فهرس الموضوعات
المقدمة
التمهيد:
المبحث الأول: ثعلب وكتاب الفصيح.
أ – التعريف بثعلب
ب – كتاب الفصيح
المبحث الثاني: أثر الفصيح
شروح الفصيح
ب- منظومات الفصيح
ج- التهذيب والترتيب والمحاكاة
د- ذيول الفصيح
هـ- نقد الفصيح
و- الانتصار للفصيح
الفصل الأول: دراسة حياة أبي سهل الهروي
المبحث الأول: عصره
أولا – الحياة السياسية
ثانيا – الحياة الاجتماعية
ثالثا – الحياة العلمية
المبحث الثاني: اسمه ونسبه وكنيته
المبحث الثالث: مولده ونشأته ووفاته
المبحث الرابع: شيوخه
المبحث الخامس: تلاميذه
المبحث السادس: منزلته العلمية
المبحث السابع: آثاره
الفصل الثاني: دراسة كتاب إسفار ا لفصيح
المبحث الأول: تحقيق عنوان الكتاب، وتوثيق نسبته إلى مؤلفه.
المبحث الثاني: سبب تأليف الكتاب وزمن تأليفه
المبحث الثالث: منهج المؤلف في الكتاب
المبحث الرابع: عرض مسائل العربية في الكتاب
أولا – المسائل اللغوية
ثانيا – المسائل الصرفية
ثالثا – المسائل النحوية
المبحث الخامس: مصادر الكتاب وشواهده
أولا – مصادره
ثانيا – شواهده
المبحث السادس: موازنة بين شرح أبي سهل لكتاب الفصيح وبعض شروحه الأخرى
أولا – تصحيح الفصيح، لابن درستويه
ثانيا – شرح الفصيح لابن هشام اللخمي
ثالثا – موطئة الفصيح لموطأة الفصيح، لابن الطيب الفاسي
المبحث السابع: تقويم الكتاب
أولا- أهمية الكتاب
ثانيا- أثره في اللاحقين
ثالثا – المآخذ على الكتاب
المبحث الثامن: وصف مخطوطات الكتاب ومنهج التحقيق
أولا- وصف مخطوطات الكتاب
ثانيا: منهج التحقيق
ثانيا: فهرس موضوعات التحقيق
مقدمة المؤلف
شرح خطبة الفصيح
باب فعلت بفتح العين
باب فعلت بكسر العين
باب فعلت بغير ألف
باب فعل بضم الفاء
باب فعلت وفعلت بخلاف المعنى
باب فعلت وأفعلت باخلاف المعنى
باب أفعل
باب ما يقال بحروف الخفض
باب ما يهمز من الفعل
باب المصادر
باب ما جاء وصفا من المصادر
باب المفتوح أوله من الأسماء
باب المكسور أوله(1/1)
باب المكسور أوله والمفتوح باخلاف المعنى
باب المضموم أوله
باب المضموم أوله والمفتوح باخلاف المعنى
باب المكسور أوله والمضموم باخلاف المعنى
باب ما يثقل ويخفف باختلاف المعنى
باب المشدد
باب المخفف
باب المهموز
باب ما يقال للأنثى بغير هاء
باب ما أدخلت فيه الهاء من وصف المذكر
باب ما يقال للمؤنث والمذكر بالهاء
باب ما الهاء فيه أصلية
باب منه آخر
باب ما جرى مثلا أوكالمثل
باب ما يقال بلغتين
باب حروف منفردة
باب من الفرق(1/2)
فهرس المصادر والمراجع
أولا – المخطوطات:
إضاءة الراموس وإضافة الناموس على إضاءة القاموس، لابن الطيب الفاسي، نسخة فلمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (4560).
الأمكنة والمياه والجبال، للزمخشري، نسخة فلمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (6399)، وأصلها في عارف حكمت برقم (52/410).
تاريخ مدينة دمشق، لابن عساكر، مخطوط منشور على هيئته الأصلية، نشرته مكتبة الدار بالمدينة المنورة عن أصله المحفوظ بالمكتبة الظاهرية برقم (3367- 3383).
تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح، لأبي جعفر اللبلي، مصورة الدكتور إبراهيم بن عبد الله بن جمهور الغامدي عن نسخة دار الكتب المصرية، رقم (20ش – لغة).
التدميري = شرح غريب الفصيح للتدميري.
التذييل والتكميل في شرح التسهيل، لأبي حيان (الجزء الرابع)، نسخة فلمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة برقم (4935)، وأصلها في دار الكتب المصرية برقم (62- نحو).
تصحيح الفصيح (شرح فصيح ثعلب) لابن درستويه، نسخ فلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود برقم (4145)، وأصلها في مكتبة تشتربتي بالرقم السابق نفسه.
تصحيح الفصيح (شرح فصيح ثعلب) لابن درستويه، نسخة فلمية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (6334) وأصلها في مكتبه عارف حكمت برقم (79/410).
تفسير غريب القرآن، للرازي، نسخة فلمية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (907)، وأصلها في مكتبه رضا برامبور بالهند برقم (623).
تلخيص أخبار اللغويين، لابن مكتوم،دار الكتب المصرية، برقم (3069- تاريخ تيمور).
التلويح، لأبي سهل الهروي، نسخة فلمية في جامعة الملك سعود ، برقم (2938).
جمع الجوامع (الجامع الكبير) للسيوطي، مخطوط منشور على هيئته الأصلية، نشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب، عن أصله في مكتبة محمد علي برقم (95).
الجواليقي = الرد على الزجاج.(2/1)
حاشية ابن بري على درة الغواص، مصورة مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى برقم (277)، وأصلها في مكتبة عاشر أفندي بتركيا برقم (783).
ابن خالويه = شرح الفصيح لابن خالويه.
خطأ فصيح ثعلب للزجاج، نسخة فلمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، (بلا رقم).
الدر الفريد وبيت القصيد، لمحمد بن أيدمر، مصورة الدكتور عبد الله الفلاح، وأصلها في مكتبة الفاتح برقم (3761) المجلد الأول، ومكتبة أسعد أفندي برقم (2586) المجلد الثاني.
الدر اللقيط في أغلاط القاموس المحيط، لداود زاده، نسخة فلمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (3991)، وأصلها في مكتبة حسن حسني عبد الوهاب بتونس برقم (18609).
ابن درستويه = تصحيح الفصيح.
الرد على الزجاج، للجواليقي، نسخة فلمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (4502).
الزمخشري = شرح الفصيح للزمخشري.
شرح غريب الفصيح الفصيح لأبي العباس التدميري، مصورة الدكتور إبراهيم بن عبد الله بن جمهور الغامدي، وأصلها في مكتبة نور عثمانية برقم (3992).
شرح الفصيح لابن خالويه، مصورة الدكتور عبد الرحمن بن محمد الحجيلي، وأصلها في مكتبة جامعة برنستن (مجموعة يهودا) برقم (4025- نحو).
شرح الفصيح لان ناقيا، تحقيق عبد الوهاب محمد العدواني، رسالة ماجستير من كلية الآداب بجامعة القاهرة، عام 1393هـ.
شرح الفصيح للزمخشري ، تحقيق الدكتور إبراهيم بن عبد الله بن جمهور الغامدي، رسالة دكتوراه، من كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى، عام 1416هـ.
شرح الفصيح للمرزوقي، نسخة فلمية بمركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، وأصلها في مكتبة كوبريلي برقم (1323).
شرح المقامات للرازي، تحقيق أحمد بن سعيد بن محمد قشاش، رسالة ماجستير من كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، عام 1414هـ.(2/2)
أبو العباس ثعلب العالم اللغوي، لمحمد محسب رشوان، رسالة دكتوراه، من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، عام 1409هـ.
عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ ، للسمين الحلبي، نسخة مصورة عن أصلها المخطوط بمكتبة نور عثمانية برقم (584) ومنشورة على هيئتها الأصلية، بتحقيق محمود محمد السيد الدغيم، دار السيد للنشر 1407هـ.
الغريب المصنف ،لأبي عبيد القاسم بن سلام ، نسخة فلمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (6448)، وأصلها في مكتبة عارف حكمت (76/410).
الغريبين، لأبي عبيد الهروي، نسخة فلمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (4403)، وأصلها في مكتبة الأحمدية بحلب.
فائت الفصيح، لأبي عمر الزاهد، نسخة فلمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (4503/1).
فصيح ثعلب، نسخة فلمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (5177)، وأصلها في عارف حكمت برقم (79/410).
ما يعول عليه في المضاف والمضاف إليه، للمحبي ، نسخة بخط مؤلفها في مكتبة عارف حكمت برقم (90/410).
مختصر العين، للزبيدي، نسخة فلمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (3989)، وأصلها في مكتبة حسن حسني بتونس برقم (18400).
المذكر والمؤنث، لأبي حاتم السجستاني، مصورتي عن النسخة الأصلية في مكتبة (يوسف آغا) بقونية، تركيا.
المرزوقي = شرح الفصيح للمرزوقي.
موطئة الفصيح، لابن الطيب الفاسي، تحقيق عبد الرحمن بن محمد الحجيلي، رسالة دكتوراه، من كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1407هـ.
ابن ناقيا = شرح الفصيح لابن ناقيا.
نظام اللسد في أسماء الأسد، للسيوطي، عارف حكمت، برقم (98/80- مجاميع).
نفوذ السهم فيما وقع للجوهري من الوهم، للصفدي، نسخة فلمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (5811)، وأصلها في مكتبة بايزيد بتركيا، برقم (6834).(2/3)
الوشاح وتثقيف الرماح في رد توهيم المجد الصحاح، لأبي زيد التادلي، نسخة فلمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (6422).
ثانيا- المطبوعات:
ائتلاف النصرة في اختلاف نحاة الكوفة والبصرة، للشرجي، ت- طارق الجنابي، عالم الكتب، 1407هـ.
أبجد العلوم، للقنوجي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1978م.
الإبدال ، لأبي ا لطيب اللغوي، ت- عز الدين التنوخي، مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق 1379هـ.
الإبدال والمعاقبة والنظائر، للزجاجي، تحقيق عز الدين التنوخي، مطبوعات المجمع العلمي العربي، دمشق، 1381هـ.
الإبل، للأصمعي، نشر أوغست هافنر، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1903م (ضمن مجموعة الكنز اللغوي).
أبو الطيب المتنبي في مصر والعراقين، لمصطفي الشكعة، عالم الكتب ، بيروت، ط. الأولى، 1043هـ.
أبو علي الفارسي، لعبد الفتاح شلبي، دار المطبوعات الحديثة ، جدة، ط. الثالثة، 1409هـ.
الإتباع ، لأبي الطيب ، ت- عز الدين التنوخي، دمشق، 1380هـ.
الإتباع والمزاوجة، لابن فارس، ت – كمال مصطفى ، ا لقاهرة، 1947م.
إتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير الفاعل، لمحمد علي بن علام الصديقي، ت- يسري عبد الغني عبد الله، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1407هـ.
إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشرة، للبنا، ت- شعبان محمد إسماعيل، عالم الكتب، بيروت، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، ط. الأولى، 1407هـ.
اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء ، للمقريزي، ت- محمد حلمي أحمد، القاهرة، 1973م.
اتفاق المباني وافتراق المعاني، لابن بنين الدقيقي، ت- عبد الرؤوف جبر، دار عمار للنشر والتوزيع، عمان، ط. الأولى، 1405هـ.
آثار البلاد وأخبار العباد، للقزويني، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت، 1404هـ.
الإحاطة في أخبار غرناطة، للسان الدين بن الخطيب، ت- محمد عنان، مكتبة الخانجي ، القاهرة، ط. الثانية، 1393هـ.(2/4)
الاحتجاج باللغة الواقع ودلالته, لمحمد حسن جبل، دار العربي، القاهرة، 1406هـ.
الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان، لعلي بن بلبان الفارسي، ت- شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الأولى ، 1412هـ.
أحكام القرآن، للشافعي، جمع الإمام البيهقي، ت- عبد الغني عبد الخالق، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الثالثة، 1393هـ.
أخبار النحويين البصريين، للسيرافي، - محمد إبراهيم البنا، دار الاعتصام، القاهرة، ط. الأولى، 1405هـ.
أخبار النساء ، لابن القيم الجوزية، ت- نزار رضا، دار مكتبة الحياة، بيروت، 1408هـ.
اختصار شرح أمثلة سيبويه ، للجواليقي، ت – صابر بكر، مكتبة الطليعة، القاهرة.
الاختيارين، للأخفش الأصغر علي بن سليمان، ت – فخر الدين قباوة، مؤسسة الرسالة، بيروت ط. الثانية، 1404هـ.
الآداب السلطانية = الفخري في الآداب السلطانية.
الأدب في العصر الأيوبي، لمحمد زغلول سلام، دار المعارف، مصر، 1968م.
أدب الكاتب ، لابن قتيبة، ت – محمد الدالي، مؤسسة الرسالة، بيروت, ط. الثانية، 1406هـ.
ارتشاف الضرب من لسان العرب، لأبي حيان ، ت – مصطفى النحاس، مطبعة المدني، القاهرة.
الإرضاء في الفرق بين الضاد والظاء، لأبي حيان، ت – محمد حسن آل ياسين، مطبعة المعارف، بغداد ، ط. الأولى، 1380هـ.
إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب = معجم الأدباء.
الأزمنة والأمكنة، للمرزوقي، حيدر آباد الدكن، 1332هـ.
الأزمنة وتلبية الجاهلية، لقطرب، ت – حاتم الضامن، مؤسسة الرسالة، ط.الثانية، 1405هـ.
الأزمنة والأنواء، لابن الإجدابي، ت – عزة حسن، دمشق، 1964م.
الأزهية في علم الحروف، لعلي بن محمد الهروي، ت – عبد المعين الملوحي، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق ، 1402هـ.
أساس البلاغة، للزمخشري، ت – عبد الرحيم محمود، دار المعرفة، بيروت، 1402هـ.
الاستدراك على سيبويه في كتاب الأبنية والزيادات، للزبيدي، ت – حنا حداد، دار العلوم، الرياض، ط. الأولى، 1407هـ.(2/5)
الاستشفاء بالعسل، لحسان شمسي باشا، مكتبة السوادي للتوزيع، جدة، ط. الثالثة، 1413هـ.
الاستيعاب في أسماء الأصحاب، للقرطبي المالكي، دار الكتاب العربي، بيروت.
أسرار البلاغة ، لعبد القاهر الجرجاني، ت – محمود شاكر، دار المدني، جدة، ط. الأولى، 1412هـ.
أسرار العربية، لأبي البركات الأنباري، ت – محمد بهجة البيطار، مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق، 1377 هـ.
أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام، لابن حبيب، (ضمن نوادر المخطوطات) ت – عبد السلام هارون، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط. الثانية 1393 هـ.
إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين، لعبد الباقي اليماني، ت- عبد المجيد دياب، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الرياض، ط. الأولى، 1406 هـ.
الأشباه والنظائر في النحو للسيوطي، دار الحديث، بيروت، ط. الثالثة، 1404 هـ.
الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين والجاهلين والمخضرمين للخالدين، ت- السيد محمد يوسف، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1965 م.
الاشتقاق لابن دريد، ت- عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي القاهرة، 1378 هـ.
اشتقاق الأسماء للأصمعي، ت- رمضان عبد التواب، وصلاح الدين الهادي، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1400 هـ.
اشتقاق أسماء الله للزجاجي، ت- عبد الحسين المبارك، مؤسسة الرسالة، ط. الثانية، 1406 هـ.
الأشموني= منهج السالك إلى ألفية ابن مالك.
الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر، دار الكتاب العربي، بيروت.
إصلاح غلط المحدثين، للخطابي، ت- حاتم صالح الضامن، (ضمن أربعة كتب في التصحيح اللغوي) عالم الكتب، بيروت، ط. الأولى 1407 هـ.
إصلاح ما غلط فيه أبو عبد الله النمري، للغندجاني، ت- محمد علي سلطاني، منشورات معهد المخطوطات العربية، الكويت، ط. الأولى، 1405 هـ.
إصلاح المنطق، لابن السكيت، ت- أحمد شاكر، وعبد السلام هارون، دار المعارف، ط. الرابعة، 1987 م.(2/6)
الأصمعيات، للأصمعي، ت- أحمد شاكر، وعبد السلام هارون، بيروت، ط. الخامسة.
أصول الكلمات، لمحمد يعقوب تركستاني، ط. الأولى، 1412 هـ.
الأصول في النحو، لابن السراج، ت- عبد الحسين الفتلي، مؤسسة الرسالة، ط. الأولى، 1405 هـ.
الأضداد، للأصمعي، نشره أوغست هفنر، (ضمن ثلاثة كتب في الأضداد)، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1912م، نشر دار الكتب العلمية، بيروت.
الأضداد، لابن الأنباري، ت- محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بيروت، 1407هـ.
الأضداد، لأبي حاتم السجستاني، نشره اوغست هفنر(ضمن ثلاثة كتب في الأضداد)، المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1912هـ نشر المكتبة العلمية، بيروت.
الأضداد ، لابن السكيت، نشره اوغست هفنر، (ضمن ثلاثة كتب في الأضداد)، المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1912م نشر دار الكتب العلمية، بيروت.
الأضداد لأبي الطيب اللغوي، ت – عزة حسن، دمشق، 1963م.
الأضداد لقطرب ، ت- حنا حداد ، درا العلوم، الرياض، ، ط. الأولى، 1405هـ.
الأضداد، للمنشي، ت – محمد حسن آل ياسين، منشورات مكتبة الفكر العربي للنشر والتوزيع، 1985م.
أعتاب الكتاب، لابن الأبار، ت – صالح الاشتر، مجمع اللغة العربية، دمشق، 1380هـ.
الاعتراض على الحريري في مقاماته، لابن الخشاب، مطبوع بذيل مقامات الحريري،مصطفى البابي الحلبي، ط. الثالثة، 1369م.
الاعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد، لابن مالك، ت – حسين تورال، وطه محسن، مطابع النعمان، النجف، 1391هـ.
الاعتماد في نظائر الظاء والضاد، لابن مالك، ت – حاتم الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت ، ط. الثانية، 1404هـ.
إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، لمصطفى صادق الرافعي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط. التاسعة، 1393هـ.
إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم، لابن خالويه، دار ومكتبة الهلال، بيروت، 1985م.
إعراب القرآن، للنحاس، ت – زهير غازي زاهد، عالم الكتب، ومكتبة النهضة العربية، ط. الثانية، 1405هـ.(2/7)
الأعلام، للزركلي، دارالعلم للملايين، ط. السادسة، 1984م.
الأغاني، لأبي الفرج الأصفهاني، نسخة مصورة من طبعة دار الكتب، مؤسسة جمال للطباعة والنشر، بيروت.
الإفصاح في شرح أبيات مشكلة الإعراب، للفارقي، ت – سعيد الأفغاني، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الثالثة، 1400هـ.
الأفعال، للسرقسطي، ت – حسين محمد شرف، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، 1395هـ.
الأفعال، لابن القطاع ، عالم الكتب، بيروت، ط. الأولى، 1403هـ.
الأفعال، لابن القوطية، ت – علي فودة، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط. الثانية، 1993م.
الاقتراح في علم أصول النحو، للسيوطي، ت- أحمد قاسم، 1396هـ.
الاقتضاب في شرح أدب الكاتب، للطبليوسي، نشر عبد الله البستاني، دار الجيل، بيروت، 1973م.
الأقوال الكافية والفصول الشافية "في الخيل" لعلي بن داود الرسولي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط. الأولى، 1407هـ.
إكمال الإعلام بتثليث الكلام، لابن مالك، ت – سعد بن حمدان الغامدي، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى، ط. الأولى، 1404هـ.
الإكمال لابن ماكولا، تصحيح وتعليق عبدالرحمن المعلمي اليماني، دائرةالمعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، الهند، ط. الثانية.
الإكليل، للهمداني، ت- محمد علي الأكوع، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت، ط. الثالثة، 1407هـ.
الألفات، لابن خالويه، ت – علي حسين البواب، مكتبة المعارف، الرياض، 1402هـ.
الألفاظ الفارسية المعربة = معجم الألفاظ الفرسية المعربة.
الألفاظ الكتابية، للهمذاني، دار الهدى للطباعة والنشر، بيروت، 1399هـ.
الألفاظ المهموزة، لابن جني (ضمن ثلاث رسائل في اللغة) ت – صلاح الدين المنجد، دار الكتاب الجديد، بيروت، ط. الأولى، 1981م.
ألقاب الشعراء ومن يعرف منهم بأمه، لابن حبيب، ت – عبد السلام هارون (ضمن نوادر المخطوطات) مكتبة ومطبعة مصطفى البابي ا لحلبي، القاهرة، ط. الثانية، 1393هـ.(2/8)
أمالي الزجاجي، ت عبد السلام هارون، دار الجيل، بيروت، ط. الثانية، 1407هـ.
أمالي ابن الشجري، ت – محمود محمد الطناحي، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط. الأولى، 1413هـ.
الأمالي، لأبي علي القالي، نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية 1926م، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.
أمالي المرتضى، ت- محمد أبوالفضل إبراهيم، عيسى البابي الحلبي، القاهرة، ط. ا لأولى، 1373هـ.
الأمثال ، لأبي عبيد، ت – عبد المجيد قطامش، مركز البحث العلمي، جامعة الملك عبد العزيز (جامعة أم القرى حاليا) مكة المكرمة، ط. الأولى، 1400هـ.
الأمثال، لأبي عكرمة الضبي، ت- رمضان عبد التواب، مطبوعات مجمع اللغة العربية ، دمشق.
الأمثال، لمؤرج السدوسي، ت – رمضان عبد التواب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1391هـ.
أمثال العرب، للمفضل الضبي ، ت- إحسان عباس، دار الرائد العربي، بيروت، ط.الثانية، 1403هـ.
الأمصار ذوات الآثار، للذهبي، ت – قاسم علي سعد، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط. الأولى، 1406هـ.
الأم، للشافعي، درا المعرفة، بيروت، ط. الثانية، 1393هـ.
الأنباء في تاريخ الخلفاء، لابن العمراني، ت – قاسم السمرائي، ط. لايدن، 1973م.
إنباه الرواة على أنباه النحاة، للقفطي، ت- محمد أبو الفضل إبراهيم، درا الفكر العربي، القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط. ا لأولى، 1406هـ.
الانتصار للحريري، لابن بري، مطبوع بذيل المقامات الحريرية، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ط. الثالثة، 1369هـ.
الأنساب، للسمعاني، ت- محمد عوامة، الناشر محمد أمين دبج، بيروت، ط. الأولى، 1396هـ.
الإنصاف في مسائل الخلاف، للأنباري، ت – محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت، 1407هـ.
الأنواء في مواسم العرب، لابن قتيبة، نسخة مصورة عن مطبعة حيدر آباد الدكن، نشر الشؤون الثقافية العامة ببغداد، 1988م.(2/9)
أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، لابن هشام، ت- محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجبل، بيروت ، ط. الخامسة، 1399هـ.
الأيام والليالي والشهور، للفراء، ت – إبراهيم الأبياري، دار الكتاب المصري، القاهرة، ودار الكتاب اللبناني، بيروت، ط. الثانية، 1400هـ.
إيضاح شواهد الإيضاح، للقيسي، ت – محمد بن حمود الدعجاني، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.
الإيضاح في شرح المفصل ، لابن الحاجب، ت – موسى بناي العليلي، مطبعة العاني، بغداد، 1983م.
الإيضاح في علوم البلاغة، للقزويني، ت – محمد عبد المنعم خفاجي، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط. الخامسة، 1403هـ.
الإيضاح في علل النحو، للزجاجي، ت – مازن المبارك، دار النفائس ، بيروت، ط. الخامسة، 1406هـ.
إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، للبغدادي، دار الفكر، 1402هـ.
البئر ، لابن الأعرابي، ت – رمضان عبد التواب، دار النهضة العربية، 1983م.
باب الهجاء، لابن الدهان، ت – فائز فارس، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الأولى، 1406هـ.
البارع في اللغة، للقالي، ت- هاشم الطعان، مكتبة النهضة، بغداد، ط. الأولى، 1975م.
البحر المحيط، لأبي حيان، ت – صدقي محمد جميل، المكتبة التجارية، مصطفى الباز، مكة المكرمة، 1412هـ.
البداية والنهاية، لابن كثير، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الخامسة، 1409هـ.
البرصان والعرجان والعميان والحولان، للجاحظ ، ت – محمد مرسي الخولي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الثانية، 1401هـ.
برهان قاطع (معجم فارسي) لمحمد بن حسين التبريزي ، ت – محمد معين، مكتبة ابن سيناء، طهران، 1342هـ. ش.
بروكلمان = تاريخ الأدب العربي.
بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، للفيروزآبادي،ت – محمد علي النجار،المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة، ط. الثانية، 1406هـ.
البصائر والذخائر، لأبي حيان، ت – وداد القاضي، دار صادر، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.(2/10)
بغداد مدينة السلام، لابن الفقيه الهمذاني، منشورات وزارة الإعلام العراقية، ط. الأولى، 1977هـ.
بغية الآمال في معرفة النطق بجميع مستقبلات الأفعال، لأبي جعفر اللبلي، ت – سليمان بن إبراهيم العايد، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1411هـ.
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، ت – محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بيروت.
بلدان الخلافة الشرقية، لكي لسترنج، ترجمة وتعليق بشير فريسيس، وكركيس عواد، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الثانية، 1405هـ.
البلغة في أصول اللغة، للقنوجي، ت- نذير مكتبي، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.
البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، للفيروزآبادي، ت – محمد المصري، منشورات مركز المخطوطات والتراث، ط. الأولى، 1407هـ.
البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث، لأبي البركات الأنباري، ت – رمضان عبد التواب، مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، 1970م.
بلاغات النساء، لابن طيفور، ت – أحمد الألفي، مطبعة مدرسة والدة عباس الأول، 1326هـ.
البلاغة تطور وتاريخ، لشوقي صيف، دار المعارف، القاهرة، ط. الخامسة، 1981م.
بهجة المجالس وأنس المجالس وشحذ الذاهن والهاجس، لابن عبد البر القرطبي، ت – محمد مرسي الخولي، دار الكتب العلمية، بيروت.
البيان في غريب إعراب القرآن ، لأبي البركات الأنباري، ت – طه عبد الحميد، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1400هـ.
البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، لأبي عذاري المراكشي، ت – ج. س. كولان، وإ. ليفي بروفيسال، الدارالعربية للكتاب، بيروت، ط. الثانية، 1983م.
البيان والتبيين، للجاحظ، ت – عبد السلام هارون، دار الفكر ، بيروت.
تاج العروس من جواهر القاموس، للزبيدي، دار الفكر، بيروت.
تاريخ الأدب العربي، لبروكلمان، ترجمة عبد الحليم النجار، ورفاقه، دار المعارف، مصر، ط. الخامسة، 1983م.(2/11)
تاريخ الأدب العربي (عصر الدول والإمارات: الجزيرة العربية، العراق، إيران) لشوقي ضيف، دار المعارف، مصر، ط. الثانية، 1983م.
تاريخ الأدب العربي (عصر الدول والإمارات: مصر والشام) لشوقي ضيف، دار المعارف، مصر، 1984م.
تاريخ الأدب العربي، لعمر فروخ، دار العلم للملايين، بيروت، ط. الخامسة، 1984م.
تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، لحسن إبراهيم حسن، مكتبة النهضة ، مصر، ط. الأولى، 1964م.
التاريخ الإسلامي (الدولة العباسية) لمحمود شاكر ، المكتب الإسلامي، بيروت، ط. الثالثة، 1407هـ.
تاريخ البخاري الكبير = التاريخ الكبير للبخاري.
تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، درا الكتب العلمية، بيروت.
تاريخ التراث العربي، فؤاد سزكين، إدراة الثقافة والنشر العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1408هـ.
تاريخ التمدن الإسلامي، لجرجي زيدان، دار الهلال، 1958م.
تاريخ الجامع الأزهر في العصر الفاطمي، لمحمد عبد الله عنان، مطبعة لجنة التأليف والنشر، 1942م.
تاريخ الحضارة الإسلامية في الشرق من عهد نفوذ الأتراك إلى منتصف القرن الخامس الهجري، لمحمد جمال الدين سرور، دار الفكر العربي، ط. الرابعة، 1396هـ.
تاريخ الخلفاء للسيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.
تاريخ دول الإسلام، للذهبي، ت – فهيم شلتوت، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1974م.
تاريخ دولة آل سلجوق، لعماد الدين الأصفهاني، اختصار علي بن محمد البنداري، ط. الثانية، بيروت، 1978م.
تاريخ الدولة الفاطمية، لحسن إبراهيم حسن، مكتبة النهضة المصرية، ط. الثالثة، 1964م.
تاريخ الطبري (تاريخ الأمم والملوك) مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر، 1407هـ.
تاريخ العرب، لفليب حتى، ورفيقيه،ط. الرابعة، 1965م.
التاريخ الكبير، للبخاري، ت – عبد الرحمن المعلمي، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، 1380هـ.(2/12)
التبصرة والتذكرة، للصميري، ت- أحمد مصطفى علي الدين، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، مكة المكرمة، ط. الأولى، 1402هـ.
تبصير المنتبه بتحرير المشتبه، لابن حجرالعسقلاني، ت – علي محمد البجاوي، المؤسسة المصرية للتأليف والأنباء والنشر.
التبيان في إعراب القرآن للعكبري، ت- محمد علي البجاوي، عيسى البابي الحلبي، القاهرة.
التبيين عن مذاهب النحويين البصريين والكوفيين، للعكبري، ت- عبد الرحمن العثيمين، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط. الأولى، 1406هـ.
التبيين في أنساب القرشيين، لابن قدامة المقدسي، ت - محمد نايف الدليمي، عالم الكتب، بيروت، ط. الثانية، 1408هـ.
تثقيف اللسان وتلقيح الجنان، لابن مكي الصقلي، ت- عبد العزيز مطر، دار المعارف، 1981م.
تحبير الموشين في التعبير بالسين والشين، للفيروزآبادي، ت – محمد خير محمد، دار قتيبة، دمشق، 1403هـ.
تحرير ألفاظ التنبيه (أو لغة الفقه)، للنووي، ت – عبد الغني الدقر، دار القلم، دمشق، ط. ا لأولى، 1408هـ.
تحرير الرواية في تقرير الكفاية، لأبي الطيب الفاسي، ت- علي حسن البواب، درا العلوم، الرياض، 1403هـ.
تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل، عبد الله العسيلان، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض،1415هـ.
تحقيق المخطوطات ونشرها، عبد السلام هارون، مكتبة السنة، ط. الخامسة، 1410هـ.
التخمير = شرح المفصل.
التذكرة السعدية في الأشعار العربية ، لمحمد بن عبد الرحمن العبيدي،ت – عبد الله الجبوري، الدار العربية للكتاب، ليبيا – تنس، 1981م.
تراجم المؤلفين التونسيين، لمحمد محفوظ، دار الغرب الإسلامي، بيروت.
الترغيب والترهيب، للحافظ المنذري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط. الثالثة، 1388هـ.
تزيين الأسواق، لداود الأنطاكي، دار مكتبة الهلال، بيروت.
تصحيح التصحيف وتحرير التحريف، للصفدي، ت – السيد الشرقاوي، مكتبة الخانجي بالقاهرة، ط. الأولى، 1407هـ.(2/13)
تصحيح ا لفصيح، لابن درستويه ، ت – عبد الله الجبوري، مطبعة الإرشاد، بغداد، ط. الأولى، 1395هـ.
التصحيف والتحريف للعسكري = شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف.
