2- تُقلبُ ألف المقصور واواً في موضعين :
أ- إذا كانت ثالثة ، وهي بدل من الواو ، نحو : عَصَا ، وقَفَا ؛ تقول في التثنية : عَصَوَانِ ، وقَفَوَانِ .
ب- إذا كانت ثالثة ، ولكنها مجهولة الأصل ، ولم تُمَلْ ، نحو : إِذَا ، وإِلَى ( إذا سُمَّيَ بهما ) تقول : إِذَوَانِ ، وإِلَوَانِ . وهذان الموضعان هما المراد بقوله : " في غير ذا تُقلب واواً الألف " ( أي : تُقلب الألف واواً في غير ما سبق ذكره في المواضع الثلاثة السابقة ) .
س2- إلام أشار الناظم بقوله : " وأَوْلِها ما كان قبلُ قد أُلِف " ؟
ج2- يُشير إلى أنّ الألف المقصورة إذا قُلِبت واواً ، أو ياء لحقتها علامة التثنية المعروفة في باب المثنى ، وهي الألف والنون المكسورة رفعاً ، والياء والنون المكسورة جرًّا ، ونصباً .
* س3- كيف تُعرف أصول الكلمات ؟ وما معنى : أُمِيلَ ؟
ج3- تعرف أصول الكلمات بعدَّة أشياء ، هي : المصدر ، والمشتقات ، والتّصغير ، والتثنية ، وجمع المؤنث السالم ، والفعل المضارع .
ومعنى : أمِيلَ ( أي : لم تظهر الألف عند النُّطق بها ألفاً خَالِصَة ، وإنما كانت ألفاً مَائِلةً إلى الياء ) .
ثانيا : كيفية تثنية الممدود
وَمَا كَصَحْرَاءَ بِوَاوٍ ثُنَّيَا وَنَحْوُ عِلْبَاءٍ كِسَاءٍ وَحَيَا
بَوَاوٍ أَوْ هَمْزٍ وَغَيْرَ مَا ذُكِرْ صَحَّحْ وَمَا شَذَّ عَلَى نَقْلٍ قُصِرْ
س4- كيف يُثَنّى الممدود ؟
ج4- اعلم أولا أنّ الممدود : إما أن تكون همزته بدلاً من ألف التأنيث ، أو تكون لِلإِلْحَاق ، أو تكون بدلاً من أصل ، أو تكون أصلا .
فإن كانت بدلا من ألف التأنيث ، نحو : صحراء ، وحمراء ، فالمشهور قلب الهمزة واواً ؛ فتقول في التثنية : صَحْرَاوَانِ ، وحَمْرَاوَانِ .
وإن كانت للإلحاق ، نحو : عِلْباء ، وقُوبَاء ؛ أو كانت بدلاً من أصل ، نحو : كِسَاء ، وحَيَاء جاز في الهمزة وجهان :(1/55)
أ- قلبها واواً ؛ فتقول : عِلْبَاوَانِ ، وقُوبَاوَانِ ، وكِسَاوَانِ ، وحَيَاوَانِ .
ب- إبقاء الهمزة من غير تغيير ؛ فتقول : عِلباءَانِ ، وقُوباءَانِ ، وكِساءَانِ ، وحَياءانِ .
والقلب في الْمُلْحَقَة أَوْلَى من إبقاء الهمزة ، وإبقاء الهمزة في الْمُبْدَلَة مِنْ أَصْلٍ أولى من قلبها واواً ، أما إن كانت الهمزة الممدودة أصلية ، نحو : قُرَّاء ، ووُضَّاء فيجب إبقاؤها ؛ فتقول : قُرَّاءَانِ ، ووُضَّاءَانِ .
س5- إلام أشار الناظم بقوله : " وما شذّ على نَقْل قُصِر " ؟
ج5- أشار بذلك إلى أنّ ما جاء من تثنية المقصور ، أو الممدود على خِلاف ما ذُكِر اقْتُصِرَ فيه على السَّماع ،كقولهم في تثنية الْخَوْزَلَى : الْخَوْزَلاَنِ ، والقياس: الْخَوْزَلَيَانِ ، وكقولهم في حمراء : حمرايان ، والقياس : حمراوان .
* س6- ما أصل همزة الممدود ؟ اشرح كلَّ ما تذكره .
ج6- همزة الممدود إما أن تكون :
1- أصلا ( أصليَّة ) وهي الهمزة التي تكون موجودة في الفعل ، نحو : ( قُرَّاء ) مِن قرأ ، ( ووُضَّاء ) مِن وَضُؤَ ، ( وإِنْشَاء ) مِن أَنْشَأَ
2- بدلاً من أصل ، والأصل إمّا إن يكون ( الواو ) نحو : كِساء ، فأصله كساو ؛ بدليل قولك : كسوتُ الفقير ، وإما إن يكون الأصل ( الياء ) نحو : حَيَاء ، فأصله حَياي ؛ بدليل قولك : حَيِيتُ ، وقولك : حَيِيَ يَحْيَا ، وتقول : فلان حَيٌّ .
3- بدلا من ألف التأنيث ، نحو : صحراء ، وحمراء ، وفُقراء . فالهمزة في هذه الكلمات أصلها ألف ، هكذا ( صحراا ) فقلبت همزة ؛ لوقوعها بعد ألف زائدة للمد . وتكون الهمزة للتأنيث إنّ دلّ الاسم على مؤنث ، أو كان جمع تكسير .(1/56)
4- لِلإِلْحَاق ، نحو : عِلْبَاء (ومعنى الإلحاق ، هو: زيادة حرف ،أو حرفين على كلمة لِتُوَازِن كلمة أُخرى ؛ لكي تجري مجراها في التصريف ) فكلمة ( عِلْبَاء ) أصلها ( علباي ) بياء زئداة ، وزِيد هذا الحرف ( الياء ) لإلحاقها بوزن كلمة أخرى كقِرْطَاس .
ثالثا : كيفيةُ جَمْعِ المقصورِ جمعَ تَصْحِيحٍ
وَاحْذِفْ مِنَ الْمَقْصُورِ فى جَمْعٍ عَلَى حَدَّ الْمُثَنَّى مَا بِهِ تَكَمَّلاَ
وَالْفَتْحَ أَبْقِ مُشْعِراً بِمَا حُذِفْ وَإِنْ جَمَعْتَهُ بِتَاءٍ وَأَلِفْ
فَالأَلِفَ اقْلِبْ قَلْبَهَا فى التَّثْنِيَهْ وَتَاءَ ذِى التَّا أَلْزِمَنَّ تَنْحِيَهْ
س7- كيف يُجمع المقصور جمع تصحيح ؟ وما المراد بجمع التَّصحيح ؟
ج7- * المراد بجمع التصحيح : جمع المذكر السالم ، وجمع المؤنث السالم . وسُمَّي تصحيحاً ؛ لصِحَّة مفرده ( في الجمع ) وسلامته من التغيير في حركاته ، وسكناته ، وتأمَّل المفرد : مُدَرَّس ، وجمعه : مُدَرَّسون ، ومُدَرَّسات .
أمَّا جمع التكسير فيتغيَّر مفرده في الجمع ، نحو : كِتَابٌ كُتُبٌ ، وقَلَمٌ أَقْلاَمٌ . *
فإذا جُمِع المقصور بالواو والنون ( أي : جمع مذكر سالم ) حُذفتْ ألفه ، وبَقِيَتْ الفتحة دالة على الألف المحذوفة ؛ فتقول في جمع مصطفى : مُصْطَفَوْنَ رفعاً ، ومُصْطَفَيْنَ نصباً وجرّاً .
وهذا هو معنى قوله : واحذف من المقصور ... إلى قوله : بما حُذِف " .
وإذا جمع بالألف والتاء ( أي : جمع مؤنث سالم ) فحكمه كحكم المثنى المقصور ، تُقلب ألفه واواَ ، أو ياء ( بحسب ما ذكرناه في تثنية المقصور ) فتقول في جمع حُبْلَى : حُبْلَيَات ؛ وتقول في جمع فَتًى ، وعَصاً ، ومَتَى (إذا كانت أعلاماً لمؤنث)، فَتَيَات ، وعَصَوَات ، ومَتَيَات .
وهذا هو المراد بقوله : " وإن جمعته ... إلى قوله : في التَّثنيهْ " .(1/57)
أمّا إن كان بعد ألف المقصور تاء وجبَ حينئذ حذف التاء ، وتُرد الألف إلى أصلها ( الياء ، أو الواو ) فتقول في فتاة : فَتَيَات ، وفي قَنَاة ، قَنَوَات . وهذا مراده بقوله : " وتاء ذى التا ألزمنَّ تَنْحِيَه " .
* اعلم أنَّ ما آخره تاء ، نحو : فتاة ، وقناة لا يُسمَّى مقصوراً ، ولا يخضع لأحكام المقصور ؛ لأن المقصور لابدّ أنْ يكون آخره ألفا . *
س8- ما المراد بقول الناظم : " في جمعٍ على حدّ المثنى ما به تكمَّلا " ؟
ج8- المراد به : جمع المذكر السالم ؛ لأنه على حَدَّ المثنى ، بمعنى : أنَّه على طريقته في إعرابه بحرفين ( الألف والنون) في المثنى ( والواو والنون ) في جمع المذكر السالم ، وفي سلامة بناء مفرده ، وفي حذف نونه للإضافة . وأمّا قوله : " ما به تكمَّلا " ، فمراده : ألف المقصور ؛ لأن الكلمة اكتملت بالألف .
* س9- لماذا لم يَذْكُرِ الناظم كيفية جمع الممدود ؟
ج9- لم يَذكر الناظم كيفية جمع الممدود ؛ لأنّ حكمه في الجمع بنوعيه كحكمه في المثنى تَماماً ؛ تقول في ( وُضَّاء ) وُضَّاؤُون ، ووُضَّاءَات ؛ وتقول في حَمْرَاء : حَمْرَاوَات ، وحَمْرَاوُون ( إذا كان علما لمذكر ) وإنّما ذكر المقصور ؛ لاختلاف حكمه في جمع المذكر عن حكمه في جمع المؤنث .
س10- كيف يُجمع صحيح الآخر ، والمنقوص جمعَ مذكرٍ سالماً ؟
ج10- صحيحُ الآخر إذا جمعته جمع مذكر سالماً لا يتغيرّ مفرده فتلحقه ( الواو والنون ) من غير تغيير ؛ فتقول في زَيْدٍ : زَيْدُون ، وفي كَاْتِبٍ : كَاْتِبُون .
وإنْ جُمع المنقوص هذا الجمع حُذِفت ياؤه ، وضُمَّ ما قبل الواو في الرفع ، وكُسِر ما قبل الياء في النصب ، والجر ؛ فتقول في قَاضٍ : قَاضُون رفعا ، وقاضِينَ نصباً ، وجرّاً .
حكم حركة عين جمع المؤنث السالم
إذا كان المفرد مؤنثا ثلاثيا صحيح العين ساكنها
وَالسَّالِمَ العَيْنِ الثُّلاَثِىَّ اسْماً أَنِلْ إِتْبَاعَ عَيْنٍ فَاءَهُ بِمَا شُكِلْ(1/58)
... إِنْ سَاكِنَ الْعَيْنِ مُؤَنَّثاً بَدَا مُخْتَتَماً بِالتَّاءِ أَوْ مُجَرَّدَا
وَسَكِّنِ التَّالِىَ غَيْرَ الْفَتْحِ أَوْ خَفِّفْهُ بِالْفَتْحِ فَكُلاًّ قَدْ رَوَوْا
س11- ما حكم حركة عين جمع المؤنث السالم إذا كان المفرد مؤنثا ثلاثيا صحيح العين ساكنها ؟
ج11- إذا جُمع الاسم المفرد المؤنث الثلاثيّ الصحيح العين الساكنها جمعَ مؤنث سالماً ، فحكم ( العين ) في الجمع المؤنث السالم : أن تَتْبَعَ ( الفاءَ ) في الحركة مطلقاً سواء أكان المفرد المؤنث مختوماً بالتاء ، أم غير مختوم بها ؛ فتقول في دَعْدٍ ، وجَفْنَةٍ : دَعَدَات ، وجَفَنَات . فعين الكلمة الساكنه في المفرد أصبحت في الجمع مفتوحة كحركة فاء الكلمة .
وتقول في هِنْدٍ ، وكِسْرَةٍ : هِنِدَات ، وكِسِرَات ( بكسر عين الكلمة ) وتقول في غُرْفَةٍ ، وبُسْرَةٍ : غُرُفَات ، وبُسُرَات . فالعين تَبِعَتْ في حركتها حركة الفاء وهي الضمة .
ويتلخّص من ذلك : أنّ المفرد إذا استوفى الشروط الآتية ، وهي أن يكون :
1- اسماً ثلاثياً ، مؤنثاً ، صحيحَ العين ، ساكنَ العين . إذا تحقَّقت هذه الشروط تَحَرَّكت في جمع المؤنث السالم عينه الساكنة بحركة فاء المفرد .
س12- ما حكم إتباع العين حركة الفاء في جمع المؤنث السالم ؟
ج12- هذا الإتباع له حكمان : واجب ، وجائز .
1- الإتباع الواجب : يجب الإتباع إذا كان المفرد ( الْمُسْتَوْفِي الشروط السابقة ) مفتوح الفاء ، نحو : دَعْد : دَعَدَات ، ورَحْمَة : رَحَمَات ، فيجب في جمع المؤنث السالم ( فتح العين ) لأن الفاء في المفرد مفتوحة .
2- الإتباع الجائز : يجوز الإتباع إذا كان فاء المفرد مكسوراً ، أومضموماً .
فيجوز في العين الساكنة عند جمعها ثلاث حالات :
1- إبقاؤها ساكنة ، كما هي : حُجْرَة : حُجْرَات ، وهِنْدٍ : هِنْدَات .
2- حذف السكون وتحريكها بالفتحة : حُجْرَة : حُجَرَات ، وهِنْد : هِنَدَات .(1/59)
3- إتباعها حركة الفاء : حُجْرَة : حُجُرَات ، وهِنْد : هِنِدَات .
س13- ما الذي يخرج من شروط إتباع حركة العين لحركة الفاء في جمع المؤنث السالم ؟
ج13- يخرج ما يلي :
1- معتل العين ، والمضعَّف ، نحو : جَوْزَة ، ودِيْمَة ، ونحو : جَنَّة ، وقُبَّة . تبقى فيها العين على حالها ساكنة ؛ فتقول : جَوْزات ، ودِيْمَات ؛ وجَنَّات ، وقُبَّات .
2- غير الثلاثي ، نحو : فُسْتُق ، وجَعْفَر ، وبُرْقُع ( إذا كانت أعلاماً لمؤنث ) تبقى على حالها عند الجمع ؛ فتقول : فُسْتُقَات ، وجَعْفَرَات ، وبُرْقُعَات .
3- الصَّفة ( أي : المشتق ) نحو : ضَخْمَة ، وحُلْوَة . فهذه الصفات تبقى على سكونها عند الجمع ؛ فتقول : ضَخْمَات ، وحُلْوَات .
4- مُحَرَّك العين ، نحو : شَجَرَة ، ونَبِقَة . وهذه تبقى على حالها ؛ فتقول : شَجَرَات ، ونَبِقَات .
وكلُّ ما سبق هو ما احْتَرَز منه الناظم، بقوله : "والسَّالم العين الثلاثي اسما... إنْ ساكن العين مُؤنَّثا " .
5- المذكَّر ، نحو : سَعْد ، وبَكْر ، وبَدْر . فهذه الأسماء لا تُجمع جمع مؤنث سالماً .
المواضع التي يمتنع فيها
إتباع العينِ الفاءَ
وَمَنَعُوا إِتْبَاعَ نَحْوِ ذِرْوَهْ وَزُبْيَةٍ وَشَذَّ كَسْرُ جِرْوَهْ
س14- ما المواضع التي يمتنع فيها إتباع العين الفاء في الحركة ؟
ج14- يمتنع الإتباع في موضعين :
1- إذا كان الاسم المؤنث مكسور الفاء ، وكانت لامه واواً ، نحو : ذِرْوَة ؛ فلا يقال ذِرِوَات ، بل يجب فتح العين ، أو تسكينها ؛ فتقول : ذِرَوَات ، أو ذِرْوَات ، وشذَ قولهم في جِرْوَة : جِرِوَات ( بكسر العين ، والفاء ) .
2- إذا كان الاسم المؤنث مضموم الفاء ، وكانت لامه ياءً ، نحو : زُبْيَة ؛ فلا يقال : زُبُيَات ، بل يجب فتح العين ، أو تسكينها ؛ فتقول: زُبَيَات ، أو زُبْيَات.(1/60)
والسبب في امتناع الإتباع في الموضعين ، هو : استثقال الكسرة قبل الواو في الموضع الأول ، واستثقال الضمة قبل الياء في الموضع الثاني .
حكم ما ورد مُخالفاً لقواعد
إتباع العين الفاء
وَنَادِرٌ أَوْ ذُو اضْطِرَارٍ غَيْرُ مَا قَدَّمْتُهُ أَوْ لأُنَاسٍ انْتَمَى
س15- ما حكم ما ورد مُخالفا لقواعد إتباع العين الفاء ؟
ج15- إذا جاء جمع المؤنث على خلاف ما ذكرناه فهو إمَّا نادر، وإمّا ضرورة، وإمّا لغة قوم من العرب .
فمن النادر قولهم في جِرْوَة : جِرِوَات (بكسر الفاء ، والعين) والأصل (بالفتح ، أو التسكين ) لأن الاسم المؤنث إذا كان مكسور الفاء ، وكانت لامه واواً ، فالإتباع حينئذٍ يمتنع .
ومن الضرورة قول الشاعر :
وحُمَّلْتُ زَفْرَاتِ الضُّحَى فَأَطَقْتُهَا ومَالِى بِزَفْرَاتِ العَشِىَّ يَدَانِ
فالشاعر سكَّن عين ( زَفْرَات ) للضرورة الشعرية ، والقياس ( الفتح ) إتباعاً لحركة فاء الكلمة .
ومن لغة العرب لُغة هُذَيل في ( جَوْزَة ، وبَيْضَة ) ونحوهما ؛ يقولون: جَوَزَات ، وبَيَضَات ( بفتح الفاء ، والعين ) والمشهور في لسان العرب تسكين العين إذا كانت مُعتلة . انظر س13.
جمع التَّكْسِير
أولاً : أوزان جمع القِلَّة
أَفْعِلَةٌ أَفْعُلُ ثُمَّ فِعْلَهْ ثُمَّتَ أَفْعَالٌ جُمُوعُ قِلَّهْ
س1- عرَّف جمع التكسير ، واذكر أقسامه .
ج1- جمع التكسير ، هو : ما دلّ على أكثر من اثنين ، بتغيير صورة مفرده ظاهراً ، أو تقديراً . فالتَّغيير الظاهر إما أن يكون بزيادة على المفرد ، نحو : صِنْوٌ : صِنْوَان ، وإما بنقص عن المفرد ، نحو : تُخْمَة : تُخَم ، وإما بتبديل ، نحو : أَسَد : أُسْد ، وإما بزيادة وتبديل ، نحو : رَجُل : رِجَال ، وإما بنقص وتبديل ، نحو : قَضِيب : قُضُب .(1/61)
أما التغيير المقدَّر ، فنحو : فُلْك ، يُطلق على المفرد ، والجمع فَيُقَدَّرُ زوال حركات المفرد ، وتَبَدُّلها بحركات مُشْعِرَة بالجمع . فكلمة ( فُلْك ) إذا كانت مفردة فهي مِثل ( قُفْل ) وإذا كانت جمعاً فهي مِثل ( أُسْد ) .
وينقسم جمع التكسير إلى قسمين :
1- جمع قِلَّة . 2- جمع كَثْرَة ( سيأتي بيانه ) .
س2- عرَّف جمع القِلّة ، واذكر أوزانه .
ج2- جمع القِلّة ، هو ما دلّ حقيقةً على ثلاثة إلى عشرة .
وله أربعة أوزان ، هي :
1- أَفْعِلَة ، نحو : أَسْلِحَة ، وأَطْعِمَة
2- أَفْعُل ، نحو : أَفْلُس ، وأَنْفُس .
3- فِعْلَة ، نحو : فِتْيَة ، وغِلْمَة .
4- أَفْعَال ، نحو : أَفْرَاس ، وأَعْنَاب .
الاستغناء بالقِلَّة عن الكثرة
والعكس
وَبَعْضُ ذِى بِكَثْرَةٍ وَضْعاً يَفِى كأَرْجُلٍ وَالْعَكْسُ جَاءَ كَالصَّفِى
س3- ما المراد بهذا البيت ؟
ج3- المراد : أنه قد يُستغنى ببعض أبنية القِلّة عن بعض أبنية الكثرة ، نحو : أَرْجُل ، وأَعْنَاق ، وأَفْئِدة ، جمع ( رِجْل ، وعُنُق ، وفُؤَاد ) فهذه الجموع جاءت على أوزان جمع القِلّة ، واسْتُغْنِيَ بها عن جمع الكثرة ؛ لأنهالم تُجمع على أوزان جمع الكثرة وَضْعاً ( أي : في أصل وضعها العربي ) .
وكذلك قد يُستغنى عن بعض أبنية الكثرة عن بعض أبنية القلّة ، نحو : رِجال ، وقُلوب ، وصُفِيّ ، جمع ( رَجُل ، وقَلْب ، وصَفَاة ) فهذه الجموع جاءت على أوزان جمع الكثرة ، ولم تجمع على القِلّة وضعاً .
وقيل : إنّ ( الصَّفي ) ليس منها ؛ لأنه ورد جمعها على القّلة ( أَصْفَاء ) حكاه الجوهري .
واعلم أنه كما يُغْنِي أحدهما عن الآخر وضعاً ، كذلك يُغنى أحدهما عن الآخر استعمالا، فينوب أحدهما عن الآخر ، كما في قوله تعالى : * فـ ( قُروء ) جمع كثرة ناب عن جمع القِلَّة ( أَقْرَاء ، وأَقْرُؤ ) .
الأسماء التي تُجمع على
وزن أَفْعُل قِياساً(1/62)
لِفَعْلٍ اسْماً صَحَّ عَيْناً أَفْعُلُ وَلِلرُّبَاعِيَّ اسْماً أَيْضاً يُجْعَلُ
إِنْ كَانَ كالْعَنَاقِ وَالذِّرَاعِ فى مَدًّ وَتَأْنِيثٍ وَعَدَّ الأَحْرُفِ
س4- ما الأسماء التي تُجمع على وزن أَفْعُل قِياساً ؟
ج4- الأسماء التي تُجمع على وزن أَفْعُل قياساً ، نوعان :
1- كلّ اسم ثلاثي على وزن ( فَعْل ) صحيح العين ، نحو : كَلْب ، وفَلْسٌ ، ووَجْه ، وظَبْي ؛ فتقول في جمعها : أَكْلُب ، وأَفْلُس ، وأَوْجُه ، وأَظْبٍ . وهذا الأخير أصله ( أَظْبُيٌ ) فقُلِبت الضمة كسرة فأصبحت ( أَظْبِي ) فعُومِل معاملة المنقوص ( قاضٍ ) فحذفت الياء وعوَّض عنها بالتنوين ، فأصبحت : أَظْبٍ . ومثل ذلك : ثَدْي : أَثْدٍ ، ودَلْو : أَدْلٍ .
وخرج من ذلك ما يلي : بقولنا ( الاسم ) خرجت الصَّفة ، نحو : ضَخْم ، وعَبْد ؛ فلا يُقال : أَضْخُم ، أمَّا ( عَبْد ) فجُمِعَتْ على ( أَعْبُد ) لأنّ الصَّفة إذا خرجت عن الوصفيّة إلى معنى الاسميّة تُعامل في الجمع معاملة الأسماء لا الصفات ،فجمعوا : عَبْد على أَعْبُد ؛ لأنهم استعملوها اسماً لا وصفاً .
وبقولنا ( صحيح العين ) خرج معتل العين ، نحو : بَاْب ، وبَيْت ، وثَوْب ، وعَيْن ؛ وشَذَّ قولهم : أَثْوُب ، وأَعْيُن .
2- كل اسم مؤنث - بدون علامة تأنيث - رباعي قبل آخره حرف مَدّ ، نحو : أَعَنَاق ، وذِرَاع ، ويَمِين ؛ فتقول : أَعْنُق ، وأَذْرُع ، وأَيْمُن . وأما قولهم في المذكَّر : أَشْهَبُ : أَشْهُبٌ ، وغُرَابٌ : أَغْرُبٌ ، فهو شاذّ .
* س5- إلام أشار الناظم بقوله : " وعَدّ الأحرف " ؟
ج5- أشار إلى أنّ الاسم المؤنث الذي يُجمع على ( أَفْعُل ) يكون رُباعِيَّ الأحرف ليست منها علامة التأنيث ، نحو : عَنَاق ، وذِراع ، ففُهِم أنّ المقصود التأنيث المعنوي .
الأسماء التي تُجمع على
وزن أَفْعَال قِياساً
وَغَيْرُ مَا أَفْعُلُ فِيهِ مُطَّرِدْ مِنَ الثُّلاَثِي اسْماً بِأَفْعَالٍ يَرِدْ(1/63)
وَغَالِباً أَغْنَاهُمُ فِعْلاَنُ فى فُعَلٍ كَقَوْلِهِمْ صِرْدَانُ
س6- ما الأسماء التي تُجمع على وزن أَفْعَال قِياساً ؟
ج6- الأسماء التي تُجمع على وزن أَفْعَال قِياساً ، هي : كلّ اسم ثلاثي ليس على وزن ( فَعْل ) صحيح العين ؛ لأنّ الاسم الذي على وزن فَعْل وهو صحيح العين يُجمع على أَفْعُل ، كما عرفنا ذلك سابقا .
فكل اسم على أيَّ وزنٍ كانَ ماعدا وزن ( فَعْل ) صحيح العين ، يُجمع على أَفْعَال ، نحو : ثَوْبٌ : أَثْوَاب ، وحِمْل : أَحْمَال ، وعَضُد : أَعْضَاد ، وكَبِد : أَكْبَاد ، وعُنُق : أَعْنَاق ، وقُفْل : أَقْفَال ، وعِنَب : أَعْنَاب ، وجَمَل : أَجْمَال ، وإِبِل : آبَال .
وأما ما جاء على وزن ( فُعَل ) نحو : رُطَب ، فَجَمْعُه على أَفْعَال شاذّ ، نحو : أَرْطَاب ، والغالبُ جَمْعُه على فِعْلاَن ، نحو : صُرَد : صِرْدَان ، ونُغَر : نِغْرَان .
وأما ما ورد مِن جمع ( فَعْل ) الصحيح العين على أَفْعَال فهو شاذّ أيضاً ، نحو : فَرْخ : أَفْرَاخ ، ونَهْر : أَنْهَار ، وزَنْد : أَزْنَاد ، وشَخْص : أَشْخَاص .
الأسماء التي تُجمع على
وزن أَفْعِلَة قِياساً
فى اسْمٍ مُذَكَّرٍ رُبَاعِيًّ بِمَدّْ ثَالِثٍ أَفْعِلَةُ عَنْهُمُ اطَّرَدْ
وَالْزَمْهُ فى فَعَالٍ أَوْ فِعَالِ مُصَاحِبَىْ تَضْعِيفٍ أَوْ إِعْلاَلِ
س7- ما الأسماء التي تُجمع على وزن أَفْعِلَة قِياساً ؟
ج7- الأسماء التي تجمع على أَفْعِلة قياساً ، هي : كل اسم مذكَّر رباعيّ قبل آخره حرف مَدّ ، نحو : قَذَال : أَقْذِلة ، وطَعَام : أَطْعِمَة ، ورَغِيف : أَرْغِفة ، وعَمُود : أَعْمِدَة .
ويُلْتَزَم الجمع على أَفْعِلَة كذلك في : كلّ اسم رباعي جاء على وزني ( فَعَال ، أو فِعَال ) وكان مُضَعَّفا ، أو معتل اللاَّم . فمثال الرباعي المضعف : بَتَات: أَبِتَّة، وزِمَام : أَزِمَّة ، والأصل : أَبْتِتَة ، وأَزْمِمَة .(1/64)
ومثال الرباعي المعتل اللام : قَبَاء : أَقْبِيَة ، وفِنَاء : أَفْنِيَة .
وشذّ جمع : عِنَان على عُنُن ، وحَِجَاج على حُجُج .
الأسماء التي تُجمع على فِعْلَة
ثانياً : أوزان جمع الكَثْرَة
ما يُجمع على وزن فُعْل قِياساً
فَعْلٌ لِنَحْوِ أَحْمَرٍ وَحَمْرَا وَفِعْلَةٌ جَمْعاً بِنَقْلٍ يُدْرَى
س8- ما الأسماء التي تُجمع على وزن فِعْلَة ؟
ج8- وزن فِعْلَة هو الوزن الأخير من أوزان جمع القِلَّة ، ولم يَطَّرِد في شيء من الأوزان ، فهو سماعي لا قياسيّ . وهذا هو معنى قوله : " بنقل يُدرى" .
وقد سُمِع الجمع على وزن ( فِعْلَة ) في الأوزان الآتية :
1- فَعَل ، نحو : فَتًى : فِتْيَة .
2- فَعِيل ، نحو : صَبِيّ : صِبْيَة .
3- فَعْل ، نحو : شَيْخ : شِيْخَة .
4 - فُعَال ، نحو : غُلاَم : غِلْمَة .
5- فَعَال ، نحو : غَزَال : غِزْلَة .
6- فِعْل ، نحو : ثِنْي : ثِنْيَة .
س9- عرَّف جمع الكثرة ، وكم وزناً له ؟
ج9- جمع الكثرة ، هو : ما دلّ حقيقة على ما فوق العشرة إلى غير نهاية .
وقيل : إنه ما دلّ على الثلاثة إلى ما لانهاية . وله ثلاثة وعشرون وزنا قِياسيا .
س10- ما الذي يُجمع على وزن فُعْل قِياساً ؟
ج10- وزن ( فُعْل ) من أوزان جمع الكثرة ، ويُجمع قياساً : في كلّ وصف مذكره على وزن ( أَفْعَل ) ومؤنثه على وزن ( فَعْلاء ) نحو: أَحْمَر : حَمْرَاء ، وأَعْرَج : عَرْجَاء ، وأَحْوَر : حَوْرَاء . فهذه الأوصاف تُجمع على ( فُعْل ) قِياساً ؛ فتقول : حُمْر ، وعُرْج ، وحُوْر ؛ تقول ذلك للرجال ، وللنساء .
ما يُجمع على فُعُل ، وفُعَل ، وفِعَل
قِياساً
وَفُعُلٌ لاِسْمٍ رُبَاعِيًّ بِمَدّْ قَدْ زِيدَ قَبْلَ لاَمٍ اعْلاَلاً فَقَدْ
مَالَمْ يُضَاعَفْ فى الأَعَمَّ ذُو الأَلِفْ وَفُعَلٌ جَمْعاً لِفُعْلَةٍ عُرِفْ
وَنَحْوِ كُبْرَى وَلِفِعْلَةٍ فِعَلْ وَقَدْ يَجِىءُ جَمْعُهُ عَلَى فُعَلْ
س11- ما الذي يُجمع على وزن فُعُل قِياساً ؟(1/65)
ج11- يُجمع على وزن فُعُل قِياساً : كلّ اسم رباعي صحيح الآخر قبل آخره حرف مدّ زائد ، فإن كانت المدّة ألفا اُشترط أن يكون الاسم الرباعي غير مضعَّف ، نحو : قَذَال : قُذُل ، وحِمَار : حُمُر ، وأَتَان : أُتُن ، وكُرَاع : كُرُع ، وذِرَاع : ذُرُع .
فإن كان الاسم مضعَّفا فجمعه على ( فُعُل ) شاذ ، نحو : عِنَان : عُنُن ، وحِجَاج : حُجُج ، والقياس جمعه على ( أَفْعِلَة ) وهو من جمع القِلّة ( راجع س7 ) .
أمّا إن كانت المدّة واواً ، أو ياء فلا شرطَ فيه ، فيُجمع على ( فُعُل ) قياساً سواء أكان مضعفا ، أم لا ، نحو : سَرِير : سُرُر ، وذَلُول : ذُلُل ، وقَضِيب : قُضُب ، وعَمُود : عُمُد .
س12- ما الذي يُجمع على وزن فُعَل قياساً ؟
ج12- يجمع على فُعَل قياساً ، نوعان :
1- كل اسم على وزن ( فُعْلَة ) نحو : غُرْفَة : غُرَف ، وقُرْبَة : قُرَب .
2- كل وصف على وزن ( فُعْلَى ) مؤنث ( أَفْعَل ) ، نحو : كُبْرَى : كُبَر ، وصُغْرَى : صُغَر ، وأُخْرَى : أُخَر .
س13- ما الذي يجمع على وزن فِعَل قِياساً ؟
ج13- يجمع على فِعَل قياساً : كل اسم على وزن ( فِعْلَة ) نحو : كِِسْرَة : كِسَر، وحِجَّة : حِجَج ، ومِرْيَة : مِرًى .
وقد تُجمع فِعْلَة على فُعَل ، نحو : لِحْيَة : لُحًى ، وحِلْيَة : حُلًى .
س14- إلام أشار الناظم بقوله : " اِعْلاَلاً فَقَدْ " ؟
ج14- أشار بذلك إلى : أنّ الاسم الرباعي الذي يُجمع على ( فُعُل ) لابد أن يكون صحيح الآخر ليس مُعْتَلاًّ .
ما يُجمع على فُعَلَة ، وفَعَلَة
قياساً
فى نَحْوِ رَامٍ ذُو اطِّرَادٍ فُعَلَهْ وَشَاعَ نَحْوُ كَامِلٍ وَكَمَلَهْ
س15- ما الذي يُجمع على وزن فُعَلَة قياساً ؟(1/66)
ج15- يُجمع على فُعَلَة قياساً : كلّ وصف لمذكر عاقل معتلّ اللام على وزن ( فَاعِل ) نحو : رَامٍ ، وقَاضٍ ، وغَازٍ . فهذه الأوصاف تجمع على فُعَلَة : رُمَاة ، وقُضَاة ، وغُزَاة ، والأصل : رُمَيَة ، وقُضَيَة ، وغُزَوَة .
