشيء غشيانا نزل (1/279)
والتوى مقصودا هلاك المال ويقال توي المال بالكسر يتوى توى وأتواه غيره وهذا مال تو
فلم يعلفها
بفتح الياء وضمها لغة حكاها ابن القطاع يقال علف الدابة وأعلفها
في جيبك
قال الجوهري الجيب للقميص تقول جبت القميص أجوبه وأجيبه إذا قورت جيبه والمراد هنا المجعول في القباء ونحو شبه الوعاء ولم أره في شيء من كتب اللغة بهذا المعنى والله أعلم باب إحياء الموات
الموات والميتة والموتان بفتح الميم والواو وهي الأرض الدارسة كذا ذكره في المغني وقال الفراء الموتان من الأرض التي لم تحي بعد وقال الأزهري يقال للأرض التي ليس لها مالك ولا بها ماء ولا عمارة ولا ينتفع بها إلا أن يجري إليها ماء أو يستنبط فيها عين أو يحفر بئر موات وميتة وموتان بفتح الميم والواو
الداثرة
أي الدارسة والدثور الدروس ومنه دثر لارسم
أرضا ميتة يقال ميتة وميتة بالتخفيف والتشديد فيهما أنشد الجوهري مستشهدا على اللغتين بقول الشاعر ... ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء ...
والجص
الجص بكسر الجيم وفتحها ما يبنى به وهو معرب عن الجوهري (1/280)
بئرا عادية
بتشديد الياء القديمة منسوبة إلى عاد ولم يرد عادا بعينها لكن لما كانت في الزمن الأول وكانت لها آبار في الأرض نسب إليها كل قديم كذا ذكره في المغني
حريمها قد مد رشائها
حريم البئر وغيرها ما حولها من مرافقها وحقوقها والرشاء بكسر الراء ممدودا الحبل والجمع أرشية كله عن الجوهري
تحجر مواتا
أي شرع في إحيائه مثل أن أدار حول الأرض ترابا أو حجارة أو أحاطها بحائط صغير كذا ذكره في المغني
إقطاع
الإقطاع مصدر أقطعه إذا ملكه أو أذن له في التصرف في الشيء قال أبو السعادات والإقطاع يكون تمليكا وغير تمليك
ورحاب المسجد
الرحاب جمع رحبة بالتحريك والجمع رحب ورحبات ورحاب وهي ساحتة عن الجوهري وتسكين الرحبة لغة
قماش
القماش بضم القاف متاع البيت عن الجوهري
أن يحمي
بفتح الياء وضمها أي يمنع يقال حميت المكان وأحميته لغة ذكرها شيخنا في فعل وأفعل باب الجعالة
الجعالة بفتح الجيم وكسرها وضمها ما يجعل على العلم ذكره شيخنا في مثلثه قال ويقال جعلت له جعلا وأجعلت أوجبت وقال ابن فارس في المجمل الجعل والجعالة والجعيلة ما يعطاه الإنسان على الأمر يفعله
فإن له بالشرع
الشرع مصدر شرع يشرع شرعا أي سن (1/281)
وقال أبو السعادات الشرع والشريعة ما شرع الله لعباده من الدين فمعنى بالشرع أن يشعر الشارع لأجل الحديث الوارد في ذلك وهو مرسل وفيه مقال وكذلك في المسألة رواية أخرى لا جعل له وصححها في المغني
المصر
تقدم في آخر باب التيمم باب اللقطة
اللقطة اسم لما يلقط وفيها أربع لغات نظمها شيخنا أبو عبدالله ابن مالك فقال ... لقاطة ولقطة ولقطة ... ولقط ما لا قط قد لقطه فالثلاث الأول بضم الام والرابعة بفتح الام والقاف وروي عن الخليل
واللقطة بضم اللام وفتح القاف الكثير الإلتقاط وبسكون القاف ما يلتقط وقال أبو منصور وهو قياس اللغة لأن فعلة بفتح العين أكثر ما جاء فاعل وبسكونها مفعول كضحكة للكثير الضحك وضحكة لمن يضحك منه
كالسوط والشسع
السوط الذي يضرب به معروف والشسع بكسر الشين المعجمة بعدها سين مهملة قال أبو السعادات الشسع أحد سيور النعل وهو الذي يدخل بين الأصبعين ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزمام والزمام السير الذي يعقد فيه الشسع
الضوال
جمع ضالة قال الجوهري لا يقع إلا على الحيوان فأما الأمتعة فيقال لها لقطة ويقال للضوال الهوامي والهوافي والهوامل وقد همت وهفت وهملت إذا ضلت فمرت على وجوهها بلا راع ولا سائق (1/282)
من صغار السباع
صغار السباع كالذئب ونحوه
والظباء
الظباء جمع ظبي والأنثى ظبيه بالهاء وجمع الظبي في القلة أظب كدلو وأدل وجمعه في الكثرة ظبى وظبي ووزنه فعول كفلوس
والفصلان والعجاجيل والأفلاء
الصلان بضم الفاء جمع فصيل وهو ولد الناقة إذا فصل عن أمه ويجمع على فصال ككريم وكرام
والعجاجيل قال الجوهري العجل ولد البقرة والعجول مثله والجمع العجاجيل وقال شيخنا في مثلثه العجل ولد البقرة حين يوضع ثم هو بزغز ثم فرقد والأفلاء قال الجوهري الفلو بتشديد الواو المهر والأنثى فلوة كما قالوا غدوة والجمع أفلاء كعدو وأعداء وفلاوى بوزن خطايا وقال أبو زيد فلو إذا فتحت الفاء شددت وإذا كسرت خففت فقلت فلو كجرو
بمضيعة
قال أبو السعادات المضيعة بكسر الضاد مفعلة من الضياع الأطراح والهوان كأنه فيه ضائع فلما كانت عين الكلمة ياء مكسورة نقلت حركتها إلى الضاد فصارت مضيعة بوزن معيشة وقيل مضيعة بوزن مسبعة حكاها القاضي عياض رحمه الله
وعاءها ووكاءها
بكسر أولهما ممدودان فالوعاء ما يجعل فيه المتاع يقال أوعيت المتاع إذا جعلته فيه والوكاء الخيط الذي يشد به الصرة والكيس ونحوها
عند وجدانها
الوجدان بكسر الواو مصدر وجد يقال وجد مطلوبة يجده ويجده بضم الجيم لغة عامية ولا نظير له في باب المثال وجدا وجدة ووجودا ووجدانا بالكسر فيهما (1/283)
والإشهاد عليهما
بالرفع ولا يجوز جره والله أعلم باب اللقيط
وهو فعيل بمعنى مفعول كجريح وقتيل وطريح قال أبو السعادات اللقيط الذي يوجد مرميا على الطريق ولا يعرف أبوه ولا أمه فعيل بمعنى مفعول والمنبوذ أي المرمي على الطريق والنبذ الطرح
البادية
يأتي تفسيرها في حد الزنا
مقيم في حلة
الحلة بكسر الحاء المهملة بيوت مجتمعة ذكره شيخنا في مثلثه وقال ابن فارس الحي النزول وقال أبو السعادات القوم المقيمون المتجاورون
على القافة
القافة بتخفيف الفاء جمع قائف عن الجوهري وغيره وقال القاضي عياض هو الذي يتبع الأشباه والآثار ويقفوها أي يتبعها فكأنه مقلوب من القافي وهو المتبع للشيء قال الأصمعي هو الذي يقفو الأثر ويقتافه وقال المصنف رحمه الله في المغني القافة قوم يعرفون الأنساب بالشبه ولا يختص ذلك بقبيلة معينة بل من عرفت منه المعرفة بذلك وتكررت منه الإصابة فهو قائف وقيل أكثر ما يكون هذا في بني مدلج وكان إياس بن معاوية قائفا وكذلك شريح وظاهر كلام رحمه الله أنه لا يقبل إلا قول إثنين وقال القاضي يقبل قول واحد والله أعلم (1/284)
- كتاب الوقف
الوقف مصدر وقف يقال وقف الشيء وأوقفه وحبسه وأحبسه وسبله كله بمعنى واحد وهو مما اختص به المسلمون قال الشافعي رحمه الله لم يحبس أهل الجاهلية فيما علمته وإنما حبس أهل الإسلام وسمي وقفا لأن العين موقوفة وحبسا لأن العين محبوسة وحد المصنف رحمه الله لم يجمع شروط الوقف
وحده غيره فقال تحبيس مالك مطلق التصرف ماله المنتفع به مع بقاء عينه بقكع تصرف المالك وغيره في رقبته يصرف ريعه إلى جهة بر تقربا إلى الله تعالى
أو سقاية
السقاية بكسر السين الموضع الذي يتخذ فيه الشراب في المواسم وغيرها عن ابن عباد والمراد هنا بالسقاية البيت المبني لقضاء حاجة الإنسان فلعله سمي بذلك تشبيها بذلك ولم أره منصوصا عليه في شيء من كتب اللغة والغريب إلا بمعنى موضع الشراب وبمعنى الصواع
أو يقرن
أي يجمع ويضم والمشهور ضم الراء وقد حكي كسرها
والرياحين
جمع ريحان بكسر الراء قال أبو السعادات هو كل نبت طيب الريح من أنواع المشموم
والقناطر
القناطر جمع قنطرة قال الجوهري وهي الجسر
وكتابة التوراة والإنجيل
التوراة الكتاب الذي أنزله الله تعالى على موسى عليه السلام وقال العزيزي في تفسير غريب القرآن التوراة معناها الضياء والنور وقال البصريون وورية فوعلة من ورى الزند (1/285)
وورى لغتان إذا خرجت ناره لكن قلبت الواو الأولى تاء كما قلبت في يولج وأصله وولج أي دخل والياء قلبت ألفا لتحركها وإنفتاح ما قبلها وقال الكوفيون توراة أصلها تورية على تفعلة ويجوز أن يكون تورية على تفعلة فنقل من الكسر إلى الفتح كقولهم جارية وجاراة
والإنجيل الكتاب المنزل على عيسى بن مريم عليهما السلام وهو فعيل من النجل وهو الاصل والإنجيل أصل لعلوم وحكم ويقال هو من نجلت الشيء إذا استخرجته وأظهرته فالإنجيل مستخرج به علوم وحكم
والملك
الملك بفتح اللام أحد الملائكة أصله مألك مشتق من المألكة بفتح اللام وضمها وهي الرسالة سمي بذلك لأنه مبلغ عن الله تعالى عز و جل ثم حولت الهمزة إلى موضع اللام تم خففت الهمزة بحذفها وإلقاء حركتها على الساكن قبلها فوزنه حينئذ فعل وقد جاء على الأصل في الصورة قال الشاعر ... فلست لانسي ولكن لمألك ... تنزل من جو السماء يصوب ...
فوزن مألك مفعله
على من لا يجوز ثم على من يجوز
الأصل على من يجوز عليه والضمير في يجوز عائد على الوقف الدال عليه وقف لأن ذكر الفعل مشعر بالمصدر وحذف العائد على من لأنه مجرور بحرف جر الموصول بمثله كقوله تعالى ويشرب مما تشربون
المؤمنون 33 تقديبره منه ومنه قول الشاعر ... نصلي للذي صلت قريش ... ونعبده وإن جحد العموم ...
ولم يذكر مآلا
المآل بهمزة مفتوحة بعد الميم المفتوحة المرجع يقال آل يؤول مآلا أي مرجعا
يشتري بهما مثلها
الضمير في بهما عائد إلى قيمتها وقيمة ولدها (1/286)
في التقديم والتأخير
وبقية الصور فمثال التقديم والتأخير يبدأ ببني هاشم ثم بني المطلب ومثال الجمع والترتيب وقفت على أولادي ثم علىأولاد أولادي ومثال التسوية الذكر والأنثى سواء ومثال التفضيل للذكر مثل حظ الأنثيين ومثال الإخراج بصفة من تزوجت فلا نصيب لها ومثال الإدخال بصفة من طلقت قسم لها
من غلته
غلته ثمرته وكسبه ونحوهما
على عقبه
عقبه بكسر القاف وسكونها قال عياض هو ولد الرجل الذي يأتي بعده
أو ذريته
قال أبو السعادات الذرية اسم لجيمع نسل الإنسان من ذكر وأنثى وأصلها الهمز لكنهم لم يستعملوه إلا غير مهموز ويجمع على ذريات وذراري مشددا وقيل أصلها من الذر بمعنى التفريق لأن الله تعالى ذرهم في الأرض وقيل أصلها ذرورة بوزن فعمولة فلما كثر ذلك التضعيف أبدلت الراء الآخرة ياء فصارت ذروية ثم أدغمت الواو في الياء فصارت ذرية فعلولة من ذرأ الله الخلق
لصلبي
قال الجوهري كل شيء من الظهر فيه فقار فهو صلب والصلب بفتح الصاد واللام لغة فيه قال أبو السعادات الصلب الظهر وقال ابن عباد الصلب والصلب والصلب والصالب عظم الظهر وقال صاحب المطالع قوله الولد للصلب أي الذي باشر ولادته
إلا أن يكونوا قبيلة
قال ابن عباد القبيلة من قبائل العرب الثلاثة فصاعدا وقال الجوهري بنو أب واحد وقال الماوردي في الأحكام السلطانية في الباب الثامن عشر رتبت أنساب العرب ست مراتب جمعت طبقات أنسابهم (1/287)
وهي شعب ثم قبيلة ثم عمارة ثم بطن ثم فخذ ثم فصيلة فالشعب النسب الأبعد كعدنان سمي شعبا لأن العرب منه تشعبت ثم القبيلة وهي ما نقسمت فيه أنساب الشعب كربيعة سميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها ثم العمارة وهي ما انقسمت فيها أنساب القبائل كقريش وكنانة ثم البطن وهو ما انقسمت فيه أنساب العمارة كعبد مناف ثم الفخذ وهو ما انقسمت فيه أنساب البطن كبني هاشم ثم الفصيلة وهي ما انقسمت فيها أسناب الفخذ كبني العباس فالفخذ يجمع الفصائل والبطن يجمع الأفخاذ والعمارة تجمع البطون والقبيلة تجمع العمائر والشعب يجمع القبائل فإذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوبا والعمائر قبائل آخر كلامه وقد نظمتها في هذا البيت ليسهل حفظها ... الشعب ثم قبيلة فعمارة ... فالبطن ثم الفخذ ثم فصيلته ...
على قرابته
قال الجوهري القرابة القربى في الرحم وهو في الأصل مصدر تقول بيني وبينه قربة وقرب وقربى ومقربة ومقربة وقربة بضم القاف وهو قربي وذو قرابتي والعامة تقول هو قرابتي آخر كلام الجوهري فكلام المصنف رحمه الله تعالى هنا يحتمل حذف مضاف تقديره على ذوي قرابته أو ذوي قرابة فلان وليس هذا من كلام العامة بل من كلام العرب والله أعلم
ونسباؤه
واحدهم نسيب كقريب لفظا ومعنى عن الجوهري
والعترة
هم العشيرة قال الجوهري عترة الرجل ذريته ورهطه الأدنون من مضى منهم ومن غبر قال ابن الأعرابي عترة الرجل ولده وذريته وعقبه من صلبه وأما العشيرة فقال الجوهري العشيرة القبيلة وقال عياض عشيرة الإنسان أهله الأدنون وهم بنو أبيه (1/288)
والأيامي والعزاب
الأيامي واحدهم أيم وحكى أبو عيبد أيمة وقال الجوهري رجل أيم وإمرأة أيم سواء تزوج الرجل أو لم يتزوج وسواء أكانت المرأة بكرا أو ثيبا قال الحريري اتفق أهل اللغة على أن الأيم يطلق على كل امرأة لا زوج لها وقال ابن خالويه وقال آخرون لا يكون الأيم إلا بكرا والأول أصح وقال القاضي عياض أكثر ما يكون في النساء ولذلك لم يقل بالهاء كطالق ويقول في الدعاء على الرجل ماله عام وآم أي بقي بغير ابن ولا زوجة وأما العزاب فجمع قياس واحدته عازب والمعروف في اللغة رجل عزب وأمرأة عزب وعزبة قال الجوهري العزاب الذي لا أزواج لهم من الرجال والنساء والإسم العزبة والعزوبة قال غير واحد من أهل اللغة ولا يقال أعزب وهي لغة حكاها الإمام أبو منصور الأزهري في كتاب تهذيب االلغة عن أبي حاتم وقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما وكنت شباب عزبا وفي بعض ألفاظه أعزب
وأما الأرامل
الأرامل جمع أرمل وأرملة قال أبو عبيد الآرمل الرجل الذي لا امرأة له والأرملة المرأة التي لا زوج لها وقال ابن السكيت الأرامل المساكين من رجال ونساء قال ويقال لهم ذلك وإن لم يكن فيهم نساء قال أبو السعادات الأرمل الذي ماتت زوجته والأرملة التي مات زوجها سواء كانا غنيين أو فقيرين
وله موال من فوق ومن أسفل
موال واحدهم مولى ذكر له صاحب الوجوه والنظائر عشرة معان المحب المتابع والسيد والمعتق والمعتق وابن العم والحليف والشريك والجار والنديم والوالي وزاد غيره إطلاقه على الناصر وعلى العبد وعلى الرب وعلى المالك وغير ذلك والمراد بالذي (1/289)
في المقنع المعتق والمعتق قال أبو السعادات وتختلف مصارد هذه الأسماء فالولاية بالفتح في النسب والنصرة والمعتق والولاية بالكسر في الأمر والولاء في المعتق والموالاة من والى القوم وفوق وأسف مبنيان على الضم ويجوز تنوينهما مجرورين مقصودا بهما التنكير
واستيعابهم
أي يعمهم بالعطاء وهو استفعال من وعب الشيء ويقال أوعبه إذا أخذه كله
فيباع
هو مرفوع لا يجوز نصبه
الحبيس
هو فعيل بمعنى مفعول يقال حبس الفرس وأحبسها وحبسها مثقلا واحتبسها فهو محتبس وحبيس وحبس بضم الحاء
بعض آلته
قال ابن سيده في محكمه الآلة الشدة والآلة ماعملت به من الأداة يكون واحدا وجمعا وقيل هو جمع لا واحد له من لفظه ذكره فيما عينه واو والمراد هنا بالآلة ما كان من خشب أو حجارة أو أجر ونحو ذلك مما يستغنى عنه ولعلها سميت بذلك لكونها أدوات يبنى بها (1/290)
- كتاب الهبة والعطية
قال أهل اللغة يقال وهبت له شيئا وهبا ووهبا بإسكان الهاء وفتحها وهبة والإسم الموهب بكسر الهاء فيهما والإتهاب قبلو الهبة والإستيهاب سؤال الهبة وتوهب القوم وهب بعضهم بعضا ووهبته كذا لغة قليلة قال الإمام أو زكرياء يحيى النووي فيما أجاز لنا روايته عنه الهبة والهدية وصدقة التطوع أنواع من البر متقاربة يجمعها تمليك عين بلا عوض فإن تمحض فيها طلب التقرب إلى الله تعالى بإعطاء محتاج فهي صدقة وإن حملت إلى مكان المهدي إليه إعظاما له وإكراما وتوددا فيه هدية وإلا فهبة وأما العطبة فقال الجوهري الشيء المعطى والجمع عطايا والعطبة هنا الهبة في مرض الموت فذكر الهبة في الصحة والمرض وأحكامها
وإن شرط ثوابا
الثواب العروض وأصله من ثاب إذا رجع فكأن المثيب يرجع إلى المثاب مثل ما دفع
وهبتك
حقه أن يقول وهبت لك لكنه على اللغة القليلة المتقدم ذكرها
إلا في العمرى العمرى بضم العين نوع من ألهبة مأخوذة من العمر قال أبو السعادات يقال أعمرته الدار عمري أي جعلتها له يسكنها مدة عمره فإذا مات عادت إلي كذا كانوا يفعلونه في الجاهلية فأبطل ذلك الشارع صلى الله عليه و سلم وأعلمهم أن من أعمر شيئا أو أرفبه في حياته فهو لورثته من بعده
أو أرقبتكها
قال ابن القطاع أرقبتك أعطيتك الرقبى وهي (1/291)
هبة ترجع إلى المرقب إن مات المرقب وقد نهي عنه والفاعل منها معمر ومرقب بكسر الميم الثانية والقاف والمفعول بفتحها
رغبة
بفتح الراء مصدر رغب في الشي طلبه أو أراده
والصداع
قال الجوهري الصداع وجع الرأس وقال ابن القطاع صدع الرجل صداعا وجعه رأسه ويقال أوجعه رأسه حكاها أبو عثمان
المخوف كالبرسام
المخوف بالنصب صفة لمرض لا للموت
والبرسام بكسر الباء معرب علة معروفة وقد برسم الرجل فهو مبرسم وقال عياض هو مرض معروف وورم في الدماغ يتغير منه عقل الإنسان ويهذي وقيل فيه شرسام بشين معجمعة وبعد الراء سين مهملة
وذات الجنب
هي قرحة تصيب الإنسان داخل جنبه وقال أبو السعادات ذات الجنب هي الدبيلة والدمل الكبيرة التي تظهر في باطن الجنب وتنفجر إلى داخل وقلما يسلم صاحبها
والمجنوب الذي أخذته ذات الجنب وقيل الذي يشتكي جنبه
والرعاف
تقدم في المحيض
والقيام المتدارك
وهو مرض المبطون الذي أصابه الإسهال
كالسل والجذام والفالج
السل بكسر السين والسلال داء معروف وقد سل وأسله الله تعالى فهو مسلول على غير قياس والجذام داء معروف كأنه من جذم فهو مجذوم وقال الجوهري ولا يقال أجذم
والفالج داء معروف يرخي بعض البدن وقال ابن القطاع وفلج فالجأ بطل نصفه أو عضو منه
التحام الحرب
التحام الحرب كناية عن اختلاط بعضهم ببعض كإشتباك (1/292)
لحمة الثوب بالسدى أو لأن بعضهم يلحم بعضا أي يقتل أو لكثرة لحوم القتلى
أو وقع الطاعون
قال أبو السعادات الطاعون مرض العام والوباء الذي يفسد الهواء فتفسد به الأمزجة والأبدان وقال عياض هو قروح تخرج من المغابن وغيرها لا يلبث صاحبها وتهم إذا ظهرت
المخاض
تقدم في بهيمة الأنعام
مراعى
هو اسم مفعول من راع الشيء بمعنى راقبه وانتظره أن يكون ذلك مراقبا منتظرا ما يؤول أمره إليه
حابى
تقدم في الحجر والشركة
بعد ذكر المائتين وهي مهر مثلها
كذا بخطه رحمه الله تعالى والأحسن وهما لكن الضمير المؤنث يعود إلى الدراهم لأنه مدلول المائتين والله سبحانه أعلم (1/293)
- كتاب الوصايا
الوصايا جمع وصية قال ابن القطاع يقال وصيت إليه وصاية ووصية ووصيته وأوصيته وأوصيت إليه ووصيت الشيء بالشيء وصيا وصلته قال ألأزهري وسميت الوصية وصية لأن الميت لما أوصى بها وصل ما كان فيه من أيام حياته بما بعده من ايام مماته يقال وصى وأوصى بمعنى ويقال وصى الرجل أيضا والإسم الوصية والوصاة
ومن السفيه
في أصح الوجهين تصح وصية السفية بالمال فأما على الأولاد فلا تصح قولا واحدا لأنه لا يملك التصرف بنفسه فوصيته أحق وأولى
من اعتقل لسانه
اعتقل بفتح التاء مبنيا للفاعل امتسك عن ابن سيده وحكي اعتقله حبسه فيجوز ضم التاء مبنيا للمفعول
تزاحم
أصل المزاحمة المضايقة وهي هنا كذلك لأنه يضيق على أصحاب الوصايا بتنقيض أنصابهم
فيدخله الدور
الهاء عائدة على الزحام الدال عليه يزاحم أو على العمل المذكور من قسم الثلث بينهما وتتميم الواجب والدور مصدر دار يدور دورا ودورانا إذا طاف الشيء بالشيء من جميع جهاته والمراد بالدور هنا توقف معرفة كل واحد من مقدرا الثلث وما يستحق بالمزاحمة على الآخر والدور في غير هذه الصورة على نحو ذلك
تتمة الواجب
التتمة تفعلة من تم الشيء يتم تماما وتممه غيره تتميما والتتمة المراد بها ما يتم به الشيء والله أعلم (1/294)
باب الموصى له
الموصى له اسم مفعول من أوصيت له بكذا أي ملكته إياه بعد الموت
لكنب القران
بفتح الكاف وسكون التاء مصدر كتب
أو لفرس حبيس
فعيل بمعنى مفعول أي الفرس الموقوف
وإن وصى في أبواب البر صرف في القرب
البر بكسر الباء الطاعة والخير والإحسان إلى الناس
والقرب جمع قربة وهو كل ما يتقرب به إلى الله تعالى
لاهل سكته
السكة الزقاق عن الجوهري وهي في الأصل الطريقة المصطفة من النخل وقيل الأزقة سكك لاصطفاف الدور فيها
مستدار أربعين مستدار أسم مفعول من استدار بالشيء إذا أحاط به من جوانبه كإستدارة الهالة بالقمر والمراد أربعين دارا مستديرة فهو من إضافة الصفة إلى الموصوف كسحق عمامة وجرد قطيفة أي عمامة سحق وقطيفة جرد والله أعلم باب الموصى به
كالبعير والثور
الثور الذكر من البقر والأنثى ثورة والجمع ثورة كعود وعودة وثيرة وثيران كجيرة وجيران وثيرة أيضا قال المبرد إنما قالوا ثيرة ليفرقوا بينه وبين ثورة الأقط وبنوه على فعلة ثم حركوه (1/295)
البضع
تقدم في العارية
اقتضي
بضم التاء مبني للمفعول أي طلب وأخذ وهو افتعال من القضاء
بشيء بعينه
الباء زائدة في البدل كقولك مررت بأخيك بزيد كقوله تعالى لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم الزخرف 33 ولا يجوز أن يكون بعينه توكيدا لوجهين أحدهما أن شيئا نكرة غير محدودة فلا يجوز توكيدها والثاني أن إعادة العالم إنما جاء في البدل لا في التوكيد
وإن أتلف المال كله غيره
غيره منصوب على الإستثناء لأنه من موجب
على حسب مالهما
أي على قدر مالهما بفتح الحاء والسين المهملتين
مثل نسبة الثلث إليه
قال ابن القطاع نسبت الإنسان نسبا ونسبة ونسبة بضم النون وكسرها وقال الجوهري النسب واحد الأنساب والنسبة والنسبة وانتسب إلى أبيه أي اعتزى فيجوز أن يكون هنا بالضم والكسر تشبيها بذلك
بتكام الثلث
التمام مصدر تم الشيء يتم تماما والمراد ما يتم الثلث مصدر بمعنى المفعول والله أعلم باب الوصية بالإنصباء والأجزاء
وإن وصى بضعف نصيب ابنه أو بضعفيه
الضعف بكسر الضاد المثل في أصل اللغة قال الجوهري وضعف الشيء مثله وضعفاه مثلاه وأضعافه أمثاله وقال الأزهري فأما أهل اللغة فالضعف عندهم في الأصل (1/296)
المثل فإذا قيل ضعفت الشيء وضاعفته وأضعفته جعل الواحد اثنين ولم يقل أحد من أهل اللغة في قوله تعالى يضاعف لها العذاب ضعفين الأحزاب 30 أي يجعل الواحد ثلاثة أمثاله غير أبي عبيدة وهو غلط عند أهل العلم باللغة وقال أبو عبيد القاسم بن سلام الضعف المثل كقولهما وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى ضعف الشيء هو ومثله وضعفاه هو ومثلاه وثلاثة أضعافه أربعة أمثاله وعلى هذا وقال أبو ثور ضعفاه أربعة أمثاله وثلاثة أضعافه ستة أمثاله قال المصنف رحمه الله تعالى في المغني وهو ظاهر الفساد لما فيه من مخالفة الكتاب والعرف وأهل العربية
بجزء أو حظ
الحظ والسهم بمعنى النصيب وعن إياس ابن معاوية السهم في كلام العرب السدس
وإن كملت فروض المسألة
كملت مثلث الميم عن غير واحد من أهل اللغة
وليس له إلا ثلثا المال التي كانت له
كذا بخط المصنف رحمه الله تعالى والأصل أن يقول اللتان كانتا لأن الصفة والضمير يشترط مطابقة كل واحد منهما من هو له وإنما إفرادا وأنثا بإعتبار المعنى أي السهام الستة التي كانت له
وإن أجاز لصاحب النصف وحده دفع إليه نصف ما في يده ونصف سدسه أو ثلثه
يجوز رفع نصف ما في يده ويصبه بناء على بناء رفع الفاعل والمفعول فأما أو ثلثه فمعطوف بالرفع والنصب ولا يجوز جره لفساد المعنى بذلك ويظهر ذلك بالعمل
تصير ماليس يعدل
ولم يقل يعدلان لأنه أعاد الضمير إلى الأثلاث (1/297)
باب الموصى إليه
المراهق بكسر الهاء القريب من الإحتلام يقال وهق وراهق إذا قارب الإحتلام
وإن لم يخف تبعة
التبعة والتبعة والتباعة ما يتبع به الإنسان من غرامة والله أعلم (1/298)
- كتاب الفرائض
الفرائض جمع فريضة وهي في الأصل اسم مصدر من فرض وافترض ويسمى البعير المأخوذ من الزكاة وفي الدية فريضة فعلية بمعنى مفعولة
قال الجوهري الفرض ما أوجبه الله تعالى سمي بذلك لأن له معالم وحدودا والفرض ما أوجبه الله تعالى سمي بذلك لأن له معالم وحدودا والفرض العطية الموسومة وفرضت الرجل وأفرضته إذا أعطيته والفارض والفرضي الذي يعرف الفرائض وفرض الله تعالى كذا وأفترضه والإسم الفريضة وتسمى قسمة المواريث فرائض قال المصنف رحمه الله في الكافي وهو العلم بقسمة المواريث كما قال الجوهري وجعل في المقنع الفرائض نفس القسمة ويحتمل أن يكون على حذف المضاف أي وهي علم قسمة المواريث والمواريث جمع ميراث وهو المال المخلف عن الميت أصله موراث انقلبت الواو ياء لإنكسار ماقبلها ويقال له التراث أيضا أصل التاء فيه واو وفي الجمع رجعت إلى أصلها
لا غير
مبني على الضم لقطعه عن الإضافة منونة
بالموالاة والمعاقدة
الموالاة مصدر والي قال الجوهري الموالاة ضد المعاداة وأما المعاقدة فمصدر عاقد يعاقد قال الجوهري المعاقدة المعاهدة
وكونهما من أهل الديوان
الديوان بكسر الدال على المشهور وحكي فتحها وهو فارسي معرب قال الجوهري الديوان أصله دوان فعوض من إحدى الواوين ياء لأنه يجمع على دواوين ولو كانت الياء أصلية لقالوا دياوين ويقال دونت الدواوين قال الماوردي في الأحكام السلطانية وهو موضع (1/299)
لحفظ الحقوق من الأموال والعمال ومن يقوم بها من الجيوش والعمال وفي تسميته ديوانا وجهان أحدهما أن كسرى اطلع على ديوانة يحسبون فقال دوانة أي مجانين ثم حذف التاء والثاني أن الديوان بالفارسية اسم للشيطان فسمي الكتاب بإسمهم لحذقهم ووقوفهم على الجلي والخفي وسمي مكانهم بإسمهم وأول من وضع الديوان في الإسلام عمر وقال أبو السعادات هو اسم الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطاء والمراد كونهما مكتوبين في ديوان واحد
ومولى النعمة ومولاة النعمة
هما المعتق والمعتقة لأنهما وليا الأنعام بالإعتاق والله أعلم باب ميراث ذوي الفروض
ذوي بمعنى أصحاب واحده ذو والفروض جمع فرض وهو المقدر في الكتاب والسنة
من كل جهة
الجهة أصلها وجهة قال الجوهري والوجهة بمعنى
فإن لم يفضل
بضم الضاد وفتحها
إلا في الأكدرية
وفي تسميتها بذلك ثلاثة أقوال
أحدها أنها كدرت على زيد بن ثابت أصوله فإنه أعالها ولا عول عنده في مسائل الجد وفرض للأخت مع الجد ولا يفرض لأخت مع جد وجمع سهامه وسهامها ولا يجمع في غيرها
والثاني أن رجلا أسمه الأكدر سئل عنها فأفتى فيها على مذهب زيد فأخطأ فيها فنسبت إليه حكاهما المصنف رحمه الله في المغني
والثالث أن الأكدر سئل عنها فنسبت إليه (1/300)
وتسمى الخرقاء
الخرقاء بفتح الخاء والمد الحمقاء والريح الشديدة وقد خرق بضم الراء وفتحها وكسرها حمق قال المصنف رحمه الله في المغني وتسمى المسبعة لأن فيها سبعة أقوال والمسدسة لأن معنى الأقوال السبعة ترجع إلى ستة فأحد الأقوال السبعة ما ذكر وهو مذهب زيد والثاني مذهب الصديق للأم الثلث والباقي للجد والثالث مذهب علي للأخت النصف وللأم الثلث وللجد السدس والرابع للأخت النصف وللأم ثلث ما بقي وما بقي للجد والخامس عن ابن مسعود أيضا للأخت النصف والباقي بين الجد والأم نصفين فيكون من أربعة والسادس عن ابن مسعود أيضا للأم السدس والباقي للجد والسابع مذهب عثمان المال بينهم على ثلاثة
لكثرة اختلاف الصحابة
الصحابة قال أبو السعادات هو جمع صاحب ولم يجمع فاعل على فعالة إلا هذا ويجمع صاحب على صحب كراكب وركب وعلى صحاب كجائع وجياع وعلى صحبة بضم الصاد كفارة وفرهة وعلى صحبان كشاب وشبان والأصحاب جمع صحاب كفراخ وأفراخ وجمع الأصحاب أصاحيب وقد تقدم في باب جزاء الصيد
إذا تحاذين
أي كان بعضهن حذاء بعض قال الجوهري حاذاه إذا صار بحذائه
جدة ذات قرابتين
صورتها أن يتزوج ابن ابن المرأة ببنت بنتها فيولد لهما ولد فتكون الجدة أم أم أمه وأم أب أبيه وإن تزوج ابن بنتها ببنت بنتها فهي أم أم أمه وأم أم أبيه هكذا ذكرهما المصنف في المغني
فصاعدا
منصوب على الحال وناصبه واجب الإضمار (1/301)
تكملة الثلثين
قال الأزهري كملت له عدد حقه تكميلا وتكملة فهو مكمل وهو هنا منصوب على المصدر والناصب له ما دل عليه
فللبنت النصف ولبنات الإبن السدس
لأن ذلك في قوة كمل لهم تكملة الثلثين والله سبحانه وتعالى أعلم باب العصبات
وهي جمع عصبة قال الجوهري وعصبة الرجل بنوه وقرابته لأبيه وإنما سموا عصبة لأنهم عصبوا به أي أحاطوا به فالأب طرف والإبن طرف والعم جانب والأخ جانب والجمع العصبات وقال الأزهري واحد العصبة عاصب على القياس كطالب وطلبة وظالم وظلمة وقيل للعمامة عصابة لأنها استقلت برأس المعتم وقال ابن قتيبة العصبة جمع لم أسمع له بواحد والقياس أنه عاصب قال المصنف رحمه الله في الكافي وهم كل ذكر ليس بينه وبين الميت أنثى فيخرج الأخوات مع البنات لفقدهم الذكورية وقال غيره العصبة كل وارث بغير تقدير فلم يخصه بالذكر فتدخل البنت وبنت الإبن مع أخيهما والأخت للأب والأم مع أخيهما وللأخب للأب والأم وللأب مع أخيهما والأخوات مع البنات والمعتقة وغير ذلك