التصريح = شرح التصريح على التوضيح.
التعريفات، للشريف الجرجاني، ت – إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط. الأولى، 1405هـ.
تفسير أسماء الله الحسنى، للزجاج، ت – أحمديوسف الدقاق، دار المأمون للتراث، دمشق، ط.الخامسة، 1406هـ.
تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) دار الفكر، بيروت، 1408هـ.
تفسير غريب القرآن، للعزيزي، مكتبة دار التراث، القاهرة.
تفسير غريب القرآن، لابن قتيبة، ت- السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية،بيروت، 1398هـ.
تفسير غريب القرآن، لأبي عبد الرحمن اليزيدي، ت – محمد سليم الحاج، عالم الكتب، بيروت، ط. الأولى، 1405هـ.
تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) دارالكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.
تقويم اللسان، لابن الجوزي، ت – عبد العزيز مطر، دار المعارف، القاهرة، ط. الثانية، 1983م.
التكملة، لأبي علي الفارسي، ت – كاظم المرجان، دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل، 1981م.
تكملة الإكمال لابن نقطة البغدادي، ت – عبد القيوم عبد رب النبي، ومحمد صالح المراد، مركز إحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى، مكة المكرمة، ط. الأولى، 1408هـ.
تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامة، للجواليقي، ت – عز الدين التنوخي، مجمع اللغة العربية، دمشق، 1956م.
التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية، للصغاني، ت – جماعة من العلماء، مطبعة دار الكتب، القاهرة، 1970م.
تلخيص البيان في مجازات القرآن، للشريف الرضي، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، 1986م.
التلويح في شرح الفصيح، لأبي سهل الهروي، ت – عبد المنعم خفاجي، مكتبة التوحيد، القاهرة، ط. الأولى، 1368هـ.(2/14)
تمام فصيح الكلام، لابن فارس، ت – مصطفى جواد، ويوسف مسكوني، وزارة الثقافة والإعلام، بغداد، 1388هـ.
التنبيهات على أغاليط الرواة، لعلي بن حمزة، ت – عبد العزيز الميمني، دار المعارف بمصر، 1977م.
التنبيه على حدوث التصحيف، لحمزة الأصفهاني، ت – محمد أسعد أطلس، دمشق، 1388هـ.
التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح، لابن بري، ت – مصطفى حجازي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط. الأولى، 1980م.
تهذيب الأسماء واللغات ، للنووي، دار الكتب العلمية، بيروت.
تهذيب إصلاح المنطق، للتبريزي، ت – فوزي مسعود، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1986م.
تهذيب الألفاظ لابن السكيت، هذبه التبريزي، ت – الأب لويس شيخو اليسوعي، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1895م.
تهذيب التهذيب، لابن حجر ، دار صادر، بيروت، ط. الأولى، 1325هـ.
تهذيب الصحاح، للزنجاني، ت – عبد السلام هارون، وأحمد عبد الغفور عطار، دار المعارف القاهرة،ط. الأولى.
تهذيب اللغة، للأزهري، ت: جماعة من العلماء، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر، القاهرة، 1384هـ.
توضيح المشتبه، لابن ناصر الدين الدمشقي، ت – محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الأولى، 1414هـ.
التوقيف على مهمات التعاريف، للمناوي، ت – محمد رضوان الداية، دار الفكر، دمشق، ط. الأولى، 1410هـ.
التيسير في القراءات السبع ، لأبي عمر الداني، تصحيح أوتوير تزل، دار الكتاب العربي، ط. الثانية، 1404هـ.
ثمار القلوب في المضاف والمنسوب، للثعالبي، ت – محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، 1985م.
الجاسوس على القاموس، لأحمد فارس الشدياق، مطبعة الجوائب، 1299هـ.
جامع الأصول، لابن الأثير، ت – عبد القادر الأرناؤوط، مكتبة الحلواني، ودار البيان، 1390هـ.
الجامع الصغير، للسيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1410هـ.(2/15)
الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، لابن البيطار، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1412هـ.
الجبان = شرح فصيح ثعلب، للجبان.
جمهرة أشعار العرب، لأبي زيد القرشي، ت- محمد ا لبجاوي، دار نهضة مصر، القاهرة، 1981م.
جمهرة الأمثال، لأبي هلال العسكري، ت – أحمد عبد السلام، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.
جمهرة أنساب العرب، لابن حزم، ت – عبد السلام هارون، دار المعارف ، القاهرة، ط. الخامسة، 1982م.
جمهرة اللغة، لابن دريد، ت – رمزي منير البعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت، ط. الأولى، 1987م.
جمهرة النسب، لابن السائب الكلبي (رواية السكري عن ابن حبيب)، ت – ناجي حسن، عالم الكتب، بيروت، ط. الأولى، 1407هـ.
جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين، للمحبي، دار الكتب العلمية، بيروت.
الجنى الداني في حروف المعاني، للمرادي، ت – فخر الدين قباوة، ومحمد نديم فاضل، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط. الثانية، 1403هـ.
الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية، لعبد القادر القرشي، ت – عبد الفتاح الحلو، مطبعة الحلبي، 1399هـ.
الجيم، لأبي عمرو الشيباني، ت – إبراهيم الأبياري، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، 1394هـ.
حاشية الصبان على الأشموني، البابي الحلبي، مصر.
حاشية على شرح بانت سعاد ، للبغدادي، ت – نظيف محرم خواجه،دار النشر فرانتس شتاينر بيسان، 1400هـ.
الحجة في القراءات السبع، لابن خالويه، ت – عبد العال سالم مكرم، دار الشروق، ط. الثانية، 1397هـ.
حجة القراءات، لأبي زرعة، ت – سعيد الأفغاني، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الرابعة، 1404هـ.
الحجة للقراء السبعة، لأبي علي الفارسي، ت – بدر الدين قهوجي، وبشير جويجاتي، دار المأمون للتراث، دمشق، ط. الأولى، 1404هـ.
الحروف التي يتكلم بها في غير موضعها، لابن السكيت (ضمن ثلاثة كتب في الحروف)، ت – رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط. الأولى، 1402هـ.(2/16)
الحروف، للمزني (ضمن ثلاثة كتب في الحروف) ت – رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط. الأولى، 1402هـ.
حروف المعاني، للرماني = معاني الحروف.
حروف المعاني والصفات للزجاجي، ت – حسن شاذلي فرهود، دار العلوم، الرياض، 1402هـ.
حروف الممدود والمقصور، لابن السكيت، ت – حسن شاذلي فرهود، دار العلوم، الرياض، ط. الأولى، 1405هـ.
الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، لآدم متز، ترجمة محمد عبد الهادي، مكتبة الخانجي، القاهرة، ودار الكتاب العربي، بيرت، ط. الرابعة، 1387هـ.
حلية الأبرار وشعار الأخيار، للنووي (المعروف بالأذكار النووية)، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الأولى، 1412هـ.
حلية الأولياء ، لأبي نعيم الأصفهاني، مطبعة السعادة، مصر، ط. الأولى، 1394هـ.
الحماسة ، للبحتري، ت – كمال مصطفى، المطبعة الرحمانية، مصر، 1929م.
الحماسة البصرية، لعلي بن أبي الفرج البصري، ت – مختار الدين أحمد، عالم الكتب، بيروت، ط. الثالثة، 1403هـ.
الحماسة لأبي تمام = ديوان الحماسة.
حماسة الخالديين = الأشباه والنظائر.
الحنين إلى الأوطان = رسائل الجاحظ.
الحياة الاجتماعية في العصر الفاطمي، للشيخ الأمين عوض الله، دار المجمع العلمي، جدة، 1399هـ.
حياة الحيوان الكبرى، للدميري، مطبعة مكتبة البابي الحلبي، القاهرة، ط. الخامسة، 1398هـ.
الحيوان، للجاحظ، ت – عبد السلام هارون، دار الفكر، دار الجيل، بيروت، 1408هـ.
خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، لعبد القادر البغدادي، ت – عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط. الثالثة، 1409هـ.
الخصائص، لابن جني، ت – محمد علي النجار، دار الكتاب العربي، بيروت.
الخطط ا لمقريزية (كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار) للمقريزي، دار صادر، بيروت.
خلق الإنسان، للأصمعي، نشر أوغست هفنر، بيروت، 1903م (ضمن مجموعة الكنز اللغوي).(2/17)
خلق الإنسان، لثابت، ت – عبد الستار فراج، وزارة الإعلام بالكويت، ط. الثانية، 1985م.
خلق الإنسان في ا للغة، لأبي محمد الحسن بن أحمد، ت – أحمد خان، منشورات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الكويت، ط. الأولى، 1407هـ.
خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام، لابن بالي، (ضمن أربعة كتب في التصحيح اللغوي)، ت – حاتم الضامن، مكتبة النهضة العربية، بيروت، ط. الأولى، 1407هـ.
الخيل، للأصمعي، ت – نوري حمودي القيسي، مجلة كلية الآداب، بغداد، العدد 12، مطبعة الحكومة بغداد.
الخيل، لأبي عبيدة، ت – محمد عبد القادر أحمد، القاهرة، ط. الأولى، 1406هـ.
دائرة المعارف الإسلامية، ترجمة أحمد الشنتاوي ورفيقيه، دار الفكر ،بيروت.
الدراسات اللغوية عند ابن مالك، لغنيم غانم الينبعاوي، معهد البحوث، جامعة أم القرى، 1418هـ.
الدارس في تاريخ المدارس، للنعيمي، ت – جعفر الحسني، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 1988م.
دراسة في النحو الكوفي ، للمختار أحمد ديره، دار قتيبة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، دمشق، ط. الأولى، 1411هـ.
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن حجر، دار الجيل، بيروت.
الدرر اللوامع على همع الهوامع للشنقيطي، نسخة مصورة عن الطبعة الجمالية، القاهرة، 1328هـ.
الدرر المبثثة في الغرر المثلثة، للفيروزآبادي، ت – علي حسين البواب، دار اللواء، الرياض، ط. الأولى، 1401هـ.
الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، للسمين الحلبي، ت – أحمد محمد الخراط، دار القلم، دمشق، ط. الأولى، 1406هـ.
درة الغواص في أوهام الخواص، للحريري، ت – محمد أبو الفضل إبراهيم، دار نهضة مصر، 1975م.
الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة، لحمزة الأصفهاني، ت – عبد المجيد، قطامش، دار المعارف، القاهرة.
ابن درستويه = تصحيح الفصيح لابن درستويه.
ابن درستويه، لعبد الله الجبوري، مطبعة العاني، بغداد، ط. الأولى، 1973م.(2/18)
دقائق التصريف، للقاسم بن محمد بن سعيد المؤدب، ت – أحمد ناجي القيسي، ورفيقيه، مطبوعات المجمع العلمي العراقي، بغداد، 1987م.
دلائل الإعجاز، لعبد القاهر الجرجاني، ت – محمود شاكر، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1984م.
دلائل النبوة، للبيهقي، ت – عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.
دولة آل سلجوق، لعماد الدين الأصفهاني، مطبعة الموسوعات مصر، 1318هـ.
الدولة الفاطمية في مصر، لمحمد جمال الدين سرور، دار الفكر العربي، 1394هـ.
الدولة الفاطمية والدولة العباسية = العلاقات السياسية بين الدولة الفاطمية والدولة العباسية.
الديباج، لأبي عبيدة، ت – عبد الله بن سليمان الجربوع، وعبد الرحمن العثيمين، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط. الأولى، 1411هـ.
الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب، ت – محمد الأحمدي أبو النور، دار التراث.
ديوان ابن أحمر(1)، ت – حسين عطوان، مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق.
ديوان الأدب، للفارابي، ت – أحمد مختار عمر، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، 1394هـ.
ديوان أبي الأسود الدؤلي، ت – محمد حسن آل ياسين، بغداد، 1964م.
ديوان الأعشى (ميمون بن قيس) ت – محمد محمد حسين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. السادسة، 1403هـ.
ديوان أعشى باهلة، ضمن ديوان الأعشيين، ت – جاير سينا، 1927م.
ديوان الأفوه الأودي، ضمن الطرائف الأدبية، ت – عبد العزيز الميمني، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1937م، طبعة مصورة عنها، دار الكتب العلمية، بيروت.
ديوان الأقيشر الأسدي، ت – خليل الدويهي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط. الأولى، 1411هـ.
ديوان امرئ القيس، ت – محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، ط. الرابعة، 1984م.
__________
(1) تجوزت في استعمال كلمة "ديوان" في هذا الفهرس، فأطلقتها على الدواوين المحققة على مخطوطات ، وعلى المجموعات الشعرية المصنوعة، أي التي جمع المشتغلون بها مادتها من المصادر.(2/19)
ديوان أوس بن حجر، ت – محمد يوسف نجم، درا بيروت للطباعة والنشر، بيروت، 1406هـ.
ديوان بشار بن برد، ت – محمد الطاهر بن عاشور، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1369هـ.
ديوان بشر بن أبي خازم، ت – عزة حسن، دمشق، 1379م.
ديوان تأبط شرا، ت – علي ذو الفقار شاكر، دار الغرب الإسلامي، ط. الأولى، 1404هـ.
ديوان توبة بن الحمير، ت – خليل العطية، بغداد، 1968م.
ديوان جرير، بشرح محمد بن حبيب، ت – نعمان أمين طه، دار المعارف، مصر، ط. الثالثة، 1986م.
ديوان جميل بثينة، ت – أميل بديع يعقوب، دار الكتاب العربي، ط. الأولى، 1412هـ.
ديوان حاتم الطائي، صنعة يحيى بن مدرك الطائي، رواية هشام بن محمد الكلبي، ت – عادل سليمان جمال، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط. الثانية، 1411هـ.
ديوان الحارث بن حلزة، ت – أميل بديع يعقوب، دار الكتاب العربي، بيروت، ط. الأولى، 1411هـ.
ديوان الحارث بن خالد المخزومي، ت – يحيى الجبوري، بغداد، 1972م.
ديوان حسان بن ثابت، ت – وليد عرفات، دار صادر، بيروت.
ديوان الحطيئة، برواية وشرح ابن السكيت، ت – نعمان محمد أمين طه، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط.الأولى، 1407هـ.
ديوان الحطيئة ،رواية ابن حبيب عن ابن الأعرابي، وأبي عمرو الشيباني ، المكتبة الثقافية، بيروت.
ديوان الحماسة، لأبي تمام، ت – عبد الله بن عبد الرحمن عسيلان، مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1401هـ.
ديوان حميد بن ثور، جمع عبد العزيز الميمني، نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب 1371هـ نشر الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة.
ديوان الخنساء، بشرح ثعلب، ت – أنور أبو سويلم، دارعمار، عمان، ط. الأولى، 1408هـ.
ديوان الخوارج (شعر الخوارج) ت – إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، 1974م.
ديوان أبي دؤاد الإيادي، ت – جوستاف فون، ضمن دراسات في الأدب العربي، ترجمة إحسان عباس وآخرين، بيروت، 1959م.(2/20)
ديوان ابن الدمينة، بشرح ثعلب، ت – أحمد راتب النفاخ، مكتبة دار العروبة، مصر، 1379هـ.
ديوان أبي دهبل الجمحي، ت – عبد العظيم عبد المحسن، مطبعة القضاء بالنجف الأشرف، ط. الأولى، 1392هـ.
ديوان ذي الرمة، بشرح أبي نصر الباهلي، ت – عبد القدوس أبو صالح، مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق، 1393هـ. وإحالتي المطلقة على هذه الطبعة.
ديوان ذي الرمة، بشرح الخطيب التبريزي، ت – مجيد طراد، دار الكتاب العربي، بيروت، ط. الأولى، 1413هـ.
ديوان الراعي النميري، ت – راينهرت قايبرت، المعهد الألماني للأبحاث الشرقية، بيروت، 1401هـ.
ديوان رؤبة بن العجاج، ت – وليم بن الورد البروسي، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط. الثانية، 1400هـ.
ديوان ربيعة بن مقروم الضبي (ضمن شعراء إسلاميون) ت – نوري حمودي القيسي، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، ط. الثانية، 1405هـ.
ديوان أبي زبيد الطائي (ضمن شعراء إسلاميون) ت – نوري حمودي القيسي، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، ط. الثانية، 1405هـ.
ديوان زهير بن أبي سلمى بشرح ثلعب، ت – فخر الدين قباوة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط. الأولى، 1402هـ.
ديوان سلامة بن جندل، صنعة محمد بن الحسن الأحول، ت – فخر الدين قباوة ، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الثانية، 1407هـ.
ديوان الشماخ بن ضرار الذبياني، ت – صلاح الدين الهادي، دار المعارف، القاهرة، 1977م.
ديوان طرفة بن العبد، ت – علي الجندي، دار الفكر العربي، القاهرة.
ديوان طفيل الغنوي، ت – محمد عبد القادر أحمد، دار الكتاب الجديد, ط. الأولى، 1968م.
ديوان طهمان بن عمرو الكلابي، ت – محمد جبار المعيبد، بغداد، 1968م.
ديوان عامر بن الطفيل، رواية أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري عن ثعلب، دار صادر ، بيروت، 1399هـ.
ديوان عبدة بن الطبيب، ت – يحيى الجبوري، دار التربية للطباعة، بغداد، 1972م.(2/21)
ديوان عبد الله بن همام السلولي، ت – نوري حمودي القيسي، مجلة المجمع العلمي العراقي، الجزء الرابع، المجلد السابع والثلاثون، ربيع الأول، 1407هـ.
ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات، ت – محمد يوسف نجم، دار بيروت، 1400هـ.
ديوان العجاج، برواية وشرح الأصمعي، ت – عبد الحفيظ السطلي، مكتبة أطلس، دمشق، 1971م.
ديوان العجير السلولي، ت – محمد نائف الديلمي، مجلة المورد، المجلد الثامن، العدد الأول، 1979م.
ديوان عدي بن زيد الأنصاري، ت – محمد حيار المعيبد، دار الجمهورية للنشر والطبع، بغداد، 1965م.
ديوان عديل بن الفرخ العجلي، ت – نوري حمودي القيسي، (ضمن شعراء أمويون) القسم ا لأول، بغداد، 1976م.
ديوان العرجي، ت – خضر الطائي، ورشيد العبيدي، الشركة الإسلامية، بغداد، 1956م.
ديوان علقمة الفحل، بشرح الأعلم الشنتمري، ت – لطفي الصقال، ودرية الخطيب، دار الكتاب العربي، حلب، ط. الأولى، 1969م.
ديوان عمر بن أبي ربيعة، ت – محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الأندلس، بيروت.
ديوان عمرو بن كلثوم، ت – أميل بديع يعقوب، دار الكتاب العربي، بيروت، ط. الأولى، 1411هـ.
ديوان عنترة بن شداد، ت – محمد سعيد مولوي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط. الثانية، 1403هـ.
ديوان الفرزدق ، ت- علي فاعور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1407هـ. وإحالاتي المطلقة على هذه الطبعة.
ديوان القطامي، ت – إبراهيم السامرائي، وأحمد مطلوب، بيروت، 1960م.
ديوان كثير عزة، ت – إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت،1971م.
ديوان الكميت بن زيد، ت – داود سلوم، مطبعة النعمان، النجف الأشرف، بغداد، 1969م.
ديوان لبيد بن ربيعة، ت – إحسان عباس، الكويت،1962م.
ديوان لبيد، بشرح الطوسي، ت – حنا نصر الحتي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط.الأولى،1414هـ.
ديوان مالك بن الريب، ت – نوري حمودي القيسي، مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد الخامس عشر، الجزء الأول، 1969م.(2/22)
ديوان المتلمس الضبعي، برواية الأثرم وأبي عبيدة، عن الأصمعي، ت – حسن كامل الصيرفي، جامعة الدول العربية، معهد المخطوطات، 1390هـ.
ديوان مجنون ليلى، ت – عبد الستار فراج، مكتبة مصر، القاهرة، 1979م.
ديوان المرار الأسدي (ضمن شعراء أمويون – القسم الثاني)، ت – نوري حمودي القيسي، بغداد، 1396هـ.
ديوان المزرد بن ضرار، ت – خليل إبراهيم العطية، بغداد، 1962م.
ديوان المعاني، لأبي هلال العسكري، عالم الكتب، بيروت.
ديوان ابن مقبل، ت – عزة حسن، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1381هـ.
ديوان النابغة الجعدي، ت – عبد العزيز رباح، المكتب الإسلامي، دمشق، ط. الأولى، 1384هـ.
ديوان النابغة الذبياني، ت – محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، ط. الثانية، 1985م.
ديوان أبي النجم العجلي، ت – علاء الدين أغا، النادي الأدبي، الرياض، 1401هـ.
ديوان النمر بن تولب، ت – نوري حمودي القيسي، عالم الكتب، بيروت، ط. الثانية، 1405هـ.
ديوان ابن هرمة، ت – محمد نفاع، وحبيب عطوان، دمشق، 1969م.
ديوان الهذليين، نسخة مصورة عن طبعة دارالكتب المصرية، نشر الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة، 1385هـ.
الذريعة إلى تصانيف الشيعة، لمحمد آغا برزك، طهران، 1355-1393هـ.
ذيل الأمالي، لأبي عبيد البكري، دارالكتب العلمية، بيروت.
ذيل فصيح ثعلب، لمفوق الدين البغدادي، ت – محمد عبد المنعم خفاجي،دار التوحيد، بمصر،ط. الأولى، 1368هـ.
الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، لأبي عبد الله المراكشي، ت – محمد بن شريفة ،وإحسان عباس، دار الثقافة، بيروت.
راحة الصدور وآية السرور في تاريخ الدولة السلجوقية، لمحمد بن علي بن سليمان، ترجمة إبراهيم أمين الشواربي، ورفيقيه، دار القلم، القاهرة، 1960م.
ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، للزمخشري، ت – سليم النعيمي، مطبعة العاني، بغداد، 1400هـ.(2/23)
الرد على الانتقاد على الشافعي، للبيهقي، ت – عبد الكريم بكار، دار البخاري، بريدة.
رسائل الجاحظ، ت – عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط. الأولى، 1399هـ.
الرسالة في أصول الفقه، للشافعي، ت – أحمد محمد شاكر، دار الكتب العلمية، بيروت.
رصف المباني في شرح حروف المعاني، للمالقي، ت – أحمد محمد الخراط، دار القلم، دمشق، ط. الثانية، 1405هـ.
روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، للخونساري، ت – محمد علي روضاتي، طهران.
الروض الأنف، للسهيلي، ت – عبد الرحمن الوكيل، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، 1410هـ.
الروض المعطار في خير الأقطار، للحميري، ت – إحسان عباس، دار ناصر للثقافة، بيروت، ط. الثانية، 1980م.
الروضتين، لأبي شامة، مصر، 1288هـ.
الريح، لابن خالويه، ت – حسين محمد شرف، مكتبة الحلبي، المدينة المنورة، ط. الأولى، 1404هـ.
الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي، للأزهري، ت – محمد جبر الألفي، الكويت، ط. الأولى، 1399هـ.
الزاهر في معاني كلمات الناس، لابن الأنباري، ت – حاتم الضامن، دار الشؤون الثقافية، بغداد، ط. الثانية، 1987م.
زهر الآداب، للحصري، ت – محمد علي البجاوي، عيسى البابي الحلبي، ط. الثانية، 1389هـ.
زهر الأكم في الأمثال والحكم، للحسن اليوسي، ت – محمد حجي، ومحمد الأخضر، دارالثقافة، الدار البيضاء ، ط. الأولى، 1401هـ.
الزهرة ، لابن داود الأصبهاني، ت – إبراهيم السامرائي، مكتبة المنار، الأردن، ط. ا لثانية، 1406هـ.
زوائد ثلاثيات الأفعال، للبعلي، ت – سليمان بن إبراهيم العايد، دار الطباعة والنشر الإسلامية بالقاهرة، 1990م.
الزينة في الكلمات الإسلامية، لأبي حاتم الرازي، ت – حسين بن فيض الله الهمداني، القاهرة، 1957م.
السامي في الأسامي، للميداني، ت – محمد موسى هنداوي.
السبعة في القراءات، لابن مجاهد، ت – شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، ط. الثالثة، 1988م.(2/24)
سر صناعة الإعراب، لابن جني، ت- حسن هنداوي، دار القلم، دمشق، ط. الأولى، 1405هـ.
سلسلة الأحاديث الصحيحة، للألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، 1392هـ.
سمط اللآلي = اللآلي في شرح أمالي القالي.
سنا البرق الشامي (مختصر البرق الشامي للعماد الأصفهاني)، ت – رمضان شيش.
سنن الترمذي (الجامع الصحيح)، ت – أحمد محمد شاكر ورفاقه، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ط. الثانية، 1398هـ.
سنن أبي داود ، ت – عزة عبيد، نشر وتوزيع محمد علي السيد، ط. الأولى، 1389هـ.
سنن سعيد بن منصور، ت – حبيب الرحمن الأعظمي، الهند، 1387م.
السنن الكبرى ، للبيهقي، دار الفكر.
سنن ابن ماجة، ت – محمد فؤاد عبد الباقي، مطبعة عيسى البابي الحلبي.
سنن النسائي الكبرى، ت – عبد الغفار سليمان البنداري، وسيد كسروي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1411هـ.
سهم الألحاظ في وهم الألفاظ، لابن الحنبلي ( ... ضمن أربعة كتب في التصحيح اللغوي) ت – حاتم الضامن، مكتبة النهضة العربية، بيروت، ط. الأولى، 1407هـ.
سيبويه والقراءات، لأحمد مكي الأنصاري، دار المعارف بمصر، 1972م.
سير أعلام النبلاء، للذهبي، ت – جماعة من العلماء، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. السابعة، 1410هـ.
السيرة النبوية، لابن هشام، ت – مصطفى السقا ورفيقيه، مؤسسة علوم القرآن.
الشاء للأصمعي، ت – أوغست هفنر، مجلة SBWA – فيينا 1896م.
شأن الدعاء للخطابي، ت – أحمد يوسف الدقاق، دار المأمون للتراث، دمشق، ط. الأولى، 1404هـ.
الشاهد والاستشهاد في النحو، لعبد الجبار علوان، مطبعة الزهراء، بغداد، 1976م.
شذرات الذهب، لابن العماد الحنبلي، دار الفكر، بيروت، 1409هـ.
شرح أبيات إصلاح المنطق، لابن السيرافي، ت – ياسين محمد السواس، مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، دبي، ط. الأولى، 1412هـ.
شرح أبيات سيبويه، لابن السيرافي، ت – محمد علي سلطان، دار المأمون للتراث، دمشق، 1979م.(2/25)
شرح أبيات مغني اللبيب، للبغدادي، ت – عبد العزيز رباح، وأحمد دقاق، دارالمأمون للتراث، دمشق، 1393هـ.
شرح اختيارات المفضل، ت – فخر الدين قباوة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الثانية، 1407هـ.
شرح أدب الكاتب ، للجواليقي، دار الكتاب العربي، بيروت.
شرح أسماء الله الحسنى، للزجاج= تفسير أسماء الله الحسنى.
شرح أسماء الله الحسنى، لفخر الدين الرازي، ت – طه عبد الرؤوف سعد، دار الكتاب العربي، بيروت، ط. الأولى، 1404هـ.
شرح أشعار الهذليين، للسكري، ت – عبد الستار أحمد فراج، مكتبة دار العروبة، القاهرة.
شرح الأشموني = منهج السالك إلى ألفية ابن مالك.
شرح التسهيل، لابن مالك، ت – عبد الرحمن السيد، ومحمد بدوي المختون، هجر للطباعة والنشر، القاهرة، ط. الأولى، 1410هـ.
شرح التصريح على التوضيح، لخالد الأزهري، دار الفكر، ييروت.
شرح الجمل، لابن عصفور، ت – صاحب أبو جناح، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، العراق، 1402هـ.
شرح جمل الزجاجي، لابن هشام، ت – علي محسن عيسى، عالم الكتب، بيروت، ط. الأولى، 1405هـ.
شرح درة الغواص، للخفاجي، مطبعة الجوائب، القسطنطينية، ط. الأولى، 1299هـ.
شرح ديوان الحماسة، للتبريزي، عالم الكتب، بيروت.
شرح ديوان الحماسة، للمروزقي، ت – أحمد أمين، وعبد السلام هارون مطبعة لجنة التأليف والترجمة، القاهرة، ط. الثانية، 1387هـ.
شرح شافية ابن الحاجب، للرضي، ت – محمد محيي الدين عبد الحميد ورفيقيه، دار الكتب العلمية، بيروت، 1395هـ.
شرح شذور الذهب، لابن هشام، ت – ح. الفاخوري، دار الجيل، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.
شرح الشواهد، للعيني، (بهامش شرح الأشموني على ألفية ابن مالك) دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي، الحلبي.
شرح شواهد شافية ابن الحاجب، للبغدادي، ت – محمد محيي الدين ورفيقيه، دار الكتب العلمية، بيروت، 1395هـ.
شرح صحيح مسلم، للنووي، القاهرة، 1349هـ.(2/26)
شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك، ت – عاصم بهجت البيطار ورفيقيه، منشورات جامعة ا لإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، ط. الثانية، 1404هـ.
شرح فصيح ثعلب، لابن الجبان، ت – عبد الجبار قزاز، المكتبة العلمية، لاهور، ط. الأولى، 1406هـ.
شرح فصيح ثعلب، لابن هشام اللخمي، ت – مهدي عبيد جاسم، وزارة الثقافة والإعلام، دائرة الآثار والتراث، ط. الأولى، 1409هـ.
شرح القصائد السبع الطوال، لابن الأنباري، ت – عبد السلام هارون، دار المعارف، القاهرة، ط. الرابعة، 1400هـ.
شرح القصائد العشر، للتبريزي، ت – فخر الدين قباوة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط. الثالثة، 1399هـ.
شرح القصائد المشهورات، للنحاس، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1405هـ.
شرح الكافية، للرضي، ت – يوسف حسن عمر، منشورات جامعة قار يونس، بنغازي، 1398هـ.
شرح الكافية الشافية، لابن مالك، ت – عبد المنعم هريدي، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، مكة المكرمة، ط. الأولى، 1402هـ.
شرح كفاية المتحفظ = تحرير الرواية.
شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف، للعسكري، ت – عبد العزيز أحمد، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط. الأولى، 1383هـ.
شرح معلقة عمرو بن كلثوم لابن كيسان، ت – محمد إبراهيم البنا، دار الاعتصام، ط. الأولى، 1400هـ.
شرح المفصل لابن ا لحاجب = الإيضاح في شرح المفصل.
شرح المفصل في صنعة الإعراب (التخمير) لصدر الأفاضل الخوارزمي، ت – عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، دار الغرب، الإسلامي، ط. الأولى، 1990م.
شرح المفصل، لابن يعيش، عالم الكتب، بيروت.
شرح المفضليات، لأبي محمد القاسم بن محمد الأنباري، ت – كارلوس يعقوب لايل، مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت، 1920م.
شروح سقط الزند، ت – جماعة من العلماء ، نسخة مصورة عن طبعة دارالكتب، 1364هـ نشر الدار القومية للطباعة والنشر.(2/27)
شعب الإيمان ، للبيهقي، ت- محمد بسيوني، زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1410هـ.
الشعر (أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب) لأبي علي الفارسي، ت – محمد الطناحي، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط. الأولى، 1408هـ.
الشعر والشعراء، لابن قتيبة، ت – محمد يوسف نجم، وإحسان عباس، درا الثقافة، بيروت.
شعراء النصرانية، ت – لويس شيخو، مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت، 1890م.