س16- ما الذي يُجمع على وزن فَعَلَة قياساً ؟
ج16- يُجمع على فَعَلَة قياساً : كل وصف لمذكر عاقل صحيح اللاّم على وزن ( فَاعِل ) . وهذا هو مراده بقوله : " وشاع نحو كاملٍ وكَمَلَه " نحو : سَاحِر : سَحَرة ، وكَامِل : كَمَلَة ، وبارًّ : بَرَرَة .
ما يُجمع على فَعْلَى قياساً
فَعْلَى لِوَصْفٍ كَقَتِيلٍ وَزَمِنْ وَهَالِكٍ وَمَيَّتٌ بِهِ قَمِنْ
س17- ما الذي يُجمع على فَعْلَى قياساً ؟
ج17- يُجمع على فَعْلَى قياساً : كل وصف على وزن ( فَعِيل ) بمعنى مفعول دالّ على هَلاَكٍ ، أو تَوَجُّع ، أو بَلِيَّة ، نحو : قَتِيل ، وجَرِيح ، وأَسِير . فهذه الأوصاف على وزن فَعِيل وهي بمعنى (المفعول) مَقْتُول ، ومَجْروح ، ومَأسْور ؛ ولذلك تُجمع على فَعْلَى ؛ فتقول : قَتْلَى ، وجَرْحَى ، وأَسْرَى .
وكذلك يُجمع على ( فَعْلَى ) كلّ ما أشبه فَعِيل في الدَّلاَلَة على الهلاك ، أو التَّوجُّع ، وذلك في ستة أوزان ، هي :
1- فَعِيل بمعنى فَاعِل ، نحو : مَرِيض : مَرْضَى .
2- فَعِل ، نحو : زَمِن : زَمْنَى ( ومعناه : المريض ) .
3- فَاعِل ، نحو : هَالِك : هَلْكَى .
4- فَيْعِل ، نحو : مَيَّت : مَوْتَى .
5- أَفْعَل ، نحو : أَحْمَق : حَمْقَى .
6- فَعْلاَن ، نحو : سَكْرَان : سَكْرَى .
ما يُجمع على فِعَلَة قياساً
لِفُعْلٍ اسْماً صَحَّ لاَماً فِعَلَهْ وَالوَضْعُ فى فَعْلٍ وَفِعْلٍ قَلَّلَهْ
س18- ما الذي يجمع على فِعَلَة قياساً ؟
ج18- يجمع على فِعَلَة قياساً :كل اسم صحيح اللام على وزن ( فُعْل ) نحو : قُرْط : قِرَطَة ، دُرْج : دِرَجَة ، كُوْز : كِوَزَة .(1/67)
وسُمِع الجمع على فِعَلَة قليلا : في كل اسم صحيح اللام على وزن ( فِعْل ، أو فَعْل ) نحو : قِرْد : قِرَدَة ، وحِسْل : حِسَلَة ( والحِسْل : الضَّبّ ) وزَوْج : زِوَجَة ، وغَرْد : غِرَدَة . ( والغَرْد : نوع من الكَمَأَة ) .
ما يُجمع على فُعَّل ، وفُعَّال قياساً
وَفُعَّلٌ لِفَاعِلٍ وَفَاعِلَهْ وَصْفَيْنِ نَحْوُ عَاذِلٍ وَعَاذِلَهْ
وَمِثْلُهُ الفُعَّالُ فِيمَا ذُكِّرَا وَذَانِ فى الْمُعَلِّ لاَماً نَدَرَا
س19- ما الذي يجمع على فُعَّل قياساً ؟
ج19- يجمع على فُعَّل قياساً : كل وصف صحيح اللام على وزن (فَاعِل ، أو فَاعِلَة) نحو : ضَارِب : ضُرَّب ، صائم : صُوَّم ؛ ضارِبَة : ضُرَّب ، صَائِمَة : صُوَّم .
ويَنْدُرُ الجمع على ( فُعَّل ) إذا كان الوصف معتل اللام مُذكراً على وزن فَاعِل ، نحو : غَازٍ : غُزًّى ، وسَارٍ : سُرًّى ، وعَافٍ : عُفًّى .
س20- ما الذي يُجمع على فُعَّال قياساً ؟
ج20- يجمع على فُعَّال قياساً : كل وصف صحيح اللاّم مذكَّر على وزن
( فَاعِل ) نحو : صَائِم : صُوَّام ، وقَائِم : قُوَّام .
ويندر الجمع على ( فُعَّال ) إذا كان الوصف معتل اللام مذكَّراً على وزن فَاعِل، نحو : غَازٍ : غُزَّاء ، وسَارٍ : سُرَّاء .
ويندر كذلك إذا كان الوصف على وزن ( فَاعِلَة ) كقول الشاعر :
أَبْصَارُهُنَّ إلى الشُّبَّانِ مَائِلَةٌ وقَدْ أَرَاهُنَّ عَنَّى غَيْرَ صُدَّادِ
الشاهد : صُدَّاد ، وهو جمع ( صَادَّة ) فالشاعر جَمَعَ ( فَاعِلَة ) على ( فُعَّال ) وهذا نادر .
ما يُجمع على فِعَال قياساً
فَعْلٌ وَفَعْلَةٌ فِعَالٌ لَهُمَا وَقَلَّ فِيمَا عَيْنُهُ الْيَا مِنْهُمَا
وَفَعَلٌ أَيْضاً لَهُ فِعَالُ مَا لَمْ يَكُنْ فى لاَمِهِ اعْتِلاَلُ
أَوْ يَكُ مُضْعَفاً وَمِثْلُ فَعَلٍ ذُو التَّا وَفِعْلٌ مَعَ فُعْلٍ فَاقْبَلِ
وَفى فَعِيلٍ وَصْفَ فَاعِلٍ وَرَدْ كَذَاكَ فى أُنْثَاهُ أَيْضاً اطَّرَدْ(1/68)
وَشَاعَ فى وَصْفٍ عَلَى فَعْلاَنَا أَوْ أُنْثَيَيْهِ أَوْ عَلَى فُعْلاَنَا
وَمِثْلُهُ فُعْلاَنَةٌ وَالْزَمْهُ فى نَحْوِ طَوِيلٍ وَطَوِيلَةٍ تَفِى
س21- ما الذي يجمع على فِعَال قياساً ؟
ج21- يجمع على فِعَال قياساً ثمانية أنواع ، هي :
1- كل اسم ، أو وصف على وزن فَعْل ، أو فَعْلَة .
فالاسم ، نحو: كَعْب : كِعَاب ، وثَوْب: ثِياب ؛وقَصْعَة: قِصَاع ، وجَنَّة: جِنَان.
والصَّفة ، نحو : صَعْب : صِعَاب ، وضَخْم : ضِخَام ؛ وصَعْبَة : صِعَاب ، وضَخْمَة : ضِخَام .
ويقلّ الجمع على ( فِعَال ) فيما كان عينه ( ياء ) نحو : ضَيْف : ضِيَاف ، وضَيْعَة : ضِيَاع . وهذا النوع هو مراده بالبيت الأول .
2- كل اسم صحيح اللام غير مُضَعَّف على وزن ( فَعَل ، أو فَعَلَة ) وإلى وزن ( فَعَلَة ) أشار بقوله : " ذو التا " نحو : جَبَل : جِبَال ، وجَمَل : جِمَال ؛ ورَقَبَة : رِقَاب ، وثَمَرَة : ثِمَار .
ولا يُجمع قياساً على فِعَال ما كان معتل اللام ، نحو : فَتًى ، ولا المضعَّف ، نحو : طَلَل .
3- كل اسم على وزن ( فُعْل ) ليستْ عينه واواً ، ولا لامه ياء ، نحو :
رُمْح : رِمَاح ، ودُهْن : دِهَان .
4-كل اسم على وزن ( فِعْل ) نحو : ذِئْب : ذِئَاب ، وظِلّ : ظِلاَل .
وهذه الأنواع الثلاثة هي مراده بالبيتين الثاني ، والثالث .
5- كل صفة على وزن ( فَعِيل ) بمعنى ( فَاعِل ) للمذكَّر ، والمؤنث ، نحو : ظَرِيف وظَرِيفَة ( ظِرَاف ) وكَرِيم وكَرِيمَة ( كِرَام ) ومَرِيض ومَرِيضة ( مِرَاض ) وهذا مراده بالبيت الرابع .
6- كل وصف على وزن ( فَعْلاَن ) للمذكّر ، والمؤنث .
ومُؤَنَّثُ فَعْلاَن على وزنين ( فَعْلَى ، وفَعْلاَنة ) نحو: عَطْشَان ، مؤنثه عَطْشَى : عِطَاش ؛ ونَدْمَان ، مؤنثه نَدْمَانَة : نِدَام ( والنَّدْمَان : الْمُرَافِق في السَّمَر ) .
7- كل وصف على وزن ( فُعْلاَن ) للمذكَّر ، والمؤنث ، نحو : خُمْصَان ، وخُمْصَانَة : خِمَاص .(1/69)
8- كل وصف على وزن فَعِيل ، أو فَعِيلة معتل العين ، نحو :
طَوِيل ، وطَوِيلَة : طِوَال . وهذه الأنواع الثلاثة الأخيرة هي مراده بالبيتين الأخيرين .
ما يُجمع على فُعُول ، وفِعْلاَن
قياساً
وَبِفُعُولٍ فَعِلٌ نَحْوُ كَبِدْ يُخَصُّ غَالِباً كَذَاكَ يَطَّرِدْ
فى فَعْلٍ اسْماً مُطْلَقَ الْفَا وَفَعَلْ لَهُ وَلِلْفُعَالِ فِعْلاَنٌ حَصَلْ
وَشَاعَ فى حُوتٍ وَقَاعٍ مَعَ مَا ضَاهَاهُمَا وَقَلَّ فى غَيْرِهِمَا
س22- ما الذي يُجمع قياساً على فُعُول ؟
ج22- يجمع قياساً على فُعُول ما يلي :
1- كل اسم ثلاثي على وزن ( فَعِل ) نحو : كَبِد : كُبُود ، ووَعِل : وُعُول ، ونَمِر : نُمُور .
2- كل اسم ثلاثي على وزن ( فَعْل ، أو فِعْل ، أو فُعْل ) وهذا معنى قوله : "مطلق الفا " نحو : كَعْب : كُعُوب ، وفَلْس : فُلُوس ؛ وحِمْل : حُمُول ، وضِرْس : ضُروس ؛ وجُنْد : جُنُود ، وبُرْد : بُرُود .
ويُشترط في ( فَعْل ) أن لا تكون عينه ( واوا ) كحَوْض .
ويُشترط في ( فُعْل ) أن لا تكون عينه ( واواً ) كحُوْت ، ولا لامه ( ياء ) كمُدْي ، وأَلاَّ يكون مُضَعَّفا ، كخُفّ .
3- كل اسم ثلاثي غير مضعّف على وزن ( فَعَل ) نحو : أَسَد : أُسُود ، وذَكَر : ذُكُور .
وفي هذا الوزن ( فَعَل ) يقول الشارح : إنّ جمع فَعَل على فُعُول غير قياسي دلَّ
على ذلك قول الناظم : " وفَعَل له " لأنه لم يُقَيَّده بكلمة ( اطّرَاد ) التي تعني القِياس .
س23- ما الذي يجمع على فِعْلاََن قياساً ؟
ج23- يجمع على فِعْلان قياساً ما يلي :
1- كل اسم على وزن ( فُعَال ) نحو : غُلاَم : غِلْمَان ، وغُرَاب : غِرْبان .
2- كل اسم على وزن ( فُعَل ) نحو : صُرَد : صِرْدَان ، ونُغَر : نِغْرَان .
وقد أشار إلى ذلك في بيت سابق ، بقوله :
وغَالِباً أَغْنَاهم فِعْلاَنُ فى فُعَلٍ كقولهم صِرْدان ( انظر س6) .(1/70)
3- كل اسم عينه ( واو ) على وزن ( فُعْل ، أو فَعَل ) نحو : عُوْد : عِيْدَان ، وحُوْت : حِيْتان ؛ وقَاع : قِيْعَان ، وتَاج : تِيْجَان ، والأصل في الأخيرين : قَوَع ، وتَوَج .
وإلى هذا النوع أشار بقوله : " وشاع في حُوت وقَاعٍ مع ما ضاهاهما " .
وأما قوله : " وقلَّ في غيرهما " فهو يُشير إلى أنّه : يقل الجمع على فِعْلاَن في غير ما ذُكر ، نحو : أَخ : إِخْوَان ، وغَزَال : غِزْلان ، ونِسْوَة : نِسْوَان ، وخَرُوف : خِرْفان . فهذه تُحفظ ولا يُقاس عليها .
ما يُجمع على فُعْلاَن قياساً
وَفَعْلاً اسْماً وَفَعِيلاً وَفَعَلْ غَيْرَ مُعَلِّ الْعَيْنِ فُعْلاَنٌ شَمِلْ
س24- ما الذي يُجمع على فُعْلاَن قياساً ؟
ج24- يجمع على فُعْلاَن قياساً : كل اسم صحيح العين على وزن ( فَعْل ، أو فَعِيل ، أو فَعَل ) نحو : ظَهْر : ظُهْرَان ، وبَطْن : بُطْنَان ؛ وقَضِيب : قُضْبَان ، ورَغِيف : رُغْفَان ؛ وذَكَر : ذُكْرَان ، وحَمَل : حُمْلاَن .
ما يُجمع على فُعَلاَء ، وأَفْعِلاَء قياساً
وَلِكَرِيمٍ وَبَخِيلٍ فُعَلاَ كَذَا لِمَا ضَاهَاهُمَا قَدْ جُعِلاَ
وَنَابَ عَنْهُ أَفْعِلاَءُ فى الْمُعَلّ لاَماً وَمُضْعَفٍ وَغَيْرُ ذَاكَ قَلّ
س25- ما الذي يجمع على فُعَلاَء قياساً ؟
ج25- يجمع على فُعَلاَء قياساً ما يلي :
1- كل وصف لمذكر عاقل غير معتل اللاَّم ، ولا مضعّف على وزن (فَعِيل) بمعنى فَاعِل ، نحو : كَرِيم : كُرَماء ، وبَخِيل : بُخَلاَء ، وظَرِيف : ظُرَفَاء .
2- كلّ ما أَشْبَه ( فَعِيل ) في المعنى ،وذلك بالدلالة على المدح ، أو الذّم ، نحو:
عَاقِل : عُقَلاَء ، وصَالِِح : صُلَحَاء ، وشَاعِر : شُعَرَاء . وإلى هذا النوع أشار بقوله : " كذا لما ضاهاهما " .
أمّا إذا كان الوصف مضعّفا ، أو معتل اللام ناب عنه ( أَفْعِلاَء ) كما سيأتي .
س26- ما الذي يجمع على أَفْعِلاَء قياساً ؟(1/71)
ج26- يجمع على أَفْعِلاَء قياساً : كلّ وصف على وزن ( فَعِيل ) لمذكر عاقل معتل اللاّم ، أو مضعّف .
فالمعتل ، نحو : غَنِيّ : أَغْنِيَاء ، ووَلِيّ : أَوْلِيَاء ، والمضعَّف ، نحو : شَدِيد ، أَشِدَّاء ، وخَلِيل أَخِلاَّء .
وقد يجيء على قلّة ( أَفْعِلاَء ) جمعا لغير المعتل ، والمضعَّف ، نحو : نَصِيب : أَنْصِبَاء ، وهَيَّن : أَهْوِناء ، وصَدِيق : أَصْدِقاء . وإلى هذا أشار بقوله : " وغير ذاك قلّ " .
ما يجمع على فَوَاعِل قياساً
فَوَاعِلٌ لِفَوْعَلٍ وَفَاعَلِ وَفَاعِلاَءَ مَعَ نَحْوِ كَاهِلِ
وَحَائِضٍ وَصَاهِلٍ وَفَاعِلَهْ وَشَذَّ فى الْفَارِسِ مَعْ مَا مَاثَلَهْ
س26- ما الذي يجمع على فَوَاعِل قياساً ؟
ج26- يجمع على فَوَاعِل قياساً ما يلي :
1- كل اسم على وزن ( فَوْعَل ) أو على وزن ( فَاعَل ) أو على وزن
( فَاعِلاَء ) أو على وزن ( فَاعِل ) نحو: جَوْهَر : جَوَاهِر ، وجَوْرَب : جَوَارِب؛ وطَابَع : طَوَابِع ، وخَاتَم : خَوَاتِم ؛ وقَاصِعَاء : قَوَاصِِع ، ونَافِقَاء : نَوَافِق ؛ وجَابِر : جَوَابِر ، وكَاهِل : كَوَاهِل .
2- كل وصف على وزن ( فَاعِل ) إنْ كان لمؤنث عاقل ، نحو : حَائِض : حَوَائض ، وحَامِل : حَوَامِل .
3- كل وصف على وزن ( فَاعِل ) لمذكر غير عاقل ، نحو: صَاهِل : صَوَاهِل، وشَاهِق : شَوَاهِق .
فإن كان الوصف الذي على وزن فَاعِل لمذكر عاقل لم يُجمع على فَوَاعِل ، وشَذّ جمع : فَارِس على فَوَارِس ، وسابق على سَوَابق (وذلك إذا كان للعاقل) . وهذا هو مراده بقوله : " وشذَّ في الفارس مَعْ ما مَاثَله " .
4- كل اسم ، أو وصف على وزن ( فَاعِلَة ) نحو : فَاطِمَة : فَوَاطِم ، وصَاحِبَة : صَوَاحِب .
ما يجمع على فَعَائِل قياساً
وَبِفَعَائِلَ اجْمَعَنْ فَعَالَهْ وَشِبْهَهُ ذَا تَاءٍ أَوْ مُزَالَهْ
س27- ما الذي يجمع على فَعَائِل قياساً ؟(1/72)
ج27- يجمع على فَعَائِل قياساً : كل اسم رباعي قبل آخره حرف مَدّ مختوماً بتاء التأنيث ، أو مجردا منها ، نحو : سَحَابَة : سَحَائِب ، ورِسَالة : رَسَائِل ، وصَحِيفَة : صَحَائِف ؛ وشَمَال : شَمَائِل ، وعُقَاب : عَقَائِب ، وعَجُوز : عَجَائِز .
ما يجمع على فَعَالِي ، وفَعَالَى
قياساً
وَبِالفَعَالِى وَالفَعَالَى جُمِعَا صَحْرَاءُ وَالعَذْرَاءُ وَالقَيْسَ اتْبَعَا
س28- ما الذي يجمع على فَعَالِي ، وفَعَالَى قياساً ؟
ج28- يُجمع على فَعَالِي ، وفَعَالَى : كل اسم ، أو وصف على وزن (فَعْلاَء) فالاسم ، نحو: صَحْراء : صَحَارِي ، وصَحَارَى .
والوصف ، نحو : عَذْرَاء : عَذَارِي ، وعَذَارَى .
س29- ما معنى قوله : " والقَيْسَ اتبعا " ؟
ج29- معناه : أنّ جمع فَعْلاَء على فَعَالِي ، وفَعَالَى قياسيّ .
ما يجمع على فَعَالِيّ قياساً
وَاجْعَلْ فَعَالِىَّ لِغَيْرِ ذِى نَسَبْ جُدَّدَ كَالْكُرْسِىَّّّ تَتْبَعِ العَرَبْ
س30- ما الذي يجمع على فَعَالِيّ قياساً ؟
ج30- يجمع على فَعَالِيّ : كل اسم ثلاثي آخره ياء مُشدَّدة ليست للنسب ، نحو : كُرْسِيّ : كَرَاسِيّ ، وبَرْدِيّ : بَرَادِيّ ، وقُمْرِي : قَمَارِيّ ؛ ولا يُقال : بَصْرِيّ : بَصَارِيّ ؛ لأن الياء في بَصْرِي للنسب .
ما يجمع على فَعَالِل وشِبْهِه
قياساً
وَبِفَعَالِلَ وَشِبْهِهِ انْطِقَا فى جَمْعِ مَا فَوْقَ الثَّلاَثَةِ ارْتَقَى
مِنْ غَيْرِ مَا مَضَى وَمِنْ خُمَاسِى جُرَّدَ الآخِرَ انْفِ بِالْقِيَاسِ
وَالرَّابِعُ الشَّبِيهُ بِالْمَزِيدِ قَدْ يُحْذَفُ دُونَ مَا بِهِ تَمَّ العَدَدْ
وَزَائِدَ الْعَادِى الرُّبَاعِى احْذِفْهُ مَا لَمْ يَكُنْ لَيْناً إِثْرَهُ اللَّذْ خَتَمَا
س31- ما المراد بشبه فَعَالِل ؟(1/73)
ج31- شبه فَعَالِل ، هو :كل جمع شَابَهَ فَعَالِل في كون ثالثِه ألفاً بعدها حرفان، وإنْ خالفه في الوزن ، نحو : مَسَاجِد ، وصَيَارِف ، فهما شبيهان بـ ( فَعَالِل ) لكنّ وزنَهما مخالف له ، فهما على وزن : مَفَاعل ، وفَيَاعِل .
س32- ما الذي يجمع على فَعَالِل قياساً ؟
ج32- يجمع على فَعَالِل قياساً :
1- كل اسم رباعي مجرّد ، أو مزيد .
فالمجرّد ، نحو : جَعْفَر : جَعَافِر ، وزِبْرِج : زَبَارِج ، وبُرْثُن : بَرَاثِن .
والمزيد ، نحو : مُدَحْرِج ، ومُتَدَحْرِج ؛ يُقال في جمعهما : دَحَارِج ( بحذف أحرف الزيادة ) وهذا معنى قوله : " وزائد العادى الرباعي احذفه " .
2- كل اسم خماسي مجرد ، أو مزيد .
فالمجرد ، نحو : سَفَرْجَل : سَفَارِج ، وفَرَزْدق : فَرَازِد (بحذف الحرف الخامس) وهذا هو معنى قوله : " ومن خماسي جُرّد الآخِر انْفِ بالقياسِ ".
والمزيد ، نحو : قَرْطَبُوس ، وقَبَعْثَرَى : قَرَاطِب ، وقَبَاعِث (بحذف الحرف الزائد، والحرف الخامس ) .
س33- ما الذي يجمع على شبه فَعَالِل قياساً ؟
ج33- يجمع على شبه فَعَالِل قياساً : كل اسم ثلاثي مزيد ، نحو : جَوْهَر : جَوَاهِر ( فَوَاعِل ) وصَيْرَف : صَيَارِف ( فَيَاعِل ) وأَكْرَم : أَكَارِم ( أَفَاعِل ) وهذه الأوزان التي بين القوسين تُشْبِه فَعَالِل .
س34- إلام أشار الناظم بقوله : " من غيرِ ما مَضَى " .
ج34- أشار بذلك : إلى أنّ شبه فَعَالِل قياسي في كل اسم ثلاثي مزيد ، لكنه ليس قياسيا في الأسماء الثلاثية المزيدة ، نحو : أَحْمَر ، وحَمْرَاء ، وكُبْرَى ، وسَكْرَى ، ورَامٍ ، وكَامِل ، وذِرَاع . فهذه أسماء ثلاثية مزيدة سبقَ ذِكْرُ جَمْعِهَا في أبيات سابقة ، فهي لا تُجمع على شبه فَعَالِل .
س35- إلام أشار الناظم بقوله : " والرابع الشبيه بالمزيد ... إلى قوله : تم العدد " ؟(1/74)
ج35- أشار بذلك إلى : أنّه يجوز حذف رابع الاسم الخماسي المجرّد ، وإبقاء خامسه ، بشرط أن يكون رابعه مُشبها للحرف الزائد ، بأن يكون :
أ- مِنْ حروف الزيادة ،كالنون في ( خَوَرْنَق ) فهذه ( النون ) شبيهة بالحرف الزائد في مادتها ، ولكنها ليست زائدة ؛ لأن الزائدة يَغلب أن تكون في آخر الكلمة ، نحو : غضبان ، ونَدْمَان .
ب- أو يكون مَخْرجه من مخرج حروف الزيادة ، كالدَّال في ( فَرَزْدَق ) فهذه ( الدال ) ليست من حروف الزيادة ، ولكن مخرجها من طرف اللسان ، وهذا هو مخرج حرف ( التاء ) الذي هو من حروف الزيادة .
وحروف الزيادة هي المجموعة في قولك ( سألتمونيها ) .
فإذا تحقّق الشرط بأن كان الحرف الرابع مشبها للحرف الزائد جاز أمران :
1- حذف الرابع ، وإبقاء الخامس ؛ فتقول في جمع : خَوَرْنَق ، وفَرَزْدَق : خَوَارِق ، وفَرَازِق .
2- حذف الخامس ، وإبقاء الرابع - وهو كثير - فتقول في الجمع : خَوَارِن ، وفَرَازِد .
أما إذا كان الرابع غير مشبه للزائد لم يجز حذفه ، بل يتعيَّن حذف الخامس ، نحو : سَفَرْجَل : سَفَارِج ، ولا يجوز أن تقول : سَفَارِل ( بحذف الرابع ) .
س36- إلام أشار الناظم بقوله : " وزائد العادى الرباعى ... إلى آخر البيت " ؟
ج36- أشار بذلك : إلى أنه إذا كان الرباعي مزيداً بحرف حُذف ذلك الحرف ،بشرط أَلاَّ يكون حرف مَدّ وَقَعَ قبل الآخر ، نحو : مُدَحْرِج : دَحَارِج ، حذفت ( الميم ) لأنها حرف زائد وليست حرف مد ، ونحو: سِبَطْرَى : سَبَاطر، وفَدَوْكَس : فَدَاكِس ، حَذفِت الألف والواو ؛ لأنهما لم تقعا قبل الآخر .
أما إذا كان الحرف الزائد حرف مدّ وقع قبل الآخر لم يُحذَف ، بل يُجمع على ( فَعَالِيل ) نحو : قِرْطاس : قَرَاطِيس ، وقِندْيل : قَنَادِيل ، وعُصْفُور : عَصَافِير .
حكم الجمع على فَعَالِل ، وفَعَالِيل
إذا كان الاسم مشتملا على أحرف زائدة(1/75)
وَالسَّينُ وَالتَّا مِنْ كَـ مُسْتَدْعٍ أَزِلْ إِذْ بِبِنَا الْجَمْعِ بَقَاهُمَا مُخِلْ
وَالْمِيمُ أَوْلَى مِنْ سِوَاهُ بِالْبَقَا وَالْهَمْزُ وَاليَا مِثْلُهُ إِنْ سَبَقَا
س37- ما حكم الجمع على فَعَالِل ، وفَعَالِيل إذا كان في الاسم أحرف زائدة ؟
ج37- إذا اشتمل الاسم على أحرف زائدة ، وجُمع على فَعَالِل ، وفَعَالِيل فله حالتان :
1- أن يكون رباعيّ الأصول . ففي هذه الحالة تُحْذَفُ أحرف الزيادة ؛ لأنها تُخِلّ بوزن فَعَالِل ، وفَعَاليل ، نحو : غَضَنْفَر : غَضَافِر ، حُذفت ( النون ) لأن بقاءها يخلّ بالوزن فلا يمكن جمعها على فَعَالِل ، وفَعَالِيل مع بقاء النون .
ومثلها : احْرِنْجَام : حَرَاجِم ، واقْشِعْرَار : قَشَاعِر .
2- أن يكون ثلاثيا مزيداً بحرفين . ففي هذه الحالة يُحذف حرف واحد، نحو: مُنطلق : مَطَالِق ، أما إن كان مزيداً بثلاثة أحرف فيحُذف اثنان ، نحو : مُسْتَدع : مَدَاعٍ .
ويجب أن يكون الحرف الباقي له مزية على الحرف المحذوف ؛ فمثلا عند جمع
( مُستدع ) حُذفت ( السين ، والتاء ) وبَقيت ( الميم ) لأن بقاء السين ، والتاء يخل بالوزن ؛ ولأن للميم مزية عليهما ، هي :
أ- أنها مصدّرة في اللفظ .
ب- أنها تدلّ على معنى يختص بالاسم وهو الدلالة على اسم الفاعل .
ومثل ذلك كلمة : أَلَنْدَد ويَلَنْدَد ، تُجمع على : أَلاَدّ ، ويَلاَدّ ، بحذف ( النون ) في الكلمتين ؛ لأن بقاءها يخلّ بالوزن ؛ ولأن للهمزة ، والياء مزية على النون ، وهي :
أ- أنهما مُتَصَدرتان في اللفظ .
ب- دلالتهما على معنى التكلُّم ، والغيبة بخلاف النون التي في وسط الكلمة فإنها لا تدلّ على معنى ، أمّا إذا لم يكن للحرف الباقي مزية على الحرف المحذوف فاحذف أيهما شئت .
حكم حذف أحد الحرفين الزائدين
إذا كان حذف أحدهما يُغني عن حذف الآخر
وَالْيَاءَ لاَ الْوَاوَ احْذِفِ إِنْ جَمَعْتَ مَا كَـ" حَيْزَبُونٍ" فَهْوَ حُكْمٌ حُتِمَا(1/76)
س38- ما حكم حذف أحد الحرفين الزائدين إذا كان حذف أحدهما يُغني عن حذف الآخر ؟
ج38- إذا اشتمل الاسم على حرفين زائدين ، وكان حذف أحدهما يُغني عن حذف الآخر ، وجب حذف ما يغني عن غيره ، نحو: حَيْزَبُون ، تقول في جمعه: حَزَابِين ، فَتَحْذِف الياء في المفرد ، وتُبقي الواو ، ثم تَقلب الواوَ ياءً في الجمع ؛ لوقوعها بعد كسرة .
والسبب في حذف الياء ، وإبقاء الواو ؛ لأن بقاء الواو ضروريّ للتوصُّل إلى صيغة الجمع ، وبحذفه لا يمكن التوصل إلى صيغة الجمع ، أما الياء فلا يمكن التوصل إلى صيغة الجمع إلا بحذفها ، وبهذا يكون حذف الياء قد أَغْنَى عن حذف الواو . ( الحيزبون : العَجُوز ) .
حكم حذف أحد الحرفين الزائدين
إذا لم يكن لأحدهما مزية على الآخر
وَخَيَّرُوا فى زَائِدَى سَرَنْدَى وَكُلِّ مَاضَاهَاهُ كَـ الْعَلَنْدَى
س39- ما حكم حذف أحد الحرفين الزائدين إذا لم يكن لأحدهما مزية على الآخر ؟
ج39- إذا لم يكن لأحد الحرفين الزائدين مزية على الآخر فأنت بالخيار ؛ فتقول في : سَرَنْدَى : سَرَانِد ( بحذف الألف ، وإبقاء النون ) ويجوز أن تقول : سَرَادٍ ( بحذف النون ، وإبقاء الألف ) لأن الألف والنون زِيدَا معاً في المفرد
( سرندى ) لإلحاقه بالخماسي فليس لأحدهما مزية لفظية ، ولا معنوية على الآخر . ومثل ذلك : عَلَنْدَى : عَلاَنِد ، وعَلاَدٍ ، وحَبَنْطَى : حَبَانِط ، وحَبَاطٍ . ( السَّرندى : الشَّديد ، والعلندى : الغَلِيظ ، والحبنطى : القَصِير البَطِين ) .
*ويتلخص من ذلك كلَّه: أنّ الحذف في الاسم الثلاثي المزيد له ثلاث حالات:
1- إبقاء حرف وحذف الآخر ، بشرط أن يكون للباقي مزية على المحذوف ، نحو : مُسْتَدْع : مَدَاع .
2- حذف الحرف الذي يُغني حذفه عن حذف الآخر ،نحو : حَيْزَبُون: حَزَابِين.
3- حذف أحدهما بالخيار، بشرط ألاّ يكون لأحدهما مزية على الآخر، نحو : سَرَنْدَى : سَرَانِد ، وسَرَاد .
---
التَّصْغِيرُ(1/77)
أوزان التَّصغير
وكيفية تصغير الثُّلاَثِي ، والرُّبَاعِي
فُعَيْلاً اجْعَلِ الثُّلاَثِىَّ إِذَا صَغَّرْتَهُ نَحْوُ قُذَىًّ فى قَذَى
فُعَيْعِلٌ مَعَ فُعَيْعِيلٍ لِمَا فَاقَ كَجَعْلِ دِرْهَمٍ دُرَيْهِمَا
س1- اذكر شروط التصغير، وفوائده .
ج1- شروط التصغير هي :
1- أن يكون اسماً معرباً .
* 2- أن يكون قابلا للتصغير ، فلا يصغّر نحو : كبير ، وجَسِيم ، ولا الأسماء المعظَّمة .
3- أن يكون خاليا من صِيغ التصغير ، وشبهها ، فلا يُصغر نحو : الكُمَيْت ، والكُعَيْت ؛ لأنهما على صيغة التصغير ؛ ولا يصغر نحو : مُبَيْطِر ، ومُهَيْمِن ؛ لأنهما شبيهان بصيغة التصغير . *
( م ) أما فوائد التصغير فهي :
1- تصغير ما يُتَوَهَّم كبره ، نحو : جُبَيل تصغير جَبَل ، وكُتَيَّب تصغير كتاب .
2- التَّقليل ، نحو : دُرَيْهِمَان تصغير دِرْهَم ، ولُقَيْمَان تصغير لُقْمَة .
3- التَّقريب في الزمن ، نحو : قُبَيل العصر ، وبُعَيْدَه ، أو التقريب في المكان ، نحو : فُوَيْق الدار ، أو التَّقريب في الرُّتبة ، نحو : هو أُصَيْغِرُِ منك .
4- التَّحَبُّب، نحو : بُنَيّ ، وأُخَيّ ، وأُمَيْمَة .
5- التَّحقير ، نحو : شُوَيْعِر تصغير شاعر ، وعُوَيْلِم تصغير عَالِم .
س2- اذكر أوزان التصغير ، وكيف يُصَغَّر الاسم الثُّلاثي ، والرُّباعي ؟
ج2- أوزان التصغير ثلاثة ، هي : فُعَيْلٌ ، وفُعَيْعِلٌ ، وفُعَيْعِيلٌ .
يصغر الاسم الثلاثي المعرب بضم أوله ، وفتح ثانيه ، وزيادة ياء ساكنة بعد الحرف الثاني ، نحو : فِلْس : فُلَيْس ، وقَذًى : قُذَيّ ، وجَبَل : جُبَيْل .
وتُتَّبَعُ نفس الطريقة إذا كان الاسم رباعيًّا فأكثر ، مع كسر الحرف الذي بعد الياء الساكنة ، نحو : دِرْهَم : دُرَيْهِم ، وعُصْفُور : عُصَيْفِير .