يعصبون أخواتهم
أي يجعلوهن عصبات فيكن عصبة بغيرهن
من بازائه
هو بكسر الهمزة أي بحذائه قال الجوهري يقول هو بإزائه أي بحذائه وقد آزيته أي حاذيته ولا تقل وازيته
من أنزل منه
هو برفع أنزل خبر مبتدأ محذوف أي من هو أنزل
قبيل آخر
قال الجوهري القبيل الجماعة يكون من الثلاثة فصاعدا والجمع قبل (1/302)
وتسمى المشركة والحمارية
المشركة بفتح الراء المشرك فيها ولو كسرت الراء على نسبة التشريك مجازا لم يمتنع وأما الحمارية فإنما سميت بذلك لأن عمر رضي الله عنه أسقط ولد الأبوين فقال بعضهم يا أمير المؤمنين هب أن أبانا كان حمارا أليست أمنا واحدة
وقيل إن بعض الصحابة قال ذلك فسميت بذلك ذكرهما المصنف في المغني
وسميت ذات الفروخ
الفروخ جمع فرخ وهو ولد الطائر سميت بذلك لكثرة عولها فإنها عالت بثلثيها عن السامري في المستوعب والله تعالى أعلم باب أصول المسائل
المسائل جمع مسألة وهي مصدر سأل يسأل مسألة وسؤالا فهو من إطلاق المصدر على المفعول كخلق بمعنى مخلوق فقولنا مسألة أي مسؤولة بمعنى يسأل عنها
لا تعول
قال الجوهري العول عول الفريضة وقد عالت أي ارتفعت وهو أن تزيد سهاما فيدخل النقص على أهل الفرائض قال أبو عبيد أظنه مأخوذا من الميل ويقال أيضا عال زيد الفرائض وأعالها بمعنى يتعدى ولا يتعدى وعالت هي نفسها إذا دخل النقص على أهلها
وتعول على الأفراد
إنما كان عولها على الأفراد دون الأزواج لأن كل عددين أو أعدادا بعضها زوج وبعضها فرد لا يكون مجموعهما إلا فرادى ومسألة اثني عشر لا بد أن يكون فيها ربع وهو ثرثة وبقية الأعداد أزواج فلذلك لا تعول إلا على الأفراد ولذلك لا تعول أربعة وعشرون إلا إلى سبعة وعشرين (1/303)
وإن كان فريقا
الضمير في كان للمردود عليه والفريق والفرق والفرقة الطائفة
في الرد
الرد في اللغة الصرف يقال رد الشيء يرده ردا إذا صرفه فمعنى الرد في الفرائض صرف المسألة عما هي عليه من الكمال إلى النقص وهو عكس العول فإن العول ينقص السهام والرد يكثرها فيصير السدس نصفا فيما إذا كان سدسين ونحو ذلك باب تصحيح المسائل
ضربت وافق أحدهما
قال الجوهري الوفق من الموافقة بين الشيئين يقال حلوبته وفق عياله أي لها لبن قدر كفايتهم فالوفق هنا الجزء الذي وافق به العددين الآخر والله أعلم باب المناسخات
المناسخات جمع مناسخة وهي مصدر ناسخ مناسخة كخاصم مخاصمة وجمعه مناسخات وناسخ فاعل من النسخ قال الجوهري التناسخ في الميراث أن يموت ورثة بعد ورثة واصل الميراث قائم لم يقسم
ثلاثة
بالجر منونا بدل من ربعها
مما صحب منه الأوليان
هو بضم الهمزة تثنية أولى مؤنث أول (1/304)
باب قسم التركات
التركات جمع تركة وهي التراث المتروك عن الميت
على قراريط الدينار
القراريط جمع قيراط قال الجوهري هو نصف دانق وأصله قراط بالتشديد لأن جمعه قراريط فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء على ما ذكرناه في دينار وقال أبو السعادات القيراط نصف عشر الدينار في أكثر البلاد وأهل الشام يجعلونه جزءا من أربعة وعشرين جزءا والله أعلم باب ذوي الأرحام
الأرحام جمع رحم بوزن كتف وفيه اللغات الأربع في الفخذ قال أبو عباد وهو بيت منبت الولد ووعاؤه في البطن وقال الجوهري الرحم رحم الأنثى وهي مؤنثة والرحم القرابة قال صاحب المطالع يقال رحم ورحم وهي معنى من المعاني وهو النسب والإتصال الذي يجمع رحم والده فسمي المعنى بإسم ذلك المحل تقريبا للأفهام وإستعارة جاريه في فصيح الكلام قلت يطلق ذو الرحم على كل قرابة وهو المراد بقول المصنف رحمه الله تعالى في أول كتاب الفرائض رحم ونكاح وولاء ويطلق ويراد به كل من ليس بذي فرض ولا عصبة وهو المراد بقوله في آخر كتاب الفرائض ذو فرض وعصبات وذو رحم وهو المراد بقوله هنا ذوي الأرحام (1/305)
ليس بذي فرض ولا عصبة
يجوز جر عصبة عطفا على ذي أي ولا بعصبة ويجو نصبه عطفا على محل المجرور كأنه قال ليس ذا فرض ولا عصبة
أدلت بأب
اي توسلت به يقال أدلى فلان بحجته أي احتج بها ويقال دلوت الدلو وأدليتها إذا أرسلتها في البئر وإذا جذبتها والمشهور في اللغة أدليت الدلو أرسلتها ودلوتها جذبتها ويقال دلوت بفلان إليك أي استشفعت به
فاجتزء بأحدهما
هو بالهمز وقد تقدم مثله عن قريب
كما يسقط الأب الإخوة
الإخوة بكسر الهمزة وضمها جمع أخ أصله أخو بالتحريك لأنه جمع على إخاء كاناء ويجمع أيضا على إخوان كحرب وحربان وأكثر ما يستعمل الإخوان في الأصدقاء والأخوة في الولادة ملخص من الصحاح
ثلاث بنات عمومة
العمومة جمع عم كبعل وبعولة والعمومة أيضا مصدر يقال وما كنت عما ولقد عممت عمومة كالأبوة والأخوة والخؤولة والأمومة والبنوة
ومن مت بقرابتين
كان في أصل الشيخ بخط يده ومن أمت فأصلحه شيخنا الإمام شمس الدين أبو محمد عبدالرحمن بن أبي عمر مت لأن المصنف رحمه الله أذن له في الإصلاح قال غير واحد من أهل اللغة المت التوسل يقال فلان يمت بكذا أي يتوسل
ولا معاول
هو بفتح الواو أي منقوص بالعول والله اعلم باب ميراث الحمل
الحمل بفتح الحاء ما في بطن الحبلى ومصدر حمل الشيء والحمل بالكسر ما حمل على ظهر أو رأس وفي حمل الشجرة وجهان حكاهما ابن (1/306)
دريد ويقال امرأة حامل وحاملة إذا كانت حبلى فإذا حملت شيئا على راسها أو ظهرها فهي حاملة لا غير
وإذا استهل المولود صارخا
قال الجوهري وغير من أهل اللغة استهل المولود إذا صاح عند الولاة وقال القاضي عياض استهل المولود رفع صوته فكل شيء رفع صوته فقد استهل وبه سمي الهلال هلالا لرفع الناس أصواتهم عند رؤيته والإهلال بالحج رفع الصوت بالتلبية وحكى في المغني في الإستهلال المقتضي الميراث ثلاث روايات
إحداها أنه الصراخ خاصة
الثانية إذا صاح أو عطس أو بكى
والثالثة أن تعلم حباته بصوت أو حركة أو رضاع أو غيره فلو قال المصنف رحمه الله تعالى وإذا استهل المولود ورث كما قال في الكافي لكان أولى فإنه قال في الكافي وإن وضعته فاستهل ثم قال وهو الصوت فقوله في المقنع صارخا حال مؤكدة كقوله تعالى ولا تعثوا في الأرض مفسدين البقرة 60
وورث
بضم الواو وتخفيف الراء ولا يجوز تشديدها لفوات الدلالة على كونه موروثا وتكرير كونه وارثا
وفي معناه العطاس
العطاس مصدر عطس يعطس ويعطس بضم الطاء وكسرها قال ابن القطاع وصاحب المحيط فيه عطس عطسا فإذا كثر عطاسا لأنه حينئذ يصير داء كالزكام والسلال فلو قال وفي معناه العطس لكان أولى
الإختلاج
الإضطراب يقال اختلجت عينه إذا اضطربت
فاستهل أحدهما وأشكل أقرع بينهما
أطلق العبارة ولا يقرع بينهما (1/307)
إذا كانا ذكرين ولا إذا كانا أنثيين ولا ذكرا وأنثى أخوين لأم ويقرع فيما سوى ذلك والله أعلم باب ميراث المفقود
المفقود اسم مفعول من فقدت الشيء أفقده فقدا وفقدانا وفقدنا بكسر الفاء وضمها
أو في مفازة مهلكة
قال الجوهري المفازة واحدة المفاوز قال ابن الأعرابي سميت بذلك تفاؤلا بالسلامة قلت ويجوز أن يكون سميت مفازة من فاز يفوز إذا مات حكاها ابن القطاع وغيره وقال وهو من الأضداد والمهلكة بفتح الميم واللام ويجوز كسرها حكاها أبو السعادات وغيره ويجوز ضم الميم مع كسر اللام اسم فاعل من أهلكت فهي مهلكة وهي الأرض يكثر بها الهلاك يقال هلك الشيء يهلك بكسر اللام وأهلكه غيره وحكى ابن القطاع هلكه بمعنى أهلكه وحكاها أبو عبيد عن تميم
في مدة التربص
التربص الإنتظار يقال ربطت به وتربصت أي انتظرت
اليقين
أي المتيقن والله أعلم باب ميراث الخنثى
الخنثى قال الجوهري هو الذي له ما للرجال والنساء جميعا والجمع الخناثى كالحبالى (1/308)
بمباله
المبال مفعل من بال يبول كالمقال من قال يقول والمعاد من عاد يعود والمراد موضع البول اي يعتبر بمكان جريان بوله
فإن بال أو سبق بوله
تقديره فإن بال من ذكره أو سبق بوله منه والمراد فإن بال من أحدهما أو سبق بوله منه فالحكم له
فهو مشكل
مشكل بضم الميم وكسر الكاف أي ملتبس يقال أشكل الأمر فهو مشكل وحكى يعقوب وصاحب الواعي وغيرهما شكل الأمر بمعنى أشكل سمي بذلك لأنه لما تعارضت فيه علامات الرجال وعلامات النساء التبس أمره فسمي مشكلا
ثم تضرب إحداهما أو وفقها في الأخرى
تقديره يضرب إحداهما في الأخرى إن تباينتا أو وفقها في الأخرى إن توافقتا
ومثال المتباينتين ابن وبنت وخنثى ومثال المتوافقتين زوج وأم وولد أب خنثى ومثال المتماثلتين زوجة وولد خنثى وعم ومثال المتناسبتين أم وبنت وولد خنثى وعم
بعدد أحوالهم
فللابنين أربعة أحوال وللثلاثة ثمانية وللأربعة ستة عشر وللخمسة إثنين وثلاثين وكذا ما زاد والله أعلم باب ميراث الغرقى ومن عمي موتهم
الغرقى جمع غريق كقتيل وجريح وأما الهدمى فيجوز أن يكون جمع هديم بمعنى مهدوم كجريح بمعنى مجروح لكني لم أر هديما منقولا والله أعلم
عمي موتهم
أي خفي من قولهم عميت الأخبار عنك إذا خفيت
من تلاد ماله
التلاد والتالد المال القديم الأصلي والطارف (1/309)
والطريف المال المستحدث وقد تلد المال يتلد ويتلد بفتح اللام في الماضي وبكسرها وضمها في المضارع وقد طرف بضم الراء ضد التلد
والآخر مولى عمرو
وعمرو علم منقول من عمر بكسر الميم إذا طال عمره وقياسه التحريك كالفرح والحزن إلا أنه نقل مسكنا قال أهل اللغة يكتب عمرو في حالتي الرفع والجر بالواو فرقا بينه وبين عمرو وتسقط الواو نصبا إستغناء عنها بالألف وجعلت في عمرو دون عمر لخفته من ثلاثة أوجه صرفه وسكون وسطه وفتح أوله والثلاثة مفقودة في عمر والله تعالى أعلم باب ميراث أهل الملل
الملل جمع ملة بكسر الميم جمعا وإفرادا وهي الدين والشريعة
فيرثه
مرفوع على الإستئناف لعدم صحة عطفه على يسلم
اليهود والنصرانية
أي الملة اليهودية منسوبة إلى اليهود والنصرانية الملة النصرانية منسوبة إلى نصران وهي قرية بالشام ويقال لها ناصرة وقد تقدم الكلام على اليهود والنصارى والمجوس في عقد الذمة والله أعلم باب ميراث المطلقة
يأتي الكلام على إشتقاقها في أول كنايات الطلاق
متهما
المتهم بفتح الهاء إسم مفعول من اتهمت فلانا ظننت به ما نسب إليه والإسم التهمة بفتح الهاء وسكونها وأصله الواو
بقصد
بالباء الموحدة الجارة المعدية للفعل وهي متعلقة بمتهما والله أعلم (1/310)
باب ميراث المعتق بعضه
القن
قال ابن سيده وغيره من أهل اللغة القن هو العبد المملوك هو وأبواه قال الجوهري ويستوي فيه الواحد والإثنان والجمع والمؤنث وربما قال عبيد وأقنان ثم يجمع على أقنة وهو في إصطلاح الفقهاء الرقيق الكامل رقة ولم يحصل فيه شيء من أسباب العتق ومقدماتها بخلاف المكاتب والمدبر والمعلق عتقه بصفة وأم الولد سواء كان أبواه مملوكين أو معتقين أو حرين أصليين أو كانا كافرين واسترق هو أو كانا مختلفين
نزلتهم أحوالا
لتنزيلهم أحوالا طريقان
أحدهما أن يقول للبنت في حريتها النصف وللأم السدس والثلث الباقي للأب وله مع رقهما المال كله وله ثلثان وللأم الثلث مع رق البنت ولها النصف وله النصف مع رق الأم فللبنت نصفان وهما مال كامل مقسوم على أربعة أحوال وذلك الربع وللأم نصف على أربعة بثمن والباقي للأب
والثاني مسألة حريتهما من ستة ورقهما من أحد وحرية البنت من إثنين وحرية الأم من ثلاثة الكل من ستة في أربعة بأربعة وعشرين للبنت ثلاثة في حال وثلاثة في أخرى وللأم اثنان في حال وسهم في أخرى وللأب الكل في حال والنصف في أخرى والثلث في أخرى والثلثان في أخرى
فهل تكمل
يجوز بناؤه للمفعول مثقلا ويجوز تكمل بوزن تقتل والله أعلم باب الولاء
الولاء بفتح الواو ممدودا ولاء العتق ومعناه أنه إذا أعتق عبدا أو (1/311)
أمة صار له عصبة في جميع أحكام التعصيب عند عدم العصبة من النسب كالميراث وولاية النكاح والعقل وغير ذلك
وعلى معتقيه ومعتقي أولاده
بفتح التاء فيهما وكذلك ومعتقيهم اسم مفعول من أعتق
ومن أعتق سائبة
إعتاق العبد سائبة أن يعتقه ولا ولاء له عليه كفعل الجاهلية فالعتق على هذا ماض بالإجماع وإنما اختلف في ولائه وفي كراهة هذا الشرط وإباحته والجمهور على كراهته وعلى أن ولاءه للمسلمين كافة لأنه قصد إعتاقه عنهم
إن كان له عصبة على دين المعتق
بفتح التاء وإن أسلم الكافر ورث المعتق بكسر التاء
ولا يرث منه ذو فرض إلا الأب والجد
ثم قال بعد ذلك والولاء لا يورث ويرث منه ولا يورث متناقض والجواب أن تكون من في يرث منه سببية أي ولا يرث به ذو فرض بدليل قوله بعد وإنما يرث به وقد جاءت من للسببية ومنه قوله تعالى الذي أطعمهم من جوع قريش 4
والولاء للكبر
الكبر بضم الكاف وسكون الباء أكبر الجماعة نقله أبو عبدالله بن مالك في مثلثه قال أبو السعادات يقال كبر قومه الضم إذا كان أقعدهم في النسب وهو أن ينتسب إلى جده الأكبر بآباء أقل عددا من باقي عشيرته وليس المراد بذلك كبر السن فلو خلف المعتق إبنين كبيرا وصغيرا فهما سواء فلو مات الكبير وخلف إبنا كبيرا أكبر من أخيه كان الولاء كله لأخيه الصغير لأنه ابن المتعق دون ولده الكبير (1/312)
ثم مات العتيق
فعيل بمعنى فاعل من قولهم عتق العبد فهو عتيق وعاتق وليس هو بمعنى مفعول كجريح وقتيل لأنه لا يقال عتقت العبد فهو معتوق حتى يكون عتيق بمعنى معتوق وقد قيل إن تسميته معتوق لحن قلت وليس بلحن لجواز كونه علما منقولا من معتوق إسم مفعول من عتقت المال بمعنى أصلحته فلا يكون لحنا والله أعلم
وإن أعتق الجد
أعتق بضم الهمزة مبنيا للمفعول والجد المراد به جد أولاد العبد والله أعلم (1/313)
- كتاب العتق
قال أهل اللغة العتق الحرية يقال منه عتق يعتق عتقا وعتقا بكسر العين وفتحها عن صاحب المحكم وغيره وعتيقة وعتاقا وعتاقة فهو عتيق وعاتق حكاها الجوهري وهم عتقاء وأمة عتيق وعتيقة وإماء عتائق وحلف بالعتاق بفتح العين أي بالإعتاق قال الأزهري هو مشتق من قولهم عتق الفرس إذا سبق ونجا وعتق الفرخ إذا طار واستقل لأن العبد يتخلص بالعتق ويذهب حيث يشاء قال الأزهري وغيره إنما قيل لمن أعتق نسمة إنه أعتق رقبة وفك رقبة فخصت الرقبة دون سائر الأعضاء مع أن العتق يتناول الجميع لأن حكم السيد عليه وملكه له كحبل في رقبته وكالغل المانع له من الخروج فإذا أعتق فكأن رقبته أطلقت من ذلك
والحرية
يقال حررت بكسر الراء تحرر حرية إذا صرت حرا
كيف صرفا العتق والحرية
مصدران ومعنى تصريفهما أن يشتق منهما فعل ماض ومضارع وأمر وإسم فاعل واسم مفعول وظاهر هذه العبارة هنا وفي التدبير والطلاق حصول الحكم بكل واحد من الستة ولا يحصل الحكم بالمضارع ولا بالأمر لأن المضارع وعد كقولك أنا أعتق وأدبر وأطلق والأمر لا يصلح للإنشاء ولا هو خبر فيؤاخذ المتكلم به فهو عام أريد به الخصوص والله أعلم
لا يعتق إلا عمودا النسب
العمود والعماد واحد وجمعه أعمدة وعمد وعمد بفتحتين وضمتين وقرئ بهما قوله تعالى في عمد ممددة الهمز 9 والعمود معروف وهو ما يعمد به الشيء يقال عمدته (1/314)
وأعمدته إذا جعلت له عمادا فعمودا النسب عند الفقهاء هم الآباء والأمهات وإن علوا والأولاد وإن سفلوا وسموا عمودين إستعارة من العمود لغة لأن الإنسان يعمد بهما أي يسند بهما ويقوى
وإن مثل بعبده
مثل بوزن ضرب ومثل بتشديد الثاء قال أبو السعادات مثلث بالحيوان أمثل مثلا إذا قطعت أطرافه وشوهت به وبالقتيل إذا جدعت أنفه أو أذنه أو مذا كيره أو شيئا من أطرافه والإسم المثلة فأما مثل بالتشديد فللمبالغة
ويستسعي العبد
قال الأزهري الإستسعاء مأخوذ من السعي وهو العمل كأنه قال يؤاجر ويخارج على ضريبة معلومة ويصرف ذلك في قيمته وغير مشقوق عليه أي غير مكلف فوق طاقته
سرى إلى باقيه
سرى وأسرى لغتان معناه سار ليلا ثم أستعير لتكميل الحرية في العبد المعتق بعضه
وإن أعتق شركا له
أي حصة أو نصيبا
أعطي الشريك
مبنيا للمفعول أي أعطي قيمة حصته في الصورتين
ورق الباقون
رق العبد بفتح الراء أي صار رقيقا وأرقه غيره جعله رقيقا ويبنى للمفعول فيقال أرق والرق بكسر الراء العبودية
خمس المائة
بفتح الخاء والمراد خمس مئات وعرف مائة لتضاف النكرة إلى المعرفة فتعرف بها باب التدبير
وهو مصدر دبر العبد والأمة تدبيرا إذا علق عتقه بموته لأنه يعتق بعد ما يدبر سيده والممات دبر الحياة يقال أعتقه عن دبر أي (1/315)
بعد الموت ولا يستعمل في كل شيء بعد الموت من وصبة ووقف وغيره فهو لفظ خص به العتق بعد الموت باب الكتابة
الكتابة
إسم مصدر بمعنى المكاتبة قال الأزهري المكاتبة لفظة وضعت لعتق على مال منجم إلى أوقات معلومة يحل كل نجم لوقته المعلوم وأصلها من الكتب الجمع لأنها تجمع نجوما
إذا ابتغاها من سيده
أي طلبها
منجم نجمين
النجم بفتح النون في الأصل إسم لكل واحد من كواكب السماء وهو بالثريا أخص ثم جعلت العرب مطالع منازل القمر ومساقطها مواقيت لحلول ديونها ثم غلب حتى صار عبارة عن الوقت فمعنى منجم مؤقت
أو أبرئ منه
مهموزا أي أسقط عنه
وإن رق
بفتح الراء ولا يجوز ضمها يقال رق يرق رقة والرق بالكسر العبودية و ينبني للمفعول لأنه لازم
ولا يبيعه درهما بدرهمين
يبيعه بالنصب بإضمار أن لأنه معطوف على اسم صحيح ويجوز رفعه على الإستئناف
زوج ابنته من مكاتبه
تقول العرب زوجته أمرأة وتزوجت أمرأة قال الفراء في لغة أزد شنوءة تزوجت بإمراة قال الله تعالى وزجناهم بحور عين الطور 20 فأما زوجتها من فلان فلم أره منقولا ولعله من تضمين زوج معنى أدنى كأنه قال أدنى ابنته من مكاتبه أو على زيادة من الإثبات وهو مذه بالأخفش فيكون الأصل زوج ابنته مكاتبه (1/316)
باب أحكام أمهات الأولاد
الأحكام جمع حكم وهو في اللغة القضاء والحكمة
وفي الإصطلاح خطاب الله تعالى المفيد فائدة شرعية فأحكام أمهات الأولاد ما ذكره في الباب من تحريم بيعهن وجواز الإنتفاع بهن ونحوهما وأمهات واحدتها أم وأصلها أمهة ولذلك جمعت على أمات بإعتبار اللفظ وأمهات بإعتبار الأصل وقال بعضهم الأمهات للناس والامات للبهائم قال الواحدي الهاء في أمهة زائدة عند الجمهور وقيل أصلية
علقت
علقت الأنثى بكسر اللام حملت
ولا تخطيط فيه
أي لا تأثير فيه والتخطيط مصدر خطط تخطيطا مثل كلم تكليما وهو مبالغة في خطه كمده مدا ومدده تمديدا والله أعلم
بقيمتها أو دونها
دونها بالنصب صفة لوصوف محذوف أي أو مقدار دونها ويجوز جره عطفا على قيمتها المجرور
من غشيانها
بكسر الغين أي من جماعها يقال غشي المرأة غشيانا إذا جامعها (1/317)
- كتاب النكاح
النكاح في كلام العرب الجماع والوطء قاله الأزهري وقيل للتزويج نكاح لأنه سبب الوطء ويقال نكح المطر الأرض ونكح النعاس عينه وعن الزجاج النكاح في كلام العرب بمنى الوطء والعقد جميعا وموضوع ن ك ح في كلامهم للزوم الشيء راكبا عليه قال ابن جني سألت أبا علي الفارسي عن قوله نكحها قال فرقت العرب فرقا لطيفا تعرف به موضع العقد من الوطء فإذا قالوا نكح ثلاثة أو بنت فلان أرادوا تزوجها وعقد عليها وإذا قالوا نكح امرأته أو زوجته لم يريدوا إلا المجامعة لأن بذكر امرأته وزوجته يستغني عن العقد وقال الجوهري النكاح الوطء وقد يكون العقد ونكحتها ونكحت هي أي تزوجت
هو في الشعر العقد وقال القاضي أبو يعلى هو حقيقة في العقد والوطء جميعا وقيل بل هو حقيقة في الوطء مجاز في العقد حكى الثلاثة المصنف في المغني وصحح الأول
التخلي
هو تفعل من خلا يخلو إذا انفرد والتخلي التفرد والخلوة بنوافل العبادة دون النكاح وتوابعه
مواقعة المحظور
المحظور الحرام
الولود
هي التي تكثر ولادتها يقال منه ولدت فهي والد فإذا أرادوا التكثير قالوا ولود
الحسيبة
هي النسيبة وأصل الحسب الشرف بالآباء وما يعده الإنسان من مفاخرهم (1/318)
خطبة امرأة
بكسر الخاء أي طلب نكاحها من نفسها ومن وليها والخطبة بالفتح المرة من خطب القوم وبالضم ما يقوله الخطيب ومنه قول المصنف رحمه الله يخطب بخطبة ابن مسعود
المستامة
هي المطلوب شراؤها يقال سام الشيء وأستامه طلب ابتياعه فهو مستام للفاعل والمفعول
أولى الأربة
بمعنى أصحاب والأربة بكسر الهمزة الحاجة والمراد هنا بالأربة النكاح والأربة بالفتح المرة من أرب العقدة أحكم عقدها وبالضم العقدة
والعنين
العنين بكسر العين والنون المشددة العجز عن الوطء وربما اشتهاه ولا يمكنه مشتق من عن الشيء إذا اعترض قال الجوهري رجل عنين لا يشتهي النساء بين العنة وامرأة عنينة لا تشتهي الرجال فعيل بمعنى مفعول كجريح وقال صاحب المطالع وقيل هو الذي له ذكر لا ينتشر وقيل له مثل الزر وهو الحصور والله أعلم وقيل هو الذي لا ماء له والله أعلم
والعنة بالضم العجز عن الجماع وبالفتح المرة من عن الرجل إذا صار عنينا أو مجبوبا وبالكسر الهيئة من ذلك ومن غيره
إلى الغلام
قال صاحب المطالع يقال للصبي من حين يولد إلى حين يبلغ غلام وتصغيره غليم وجمعه غلمان يقال أيضا للرجل المستحكم القوة غلام قال في الكافي يكره النظر إليه مع عدم الشهوة
مع أمته
المراد أمته المباح وطؤها لتخرج المزوجة والمجوسية والوثنية وهو خبر من قوله مع سريته لشموله المباح غير السرية
ولا التعريض
هو خلاف التصريح من القول ومنه قوله إن في (1/319)
المعاريض لمندوحة عن الكذب أي سعة وفسحة عن تعمد الكذب
مجبرة
هو إسم مفعول من أجبره على الشيء إذا أكرهه عليه ويقال جبره فهو مجبور
مساء يوم الجمعة
مساءا بالنصب والتنوين ويوم الجمعة نصب على الظرف ولو كان صحيحا لكن يخرج منه كل مساء غير مساء الجمعة وهو مراد
زفت
أي أهديت يقال زففت العروس إلى بيت زوجها زفا وزفافا وأزففتها أهديتها
جبلتها عليه
أي خلقتها وطبعتها والله أعلم باب أركان النكاح وشروطه
قال الخاطب
هو اسم فاعل من خطب بمعن طلب وبمعنى قرأ الخطبة ويحتمل هنا الأمرين ولا يختص هذا بالخاطب وذكر صاحب المحرر فيه أن قول الخرقي فيهما منصوص الإمام أحمد رحمه الله تعالى
إذن البكر الصمات
أي السكوت يقال صمت يصمت صمتا وصموتا وصماتا وأصمت أي سكت
أو وثبة
أي قفزة يقال وثب وثبا ووثوبا ووثبا قفز والمرة الوثبة وفي معنى زوالها بالإصبع والوثبة زوالها بعود أو شدة الحيض نص على ذلك في المغني
وإن عضل
أي منع يقال عضل المرأة يعضلها ويعضلها بضم الضاد وكسرها (1/320)
كفءا لها
الكفء والكفؤ بوزن قفل وعنق المثل والنظير قال ابن القطاع في الأفعال كفأ الخاطب كفاءة صار كفيئا لمن خطب إليه وكذلك في غير النكاح قال أبو السعادات الكفء النظير المساوي ومنه الكفاءة في النكاح وهو أن يكون الزوج مساويا للمرأة في حسبها ودينها ونسبها وبيتها وغير ذلك وجمع الكفء أكفاء
عفيفة
أي ذات عفة وهي الكف عما لا يحل
بفاجر
الفاجر المنبعث في المعاصي والمحارم
قرشية لغير قرشي ولا هاشمية لغير هاشمي
قرشي وقرشية نسبة إلى قريش وهو فهر بن مالك وقيل النضر بن كنانة وقريش لقب وهاشمية وهاشمي نسبة إلى هاشم وهو عمرو نب عبد مناف ولقب بهاشم لأنه هشم الثريد لقومه قال الشاعر ... عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف ...
ويروى عمرو العلا
والصناعة
الصناعة بكسر الصاد وفتحها حرفة الصانع
ولا بنت بزاز بحجام
البزاز بياع البز والحجام صانع الحجامة استغنوا بصيغة فعال عن ياء النسب
ولا بنت تانيء بحائك
التانيء بالهمز بلا خلاف بين أهل اللغة وهو صاحب العقار قال الجوهري وابن فارس وغيرهما هو من تنأ بالبلد بالهمز إذا قطنه وجمع التانيء تناء كفاجر وفجار والإسم منه التناءة والله تعالى أعلم (1/321)
باب المحرمات في النكاح
المصاهرة مصدر صاهرهم إذا تزوج إليهم والصهر بمعنى المصاهرة والصهر من كان من أقارب الزوج أو الزوجة
وحلائل آبائه
الحلائل جمع حليلة وهي الزوجة والرجل حليلها لأنها تحل معه ويحل معها وقيل لأن كل واحد منهما يحل للأخر
والربائب
هي جمع ربيبة وهي بنت الزوجة مك غير الزوج والذكر ربيب
باشر دون الفرج
أي وطىء وقال الجوهري مباشرة المرأة ملامستها وكلاهما محرم وكذا القبلة
يلوط بغلام
يقال لاط الرجل ولاوط أي عمل قوم لوط وتلوط تفعل وهو عبارة عن وطء الذكر في دبره ولا فرق بين الغلام والبالغ في التحريم وذكروا الغلام لأنه الغالب لأن البالغ ليس كذلك
إلى أمد
أي إلى غاية والأمد الغاية كالمدى
بائنا أو رجعية
البائن التي لا رجعة لزوجها عليها لكونها مطلقة ثلاثا أو دونها بعوض أو بغيره وقد انقضت عدتها ولم يقل بائنة لإختصاصها بالإناث كحائض والرجعية كل مطلقة ليست كذلك
ولا يجد طولا
الطول بالفتح الفضل أي لا يجد فضلا ينكح به حرة
فلم تعفه
أي لم يحصل له العفاف وهو الكف عن الحرام يقال عف يعف عفة فهو عفيف وأعفه غيره يعفه والله أعلم (1/322)
باب الشروط في النكاح
لتكتفىء ما في صحفتها
تكتفىء مهموزا تفتعل من كفأت القدر إذا كببتها لتفرغ ما فيها يقال كفأت الإناء وأكفأته إذا كببته وإذا أملته وهذا تمثيل لإمالة الضرة حق صاحبتها من زوجها إلى نفسها إذا سألت طلاقها والصحفة إناء كالقصعة المبسوطة
نكاح الشغار
سمي شغارا لإرتفاع المهر بينهما من شغر الكلب إذا رفع رجله ليبول ويجوز أن يكون من شغر البلد إذا خلا لخلو العقد عن الصداق ومعناه ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى
نكاح المتعة
هو من التمتع بالشيء الإنتفاع به يقال تمتعت أتمتع تمتعا والإسم المتعة كأنه ينتفع إلى مدة معلومة وقد فسر معناه أيضا
أو نسيبة
أي ذات تسب صحيح شريف يرغب في مثله شرعا مثل كونها من أولاد العلماء والصلحاء باب حكم العيوب في النكاح
الرتق
بفتح الراء والتاء مصدر رتقت المرأة بكسر التاء ترتق رتقا إذا التحم فرجها فأما القرن بفتح القاف والراء فمصدر قرنت المرأة بكسر الراء تقرن قرنا بفتحها فيهما إذا كان في فرجها قرن بسكون الراء وهو عظم أو غدة مانعة ولوج الذكر فيجوز أن يقرأ ما في الكتاب بفتح الراء على المصدر وبسكونها على أنه العظم أو الغدة
والعفل
العفل بوزن فرس نتأة تخرج في فرج المرأة وحياء الناقة (1/323)
شبيه بالأدرة التي للرجل في الخصة والمرأة عفلاء والتعفيل إصلاح ذلك
رغوة
الرغوة التي للبن معروفة وهي بفتح الراء وضمها وكسرها حكاها الجوهري وغيره وزبد كل شيء رغوته
الفتق
قال الجوهري الفتق بالتحريك مصدر قولك امرأة فتقاء وهي المنفتقة الفرج خلاف الرتقاء والفتق الصبح والفتق الخصب
وهو الجذام
الجذام داء معروف تتهافت منه الأطراف ويتناثر منه اللحم نسأل الله تعالى العافية
والبرص
بفتح الباء والراء مصدر برص بكسر الراء إذا ابيض جلده أو اسود بعلة قال الجوهري البرص داء وهو بياض
مطبقا أو يخنق
مطبقا بضم الميم وكسر الباء أي دائما يقال أطبق المطر إذا دام ويخنق بوزن يكتب ويقتل ويخنق بتشديد النون وكيرها بوزن يكلم ويسلم ويكون الضمير عائدا على الجنون أي سواء كان الجنون دائما أو يخنق في بعض الأحيان ويجوز أو يخنق بضم الياء وفتح النون على البناء للمفعول بتخفيف النون وتشديدها ويكون الضمير للمخنوق على حذف المضاف أي يخنق صاحبه فحذف صاحب فارتفع الضمير لقيامه مقامه واستتر
واختلف أصحابنا في البخر
إلى آخر الباب البخر بوزن قلم نتن رائحة الفم يقال بخر الفم بخرا بكسر الخاء في الماضي وفتحها في المصدر والنجو الغائط والقروح معروفة واحدها قرج وقرح بفتح القاف وضمها كالضعف والضعف والباسور بالموحدة من تحت واحد البواسير وهي علة تخرج من المقعدة والناسور بالنون العرق الغبر الذي لا يزال ينتقض والخصاء بالمد مصدر خصيت الفحل خصار إذا سللت أنثييه أو قطعتهما أو قطعت ذكره ويأتي الكلام على الخصيتين في كتاب الجنايات والوجاء بكسر الواو ممدودا (1/324)
رض عروق البيضتين حتى تنفضخ فيكون شبيها بالخصاء والدلالة بكسر الدال وفتحها والدلول والدلولة بضم دالهما كله الهداية إلى الشيء والله تعالى أعلم باب نكاح الكفار
يحول بينهما الإمام
يحول بوزن يقول أي يفرق ويقال حال الشيء بيني وبينك أي حجز
كيفية عقدهم
الكيفية لفظ مولد مصنوع من كيف وكيف إسم غير متمكن لا يتصرف فيه والمراد هنا بالكيفية صفة العقد وحاله وكيف اسم يستفهم به عن الحال والله تعالى أعلم (1/325)
- كتاب الصداق
وفيه خمس لغات صدقا بفتح الصاد وصداق بكسرها وصدقة بفتح الصاد وضم الدال وصدقة وصدقة بسكون الدال مع ضم الصاد وفتحها حكى الأخيرة ابن السيد بشرحه وهو العوض المسمى في عقد النكاح وما قام مقامه وله ثمانية أسماء الصداق والمهر والنحلة والفريضة والأجر والعقر والحباء والعلائق وقد نظمتها في بيت هو ... صداق ومهر نحلة وفريضة ... حباء وأجر ثم عقر علائق ...