شفاء ا لغليل فيما كلام العرب من الدخيل (معجم الألفاظ والتراكيب المولدة) للخفاجي، ت- قصي الحسين، دار الشمال، طرابلس، ط. الأولى، 1987م.
الشمائل المحمدية، للترمذي، ت – محمد عفيف الزعبي، دار المطبوعات الحديثة، جدة، ط. الثالثة، 1409هـ.
شمس العلوم ودواء كلام ا لعرب من الكلوم، لنشوان الحميري، عالم الكتب، بيروت.
شواذ القرآن = مختصر في شواذ القرآن.
الشوارد في اللغة، للصغاني، ت – عدنان عبد الرحمن الدوري، مطبعة المجمع العلمي العراقي، 1403هـ.
الصاحبي في فقه اللغة ، لابن فارس، ت – مصطفى الشويمي، بدران للطباعة والنشر، بيروت، 1382هـ.
الصحاح (تاج اللغة وصحاح العربية) للجوهري، ت – أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، ط. الثالثة، 1404هـ.
صحيح ابن حبان = الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان.
صحيح البخاري، دار الفكر، بيروت.
صحيح مسلم، ت – محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت، 1403هـ.
طبقات الحنابلة، لابن أبي يعلى، ت – محمد حامد الفقي، القاهرة، 1952م.
طبقات الشافعية، للسبكي، ت- عبد الفتاح الحلو، ومحمود الطناحي، القاهرة، 1976م.
طبقات الشعراء، لابن المعتز، ت – عبدا لستار فراج، دار المعارف، القاهرة، ط. الرابعة، 1981م.
طبقات فحول الشعراء، للجمحي، ت – محمود شاكر، مطبعة المدني، القاهرة، 1400هـ.
طبقات الفقهاء الشافعية، لابن الصلاح، تهذيب يحيى بن شرف النووي، ت – محيي الدين علي نجيب، دار البشائر الإسلامية، بيروت، 1413هـ.(2/28)
الطبقات الكبرى، لابن سعد، دار صادر، بيروت، 1380هـ.
طبقات المفسرين، للداودي، ت – علي محمد عمر، مكتبة وهبة، القاهرة، ط. الأولى، 1392هـ.
طبقات النحاة واللغويين، لابن قاضي شهبة (الجزء الأول) ت – محسن غياض، مطبعة النعمان، النجف، 1973م.
طبقات النحويين واللغويين، للزبيدي، ت – محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، ط. الثانية، 1984م.
ظاهرة الشذوذ في النحو العربي، لفتحي عبد الفتاح الدجني، الكويت، ط. الأولى، 1974م.
العباب للصغاني ، ت – محمد حسن آل ياسين (أجزاء مختلفة) بغداد، 1977م، وما بعدها.
عقائد الثلاث والسبعين فرقة، لأبي محمد اليمني، ت – محمد بن عبد الله زربان الغامدي، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط. الأولى، 1414هـ.
عجائب المحلوقات، لزكريا القزويني، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ط. الخامسة، 1401هـ.
العربية، ليوهان فك، ترجمة رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي بمصر، 1400هـ.
عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح، لبهاء الدين السبكي، (ضمن شروح التلخيص)، دار السرور، بيروت.
عقد الخلاص في نقد كلام الخواص،لابن الحنبلي، ت – نهاد حسوبي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الأولى، 1407هـ.
العقد الفريد، لابن عبد ربه، ت – أحمد أمين ورفيقيه، دار الكتاب العربي، 1406هـ.
العققة والبررة، لأبي عبيدة (ضمن نوادر المخطوطات) ت – عبد السلام هارون، مطبعة ومكتبة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ط. الثانية، 1393هـ.
العلاقات السياسية بين الدولة الفاطمية والدولة العباسية في العصر السلجوقي، لمحمد سالم بن شديد العوفي، ط. الأولى، 1402هـ.
علل القراءات (القراءات وعلل النحويين فيها) للأزهري، ت- نوال بنت إبراهيم الحلوة، ط. الأولى، 1412هـ.
العمدة في محاسن الشعر وآدابه، لابن رشيق القيرواني، ت- محمد قرقزان، دار المعرفة، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.(2/29)
عنوان الأريب عما نشأ بالمملكة التونسية من عالم أو أديب، لمحمد النيفر، ط. الأولى، المطبعة التونسية، 1351هـ.
العين، للخليل بن أحمد، ت – مهدي المخزومي، إبراهيم السامرائي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.
عيون الأخبار، لابن قتيبة، دار الكتاب العربي، بيروت.
غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجوزي، ت – بر جستراسر، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الثالثة، 1402هـ.
غريب الحديث ،لابن الجوزي،ت – عبد المعطي أمين قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1405هـ.
غريب الحديث ، للحربي، ت – سليمان بن إبراهيم العايد، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، مكة المكرمة، ط. الأولى، 1405هـ.
غريب الحديث ، للخطابي، ت – عبد الكريم العزباوي، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1402هـ.
غريب الحديث لأبي عبيد، نسخة مصورة عن طبعة دائرة المعارف العثمانية، بحيدر آباد الدكن، 1976م، نشر دار الكتاب العربي، بيروت.
غريب الحديث، لابن قتيبة، ت – عبد الله الجبوري، مطبعة العاني، بغداد، ط. الأولى، 1397هـ.
غريب القرآن وتفسيره، لليزيدي = تفسير غريب القرآن.
الغريبين، لأبي عبيد أحمد الهروي، دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، 1406هـ (الحزء الأول والثاني).
الفائق في غريب الحديث، للزمخشري، ت – محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، عيسى البابي الحلبي، القاهرة، ط. الثانية.
الفاخر، للمفضل بن سلمة، ت – عبد العليم الطحاوي، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، ط. الأولى، 1380هـ.
الفاضل في اللغة والأدب، للمبرد، ت – عبد العزيز الميمني، مطبعة دار الكتب ، القاهرة، 1956م.
فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني، ت- عبد العزيز بن باز، دار المعرفة، بيروت.
فحولة الشعراء، للأصمعي، ت- ش. توري، دار الكتاب الجديد، ط.الأولى، 1389هـ.
الفخري في الآداب السلطانية، لابن الطقطقي، دار صادر، بيروت، 1386هـ.(2/30)
فرحة الأديب، للأسود الغندجاني، ت – محمد علي سلطاني، دمشق، 1401هـ.
الفرق ، للأصمعي، ت – صبيح التميمي، دار أسامة، بيروت، ط. الأولى، 1407هـ.
الفرق، لثابت، ت – حاتم الضامن، عالم الكتب، بيروت، ط. الأولى، 1407هـ.
الفرق ، لأبي حاتم السجستاني، ت – حاتم الضامن، عالم الكتب، بيروت، ط. الأولى، 1407هـ.
الفرق، لابن فارس، ت – رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، بالقاهرة، ودار الرفاعي بالرياض، ط. الأولى، 1402هـ.
الفرق لقطرب ،ت – خليل إبراهيم العطية، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط. الأولى، 1987م.
الفرق بين الحروف الخمسة، للبطليوسي، ت – عبد الله الناصر، دار المأمون للتراث، دمشق، ط. الأولى، 1404هـ.
الفروق اللغوية، لأبي هلال العسكري ت – حسام الدين القدسي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1401هـ.
الفريد في إعراب القرآن المجيد، لابن أبي العز الهمداني، ت – محمد حسن النمر، دار الثقافة ، الدوحة، ط. الأولى، 1411هـ.
فصل المقال في شرح كتاب الأمثال، لأبي عبيد البكري، ت – إحسان عباس، وعبد المجيد قطامش، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الثالثة، 1403هـ.
الفصول والغايات، لأبي العلاء المعري، ت – محمود حسن زناتي، دار الآفاق الجديدة، بيروت.
الفصيح ، لأبي العباس ثعلب، ت – عاطف مدكور، دار المعارف بمصر، 1984م.
فعل وأفعل ، للأصمعي، ت – عبد الكريم إبراهيم العزباوي، مجلة البحث العلمي والتراث الإسلامي، مكة المكرمة، العدد ا لرابع، 1401هـ.
أفعلت وأفعلت، لأبي حاتم السجستاني، ت – خليل العطية، البصرة، 1979م.
فعلت وأفعلت للزجاج، ت – ماجد الذهبي، الشركة المتحدة للتوزيع، دمشق، 1404هـ.
فقه اللغة لابن فارس = الصاحبي في فقه اللغة.
فقه اللغة وسر العربية، للثعالبي، دار مكتبة الحياة، بيروت.
فهرس الفهارس والأثبات، للكتاني، ت – إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت.(2/31)
فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (علوم اللغة)، وضعه أسماء الحمصي، مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق، 1393هـ.
فهرس دار الكتب المصرية، تصنيف فؤاد السيد، مطبعة دار الكتب، القاهرة، 1380هـ.
فهرسة ما رواه عن شيوخه، لابن خير الإشبيلي، بيروت، 1962.
الفهرست، لابن النديم، دار السيرة، بيروت، ط. الثالثة، 1988.
فوات الوفيات، لابن شاكر الكتبي، ت – إحسان عباس،دار صادر بيروت.
القاموس المحيط، للفيروزآبادي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الثانية، 1407هـ.
القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب، لعبد الفتاح القاضي، دار صادر الكتاب العربي، ط. الأولى، 1401هـ.
قصد السبيل فيما في اللغة من المعرب والدخيل، للمحبي، ت- عثمان محمود الصيني، مكتبة التوبة، الرياض، ط. الأولى، 1415هـ.
القصيدة الموشحة بالأسماء المؤنثة السماعية، لابن الحاجب، ت – طارق نجم عبد الله، مكتبة المنار، الأردن، ط. الأولى، 1405هـ.
قضايا المعجم العربي في كتابات ابن الطيب الشرقي، لعبد العلي الودغيري، منشورات عكاظ، الرباط، ط. الأولى، 1409هـ.
القلب والإبدال، لابن السكيت، (ضمن مجموعة الكنز اللغوي) نشره أوغست هفنر، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1903م.
القوافي ، للأخفش، ت – عزة حسن، وزارة الثقافة، دمشق.
القوافي، لأبي يعلى التنوخي، ت – عوني عبد الرؤوف، مطبعة الحضارة العربية، مصر، 1975م.
القول الأصيل فيما في العربية من الدخيل، للدكتور ف. عبد الرحيم، مكتبة لينة للنشر والتوزيع ، دمنهور، ط. الأولى، 1411هـ.
الكافي في علم القوافي، لابن السراج الشنتريني، ت – محمد رضوان الداية، مكتبة دار الملاح، ط. الثالثة، 1400هـ.
الكامل في التاريخ ، لابن الأثير، دار الكتاب العربي، بيروت، ط. السادسة، 1406هـ.
الكامل في ضعفاء الرجال، لابن عدي، ت – جماعة من العلماء، دار الفكر، بيروت، ط. الأولى، 1404هـ.(2/32)
الكامل في اللغة والأدب، للمبرد، ت – محمد أحمد الدالي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الأولى، 1406هـ.
الكتاب لسيبويه ، ت – عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط. الثالثة، 1408هـ.
الكتاب ، لابن درستويه ، ت – إبراهيم السامرائي، وعبد الحسين الفتلي، دار الكتب الثقافية، الكويت، ط. الأولى، 1397هـ.
الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، للزمخشري، دار الريان للتراث، القاهرة، دار الكتاب العربي، بيروت، ط. الثالثة، 1407هـ.
الكشف الإلهي عن شديد الضعف والموضوع والواهي، للطرابلسي، ت – محمد محمود بكار، مكتبة الطالب الجامعي، مكة المكرمة، ط. الأولى، 1408هـ.
كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، اللعجلوني، ت – أحمد القلاش ، مكتبة التراث الإسلامي، حلب، ودار التراث، القاهرة.
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، للحاج خليفة، دار الفكر، بيروت، 1402هـ.
الكشف عن وجوه القراءات السبع، لمكي بن أبي طالب، ت – محيي الدين رمضان، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الرابعة، 1407هـ.
الكليات، لأبي ا لبقاء الكفوي، ت – عدنان درويش، ومحمد المصري، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1974م.
كنى الشعراء ومن غلبت كنيته على اسمه، لابن حبيب، ت- عبد السلام هارون، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ط. الثانية، 1393هـ.
اللآلي في شرح أمالي القالي، لأبي عبيد البكري، ت- عبد العزيز الميمني، دار الحديث للطباعة والنشر، بيروت، ط . الثانية، 1404هـ.
اللامات، للزجاجي، ت- مازن المبارك، دار الفكر، دمشق، ط. الثانية، 1405هـ.
اللامات، لعلي بن محمد الهروي، ت – أحمد عبد المنعم الرصد، مطبعة حسان، القاهرة، 1404هـ.
لباب الأدب، لأسامة بن منقذ، ت – أحمد شاكر، دار الكتب العلمية، بيروت، 1400هـ.
اللباب في تهذيب الأنساب، لابن ا لأثير، دار صادر ، بيروت.
لحن العامة، للزبيدي، ت – عبد العزيز، مطر، دار المعارف، القاهرة، 1981م.(2/33)
لحن العامة والتطور اللغوين لرمضان عبد التواب، دار المعارف، القاهرة، ط. الأولى، 1967م.
لسان العرب، لابن منظور، دار صادر، بيروت.
لغات القبائل الواردة في القرآن، لأبي عبيد، رواية عن ابن عباس، ت – عبد الحميد السيد، مطبوعات جامعة الكويت، 1985م.
لف القماط على تصحيح بعض ما استعملته العامة من المعرب والدخيل والمولد والأغلاط، للقنوجي، بهوبال، 1296هـ.
اللهجات العربية في التراث، لعلم الدين الجندي، الدار العربية للكتاب، تونس، 1398هـ.
لهجات الفصحى = المعجم الكامل في لهجات الفصحى.
ليس في كلام العرب، لابن خالويه، ت – أحمد عبد الغفور عطار، مكة المكرمة، ط. الثانية، 1399هـ.
المأثور من اللغة، لأبي العميثل الأعرابي، ت – محمد عبد القادر أحمد، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط. الأولى، 1408هـ.
المؤتلف والمختلف للآمدي، ت – كرنكو، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الثانية، 1402هـ.
ما اتفق لفظه واختلف معناه لأبي العميثل = المأثور من اللغة.
ما اتفق لفظه واختلف معناه، لليزيدي، ت – عبد الرحمن العثيمين، ط. الأولى، 1407هـ.
ما ختلف ألفاظه واتفقت معانيه،للأصمعي، ت – ماجد الذهبي، دار الفكر، دمشق، ط. الأولى، 1406هـ.
ما تلحن فيه العامة، للكسائي،ت – رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي بالقاهرة، ودار الرفاعي بالرياض، ط. الأولى، 1403هـ.
ما جاء على فعلت وأفعلت بمعنى واحد، للجواليقي، ت – ماجد الذهبي، دار الفكر، دمشق، 1402هـ.
مبادئ اللغة، للخطيب الإسكافي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1405هـ.
المبدع، لأبي حيان، ت – عبد الحميد السيد طلب، مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع، الكويت، ط. الأولى، 1402هـ.
المبهج في تفسير أسماء شعراء الحماسة، لابن جني، ت – حسن هنداوي، دار القلم، دمشق، دار المنارة، بيروت، ط. الأولى، 1407هـ.(2/34)
المثلث ذو المعنى والواحد، للبعلي، ت - سليمان بن إبراهيم العايد، مكتبة الطالب الجامعي، مكة المكرمة، 1407هـ.
المثلث، لابن السيد البطليوسي، ت – صلاح مهدي الفرطوسي، دار الرشيد، بغداد، 1401هـ.
المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، لابن الأثير،ت – أحمد الحوفي، وبدوي طبانة، دار الرفاعي، الرياض، ط. الثانية، 1403هـ.
المثنى، لأبي الطيب، ت – عز الدين التنوخي، دمشق، 1960م.
مجاز القرآن، لأبي عبيدة، ت – فؤاد سزكين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الثانية، 1401هـ.
مجالس ثعلب، ت- عبد السلام هارون، دار المعارف، مصر، ط. الخامسة، 1987م.
مجالس العلماء ، للزجاجي، ت – عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي بالقاهرة، ودار الرفاعي بالرياض، ط. الثالثة، 1403هـ.
المجرد في غريب كلام العرب ولغاتها، لأبي ا لحسن الهنائي، ت – محمد بن أحمد العمري، دار المعارف بمصر، ط. الأولى، 1413هـ.
مجلة التوباد، العدد الثالث عشر، السنة الرابعة، ربيع ا لأول، 1412هـ.
مجلة كلية الدعوة الإسلامية، طرابلس، ليبيا،العدد الحادي عشر، 1994م.
مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، المجلد السابع والثلاثون، الجزء الثالث، 29 محرم 1382هـ.
مجلة المنهل، العدد الخاص بتراجم وأدب أدباء المملكة المعاصرين، الجزء السابع ، المجلد 27، رجب، 1386هـ.
مجلة المنهل، العدد 43، لشهري محرم وصفر، 1405هـ.
مجمع الأمثال، للميداني، ت – محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الجيل، بيروت، ط. الثانية، 1407هـ.
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد،للهيثمي، مكتبة القدس، القاهرة، 1353هـ.
مجمل اللغة، لأحمد بن فارس، ت – زهير عبد المحسن سلطان، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الثانية، 1406هـ.
المجموع المغيث في غريب الحديث، لأبي موسىالأصفهاني، ت – عبد الكريم العزباوي، مركز إحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى، ط.الأولى، 1408هـ.
مجموعة المعاني، لمؤلف مجهول، ت – عبد المعين الملوحي، طلاس للترجمة والنشر، ط. الأولى، 1988م.(2/35)
المحاسن والأضداد، للجاحظ، قدم له وراجعه عاصم عيتاني، دار إحياء العلوم، بيروت، ط. الأولى، 1406هـ.
محاضرات الأدباء، للراغب الأصفهاني، مكتبة الحياة، بيروت، 1961م.
محاضرات في تحقيق النصوص، لأحمد بن محمد الخراط، المنارة للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، ط. الأولى، 1404هـ.
المحبر، لابن حبيب، دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، 1361هـ.
المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، لابن جني، ت – علي النجدي ناصف ورفيقيه، دار سزكين للطباعة والنشر، 1406هـ.
المحكم، لابن سيده، ت- جماعة من العلماء، مصطفى الحلبي، ط. الأولى، 1377هـ.
المحمدون من الشعراء ، للقفطي، ت – رياض عبد ا لحميد مراد، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، ط. الثالثة، 1408هـ.
المحيط في اللغة، لابن عباد، ت – محمد حسن آل ياسين، عالم الكتب، بيروت، ط. الأولى، 1414هـ.
محيط المحيط، للبستاني، مكتبة لبنان، 1983م.
مختار الصحاح، للرازي، بترتيب محمود خاطر، دار البصائر، ومؤسسة الرسالة، دمشق، وبيروت، 1407هـ.
مختصر الشمائل المحمدية، للألباني، المكتبة الإسلامية، عمان، ط. الأولى، 1405هـ.
مختصرفي شواذ ا لقرآن، لابن خالويه، عني بنشره برجستراسر، مطبعة الرحمانية، القاهرة، 1934م.
مختصر المذكر والمؤنث، للمفضل بن سلمة، ت- رمضان عبد التواب، الشركة المصرية للطباعة، والنشر، القاهرة، 1977م.
المخصص، لابن سيده، دار الفكر، بيروت، 1398هـ.
المداخل في اللغة، لأبي عمر الزاهد، ت- محمد عبد الجواد، مكتبة الأنجلو، القاهرة، 1956م.
المدارس النحوية، لإبراهيم السامرائي، دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان، ط. الأولى، 1987م.
المدخل إلى تقويم اللسان،لابن هشام اللخمي، ت- خوسيه بيريث لاثرو، المجلس الأعلى للأبحاث العلمية، معهد التعاون مع العالم العربي، مدريد، 1990م.
مدرسة الكوفة، لمهدي المخزومي، البابي الحلبي، القاهرة، 1958م.(2/36)
المذاكرة في ألقاب الشعراء، لمجد الدين النشابي، ت – شاكر العاشور، دار الشؤون الثقافية، بغداد، ط. الأولى، 1988م.
المذكر والمؤنث، لابن الأنباري، ت – طارق الجنابي، دار الرائد العربي، بيروت، ط. الثانية، 1406هـ.
المذكر والمؤنث، لابن التستري، ت – أحمد عبد المجيد هريدي، مكتبة الخانجي بالقاهرة، ودار الرفاعي بالرياض، ط. ا لأولى، 1403هـ.
المذكر والمؤنث، لابن جني، ت – طارق نجم، دار البيان العربي، جدة، ط. ا لأولى، 1405هـ.
المذكروالمؤنث، لأبي حاتم (ضمن رسائل ونصوص في اللغة والأدب) ت – إيراهيم السامرائي، مكتبة المنار، الأردن، ط. الأولى، 1408هـ.
المذكر والمؤنث، لابن فارس، ت – رمضان عبد التواب،مكتبة الخانجي، القاهرة، 1969م.
المذكر والمؤنث، للفراء، ت – رمضان عبد التواب، مكتبة دار التراث، القاهرة، 1975م.
المذكر والمؤنث ، للمفضل = مختصر المذكر والمؤنث.
المذكر والمؤنث، للمبرد، ت – رمضان عبد التواب، وصلاح الدين الهادي، مطبوعات مركز تحقيق التراث بالقاهرة، 1970هـ.
المذكر والمؤنث، لأبي موسى الحامض (ضمن رسائل ونصوص في اللغة والأدب) ت – إبراهيم السامرائي، مكتبة المنار، الأردن، ط. الأولى، 1408هـ.
مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي، ت – محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي.
مراصد الاطلاع في أسماء الأمكنة والبقاع، لصفي الدين، البغدادي، ت – علي محمد ا لبجاوي، دار المعروفة، بيروت، ط. الأولى،1373هـ.
المرصع في الآباء والأمهات والبنين والبنات والأذاوء والذوات، لابن الأثير، ت – فهمي سعد، عالم الكتب، بيروت، ط. الأولى، 1412هـ.
المزهر في علوم ا للغة وأنواعها، للسيوطي، ت – محمد جاد المولى، ورفيقيه، المكتبة العصرية، بيروت، 1406هـ.
المسائل العسكريات، لأبي علي الفارسي، ت – علي جابر، مطابع جامعة بغداد، ط. الثانية، 1982م.
المستقصي في أمثال العرب، للزمخشري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الثالثة، 1407هـ.(2/37)
المسلسل في غريب لغة العرب، لمحمد بن يوسف التميمي، ت – محمد عبد الجواد، وزرة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة، 1377هـ.
مسند أبي يعلى الموصلي، لأحمد بن علي التميمي، ت – حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، دمشق، ط. الأولى، 1404هـ.
مسند الإمام أحمد بن حنبل، المكتب الإسلامي، بيروت، ط. الثانية، 1398هـ.
المشتبه في الرجال، للذهبي، ت – محمد علي البجاوي، الدار العلمية، دلهي، ط. الثانية، 1407هـ.
المشوف المعلم في ترتيب إصلاح المنطق، للعكبري، ت – ياسين محمد السواسي، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، 1403هـ.
مصابيح المغاني، للمورعي، ت- عائض بن نافع العمري، دار المنار، القاهرة، ط. الأولى، 1414هـ.
مصادر الشعر الجاهلي، لناصر الدين الأسد، دار المعارف بمصر، ط. الخامسة، 1978م.
المصباح في المعاني والبيان والبديع ، لبدر الدين بن مالك، ت – حسني عبد الجليل، مكتبة الآداب، القاهرة، ط. الأولى، 1409هـ.
المصباح لما اعتم من شواهد الإيضاح، لابن يسعون، ت – محمد بن حمود الدعجاني، دار النشر الدولي، الرياض، ط. الأولى، 1415هـ.
المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للفيومي، مكتبة لبنان، بيروت، 1987م.
المصنف، لعبد الرزاق بن همام الصنعاني، ت – حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط. الأولى، 1390هـ.
المطر، لأبي زيد (ضمن البلغة في شذور اللغة) ت – أوغست هفنر، ولويس شيخو اليسوعي، المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، بيروت، 1914هـ.
المعارف ، لابن قتيبة، ت – ثروت عكاشة، دار المعارف، القاهرة، ط. الرابعة، 1981م.
معاني الحروف، للرماني، ت – عبد الفتاح شلبي، مكتبة الطالب الجامعي، مكة المكرمة، ط. الثانية، 1407هـ.
معاني القرآن ، للأخفش، ت – فائز فارس، الكويت، ط. الثانية، 1401هـ.
معاني القرآن ، للفراء، ت – محمد علي النجار ورفيقيه، عالم الكتب، بيروت، ط. الثالثة، 1403هـ.(2/38)
معاني القرآن ، للنحاس، ت – محمد علي الصابوني، مركز إحياء التراث الإسلامي، جامعة أم القرى، ط. الأولى، 1408هـ.
معاني القرآن وإعرابه، للزجاج، ت – عبد الجليل شلبي، عالم الكتب، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.
المعاني الكبير في أبيات المعاني، لابن قتيبة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1405هـ.
معاهد التنصيص على شواهد التلخيص، للعباسي، عالم الكتب، بيروت، 1367هـ.
المعتمد في الأدوية المفردة، للملك يوسف بن رسول الغساني، ت – مصطفى السقا، دار المعرفة، بيروت، 1402هـ.
معجم الأدباء ، لياقوت الحموي، ت – إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط. الأولى، 1993م.
المعجم الأردي الهندي الأنجليزي، لجون بلاتس، مطبوعات جامعة أكسفورد، لندن، 1974م.
معجم الأعشاب والنباتات الطبية، لحسان قبيسي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1413هـ.
معجم الأعلام، لبسام عبد الوهاب الجابي، الجفان والجابي للطباعة والنشر، ط. الأولى، 1407هـ.
معجم الألفاظ الزراعية، للأمير الشهابي، 1375هـ.
معجم الألفاظ الفارسية المعربة، لأدي شير مكتبة لبنان، بيروت، 1980م.
معجم الأوزان الصرفية، لأميل بديع يعقوب، عالم الكتب، بيروت، ط. الأولى، 1413هـ.
معجم البلدان ، لياقوت الحموي، دار صادر، بيروت، 1404هـ.
المعجم الذهبي (فارسي – عربي )، لمحمد التونجي، دار العلم للملايين، بيروت، ط. الأولى، 1969م.
معجم السفر، للحافظ السلفي، ت – عبد الله عمر البارودي، المكتبة التجارية، مصطفى أحمد الباز، مكة المكرمة،س.
المعجم السنكريتي الإنجليزي، لفامن شيفرام آبته، دلهي، 1993م.
معجم الشعراء، للمرزباني، ت – كرنكو، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الثانية، 1402هـ.
معجم شواهد العربية، لعبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط. الأولى، 1392هـ.
معجم شواهد النحو الشعرية، لحنا حداد، دار العلوم، الرياض، ط. الأولى، 1404هـ.(2/39)
المعجم العربي، لحسين نصار، دار مصر للطباعة، 1956م.
المعجم الفارسي الإنجليزي الشامل ، لشتاين غس، هيئة إعادة الكتب الشرقية، الهند، 1973م.
المعجم الفارسي العربي، لحسن مجيب المصري، مكتبة الأنجلو، القاهرة، 1984م.
المعجم في بقية الأشياء، لأبي هلال العسكري، ت – إبراهيم الأبياري، وعبد الحفيظ شلبي، دار الكتب المصرية، ط. الأولى، 1353هـ.
المعجم الكامل في لهجات الفصحى، لداود سلوم، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، بيروت، ط. الأولى، 1407هـ.
معجم لغة الفقهاء، لمحمد رواسي قلعة جي، وحامد صادق قنيبي، دار النفائس، ط. الثانية، 1408هـ.
معجم ما استعجم، للبكري، ت – مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت.
معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
معجم المطبوعات العربية والمعربة، لسركيس، مكتبة الثقافة الدينية.
معجم ا لمعاجم، لأحمد الشرقاوي إقبال، دار الغرب الإسلامين بيروت، ط. الأولى، 1407هـ.
معجم معالم الحجاز، لعاتق بن غيث البلادي، دار مكة للنشر والتوزيع، ط. الأولى، 1401هـ.
معجم مفردات الإبدال والإعلال، لأحمد بن محمد الخراط، دار القلم، دمشق، ط. الأولى، 1409هـ.
المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، لجماعة من المستشرقين، مطبعة بريل، ليدن، 1967م.
المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمد فؤاد عبد الباقي، دار الدعوة ، ا ستنبول، 1406هـ.
المعجم الوسيط، تأليف إبراهيم أنيس ورفاقه، دار الفكر.
المعرب من الكلام الأعجمي، للجواليقي، ت – أحمد شاكر، مطبعة دار الكتب، القاهرة، 1361هـ (وإحالتي المطلقة على هذه الطبعة).
المعرب من الكلام الأعجمي، للجواليقي، ت – ف. عبد الرحيم، دار القلم، دمشق، ط. الأولى، 1410هـ.
معرفة القراء الكبار، للذهبي، ت – بشار عواد معروف، ورفيقيه، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الأولى، 1404هـ.(2/40)
المعمرون والوصايا، لأبي حاتم السجستاني، ت – عبد المنعم عامر، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي ، القاهرة، 1961م.
المغرب في ترتيب المعرب، للمطرزي، ت – محمود فاخوري، وعبد الحميد مختار، مكتبة أسامة بن زيد، حلب, ط. الأولى، 1399هـ.
المغني، لابن قدامة المقدسي، ت – عبد الله بن عبد المحسن التركي، وعبد الفتاح محمد الحلو، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط. الأولى، 1406هـ.
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، لابن هشام، ت – مازن المبارك، ومحمد علي رحمة الله، دار الفكر، بيروت، ط. الخامسة، 1979م.
مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم، لطاش كبري زاده، دار الكتب العلمية، بيروت.
المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني، ت – صفوان عدنان داوودي، دار القلم، دمشق، الدار الشامية، بيروت، ط. الأولى، 1412هـ.
المفصل في علم اللغة، للزمخشري، ت – محمد عز الدين السعيدي، دار إحياء العلوم، بيروت، ط. الأولى، 1410هـ.
المفضليات،للمفضل الضبي، ت – أحمد شاكر، وعبد السلام هارون، بيروت، ط. السادسة.
المقاصد النحوية، للعيني، طبع بهامش الخزانةن بولاق، 1299هـ.
مقالات الإسلاميين، لأبي الحسن الأشعري، ت – محمد محيي الدين عبد الحميد، مكتبة ا لنهضة المصرية، ط. الأولى، 1389هـ.
مقامات الحريري، مصطفى البابي ا لحلبي، القاهرة، ط. ا لثالثة، 1369هـ.
مقاييس اللغة، لابن فارس، ت – عبد السلام هارون، دار الفكر، 1399هـ.
المقتصد في شرح الإيضاح، لعبد القاهر الجرجاني، ت – كاظم بحر المرجان، منشورات وزارة الثقافة والإعلام العراقية، 1982م.
المقتضب، للمبرد، ت – محمد عبد الخالق عضيمة، عالم الكتب، بيروت.
المقتضب في ا سم المفعول من الثلاثي المعتل العين، لابن جني، ت – مازن المبارك، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.
مقدمة الصحاح، لأحمد عبد الغفور عطار ، دارالعلم للملايين، بيروت، ط. الثالثة، 1404هـ.(2/41)
المقرب، لابن عصفور، ت – أحمد الجواري، وعبد الله الجبوري، مطبعة العاني، بغداد، 1986م.
المقصور والممدود، للفراء، ت – ماجد الذهبي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. الثانية، 1408هـ.