حكم الأحرف الزائدة في الأسماء
عند تصغيرها
وَمَابِهِ لِمُنْتَهَى الْجَمْعِ وُصِلْ بِهِ إِلَى أَمْثِلَةِ التَّصْغِيرِ صِلْ(1/78)
س3- ما حكم الأحرف الزائدة في الأسماء عند تصغيرها ؟
ج3- اعلم أولاً أنّ الاسم الثلاثي يُصغّر على ( فُعَيْل ) والرباعي يصغر على
( فُعَيْعِل ) والخماسي على ( فُعَيْعِيل ) وذلك إذا كان رابعه حرف علّه ، نحو : عُصْفور : عُصَيْفِير ( بقلب الواو ياء ) .
فإذا زادت الأحرف على أربعة ، ولم يكن الحرف الرابع حرف عِلّة تُوُصِلَ إلى تصغيرها بنفس الطريقة التي تُوُصِل بها إلى جمع الثلاثي المزيد على فَعَالِل ، وفَعَالِيل ، فَتَحْذِفُ في التصغير ما حَذَفْتَ في الجمع ، وتأمل ذلك فيما يلي :
تقول في جمع سَفَرْجَل : سَفَارِج ( بحذف اللام الزائدة ) وكذلك في التصغير تحذف اللام ؛ فتقول : سُفَيْرِج ؛ وتقول في جمع مُسْتَدْع : مَدَاع ( بحذف السين ، والتاء ) وكذلك في التصغير ؛ تقول : مُدَيْع ؛ وتقول في جمع عَلَنْدَى : عَلاَنِد ، وعَلاَدٍ ( بحذف النون ، أو الألف ) وكذلك في التصغير تحذف أيهما شئت ؛ فتقول : عُلَيْنِد ، وعُلَيْدٍ .
حكم تعويض ما حذف
عند التصغير ، أو الجمع
وَجَائِزٌ تَعْوِيضُ يَا قَبْلَ الطَّرَفْ إِنْ كَانَ بَعْضُ الاسْمِ فِيهِمَا انْحَذَفْ
س4- ما حكم تعويض ما حذف عند التصغير ، أو الجمع ؟
ج4- يجوز أن يُعوَّض مما حذف في التصغير ، أو في جمع التكسير ( ياء ) قبل آخره ؛ فتقول في جمع : سفرجل : سَفَارِج ، وإن عَوَّضْت قلت : سَفَارِيج ؛ وتقول في تصغيره : سُفَيْرِج ، وإن عوضت قلت : سُفَيْرِيج ، بزيادة ( ياء ) قبل الآخر في الجمع ، والتصغير .
وتقول في حَبَنْطَى : حَبَانَط ، وفي التعويض : حَبَانِيط ؛ وتقول في تصغيره : حُبَيْنِط ، وفي التعويض : حُبَيْنِيط .
وتقول في ( مُنطلق ) جمعا ،وتصغيراً : مَطَالِق ، ومُطَيْلِق ، وفي التعويض تقول : مَطَالِيق ، ومُطَيْليِق .
حكم مجىء التصغير ، وجمع التكسير
على غير لفظ مفرده
وَحَائِدٌ عَنِ الْقِيَاسِ كُلُّ مَا خَالَفَ فى البَابَيْنِ حُكْماً رُسِمَا(1/79)
س5- ما حكم مجىء التصغير ، وجمع التكسير على غير لفظ مفرده ؟
ج5- قد يجىء كلٌّ من التصغير ، والتكسير على غير لفظ مفرده ، والحكم في ذلك : أَنْ يُحْفَظَ ولا يُقاس عليه ، وذلك كقولهم في تصغير الْمَغْرِب والعِشَاء : مُغَيْرِبَان وعُشَيَّان ، وفي تصغير عَشِيَّة : عُشَيْشِيَّة ، وكقولهم في جمع رَهْطَ، وبَاطِل : أَرَاهِط ، وأَبَاطِيل . وهذا كُلُّه مخالف للقِياس الذى عرفناه في التصغير ، وفي أوزان جمع التكسير ، فالقياس في تصغير : مغرب : مُغَيْرِب ، والقياس في جمع رَهْط : أَرْهُط .
حركة الحرف الواقع
بعد ياء التصغير
لِتِلْوِ يَا التَّصْغِيرِ مِنْ قَبْلِ عَلَمْ تَأْنِيثٍ أَوْ مَدَّتِهِ الْفَتْحُ انْحَتَمْ
كَذَاكَ مَا مَدَّةَ أَفْعَالٍ سَبَقْ أَوْ مَدَّ سَكْرَانَ وَمَا بِهِ الْتَحَقْ
س6- ما حركة الحرف الواقع بعد ياء التصغير ؟
ج6- الحرف الواقع بعد ياء التصغير ، له ثلاث حالات :
1- وجوب الفتح . 2- وجوب الكسر .
3- يتحرّك بحسب حركة الإعراب .
1- وجوب الفتح : يجب فتح الحرف الواقع بعد ياء التصغير في المواضع الآتية:
أ- إذا وقعت بعده علامة تأنيث ، كالتاء ، نحو : تَمْرَة : تُمَيْرَة ؛ أو الألف المقصورة ، نحو: حُبْلَى : حُبَيْلَى ؛ أو الألف الممدودة ، نحو : حَمْرَاء : حُمَيْرَاء.
ب- إذا وقع قبل مَدَّة أَفْعَال ، نحو : أَجْمَال : أُجَيْمَال ، وأَبْطَال : أُبَيْطَال (بفتح الميم) لوقوعها قبل مدّة أَفْعَال .
ج- إذا وقع قبل مَدَّة فَعْلاَن الذي مؤنثه ( فَعْلَى )، نحو : سَكْرَان : سُكَيْرَان ، وعَطْشَان : عُطَيْشَان ؛ لأنهما على وزن فَعْلاَن ، ومؤنثهما فَعْلَى ( سَكْرَى ، وعَطْشَى ) .
* نلحظ مما سبق أن حركة الحرف الواقع بعد ياء التصغير بقيت على ما كانت عليه قبل التصغير ، وهي حركة ( الفتح ) . *(1/80)
د- ما التحق بـ ( فَعْلاَن ) مما في آخره ألف ونون زائدتان ، وليس مؤنثه (فَعْلاَنة)، ولم يُجْمَعْ على ( فَعَالِين )، نحو : عُثْمَان : عُثَيْمَان ، وفَرْحَان : فُرَيْحَان .
( م ) فإنْ كانت نونه أصلية ، كحَسَّان ، أو كان مؤنثه على وزن فَعْلاَنة ، كسَيْفَان ( سَيْفَانَة )، أو جُمِعَ على وزن فَعَالِين ، كسِرْحَان ( سَرَاحِين ) فإنَّ الحرف الواقع بعد ياء التصغير يجب كسره ؛ تقول : حُسَيْسِين ، وسُيَيْفِين ، وسُرَيْحِين . ( م )
2- وجوب الكسر : يجب كسر ما بعد ياء التصغير في غير ما سبق ذِكره ، نحو : دِرْهَم : دُرَيْهِم ، وعُصفور : عُصَيْفِير ، وكتاب : كُتَيَّب ، و سُلْطَان : سُلَيْطِين ، وسِرْحَان : سُرَيْحِين . ( السَّرْحَان: الذَّئْب ) .
3- يتحرَّك بحسب حركة الإعراب ، إذا كان هو الحرف الأخير في الكلمة ، نحو : هذا رُجَيْلٌ ، ورأيت رُجَيْلاً ، ومررت برُجَيْلٍ .
تصغير الاسم المختوم بعلامة التأنيث ،
والمنسوب ، والمضاف ، والمركّب ، والمثنى ،
وجمع التصحيح ، والمختوم بألف ونون زائدتين .
وَأَلِفُ التَّأْنِيثِ حَيْثُ مُدَّا وَتَاؤُهُ مُنْفَصِلَيْنِ عُدَّا
كَذَا الْمَزِيدُ آخِراً لِلنَّسَبِ وَعَجُزُ الْمُضَافِ وَالْمُرَكَّبِ
وَهَكَذَا زِيَادَتَا فَعْلاَنَا مِنْ بَعْدِ أَرْبَعٍ كَزَعْفَرَانَا
وَقَدَّرِ انْفِصَالَ مَا دَلَّ عَلَى تَثْنِيَةٍ أَوْ جَمْعِ تَصْحِيحٍ جَلاَ
س7- كيف تُصغَّر الأنواع الواردة في الأبيات السابقة ؟
ج7- لا يُعْتَدُّ في التصغير بعلامة التأنيث ، ولا بزيادة ياء النَّسب ، ولا بِعَجُز المركب ، ولا بِعَجُزِ المضاف ، ولا بالألف والنون الزائدتين ، ولا بعلامة التثنية، ولا بعلامة جمع التصحيح ، بل تُعَدُّ جميعها مُنْفَصِلَة ( أي : تُنَزَّل منزلة كلمة مُستقلة ) فيُصَغّر ما قبلها كأنها غير مذكورة ، وذلك كما يلي :
1- ألف التأنيث الممدودة ، حَمْرَاءُ : حُمَيْرَاءُ .(1/81)
2- تاء التأنيث ، حَنْظَلَةٌ : حُنَيْظِلَةٌ .
3- ياء النَّسب ، عَبْقَرِيٌّ : عُبَيْقِرِيٌّ .
4- عجز المضاف ( أي : المضاف إليه ) عبدُاللهِ : عُبَيْدُاللهِ .
5- عجز المركّب تركيب مَزْج ، بَعْلَبَكَّ : بُعَيْلِبَكَّ .
6- الألف والنون الزائدتان بعد أربعة أحرف فأكثر ، زَعْفَرَان : زُعَيْفِرَان .
7- علامة التَّثنية ، مُسْلِمَيْنِ : مُسَيْلِمَيْنِ .
8- علامة جمع التصحيح المذكّر والمؤنث ، مُسْلِمِينَ : مُسَيْلِمِينَ ، ومُسْلِمَات : مُسَيْلِمَات .
تصغير الاسم المختوم
بألف التأنيث المقصورة
وَأَلِفُ التَّأْنِيثِ ذُو الْقَصْرِ مَتَى زَادَ عَلَى أَرْبَعَةٍ لَنْ يَثْبُتَا
وَعِنْدَ تَصْغِيرِ حُبَارَى خَيَّرِ بَيْنَ الْحُبَيْرَى فَادْرِ وَالْحُبَيَّرِ
س8- كيف يُصغر الاسم المختوم بألف التأنيث المقصورة ؟
ج8- ألف التأنيث المقصورة إن كانت رابعة بقيت في التصغير ، نحو : حُبْلَى : حُبَيْلَى . وذكر الناظم في هذه الأبيات : أنها إذا كانت خامسة فأكثر وجب حذفها في التصغير ؛ لأن بقاءها يُخِلّ بوزني التصغير ( فُعَيْعِل ، وفُعَيْعِيل ) فتقول في تصغير : قَرْقَرَى ، ولُغَّيْزَى : قُرَيْقر ، ولُغَيْغِز .
أما إذا كانت خامسة ، وقبلها مَدَّة زائدة فأنت بالخيار إن شئت حذفت المدَّة وأبقيت ألف التأنيث ، وإن شئت حذفت ألف التأنيث وأبقيت المدَّة ؛ فتقول في تصغير : حُبَارى : حُبَيْرَى ( بحذف المدّة ، وإبقاء ألف التأنيث ) ويجوز أن تقول : حُبَيَّر ( بحذف ألف التأنيث ، وإبقاء الألف ، وقلبه ياء ، وإدغامه في ياء التصغير ) .
تصغير الاسم الذي ثَانِيهِ
حرف عِلّة
وَارْدُدْ لأَصْلٍ ثَانِياً لَيْناً قُلِبْ فَقِيمَةً صَيَّرْ قُوَيْمَةً تُصِبْ
وَشَذَّ فى عِيدٍ عُيَيْدٌ وَحُتِمْ لِلْجَمْعِ مِنْ ذَا مَا لِتَصْغِيرٍ عُلِمْ
وَالأَلِفُ الثَّانِى الْمَزِيدُ يُجْعَلُ وَاواً كَذَا مَا الأَصْلُ فِيهِ يُجْهَلُ(1/82)
س9- كيف يصغر ما كان ثانيه حرف علّة ؟
ج9- إذا كان ثاني الاسم المصغر من حروف اللَّين ( أي : حروف الِعلَّة ) وجب رَدُّه إلى أصله ، فإن كان أصله واواً قُلِب واواً ، نحو : قِيمة : قُوَيْمَة ، وبَاب : بُوَيْب .
وإن كان أصله الياء قُلب ياء ، نحو : مُوقِن : مُيَيْقِن ، ونَاب : نُيَيْب .
وشذ قولهم في عِيد : عُيَيْد ، والقياس : عُوَيَد ؛ لأن أصله الواو ، فهو من باب: عَادَ يَعُودُ .
وإن كان أصله همزة فانقلبت ياء رُدَّت الهمزة ، نحو : ذِيْبٌ : ذُؤَيْبٌ .
أما إذا كان ثاني الاسم ألفاً زائدة ، أو مجهولة الأصل وجب قلبها واواً .
فمثال الزائدة : ضَارِب : ضُوَيْرِب ، ومثال مجهولة الأصل : عَاجٌ : عُوَيْج ،
وصَابٌ : صُوَيْب .
و التصغير كجمع التكسير في رَدَّ ثانيه إلى أصله ؛ فتقول في : بَاب ، ونَاب ، وضَارِبة : أَبْوَاب ، وأَنْيَاب ، وضَوَارِب .
تصغير المنقوص
وَكَمَّلِ الْمَنْقُوصَ فى التَّصْغِيرِ مَا لَمْ يَحْوِ غَيْرَ التَّاءِ ثَالِثاً كَمَا
س10- ما المراد بالمنقوص ؟ وكيف يُصَغَّرُ ؟
ج10- المراد بالمنقوص ، هنا : الاسم الذى حُذِف منه حرف .
فإذا صُغَّر هذا النوع من الأسماء فلا يخلو من ثلاث حالات :
1- أن يكون ثنائيا مجردا عن التاء ، نحو : دَمٌ ، ويَدٌ ، و (ما ) لغةٌ في الماء .
2- أن يكون ثنائيا مختوماً بالتاء ، نحو : شِفَة ، وعِدَة .
3- أن يكون ثلاثيا ثالثه غير التاء ، نحو : شَاك ، وهَارٍ .
فإن كان ثنائيا مجردا عن التاء ،أو مختوما بها رُدَّ في التصغير الحرف المحذوف منه؛ فتقول في تصغير : دَمٌ ، ويَدٌ ، وشِفَةٌ ، وعِدَةٌ : دُمَيٌّ ، ويُدَيَّةٌ ، وشُفَيْهَةٌ ، ووُعَيْدَةٌ .
وقول الناظم : " كما " بالقَصْر لغة في ( ماء ) فعند تصغيرها يرد الحرف المحذوف ، وهو ( الهاء ) فتقول : مُوَيْهٌ ؛ لأن همزة ( ماء ) أصلها الهاء بدليل جمعها على مِيَاه ، وأَمْوَاه .(1/83)
أمّا إذا كانت الكلمة ثنائية الوضع لم يُحذف منها شيء ، نحو: مَا ، وكَيْ ( إذا جعلتهما عَلَمَيْن ) وجب تضعيفهما حين التسمية بهما ؛ لأن ثانيها حرف علة ؛ فتقول حين التسمية : ماءٌ ، وكَيٌّ ؛ وتقول في تصغيرهما : مُوَيٌّ ، وكُيَيٌّ .
أما إن كان المنقوص ثلاثيا غير التاء فَيُصغر على لفظه ، ولا يُرد إليه شيء ، ففي قولهم : شَاك السلاح ، تصغيرها : شُوَيْك ، بقلب الألف الزائدة واواً ، ولم يُرَدَّ الحرف المحذوف ؛ إذ أصل الكلمة ( شَاوِك ) ومنه : هارٍ ؛ تقول في تصغيره : هُوَيْر ، وشذّ : هُوَيَّر ( بِرَدَّ المحذوف ) .
تصغيرُ التَّرْخِيمِ
وَمَنْ بِتَرْخِيمٍ يُصَغَّرُ اكْتَفَى بِالأَصْلِ كَالعُطَيْفِ يَعْنِى الْمِعْطَفَا
س11- ما المراد بتصغير التَّرْخِيم ؟ وكيف يُصَغَّرُ ؟
ج11- تصغير الترخيم ، هو : نوع من أنواع التصغير ، وهو أَنْ يُجَرَّد الاسم من الزوائد التي فيه ، ويُصغر على أحرفه الأصلية .
فإن كانت أصوله ثلاثة صُغَّر على ( فُعَيْل ) وتزاد عليه تاء التأنيث إنْ كان مُسَماه مُؤنثا ، نحو : حُبْلى : حُبَيْلَة ، وسُعَاد : سُعَيْدَة ، وسوداء : سُوَيْدَة .
فإن كان المسمّى بالمؤنث مُذكرا جُرَّد من التاء ، كأن تُسمَّى رجلا ( فاطمة ) تقول في تصغيره : فُطَيْم ، وفي سُعَاد ( اسم رجل ) تقول سُعَيْد ؛ لأن تاء التأنيث هي العلامة الفارقة بين المذكر ، والمؤنث .
وإن كان مذكراً جُرَّد من الزوائد فقط ؛ تقول في تصغير : أحمد ، وحامد ، ومحمود : حُمَيْد ؛ وتقول في تصغير مِعْطَف : عُطَيْف .
أما إن كانت أصوله أربعة صُغر على فُعَيْعِل ، نحو : قِرْطاس : قُرَيْطِس ، وعُصفور : عُصَيْفِر .
* واعلم أن تصغير الترخيم إنما يكون في حذف ما يجوز بقاؤه في التصغير ، فمثلاً : تصغير ( حُبْلَى ) على الترخيم : حُبَيْلَة ، ويجوز تصغيرها على غير الترخيم ؛ فتقول : حُبَيْلَى ( بالألف ) لأنَّ الألف يجوز بقاؤها في التصغير .(1/84)
أمّا نحو : مُنطلِق ، ومُستخرِج ؛ فتقول : مُطَيْلِق ، ومُخَيْرِج تصغيراً لا ترخيم فيه ؛ لأن الزوائد المحذوفة ( النون ، والسين ، والتاء ) لا يجوز بقاؤها في مصغرهما ؛ لاختلال الصيغة معها . *
تصغير المؤنث الثلاثي
الخالي من علامة التأنيث
وَاخْتِمْ بِتَا التَّأْنِيثِ مَا صَغَّرْتَ مِنْ مُؤَنَّثٍ عَارٍ ثُلاَثِيًّ كَسِنّْ
مَا لَمْ يَكُنْ بِالتَّا يُرَى ذَا لَبْسِ كَشَجَرٍ وَبَقَرٍ وَخَمْسِ
وَشَذَّ تَرْكٌ دُونَ لَبْسٍ وَنَدَرْ لَحَاقُ تَا فِيمَا ثُلاَثِيًّا كَثُرْ
س12- كيف يصغر المؤنث الثلاثي الخالي من علامة التأنيث ؟
ج12- إذا صغر الثلاثي المؤنث الخالي من علامة التأنيث لحقته التاء عند أَمْن اللَّبْس ، نحو: سِنّ : سُنَيْنَة ، ودار : دُوَيْرَة ، ويَد : يُدَيَّة . وشذّ حذفها عند أَمْن اللَّبس ، ومن ذلك قولهم في تصغير : ذَوْد ، وحَرْب ، وقَوْس ، ونَعْل : ذُوَيْد ، وحُرَيْب ، وقُوَيْس ، ونُعَيْل . وشَذّ أيضا إلحاق التاء فيما زاد على ثلاثة أحرف، كقولهم في قُدَّام : قُدَيْدِيمَة .
فإن خِيف اللَّبس لم تلحقه التاء ؛ فتقول في : شَجَر ، وبَقَر : شُجَيْر ، وبُقَيْر ؛ ولا تقول : شُجَيْرَة ، وبُقَيْرَة ؛ لكيلا يُظَنّ أنها تصغير شجرة ، وبقرة .
وتقول في تصغير: خَمْس : خُمَيْس ؛ لأن المعدود مؤنث ؛ ولا تقول: خُمَيْسَة ؛ لكيلا يُظن أنها تصغير لمعدود مُذكّر .
شَوَاذّ التصغير
وَصَغَّرُوا شُذُوذاً الَّذِى الَّتِى وَذَا مَعَ الْفُرُوعِ مِنْهَا تَا وَتِى
س13- ما الأسماء التي صُغّرت شذوذا ؟
ج13- ما جاء في التصغير مُخالفا للقواعد السابقة ذِكرها فهو من شوَاذّ التصغير التي تُحفظ ، ولا يُقاس عليها ، وقد تقدّم ذِكر بعضها .(1/85)
وذكر الناظم هنا تصغير المبنيات شذوذا ؛ لأن التصغير لا يكون إلا في الأسماء المعربة ؛ ولذلك شذّ تصغير الأسماء الموصولة ، نحو : الذي وفروعه ، وأسماء الإشارة ، نحو: ذا وفروعه ؛ فقالوا في تصغير : الَّذِى ، والَّتي : اللَّذَيَّا ، واللَّتَيَّا. وقالوا في تصغير : ذا ، وتَا ( ذَيَّا ، وتَيَّا ) .
* وإليك نماذج من تصغير فروعها : اللَّذَيَّانِ ، واللَّتَيَّانِ ، واللَّذِيُّونَ ، واللَّتَيَّاتِ ، وذَيَّانِ ، وتَيَّانِ ، وأُولَيَّاء . *
---
النَّسَبُ
التَّغييرات اللفظية في الاسم المنسوب
يَاءً كَيَا الْكُرْسِىَّ زَادُوا لِلنَّسَبْ وَكُلُّ مَا تَلِيهِ كَسْرُهُ وَجَبْ
س1- عَرَّف النَّسب ، واذكر التغييرات التي تحدث في الاسم المنسوب .
ج1- النَّسَبُ ، هو : الدَّلالة على نِسبة شيء إلى شىء آخر ، فإذا أردت نسبة رجلٍ إلى بلد ، أو قبيلة ، جعلتَ في آخر الاسم المنسوب ياء مُشَدَّدَة مكسور ماقبلها وجوباً ، وتَنْقُل حركة الإعراب إلى الياء ؛ فتقول : هذا دِمَشْقِيٌّ - نِسبة إلى دِمَشَق - وتقول : رأيت تَمِيمِيًّا - نسبة إلى تَمِيم - وتقول في النّسب إلى أَحْمَد : مررت بأَحْمَدِيًّ .
* وقد أشار الناظم إلى هذه التغييرات بقوله : " ياء كيا الكرسيَّ " ففُهِمَ منه أمران :
1- التغيير اللفظي المذكور .
2- أنّ ياء الكرسيّ ليست للنّسب ؛ لأنَّ المشبه به غير المشبه .
يُسمى الاسم الذي تلحقه ياء النّسْبَة : منسوباً ، نحو : دمشقي ، وتسمى
( دمشق ) منسوباً إليها . *
النَّسبة إلى ما آخره
ياء مشدّدة ، أو تاء تأنيث ،
أو ألف التأنيث المقصورة
وَمِثْلَهُ مِمَّا حَوَاهُ احْذِفْ وَتَا تَأْنِيثٍ أَوْمَدَّتَهُ لاَ تُثْبِتَا
وَإِنْ تَكُنْ تَرْبَعُ ذَا ثَانٍ سَكَنْ فقَلْبُهَا وَاواً وَحَذْفُهَا حَسَنْ
س2- كيف يُنْسَبُ إلى ما آخره ياء مشّددة، أو تاء التأنيث ، أو ألف التأنيث المقصورة ؟(1/86)
ج2- إذا كان في آخر الاسم ياء مشدّدة واقعة بعد ثلاثة أحرف فصاعداً وجب حذفها وجَعْل ياء النّسب موضعها ؛ فيقال في النسب إلى الشّافِعيّ : شَافِعِيّ ، وفي النّسب إلى مَرْمِيّ : مَرْمِيّ . وإلى هذا أشار الناظم بقوله : " ومثله مما حواه احذف " ( أي : إذا احتوى الاسم ياء كياء الكرسيّ احذف الياء ) .
وإذا كان في آخر الاسم تاء التأنيث وجب حذف التاء ، نحو : مَكَّة : مَكِيٌّ ، وطلحة : طَلْحِيٌّ .
وإذا كان في آخره ألف التأنيث المقصورة وجب حذف الألف إذا كانت خامسة فأكثر ، نحو : حُبَارَى : حُبَارِيٌّ ، ومُصْطَفَى : مُصْطَفَيّ ، وكذلك يجب حذف الألف إذا كانت رابعة في اسم متحرك الثاني ، نحو : جَمَزَى : جَمَزِيّ ، وبَرَوَى : بَرَوِيّ ، أما إن كانت رابعة في اسم ساكن الثاني ، جاز فيها وجهان :
1- الحذف - وهو المختار - نحو : حُبْلَى : حُبْلِيّ .
2- قلبها واوا ، نحو : حُبْلَى : حُبْلَوِيّ .
وإلى ألف التأنيث المقصورة أشار الناظم بقوله : " أومدّته " .
النسبة إلى ما آخره ألف الإلحاق المقصورة ،
أو الألف الأصلية ، أو ياء المنقوص
لِِشِبْهِهَا الْمُلْحَقِ وَالأَصْلِىَّ مَا لَهَا وَلِلأَصْلِىَّ قَلْبٌ يُعْتَمَى
وَالأَلِفَ الْجَائِزَ أَرْبَعاً أَزِلْ كَذَاكَ يَا الْمَنْقُوصِ خَامِساً عُزِلْ
وَالْحَذْفُ فى اليَا رَابِعاً أَحَقُّ مِنْ قَلْبٍ وَحَتْمٌ قَلْبُ ثَالِثٍ يَعِنّْ
س3- كيف ينسب إلى ما آخره ألف الإلحاق المقصورة ،أو الألف الأصلية ؟
ج3- ألف الإلحاق المقصورة ، كألف التأنيث يجب حذفها إن كانت خامسة ، نحو : حَبَرْكَى : حَبَرْكِيّ .
أما إن كانت رابعة فيجوز حذفها ، وقلبها واوا - والمختار القلب - تقول في الحذف : عَلْقى : عَلْقِيّ ، وفي القلب : عَلْقَوِيّ .
والإلحاق ، هو : أن تزاد ألف على أحرف الكلمة لِتوَازن كلمة أخرى ، فالألف المقصورة في ( عَلْقَى ) مزيدة لتوازن كلمة ( جَعْفَر ) فتلتحق بها .(1/87)
أما الألف الأصلية فإن كانت ثالثة قُلبت واواً ، نحو : عَصاً : عَصَوِيّ ، وفتًى : فَتَوِيّ ، وإن كانت رابعة قُلبت أيضا واواً ، نحو : مَلْهَى : مَلْهَوِيّ ، ويجوز حذفها ؛ فتقول : مَلْهِيّ - والقلب هو المختار - وإليه أشار الناظم بقوله :
" وللأصلي قَلب يُعتمى " ( أي : يُختار ) .
أما إن كانت خامسة فأكثرِ وجب حذفها ، نحو مصطفى : مصطفيّ ، وإليه أشار بقوله : " والألف الجائز أربعاً أَزِل " .
س4- كيف ينسب إلى ياء المنقوص ؟
ج4- إذا نُسب إلى الاسم المنقوص ، فإن كانت ياؤه ثالثة قُلبت واواً ، ووجب فتح ما قبل الواو ، نحو : شَجٍ : شَجَوِيّ . وسيأتي بيان هذه الحالة في البيت الآتي .
وإن كانت رابعة حُذفت ، نحو : قاضٍ : قاضِيٌّ ، وقد تُقلب واواً ؛ فتقول : قاضَوِيّ .
وإن كانت خامسة فأكثر وجب حذفها ، نحو : مُعْتدٍ : مُعْتَدِيّ ، ومُسْتَعْلٍ : مُسْتَعْلِيّ .
حكم ما قبل الواو في المنقوص
والنّسبة إلى الثلاثي مكسور العين
وَأَوْلِ ذَا الْقَلْبِ انْفِتَاحاً وَفَعِلْ وَفُعِلٌ عَيْنَهُمَا افْتَحْ وَفِعِلْ
س5- ما حكم ما قبل واو المنقوص في النّسب ؟
ج5- إذا قُلبت ياء المنقوص واواً وجب فتح ما قبل الواو ، نحو : شجَوِيّ ، وقاضَوِيّ . وإلى ذلك أشار بقوله : " وأولِ ذا القَلْبِ انفتاحاً " .
س6- كيف يُنسب إلى الثلاثي مكسور العين .
ج6- إذا نُسب إلى اسم ثلاثي مكسور العين وجب فتح عينه سواء كان مفتوح الفاء ( فَعِل ) نحو: نَمِر : نَمَرِيّ ، أو مضموم الفاء ( فُعِل ) نحو : دُئِل : دُؤَلِيّ ، أو مكسور الفاء ( فِعِل ) نحو : إِبِل : إِبَلِيّ .
اللغات في النسبة إلى
ما آخره ياء مشّددة
وَقِيلَ فى الْمَرْمِىَّ مَرْمَوِىُّ وَاخْتِيرَ فى اسْتِعْمَالِهِمْ مَرْمِىُّ
س7- اذكر اللغات في النسبة إلى ما آخره ياء مشدّدة .(1/88)
ج7- سبق أنه إذا كان آخر الاسم المنسوب إليه ياء مشدّدة مسبوقة بثلاثة أحرف فأكثر وجب حذفها في النَّسب ، نحو : الشافعيّ : شافِعِيّ ، ومَرْمِيّ : مَرْمِيّ .
وأشار هنا إلى أنه إذا كانت إحدى الياءين أصلية ، والأخرى زائدة ، فللعرب فيها لغتان :
1- حذف الزائدة ، وإبقاء الأصلية وقلبها واواً ، نحو : مَرْمِيّ : مَرْمَوِيّ ، وهي لغة قليلة .
2- حذف الياءين سواء كانتا زائدتين ، أم لا ، نحو : الشافعيّ : شافِعيّ ، ومَرْمِيّ : مَرْمِيّ .
النسب إلى ما آخره ياء مشدَّدة
قبلها حرف واحد
وَنَحْوُ حَىًّ فَتْحُ ثَانِيهِ يَجِبْ وَارْدُدْهُ وَاواً إِنْ يَكُنْ عَنْهُ قُلِبْ
س8- كيف ينسب إلى ما آخره ياء مشددة قبلها حرف واحد ؟
ج8- إذا كان المنسوب إليه آخره ياء مشددة قبلها حرف واحد لم يحذف من الاسم المنسوب شىء ، ويجب فتح ثانيه ، وقلب ثالثة واواً ، نحو : حَيّ : حَيَوِي ( بفتح الحرف الثاني الياء ) وقلب الثالث ( واوا ) وتبقى ( الياء ) المفتوحة كما هي لا تتغير ؛ لأن أصلها ليس الواو .
فإن كان أصلها ( واواً ) رُدَّت إلى أصلها الواو ، نحو : طَيّ : طَوَوِيّ ؛ لأن أصله : طَوَيْت .
النسب إلى المثنى
وجمع التصحيح
وَعَلَمَ التَّثْنِيَةِ احْذِفْ لِلنَّسَبْ وَمِثْلُ ذَا فى جَمْعِ تَصْحِيحٍ وَجَبْ
س9- كيف ينسب إلى المثنى ، وجمع التصحيح ؟
ج9- يُحذف من المنسوب إليه إذا كان مثنى ، أو جمعَ تصحيحٍ علامةُ التثنيةِ ، والجمعِ . فإذا سمَّيت رجلا : زَيْدَانِ ( وأعربته إعراب المثنى ) حذفت علامة التثنية عند النسب ؛ فتقول : زَيْدِيٌّ ، وكذلك بالنسبة إلى الجمع ؛ تقول فيمن اسمه زَيْدُونَ : زَيْدِيٌّ ؛ وتقول فيمن اسمها هِنْدَاتٌ : هِنْدِيّ ؛ وتقول في النسب إلى : مُسْلِمَيْنِ ، ومُسْلِمِينَ ، ومُسْلِمَات : مُسْلِمِيّ .
النسبة إلى ما قبل آخره
ياء مشدّدة مكسورة(1/89)
وَثَالِثٌ مِنْ نَحْوِ طَيَّبٍ حُذِفْ وَشَذَّ طَائِىٌّ مَقُولاً بالأَلِفْ
س10- كيف ينسب إلى الاسم الذي قبل آخره ياء مشددة مكسورة ؟
ج10- إذا وقع قبل الحرف الأخير ياء مكسورة مُدْغَم فيها ياء وجب حذف الياء المكسورة ، نحو : طَيَّب : طَيْبِيّ ، بحذف الياء المكسورة التي قبل حرف(الباء) إذ أصلها هكذا : طَيْيِب . وشذّ في النسب إلى طَيَّئ ، قولهم طَائِيّ ( بإبدال الياء الساكنة الأولى ألفا ) وذلك على غير القياس ؛ لأنه لا تُقلب ألفا إلا المتحركة ، والقياس أن يُقال : طَيْئِيّ ، ولكنهم تركوا القياس .
أما إذا كانت الياء الثانية التي قبل الحرف الأخير مفتوحة لم تحذف ، نحو :
هَبَيَّخ : هَبَيَّخِيّ . ( الهبيَّخ : الغلام الْمُمْتَلِئ ، والأنثى : هُبَيَّخَة ) .
النسبة إلى وزني
فَعِيْلَة ، وفُعَيْلَة
وفَعَلِىٌّ فى فَعِيْلَةَ الْتُزِمْ وَفُعَلِىٌّ فى فُعَيْلَةٍ حُتِمْ
س11- كيف ينسب إلى فَعِيلَة ، وفُعَيْلَة ؟
ج11- يُقال في النسب إلى فَعِيلة : فَعَلِيّ ( بحذف التاء ، والياء ، وفتح العين ) إن لم يكن معتل العين ، ولا مضعفا ، نحو : حَنِيفَة : حَنَفِيّ ( على وزن فَعَِليّ ) فَحُذفت التاء ، والياء وفُتحت العين ؛ ذلك لأنّ عينه ( النون ) ليست حرف علة ، ولا مضعَّفة . ومنه صَحِيفَة : صَحَفِيّ .
ويقال في النسب إلى فُعَيْلَة : فُعَلِيّ ( بحذف التاء ، والياء ، وفتح العين ) إن لم يكن معتل العين ، ولا مضعفا ، نحو : جُهَيْنَة : جُهَنِيّ ، وقُرَيْظَة : قُرَظِيّ .