يقال أصدقت المرأة ومهرتها نقلهما الزجاج وغيره وأنشد الجوهري مستشهدا على ذلك ... أخذن اغتصابا خطبة عجرفية ... وأمهرن أرماحا من الخط ذبلا ...
لا يعرى
أي لا يخلو
وعين ودين
العين لفظ مشترك في نحو من عشرين مسمى والمراد هنا المال الحاضر والدين ما كان في الذمة
كرعاية غنمهما مدة
الرعاية الحفظ وأكثر ما يستعمل الرعي في الغنم يقال رعيت الغنم رعيا وأرعيتها جعلتها ترعى فالراعي حافظ فيطلق على فعله الراعاية والرعي بالكسر الكلأ
أو قصيدة من الشعر المباح
القصيدة الأبيات المنظومة على روي واحد كبات سعاد ونحوها والجمع قصد كسفينة وسفن والشعر كلام موزون وهو معروف
وهو السندي
العبد السندي هو منسوب إلى السند البلاد المعروفة يقال سندي للواحد وسند للجماعة كزنجي وزنج (1/326)
فقئت عينه
قال الجوهري فقأت عينه إذا بخقتها أي غرتها يقال غار عينه وأغورها وفقأها وبخقها كله بمعنى
حكما
منصوب على المصدر أي دخولا حكما وهو مصدر مبين للنوع لأن الدخول نوعان حسي وحكمي فبين بقوله حكما أحد النوعين
فما ينمي
يقال نمى المال وغيره ينمي ويقال ينمو بالواو ويقال نمو ينمو بوزن ظرف يظرف والأولى الفصحى وكله بمعنى كثر
في المفوضة
المفوضة بكسر الواو اسم فاعل من فوض وبفتحها اسم مفعول منه قال الجوهري فوض إليه الأمرأي رده إليه والتفويض في النكاح التزويج بلا مهر فالمفوضة بفتح الواو اي المفوض مهرها ثم حذف المضاف وأقيم الضمير المضاف إليه مقامه فارتفع واستتر والمفوضة بكسرها التي ردت أمر مهرها إلى وليها
قبل الإصابة
أي قبل الوطء
إلا المتعة
إسم مصدر يقال متعة تمتيعا وتمتع هو تمتعا والإسم المتعة ثم يقال للخادم والكسوة وسائر ما يتمتع به متعة تسمية للمفعول بالمصدر كالخلق بمعنى المخلوق
على الموسع قدره وعلى المقتر قدره
الموسع الغني يقال أوسع الرجل فهو موسع إذا استغنى والمقتر الفقير يقال أقتر الرجل فهو مقتر إذا افتقر وقدره أي مقداره
نقصت
بفتح النون ويجوز ضمها على البناء للمفعول يقال نقص الشيء ونقصته باب الوليمة
الوليمة مشتقة من الولم وهو الجمع لأن الزوجين يجتمعان قاله الأزهري (1/327)
وغيره وحكى ابن عبدالبر عن ثعلب وغيره من أهل اللغة أن الوليمة اسم لطعام العرس خاصة لا يقع على غيره وقال بعض الفقهاء من أصحابنا وغيرهم الوليمة تقع على كل طعام لسرور حادث إلا أن استعمالها في طعام العرس أكثر وقول أهل اللغة أولى لأنهم أهل اللسان وأعرف لموضوعات اللغة هذا معنى ما حكي في المغني وقال صاحب المستوعب وليمة الشيء كماله وجمعه وسميت دعوة العرس وليمة لإجتماع الزوجين والله أعلم
ويقال أولم إذا صنع وليمة والأطعمة التي يدعى إليها الناس عشرة الأول الوليمة وقد ذكرت والثاني العذيرة والأعذار للختان والثالث الخرس ويقال له الخرسية لطعام الولادة والرابع الوكيرة وهي دعوة البناء والخامس النقيعة وهي الطعام لقدوم الغائب والسادس العقيقة وهي الذبح لأجل الولد السابع الحذاق وهو الطعام عند حذاق الصبي الثامن المأدبة وهي كل دعوة بسبب كانت أو غيره فهذه الثمانية ذكرها المصنف رحمه الله في المغني التاسع الوضيعة وهي طعام المأتم نقله الجوهري عن الفراء العاشر التحفة وهي طعام القادم ذكره أبو بكر ابن العربي في شرح الترمذي
دعا الجفلى
دعوة الجفلى أن يدعو عاما لا يخص بعضا فإن خص فهي دعوة النقرى قال طرفة ... نحن في المشتاة ندعو الجفلى ... لا ترى الآدب منا ينتقر ...
الآدب صاحب المأدبة
تعالوا
بفتح اللام أمر من تعالى يتعالى
وسائر الدعوات
الدعوات واحدها دعوى مثلثة الدال وهي طعام المدعو إليه والجمع بحسب المفرد فمن فتح الدال فتح العين معها في الجمع ومن كسرها سكن العين في الجمع ومن ضمها يجوز في العين الضم إتباعا والفتح والإسكان تخفيفا (1/328)
على وسادة
الوسادة بكسر الواو المخدة والجمع وسائد
والنثار
النثار بكسر النون إسم مصدر من نثرت الشيء أنثره نثرا فهو إسم مصدر مطلق على المنثور
بالدف
الدف الذي تضرب به النساء بضم الدال وحكى أبو عبيدة عن بعضهم أن الفتح لغة والله أعلم باب عشرة النساء
بالمعروف
المعروف هنا النصفة وحسن الصحبة مع الأهل
وأن لا يمطله
هو بضم الطاء والمطل الدفع عن الحق بوعد
لا يعزل
العزل عن المرأة أن لا يريق الماء في فرجها وهو معروف
تعافه النفس
أي تكرهه
إذا فرغ قبلها
يقال فرغ من الشيء يفرغ بفتح الراء في الماضي وضمها في المضارع هذه لغة أهل الحجاز وبها نزل القرآن ولغة تميم كسرها في الماضي وفتحها في المضارع
في مسكن واحد
هو بفتح الكاف وكسرها
أشخصها
يقال شخص من بلد إلى بلد ذهب وأشخصه غيره أي سفرها
وإن زفت إليه
يقال زفت العروس إلى زوجها زفا وزفافا وأزففتها أهديتها
في النشوز
النشوز كراهة كل واحد من الزوجين صاحبه وسوء عشرته يقال نشزت المرأة على زوجها فهي ناشز وناشزه ونشز عليها زوجها إذا جفاها وأضر بها (1/329)
متبرمة
أي متضجرة
وعظها
الوعظ والعظة تذكرتك الإنسان بما يلين قلب من ثواب وعقاب وقد وعظه وعظا واتعظ هو قبل الموعظة
المضجع مكان الاضطجاع بفتح الجيم وهو القياس
غير مبرح أي غير شديد قاله تعلفب ومنه برح به الأمر تبريحا أي جهده وتباريح الشوق توهجه
إلى الشقاق الشقاق والمشاقة الخلاف والعداوة وشق فلان العصا إذا فارق الجماعة والله أعلم (1/330)
حذف (1/331)
كتاب الخلع أن يفارق أمرأته على عوض تبذلة له وفائدته تخلصها من الزوج على وجه لا رجعة له عليها إلا برضاها وعقد جديد وهل هو فسخ أو طلاق على التفصيل المذكور في الباب يقال خلع أمرأته خلعا وخالعها مخالعه وأختلعت هي منه فهي خالع وأصله من خلع الثوب ومع الأجنبي مثاله أن يقول الأجنبي أخلع زوجتك على كذا فيفعل فيصح الخلع ويلزمه العوض
على رضاع ولده أي على إرضاعها إياه ورضاع مصدر رضع رضاعا فكأنه قال على أن ترضع ولدها منها عامين بارضاعها
على هروى فبان مرويا الهروي منسوب إلى هراة كوره من كور العجم تكلمة بها العرب ومروي بسكون الراء منسوب إلى مرو وهو بلد والنسبة إليه مروزي على غير قياس وثوب مروي على القياس
حاباها تقدم في الحجر والشركة فهو من رأس المال المراد أنه حاباها في نفس الخلع مثل أن سالته الخلع على ألف فخلعها على مائة فهذه المحاباة غير معتبرة من الثلث لأن سألته الخلع على ألف فخلعها على مائة فهذه المحاباة غير معتبرة من الثلث لأن له أن يطلقها بغير عوض فبالعوض اليسير بطريق الأولى ولا يصح حمل هذه العبارة على أنه خالعها ثم حاباها في شيء آخر مثل أن خالعها ثم باعها ما قيمته ألف بخمسمائة لوجهين
أحدهما أن المحاباة مع الأجنبي من الثلث لا من رأس المال والمخالعة قصارها أن يكون كالأجنبي (1/331)
والثاني أنهم قد أفردوا هذه المسألة فقالوا وإن طلقها في مرض موته أو وصى لها بأكثر من ميراثها لم تستحق أكثر من ميراثها ومحاباتها في البيع في معنى الوصية والله أعلم
بمهرها فما دون أو بما عينته فما دون
دون في الموضعين مبني على الضم لنية الإضافة
حال البينونة
البينونة مصدر بان يبين بينا وبينونة إذا ذهب وزال فحال الفراق حال بنونة والله أعلم (1/332)
- كتاب الطلاق
الطلاق مصدر طلقت المرأة بانت من زوجها وأصل الطلاق في اللغة التخلية يقال طلقت الناقة إذا سرحت حيث شاءت وحبس فلان في السجن طلقا بغير قيد وفرس طلق إحدى القوائم إذا كانت إحدى قوائمها غير محجلة والإطلاق الإرسال فالطلاق شرعا حل قيد النكاح وهو راجع إلى معناه لغة لأن من حل قيد نكاحها فقد خليت ويقال طلقت المرأة وطلقت بفتح اللام وضمها تطلق بضم اللام وفتحها طلاقا وطلقة وجمعها طلقات بفتح اللام لا غير فهي طالق وطلقها زوجها فهي مطلقة والطلاق خمسة أقسام واجب وهو طلاق المؤلي بعد المدة والإمتناع عن الفيأة ومكروه إذا كان لغير حاجة على الصحيح ومباح وذلك عند ضرورة ومستحب وذلك عند تضرر المرأة بالمقام لبضغ أو غيره أو كونها مفرطة في حقوق الله تعالى أو غير عفيفة وعنه يجب فيهما وحرام وهو طلاق المدخول بها حائضا
المختار
هو غير المكره وهو إسم فاعل من اختار ويقع على المفعول أيضا يقال اخترت الشيء فهو مختار ويفرق بينهما بالقرائن
والمبرسم
تقدم في باب الهبة
فإن هدده
أي خوفه وكذلك تهدده
والخنق
الخنق بفتح الخاء وكسر النون مصدر خنقه إذا عصر حلقه وسكون النون لغة والله أعلم (1/333)
باب سنة الطلاق وبدعته
السنة الطريقة والسيرة فإذا أطلقت في الشرع فإنما يراد بها ما أمر به النبي صلى الله عليه و سلم ونهى عنه وندب إليه مما لم ينطق به الكتاب العزيز ولهذا يقال في أدلة الشرع الكتاب والسنة
والبدعة مما عمل على غير مثال سابق والبدعة بدعتان بدعة هدى وبدعة ضلالة والبدعة منقسمة بإنقسام أحكام التكليف الخمسة وليس هذا موضع تفصيلها وتعديدها وقد فسر طلاق السنة وطلاق البدعة فطلاق السنة ما أذن فيه الرسول صلى الله عليه و سلم وطلاق البدعة ما نهى عنه
في كل قرء
القرء بفتح القاف الحيض والطهر وهو من الأضداد وحكى ابن سيده ضمها والجمع أقراء وقروء وأقرؤ
وأسمجه
أفعل تفضيل من سمج سماجة وهو ضد حسن واعتدل والله أعلم باب صريح الطلاق وكنايته
الصريح في الطلاق والعتق والقذف ونحو ذلك هو اللفظ الموضوع له لا يفهم منه عند الإطلاق غيره والصريح الخالص من كل شيء ولذلك يقال نسب صريح أي خالص لا خلل فيه وهذا اللفظ لهذا المعنى أي لا مشارك له فيه والكناية قال الجوهري هي أن يتكلم بشيء ويريد غيره وقد كنيت بكذا عن كذا وقال ابن القطاع كنيت عن الشيء سترته (1/334)
والمراد بالكناية هنا ما يشبه الصريح ويدل على معناه فإن لم يشبه الصريح ولم يدل على معناه فليس بصريح ولا كناية نحو قومي وأقعدي وكلي وأشربي
والسراح
السراح بفتح السين الإرسال يقال سرحت الماشية إذا أرسلتها وتسريح المرأة تطليقها والإسم السراح كالتبليغ والبلاغ
وما تصرف منها
تقدم مثله في أول كتاب العتق
من وثاق
الوثاق بفتح الواو وكسرها ما يوثق به الشيء من حبل ونحوه قال الله تعالى فشدوا الوثاق محمد 4
دين
مبني للمفعول يجوز أن يكون بمعنى ملك قال الحطيئة ... لقد دينت أمر بنيك حتى ... تركتهم أدق من الطحين ...
كأنه ملك أمر بنيه ويجوز أن يكون من دينت الرجل تديينا إذا وكلته إلى دينه فهو قد وكل في نيته إلى دينه
بشيء لا يتبين
هو مثل أن يكتبه بأصبعه على مخدة أو في الهواء ونحو ذلك
بهشتم
بكسر الباء والهاء وسكون الشين المعجمعة وفتح التاء كذا ضبطناه عنهم ومعناه عندهم خليتك
موجبة
بفتح الجيم وهو اسم مفعول من أوجب الشيء ألزمه فموجبه مقتضاه ومطلوبه ومدلوله تشبيها بذلك
أنت خلية وبرية
إلى آخر الباب الخلية في الأصل الناقة تطلق من عقالها ويخلى عنها ويقال للمرأة خلية كناية عن الطلاق قاله الجوهري والبرية أصله بريئة بالهمز لأنه صفة من برأ من الشيء براءة فهو بريء والأنثى بريئة ثم خفف همزه كما خفف برية في خير البرية البينة 7 فعلى هذا يجوزان بريئة (1/335)
بالهمز وبرية بغير همز وبائن أي منفصلة من بانت تبين ويقال طلقة بائنة فاعلة بمعنى مفعولة وبتة بمعنى مقطوعة وهي في الأصل المرة من بته يبته بنا وبتة يقا لطلقها ثلاثا بتة وصدقة بتة أي منقطعة وبتلة بمعنى منقطعة من قولهم بتل الشيء إذا قطعه وسميت مريم عليها السلام البتول لإنقطاعها عن الرجال وفاطمة الزهراء البتول لإنقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا وقيل لإنقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى
والحرج بفتح الحاء والراء الضيق يقال حرج بكسر الراء يحرج حرجا بفتحها في المضارع والمصدر فقولهم في الكناية أنت الحرج من باب الوصف بالمصدر مبالغة أو على حذف المضاف أي ذات الحرج وخليتك وأنت مخلاة أي طلقتك فأنت مطلقة من قولهم خلى سبيله فهو مخلى وأنت واحدة أي منفردة واستبري أصله الهمز لأنه من قولهم استبرأت الجارية إذا تركتها حتى يبرأ رحمها وتتبين حالها هل هي حامل أم لا
واعتزلي اعتزل الشيء إذا كان بمعزل منه فمعنى اعتزلي أي كوني وحدك في جانب وحبلك على غاربك الغارب مقدم السنام ومعنى حبلك على غاربك أنت مرسلة مطلقة غير مشدودة ولا ممسكة بعقد النكاح
ولا سبيل لي عليك
السبيل الطريق يذكر ويؤنث قال الله تعالى قل هذه سبيلي يوسف 108 فأنث وقال وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا الأعراف 146 فذكر ولا سلطان لي عليك أي لا ولاية لي عليك والسلطان الوالي من السلاطة القهر
واقربي
بضم الراء أمر من قرب بضم الراء من الشيء قربا صار قريبا منه والله أعلم (1/336)
باب مايختلف به عدد الطلاق
طلقات
بفتح الطاء واللام لا غير
ما أرى
أرى بضم الهمزة كذا قرأته على المشايخ وهو ظاهر حال الإمام أحمد فإنه كان متهيبا للفتوى في كثير من الفتاوي لا يجزم بل يقول أرجو أو أخاف ونحو ذلك
بن منه
فعل ماض معتل العين محذوفها لإلتقاء الساكنين مكسور أوله لكون عينه ياء مدغمة لامه في نون ضمير الفاعلات فنظيره قولك النساء من بمعنى كذبن ولن كن لينات والله أعلم باب الإستثناء في الطلاق
الإستثناء مصدر استثنيت وهو إخراج الشيء مما دخل فيه غيره ب إلا أو إحدى أخواتها فإذا قال أنت طالق ثلاثا إلا واحدة فقد أخرج الواحدة مما دخل فيه الإثنان وهو لفظ الثلاثة فالمستثنى داخ للفظا غر مراد معنى والله تعالى أعلم باب الطلاق في الماضي والمستقبل
أمس اسم مبني على الكسر معرفة ومن العرب من يعربه فإن دخله بالألف واللام كقولك مضى الأمس المبارك أو أضيف كقولك مضى أمسنا (1/337)
أو صير نكرة كقولك كل غد صائر أمسا كان معربا
أو خرس
هو بكسر الراء إذا ذهب نطقه
لأشربن ماء الكوز ولأقتلن ولأصعن ولأطيرن
أكد الجميع بالنون لأنه جعل جوابا للقسم أجرى قوله أنت طالق مجرى القسم فصار كقولك والله لأشربن
صعدت
بكسر العين والتاء أي طلعت
طلقت الأولى في الحال والثانية في أول المحرم وكذلك الثالثة
الأولى منصوب تقديرا على المصدر والثانية معطوف عليه ويجوز رفعها أي وتقع الثانية وأما الثالثة فالجيد رفعها بالإبتداء والخبر وكذلك ويجوز النصب على المصدر أي وكذلك تطلق الثالثة أي الطلقة الثالثة باب تعليق الطلاق بالشروط
دين
مبني للمفعول يجوز أن يكون من دين بمعنى ملك قال الحطيئة ... لقتد دينت أمر بنيك حتى ... تركتهم أدق من الطحين ...
كأنه ملك أمر بنيه ويجوز أن يكون من دينت الرجل تديينا إذا وكلته إلى دينه فهو وكل في نيته إلى دينه
وأدوات الشرط ستة
كذا وقع بخط المصنف رحمه الله ستة بالهاء والوجه ست بحذفها ويمكن تخريجه على الحمل على المعنى على تأويل الأدوات بالألفاظ جمع لفظ واللفظ مذكر ونظير ذلك قول الشاعر ... ثلاثة أنفس وثلاثة ذود ... لقد جار الزمان على عيالي ...
والنفس مؤنثة لكنها أريد بها الإنسان (1/338)
إن وإذا ومتى ومن وأي وكلما
إن المكسورة المخففة الرابطة بين جملتي الشرط والجواب موضوعة للشرط وهو ربط الجزاء بالشرط فيوجد بوجوده ويعدم بعدمه من جهته فإذا قال إن دخلت الدار فأنت طالق دار الطلاق بدخول الدار مع دخولها وجودا وعدما ثم تضمنت معناها أسماء فربطت كربطها وهي المذكورة فمنها إذا وهي ظرف لما يستقبل من الزمان غالبا متضمنة معنى الشرط غالبا فإذا قال إذا قمت فأنت طالق كان ذلك شائعا من الزمن المستقبل متى حصل قيامها فيه طلقت ومنها متى وهي ظرف زمان متضمن معنى الشرط شائع في الزمن المستقبل فأي زمن وجد فيه الشرط يعقبه جزاؤه ومنها من وهو إسم متضمن معنى الشرط موضوع لمن يعقل شائع فيه فإذا قال من دخلت الدار فهي طالق أو فهي حرة كان شائعا في نسائه وإمائه ومنها أي وهو إسم متضمن معنى الشرط شائع فيما يضاف إليه كائنا ما كان كقوله أي امرأة قامت فهي طالق وأي مكان جلست فيه فأنت طالق وأي زمان حللت فيه فأنت طالق ونحو ذلك ومنها كلما ف كل اسم موضوع للعموم مقتض للتكرار كما ذكر وما ظرفية أي كل وقت فعلت كذا فأنت طالق فإن حذفت منها ما عمت بحسب ما تضاف إليه كقولك كل إمرأة تقوم فهي طالق فهو شائع في النسائ وكل يوم أو موضع جلست فيه فأنت طالق ونحو ذلك
وكلها على التراخي
إذا تجردت عن لم فإن اتصل بها لم صارت على الفور إلا أنه إذا علق الطلاق بغير إن وإذا بإيجاد فعل كان على التراخي لأنه معلق بذلك لا يوجد قبله وإذا علق بالنفي كان على الفور لأنه إذا مضى عقيب اليمين أي زمن كان لم يوجد فيه الفعل فقد وجدت الصفة وأما إن فلا (1/339)
تقضي وقتا أصلا إلا من جهة لزوم الفعل وقتا يقع فيه فهي مطلقة في الزمن كله وأما إذا ففيها وجهان الفور والتراخي بناء على الشرط ك إن والظرفية ك متى
وإن قال العامي
العامي منسوب إلى العامة الذين هم خلاف الخاصة لأن العامة لا تعرف العلم وإنما يعرفه الخاصة فكل واحد عامي بالنسبة إلى ما لم يحصل علمه وإن حصل علما سواه
الجزاء
أي الجواب فجواب الشرط يسمى جوابا وجزاءا
بمقتضاه
أي بمطلوبه
فضرائرها طوالق
جمع ضرة سميت به لما بينهما من المضارة
بالعكس
مصدر عكس الشيء رد آخره على أوله فالعكس هنا عدم وقوع الطلاق بوجود الحمل وكان يقع الطلاق بوجود الحمل
ولغا ما زاد
أي سقط ما زاد
بالمشيئة
المشيئة الإرادة وأصلها الهمز تقول شاء الشيء يشاؤه مشيئة وشيئا ويجوز تليين همزته فتصير ياء ثم تدغم في الياء فتصير مشية بوزن برية
من بشرتني
التبشير الإخبار بما يظهر أثره على البشرة وهو ظاهر جلد الإنسان سواء كان خيرا أو شرا لكنه لا يستعمل في الشر إلا مقيدا به كقوله تعالى بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما النساء 138 وعند إطلاقه لا يكون إلا في الخير
بر
بفتح الباء أي صدق يبر بفتحها باب التأويل في الحلق
لتخبرني
هو بكسر الراء مسند إلى ياء المخاطبة محذوفة (1/340)
على بارية
البارية بالتشديد هي المنسوجة من القصب يقال لها باري وباريه وبوري بتشديد الثلاث وبارياء وبورياء ممدودين خمس لغات
قال الأصمعي البورياء بالفارسية وهي بالعربية باري وبوري
يعمل من البيض ناطفا
الناطف القبيطي وهي ضرب من الحلواء (1/341)
- كتاب الرجعة
الرجعة بفتح الراء وبكسرها مصدر رجعه المرة والحالة وهي ارتجاع الزوجة المطلقة غير البائن إلى النكاح من غير استئناف عقد
ولما تغتسل
لما مشددة الميم حرف نفي أي ولم تغتسل
ولحظة
اللحظة المرة من لحظه إذا نظر إليه بمؤخر عينه والمراد بها هنا الزمن اليسير قدر لحظة على حذف المضاف وتثنيتها لحظتان أي قدر لحظتين (1/342)
- كتاب الإيلاء
الإيلاء بالمد الحلف وهو مصدر يقال آلى بمدة بعد الهمزة يؤلي إيلاء وتألى وأتلى والألية بزون فعيلة اليمين وجمعها ألايا بوزن خطايا قال الشاعر ... قليل الألايا حافظ ليمينه ... وإن سبقت فيه الألية برت ...
والألوة شرعا حلف الزوج القادر على الوطء بالله تعالى أو صفة من صفاته على ترك وطء زوجته في قلبها مدة زائدة على أربعة أشهر
لا اقتضضتك
اقتضضتك بالقاف والتاء المثناة فوق قال أهل اللغة اقتضاض البكر وإفتراعها بالفاء بمعنى وهو وطؤها وإزالة بكارتها بالذكر مأخوذ من قضضت اللؤلؤة إذا ثقبتها
أولاباضعتك أو لاباعلتك أو لاقربتك أو لامستك
بإضعتك بمعنى جامعتك وهو فاعل من البضع النكاح والفرج وباعلتك من البعال النكاح وقربتك بكسر الراء أي لاغشيتك قاله ابن القطاع في أفعاله ومسستك بكسر السين الأولى وفتحها لغة أي لاوطئتك عن ابن القطاع أيضا
بالحنث
الحنث في اليمين نقضها والنكث فيها يقال حنث يحنث وكأنه من الحنث الإثم والمعصية
أو شلل
الشلل بفتح الشين واللام مصدر شللت بكسر اللام وهو فساد اليد والمراد هنا فساد الفرج تقول شل بفتح الشين ولا يقال شل بضمها بل يقال اشل بضم الهمزة (1/343)
وفيئته
الفيئة الرجوع عن الشيء الذي يكون قد لابسه الإنسان وباشره والمراد بها هنا الرجوع إلى جماعها أو ما يقوم مقامه
وإن طرأ بها
طرأ بالهمز إذا جاء مفاجأة يطرأ طرءا وطروءا وقد يترك همزه فيقال طرا يطرو طروا
فإني ناعس
النعاس الوسن وهو مبدأ النوم تقول نعست أنعس نعاسا فأنا ناعس ونعسان عن ابن سيده وأمرأة نعسى كوسنان ووسنى
امرأة عدل
عدل مصدر والمصدر إذا وصف به لا يؤنث ولا يثنى ولا يجمع والأصل امرأة ذات عدل (1/344)
- كتاب الظهار
الظهار والتظهر والظاهر عبارة عن قول الرجل لإمرأته أنت علي كظهر أمي مشتق من الظهر وخصوا الظهر دون غيره لأنه موضع الركوب والمرأة مركوبة إذى غشيت فكأنه إذا قال أنت علي كظهر أمي أراد ركوبك للنكاح حرام علي كركوب أمي للنكاح فأقام الظهر مقام الركوب لأنه مركوب وأقام الركوب مقام النكاح راكب وهذا من إستعارات العرب في كلامها
كوجه حماتي
قال الجوهري حماة المرأة أم زوجها فالأحماء في اللغة أقارب الزوج والأختان أقارب الزوجة والصهر لكل واحد منهما ونقل ابن فارس في المجمل أن الأحماء كالأصهار فعلى هذا يقال هذه حماة زيد وحماة هند
المريض المأيوس
اسم مفعول من يئس من الشيء إذا انقطع أمله منه وهو مهموز بوزن مأكول
ولا النحيف
وهو الرقيق الضعيف صفة من نحف بضم الحاء وكسرها لغة فيه
في اختيار شيوخنا
أي شيوخ مذهبنا فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه يعني أن هذه الرواية اختارها الخرقي وغيره قال القاضي أبو يعلى وهو الصحيح
والمجدع
الجدع قطع الأنف والأذن والشفة وهو بالأنف أخص يقال رجل أجدع ومجدوع فأما مجدع فللتكثير لأنه لما كرر جدع (1/345)
أنفه وأذنه كثر الجدع فيه فقيل مجدع فإن جدع أحدهما أجزأ بل لو جدع أذناه معا أجزاء نص على ذلك في المغني
من أوسط ما تطمعون أهليكم
قال الجوهري الوسط من كل شيء أعدله يقال شيء وسط بين الجيد والرديء وقال عبيدة السلماني الأوسط الخبز والخل والأعلى الخبز واللحم والأدنى الخبز البحت والكل مجزىء والله أعلم (1/346)
- كتاب اللعان
اللعان مصدر لاعن لعانا إذا فعل ما ذكر أو لعن كل واحد من الإثنين الآخر قال الأزهري وأصل اللغن الطرد والأبعاد يقال لعنه الله أي باعده
قال الشماخ ... دعوت به القطا ونفيت عنه ... مقام الذئب كالرجل اللعين ...