المقصور والممدود، لنفطويه، ت –حسن شاذلي فرهود، المطبعة العربية الحديثة، القاهرة، 1400هـ.
المقصور والممدود للوشاء = الممدود والمقصور.
المقصور والممدود، لابن ولاد، تصحيح محمد بدر النعاسي، القاهرة، 1326هـ.
المقفى الكبير، للمقريزي، ت – محمد اليعلاوي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط. الأولى، 1411هـ.
الملخص في ضبط قوانين العربية، لابن أبي الربيع القرشي، ت – علي بن سلطان الحكمي، ط. الأولى، 1405هـ.
الملل والنحل، للشهرستاني، ت – عبد العزيز الوكيل، مؤسسة الحلبي، القاهرة.
الممتع في التصريف، لابن عصفور، ت – فخر الدين قباوة، دار المعرفة، بيروت، ط. الأولى، 1407هـ.
الممدود والمقصور، لابن السكيت = حروف الممدود والمقصور.
الممدود والمقصور، للوشاء، ت – رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1979م.
المنازل والديار، لأسامة بن منقذ، المكتب الإسلامي، للطباعة والنشر، ط. الأولى، 1385هـ.
مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، لابن الجوزي، ت – زينب إبراهيم القاروط، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الثالثة، 1407هـ.
المنتخب من غريب كلام العرب، لأبي الحسن الهنائي، ت – محمد أحمد العمري، مركز إحياء التراث بجامعة أم القرى، ط. الأولى، 1409هـ.
المنجد في ا للغة، لأبي الحسن الهنائي، عالم الكتب، القاهرة، ط. الثانية، 1988م.
المنصف ، لابن جني، ت – إبراهيم مصطفى، وعبد الله أمين، عيسى البابي الحلبي، 1373هـ.
المنقوص والممدود للفراء، ت – عبد العزيز الميمني، دار المعارف بمصر، 1977م.
المنمق في أخبار قريش، لابن حبيب، ت – خورشيد أحمد فاروق، عالم الكتب، بيروت، ط. الأولى، 1405هـ.
من نسب إلى أمه من الشعراء = ألقاب الشعراء.(2/42)
المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد، لأبي اليمن عبد الرحمن العليمي، ت – محمد محيي الدين عبد الحميد، عالم الكتب، ط. الثانية، 1404هـ.
منهج البغدادي في تحقيق النصوص الأدبية، لأحمد بن محمد الخراط، دار القلم، دمشق، دار العلوم، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.
منهج السالك إلى ألفية ابن مالك، للأشموني، دار إحياء الكتب العربية، البابي الحلبي.
منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك، لأبي حيان، ت – سدني كلازر، الجمعية الأمريكية الشرقية، نيوهافن، ولاية كوني كيتكت (ط. آلة كاتبة) ، 1947م.
المؤجر في تاريخ الأدب السعودي، لعمر الطيب الساسي، تهامة، جدة، ط. الأولى، 1406هـ.
الموشح، للمرزباني، ت – علي البجاوي، دار الفكر العربي، القاهرة.
موطأ الإمام مالك، ت – محمد فؤاد عبد الباقي، دار الحديث، القاهرة.
موقف النحاة من الاحتجاج بالحديث الشريف، لخديجة الحديثي، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، دار الرشيد، 1981م.
النبات، للأصمعي، ت – عبد الله يوسف الغنيم، مكتبة المتنبي، القاهرة، ط. الأولى، 1392هـ.
النبات والشجر، للأصمعي (ضمن البلغة في شذور اللغة) ت – أوغست هفنر، ولويس شيخو اليسوعي، المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، بيروت، 1914هـ. وإحالاتي المطلقة على هذه الطبعة.
النبات لأبي حنيفة الدينوري، ت – برنهارد لفين، دار النشر فرانز شتاينر بفسبان، 1394هـ.
نثار الأزهار،لابن منظور، ت – أحمد عبد الفتاح تمام، مؤسسة المتب الثقافية، بيروت، ط. الأولى،1409هـ.
النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، دار الكتب المصرية، 1375هـ.
النخل، لأبي حاتم ا لسجستاني، ت – إبراهيم السامرائي، دار اللواء ، مؤسسة الرسالة، ط. الأولى، 1405هـ.
النخل والكرم، للأصمعي (ضمن البلغة في شذور اللغة) ت – أوغست هفنر ، ولويس شيخو اليسوعي،المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، بيروت، 1914م.(2/43)
نزهة الألباء في طبقات الأدباء، للأنباري، ت – إبراهيم السامرائي، مكتبة المنارة، الأردن، ط. الثالثة، 1405هـ.
النسب، لأبي عبيد، ت – مريم محمد خير الدرع، دار الفكر، بيروت، ط. الأولى، 1410هـ.
نسب قريش، للمصعب الزبيري، دار المعارف القاهرة، ط. الثالثة، 1982م.
نسب معد واليمن الكبير، لهشام الكلبي، ت – ناجي حسن، عالم الكتب، ومكتبة النهضة العربية، بيروت، ط. الأولى، 1408هـ.
نشر الرياحيين في تاريخ البلد الأمين، لعاتق بن غيث البلادي، دار مكة المكرمة، ط. الأولى، 1415هـ.
النشر في القراءات العشر، لابن الجزري، دار الكتب العلمية، بيروت.
نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب، لابن سعيد الأندلسي، ت – نصرت عبد الرحمن ، مكتبة الأقصى، عمان، 1982م.
نصوص في فقه اللغة العربية، للسيد يعقوب بدر، دار النهضة العربية، بيروت، 1970م.
نظام الغريب في اللغة، للربعي، مؤسسة الكتب الثقافية، ط. الثانية، 1407هـ.
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، للمقري، ت – إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1388هـ.
النقائض (نقائض جرير والفرزدق) مطبعة بريل، ليدن، 1905م.
النكت في تفسير كتاب سيبويه، للشنتمري، ت – زهير سلطان، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الكويت، ط. الأولى، 1407هـ.
نكت الهميان في نكت العميان، للصفدي، ت – أحمد زكي،المطبعة الجمالية، مصر، 1329هـ.
نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، للقلقشندي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1405هـ.
النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، ت – طاهر أحمد الزاوي، ومحمود الطناحي، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة.
نوادر المخطوطات العربية في مكتبان تركيا، لرمضان شيش، دار الكتاب الجديد، بيروت، ط. الأولى، 1402هـ.
النوادر في اللغة، لأبي زيد، ت – محمد عبد القادر أحمد، دار الشروق، بيروت، ط. الأولى، 1401هـ.
النوادر لأبي مسحل الأعرابي، ت – عزة حسن، مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق، 1961م.(2/44)
هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون، دار الفكر،بيروت، 1402هـ.
ابن هشام = شرح فصيح ثعلب لابن هشام.
الهمز، لأبي زيد الأنصاري، ت – لويس شيخو اليسوعي، المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، بيروت، 1910م.
همع الهوامع، للسيوطي، مكتبة الكليات الأزهرية، تصحيح محمد بدر النعساني، ط. الأولى 1327هـ.
الوافي بالوفيات، للصفدي، دار صادر، بيروت، 1969م.
الوسيط في ا لأمثال، للواحدي، ت – عفيف محمد عبد الرحمن، مؤسسة دار الكتب الثقافية، الكويت، 1395هـ.
وفاق المفهوم في اختلاف المقول والمرسوم، لابن مالك، ت – محمد شفيع النيبالي، مكتبة الإيمان، المدينة المنورة، ط. الأولى، 1409هـ.
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لابن خلكان، ت – إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1397هـ.
وفيات المصرييين، للحافظ أبي إسحاق الحبال، ت – محمود بن محمد الحداد، دار العاصمة، الرياض، ط. الأولى، 1408هـ.
يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، ت – مفيد قميحة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. الأولى، 1403هـ.(2/45)
باب من الفرق
(تقول: هي الشفة من الإنسان، ومن ذوات الخف المشفر، ومن ذوات الحافر الجحفلة، ومن ذوات الظلف المقمة والمرمة، ومن الخنزير الفنطيسة، ومن السباع الخطم والخرطوم، ومن ذي(1) الالجناح غير الصائد المنقار، ومن الصائد المنسر) (2)يعني بكسر الميم وفتح السين.
فهذا آخر ما ذكره ثعلب – رحمه الله – وفي بعضه اضطراب، وأنا أبين لك ذلك لتقف عليه إن شاء الله.
فأما الشفة للإنسان: فمعروفة، وهي غطاء أسنانه(3)، وهما شفتان، وجمعها شفاه،وقد تقال(4) أيضا لغير الإنسان على طريق الاستعارة والتشبيه، فتقال(5) للصنم، و الصورة في الثوب والحائط، ولحرف الكوز والجرة والقدح والزق وغير ذلك، وهي جانب أعلاه، الموضع(6) الذي يجعل منه الشيء فيه.
__________
(1) ش، والفصيح 322: "ذوي".
(2) الفرق لقطرب 46، وللأصمعي 57-59، ولأبي حاتم 26، ولثابت 16-20، ولابن فارس 51، والمنتخب 1/48، وفقه اللغة 107، ونظام الغريب 119، والتهذيب (فطس) 12/339 (عن ثعلب).
(3) خلق الإنسان لثابت 152، وللحسن بن أحمد 167، والمخصص 1/138.
(4) ش: "يقال، فيقال".
(5) ش: "يقال، فيقال".
(6) ش: "وهو الموضع".(3/1)
وأما المشفر: فمكسور الميم، مفتوح الفاء [160/ب] لا غير، يكون للجمل بمنزلة الشفة للإنسان(1)، وجمعه مشافر. فهذا هو الصحيح الأكثر في(2) كلام العرب أن يخصوا كل نوع من الحيوان في تسمية أعضائه باسم لا يشركه(3) غيره للفرق بيها، وإن اختلفت هيئاتها في الرخاوة والصلابة واللين والرقة والصغر والعظم وغير ذلك، ومن الأعضاء ما أشركت(4) العرب في التسمية بها بين بعض أنواع الحيوان وغيره وبين بعضها، ومنها ا ستعارت بعضها لبعض على طريق التشبيه أو المدح، وأو الذم والعيب، فمن ذلك أنهم قالوا للإنسان مشفر أيضا، وذلك إما على طريق الضخم والغلظ، أو على طريق العيب والذم(5)، كما قال الفرزدق(6):
فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي
ولكن زنجي غليظ(7) المشافر
__________
(1) في نظام الغريب 119: "والمشفر: لذوات الظلف من البقر والغنم، ومن الوحش من كل ذي ظلف، ولذات الخف المشفر أيضا".
(2) ش: "من".
(3) ش: "لا يشركه فيه".
(4) ش: "شاركت".
(5) لا زالت العامة في بعض مناطق السراة إذا أرادت أن تعير إنسانا بضخم شفتيه نبزته بذلك. وينظر: الحروف التي يتكلم بها في غير موضعها 94، 112، وأسرار البلاغة 36، والمخصص 7/48، والجمهرة 3/1312.
(6) ديوانه 481 (ت/ الصاوي) من قصيدة يهجو بها أيوب بن عيسى الضبي. واستشهد به سيبويه 2/136 على حذف اسم لكن ورفع "زنجي" على أنه خبر "لكن"، والتقدير: ولكنك زنجي. وورد في بعض المصادر: "ولكن زنجيا" بالنصب. ينظر: الحروف التي يتكلم بها في غير موضعها 94، ومجالس ثعلب 1/105، وشرح القصائد السبع لابن الأنباري 145، وإيضاح شواهد الإيضاح 1/128، والجمهرة 3/1312.
(7) كتب المصنف فوقها "وعظيم"، وفوق هذه كتب "معا" أي رواية أخرى، وهي رواية الديوان.(3/2)
فجعل للإنسان مشفرا لأجل غلظ شفته، وإنما قال: غليظ المشافر بلفظ الجمع، وإنما للإنسان شفتان، فلأن التثنية أول الجمع، لأنها جمع شيء إلى شيء(1)، فجمع لهذا المعنى، ويجوز أن يكون جمعهما للمبالغة أو جمعهم بما حواليهم مما اتصل بهما(2).
وأما ذوات الخف: [161/أ] فإنها الإبل. والخف من البعير: هو الجلدة الغليظة التي في باطن فرسنه، وهي التي تلي الأرض. والفرسن من البعير بمنزلة القدم للإنسان.
وأما ذوات الحافر: فهي الخيل والبغال والحمير الأهلية والوحشية.
وأما ذوات الظلف: فهي البقر الأهلية والوحشية، والشاء والظباء، وكل ما كان حافره مشقوقا.
وأما المقمة والمرمة: فالميم مكسورة من أولهما، كالمشفر، ولأنها كالآلات التي تستعمل وتنقل، وجمعها مقام ومرام، وكأنها سميت مقمة ومرمة، لأنها تقتم بها وترتم(3)، أي تجمع وتكنس(4) بها ما تأكل، وقد قيل فيهما أيضا: مقمة ومرمة بفتح أولهما(5)، وهي لغة فكأنهما جعلا موضعا للقم والرم، ولم يجعلا بمنزلة الآلتين.
__________
(1) ينظر: الإيضاح في علل النحو 137.
(2) الحروف التي يتكلم بها في غير موضعها 94، 112 واللسان (شفر) 4/419. وينظر فيما جاء مجموعا وإنما هو اثنان أو واحد في: الكتاب 2/48، 3/621، والمخصص 13/234، وفقه اللغة 298، والمفصل 226، وشرحه لابن يعيش 4/155، والمزهر 2/191.
(3) الفرق لثابت 17. وفي فقه اللغة 107: "مقمة الثور، ومرمة الشاة".
(4) ش: "تكسر".
(5) بالكسر والفتح في الفرق لقطرب 46، وللأصمعي 57، ولأبي حاتم 26، وفيه: "وسألت الأصمعي فأبى إلا الكسر: مقمة ومرمة.... وسمعت الفتح عن غير الأصمعي" وهذه الرواية لا تتفق مع ما ورد في الفرق للأصمعي، وقول ثابت في الفرق 17: "وحكى لي أبو نصر عن الأصمعي وغيره من العلماء: المرمة والمقمة بالفتح أيضا. وأنكرها ابن الأعرابي".(3/3)
وأما قوله: "ومن الخنزير الفنطيسة، ومن السباع الخطم والخرطوم"، فإن ذكره هذا مع الشفة غلط، لأن أهل اللغة ذكروا عن العرب أن الفنطيسة مكسورة الفاء أنف الخنزير(1)، ولم يذكر أحد منهم أنها شفته(2)، وهي فنعليلة من الفطس(3)، وهو قصر الأنف وانخفاض قصبته، وجمعها فناطيس. وكذلك أيضا قالوا: إن الخطم من كل دابة مقدم [161/ب] أنفه وفمه(4). وقال بعضهم: الخطم ما وقع عليه الخطام فوق أنف البعير، وكثر حتى قيل: خطم السبع وخطم الفرس(5). والخطام للبعير حبل يجعل على أنفه يقاد به، كما أن الرسن لغيره من الدواب هو حبل يجعل منها على مرسنها، وهو مقدم أنفها. وجمع الخطم خطوم وخطام، وجمع الخطام – بمعنى الحبل – خطم، مثل كتاب وكتب، وجمع الرسن أرسان.
والخرطوم بضم الخاء: اسم للأنف وما والاه(6)، وجمعه خراطيم. وقال ابن درستويه: ويقال لأول كل شيء: خرطوم، حتى الخمر أول ما ينزل منها خرطوم، وكل متقدم في كل شيء خرطوم، ومنه قيل للسادات: الخراطيم(7). وقال الجبان: خرطوم كل شيء: أوله، فقيل: ذلك للشفة وما جرى مجراها لتقدم ذلك في الوجه(8).
__________
(1) الفرق لقطرب 48، وللأصمعي 61، ولأبي حاتم 27، ولثابت 20، ولابن فارس 56، والحيوان 4/106، وخلق الإنسان لثابت 145، والعين 7/338، والصحاح 3/959 (فرطس، فنطس).
(2) وذكر أنها أنف الخنزير وشفته في: المنتخب 1/48، وفقه اللغة 107.
(3) ويقال لها أيضا: الفرطيسة، والفرطوسة، والفلطيسة. الإبدال 2/78، 93، والمخصص 8/74، والعين 7/338، والجمهرة 2/1155، 1190 (فرطس، فنطس).
(4) العين (خطم) 4/226.
(5) الجمهرة (خطم) 1/610.
(6) الخطم والخرطوم اسم للشفة والأنف من السباع وذوات الخف وغيرهما في: الفرق لقطرب 46، 47، 48، وللأصمعي 58، 60، ولأبي حاتم 26، ولثابت 17، 20، ولابن فارس 55.
(7) ابن درستويه (248/أ)، وفيه "يبزل" بدل "ينزل".
(8) الجبان 342.(3/4)
وأما السباع من الدواب: فإنها التي يكون غذواؤها اللحم، وهي تصطاد وتفترس حيوانا آخر يخالفها(1) في النوعية وتأكل لحمه، كالأسد والذئب والضبع(2) وأشباهها، وكذلك السباع من الطيور، هي التي تصطاد أيضا، ولا تأكل شيئا سوى اللحم، كالبازي والصقر والنسر وأشباهها.
وأما [162/أ] ذو الجناح: فهو كل طائر، فمنها ما هو صائد، ولا يكون غذاؤه إلا اللحم كالبازي وأشباهه، ومنها ما ليس بصائد، ولا يكون غذاؤه اللحم، كالحمام، والدجاج وغيره. وجمع المنقار مناقير، وهو مأخوذ من النقر، وهو النقد والحفر(3)، وجمع المنسر مناسر، وهو مأخوذ من النسر، وهو نتف اللحم وقلعه(4).
(وهو الظفر من الإنسان، ومن ذي الخف المنسم، ومن ذي الحافر الحافر، ومن ذي الظلف الظلف، ومن السباع والصائد من الطير المخلب، ومن الطير غير الصائد والكلاب ونحوها البرثن، ويجوز البرثن في السباع كلها)(5).
قال أبو سهل: وهذا أيضا موضع فيه اضطراب، وأنا أبينه بتوفيق الله(6).
فأما الظفر: فمضموم الظاء والفاء، وتسكين الفاء لغة فيه، ويقال له أيضا: أظفور(7)
__________
(1) ش: "من الحيوان ما يخالفها".
(2) ش: "والنمر".
(3) المقاييس (نسر) 5/425، (نقر) 468، واللسان (نقد) 3/426.
(4) المقاييس (نسر) 5/425، (نقر) 468، واللسان (نقد) 3/426.
(5) الفرق لقطرب 49-51، وللأصمعي 61-64، ولأبي حاتم 27، 28، ولثابت 22-24، ولابن فارس 63، والمنتخب 1-56، 57، وفقه اللغة 113.
(6) قوله: "قال أبو سهل... بتوفيق الله " ساقط من ش.
(7) وأنشد في التلويح 101 لأم الهيثم:
ما بين لقمته الأولى إذا انحدرت وبين أخرى تليها قيد أظفور
واللغات الثلاث والبيت في كتب الفرق السابقة، والجمهرة (ظفر) 2/762 وفيه: "أنشدنا أبو حاتم قال: أنشدتنا أم الهيثم، واسمها غيثة من بني نمير بن عامر بن صعصعة" وأنشده باختلاف يسير. قلت: وحكى قطرب في الفرق 49 لغة رابعة هي "الظفر" بكسر الظاء وتسكين الفاء، وحكاها ابن هشام أيضا في شرح الفصيح 296، والمدخل إلى تقويم اللسان 38 (عن ابن جني). وبهذه اللغة قرأ أبو السمال والحسن البصري في قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} [الأنعام 146]. شواذ القرآن. 47، والدر المصون 5/201. وعدها العلماء من لحن العامة. ينظر: ما تلحن فيه العامة 101، وأدب الكاتب 396، ولحن العامة 107، وتثقيف اللسان 144، وتصحيح التصحيف 369، والجمهرة (ظفر) 2/762.(3/5)
بضم الألف، وجمع الظفر أظفار، وجمع الأظفار أظافير، وجمع الأظفور أظافير أيضا.
وأما المنسم: فهو بفتح الميم وكسر السين، وجمعه مناسم، وفيه لغة أخرى: منسم بكسر الميم وفتح السين(1).
وجمع الحافر: حوافر.
وجمع الظلف: أظلاف(2).
وأما المخلب: [162/ب] فهو بكسر الميم وفتح اللام، وجمعه مخالب.
والبرثن: بضم الباء والثاء، وجمعه براثن.
__________
(1) الفرق لابن فارس 63.
(2) خلط في التلويح 101 بين ذوات الحوافر وذوات الظلف فقال: "وذوات الحوافر: الخيل والبغال والحمير الأهلية والوحشية، والشاء والظباء، وكل ما كان حافره مشقوقا"!.(3/6)
فهذه الفصول كلها صحيحة إلا البرثن فإنه من السباع بمنزلة الإصبع من يد الإنسان، والمخلب يكون في البرثن بمنزلة الظفر من الإصبع. قال هذا أبو زيد الأنصاري وجماعة من أهل اللغة(1). ويؤيد هذا ما قاله أبو زبيد الطائي في وصفه الأسد بحضرة عثمان بن عفان – رضي الله عنه –: "وكف شثنة البراثن إلى مخالب كالمحاجن"(2) فأراد غلظ أصابعه، وقوله: "إلى مخالب" أراد مع مخالب، وهي أظافير الأسد، وشبهها – لانعطافها – بالمحاجن، وهي جمع محجن، وهو عصا معوجة الطرف، وهي الصولجان(3). وقد بينت هذا بيانا شافيا في "كتاب الأسد" وبالله التوفيق.
(وهو الثدي من الإنسان، ومن ذوات الخف الأخلاف، والواحد خلف، ومن ذوات الحافر والسباع الأطباء، والواحد طبي، ومن ذوات الظلف الضرع)(4).
قال أبو سهل: وهذا موضع فيه تخليط أيضا، وذلك أن الثدي لا يقال إلا للمرأة فقط، ويقال له من الرجل: [163/أ] ثندؤة، وقد تقدم ذكر هذا في الكتاب(5).
__________
(1) قول أبي زيد في الفرق لثابت 23، والتهذيب (برثن) 15/168، ووافقه قطرب في الفرق 50. والقول عن بعضهم في الفرق للأصمعي 62، ولأبي حاتم 28. وذكر الأصمعي في الفرق أيضا، وكراع في المنتخب 1/57 أنه يقال لمخالب السباع براثن أيضا، كما حكاه ثعلب.
(2) من كلمة له منثورة يصف فيها أسدا، وكان مسافرا في صحبة، فراعهم الأسد في مفازة وافترس واحدا من أصحابه. والكلمة تثير الهلع والذعر، وهي بكاملها في: طبقات فحول الشعراء 2/594، وربيع الأبرار 4/413.
(3) في التهذيب (صلج) 10/563: "الصولجان: عصا يعطف طرفها، يضرب بها الكرة على الدواب، فأما العصا التي اعوج طرفها خلقة في شجرتها فهي محجن.... والصولجان والصولج والصلجة كلها معربة". وينظر: المعرب 422 (عبد الرحيم).
(4) الفرق لقطرب 52-45، وللأصمعي 67-69، ولأبي حاتم 31، ولثابت 26، 27، ولابن فارس 58، وأدب الكاتب 171، والمنتخب 1/52، 53، وفقه اللغة 113، ونظام الغريب 181.
(5) ص 852، 853.(3/7)
ويقال له من ذوات الخف والظلف جميعا: الضرع(1)، وربم قيل لذوات الحافر ضرع أيضا.
وأما الخلف بكسر الخاء وسكون اللام: فهو رأس ضرع الناقة، وهو الذي يقبض عليه الحالب عند الحلب، ويلتقمه الفصيل عن الرضاع، وهو بمنزلة الحلمة من رأس الثدي، وجمعه أخلاف. وقد بين هذا أبو عبيد القاسم بن سلام فقال: والخلف: حلمة ضرع الناقة(2). قال أبو سهل: وللناقة أربعة أخلاف، فاثنان منها يسميان القادمين، وهما المتقدمان اللذان يليان السرة، واثنان يسميان الآخرين، وهما المتأخران اللذان يليان فخذيها وذنبها(3).
وأما الأطباء: فهي من ذوات الحافر والسباع والخنزيرة، والواحد طبي بضم الطاء وسكون الباء، وطبي أيضا بكسر الطاء(4)، وهي الهنية الشاخصة من أجوافها، وهي بمنزلة الحلمة من ثدي المرأة أيضا، وجمعه أطباء، ولذوات الحافر منها طبيان لا غير. وللبقرة أربعة أطباء، وللكلبة ثمانية(5).
والضرع جمعه القليل أضرع، والكثير الضروع.
(وإذا أرادت الناقة الفحل قيل: قد [163/ب] ضبعت)(6) بكسر الباء، (ضبعة شديدة) بفتحها، (وهي ضبعة)(7) بكسرها.
__________
(1) كذا في المصادر السابقة، ما عدا فقه اللغة ونظام الغريب، فالضرع فيهما لا يقال إلا لذوات الظلف، وخص كذلك بذوات اللظلف في: العين 1/270، والمحيط 1/303 (ضرع). وفي أدب الكاتب 171: "وقد يجعل أيضا الضرع لذوات الخف، والخلف لذوات الضرع".
(2) الغريب المصنف (245/ب).
(3) الإبل 86، والفرق لقطرب 53، ولثابت 27.
(4) اللغتان في الفرق لقطرب 53ن وفيه: "ويقال له من ذي الخف: الأطباء أيضا".
(5) ش: "وللبقرة أربعة أطباء، وللخزيرة مثل ما للكلبة سواء".
(6) تنظر هذه المادة والفروق التي تليها في: الفرق لقطرب 74-76، وللأصمعي 81-83، ولأبي حاتم 37، 38، ولثابت 46-48، ولابن فارس 74، والمنتخب 1/136، 137، وفقه اللغة 162.
(7) ينظر: الإبل 67، والشاء 5، ونوادر أبي مسحل 1/30، والعين (ضبع) 1/30.(3/8)
(ويقال لذوات الحافر: استودقت)(1) تستودق استيداقا، وهي مستودقة، (وأودقت) أيضا تودق إيداقا، (وأتان وديق وودوق، وبها وداق)(2) بكسر الواو على فعال، وهو اسم لا مصدر(3).
(وقد استحرمت الماعزة، وهي ماعزة حرمى) مفتوحة الحاء مقصورة، وجمعها حرامى وحرام أيضا كعطاش، (وبها حرام)(4) بالكسر أيضا،وهو اسم لا مصدر.
(وقد حنت النعجة) بتخفيف النون، تحنو حناء بكسر الحاء والمد، (وهي حان)(5) بغير هاء، لأنها ليست جارية على فعلها(6)، وكذلك جميع ما تقدم من أسماء الفاعلات في هذا الباب مما ليس فيه هاء، فليس هو جاريا على فعله(7)، ولو أجري على فعله(8) لثبتت فيه الهاء(9). (وبها حناء) بالكسر والمد أيضا، اتفق الاسم والمصدر بلفظ واحد.
__________
(1) الخيل لأبي عبيدة 147، وللأصمعي 351، والشاء 5، والعين (ودق) 5/198.
(2) في الفرق لثابت 48: "ودقت تدق ودقا، فهي وديق وودوق، وأودقت تودق إيداقا، فهي مودق بينة الوداق والودق".
(3) ش: "لا مصدر له".
(4) هذه عبارة أبي حاتم في الفرق 38 نصا. وفي الفرق لقطرب 75: "صرفت الشاة صروفا وصرافا، واستحرمت". وفي الفرق لثابت 48: "وقد قالوا أيضا: ناقة مستحرمة وحرمي". وقال ابن بري: "وأما الشاة حرمى فإنها وإن لم يستعمل لها مذكر، فإنها بمنزلة ما قد استعمل، لأن القياس المذكر منه حرمان، فلذلك قالوا في جمعه: حرامي وحرام، كما قالوا: عجالى وعجال" اللسان (حرم) 12/126. وينظر: الشاء 5، والغريب المصنف (172/أ)، ونوادر أبي مسحل 1/51، والمخصص 7/177، والعين 3/223.
(5) في الفرق لابن فارس 74: "وهي حان وحانية". وينظر: الشاء 5، والغريب المصنف (172/أ)، ونوادر أبي مسحل 1/51، والمخصص 7/177، والعين (حنو) 3/302.
(6) ولكنها على النسب كقولهم: امرأة طالق، أي ذات طلاق.
(7) ش: "أفعاله".
(8) ش: "أفعاله".
(9) فيقال: حنت فهي حانية، فهي كضربت فهي ضاربة. وينظر: ص 781 من هذا الكتاب.(3/9)
(وصرفت الكلبة) تصرف صرافا(1)، (وبها صراف) أيضا، (وهي صارف، وأجعلت أيضا) تجعل إجعالا، (فهي مجعل، وذئبة مجعل، وكذلك السباع كلها)(2).
(ويقال للبقرة من الوحش كما يقال للضائنة، والظبية عند العرب ماعزة، والبقرة) [164/أ] الوحشية (عندهم نعجة(3)، ويقال للظبية إذا أرادت الفحل كما يقال للماعزة)(4).
(ويقال: مات الإنسان)(5) يموت موتا، فهو ميت وميت.قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}(6)، وقال: {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً}(7).
(ونفقت الدابة) – وأكثر ما يقال ذلك لذي الحافر(8) – ينفق نفوقا، فهو نافق.
__________
(1) وصروفا أيضا. الفرق لقطرب 76، ولثابت 48.
(2) في الغريب المصنف (172/أ): "وللكلبة استحرمت، وروي هذا عن بني الحارث بن كعب". وقال الأصمعي في الفرق 83: "الصارف ليس من كلام العرب، وإنما ولده أهل الأمصار". وفي نوادر أبي مسحل 1/51: "ويقال في السباع: صرفت، وأجعلت، واستحرمت، واستطارت". وينظر: الفرق لقطرب 76، والمنتخب 1/136.
(3) الغريب المصنف (177/أ)، والعين (نعج) 1/232.
(4) في الفرق لقطرب 75: "وكل ذي ظلف يقال له: استحرم".
(5) تنظر هذه المادة والفروق التي تليها في: الفرق لقطرب 185-188، ولثابت 100، 101، ولابن فارس 101، وفقه اللغة 133.
(6) سورة الزمر 30.
(7) سورة الفرقان 49.
(8) في الفرق لقطرب 188: "ويقال من ذي الحافر: نفق الفرس نفوقا، وهي لكل شيء ما خلا الإنسان". ينظر: الفرق لثابت 100.(3/10)
(وتنبل البعير) ينتبل تنبلا، فهو متنبل: (إذا مات، والنبيلة: الجيفة(1). وقال ابن الأعرابي: وتنبل الإنسان أيضا وغيره: إذا مات(2)، ومات يصلح في ذلك كله). وقال الشاعر(3):
فقلت له يا باجعادة إن تمت
تمت سيئ الأعمال لا يتقبل
وقلت له إن تلفظ النفس كارها
أدعك ولا أدفنك حين تنبل
(ويقال لجلد بيضة الإنسان: الصفن)(4) بفتح الصاد والفاء(5)، والجمع أصفان. وفي رواية مبرمان عن ثعلب - رحمه الله -: (ويقال لوعاء قضيب الإنسان: الصفن)(6).
(ووعاء قضيب البعير: الثيل)(7) بكسر الثاء وسكون الياء، وجمعه أثيال، على مثال ميل وأميال.
__________
(1) ذكرها، لأن تنبل البعير مأخوذ منها. ينظر: المنتخب 1/344، والمقاييس (نبل) 5/383.
(2) الغريب المصنف (185/ب). وفي الفرق لقطرب 188: "تنبل البعير تنبلا إذا مات، ولم نسمعه في غيره". وينظر: الفرق لثابت 100، والتهذيب (نبل) 15/36.