النسبة إلى فَعِيل ، وفُعَيْل
مُعْتَلَّي اللاَّمِ
وَأَلْحَقُوا مُعَلَّ لاَمٍ عَرِيَا مِنَ الْمِثَالَيْنِ بِمَا التَّا أُوْلِيَا
س12- كيف ينسب إلى فَعِيل ، وفُعَيْل مُعْتَلَّي اللامِ ؟(1/90)
ج12- ما كان على فَعِيل ، أو فُعَيْل ، وكان معتلّ اللام فحكمه كحكم ما فيه التاء ( أي : كحكم فَعِيلة ، وفُعَيْلَة ) في وجوب حذف يائه ، وفتح عينه ، مع قلب لامه واواً ، نحو : عَدِيّ : عَدَوِىّ ، وقُصَيّ : قُصَوِيّ .
أما إن كان صحيح اللام لم يُحذف شيء منه ، نحو : عَقِيل : عَقِيلِيّ ، وفي عُقَيْل : عُقَيْلِيّ .
النّسب إلى فَعِيلَة
معتلة العين ، أو مضعَّفة العين
وَتَمَّمُوا مَا كَانَ كَالطَّوِيلَهْ وَهَكَذَا مَا كَانَ كَالْجَلِيلَهْ
س13- كيف يُنسب إلى فَعِيلة إذا كانت معتلة العين ، أو مضعفة العين ؟
ج13- ماكان على فَعِيلَة ، وكان معتلّ العين ، أو مضعفا لا تُحذف ياؤه في النسب ؛ فتقول في معتلة العين : طَوِيلَة : طَوِيلِيّ ، وفي المضعّف : جَلِيلَة : جَلِيلِيّ .
وأُلْحِقَ بـ ( فَعِيلَة ) في ذلك فُعَيْلَة ؛ فتقول في : لُوَيْزَة ، وقُلَيْلَة : لُوَيْزِيّ ، وقُلَيْلِيّ .
النسبة إلى ما خُتِم بهمزة الممدود
وَهَمْزُ ذِى مَدًّ يُنَالُ فى النَّسَبْ مَا كَانَ فى تَثْنِيَةٍ لَهُ انْتَسَبْ
س14- كيف يُنسب إلى ما ختم بهمزة الممدود ؟
ج14- الاسم المختوم بهمزة الممدود حُكْم الهمزة فيه في النسب كحكمها في التثنية ، فإن كانت زائدة للتأنيث قُلبت واوا ، نحو : حمراء : حَمْرَاوِيّ ، وإن كانت زائدة للإلحاق ، أو بَدَلا من أصل ، ففيها وجهان :
1- بقاء الهمزة ، نحو : عِلْبَاء ، وكِسَاء : عِلْبَائِيّ ، وكِسَائِيّ .
والهمزة في علباء للإلحاق ، وفي كساء بدلاً من أصل ، وهو ( الواو ) .
2- قلبها واواً ، نحو : عِلْبَاوِيّ ، وكِسَاوِيّ .
أما إذا كانت الهمزة أصلية فتبقى في النسب ، نحو : قُرَّاء : قُرَّائِيّ .
النسبة إلى العَلَمِ الْمُرَكَّبِ
وَانْسُبْ لِصَدْرِ جُمْلَةٍ وَصَدْرِ مَا رُكِّبَ مَزْجاً وَلِثَانٍ تَمَّمَا
إِضَافَةً مَبْدُوءَةً بِابْنٍ أَوَ أبْ أَوْ مَالَهُ التَّعْرِيفُ بِالثَّانِي وَجَبْ(1/91)
فِيمَا سِوَى هَذَا انْسُبَنْ لِلأَوَّلِ مَا لَمْ يُخَفْ لَبْسٌ كَـ عَبْدِ الأَشْهَلِ
س15- كيف يُنسب إلى العَلَم المركَّب ؟
ج15- العَلَمُ المركّب ثلاثة أنواع : مركب إسنادي ( تركيب جملة ) والمركب المزجي ، والمركب الإضافي .
1- المركب الإسنادي : يُنسب إلى صدره ويحذف عَجُزه ، نحو : تَأَبَّطَ شَرًّا : تَأَبَّطِيّ ، وبَرَقَ نَحْرُه : بَرْقِيّ .
2- المركب المزجي : ينسب إلى صدره كذلك ويحذف عجزه ، نحو : بَعْلَبَكَّ : بَعْلِيّ ، وحَضْرَمَوْت : حَضْرِيّ .
3- المركب الإضافي : فيه تفصيل :
أ- إذا كان العلم المركّب الإضافي مُصَدَّراً بـ ( أب ، أو ابن ، أو أم ) كأبي بكرٍ ، وابن الزُّبَيْر ، وأم كُلْثُومٍ ، أو كان مُعَرَّفاً بِعَجُزِه ، كغُلاَم زيدٍ ، حُذِف الصدر ، ونُسِبَ إلى العَجُز ( المضاف إليه ) فيقال : بَكْرِيّ ، وزُبَيْرِيّ ، وكُلْثُومِيّ ، وزَيْدِيّ .
ب- إذا كان المركب الإضافي علماً بالوَضْع ( أي : في أَصْل وضْعه ) فيُنسب
إلى الصدر ، ويحذف العجز إذا أُمِنَ اللبس عند حذف العجز ، نحو : امرىء القيس : امْرِئِيّ ؛ لأنه معروف وإنْ حُذِف عجزه ، أمَّا إذا خيف اللّبس فيحذف الصدر ، ويُنسب إلى العَجُز ، نحو : عبد الأشهل ، وعبد القيس ، وعبد مناف ؛ لأنه لو قيل : عَبْدِيّ ،لم يُعرف المنسوب إليه ؛ولذلك ينسب إلى العجز ، فيقال: أَشْهَلِيّ ، وقَيْسِيّ ، ومَنَافِيّ .
* ( في مثال : غلام زيدٍ ، خلاف ، قيل : إنه علم بالغَلَبَة إذا غَلَب على غلام واحد فقط مِن غلمان زيد ) . *
النسبة إلى الاسم الثلاثي
المحذوف اللاَّم
وَاجْبُرْ بِرَدَّ اللاَّمِ مَا مِنْهُ حُذِفْ جَوَازاً أنْ لَمْ يَكُ رَدُّهُ أُلِفْ
فى جَمْعَىِ التَّصْحِيحِ أَوْ فى التَّثْنِيَهْ وَحَقُّ مَجْبُورٍ بِهَذِى تَوْفِيَهْ
س16- كيف يُنسب إلى الاسم الثلاثي المحذوف اللام ؟
ج16- إذا كان المنسوب إليه ثلاثيا محذوف اللام فله حالتان :(1/92)
1- أن تكون لامه مستحقة للردَّ في جمعي التصحيح ، أو في التثنية .
2- ألاّ تكون لامه مستحقة للردَّ في جمعي التصحيح ، أو في التثنية .
فإن كانت غير مستحقة للرد جاز لك في النسب ردّ اللام وتركها ؛ فتقول في: يدٍ ، وابْن : يَدَوِيّ ، وبَنَوِيّ (بردَّ اللام الحذوفة) ويجوز تركها ؛ فتقول : يَدِيّ ، وابْنِيّ ، وذلك مِثل حذف اللام في التثنية : يدان ، وابنان ؛ وحذفها في جمع المذكر السالم : يَد : يَدُون ( وذلك إذا جُعِل علماً لمذكر ) .
وإن كانت مستحقة للردّ وجب ردُّها في النسب ؛ فتقول في : أَب ، وأَخ ، وأُخت : أَبَوِيّ ، وأَخَوِيّ ( للأخ ، وللأخت ) برد لام الكلمة ؛ وذلك لأنها رُدَّت في الجمع ، والتثنية : أَبَوَانِ ، وأَخَوَانِ ، وأَخَوَات .
الخلاف في النسبة
إلى أخت ، وبنت
وَبِأَخٍ أُخْتاً وَبِابْنٍ بِنْتاً أَلحِْقْ ويُونُسُ أَبَى حَذْفَ التَّا
س17- اذكر الخلاف في النسبة إلى أخت ، وبنت .
ج17- مذهب الخليل ، وسيبويه : إلحاق (أخت ، وبنت) في النسب (بأخ ، وابن) فتحذف منهما تاء التأنيث ، ويُرد إليهما المحذوف ؛ فيقال في النسبة إلى أخت ، وبنت : أَخَوِيّ ، وبَنَوِيّ ، كما يُفعل بأخ ، وابن .
ومذهب يونس : أنه ينسب إليهما على لفظيهما ؛ فتقول : أُخْتِيّ ، وبِنْتِيّ .
النسبة إلى الثُّنَائِي وَضْعاً
وَضَاعِفِ الثَّانِى مِنْ ثُنَائِىِ ثَانِيهِ ذُو لِينٍ كَـ لاَ وَلاَئِى
س18- كيف ينسب إلى الثُّنائي وضعاً ؟
ج18- إذا كان المنسوب إليه ثنائيّا لا ثالث له ، فله حالتان :
1- أن يكون آخره ( الحرف الثاني ) حرفا صحيحا .
2- أن يكون آخره حرفا معتلا .
فإن كان ثانيه حرفا صحيحا جاز فيه وجهان :
أ- التضعيف ؛ فتقول في النسبة إلى رجل اسمه كَمْ : كَمَّيّ .
ب- عدم التضعيف ؛ فتقول : كَمِيّ .
وإن كان ثانيه حرفا معتلا وجب تضعيفه ؛ فتقول في رجل اسمه لَوْ : لَوَّيّ .(1/93)
أما إن كان الحرف الثاني ( ألفا ) ضُوعِفَت ، وأُبدلتْ الألف الثانية المضعّفة همزة ؛ فتقول في رجل اسمه ( لا ) : لائِيّ ، ويجوز قلب الهمزة واواً ؛ فتقول : لاَوِيّ .
النسبة إلى محذوف الفاء
وَإِنْ يَكُنْ كَشِيَةٍ مَا اليَا عَدِمْ فَجَبْرُهُ وَفَتْحُ عَيْنِهِ التُزِمْ
س19- كيف ينسب إلى محذوف الفاء ؟
ج19- إذا كان المنسوب إليه محذوف الفاء ، فله حالتان :
1- أن يكون صحيح اللام .
2- أن يكون معتل اللام .
فإن كان صحيح اللام لم يردّ إليه المحذوف ؛ فتقول في: عِدَة ، وصِفَة : عِدِيّ ، وصِفِيّ . وإن كان معتل اللام وجب ردّ المحذوف ، ووجب عند سيبويه كذلك فتح عينه ؛ فتقول في شِيَة : وِِشَوِيّ ، وفي دِيَة : وِدَوِيّ .
* قُلبت الياء في النسب ( واواً ) لأنه لَمَّا رُدّت فاء الكلمة ( الواو الأولى ) فُتِحَت عينها فقُلبت الياء ألفا لمناسبة الفتحة ، ثم قُلبت واوا في النسب ، كما فعلنا في كلمة ( فَتًى ) : فَتَوِيّ . *
النسبة إلى جمع التكسير
وَالْوَاحِدَ اذْكُرْ نَاسِباً لِلْجَمْعِ إِنْ لَمْ يُشَابِهْ وَاحِداً بِالْوَضْعِ
س20- كيف ينسب إلى جمع التكسير ؟
ج20- إذا كان المنسوب إليه جمعا ، فله ثلاث حالات :
1- أن يكون له مفرد مِن لفظه ، نحو : كُتُب ، وفَرَائِض . فهذا الجمع يُنسب إلى مفرده ؛ فتقول : كِتَابِيٌّ ، وفَرَضِيٌّ . وهذا هو مراده بالبيت الأول
2- ألاّ يكون له مفرد من لفظه ، نحو : قَوْم ، وعَبَادِيد . هذا النوع يُسَمَّى (اسم الجمع) وينسب إلى لفظ الجمع ؛ فتقول : قَوْمِيٌّ ، وعَبَادِيدِيّ .
3- أن يكون جاريا مَجْرى العَلَم (أي : أَشْبَه العَلَم إمّا بالوَضْع) نحو : أنْمَار ، وذِئاب ، أو بالغَلَبة ، نحو : الأنصار ، والأَنْبار . وهذا النوع أيضاً يُنسب إلى لفظه ؛ فتقول : أَنْمَارِي ، وذِئَابِيّ ، وأَنْصَارِيّ ، وأَنْبَارِيّ .
وهذان النوعان الأخيران مفهومان من قوله : " إن لم يُشابه واحداً بالوضع "
((1/94)
أي : إنَّ الجمع إذا شابه واحداً بالوضع فلا تنسبه إلى مفرده ، بل انسبه إلى لفظه ، أما إن كان له مفرد قياسي فانسبه إلى مفرده ؛ لأنه لم يُشابه واحداً بالوضع ) .
الاستغناء عن ياء النّسب
وَمَعَ فَاعِلٍ وَفَعَّالٍ فَعِلْ فى نَسَبٍ أَغْنَى عَنِ اليَا فَقُبِلْ
س21- ما المواضع التي يُستغنى فيها عن ياء النسب ؟
ج21- يُستغنى عن ياء النسب في المواضع الآتية :
1- إذا كان الاسم على وزن ( فَاعِل ) بمعنى : صَاحِب شيء ، نحو : تَامِر ، ولاَبِن ( أي : صاحب تَمْرٍ ، وصاحب لَبَنٍ ). وقالوا: فُلاَنٌ طَاعِمٌ كاسٍ ( أي : صاحب طَعَام ، وكُسْوة ) .
2- إذا كان الاسم على وزن ( فَعَّال ) وذلك في الْحِرَف غالباً ، نحو : بَقَّال ، وبَزَّار ، ونَجَّار .
وقد يكون ( فَعَّال ) بمعنى : صاحب شيء ، وجُعل منه قوله تعالى : * ( أي : بصاحب ظُلْم ) .
3- إذا كان الاسم على وزن ( فَعِل ) بمعنى : صاحب شيء ، نحو : رَجُلٌ طَعِمٌ ولَبِسٌ ( أي : صاحب طَعَامٍ ولِبَاسٍ ). ومنه ما أَنْشَده سيبويه من قول الشاعر : لَسْتُ بِلَيْلِيًّ ولكنَّي نَهِرْ لا أُدْلِجُ اللَّيْلَ وَلَكِنْ أَبْتَكِرْ
فالشاهد فيه : قوله ( نَهِرْ ) وهو على وزن فَعِل ، وأراد به النّسب فذكره بدون ياء النسب ، والأصل : ولكنّي نَهَارِيّ ، كما قال قبلها : لست بِلَيْلِيّ .
شَوَاذّ النّسَب
وَغَيْرُ مَا أَسْلَفْتُهُ مُقَرَّرَا عَلَى الَّذِى يُنْقَلُ مِنْهُ اقْتُصِرَا
س22- ما الأسماء التي وردت منسوبة شذوذا ؟
ج22- ما جاء من المنسوب مخالفا لما سبق تقريره من قواعد النّسب فهو من شواذّ النسب يحفظ ، ولا يقاس عليه ، كقولهم في النّسب إلى البَصْرَة : بِصْرِيّ ، وإلى الدَّهْرِ : دُهْرِيّ ، وإلى مَرْوَ : مَرْوَزِيّ ، وإلى البَحْرَينِ : بَحْرَانِيّ ، وإلى اليَمَن : يَمَانٍ .
---
الوَقْفُ
الوقف على الاسم المنوَّن(1/95)
تَنْوِيناً اثْرَ فَتْحٍ اجْعَلْ أَلِفَا وَقْفاً وَتِلْوَ غَيْرِ فَتْحٍ احْذِفَا
س1- عرَّف الوقف ، وكيف يُوقَفُ على الاسم المنوَّن ؟
ج1- * الوقف ، هو : قَطْع النُّطق عند آخر الكلمة . *
إذا كان الاسم منوناً فله حالتان :
1- أن يكون التنوين واقعا بعد فتحة .
2- أن يكون التنوين واقعا بعد ضمة ، أو كسرة .
فإن كان واقعا بعد فتحة أُبْدِل التنوين ألفا سواء أكانت الفتحة للإعراب، نحو : رأيت زيدَا ، أو كانت الفتحة لغير الإعراب ، كقولك في: إيْهاً ، ووَيْهاً : إيْهَاْ، ووَيْهَاْ .
أما إن كان التنوين واقعا بعد ضمة ، أوكسرة حُذِف التنوين ،وسُكِّن ما قبله، كقولك في : جاء زيدٌ ، ومررت بزيدٍ : جاء زيْدْ ، ومررت بِزَيْدْ .
الوقف على هاء الضمير
وحكم إِذًا في الوقف
وَاحْذِفْ لِوَقْفٍ فى سِوَى اضْطِرَارِ صِلَةَ غَيْرِ الْفَتْحِ فى الإِضْمَارِ
وَأَشْبَهَتْ إِذاً مُنَوَّناً نُصِبْ فَأَلِفاً فى الْوَقْفِ نُونُهَا قُلِبْ
س2- كيف يُوقف على هاء الضمير ؟ وما حكم إذًا في الوقف ؟
ج2- إذا وُقِف على هاء الضمير ، فإن كانت الهاء مضمومة ، أو مكسورة حُذِفت صلتها ووُقف على الهاء ساكنة ، إلا في الضرورة الشعرية . فمثال المضمومة : رأيتُهُ ، ومثال المكسورة : مررتُ بِهِ ، فعند الوقف تُسَكَّن الهاء ؛ فتقول : رأيتُهْ ، ومررتُ بِهْ ، وتحذف صلتها التي هي ( الواو ، والياء ) لأنهما يلفظان : رأيتُهُو ، ومررت بِهِي ، إلا في الضرورة الشعرية يجوز الوقف عليها بحركتها ، كقول الرَّاجِز : " كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَمَاؤُهُ "، ولو كان في النثر لوجب أن يقول : سماؤُهْ .
أما إن كانت الهاء مفتوحة وُقِف على صلتها ( الألف ) ولم تُحذف ، نحو : رأيتُهَا .
وأما حكم إِذًا في الوقف فقد شَبَّهُوها بالمنصوب المنوَّن ، فأبدلوا نونها ألفا في الوقف ؛ فقالوا : إذَا ، وقيل : يُوقَف عليها بالنون ( إِذَنْ )؛ لأنها بمنزلة ( أَنْ ) .(1/96)
الوقف على المنقوص
وَحَذْفُ يَا الْمَنْقُوصِ ذِى التَّنْوِينِ مَا لَمْ يُنْصَبَ اوْلَى مِنْ ثُبُوتٍ فَاعْلَمَا
وَغَيْرُ ذِى التَّنْوِينِ بِالْعَكْسِ وَفى نَحْوِ مُرٍ لُزُومُ رَدَّ اليَا اقْتُفِى
س3- كيف يُوقف على المنقوص ؟
ج3- للمنقوص حالتان :
1- أن يكون مُنوَّناً ، فإن كان منصوباً أُبدل تنوينه ألفا ، نحو : رأيت قاضيَا . فإن لم يكن منصوبا ، نحو : هذا قاضٍ ، ومررت بقاضٍ ، فالمختار الوقف عليه بالحذف ؛ فتقول : هذا قاضْ ، ومررت بقاضْ ، ويجوز الوقف عليه بإثبات الياء ،كقراءة ابن كثير : * وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادِي هذا إذا لم يكن محذوف العين ، أو الفاء ، فإن كان محذوف العين ، نحو : مُرٍ ( اسم فاعل من أَرَى ) أو كان محذوف الفاء ، نحو : يَفِي ( إذا جعلته علماً ) لَزِم في هذه الحالة الوقف عليه بإثبات الياء ؛ فتقول : هذا مُرِي ، وهذا يَفِي . وإلى ذلك أشار الناظم بقوله :
" وفي نحو مُرٍ لزومُ ردّ اليا اقتفى " .
2- أن يكون غير منوّن ، فإن كان منصوبا ثَبَتَتْ ياؤه ساكنة ، نحو : رأيت القاضِي .
وإن كان غير منصوب جاز إثبات الياء ، وحذفها ( والإثبات أَحْسَن ) نحو : هذا القاضِي ، ومررت بالقاضِي ، ويجوز : هذا القاضْ ، ومررت بالقاضْ .
الوقف على مُتَحَرَّك الآخِر
وَغَيْرَ هَا التَّأْنِيثِ مِنْ مُحَرَّكِ سَكِّنْهُ أَوْ قِفْ رَائِمَ التَّحَرُّكِ
أَوْ أَشْمِمِ الضَّمَّةَ أَوْ قِفْ مُضْعِفَا مَا لَيْسَ هَمْزاً أَوْ عَلِيلاً إِنْ قَفَا
مُحَرَّكاً وَحَرَكَاتٍ انْقُلاَ لِسَاكِنٍ تَحْرِيكُهُ لَنْ يُحْظَلاَ
س4- كيف يوقف على متحرك الآخِر ؟
ج4- الاسم المتحرَّك الآخر إما أن يكون آخره هاء التأنيث ، أوغيرها .
فإن كان آخره هاء التأنيث وجب الوقف عليها بالسكون ، نحو: هذه فاطمهْ.
أما إنْ كان آخره غير ( هاء التأنيث ) ففي الوقف عليه خمسة أوجه ، هي :(1/97)
1- التسكين ، وهو الأصل والمشهور في كلام العرب ، نحو : هذا طالبْ ، وهذا مُعلّمْ .
2- الرَّوْم ، وهو : الإشارة إلى الحركة بصوت خَفِيّ ، فلا تُتِمُّها ، بل تَخْتَلِسُها اختلاساً ؛ تنبيها على حركة الأصل سواء كانت فتحة ، أو ضمة ، أو كسرة .
3- الإشمام ، وهو : عبارة عن ضَمَّ الشَّفَتين بعد الوقف على الحرف الأخير بالسكون مباشرة من غير تصويت بالحركة ، وتَدَعُ بين الشفتين انْفِرَاجاً يَسِيراً يخرج منه النَّفس ، فَيَرَاهما الرَّائِي مضمومتين ، فَيَعْلَمُ أنك أردت بضمهما الحركة المضمومة . والإشمام لا يكون إلا في الضمة .
4- التّضعيف ، وهو : تَشْدِيد وتضعيف الحرف الموقوف عليه ، نحو: الْجَمَلْ ؛
فتقول : الجمَلّ ( بتشديد اللام ) ويُشْترط : أن يكون الحرف الأخير صحيحاً غير مهموز ، وألا يكون معتلا ، وأن يكون ما قبله متحركا ، فإن كان آخره
( همزة ) كخَطَأ ، أوكان معتلا ، كفَتَى ، أو كان ماقبله ساكنا ، كالحِمْل ، امتنع التضعيف .
5- النَّقل ، وهو : عبارة عن تسكين الحرف الأخير ، ونقل حركته إلى الحرف الذي قبله . وشرطه : أن يكون ما قبل الآخر ساكنا قابلا للحركة ؛ فتقول في نحو : هذا بَكْرٌ : هذا بَكُرْ ، بنقل ضمة الرفع التي على الراء إلى الحرف الساكن الذي قبله ( الكاف ) وذلك لتحقق الشرط ، وهو أن الحرف الذي قبل الآخر ساكن ويَقْبَل الحركة ؛ وتقول في الجر : مررت بِبَكِرْ .
فإن كان ما قبل الآخر متحركالم يُوقف بالنَّقل ؛ تقول : هذا جَعْفَرْ .
وكذلك لا يُوقف بالنقل إن كان ما قبل الآخر ساكنا لا يقبل الحركة ، كالألف في نحو : باْبْ ، وإنساْنْ .
الخلاف في الوقف بالنَّقل
إذا كان آخره متحركا بالفتحة
وَنَقْلُ فَتْحٍ مِنْ سِوَى الْمَهْمُوزِ لاَ يَرَاهُ بَصْرِىٌّ وَكُوفٍ نَقَلاَ
س5- اذكر موضع الخلاف في الوقف بالنقل .(1/98)
ج5- إذا كان الحرف الأخير في الموقوف عليه حركته الفتحة ، نحو : رأيت بَكْراً ، ورأيت الرَّدْءَ ، ففي الوقف عليه بالنَّقل خلاف :
1- البصريون : لا يُجيزون النّقل إذا كانت حركة آخره الفتحة إلا إذا كان آخره مهموزاً ، نحو : رأيت الرَّدْءَ ، فيجوز عندهم : رأيت الرَّدَءْ ، بنقل الفتحة التي على الهمزة إلى الحرف الذي قبله ، أما إذا لم يكن الآخِر مهموزا فلا يجيزون ذلك ، فيمتنع النّقل عندهم في نحو : رأيت بكْراً ، ورأيت الضَّرْبَ ؛ لأن الحركة هي الفتحة وهو ليس بمهموز .
2- الكوفيون : يجوز الوقف عندهم بالنقل سواء كانت الحركة الفتحة ، أو غيرها ، وسواء كان الحرف الأخير مهموزاً ، أو غير مهموز ؛ فتقول عندهم : رأيت بَكَرْ ، ورأيت الضَّرَبْ ، ورأيت الرَّدَءْ ، وهذا بَكُرْ ، ومررت بالضَّرِبْ .
( الرَّدْء : الْمُعِينُ في الْمُهِمَّات ) .
ومذهب الكوفيين أَوْلَى ؛ لأنّهم نَقَلُوهُ عن العرب ، وهذا معنى قوله : " وكوفٍ نقلا " .
حكم الوقف بالنقل
إذا أَدَّى إلى وَزْنٍ لا نَظِيرَ له في العربية
وَالنَّقْلُ إِنْ يُعْدَمْ نَظِيرٌ مُمْتَنِعْ وَذَاكَ فى الْمَهْمُوزِ لَيْسَ يَمْتَنِعْ
س6- ما حكم الوقف بالنقل إذا أدّى إلى وزن لا نظير له في العربية ؟
ج6- متى أَدَّى النقل إلى أنْ تصير الكلمة على وَزْن غير موجود في كلام العرب امتنع النّقل ، إلا إنْ كان الحرف الأخير همزة فيجوز ، فإذا أردت الوقف على قولك : هذا العِلْمُ ، يمتنع أن تقول : هذا العِلُمْ ؛ لأن وزن ( فِعُل ) لا نظير له في العربية ، أما إذا قلت : هذا الرَّدُءْ ، فجائز ؛ لأن آخره همزة ؛ واغْتُفِرَ ذلك في الهمزة لِثِقَلِها .
الوقف على تاء التأنيث
فى الْوَقْفِ تَا تَأْنِيثِ الاسْمِ هَا جُعِلْ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِسَاكِنٍ صَحَّ وُصِلْ
وَقَلَّ ذَا فى جَمْعِ تَصْحِيحٍ وَمَا ضَاهَى وَغَيْرُ ذَيْنِ بِالْعَكْسِ انْتَمَى
س7- كيف يوقف على ما فيه تاء التأنيث ؟(1/99)
ج7- الكلمة التي في آخرها تاء التأنيث لها حالتان :
1- أن تكون فِعْلا ، نحو: قَامَتْ ، وهذا يُوقَفُ عليه بالتاء ساكنة، كما رأيت .
2- أن تكون اسماً ، وهذا الاسم إمَّا أن يكون مفردا ، وإما أن يكون جمعا ، فإن كان مفرداً ، وما قبل التاء حرف صحيح ساكن وُقِف عليه بالتاء ، نحو : بِنْتْ ، وأُخْتْ .
وإن كان غير ذلك وُقف عليه بالهاء ، نحو : فَاطِمَهْ ، وحَمْزَهْ ، وفتَاهْ ؛ لأن ما قبل التاء في ( فاطمَة ، وحمزَة ) غير ساكن ، وفي ( فتاة ) حرف عِلّه . وهذا مراده بالبيت الأول . ويقلّ الوقف على المفرد بالتاء ، نحو : فاطمتْ .
أما إن كان جمع تصحيح ، أو شِبهه وُقف عليه بالتاء . فمثال الجمع : هِنْدَاتْ وفَاطِمَاتْ ، ومثال شبه الجمع : هَيْهَاتْ ، وأُوْلاَتْ ، ويقل الوقف عليها بالهاء ، نحو : هنداهْ ، وفاطماهْ ، وهيهاهْ ، وأُوْلاَهْ .
مواضع زيادة هَاء السَّكْت
في الوقف
وَقِفْ بِهَا السَّكْتِ عَلَى الْفِعْلِ الْمُعَلّ بِحَذْفِ آخِرٍ كَأَعْطِ مَنْ سَأَلْ
وَلَيْسَ حَتْماً فى سِوَى مَا كَعِ أَوْ كَيَعِ مَجْزُوماً فَرَاعِ مَا رَعَوْا
وَمَا فى الاسْتِفْهَامِ إِنْ جُرَّتْ حُذِفْ أَلِفُهَا وَأَوْلِهَا الْهَا إِنْ تَقِفْ
وَلَيْسَ حَتْماً فى سِوَى مَا انْخَفَضَا بِاسْمٍ كَقَوْلِكَ اقْتِضَاءَ مَ اقْتَضَى
س8- اذكر مواضع زيادة هاء السكت في الوقف .
ج8- تزاد هاء السكت في الوقف في الموضعين الآتيين :
1- في الفعل المعتلّ الآخر المجزوم ، أو الموقوف عليه ،كقولك في :لم يُعْطِ :
لم يُعْطِهْ ، وكقولك في الأمر عند الوقف : أَعْطِهْ ، وهذا جائز لا واجب .
أما إذا كان الفعل المعتل الذي حذف آخره قد بَقِي على حرف واحد ، نحو : عِ ، وقِ ، أو بقي على حرفين أحدهما زائد ، نحو : لم يَعِ ، ولم يَقِ ، فحينئذ يجب زيادة هاء السّكت ؛ فتقول : عِهْ ، وقِهْ ، ولم يَعِهْ ، ولم يَقِهْ ( والحرف الزائد هو حرف المضارعة ) .(1/100)
2- ما الاستفهامية ، إذا جُرَّت بحرف جر ، نحو : عَمَّ ؟ وبِمَ ؟ أوجُرَّت باسم، نحو : اقتضاءَ مَ اقتضى زيدٌ ؟ فحينئذ يجب حذف ألفها ،كما ترى في الأمثلة .
فإذا وَقَفْتَ عليها بعد دخول الجارّ جاز إلحاق هاء السكت إن كان الجارّحرفاً ،
نحو : عَمَّهْ ، وبِمَهْ ، ولِمَهْ ، وفِيمَهْ ؟ ويجوز : عَمَّ ، وبِمَ ، ولِمَ ، وفِيمَ ؟
أما إن كان الجار اسما وجب إلحاق هاء السكت ، نحو : اقتضاء مَهْ اقتضى ؟ ومجيء مَهْ ؟
مواضع جواز الوقف
بهاء السّكت
وَوَصْلَ ذِى الْهَاءِ أَجِزْ بِكُلَّ مَا حُرَّكَ تَحْرِيكَ بِنَاءٍ لَزِمَا
وَوَصْلُهَا بِغَيْرِ تَحْرِيكِ بِنَا أُدِيمَ شَذَّ فى الْمُدَامِ اسْتُحْسِنَا
س9- اذكر المواضع التي يجوز فيها الوقف بهاء السكت .
ج9- يجوز الوقف بهاء السكت على كل متحرك بحركة بناء لازمة دائمة ، أمّا إذا كانت حركة إعراب ، أو شبيهة بها فلا يجوز الوقف عليها بهاء السكت ، وعلى هذا يجوز أن تقول في : كيفَ ، وأينَ : كَيْفَهْ ، وأَيْنَهْ ؟ لأن حركتهما حركة بناء لازم ، فهما اسمان مبنيان في الأصل ، ومثلها في الضمائر : هُوَ ، وهِي ؛ تقول : هُوَهْ ، وهِيَهْ .
ولا يجوز الوقف بهاء السكت على ( زيد ) في قولك : جاء زيدٌ ؛ لأنها حركة إعراب ، ولا يجوز الوقف بهاء السكت في نحو : قبلُ ، وبعدُ ، والمنادى المفرد
( يا زيدُ ) واسم لا النافية للجنس ( لا رجلَ ) وذلك لأن بناءها عارض غير لازم ، فإذا زال سبب البناء رجعت معربة على أصلها ، فمثلا ( يا زيدُ ) إذا حذفت حرف النداء ، قلتَ ( زيدٌ ) فأصبحت معربة لا مبنية ، وهذا ما نسميه بناء عارض ، لا لازم .
وكذلك لا يجوز الوقف بهاء السكت على ما يُشبه حركة الإعراب ، كحركة الفعل الماضي ( ذهبَ ) لأن حركته وإن كانت لازمة لكنها شبيهة بحركة الإعراب ؛ لأن الماضي بُني على حركة لِشَبَهِهِ بالمضارع المعرب .
وشذّ وصل ( الهاء ) بما حركته حركة بناء غير لازم ، كقول الشاعر :(1/101)
يا ربَّ يَوْمٍ لِيَ لا أُظَلِّلُهْ أَرْمُضْ مِنْ تَحْتُ وأَضْحَى مِن عَلُهْ
فقوله ( عَلُهْ ) كلمة مبنية بناء عارضا ، فهي ليست من الأسماء المبنية بناء لازما، ومع ذلك فقد ألحقها الشاعر هاء السكت ، وهذا شاذّ .
حكم إعطاء الوَصْل حكم الوَقف
وَرُبَّمَا أُعْطِىَ لَفْظُ الْوَصْلِ مَا لِلْوَقْفِ نَثْراً وَفَشَا مُنْتَظِمَا
س10- ما حكم إعطاء الوصل حكم الوقف ؟ وبيَّن كيفيته
ج10- يجوز إعطاء الوصل حكم الوقف بكثرة في الشعر ، وبقِلّة في النثر ؛ وذلك بأنْ تُسَكّن آخر كلمة تستحق الإعراب في كلام مُتَّصل بعضه ببعض في النطق ، نحو : حضرَ المعلَّمْ يبتسمُ لطلابِه ( بتسكين المعلم ) مع أنّ الكلام متصل بعضه ببعض في النطق . ومن أمثلته في النَّثْرِ ، قوله تعالى :
* وقوله تعالى : * ومن أمثلته في الشعر ، قول الشاعر :
كَأَنَهُ السَّيلُ إِذَا اسْلَحَبَّا مِثْلُ الْحَرِيقِ وَافَقَ القَصَبَّا
الشاهد فيه ( القَصَبَّا ) فقد شدَّد الحرف الأخير ( الباء )كأنه وقف عليه بالتضعيف مع أنَّ ( الباء ) موصولة بحرف الإطلاق ( الألف ) ولا داعي لتضعيف الباء ؛ لأنه ليس الحرف الأخير ؛ ولذلك نقول: إنه وصل بنية الوقف .