أي الطريد والتعن الرجل إذا لعن نفسه من قبل نفسه واللعان لا يكون إلا من إثنين يقال لاعن امرأته لعانا وملاعنة وتلاعنا والتعنا بمعنى واحد ولاعن الإمام بينهما ورجل لعنة بوزن همزة إذا كان يلعن الناس كثيرا ولعنة بسكون العين يلعنه الناس
بغير حضرة الحاكم
حضرة الحاكم بمعنى حضوره مثلث الحاء
فإن كانت المرأة خفرة
بفتح الخاء المعجمة وكسر الفاء الشديدة الحياء خفرت بكسر الفاء تخفر خفرا فهي خفرة ومختفرة وهي ضد البرزة
ولا يعرض للزوج
يعرض بضم الياء على البناء للمفعول أي لا يتعرض له نقل الجوهري عن الفراء يقال مر بي فلان فما عرضت له بفتح الراء وكسرها قال يعقوب ولا تقل ما يعرضك بالتشديد
أو هنىء
مبني للمفعول يقال هنئت بكذا فرحت به وهنأته به فرحته وهنيء به فرح كله بالهمز قال الجوهري التهنئة خلاف التعزية
أو أمن على الدعاء
أمن إذا قال عند الدعاء آمين وقد تقدم الكلام على معنى آمين والله أعلم (1/347)
- كتاب العدد
العدد جمع عدة بكسر العين فيهما وهي ما تعده المرأة من أيام أقرائها وأيام حملها أو أربعة أشهر وعشر ليال للمتوفى عنها قال ابن فارس والجوهري عدة المرأة أيام أقرائها والمرأة معتدة
قبل المسيس
المسيس اللمس قاله الجوهري وأصل اللمس باليد ثم أستعير للجماع لأنه مستلزم للمس غالبا وكذا استير للأخذ والضرب والجنون
وإن ارتابت
أي حصل لها ريب وهو الشك يقال رابني الشيء إذا رأيت منه ريبة وهي التهمة وهذيل تقول أرابني
وانتفاخ البطن
بالخاء المعجمة ارتفاعه ويقال أخذته نفخة مثلث النون إذا انتفخ بطنه ويجوز انتفاخ البطن بالجيم من قولهم انتفج جانبا البعير إذا ارتفعا ونفج ثدي المرأة قميصها إذا رفعه
وحد الإياس
يال يئس من الشيء وأيس منه يأسا فيهما فحقه أن يقول فحد اليأس فأما الأياس فمصدر آيسه من الشيء إياسا فالآيسة قد آيسها الله تبارك وتعالى من الحيض فلذلك استعمل مصدره لكن استعمال المصنف رحمه الله تعالى يأبى ذلك في قوله يئست ويئسن وآيسة
والجارية التي أدركت
أي بلغت الحلم عن السعدي
والسائح
السائح الذاهب في الأرض للتعبد والترهب قاله الجوهري والسعدي وغيرهما وقال عطاء السائحون الغزاة وقال عكرمة طلبة العلم
ويجب الإحداد
الإحداد مصدر أحدث المرأة على زوجها إذا تركت الزينة لموته فهي محد ويقال أيضا حدت تحد بكسر الحاء وضمها فيكون في (1/348)
مضارعه ثلاث لغات واحدة من الرباعي وإثنتان من الثلاثي والحداد بكسر الحاء ثياب سود يحزن بها والحد المنع فالمحدة ممتنعة عن الزينة
والحفاف واسفيداج العرائس
الحفاف بكسر الحاء مصدر حفت المرأة وجهها من الشعر تحفه حفا وحفافا واحتفت مثله والمحرم عليها إنما هو نتف شعر وجهها فأما حفه وحلقه فمباح نص عليه أصحابنا والإسفيداج معروف يعمل من الرصاص ذكره الأطباء في كتبهم ولم أر أحدا من أهل اللغة ذكره والألف في المعرب لكونها لفظة مولدة والعرائس جمع عروس قال الجوهري يقال رجل عروس في رجال عرس وامرأة عروس في نساء عرائس واعرس الرجل بنى بأهله أو عمل عرسا ولا يقال عرس والتعريس نزول آخر الليل لنوم أو راحة
وتجنب النقاب
النقاب بالكسر قال أبو عبيد النقاب عند العرب الذي يبدو منه محجر العين ويقال انتقبت المرأة وإنها لحسنة النقبة بالكسر
وأما المبتوتة
المبتوتة مفعلة من بت الطلاق إذا قطعه يقال بت الطلاق وأبته فالأصل المبتوت طلاقها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فصار ضميرا مستترا والمراد هنا بالمبتوتة البائن بفسخ أو طلاق والله أعلم باب استبراء الإماء
الإستبراء استفعال من برأ ومعناه قصد علم براءة رحمها من الحمل بأخذ ما يستبرأ به
من الوفاة حسب
حسب مبني على الضم لقطعه عن الإفاضة ك قبل وبعد قال الجوهري كأنك قلت حسبي أو حسبك فأضمرت فلذلك لم تنون والله سبحانه وتعالى أعلم (1/349)
- كتاب الرضاع
الرضاع والرضاع مص الثدي بفتح الراس وكسرها مصدر رضع الصبي الثدي بكسر الضاد وفتحها حكاهما ابن الأعرابي وقال الكسر أفصح وأبو عبيد في المصنف ويعقوب في الإصلاح يرضع ويرضع بالفتح مع الكسر والكسر مع الفتح رضعا كفلس ورضعا كفرس ورضاعا ورضاعا ورضاعة ورضاعة ورضعا بفتح الراء وكسر الضاد حكى السبعة ابن سيده والفراء في المصادر وغيرهما قال المطرز في شرحه امرأة مرضع إذا كانت ترضع ولدها ساعة بعد ساعة وامرأة مرضعة إذا كان ثديها في فم ولدها قال ثعلب فمن ها هنا جاء القرآن تذهل كل مرضعة عما أرضعت الحج 2 ونقل الجرمي عن الفراء المرضعة الأم والمرضع التي معها صبي ترضعه والولد رضيع وراضع ورضع ومرضع إذا أرضعته أمه
وثبوت المحرمية
المحرمية المراد بها كونه محرما لها ويجوز لها السفر معه كولدها النسيب وقد تقدم ذكر المحرم والياء في المحرمية للنسب نسبة إلى المحرم أي الهيئة المحرمية
ثاب لامرأة
أي اجتمع لها لبن من قولهم ثاب الناس أي اجتمعوا
في العامين
واحدهما عام وهو السنة
أو لأمر يلهيه
بضم الياء أي يشغله يقال لهيت عن الشيء بكسر الهاء وألهاني غيري
والسعوط والوجور
السعوط تقدم فيما يفسد الصوم والوجور بفتح الواو الدواء يوضع في الفم وقال الجوهري في وسط الفم نقول وجرت (1/350)
الصبي وأوجرته ويقال لكل واحد من الوجور والسعوط النشوع بالعين المهملة والغين المعجمة حكاهما أبو عثمان وشيخنا ابن مالك في كتاب وفاق الإستعمال
واللبن المشوب
أي المخلوط شاب الشيء شوبا خلطه فهو مشوب كمقول
دبت
أي مشت مشيا رفيقا والغرض هنا أنها دبت منها بنفسها مشيا كان أو زحفا أو حبوا أو غير ذلك
من كمل رضاعها أولا
أولا بالتنوين لاغير
امرأة مرضية
أي مرضي دينها بحيث تقبل شهادتها وقد يقال مرضوة على الأصل والله أعلم (1/351)
- كتاب النفقات
وهي جمع نفقة والنفقة الدراهم ونحوها من الأموال وتجمع على نفاق أيضا كثمرة وثمار وسميت بذلك إما لشبهها بذهابها بالموت وإما لرواحها من نفقت السوق وأما نفق المبيع كثر طلابه
مالا غنى لها عنه
يقال غني عن الشيء غنى استغنى عنه والغناء بالفتح والمد الكفاية وبالكسر والمد من الصوت يقال غنى يغني أغنية وغناء فيجب على الرجل أن ينفق على امرأته مالا تستغني عنه وذلك بالكسر والقصر
وأدمه
الأدم بضم الهمزة والأدام ما يؤتدم به تقول أدمت الطعام وآدمته إذا جعلت فيه إداما
من جيد الكتان
الكتان بفتح الكاف النبت المعروف قال بعضهم إنه فارسي معرب
والخز والإبريسم
الخز قال أبو السعادات الخز المعروف أولا ثياب تنسج من صوف وإبريسم وهي مباحة والخز المعروف الآن معمول كله من الإبرسيم فهو حرام على الرجال والمراد هنا الأول لأنه عطف عليه فكأنه قال من الإبرسيم المصمت وغيره فأما الإبرسيم فهو الحرير قال أبو منصور هو أعجمي معرب بفتح الألف والراء وقيل بكسر الألف وفتح الراء قال ابن الأعرابي هو الإبرسيم بكسر الهمزة والراء وفتح السين قال وليس في الكلام إفعيلل ولكن إفعيلل كاهليلج
ووقاية ومقنعة ومداس وجبة للشتاء وللنوم الفراش واللحاف والمخدة والزلي
وقاية بكسر الواو وهو ما يقي غيره والمراد هنا ما تضعه المرأة فوق المقنعة وتسميها نساء زماننا الطرحة (1/352)
وأما المقنعة فبكسر الميم ما تتقنع به المرأة وكذلك المقنع قال الجوهري والقناع أوسع من المقنعة وأما المداس فبفتح الميم مفعل من داس يدوس لكثرة الدوس عليه كالمقبر لكثرة القبور فيه ولو سلك به مسلك الآلات لكسر كالمقص ونحوه وأما الجبة بضم الجيم فالنوع المعروف من اللباس والجمع جباب وأما الفراش بكسر الفاء فهو الفراش المعروف وجمعه فرش وأما المخدة فبكسر الميم قال الجوهري لأنها توضع تحت الخد وأما الزلي فبكسر الزاي واللام والزلية الطنفسة وهي البساط من الصوف
على حسب عادته
بفتح الحاء والسين المهملتين أي على معدود عادته وحسب بمعنى محسوب أي معدود كقبض بمعنى مقبوض يقال في المعدود محسوب وحسب
سواء
هو اسم مصدر بمعنى الإستواء وهو منصوب على المصدر بفعل محذوف والتقدير والله أعلم استوت الرجعية والزوجية في ذلك استواء ويجوز الرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف أي هما في ذلك سواء
ولا ينهك بدنها
ينهك بفتح الياء أي لا يجهده والله أعلم
بخلاف الآجل
بمد الهمزة وهو ما كان له أجل يحل إليه بال نفقة الأقارب والمماليك
الأقارب جمع قريب ككريم وأكارم وهم النسباء المنتسبون بالرحم (1/353)
والمماليك واحدهم مملوك وهو اسم مفعول وهو اسم مفعول من ملكت الشيء إذا دخل في ملكك والمراد الأرقاء
لا حرة له
الحرفة الصناعة وجهة الكسب وقال شيخنا في مثلثه الحرفة ما يحاوله المحترف أي المكتسب
إلى أن يضطر إليها
يضطر بضم الياء مبني للمفعول أي ألجيء إليه وهو يفتعل من الضرر فقلبت التاء طاء لكونها بعد الضاد وغالب بناء يضطر للمفعول وقد يبنى للفاعل كقوله تعالى ثم اضطره البقرة 126
وقت القيلولة
القيلولة مصدر قال يقيل قيلولة وقيلا ومقيلا وهو شاذ كله يوم القائلة والقائلة الظهيرة وهي الهاجرة
ويركبهم عقبة
العقبة بوزن غرفة النوبة يقال دارت عقبة فلان إذا جاءت نوبته ووقت ركوبه يعني إذا سافر بالعبد يركبه تارة ويمشيه تارة
فضل عن ريه
فهو مصدر روي ريا بفتح الراء وكسرها ويقال روي رية أيضا بفتح الراء إذا أخذ حاجته من الماء عادة
على المخارجة
المخارجة في الأصل مصدر خارجه إذا ناهده والتناهد إخراج كل واحد من الرفقة نفقة بقدر نفقة صاحبه كأن لك واحد خرج لصاحبه عما أخرجه والمراد بها ما يقطعه على العبد في كل يوم بإتفاقهما إذا كان له كسب فإن لم يكن له كسب حرم ذلك لكونه لا يقدر عليه أن يؤديه من جهة حل والله أعلم (1/354)
باب الحضانة
الحضانة بفتح الحاء مصدر حضنت الصبي حضانة تحملت مؤنته وتربيته عن ابن القطاع والحاضنة التي تربي الطفل سميت بذلك لأنها تضم الطفل إلى حضنها وهو ما دون الإبط إلى الكشح وهو الخصر
تمريضه
مصدر مرضته تمريضا إذا قمت عليه في مرضه والله أعلم (1/355)
- كتاب الجنايات
الجنايات واحدتها جناية وهي مصدر جنى على نفسه وأهله جناية إذا فعل مكروها عن السعدي وقال أبو السعادات الجناية الجرم والذنب وما يفعله الإنسان مما يوجب عليه القصاص والعقاب في الدنيا والآخرة
آدميا معصوما
معصوما اسم مفعول من عصم بمعنى منع قتله فليس هو حربيا ولا زانيا محصنا ولا نحو ذلك
بما له مور في البدن
أي دخول وتردد
بمسلة
المسلة بكسر الميم واحدة المسال وهي الإبر الكبار عن الجوهري وغيره
ضمنا
الضمن بفتح الضاد وكسر الميم قال الجوهري الذي به الزمانة في جسده من بلاء أو كسر أو غيره وقال السعدي ضمن الرجل ضمنا وضمانة لزمه علة فهو ضمن
كالفؤاد والخصيتين
الفؤاد بالهمز القلب وقيل وسطه وقيل غشاؤه والقلب حبته وسويداؤه والجمع أفئدة والخصيتين واحدتهما خصية بضم الخاء وحكى الجوهري الكسر قال أبو عمرو الخصيتان البيضتان والخصيان الجلدتان اللتان فيهما البيضتان والتثنية بغير تاء ووقع في الأصل بخط المصنف رحمه الله الخصيتين بالتاء على الأصل وهي لغة
قطع سلعة
السلعة بكسر السين غدة تظهر بين الجلد واللحم إذا غمرت باليد تحركت (1/356)
فعليه القود
القود القصاص وقتل القاتل بدل القتيل وقد أقدته به أقيده إقادة
عمود الفستاط
بيت من شعر وهو فارسي معرب عن أبي منصور وفيه لغات ست فستاط وفسطاط وفسطاط بضم الفاء وكسرها لغة فيهن فصارت ستا والفستاط المدينة التي فيها مجتمع الناس وكل مدينة فستاط وعموده الخشبة يقوم عليها
كاللت والكوذين والسندان
اللت بضم اللام نوع من آلة السلاح معروف في زماننا وهو لفظ مولد ليس من كلام العرب ولم أره في شيء مما صنف في المعرب وأخبرني الشيخ أبو الحسين علي بن أحمد بن عبدالواحد أنه قرأه على المصنف بالضم فينبغي أن يقرأ مضموما كما يقوله الناس وأما الكوذين فلفظ مولد أيضا وهو عن أهل زماننا عبارة عن الخشبة الثقيلة التي يدق بها الدقاق الثياب وأما السندان فلم أره في شيء من كتب اللغة أيضا فالظاهر أنه مولد وهو عبارة عن الآلة المعروفة من الحديد الثقيل يعمل عليها الحداد صناعته
من شاهق
قال الجوهري الشاهق الجبل المرتفع
في مقتل
المقتل بفتح التاء واحد المقاتل وهي المواضع التي إذا أصيبت قتلته يقال مقتل الرجل بين فكيه
في زبية أسد
الزبية بوزن غرفة الرابية لا يعلوها الماء وحفرة تحفر للأسد شبه البئر سميت بذلك لكونها تحفر في مكان عال وحفرة يحفرها النمل في مكان عال
أو أنهشه كلبا أو سبعا أو حية أو ألسعه عقربا
نهش بالشين المهملة والمعجمة بمعنى وقيل بالمهملة الأخذ بأطراف الأسنان وبالمعجمة بالأضراس (1/357)
وقال الخطابي بالعكس وقال السعدي نهش الرجل والسبع اللحم قبض عليه ثم نثره والهمزة في أنهشه همزة التعدي إلى مفعول ثان ويقال نهشته الحية ونشطته بالطاء المهملة وبالظاء المعجمة لدغته ولسعته العقرب ولسبته بكسر سين الأول وفتحها في الثاني وهمزة ألسعه للتعدية إلى مفعول ثان كما تقدم
سقاه سما
السم بضم السين وفتحها وكسرها كل ما يقتل إذا شرب أو أكل
أن يقتله بسحر
السحر بوزن العلم في اللغة صرف الشيء عن وجهه يقال ما سحرك عن كذا أي ما صرفك وسحره أيضا بمعنى خدعه قال السعدي والجوهري والساحر العالم وقال المصنف رحمه الله في المغني والسحر عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه أو يعلم شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له وله حقيقة فمنه ما يقتل ومنه ما يمرض وما يأخذ الرجل عن إمرأته فيمنعه وطأها ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغض أحدهما في الآخر أو يحبب بين الإثنين
عمدت قتله
عمدت بفتح الميم لا يجوز غيره وأكثر تعديه بحرف الجر تقول عمدت إليه وعمدته كما تقول قصدته وقصدت له
عمد محض
المحض الخلص من كل شيء
أو يلكزه
اللكز الضرب الكف في أي موضع من جسده وعن أبي عبيدة الضرب بالجمع على الصدر قال الجوهري لكمته إذا ضربته بجمع كفك
على سطح
السطح سطح الدار معروف وهو من كل شيء أعلاه
كقطع حشوته
حشوة البطن بكسر الحاء وضمها أمعاؤه (1/358)
أو مريئه أو ودجيه
المريء مهموزا ممدودا مجرى الطعام والشراب من الحلق والجمع مرؤ كسرير وسرر والودجان واحدها ودج بفتح الدال وكسرها وهما عرقان في العنق
في أرض مسبعة
أي كثيرة السباع بفتح الميم لا غير وكذلك يبنى للمكان مما كثر فيه مفعلة من كل ثلاثي نحو أرض مأسدة مذأبة ومذابة إذا كثر في الأسود والذئاب والذباب والله أعلم باب شروط القصاص
دخل يكابره
أي يغالبه وكابر فاعل من كبر أي غالبه في ذلك حتى يغلبه فيأخذ أهله أو ماله والله أعلم باب إستيفاء القصاص
إستيفاؤه أن يفعل المجني عليه أو وليه بالجاني مثل ما فعل أو عوضه
حتى الزوجين
هكذا هو بخط المصنف رحمه الله تعالى بالياء والأحسن أن يكون الزوجان بالألف لأنه مثنى معطوف على مرفوع وهو كل من ورث وشطر المعطوف ب حتى أن يكون بعضا على كل وهو هنا كذلك ووجه جره بالياء أن يكون حتى حرف جر بمعنى إنتهاء الغاية أي كل من ورث المال ورث القصاص ينتهي ذلك إلى الزوجين وذوي الأرحام
وإن شاء عفا
أي عفا على الدية لا أقل ولا مجانا لعدم الحظ للمسلمين في ذلك ويحتمل جواز العفو على غير مال لغفو عثمان عن قاتل الهرمزان من غير نكير (1/359)
وتسقيه اللبأ
مهموزا مقصورا بوزن العنب وما يحلب من اللبن عند الولادة يقال لبأت الشاة ولدها وألبأته أرضعته اللبأ
تفقد الآلة
الآلة الأداة التي يعمل بها العمل كالقدوم للنجار والسيف ونحوه للمقاتل والمقتص ونحو ذلك وعينها واو
واللواط
اللواط عمل قوم لوط يقال لاط ولاوط لواطا إذا فعل ذلك والله أعلم باب العفو عن القصاص
العفو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه وأصله المحو والطمس
والخيرة فيه
الخيرة بكسر الخاء وفتح الياء بوزن العنبة بمعنى الإختيار يقال اختار إختيارا والإسم الخيرة يقال محمد صلى الله عليه و سلم خيرة الله وخيرته بسكون الياء
سرت إلى الكف
أي تعدى مرضها وفسادها إلى الكف أو النفس يقال سرى عرق الشجرة في الأرض إذا مضى فيها ويقال سرى الليل وأسراه إذا قطعه سيرا
في موجب
بضم الميم وفتح الجيم إسم مفعول من أوجب أي فيما أوجبه العمد ويجوز أن يراد به المصدر أي في إيجاب العمد والله أعلم
يحدث
أي يوجد بضم الدال مضارع حدث بفتحها باب ما يوجب القصاص فيما دون النفس
ما في ما يوجب بمعنى الذي أي الذي يوجب القصاص في غير النفس (1/360)
والجفن
الجفن بفتح الجيم جفن العين المعروف وهو غطاؤها من فوق وأسفل وحكى ابن سيده في الكسر
والشفر
الشفر بوزن القفل شفر المرأة وهو أحد شفريها وهما قدتا الفرج المعروفتان فأما شفر العين فهو منبت الهدب وقد حكي فيه الفتح
من الحيف
الحيف بوزن البيع وهو الجور والظلم يقال حاف يحيف حيفا
من مفصل
المفصل بفتح الميم وكسر الصاد واحد المفاصل وهي ما بين الأعضاء كما بين الأنامل وما بين الكف والساعد وما بين الساعد والعضد والمفصل بكسر الميم وفتح الصاد اللسان
فإن قطع القصبة قال الجوهري قصبة الأنف عظمه وكذلك كل عظم أجوف مستدير وكذلك ما اتخذ من قصب وغيره
على حدقته
قال الجوهري حدقة العين سوادها الأعظم والجمع حدق وحداق
بعد الإندمال
الإندمال مصدر إندمل الجرح إذا صلح وهو مطاوع دمل تقول دمله فاندمل
أخرجها دهشة
يقال دهش بكسر الهاء فهو دهش ودهش فهو مدهوش تحير والدهشة المرة منه ونصبه على أنه مفعول له ويجوز نصبه على الحال مبالغة أو على حذف المضاف أي ذا دهشة
هدرا
بسكون الدال المهملة وفتحها أي باطلا ويقال هدر الدم وأهدره أبطله
صحيحة بشلاء
الشلل بطلان اليد والرج من آفة تعتريها وقال (1/361)
كراع في المجرد الشلل تقبض الكف وقيل الشلل قطعها وليس بصحيح يقال شلت يده تشل شللا فهي شلاء وماضيه مكسور
ولا يجوز شلت بضم الشين إلا في لغة قليلة حكاها اللحياني في نوادره والمطرز في شرحه عن ثعلب عن ابن الأعرابي
ولا عين صحيحة بقائمة
العين قائمة هي الباقية في موضعها صحيحة وإنما ذهب نظرها وإبصارها
ولا ذكر فحل
الفحل غير الخصي والفحل ضد الأنثى
مارن الاشم بمارن الاخشم والمخروط والمستحشف
الأشم المرتفع الأنف وقد استعمله هنا بإزاء الصحيح الشم
والأخشم الذي لا يجد ريح شيء وهو في الأنف بمنزلة الصم في الأذن
والمخروم المقطوع وترة أنفه وهو حجاب ما بين المنخرين أو طرف الأنف ولم يبلغ الجدع
والمستحشف مستفعل من الحشف وهو أردأ التمر معروف أو من الحشف الضرع البالي
والحشف من الثياب الخلق
حتى ييأس
بضم الياء الأولى وسكون الثانية وبعدها همزة مفتوحة مبني للمفعول أي انقطع الأمل من عودها
بالمساحة
قال الجوهري ومسح الأرض مساحة ذرعها ومسحا أيضا عن السعدي
ويتحاملوا عليها
قال الجوهري تحامل عليه أي مال عليه وتحاملت على نفسي أي تكلفت الشيء على مشقة (1/362)
- كتاب الديات
الديات جمع واحدتها دية مخففة
وأصلها ودية والهاء بدل من الواو تقول وديت القتيل أديه دية إذا أعطيت ديته واتديت إذا أخذت الدية وتقول د القتيل إذا أمرت فالدية في الأصل المصدر ثم سمي بها المال المؤدي إلى المجني عليه أو إلى أوليائه كالخلق بمعنى المخلوق
ألقى على إنسان أفعى
الأفعى حية معروفة والأكثرون على صرفها كعصا ورحى وقد حكى منع صرفها لما فيها من وزن الفعل وشبهها بالمشتق وهو تصوير إيذائها
فعثر به
تقدم في الغصب
فأصابته صاعقة
قال الجوهري الصاعقة نار تسقط من السماء في رعد شديدة يقال صعقتهم السماء ألقت عليهم الصاعقة والصاعقة أيضا صيحة العذاب وأصعقتهم لغة حكاها السعدي
بمنجنيق
هو الآلة المعروفة قال أبو منصور في كتاب المعرب اختلف فيه أهل العربية فقال قوم ميمه زائدة وقيل أصلية ويقال بفتح الميم وكسرها وقيل الميم والنون في أوله زائدتان وقيل أصليتان وهو أعجمي معرب وحكى الفراء منجنوق بالواو وحكى غيره منجليق وقد جنق المنجنيق ويقال جنق
فخر عليه
خر الشيء يخير ويخر بكسر الخاء وضمها أي سقط
من هلكة
بفتح الهاء واللام أي من هلاك يقال هلك يهلك (1/363)
فأجهضت جنينها
قال أهل اللغة أجهضت الناقة ألقت ولدها قبل تمامه وجهضه وأجهضه عليه إذا غلبه ثم استعمل الإجهاض في غير الناقة باب مقادير دبات النفس
المقادير واحدها مقدار وهو مبلغ الشيء وقدره
وأربعون خلفة
الخلفة بفتح أوله وكسر ثانيه الناقة الحامل والجمع خلف وخلفات
والوثني
الشق عابد الوثن وهو الصنم قاله الجوهري
وقال غيره الوثن ماله جثة معمولة من جواهر الأرض أو من الخشب والحجارة كصورة الآدمي
والصنم الصورة بلا جثة
ومن لم تبلغه الدعوة
الدعوة بفتح الدال المرة من دعا والمراد هنا دعوة الإسلام
غرة عبد
الغرة نفسه أو الأمة وأصل الغرة البياض في وجه الفرس وكان أبو عمرو بن العلاء يقول الغرة عبد أبيض أو أمة بيضاء وليس البياض شرطا عند الفقهاء والجيد تنوين غرة وعبد بدل من غرة ويجوز الإضافة على تأويل إضافة الجنس إلى النوع فإن الغرة أول الشيء وخياره والعبد والأمة وبياض في وجه الفرس فإذا قال في الجنين غرة احتمل كل واحد منها فإذا قال غرة عبد تخصصت الغرة بالعبد باب ديات الأعضاء ومنافعها
الديات جمع دية وقد ذكرت وكذلك الأعضاء ومنافعها واحدتها منفعة (1/364)
وهي اسم مصدر من نفعني كذا نفعا فالأعضاء كالعينين والأذنين ومنافعها كالبصر والسمع ونحو ذلك
وثندوتي الرجل
الثندوة بوزن ترقوة غير مهموز وهو مغرز الثدي فإذ ضمت همزت فقلت ثندؤة ووزنها مفعلة ووزنها على الفتح وترك الهمز فعللة
واسكتي المرأة
الإسكتان بكسر الهمزة وفتحها شفر الرحم وقيل جانباه مما يلي شفريه والجمع إسك وإسك بسكون السين وفتحها كله عن ابن سيده
وفي المنخرين
واحدهما منخر بفتح الميم كمسجد وقد تكسر ميمه إتباعا لكسرة الخاء والمنخور لغة فيه وهو ثقب الأنف
ممن ثغر
ثغر الصبي إذا سقطت رواضعه وثغر وأثغر دق فمه عن ابن سيده
وحلمتي الثديين
الحلمتان رأسا الثديين
جدعا
نصب على التمييز وهو مصدر جدعه قطعه
عوجهما
بتشديد الواو يقال عاج الشيء وعوجه عطفه
وفي كل حاسة
الحاسة واحدة الحواس قال الجوهري الحواس المشاعر الخمس السمع والبصر والشم والذوق واللمس
ويجب في الحدب والصعر
الحدب بفتح الحاء والدال مصدر حدب بكسر الدال إذا صار أحدب وأحدبه الله تعالى والحدبة بوزن خشبة المعروفة في الظهر والصعر بوزن الحدب وقد فسره المصنف رحمه الله تعالى بقوله أن يضربه فيصير الوجه في جانب وقال الجوهري الصعر الميل في الخد خاصة
دون الشفوية الشفوية نسبة إلى الشفة وأصلها شفهة وفي النسب (1/365)
إليها وجهان أحدهما شفي على اللفظ كذمي والثاني شفهي على الأصل فأما شفوي فلم أر له وجها
تمتمة
قال السعدي التمتمة أن تثقل التاء على المتكلم يقال رجل تمتام إذا كان ذلك
هذا قول ابن دريد وقال الخليل التمتام الذي يخطىء الحرف فيرجع إلى لفظ كأنه التاء
أو تقلست شفته
قال الجوهري تقلصت شفته أي أنزوت وقلص الشيء وقلص وتقلص كله بمعنى انضم وانزوى وقلص الشيء وتقلص يرتفع فأما بالسين فلم أقف عليه
وإن كسر صلبه
الصلب الظهر وقال ابن فارس وكذلك الصلب بوزن فرس وقال الجوهري الصلب من الظهر وكل شيء فيه فقار فذلك الصلب
وأهداب العينين
الأهداب واحدها هدب بوزن قفل ما نبت من الشعر على أشفار العين
فالتحم
يقال لحمت الشيء فالتحم أي لأمته فالتأم إذا اتصل لحمه بعضه ببعض فصار شيئا واحدا والله أعلم باب الشجاج وكسر العظام
الشجاج جمع شجة وهي المرة من شجه يشجه ويشجه شجا والمرة الشجة فهو مشجوج وشجيج إذا جرحه في رأسه أو وجهه وقد يستعمل في غير ذلك من الأعضاء (1/366)
الحارصة
الحارصة بالحاء والصاد المهملتين
قال الأزهري وهي التي تحرص الجلد أي تشقه قليلا ومنه حرص القصار الثوب أي خرقه بالدق
ثم البازلة
البازلة قاعلة من بذلت الشجة الجلد أي شقته فجرى الدم ويقال بزلت الخمر نقبت إناءها فأستخرجها فالدم محبوس في محله كالمائع في وعائه والشجة بزلته
ثم الباضعة
قال الجوهري الباضعة الشجة التي تقطع الجلد وتشق اللحم إلا أنه لا يسيل الدم فإن سال فهي الدامية وكذلك قال ابن فارس
قال الأزهري أول الشجاج الحارصة ثم الدامعة يعني بالعين المهملة ثم الدامية ثم الباضعة
ثم السحاق
قال الأزهري السمحاق قشرة رقيقة فوق عظم الرأس وبها سميت الشجة إذا وصفت إليها سمحاقا وميمه زائدة
أولها الموضحة
الموضحة التي تبدي وضح العظم أي بياضه والجمع المواضح
ثم الهاشمة
قال الأزهري الهاشمة التي تهشم العظم تصيبه وتكسره
وكان ابن الأعرابي يجعل بعد الموضحة المقرشة وهي التي يصير منها في العظم صديع مثل الشعرة ويلمس باللسان لخفائه
وفي الجائفة
الجائفة الطعنة اليت تبلغ الجوف قال أبو عبيد وقد تكون التي تخالط الجوف والتي تنفذ أيضا وجافه بالطعنة وأجافه بلغ بها جوفه
وفي الضلع بعير
الضلغ بكسر الضاد وفتح اللام وتسكينها لغة واحد الضلوع المعروفة
وفي الترقوتين
الترقوتان واحدتهما ترقوة وهي العظم الذي بين (1/367)
ثغرة النحر والعاتق وزنها فعلوة بالفتح قال الجوهري ولا تقل ترقوة بالضم
والزند
الزند بفتح الزاي ما انحسر عنه اللحم من الساعد وقال الجوهري الزند موصل طرف الذراع بالكف وهما زندان بالكوع
والكرسوع وهو طرف الزند الذي يلي الخنصر وهو الناتئ عند الرسغ
مثل خرزة الصلب والعصعص
خرزة الصلب واحدة خرزة وهي فقاره والعصعص بضم العينين من عجب الذنب وهو العظم الذي في أسفل الصلب عند العجز وهو العسيب من الدواب والله تعالى أعلم باب العاقلة
العاقلة صفة موصوف محذوف أي الجماعة العاقلة يقال عقل القتيل فهو عاقل إذا غرم ديته والجماعة عاقلة وسميت بذلك لأن الإبل تحمع فتعقل بفناء أولياء المقتول أي تشد في عقلها لتسلم إليهم ويقبضوها ولذلك سميت الدية عقلا وقيل سميت بذلك لإعطائها العقل الذي هو الدية وقيل سموا بذلك لكونهم يمنعون عن القتال وقيل لأنهم يمنعون من يحملونها عنه من الجناية لعلمهم بحملها والله أعلم
وزع
أي قسم وفرق
الجرح
يجوز الفتح بإعتبار الفعل والضم بإعتبار الموضع المجروح باب القسامة
القسامة بالفتح اليمين كالقسم بالله تعالى يقال إنما سمي القسم قسما (1/368)
لأنها تقسم على أولياء الدم ويقال أقسم الرجل إذا حلف وقد فسرها المصنف رحمه الله
فأما الجراح
الجراح مصدر جارحه جراحا ولذلك ذكر ضميره فقيل فلا قسامة فيه ولم يقل فيها ويحتمل أن يكون جمع جراحة وتذكيره على تأويله بمذكر لأنه مذكور شيء ونحوها
بثأر
الثأر مهموزا قال الجوهري وغيره الثأر الذحل قال أبو السعادات والذحل الوتر وطلب المكافأة بجناية جنيت عليه من قتل أو جرح ونحو ذلك والذحل العداوة أيضا والله تعالى أعلم
ملطخ
بفتح اللام وتشديد الطاء اسم مفعول من لطخه ولا يجوز التخفيف لأنه لا يقال ألطخه (1/369)
- كتاب الحدود
الحدود جمع حد وهو في الأصل المنع والفصل بين شيئين وحدود الله تعالى محارمه كقوله تعالى تلك حدود الله فلا تقربوها البقرة 187 وحدود الله تعالى أيضا ما حده وقدره فلا يجوز أن يتعدى كالمواريث المعينة وتزويج الأربع ونحو ذلك مما حده الشرع فلا يجوز فيه الزيادة ولا النقصان قال الله تعالى تلك حدود الله فلا تعتدوها البقرة 229 والحدود العقوبات المقدرة يجوز أن تكون سميت بذلك من الحد المنع لأنها تمنع من الوقوع في مثل ذلك الذنب وأن تكون سميت بالحدود التي هي المحارم لكونها زواجر عنها أو بالحدود التي هي المقدرات لكونها مقدرة لا يجوز فيها الزيادة ولا النقصان
ولا خلق
الخلق بفتح اللام البالي وهو مصدر في الأصل
بالجريد
الجريد واحدتها جريدة وهي السعفة
والعثكول
العثكول بوزن عصفور والعثكال بوزن مفتاح كلاهما الشمراخ وهو في النخل بمنزلة العنقود في الكرم والله تعالى أعلم باب حد الزنى
قال الجوهري الزنى يمد ويقصر فالقصر لأهل الحجاز والمد لأهل نجد وأنشد ابن سيده ... أما الزناء فإني لست قاربه ... والمال بيني وبين الخمر نصفان (1/370)
وقال المصنف رحمه الله تعالى لا خلاف بين أهل العلم في أن من وطئ المرأة في قبلها حراما لا شبهة له في وطئها أنه زان علهي حد الزنا إذا كملت شروطه والوطء في الدبر مثله في كونه زنا قال الخرقي الزاني من أتى الفاحشة من قبل أو دبر
والمحصن
المحصن بكسر الصاد اسم فاعل من أحصن يقال حصنت المرأة بفتح الصاد وضمها وكسرها تمنعت عما لا يحل وأحصنت فهي محصنة بكسر الصاد ومحنة بفتحها وهو أحد ما جاء بالفتح بمعنى فاعل يقال أحصن الرجل فهو محصن وألفج فهو مفلج افتقر وأسهب فهو مسهب أكثر الكلام وأحصنت المرأة زوجها فهو محصن وأحصنها زوجها فهي محصنة وقد جاء الإحصان بمعنى الإسلام والحرية والعفاف والتزويج والمحصن في حد الزنا غير المحصن في باب القذف
وغرب عاما
غرب أي نفي من البلد الذي وقعت في الجناية يقال غرب الرجل بفتح الراء بعد وغربته وأغربته بعدته ونحيته
وحد اللوطي
اللوطي منسوب إلى لوط النبي عليه السلام والمراد به من يعمل عمل قومه الذين أرسل إليهم ولهم صفات مذمومة أشهرها وأقبحها إتيان الذكور في الدبر وهو المراد هنا يقال لاط ولاوط عمل عمل قوم لوط
ببادية
البادية والبدو خلاف الحاضرة عن ابن سيده والبداوة بكسر الباء وبفتحها الخروج إلى البادية والله أعلم باب القذف
أصل القدف رمي الشيء بقوة ثم استعمل في الرمي بالزنا ونحوه من (1/371)
المكرهات يقال قذف قذفا يقذف قذفا فهو قاذف وجمعه قذاف وقذقة كفساق وفسقة وكفار وكفرة
أو استفاض زناها
استفاض استفعل من فاض الخبر يفيض إذا شاع وانتشر في الناس فهو مستفيض ولا يقال مستفاض إلا على لغة قليلة
يعرف بالفجور
الفجور مصدر فجر يفجر فجورا إذا انبعث في المعاصي والمحارم
يا عاهر
العاهر أسم فاعل من عهر إذا أتى المرأة ليلا للفجور بها ثم غلب فصار العاهر الزني مطلقا وقال السعدي عهر بها عهرا فجر بها ليلا
أو يا معفوج
المعفوج مفعول من عفج بمعنى نكح فكأنه بمعنى منكوح أي موطوء ونص الإمام أحمد على وجوب الحد بذلك
زنأت في الجبل
زنأ بالهمز بمعنى صعد وبمعنى ضيق وبمعنى ضاق وبمعنى قصر وبمعنى لصق وبمعنى لجأ
فضحته
قال الجوهري فضحه فافتضح إذا انكشفت مساويه
نكست رأسه
أي قلبته وطأطأته قاله الجوهري
يا قحبة يا خبيثة
القحبة الفاجرة عن ابن سيده قال وأصلها من السعال أرادوا أنها تسعل أو تتنحنح ترمز بذلك وقال الجوهري كلمة مولدة قال السعدي قحب البعير والكلب سعل واللئيم في لؤمه ومنه القحبة وهي في عرف زماننا المعدة للزنا