(3) البيتان بلا نسبة في التلويح 103، والفصول والغايات 380، والأول بلانسبة أيضا في: الدرة الفاخرة 2/473، والمخصص 13/177، وفصل المقال 121، والموصع 95، والشطر الأول والأخير عن ابن بري في اللسان 11/644، والتاج 8/125 (نبل). وأب جعادة: من كنى الذئب. المرصع 95.
(4) الفرق لقطرب 55، وخلق الإنسان للأصمعي 222، ولثابت 291، وللزجاج 58، وللحسن بن أحمد 179، والمنتخب 1/79، وفقه اللغة 118، والعين 7/134، والجمهرة 2/892، والصحاح 6/2152 (صفن).
(5) والصفن بتسكين الفاء. اللسان (صفن) 13/247.
(6) الفرق لابن فارس 65.
(7) الفرق لقطرب 55ن وللأصمعي 70، ولأبي حاتم 32، ولثابت 30، ولابن فارس 65، والغريب المصنف (157/أ)، وأدب الكاتب 171، والمنتخب 1/81، وفقه اللغة 119، والجمهرة 1/433، والصحاح 4/1650 (ثيل). وفي العين (ثيل) 8/240: "الثيل: جراب قنب البعير. وقيل: بل هو قضيبه". وفي اللسان (ثيل) 9/95: "الثيل والثيل: وعاء قضيب البعير والتيس والثور".(3/11)
(ووعاء قضيب الفرس وغيره من ذوات [164/ب] الحافر: القنب)(1) بضم القاف وسكون النون، وجمعه أقناب.
(ويقال لما يخرج من بطن المولود من الناس قبل أن يأكل: العقي)(2) بكسر العين وسكون القاف، والجمع أعقاء.
__________
(1) الفرق لقطرب 55، وللأصمعي 70، ولأبي حاتم 32، وأدب الكاتب 171، والمنتخب 1/81، وفقه اللغة 119، والجمهرة 1/374، والصحاح 1/206 (قنب). واتسع الخليل في مدلول "القنب" فقال: "القنب: جراب قضيب الدابة" العين (قنب) 5/178. ولكنه قال في مادة (ثيل) 8/240: "لا يقال: القنب إلا للفرس" فخص. وجعل ابن فارس في الفرق 65 القنب لذي الخف أيضا. وأنشد المصنف في التلويح 103 للنابغة الجعدي (ديوانه 22):
كأن مقط شراسيفه إلى طرف القنب فالمنقب
(2) خلق الإنسان للأصمعي 159، ولثابت 12، والفرق لقطرب 70، وللأصمعي 80، ولأبي حاتم 36، ولثابت 38، والغريب المصنف (77/ب) والمنتخب 1/62، وفقه اللغة 115، والمخصص 5/60، والعين (عقى) 2/178. وفي نوادر أبي زيد: العقي "أول ما يخرج من الصبي قبل أن يأكل طعاما، وكذلك من السخال". وفي الفرق لابن فارس 69: "وأول ما يخرج من المولود: العقي والردج".(3/12)
(ويقال له من ذوات الحافر: الردج)(1) بفتح الراء والدال، وجمعه أرداج. وكانت نساء الأعراب يخلطن فيه صمغا وغيره، ثم يتطررن به(2)، ويزين به وجوههن وشعورهن، ولذلك قال الشاعر – ووصف امرأة قد استعدته(3) -:
(لها ردج في بيتها تستعده
إذا جاءها يوما من الناس خاطب)
(ويقال له من ذوات الخف: السخت)(4) بالتاء، (و) بعضهم يقول: (السخد)(5) بالدال، وهما على مثال برد وقفل، والجمع أسخات وأسخاد.
__________
(1) الفرق لقطرب 71، ولثابت 38، ولابن فارس 69، ونوادر أبي زيد 326، والمنتخب 1/63ن وفقه اللغة 115. وفي العين (ردج) 6/77: "الردج: ما يخرج من بطن السخلة أول ما توضع.ويقال للصبي أيضا". وحكى كراع في المنتخب1/63 أنه "يقال للمهر والجحش: عقى عقيا، مثل الصبي".
(2) في التهذيب (ردج) 10/642 عن ابن الأعرابي: "يتطرزن به" بالزاء المعجمة، وفي اللسان 2/283: "يتطيرن".
(3) ش: "استعدت الردج".والبيت منسوب إلى جرير في التهذيب 10/462، واللسان 2/283، والتاج 2/50 (ردج)، وهو في ملحق ديوانه 2/1020.
(4) الإبل 72ن وفقه اللغة 115، والجمهرة 1/578، والتهذيب 7/161، والمقاييس 3/144، 147، والمحكم 5/44، 45 (سخت، سخد). والسخت فارسي معرب، وأصله "سختة" في المرزوقي (197/أ)، والألفاظ الفارسية المعربة 85. وقال ابن ناقيا 2/451، 452: التاء مبدلة من الدال لقرب مخرجيهما. قلت: والسخت والسخد عند أكثر علماء اللغة هو الماء الذي يكون مع الولد في المشيمة، وينزل معه عند الولادة، وحكاه ثعلب عن ابن الأعرابي، وعنه في التهذيب (سخد) 7/159. وينظر: خلق الإنسان للأصمعي 229، والغريب المصنف (25/أ)، والقلب والإبدال 42، وخلق الإنسان لثابت 14، والفرق له 64، والمنتخب 1/145، والتنبيهات 188، والمخصص 1/24، 25، والعين 4/193، والمحيط 4/257، والصحاح 2/485، والمجمل 1/490 (سخد).
(5) زيد في ش: "لأبي سهل الهروي رحمه الله".(3/13)
تم كتاب إسفار الفصيح(1). والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي، وآله الطيبين الطاهرين،وسلم تسليما(2).
بلغ السماع لصاحبه شهاب بن علي بن أبي الرجال، بقراءة مؤلفه الشيخ أبي سهل محمد بن علي الهروي عليه كله في داره بمصر لاثنتي عشرة خلون من ذي الحجة سنة سبع وعشرين وأربعمائة. وسمع ذلك أبو القاسم مكي بن خلف البصري، وعلي ابن خلف اللواتي، وصلى الله على نبيه محمد وسلم.
__________
(1) ش: "والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما".
(2) كتب هذا السماع بخط يخالف خط المؤلف. وينظر: ص 94، 95 من قسم الدراسة.(3/14)
باب حروف منفردة(1)
(تقول: أخذت لذلك الأمر أهبته)(2) بضم الألف: أي عدته. وجمعها أهب، مثل ظلمة وظلم. وتأهبت للأمر: أي استعددت له.
(وأبعد الله الأخر قصيرة الألف)(3) مكسورة الخاء، ومعناه: الغائب البعيد المتأخر، ويقال: هذا عند شتم الإنسان من يخاطبه، لكنه نزهه بذلك، نحو أن يكون بين رجلين كلام فيقول أحدهما لصاحبه: إن كنت كاذبا فأبعد الله الأخر، وهو يريد أبعدك الله، لكنه نزهه وكره مواجهته بالكاف، فكنى عنها بالأخر(4)، أي أبعد الله الغائب الأبعد. ولا يثنى هذا ولا يجمع، لأنه كالمثل، ولم يسمع إلا في هذا الموضع.
__________
(1) قال ابن درستويه (227/ب): "هذا الباب مما تقدم لكل كلمة منها نظائر، وقد كان يجب أن يضم بعضها إلى بعض في أبوابها، ولا يفرد لها بابا ويسميها حروفا منفردة".
(2) والعامة تقول: "هبته" بإسقاط الهمزة وضم الهاء. إصلاح المنطق 282، وأدب الكاتب 369ن وابن درستويه (227/ب)، والزمخشري 434. وهي لغة في: المحيط 4/80، والقاموس 77 (أهب) ووصفها ابن درستويه بأنها لغة رديئة.
(3) في التلويح 90: "أبعد الله ذلك الأخر... " والعامة تقول: "الآخر" بالمد، وهو خطأ في الزمخشري 434، والمصباح 3. وقد ورد بالمد (ضبط القلم) في العين 4/303، ويظهر أنه اجتهاد خاطئ من المحقق، لأنه ورد بالنص على القصر لا غير عن العين في: التهذيب 7/556، والمقاييس 1/70، (أخر). وحكى ابن سيده في المحكم 5/145 أن المد لغة.
(4) وقد يقال هذا أيضا كناية عن النفس، كقول ماعز رضي الله عنه: "إن الأخر قد زنى". نيظر: المجموع المغيث 1/40، والنهاية 1/29.(4/1)
(والشيء منتن)(1) بضم الميم: للخبيث الريح، وجمعه منتنات مناتن ومناتين. وهو مفعل من أنتن ينتن إنتانا فهو منتن، والاسم النتن.
(وهي البكرة بسكون الكاف [144/ب]: للتي يستقى عليها)(2). وجمعها بكرات بالفتح، مثل جفنة وجفنات.
__________
(1) والعامة تقول: "منتن" بفتح التاء. لحن العامة 141، وتثقيف اللسان 217، وتصحيح التصحيف 497. وقال ابن درستويه (228/أ): "قولهم: منتن بكسر الميم، وهي لغة العامة، وهي أكثر في الكلام لخفتها". قلت: قال سيبويه: منتن من أنتن، وإنما كسروا من إتباع الكسرة للكسرة. الكتاب 4/273. وفي إصلاح المنطق 218 (عن أبي عمرو)، ونوادر أبي مسحل 1/83، وليس في كلام العرب 93 (عن أبي عبيدة)، وأدب الكاتب 556 أن منتن بضم الميم وكسر التاء مأخوذ من أنتن، ومنتن بكسر الميم مأخوذ من نتن، وغلط هذا القول الزبيدي في لحن العامة 141، وقال ابن سيده في المخصص 11/206: "هذا غلط من أبي عمرو، والأصل في هذه الكلمة أنتن الشيء فهو منتن، وهي بلغة أهل الحجاز، وغيرهم يقول: نتن الشيء ينتن نتنا، ولا يقولون نتين... إلا أن طائفة من العرب جلهم من تميم يقولون: شيء منتن، فيتبعون الكسر الكسر". وينظر: النبات 184، والتنبيهات 186، والاستدراك على سيبويه 135، والصحاح (نتن) 6/2210.
(2) هذه المادة ليست في شروح الفصيح، وهي في التلويح 90، وأكملها محقق الفصيح 317 من المطبوعة.
والعامة تقول: "البكرة" بالتحريك، وقد تقحم الألف فتقول: "بكارة". لحن العامة 155، والمدخل إلى تقويم اللسان 198، وتقويم اللسان 80، وذيل الفصيح 164، وتصحيح التصحيف 164.(4/2)
(وهي الحلقة من الناس، ومن الحديد بسكون اللام)(1): وهي معروفة مستديرة منهما(2) جميعا. وجمعها حلق بفتح الحاء واللام، مثل فلكة وفلك، وحلق أيضا بكسر الحاء، مثل بضعة وبضع(3)، وحلقات بفتحها في أدنى العدد، مثل بكرة وبكرات.
(ودرهم بهرج)(4): أي رديء، وهو فارسي معرب(5). وجمعه بهارج.
(وستوق)(6) بفتح أوله: أي رديء أيضا،زيف. وجمعه ستاتيق.
(ونظرت يمنة وشأمة)(7): أي جانب اليمين وجانب الشمال،وهما فعلة من اليمين والمشأمة، ولم يسمع لهما بجمع، وقياس ذلك يمنات وشأمات بفتح الميم والهمزة، مثل جفنة وجفنات، (ولا تقل: شملة)(8)، وإن كان القياس يوجب أن يقال ذلك، فتكون فعلة من الشمال، لكنها لو قيلت لألبست بالشملة التي هي كساء يشتمل به، أي يتغطى به، فعدلوا عن الكلام بذلك لأجل الإلباس(9).
__________
(1) والعامة تفتح اللام، وهو جائز في العين (حلق) 3/48، والكتاب 4/584، عن يونس عن أبي عمرو بن العلاء، وجائز – على ضعف – عن ثعلب في التهذيب 4/61، والصحاح 4/1462 (حلق). ونقل ابن الجوزي في تقويم اللسان 94 عن الفراء من نوادره جواز الفتح والتسكين مطلقا. وينظر: الجيم 1/165، وإصلاح المنطق 183، وأدب الكاتب 382.
(2) ش: "فيهما".
(3) ش: "قصعة وقصع". والبضعة: القطعة من اللحم. الصحاح (بضع) 3/1186.
(4) والعامة تقول: "نبهرج". ابن درستويه (228/ب)، وابن خالويه (69/أ)، والمرزوقي (176/أ)، والتاج (بهرج) 2/11.قلت: هي لغة تكلمت بها العرب، وأصلها بالفارسية "نبهره"، فمن نطق بالنون عربها على الأصل، وقلب الهاء جيما. ينظر: أدب الكاتب 498، والمعرب 48، 49، والجمهرة 3/1323، والتهذيب 6/514، والمحكم 4/339 (بهرج).
(5) ينظر: المصادر السابقة.
(6) فارسي معرب أيضا. المعرب 203، وشفاء الغليل 286، وقصد السبيل 2/118، والألفاظ الفارسية المعربة 84، والتهذيب (ستق) 8/397.
(7) إصلاح المنطق 294، والصحاح (شأم) 5/1957.
(8) والعامة تقوله. الزمخشري 436.
(9) ش: "الالتباس".(4/3)
(وتقول: الثوب سبع في ثمانية، لأن الذراع أنثى والشبر مذكر)(1)، فأراد أن الثوب طوله سبع أذرع وعرضه ثمانية أشبار، فلم يأت بالهاء في سبع، لأن العدد لمؤنث،وأتى بها في ثمانية، لأن العدد لمذكر، [والعدد إذا كان لمؤنث فإن الهاء تسقط منه من ثلاثة إلى عشرة، وإذا كان لمذكر](2) أثبتت فيه من ثلاثة إلى عشرة. ومنه قوله تعالى: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوما}(3) فحذف الهاء من سبع، لأنها لليالي [145/أ] لأن واحدتها ليلة، وأثبتها في ثمانية، لأنها للأيام، لأن واحدها بوم.
__________
(1) الكتاب 3/606، وإصلاح المنطق 297، وأدب الكاتب 288، والتهذيب 2/314، والصحاح 3/1210، والمحكم 2/57 (ذرع). وحكى الفراء في المذكر والمؤنث 68 تذكير الذراع عن بعض بني عكل، وفي المذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/371 أن الأصمعي لم يعرف التذكير فيها، وأما أبو زيد فقال: الذراع تذكر وتؤنث.
(2) استدركه المصنف في الحاشية.
(3) سورة الحاقة 7. والهاء علامة تأنيث عند سيبويه والمبرد، كالهاء في علامة ونسابة. الكتاب 3/557، والمقتضب 2/157.(4/4)
(ودرع الحديد: مؤنثة)(1) لأنه يراد حلقة، ولذلك قالوا: درع سابغة(2)، فأنثوا صفتها، (وأما درع المرأة فمذكر)(3) لأنه يراد به قميصها أو ثوبها. وجمعهما في القلة أدرع وأدراع، وفي الكثرة دروع.
__________
(1) المذكر والمؤنث للفراء 83، وللمفضل 58، وللمبرد 96، ولأبي موسى الحامض 72، ولاجني 67، ولابن التستري 75. وفي المذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/431 عن أبي حاتم: "وقد ذكر قوم فصحاء من بني تميم الدرع". وهي تذكر وتؤنث والغالب التأنيث في التكملة لأبي علي 393، والمخصص 17/20، والعين 2/34، والجمهرة 2/631، والمحيط 1/417، والصحاح 2/631، والمحكم 2/7 (درع).
(2) أي واسعة، ومنه قوله تعالى: {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} سورة سبأ 11. وينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 353.
(3) عبارة الفصيح 318، والتلويح 90: "ودرع المرأة مذكر" وتذكيره بالإجماع. ينظر: المصادر السابقة.(4/5)
(وتقول لهذا الطائر: قارية) بتخفيف الياء، (والجمع قوار، ولا تقل: قارور)(1). وقال أبو عبيد: هو القصير الرجل، الطويل المنقار، الأخضر الظهر، تحبه الأعراب وتتيمن به، ويشبهون الرجل السخي [به](2). قال الشاعر(3):
أمن ترجيع قارية تركتم
سباياكم وأبتم بالعناق
أي الخيبة.
__________
(1) والعامة تقوله، وتقول أيضا: "قاريه" بالتشيديد. إصلاح المنطق 181 (وفيه: "قاورن" بدل قارور، وهو تحريف) وابن درستويه (229/ب)، والزمخشري 437، والصحاح (قرى) 6/2461، وفي الجبان 319: "والعامة تقول: قارورة، وليس ذلك بصحيح". وفي أدب الكاتب 190: "وسمعت العامة تقول: القوارير، ولا أدري. أتريد هذا الطائر أم لا". وحكى الأزهري عن أبي عمرو الكسائي أن القوارير هو هذا الطائر. التهذيب (قرى) 9/279.
(2) الغريب المصنف (71/أ) والقول فيه عن الكسائي، وعن أبي عبيد في المخصص 8/163، والتهذيب 9/279، والصحاح 6/2461 (قرى). و"به" مثبتة من ش، ومصدر القول. قال ابن السيد في الاقتضاب 2/102: "العرب تتيمن بالقواري، وتتشاءم بها، فأما تيمنهم بها، فلأنها تبشر بالمطر، إذا جاءت وفي السماء مخيلة غيث.... وأما تشاؤهم بها فإنه يكون إذا لقي أحدهم واحدة منها في سفره من غير غيم ولا مطر". وهذا النص من الحواشي المقحمة في التلويح 90، 91.
(3) البيت بلا نسبة في: إصلاح المنطق 181، وشرح أبياته 357، وتهذيب الألفاظ 436، والمخصص 12/145، والاقتضاب 2/103، وابن هشام 261، والمشوف المعلم 2/635، وحياة الحيوان 2/194، والتهذيب 1/255، والصحاح 6/2461، واللسان 10/276، 15/180 (عنق، قرى).(4/6)
والطائر: واحد، ومنه قوله تعالى: {وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْه}(1) وجمعه طير، كراكب وركب، وأطيار وطيور وطوائر. فالطائر يقال للذكر، والأنثى بغير هاء، تقول: هذا طائر حسن، وهذه طائر حسنة، وبعض العرب يقول: هذه طائرة حسنة، فيزيد الهاء في المؤنث، قال يونس: وهي قليلة في كلام العرب(2).
(وتقول: عندي زوجان من الحمام، تعني ذكرا وأنثى، وكذلك كل اثنين لا يستغني أحدهما عن صاحبه)، فكل واحد منهما زوج الآخر، نحو الخفين [145/ب] والنعلين. والعامة تغلط في هذا فتسمي الاثنين زوجا، والواحد فردا(3)، وإنما الزوج للواحد، والزوجان للاثنين، فالرجل(4) زوج المرأة، والمرأة زوج الرجل، وكل اثنين مقترنين زوجان، كل واحد منهما زوج. وقال الله تعالى: {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْن}(5) وقال: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ}(6). وجمع الزوج أزواج وزوجة.
(وتقول: هم المسودة والمبيضة والمحمرة)(7) بتشديد الواو والياء وكسرها.
فالمسودة: هم الذين يلبسون الثياب السود من الناس، وهم أعوان الشرط والجند ونحوهم، وهم أيضا من الأمراء والجند الذين يجعلون أعلامهم وراياتهم سودا، كبني العباس ومن يرى رأيهم.
__________
(1) سورة الأنعام 38.
(2) المذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/148. وينظر: المخصص 16/114، وحياة الحيوان 1/655، والعين (طير) 7/447.
(3) أدب الكاتب 421، والزاهر 2/209، وابن درستويه (230/أ)، والجبان 320، ودرة الغواص 252، وتقويم اللسان 116، وتصحيح التصحيف 297.
(4) ش: "والرجل".
(5) سورة هود 40.
(6) سورة الأحزاب 37. واستشهد الفراء بهذه الآية، وقال: "هذا قول أهل الحجاز.... وأهل نجد يقولون زوجة، والأول أفصح عند العلماء" المذكر والمؤنث 85. وينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/460.
(7) والعامة تقول كل ذلك بالفتح مع التشديد، كأنهم مفعولون، وقد سودهم غيرهم. ابن درستويه (230/أ).(4/7)
والمبيضة: هم الذين يبيضون ذلك، وهم قوم من شيعة آل علي رضوان الله عليه.
وأما المحمرة: فهم الذين يحمرون ذلك، وهم الذين يتولون محمد بن الحنفية(1)، وهو ابن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما، وإنما نسب إلى الحنفية، لأن عليا - رضوان الله عليه – كان سباها من بني حنيفة لما قاتلهم مع أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – بعد وفاة النبي صلوات الله عليه(2).
__________
(1) وقال ابن خالويه (70/أ): "يعني الخوارج الذين تكون ألويتهم البياض أو السواد أوالحمرة".
(2) وإنما نسب إلى أمه الحنفية تمييزا له عن أخويه الحسن والحسين، كان واسع العلم، شجاعا، قويا. توفي بالطائف، وقيل بالمدينة سنة 81هـ. المنمق 41، وحلية الأولياء 3/674، وطبقات ابن سعد 5/91، وتهذيب الأسماء واللغات 1/88.(4/8)
(و) هم (المطوعة)(1) بتشديد الواو وكسرها وتخفيف الطاء. هكذا رأيته في نسخ كثيرة من الكتاب، ورأيت في [146/أ] نسخ أخر مشدد الطاء والواو جميعا(2)، وهم الذين يتبرعون من أنفسهم ويخرجون إلى الجهاد مع الجند من غير أن يأمرهم السلطان بذلك. فأما من خفف الطاء فإنه يجعل(3) وزنه مفعلا، ويأخذه من قولهم: طاع له يطوع طوعا فهو طائع، إذا انقاد وتابع من غير إكراه، ومنه يقال:جاء فلان طائعا غير مكره. ومنه قوله تعالى: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيه}(4) فكأن المطوعة هم الذين ينقادون إلى الجهاد من غير إكراه السلطان إياهم. وأما من شدد الطاء فإنه يجعل وزنه متفعلة، وكان الأصل متطوعة، فأدغمت التاء في الطاء لتقارب مخرجيهما فصار مطوعة بتشديد الطاء والواو. ومنه قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ}(5) وأصله المتطوعين.
__________
(1) والعامة تقول: "المطوعة" بفتح الواو. ابن درستويه (230/ب).
(2) قال الزجاج في المخاطبة التي أجراها مع ثعلب حول الفصيح (2/ب): "وقلت: هم المطوعة، وإنما هم المطوعة بتشديد الطاء، كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} فقال: ما قلت إلا المطوعة، فقلت: هذا قرأته عليك، وقرأه غيري، وأنا حاضر أسمع مرارا". وينظر: الرد على الزجاج للجواليقي (4/أ)، ورد ابن خالويه أيضا في الأشباه والنظائر 4/129.
(3) ش: "جعل".
(4) سورة المائدة 30.
(5) سورة التوبة 79.(4/9)
(وتقول: كان ذاك عاما أول يا فتى)، فتنصب عاما على الظرف، أي في عام، وتنصب أول، لأنه صفة له، تريد عاما أول من عامنا هذا، (وإن شئت) قلت: كان ذاك (عام الأول)(1) بالإضافة،، وتقديره: كان ذاك عام الحديث الأول وعام الزمان الأول(2). والعام والحول والسنة: بمعنى واحد، ويأتي كل واحد منها على شتوة وصيفة(3).
__________
(1) وفي إصلاح المنطق 307: "ويقال: لقيته عاما أول، ولا تقل: عام الأول". ووجه الخطأ عند ابن درستويه (230/ب) أنه "أضاف الموصوف إلى صفته، وهذا لا يجوز في شيء من الكلام، لأن الإضافة إنما يعرف المضاف بالمضاف إليه، والصفة لا يعرف موصوفها بالإضافة إليها، ولا يقول أحد من العرب: "هذا ثوب الجيد". قلت: مذهب ابن درستويه في هذا المسألة على رأي أصحابه البصريين، والكوفيون يجيزون إضافة الموصوف إلى صفته إذا اختلف اللفظان واتحد المعنى، واحتجوا لمذهبهم بأن ذلك قد جاء في كتاب الله وكلام العرب كثيرا. ينظر: معاني القرآن للفراء 2/55، والإنصاف 2/436، وشرح المفصل لابن يعيش 3/10، وشرح الكافية 2/242، والأزمنة 1/284.
(2) أي على جعل الصفة المضاف إليها صفة لاسم محذوف مقدر، وهكذا يقدر البصريون في كل ما ظاهره إضافة الموصوف إلى صفته. لاحظ: المصادر السابقة.
(3) هذا رأي بعض العلماء وبعضهم يفرق بين العام والسنة، فيقول: السنة من أي يوم عددتها فهي سنة، والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا. ينظر: التكملة للجواليقي 8، وذيل الفصيح 4، وتصحيح التصحيف 372.(4/10)
(وهو المعسكر بفتح الكاف)(1): وهو موضع العسكر. والعسكر: الجيش، وهو فارسي [146/ب] معرب(2)، وقيل: معسكر القوم: مجمعهم، والمعسكر موضع النزول والاجتماع. والجمع المعسكرات(3).
(وأطعمنا خبز ملة، وخبزة مليلا، ولا تقل: أطعمنا ملة، لأن الملة الرماد والتراب الحار)(4)، فخبز الملة: هو خبز يدفن في رماد حار أو تراب حار حتى ينضج.
وقوله: (خبزة مليلا) أراد مملولا، أي مدفونا في الملة. وقد مللت الخبز أمله ملا فهو مملول ومليل، إذا دفنته في الملة(5) لينضج، فمليل هو فعيل بمعنى مفعول(6)، ولم تقل مليلة(7) بالهاء، لأن قبله خبزة وهي مؤنثة، فاستغنوا بتأنيثها عن تأنيث صفتها، كما قالوا: امرأة قتيل، ولحية دهين وأشباههما. وجمع الملة ملات، وجمع المليل مليلات وملائل.
__________
(1) والعامة تكسر الكاف، وتريد به العسكر نفسه. أدب الكاتب 388، وابن درستويه (231/أ).
(2) أدب الكاتب 501، والمعرب 230، وشفاء الغليل 358، وقصد السبيل 292، والمعجم الذهبي 525، والجمهرة 3/1326. وينظر: المعرب 453 (عبد الرحيم).
(3) الجبان 322، والتهذيب (عسكر) 3/303.
(4) إصلاح المنطق 284، وأدب الكاتب 37، وابن درستويه (231/ب). وتقويم اللسان 165، والصحاح (ملل) 5/1812، وفي الاقتضاب 2/27، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 109: "صحة قول العامة: "أطعمنا ملة"، لأنه لا يمتنع أن تسمى الخبزة ملة، لأنها تطبخ في الملة، والشيء قد يسمى باسم الشيء إذا كان منه بسبب، ويجوز أن يكون ذلك على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، على تقدير: أطعمنا خبز ملة. ومثله في القرآن والكلام كثير.
(5) قوله: "وقد مللت...... في الملة" ساقط من ش.
(6) العين 8/324، والصحاح 5/1821 (ملل).
(7) ش: "مملولة".(4/11)
(وتقول: نظر إلي بمؤخر عينه)(1) بسكون الهمزة وكسر الخاء: وهو الجانب الذي يلي الصدغ، ويقال له أيضا: اللحاظ(2). وجمعه مآخر، على مثال مطفل ومطافل.
وأما مقدم العين وسكون القاف وكسر الدال وتخفيفها: فهو جانبها الذي يلي الأنف، ويقال له أيضا: الماق والموق بالضم، ومنه يخرج الدمع(3).
(وبينهما بون بعيد)(4) بالواو،وبين أيضا بالياء: أي مسافة ومقدار في(5) الأرض. وقيل [147/أ]: فرق. والأجود أن يكون البين بالياء، للفراق والبعد في كل شيء،ولايقال البون بالواو، إلا في قولهم: بين الرجلين والشيئين بون، إذا لم يتفقا. ولا يثنى ولا يجمع لأنه مصدر(6).
__________
(1) والعامة تقول: "مؤخر عينه" بفتح الهمزة وتشديد الخاء. إصلاح المنطق 284، وأدب الكاتب 381، وابن درستويه (231/ب)، والزمخشري 441 والعين 4/303، والصحاح 2/577 (أخر). وهي لغة قليلة في المحيط 4/408، والمصباح 3 (أخر). وجاءت هذه الفقرة والتي تليها في الفصيح 318، وشروحه، والتلويح 92 بعد قوله: "وهي القارورة.... " الخ.
(2) خلق الإنسان لثابت 112-113، وللزجاج 33.
(3) خلق الإنسان لثابت 112-113، وللزجاج 33.
(4) والعامة تقول: "بين". الزمخشري 441، وتقويم اللسان 82، وتصحيح التصحيف 177، وفي إصلاح المنطق 136: "ويقال: إن بينهما لبونا في الفضل وبينا لغتان، فأما في البعد فيقال: إن بينهما لبينا"، وذكر في ص 187 أن البون في اللغة العالية. وينظر: أدب الكاتب 480، 568، والصحاح (بين) 5/2082.
(5) ش: "من".
(6) الجبان 324، بتصرف يسير.(4/12)
(وتقول رجل آدر) بالمد وتخفيف الراء، (مثل آدم)(1): وهو العظيم الخصيتين،وهما البيضتان.وجمعه أدر، مثل أحمر وحمر. وقد أدر الرجل بفتح الألف وكسر الدال،يأدر أدرا بفتح الدال، وأدرة، مثل حمرة: إذا انتفخت خصيتاه، وهي الأدرة بفتح الألف والدال: للخصية المنتفخة(2).
(وهي القازوزة) بزاي بعد الألف، (والقازوزة) بقاف بعدها، على فاعولة، وهما بمعنى واحد، وهما معربان(3)، (ولا تقل قاقزة)(4) بالقاف وتشديد الزاي: وهي شيء تجعل فيها الخمر. وقيل: هي قدح طويل ضيق الأسفل(5). وجمعها قوازيز وقواقيز. ومنه قول الشاعر(6):
فنى تلادي وما جمعت من نشب
قرع القواقيز أفواه الأباريق
(وتقول: الحب ملآن ماء)(7) بالهمز، على وزن فعلان أي ممتلئ، وهو معروف المعنى.
(والجرة ملأى ماء)(8) بالهمز أيضا، على وزن فعلى، (وكذلك ما أشبههما) من المذكر والمؤنث، مثل عطشان وعطشى، والجمع ملاء بكسر الميم والمد، على مثال عطاش [147/ب].
__________
(1) والعامة تقول: "أدر" بقصر الألف وتشديد الراء. إصلاح المنطق 183، وأدب الكاتب 378، وابن درستويه (231/ب)، والزمخشري 440 قال: "وهو خطأ لا يجوز ألبتة".
(2) خلق الإنسان للأصمعي 222، 223، ولثابت 291، وللزجاج 58.
(3) المعرب 273، 274، وشفاء الغليل 396، والعين (قزز) 5/13.
(4) والعامة تقوله. الغريب المصنف (216/ب)، وإصلاح المنطق 338، وأدب الكاتب 403، وابن درستويه (231/ب)، والجبان 323، والزمخشري 440، والصحاح (قزز) 3/891. قلت: والقاقزة أفصح في العين 5/13، والمحيط 5/192 (قزز).
(5) القول عن أبي حنيفة الدينوري في التلويح 92.
(6) هو الأقيشر الأسدي، والبيت في ديوانه 60.
(7) والعامة تقول: "الحب ملا، والجرة ملانة" ابن درستويه (232/أ)، وتثقيف اللسان 203، والمدخل إلى تقويم اللسان 216، وتصحيح التصحيف 495.