---
الإِمَالَةُ
شروط إمالة الألف المتطرَّفة
الأَلِفَ الْمُبْدَلَ مِنْ يَا فى طَرَفْ أَمِلْ كَذَا الْوَاقِعُ مِنْهُ الْيَا خَلَفْ
دُونَ مَزِيدٍ أَوْ شُذُوذٍ وَلِمَا تَلِيهِ هَا التَّأْنِيثِ مَا الْهَا عَدِمَا
س1- عرَّف الإمالة ، وما سببها ؟ وما حكمها؟ وفي أيّ لغة وردت الإمالة ؟
ج1- الإمالة ، هي : أَنْ تَتَّجه بالفتحة نحو الكسرة ، وبالألف نحو الياء .
( م ) سببها : الياء ، والكسرة . وحكمها : الجواز . ووردت الإمالة في لغة بني تميم ، ومَن جاورهم ، كأسد ، وقيس ، أما أهل الحجاز فلا يُميلون إلا في مواضع قليلة . ( م )
س2- ما شروط إمالة الألف المتطرفة ؟(1/102)
ج2- تُمال الألف المتطرفة إلى الياء بالشرط الآتي : أن تكون منقلبة عن الياء ، أو أنها صائرة إلى الياء دون زيادة ، أو شذوذ . فمثال الألف المتطرفة المنقلبة عن الياء : رَمَى ، فإنها منقلبة عن الياء ، وكذلك : مَرْمَى ؛ لأنك تقول في المضارع ، والمصدر : يَرْمِي رَمْياً . ومثال الصائرة إلى الياء : مَلْهَى ؛ فإنها تصير ياء في المثنى ؛ تقول : مَلْهَيَان ، وأصلها ليس ياء ؛ تقول : لَهَا يَلْهُو لَهْواً .
س3- ما مراد الناظم بقوله : " دون مزيد ، أو شذوذ " ؟ وإلام أشار بقوله: " ولما تليه ها التأنيث ما الها عَدِمَا " ؟
ج3- مراده : أنّ الألف لاتُمالُ إذا كانت تصير إلى الياء بسبب الزيادة ، كزيادة ياء التصغير ، نحو ( قُفَيُّ ) تصغير قَفاً ، فلا تُمَال ألف ( قَفاً ) لأنها تصير ياء عند زيادة ياء التصغير .
وكذلك لا إمالة إذا قُلبت الألف ياء شذوذاً عند الإضافة إلى ياء المتكلم ، كلغة هُذَيْل في ( قَفاً ) إذا أضيف إلى ياء المتكلم ، فإنهم يقولون : قَفَيَّ .
وأشار بقوله : " ولما تليه ها التأنيث ما الها عَدِما " إلى أنّ الألف التي وُجِد فيها سببُ الإمالة تُمال وإِنْ وليتها هاء التأنيث ، نحو : فَتَاة ؛ لأن هاء التأنيث غير مُعتَّد بها ، فالألف قبلها مُتطرفة تقديراً .
شروط إمالة الألف الواقعة
في عين الفعل
وَهَكَذَا بَدَلُ عَيْنِ الْفِعْلِ إِنْ يَؤُلْ إِلَى فِلْتُ كَمَاضِى خَفْ وَدِنْ
س4- ما شروط إمالة الألف الواقعة في عين الفعل ؟
ج4- تُمال الألف إلى الياء إذا كانت واقعة في عين الفعل بالشرطين الآتيين :
1- أن تكون منقلبة عن ياء ، أو واو .(1/103)
2- أن تكون فاء الفعل مكسورة على وزن ( فِلْت ) عند الإسناد إلى الضمير ، وذلك نحو : باع ، ودَان ، وخاف ، وكاد . فهذه الأفعال عند إسنادها إلى الضمير ( التاء ) تجوز فيها الإمالة ؛ فتقول: بِعْت ، ودِنْت ، وخِفْتُ ، وكِدْتُ؛ وذلك لتحقّق الشروط السابقة فيها ، فَعْينُهَا ألف وهي منقلبة عن ياء ( كبَاع ، ودَان ) ومنقلبة عن واو ( كخاف ، وكاد ) وكُسِرت فاؤها عند الإسناد إلى الضمير ( التاء ) فصارت إلى وزن ( فِلْت ) بحذف العين .
أما إذا صارت إلى وزن ( فُلْت ) بضم الفاء فلا إمالة فيها ، نحو : قُلْت ، وجُلْت ، وصُمْت .
إمالة الألف الواقعة بعد الياء
وإمالة الألف الواقعة قبل كسرة
كَذَاكَ تَالِى الْيَاءِ وَالفَصْلُ اغْتُفِرْ بِحَرْفٍ أَوْ مَعْ هَا كَجَيْبَهَا أَدِرْ
كَذَاكَ مَا يَلِيهِ كَسْرٌ أَوْ يَلِى تَالِىَ كَسْرٍ أَوْ سُكُونٍ قَدْ وَلِى
كَسْراً وَفَصْلُ الْهَا كَلاَ فَصْلٍ يُعَدّْ فَدِرْهَمَاكَ مَنْ يُمِلْهُ لَمْ يُصَدّْ
س5- ما حكم إمالة الألف الواقعة بعد الياء ؟
ج5- تُمَالُ الألفُ الواقعة بعد الياء سواء كانت متصلة بها ، نحو : بَيَان ، أو منفصلة بحرف ، نحو : يَسَارِ ، أو منفصلة بحرفين أحدهما ضمير المؤنث ( هاء ) نحو : أَدِرْ جَيْبَها ، ونحو : بَيْتَهَا ، فإن لم يكن أحدهما هاء امتنعت الإمالة ، نحو: بيتنا ؛ وذلك لبُعْدِ الألف عن الياء . وكذلك تمتنع الإمالة إذا كان الفاصل أكثر من حرفين . * إنما اغْتُفِر الفصل بالهاء ؛ لِخَفَائِها فكأنها مفقودة . *
س6- ما حكم إمالة الألف الواقعة قبل كسرة ؟
ج6- تمال الألف إذا وقعت قبل كسرة متصلة بها ، نحو : عَالِم ، أو منفصلة بحرف ، كأنْ تقع بعد حرف قبله كسرة ، نحو : كِتَاب ، أوتقع بعد حرفين قبلهما كسرة ، وأوّلهما ساكن ، نحو : شِمْلاَل . وتُمال أيضاً إذا فَصَلَتِ (الهاءُ) بين الحرفين الساكن والمتحرَّك ، نحو : دِرْهَمَاك .(1/104)
وتمال كذلك إذا كان الحرفان متحركين أحدهما هاء ، نحو : يريد أنْ يضْرِبَهَا .
مَوَانِعُ إمالة الألف
وَحَرْفُ الاسْتِعْلاَ يَكُفُّ مُظْهَرَا مِنْ كَسْرٍ أَوْ يَا وَكَذَا تَكُفُّ رَا
إِنْ كَانَ مَا يَكُفُّ بَعْدُ مُتَّصِلْ أَوْ بَعْدَ حَرْفٍ أَوْ بِحَرْفَيْنِ فُصِلْ
كَذَا إِذَا مَا قُدَّمَ مَا لَمْ يَنْكَسِرْ أَوْ يَسْكُنِ اثْرَ الكَسْرِكَالْمِطْوَاعِ مِرْ
س7- اذكر موانع إمالة الألف .
ج7- موانع الإمالة ثمانية أحرف ، سبعة منها تُسمَّى أحرف الاستِعْلاَء ، وهي : الخاء ، والصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والغين ، والقاف .
والثامن ، هو الرَّاء غير المكسورة ( المضمومة ، أو المفتوحة ) .
وكلّ حرف من حروف الاستعلاء ، والرّاء غير المكسورة يَكُف ويمنع إمالة الألف إذا كان سببها كسرة ظاهرة ، أو ياء موجودة ، وذلك على التفصيل الآتي :
1- تُمنع الإمالة إذا كان سببُها كسرةً ظاهرةً ، أو ياءً موجودةً : إذا وقع (حرف الاستعلاء ، أو الراء غير المكسورة) بعد (الألف) بشرط أنْ يكون حرف الاستعلاء ، أو الراء غير المكسورة متصلا بالألف ، نحو : ساخِط ، وحاصِل ، وباطِل ، ونحو : هذا عِذَارٌ ، وهذان عِذَارَان ؛ أو مفصولا بحرف ، نحو : مُنَافِِق ، ونَافِخ ، ونَاشِط ، ونحو : هذا عَاذِرُك ، ورأيت عاذِرَك ؛ أو مفصولا بحرفين ، نحو : مناشيط ، ومَوَاثِيق ، ونحو : هذه دنانيرُك ، وأخذت دنانيرَك .
2- تُمنع الإمالة إذا تقدّم حرف الاستعلاء ، أو الرّاء غير المكسورة على الألف وذلك بشرطين :
أ- ألاّ يكون حرف الاستعلاء ، أو الرَّاء مكسوراً ، نحو : طَالب ، وظَالم ، وقَاتل ، ورَاشد .
أما إذا كان الحرف مكسوراً جازت الإمالة ، نحو : طِلاَب ، وغِلاب ، وقِتال ، ورِجال .(1/105)
ب- ألا يكون ساكنا بعد كسرة ، نحو : طَاْلب ، وظَاْلم ، وقَاْتل ، ورَاْشد . أمَّا إذا كان الحرف ساكنا بعد كسرة جازت الإمالة ، نحو: إِصْلاح ، ومِقْدَام ، وإِرْشاد . وهذا المانع الثاني هو مراده بالبيت الأخير .
حكم الإمالة إذا اجتمعت
الراء المكسورة مع أحد موانع الإمالة
وَكَفُّ مُسْتَعْلٍ وَرَا يَنْكَفُّ بِكَسْرِ رَا كَغَارِماً لاَ أَجْفُو
س8- ما الحكم إذا اجتمعت الراء المكسورة مع أحد موانع الإمالة ؟
ج8- إذا اجتمع حرف الاستعلاء ، أو الراء غير المكسورة مع الراء المكسورة غلبتهما المكسورة ، وأمِيلت الألف لأجلها ؛ فيُمال نحو قوله تعالى : * وقوله تعالى : * .
وفُهِم من كلام الناظم : جواز الإمالة في نحو : حِمَارِك ؛ بسبب وجود الراء المكسورة وحدها ؛ لأنه إذا كانت الألف تُمال لأجل الراء المكسورة مع وجود ما يمنع الإمالة ، وهو حرف الاستعلاء ، أو الراء غير المكسورة فإمالتها لأجل الراء المكسورة وحدها مع عدم وجود ما يمنع الإمالة أَوْلى وأَحْرَى .
حكم الإمالة إذا انفصلَ
سَبَبُهَا ، أومَانِعُها عن الألف
وَلاَ تُمِلْ لِسَبَبٍ لَمْ يَتَّصِلْ وَالْكَفُّ قَدْ يُوجِبُهُ مَا يَنْفَصِلْ
س9- ما حكم الإمالة إذا انفصل سببها ، أو مانعها ؟
ج9- اعلم أولا : أنَّ شرط تأثير السبب في حدوث الإمالة ، هو : أنْ يكون السبب وهو الياء ، أو الكسرة من الكلمة التي فيها الألف ، نحو: بَيَان ، ويَسَار، وعَالِم ، وكِتَاب . فإذا انفصل السبب عن الألف فلا تأثير له في حدوث الإمالة ،فلا إمالة (للألف) في قولك : لِهَذَا الرجلِ مَالٌ ؛ لأن سبب الإمالة وهو الكسرة في ( الرجلِ ) منفصل عنها .(1/106)
أما إذا انفصل المانع من الإمالة ( وهو حرف الاستعلاء ) عن الألف فإنه قد يُؤثَّر في منع الإمالة فتمتنع الإمالة ؛ فلا يُمال نحو : أتى قاسم ؛ لأن حرف الاستعلاء ( القاف ) منع إمالة الألف في ( أتى ) مع أنه منفصل عنها . وهذا معنى قوله : " قد يُوجِبُه " ( أي : إنّ ذلك ليس عند كل العرب ) فإنّ مِن العرب مَن لا يَعْتَدّ بحرف الاستعلاء إذا جاء بعد الألف من كلمة أخرى فَيُمِيل .
* اعلم أنّ تَمثيل الشَّارح بـ ( أتى قاسم ) فيه نظر عند النحويين ؛ لأن حرف الاستعلاء لا يمنع إمالة الألف المنقلبه عن ياء ، كما فى ( أتى يأتي ) والمثال الصحيح لهذه المسألة ، هو : كتاب قاسم ، أو : أَيَا قاسم . *
* ويتلخص من ذلك :
1- أنّ سبب الإمالة إذا كان من الكلمة التي فيها الألف جازت الإمالة ، نحو : بَيَان ، ويَسَار ، وعالِم ، وكِتاب .
أما إذا انفصل السبب عن الألف امتنعت الإمالة .
2- أنّ مانع الإمالة إذا كان من الكلمة التي فيها الألف امتنعت الإمالة ، نحو : ساخِط ، ومُنافِق . وقد تمتنع أيضا إذا كان المانع منفصلا عن الألف . *
حكم إمالة الألف
الخالية من سبب الإمالة
وَقَدْ أَمَالُوا لِتَنَاسُبٍ بِلاَ دَاعٍ سِوَاهُ كَعِمَاداً وَتَلاَ
س10- ما حكم إمالة الألف الخالية من سبب الإمالة ؟
ج10 قد تُمال الألف الخالية من سبب الإمالة ؛ للتَّنَاسُب ( أي : لمناسبة الألفِ لألفٍ قبلها مشتملة على سبب الإمالة ) كإمالة الألف الثانية من نحو : رأيت عِماداً ؛ وذلك لمناسبة الألف الأولى الْمُمَالَة بسبب الكسرة ، وكإمالة ألف
( تَلاَ ) في قوله تعالى : * فإنها أُميلت لمناسبة ما بعدها من قوله تعالى : * فإنها أُمِيلت ؛ لأنها منقلبة عن ياء .
حكم إمالة الْمَبْنِيَّات
وَلاَ تُمِلْ مَا لَمْ يَنَلْ تَمَكُّنَا دُونَ سَمَاعٍ غَيْرَ هَا وَغَيْرَ نَا
س11- ما حكم إمالة المبنيَّات ؟ وإلام أشار بقوله : " دون سَمَاع " ؟(1/107)
ج11- الإمالة من خصائص الأسماء ، والأفعال المعربة ، فلايُمال المبني ( غير المتمكن ) .
وأشار بقوله : " دون سماع " إلى إمالة ما سُمِعت إمالته من الأسماء المبنيّة ، نحو: ( ذا ) الإشاريّة ، ومتى ، وأَنّى ، والضميران ( ها ) و ( نا ) في نحو : يريد أن يضربها ، ونظَر إليها ، ومَرَّبنا ، ونظر إلينا ؛ فإنهما ( أي : ها ، ونا ) يُمالانِ قياساً مُطَّردا ؛ لكثرة استعمالهما .
( م ) قد أُمِيل من الحروف : بَلى ، و ( يا ) النداء . ( م )
أسباب إمالة الفتحة
وَالْفَتْحَ قَبْلَ كَسْرِ رَاءٍ فى طَرَفْ أَمِلْ كَـ لِلأَيْسَرِ مِلْ تُكْفَ الكُلَفْ
كَذَا الَّذِى تَلِيهِ هَا التَّأْنِيثِ فى وَقْفٍ إِذَا مَا كَانَ غَيْرَ أَلِفِ
س12- اذكر أسباب إمالة الفتحة .
ج12- لإمالة الفتحة سببان :
1- أن تكون الفتحة قبل راء مكسورة متطرفة ، نحو : لِلأَيْسَرِ مِلْ ، ونحو قوله تعالى : * فتُمال وَصْلا ووَقْفا فتحة ( السين ) في الأَيْسَرِ ، وفتحة ( الراء ) في بِشَرَرٍ ؛ لوقوعهما قبل ( راء ) مكسورة متطرفة .
2- إذا وقعت بعد الفتحة هاء التأنيث ، نحو : قَيَّمَهْ ، ونِعْمَهْ ، فتُمال وقفا فقط فتحة ( الميم ) في كلا الكلمتين ؛ لوقوع هاء التأنيث بعد الفتحة .
---
التَّصْرِيفُ
اختصاصه
حَرْفٌ وَشِبْهُهُ مِنَ الصَّرْفِ بَرِى وَمَا سِوَاهُمَا بِتَصْرِيفٍ حَرِى
س1- عرَّف التصريف، وبم يختصّ ؟
ج1- التصريف ، هو : علم يُبْحَثُ فيه عن أحكام بِنْيَة الكلمة العربية ، وما لحروفها من أصالة وزيادة ، وصحة وإعلال ، وشِبه ذلك .
ويختص بالأسماء المعربة ، والأفعال المتصرَّفة . أما الحروف وشبهها ( أي : الأسماء المبنيّة ، والأفعال الجامدة ) فليس للتصرف عَلاقة بها .
( م ) والتصرف أصل في الأفعال ؛ لكثرة تغيرُّها ، ولظهور الاشتقاق فيها ، بخلاف الأسماء . ( م )
حَدُّ ما يَقْبَلُ التَّصريف(1/108)
وَلَيْسَ أَدْنَى مِنْ ثُلاَثِيًّ يُرَى قَابِلَ تَصْرِيفٍ سِوَى مَا غُيَّرَا
س2- ما حدُّ ما يقبلُ التصريف ؟
ج2- لا يقبل التصريف من الأسماء ، والأفعال ما كان على حرف واحد ، أو حرفين ، فأقل ما يقبل التصريف من الأسماء ، والأفعال ثلاثة أحرف ؛ لأن الأفعال ، والأسماء لا تنقص في أصل وضعها عن ثلاثة أحرف إلا أنْ يكون ثلاثيا في الأصل ، ثم عَرَض لبعضها نقص ، نحو : يَد ، وقُلْ ، وقِ نَفْسَك ، ومُ الله ( عند مَن يجعله محذوفا مِن ايْمُن الله ) فإن ذلك النقص العارض لا يُخرجه عن قبول التصريف . وهذا هو معنى قوله : " سوى ما غُيَّرا " .
غاية عدد حروف
الْمُجَرَّد ، والْمَزِيد من الأسماء
وَمُنْتَهَى اسْمٍ خَمْسٌ أنْ تَجَرَّدَا وَإِنْ يُزَدْ فِيهِ فَمَا سَبْعاً عَدَا
س3- ما غاية عدد حروف المجرّد ، والمزيد من الأسماء ؟
ج3- الاسم : إمَّا مجرّد ، وإما مزيد . فالمجرد ، هو : ما كانت كلّ أحرفه أصلية في الوضع ، ولا يُستغنى عن أَحدها في إتمام المعنى .
وغاية ما يَصِلُ إليه الاسم المجرّد خمسة أحرف ، نحو : سَفَرْجَل ، وأقلها ثلاثة ، نحو : حَجَر ، ويكون رباعيا ، نحو : جَعْفَر .
أما المزيد ، فهو : ماكان مُشتملا على بعض أحرف الزيادة التي يجمعها قولك (سألتمونيها ) ويُعرف الحرف الزائد بالاستغناء عنه في بعض التصريفات مع تأدية الكلمة معنى مفيداً بعد سقوطه .
وغاية ما يصل إليه الاسم المزيد سبعة أحرف ، نحو : احْرِنْجَام ، واشْهِيبَاب . وأقلها أربعة ، نحو : كِتاب ، بزيادة حرف واحد ، وقد تكون الزيادة بحرفين ، نحو : مُصَافِح ، وقد تكون بثلاثة أحرف ، نحو : مُسْتَقْبَل .
أوزان الاسم الثلاثي
وَغَيْرَ آخِرِ الثُّلاَثِى افْتَحْ وَضُمّْ وَاكْسِرْ وَزِدْ تَسْكِينَ ثَانِيهِ تَعُمّْ
س4- اذكر أوزان الاسم الثلاثي .(1/109)
ج4- لا يُعْتَدُّ في الوزن بالحرف الأخير ؛ لأنه مُتَّصل بالإعراب وعلاماته ، والعِبْرَةُ في وزن الاسم الثلاثي بالحرفين الأول ، والثاني ؛ وعلى هذا فإن الاسم الثلاثي أوّله إما أن يكون مضموما ، أو مكسوراً ، أو مفتوحاً ، ولايكون ساكنا ؛ لأنه لا يمكن الابتداء بساكن .
وثانيه إما أن يكون مضموماً ، أو مكسوراً ، أو مفتوحاً ، أو ساكنا ؛ فيتكوَّن من هذا اثنا عشر وزنا ، على النحو الآتي :
1- فُعْل : قُفْل 2- فُعُل : عُنُق 3- فُعِل : دُئِل 4- فُعَل : صُرَد
5- فِعْل : عِلْم 6- فِعُل : حِبُك 7- فِعِل : إِبِل 8- فِعَل : عِنَب 9- فَعْل : فَلْس 10- فَعَل : فَرَس 11- فَعُل : عَضُد 12- فَعِل :كَبِد.
الْمُهْمَلُ والقَلِيل
من أوزان الاسم الثلاثي
وَفِعُلٌ أُهْمِلَ وَالْعَكْسُ يَقِلّ لِقَصْدِهِمْ تَخْصِيصَ فِعْلٍ بِفُعِلْ
س5- اذكر أوزان الاسم الثلاثي المهملة ، والقليلة .
ج5- من الأوزان الاثنا عشر ، وزنان أحدهما مُهمل ، والآخر قليل في لسان العرب . فالمهمل : ما كان على وزن ( فِعُل ) نحو : حِبُك ، فهو مُهمل عند النّاظم ، وقليل عند غيره .
أما القليل ، فهو ما كان على وزن ( فُعِل ) نحو : دُئِل ؛ وإنّما قلّ هذا الوزن في الأسماء ؛ لأن العرب قصدوا تخصيص هذا الوزن بالفعل الماضي المبني للمجهول ، نحو : ضُرِبَ ، وقُتِلَ .
أوزان الفعل المجرَّد ، والمزيد
وبيان غاية عدد حروفه
وَافْتَحْ وَضُمَّ وَاكْسِرِ الثَّانِىَ مِنْ فِعْلٍ ثُلاَثِيًّ وَزِدْ نَحْوَ ضُمِنْ
وَمْنتَهَاهُ أَرْبَعٌ إِنْ جُرَّدَا وَإِنْ يُزَدْ فِيهِ فَمَا سِتًّا عَدَا
س6- اذكر أوزان الفعل الثلاثي ، وما غاية عدد حروفه في المزيد ؟
ج6- الفعل الثلاثي إما مُجرّد ، وإما مزيد . فالمجرد له أربعة أوزان ، هي :
1- فَعَلَ ، نحو : ضَرَبَ . 2- فَعِلَ ، نحو : شَرِبَ .
3- فَعُلَ ، نحو : شَرُفَ .
وهذه الثلاثة خاصة بالفعل المبني للمعلوم ، أي لفعل الفاعل .(1/110)
4- فُعِل ، نحو : ضُمِنَ . وهذا خاصّ بالفعل المبني للمجهول ( أي : لفعل المفعول ) .
ولا تكون ( الفاء ) في الفعل المبني للمعلوم إلا مفتوحة ، كما ترى ، أما (العين) فَمُثَلَّثَة ؛ ولهذا قال المصنف : " وافتح وضمّ واكسر الثاني ".
ومعلوم أنّ أقل ما يتألف منه المجرّد ثلاثة أحرف .
أما المزيد الثلاثي فأقل ما يتألف منه أربعة أحرف ( بزيادة حرف واحد ) وله ثلاثة أوزان ، هي : 1- فَاعَلَ ، نحو : ضَارَب .
* 2- أَفْعَلَ ، نحو : أَخْرَجَ . 3- فَعَّل ، نحو : دَرَّسَ . *
ويأتي بزيادة حرفين ، وله خمسة أوزان ، هي :
1- انْفَعَلَ ، نحو : انْطَلَقَ .
* 2- افْتَعَلَ ، نحو : اجْتَمَعَ .
3- افْعَلَّ ، نحو : احْمَرَّ .
4- تَفَعَّلَ ، نحو : تَعَلَّمَ .
5- تَفَاعَلَ ، نحو : تَصَافَحَ . *
ويأتي بزيادة ثلاثة أحرف ، وهو غاية ما ينتهي إليه المزيد ( ستة أحرف ) وله عِدّة أوزان ، منها :
1- اسْتَفْعَلَ ، نحو : اسْتَخْرَجَ .
* 2- افْعَالَّ ، نحو : احْمَارَّ .
3- افْعَوْعَلَ ، نحو : اخْشَوْشَنَ . *
س7- اذكر أوزان الفعل الرباعي ، وما غاية عدد حروفه في المزيد ؟
ج7- الفعل الرباعي المجرّد له وزن واحد فقط ، هو : فَعْلَلَ ، نحو : دَحْرَجَ ( للمبني للمعلوم ) فإن كان للمجهول ، قُلت : دُحْرِجَ ( على وزن فُعْلِلَ ) ، وإن كان أمراً ، قلت : دَحْرِجْ ( على وزن فَعْلِلْ ) .
أما المزيد الرباعي فأقلّه خمسة أحرف ، بزيادة حرف واحد ، هو ( التاء ) وله وزن واحد ، هو : تَفَعْلَلَ ، نحو : تَدَحْرَجَ .
ويأتي بزيادة حرفين ، وهو على وزنين :
1- افْعَنْلَلَ ، نحو : احْرَنْجَمَ ، وافْرَنْقَعَ .
* 2- افْعَلَلَّ ، نحو : اطْمَأَنَّ ، واقْشَعَرَّ . *
وهذا غاية ما ينتهي إليه الرباعي المزيد ، ستة أحرف .
أوزان الاسم الرباعيّ ، والخماسي المجرَّدينِ
لاِسْمٍ مُجَرَّدٍ رُبَاعٍ فَعْلَلُ وَفِعْلِلٌ وَفِعْلَلٌ وَفُعْلُلُ(1/111)
وَمَعْ فِعَلٍّ فُعْلَلٌ وَإِنْ عَلاَ فَمَعْ فَعَلَّلٍ حَوَى فَعْلَلِلاَ
كَذَا فُعَلِّلٌ وَفِعْلَلٌّ وَمَا غَايَرَ لِلزَّيْدِ أَوِ النَّقْصِ انْتَمَى
س8- اذكر أوزان الاسم الرباعيّ المجرّد .
ج8- الاسم الرباعي المجرد له ستة أوزان ، هي :
1- فَعْلَل ، نحو : جَعْفَر . 2- فِعْلِل ، نحو : زِبْرِج ( أي السَّحَاب ) .
3- فِعْلَل ، نحو : دِرْهَم . 4- فُعْلُل ، نحو : بُرْثُن ( أي : المِخْلَب ) .
5- فِعَلّ ، نحو : هِزَبْر ( أي : الأسد ) .
6- فُعْلَل ، نحو : جُخْدَب ( أي : الْجَرَاد الأخضر ) .
س9- اذكر أوزان الاسم الخماسي المجرّد .
ج9- الاسم الخماسي المجرد له أربعة أوزان ، هي :
1- فَعَلَّل ، نحو : سَفَرْجَل .
2- فَعْلَلِل ، نحو : جَحْمَرِش ( أي : المرأة العجوز ) .
3- فُعَلِّل ، نحو : قُذَعْمِل ( أي : الضَّخم منِ الإبل ، والقصيرة مِن النساء ) .
4- فِعْلَلّ ، نحو : قِرْطَعْب ( أي : الْخِرْقَة البَالِية ) .
وأشار الناظم إلى أوزان الخماسي ، بقوله بعد ذِكْر الرباعي : " وإنْ عَلاَ ".
س10- إلام أشار الناظم بقوله : " وما غاير للزّيد أو النقص انتمى " .
ج10- أشار بذلك إلى : أنه إذا جاء اسم على غير الأوزان المذكورة في الرباعي والخماسي فهو إمَّا ناقص ، نحو : يَد ، ودَم ، وإما مزيد فيه ، نحو : اقْتدَار ، واستخراج .
طريقة معرفة الحرف
الأصلي ، والزائد
وَالْحَرْفُ إِنْ يَلْزَمْ فَأَصْلٌ وَالَّذِى لاَ يَلْزَمُ الزَّائِدُ مِثْلُ تَا احْتُذِى
س11- ما الطريقة التي يُعرف بها الحرف الأصلي ، والحرف الزائد في الكلمة ؟
ج11- الحرف الذي يلزم الكلمة في جميع تصاريفها هو الحرف الأصلي ، والذي يُحذف في بعض تصاريف الكلمة هو الزائد ، مثل ( التاء ) في الفعل
((1/112)
احْتَذَى ) حرف زائد ؛ لأنه يَسْقُطُ في بعض التصاريف ؛ فتقول: حَذَا حَذْوَه. وتأمل الأحرف في نحو : ضَرَبَ ويَضْرِبُ وضَرْبٌ وضَارِبٌ ومَضْروبٌ ، تجد أنّ الأحرف الزائدة ، هي : حرف المضارعة ، والألف في ضارب ، والميم والواو في مضروب ، والباقي أُصول ( الضاد ، والراء ، والباء ) لأنها بَقِيَتْ في جميع التصاريف .
المِيزان الصَّرفي للكلمة
بِضِمْنِ فِعْلٍ قَابِلِ الأُصُولَ فى وَزْنٍ وَزَائِدٌ بِلَفْظِهِ اكْتُفِى
وَضَاعِفِ اللاَّمَ إِذَا أَصْلٌ بَقِى كَرَاءِ جَعْفَرٍ وَقَافِ فُسْتُقِ
وَإِنْ يَكُ الزَّائِدُ ضِعْفَ أَصْلِ فَاجْعَلْ لَهُ فى الْوَزْنِ مَا لِلأَصْلِ
س12- كيف تُوزَن الكلمة ؟
ج12- الميزان الصرفي لأي كلمة ، هو ( فَعَلَ ) فإذا أردت وزن أيّ كلمة فقَابِلْ أصولها بأحرف ( فَعَلَ ) مُسَاوِياً بين المِيزان ، والموزون في الحركة ، والسكون ؛ فتقول في وزن : ضَرَبَ ( فَعَلَ ) وذلك بمقابلة الضاد بالفاء ، والراء بالعين ، والباء باللام ؛ وتقول في وزن زَيْدٍ ( فَعْلٍ ) وفي عُنُقٍ ( فُعُلٍ ) وتقول في وزن : رَدَّ ( فَعَلَ ) لأن أصله : رَدَدَ .
فإن كانت الكلمة رباعية ، أو خماسية مجرّدة ضاعفت اللام على حسب الأصول ؛ فتقول في جَعْفَرٍ ( فَعْلَلٍ ) وفي فُسْتُقٍ ( فُعْلُلٍ ) وفي سَفَرْجَلٍ ( فَعَلَّلٍ ).
أما إن كان في الكلمة حرف زائد فيُزَاد بلفظه في الميزان ؛ فتقول في ضَارِبٍ
( فَاعِلٍ ) وفي جَوْهَرٍ ( فَوْعَلٍ ) وفي مُسْتَخْرِجٍ ( مُسْتَفْعِلٍ ) .
فإن كان الحرف الزائد ضعف حرف أصلي ( أي : إن كان الحرف الزائد نفس الحرف الأصلي مُكرَّرا ) ضُعَّف في الميزان ما يُقابله ، فإن قابل الفاء ضُعَّفت الفاء .. وهكذا ؛ فتقول في وزن قَتَّل : فَعَّل ( بتضعيف العين ) وتقول في وزن(1/113)
اغْدَوْدَن : افْعَوْعَل ، بزيادة ( العين ) في الميزان ؛ لأن ( الدال ) الثانية مكررة من ( الدال ) الأولى التي هي عين الكلمة ؛ ولذلك ضُعَّفت العين بتكرارها . ولا يجوز زيادة الحرف المضعَّف بلفظه ؛ فلا تقول في وزن قَتَّلَ : فَعْتَلَ ( بزيادة التاء ) ولا تقول في وزن اِغْدَوْدَنَ : اِفْعَوْدَلَ .
حكم أحرف الرباعي المضعّف
باعتبار الأصل ، والزيادة
وَاحْكُمْ بِتَأْصِيلِ حُرُوفِ سِمْسِمِ وَنَحْوِهِ وَالْخُلْفُ فى كَلَمْلَمِ
س13- أحرف الرباعي المضعّف ، أأصلية هي أم زائدة ؟ مَثَّل لما تقول .
ج13- مثَّل الناظم للرباعي المضعّف ، بقوله : سِمْسِم ( بتكرار فائه ، وعينه ) والحروف في هذا المثال كلها أصلية ؛ لأنه لا يمكن الاستغناء عن أحد الحرفين المكرَّرَين . أما إذا كان أحد الحرفين صالحاً لأنْ يُحذَف ففي الحكم عليه بالزيادة خِلاف ، وذلك نحو ( لَمْلِمْ ) فِعْلُ أَمْرٍ مِنْ لَمْلَمَ ، ونحو : كَفْكِفْ ، أَمْرٌ من كَفْكَفَ ، فاللاّم الثانية من ( لَمْلَمَ ) والكاف الثانية من (كفكفَ) صالحتان للحذف ويَتِمّ المعنى بدونهما ، بدليل صِحَّة قولك : لَمَّ ، وكَفَّ .
وخِلاف النحاة في ذلك على النحو الآتي :
1- البصريون ما عدا الزجاج : قالوا بإصالتها ؛ لأنهما مادّتان مختلفتان ، فمادّة ( لَمْلَمْ ،وكفكف ) غير مادة ( لَمَّ ،وكفَّ ) لأنّ وزن لَملم ، وكَفكف: فَعْلَلَ ، فلا تكون اللام والكاف زائدتين .
2- الزَّجاج : اللام والكاف زائدتان ؛ لأن الصالح للحذف يكون زائداً ، وعلى هذا فإنّ وزن كَفْكَفَ : فَعْكَلَ ، ووزن لَمْلَمَ : فَعْلَلَ ، على اعتبار أنّ اللام التي بعد العين زائدة ، وليست أصلية .(1/114)
3- الكوفيون : قالوا إنّ الحرف الصالح للحذف بدل من حرف مُضاعف ؛ لأن الأصل هو ( لَمَّمَ ، وكفَّفَ ) فاسْتُثْقِل توالي ثلاثة أمثال من جنس واحد ، فَأُبْدِل مِن أحد المضَاعَفَينِ حرف يُماثل ( فاء ) الكلمة فصار: لَمْلَم ،وكَفْكَف .