والخبيثة صفة مشبهة من خبث الشيء فهو خبيث ضد طيب ولحقته التاء لأنه بمعنى فاعل وما كان من فعيل بمعنى مفعول كقتيل لم تلحقه التاء إلا سماعا كخلصة ذميمة
يا نبطي يا فارسي يا رومي
النبطي منسوب إلى النبط والنبيط وهم (1/372)
قوم ينزلون بالبطائح بين العراقين والجمع أنباط ورجل نبطي ونباطي ونباط كيمني ويماني ويمان
والفارسي منسوب إلى فارس وهي بلاد معروفة وأهلها الفرس وفارس أبوهم
والرومي نسبة إلى الروم هذا الجيل من الناس والروم في الأصل هو الروم بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام فإذا قال ذلك لعربي فقد نفاه عن نسبه
إذا طالبوا أو واحد منهم
واحد معطوف على الضمير المرفوع المتصل من غير فصل ولا توكيد وهو ممتنع عند أكثر النحويين وجائز عند بعضهم على ضعف ما هو مستقصى في كتب النحو والله أعلم باب حد المسكر
المسكر اسم فاعل من أسكر الشراب فهو مسكر إذا جعل شاربه سكران أو كانت فيه قوة تفعل ذلك قال الجوهري السكران خلاف الصاحي والجمع سكرى وسكارى بضم السين وفتحها والمرأة سكرى ولغة بني أسد سكرانة وقد سكر يسكر سكرا مثل بطر يبطر بطرا والإسم السكر بالضم قال السامري صاحب المستوعب والسكر الذي تترتب عليه أحكام السكران كلها هو الذي يجعل صاحبه يخلط في كلامه ولا يعرف ثوبه من ثوب غيره ولا نعله من نعل غيره وقال ابن عقيل المعتبر أن يخلط في كلامه وكذلك (1/373)
ذكر ابن البنا أنه لا يعتبر تمييزة في السماء من الأرض والرجل من المرأة
والعصير
العصير فعيل بمعنى مفعول أي المعصور من ماء العنب
إلا أن يغلي قبل ذلك
يقال غلب القدر تغلي إذا ارتفع ماؤها من شدة التسخين
فغليان العصير تحركه في وعائه وإضطرابه كما تغلي القدر على النار
في الدباء والحنتم النقير والمزفت
الدباء القرعة اليابسة المجعولة وعاء
والحنتم جرار مدهونة واحدتها حنتمة
والنقير فعيل بمعنى مفعول وهو أصل النخلة ينقر ثم ينبذ فيه التمر
والمزفت الوعاء المطلي بالزفت نوع من القار
ولا بأس الفقاع
قال ابن فارس الفقاع الذي يشرب قال ابن سيده الفقاع شراب يتخذ من الشعير سمي بذلك لما يعلوه من الزبد وفي الكتاب المنسوب إلى الخليل أنه سمي فقاعا لما يعلو على رأسه كالزبد والفقاقيع كالقوارير فوق الماء وقال الجوهري نفاخات فوق الماء والله تعالى أعلم باب التعزير
التعزير في اللغة المنع يقال عزرته وعزرته إذا منعته ومنه سمي التأديب الذي دون الحد تعزيرا لأنه يمنع الجاني من معاودة الذنب وقال السعدي يقال عزرته وقرته وأيضا أدبته وهو من الأضداد باب القطع في السرقة
يقال سرق يسرق سرقا وسرقا وسرقة فهو سارق والشيء مسروق وصاحبه مسروق منه (1/374)
على منتهب ولا مختلس
المنتهب إسم فاعل من انتهب الشيء إلى استلبه ولم يختلسه
والمختلس اسم فاعل من اختلس الشيء إذا اختطفه عن ابن فارس وقال السعدي خلس الشيء استلبه والإسم الخلسة
ويقطع الطرار
وهو الذي يبط الجيب الطرار فعال من طر الشيء فهو طار وطرار للتكثير ولا يشترط هنا التكثير بل لو فعل هذا مرة فهو طرار له حكمه وقال السعدي طر الشيء اختلسه ويبط أي يشق ومنه بط القرحة إذا شقها
هتك
الهتك خرق الستر عما وراءه
إلى باب النقب
النقب مصدر نقب الشيء نقبا خرقه وإسم المكان المخروق أيضا نقب والنقب الطريق في الجبل
يخرجه من الحرز
قال الجوهري الحرز الموضع الحصين يقال هذا حرز وحريز واحترزت من كذا وتحرزت منه أي توقتيه
والإغلاق الوثيقة
واحد الإغلاق غلق بوزن فرس المغلاق وهو ما يغلق به الباب وكأنه والله أعلم اسم للقفل خشبا كان أو حديدا
وراء الشرائج
واحدتها شريجة قال الجوهري الشريجة القواس تتخذ من الشريج وهو العود الذي يشق فلقتين والشريجة شيء ينسج من سعف النخل يحمل فيه البطيخ ونحوه هذا آخر كلامه والشريجة أيضا في زماننا قصب أو نحوه يضم بعضه إلى بعض بحبل أو غيره
الحظائر
واحدتها حظيرة وهي ما يعمل للإبل والغنم من الشجر تأوي إليه وأصل الحظر في اللغة المنع (1/375)
وحرز المواشي الصير
واحدة الصير وهي حظيرة الغنم كسيرة وسير
بتقطيرها
تقطيرها مصدر قطرها إذا جعلها قطارا
رتاج الكعبة
قال الجوهري الرتج والرتاج الباب العظيم ومنه رتاج الكعبة ويقال رتج الباب وأرتجه إذا أغلقه وأرتج على القاري إذا لم يقدر على القراءة
أو تأزيره
التأزير مصدر أزره بتشديد الزاي إذا جعل له إزارا ثم أطلق على ما يجعل إزارا من تسمية المفعول بالمصدر فتأزير المسجد ما جعل على أسفل حائطه من لباد أو دفوف ونحو ذلك والله أعلم باب حد المحاربين
واحد المحاربين محارب وهو اسم فاعل من حارب وهو فاعل من الحرب قال ابن فارس الحرب اشتقاقها من الحرب يعني بفتح الراء وهو مصدر حرب ماله سلبه والحريب المحروب ورجل محرب أي شجاع
فيغصبونهم المال
يقال غصبت المال فيتعدى إلى مفعول واحد فالضمير المنصوب في يغصبونهم مفعول والمال بدل منه والتقدير فيغصبون مالهم حتما مصدر حتم الشيء إذا أوجبه وإذا قضاه وإذا أحكمه ونصبه على أنه صف مصدر محذوف قتلا حتما أي متحتما
وصلب
أي رفع على جذع أو نحوه
وحكم الردء
الردء مهموزا بوزن علم المعين وهو العون أيضا (1/376)
قال تعالى فأرسله معي ردءا يصدقني أي معينا القصص 34
وشرد
شرد أي طرد قال الجوهري التشريد الطرد ومنه قوله تعالى فشرد بهم الأنفال 57 أي فرق وبدد شملهم والشريد الطريد
بما يردعه
أي يكفه
من خصاص الباب
خصاص الباب الفرج التي فيه واحدتها خصاصة
ففقأها
بالهمز أي أطفأ نورها والله أعلم باب قتال أهل البغي
البغي مصدر بغى يبغي بغيا إذا تعدى وأهل البغي هنا هم الظلمة الخارجون عن طاعة الإمام المعتدون عليه
منعة وشوكة
منعة تقدم فيما يلزم الجيش
والشوكة السلاح وشاك الرجل ظهرت شوكته
ما ينقمون
يقال نقم بفتح القاف ينقم بكسرها وبالعكس فيهما أي ما يعيبون ويكرهون
مكيدة
هو مفعلة من كاد إذا مك واحتال أي إن ظن أن فعلتهم مكيدة
وكراعهم
أي خيلهم
ولا يجاز على جريح
أي لا يقتل قال السعدي وأجاز علهي قتله وجهز على الجريح وأجهز أسرع قتله (1/377)
الخوارج
واحده خارجة أي طائفة خارجة ولا يجوز أن يكون واحده خارجا لأنه ليس مما سمع جمعه على خوارج وهم الحرورية الخارجون على علي رضي الله عنه واستحلوا دمه ودم أصحابه وكانوا متشددين في الدين تشددا زائدا
لعصبية
أي لتعصب ومحاماة ومدافعة
أو طلب رئاسة
الرئاسة مصدر رأس الإنسان صار رئيسا أي كبير قومه مطاعا فيهم والله أعلم باب حكم المرتد
المرتد لغة الراجع يقال ارتد فهو مرتد إذا رجع والمرتد شرعا هو الراجع عن دين الإسلام إلى الكفر
جحد ربوبيته
ربوبية الله تعالى إتصافه بكونه ربا كالرجولية ووحدانيته اتصافه بكونه واحدا سبحانه وتعالى
أو سب الله تعالى
السب بفتح السين الشتم وقد سبه يسبه سبا إذا شتمه
توبة الزنديق
الزنديق فارسي معرب وجمعه زنادقة قال سيبويه الهاء في الزنادقة بدل من ياء زنديق وقال الجوهري وقد تزندق والإسم الزندقة قال ثعلب ليس زنديق ولا فرزيق من كلام العرب إنما يقولون زندق وزندقي إذا كان شديد البخل قال المصنف رحمه الله في المغني والزنديق هو الذي يظهر الإسلام ويخفي الكفر كان يسمى منافقا ويسمى اليوم زنديقا
خاصة
منصوب على أنه صفة مصدر محذوف أي بعثة خاصة لا عامة (1/378)
يركب المكنسة
هي بكسر الميم ما يكنس به
يعزم على الجن
يعزم أي يقرأ العزائم قال ابن فارس العزائم الآيات تقرأ على المريض يرجى بكرتها وقال الجوهري العزائم الرقي والله أعلم (1/379)
- كتاب الأطعمة
الأطعمة جمع طعام قال الجوهري الطعام ما يؤكل وربما خص به البر والأطعمة جمع قلة لكنه بتعريفه بالألف واللام أفاد العموم
من السموم
السموم جمع سم بضم السين وفتحها وكسرها ويجمع على سمام أيضا وهو القاتل وغيره مما فيه مضرة
يفرس به
بكسر الراء أي يكسر به الفريسة
والنمر والذئب
النمر بفتح أوله وكسر ثانيه ويجوز إسكان الميم مع فتح النون وكسرها والذئب بالهمز بوزن علم
وابن آوى
بقطع الهمزة مفتوحة بوزن غالى حيوان معروف قال الجوهري يسمى بالفارسية شغال وجمعه بنات آوى وآوى لا ينصرف لأنه أفعل وهو معرفة
وماله مخلب
المخلب بكسر الميم للطائر السباع بمنزلة الظفر للإنسان قاله الجوهري
كالعقاب
هو طائر من العتاق مؤنثة يقع على الذكر والأنثى والجمع أعقب وأعقبة وعقبان وعقابين جمع الجمع (1/380)
والبازي
البازي معروف وفيه ثلاث لغات البازي بوزن القاضي وهي فصحاهن والباز حكاها الجوهري والبازي بتشديد الياء حكاها أبو حفص الحميدي
والقنفذ
القنفذ حيوان معروف بضم القاف وفتحها حكاهما الجوهري قال والأنثى قنفذة وحكى ابن سيده أنه يقال بالدال والذال وحكى صاحب المشارق والمطالع قنفظ بالظاء المعجمة وهو غريب
والحشرات
الحشرات صغار دواب الأرض كالضب واليربوع وقيل هوام الأرض مما لا سم فيه واحدتها حشرة
والسمع
السمع بكسر السين ما فسره به والسمع أيضا الضب
والعسبار
العسبار ولد الذئبة من الذيخ العسبار بكسر العين والذيخ ذكر الضباع الكثير الشعر قال الكسائي والأنثى ذيخة والجمع ذيوخ وأذياخ وذيخة
والدجاج
بفتح الدال وكسرها لغة الواحدة دجاجة للذكر والأنثى ودخلته الهاء لكونه واحدا من جنس كبطة وبط (1/381)
والزرافة
الزرافة بفتح الزاي وضمها مخففة الفاء الحيوان المعروف والزرافة بالفتح الجماعة
إلا الضفدع
الضفدع بكسر الضاد والدال وبكسر الضاد وفتح الدال وحكى المطرز في شرحه ضفدع بضم الضاد وفتح الدال ولم أر أحدا حكى ضمها
والتمساح
بكسر التاء الحيوان المعروف من دواب البحر
وإلا الكوسج
الكوسج بوزن جوهر معرب سمكة في البحر له خرطوم كالمنشار وعطفه بالواو في قوله وإلا الكوسج إيذانا بأن ابن حامد يضم إلى الثلاثة المذكورة الكوسج
وتحرم الجلالة
الجلالة بوزن حمالة مبالغة في جالة يقال جلت الدابة الجلة فيه جالة والجلة البعر فوضع موضع العذرة لأن الجلالة في الأصل التي تأكل العذرة
ما يسد رمقه
الرمق بوزن فرس بقية الروح ويسد رمقه أي يمسكه كما يسد الشيء المنفتح
أو رباطا
الرباط بكسر الراء واحد الرباطات المبنية المعروفة والله أعلم (1/382)
باب الذكاة
يقال ذكى الشاة ونحوها تذكية ذبحها والإسم الذكاة والمذبوح ذكي فعيل بمعنى مفعول
ما أنهر الدم
الأنهار الإسالة والصب بكثرة شبه خروج الدم موضع الذبح بجري الماء في النهر
أي يقطع الحلقوم
الحلقوم قال الجوهري الحلقوم الحلق والمريء والودج تقدم
مثل أن يند البعير
يند بكسر النون أي يشرد يقال ند البعير يند ندا وندادا وندودا انفرد وذهب على وجهه شاردا
أو يتردى
تردى سقط في بئر أو تهور من جبل والتردي الهلاك أيضا
كالمنخنقة والنطيحة وأكيلة السبع
المخنقة اسم فاعل من انخنقت الشاة ونحوها فهي منحنقة إذا خنقها شيء فماتت
والنطيحة فعلية بمعنى مفعولة أي منطوحة نطحت فماتت به
وأكيلة السبع أيضا فعيلة بمعنى مفعولة أي مأكولة السبع ودخلته الهاء لغلبة الإسم عليه والمراد ما أكل السبع بعضها وإلا فما أكلها كلها جمعا قد صارت معدومة لا حكم لها
وهو شحم الثرب والكليتين
الثرب بوزن فلس شحم قد غشي الكرش (1/383)
والكليتان واحدتهما كلية وكلوة لغة بضم الكاف فيهما وهي معروفة والجمع كليات وكلى
فوجد في حوصلته حبا
الحوصلة بتشديد اللام ما يصير إليه الحب ونحوه من الطائر تحت عنقه في أعلى صدره وهي معروفة (1/384)
- كتاب الصيد
الصيد في الأصل مصدر صاد يصيد صيدا فهو صائد ثم أطلق الصيد على المصيد تسمية للمفعول بالمصدر كقوله تعالى لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم المائدة 95 والصيد ما كان ممتنعا حلالا لا مالك له
فأثبته
أي منعه من الإمتناع وحبسه عنه من قولهم أثبت الرجل سجنته ومنه قوله تعالى وإذا يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك الأنفال 30
زجره
أي حثه وحمله على السرعة قال الجوهري وزجر البعير إذا ساقه
وإن صاد بالمعراض
قال القاضي عياض في مشارقه المعراض خشبة محددة الطرف قيل فيه حديدة وقيل سهم بلا ريش
مناجل
واحدها منجل بكسر الميم وهو الآلة التي يحصد بها الحشيش والزرع وميمه زائدة من النجل وهو الرمي
أن يكون الجرح موحيا
موحيا اسم فاعل من أوحى بقال وحيت العمل وأوحيته أسرعته والوحا بالمد والقصر السرعة فالجرح الموحي المسرع للموت
وأفلت حيا
يقال فلت وأفلت وتفلت بمعنى انفلت وأفلته غيره فعلى هذه يجوز بناؤه للمفعول فيقال أفلت
فأبان منه عضوا
بمعنى أزال يقال بان الشيء وأبانه غيره
لأنه وقيذ
وقيذ فعيل بمعنى مفعول أي موقوذ والموقوذة (1/385)
المقتولة بالخشب قال قتادة كانوا في الجاهلية يضربونها بالعصا فإذا ماتت أكلوها
الأسود البهيم
البهيم الذي لا يخالطه لون آخر أسود كان أو غيره والجمع بهم كرغيف ورغف
أن يسترسل إذا أرسل وينزجر إذا زجر
يسترسل يرسل تقول أرسلته فاسترسل أي بعثته فانبعث وينزجر أي ينتهي إذا نهاه فهو من الأضداد زجره حثه وزجره كفه
أو خنقه
الخنق بكسر النون مصدر خنقه وسكونها لغة
إلى هدف
الهدف بفتح الهاء والدال قال الجوهري الهدف كل شيء مرتفع من بناء أو كثيب رمل أو جبل ومنه سمي الغرض هدفا
بركة
البركة بوزن كسرة كالحوض والجمع برك
أو عشش فيها
عشش الطائر اتخذ عشا وهو موضعه الذي يجمعه من دقاق العيدان وغيرها
وصيد الطير بالشباش
وهو طائر يخيط الصائد عينيه ويربط ذكره الشيخ في المغني (1/386)
- كتاب الإيمان
الأيمان جمع يمين واليمين القسم والجمع أيمن وأيمان وقيل سمي بذلك أنهم كانوا إ ذا تحالفوا ضرب كل امريء منهم يمينه على يمين صاحبه واليمين توكيد الحكم بذكر معظم على وجه مخصوص فاليمين وجوابها جملتان ترتبط إحداهما بالأخرى ارتباط جملتي الشرط والجزاء كقولك أقسمت بالله لأفعلن ولها حروف يجر بها القسم به وحروف يجاب بها القسم وأحكام غير ذلك موضعها كتب النحو
وايم الله
همزته همزة وصل تفتح وتكسر وميمه مضمونة وقالوا أيمن الله بضم الميم والنون مع كسر الهمزة وفتحها وعند الكوفيين ألفها ألف قطع وهي جمع يمين وكانوا يحلفون باليمين فيقولون ويمين الله قاله أبو عبيد وأنشد لإمرئ القيس ... فقلت يمين الله أبرح قاعدا ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي ...
وهو اسم مفرد مشتق من اليمن والبركة وفي إستعمالها أربعة عشر وجها ذكرتها في كتابي المفاخر في شرح جمل عبد القاهر فمن أحب الوقوف عليها فلينظرها فيه
لعمر الله
العمر والعمر الحياة بفتح العين وضمها واستعمل في القسم المفتوح خاصة واللام للإبتداء وهو مرفوع بالإبتداء والخبر محذوف وجوبا تقديره قسمي أو ما أقسم به والقسم به يمين منعقدة لأنه حلف بصفة من صفات الله تعالى وهي حياته
يمكن فيها البر والحنث
فالبر في اليمين الصدق فيها والحنث عدم (1/387)
البر فيها وقال ابن الأعرابي الحنث الرجوع في اليمين أن يفعل غير ماحلف عليه والحنث في الأصل الإثم ولذلك شرعت فيه الكفارة
يمين الغموس
هي اليمين الكاذبة الفاجرة يقتطع بها الحالف مال غيره سميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار وغموس للمبالغة
في عرض حديثه
عرض الشيء جانبه وبالفتح خلاف طوله ففي عرض حديثه أي في جانبه ويجوز أن يراد العرض خلاف الطول ويكون ذلك عرضا معنويا
أيمان البيعة
البيعة المبايعة أي يحلف بها عند المبايعة و الأمر المهم وكانت البيعة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم والخلفاء الراشدين بالمصافحة فرتبها الحجاج باب جامع الإيمان
جامع صفة لموصوف محذوف أي أمر أو وصف أو نحوهما
وما هيجها
قال الجوهري هاج الشيء يهيج هيجا وهياجا وهيجانا واهتاج وتهيج أي ثار وهاجه غيره وهيجه يتعدى ولا يتعدى فالمعنى سبب اليمين وما أثارها
يريد جفاءها
الجفاء بالمد الإطراح والإبعاد يقال جفوته جفاء وجفوة وجفوة
فضاء
الفضاء ممدودا الساحة وما اتسع من الأرض يقال أفضى إذا خرج إلى الفضاء
لحم هذا الحمل
بوزن فرس الصغير من أولاد الضأن (1/388)
شرعية وحقيقية وعرفية
فالشرعية نسبة إلى الشرع وهو ما شرع الله تعالى لعباده من الدين يقال شرع يشرع شرعا وشريعة والحقيقية نسبة إلى الحقيقة وهي اللفظ المستعمل فيما وضع له أولا والعرفية منسوبة إلى العرف كما فسر ذلك
لا يهب زيدا شيئا
حقه أن يقول لا يهب لزيد شيئا يتعدى إلى المفعول الأول بحرف الجر وإلى الثاني بنفسه كقوله تعالى فوهب لي ربي حكما الشعراء 21 ووهبنا له إسحق الأنبياء 72 ووهبنا لداود سليمان ص 30 وغير ذلك
أو المخ
المخ الذي في العظام والمخة أخص منه
أو الكوش أو المصران أو الدماغ او القانصة
الكرش بفتح أوله وكسر ثانيه وسكونه لكل مجتر بمنزلة المعدة في الإنسان وهي مؤنثة والمصران بضم الميم جمع وهو المعاء كرغيف ورغفان ثم المصارين جمع الجمع وأما الدماغ فهو الذي داخل الرأس وهو معروف وأما القانصة فهي واحدة القوانص وهي للطير بمنزلة المصارين لغيره
على سبيل الورع
الورع مصدر ورع يرع بكسر الراء فيهما ورعا ورعة كف عن المعاصي فهو ورع وقال صاحب المطالع الورع الكف عن الشبهات تحرجا وتخوفا من الله تعالى ثم استعير للكف عن الحلال أيضا
أو كشكا أو جبنا
الكشك هذا المعروف الذي يعلم من القمح واللبن لم أره في شيء من كتب اللغة ولا في المعرب وأما الجبن ففيه ثلاث لغات فصحاهن جبن بوزن قفل وجبن بوزن عنق وجبن بضمتين وتشديد النون كقوله جبنة من أطيب الجبن (1/389)
فأكل مذنبا
المذنب الذي بدأ فيه الإرطاب من قبل ذنبه يقال ذنبت البسرة فهي مذنبة بكسر النون
أو بسرا
البسر قبل المذنب قال الجوهري البسر أوله طلع ثم خلال ثم بلح ثم بسر ثم رطب ثم تمر وواحده بسرة وبسرة
ما يصطبغ به
أي ما يغمس فيه الخبز ثم الأدم ويسمى ذلك الغموس صبغا بكسر الصاد
أو جوشنا
قال الجوهري الجوشن الدرع فكأنه درع مخصوص فأما في زماننا فلا يسمى درعا لكنه إسم لنوع معروف هو قرقل بكسر القافين وسكون ما بعدهما
عقيقا أو سبجا
العقيق ضرب من الخرز الأحمر معروف والسبج الخرز الأسود فارسي معرب قاله الجوهري
في مرسلة
المرسلة اسم مفعول من أرسلت القلادة فيه مرسلة والمرسلة هنا القلادة
جعلت برسمه
أي جعل ركوبها له يقال رسم الشيء رسما علمه بعلامة
طاق الباب
قال ابن فارس الطاق عقد البناء قال موهوب هو فارسي معرب فطاق الباب إذن ثخانة الحائط وقال القاضي أبو يعلى إذا قام على العتبة لم يحنث لكونه يحصل خارج الدار إذا غلق بابها
لا يكلمه حينا
الحين الوقت والمدة قليلا كان أو كثيرا وقال الفراء الحين حينان حين لا يوقف على حده والحين الذي ذكره الله تعالى تؤتي أكلها كل حين إبراهيم 25 ستة أشهر
أو مليا
الملي الطائفة من الزمان لا واحد لها يقال مضى ملي من الزمان وملي من الدهر أي طائفة
الأبد والدهر
قال الجوهري الأبد الدهر والدهر الزمان (1/390)
قال الشاعر ... هل الدهر إلا ليلة ونهارها ... وإلا طلوع الشمس ثم غيارها ...
والحقب
بضم الحاء ما ذكر ويقال أكثر من ذلك والجمع حقاب وأحقبة والحقبة بالكسر واحدة الحقب وهي السنون والحقب بضمتين الدهر والأحقاف الدهور
والشهور والأشهر
واحده شهر فالشهور جمع كثرة والأشهر جمع قلة فلذلك فرق بينهما من فرق
وله مال غير زكاتي
كذا وقع بخط المصنف رحمه الله تعالى نسبه إلى الزكاة وقياسه زكوي لأن النسب إلى المقصور بقلب ألفه واوا مطلقا كقنوي وعصوي وهو الصواب
واشتهر مجازها
المجاز هو اللفظ المستعمل في غير موضوعه كالرواية والظعينة والدابة والغائط والعذرة فالراوية في الأصل البعير الذي يستقى عليه ثم سميت به المزادة فصارت حقيقة عرفية وأما الظعينة فالأصل فيها الراحلة التي ترحل ويظعن عليها ثم سمييت به المرأة واشتهرت فصارت حقيقة عرفية قال الجوهري الظعينة المرأة ما دامت في الهودج فإن لم تكن فيه فليست بظعينة وأما الغائط فهو في الأصل المطمئن من الأرض ثم سميت به العذرة لكونها كانت تخرج فيه ثم اشتهرت فصارت حقيقة عرفية
والياسمين
هو المشموم المعروف وفيه لغتان إحداهما لزوم الياء والنون حرف الأعراب والثانية أن يعرب بالواو رفعا وبالياء جرا ونصبا والسين مكسورة فيهما حكي عن الأصمعي أنه قال فارسي معرب
فسكن كل واحد حجرة
الحجرة بضم الحاء كل منزل محوط عليه ذكره شيخنا في مثلثه وقال الجوهري الحجرة حظيرة الإبل ومنه حجرة الدار
ومرافقها
المرافق جمع مرفق قال الجوهري ومرافق الدار مصاب الماء ونحوها كخلائها وسطحها (1/391)
باب النذر
يقال نذرت أنذر وأنذر بكسر الدال وضمها نذرا فأنا ناذر إذا أوجبت على نفسك شيئا تبرعا
ولا يصح في محال
المحال ضد الممكن وهو اسم مفعول من أحيل فهو محال
نذر اللجاج
اللجاج مصدر لججت في الشيء بالكسر تلج لجا ولجاجة ولجاجا ثم تنصرف عنه فأنت لجوج
نذر التبرر
التبرر التقرب تبرر تبررا أي تقرب تقربا
وإن نذر الطواف على أربع
أي نذر أن يمشي على يديه ورجليه كما تمشي ذوات الأربع حبوا (1/392)
- كتاب القضاء
القضاء مصدر قضى يقضي قضاء فهو قاض إذا حكم وإذا فصل وإذا أحكم وإذا أمضى وإذا فرغ من الشيء وإذا خلق وجمع القضاء أقضية وقضى فلان واستقضى صار قاضيا
في كل إقليم
الإقليم بكسر الهمزة أحد الأقاليم السبعة قال أبو منصور الإقليم ليس بعربي محض
في كل صقع
الصقع بضم الصاد الناحية وفلان من أهل هذا الصقع أي هذه الناحية
ومشافهته بالولاية
المشافهة مصدر شافهته إذا خاطبته من فيك إلى فيه لأن شفاهكما متقابلة
خاصا
منصوب على أنه صفة مفعول محذوف أي توليه عملا خاصا أو لمصدر محذوف أي فيتولى توليا خاصا
أو محلة خاصة
المحلة بفتح الميم واللام منزل القوم ومكان محلال أي يحل به الناس كثيرا
مع صلاحيته
الصلاحية يقال صلح صلاحا وصلوحا وصلح بضم اللام لغة والصلاحية مصدر كالكراهية
والأمر والنهي إلى آخر الباب
فأما الأمر فاستدعاء الفعل بالقول على وجه الإستعلاء وقيل القول المقتضي طاعة المأمور الأمر المأمور به وقيل الأمر صيغة افعل وما في معناها
وأما النهي فعبارة عن صيغة لا تفعل وما في معناها
وأما المجمل فهو مالم يفهم منه عند الإطلاق معنى وقيل ما احتمل أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر (1/393)
وأما المبين فهو في مقابلة المجمل وهو الذي يفهم منه عند الإطلاق مراد المتكلم أو ما احتمل أمرين في أحدهما أظهر من الآخر
وأما الحكم والمتشابه فقال القاضي أبو يعلى المحكم المفسر والمتشابه المجمل وقيل المتشابه الحروف المقطعة في أوائل السور والمحكم ماعداه وقال ابن عقيل المتشابه الذي يغمض علمه على غير العلماء المحققين كالآيات التي ظاهرها التعارض وقيل المحكم الوعد والوعيد والحلال والحرام والمتشابه القصص والأمثال قال المصنف رحمه الله في الروضة والصحيح أن المتشابه ما ورد في صفات الله تعالى مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله كقوله تعالى الرحمن على العرش استوى طه 5 و بل يداه مبسوطتان المائدة 64 ونحو ذلك
وأما الخاص فهو الدال على واحد عينا كقولك زيد وعمرو وقد يكون خاصا بالنسبة عاما بالنسبة كالنامي فإنه خاص بالنسبة إلى الجسم عام بالنسبة إلى الحيوان وأما العام فهو اللفظ الدال على شيئين فصاعدا مطلقا معا وهو منقسم إلى عام لا أعم منه وإلى عام بالنسبة خاص بالنسبة
وأما المطلق فهو الدال على شيء معين بإعتبار حقيقة شاملة لجنسه وهو النكرة في سياق الإثبات وأما المقيد فهو ما دل على شيء معين ومطلق مع تقييد الحقيقة بقيد زائد كقوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة النساء 92 وأما الناسخ فهو الرافع لحكم شرعي وأما المنسوخ فهو ما ارتفع شرعا بعد ثبوته شرعا وأما المستثنى فهو المخرج ب لا أو ما في معناها من لفظ شامل له وأما المستثنى منه فهو العالم المخصوص بإخراج بعض ما دل عليه ب لا أو ما في معناها وأما صحيح السنة فهو ما نقله العدول الضابطون من أوله إلى آخره خاليا من الشذوذ والعلة ويعرف ذلك بالنظر في الإسناد لحفاظ الحديث أو بأن ينص على الصحة إمام حافظ كأصحاب الكتب الستة وغيرهم كالإمام أحمد والشافعي والبيهقي والدارقطني ولو كان متأخرا كعبد الغني ومحمد بن عبدالواحد المقدسيين وأما سقيمها (1/394)
فهو ما لم يكن فيه شروط الصحة ولا شروط الحسن كالمنقطع والمعضل والشاذ والمنكر والمعلل إلى غير ذلك
وأما متواترها فهو الخبر الذي نقله جماعة كثيرون ولا يتصور تواطؤهم على الكذب مستويا في ذلك طرفاه ووسطه والحق أنه ليس لهم عدد محصور بل يستدل بحصول العلم على حصول العدد والعلم الحاصل عنه ضروري في أصح الوجهين وأما آحادها فهي ما عدا التواتر وليس المراد به أن يكون راويه واحدا بل كل مالم يبلغ التواتر فهو آحاد وأما مرسلها فالمرسل على ضربين مرسل صحابي وغيره فمرسل لاصحابي روايته لم يحضره كقول عائشة رضي الله عنها وعن أبيها أول ما بديء به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصادقة الحديث فالصحيح أنه حجة وهو قول الجمهور وأما غيره فإن كان تابعيا كبيرا لقي كثيرين من الصحابة كالحسن وسعيد فهو مرسل إتفاقا وإن كان صغيرا كالزهري فالمشهور عند من خص المرسل أيضا وإن كان غير تابعي فليس بمرسل عند أهل الحديث ويسمى مرسلا عند غيرهم
وأما متصلها فهو مااتصل إسناده فكان كل واحد من رواته سمعه ممن فوقه سواء كان مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه و سلم أو موقوفا على غيره
وأما مسندها فهو ما اتصل إسناده من راويه إلى منتهاه وأكثر إستعماله فيما جاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وخصه ابن عبدالبر به سواء كان متصلا به كمالك عن نافع عن ابن عمر عن صلى الله عليه و سلم أو منقطعا كمالل عن الزهري عن ابن عباس عنه لأن الزهري لم يسمع من ابن عباس وحكى ابن عبد البر عن قوم أنه لا يقع إلا على المتصل المرفوع وأما منقطعها فهو ما لم يتصل سنده على أي وجه كان الإنقطاع وأكثر ما يوصف بالإنقطاع رواية من دون التابعي عن الصحابي كمالك عن ابن عمر وقيل احتمل فيه قبل الوصول إلى التابعي رجل سواء (1/395)
حذف أو ذكر مبهما كرجل وشيخ وقيل هو الموقوف على من دون التابعي قولا وفعلا وهو غريب بعيد وأما القياس فهو في اللغة التقدير ومنه قست الثوب بالذراع إذا قدرته به وفي الشرع حمل فرع على أصل بجامع بينهما وقيل حمل حكمك على الفرع بما حكمت به على الأصل لإشتراكهما في العلة التي اقتضت ذلك في الأصل وقيل حمل معلوم على معلوم في إثبات حكم لهما أو نفيه عنهما ذكر الثلاثة المصنف رحمه الله في الروضة فهذه حدوده
وأما شروطه فبعضها يرجع إلى الأصل وبعضها إلى الفرع وبعضها إلى العلة وذلك كله مذكور في أصول الفقه يطول ذكره وكذلك كيفية استنباطه وأما العربية فللعلماء فيما تنطبق عليه ثلاثة أقوال أحدها أنها الإعراب والثاني الألفاظ العربية من حيث هي ألفاظ العرب والثالث اللغة العربية من حيث إختصاصها بأحوال من الإعراب لا يوجد في غيرها من اللغات والفرق بينها وبين اللغة وقوع العربية على أحوال كل مفرد ومركب واللغة لا تطلق إلى على أحوال المركب كقولك الجملة في موضع رفع خبر المبتدأ بل اللغة عبارة عن ضبط المفردات على ما تكلمت به العرب وشرح معانيها والثالث شبيه بالمراد هنا والله تعالى أعلم باب أدب القاضي
الأدب بفتح الهمزة والدال مصدر أدب الرجل بكسر الدال وضمها لغة إذا صار أديبا في خلق أو علم وقال ابن فارس الأدب دعاء الناس إلى الطعام والمأدبة الطعام والآداب بالمد الداعي وإشتقاق الأدب من ذلك كأنه أمر قد اجتمع عليه وعلى إستحسانه فأدب القاضي أخلاقه التي ينبغي له أن (1/396)
يتخلق بها والخلق بضم الخاء واللام لصور الإنسان الباطنة بمنزلة الخلق بفتح الخاء لصورته الظاهرة
من غير عنف
العنف بوزن قفل ضد الرفق تقول عنف عليه وبه بضم النون
حليما
الحلم بالكسر الأناة والصفح فالحليم الذي يستفزه غضب ولا يستخفه جهل جاهل ولا عصيان عاص ولا يستحق الصافح مع العجز اسم الحلم والأناة التأني فقوله ذا أناة خبر أخص مما قبله وهو الحلم
ذا أناة وفطنة
الأناة اسم مصدر من تأنى بالأمر تأنيا ترفق به واستأنى به والإسم الأناة والفطنة كالفهم قاله الجوهري وقال السعدي فطن الرجل للأمر فطنة علمه وفطن فطانة وفطانية صار فطنا
عفيفا يقال عف يعف عفة وعفافا فهو عفيف كف عما لا يحل له
الفقهاء والفضلاء والعدول
فالفقهاء واحدهم فقه وهو العالم بالأحكام الشرعية العملية كالحل والحرمة والصحة والفساد
والفضلاء واحدهم فضيل وهو أعم من الفقيه لأن الفضيلة أعم من أن تكون في الفقه فيصح أن يقال فلان فضيل وإن لم يكن فقيها
والعدول واحدهم عدل وهو الذي وصفه المصنف رحمه الله تعالى في كتاب الشهادات ويجوز أن يراد هنا بالعدول المشتهرون بالعدالة والمسمون بها والقائمون بها بالشهادة على الحاكم
ليتلقوه
أي ليستقبلوه قال الجوهري تلقاه استقبله
أمر بعهده فقرئ
العهد الأمان واليمين والموثق والذمة والحفاظ والوصية وقد عهدت إليه أي أوصيته قال الجوهري ومنه اشتق العهد الذي يكتب للولاة فعهد القاضي الكتاب الذي يكتبه موليه له بما ولاه ونحوه
ديوان الحكم
الديوان بكسر الدال وحكي فتحها وهو فارسي معرب وجمعه دواوين وهو الدفتر الذي يكتب فيه القاضي ما يحتاج إلى ضبطه (1/397)
من الزلل
الزلل جمع زلة وهي الخطيئة والسقطة
في أكثر من حكومة
الحكومة بضم الحاء القضية المحكوم فيها أي لا يقدم في أكثر من حكومة واحدة
إلا ممن كان يهدى إليه
يهدى بضم الياء من أهديت الهدية وحكى الزجاج هدى الهدية يهديها بفتح الياء
ويوصي الوكلاء والأعوان
واحد الوكلاء وكيل وهو المعد لتوكيل الخصم والأعوان واحدهم عون بفتح العين وهو الظهير المعين
شيوخا أو كهولا
الشيوخ جمع شيخ ويجمع على سبعة جموع قد نظمها شيخنا الإمام أبو عبدالله ابن مالك وقد تقدم ذكره في الجهاد
والشيخ من جاوز الخمسين إلى آخر العمر
والكهور واحدهم كهل بوزن فلس وهو من جاوز الثلاثين إلى الخمسين
ويجعل القمطر
القمطر بكسر القاف وفتح الميم وسكون الطاء أعجمي معرب وهو الذي تصان فيه الكتب قال ابن السكيت ولا يشدد وينشد ... ليس بعلم ما يعي القمطر ... ما العلم إلا ما وعاه الصدر ...