(8) والعامة تقول: "الحب ملا، والجرة ملانة" ابن درستويه (232/أ)، وتثقيف اللسان 203، والمدخل إلى تقويم اللسان 216، وتصحيح التصحيف 495.(4/13)
والحب: إناء معروف من فخار يجعل فيه الماء، وهو الخابية عند أهل الشأم، وأهل مصر يسمونه الزير.
والجرة: إناء آخر للماء أيضا، أصغر من الحب، وهي على غير شكله. وجمعهما حباب وجرار.
(وتقول: هي الكرة) بضم الكاف: معروفة مخيطة من جلد أو خرق مستديرة، كهيئة الحنظلة في المقدار والتدوير، تضرب بالصولجان، ويلعب بها الصبيان، وجمعها كرات وكرون في الرفع، وكرين في النصب والجر. والعامة تزيد في أولها ألفا وتسكن الكاف، فتقول: "أكرة"(1)، وهو خطأ، لأن الأكرة الحفرة في الأرض، وجمعها أكر، مثل غرفة وغرف.
(وهو الصولجان والطيلسان، وهي السيلحون: لهذه القرية) بفتح اللام في هذه الثلاثة(2).
فأما الصولجان: فمعروف(3)، وهو العصا المعقفة الرأس، تضرب بها الكرة، وهو فارسي معرب(4)، وجمعه صوالجة(5).
__________
(1) أدب الكاتب 372، وابن درستويه (232/أ)، والمرزوقي (180/ب)، والزمخشري 442، وتقويم اللسان 123، وذيل الفصيح 19. وحكى ابن السيد في الاقتضاب 2/177 عن أبي حنيفة الدينوري أنه يقال للكرة التي يلعب بها: أكرة بالهمزة. قال: وأحسبه غلطا منه. وهي لغة رديئة في: التهذيب 10/348، والمحكم 7/63 (أكر، كرى).
(2) والعامة تكسرها. إصلاح المنطق 163، وأدب الكاتب 388، 430. قال ابن درستويه (232/ب): "الفصحاء من العرب يفتحون لاماتها. والكسر لغة. وينظر: الاقتضاب 2/198، والجمهرة 2/838، والتهذيب 12/333، والصحاح 3/944 (طلس).
(3) ش: "فهو معروف".
(4) المعرب 213، وشفاء الغليل 332، وقصد السبيل 2/237، والعين 6/46، والمحيط 6/445، والصحاح 1/325 (صلج).
(5) ودخلت فيه الهاء للعجمة. المعرب، والصحاح.(4/14)
وأما الطيلسان: فمعروف، وهو الرداء المقور(1) أحد جانبيه، يشتمل به الرجل على كتفيه وظهره، وهو فارسي معرب أيضا(2)، وجمعه طيالسة(3)، وقد يكون من صوف أزوق أو أسود، ولذلك قال الشاعر(4):
وليل فيه تحسب كل نجم
بدا لك من خصاصة طيلسان
[148/أ] خصاصته: فرجته(5) التي بين سلوكه.
وأما السيلحون: فإن النون فيها مضمومة في أكثر النسخ،ورأيتها في بعضها مفتوحة، وهو أصوب، لأنها مشبهة بالنون التي في آخر الجمع السالم، كالزيدين والعمرين(6). والعامة تقول: هي السالحون لهذه القرية(7)، وهو خطأ، وهي قرية من قرى النبط بقرب الكوفة(8)، وفيها قال الأعشى(9):
وتجبى إليه السيلحون وعنده
صريفون في أنهارها والخورنق
ويروى: "ودونها صريفون".
__________
(1) أي المقطوع باستدراة. الصحاح (قور) 2/799.
(2) المعرب 227، وشفاء الغليل 348، والألفاظ الفارسية المعربة 113، والجمهرة 3/1235، والصحاح 3/944 (طلس).
(3) والهاء فيه للعجمة أيضا. الصحاح.
(4) البيت لسوار بن المضرب في الأصمعيات 242.
(5) ش: "فروجه".
(6) ومن العرب من يعربه أيضا إعراب جمع المذكر السالم. معجم ما استعجم 2/722، والعين (سلح) 3/142، والصحاح (نصب) 1/226.
(7) إصلاح المنطق 163، والصحاح (سلح) 1/376.
(8) معجم ما استعجم 2/722، ومعجم البلدان 3/298.
(9) ديوانه 269، وهو بهذه الرواية عند ابن درستويه (232/ب) وبالرواية التي سيذكرها المصنف في الديوان. وصريفون: اسم قرية بالعراق، على ضفاف نهر دجلة، والخورنق: قصر كان للنعمان بظاهر الحيرة. معجم البلدان 2/401، 3/403.(4/15)
(وهو التوت) بالتاء معجمة بنقطتين، وهو فارسي معرب أيضا(1)، والعامة تقوله بالثاء(2) معجمة بثلاث نقط، والعجم تقوله بالذال المعجمة، وبعضهم يقوله بالثاء معجما بثلاث نقط، كما تقوله العامة(3)، وهو ثمر شجر معروف يؤكل، حلو الطعم إذا انتهى نضجه،وإذا لم ينضج كان حامضا شديد الحموضة، وإذا انتهى في النضج كان له ماء يحمر اليد وغيرها، والعرب تسميه الفرصاد(4)، ولذلك قال الأسود بن يعفر(5)
__________
(1) المعرب 90.
(2) إصلاح المنطق 308، وأدب الكاتب 386، ودرة الغواص 87، والجمهرة 2/1015، والصحاح 1/245 (توت).
(3) قال أبو حنيفة في كتاب النبات 183: "والفرصاد: هو التوت، وقد جرى في كلام العرب بالثاء، والنحويون يقولون: التوت، فيجعلون الثاء تاء. قال الأصمعي: التوث بالفارسية، وهو بالعربية التوت". قلت: وهما لغتان في: المنتخب 2/542، والمخصص 11/213، والاقتضاب 2/195، وشرح كفاية المتحفظ 486، والمحيط 9/454، 486، وقال عبد الرحيم في المعرب 223: "هو بالفارسية توت بتاءين، وهو دخيل في الفارسية من السريانية، وهو فيها (توثا) وأخذته العرب من السريانية، وبقي بالثاء المثلثة على ألسنة العامة.
(4) وفي العين (فرصد) 7/178: "وأهل البصرة يسمون الشجرة فرصادا، وحمله التوت"، وكذا قال علي بن حمزة في التنبيهات 187، وعكسه عن بعض أهل اللغة في درة الغواص 87.
(5) البيت في المفضليات 218 (بالرواية الأخرى التي سيذكرها المصنف)، والنبات لأبي حنيفة 187، وديوان المعاني 1/254، والمخصص 4/43، والجمهرة 2/1102، والصحاح 1/66، 2/519، واللسان 1/134، 3/333 (قنأ، فرصد). والمنطق: المتشح، والتوأمتان: اللؤلؤتان. والضمير في "بها" يعود إلى الخمر في بيت سابق. ينظر: شرح المفضليات 453 والأسود بن يعفر بن عبد الأسود بن جندل النهشلي الدارمي، من سادات بني تميم، عده ابن سلام في الطبقة الخامسة من فحول شعراء الجاهلية، وقال: كان يكثر التنقل في أحياء العرب يجاورهم فيذم ويحمد، وله في ذلك أشعار. توفي نحو سنة 22 قبل الهجرة. طبقات فحول الشعراء 1/143، 147، والشعر والشعراء 1/176، وشرح اختيارات المفضل 2/965، وجمهرة أنساب العرب 230.(4/16)
:
يسعى بها ذو تومتين منطق
قنأت أنامله من الفرصاد
قنأت: أي احمرت،ويروى: "مشمر". وإذا اختلفت أنواعه جمع فقيل: أتوات وتيتان، مثل أحوات وحيتان.
(وهو يوم الأربعاء)(1) بفتح أوله وكسر الباء والمد، على وزن الأولياء، وجمعه [148/ب] أربعاوات وأرابع. وقال الجبان: وهو غريب في معناه: لأن أفعلاء لا يكاد يوجد في الواحد(2).
__________
(1) والعامة تقول: "الأربعاء" بفتح الهمزة والباء. إصلاح المنطق 174، وأدب الكاتب 424، وابن درستويه (233/أ)، والزمخشري 444. قلت: هي لغة في: العين 2/133، ولبعض بني أسد في الصحاح 3/1215، والمصباح 83(ربع). والباء مثلثة في: المنتخب 2/571، والمجرد 1/101، والجمهرة 1/317، والمحكم 2/102 (ربع).
(2) الجبان 325. وينظر: الكتاب 4/248، وأدب الكاتب 587.(4/17)
(وتقول: ماء ملح، ولا تقل: مالح)(1). ومنه قوله تعالى: {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاج}(2) فكأنهم لما وصفوا الماء بالملوحة، وبالغوا في ذلك وصفوه باسم الملح المعروف نفسه. ويقال: ماءان ملح، ومياه ملح أيضا. (وسمك ممولح ومليح)، وهو فعيل بمعنى مفعول، إذا جعل عليه الملح، (ولا تقل: مالح) أيضا، وقد جاء عن بعض العرب أنه قال: سمك مالح(3). ومنه قول الراجز(4):
بصرية تزوجت بصريا
يطعمها المالح والطريا
والعامة على هذه اللغة، وليس ذلك بمختار عند الفصحاء(5).
__________
(1) فعل وأفعل للأصمعي 482، وإصلاح المنطق 288، وأدب الكاتب 165، 404، وابن درستويه (233/أ)، والزمخشري 444، وتقويم اللسان 165، والعين 3/243، والتهذيب 5/98 (ملح).
(2) سورة الفرقان 53. وينظر: غريب القرآن لابن قتيبة 314، والدر المصون 8/491.
(3) حكى الجوهري في الصحاح (ملح) 1/406 أنها لغة رديئة. ورد عليه ابن بري في التنبيه والإيضاح 1/273 بأنها قد جاءت في أشعار الفصحاء، وساق عددا من الشواهد. وينظر: الاقتضاب 2/223، والمحيط 3/117، والمحكم 3/286 (ملح).
(4) هو أبو العذافر الكندي في: فعل وأفعل للأصمعي 482، وفيه: "ولم يعده العلماء فصيحا". وهو لعذافر الفقيمي في إصلاح المنطق 288، وأدب الكاتب 404، 405، والتلويح 93، وشرح أبيات إصلاح المنطق 498، والاقتضاب 2/223، 224، والصحاح 1/406، واللسان 2/600 (بصر). وأنشده ابن دريد في الجمهرة 1/568، بلا نسبة، وقال: ولا تلفتن إلى قول هذا الراجز، فإنه مولد لا يؤخذ بلغته! وأنشد المصنف بعده في التلويح 93 قول (غسان السليطي):
وبيض غذاهن السليط ولم يكن غذاهن نينان من البحر مالح
(5) قلت: هذا لا يعني أنها خطأ، بل ينبغي أن يقال إنها لغة قليلة. راجع التعليق السابق رقم 2.(4/18)
(وتقول: رجل يمان: من أهل اليمن، وشآم) بوزن شعام: (من أهل الشام) ساكن الهمزة على وزن شعم، (وتهام) بفتح التاء: (من أهل تهامة)(1). وكان القياس فيمن نسب إلى اليمن والشأم أن يقال: يمني وشأمي بتسكين الهمزة، بوزن شعمي، وبياء مشددة في آخره للنسب، لكن لما كثر استعمالهما في الكلام وجب تخفيفهما فحذفوا إحدى ياءي النسب من آخرهما وعوضوا منها ألفا قبل النون والميم(2)، فصار يماني وشآمي بفتح الهمزة وياء خفيفة، ثم لما أدخلوا التنوين على الياء حذفوها لئلا يجتمع [149/أ] ساكنان، فقيل: يمان وشآم. وقال الشاعر(3):
هاتيك النجوم وهن خرس
ينخن على معاوية الشآمي
وأما تهام بفتح التاء: فهو منسوب إلى تهامة، وهي اسم لمكة ومن والاها. وقال الرياشي: سمعت الأعراب يقولون: إذا انحدرت من ثنايا ذات عرق فقد اتهمت. وقال أيضا: والغور تهامة(4)
__________
(1) والعامة تشدد الياء من جميع هذا فتقول: "يماني، وشآمي، وتهامي". إصلاح المنطق 180، وأدب الكاتب 280، 377، وابن درستويه (233/ب). وحكى المصنف في التلويح 95عن المبرد (الكامل 3/1237، 1238) أن التشديد لغة وأنشد قول الشاعر (العباس بن عبد المطلب):
ضربناهم ضرب الأحامر غدوة بكل يماني إذا هز صمما
وأنشد عنه أيضا:
فأرعد من قبل اللقاء ابن معمر وأبرق والبرق اليماني خوان
والتشديد جائز أيضا في: الكتاب 3/338، والاقتضاب 2/183، والصحاح (تهم) 5/1879.
(2) ينظر: الكتاب 3/337، والمقتضب 3/145، والخصائص 2/110، وشرح الشافية 2/83.
(3) البيت لأبي الورد العنبري يرثي معاوية في: تاريخ دمشق 16/758، والبداية والنهاية 8/147، ولأبي الدرداء ميسرة في: اللسان 12/316، والتاج 8/353 (شأم) والرواية فيهن: فهاتيك...ينحن" بالحاء المهملة، وهي أقوم وزنا ومعنى.
(4) التهذيب 6/242، واللسان 12/73 (تهم). وينظر: معجم ما استعجم 1/332، ومعجم البلدان 2/63.
والرياشي هو: أبو الفضل العباس بن الفرج بن علي بن عبد الله الرياشي البصري، راوية للشعر، لغوي، نحوي، أخذ عن الأصمعي والمازني وغيرهما، من مؤلفاته: كتاب الخليل، والإبل، وما اختلفت أسماؤه من كلام العرب. توفي سنة 257 هـ.
أخبار النحويين البصريين 99، ونزهة الألباء 152، وإنباه الرواة 2/367، ومعجم الأدباء 4/1483.(4/19)
. وتهامة مكسورة التاء، والأصل في النسب إليها تهامي بكسر التاء وتشديد الياء، فلما أرادوا تخفيفه أيضا حذفوا إحدى ياءي النسب منه، وأرادوا أن يعوضوا منها ألفا كما عملوا بيمان وشآم، فلم يمكنهم ذلك لكون الألف قبل الميم، فلو زادوا ألف التعويض لاجتمع ألفان سامنان، فكان يجب أن يحذفوا أحدهما فعدلوا عن هذا إلى فتح التاء، ونابت هذه الفتحة عن ألف التعويض، فصار تهامي بياء خفيفة، ثم لما أدخلوا التنوين حذفوا الياء لالتقاء الساكنين، فصار تهام، على لفظ يمان وشآم(1). وأنشد سيبويه(2):
وأنت امرؤ من أهل نجد وأهلنا
تهام وما النجدي والمتغور
وتقول في جمعها في حال الرفع هؤلاء رجال يمانون وشآمون وتهامون، وفي حال النصب والجر(3) يمانين وشآمين وتهامين.
(وفعلت ذاك من أجلك وإجلك) بفتح أوله وكسره [149/ب] (ومن جراك)(4) بالقصر، ومن جللك(5) بفتح الجيم واللام الأولى، أربع لغات، وكلها بمعنى واحد: أي من حالك وبسببك، ولا تجمع لأنها مصادر وكالأمثال(6).
(وتقول: جئنا من رأس عين) بغير ألف في عين، وهو موضع بالجزيرة، وهو من قرى نصيبين(7)
__________
(1) الكتاب 3/338. وفيه عن الخليل: الألف في تهام عوض عن الياء، كأنهم بنوا الاسم على تهمي أو تهمي.
(2) الكتاب 1/299، والبيت فيه لجميل، وهو في ديوانه 89.
(3) ش: "والخفض".
(4) والعامة تقول: "فعلت ذلك مجراك" بحذف نون "من"، وتخفيف الراء من جراك. و"من إجلك" بكسر الهمزة، ولا تعرف الفتح. ابن درستويه (234/أ). وينظر: إصلاح المنطق 32، 122، ودرة الغواص 236، وتقويم اللسان 175، وتصحيح التصحيف 466، والعين 6/178، والصحاح 4/1621، والمحكم 7/340 (أجل).
(5) قال جميل علي هذه اللغة (ديوانه 187):
رسم دار وقفت في طلله كدت أقضي الغداة من جلله
وينظر: الصحاح (جلل) 4/1659.
(6) الجبان 327.
(7) في ش: "وهو موضع بالشام عن الجبان. قال ابن درستويه: هي قرية من قرى نصيبين، وأنشد: نصيبين بها...
وينظر: الجبان 327، وابن درستويه (235/ب). وتقع نصيبين بين دجلة والفرات من أرض الجزيرة، وهي تطل على جبل الجودي الذي يقال إن سفينة نوح استوت عليه، وكانت ممر القوافل من الموصل إلى الشام. معجم ما استعجم 2/1310، ومعجم البلدان 5/288، وآثار البلاد 467.(4/20)
، ومنه قول الشاعر(1):
نصيبين بها إخوان صدق
ولم أنس الذين برأس عين
والعامة تقول: رأس العين(2)، فتزيد فيه الألف واللام، [وأنكر أهل العلم بالنحو واللغة ذلك، وقالوا](3): لا يجوز ذلك، لأنه هاهنا اسم علم معرفة لموضع بعينه، فلا يجوز تعريفه بالألف واللام(4)، وهذا معنى قولهم. قال أبو سهل: والذي أراه أن رأس عين اسمان جعلا اسما واحدا، فلا يدخلون في الثاني الألف واللام، كما لم يدخلوها في بعل بك(5)، وقالي قلا(6)، ورام هرمز(7)، وأشباهها(8).
__________
(1) البيت بلا نسبة في ابن درستويه (234/ب)، وعنه في اللسان 13/308، والتاج 9/289 (عين). ونصيبين بالتنوين في خط المصنف، ولا ضرورة لذلك.
(2) إصلاح المنطق 296، وأدب الكاتب 430، ومعجم ما استعجم 1/623، ومعجم البلدان 3/13، والتهذيب 3/205، 206، والصحاح 3/932(عين).
(3) استدركه المصنف في الحاشية.
(4) وفي التنبيهات لعلي بن حمزة 306 أن الأمر بخلاف ما قالوه، فإنما يقال جاء من رأس عين إذا كانت عينا من العيون نكرة غير معرفة، فأما هذه العين التي بالجزيرة فلا يقال فيها إلا من رأس العين، وساق على ذلك شاهدين من فصيح الشعر.
وينظر: معجم ما استعجم 1/623، ومعجم البلدان 3/13.
(5) من مدن الشام، وبعل اسم صنم وبك من بك عنقه، أي دقها. معجم البلدان 1/453.
(6) مدينة بأرمينية ملكتها امرأة اسمها قالي، وبنت مدينة وسمتها (قالي قاله) ومعناه: إحسان قالي، فلما فتحها المسلمون عربت إلى قالي قلا، وهي مدينة خرجت جمعا من العلماء منهم الأديب اللغوي أبو على إسماعيل بن القاسم القالي، صاحب الأمالي. معجم البلدان 4/299، وآثار البلاد 551.
(7) مدينة مشهورة بنواحي خوزستان، ومعنى رام بالفارسية المراد والمقصود، وهرمز أحد الأكاسرة، والمعنى مقصود هرمز. معجم البلدان 3/17.
(8) قوله: "وهذا معنى قولهم...وأشباهها" ساقط من ش.(4/21)
(و) كذلك (عبرت دجلة بغير ألف ولام)(1) أيضا، لأنه علم معرفة، كحمزة وطلحة، فلم تدخله الألف واللام، وهو النهر المعروف الذي ينحدر إلى بغداد(2).
(وتقول: أسود سالخ، ولا تضف)(3)، فسالخ منون مرفوع هاهنا، لأنه صفة لأسود، ولو نصبت أسود أو جررته لنصبت سالخا وجررته أيضا مع التنوين، لكونه صفة له. والأسود: ضرب من الحيات معروف، وهو العظيم منها، وفيه سواد. والجمع الأساود، لأنه اسم له، وليس بصفة، ولو كان صفة لقيل في جمعه: سود. وقال الشاعر(4) [150/أ]:
فألصق أحشائي ببرد ترابه
وإن كان مخلوطا بسم الأساود
وقال النضر بن شميل: الأسود: الشديد السواد، وهو أخبث الحيات، وأعظمها، وأنكرها، لا ينجو سليمه(5).
__________
(1) والعامة تقوله بالألف واللام. ما تلحن فيه العامة 134، وتقويم اللسان 106، وذيل الفصيح 21، وتصحيح التصحيف 21.
(2) الأمكنة والمياه والجبال (15/أ)، ومعجم البلدان (2/440).
(3) الجمهرة 1/598، والصحاح 1/423، 2/491، والمحكم 5/49 (سلخ، سود).
(4) البيت لنبهان بن عكي العبشمي في الكامل 1/71، والمنازل والديار 3/66، والمسلسل 78، ونشوة الطرب 1/444، وله أو لحليمة الخضرية في زهر الآداب 2/940، 941، ولمرة بن معروف في حماسة الخالدين 2/112، ولثعلبة بن أوس الكلابي في الحماسة البصرية 2/135، وبلا نسبة في: الزهرة 1/157، وأمالي أبي علي 1/63، ومحاضرات الأدباء 2/123، والبصائر والذخائر 8/119، والزاهر 1/490، والجمهرة (سود) 2/650.
(5) قوله من غير نسبة في المخصص 8/107، ونحوه عن شمر في التهذيب (سود) 13/31. وينظر: الحيوان 4/246، 247، وحياة الحيوان 1/37.(4/22)
قال أبو سهل: وإنما وصفوا أسود بسالخ، لأنه يسلخ جلده كل عام(1)، أي يخرجه عن جسمه ويقلعه، ويقال لذلك الجلد: سلخ بكسر السين وسكون اللام. واختلفوا في جمع سالخ، فقال أبو حاتم السجستاني: يقال: أساود سلخ وسوالخ وسالخة(2). وقال الجبان: الجميع سالخات وسلخ وسوالخ(3)، وأنكر التميمي النحوي(4) ذلك، وقال: يقال في الاثنين: أسودان سالخ، وسود سالخ، ولا يقال: سالخان، ولا يجمع في الجمع(5).
وقال ثعلب –رحمه الله -:
(والأنثى أسودة، ولا توصف بسالخة).
__________
(1) الغريب المصنف (74/أ).
(2) قوله في المخصص 8/107، ومن غير نسبة في المحكم (سلخ) 5/49، وينظر: الحيوان 4/247.
(3) الجبان 327.
(4) لعله أبو عبد الله محمد بن جعفر بن أحمد التميمي القيرواني، المعروف بالقزاز، كان عالما بالنحو واللغة والأدب، وله شعر حسن رقيق، كان مهيبا عند الملوك والعلماء، ومحبوبا عند العامة. من مصنفاته: كتاب الجامع في اللغة، وضرائر الشعر، ومعاني شعر المتنبي. توفي بالقيروان سنة 412هـ.
المحمدون من الشعراء 261، وإنباه الرواة 3/84، ووفيات الأعيان 4/374، وسير أعلام النبلاء 17/326، وبغية الوعاة 1/71.
(5) وإلى هذا ذهب ابن دريد في الجمهرة (سلخ) 1/598. قال: "وقد قالوا: سالخان، والأول أعلى، وسود سوالخ". وينظر: المخصص 8/107.(4/23)
قال أبو سهل: فأنكر ابن درستويه أسودة(1)، وكذلك أنكره أيضا الجبان، وقال: هذا شيء من قبل الكوفيين، لأن أسود إن كان وصفا فتأنيثه سوداء، وإن كان اسما غير وصف فلا لفظ منه لمؤنثه مختص(2). وهذا الذي أنكراه على ثعلب – رحمه الله – لا يقدح فيما رواه عن علماء الكوفيين، ولو لم يصح له سماع ذلك منهم لما أثبته في كتابه، وإذا ورد الشيء المسموع عن من(3) يوثق به تقبل ذلك، وإن كان خارجا عن القياس، ومع هذا فإن غيره من أهل اللغة أيضا قد حكى: رأيت أسودات كثيرة، أي حيات(4)، فجمع أسودة على أسودات.
وأما قولهم: "ولا توصف بسالخة" [150/ب] فإنه لما كانت أسودة لا تقال إلا لأنثى الأسود من الحيات خاصة دون غيرها استغنوا بتخصيصها بهذه التسمية عن وصفها بسالخة. وأما الأسود فإنه لما كان اسما مشتركا يسمى به الحية الذكر(5)، ويوصف به كل مذكر سواه مما لونه السواد، فلما سموه به الحية(6) لم يكن بد من وصفه ليزول بصفته الإشكال ويرتفع اللبس، ولما جمعوه فقالوا فيه: أساودة، وخصصوا بهذا الجمع الحيات دون غيرها، مما يجوز في سواها أن يوصف بالسواد، استغنوا عن جمع صفته أيضا فقالوا: أساود سالخ. وأما من جمع وصفها فقال فيها: أساود سوالخ وأخواتها(7)، فإنهم(8) أجروا الصفة في الجمع مجرى الموصوف في جميع أحواله، في إفراده وجمعه، فلذلك جمع وصفها كجمعها.
__________
(1) ابن درستويه (234/ب).
(2) الجبان 327.
(3) كتبهما المصنف من غير إدغام، وهو جائز. ينظر: كتاب الكتاب 58، وباب الهجاء 22.
(4) الجمهرة (سود) 2/650. وينظر: اللسان(سود) 3/226.
(5) الحية اسم يقع على الذكر والأنثى. المذكر والمؤنث لابن التستري 73، ولابن فارس 53.
(6) قوله: "ويوصف به كل... الحية" ساقط من ش.
(7) أي وجموعها الأخرى. راجع ص 895.
(8) ش: "فإنه".(4/24)
(وتقول: ما رأيته مذ أول من أمس)(1) برفع "أول"، هكذا في نسخ عدة، وفي نسخ أخر: (مذ أول) بالنصب، والأجود بالرفع، لأن مذ بغير نون ترفع ما مضى، من الزمان على تقدير الابتداء والخبر، وتقديره: مبدأ انقطاع رؤيتي له أول من أمس، وأول ذلك أول من أمس، وأما من فتح اللام من أول فإنه يجعل أول في موضع خفض بمذ، ويجعل مذ بمنزلة من ويفتح اللام، وكان سبيلها أن تكون مخفوضة، لأن أول لا ينصرف لاجتماع علتين فيه وهما وزن الفعل والوصف، فأول وزنه أفعل، وهو صفة اليوم(2)، وتقديره: ما رأيته مذ يوم أول من أمس(3). وأمس: هو اسم لليوم الذي قبل [151/أ] يومك، وبني على الكسر لسكون ما قبل آخره. وأول هاهنا: هو اسم لليوم الذي قبل أمس، وأمس يتلوه.
__________
(1) والعامة تقول: "ما رأيته مذ أول أمس"، ويعنون اليوم الذي قبل أمس. إصلاح المنطق 331 (وفيه سقط، تمامه في المشوف المعلم 1/81)، ولحن العامة 204 (ونقل قول ابن السكيت بتمامه)، ودرة الغواص 101، وتقويم اللسان 173، وتصحيح التصحيف 139، والصحاح (أول) 5/1839.
(2) في ش: "وأما من فتح اللام من أول فيجعله على موضع خفض بمنذ، لأنه يصيرها بمنزلة من، وإنما فتح اللام من أول، لأنه لا ينصرف لأنه على وزن أفعل، وهو صفة ليوم".
(3) ينظر: الكتاب 4/226، والمقتضب 3/30، والإنصاف 1/382، وشرح التسهيل 2/216، ورصف المباني 393، ومغني اللبيب 441، واللسان (منذ) 3/509.(4/25)
قال ثعلب – رحمه الله -: (فإن أردت يومين قبل ذلك قلت: ما رأيته مذ أول من أول من أمس، ولم تجاوز ذلك) يعني: أنه لا يقال: إلا ليومين قبل أمس، فإن أردت ثلاثة أيام، أو أكثر قبل أمس، لم تنطق بشيء من ذلك، لأن العرب لم تتكلم به لطوله. وأما أول الذي بعد مذ هاهنا فيجوز في لامه الضم والفتح(1) على ما ذكرته من التفسير، وأما الذي بعد من فلا يجوز في لامه إلا الفتح لا غير، لأن أول في موضع خفض بمن، وإنما فتحت اللام لأنه لا ينصرف على ما ذكرته.
(والظل للشجرة بالغداة، والفيء بالعشي)(2)، لأنه ظل يفيء(3) من جانب إلى جانب، أي يرجع(4) (كما قال الشاعر:
فلا الظل من برد الضحى نستطيعه
ولا الفيء من برد العشي نذوق)
هذا البيت لحميد بن ثور الهلالي(5)
__________
(1) ش: "وأما أول الذي بعد مذ هاهنا، فإن لامه مضمومة ومفتوحة".
(2) والعامة لا تفرق بينهما. إصلاح المنطق 320، وأدب الكاتب 26، ودرة الغواص 124، وتقويم اللسان 146، وتصحيح التصحيف 409. وينظر: في أصول الكلمات 340-344.
(3) ش: "فاء..... رجع".
(4) ش: "فاء..... رجع".
(5) ديوانه 40، برواية: "تستطيعه.... تذوق"، وهو بهذه الرواية في الفصيح 319. وفي الديوان، وأكثر المصادر: "فلا الظل" بفتح اللام، وهو وجه.
وحميد بن ثور شاعر مخضرم، عاش زمنا في الجاهلية، وأدرك الإسلام، فأسلم، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم. عده ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول الشعراء الإسلاميين، توفي في خلافة عثمان رضي الله عنه نحو سنة 30هـ.
طبقات فحول الشعراء 2/583، والشعر والشعراء 1/306، والأغاني 4/356، والإصابة 1/355.(4/26)
. والضحى: بضم الضاد والقصر: من النهار بعد الضحوة،والضحوة: بعد طلوع الشمس ثم بعدها الضحى، وهي حين تشرق الشمس، ثم بعد ذلك الضحاء مفتوح ممدود مذكر، وهو عند ارتفاع النهار الأعلى(1). وأما العشي: فإنه من زوال الشمس إلى غروبها.
وقوله: "نستطيعه" بالنون، معناه: نطيقه. ونذوق بالنون أيضا معناه: ننال. ووصف حميد سرحة، وهي ضرب من الشجر(2)، وكنى [151/ب] بها عن امرأة، يقول: فلا(3) ننال خيرها على حال من الأحوال، لأنا لا نستطيع بها في الضحى، ولا نجلس في فيئها بالعشي.
قال ثعلب – رحمه الله –: (أخبرت عن أبي عبيدة أنه قال: قال رؤبة: كل ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو ظل وفيء، وما لم تكن عليه الشمس فهو ظل)(4). وجمعه أظلال في القليل، وظلال في الكثير، وجمع الفيء أفياء وفيوء.
(وتقول للأمة إذا شتمتها: يا لكاع، يا غدار، يا فجار، يا دفار، يا فساق، يا خباث، بفتح أولها وكسر آخره)(5).
__________
(1) الأزمنة لقطرب 56، 57، والمقصور والممدود للفراء 41، وتهذيب الألفاظ 1/422، 423، والألفاظ الكتابية 287، والأزمنة والأمكنة 1/331، والمخصص 9/52، 53.
(2) قوله: "وهي ضرب من الشجر" ساقط من ش.
(3) ش: "لا".
(4) المخصص 9/56، والصحاح (فيأ) 1/64. وينظر: الزاهر 2/74، والفروق 253.