ما تَطَّرِدُ زيادته من الحروف
وشرط زيادة كلّ حرف
فَأَلِفٌ أَكْثَرَ مِنْ أَصْلَيْنِ صَاحَبَ زَائِدٌ بِغَيْرِ مَيْنِ
وَالْيَا كَذَا وَالْوَاوُ إِنْ لَمْ يَقَعَا كَمَا هُمَا فى يُؤْيُؤٍ وَوَعْوَعَا
وَهَكَذَا هَمْزٌ وَمِيمٌ سَبَقَا ثَلاَثَةً تَأْصِيلُهَا تُحُقِّقَا
كَذَاكَ هَمْزٌ آخِرٌ بَعْدَ أَلِفْ أَكْثَرَ مِنْ حَرْفَيْنِ لَفْظُهَا رَدِفْ
وَالنُّونُ فى الآخِرِ كَالْهَمْزِ وَفى نَحْوِ غَضَنْفَرٍ أَصَالَةً كُفِى
وَالتَّاءُ فى التَّأْنِيثِ وَالْمُضَارَعَهْ وَنَحْوِ الاسْتِفْعَالِ وَالْمُطَاوَعَهْ
وَالْهَاءُ وَقْفاً كَلِمَهْ وَلَمْ تَرَهْ وَاللاَّمُ فى الإِشَارَةِ الْمُشْتَهِرَهْ
وَامْنَعْ زِيَادَةً بِلاَ قَيْدٍ ثَبَتْ إِنْ لَمْ تَبَيَّنْ حُجَّةٌ كحَظِلَتْ
س14- ماالحروف التي تَطَّرِدُ زيادتها ؟ وماشرط الحكم على زيادة كل حرف ؟
ج14- حروف الزيادة المطَّرِدَة عشرة حروف ، مجموعة في قولك: سألتمونيها. وسنذكرها مع تقييد كل حرف بشرط زيادته :
1- الألف : تكون زائدة إذا صَاحَبَتْ ثلاثة أحرف أُصول ، نحو : ضَارِب ، وغَضْبَى ، فإن صَحِبَتْ حرفين أصليين فقط فليست زائدة ، بل هي إما أصل ، نحو : إِلًى ( بمعنى النّعمة ) وإما بَدَل من أصل ( ياء ، أو واو ) نحو : باع ، وقال .
2،3 – الياء ، والواو : كلّ منهما تكون زائدة إذا صَحِبَت ثلاثة أحرف أصول ، نحو : صَيْرَف ، وجَوْهَر ، وعَجُوز ، ويَعْمَل ( وهو البعير القويّ على العمل ) .
أما إذا تكرّرت الياء ، أو الواو فهما أصليتان ، نحو : يُؤْيُؤ ( اسم طائر ذي مِخْلَب ) ونحو : وَعْوَعَة ( مصدر وَعْوَعَ إذا صَوَّت الطائر ذي المخلب ) .(1/115)
4،5 – الهمزة ، والميم : كلّ منهما تكون زائدة إذا تَقَدَّمَتا على ثلاثة أصول ، نحو : أحمد ، ومُكْرِم . فإن تقدّمتا على أصلينِ فهما أصليتان ، نحو : إِبِل ، ومَهْد .
وتكون الهمزة (فقط) زائدة : إذا وقعت آخِراً بعد ألف قبلها أكثر من حرفين ، نحو : حمراء ، وعاشوراء ، وقَاصِعَاء . فإن كان قبل الألف حرفان فالهمزة أصلية غير زائدة ، نحو: كِسَاء ، ورِدَاء ؛ فإن أصلهما الواو في كساء ، والياء في رداء.
وكذلك تكون الهمزة أصلية : إذا تقدم على الألف حرف واحد ، نحو : مَاء ، ودَاء .
6- النّون : تكون النون زائدة إذا وقعت آخراً بعد ألف قبلها أكثر من حرفين، نحو : زَعْفَرَان ، وسَكْرَان ، وعُثْمَان .
فإن سُبِقَت الألف بأصلين فالنون أصلية ، نحو : مَكَان ، وزَمَان .
أما إذا وقعت النون متوسطة قبلها حرفان ، وبعدها حرفان فهي زائدة ، نحو : غَضَنْفَر .
7،8- التاء ، والسين : تكون التاء زائدة في أربعة مواضع ، هي :
أ- إذا كانت للتأنيث ، نحو : قائمة ، وضَرَبَتْ ، وضَرْبَة .
ب- إذا كانت حرف مضارع ، نحو : تضربُ ، وتقرأُ .
ج- إذا كانت مِن باب ( اسْتَفْعَلَ ، أو افْتَعَلَ ، أو تَفَاعَلَ ) نحو : استخرجَ اسْتِخْرَاجاً ، وانْتَصَرَ انْتِصَاراً ، وتَصَافَحَ تَصَافُحاً .
د- إذا كانت للمُطَاوَعَة في باب ( تَفَعَّل ، أو تَفَعْلَلَ ) نحو : علَّمته فتعلَّم ، دَحْرَجْتُ الكرةَ فَتَدَحْرَجَتْ .
أما السين فتكون زائدة في موضع واحد ، هو باب الاستفعال ، نحو : استخرج استخراجاً .
9،10- الهاء ، واللاَّم : تكون الهاء زائدة في الوَقْف على ما يلي :
أ- الوقف على ( ما ) الاستفهامية المجرورة ، نحو : لِمَهْ .
ب- الوقف على الفعل المحذوف اللام سواء أكان أمراً ، نحو : رَهْ ، أومجزوما ، نحو :لم تَرَهْ .
ج- الوقف على كلّ مبنيّ بحركة بناء لازمة ، نحو : كَيْفَهْ .(1/116)
ويخرجُ من ذلك ما كانت حركة بنائه عارضة ، نحو : قبلُ ، وبعدُ ، واسم لا النافية للجنس ، نحو : لا ريبَ ، والمنادى المفرد العلم ، نحو : يا زيدُ ، والنكرة المقصودة بالنداء ، نحو : يا رجلُ ، والفعل الماضي .
وتكون اللام زائدة في أسماء الإشارة ، نحو : ذلك ، وتلك ، وهنالك .
هذه هي المواضع التي تُزاد فيها الحروف اطّراداً ( قياساً ) فإذا ورد حرف مِنْ
حروف الزيادة العشرة في كلمة خالية من شروط الزيادة فاحْكُم بأصالته . وهذا هو معنى قوله : " وامنعْ زيادة بلا قيد ثبتْ " إلا إنْ قامتْ على زيادته حُجَّة بَيَّنة ، كحذف همزة ( شَمْأَل ) في قولهم : شَمَلَتِ الرَّيحُ شُمُولا ( إذا هبَّت شمالا ) وكحذف نون ( حَنْظل ) في قولهم : حَظِلَت الإبل ( إذا آذَاها أَكْلُ الْحَنْظَل ) وكحذف تاء ( مَلَكُوت ) في : الْمُلْك .
---
زيادة همزة الوَصْل
مَوْقِعُها
لِلْوَصْلِ هَمْزٌ سَابِقٌ لا يَثْبُتُ إِلاَّ إِذَا ابْتُدِى بِهِ كاسْتَثْبِتُوا
س1- أين تقع همزة الوصل ؟ ولماذا يُؤتى بها ؟
ج1- همزة الوصل تقع في ابتداء الكلمة ، ويُنْطَقُ بها إذا وقعت في أوَّل الكلام ، ولا يُنطق بها إنْ وقعت في وسطه ، نحو : اسْتَثْبِتُوا ، واذْهَبْ ، وانْتَصَرَ .
ويُؤْتى بها للتَّوَصُّل للنطق بالساكن إذا كان أوّل الكلمة ساكنا ؛ لأنه لا يُبتدأ بساكن كما لا يُوقف على متحرك .
مواضع همزة الوصل
وَهْوَ لِفِعْلٍ مَاضٍ احْتَوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةٍ نَحْوُ انْجَلَى
وَالأَمْرِ وَالْمَصْدَرِ مِنْهُ وَكَذَا أَمْرُ الثُّلاَثِي كَاخْشَ وَامْضِ وَانْفُذَا
وَفى اسْمٍ اسْتٍ ابْنٍ ابْنُمٍ سُمِعْ وَاثْنَيْنِ وَامْرِىءٍ وَتَأْنِيثٍ تَبِعْ
وَايْمُنُ هَمْزُ أَلْ كَذَا وَيُبْدَلُ مَدّاً فى الاسْتِفْهَامِ أَوْ يُسَهَّلُ
س2- اذكر مواضع همزة الوصل .
ج2- تَأتي همزة الوصل في المواضع الآتية :
1- في الأفعال :(1/117)
أ- الفعل الماضي الذى يحتوى على أكثر من أربعة أحرف ، والأمر منه يجب الإتيان في أولها بهمزة الوصل ، نحو : اسْتَخْرَجَ ، وانْطَلَقَ ، واجْتَمَعَ ، وافْرَنْقَعَ ؛ واسْتَخْرِجْ ، وانْطَلِقْ ، واجْتَمِعْ ، وافْرَنْقِعْ .
ب- الأمر من الفعل الثلاثي المجرَّد ، نحو : اذْهَبْ ، واخْشَ ، وامْضِ ، وانْفُذْ .
2- في الأسماء :
أ- مصادر الأفعال الماضية الزائدة على أربعة أحرف ، نحو : اسْتِخْرَاج ، وانْطِلاَق ، واجْتِمَاع ، وافْرِنْقَاع .
ب- بعض الأسماء التي وردت فيها همزة الوصل سَمَاعاً ، وهي عشرة أسماء لم تُحفظ في غيرها ، وهي : اسْمٌ ، اسْتٌ ، ابْنٌ ، وابْنَةٌ ، وابْنُمٌ ، واثنينِ ، واثنتينِ، وامرىءٌ ، وامرأةٌ ، وايْمُنُ (في القسم) فهذه عشرة أسماء ذَكَر منها الناظم سبعة، ودخلت الثلاثة الأخرى في قوله: " وتأنيث تَبِع " وهي: ابنة ، واثنتين ، وامرأة.
3- في الحروف :
لم تُحفظ همزة الوصل في الحروف إلا في ( أَل ) سواء أكانت مُعَرَّفة ، أو موصولة ، أو زائدة .
فإذا دخلت همزة الاستفهام على ( أل ) وَجب أحد وجهين :
أ- إبدال همزة الوصل ألفا - وهذا هو الأرجح- نحو : آلأمير قائم ؟ ولا يجوز حذف همزة الاستفهام لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر ؛ فلا تقول : الأمير قائم ؟
ب- تسهيل همزة الوصل ( أي : نُطقها بين الهمزة ، والألف المقصورة ) قال الشاعر : أَأَلْحَقُّ إنْ دَارُ الرَّبَابِ تَبَاعَدَتْ أَوِ انْبَتَّ حَبْلٌ أَنَّ قَلْبَكَ طَائِرُ
ففي قوله ( أألحقُّ ) سَهَّل همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام ، ولم تُحذف همزة الاستفهام ؛ لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر ، ولا يجوز المدّ في البيت لئلا ينكسِر الوزن .وقد قرئ بالوجهين ( المدّ ، والتّسهيل ) قوله تعالى :
*آلذَّكَرَيْنِ وقوله تعالى : *آلآن ومواضع أخرى نحوهما .
* يُفْهَمُ مِمَّا سبق أنّ همزة الوصل لا تأتي في المواضع الآتية :
1- الفعل المضارع . 2- كلّ الحروف إلا ( أل ) .(1/118)
3- الفعل الماضي الثلاثي ، والرباعي .
4- كلّ الأسماء إلا مصدر الخماسي ،والسداسي ،والأسماء العشرة المذكورة . *
---
الإِبْدَالُ
أحرف الإبدال الشائعة
مواضع إبدال ( الواو ، والياء ) همزة
أَحْرُفُ الإِبْدَالِ هَدَأْتُ مُوطِيَا فَأَبْدِلِ الْهَمْزَةَ مِنْ وَاوٍ وَيَا
آخِراً اثْرَ أَلِفٍ زِيدَ وَفى فَاعِلِ مَا أُعِلَّ عَيْنًا ذَا اقْتُفِى
وَالْمَدُّ زِيدَ ثَالِثاً فى الْوَاحِدِ هَمْزاً يُرَى فى مِثْلِ كَالْقَلاَئِدِ
كَذَاكَ ثَانِى لَيَّنَيْنِ اكْتَنَفَا مَدَّ مَفَاعِلَ كَجَمْعِ نَيَّفَا
س1- عرَّف الإبدال ، واذكر حروفه الشائعة .
ج1- الإبدال ، هو : حذف حرف ووضع حرف آخر مكانه .
والحروف التي تُبْدَل من غيرها إبدالاً شائعا تسعة أحرف ،جمعها الناظم في قوله: " هدأت موطيا "، أما غير هذه الحروف فإبدالها من غيرها إمَّا شاذ ، كإبدال النون لاماً في ( أُصَيْلان ) فقالوا : أصيلال ، وكإبدال الضاد لاماً في (اضطجع ) فقالوا : الطَجَع ، وإمَّا قليل ، كإبدال الياء المشدّدة في الوقف جيماً ، كقول الشاعر :
خَالِى عُرَيْفٌ وأبُو عَلِجَّ الْمُطْعِمَانِ اللَّحَمَ بالعَشِجَّ
فقوله ( أبو علجّ ، وبالعشجّ ) أصلهما : أبو عليّ ، وبالعشيَّ ، فأبدلت الياء جيما في الموضعين .
س2- اذكر مواضع إبدال الواو ، والياء همزة .
ج2- تُبدل الواو ، والياء همزة في أربعة مواضع ، هي :
1- إذا كانت الواو ، أو الياء متطرفتين ، وكان قبلهما ألف زائدة، نحو: دعاء ، وبناء ، والأصل : دُعَاو ، وبِنَاي . وإلى هذا الموضع أشار بقوله : " فأبدل الهمزة ... إلى قوله : اثر ألف زيد " .
فإن كانت الألف التي قبل الياء ، أو الواو غير زائدة لم تُبدل، نحو: آيًّ ، ووَاوٍ . فالألف التي قبلهما أصلية ، وقد مثل الشارح لذلك بـ : آية ، وراية . فالياء تعدّ هنا متطرفة من غير اعتبار للتاء الطارئة التي عَرَضَت للتأنيث ؛ ولأن الألف قبلهما أصليةلم تبدل همزة .(1/119)
وكذلك لا إبدال إن لم يكن الياء ، أو الواو متطرفتين ، نحو : تَبَايُن ، وتعاوُن .
ويشارك الواوَ ، والياءَ في إبدالهما همزة ( الألفُ ) فالألف تُبدل همزة إن كانت متطرفة وقبلها ألف زائدة ، نحو : حمراء ، فإن أصلها ( حَمْرَى ) فزيدت قبلها ألف للمدّ فأبدلت الثانية همزة .
2- إذا وقعت الواو ، أو الياء عين اسم فاعل ، وكانتا معتلتين في فِعْلِهِ ، نحو : قائل ، وبائع ، والأصل قَاوِل ، وبَايِع . فالواو ، والياء وقعتا عينا لاسم فاعل ، وفعلهما معتل العين ( قال ، وباع ) والأصل : قول، وبيع ، فكلما قُلبت الواو، والياء ألفا في الفعل قُلِبَتَا همزة في اسم الفاعل . وإلى هذا الموضع أشار الناظم بقوله : " وفى فاعل ... إلى قوله : اقتفى " .
فإن لم تُعَلّ العين في الفعل لم يصحّ الإبدال ، نحو : عَوِرَ ، وعَيِنَ ؛ تقول في اسم الفاعل : عَاوِر، وعَايِن .
3- إذا وقعت الواو ، أو الياء ( وكذلك الألف ) في جمع التكسير بعد ألف مَفَاعِل ، وما شَابهه ، بشرط أن تكون الواو ، أو الياء ( أو الألف ) مَدَّة ثالثة زائدة في المفرد ، نحو : صحيفة ، وعجوز ، وقِلاَدَة ، ففي الجمع تُبدل همزة ؛ فتقول : صَحَائِف ، وعَجَائِز ، وقَلاَئِد .
فإن كانت المدّة غير زائدة في المفرد فلا إبدال ، نحو : مَفَازة ، ومَعِيشة ؛ تقول : مَفَاوِز ومَعَايش ، فالألف أصلية : فازَ يفوزُ ، وعاشَ يعيشُ . وكذلك لاإبدال إذا لم تكن الواو ، أو الياء للمَدّ ، نحو : قَسْوَرَة ؛ تقول : قَسَاوِر ؛ لأن الواو ليست للمدّ .
أما ماسُمِع على خلاف ذلك فيُحفظ ، ولا يقاس عليه ،كقولهم في جمع مُصِيبة، ومَنَارَة : مَصَائِب ، ومَنَائِر ، وهذا شاذّ ؛ لأن الحرفين أصليان في المفرد غير زائدين .(1/120)
4- إذا وقعت الواو ، أو الياء ثاني حرفين لَيَّنَيْن بينهما مَدَّة مَفَاعِل ( الألف ) كما لو سَمَيَّتَ رجلا ( نَيَّف ) ثم جمعته على مَفَاعِل ؛ فإنك تقول : نَيَائِف ، والأصل : نَيَايِفْ ، فأبدلت الياء الواقعة بعد الألف همزة . ومثله : أوائل جمع : أَوَّل ، وسَيَائد جمع: سَيَّد ، والأصل : أَوَاوِل ، وسَيَاوِد . وإلى هذا الموضع أشار بقوله : "كذاك ثانى ... إلى قوله : نيَّفا ".
أما إذا توسط بينهما مَدَّة مَفَاعيل امتنع الإبدال ، نحو : طَوَاوِيس ؛ فلا يُقال : طوائيس .
وهناك موضع خامس لكنه مختص بالواو فقط ، وإلى هذا الموضع أشار الناظم في بيت سيأتي بيانه إن شاء الله ، بقوله :
" وهمزاً أوَّلَ الوَاوَينِ رُدّْ فى بَدْءٍ غيرِ شِبْهِ وُوْفِىَ الأَشُدْ .
ومعناه : أنه إذا اجتمع واوان في أوّل الكلمة فإنّ أولاهما يجب إبدالها همزة ، بشرط أن تكون الثانية ليست مَدّة ، وأن تكون أصلية بدلاً من ألف ( فَاعَلَ ) فإذا أردت جمعَ : وَاصِلَة ، ووَاقِفة ؛ فإنك تقول : أوَاصِل ، وأوَاقِف ، والأصل: وَوَاصِل ، وَوَاقِف . فالواو الأولى هي ( فاء ) الكلمة أبدلت همزة ، والثانية بدل من ألف فاعل وهي لَيست مَدّة في هذا الموضِع ؛ ولذلك قلنا عند الجمع : أَوَاصِل ، أما الألف التي بعد الواو فهي ألف الجمع ( فَوَاعِل ) .
أما إن كانت الثانية مَدَّة ، وكانت بدلاً من ألف فاعل لم يجب الإبدال ، نحو : وُوْفِيَ ، وُوْرِيَ ، أصلهما : وَافَى ، وَارَى ، فلما بُنِيَا للمجهول ضُمَّت الواو ، وأبدلت الألف واوا .
* س3- ما الفرق بين حرف العلَّة ، وحرف اللَّين ، وحرف المدّ ؟
ج3- أحرف العلّة ثلاثة ، هي : الألف ، والواو ، والياء .
فإن سُكَّن أحدها ، وقبله حركة تُناسبه فهو حرف ( عِلّة ، ومَدّ ، ولِين ) نحو : قَامَ ، يقُومُ ، أُقِيمُ .(1/121)
وإن سُكَّن أحدها ، وقبله حركة لا تناسبه فهو في المشهور حرف (عِلّة ، ولِين ) نحو : قَوْلٌ ، بَيْنٌ . وإن تحرك أحدها فهو حرف ( عِلّة ) فقط ، نحو : عَوِر ، وعَيِنَ .
والألف لا تكون إلاحرف ( عِلّة ، ولين ، ومدّ ) دائما .
وبذلك يكون الناظم قد خرج عن المشهور بقوله : " كذاك ثاني لَيَّنينِ " ، يُرِيد باللَّين هنا حرف العلّة المتحرك ، نحو : نيَّف ، فالياء الثانية متحركة بالكسر فهي حرف علّة لاحرف لِين .
مواضع إبدال الهمزة واوا ، أو ياء
الموضع الأول : في الجمع الذى على وزن مَفَاعِل
وَافْتَحْ وَرُدَّ الْهَمْزَ يَا فِيمَا أُعِلّ لاَماً وَفى مِثْلِ هِرَاوَةٍ جُعِلْ
وَاواً وَهَمْزاً أَوَّلَ الوَاوَيْنِ رُدّْ فى بَدْءٍ غَيْرِ شِبْهِ وُوْفِىَ الأَشُدْ
س4- اذكر مواضع إبدال الهمزة واوا ، أو ياء .
ج4- تُبدل الهمزة واوا ، أو ياء في موضعين :
1- في الجمع الذي على وزن مَفَاعِل .
2- إذا اجتمعت همزتان في كلمة . سيأتي بيان هذا الموضع في الأبيات الآتية .
في هذه الأبيات ذكر الموضع الأول ، فتُبدل الهمزة ياء في حالتين ، وتبدل واوا في حالة واحدة ، ولنبدأ بحالتي إبدال الهمزة ياء .
1- إذا وقعت الهمزة بعد ألف الجمع في مَفَاعِل ، وكان لام المفرد ( ياء ) حرف عِلّة أصلي ( أي : إنه ليس منقلبا عن شيء ) نحو : قَضِيَّة ، وهَدِيَّة ؛
فتقول في الجمع : قَضَايا ، وهَدَايا ، والأصل : قَضَايِيُ ، وهَدَايِيُ ، ثم أُبدلت الياء الأولى همزة ، فصارت : قَضَائِي ، وهَدَائِي ، ثم أبدلت كسرةُ الهمزةِ فتحةً تخفيفا ، فصارت : قَضَاءَيُ ، وهَدَاءَيُ ، ثم قُلبت الياء ألفا ؛ لأن ما قبلها مفتوح وهي متحركة ، فصارت : قَضَاءَا ، وهَدَاءَا ، ثم أُبدلت الهمزة ياء لوقوعها بين ألفين ، فصارت : قَضَايَا ، وهَدَايَا ، ولم تُقلب واوا ؛ لأن النطق بالياء أخف من الواو .(1/122)
2- إذا وقعت الهمزة بعد ألف الجمع في مفاعل ، وكان لام المفرد ( ياء ) حرف عِلَّة ، ولكنه منقلب عن ( الواو ) نحو: زاوية ، ومَطِيَّة ؛فتقول في الجمع: زَوَايَا ، ومَطَايَا ، والأصل : زَوَايِو ، ومَطَايِو ، فقُلبت الواو ياء ؛ لوقوعها متطرفة بعد كسرة ، فصارت : زَوَايي ، ومَطَايي ، ثم قلبت الياء الأولى كسرة ، فصارت : زَوَائي ، ومَطَائِي ، ثم أُبدلت كسرة الهمزة فتحة تخفيفا ، فصارت : زَوَاءَىُ ، ومَطَاءَيُ ، ثم قُلبت الياء ألفا ؛ لأن ما قبلها مفتوح وهي متحركة ، فصارت: زَوَاءَا ، ومَطَاءَا ، ثم أبدلت الهمزة ياء ؛ لوقوعها بين ألفين ، فصارت: زَوَايَا ، ومَطَايَا . وإلى ذلك أشار الناظم بقوله : " وافتح ... إلى قوله : أعلّ لاما " .
* وهناك موضع ثالث لم يذكره الناظم تُبدل فيه الهمزة ياء ، وهو : أن يكون لام المفرد همزة أصلية ، فتبدل عند الجمع ياء ، نحو خَطِيئَة ؛ نقول في الجمع : خَطَايَا ، والأصل : خَطَايِئ ، ثم أبدلت الياء همزة ، فصارت : خَطَائِئْ ، ثم أبدلت الهمزة الأخيرة ياء مفتوحة ؛ لوقوعها متطرفة بعد همزة ، فصارت :
خَطَائِيَ ، ثم أبدلت كسرة الهمزة فتحة ، فصارت: خَطَاءَيَ ، ثم قلبت الياء ألفا؛ لأن ما قبلها مفتوح وهي متحركة ، فصارت : خَطَاءَا ، ثم أبدلت الهمزة ياء ؛ لوقوعها بين ألفين ، فصارت : خَطَايَا . *(1/123)
أما موضع إبدال الهمزة واواً ، فقد أشار إليه الناظم بقوله : "وفي مثلِ هِرَاوَةٍ جُعِلْ واواً " وهذا الموضع ، هو : أنْ تكون لام المفرد واواً ظاهرة غير مُعْتلة ، فتبدل عند الجمع واواً ، نحو : هِرَاوَة ، وجمعها ( هَرَاوَى ) والأصل : هَرَائِو ، بقلب الألف التي في المفرد همزة بعد ألف الجمع ، ثم تُبدل الواو ياء ؛ لوقوعها متطرفة بعد كسرة، فصارت: هَرَائِيُ ، ثم تقلب كسرة الهمزة فتحة ، فصارت : هَرَاءَى ، ثم تُقلب الياء ألفا ، فصارت : هَرَاءَا ، ثم قلبت الهمزة واواً ؛ لِيُشَابِه الجمعُ مفردَه ، فصارت : هَرَاوَاى .
* ويتلخص من ذلك : أن الهمزة تُبدل ياء إذا كان لام المفرد (ياء) سواء أكان حرف علّة أصليّاً ، أو منقلبا عن واو . وكذلك تُبدل الهمزة ياء إذا كان لام المفرد همزة أصلية. أما إذا كان لام المفرد (واوا) غير معتلة فتبدل الهمزة واواً . *
ثم أشار الناظم إلى مسألة اخْتَصَّت بها الواو ، وهي : إذا اجتمعت واوان في كلمة فإن أولاهما يجب إبدالها همزة،بشرط أن تكون (الواو) الثانية ليست مَدّة ، وأن تكون أصلية بدلاً من ألف ( فَاعَل ) نحو قولك : أَوَاصِل ، وأوَاقِف في جَمْع : وَاصِلَة ، ووَاقِفة . وقد أشار إليها بقوله :
وهمزاً أَوَّلَ الوَاوَيْنِ رُدّ في بَدْءٍ غيرِ شِبْهِ وُوْفِىَ الأَشُدْ .
وقد ذكرنا هذه المسألة سابقا بشيء من التفصيل في س2 فارجع إليها أعانك الله .
تابع إبدال الهمزة واواً ، أو ياء ( أو ألفاً )
الموضع الثاني : اجتماع همزتين في كلمة
وَمَدًّا ابْدِلْ ثَانِىَ الْهَمْزَيْنِ مِنْ كِلْمَةٍ إِنْ يَسْكُنْ كَآثِرْ وَائْتُمِنْ
إِنْ يُفْتَحِ اثْرَ ضَمًّ أَوْ فَتْحٍ قُلِبْ وَاواً وَيَاءً إِثْرَ كَسْرٍ يَنْقَلِبْ
ذُو الْكَسْرِ مُطْلَقاً كَذَا وَمَا يُضَمّْ وَاواً أَصِرْ مَا لَمْ يَكُنْ لَفْظاً أَتَمّْ
فَذَاكَ يَاءٌ مُطْلَقاً جَا وَأَؤُمّْ وَنَحْوُهُ وَجْهَيْنِ فى ثَانِيهِ أُمّْ(1/124)
س5- اذكر الموضع الذي تبدل فيه الهمزة واواً ، أو ياء ، أو ألفاً .
ج5- هذا هو الموضع الثاني من مَوْضِعَي إبدال الهمزة ياء ، أو واواً ( أو ألفا ) وهو في حالة اجتماع همزتين في كلمة ، وإليك التفصيل .
إذا اجتمعت في كلمة همزتان فللهمزتان ثلاثة أحوال ، هي :
1- أَنْ تتحرك الأولى ، وتُسَكَّن الثانية .
2- أن تسكَّن الأولى ، وتتحرك الثانية .
3- أن تكونا متحركتين . أما أن تكونا ساكنتين فَمُتَعَذِّر .
ولنبدأ الآن بالحالة الأولى : أن تكون الأولى هي المتحركة بفتحة ، أو ضمة ، أو كسرة ، والثانية هي الساكنة . في هذه الحالة يجب إبدال الثانية مَدَّة تُجانس حركة الأولى ، فإن كانت حركتها الفتحة أبدلت الثانية ألفا ، نحو: أَأْثَر : آثر ، وإن كانت حركتها الضمة
أبدلت واوا ، نحو: أُأْثِرُ : أُوثِرُ ، وإن كانت حركتها الكسرة أبدلت ياء ، نحو: إِئْثار : إيثار ، ومثله : آمَنَ ، يُؤْمِن ، إِيمَانا . وإلى ذلك أشار الناظم بقوله :
" ومدّاً أبدل ... إلى قوله : وائْتمن " .
الحالة الثانية : أن تكون الثانية هي المتحركة ، والأولى هي الساكنة ، وهذه الحالة لها صورتان :
* أ- أن تكونا في موضع العين . في هذه الصورة يجب إدغام الأولى في الثانية ، نحو: سَئَّال ، ورَءَّاس . وهذه الصورة لم يذكرها الناظم ؛لأنه لا إبدال فيها . *
ب- أن تكونا في موضع اللام . في هذه الصورة تُبدل الثانية ياء ، وذلك كأنْ تَبْنِي صِيغة من الفعل ( قَرَأَ ) على وزن ( قِمَطْر ) فتقول : قِرَأْيٌ ، والأصل : قِرَأْ أٌ ، فأبدلت الثانية (ياء) لوقوعها متطرفة وقبلها ساكن .
الحالة الثالثة : أن تكونا متحركتين ، ولهما صورتان :
1- أن تكونا في غير موضع اللام . هذه الصورة لها عدّه حالات :
أ- أن تكون الثانية مفتوحة ، والأولى مفتوحة ، أو مضمومة . في هذه الحالة تُبدل الثانية ( واوا ) نحو : أَوَادِم ( جمع آدَم ) والأصل : أَأَادِم ، ونحو : أُوَيْدِم
((1/125)
تصغير آدم ) والأصل : أُأَيْدِم ، فأبدلت الهمزة الثانية واواً في المثالين مع أن الهمزة الأولى مفتوحة في المثال الأول ، ومضمومة في الثاني . وهذا هو مراده من قوله : " إن يفتح اثر ضم أو فتح قُلِب واوا " .
ب- أن تكون الثانية مفتوحة ، والأولى مكسورة . ففى هذه الحالة تبدل الثانية ( ياء ) وذلك كبِنَاء صيغة من الفعل ( أَمَّ ) على وزن إِصْبَع ( بفتح الباء ) فتقول : إِيَمٌّ ، والأصل : إئْمَمٌ ، فَنُقِلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة الساكنة التي قبلها ، وأُدغمت الميم في الميم ، فصار : إِئَمٌ ، ثم أبدلت الهمزة الثانية ياء ، فصار : إيَمٌّ . وهذا مراده من قوله : " وياء اثر كسر ينقلب " .
ج- أن تكون الثانية مكسورة ، والأولى مفتوحة ، أو مضمومة ، أو مكسورة . ففي هذه الحالة تبدل الثانية ( ياء ) مطلقا ( أي : سواء أكانت الأولى مفتوحة ، أم مضمومة ، أم مكسورة ) وذلك كبناء صيغة من الفعل ( أَمَّ ) على وزن أَُِصْبِع (بفتح الهمزة، أو ضمها، أو كسرها مع كسر الباء) فتقول : أَيِمّ ، وأُيِمّ ، وإِيِم ، والأصل : أَأْمِم ، وأُؤْمِم ، وإِئْمِم . ومثله : أَيِنّ ، وأُيِنّ ( مضارع الفعل أَنَّ ) والأصل : أَإِنُّ ، وأُإِنّ . وهذا مراده من قوله : " ذو الكسر مطلقا كذا "
( أي : ينقلب ياء مطلقا ) .
د- أن تكون الثانية مضمومة ، والأولى مفتوحة ، أو مكسورة ، أو مضمومة ، بشرط ألاَّ تكون الهمزة الثانية مُتَطَرِّفَةً ( أي : لا تكون لام الكلمة ) ففي هذه الحالة تبدل الهمزة الثانية ( واوا ) فمثال فتح الهمزة الأولى ، وضم الثانية: أَوُبٌ، جمع أَبًّ ( وهو الْمَرْعَى ) أصله : أَأْبُبٌ ، على وزن ( أَصْبُع ) فنقلت حركة الباء إلى الهمزة الساكنة ، ثم أُدغمت الباء في الأخرى ، فصار : أَؤُبّ ، ثمَّ أبدلت الثانية ( واوا ) لأنها من جنس حركتها ، فصار : أَوُبّ .(1/126)
ومثال كسر الهمزة الأولى ، وضم الثانية : إِوُمّ ، وذلك ببنائها من الفعل ( أَمّ ) على وزن إِصْبُع ( بكسر الهمزة ، وضم الباء ) ومثال ضم الأولى ، والثانية : أُوُمّ ، وذلك ببنائها من الفعل ( أَمّ ) على وزن أُصْبُع (بضم الهمزة ، والباء ) .
وهذا معنى قوله : " وما يُضَمّ واوا أَصِرْ " .
2- أن تكونا في موضع اللام . في هذه الصورة تُبدل الهمزة الثانية ( ياء ) مُطلقاً سواء أكانت الأولى مضمومة ، أو مكسورة ، أو مفتوحة ، أو ساكنة ، ولكن بشرط أن تكون الهمزة الثانية مُتطرفة (أي : تكون في موضع لام الكلمة) مثال ذلك أن تَبْنِيَ من الفعل ( قَرَأَ ) صيغة على وزن : جَعْفَر ، وزِبْرِج ، وبُرْثُن ؛فتقول في مثال جَعْفَر : قَرْأَيٌ ، والأصل : قَرْأَ أٌ ، فأبدلت الهمزة الثانية ياء ؛ لأنها متطرفة ، ولا تُقلب في هذه الحالة واوا ؛ لأن الواو لا تقع طرفاً في الكلمة الزائدة على ثلاثة أحرف ، ثم لَمَّا تحركت الياء ، وكان ما قبلها مفتوحاً قُلبت ألفا ، فصار : قَرْأًى ، وهي بذلك اسم مقصور .