أمر المحبسين
يقال حبست الرجل إذا سجنته أحبسه حبسا فهو محبوس والجمع محبوسون فكان حقه أن يقول أمر المحبوسين لكن إذا قصد التكثير شدد فتقول حبسته فهو محبس ويكون للتكثير تارة بحسب تعدد من حبس وتارة بتكرر مدة الحبس فهذا وجه ما ذكر
في تهمة أنو افتئات التهمة بوزن همزة أصلها وهمة قال الجوهري توهمت ظننت وأوهمت غيري إيهاما والتوهيم مثله واتهمت فلانا بكذا والإسم التهمة
قال الجوهري والإفتيات افتعال من الفوت وهو السبق إلى الشيء دون (1/398)
ائتمار من يؤتمر تقول إفتات عليه بأمر كذا أي قاته به وفلان لا يفتات عليه أي لا يعمل شيء دون أمره
إلا ما خالف نص كتاب أو سنة أو إجماعا
النص في اللغة عبارة عن الظهور ومنه سمي كرسي العروس منصة لظهورها عليه وعند الفقهاء ما يفيد عن نفسه بغير إحتمال كقوله تعالى عشرة كاملة البقرة 196 وقيل هو الصريح ي معناه وقد يطلق على الظاهر منه ولا مانع منه لموافقته اللغة وقد يطلق على مالا يتطرق إليه إحتمال يعضده دليل
والكتاب كتاب الله تعالى وهو القرآن المكتوب في المصحف الذي أوله الحمد لله وآخره قل أعوذ برب الناس
والسنة في اللغة الطريقة وفي الشرع ما شرعه رسول الله صلى الله عليه و سلم قولا أو فعلا أو تقريرا
والإجماع في اللغة الإتفاق وقد يطلق على تصميم العزم يقال أجمع فلان رأيه على كذ
وفي الشرع إتفاق علماء العصر من أمة محمد صلى الله عليه و سلم على أمر من أمور الدين ووجوده متصور وهو حجة لم يخالف فيه إلا النظام ولا إعتبار بخلافه
أو رشوة
الرشوة بضم الراء وفتحها وكسرها ما يأخذه المرشو ليميل مع الراشي باب طريق الحكم وصفته
الطريق السبيل تذكر وتؤنث وطريق كل شيء ما يتوصل إليه (1/399)
والحكم بوزن قفل مصدر حكمت بينهم بحكم وكذا حكمت له وحكمت عليه والحكم أيضا الحكمة والحكم بالفتح الحاكم
إلا أن يرتاب
ارتاب افتعل من الريب وهو الشك والريب أيضا ما رابك من أمر
وإن جرحهما
الجرح في الأبدان معروف فأما جرح الشهود فهو الطعن فيهم بما يمنع قبول الشهادة قال الجوهري وغيره الإستجراح العيب والفساد
ترجم له ما يعرف لسانه
الترجمة تفسير الكلام بلسان آخر والمراد باللسان اللغة قال الله تعالى واختلاف ألسنتكم وألوانكم الروم 22 أي لغاتكم
والتعريف
المراد به تعريف الحاكم لا تعريف الشاهد المشهود عليه قال الإمام أحمد رضي الله عنه لا يجوز أن يقول الرجل للرجل أنا أشهد أن هذه فلانة ويشهد على شهادته والفرق بين الشهود والحاكم من وجهين
أحدهما أن دعوى حاجة الحاكم إلى ذلك أكثر من الشهود
والثاني أن الحاكم يحكم بغلبة الظن والشاهد لا يجوز أن يشهد غالبا إلا علىالعلم والله أعلم باب حكم كتاب القاضي إلى القاضي
والإحتياط
الإحتياط الأخذ بالثقة وهو افتعال من حاطه يحوطه حوطا إذا كلأه ورعاه
وادرجه
أي طواه يقال درج الكتاب وأدرجه (1/400)
أن يكتب له محضرا
المحضر بفتح الميم والضاد المعجمة الصك وسمي محضرا لما فيه من حضور الخصمين والشهود
وأما السجل
السجل بكسر السين والجيم الكتاب الكبير وأسجل له كتابا يسجل إسجالا إذا كتبه له
في المحضر يسجل به
أي يكتب له به والضمير في به يجوز أن يعود على الثبوت الدال عليه ثبت أي يكتب له الثبوت ويجوز أن يعود على المحضر وتكون الباء بمعنى في أي يكتب في محضره بالثبوت
معرفة فلان
معرفة بالرفع فاعل ثبت و إقراره بالرفع معطوف عليه والتقدير ثبت عنده معرفة فلان بن فلان وإقراره ويجوز نصبه عطفا على المشهود أي ويذكر المشهود عليه وإقراره
المؤرخ
يقال أرخت الكتاب بوزن أكلت وأرخت بوزن سلمت وورخت فهو مأروخ ومورخ ومؤرخ والتاريخ التوقيت بوقت بعينه والله أعلم وقال أبو منصور ويقال إن التاريخ ليس بعربي محض وإن المسلمين أخذوه من أهل الكتاب وقيل إنه عربي وإشتقاقه من الأرخ بفتح الهمزة وكسرها ولد البقرة الوحشية الأنثى وقيل الأرخ الوقت والله أعلم باب القسمة
قال الجوهري القسم مصدر قسمت الشيء فانقسم وقاسمه المال وتقاسماه واقتسماه والإسم القسمة يعين بكسر القاف (1/401)
والقسم بكسرها أيضا النصيب المقسوم وأصل القسم تمييز بعض الأنصباء من بعض وإفرازها عنها
والعضائد
واحدة العضائد عضادة وهي ما يصنع لجريان الماء فيه من السواقي في ذوات الكتفين ومنه عضادتا الباب وهما خشبتاه من جانبيه فإن تلاصقت لم يمكن قسمتها وإن تباعدت أمكن قسمتها
وإن استهدم
استهدم مطاوع هدم تقول هدمت الحائط فاستهدم
على قسم عرضته
العرصة بوزن تمرة كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء والجمع عراص
لها علو وسفل
هما معلومان يجوز ضم كل واحد منهما وكسره
بينهما منافع
واحدتها منفعة قال الجوهري النفع ضد الضر يقال نفعته بكذا فانتفع به والإسم المنفعة والمنافع الإنتفاع بالأعيان كسكنى الدور وركوب الدواب وإستخدام العبيد
ينبع ماؤها
مصدم بفتح الدال مصدر صدمه بمعنى ضربه على حذف المضاف أي مكان صدم الماء ويجوز أن يكون مكانا ويجوز كسر الدال في المضارع وثقبان واحدهما ثقت بفتح الثاء المثلثة وهو الخرق
إفراز حق
يقال فرزت الشيء وأفرزته إذا عزلته فالإفراز مصدر أفرز
نصف العقار طلقا
الطلق بكسر الطاء الحلال وسمي المملوك طلقا لأن جميع التصرفات فيه حلال من البيع والهبة والرهن وغير ذلك والموقوف ليس كذلك (1/402)
بعلا
البعل ما شرب بعروقه من غير سقي ولا سماء ذكره الجوهري
على حدة
حدة أصلها وحدة فالتاء عوض من الواو والمعنى على حياله وإنفراده
من تقويم
التقويم مصدر قومت السلعة إذا حددت قيمتها وقدرتها وأهل مكة يقولون استقمت الشيء بمعنى قومته
وبنادق شمع
البندق ليس بعربي وهو الذي يرمى به واحدته بندقة بضم الباء والدال
والشمع معروف بوزن فرس وتسكين ميمه لغة
لاغير
بضم الراء لقطعه عن الإضافة منوية والله تعالى أعلم باب الدعاوي والبينات
الدعاوي بكسر الواو وفتحها جمع دعوى كحبلى وحبالى وذفرى وذفارى وذفار تقول ادعيت على فلان بكذا ادعاء والإسم الدعوى وهي طلب الشيء زاعما ملكه والبينات جمع بينة صفة من بان يبين فهو بين والأنثى بينة أي واضحة وهو صفة لمحذوف أي الدلالة البينة أو العلامة فإذا قيل له بينة أي علامة واضحة على صدقه وهي الشاهدان والثلاثة والأربعة ونحوها من البينات
عليها حمل
الحمل بالكسر ما على ظهر أو رأس وبالفتح ما في بطن الحبلى وفي حمل الشجر الفتح والكسر
الإبرة والمقص
المقص بكسر الميم المقراض وهما مقصان تسمى كل فردة مقصا مجتمعتين (1/403)
أوله عليه أزج
الأزج بوزن فرس قال الجوهري الأزج ضرب من الأبنية والجمع آزج وآزاج فكأنه على حذف مضاف أي حائط أزج وقد تقدم في الصلح أن الطاق يقال له أزج
بوجوه الآجر
الآجر الذي يبنى به لبن مشوي فارسي معرب ذكر أبو منصور اللغوي في المعرب فيه ست لغات آجر بتشديد الراء وآجر بتخفيفها وآجور وياجور كلاهما بوزن صابور وآجرون بسكون الجيم وآجرون بفتحها وحكي عن الأصمعي آجرة وآجرة
ومعاقد القمط في الخص
المعاقد واحدها معقد بكسر القاف على أنه موضع العقد وبفتحها على أنه العقد نفسه
والقمط بكسر القاف ما يشد به الأخصاص قاله الجوهري وحكى الهروي في الغريبين أنه القمط بوزن عنق جمع قماط وهي الشرط التي يشد بها الخص ويوثق فيه من ليف أو خوص أو غيرهما والخص بيت يعمل من الخشب والقصب والجمع أخصاص وخصاص سمي به لما فيه من الخصاص وهي الفروج والأنقاب
تحت الدرجة
الدرجة بوزن همزة لغة فهيا
تقدم بينة الداخل وقيل الخارج
الداخل من العين المتنازع فيها في يده والخارج من لا شيء في يده بل جاء من خارج ينازع الداخل
وإن تنازعا مسناة
المسناة السد الذي يرد ماء النهر من جانبه
يقرع بين المدعين
واحدهم مدع وياء المنقوص تحذف في جمع التصحيح لإلتقاء الساكنين كعم وعمين قال الله تعالى إنهم كانوا قوما عمين الأعراف 64 وقع في خط المصنف رحمه الله تعالى المدعيين بيائين على صورة التثنية والصواب بياء واحدة (1/404)
غضبني إياه
تقدم الكلام على الغصب ويقال غصبه منه وعليه فقوله غصبني إياه متعد إلى مفعولين يحتمل أنه لغة فإن أبا السعادات قال ومنه الحديث غصبها نفسها وضمن غصب معنى منع أو على إسقاط الخافض أي غصبه مني فحذف من والله أعلم باب تعارض البينتين
التعارض مصدر تعارض الشيئان إذا تقابلا تقول عارضته بمثل ما صنع أي أتيت بمثل ما أتى فتعارض البينتين أن تشهد إحداهما بنفي ما أثبتته الأخرى أو بإثبات ما نفته والله أعلم (1/405)
- كتاب الشهادات
الشهادات جمع شهادة والشهادة مصدر شهد يشهد شهادة فهو شاهد قال الجوهري الشهادة خبر قاطع والمشاهدة المعاينة والشهادة في قول المصنف رحمه الله تحمل الشهادة وأدائها بمعنى المشهود به فهو مصدر بمعنى المفعول فالشهادة تطلق على التحمل تقول شهدت بمعنى تحملت وعلى الأداء تقول شهدت عند الحاكم شهادة أي أديتها وعلى المشهود به
فأما شهد ففيه وفيما جرى مجراه من كل ثلاثي عينه حرف حلق مكسور أربعة أوجه فتح أوله وكسر ثانيه وكسرهما والإسكان فيهما قال الشاعر ... إذا غاب عنا غاب عنا ربيعنا ... وإن يشهد اعنى فضله ونوافله ...
على القريب والبيعد
أي على القريب منه كأخيه وإبنه والبعيد منه كأجنبي
لا يسعه التخلف
أي لا يجوز له التخلف فهو مضيق عليه في ترك إقامتها لأن الشيء إذا لم يسع صاحبه كان ضيقا عليه وأصل يسع يوسع باواو لأن ما فاؤه واو إذا كان مكسورا في الماضي لا تحذف الواو في مضارعه نحو وله يوله ووغر صدره يوغر ووددت أود ولم يسمع حذف الواو إلا في يسع ويطأ قال الجوهري وإنما سقطت الواو منهما لتعديهما وما عداهما من هذا النوع لا يكون إلا لازما فلذلك خولف بهما نظائرهما
مصرفه
مصرفه بكسر الراء موضع صرفه وهي الجهات التي تصرف فيها فأما مصرفه بفتح الراء فهو المصدر (1/406)
شهادة المستخفي
المستخفي المتواري قال الجوهري لا تقل اختفيت والله أعلم باب شروط من تقبل شهادته
الشروط جمع شرط وقد تقدم ومن تقبل شهادته أي الذي يحكم بشهادته
في حال أهل العدالة
هو أن يكون مسلما عاقلا عدلا عالما بما يشهد به غير متهم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ذلك في المغني وقال السامري في المستوعب لا يختلف المذهب في إشتراط هذه الخمسة
لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى المائدة 106 لا نشتري جواب القسم أي يقولون والله لا نشتري والهاء في به عائدة إلى الله تعالى أو على الحلف أو على تحريف الشهادة أو على الشهادة وثمنا مفعول نشتري لإن الثمن يشترى كما يشترى المثمن وقيل التقدير ذا ثمن ولو كان ذا قربى أي ولو كان المشهود له ذا قربة
ولا نكتم شهادة الله
لا نكتم معطوف على لا نشتري وأضاف الشهادة إلى الله تعالى لأنه أمر بها فصارت له وتقرأ شهادة بالتنوين والله بالنصب والجر فالجر مع قطع الهمزة ووصلها وبالمد مع قطع الهمزة على حذف حرف القسم بتعويض ودونه
فإن عثر على أنهما استحقا إثما
عثر بضم العين أي اطلع يقال عثر على الشيء عثورا وعثر في مشيه ومنقه عثارا أنهما أي الوصيان استحقا إثما أي استوجبا إثما بخيانتهما وأيمانهما الكاذبة (1/407)
شهادة مغفل
المغفل بفتح الفاء اسم مفعول من غفل يقال غفل عن الشيء وأغفله غيره وغفله جعله غافلا فهو مغفل ومغفل بتشديد الفاء وتخفيفها مفتوحة فيهما
ولا معروف بكثرة الغلط والنسيان
الغلط مصدر غلط إذا أخطأ الصواب في كلامه عن السعدي والعرب تقول غلط في منطقه وغلط في الحساب وحكى الجوهري عن بعضهم أنهما لغتان بمعنى والنسيان بكسر النون وسكون السين مصدر نسي الشيء وهو خلاف الذكر والحفظ ورجل نسيان بفتح النون أي كثير النسيان
العدلة
العدالة مصدر عدل بضم الدال عدالة ضد جار قال الجوهري ورجل عدل أي رضي ومقنع في الشهادة وقوم عدل وعدول وهو أيضا القيمة والفدية والحكم بالحق والعد بالفتح والكسر المثل وبالكسر وحده الوعاء المعروف وبالضم وحده جمع عدول وهو الكثير الجود
ريبة
الريبة التهمة ورابني الشيء عرفت منه الريبة
لا يرتكب كبيرة ولا يدمن على صغيرة
الكبيرة المنصوص عن الإمام أحمد فيها أنها كل ما أوجب حدا في الدنيا كالزنى وشرب الخمر أو وعيدا في الآخرة كأكل الربا وشهادة الزور وعقوق الوالدين والصغيرة ما دون ذلك كالغيبة والنظر المحرم
أو الإعتقاد
الإعتقاد من أفعال القلوب وإفتعال من عقد القلب على الشيء إذا لم يزل عنه وأصل العقد ربط الشيء بالشيء فالإعتقاد ارتباط القلب بما انطوى عليه ولزمه
المتدين به
المتدين بوزن المتكلم اسم فاعل من تدين بكذا دينا وتدين به فهو دين ومتدين والضمير في به للإعتقاد (1/408)
متأولا
المتأول هو صارف اللفظ عن ظاهره لدليل وشروطه ثلاثة أن لا يمكن حمله على ظاهره وجواز إرادة ما حمله عليه والدليل الدال على إرادته
استعمال المروءة
المروءة بالهمز بوزن سهولة الإنسانية قال الجوهري ولك أن تشدد وقال أبو زيد مرؤ الرجل صار ذا مروءة فهو مرئ على وزن فعيل وتمرأ تكلف المروءة
ما يجمله ويزينه
جمله كذا جعله جميلا وزانه وأزانه وزينه بمعنى والزين نقيض الشين
شهادة المصافع
المصافع مفاعل من صفع قال السعدي وصفعه صفعا ضرب قفاه بجميع كفه قال ابن فارس الصفع معروف وقال الجوهري الصفع كلمة مولدة فالصافع إذن من يصفع غيره ويمكن غيره من قفاه فيصفعه
والمتمسخر
المتمسخر إسم فاعل من تمسخر وهو تمفعل من سخر فالمتمسخر يفعل ويقول شيئا يكون سببا لأن يسخر منه أي يهزأ به
والرقاص
الرقاص من أمثلة المبالغة فهو الكثير الرقص يقال رقص يرقص رقصا فهو رقاص ورقص الآل اضطرب والشراب أخذ في الغليان والرقص معروف
واللاعب بالشطرنج والنرد
الشطرنج فارسي معرب وهو هذا المعروف قال أبو منصور اللغوي وبعضهم يكسر شينه ليكون على مثال من أمثلة العرب كجر دحل وهو البعير الشديد الضخم
والنرد معروف أيضا وهو أعجمي معرب
بمباضعة أهله
المباضعة المجامعة وكذلك البضاع
كالنخال والنفاط والقمام والزبال والمشعوذ والقراد والكباش (1/409)
النخال مبالغة في ناخل يقال نخل الشيء نخلا نقى رديئه ونخل الدقيق غربله والمنخل بضم الميم والخاء ما ينخل به فالنخال هو الذي يتخذ غربالا أو نحوه يغربل به ما في مجاري السقايات وما في الطرقات من حصى أو تراب ليجد في ذلك شيئا من الفلوس والدراهم وغيرها
والنفاط اللعاب مثل لبان وتمار
والقمام فعال من قم البيت إذا كنسه والقمامة الكناسة والجمع قمام فالقمام الكناس
والزبال معروف وهو الذي صناعته الزبل كنسا ونقلا وجمعا وغير ذلك
والمشعوذ من الشعوذة قال ابن فارس ليست من كلام أهل البادية وهي خفة في اليدين وأخذة كالسحر وقال السعدي الشعوذة الخفة في كل أمر
والقراد الذي يلعب بالقرد ويطوف به في الأسواق ونحوها مكتسبا بذلك
والكباش الذي يلعب بالكبش ويناطح به وذلك من أفعال السفهاء والسفلة
شهادة البدوي على القروي
البدوي منسوب إلى البدو وهي البادية والنسب إليه بدوي بفتح الباء
والقروي منسوب إلى القرية بفتح الراء في القروي فالبدوي ساكن البادية والقروي ساكن القرية والله تعالى أعلم باب موانع الشهادة
الموانع جمع مانع وهو اسم فاعل من منع الشيء إذا حال بينه وبين مقصوده فهذه الموانع تحول بين الشهادة ومقصودها فإن المقصود من الشهادة قبولها والحكم بها
الرابع العداوة
العداوة ضد الولاية تقول عدو بين العداوة والمعادة (1/410)
والمعاداة ضربان دنيوية وأخروية فالدنيوية كما مثل به والأخروية كشهادة المسلم على الكافر والسني على الرافضي فتقبل ولا يمنع ذلك قبول الشهادة
والمقطوع على الطريق
والمقطوع بالجر على المقذوف والألف واللام في المقطوع موصولة والطريق مفعول قائم مقام الفاعل أي الذي قطعت عليه الطريق باب الشهادة على الشهادة
أن يسترعيه
الإسترعاء استفعال من رعيت الشيء حفظته تقول استرعيته الشيء فرعاه أي استحفظته الشيء فحفظه فشاهد الأصل يسترعي شاهد الفرع أي يستحفظه شهادته ويأذن له أن يشهد عليه
بحق يعزيه
يعزيه ويعزوه أي ينسبه
شاهد الزور
الزور الكذب والباطل والتهمة فشاهد الزور الشاهد بالكذب
أو أحق
أحق أي أتحقق يقال حققت الأمر وأحققته أحقه وأحقه بفتح الهمزة وضمها على اللغتين والله أعلم باب اليمين في الدعاوي
وسائر الستة
هكذا هو بخط المصنف رحمه الله وحقه وسائر التسعة لما تقدم من أن سائرا بمعنى باقي ولا يجوز سائر الستة إلا إذا قيل سائر بمعنى كل (1/411)
حلف على البت
البت القطع والجزم يقال بت الشيء يبته بتا إذا قطعه
تعالى إسمه
أي جل وارتفع عن إفك المفترين
تغليظها
تغليظ اليمين تفخيمها وتشديدها يقال غلظ الشيء غلظا صار غليظا والخلق غلظة وغلظة يعني بكسر الغين وضمنها وغلاظة
الطالب الغالب النافع الذي يعلم خائنة الأعين
الطالب إسم فاعل من طلب الشيء بمعنى قصده
الغالب إسم فاعل من غلب يغلب بمعنى قهر وأسماء الله تعالى توقيفية واختلف في إشتقاق مالم يرد مماورد فالطالب من قوله صلى الله عليه و سلم لا يطلبنكم الله بشيء من ذمته
والغالب من قوله تعالى كتب الله لأغلبن أنا ورسلي المجادلة 21 الضار النافع هما من أسماء الله تعالى الحسنى وصف نفسه بالقدرة على ضر من شاء ونفع من شاء وذلك أن من لم يكن على الضر والنفع قادرا لم يكن مرجوا ولا مخوفا
وخائنة الأعين يفسر بتفسيرين أحدهما أن يضمر في نفسه شيئا ويكف لسانه ويومئ بعينه وإذا ظهر ذلك من قبل العين سميت خائنة الأعين والآخر أنه ما تخون فيه الأعين من النظر إلى ما لا يحل
والخائنة بمعنى الخيانة وهي من المصادر التي جاءت على لفظ الفاعل
من فرعون وملئه
فرعون يذكر في الأسماء والملأ بالقصر والهمز أشراف الناس ورؤساؤهم ومقدموهم الذين يرجع إلى قولهم
يبرئ الأكمه والأبرص
الأكمه الذي يولد أعمى عن الجوهري والسعدي وقيل الذي يعمى بعد بصر (1/412)
والأبرص الذي أصابه البرص وهو داء معروف وهو بياض يخالف بقية البشرة
بين الركن والمقام
الركن في الأصل جانب الشيء الأقوى والمراد به ركن الكعبة المعظمة الذي فيه الحجر الأسود
والمقام مقال إبراهيم عليه السلام المتقدم ذكره في باب دخول مكة
خطر
الخطر والخطر بفتح الطاء وسكونها الشرف والقدر أي في ماله شرف وماله قدر (1/413)
- كتاب الإقرار
الإقرار الإعتراف يقال أقر بالشيء يقر إقرارا إذا اعترف به فهو مقر والشيء مقر به وهو إظهار لأمر متقدم وليس بإنشاء فلو قال داري لفلان لم يكن إقرارا لتناقض كونها له ولفلان على جهة استقلال كل واحد منهما بها
يحاص
مضارع حاصه وهو مفاعلة من الحصة قال الجوهري يتحاصون إذا اقتسموا حصصا ويحاص مرفوع على الخبر ويجوز فتحه على الجزم محركا لإلتقاء الساكنين
باع عبده من نفسه
يقال بعت فلانا كذا وبعت منه وله وفي صحيح مسلم مرفوعا لو بعت من أخيك ثمرا
فهو بينهما سواء
الذكر والأنثى وهو مبتدأ يجوز أن يكون خبره بينهما وسواء نصب على الحال والذكر والأنثى مجرور على البدل من الضمير في بينهما أي بين الذكر والأنثى ويجوز أن يكون سواء مرفوعا خبرا مقدما والذكر والأنثى مبتدأ مؤخرا فيكون على هذا جملتين فهو بينهما جملة والذكر والأنثى سواء جملة أخرى ويجوز رفع سواء وجر الذكر والأنثى على ما ذكر والله أعلم باب ما يحصل به الإقرار
أجل
بفتح الهمزة والجيم وسكون اللام حرف تصديق بمعنى نعم قال الأخفش إلا أنه أحسن من نعم في التصديق و نعم أحسن منه في الإستفهام فإذا قال أنت سوف تذهب قلت أجل وإذا قال أتذهب قلت نعم وكان أحسن من أجل (1/414)
أو أقدر
أقدر بضم الهمزة وتشديد الدال من التقدير وهي مثل أظن وأحسب في الشك
أو أحرز
هو بقطع الهمزة أمر من أحرز الشيء جعله في حرز والله أعلم باب الحكم فيما إذا وصل بإقراره ما يغيره
لم يقض ولم يبر
يقض بضم الياء مبنيا للمفعول ويبر بضم الياء وكسر الراء مبنيا للفاعل
له علي هؤلاء العبيد
أي تسليمهم أو دفعهم أو نحو ذلك
إلا أن يستثني عينا من ورق
العين هنا الدنانير والعين لفظ مشترك في نحو من عشرين معنى مذكورة في كتاب الوجوه والنظائر والورق الفضة وخصه بعضهم بالدراهم المضروبة
زيوفا
الزيوف الرديئة يقال درهم زيف وزائف إذا كان رديئا
أو مغشوشة
المغشوشة المشوبة بغير الفضة من الغشش وهو المشرب الكدر
بدا لي من تقبيضه
بدا المرجل في الأمر بداءا رجع عنه عن السعدي وقال الجوهري وبدا له في هذا الأمر بداء أي نشأ فيه رأي ومن بمعنى عن وبدا لي متضمن معنى أعرضت وهو يتعدى ب عن ومن بمعنى عن في قوله تعالى الذي أطعمهم من جوع قريش 4 أي عن جوع وفاعل بدا رأي مقدر وساغ حذفه لكثرة إستعماله هذه العبارة وقد يحذف الفاعل لظهور المعنى كقوله تعالى أولم يهد لهم السجدة 27 فاعل يهد محذوف فهذا الذي أمكن تصحيح هذه العبارة به والله أعلم
له عارية
عارية نصب على الحال والعامل فيه معنى الإشارة أو التنبيه وهو كقوله تعالى هذا بعلي شيخا هود 72 ويجوز رفع عارية (1/415)
على أنه خبر وهذا الدار مبتدأ وله في موضع نصب إما على الحال لكونه صفة لعارية تقدمت عليها أة لتعلقه بفعل دل عليه عارية باب الإقرار بالمجمل
المجمل ضد المفسر وهو ما احتمل أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر
أو خطير
الخطير الذي له خطر أي قدر ويقال خطر بضم الطاء فهو خطير
له علي كذا درهم
كذا كناية عن عدد مبهم ويفتقر إلى مميز قال الجوهري فينصب ما بعده على التمييز تقول عند كذا درهم كما تقول عندي عشرون درهما وذكر غيره أنه يجوز جره ب من تقول كذا من درهم بدل من كذا وإذا جر كان التقدير جزء درهم أو بعض درهم ويكون كذا كناية عنه وقد يصرف العرف إلى ما لا يجوز في اللغة
أردت التهزء
التهزء بضم الزاي مهموزا مصدر تهزأ أي سخر والتهزي بالياء من إبدال الهمزة ياء
لكن درهم
لكن حرف إستدراك والإستدراك في أصل اللغة تعقيب اللفظ بما بشعر بخلافه فإذا قال له علي درهم أشعر بعدم غيره لأن تخصيص الشيء بالذكر يدل على نفي الحكم عما عداه فإذا قال لكن درهم فقد عقب اللفظ بما أشعر بخلافه وهو وجوب الدرهم الثاني
تمر في جراب
الجراب بكسر الجيم ويجوز فتحها الجراب المعروف
خاتم فيه فص
فص الخاتم معروف بفتح الفاء وكسرها وضمها ذكره شيخنا في مثلثه والجوهري رحمه الله لم يطلع على غير الفتح فلذلك قال فص الخاتم والعامة تقول فص بالكسر والله أعلم
معا
نصب على الظرف
منديل
هو بكسر الميم الزائدة من ندلت يده إذا أصابها الغمر (1/416)
باب ما ذكر في الكتاب من الأسماء
فنبدأ بذكر النبي صلى الله عليه و سلم ثم بذكر الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ثم بذكر مصنف الكتاب رحمه الله تعالى ثم بباقي الأسماء مرتبة على حروف المعجم
نسب الرسول صلىالله عليه وآله وسلم
أما نبينا صلى الله عليه و سلم فهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان إلى ها هنا إجماع الأمة وما وراءه فيه إختلاف واضطراب والمحققون ينكرونه ومن أشهره عدنان بن أد ويقال بن أدد ابن مقوم بن ناحور بالنون والحاء بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن ثابت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن تبارك وتعالى بن تارخ وهو آزر ابن ناحور بن ساروح بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ بن يرد ابن مهليل ويقال مهلايل بن قينن ويقال قينان بن يانش ويقال أنش ويقال أنوش بن شيث بن آدم صلى الله عليه و سلم وعلى سائر الأنبياء (1/417)
كنية الرسول صلى الله عليه و سلم
المشهور أبو القاسم وكناه جبريل عليه السلام أبا إبراهيم وله أسماء كثيرة أفرد لها الحافظ أبو القاسم ابن عساكر كتابا في تاريخه بعضها في الصحيحين وبعضها في غيرهما منها محمد وأحمد والحاشر والعاقب والمقفى وخاتم الأنبياء ونبي الرحمة ونبي الملحمة ونبي التوبة والفاتح
قال أبو بكر ابن العربي المالكي الحافظ في شرح الترمذي قال بعض الصوفية لله عز و جل ألف اسم وللنبي صلى الله عليه و سلم ألف إسم قال ابن العربي فأما أسماء الله تعالى فهذا العدد حقير فيها وأما أسماء النبي صلى الله عليه و سلم فلم أحصها إلا من جهة الورود الظاهر بصفة الأسماء البينة فوعيت منها أربعة وستين إسما ثم ذكرها مفصلة مشروحة فاستوعب وأجاد
وأم رسول الله صلى الله عليه و سلم آمنة بنت وهب بن عبدالمطلب بن عبد مناف ابن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ولد عام الفيل وقيل بعده بثلاثين سنة وقيل بأربعين وقيل بعشر والصحيح الأول
وأتفقوا على أنه صلى الله عليه و سلم ولد يوم الإثنين من شهر ربيع الأول وقيل يوم الثاني وقيل الثامن وقيل العاشر وقيل الثاني عشر وتوفي صلى الله عليه و سلم يوم الإثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ودفن يوم الثلاثاء حين زالت الشمس وقيل ليلة الأربعاء وله ثلاث وستون سنة وقيل خمس وستون وقيل ستون والأول أشهر وأصح
كان صلى الله عليه و سلم ليس بالطويل البائن ولا القصير ولا الأبيض الأبهق ولا الآدم ولا الجعد القطط ولا السبط توفي وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء وكان حسن الجسم بعيد ما بين المنكبين كث اللحية شئن (1/418)
الكفين أي غليظ الأصابع ضخم الرأس والكراديس أدعج العينين طويل أهدابهما دقيق المسربة إذا مشى كأنما ينحط من صبب يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر حسن الصوت سهل الخدين ضليع الفم أشعر المنكبين والذارعين وأعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة بين كتفيه خاتم النبوة والذراعين كزر الحجلة أو كبيضة الحمامة إذا مشى كأنما تطوي به الأرض يجدون في لحاقه وهو غير مكترث
كان له ثلاثة بنين القاسم وبه كان يكنى ولد قبل النبوة وتوفي وهو ابن سنتين وعبدالله ويسمى الطيب والطاهر ولد بعد النبوة وإبراهيم ولد بالمدينة ومات بها سنة عشرة وهو ابن سبعة عشر أو ثمانية عشر شهرا
وكان له أربع بنات زينب امرأة أبي العاص بن الربيع وفاطمة امرأة علي ابن أبي طالب ورقية وأم كلثوم تزوجهما عثمان رضي الله عنهم
وكان له أحد عشر عما الحارث وهو أكبر أولاد عبدالملطب وبه كان يكنى وقثم والزبير وحمزة والعباس وأبو طالب وأبو لهب وعبدالكعبة وحجل بحاء مهملة مفتوحة ثم جيم ساكنة وضرار والغيداق أسلم منهم حمزة والعباس وكان أصغرهم سنا وهو الذي كان بلي زمزم بعد أبيه وكان أكبر سنا من رسول الله صلى الله عليه و سلم بثلاث سنين وقد نظمت أسماؤهم في هذين البيتين ... قثم والزبير وحمزة والعباس حجل أبو طالب أبو لهب ... وضرار غيداق ثمت عبدالكعبة الحار أعمام سيد العرب ...