(5) في الفصيح 319، والتلويح 95 خلاف في إيراد هاتين الفقرتين بزيادة ونقص، وتقديم وتأخير, وقال ابن درستويه (236/ب): "العامة لا تفرق بين مذكر وهذا، وبين مؤنثه". وينظر: الكتاب 2/198، 3/270-280، والمقتضب 3/323، 375، والكامل 1/338، 2/590، وشرح المفصل لابن يعيش 4/57، وشرح التسهيل 3/419.(4/27)
(وتقولِ للرجل: يا لكع، يا غدر، يا فسق)(1) بضم آخره. فهذه الأسماء على مثال عمر وزفر.
فاللكع: الوسخ، وقيل: هو اللئيم(2). وقيل: هو الذليل(3). ويقال للمؤنث: لكاع، على مثال قطام وحذام.
وقوله: "ياغدر" أراد يا غادر، وهو الذي لا يفي بما يضمن، ولا يفعل ما يقوله ويعد به، بل يفعل ضده، وغدر معدول عن غادر، وللمؤنث يا غدار بكسر الراء أيضا. ويا فجار بكسر آخره أيضا، للمؤنث، تريد يا فاجرة،أي يا زانية. والفجور: هو الزناء والانبعاث في المعاصي.
ويا دفار بكسر آخره أيضا: أي يا منتنة الريح. والدفر بسكون الفاء وبدال غير معجمة: النتن خاصة.
وقوله: يا فسق، تريد يا فاسق، وهو الذي قد خرج(4) عن أمر ربه، وللمؤث يا فساق بكسر القاف أيضا.
ويا خبث [152/أ]: أي يا خبيث، وهو الرديء، ويقال للمرأة: يا خباث بكسر آخره.
__________
(1) في الفصيح 319، والتلويح 95 خلاف في إيراد هاتين الفقرتين بزيادة ونقص، وتقديم وتأخير, وقال ابن درستويه (236/ب): "العامة لا تفرق بين مذكر وهذا، وبين مؤنثه". وينظر: الكتاب 2/198، 3/270-280، والمقتضب 3/323، 375، والكامل 1/338، 2/590، وشرح المفصل لابن يعيش 4/57، وشرح التسهيل 3/419.
(2) الزاهر 1/243، والعين 1/203، والصحاح 3/1280 (لكع).
(3) الزاهر 1/243، والعين 1/203، والصحاح 3/1280 (لكع).
(4) ش: "الذي خرج".(4/28)
(وإذا قيل لك: ادن فتغد، فقل ما بي تغد، وفي العشاء: ما بي تعش)، فتجيب بمصدر الفعل الذي دعيت إليه، لأنك تقول: تغديت وتعشيت تغديا وتعشيا، (ولا تقل: ما بي غداء ولا عشاء، لأنه الطعام بعينه)(1). والغداء:هو الطعام غدوة، وغدوة: هي ما بين طلوع الصبح إلى طلوع الشمس، وجمعها غدوات وغدوات بضم الدال وسكونها. والعشاء: هو الطعام عشية، والعشية: هي من صلاة المغرب(2) إلى العتمة(3)، وجمعها عشيات وعشايا.
(وإذا قيل لك: ادن فاطعم، فقل: ما بي طعم، ومن الشراب: ما بي شرب)(4) بضم أولهما لا غير، لأنك أيضا تجيب بمصدر الفعل الذي دعيت إليه، لأنك تقول: طعمت الطعام، وشربت الشراب بكسر العين والراء، فأنا أطعم وأشرب بفتحهما، والمصدر طعم وشرب بسكونهما وضم الطاء والشين.
(وإذا قيل لك: ادن فكل، فقل: ما بي أكل بفتح الألف)(5) لا غير، لأنك أيضا تجيب بمصدر الفعل الذي دعيت إليه، وهو أكل.
__________
(1) والعامة تقوله. إصلاح المنطق 294، وأدب الكاتب 409، وابن درستويه (237/أ)، والزمخشري 448، والصحاح (غدو) 6/2444.
(2) ش: "هي ما بين صلاة المغرب".
(3) وفي التهذيب (عشو) 3/58: "يقع العشي على ما بين زوال الشمس إلى وقت غروبها، كل ذلك عشي، فإذا غابت الشمس فهو العشاء... قال النضر: العشاء: حين يصلي الناس العتمة".
(4) قال ابن درستويه (237/أ): "والعامة تستعمل هذه المصادر، كما تستعملها الخاصة، أي لا تخطئ فيها. وقال الزمخشري 448: "والعامة تقول: ما بي أكل، وهو خطأ".
(5) قال ابن درستويه (237/أ): "والعامة تستعمل هذه المصادر، كما تستعملها الخاصة، أي لا تخطئ فيها. وقال الزمخشري 448: "والعامة تقول: ما بي أكل، وهو خطأ".(4/29)
وادن معناه: اقرب، وتكون ألفه مضمومة إذا ابتدأت بها، فإن وصلتها بكلام قبلها كانت ساكنة وساقطة في اللفظ(1)، وتقول منه: دنا يدنو دنوا بالواو، إذا قرب، العامة تقول [152/ب] في مستقبله: يدني بالياء(2)، وهو غلط.
(وتقول:عصا معوجة بضم الميم)(3) وسكون العين وتخفيف الواو تشديد الجيم: إذا زالت عن جهة الاستقامة، وكانت غير معتدلة، وهي فاعلة، لأنك تقول: اعوجت العصا تعوج اعوجاجا فهي معوجة، مثل احمرت تحمر احمرارا فهي محمرة، والعصا مقصورة مؤنثة(4)، وجمعها أعص في العدد القليل، وعصي في الكثير(5).
__________
(1) قوله: "وتكون ألفه مضمومة... اللفظ" ساقط من ش.
(2) لم تذكره كتب لحن العامة، ولعله مما كان يلحن فيه أهل عصره.
(3) والعامة تقول: "معوجة" بضم الميم وفتح العين وتشديد الواو. إصلاح المنطق 166، وابن درستويه (237/أ)، والزمخشري 449، وتقويم اللسان 164، وتصحيح التصحيف 486، وفي أدب الكاتب 396، والصحاح (عوج) 1/332: "ولا تقل معوجة بكسر الميم". وفي التهذيب 3/48 عن الأصمعي: "ولا تقل معوج إلا لعود أو شيء ركب فيه العاج". وأجاز الخليل في العين 2/184 ما منعه الأصمعي، وكل ما تقدم جائز في تثقيف اللسان 284.
(4) المذكر والمؤنث للفراء 80، وحروف الممدود والمقصور 39، 40.
(5) وأعصاء وعصي. المحكم (عصو) 2/214.(4/30)
(وتقول رجل صنع اليد واللسان)(1) بفتح الصاد والنون: إذا كان جيد الصنعة عمالا بهما(2) حاذقا بما يعمل بيده، أو يقوله بلسانه، يضع الكلام في مواضعه، ويحتج بما يقطع به حجة صاحبه. وجمعه صنعون وأصناع(3). وقيل: معنى رجل صنع اليد: أي رفيق اليد بكل عمل يراه فيعمل مثله(4).
(وامرأة صناع اليد)(5) على فعال بفتح أوله: أي حاذقة رفيقة بما تعمله. وجمعها صنع بضم الصاد والنون، مثل حصان وحصن.
(وتقول: سير مضفور)(6) بالضاد: أي منسوج، كما يسف الخوص والشعر وغيرهما على ثلاث قوى أو أكثر. (وللمرأة ضفيرتان)(7) بالضاد أيضا، (وقد ضفرت رأسها): أي سفت شعره ونسجته وجعلته [153/أ] ضفيرتين أو أكثر. وجمع الضفيرة ضفائر(8).
__________
(1) العين 1/304، والجمهرة 2/888، والصحاح 3/1246 (صنع). وفي أدب الكاتب 202: "ولا يقال للرجل صناع". وقيل في الاقتضاب 2/110، والمخصص 12/257، والمحكم (صنع) 1/274. وقال الزمخشري 449: "والعامة تقول:رجل صنع اليد بكسر النون والصواب فتحها".
(2) ش: "بهما جميعا".
(3) ولم يجز سيبويه إلا صنعون. الكتاب 3/629. وينظر: المخصص 12/257، والمحكم 1/274.
(4) القول في الزمخشري 449.
(5) في الجمهرة 2/888: "ولا يقال: امرأة صنع، وقد جاء في الشعر الفصيح". وينظر: المصادر السابقة في التعليق رقم 4، ص 903.
(6) والعامة تقول: "سير مظفور، مظفيرتان" بالظاء. إصلاح المنطق 331، وابن درستويه (237/ب)، والزمخشري 450.
(7) والعامة تقول: "سير مظفور، مظفيرتان" بالظاء. إصلاح المنطق 331، وابن درستويه (237/ب)، والزمخشري 450. والعامة تقول: "سير مظفور، مظفيرتان" بالظاء. إصلاح المنطق 331، وابن درستويه (237/ب)، والزمخشري 450.
(8) ينظر: خلق الإنسان لثابت 68، وللزجاج 25.(4/31)
(وتقول: لقيته لقية) بفتح اللام وبالياء: أي صادفته واجتمعت به مرة واحدة من اللقاء، وهو الاجتماع، (و) يقال أيضا: (لقاءة)(1) بالهاء والمد وكسر اللام، بمعنى لقية، (ولا تقل: لقاة) بفتح اللام مع القصر، (فإنه خطأ)(2)، ووجه خطئه أن المرة(3) الواحدة تكون على فعلة بسكون العين، ولقاة وزنها فعلة بفتح العين، لأن أصلها لقية، فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار لقاة.
(وهي عائشة بالألف والهمز)(4): اسم امرأة، وهي فاعلة من عاشت تعيش عيشا فهي عائشة، إذا حييت.
__________
(1) زيد في الفصيح 320: "ولقيانا، ولقيانة".
(2) إصلاح المنطق 311، وفيه: "فإنها مولدة ليست من كلام العرب"، ودرة الغواص 205، وتصحيح التصحيف 456، والجمهرة 2/977، والتهذيب 9/299، والصحاح 6/2484 (لقى). وهي جائزة في المحيط (لقى) 6/27، وحكاها ابن درستويه (238/أ) عن ابن الأعرابي، وابن سيده في المحكم (لقى) 6/312 عن ابن جني. وينظر: القاموس 1716، والتاج 10/330.
(3) ش: "فإنه خطأ، لأن المرة".
(4) والعامة تقول: "عيشة" بتخفيف الهمزة وترك الألف. إصلاح المنطق 297، وأدب الكاتب 427، وابن درستويه (238/أ)، والزمخشري 450 وفيه: " وأكثر ما تقوله أهل بغداد"، والتهذيب 3/60، والصحاح 3/1013 (عيش). وفي العين (حير) 3/289: "والحائر حوض يسيب إليه الماء في الأمصار... وأكثر الناس يسمونه الحير، كما يقال لعائشة: عيشة، يستحسنون التخفيف وطرح الألف". وأنشد ابن دريد في الجمهرة 2/1175 لرجل بن تميم أنه قال لعمر بن عبيد الله بن معمر:
انبذ برملة نبذ الجورب الخلق وعش بعيشة عيشا غير ذي رنق
قال: "يعني رملة أخت طلحة الطلحات، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله".
قلت: مازالت العامة في بعض نواحي السراة تسمي البنات عيشة، ولا تعرف الألف والهمز.(4/32)
(وهو الحائر) بالألف أيضا: (للذي تسميه العامة الحير)(1)، وهو مجتمع الماء، وهو المكان الواسع الذي تسيل إليه الأمطار، وربما ذهب الماء منه ويبس، ويبقى اسم الحائر عليه، كما بقي على حائر الحجاج بالبصرة(2)، وبهذا سمي الموضع الذي بناحية الكوفة الذي دفن فيه الحسين بن علي – رضوان الله عليهما ورحمته وبركاته – الحائر(3). والعامة تسميه الحير. وقال العجاج(4):
سقاه ريا حائر روي
(وجمعه حوران وحيران)(5)، فأما حوران بالواو، فإنه جمع على فعلان بضم الفاء، وكان أصله [153/ب] حيران بياء ساكنة وقبلها ضمة، فانقلبت الياء واوا لانضمام ما قبلها، وذلك أن أصل هذه الكلمة الياء، لأنه من التحير، كأن الماء يتحير في هذا الموضع، ومن جمعه على حيران بالياء، فإنه جمع(6) على فعلان بكسر الفاء، كجان وجنان، فترك الياء على أصلها، ولم يقلبها واوا، لأن قبلها كسرة.
(وهو الحائط): للجدار بالألف، (ولا تقل حيط)(7)، وهو فاعل أيضا من حاط بالمكان يحوط حوطا فهو حائط، أي أحذق به وصانه. وجمعه حيطان(8)، وأصله حوطان بالواو، فقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
__________
(1) الجمهرة (حير) 1/526، 2/1048. وتقدم في الهامش السابق عن الخليل جواز ذلك. وينظر: التهذيب 5/231، والمحيط 3/203، والمحكم 3/334 (حير).
(2) معجم ما استعجم 1/414.
(3) معجم البلدان 2/208.
(4) ديوانه 1/489.
(5) الكتاب 3/614، والصحاح (حير) 2/640. وفي نوادر أبي مسحل 1/380 "وجمعها حوران وحيران وحوائر، كما تقول: قائلة وقوائل، وحائرة وحوائر". وينظر: التنبيهات 187.
(6) ش: "جمعه".
(7) فإنه من كلام العامة، وهو مثل ما قبله كحير وعيشة. ابن درستويه (238/ب).
(8) وحياط أيضا، حكاه ابن الأعرابي. المحكم (حوط) 3/372.(4/33)
(ورجل عزب)(1) بفتح العين والزاي: للذي لا امرأة له، ورجال عزبون وأعزاب، وقول العامة عزاب خطأ، لأن عزابا جمع عازب، كعابد وعباد(2). (وامرأة عزبة)(3) بالفتح أيضا مع الهاء: للتي لا زوج لها. وجمعها عزبات بفتح الزاي أيضا.
__________
(1) والعامة تقول: "أعزب". أدب الكاتب 372، وابن درستويه (238/ب)، والنهاية 3/228، وتقويم اللسان 137، وتصحيح التصحيف 116. قلت: وفي التهذيب (عزب) 2/147 عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: "رجل عزب... ولا يقال رجل أعزب... وأجاز غيره رجل أعزب". وروى البخاري في صحيحه (كتاب الصلاة – 440) عن ابن عمر رضي الله عنه "أنه كان ينام وهو رجل أعزب لا أهل له في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم"، وروى مسلم في (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها – 2834) عن النبي أنه قال: "وما في الجنة أعزب". وكفى بكلامه صلى الله عليه وسلم شاهدا على صحة هذه اللغة وفصاحتها. قلت: لا تزال العامة في بعض مناطق السراة تقول للشاب الذي لم يتزوج: "عزب" بغير همز، وتجمعه على عزبان، والمرأة" عزبة" وتجمعه على عزيب.
(2) الجبان 331.
(3) والعامة تقول: "عزباء". ابن درستويه (238/ب)، ولحن العامة 162، وابن ناقيا 2/384. وخطأ أبو إسحاق الزجاج ثعلبا في المخاطبة التي جرت بينهما (2/ب) في قوله: "وامرأة عزبة" فقال: "إنما يقال: رجل عزب وامرأة عزب، لأنه مصدر وصف به، فلا يثني ولا يجمع ولا يؤنث، كما يقال: امرأة خصم ورجل خصم". وينظر: الرد على الزجاج للجواليقي (2/ب)، وليس في كلام العرب 275، والأشباه والنظائر 4/127، 128.(4/34)
(وأعسر يسر)(1) بفتح السين والياء من يسر وحذف الألف: وهو الذي يعمل بيديه جميعا، يعمل بيده اليسرى كما يعمل بيده اليمنى، ويقال له أيضا إذا كان كذلك: أضبط. وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "كان أعسر يسرا"(2)، وفي [154/أ] رواية أخرى: "كان أضبط"(3). والأعسر على الانفراد: هو الذي يعمل بيده اليسرى لا غير، وجمعه أعسر، مثل أحمر وحمر، وجمع يسر يسرون وأيسار.
(وهي ريطة: اسم امرأة، بمنزلة الريطة من الثياب)(4)، وهي كل ملاءة عريضة لم تكن لفقين، أي قطعتين قد خيطت إحداهما بالأخرى(5)، وتجمع المرأة والملاءة ريطات ورياطا، فإن جمعت الريطة من الثياب وأردت الجنس قلت: ريط، مثل تمرة وتمر.
(وهي فيد: لهذه القرية)(6)، وهي معرفة لا تدخل عليها الألف واللام، ولا تزاد فيها ألف،وهي منزل في طريق حاج العراق(7). وقال لبيد(8):
مرية حلت بفيد وجاورت
__________
(1) والعامة تقول: "أعسر أيسر". خلق الإنسان للأصمعي 207، وإصلاح المنطق 294، وأدب الكاتب 372، وابن درستويه (238/ب)، وتقويم اللسان 188، وتصحيح التصحيف 143، والعين 1/326، 7/296، والجمهرة 2/725 (عسر، يسر).
(2) تاريخ الطبري 4/408، ومناقب عمر لابن الجوزي 10، والنهاية 5/297، والبداية والنهاية 7/143.
(3) مناقب عمر 10. وينظر: خلق الإنسان لثابت 234.
(4) والعامة تقول: "رائطة" بالهمزة. إصلاح المنطق 297، وأدب الكاتب 297، وابن درستويه (139/أ)، والجبان 332، والزمخشري 451، والتهذيب 14/15.
(5) قوله: "قد خيطت إحداهما بالأخرى" ساقط من ش. وينظر: أدب الكاتب 181.
(6) والعامة تقول: "فايد" بزيادة ألف. ابن دريستويه (139/أ)، و"الفيد" بالألف واللام. الزمخشري 451.
(7) ش: "وهي منزل قدام الكوفة"، من طريق حاج العراق". وينظر: معجم ما استعجم 2/1032، ومعجم البلدان 4/282، والروض المعطار 443.
(8) ديوانه 301. ومرية: منسوبة إلى بني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان. ومرامها: مطلبها. شرح القصائد السبع 533.(4/35)
أهل الحجاز فأين منك مرامها
(وتقول: قرط وثلاثة قرطة، وجحر وثلاثة جحرة، وجرز وثلاثة جرزة)(1).
قال أبو سهل: قرطة وجحرة وجرزة من أبنية الجمع الكثير، وثلاثة يكون للجمع القليل، لكنه أراد ثلاثة من قرطة، وثلاثة من جحرة، وثلاثة من جزرة. وهو مثل قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ}(2) وقروء جمع كثير، فأراد جل وعز ثلاثة من قروء (3)
__________
(1) والعامة تقول في الجمع: "أقرطة، وأجحرة، وأجرزة" بألف. إصلاح المنطق 170، وابن درستويه (239/أ)، والزمخشري 452.
(2) سورة البقرة 228. وينظر: الكتاب 3/575، والمقتضب 2/159، وإعراب القرآن للنحاس 1/312، والدر المصون 2/438.
(3) هكذا في الأصل، وفي ش: "قال أبو سهل: هذا الذي ذكره من قوله: ثلاثة قرطة، وثلاثة جحرة، وثلاثة جرزة، وجه الجميع فيه أن يقال: ثلاثة أقرط، وثلاثة أجحار، وثلاثة أجراز، لأن ثلاثة عدد قليل، والعدد القليل، يكون من الثلاثة إلى العشرة، وما زاد على العشرة فهو جمع كثير، فالقرطة والجحرة، والجرزة من أمثلة الجمع الكثير، لأن أمثلة الجمع القليل أربعة،وهي: أفعل، وأفعال، وأفعلة، وفعلة، نحو: أفلس وأكلب، وأجمال وأبراد، وأحمرة وأرغفة، وغلمة وصبية، وما عدا هذه الأمثلة فهو للجمع الكثير، وربما جاء للشيء جمعان جمع قليل وجمع كثير، نحو: فلس جمعه في القليل أفلس، وفي الكثير فلوس، ولو قلت: ثلاثة فلوس، لم يحسن، لأنه للكثير، وكذلك قولهم: جمل، جمعه في القليل أجمال، وفي الكثير جمال،وكذلك حمار، جمعه في القليل أحمرة، وفي الكثير حمر، وكذلك صبي، جمعه في القليل صبية، وفي الكثير صبيان، وأشباه هذه الأسماء كثيرة، وربما جاء للشيء جمع قليل لا كثير له، وجمع كثير لا قليل له، فيعبر بجمعه القليل عن الكثير، وبالكثير عن القليل، كقولهم في جمع قفل: أقفال، وفي عدل: أعدال، وفي رسن: أرسان، فجمعوها على الجمع القليل لا غير، ويعبر بها عن الكثير. كقولهم في جمع شسع: شسوع، وفي قلب: قلوب، وفي صرد: صردان، فجمعوها على الجمع الكثير لا غير، ويعبر بها عن القليل.
فهذا الذي ذكرته هو القياس، وهو الأكثر والأحسن في كلام العرب إلا أن قول أبي العباس ثعلب – رحمه الله – يحمل على تقدير "من" فيكون معناه: ثلاثة من قرطة، وثلاثة من جحرة، وثلاثة من جرزة، وقد جاء مثل هذا في كتاب الله عز وجل: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} أي ثلاثة من قروء، القروء جمع كثير، قد استعمل فيه الجمع القليل، وهو الأقراء، فيحمل على الوجه الذي يقدر فيه من".(4/36)
[154/ب].
والقرط: ما يجعل في أسفل أذن الجارية والغلام، في شحمتها من خرز، أو ذهب، أو غير ذلك، ويقال لما يجعل في أعلاها شنف بفتح أوله وسكون ثانيه، وجمعه شنوف، وقد تقدم ذكره في باب المفتوح أوله(1).
وأما الجحر بضم أوله وسكون ثانيه أيضا: فهو معروف للحية والفأر واليريوع والضبع وغيرها، وه الثقب في الأرض الذي تأوي إليه.
وأما الجرز بضم أوله وسكون ثانيه أيضا، والراء قبل الزاي: فهو العمود من [الحديد، وهو من ](2) السلاح.
(وتقول: ناقة شائلة) بالهاء: (إذا ارتفع لبنها)(3)، أي قل وخف(4) في ضرعها، وذلك إذا أتى عليها سبعة أشهر أو ثمانية من نتاجها. (وجمعها شول) بفتح الشين وتخفيف الواو وسكونها. قال الشاعر(5):
وقد يسرت إذا ما الشول روحها
برد العشي بشفان وصراد
يسرت: أي دخلت(6) مع الأيسار في الجزور، إذا ضربوا عليها بالسهام. والشفان: الريح الباردة. والصراد: غيم رقيق لا ماء فيه(7).
(وناقة شائل) بغير هاء: (إذا شالت بذنبها)(8)، تري الفحل أنها لاقح، أي حامل، والناقة تفعل ذلك إذا شمها [155/أ الفحل أو دنا منها، فيعدل حينئذ عنها، ولا يقربها بضراب. (وجمعها شول) بضم الشين وتشديد الواو. ومنه قول أبي النجم(9):
كأن في أذنابهن الشول
من عبس الصيف قرون الإيل
وقد يقال(10) أيضا: ذنب شائل، وأذناب شول، وينشد على هذا أيضا قول أبي النجم.
__________
(1) ص 584.
(2) استدركه المصنف في الحاشية.
(3) الإبل 90، والغريب المصنف (149/أ)، والمخصص 7/13، والعين 6/285، والجمهرة 2/880، والصحاح 5/1742 (شول).
(4) ش: "وجف" بالجيم.
(5) هو سنان بن أبي حارثة المري. والبيت في المفضليات 350، والأصمعيات 209.
(6) ش: "يسرت: أي قامرت، يريد دخلت... ".
(7) الصحاح (صرد) 2/497، وفي شرح المفضليات للأنباري 688: "الصراد: ريح باردة". وقوله: "والصراد... فيه" ساقط من ش.
(8) ينظر: الحاشية رقم 3 ص 911.
(9) ديوانه 191.
(10) ش: "ويقال".(4/37)
(وهي أكيلة السبع)(1) بالياء: وهي اسم للشاة التي أكلها، فلذلك دخلتها هاء التأنيث، لأنها اسم وليست بصفة، ولو كانت صفة لم تدخلها الهاء، وهي فعيلة بمعنى مفعولة(2)، والجميع أكيلات وأكائل.
وقال أبو العباس المبرد(3): أكيلة السبع: هي التي قد قتلها، وأكل منها، وبقي منها. والعرب تقول للباقي منها إذا رأوه: هذه أكيلة السبع.
(وأكولة الراعي)(4) بالواو: وهي اسم أيضا للشاة (التي يسمنها) ليأكلها، فلذلك دخلتها الهاء أيضا، وليس بصفة، لأنها لو كانت صفة لم تدخلها الهاء، وهي الشاة التي يعدها الراعي للأكل، وهي فعولة بمعنى مفعولة، مثل الحلوبة التي تحلب، والركوبة التي تركب.
(ويكره للمصدق أخذها)(5)، لأنها من خير المال، ويجب على المصدق أن يأخذ من أوساط المال، لا من خيره ولا شره. وجمعها أكولات [155/ب] وأكائل، كحلوبة وحلوبات وحلائب. والمصدق بتخفيف الصاد: هو الذي يأخذ صدقات القوم، وهي ما يجب عليهم من زكاة إبلهم وبقرهم وغنمهم.
__________
(1) إصلاح المنطق 335، 343، وأدب الكاتب 291، 293، والمخصص 8/9، 15، والعين 5/408، والتهذيب 10/367، والصحاح 4/1625، والمقاييس 1/123، والمحكم 7/67 (أكل).
(2) إصلاح المنطق 343.
(3) لم أقف عليه.
وأبو العباس المبرد هو: محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي، من أئمة النحو واللغة والأدب، من مؤلفاته: معاني القرآن، والكامل،والمقتضب، والتعازي والمراثي، ونسب عدنان وقحطان، توفي سنة 285هـ.
أخبار النحويين البصريين 104، وطبقات الزبيدي 101، ومعجم الأدباء 6/2678، وإنباه الرواة 3/241.
(4) ينظر: المصادر السابقة في الحاشية رقم 1.
(5) وروى مالك في الموطأ 1/223، 224 عن عمر رضي الله عنه قال لساعيه على الصدقات: "ولا تأخذ الأكولة ولا الربى، ولا الماخض، ولا فحل الغنم". وينظر: غريب الحديث لأبي عبيد 2/90، 91، والنهاية 1/58، وجامع الأصول 4/601، والمغني لابن قدامة 4/44.(4/38)
(ويقال لهذا الذي يوزن به: منا) مخفف النون مقصور، (ومنوان) للاثنين، مثل عصا وعصوان، (وأمناء) بالمد (للجميع)(1)، مثل أقفاء.
(وهو قص الشاة) بالصاد، (وقصصها)(2) أيضا بإظهار التضعيف: لزورها، وهو رأس صدرها، موضع المشاش، ويكون للإنسان أيضا، والجمع قصوص وأقصاص.
(وهو الصقر)(3) بالصاد المفتوحة: وهو الطائر المعروف من الجوراح الذي يصاد به. وجمعه صقور وصقورة أيضا، والتاء لتأنيث الجماعة.
__________
(1) والعامة تقول: "من، ومنان، وأمنان" في المفرد والتثنية والجمع. ابن درستويه (240/أ)، وتصحيح التصحيف 498. وهي لغة والأولى أفصح في إصلاح المنطق 181، والصحاح (منو) 6/2497. وحكى الأزهري أنها لغة بني تميم. التهذيب (منو) 15/530. وينظر: المنتخب 1/388، والمخصص 12/264، واللسان 15/297، والمصباح 222 (منو). وأنشد المصنف في التلويح 97 – شاهدا على التثنية – قول الشاعر:
وقد أعددت للغرماء عندي عصا في رأسها منوا حديد
(2) والعامة تقولهما بالسين. إصلاح المنطق 184، وأدب الكاتب 386، وابن درستويه (240/أ)، والزمخشري 453. وينظر: العين 5/10، والجمهرة 1/142 (قصص).
(3) والعامة تقوله بالسين. ابن درستويه (240/أ)، والزمخشري 453، وهي لغة، وبالزاي لغة ثالثة فيهما. وينظر: ابن خالويه (78/ب)، والخصائص 1/374، وديوان الأدب 1/107، 108، والإبدال 2/132، 186، والفرق بين الحروف الخمسة 493، ووفاق المفهوم 244، والمزهر 1/475، والعين 5/60، والجمهرة 2/717، 742 (صقر).(4/39)
(وهو الصندوق)(1) بصاد مضمومة: وهو معروف، تجعل فيه الثياب وغيرها. وجمعه صناديق.
(وتقول(2): ما حك هذا الأمر في صدري)(3) بتشديد الكاف: أي ما أثر في قلبي من عداوة وغم أو غير ذلك. وقيل: معناه: ما أوقع في نفسي شكا، وأنا على يقين منه(4). ولا يصرف هذا الفعل، لأنه جاء كالمثل.
__________
(1) والعامة تقول: "سندوق" بالسين المفتوحة. إصلاح المنطق 185، وأدب الكاتب 387، وابن درستويه (240/أ). و"صندوق" بفتح الصاد. الزمخشري 453، وذيل الفصيح 34، وابن ناقيا 2/392. والسندوق لغة في الصندوق في: الفرق بين الحروف الخمسة 491، والعين 5/246، والبارع 557، والتهذيب 9/386، والمحيط 6/86 (صندق، سندق). والصندوق بفتح الصاد والزندوق بالزاي لغتان أيضا في المحيط 816، والقاموس 1164 (صندق).
(2) في الفصيح 320، والتلويح 98: "ومنه تقول".
(3) والعامة تقول: "ما حالك" بألف وتخفيف الكاف. إصلاح المنطق 253، وأدب الكاتب 372، وابن درستويه (240/أ). وفي الجمهرة 1/101: "ويقال: ما حك هذا الأمر في صدري، ولا يقال: أحاك". وينظر: المحكم 2/336 (حكك).
(4) الأفعال للسرقسطي 1/336، والتهذيب (حكك) 3/385.(4/40)
(ومررت برجل يسأل)،وفي نسخ أخر: (على رجل يسأل)(1)، وهما بمعنى واحد، لأن حروف الجر ينوب بضعها عن بعض(2). ومعنى يسأل: يطلب من الناس فضلهم، كما قال الله تعالى [156/أ]: {لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً}(3) وقال جل ثناؤه: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}(4) أي اطلبوا وارغبوا إليه. (ولا تقل:يتصدق، لأن(5) المتصدق: المعطي)(6). ومنه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ}(7) أي المعطين(8).
__________
(1) كذا في الفصيح 320، وما بين يدي من شروحه.
(2) ينظر: معاني القرآن للأخفش 1/46، 208، وشرح التسهيل لابن مالك 3/152، ومغني اللبيب 137، والجنى الداني 37.
(3) سورة البقرة 273.
(4) سورة النساء 32. والآية بقراءة الكسائي وابن كثير، وحذف الهمزة لغة حجازية. ينظر: السبعة 232، وعلل القراءات 1/147، والحجة لأبي علي 3/155، والدر المصون 3/666.
(5) في الفصيح 320، والتلويح 98: "وإنما".
(6) والعامة تقول للسائل: "المتصدق". إصلاح المنطق 296، وأدب الكاتب 25، وابن درستويه (240/ب)، والصحاح (صدق) 4/1506. قلت: واللفظة من الأضداد، للسائل والمعطي في: الأضداد لأبي حاتم 135، ولابن الأنباري 179، والصغاني 235، والتهذيب 8/356، والمحيط 5/258، والمقاييس 3/340 (صدق).
(7) سورة يوسف 88.