وتقول في مثال زِبْرِج : قِرْئِيٌ ، والأصل : قِرْئِئٌ ، فأبدلت الهمزة الثانية ياء ، ثم حُذفت الياء كما تُحذف من المنقوص ، فصار : قِرْءٌ .
وتقول في مثال بُرْثُن : قُرْئِيٌ ، والأصل : قُرْؤُؤٌ ، فأبدلت الهمزة الثانية ياء ، فصار : قُرْؤُي ، ثم أُبدلت الضمة التي قبل الياء كسرة ، فصار : قُرْئِي ، ثم حُذفت الياء كما تحذف في المنقوص ، فصار : قُرْءٌ .
وهذا مراده من قوله : " ما لم يكن لفظا أتمّ فذاك ياء مطلقا جا " ( أي : جاء في كلام العرب ياء ) .
س6- إلام أشار الناظم بقوله : " وأَؤُمّ ونحوهُ وجهين في ثانيه أُمّ " ؟(1/127)
ج6- أشار بذلك إلى أنه إذا كانت الهمزة الثانية مضمومة ، والهمزة الأولى مفتوحة ، وكانت الهمزة الأولى للمتكلم جاز لك في الثانية وجهان : الإبدال ، والتحقيق ، وذلك نحو : أَوُمّ مضارع أَمَّ ، فإن شئت أبدلت ؛ فتقول : أَوُم ، وإن شئت حَقَّقت الهمزة ؛ فتقول : أَؤُمّ .
وكذلك يجوز الوجهان في كلَّ ما شابه ( أَؤُمّ ) في كون الهمزة الأولى المفتوحة للمتكلم ، نحو : أَيِنُّ مضارع أَنَّ ، فإن شئت أبدلت ؛ فتقول : أَيِن ، وإن شئت حققت الهمزة ؛ فتقول أَئِنّ . وهذا هو معنى قوله : " ونحوه " .
إبدالُ الألف والواو ياءً
وَيَاءً اقْلِبْ أَلِفاً كَسْراً تَلاَ أَوْ يَاءَ تَصْغِيرٍ بِوَاوٍ ذَا افْعَلاَ
فى آخِرٍ أَوْ قَبْلَ تَا التَّأْنِيثِ أَوْ زِيَادَتَىْ فَعْلاَنَ ذَا أَيْضاً رَأَوْا
فى مَصْدَرِ الْمُعْتَلِّ عَيْناً وَالفِعَلْ مِنْهُ صَحِيحٌ غَالِباً نَحْوُ الْحِوَلْ
س7- اذكر مواضع إبدال الألف ياء .
ج7- تُبدل الألف ياء في موضعين :
1- إذا وقعت الألف بعد كسرة ، وذلك في جمع التكسير ، كقولك في جمع : مِصْبَاح ، ودِينار ، وسُلْطَان : مَصَابِيح ، ودَنَانِير ، وسَلاَطِين . فالألف في المفرد أُبدلت ياء في الجمع ؛ لأنها وقعت بعد كسر .
2- إذا وقعت بعد ياء التصغير ،كقولك في تصغير : غَزَال ، وقَذَال ، وكِتاب : غُزَيَّل ، وقُذَيَّل ، وكُتَيَّب . فالألف في المفرد أُبدلت ياء في التصغير ؛ وذلك للتخلّص من التقاء الساكنين ؛ لأن ياء التصغير ساكنة ، والألف ساكنة ؛ ولذا قُلبت ياء .
وإلى هذين الموضعين أشار بقوله : " وياءً اقلب ... إلى قوله ياء تصغير " .
س8- اذكر مواضع إبدال الواو ياء .
ج8- تُبدل الواو ياء في عدَّة مواضع - ذكر منها النَّاظم في هذه الأبيات خمسة مواضع ، وسيذكر بقيّة المواضع في الأبيات الآتية – .
وإليك الآن بيان المواضع الخمسة :(1/128)
1- إذا تطرَّفت الواو وقبلها كسرة ، نحو : رَضِيَ ، وقَوِيَ ، والأصل : رَضِوَ ، وقَوِوَ ؛ لأنهما مِن الرَّضْوَان ، والقُوَّة .
* وكذلك تبدل الواو ياء إذا كانت الواو ساكنة غير مشدّدة وقبلها كسرة ، نحو : مِيْزان ، ومِيْعَاد ، والأصل : مِوْزان ، ومِوْعاد . وهذا الموضع لم يذكره الناظم . *
2- إذا وقعت الواو بعد ياء التصغير ، نحو : جُرَيّ ( تصغير جَرْو ) والأصل في التصغير أن يُقال : جُرَيْوٌ ، فأبدلت الواو ياء ، وأُدغمت الياء في الياء .
3- إذا وقعت الواو قبل تاء التأنيث ، نحو : الراضِيَة ، والأصل : الراضِوَة ، فأبدلت الواو ياء ؛ لأنها في حكم المتطرفة ، ولا تأثير لتاء التأنيث ؛ لأنها بمنزلة كلمة مستقلة . ومثله قولك : شَجِيَّة ، ورَضِيَتْ . وكذلك في التصغير ، نحو : شُجَيَّة ، والأصل : شُجَيْوَة ( بالواو ) لأنها من الشَّجْو ، وهو : الْهَمُّ والْحُزْن .
4- إذا وقعت الواو قبل زيادتي فَعْلاَن ، وكان ماقبل الواو مكسوراً ، نحو : غَزِيَان ( مِن الغَزْوِ ) والأصل : غَزِوَان . ومثله : شَجِيَان ، والأصل : شَجِوَان ، فأبدلت الواو ياء ؛ لأنها في حكم المتطرفة ، والألف والنون الزائدتان بمنزلة الكلمة المنفصلة .
5- إذا وقعت الواو في مصدر ، بشرط أن يكون فعل المصدر معتل العين ، وأن يكون منقلبا عن حرف آخر ، وأن تقع بعد الواو ألف في المصدر، نحو : صِيَام، وقِيَام ، والأصل : صِوَام ، وقِوَام ، فأبدلت الواو ياء في المصدر ؛ لأن الفعل في المصدرين معتل العين ( صام ، وقام ) والألف فيهما منقلبة عن الواو ( صَوَمَ ، وقَوَمَ ) ووقع بعد الواو في المصدر ألف ( صِوَام ، وقِوَام ) .(1/129)
فإذا كانت الواو في الفعل غير منقلبة عن حرف آخرلم تعتل في المصدر ، نحو : لاَوَذَ لِوَاذاً ، وجَاوَرَ جِوَاراً ، فلا إبدال في هذين المصدرين ( لِوَاذ ، وجِوَار ) لأن الواو في فعليهما غير منقلبة عن حرف علّة آخر ، وكذلك لا إبدال إذا لم يكن بعد الواو ألف ، وإنْ اعتلّت الواو ، نحو : حَالَ حِوَلاً ، فالألف منقلبة عن الواو ، ولكن لم يقع بعد الواو ألف في المصدر .
تابع إبدال الواو ياء
الموضع السادس : اجتماع الواو ، والياء في كلمة
إِنْ يَسْكُنِ السَّابِقُ مِنْ وَاوٍ وَيَا وَاتَّصَلاَ وَمِنْ عُرُوضٍ عَرِيَا
فَيَاءً الْوَاوَ اقْلِبَنَّ مُدْغِمَا وَشَذَّ مُعْطىً غَيْرَ مَا قَدْ رُسِمَا
س9- اذكر الموضع الذى يدل عليه هذان البيتان من مواضع إبدال الواو ياء .
ج9- تبدل الواو ياء : إذا اجتمعت الواو ، والياء في كلمة ، وسَبَقَتْ إحداهما بالسكون ، وكان سكونها أصليا لا عارضاً . فإذا أبدلت الواو ياء أُدغمت الياء في الياء الأخرى ، وذلك نحو : سَيَّد ، ومَيَّت ، والأصل : سَيْوِد ، ومَيْوِت ؛ فاجتمعت الواو ، والياء في كلمة واحدة ، وسبقت إحداهما ( الياء ) بالسكون، فقُلبت الواو ياء ، فصارت ( سَيْيِد ، ومَيْيِت ) ثم أدغمت الياء في الياء ، فصارت : سَيَّد ، ومَيَّت . ومثلها : مَرْمِيٌّ ، والأصل : مَرْمُوْىٌ .
فإن كانت الياء ، والواو في كلمتين فلا إبدال ، نحو : يُعْطِي واقِدٌ ، ويَجْرِي وَائِل ، وكذا إن كانت السكون عارضة غير أصلية ،كقولك في رُؤْيَة ، وقَوِيَ : رُوْيَة ، وقَوْيَ ( بتسكين الواو ) تخفيفا .
وشذّ التصحيح في قولهم : يَوْمٌ أَيْوَم . والقياس الإبدال ؛ لأن الشروط متحققة ، وهي اجتماع الواو ، والياء في كلمة، وإحداهما سبقت بالسكون ، فالقياس أن يُقال : أَيَّم .(1/130)
وشذ كذلك إبدال الياء واواً في قولهم : عَوَى الكلبُ عَوَّة ، فأبدلت الياء التي هي لام الكلمة واواً ، وأُدغمت الواو في الواو ، فصارت : عَوَّة ، وهو شاذّ كما ذكرنا ، والقياس : عَيَّة ، بقلب الواو ياء ؛ لأنهما اجتمعا في كلمة واحدة، وسبقت إحداهما ( الواو ) بالسكون الأصلي .
إبدال الواو ياء
الموضع السابع : في جمع التكسير
وَجَمْعُ ذِى عَيْنٍ أُعِلَّ أَوْ سَكَنْ فَاحْكُمْ بِذَا الإِعْلاَلِ فِيهِ حَيْثُ عَنّْ
وَصَحَّحُوا فِعَلَةً وَفى فِعَلْ وَجْهَانِ وَالإِعْلاَلُ أَوْلَى كَالْحِيَلْ
س10- اذكر الموضع الذي يدل عليه هذان البيتان من مواضع إبدال الواو ياء .
ج10- تبدل الواو ياء في جمع التكسير، وذلك في المواضع الآتية :
1- إذا وقعت الواو عَينا لجمع التكسير ، بشرط أن يكون ما قبلها مكسوراً ، وأن يقع بعدها في الجمع ألف ، وأن تكون في مفرده معتلّة ، أو شبيهة بالمعتل ، نحو : دِيَار ، وثِيَاب ، والأصل : دِوَار ، وثِوَاب ، فأبدلت الواو ياء في الجمع ؛ لأن ما قبل الواو مكسور ، ووقع بعدها ألف ؛ ولأنها في المفرد معتلّة ، نحو : دَار ، وشبيهة بالمعتل ( لكونها حرف لين ساكنا ) نحو : ثَوْب . وهذا هو مراده بالبيت الأول .
أما إذا لم يقع بعد الواو ألف في الجمع فيجب تصحيح الواو ، وإن تحقّقت بقيّة الشروط السابقة ، ويكون ذلك في الجمع الذى على وزن ( فِعَلَة ) نحو : عِوَدَة، جمع : عَوْد ، وكِوَزَة ، جمع : كُوْز ، وأما قولهم : ثِيَرَة جمع : ثَوْر ، فَشَاذّ .
( معنى التصحيح : ترك الواو بغير إبدال ) .
أما إذا كان الجمع على وزن ( فِعَل ) فيجوز التصحيح ، والإبدال .
فالتصحيح ، نحو : حِوَج ، جمع : حَاجَة ، والإبدال ، نحو : قِيَم ، ودِيَم ، وحِيَل ؛ جمع : قَاْمَة ، ودِيْمَة ، وحِيْلَة ، وذلك بقلب الواو ياء في الجمع ؛ لأن الأصل : قِوَم ، ودِوَم ، وحِوَل . والتصحيح فيها قليل وشاذّ ، والإبدال كثير غالب .
إبدال الواو ياء(1/131)
الموضع الثامن : في الوصف الذى على وزن فُعْلَى
بِالْعَكْسِ جَاءَ لاَمُ فُعْلَى وَصْفَا وَكَوْنُ قُصْوَى نَادِراً لاَ يَخْفَى
س11-اذكر الموضع الذي يدل عليه هذا البيت من مواضع إبدال الواو ياء.
ج11- تبدل الواو ياء : إذا وقعت الواوُ لاَمَ وَصْفٍ على وزن فُعْلَى ، نحو : الدُّنْيَا ، والْعُلْيَا ، والأصل : الدُّنْوَا ، والعُلْوَا .
وشذّ قول أهل الحجاز : القُصْوَى ؛ لأنهم لم يُبدلوا الواو ياء مع أنها لام وصف على وزن فُعْلَى ، وبنوتمِيم يقولون : القُصْيَا . أما إنْ كان فُعْلَى اسما لم تُبدل الواو ياء ، نحو : حُزْوَى .
* قوله : " بالعكس " مُرْتَبِطٌ ببيت سيأتي ذكره ، يقول فيه :
مِنْ لاَمِ فَعْلَى اسْماً أَتَى الْوَاوُ بَدَلْ يَاءٍ كَتَقْوَى غَالِباً جَا ذَا الْبَدَلْ
والمعنى : أن الياء تبدل واوا في الاسم الذي على وزن فَعْلى .
وهنا العكس : تبدل الواو ياءً في الوصف الذي على وزن فُعْلَى . *
إبدال الواو ياء
الموضع التاسع : في الفعل الرُّبَاعِي ، واسم مفعوله .
وَالْوَاوُ لاَماً بَعْدَ فَتْحٍ يَا انْقَلَبْ كَالْمُعْطَيَانِ يُرْضَيَانِ وَوَجَبْ
س12-اذكر الموضع الذي يدل عليه هذا البيت من مواضع إبدال الواو ياء.
ج12- تبدل الواو ياء : في الفعل الرباعي ، وفي اسم مفعوله ، بشرط أن تكون الواو طرفاً ، وأن تكون رابعة فأكثر ، وأن تقع بعد فتحة ، وأن تكون منقلبة ياء في المضارع ، نحو : أَعْطَيْتُ ، والأصل : أَعْطَوْتُ ؛ لأنه من : عَطَا يَعْطُو ( بمعنى تَنَاوَل ) فأبدلت الواو ياء في الماضي حَمْلا على المضارع ( يُعْطِي ) فالواو في المضارع ( يَعْطُو ) انقلبت ياء (يُعْطِي ) ، وكذلك حُمِل اسم المفعول
( مُعْطَيَان ) على اسم الفاعل ( مُعْطِيَان ) والأصل : مُعْطَوَان . ومثلهما المضارع ( يَرْضَيَان ) والأصل : يَرْضَوَان ، فأبدلت الواو ياء حملا على الماضي رَضِيَ .(1/132)
ومثله أيضا المضارع المبني للمجهول ( يُرْضَيَان ) والأصل : يُرْضَوَان ، فأبدلت الواو ياء حملا على المضارع المبني للمعلوم : يُرْضِيَان .
وإذا تأملت الأمثلة المذكورة وجدت الشروط فيها قد تحققّت ، وهي أن الواو وقعت طرفا ( أي : هي لام الكلمة ) وأنها وقعت رابعة ، أو أكثر ، وأنها وقعت بعد فتحة ، وأنها منقلبة ياء في المضارع .
* قوله : " ووجبْ " تابع لبيت آخر سيأتي بيانه . *
إبدال الواو ياء
الموضع العاشر : في صيغة مَفْعُول المعتلّ اللام
وَصَحَّحِ الْمَفْعُولَ مِنْ نَحْوِ عَدَا وَأَعْلِلِ إنْ لَمْ تَتَحَرَّ الأَجْوَدَا
س13-اذكر الموضع الذي يدل عليه هذا البيت من مواضع إبدال الواو ياء.
ج13- إذا بُنِيَتْ صِيغة ( مفعول ) من فعل معتل اللام ( بالياء ) وجب إعلاله بالْقَلْب ؛ وذلك بقلب ( واو ) المفعول ( ياء ) وإدغامها في لام الكلمة ، نحو : مَرْمِيّ ، والأصل : مَرْمُوِي ، فاجتمعت الواو ، والياء ، وسبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت الواوُ ياءً ، وأُدغمت الياء في الياء - وقد تقدّم بيان هذه المسألة في الموضع السادس - ولذلك لم يذكرها الناظم هنا ، وذكر في هذا البيت : أنه إذا بُنِيَتْ صيغة مفعول من فِعْلٍ معتل اللام ( بالواو ) ولم يكن مِن باب ( فَعِلَ ) فالواجب فيه التصحيح - في الرَّأْي الأَجْوَد - فتقول : مَعْدُوٌّ ، ومَغْزُوّ ، مِن الفعلين : عَدَا ، وغَزَا .
أما في الرأى غير الأجود فَيَجْرِي فيه القلب ؛ فتقول : مَعْدِيّ ، ومَغْزِيّ ؛ هذا إذا لم يكن الفعل من باب ( فَعِلَ ) أما إذا كان الفعل الواوي مِن باب ( فَعِلَ ) فالصحيح فيه الإعلال ، نحو : مَرْضِيٌّ ، مِنْ الفعل ( رَضِيَ ) .
ومنه قوله تعالى : * والتصحيح فيه قليل ، نحو : مَرْضُوّ ، وهو واوى ؛ لأنه من الرَّضْوَان .
إبدال الواو ياء
الموضع الحادي عشر : في صيغة فُعُول(1/133)
كَذَاكَ ذَا وَجْهَيْنِ جَا الفُعُولُ مِنْ ذِى الْواوِ لامَ جَمْعٍ أَوْ فَرْدٍ يَعِنّْ
س14-اذكر الموضع الذي يدل عليه هذا البيت من مواضع إبدال الواو ياء.
ج14- إذا بنى اسم على فُعُول ، فإن كان جمعا ، وكانت لامه واواً جاز فيه وجهان :
1- الإعلال ، وذلك بقلب الواو ياء ، نحو : عُصِيّ ، ودُلِيّ ، جمع : عَصاً ، ودَلْوٌ ، والأصل : عُصُوْوٌ ، ودُلُوْوٌ ، فقُلبت الواو الأخيرة ياء ؛ وذلك لِثِقل اجتماع الواوين ، فصار: عَصُوْي ، ودُلُوْي ، فاجتمعت الواو ، والياء ، وسبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت الواوُ ياءً ، وأدغمت الياء في الياء ، وكُسِر ما قبلهما ، فصارا : عُصِىّ ، ودُلِيّ .
2- التصحيح ، نحو : عُصُوّ ، ودُلُوّ ، ونحو : أُبُوّ ، ونُجُوّ ، جمع : أبٍ ، ونَجْوٍ ( أي : السَّحاب الذي أَنْزَلَ ماءَهُ ) .
واعلم أنّ الإعلال أجود من التصحيح في الجمع .
أما إن كان مفردا فالتصحيح فيه أجود من الإعلال ، نحو : عُلُوّ ، وعُتُوّ ، مِن عَلاَ يَعْلُو ، وعَتَا يَعْتُو ، ويقل الإعلال ، نحو : قُسِيّ ، مِن الفعل : قَسَا يَقْسُو ؛ لأن التصحيح أجود كما ذكرنا .
إبدال الواو ياء
الموضع الثاني عشر : في صيغة فُعَّل
وَشَاعَ نَحْوُ نُيَّمٍ فى نُوَّمٍ وَنَحْوُ نُيَّامٍ شُذُوذُهُ نُمِى
س15-اذكر الموضع الذي يدل عليه هذا البيت من مواضع إبدال الواو ياء.
ج15- إذا كان فُعَّل جمعا لِمَا عينه واو ، ولم يكن قبل لامه ألف جاز تصحيحه ، وإعلاله ( بقلب الواوِ ياءً ) نحو : صُوَّم ( بالتصحيح ) وصُيَّم (بالإعلال) وهي جمع صَائِم ؛ وتقول في جمع نائم : نُوَّم ، ونُيَّم ، والأصل والأكثر ، هو : التصحيح .
وسبب الإعلال : الثّقَل ؛ وذلك لاجتماع واوين ، وقبلهما ضمة ( نُوَّم ، وصُوَّم ) فعُدِل عن الواوين إلى الياءين ؛ لِخِفَّتِهما ، فقيل : نُيَّم ، وصُيَّم .
أما إن كان قبل اللام ألف وجب التصحيح ، نحو : صُوَّام ، ونُوَّام .(1/134)
وأما الإعلال فشاذّ ، ومنه قول الشاعر :
أَلاَ طَرَقَتْنَا مَيَّةُ ابْنَةُ مُنْذِرٍ فما أَرَّقَ النُّيَّامَ إلاَّ كَلاَمُهَا
والقياس : النُّوَّام ، لكنّ الشاعر قلب الواو ياءً ، وهذا شاذّ .
إبدال الياء واواً
مِنْ لاَمِ فَعْلَى اسْماً أَتَى الْوَاوُ بَدَلْ يَاءٍ كَتَقْوَى غَالِباً جَا ذَا الْبَدَلْ
س16- اذكر مواضع إبدال الياء واوا .
ج16- تبدل الياء واواً : إذا كانت الياء لاَمَ اسمٍ على وزن فَعْلَى ، نحو : تَقْوَى ، وأصله : تَقْيَا ؛ لأنه مِن تَقَيْتُ . ومثلها : فَتْوَى ، وبَقْوَى ، والأصل : فُتْيَا ، وبَقْيَا ( بمعنى الإِبْقَاء ) .
أما إذا كانت الكلمة صفة على وزن فَعْلَى فلا تُبدل الياء واوا ، نحو : صَدْيَا ، وخَزْيَا ( مُؤَنَّثَا : صَدْيَان ، وخَزْيَان ) فالشرط إذاً في إبدال الياء واواً : أن تكون الكلمة التي فيها الياء اسماً على وزن فَعْلَى ، وأن تكون الياء لام الكلمة . وهذا ما أشار إليه الناظم في بيت سابق ، بقوله : " بالعكس " انظر س11 .
واحترز الناظم بقوله : " غالبا " مِمَّا لم تُبدل الياء فيه واوا مع أنها لام اسم على وزن فَعْلَى ، نحو قولهم للرائحة : رَيَّا .
إبدال الألف ، والياء واواً
وَوَجَبَ/ إِبْدَالُ وَاوٍ بَعْدَ ضَمًّ مِنْ أَلِفْ وَيَا كَمُوقِنٍ بِذَا لَهَا اعْتَرِفْ
س17- اذكر مواضع إبدال الألف ، والياء واوا .
ج17-1- تبدل الألف واواً : إذا وقعت الألف بعد ضمة ، نحو : بُويِعَ ، وضُورِبَ ، والأصل بَايَعَ ، وضَارَبَ ، فأبدلت الألف واوا ؛ لأنه عند بناء الفعل للمجهول صار ماقبلها مضموما .(1/135)
2- تبدل الياء واوا في عدّة مواضع - ذكر منها الناظم هنا موضعا واحداً - وسيذكر بقيّة المواضع في الأبيات الآتية ، وإليك بيان هذا الموضع : إذا كانت الياء ساكنة في مفرد قبلها ضمة ، نحو : مُوقِن ، ومُوسِر ، والأصل : مُيْقِن ، ومُيْسِر ؛ لأنهما مِن ( أَيْقَنَ ، وأَيْسَرَ ) فأبدلت الياء واوا ؛ لأن الياء في المفرد ساكنة وقبلها ضم . أما إذا كانت الياء في المفرد متحركة لم تُبدل ، نحو: هُيَام .
* قوله: " ووجب " جزء من عَجُزِ بيت سابق ، ولكنها مرتبطة بهذا البيت . انظر س 12 . *
تابع إبدال الياء واواً
وَوَاواً اثْرَ الضَمَّ رُدَّ الْيَا مَتَى أُلْفِىَ لاَمَ فِعْلٍ أَوْ مِنْ قَبْلِ تَا
كَتَاءِ بَانٍ مِنْ رَمَى كَمَقْدُرَهْ كَذَا إِذَا كَسُبْعَانَ صَيَّرَهْ
س18- اذكر الموضع الذي يدل عليه هذا البيت من مواضع إبدال الياء واواً .
ج18- سبق أن ذكرنا موضعين لإبدال الياء واوا ، ونذكر هنا موضعاً آخر ، هو : إذا وقعت الياء لام فعلٍ ، وكان ما قبلها مضموما ، فإنها تُبدل واواً ، ويتحقّق ذلك في الحالات الثلاثة الآتية :
1- إذا حُوَّل الفعل إلى صيغة ( فَعُلَ ) بقصد التعجب ، نحو : قَضُوَ الرجلُ ورَمُوَ ، بمعنى ( ما أَقْضَاه ! وما أَرْمَاه ! ) وأصل الفعل قبل التحويل : قَضَى يَقْضِي ، ورَمَى يَرْمِي ، فلمّا حُوَّل إلى صيغة ( فُعَلَ ) أبدلت الياء واوا ؛ لأنها لام الفعل ، ولأن ما قبلها مضموم .
2- إذا وقعت قبل تاء التأنيث ، نحو : مَرْمُوَة ، وذلك إذا بَنَيْتَ من الفعل
( رَمَى يَرْمِي ) اسماً على وزن ( مَقْدُرَة ) فإنك تقول في الأصل : مَرْمِيَة ( بكسر الميم الثانية ) فلما بُنيت على وزن مَقْدُرة صارت الميم مضمومة ؛ ولأن الياء هي لام الكلمة أُبدلت الياء واواً ، فصارت : مَرْمُوَة .(1/136)
3- إذا وقعت قبل ألف ونون زائدتين ، نحو : رَمُوَان ، وذلك إذا بنيت من الفعل ( رَمَى ) اسما على وزن ( سَبُعَان ) فإنك تقول في الأصل : رَمِيَان (بكسر الميم) فلما بنيت على وزن : سَبُعَان صارت الميم مضمومة ؛ ولأن الياء هي لام الكلمة أبدلت الياء واواً ، فصارت : رَمُوَان .
تابع إبدال الياء واواً
وَإِنْ تَكُنْ عَيْناً لِفُعْلَى وَصْفَا فَذَاكَ بِالْوَجْهَيْنِ عَنْهُمْ يُلْفَى
س19- ما حكم إبدال الياء واواً إذا وقعت عينا لفُعْلى ؟
ج19- إذا وقعت الياء عينا لصفة على وزن فُعْلَى جاز فيها وجهان :
1- تصحيح الياء ، وذلك بقلب الضمة في ( فُعْلَى ) كسرة ، نحو : ضِيقَى ، وكِيسَى ( مؤنثا : أَضْيَق ، وأَكْيَس ) .
2- إبدال الياء واوا ، وذلك بإبقاء الضمة ، نحو : ضُوقَى ، وكُوسَى .
موانع إبدال الياء واواً
وَيُكْسَرُ الْمَضْمُومُ فى جَمْعٍ كَمَا يُقَالُ هِيْمٌ عِنْدَ جَمْعِ أَهْيَمَا
س20- اذكر المواضع التي يمنع فيها إبدال الياء واوا .
ج20- ذكرنا في س 17 المانع الأول ، وهو : أن الياء إذا كانت متحركة في المفرد الذي قبله ضمة لم تبدل ، نحو : هُيَام .
وذكر الناظم هنا مانعاً آخر ، هو : أنّ الياء إذا وقعت عينا للجمع الذى على وزن ( فُعْل ) جمع : أَفْعَل وفَعْلاَء ، فلا إبدال في الياء ، بل تُقلب الضمة في الجمع كسرة ؛ لكي تصحَّ الياء ، نحو : هِيْم ، وبِيْضٌ ، جمع أَهْيَم وهَيْمَاء ، وأبْيَض وبيضاء ، والأصل : هُيْم ، وبُيْض ، فلم تُبدل الياء في الجمع ، بل قُلبت الضمة كسرة لأن الضمة ثقيلة في جمع التكسير قبل الياء الساكنة غير المشددّة .
إبدال الواو ، والياء ألفا
مِنْ يَاءٍ أوْ وَاوٍ بِتَحْرِيكٍ أَصِلْ أَلِفاً ابْدِلْ بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ
إِنْ حُرَّكَ التَّاِلى وَإِنْ سُكِّنَ كَفّْ إِعْلاَلَ غَيْرِ اللاَّمِ وَهْىَ لا يُكَفّْ(1/137)
إِعْلاَلُهاَ بِسَاكِنٍ غَيْرِ أَلِفْ أَوْ يَاءٍ التَّشْدِيدُ فِيهَا قَدْ أُلِفْ
س21- اذكر مواضع إبدال الواو ، والياء ألفا .
ج21- إذا وَقَعَتِ الواو ، أو الياء متحركة بعد فتحة أبدلت ألفا ، نحو :
قَالَ ، وبَاعَ ، والأصل: قَوَل ( مِن القَوْل ) وبَيَعَ ( مِن البَيْع ) فلما وقعت الواو، والياء متحركتين ، وقبلهما فتحة أبدلتا ألفاً . وهذا الإبدال لا يقع إلا بعد اجتماع أحد عشر شرطا ، ذكر الناظم منها هنا ستة شروط ، هي :
1- أن تكون الواو ، والياء متحركتين ، نحو : قَوَل ، وبَيع . وهذا مراده بقوله:
" مِن ياء أو واو بتحريك " فإن لم يتحركا لم يقع الإبدال ، نحو : قَوْل ، وبَيْع .
2- أن تكون حركتهما أصلية . وهذا معنى قوله : " بتحريك أصل " فإن كانت عارضة فلا إبدال ، نحو : جَيَلٍ ، وتَوَمٍ ، والأصل : جَيْأَل ، وتَوْأَم . نُقلت حركة الهمزة ( الفتحة ) إلى الياء ، والواو الساكنتين ، ثم حذفت الهمزة تخفيفا ، فصارا : جَيَل ، وتَوَم .
3- أن يكون ما قبلهما مفتوحاً ، كما في : قَال ، وبَاعَ . وهذا معنى قوله :
" بعد فتح " .
4- أن تكون الفتحة التي قبلهما مُتَّصلة بهما مباشرة في كلمة واحدة . وهذا معنى قوله : " بعد فتح متصل " .
5- أن يتحرك ما بعدهما إن كانت الواو ، أو الياء في أصلهما غير لامين ، نحو: قالَ ، وباعَ . فالواو والياء في الأصل غير لامين للفعل ، بل هما عينا الفعل (قول ، وبيع) وجاء ما بعدهما متحركا ؛ ولذا وقع الإبدال . أما في نحو : بَيَان ، وطَوِيل فلا إبدال فيهما بل يجب التصحيح ؛ لسكون ما بعدهما ووقوعهما عينين ،ولا إبدال في : تَوَالَى ، وتَيَامَنَ ؛ لسكون ما بعدهما ووقوعهما فاءَين . وهذا معنى قوله : " إن حُرَّك التالي وإنْ سُكَّن كفّ إعلال غير اللام " .(1/138)
6- أن يَقَعَا لاَمَيْنِ . فإذا وقع بعدهما ساكن يُشترط ألاَّ يكون الساكن ألفا ،ولا ياء مُشدَّدة ، نحو : يَخْشَوْنَ ، والأصل : يَخْشَيُون ، فأبدلت الياء ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها ( يَخْشَاْوْن ) ثم حذفت الألف ؛ لالتقاء الساكنين ( الألف ، والواو ) فصارت : يَخْشَوْن .
ومِثْلُ ذلك إبدال الواو والياء ألفاً ، في نحو : ( دَعَا ، ومَشَى ) لوقوعهما لاما ، ولم يقع بعدهما ألف ، ولا ياء مُشَدّدة .
فإن وقعت بعدهما ألف ، أو ياء مشدّدة فلا إبدل ، نحو : رَمَيَا ، وعَلَوِيّ .
وهذا هو معنى قوله : " وهي لا يُكفّ إعلالها .. إلى قوله : قد ألف " .
تابع شروط إبدال الواو ، والياء ألفاً
وَصَحَّ عَيْنُ فَعَلٍ وَفَعِلاَ ذَا أَفْعَلٍ كَأَغْيَدٍ وَأَحْوَلاَ
س22- ما الشرط الذي دلّ عليه هذا البيت من شروط إبدال الواو ، والياء ألفاً ؟
ج22- ذكر الناظم هنا الشرطين السابع ، والثامن من شروط إبدال الواو ، والياء ألفا ، وإليك بيانهما :
7- ألاّ تكون الواو ، أو الياء عيناً لفعلٍ ماض على وزن ( فَعِلَ ) واسم الفاعل منه على وزن ( أَفْعَل ) فلا إبدال في نحو : عَوِر أَعْوَر ، وحَوِل أَحْوَل ، وهَيِفَ أَهْيَف ، وغَيِدَ أَغْيدَ ، بل يجب تصحيح العين كما ترى .
8- ألا تكون الواو ، أو الياء عيناً لمصدرِ الفعل الماضي الذي على وزن ( فَعِلَ ) فلا إبدال في نحو : هَيَفٍ ، وغَيَدٍ ، وعَوَرٍ ، وحَوَلٍ ، بل يجب تصحيح العين .
تابع شروط إبدال الواو ، والياء ألفا
وَإِنْ يَبِنْ تَفَاعُلٌ مِنَ افْتَعَلْ وَالْعَيْنُ وَاوٌ سَلِمَتْ وَلَمْ تُعَلّ
س23- ما الشرط الذي دلّ عليه هذا البيت من شروط إبدال الواو ، والياء ألفا ؟
ج23- هذا هو الشرط التاسع من شروط إبدال الواو ، والياء ألفا ، وهو :(1/139)
9- إذا كانت الواو عينا لفعل ماض على وزن ( افْتَعَل ) لا يدلّ على الْمُفَاعَلَة، وجب الإبدال نحو : اعْتَوَدَ ، وارْتَوَدَ ؛ فتقول : اعْتَادَ ، وارْتَاد (بقلب الواو ألفا) لأنهما ليسا بمعنى المفاعلة ؛ ولأنهما متحركين ، وما قبلهما مفتوح .
أما إذا كان افتعل بمعنى المفاعلة ، وكانت العين واوا فلا إبدال ، نحو: اجْتَوَرُوا ، واشْتَوَرُوا ( بمعنى : تَجَاوَرُوا ، وتَشَاوَرُوا ) لوقوع الواو عينا ، ودلالة افتعل على المفاعلة ( أي : المشاركة ) .