وعماته ست صفية وهب أم الزبير أسلمت وهاجرت وتوفيت في خلافة عمر رضي الله عنه عاتكة قيل إنها أسلمت وبره وأروى وأميمة وأم حكيم وهي البيضاء وقد نظمت أسماؤهن في بيت وهو ... أميمة أروى برة وصفية ... وأم حكيم واختمن بعاتكة ...
وأما أزواجه فأولهم خديجة ثم سودة ثم عائشة ثم حفصة وأم (1/419)
حبيبة وأم سلمة وزينب بنت جحش وميمونة وجويرية وصفية هؤلاء التسع بعد خديجة توفي عنهن وكان له سريتان مارية وريحانة
وأما مواليه صلى الله عليه و سلم فكثيرون نحو الخسمين من الرجال والعشر من الإماء على إختلاف في بعضهم
وأما أخلاقه صلى الله عليه و سلم
فكان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان وكان أحسن الناس خلقا وخلقا وألينهم كفا وأطيبهم ريحا وأحسنهم عشرة وأخشعهم وأعلمه بالله وأشدهم له خشية لا يغضب لنفسه ولا ينتقم لها وإنما يغضب إذا انتهكت محارم الله وكان خلقه القرآن وكان أكثر الناس تواضعا يقضي حاجة أهله ويخفض جناحه للضعيف ما سئل شيئا قط فقال لا وكان أحلم الناس وأشد حياء من العذراء في خدرها القريب البعيد والقوي والضعيف عنده في الحق سواء ما عاب طعاما قط إن إشتهاه أكله وإلا تركه ولا يأكل متكئا ولا على خوان ويأكل ما تيسر وكان يحب الحلوى والعسل ويعجبه الدباء وقال نعم الأدم الخل يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ويكافئ على الهدية ويخصف النعل ويرقع الثوب ويعود المريض ويجيب من دعاه من عني ودني وشريف ولا يحقر أحدا وكان يقعد تارة القرفصاء وتارة متربعا وتارة يتكئ وفي أكثر أوقاته محتبيا بيديه وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن ويتنفس في الشراب خارج الإناء ثلاثا ويتكلم بجوامع الكلم ويعيد الكلمة ثلاثا لتفهم ولا يتكلم في غير حاجة ولا يقعد ولا يقوم إلا على ذكر الله تعالى وركب الفرس والبعير والحمار والبغلة وأردف خلفه على ناقة وعلى حمار ولا يدع أحدا يمشي خلفه وعصب على بطنه الحجر من الجوع وفراشه من أدم حشوه ليف وكان متقللا من متعة الدنيا كلها وقد أعطاه الله مفاتيح خزائن الأرض كلها فأبى أن يأخذها واختار الآخرة عليها وكان كثير (1/420)
الذكر دائم الفكر جل ضحكه التبسم ويحب الطيب ويكره الريح المنتنة ويمزح ولا يقول إلا حقا ويقبل عذر المعتذر وكان كما وصفه الله تعالى لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه التورة 129 الآية وكانت معاتبته تقريضا ويأمر بالرفق ويحث عليه وينهى عن العنف ويحث على العفو والصفح ومكارم الأخلاق وكان مجلسه مجلس حلم وحياء وأمانة وصيانة وصبر وسكينة لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن في الحرم أي لا تذكر فيه النساء يتعاطفون فيه بالتقوى ويتواضعون ويوقر الكبار ويرحم الصغار وكان يتألف أصحابه ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويتفقد أصحابه ولم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ولا يضرب خادمه إلا امرأة ولا شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله وما خير بين أمرين إلا أختار أيسرهما مالم يكن إثما فقد جمع الله له كمال الأخلاق ومحاسن الشيم وآتاه علم الأولين والآخرين وما فيه النجاة والفوز وما لم يؤت أحدا من العالمين واختاره على جميع الأولين والآخرين صلوات الله وملائكته وأنبيائه ورسله والصالحين من عباده من أهل أرضه وسمائه عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين صلاة دائمة ما اختلف الملوان وتعاقب الجديدان وسلم وكرم ووالى وجدد وسلم
الإمام أحمد بن حنبل
هو الإمام المبجل أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبدالله بن حيان بالمثناة ابن عبدالله بن أنس ابن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهب بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب (1/421)
بكسر الهاء وإسكان النون وبعدها باء موحدة ابن أفصى بالفاء والصاد المهملة ابن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الشيباني المروزي البغدادي هكذا ذكره الخطيب الحافظ أبو بكر البغدادي وأبو بكر البيهقي وابن عساكر وابن طاهر وقال عباس الدوري وابن ماكولا ذهل بن شيبان وأنكر ذلك الخطيب وقال هو غلط من الدوري قال الجوهري وشيبان حي من بكر وهما شيبانان أحدهما شيبان من ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل والآخر شيبان بن ذهب بن ثعلبة ابن عكابة وهو موافق لما قال الخطيب وذكره المصنف في أول المغني فقال أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبدالله ابن حيان بن عبدالله بن ذهل بن شيبان فأسقط أنس بن عوف بن قاسط بن مازن أربعة وقدم ذهلا على شيبان والله أعلم
حملت به أمه بمرو وولدت ببغداد ونشأ بها وأقام بها إلى أن توفي بها ودخل مكة والمدينة والشام واليمن والكوفة والبصرة والجزيرة قال الحافظ ابن عساكر كان شيخنا شديد السمرة طوالا مخضوبا بالحناء وقيل كان ربعة سمع سفيان بن عيينة وإبراهيم بن سعد ويحيى القطان وهشيما ووكيعا وابن علية وابن مهدي وعبدالرزاق وخلائق كثيرين ذكرهم الحافظ أبو الفرج بن الجوزي وغيره على حروف المعجم وروى عنه عبدالرزاق ويحيى ابن آدم وأبو الوليد وابن مهدي ويزيد بن هارون وعلي بن المديني والبخاري ومسلم وأبو داود وأبو زرعة الرازي والدمشقي وإبراهيم الحربي وأبو بكر أحمد بن محمد بن هانيء الطائي الأثرم وعبدالله بن محمد البغوي وأبو بكر عبدالله بن محمد بن أبي الدنيا ومحمد بن إسحاق الصاغاني وأبو حاتم الرازي وأحمد بن أبي الحواري وموسى بن هارون وحنبل بن إسحاق (1/422)
وعثمان بن سعيد الدارمي وحجاج بن الشاعر وخلائق كثيرون ذكرهم الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في المناقب على حروف المعجم
وروينا عن الشافعي الإمام أبي عبدالله محمد بن إدريس أنه قال خرجت من بغداد وما خلفت بها أحدا أورع ولا أتقى ولا أفقه و أظنه قال ولا أعلم من أحمد بن حنبل
وعن الربيع بن سليمان قال قال لنا الشافعي أحمد إمام في ثمان خصال إمام في الحديث إمام في الفقه إمام في اللغة إمام في القرآن إمام في الفقر إمام في الزهد إمام في الورع إمام في السنة
وروينا عن الشافعي أنه قا لعند قدومه إلى مصر من العراق ما خلفت بالعراق أحدا يشبه أحمد بن حنبل وروينا عن إبراهيم الحربي قال يقو الناس أحمد بن حنبل بالتوهم واله ما أجد لأحد من التابعين عليه مزية ولا أعرف أحدا يقدر قدره ولا يعرف من الإسلام محله ولقد صحبته عشرين سنة صيفا وشتاء وحرا وبردا وليلا ونهارا فما لقيته لقاة في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس ولقد كان يقدم أئمة العلماء من كل بلد وإمام كل مصر فهم بجلالتهم ما دام الرجل منهم خارجا من المسجد فإذا دخل المسجد صار غلاما متعلما
وروينا عنه أيضا أنه قال لقد رأيت رجالات الدنيا لم أر مثل ثلاثة أحمد بن حنبل وتعجز النساء أن تلد مثله ورأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءا عقلا ورأيت أبا عبيدالقاسم بن سلام كأنه جبل نفخ فيه علم
وروينا عن عبدالوهاب الوراق قال ما رأيت مثل أحمد بن حنبل قالوا له وأي شيء بان لك من فضله وعلمه على سائر من رأيت قال رجل سئل عن ستين ألف مسألة فأجاب لها بأن قال حدثنا وأخبرنا وروينا عن عليه ابن المديني أنه قال إن سيدي أحمد بن حنبل أمرني أن لا أحدث إلا من كتاب وروينا عنه أنه قال إن الله عز و جل أعز هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث أبو (1/423)
بكر الصديق يوم الردة وأحمد بن حنبل يوم المحنة وروينا عنه أنه قال ما قام أحد بأمر الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما قام أحمد بن حنبل قلت يا أبا الحسن ولا أبو بكر قال ولا أبو بكر الصديق لأن أبا بكر الصديق كان له أعوان وأصحاب وأحمد ابن حنبل لم يكن له أعوان ولا أصحاب وروينا بالإسناد عن أبي عبيد القاسم بن سلام أنه قال أحمد بن حنبل إمامنا إني لأتزين بذكره وعن أبي بكر الأثرم قال كنا عند أبي عبيد وأنا أناظر رجلا عنده فقال الرجل من قال بهذه المسألة فقلت من ليس من شرق ولا غرب مثله قال من قلت أحمد بن حنبل قال أبو عبيد صدق من ليس في شرق ولا غرب مثله ما رأيت رجلا أعلم بالسنة منه وعن إسحاق بن راهويه أنه قال أحمد بن حنبل حجة بين الله وبين عبيدة في أرضه وقال أيضا لولا أحمد بن حنبل وبذله نفسه لما بذلها له لذهب الإسلام وعن بشر بن الحارث أنه قيل له حين ضرب أحمد بن حنبل يا أبا نصر لو أنك خرجت فقلت إني على قول أحمد بن حنبل فقال بشر أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء إن أحمد بن حنبل قام مقام الأنبياء وقال أيضا أدخل أحمد بن حنبل الكير فخرج ذهبة حمراء وروينا بالإسناد إلى بشر قال سمعت المعافي بن عمران يوق سئل سفيان الثوري عن الفتوة فقال
الفتوة العقل والحياء ورأسها الحفظ وزينتها الحلم والأدب وشرفها العلم والورع وحليتها المحافظة على الصلوات وبر الوالدين وصلة الرحم وبذلك المعروف وحفظ الجار وترك التكبر ولزوم الجماعة والوقار وغض الطرف عن المحارم ولين الكلام وبذلك السلام وبر الفتيان العقلاء الذين عقلوا عن الله تعالى أمره ونهيه وصدق الحديث واجتناب التكلف وإظهار المودة وإطلاق الوجه وإكرام الجليس والإنصات للحديث وكتمان السر وستر العيوب وأداء الأمانة وترك الخيانة والوفاء بالعهد والصمت في المجالس من غير عي والتواضع من (1/424)
غير حاجة وإجلال الكبير والرفق بالصغير والرأفة والرحمة للمسلمين والصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء
وكمال الفتوة الخشية لله عز و جل فينبغي للفتى أن تكون فيه هذه الخصال كلها فإذا كان كذلك كان فتى بحقه
قال بشر وكذلك كان أحمد بن حنبل فتى لأنه قد جمع هذه الخصال كلها وعن أبي زرعة عبيدالله بن عبدالكريم الرازي قال ما رأت عيناي مثل أحمد بن حنبل في العلم والزهد والفقه والمعرفة وكل خير ما رأت عيناي مثله وقال أيضا ما رأيت أحدا أجمع منه ما رأيت أحدا أكمل منه وعن المزني صاحب الشافعي قال أحمد بن حنبل يوم المحنة وأبو بكر الصديق يوم الردة وعمر يوم السقيفة وعثمان يوم الدار وعلي يوم صفين وعن أبي داود السجستاني قال رأيت مائتي شيخ من مشايخ العلم فما رأيت مثل أحمد بن حنبل لم يكن يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس فإذا ذكر العلم تكلم وعن إبراهيم الحربي قال سعيد بن المسيب في زمانه وسفيان بالثوري في زمانه وأحمد بن حنبل في زمانه وعن عبدالوهاب الوراق قال لما قال النبي صلى الله عليه و سلم فردوه إلى عالمه رددناه إلى أحمد بن حنبل وكان أعلم أهل زمانه وقد صنف في مناقبه من المتقدمين والمتأخرين جماعة كابن منده والبيهقي وشيخ الإسلام الأنصاري وابن الجوزي وابن ناصر وغيرهم وشهرة إمامته ومناقبه وسياداته وبراعته وزهادته ومجموع محاسنه كالشمس إلا أنها لا تغرب رضي الله عنه وحشرنا في زمرته
ولد رضي الله عنه في ربيع الأول سنة 164 ه أربع وستين ومائة وتوفي ببغداد يوم الجمعة لنحو من ساعتين من النهار لإثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة 241 إحدى وأربعين ومائتين والمشهور من ربيع الآخر رضي الله عنه
صنف المسند ثلاثون ألف حديث و التفسير مائة ألف وعشرون (1/425)
ألفا و الناسخ والمنسوخ والتاريخ وحديث شعبة والمقدم والمؤخر في القرآن وجوابات القرآن والمناسك الكبير والصغير وأشياء أخر وليس هذا مكان استقصاء مناقبه والله أعلم
مؤلف الكتاب المقنع
هو الإمام العلامة الرباني المتفق على إمامته وديانته وسيادته وورعه موفق الدين أبو محمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي ولد بقرية جماعيل بفتح الجيم وتشديد الميم من جبل نابلس من الأرض المقدسة في شعبان سنة 541 إحدى وأربعين وخمسمائة اشتغل من صغره بالقرآن العزيز والفقه وقرأ على الشيخ أبي الفتح بن المني بقراءة أبي عمرو بن العلاء وعلي أبي الحسن علي البطائحي بقراءة نافع وسمع الحديث الكثير بمكة وبغداد والموصل ودمسق وروى كثيرا من مسموعاته وسمع من خلق كثير يطول ذكرهم منهم الإمام العارف أبو محمد عبدالقادر بن أبي صالح الجيلي وأبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وأبو الفتح محمد بن عبدالباقي بن أحمد بن سليمان وأبو بكر عبدالله بن محمد بن النقور وأبو المعالي أحمد بن عبد الغني بن حنيفة الباجسرائي والإمام أبو محمد عبدالله بن أحمد بن الخشاب ووالده الإمام أبو العباس أحمد رحل في طلب العلم إلى بغداد وهو شاب في سنة 561 ه إحدى وستين وخمسمائة فأقام نحوا من أربع سنين ثم رجع وقد حصل الفقه والحديث والخلاف ثم فأقام نحوا من أربع سنين ثم رجع وقد حصل الفقه والحديث والخلاف ثم سافر ثانية فأقام سنة ثم رجع ثم حج سنة 573 سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ومضى على طريق العراق ودخل بغداد وأقام ثالثة واشتغل فقيل إنه في هذه السفرة كرر على مائة مسألة من الخلاف ثم رجع واشتغل بالإشتغال والتصنيف فمن تصانيفه (1/426)
كتاب البرهان وجزء في الإعتقاد وكتاب العلو وكتاب ذم التأويل وكتاب القدر وفي الحديث كتاب المتحابين وكتاب التوابين وكتاب الرقة وكتاب فضائل الصحابة وأجزاء جمعها وله كتاب التبيين في أنساب القرشيين وكتاب الإستنصار في أنساب الأنصار وصنف في الفقه كتاب المغني في سبع مجلدات بخطه وكتاب الكافي مجلدان وكتاب المقنع مجلد وكتاب العمدة مجلد لطيف ومختصر الهداية مجلد وله كتاب الروضة في أصول الفقه وكتاب قنعة الأريب في تفسير الغريب ومقدمتان في الفرائض وغير ذلك
كان رحمه الله إماما في الفقه والخلاف والفرائض والجبر والحساب والنحو والنجوم السيارة له فيها نظم حسن وكان شديد الحلم والتواضع حسن الأخلاق والشيم ذا رأي ومعرفة قليل الإهتمام بالدنيا مفوضا أمره إلى الله تعالى كثير التعبد حسنه ذا كرامات ظاهرة كثيرة فلذلك نفع الله به الخلق في حياته واتصل النفع به بعد موته بتصانيفه بحيث لا يكاد يستغني عنها أحد من أهل مذهبه وله شعر حسن وقال شيخ الإسلام ابن تيمة قدس الله روحه ما حل بالشام بعد الأوزاعي أفقه من الموفق توفي رحمه الله تعالى يوم السبت وهو يوم عيد الفطر بدمشق ودفن يوم الأحد من سنة 620 عشرين وستمائة بجبل قاسيون تحت المغارة المعروفة ب مغارة توبة وكان الخلق لا يحصي عددهم إلا الله تعالى وقبره مشهور يزار رحمه الله تعالى ورضي عنه
حرف الألف
آدم عليه السلام
آدم عليه السلام ذكر في باب الفرض إلا بني آدم والجواهر وهو أبو البشر أول نبي أرسل إلى أهل الأرض خلقه الله تعالى بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته وزوجه حواء أمته ونهاه عن أكل (1/427)
الشجرة فخالف وأكلها بوسوسة اللعين إبليس هو وحواء فتساقط عنهما لباسهما وبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليها من ورق الجنة وفي ذلك يقول بعض شعراء العرب ... فظلا يخيطان الوراق عليهما ... بأيديهما من أكل شر طعام ...
وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين الأعراف 22 23
فأهبطا من الجنة إلى السماء ثم أهبطا من السماء إلى الأرض ولذلك كرر اهبطوا منها في البقرة مرتين فالضمير في منها الأولى للجنة وفي الثانية للسماء وقيل إن آدم أهبط بأرض الهند فمكث زمنا طويلا لا يرفع رأسه حياء من الله تعالى عاش ألف سنة وكان قد وهب لإبنه داود النبي صلى الله عليه و سلم أربعين سنة فلما مضى له تسعمائة وستون سنة جاءه ملك الموت ليقبض روحه فقال بقي لي أربعون سنة فقال أوليس قد وهبتها لولدك داود فأنكر فأنكر ذريته ونسي فنسيت ذريته صلاة الله عليه وسلامه
إبراهيم الخليل صلى الله عليه و سلم وعلى نبينا وسلم
ذكر في التشهد فلذلك ذكر به
هو إبراهيم بن تارخ وهو آزر وبقيه نسبه مستعصي في نسب النبي صلى الله عليه و سلم وهو خليل الرحمن عز و جل قال الله تعالى واتخذ الله إبراهيم خليلا (1/428)
النساء 125 والخليل الصديق فعيل بمعنى مفاعل من الخلة بضم الخاء وهي الصداقة التي تخللت القلب فصارت خلاله أي باطنه ويجوز أن يكون بمعنى مفعول من الخلة أي الحاجة
قال زهير ... وإن أتاه خليل يوم مسألة ... يقول لا غائب مالي ولا حرم ...
أي صاحب خلة والأول أحسن وأكثر وإبراهيم صلوات الله وسلامه عليه أول من أضاف الضيف وأول من ثرد الثريد وأول من قص شاربه واستحد واختتن وقلم أظفاره وأستاك وفرق شعره وتمضمض واستنشق واستنجى بالماء وأول من شاب وهو ابن مائة وخمسين سنة نقله ابن قتيبة عن وهب بن منبه رضي الله عنهما
قال وعاش إبراهيم مائة سنة وخمسا وسبعين سنة وقيل عاش مائتي سنة وكان بينه وبين نوح ألفا سنة ومائتا سنة وأربعون سنة وكان بين موت آدم إلى غرق الأرض ألفا سنة ومائتا سنة وإثنان وأربعون سنة وإبراهيم لا ينصرف لعجمة والعلمية وفيه ست لغات إبراهيم وإبراهام وإبراهوم وإبرهم بغير ياء بفتح الهاء وكسرها وضمها نقلها الإمام أبو عبدالله محمد بن مالك ونظمها في بيت فقال ... تثلثهم هاء إبراهيم صح بقص ... ر أو بمد ووجها الضم قد غربا ...
ابن شاقلا
هو إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان بن شاقلا أبو إسحاق البزاز جليل القدر كثير الرواية حسن الكلام في الأصول والفروع سمع من أبي بكر الشافعي (1/429)
وأبي بكر أحمد بن آدم الوراق ودعلج وعبدالعزيز بن محمد اللؤلؤي وابن مالك وابن الصواف وأبي عبدالله الحسين بن علي بن محمد المخرمي روى عنه أبو حفص العكبري وأحمد بن عثمان وعبدالعزيز غلام الزجاج وكانت له حلقتان إحداهما بجامع المنصور والأخرى بجامع القصر وحج سنة تسع وأربعين ومات سنة 369 تسع وستين وثلاثمائة سلخ جمادى الآخرة وقيل مستهل رجب وكان سنة يوم مات أربعا وخمسين سنة وغسله أبو الحسن التميمي وكان له إبنان حسن وعلي وشاقلا بالشين المعجمة والقاف الساكنة بعد الألف وآخره ألف ساكنة هكذا قيدناه عن بعض شيوخنا وكذا سمعته من غير واحد منهم والله أعلم
الخلال
هو أحمد بن محمد بن هارون المعروف بالخلال له التصانيف الدائرة والكتب السائرة من ذلك الجامع والعلل والسنة والعلم والطبقات وتفسير الغريب والأدب وأخلاق أحمد وغير ذلك سمع الحسن ابن عرفة وسعدان بن نصر ومحمد بن عوف الحمصي وطبقته وصحب أبا بكر المروذي إلى أن مات وسمع جماعة من أصحاب الإمام أحمد منهم صالح وعبدالله أبناه وإبراهيم الحربي والميموني وبدر المغازلي وأبو يحيى الناقد وحنبل والقاضي البرني وحرب الكرماني وأبو زرعة وخلق سواهم سمع منهم مسائل أحمد ورجل إلى أقاصي البلاد في جمعها وسماعها ممن سمعها من الإمام أحمد وممن سمعها ممن سمعها منه وشهد له شيوخ المذهب بالفضل والتقدم (1/430)
حدث عنه جماعة منهم أبو بكر عبدالعزيز ومحمد بن المظفر ومحمد بن يوسف الصيرفي وكانت له حلقة بجامع المهدي ومات يوم الجمعة لليلتين خلتا من شهر ربيع الآخر سنة 311 إحدى عشرة وثلاثمائة ودفن إلى جنب قبر المروذي عند رجل الإمام أحمد رضي الله عنهما
حرف التاء
تغلب
تغلب ذكر في أحكام الذمة وهو علم منقول من تغلب مضارع غلبت ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل وبنو تغلب هم بنو تغلب بن وائل من العرب من ربيعة بن نزار انتقلوا في الجاهلية إلى النصرانية فدعاهم عمر رضي الله عنه إلى بذل الجزية فأبوا وأنفوا وقالوا نحن عرب خذ منا كما يأخذ بعضكم من بعض بإسم الصدق فقال عمر لا آخذ من مشرك صدقة فلحق بعضهم بالروم فقال النعمان بن زرعة يا أمير المؤمنين إن القوم لهم بأس وشدة وهم عرب يأنفون من الجزية فلا تعن عليك عدوك بهم وخذ منهم الجزية بإسم الصدقة فبعث عمر في طلبهم فردهم وضعف عليهم من الإبل من كل خمس شاتين ومن كل ثلاثين بقرة تبيعين ومن كل عشرين دينارا دينارا ومن كل مائتي درهم عشرة دراهم وفيما سقت السماء الخمس وفيما سقى بنضح أو غرب أو دولاب العشر ولم يخالف عمر فصار إجماعا
حرف الحاء
الحجاج
الحجاج ذكر في كتاب الإيمان وهو الحجاج بن يوسف بن الحكم بن عقيل (1/431)
ابن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب من الأحلاف يكنى أبا محمد كان أخفش دقيق الصوت وأول ولاية وليها تبالة بفتح التاء ثم ولاه عبدالملك بن مروان قتال ابن الزبير فحاصره فقتله وأخرجه فصلبه فولاه عبدالملك الحجاز ثلاث سنين ثم ولاه العراق وهو ابن ثلاث وثلاثين فوليها عشرين سنة فذلل أهلها وروى ابن قتيبة عن عمر أنه قال يا أهل الشام تجهزوا لأهل العراق فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ اللهم عجل لهم الثقفي الذي يحكم فيهم بحكم الجاهلية لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم مات بواسط ودفن بها وعفي قبره وأجري عليه الماء وكانت وفاته سنة تسعين رضي الله عن موتى المسلمين
الحسن بن حامد
هو الحسن بن حامد بن علي بن مروان أو عبدالله البغدادي إمام الحنابلة في زمانه ومدرسهم ومفتيهم له المصنفات في العلوم المختلفات له الجامع في المذهب نحوا من أربعمائة جزء وله شرح الخرقي وشرح أصول الدين وأصول الفقه سمع أبا بكر بن مالك وأبا بكر الشافعي وأبا بكر النجاد وأبا علي الصواف وأحمد بن سلم الختلي ومن أصحابه القاضي أبو يعلى وأبو إسحاق وأبو العباس البرمكيان وأبو طاهر بن العشاوي وأبو بكر بن الخياط وله المقام المشهود في الأيام القادرية ناظر أبا حامد الإسفراييني في وجوب الصيام ليلة الإغمام في دار الإمام القادر بالله بحيث يسمع الخليفة للكلام فخرجت الجائزة السنية له من أمير المؤمنين فردها مع حاجته إلى بعضها فضلا عن جميعها تعففا (1/432)
وتنزها روي أنه كان يبتدئ في مجلسه بإقراء القرآن ثم بالتدريس ثم ينسخ بيده ويقتات من أجرته فسمي الوراق من أجل ذلك وأنه كان في كثير من أوقاته إذا اشتهت نفسه الباقلاء لم يأكل معه دهنا وإذا كان دهن لم يجمع بينه وبين الباقلاء وكان رحمه الله كثير الحج فعةتب في ذلك لكبر سنه فقال لعل الدرهم الزيف يخرج مع الدراهم الجيدة حكي أن إنسانا جاءه بقليل ماء وهو مستند إلى حجر وقد أشرف على التلف فأمومأ إلى الجائي له بالماء من أين هو وإيش وجهه فقال له هذا وقته فأومأ أن نعم عند لقاء الله عز و جل أحتاج أن أدري ما وجهه أو كما قال
وتوفي راجعا من مكة بقرب واقصة سنة 403 ثلاث وأربعمائة رحمه الله
الحسن بن عبدالله النجاد
هو الحسن بن عبدالله أبو علي النجاد كان فقيها معظما إماما في أصول الدين وفروعه
صحب من شيوخ المذهب أبا الحسن بن بشار وابا محمد البربهاري ومن في طبقتهما
صحبه جماعة أبو حفص البرمكي وأبو حفص العكبري وأبو الحسن الخرزي وابن حامد وغيرهم رضي الله عنهم
ومن أصحابنا من الطبقة الثانية أبو بكر أحمد بن سليمان النجاد روى عن عبدالله بن أحمد وأبي داود وجمع العلم والزهد وكان له حلقة بجامع (1/433)
المنصور يفتي قبل الصلاة ويملي الحديث بعدها وصنف كتاب الخلاف نحو مائتي جزء قاله ابن الجوزي
وقال الخطيب جمع المسند وصنف السنن كتابا كبيرا
روى عنه الدارقطني توفي سنة 348 ثمان وأربعين وثلاثمائة رضي الله عنه
حنبل بن إسحاق
هو حنبل بن إسحاق أبو علي الشيباني ابن عم الإمام أحمد
سمع أبا نعيم الفضيل بن دكين وأبا غسان مالك بن إسماعيل وعفان بن مسلم وسعيد بن سليمان وعامر بن الفضل وسليمان بن حرب والإمام أحمد في آخرين
حدث عنه ابنه عبيدالله وقيل عبدالله وعبدالله البغوي ويحيى بن صاعد وأبو بكر الخلال وغيره ذكره الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت فقال كان ثقة ثبتا
وقال الدارقطني كان صدوقا وذكره الخلال فقال قد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية وإذا نظرت في مسائله شبهتها في حسنها وجودتها وإشباعها بمسائل الأثرم
وكان رجلا فقيرا خرج إلى عكبرا فقرأ مسائله عليهم روينا الإسناد إلى حنبل بن إسحاق قال جمعنا عمي لي ولصالح ولعبدالله وقرأ علينا المسند وما سمعه منه يعني تاما غيرنا وقال لنا إن هذا الكتاب قد جمعته وأنتقيته من أكثر من تسعمائة وخمسين ألفا فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فارجعوا إليه فإن وجدتموه فيه وإلا فليس بحجة (1/434)
وعن بعض الشيوخ بعكبرا قال حضرنا عند حنبل بن إسحاق حين قدم عكبرا فنزل بعكبرا فلما اجتمع إليه أصحاب الحديث قال لهم أكترينا هذه الغرفة لنسكنها فإذا كثر الناس خشينا أن تضر فإذا اجتمعتم خرجنا إلى المسجد وتوفي بواسط في جمادى الأول سنة 273 ثلاث وسبعين ومائتين رحمه الله تعالى
حرف الدال
داود عليه السلام
هو داود النبي عليه السلام ذكر في صوم التطوع وهو أبو سليمان داود ابن إيشا وهو سابع سبعة إخوة وهو أصغرهم وكان يرعى على أبيه وكان فيه قصر وزرق وقرع في ناحية من رأسه وكان تزوج بنت طالوت أنزل عليه الزبور في ست ليال
وعن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان إذا ذكر داود قال أعبد البشر وكان لا يأكل إلا من عمل يده
ومات فجأة يوم السبت وقيل يوم الأربعاء وهو ابن مائة سنة وعن وهب قال شهد جنازته أربعون ألف راهب سوى غيرهم من الناس ولم يمت في بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام نبي كانت بنو إسرائيل أشد جزعا عليه منهم على داود عليه السلام
حرف الزاي
زيد بن ثابت
هو زيد بن ثابت ذكره في قوله مختصر زيد وتسعينية زيد وهو (1/435)
زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف ابن غنم بن مالك بن النجار الصاري يكنى أبا سعيد وقيل أبا خارجة أخو يزيد بن ثابت لأبيه وأمه كان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه و سلم
روى عن أبي بكر وعمر وعثمان
روى عنه من الصحابة عبدالله بن عمر وأنس بن مالك وأبو هريرة وعبدالله بن يزيد الخطمي وسهل ابن أبي حثمة وسهل بن سعد الساعدي وسهل بن حنيف وأبو سعيد الخدري ومن التابعين خلق كثير وكان كاتبا لعمر ابن الخطاب وكان يستخلفه إذا حج وكان معه لما قدم الشام وخطب بالجابية عند خروجه لفتح بيت المقدس وتولى قسمة غنائم اليرموك ومات بالمدينة سنة 54 أربع وخمسين وقيل سنة 40 أربعين وقيل خمس وأربعين وقيل غير ذلك رضي الله عنه وعن سائر الصحابة
حرف الشين
شيبة
شيبة ذكر في دخول مكة في قوله باب بني شيبة فشيبة هو ابن عثمان بن طلحة بن ابي طلحة عبدالله بن أبي عبد العزى بن عثمان بن عبدالدار بن قصي هاجر أبوه عثمان إلى النبي صلى الله عليه و سلم في الهدنة ورفع إليه مفتاح الكعبة وقال خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة كذا ذكره ابن مندة وذكر الأزرقي أن باب بني شيبة هو باب بني عبد شمس بن عبد مناف وبهم كان يعرف بالجاهلية والإسلام عند أهل مكة فيه إسطوانتان وعليه ثلاث طاقات (1/436)
حرف الصاد
صخر بن حرب
هو صخر بن حرب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي المكي يكنى أبا سفيان
أسلم زمن الفتح ولقي النبي صلى الله عليه و سلم بالطريق قبل دخول مكة وشهد حنينا وأعطاه النبي صلى الله عليه و سلم من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية وشهد الطائف واليرموك نزل بالمدينة ومات بها سنة 31 إحدى وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين سنة رحمه الله تعالى ذكر في كتاب النفقات
حرف العين
عبدالله بن عباس
عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ذكر في الرضاع
وهو أبو العباس عبدالله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم النبي صلى الله عليه و سلم كان يقال له البحر والحبر لكثرة علمه دعا له النبي صلى الله عليه و سلم بالحكمة مرتين
وقال ابن مسعود نعم ترجمان القرآن عبدالله بن عباس ولد في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين ومات النبي صلىالله عليه وسلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة وقيل خمس عشرة وصوبه الإمام أحمد بن حنبل ومات بالطائف سنة ثمان وستين وقيل سنة تسع وستين وقيل سبعين وصلى عليه محمد بن الحنفية رضي الله عنهما
عبدالعزيز بن جعفر
هو عبدالعزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد بن معروف أبو بكر المعروف (1/437)
حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة وموسى بن هرون ومحمد بن الفضل الوصيفي وأبي خليفة الفضل بن الحباب البصري وعلي بن طيفور النسوي وجعفر الفريابي ومحمد بن محمد الباغندي والحسين بن عبدالله الخرقي وأبي القاسم البغوي وآخرين
حدث عنه أحمد بن علي بن عثمان بن الجنيد الخطي وأبو إسحاق بن شاقلا وأبو عبدالله بن بطة وأبو الحسن التميمي وأبو حفص البرمكي والعكبري وأبو عبدالله بن حامد
وكان عبدالعزيز أحد أهل الفهم موثوقا به في العلم متسع الرواية مشهورا بالديانة موصوفا بالأمانة مذكورا بالعبادة
له المصنفات في العلوم المختلفات الشافي والمقنع وتفسير القرآن والخلاف مع الشافعي وكتاب القولين وزاد المسافر والتنبيه وغير ذلك
وذكره القاضي الإمام أبو يعلى فقال كان ذا دين وأخا ورع علامة بارعا في علم مذهب أحمد وذكر تصانيفه وتعظيمه في النفوس وكان له قدم راسخ في تفسير القرآن ومعرفة معانيه روي أن رافضيا سأله عن قوله تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به الزمر 33 من هو فقال أبو بكر الصديق فرد عليه وقال بل هو علي فهم به الأصحاب فقال دعوه ثم قال اقرأ ما بعدها لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم اسوأ الذي عملوا الزمر 34 35 وهذا يقتضي أن يكون هذا المصدق له سيئات سبقت وعلى قولك أيها السائل لم يكن لعلي سيئات خلقه فإنه لم يقابل السائل على جفائه وعدل إلى العلم توفي يوم الجمعة بعد الصلاة لعشر بقين من شوال سنة 363 ثلاث وستين وثلاثمائة روى عنه أنه قال (1/438)
أنا عندكم إلى يوم الجمعة وذلك في علته فقيل له يعافيك الله أو كلاما هذا معناه فقال سمعت أبا بكر الخلال يقول سمعت أبا بكر المروذي يقول عاش أحمد ابن حنبل ثمانيا وسبعين سنة ومات يوم الجمعة ودفن بعد الصلاة وعاش أبوبكر الخلال ثمانيا وسبعين سنة ومات يوم الجمعة ودفن بعد الصلاة وأنا عندكم إلى يوم الجمعة ولي ثمان وسبعون سنة فلما كان يوم الجمعة مات ودفعن بعد الصلاة رحمه الله وكان يوما عظيما لكثرة الجمع
عبد العزيز التميمي
هو عبدالعزيز بن إسماعيل بن الحارث بن أسد أبو الحسن التيمي
حدث عن أبي بكر النيسابوري ونفطويه والقاضي المحاملي وغيرهم وصحب أبا القاسم الخرقي وأبا بكر عبدالعزيز وصنف في الفروع والأصول والفرائض صحبه القاضيان أبو علي بن أبي موسى وأبو الحسن بن هرمز وكان له أولاد أبو الفضل وأبو الفرج وغيرهما وقيل إنه حج ثلاثا وعشرين حجة وموالده سنة 317 سبع عشرة وثلاثمائة وتوفى في ذي القعدة 371 إحدى وسبعين وثلاثمائة رضي الله عنه وأرضاه
عبدالله بن بطة
هو عبيدالله بن محمد بن محمد بن أحمد بن حمدان بن عمر بن عيسى بن (1/439)
إبراهيم بن سعد بن عتبة بن فرقد صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو عبدالله العكبري المعروف بإبن بطة
سمع أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد وإسماعيل بن العباس الوراق وأبا بكر النيسابوري وأبا طالب أحمد بن نصر الحافظ ومحمد بن محمود السراج ومحمد بن مخلد العطار ومحمد بن ثابت العكبري وأبا القاسم الخرقي وأبا بكر عبدالعزيز وغيرهم من العلماء فإنه سافر الكثير إلى مكة والثغور والبصرة وغير ذلك من البلاد
وصحبه جماعة من مشايخ المذهب أو حفص العكبري والرمكي وأبو عبدالله بن حامد وابن شهاب وأبو إسحاق البرمكي في آخرين ولما رجع ابن بطة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة فلم ير في سوق ولا رؤي مفطرا إلا في يوم الفطر والأضحى وأيام التشريق
قال الحافظ أبوبكر الخطيب حدثني عبدالواحد بن علي العكبري قال لم أر في شيوخ أصحاب الحديث ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة وكان آمرا بالمعروف ولم يبلغه منكرا إلا غيره
وعن أبي علي بن شهاب قال سمعت أبا عبدالله بن بطة يقول أستعمل عند منامي أربعين حديثا رويت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
وروي أنه كان وصف له ترك العشاء فكان يجعل عشاءه قبل الفجر بيسير ولا ينام حتىيصبح وكان عالما بمنازل الفجر والقمر
ومن مصنفاته كتاب الإبانة الكبير والإبانة الصغير والسنن والمناسك و الإمام ضامن والإنكار على من قص بكتب الصحف الأولى و الإنكر على من أخذ القراءات من المصحف والنهي عن صلاة النافلة بعد العصر وبعد الفجر وتحريم النميمة وصلاة الجماعة ومنع (1/440)
الخروج من المسجد بعد الأذان والإقامة لغير حاجة وإيجاب الصداق الخلوة وفضل المؤمن والرج على من قال الطلاق الثلاث لا يقع وذم البخل و تحريم الخمر و ذم الغناء والإستماع إليه وهو التفرد والعزلة وغير ذلك وقيل إنها تزيد على مائة مصنف
قال القاضي أبو الحسين بن القاضي أبي يعلى وجدت بخط أبي قال اجتاز الشيخ أبو عبدالله بن بطة بالأحنف العكبري فقام له فشق ذلك عليه فأنشأ يقول ... لا تلمني على القيام فحقي ... حين تبدو أن لا أمل القياما ... أنت من أكرم البرية عندي ... ومن الحق أن أجل الكراما ...