أما إن كانت العين ياء وجب الإبدال ، نحو : ابْتَاعُوا ، والأصل : ابْتَيَعُوا ، فأبدلت الياء ألفا . ومثلها : اسْتَافُوا ( بمعنى : تَضَاربوا بالسّيوف ) والأصل : اسْتَيَفُوا .
تابع شروط إبدال الواو ، والياء ألفا
وَإِنْ لِحَرْفَيْنِ ذَا الإِعْلاَلُ اسْتُحِقّْ صُحَّحَ أَوَّلٌ وَعَكْسٌ قَدْ يَحِقّْ
س24- ما الشرط الذي يدلّ عليه هذا البيت من شروط إبدال الواو ، والياء ألفا ؟
ج24- هذا هو الشرط العاشر من شروط إبدال الواو ، والياء ألفا ، وهو :
10- إذا وقع بعد الواو ، أو الياء في كلمة واحدة حرف علة آخر يستحق إبداله ألفا ، وجب إبدال أحدهما ، وتصحيح الآخر ؛ وذلك لئلا يجتمع إبدالان في كلمة واحدة . والأكثر إبدال الثاني ، وتصحيح الأول ، نحو : الْحَيَا ، والْهَوَى ( مصدران للفعلين : حَيِيَ ، وهَوِيَ ) فأصل المصدرين: حَيَيٌ ،وهَوَيٌّ ، ففي كل مصدر حرفان مُتواليان صالحان للإبدال ألفا ؛ لأن كلاًّ منهما متحرك، وما قبله مفتوح فجَرَى الإبدال على الثاني منهما ؛ لأنه متطرف ، والأطراف محلّ التغيير غالباً .
وشذَّ إبدال الأول ، وتصحيح الثاني ، كما في : غَاية ، والأصل : غَيَيَة .
تابع شروط إبدال الواو ، والياء ألفا
وَعَيْنُ مَا آخِرَهُ قَدْ زِيدَ مَا يَخُصُّ الاسْمَ وَاجِبٌ أَنْ يَسْلَمَا
س25- ما الشرط الذي يدل عليه هذا البيت من شروط إبدال الواو ، والياء ألفا ؟(1/140)
ج25- هذا هو الشرط الحادي عشر ( الأخير ) وهو : ألاتكون الواو ، أو الياء عينا في كلمة مختومة بأحد الحروف الزائدة المختصَّة بالأسماء ( كالألف والنون معاً ، وكألف التأنيث المقصورة ) فلا إبدال في نحو : الْجَوَلاَن ، والْهَيَمَان ؛ والصَّوَرَى ، والْحَيَدَى .
وشذَّ إبدال الواو ألفا في : مَاهَان ، ودَارَان ؛ لكونهما مختومين بالألف والنون معاً ، وهما من الحروف الزائدة المختصة بالأسماء ، والقياس : مَوَهَان ، ودَوَرَان ( بغير إبدال ) .
إبدال النون ميما
وَقَبْلَ بَا اقْلِبْ مِيماً النُّونَ إِذَا كَانَ مُسَكَّناً كَمَنْ بَتَّ انْبِذَا
س26- اذكر الموضع التي تُبدل فيها النون ميما .
ج26- تبدل النون ميما : إذا كانت النون ساكنة قبل الباء سواء أكانتا منفصلتين ( أي : في كلمتين ) نحو : مِنْ بَعْد ، أم كانتا متصلتين ( أي في كلمة واحدة ) نحو : انْبَعَثَ .
وقد مثل الناظم لاجتماع النون ، والباء في كلمتين ، وفي كلمة بقوله :
" مَنْ بَتَّ انْبِذَا " والمعنى ( مَنْ قَطَعَك فَأَلْقِه عَنْ بَالِكَ واطْرَحْهُ ) والألف في :
( انبذا ) بدل من نون التوكيد الخفيفة ، والأصل : انْبِذَنْ .
الإبدال في باب افْتَعَلَ
إبدال الواو ، والياء تاء
ذُو اللّينِ فَا تَا فى افْتِعَالٍ أُبْدِلاَ وَشَذَّ فى ذِى الْهَمْزِ نَحْوُ ائْتَكَلاَ
س27- ما الموضع الذي تُبدل فيه الواو ، والياء تاء ؟
ج27- إذا كانت ( فاء ) افْتَعَل حرف لين ( واوا ، أو ياء ) وجب إبدال حرف اللين تاء ، نحو : اتَّصَل ، مصدره : اتَّصَال ، واسم الفاعل : مُتَّصِل . والأصل : اوْتَصَلَ ؛ لأنه من الفعل : وَصَلَ ، فأبدلت الواو تاء ، وأدغمت التاء في تاء الافْتِعَال ، فصارت : اتَّصَلَ اتَّصَالاً .
ومثله : اتَّسَرَ اتَّسَاراً فهو مُتَّسِر ، والأصل : ايْتَسَرَ ؛ لأنه من الفعل : يَسَرَ .(1/141)
وهذا معنى قوله : "ذو اللين فا تا افتعال أبدلا " ( أي : حرف اللين إذا وقع فاءً وجب إبداله تاء في الافتعال ) .
أما إن كان حرف اللين بدلا من همزةلم يجز إبداله تاء ، فلا تُقلب الياء تاء في نحو : ايْتَكَل ، مِن الفعل أَكَلَ ؛ لأن ياءها في الأصل همزة .
وشذّ قولهم : اتَّزَر ، بإبدال الياءِ تاءً ؛ لأن الأصل : ائتزر ( مِن الإزَار ) فقلبت الهمزة ياء ، فصار : ايْتَزر ؛ ولذا لا يجوز قلب الياء تاء ؛ لأن أصلها همزة .
إبدال تاء الافتعال طاءً ، أو دالاً
طَا تَا افْتِعَالٍ رُدَّ إِثْرَ مُطْبِقِ فى ادَّانَ وَازْدَدْ وَادَّكِرْ دَالاً بَقِى
س28- ما الموضع الذي تُبدل فيه تاء الافتعال طاء ؟
ج28- تُبدل تاء الافتعال طاء : إذا كانت فاء الكلمة أحد أحرف الإطْبَاق ، وهي : الصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ؛ فتقول : اصْطَبَرَ ، واضْطَجَعَ ، واطَّلَعَ ، واظْطَلَمَ ، والأصل : اصْتَبَرَ مِن : صَبَر ، واضْتَجع مِن : ضَجَعَ ، واطْتَلَعَ مِِن : طَلَعَ ، واظْتَلَمَ مِن : ظَلَمَ ، ويجوز في هذا الأخير الإدغام ؛ فتقول: اظَّلَمَ . وسبب إبدال هذه الحروف ( طاء ) هو : استثقال اجتماعها مع التاء في النطق ؛ لأن التاء مَهْمُوسَة ، وأحرف الإطباق مَجْهُورَة فَجِيءَ بحرف يُوافق التاء في مخرجه ، ويُوافق هذه الأحرف في الْجَهْر ، وذلك هو : الطّاء .
س29- ما الموضع الذي تُبدل فيه تاء الافتعال دالا ؟
ج29- تبدل تاء الافتعال دالا : إذا كانت فاء الكلمة أحد الأحرف الآتية : الدَّال ، والذَّال ، والزَّاي ؛ فتقول : ادَّان ، واذْدَكَرَ ، وازْدَادَ ، والأصل :(1/142)
ادْتَانَ مِن : دَان ، وازْتَادَ مِن : زَاد ، واذْتَكَرَ مِن : ذَكَرَ ، ويجوز في هذا الأخير الإدغام ؛ فتقول : ادَّكَرَ . وسبب الإبدال ، هو : استثقال النطق بالتاء بعد هذه الأحرف ؛ لأن هذه الأحرف مَجْهُورة ، والتاء مَهْمُوسَة ، فَجيء بحرف يُوافق التاء في مخرجه ، ويُوافق هذه الأحرف في الْجَهْر ، وذلك الحرف هو : الدَّال .
الإعلالُ بالنَّقل
الموضع الأول : حكم الياء ، والواو المتحركتين في عين الفعل
وقبلهما حرف صحيح ساكن
لِسَاكِنٍ صَحَّ انْقُلِ التَّحْرِيكَ مِنْ ذِى لِينٍ آتٍ عَيْنَ فِعْلٍ كَأَبِنْ
مَا لَمْ يَكُنْ فِعْلَ تَعَجُّبٍ وَلاَ كَابْيَضَّ أَوْ أَهْوَى بِلاَمٍ عُلِّلاَ
* س1- ما الفرق بين الإعلال ، والقَلْب ، والإبدال ؟
ج1- 1- الإعلال ، هو : تغيير يَطْرَأُ على أحد أحرف العلّة ( الألف ،والواو ، والياء ) وما يُلْحَقُ بها ، وهو : الهمزة .
وهذا التغيير يُؤدى إلى حذف الحرف ، أو تسكينه ، أو قَلْبه حرفاً آخر من الأحرف الأربعة ( الواو ، والألف ، والياء ، والهمزة ) فإذا نُقِلَت الحركة من حرف عِلّة إلى حرف صحيح ساكن ، سُمَّي ( الإعلال بالنَّقل ) وإذا اجتمع حرفا عِلّة ساكنان في كلمة وحُذف أحدهما ، سُمَّي ( الإعلال بالحذف ) أما إذا أُبْدِل حرف عِلّة مكان حرف علّة آخر ، سُمَّي ( الإعلال بالقَلْب ) .
2- القَلْب ، هو إِحْلاَل أحد الأحرف الأربعة السابقة مَحَلّ آخر منها ، فهو بذلك يكون إعلالاً بالقلب ، فالقلب إذاً نوع مِن أنواع الإعلال .
3- الإبدال ، هو : حذف حرف ووَضْع حرف آخر مكانه سواء أكان الحرفان من أحرف العِلّة ، أم لا . فالإبدال أعمُّ من القلب ؛ لأنه يشمل المعتل ، والصحيح ، أما القلب فمختصّ بالمعتل .(1/143)
مثال : الفعل ( قال ) أصله : قَوَل ، قُلبت الواو ألفا ، فهذا التغيير يُسمَّى : إعلالاً بالقلب ، ويُسمَّى : إبدالاً . أما في نحو : ازدحم ، فأصله : ازتَحم ، أُبدلت تاء افتعل دالا ، فهذا التغيير يُسمى : إبدالاً ، ولا يُسمى إعلالا بالقلب ؛ لأن حرف الإبدال فيه ليس حرف عِلّة .
س2- اذكر مواضع الإعلال بالنقل .
ج2- يقع الإعلال بالنقل في أربعة مواضع يكون حرف العلّة في كلَّ منها عين الكلمة ومتحركا ، وإليك بيان الموضع الأول :
إذا كانت عين الفعل ياء ، أو واواً متحركة ، وكان ما قبلها صحيحا ساكنا ، وجب نقل حركة العين إلى الساكن قبلها ، نحو : يَبِيْنُ ، ويَقُوْمُ ، والأصل : يَبْيِنُ ، ويَقْوُمُ ، فنُقلت حركة الياء ( الكسرة ) وحركة الواو ( الضمة ) إلى الحرف الصحيح الساكن الذي قبلهما ، ( الباء ، والقاف ) ومنه : أَبِنْ ، والأصل : أَبْيِنْ ( مِن باب أَفْعَل ) نُقلت حركة الياء إلى الحرف الصحيح الساكن ( الباء ) فصارت : أَبِيْنْ ، فالتقى ساكنان فحُذفت الياء فصارت: أَبِنْ . وهذا هو مراده من البيت الأول .
وذكر الناظم في البيت الثاني موانع الإعلال بالنّقل ، وهي :
1- إذا كان الساكن غير صحيح ، نحو: بَاْيَعَ ، وَبيَّنَ ، وعَوَّقَ ، فلا نَقْل في هذه الأفعال ؛ لأن الساكن فيها حرف علّة . وهذا المانع مفهوم من قوله :
" لساكن صَحَّ " في البيت الأول .
2- إذا كان الفعل للتعجّب ، نحو : ما أَبْيَنَ الشىءَ ! وأَبْيِنْ بهِ ! وما أَقْوَمَهُ ! وأَقْوِمْ بِهِ ! .
3- إذا كان الفعل مضعَّف اللاّم ، نحو : ابْيضَّ ، واسْوَدَّ .
4- إذا كان معتلّ اللام ، نحو : أَهْوَى .
وقد أشار الناظم إلى هذه الموانع الثلاثة الأخيرة في البيت الثاني .
تابع الإعلال بالنقل
الموضع الثاني : في الاسم الذي يُشبه المضارع
وَمِثْلُ فِعْلٍ فى ذَا الاْعْلاَلِ اسْمُ ضَاهَى مُضَارِعاً وَفِيهِ وَسْمُ(1/144)
س3- ما الموضع الذي دلّ عليه هذا البيت من مواضع الإعلال بالنقل ؟
ج3- إذا أشبه الاسمُ الفعلَ المضارع في زيادته فقط ، أو في وزنه فقط ثَبَتَ له من الإعلال بالنقل ما يثبت للفعل ، بشرط أن يكون عين الاسم حرف علّة متحركا . فمثال الاسم الذي أشبه المضارع في زيادته فقط : تِبِيعٌ ، وذلك إذا بَنَيْتَ صيغة من البَيْع على مِثال : تِحْلِىء ( وهو قِشْر يظهر على الجِلْد ) فإنك تقول : تِبْيِع ، نُقلت حركة الياء ( الكسرة ) إلى الباء الساكنة فصار : تِبِيع . ومنه : تِقِيل ، مِن القَول ، والأصل : تِقْوِل ، فنقلت حركة الواو ( الكسرة )
إلى القاف الساكنة ، ثم قُلِبت الواو ياء ؛ لانكسار ما قبلها ، فصار : تِقِيل .
* اعلم أنَّه حدث في ( تِقِيل ) إعلالان : إعلال بالنقل ، وإعلال بالقلب ، واعلم أنَّ شَبَهُ الاسمِ للفعل في زيادته في المثالين ، هو : زيادة التاء في أوله . *
أما مثال الاسم الذى أشبه المضارع في وزنه فقط : مَقَام ، والأصل : مَقْوَم ، وهو على وزن المضارع ( يَعْلَم ) نُقلت حركة الواو ( الفتحة ) إلى القاف الساكنة ، ثم قُلبت الواو ألفا ؛ لأن ما قبلها مفتوح ، فصار : مَقَام .
* اعلم أنَّه حدث في ( مَقَام ) إعلالان أيضا: إعلال بالنقل ، وإعلال بالقلب .*
أما إنْ أشبه الاسمُ الفعلَ المضارع في الزيادة ، والوزن معاً فللاسم حينئذ حالتان :
1- أن يكون الاسم منقولا من فعل ، نحو : يَزِيد ، فهذا فيه إعلال بالنقل ؛ لأن الأصل : يَزْيِد .
2- ألا يكون منقولا من فعل ، نحو : أبْيَض ، وأَسْوَد ، وهذا لا إعلال فيه ، بل يجب التصحيح .
الإعلال بالنقل
الموضع الثالث : في المصدر الذي على وزن إِفْعَال ، أو اسْتِفْعَال
والإعلال بالْحَذْفِ ، والْعِوَض
وَمِفْعَلٌ صُحَّحَ كَالْمِفْعَالِ وَأَلِفَ الإِفْعَالِ وَاسْتِفْعَالِ
أَزِلْ لِذَا الإِعْلاَلِ وَالتَّا الْزَمْ عِوَضْ وَحَذْفُهَا بِالنَّقْلِ رُبَّمَا عَرَضْ(1/145)
س4- إلام أشار الناظم بقوله : " ومِفْعَلٌ صحَّحَ كالِمفْعَالِ " ؟
ج4- أشار إلى أنّ صِيغةَ ( مِفْعَال ) نحو : مِسْوَاك ، ومِكْيَال ، صِيغةٌ مُختصّةٌ بالأسماء ، فهي مُخالفة للفعل المضارع في وزنه ، وزيادته معاً ؛ ولذلك وجب فيها التصحيح . وأشار إلى أن صِيغة ( مِفْعَل ) كذلك يجب فيها التصحيح حَمْلاَّ لها على ( مِفْعَال ) لأن مِفْعَل تُشبه مِفْعَال في المعنى ؛ تقول : مِقْوَل ، ومِقْوَال ( كلاهما في المعنى صيغة مبالغة ) ومِخْيَط ، ومِخْيَاط (كلاهما في المعنى اسم آلة ) .
س5- اذكر الموضع الذي يدل عليه هذان البيتان من مواضع الإعلال بالنقل ،والحذف ، والعوض .
ج5- إذا كان المصدر على وزن إِفْعَال ، أو اسْتِفْعَال ، وكان معتل العين ، وحرف العلّة متحركا ثَبَتَ له ما لفعله من إعلال بالنقل ، نحو : إِقَامَة ،
واسْتِقَامَة ، والأصل : إِقْوَام ، واسْتِقْوَام ، فنُقلت حركة الواو ( الفتحة ) إلى القاف ، ثم قُلبت الواو ألفا؛ لانفتاح ما قبلها ، فصار ( إقاام ، واستقاام ) فحذفت الألف الثانية ؛ للتخلص من التقاء الساكنين ، ثم عُوَّض عنها بتاء التأنيث ، فصار إقامة ، واستقامَة ، وقد تُحذف هذه التاء ، كما في قوله تعالى: * وكقولهم : أجاب إجاباً ، وهذا الحذف مقصور على السَّماع . وهذا هو معنى قوله : " وحذفها بالنقل ربمّا عرض " .
* وقد حدث في ( إقامة ، واستقامة ) ثلاثة إعلالات ، هي :
1- إعلال بالنقل ؛ وذلك بنقل حركة الواو إلى الحرف الصحيح الساكن الذي قبلها .
2- إعلال بالقلب ؛ وذلك بقلب الواو ألفا ؛ لانفتاح ما قبلها .
3- إعلال بالحذف ، والعِوَض ؛ وذلك لَمَّا حُذِفت الألف لالتقاء الساكنين عُوَّض عنها تاء التأنيث في آخر المصدر . *
الإعلال بالنقل ، والحذف
الموضع الرابع : في صِيغة مَفْعُول المعتل العين
وَمَا لإِفْعَالٍ مِنَ الْحَذْفِ وَمِنْ نَقْلٍ فَمَفْعُولٌ بِهِ أَيْضاً قَمِنْ(1/146)
نَحْوُ مَبِيٍع وَمَصُونٍ وَنَدَرْ تَصْحِيحُ ذِى الْوَاوِ وَفى ذِى الْيَا اشْتَهَرْ
س6-اذكر الموضع الذي يدل عليه هذان البيتان من مواضع الإعلال بالنّقل، والحذف .
ج6- إذا بُنيت صيغة مَفْعُول من الفعل المعتل العين بالياء ، أو الواو وجب فيه ما وجب في إفعال ، واستفعال من الإعلال بالنقل ، والحذف ؛ فتقول في مفعول ( بَاعَ ، وقَالَ ) : مَبِيع ، ومَقُول ، والأصل : مَبْيُوْع ، ومَقْوُوْل ، فنقلت حركة الياء ، والواو ( الضمة ) إلى الحرف الصحيح الساكن قبلهما ، فصارا : مَبُيْوْع ، ومَقُوْوْل ، فالتقى ساكنان ، فحذفت ( واو ) مفعول ، فصارا : مَبُيْع ، ومَقُوْل ، فقلبت الضمة في ( مَبُيع) كسرة ؛ لكي تصحّ الياء ، فصار : مَبِيع ، وكان حَقُّ ( مَبِيْع ) أن يُقال فيه : مَبُوع ؛ لأن الأصل في الياء إذا وقعت ساكنة بعد ضمة أَنْ تُقلب واوا إذا كانت في كلمة مفردة ، لكنهم لم يفعلوا ذلك هنا، وقلبوا ضمة الياء كسرة ؛ لِتَسْلَمَ الياء وذلك لكي يظهر الفرق بين الواوي ، واليائي . وأشار الناظم بقوله : " وندر تصحيح ذي الواو وفي ذي الياء اشتهر " إلى أَنّه يَنْدُر تصحيح ما عينه واو ، ومِنْ ذلك قول بعض العرب: ثوبٌ مصْوُون، وفَرَسٌ مَقْوُود ، ولا يُقاس على ذلك .
أما ما عينه ياء فالتصحيح فيه اشتهر ؛ وذلك لِخِفَّة الياء .
ولغة تميم تصحيح ما عينه ياء ؛ فيقولون : مَبْيُوع ، ومَخْيُوط .
الإعلال بالْحَذْف
حذف الفاء في الماضي المعتلّ الفاء
وحذف الهمزة في باب أَفْعَلَ
فَا أَمْرٍ أوْ مُضَارِعٍ مِنْ كَوَعَدْ احْذِفْ وَفى كَعِدَةٍ ذَاكَ اطَّرَدْ
وَحَذْفُ هَمْزِ أَفْعَلَ اسْتَمَرَّ فى مُضَارِعٍ وَبِنْيَتَيْ مُتَّصِفِ
س7- ما الموضع الذي يدل عليه هذان البيتان من مواضع الإعلال بالحذف؟
ج7- ورد في البيت الأول الموضع الآتي :(1/147)
إذا كان الفعل الماضي معتلّ الفاء ، نحو : وَعَدَ ، ووَعظَ وجب حذف الفاء في الأمر ، والمضارع ، والمصدر ، إذا كان مختوما بالتاء ، وذلك نحو : عِدْ ، يَعِدُ ، عِدَة ، ونحو : عِظْ ، يَعِظُ ، عِظَة . فإن لم يكن المصدر مختوما بالتاء لم يَجُز الحذف ، نحو : وَعْد ، ووَعْظ .
ومعلوم أن التاء في المصدر إنما هي عِوَض عن الواو المحذوفة .
وفي البيت الثاني ورد الموضع الآتي :
إذا كان الفعل الماضي مِن باب أَفْعَلَ ، نحو : أَكْرَمَ ، وأَسْلَمَ وجب حذف الهمزة في المضارع ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، نحو : يُكْرِمُ ، مُكْرِم ، مُكْرَم ، والأصل : يُؤَكْرِم ، مُؤَكْرِم ، مُؤَكْرَم .
واسم الفاعل ، واسم المفعول هو مراده من قوله : " وبِنْيَتَي مُتّصِف " .
الحذف في الماضي ، والمضارع ، والأمر
إذا كانت مضعَّفة مكسورة العين
ظِلْتُ وَظَلْتُ فى ظَلِلْتُ اسْتُعْمِلاَ وَقِرْنَ فى اقْرِرْنَ وَقَرْنَ نُقِلاَ
س8- ما الموضع الذي يدل عليه هذا البيت من مواضع الإبدال بالحذف ؟
ج8- في هذا البيت موضعان :
1- إذا أُسْنِد الفعل الماضي المضعّف المكسور العين إلى ضمير رفع متحرك ، كالتاء ، ونون النسوة جاز فيه ثلاثة أوجه ، هي :
أ- إتْمَامُه ( أي: بَقَاؤه على حاله بدون حذف، مع فَكّ إدغامه ) نحو : ظَلِلْتُ، وظَلِلْنَ .
ب- حذف لامه دون تغيير في ضبط حروفه ، نحو : ظَلْتُ ، وظَلْنَ .
ج- حذف لامه ، ونقل حركة العين إلى الفاء ، نحو : ظِلْتُ ، وظِلْنَ .
2- إذا أُسند الفعل المضارع المضعَّف المكسور العين ، أو الأمر منه إلى نون النَّسوة جاز وجهان :
أ- إتمامه ، نحو : يَقْرِرْنَ ، واقْرِرْنَ .
ب- حذف العين ، مع نقل حركتها إلى الفاء ، نحو : يَقِرْنَ ، وقِرْنَ .(1/148)
وأشار الناظم بقوله : " وقَرْنَ نُقِلا " إلى قراءة نافع ، وعاصم : * (بفتح القاف) وأصله : اقْرَرْنَ ، مِن قولهم : قَرَّ بالمكانِ يَقَرُّ ( بمعنى : يَقِرُّ ) وهذا سَمَاعِيٌّ لايُقاس عليه ؛ لأن التخفيف بحذف العين إنما يكون لمكسور العين ، وليس لمفتوحها .
---
الإدْغَامُ
مِوْضِعُه ، وشروط وجوبه
أَوَّلَ مِثْلَيْنِ مُحَرَّكَيْنِ فى كِلْمَةٍ ادْغِمْ لاَكَمِثْلِ صُفَفِ
وَذُلُلٍ وَكِلَلٍ وَلَبَبِ وَلاَ كَجُسَّسٍ وَلاَ كَاخْصُصَ ابِى
وَلاَ كَهَيْلَلٍ وَشَذَّ فى أَلِلْ وَنَحْوِهِ فَكٌ بِنَقْلٍ فَقُبِلْ
س1- عرَّف الإدغام ، واذكر موضعه ، وشروط وجوبه .
ج1- * الإدغام ، لغة : الإدخال . واصطلاحاً : الإتيان بحرفين من جنس واحد أحدهما ساكن ، والآخر متحرك من مَخْرَجٍ واحد ، بلا فاصل بينهما ، فيصيران حرفا واحداً مشدَّدا .
موضع الإدغام في كل كلمة فيها حرفان متشابهان في مخرجهما ، وكانا متحركين ، نحو: شَدَّ ، وحَبَّ ، والأصل : شَدَدَ ، وحَبُبَ ، فالحرفان الأخيران في كل فعل متشابهان ومتحركان ؛ ولذا وجب إدغامهما . *
وشروط وجوب الإدغام ، هي :
1- أن يكون الحرفان في كلمة ، نحو : شدَّ ، وحَبَّ ، ولَبَّ ، وضَنَّ ( بمعنى : بَخِل ) .
2- ألاَّ يكونا متصدرين ؛ فلا إدغام في نحو : دَدَن ؛ لتصدرهما .
3- ألاَّ يكونا في اسم على وزن فُعَل ، أو فُعُل ، أو فِعَل ، أو فَعَل ؛ فلا إدغام في نحو : صُفَف ، ودُرَر ؛ وذُلُل وجُدُد ؛ وكِلَل ولِمَم ؛ ولَبَب وطَلَل .
4- ألا يتّصل بأوَّلِ الْمِثْلَيْنِ مُدْغَم فيه ؛ فلا إدغام في نحو : جُسَّسٍ ، ومُهَلِّلٍ ؛ لأنه لو أُدْغِِم المدغَم فيه لالتقى ساكنان .(1/149)
5- ألاَّ تكون حركة الثاني منهما عارضة ؛ فلا إدغام في نحو : اخْصُصَ ابي ؛ لأن حركة حرف الصاد الثانية عارضة ، والأصل فيها السكون ( اخْصُصْ ) فَنُقِلت حركة الهمزة في ( أَبي ) إلى الصاد الساكنة ، وحُذفت الهمزة ، ولم يعتدّ بالفتحة ؛ لأنها عارضة .
6- ألاَّ يكون ما هما فيه مُلحقاً بغيره ؛ فلا إدغام في نحو : هَيْلَلَ ؛ لأن الياء فيه زائدة ؛ لإلْحَاقِه في الوزن بنحو ( دَحْرَجَ ) ومثله : جَلْبَبَ ؛ لأن إحدى باءيه زائدة ، ومثلهما : قَرْدَدٌ ، ومَهْدَدٌ ؛ لإلحاقهما بوزن : جَعْفَر .
7- ألاَّ يكون مِمَّا شَذَّت العرب في فَكِّه ، والقياس فيه وجوب الإدغام ، نحو : أَلِلَ السَّقَاءُ - إذا تَغَيَّرتْ رائحتُه - ونحو قولهم: لَحِحَتِ العينُ ، ودَبِبَ الإنسانُ، وصَكَكَ الفَرسُ ، ونحوها مما شَذَّ فيه فكّ الإدغام ، وهذا يُحفظ ، ولا يُقاس عليه ؛ لأنه كما عرفنا شاذّ .
ما يجوز فيه الإدغام ، والفكّ
وَحَيِىَ افْكُكْ وَادَّغِمْ دُونَ حَذَرْ كَذَاكَ نَحْوُ تَتَجَلَّى وَاسْتَتَرْ
س2- اذكر المواضع التي يجوز فيها الإدغام ، والفك .
ج2- يجوز الفك ، والإدغام في المواضع الآتية :
1- إذا كان الحرفان الْمُتَمَاثِلاَنِ ياءين لازماً تحريكهما ، نحو : حَيِيَ ، وعَيِيَ
( بفك الإدغام ) على اعتبار أن حركة الثاني كالعارضة لوجودها في الماضي دون المضارع ، والأمر ، ويجوز الإدغام ؛ فتقول : حَيَّ ، وعَيَّ ، على اعتبار أنّ حركة الثاني لازمة ، وحَقُّ ذلك الإدغام .
فإن كانت حركة الثاني عارضة بسبب العامل لم يجز الإدغام اتَّفاقا ، نحو :
لن يُحْيِيَ .(1/150)
2- إذا اجتمع في فِعل تاءان ، نحو : تَتَجَلَّى ، واسْتَتَرَ يجوز الإدغام ؛ فتقول : اتَّجَلَّى ، وسَتَّرَ يُسَتَّرُ سِتَّاراً . أمّا ( اتَّجَلَّى ) فالقياس فيه الفك ( تَتَجَلَّى ) على اعتبار أن الْمِثْلَينِ مُصَدَّران ، ومَن أَدْغَمَ أراد التخفيف فأَدْغَمَ أحد المثلين في الآخر فسُكَّنت إحدى التاءين ، فيُؤْتَى بهمزة الوصل تَوَصُّلا للنطق بالساكن .
وأمَّا ( سَتَّرَ ) فالقياس فيه الفك أيضاً ( اسْتَتَرَ ) وذلك لأن ما قبل المثلين ساكن ( وهو حرف السين ) ومَن أدغم نَقَل حركة أحد المثلين إلى الساكن ، فقال : سَتَّرَ ( بحذف همزة الوصل ) لأن الساكن تَحَرَّك .
* قال الأشموني في حاشيته : الفعل ( تَتَجَلَّى ) فعل مضارع ، والإتيان بهمزة وصل فيه في حالة الإدغام فيه نظر ؛ لأن الإتيان بهمزة الوصل لا يكون في المضارع ، بل في الماضي ، نحو : تَتَابَعَ ، فتقول في الإدغام : اتَّابَعَ . *
حذف إحدى التاءين
في الفعل المضارع
وَمَا بِتَاءَيْنِ ابْتُدِى قَدْ يُقْتَصَرْ فِيهِ عَلَى تَا كتَبَيَّنُ الْعِبَرْ
س3- ما الحكم إذا اجتمع تاءان في الفعل المضارع ؟
ج3- إذا اجتمع في الفعل المضارع تاءان ، نحو : تَتَعَاونُ ، وتَتَنَزَّلُ ، وتَتَبَيَّنُ جاز التخفيف بحذف إحدى التاءين ، وهو كثير جداً ، منه قوله تعالى : * وقوله تعالى: * وقوله تعالى : * .
حكم الإدغام ، والفكّ
في الفعل المضعّف
وَفُكَّ حَيْثُ مُدْغَمٌّ فِيهِ سَكَنْ لِكَوْنِهِ بِمُضْمَرِ الرَّفْعِ اقْتَرَنْ
نَحْوُ حَلَلْتُ مَا حَلَلْتَهُ وَفى جَزْمٍ وَشِبْهِ الْجَزْمِ تَخْيِيرٌ قُفِى
وَفَكُّ أَفْعِلْ فى التَّعَجُّبِ الْتُزِمْ وَالْتُزِمَ الإِدْغَامُ أَيْضاً فى هَلُمْ
س4- ما حكم الإدغام ، والفكّ في الفعل المضعَّف ؟
ج4- له ثلاثة أحكام ، هي :
1- يجب فكَّ الإدغام في الفعل المضعّف في الموضعين الآتيين :(1/151)
أ- إذا اتّصل بالفعل المضعَّف ضمائر الرفع الآتية : التاء ، ونا ، ونون النسوة ، نحو : حَلَلْتُ ، وحَلَلْنَا ، والنساء حَلَلْنَ .
ب- فعل الأمر في صيغة التَّعَجُّب ، نحو : أَحْبِبْ بزَيدِ ! وأَشدِدْ بِبَياضِ وجهِه .
2- ويجوز فك الإدغام فيه في موضعين :
أ- إذا كان مضارعاً مجزوما ، نحو : لم يَحُلَّ ، فيجوز الفك ، قال تعالى : * وقال تعالى : * والفكّ لغة أهل الحجاز ،والإدغام لغة بني تميم ،قال تعالى: * .
ب- إذا كان فعلَ أمرٍ - وهذا معنى قوله : " وشبه الجزم " - نحو : حُلَّ ، وإنْ شئتَ قلت : احْلُلْ ؛ لأن حكم الأمر كحكم المضارع المجزوم .
3- يجب إدغامه في موضع واحد ، هو : هَلُمَّ .
خَتَمَ النَّاظِمُ ألفيته كما بدأها حامداً الله تعالى على ما أنعم به عليه ، ومُصَلّياً على خيرِ الأنبياءِ والمرسلين محمدِ بنِ عبدِ اللهِ ، وآلِهِ وصحبِهِ أجمعين ، قائلا :
وَمَا بِجَمْعِهِ عُنِيتُ قَدْ كَمَلْ نَظْماً عَلَى جُلِّ الْمُهِمَّاتِ اشْتَمَلْ
أَحْصَى مِنَ الكَافِيَةِ الْخُلاَصَهْ كَمَا اقْتَضَى غِنًى بِلاَ خَصَاصَهْ
فَأَحْمَدُ اللهَ مُصَلّياً عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ نَبِىًّ أُرْسِلاَ
وَآلِهِ الْغُرَّ الْكِرَامِ الْبَرَرَهْ وَصَحْبِهِ الْمُنْتَخَبِينَ الْخِيَرَهْ
وأقول : الحمدُ للهِ وحده أَوَّلاً وآخِراً . الحمدُ للهِ الذي بنعمتِه تَتِمُّ الصَّالحاتُ . الحمدُ للهِ الذي وفقني وأعانني على إتمام شرح هذا الكتاب على أكمل وجه . والصلاة والسلام على النَّبِيِّ المختارِ ، وعلى آله وصحبه الأخيار ، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الجزاء والحساب .
- - - -
تَمَّ الفراغ منه ظُهْرَ يوم الأربعاء من شهر جمادى الثانية مِن سنة أربع وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية ، فَلِلَّهِ الحمْدُ والْمِنَّة . وأسأله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم ، وأن ينفع به ، وأن يحولَ بيني وبين العُجْب والزَّلَل ، آمين .(1/152)