فقال ابن بطة لإبن شهاب بكلف له جواب هذه فقال ... أنت إن كنت لاعدمتك ترعى ... لي حقا وتظهر الأعظاما ... فلك الفضل في التقدم والعلم ... ولسنا نحب منك احتشاما ... فاعفني الآن من قيامك أولا ... فسأجزيك بالقيام القياما ... وأنا كاره لذلك جدا ... إن فيه تملقا وأثاما ... ولا تكلف أخاك أن يتلقا ... ك بما يستحل فيه الحراما ... وإن صحت الضمائر منا ... إكتفينا أن نتعب الأجساما ... كلنا واثق بود مصا ... فيه ففيم انزعاجنا وعلاما ...
توفي أبو عبدالله بن بطة رحمه الله يوم عاشوراء سنة 387 سبع وثمانين وثلاثمائة ورثاه تليمذه أبو الحسن بن شهاب بن الحسن به علي بن شهاب العكبري فقال ... هيهات ليس إلى السلو سبيل ... فليكتنفك تفجع وعويل ... موت ابن بطة ثلمة لا يرتجى ... لمسدها شكر له وعديل ... فمضى فقيدا ماله خلف ولا ... منه وإن طال الزمان عديل ... أما المحاسن بعده فدوارس ... والعلم ربع مقفر وطلول (1/441)
أما القبور فهن منه أوانس ... بحلوله وعلى الديار نحول ... من للخصوم اللد إن هم شغبوا ... وعناهم التمويه والتأويل ... من للقران وكشف مشكل آيه ... حتى يقوم عليه منك دليل ... من للحديث وحفظه برواية ... منقولة إسنادها منقول ... ليت شعري عن لسان كان كالس ... يف الصقيل وليس فيه فلول ... مات الذي آثاره وعلومه ... مدروسة مسطورها منقول ... الشيخ مات أم البسيطة زلزلت ... أم صار في البدر المنير أفول ... من للفرائض في عويص حسابها ... في الجد أو في الرد حيث تعول ... من للشروط وحفظ حكم فروعها ... إن أحكمت قبل الفروع أصول ... من فعله الثبت السديد موافق ... للقول منه حيث صار يقول ... هيهات أن يأتي الزمان بمثله ... إن الزمان بمثله لبخيل ... الله حسبي بعده وهو الذي ... في كل ما أرجوه منه وكيل ...
وبطة بفتح الباء والطاء المشددة وأما بطة بضم الباء فأبوه علي بن الحسن بن بطة بن سعد بن عبدالله الزعفراني وأبو عبدالله محمد بن يحيى بن مندة وإسمه إبراهيم بن الوليد بن سندة بن بطة بن اسبندار ومن ذريته أحمد بن بطة الأصبهاني وولده أبو عبدالله محمد بن بطة
عثمان بن عفان
هو عثمان بن عفان رضي الله عنه ابن أبي العاص بن أفية بن عبد شمس ابن عبد مناف يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأب الرابع وهو عبد مناف (1/442)
وأمه أروى بنت كريز بضم الكاف وفتح الراء بن ربيعة ابن حبيب بن عبد شمس وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم أسلم قديما وهاجر الهجرتين وتزوج ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم رقية فماتت فتزوج أم كلثوم فماتت عنده أيضا
ولد بعد عام الفيل بست سنين وقتل يوم الجمعة بعد العصر لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة 35 خمس وثلاثين وهو ابن تسعين سنة وقيل ثمان وثمانين وقيل إثنتين وثمانين وصلى عليه جبير بن مطعم ولي الخلافة إثنتي عشرة سنة رضي الله عنه ذكر في مقادير الديات
على بن حمزة
هو علي بن حمزة أبو الحسن الأسدي الكسائي النحوي الكوفي ثم البغدادي أحد الأئمة القراء كان يعلم الرشيد ثم الأمين بعده قرأ على حمزة الزيات وأقرأ بقراءته ببغداد زمانا ثم اختار لنفسه قراءات فأقرأ بها قرأ عليه خلق كثير ببغداد والرقة وغيرهما وصنف معاني القرآن والآثار في القرآن سمع سليمان ابن أرقم وأبا بكر بن عياش ومحمد بن عبيدالله العرزمي وسفيان بن عيينة روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلام وأبو تربة ميمون بن حفص وغيرهما وتوفي سنة 189 تسع وثمانين ومائة وله مناقب ومآثر ليس هذا موضعها ذكره في جزاء الصيد
علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب رضي الله عنه مذكور في حديث الزبية وهو علي بن (1/443)
أبي طالب وإسمه عبد مناف بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو الحسن كناه النبي صلى الله عليه و سلم أبا تراب وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وهي أول هاشمية ولدت هاشميا أسلمت وهاجرت إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وتوفيت في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم وصلى عليها ونزل قبرها شهد بدرا والمشاهد إلا تبوك
روى عنه ابناه الحسن والحسين وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن عمر وأبو موسى وعبدالله بن عباس وعبدالله بن جعفر وأبو سعيد الخدري وصهيب وزيد بن أرقم وجابر وأبو أمامة وأبو هريرة وحذيفة بن أسيد وجابر بن سمرة وعمرو بن حريث والبراء بن عازب وطارق بن شهاب وطارق ابن أشيم وعبدالرحمن بن أبزى وأبو جحيفة وخلق سواهم من الصحابة والتابعين
ولي الخلافة أربع سنين وسبعة أشهر وأياما مختلفا فيها وقيل غير ذلك وقتل ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة بقيت من رمضان سنة أربعين عام المجاعة وله ثلاث وستون وقيل أربع وستون وقل خمس وستون وقيل ثمان وخمسون وقيل سبع وخمسون رضي الله عنه
علي بن عقيل
هو علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بفتح العين فيهما البغدادي انتهت إليه الرئاسة في الأصول والفروع وله الخاطر العاطر والفهم الثاقب واللباقة والفطنة البغدادية والتبريز في المناظرة على الأقران والتصانيف الكبار ومن طالع مصنفاته أو قرأ شيئا من خواطره وواقعاته في كتابه المسمى ب الفنون (1/444)
وهو مائتا مجلد عرف مقدار الرجل سمع أبا بكر بن بشران وأبا الفتح بن شيطا وأبا محمد الجوهري والقاصي أبا يعلى وغيرهم
مولده سنة 430 ثلاثين وأربعمائة وتوفي سنة 513 ثلاث عشرة وخمسمائة له مؤلفات كثيرة في أصول الدين والفقه والفروع منها الكفاية في أصول الدين والواضح في أصول الفقه ثلاث مجلدات و كفاية المفتي في الفقه سبع مجلدات كبار وكتاب التذكرة و رؤوس المسائل و الإرشاد في أصول الدين وغير ذلك نشأل ببغداد ومات بها رضي الله عنه ودفن بمقبرة الإمام أحمد رحمه الله
عمر بن الحسين
هو عمر بن الحسين بن عبدالله بن أحمد أبو القاسم الخرقي
قرأ العلم على من قرأه على أبي بكر المروذي وحرب الكرماني وصالح وعبدالله ابني الإمام أحمد له المصنفات الكثيرة في المذهب لم يتشر منها إلا هذا المختصر في الفقه لأنه خرج عن مدينة السلام لما ظهر بها سب الصحابة رضوان الله عليهم وأودع كتبه في دار سليمان فاحترفت الدار التي كانت فيها ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد
قرأ عليه جماعة من شيوخ المذهب منهم أبو عبدالله بن بطة وأبو الحسن التميمي وأبو الحسن بن سمعون وغيرهم وانتفع بها المختصر خلق كثير وجعل الله له موقعا في القلوب حتى شرحه من شيوخ المذهب جماعة من المتقدمين والمتأخرين كالقاضي أبي يعلى وغيره وآخر من شرحه الإمام موفق الدين أبو محمد المقدسي في كتاب المغني المشهور الذي لم يسبق إلى مثله فكل من انتفع بشيء من (1/445)
شروح الخرقي فللخرقي من ذلك نصيب من الأجر إذ كان الأصل في ذلك خالفه أبو بكر عبدالعزيز في ثمان وتسعين مسألة يطول ذكرها وتوفي سنة 334 أربع ثلاثين وثلاثمائة ودفن بدمشق رحمه الله تعالى والخرقي بكسر الخاء المعجمعة وفتح الراء المهملة آخره قاف نسبة إلى بيع الخرق كذا ذكره السمعاني والخرقي بفتح الخاء والراء نسبة إلى خرق قرية كبيرة تقارب مرو وممن نسب إليها أبو قابوس محمد بن موسى وعبدالرحمن بن بشير ومحمد بن عبيدالله أبو مذعور والله أعلم
عمر بن إبراهيم العكبري
هو عمر بن إبراهيم بن عبدالله أبو حفص العكبري يعرف بابن المسلم كان له في المذهب المعرفة العالية والتصانيف السائرة المقنع وشرح الخرقي والخلاف بين الإمامين أحمد ومالك وغيره ذلك من المصنفات
سمع من أبي علي الصواف وأبي بكر النجاد وأبي محمد بن موسى وأبي عمرو بن السماك ودعلج بن أحمد ودخل إلى الكوفة والبصرة وغيرهما من البلدان وسمع من شيوخنا وسمع عمر بن بدر المغازلي وأبا بكر عبدالعزيز وأبا إسحاق بن شاقلا وأكثر ملازمة ابن بطة له الإختيارات في المسائل المشكلات منها أن كل سنة سنها رسول الله صلى الله عليه و سلم لأمته فبأمر الله تعالى
ويحتج على ذلك بقوله تعالى وما ينطق عن الهوى النجم 3 واختار ابن بطة والقاضي أنه كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم في أمر الشرع الإجتهاد واحتجا على ذلك بعموم قوله تعالى وشاورهم في الأمر آل عمران 159 وبمعاتبة الله تعالى له في أسارى بدر وفي إذنه صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك للمتخلفين بالعذر (1/446)
حتى تخلف من لا عذر له فقال تعالى عفا الله عنك التوبة 43 الآية قال أبو حفص المواضع التي يستحب تخفيف الركعتين فيها ركعتا الفجر وإفتتاح قيام الليل والطواف وتحية المسجد والركعتان والإمام يخطب فتلك خمسة مواضع توفي أبو حفص رحمه الله يوم الخميس ضحوة لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فهذا أبو حفص صاحب الإختيارات والأقوال
عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكر في باب الشروط في البيع
وهو أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بكسر الراء بعدها ياء مثناة تحت بن قرط بن رزاح بفتح الراء بعدها زاي ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في كعب بن لؤي وأمه حنتمة بنت هاشم وقيل بنت هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم أسلم بمكة وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
روى عنه جماعة كثيرة من الصحابة والتابعين ولي الخلافة عشر سنين وخمسة أشهر وقتل يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة وقيل لثلاث بقين منه سنة ثلاث وعشرين وهو ابن ثلاث وستين سنة سن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وفي سنه اختلاف هذا أصحه ودفن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيت عائشة وصلى عليه صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنهم أجمعين
أبو حفص العكبري
ومن أصحابنا أبو حفص العكبري وهو عمر بن محمد بن رجاء (1/447)
حدث عن عبدالله بن أحمد وغيره وكان رجلا صالحا شديدا في السنة لا يكلم من يكلم رافضيا إلى عشرة روى عنه جماعة منهم ابن بطة توفي سنة 337 سبع وثلاثين وثلاثمائة والعكبري منسوب إلى عكبري وهي بليدة على نحو عشرة فراسخ من بغداد بضم أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه مقصور
أبو حفص البرمكي
ومن أصحابنا أيضا أبو حفص الرمكي وهو عمر بن أحمد بن إبراهيم كان من الفقهاء الأعيان النساك الزهاد ذو الفتيا الواسعة والتصانيف النافعة حدث عن ابن مالك والصواف والحطبي في آخرين صحب النجاد وأبا بكر عبدالعزيز وعمر بن بدر المغازلي توفي في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ودفن بمقبرة الإمام أحمد رحمه الله
عمران بن حصين
عمران بن حصين رضي الله عنهما ذكره في أول صلاة أهل الأعذار وهو أبو نجيد عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن سالم ابن غاضرة الخزاعي
أسلم هو وأبو هريرة رضي الله عنهما عام خيبر روى عنه جماعة من التابعين نزل البصرة وكان قاضيا بها استقضاه عبدالله بن عامر فأقام أياما ثم استعفاه فأعفاه ومات بها سنة إثنتين وخمسين واختلف في إسلام أبيه وصحبته والصحيح أنه أسلم وروي أن النبي صلىالله عليه وسلم علمه اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي (1/448)
عمرو بن ميمون
هو عمرو بن ميمون أبو عبدالله ويقال أبو يحيى الكوفي الأودي
أدرك الجاهلية ولم يلق النبي صلى الله عليه و سلم وسمع عمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص وعبدالله بن مسعود ومعاذ بن جبل وأبا أيوب وأبا مسعود وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمرو بن العاص وأبا هريرة وخلقا من التابعين
قال أبو إسحاق السبيعي كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يرضون عمرو بن ميمون وقال يحيى بن معين هو ثقة وقال عمرو بن علي مات سنة خمس وسبعين وقال أبو نعيم سنة أربع وسبعين وحديثه أن عمر رضي الله عنه وضع على كل جريب من أرض السواد قفيزا ودرهما روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
عيسى بن مريم عليه السلام
عيسى بن مريم عليه السلام ذكر في باب اليمين في الدعاوى وهو عيسى ابن مريم بنت عمران وعمران ولد سليمان بن داود عليهما السلام خلقه الله تعالى من غير أب ذكر اهل التفسير أن مريم عليها السلام ذهبت تغتسل من الحيض فبينما هي متجردة إذ عرض لها جبريل عليه السلام قيل إنه نفخ في جيب درعها فحملت حين لبسته وقيل مد جيب درعها بإصبعه ثم نفخ في الجيب وقيل نفح في كم قميصها وقيل في فيها وقيل نفخ من بعيد (1/449)
فوصل الريح إليها فحملت بعيسى في الحال وروي عن ابن عباس كان الحمل والولادة في ساعة واحدة وقيل كانت مدة الحمل ثمانية أشهر ولا يعيش مولود لثمانية أشهر فكانت آية لعيسى وقيل ستة أشهر وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسه الشيطان إلا ابن مريم وأمه ثم قال أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم آل عمران 36 أخرجاه وهذا لفظ مسلم وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أنا أولى الناس بإبن مريم الأنبياء أولاد علات وليس بيني وبينه نبي أخرجاه أيضا ولفظه لمسلم ثم رفعه الله إلى السماء واختلف هل رفع ميتا أم لا واجتمع به النبي صلى الله عليه و سلم ليلة الإسراء وأخبر صلى الله عليه و سلم أنه ينزل من السماء في آخر الزمان على المنارة البيضاء شرقي دمشق فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويقتل الدجال بباب لد ثم يمكث سبع سنين ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى أحد على وجه الأرض في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضة ثم يبقى شرار الناس يتهاجرون ثم تقوم الساعة
حرف القاف
القاسم بن سلام
القاسم بن سلام ذكره في حكم الأرضين المغنومة في قوله قال أحمد وأبو عبيد القاسم بن سلام بفتح السين وتشديد اللام كان أبوه عبدا روميا لرجل من أهل هراة سمع إسماعيل بن جعفر وشريكا وإسماعيل بن عياش وهشيما وسفيان بن عيينة وأبن علية ويزيد بن هاون ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم وكان يقصد الإمام أحمد ويحكي عنه أشياء وذكره ابن درستويه فقال (1/450)
جمع صنوفا من العلم وصنف الكتب في كل فن من العلوم والآداب وكان ذلك فضل ودين وستر ومذهب حسن روى عن أبي زيد الأنصاري والأصمعي وأبي عبيدة واليزيدي وغيرهم مات سنة 224 أربع وعشرين ومائتين وقيل سنة ثنتين وعشرين في خلافة المعتصم والأول قول البخاري
حرف اللام
لوط عليه الصلاة و السلام
لوط عليه السلام النبي المرسل الذي ذكره المصنف في باب القذف وهو لوط بن هران بن تارخ وهو آزر أبو إبراهيم الخليل ولوط ابن أخير إبراهيم الخليل عليهما السلام وهو نبي مرسل ذكره الله تعالى في كتابه في غير موضع أرسله الله تعالى إلى خمس مدائن من مدن الشام وهي المؤتفكات أي المنقلبات قلبها الله تعالى بأهلها وكانت في قومه أوصاف مذمومة من أفحشها إتيان الذكور وعبادة الأصنام ومنها اللغب بالحمام والخذف بالحصى والحبق في المجالس ومهارشة الكلاب ومناقرة الديوك ورمي البندق ومضغ العلك وخضب أطراف الأصابع بالحناء وتصفيف الطرر والصفير والتصفيق وحل الأزرار وشرع الخمر وقص اللحية وطول الشارب فهذه سبع عشرة خصلة فأقام لوط عليه السلام يدعوهم إلى الله تعالى وبنهاهم عما كانوا عليه فلم ينتهوا ولم يزدادوا إلا تاديا في غيرهم فأهلكهم الله تعالىبقلب المدائن بهم فجعل أعلاها أسفلها والأمطار بالحجارة قلبت بهم ثم أتبعت بالحجارة قيل كانت الحجارة لمن لم يكن في المؤتفكات فلما خرج قتله ولحق لوط بعمه إبراهيم فكان معه حتى مات وأوصى ببناته لعمه إبراهيم وقيل كن إثنتي عشرة وقيل ثلاثا والله أعلم (1/451)
حرف الميم
مالك بن أنس
هو مالك بن أنس بن أبي عامر أبو عبدالله الأصبحي المدني إمام دار الهجرة
سمع نافعا مولى ابن عمر ومحمد بن المنكدر وأبا بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري وخلقا كثيرا من التابين يطول ذكرهم
روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري والزهري وهما من شيوخه والأوزاعي والثوري والليث بن سعد وشعبة ويحيى بن سعيد القطان ومحمد بن إدريس الشافعي وخلق كثير يطول ذكرهم
أخبرنا أبو القاسم بن عبدالغني بن محمد بن أبي القاسم أخبرنا جدي أخبرنا سعد الله بن سعد أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط أخبرنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد المؤدب أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين ابن الصواف أخبرنا بشر بن موسى وحدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلىالله عليه وسلم يوشك أن يضرب الناس آباط المطي في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة أخرجه الترمذي عن الحسن بن صباح وإسحاق ابن منصور عن سفيان وقال حديث حسن وقد روي عن سفيان بن عيينة أنه قال في هذا هو مالك بن أنس وعن معن بن عيسى قال كان مالك ابن أنس إذا أراد أن يجلس للحديث اغتسل وتبخر وتطيب فإن رفع أحد صوته في مجلسه قال قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم (1/452)
فوق صوت النبي الحجرات 2 فمن رفع صوته عن حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان رحمة الله عليه ثقة مأمونا ثبتا ورعا فقيها عالما حجة وقال أبو المعافي ابن أبي رافع المدني ... ألا إن فقد العلم في فقد مالك ... فلا زال فينا صالح الحال مالك ... يقيم طريق الحق والحق واضح ... ويهدي كما تهدي النجوم الشوابك ... فلولاه ما قامت حدود كثيرة ... ولولاه لانسدت علينا المسالك ... عشونا إليه نبتغي ضوء ناره ... وقد لزم الغي اللجوج المماحك ... فجاء برأي مثله يقتدى به ... كنظم جمان زينته السبائك ...
توفي صبيحة أربع عشرة ليلة من ربيع الأول وقيل في صفر سنة تسع وسبعين ومائة في خلافة الرشيد وهو ابن خمس وثمانين وقيل ابن تسعين وحمل به في البطن ثلاث سنين روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم من الأئمة رضي الله عنهم
محفوظ بن أحمد الكلوذاني
هو محفوظ بن أحمد أبو الخطاب الكلوذاني من أهل باب الأزج وكلوذا من نواحي بغداد ويلقب بنجم الهدى وهو الإمام البارع ذو التصانيف المفيدة منها الهداية وكتاب الإنتصار ورؤوس المسائل والتهذيب في الفرائض وغير ذلك وله الشعر الحسن منه قصيدته في معاتبته نفسه
قال الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي وبكى حين أنشدناها حتى حن وأولها ... يا نفس ليس بليتي إلا ك ... لولاك كنت مهذبا لولاك (1/453)
وهي خمس وعشرون بيتا وهو منجلة أصحاب القاضي ابي يعلى ابن الفارء وأعيانهم مولوده ثاني شوال سنة إثنتين وثلاثين وأربعمائة وتوفي في سحرة يوم الخميس ودفن يوم الجمعة في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة عشرو خمسمائة سمع الحديث من أبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري والقاضي أبي يعلى رضي الله عنهم
محمد بن الحسين الفراء
هو محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد بن الفراء وهو القاضي السعيد الإمام أبو يعلى قال ولده القاضي أبو الحسين في كتاب الطبقات الذي أخبرنا به الإمام الزاهد أبو محمد عبدالرحمن بن يوسف بن محمد قراءة عليه أخبركم الفقيه أبو محمد عبدالرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي أخبرنا عبدالمغيث بن زهير الحربي أخبرنا القاضي أبو الحسين رحمه الله فقال الوالد السعيد أبو يعلى كان عالم زمانه وفريد عصره ونيسج وحده وقريع دهره وكان له في الأصول والفروع القدم العالي وفي شرف الدين والدنيا المحل السامي والخطر الرفيع عند الإمامين القادر والقائم وأصحاب أحمد رحمه الله تعالى له يتبعون ولتصانيفه يدرسون ويدرسول وبقوله يفتون والفقها على إختلاف مذاهبهم وأصولهم كانوا عنده يجتمعون ولمقالته يسمعون ويطيعون وبالإئتمام به يقتدون وقد شوهد له من الحال ما يغني عن المقال لا سيما مذهب إمامنا أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل وإختلاف الروايات عنه وغير ذلك من العلوم مع الزهد والورع والعفة والقناعة وإنقطاعه عن الدنيا وأهلها وإشتغاله (1/454)
بسطر العلم وبثه وإذاعته ونشره وكان والده أبو عبدالله أحد شهود الحضرة بمدينة السلام صحب ابن حامد إلى أن توفي ابن حامد سنة 403 ثلاث وأربعمائة وبرع في ذلك ولد يعني القاضي أبا يعلى لتسع وعشرين أو ثمان وعشرين ليلة خلت من المحرم سنة 380 ثمانين وثلاثمائة وتوفي ليلة الإثنين بين العشاءين تاسع عشر رمضان سنة 458 ثمان وخمسين وأربعمائة وصلى عليه أخي أبو القاسم يوم الإثنين بجامع المنصور ودفن في مقبرة الإمام أحمد رضي الله عنه
أبو يعلى الصغير
هو القاضي محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد ابن الفراء أبو يعلى الصغير ويلقب عماد الدين ابن القاضي أبي خازم ابن القاضي الكبير أبي يعلى شيخ المذهب في وقته تفقه على أبيه القاضي أبي خازم بالخاء المعجمة وعلى عمه القاضي أبي الحسين وكان ذا ذكاء مفرط توفي سنة 56 ستين وخمسمائة ببغداد رحمه الله تعالى
محمد بن أحمد الهاشمي
هو محمد بن أحمد ابن أبي موسى أبو علي الهاشمي القاضي ذكره في باب الموصى له وغيره كان رحمه الله عالي القدر سامي الذكر له القدم البالي والحظ الوافي عند الإمامين القادر بالله والقائم بأمر الله سمع الحديث من جماعة منهم محمد بن المظفر في آخرين صنف الإرشاد في المذهب وكانت له حلقة بجامع المنصور يفتي ويشهد صحب أبا الحسن التميمي وغيره من شيوخ المذهب (1/455)
ولي قضاء الكوفة مرتين ولاه القادر بالله روي عن رزق الله قال زرت قبر الإمام أحمد صحبة القاضي الشريف أبي علي فرأيته يقبل رجل القبر فقلت له في هذا أثر فقال لي أجل في نفسي شيء عظيم وما أظن أن الله يؤاخذني بهذا أو كما قال ولد في ذي القعدة سنة 345 خمس وأربعين وثلاثمائة وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة ودفن بقرب الإمام أحمد رحمه الله
المطلب
المطلب ذكر في الزكاة وهو المطلب بن عبد مناف بن قصي عم عبدالملطب جد النبي صلى الله عليه و سلم وله ثلاثة أخوة هاشم جد النبي صلى الله عليه و سلم وعبد شمس أمهما عاتكة بنت مرة ونوفل بن عبدمناف أمه واقدة بنت عمرو المازينة فبنوا المطلب يصرف إليهم من خمس الخمس قولا واحدا وفي الزكاة روايتان وبنوا هاشم لا تحل لهم الزكاة قولا واحدا وبنو نوفل وعبد شمس تحل لهم الزكاة قولا واحدا ولا يصرف إليهم من خمس الخمس قولا واحدا والله تعالى أعلم
موسى عليه الصلاة و السلام
موسى عليه السلام ذكره في باب اليمين في الدعاوى وهو موسى بن عمران ابن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام وكان جعدا آدم طوالا كأنه من رجال شنوءة في أرنبته شامة وعلى طرف لسانه شامة وهي العقدة التي ذكرها الله تعالى بلغ من العمر مائة وسبع عشرة (1/456)
سنة اجتمع به نبينا صلى الله عليه و سلم ليلة الإسراء وأشار عليه بالتردد إلى ربه تبارك وتعالى في تخفيف الصلاة فرضت خمسين صلاة فصارت إلى خمس فله علينا بذلك المنة صلى الله عليه و سلم
حرف الهاء
هاشم
هو هاشم جد أبي النبي صلى الله عليه و سلم والد عبدالمطلب وإسمه عمرو وسمي هاشما لأنه هشم الثريد لقومه وفيه يقول الشاعر ... عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف (1/457)
أعلام النساء
آمنة
أم النبي صلى الله عليه و سلم ذكرها في آخر باب القذف عند قوله ومن قذف أم النبي صلى الله عليه و سلم وهي آمنة بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب تلتقي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في كلاب ابن مرة توفيت ورسول الله صلى الله عليه و سلم ابن أربع سنين وقيل وهو ابن ست سنين قال ابن قتيبة لم يكن لآمنة أخ فيكون خالا للنبي صلى الله عليه و سلم ولكن بنوا زهرة يقولون نحن أخوال النبي صلى الله عليه و سلم لأن آمنة منهم
عائشة رضي الله عنها
عائشة ذكرها في باب صوم التطوع وهي عائشة بنت أبي بكر عبدالله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب التيمية تلتقي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرة بن كعب أم المؤمنين أم عبدالله الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب رب العالمين التي برأها الله تعالى في كتابه زوج النبي صلى الله عليه و سلم في الدنيا والآخرة فمن قذفها بما برأها الله منه فهو كافر بالله العظيم تزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة قبل الهجرة بسنة ونصف أو نحوها وهي بنت ست سنين وبنى بها بالمدينة المنورة بعد منصرفه من وقعة بدر في بدر في شوال سنة ثنتين وهي بنت تسع سنين وقيل أيضا دخل بها في شوال على رأس ثمانية عشرا شهرا من مهاجرته إلى المدينة توفيت سنة سبع وخمسين وقيل سنة ثمان وخمسين وصلى عليه أبو هريرة رضي الله (1/458)
عنهما ودفنت بالبقيع قال الواقدي ماتت ليلة الثلاثاء لسبع عشرة من رمضان سنة ثمان وخمسين وهي إبنة ست وستين رضي الله عنها
هند
هند ذكرها في كتاب النفقات وهي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف امرأة أبي سفيان صخر بن حرب أم معاوية أسلمت عام الفتح بعد إسلام زوجها فأقرهما رسول الله صلى الله عليه و سلم على نكاحهما وكانت فيما ذكر لها أنفة شهدت أحدا مع زوجها وهي كافرة وكانت تقول يوم أحد ... نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق ... إن تقبلوا نعانق ... أو تديروا نفارق ... فراق غير وامق ...
والله أعلم
فهذا آخر ما تهيأ جمعه في شرح ألفاظ المقنع وأعلامه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين آمين (1/459)