(8) وردت العبارة في ش كما يلي: ".... ومعنى يسأل: يطلب من الناس فضلهم، ولا تقل: يتصدق، وإنما المتصدق المعطي، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} أي المعطين، وقال تعالى: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِه} أي اطلبوا منه وارغبوا إليه".(4/41)
(وتقول:أشليت الكلب وغيره) أشليه إشلاء: (إذا دعوته إليك) باسمه، والفاعل مشل بكسر اللام، والكلب مشلى بفتحها، (وقول الناس: أشليته على الصيد خطأ، فإن أردت ذلك قلت: آسدته) بالمد، أؤسده بالهمز، وإن شئت أوسده بغير همز، (وأوسدته)(1) أيضا بالواو، أوسده، والمصدر منهما جميعا إيسادا: إذا أغريته به، وقال الفراء: "وذلك إذا قلت له أستخذ"(2). والفاعل من الممدود مؤسد الهمز، وبغير همز أيضا، وكسر السين، والكلب مؤسد بفتحها وبالهمز، وترك الهمز، ومن أوسدت بالواو، موسد موسد بغير همز. وقال الجعدي(3): في الإشلاء بمعنى الدعاء:
وذكرته في شدة القيظ باسمه
وأشليته حتى أراح وأبصر
__________
(1) إصلاح المنطق 160، 283، 284، وأدب الكاتب 40، والكامل للمبرد 1/425، 3/1225، وتقويم اللسان 61، وتصحيح التصحيف 108، والتهذيب 11/413، والصحاح 6/2395 (شلو). قلت: الإشلاء بمعنى الإغراء صحيح مستعمل، واحتج له ابن درستويه (241/أ)، وابن بري في اللسان (شلو) 14/443، وقد تكلم به الشافعي رحمه الله، وهو من الفصحاء، في الأم 2/227، وأحكام القرآن 2/81. وينظر: الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي 399، والرد على الانتقاد على الشافعي 125.
(2) هكذا هو مضبوط بخط المصنف "استخذ"، وأكد عليه بكتابة "صح" فوق الكلمة، ولم أقف على هذا القول، ولم يتضح لي معناه بهذا اللفظ. وذكرت المعاجم "استخذ" بصيغة الماضي، بوزن استفعل من أخذ أو تخذ، ولم تذكر الأمر منه، وقياسه "استخذ" بفتح التاء وكسر الخاء، فيجوز أن يكون هذا المعنى المراد، ولكن يرده اختلاف الضبط كما ترى. ينظر: اللسان 3/474، 478، والقاموس 421، والتاج 2/552 (أخذ، تخذ).
(3) ديوانه 66، برواية: "وعرفته في شدة الجري باسمه".(4/42)
أراح: من الراحة. وقال الفرزدق(1):
تشلي كلابك والأذناب شائلة
إلى قروم عظام الهام والقصر
وقال الراجز(2) [156/ب]:
أشليت عنزي ومسحت قعبي
ثم تهيأت لشرب قأب
وقال النابغة الجعدي في الإيساد(3):
بأكلب كقداح النبع يوسدها
طمل أخو قفرة غرثان قد نحلا
طمل وطملال: خفيف الشأن والهيأة.
__________
(1) ديوانه 262. يهجو جريرا، والقروم: جمع قرم، وهو الفحل الذي يترك من الركوب والعمل، ويودع للفحلة. والقصر: الأعناق. واستشهد به ابن بري على أن الإشلاء في البيت بمعنى الإغراء، ورواه: "على قروم". اللسان (شلو) 14/444.
(2) الرجز لأبي نخيلة في: شرح أبيات إصلاح المنطق 337، وتهذيب إصلاح المنطق 391، والمشوف المعلم 1/405، واللسان 1/657، والتاج 1/418 (قأب). وبلا نسبة في: الصحاح 1/197، 6/2395، واللسان 14/443 (قأب، شلا). والشطر الأول بلا عزو في: إصلاح المنطق 160، والأساس (شلا) 241. والقعب: القدح. والفأب: الشرب الكثير.
(3) ديوانه 196. والغرثان: الجائع.(4/43)
(وتقول: استخفيت منك) أستخفي استخفاء: (أي تواريت)، وأنا مستخف. وهو مأخوذ من خفاء الشيء، وهو استتاره، (ولا يقال: اختفيت، إنما الاختفاء: الإظهار)(1). فاستخفيت وتواريت بمعنى واحد، إذا اختبأت ولم تظهر. فاستخفيت استفعلت من الخفاء المد وفتح الخاء، والخفية بضمها، وهما الغيبة عن العين والاستتار. ومنه قوله تلعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ}(2).
وتواريت: تفاعلت من الوراء، وهو خلف الإنسان وغيره، فلا تراه عينه.
وأما اختفيت: فمعناه: استخرجت الشيء الخفي، أي أظهرته، فكأني أزلت الخفاء عنه، كما يقال: أعجمت الحرف، إذا أزلت عنه الاستعجام، ولذلك سموا النباش مختفيا، لأنه يستخرج الأكفان بعد أن كانت مخفية مستورة(3).
__________
(1) والعامة تقول: "اختفيت" بمعنى استترت. إصلاح المنطق 235، وأدب الكاتب 404، وابن درستويه (241/ب)، وتثقيف اللسان 249، وتقويم اللسان 62، وتصحيح التصحيف 88. قلت: اللفظتان عند كثير من العلماء من الأضداد، للظهور والاستتار. ينظر: الأضداد للأصمعي 21، ولأبي حاتم 115، ولابن الأنباري 76، 95، وللصغاني 228، وإصلاح المنطق (عن أبي عبيدة) 235، والتهذيب 7/595، والصحاح 6/2329، والمحكم 5/162 (خفى).
(2) سورة النساء 108. وأنشد المصنف بعد هذه الآية في التلويح 98 قول امرئ القيس (ديوانه 51):
خفاهن من أنفاقهن كأنما خفاهن ودق من عشي مجلب
قال: "أي أظهرهن واستخرهن من أسرابهن، يعني فئرة سمعت وقع حوافر الفرس في حضرة فظنته مطرا".
(3) وفي غريب الحديث للحربي 2/840: "وأهل الحجاز يسمون النباش المختفي، لأنه يستخرج الميت".(4/44)
(وتقول: دابة لا ترادف: إذا لم تحمل رديفا)(1)، ولم تدعه [157/أ] يركبها. والرديف: هو الذي يركب خلف الراكب، ويقال له: الردف أيضا. والرداف على فعال: هو كفل الدابة، وهو الموضع الذي يركبه الرجل خلف الراكب من الدابة، ومن الإنسان الردف على فعل. وإنما قال: لا ترادف، وهو فعل مستقبل، والماضي منه رادفت، والمصدر مرادفة بفتح الدال، والدابة مرادفة بكسرها، إذا مكنت من ذلك، وهذا الفعل لا يكون إلا من اثنين، فإنما(2) أراد أن الفعل لا يقع من الراكب، ولا من الدابة، لأنها لما لم تواته ولم تطاوعه على الركوب، امتنع هو منه أيضا، فكأن الفعل لم يكن منهما جميعا.
__________
(1) والعامة تقول: "لا تردف". إصلاح المنطق 297، وأدب الكاتب 408، ومعاني القرآن وإعرابه 2/402، وابن درستويه (242/أ)، ودرة الغواص 211، وتقويم اللسان 85، وذيل الفصيح 8، وتصحيح التصحيف 96، والصحاح 4/1364، وفي العين 8/23: "ويقال: برذون لا يردف، ولا يرادف، أي يدع وديفا يركبه". وقال الأزهري في الرد عليه: "كلام العرب: لا يرادف، وأما لا يردف فهو مولد ممن كلام أهل الحضر". قلت: ما زالت العامة في بعض مناطق السراة تقول: "هذا الحمار لا يردف" بغير ألف، أي لا يحمل رديفا.
(2) ش: "فإما".(4/45)
(وتقول: هذا يساوي ألفا)(1) بضم الياء، على يفاعل: أي يعادله ويماثله في القيمة. والماضي منه ساوى، والمصدر مساواة وسواء بكسر السين والمد، والفاعل مساو بكسر الواو، وهذا أيضا لا يكون إلا من ا ثنين فأراد أن كل واحد يعادل الآخر في القيمة والقدر.
(وتقول: فلان يتندى على أصحابه، كقولك: يتسخى)(2) في الوزن والمعنى، وهو يتفعل من الندى، وهو الجود وماضيه تندى، ومصدره تند، والفاعل متند.
__________
(1) والعامة تقول: "يسوى". أدب الكاتب 411، وابن درستويه (142/أ)، وذيل الفصيح 36، وتصحيح التصحيف 557. و"يستوي" الزمخشري (200/ب)، وتقويم اللسان 188. والأخيرة لغة في العين 7/325، والمحيط 8/413، والمصباح 113، والقاموس 1673 (سوى). وفي التهذيب: "وقولهم: لا يسوى ليس من كلام العرب، وهو من كلام المولدين، وكذلك يسوى ليس بصحيح". قلت: وعامة زماننا هذا لا يعرفون إلا "يسوى".
(2) والعامة تقول: "يندي". إصلاح المنطق 331، وأدب الكاتب 413، والزمخشري 456، والتهذيب 14/192، والصحاح 6/2506 (ندو).(4/46)
(وتقول: أخذه ما قدم وما حدث)(1) بضم الدال فيهما: أي أصابه من الهم والغم، أو القلق، أو الغيظ، أو الحيرة، أو الخوف، أو نحو ذلك ما تقدم منه وما تأخر، أي ما قد طال عهده منه وعرف، وما قد طرأ ووجد بعد أن لم يكن، ومستقبلهما يقدم ويحدث بضم الدال أيضا، ومصدرهما قدم بكسر القاف وفتح الدال، وحدثان بكسر الحاء وسكون الدال، وحداثة بفتحهما، واسم الفاعل منهما قديم وحديث، على فعيل(2). وإذا أفردت حدث ونطقت به وحده فقلت: حدث الشيء، كانت الدال منه مفتوحة لا غير، فإذا قرنته مع قدم فقلت: قدم وحدث، ضممت الدال منه على طريق الإتباع والمزاوجة.
(وتقول: كسفت الشمس) بفتح الكاف والسين، تكسف بكسر السين كسوفا فهي كاسفة، إذا أظلمت واسودت وذهب ضوؤها، لحجز القمر بينها وبيننا.
__________
(1) والعامة تقول: "ما قدم وما حدث" بفتح الدال من حدث على الأصل. الزمخشري 456. وفي درة الغواص 66: "ويقولون: قد حدث أمر، فيضمون الدال من "حدث" مقايسة على ضمها في قولهم: أخذه ما حدث وما قدم...". وينظر: تقويم اللسان 99، وتصحيح التصحيف 222، والتهذيب 4/406، والصحاح 1/278، والمحكم 3/187 (حدث). وهذه الجملة مثل يضرب للمغتاظ والذي يفرط اغتمامه. المستقصى 1/97.
(2) زيد في ش: "لما فيهما من معنى المبالغة".(4/47)
(وخسف القمر) بفتح الخاء والسين، يخسف بكسر السين، خسوفا، فهو خاسف:إذا أظلم أيضا، وذهب نوره لحجز الأرض بينه وبين الشمس، فلم يصل منها إليه نور يضيء به. وقال تعالى: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ[158/أ] وَخَسَفَ الْقَمَرُ}(1)و(هذا أجود الكلام)(2)، يعني أن القمر يقال فيه خسف بالخاء، وأن الشمس يقال فيها: كسفت. والعامة تقولهما جميعا بالكاف(3).
(وشويت اللحم فانشوى) بنون قبل الشين، لأن انفعل(4) للمطاوعة، كما تقول: قدت الدابة فانقاد، أي طاوع للقياد. وانشوى معناه: نضج، ومستقبله ينشوي، ومصدره انشواء، واللحم منشو بالنون في جميع ذلك، والرجل شاو. ولا يقال: شويت اللحم فاشتوى بتاء بعد الشين، لأن اشتوى يكون للرجل الذي يشوي اللحم(5)
__________
(1) سورة القيامة 7، 8. وكتب المصنف فوق "برق" كلمة "معا" وضبط الراء بالفتح والكسر إشارة إلى أنها تقرأ بالوجهين، وقرأ بالفتح نافع،وأبان عن عاصم، وقرأ بالكسر ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم وحمزة، والكسائي. ينظر: معاني القرآن للفراء 3/209، والسبعة 661، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 5/252، وعلل القراءات 2/730، والدر المصون 10/567، والتهذيب (برق) 9/132.
(2) إلى هنا عن ثعلب في الصحاح (خسف) 4/1350.
(3) في الجمهرة 1/597 لا يجوز أن يقال: "كسف القمر". ويستعمل الخسوف والكسوف في الشمس والقمر سواء في: نوادر أبي مسحل 2/470، والمنتخب 1/285، والمخصص 9/28، والعين 5/314، والتهذيب 10/75، والصحاح 4/1421، والمجمل 2/784، والمحكم 6/451 (كسف).
(4) ش: "الفعل".
(5) عبارة الفصيح 321، والتلويح 99: "ولا تقل: اشتوى، إنما المشتوي: الرجل الذي يشتوي". وأنشد بعد هذا في التلويح ليزيد بن الحكم الثقفي:
تملأت من غيظ علي فلم يزل بك الغيظ حتى كدت بالغيظ تنشوي
قلت: والعامة تقول: "اشتوى اللحم" تريد "انشوى". ابن درستويه (243/ب)، وتقويم اللسان 74، وتصحيح التصحيف 108، والصحاح (شوى) 6/2399. قال سيبويه في باب ما طاوع فعله الذي فعل، وهو يكون على انفعل وافتعل: "وذلك قولك: كسرته فانكسر... وشويته فانشوى، وبعضهم يقول: فاشتوى". الكتاب 4/65، وينظر: أدب الكاتب 458.(4/48)
، أي يتخذه شواء، وهو مثل الشاوي، يقال: شويت اللحم أشويه شيا، فأنا شاو، واللحم مشوي، إذا عملته شواء، واشتويته بالتاء، أشتويه اشتواء بالتاء، فأنا مشتو، واللحم مشتوى، على مثال اكتسبت المال أكتستبه اكتسابا، فأنا مكتسب بكسر السين، والمال مكتسب بفتحها. وفرق الجبان بين شوى واشتوى فقال: معنى شوى عام لنفسه ولغيره، واشتوى بالتاء، خاص لنفسه(1).
(وتقول: قليت اللحم والسويق وغيره) أقليه قليا، فأنا قال، (وهو مقلي) بالياء، (وقد يقال في البسر والسويق: قلوته) أقلوه قلوا، فأنا قال، (و) هو [158/ب] (مقلو)(2) بالواو، ومعنى قليت وقلوت واحد(3)، أي شويت على المقلى. وأنشد أبو حاتم عن أبي زيد(4):
قردانه في العطن الحولي
سود كحب الحنظل المقلي
__________
(1) الجبان 337. وينظر: العين (شوى) 6/297.
(2) عبارة الفصيح 321، والتلويح 99: "..... وقد يقال في البسر والسويق: مقلو وقلوته".
(3) الكتاب 4/46، وإصلاح المنطق 139، 186، وأدب الكاتب 472، والجمهرة 2/976، والتهذيب 2959، والصحاح 6/2466، والمحكم 6/310، والمصباح 197 (قلو، قلى).
(4) الرجز بلا نسبة في: النبات لأبي حنيفة (المقدمة – يو) واللسان 7/52، والتاج 4/405 (صيص).(4/49)
(وقال الفراء: كلام العرب إذا عرض عيك الشيء أن تقول) لعارضه: (توفر وتحمد) بالفاء، (ولا تقل: توثر)(1) بالثاء، ومعناه: إذا بذل لك الشيء قلت أنت للذي يبذله لك: توفر مالك(2)، أي يترك لك موفورا، أي تاما لا تنقص منه شيئا، وتحمد على ما بذلت من مالك، ويقال: وفر الرجل ماله، فهو يوفر(3) وفرا وفرة، وكذلك وفر المال نفسه يوفر وفرا وفرة أيضا، على ما لم يسم فاعله فيها جميعا، أي جعل وافرا، أي تاما غير ناقص. وقد وفر الله المال يفره وفرا وفرة أيضا، فهو وافر، والمال موفور،وقد وفر المال بنفسه بالفتح أيضا، فهو يفر وفورا، أي كثر، وهو وافر.
(وتقول: إن فعلت كذا وكذا فبها ونعمت بالتاء)(4) في الوقف، وهذا كلام مختصر محذوف للإيجاز، أي ونعمت الخصلة،ومعنى قوله: "فبها": أي فبالخصلة الحسنة أخذت ونعمت الخصلة. والخصلة: هي الحالة والأمر [159/أ] وأشباه ذلك، يقال: في فلان خصلة حسنة، أو خصلة قبيحة.
(وتقول: أرعني سمعك)(5) بفتح الألف وسكون الراء وكسر العين: أي اسمع مني، وهو من أرعيته سمعي أرعيه إراعاء، إذا أصغيت إليه، ومعناه: اجعل سمعك راعيا لقولي، أي احفظه كما يحفظ الراعي رعيته.
__________
(1) إصلاح المنطق 327، وأدب الكاتب 413، والتهذيب 15/250، والصحاح 2/848 (وفر).
(2) ش: "قلت: توفر مالك".
(3) ش: "موفر".
(4) والعامة تقول: "ونعمه" وتقف بالهاء. إصلاح المنطق 282، وأدب الكاتب 414، وابن درستويه (244/أ)، والمرزوقي (191/أ)، والزمخشري 458، والصحاح 5/2041، والمحكم 2/142 (نعم). وينظر: المجموع المغيث 3/320، والنهاية 5/83.
(5) والعامة تقول: "أعرني سمعك". ابن درستويه (244/ب)، وتقويم اللسان 73، وتصحيح التصحيف 115. وينظر: العين 2/241، والمحكم 2/171، والأساس 168 (رعى).(4/50)
(وتقول: بخصت عين الرجل بالصاد)(1)، أبخصها بفتح الخاء، بخصا، فأنا باخص، وهي مبخوصة: إذا قلعتها مع شحمتها(2). وقال الليث بن المظفر: إذا أدخلت يدك فيها(3). وقال ابن درستويه والجبان: إذا فقأتها(4).
(وبخسته حقه)(5)
__________
(1) والعامة تقول: "بخست" بالسين. ما تحلن فيه العامة 105، وإصلاح المنطق 184، وأدب الكاتب 387، وابن درستويه (244/ب)، وتقويم اللسان 82، وتصحيح التصحيف 151. والسين لغة في: الإبدال 2/176، والفرق بين الحروف الخمسة 491، والأفعال للسرقسطي 4/107، والعين 4/203، والمحيط 4/270، والمحكم 5/42، 55 (بخس، بخص). وفي التهذيب (بخص) 7/153 عن الأصمعي: "بخص عينه وبخزها وبخسها، كله بمعنى فقأها".
(2) الصحاح (بخص) 3/1029.
(3) القول للخليل في ابن درستويه (245/أ)، وليس في مادة (بخص) من العين، وفي مادة (بخس) 4/203: "البخس: فقء العين بالإصبع وغيرها". وكما ترى فالمصنف خالف ابن درستويه ونسب القول إلى الليث، كأنه ينكر نسبة العين إلى الخليل، مع أنه نقل في ص 703، 722، 729، 739، أقوالا عن الخليل، وهي جميعا في العين.
والليث بن المظفر (ويقال بن نصر) بن سيار الخراساني اللغوي النحوي،أخذ عن الخليل بن أحمد النحو واللغة، وأملى عليه ترتيب كتاب العين، ويقال: إن الخلل الواقع فيه من جهته، كان رجلا صالحا، ولم تؤرخ سنة وفاته.
طبقات الشعراء لابن المعتز 96، ومقدمة التهذيب للأزهري 1/28، وإنباه الرواة 3/42، ومعجم الأدباء 5/2253، وإشارة التعيين 277.
وينظر خلاف العلماء في نسبة كتاب العين في المصادر السابقة، والمزهر 1/77، ومعجم المعاجم 191، والمعاجم اللغوية 20.
(4) ابن درستويه (244/ب)، والجبان 339.
(5) ذكره، لأن العامة لا تفرق بينه وبين الفعل السابق، فتنطقهما جميعا بالسين. ابن درستويه (245/أ).
قلت: لا تزال العامة في بعض مناطق السراة تقول للشيء المنقوص: "مبخوص" تقلب السين صادا.(4/51)
بالسين، أبخسه بفتح الخاء أيضا، بخسا، فأنا باخس: (أي(1) نقصته). والرجل مبخوس الحق، ومبخوس حقه، والحق مبخوس أيضا، وكله معناه: منقوص. وقال تعالى: {وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}(2) أي لا تنقصوهم.
(وبصق الرجل) بالصاد، يبصق بضمها، بصقا وبصاقا: إذا رمى بريقه من فيه، (وهو البصاق) بالضم: معروف، وهو ما يلقيه الإنسان من فيه من الماء والرطوبة التي تتحلب منه، ولا يسمى بصاقا إلا إذا ألقي من الفم، فأما إذا كان فيه فيسمى الريق. والعامة تقول: البزاق بالزاي، للبصاق [159/ب]، وهي لغة أيضا عن العرب(3).
(وبسق النخل(4) بالسين: (أي طال)(5)، فهو يبسق بسوقا، وهو باسق، وهي باسقات، لأن النخل تجرى مجرى الواحد تارة ومجرى الجماعة تارة(6). وقال تعالى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}(7).
__________
(1) في الفصيح 85، والتلويح 100: "إذا".
(2) سورة الأعراف 85، وهود 85، والشعراء 183.
(3) في إصلاح المنطق 184، وأدب الكاتب 387: "هو البصاق والبزاق، ولا يقال: البساق. قلت: كلها لغات في: الإبدال والمعاقبة والنظائر 468، والإبدال 2/119، 133، ووفاق المفهوم 237، وابن درستويه (245/أ)، والاقتضاب 2/197 والفرق بين الحروف الخمسة 369، 492، والعين 5/85، والتهذيب 8/418، والصحاح 4/1450، والمحكم 6/135، 151، 160 (بزق، بسق، بصق).
(4) قال ابن درستويه (245/ب): "ولا يجوز في هذا الصاد ولا الزاي، وإنما جاز في الأول، لأن أصله الصاد". وذكر الرزوقي (191/ب) أن العامة لا تغلط فيه. قلت: إنما ذكره ثعلب ليبين معنى البسوق بالسين، لا لأن العامة تغلط فيه.
(5) في الفصيح 321، والتلويح 100: "إذا طال".
(6) المذكر والمؤنث للفراء 90، ولابن الأنباري 2/142، ولابن التستري 106.
(7) سورة ق 10.(4/52)
(ولصقتبه) بصاد مكسورة، فأنا ألصق لصوقا: أي التصقت به واتصلت به على بعض الوجوه. والعامة تقول: لزقت ولست بالزاي والسين، وهما لغتان للعرب أيضا(1).
(وصفقت الباب)(2) بالصاد، أصفقه صفقا، فأنا صافق، والباب مصفوق: إذا رددته. وقال ابن درستويه: معناه: رددته بشدة حتى صوت(3). وقال الشاعر(4):
متكئا تصفق أبوابه
يسعى عليه العبد بالكوب
(وهو صفيق الوجه)(5) بالصاد أيضا: للصلب القليل الحياء، وهو ضد الرقيق، وقد صفق وجهه بالضم، يصفق صفاقة، فهو صفيق.
__________
(1) في العين (لصق) 5/64: "لصق يلصق لصوقا لغة تميم، ولسق أحسن لقيس، ولزق لربيعة، وهي أقبحها". وينظر: القلب والإبدال 44، وإصلاح المنطق 379، وأدب الكاتب 487، والإبدال والمعاقبة والنظائر 468، والإبدال 2/115، 131، وديوان الأدب 1/191، 2/246، والفرق بين الحروف الخمسة 493، ووفاق المفهوم 238، والجمهرة 2/823، والتهذيب 8/371، والصحاح 4/1549 (لزق، لصق).
(2) والعامة تقوله بالسين. ابن درستويه (245/ب)، وابن ناقيا 2/400، وهي لغة في: فعل وأفعل للأصمعي 482 (عن أبي عمرو بن العلاء)، والقلب والإبدال 42 (عن الفراء)، وأدب الكاتب 435، وفعلت وأفعلت للزجاج 48، والأفعال للسرقسطي 3/379، 493، والفرق بين الحروف الخمسة 494، والعين 5/82، والجمهرة 2/846، والتهذيب 8/414، والصحاح 4/1497، والمحكم 6/148 (سفق).
(3) ابن درستويه (245/ب).
(4) هو عدي بن زيد، والبيت في ديوانه 67، وفيه: "تقرع أبوابه"، وبرواية المصنف في الصحاح 1/215، 4/1508 (كوب، صفق).
(5) والعامة تقوله بالسين. ابن درستويه (245/ب)، وهي لغة أيضا في الإبدال 2/191، والفرق بين الحروف الخمسة 494، والعين 5/82، والتهذيب 8/415، والصحاح 4/1497، والمحكم 6/148 (سفق). وقال الكسائي: "هذا ثوب صفيق بالصاد. ووجه فلان سقيق بالسين، وإنما تكلمت العرب بهذا فرقا بين سفاقة الوجه، وصفاقة الثوب" ما تلحن فيه العامة 122.(4/53)
(والبرد قارس)(1) بالسين: أي شديد، وقد قرس البرد يقرس قرسا، إذا اشتد، على مثال ضرب يضرب ضربا.
(واللبن قارص)(2) بالصاد: أي فيه أدنى حموضة يقرص اللسان، أي تلذعه(3)، لأجل تغيره [160/أ] عن الحلاوة(4). وقد قرص اللبن يقرص قروصا، فهو قارص، على مثال رجع يرجع رجوعا، فهو راجع.
__________
(1) والعامة تقول: "قارص" بالصاد. ما تلحن فيه العامة 122، وإصلاح المنطق 184، وأدب الكاتب 386، وتثقيف اللسان 102، وتقويم اللسان 150، والمدخل إلى تقويم اللسان 364، وتصحيح التصحيف 412، والصحاح (قرس) 3/962.
(2) والعامة تقوله بالسين. ما تلحن فيه العامة 122، وإصلاح المنطق 183، وأدب الكاتب 387، وابن درستويه (246/أ).
(3) كذا، وفي ش، والتلويح: "يلذعه"، وهو أوفق للسياق.
(4) ينظر: اللبأ واللبن 144، والمنتخب 1/382، والمخصص 5/41.(4/54)
باب ما يقال بلغتين
(يقال: هي بغداد) بدال غير معجمة(1)، (وبغدان)(2) بالنون، (وتذكر وتؤنث)(3)، للمدينة المشهورة بمدينة السلام، وهي فارسية معربة(4)، وأصلها "باغ داذ"، فـ"باغ" اسم البستان بالفارسية، و"داذ" اسم رجل(5)، فكأنهم أرادوا بستان هذا الرجل، وأما من ذكر بغداد فإنه أراد البلد أو المكان، ومن أنث أراد البقعة والبلدة، ولا ينصرف للعجمة والتعريف، أو للتأنيث والتعريف. وقال الشاعر(6):
لعمرك لولا رافع ما تغبرت
ببغدان في بوغائه القدمان
البوغاء: التراب.
__________
(1) زاد في التلويح 83: "وهي اللغة الفصحى".
(2) والعامة تقول: "بغداذ" بالذال المعجمة، ابن درستويه (216/أ)، والزمخشري 417. وفي أدب الكاتب 431: "وكان الأصمعي لا يقول: بغداد، وينهى عن ذلك، ويقول: مدينة السلام، لأنه يسمع في الحديث أن "بغ" صنم، و"داد" عطية، بالفارسية، كأنها عطية الصنم". وذكر العلماء في هذه اللفظة ثلاث عشرة لغة، ذكرها عبد الرحيم في المعرب 196، وعلل ابن الأنباري سبب هذا الاختلاف الكبير بقوله: "أصل هذا الاسم للأعاجم، والعرب تختلف في لفظه، إذا لم يكن أصله من كلامها ولا اشتقاقه من لغاتها". الزاهر 2/398. وينظر: تاريخ بغداد 1/59، وبغداد مدينة السلام 27، ومعجم ما استعجم 1/261، 262، ومعجم البلدان 1/456، واللسان (بغداد) 3/93.
(3) الزاهر 2/400،ومعجم البلدان 1/456، والصحاح (بغدذ) 2/561.
(4) المعرب 73، والصحاح (بغدد) 2/561.
(5) الزاهر 2/399، وتاريخ بغداد 1/60، ومعجم البلدان 1/456.
(6) البيت بلا نسبة في: المعرب 74، واللسان 8/421، والتاج 6/6 (بوغ).(5/1)
(وهم صحابي بالكسر): لجمع صاحب، كصيام لجمع صائم، (وصحابتي)(1) بالتاء والفتح، لجمع صاحب أيضا، ومنه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابة مصدر سمي به الجمع، لأنه يقال: صحبته صحبة وصحابة(2). والصاحب: هو التابع للرجل أو الرفيق، ويقال للمتبوع أيضا: صاحب. وقال امرؤ القيس في الكسر(3) [134/أ]:
فألقيت في فيه اللجام، وفتنني
وقال صحابي قد شأونك فأطلب
(وهو صفو الشيء) بفتح الصاد والتذكير: لضد الكدر بفتح الدال، وهما مصدران، (وصفوته)(4) بكسر الصاد والتأنيث لخالصه من الكدر، ومما يشوبه من الخبث، ومنه "محمد صلى الله عليه صفوة الله من خلقه"(5).
__________
(1) والعامة تقول: "صحابي" بفتح الصاد. لحن العامة 155، وتصحيح التصحيف 340. ورد ابن هشام اللخمي بأن اللغويين حكوا "صحابا" بالفتح، وقال هو اسم للجمع. المدخل إلى تقويم اللسان 43. ولم أجد من ذهب إلى ما ذكر فيما توفر لدي من المصادر اللغوية، إلا الزمخشري 418 فقد حكى اللغتين، وحكى ابن درستويه (215/أ): "صحابي" بالضم وتشديد الحاء.
(2) العين 3/124، والصحاح 1/161 (صحب).
(3) ديوانه 50، قال شارحه: "ومعنى شأونك: سبقنك". والشطر الأول في الديوان برواية:
فكان تنادينا وعقد عذاره
(4) والصفوة مثلثة الصاد عن أبي عبيدة في إصلاح المنطق 117، قال: "فإذا تركوا الهاء قالوا: صفو مالي، ففتحوا لا غير". وينظر: أدب الكاتب 571، والمثلث لابن السيد 2/213، وإكمال الإعلام 1/13، والمثلث للبعلي 137، والدرر المبثثة 138، والصحاح (صفو) 6/2401.
(5) العبارة في الصحاح (صفو) 6/2401، وأخرج مسلم في صحيحه (كتاب الطلاق، باب الإيلاء -1479) من حديث طويل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته".(5/2)
(وهو الصيدناني والصيدلاني)(1) بالنون واللام: وهو الذي يبيع العطر والعقاقير. قال الأعشى(2):
وزورا ترى في مرفقيه تجانفا
نبيلا كدوك الصيدناني دامكا
قوله: وزورا: أي صدرا، ودوك: حجر يدق عليه، والمدوك: الحجر الذي يسحق به، ودامك(3): طاحن، وقيل: مرتفع(4)، وقيل: أملس(5).
(وهي الطنفسة والطنفسة)(6) بكسر الطاء وفتحها، على وزن فعللة وفعللة: لواحدة الطنافس المعروفة التي تبسط. قال ذو الرمة(7):
أناخوا فأغفوا عند أيدي قلائص
خماص عليها أرحل وطنافس
__________
(1) الصحاح (صدن) 6/2151، والمصباح (صدل) 128.
(2) ديوانه 139. وفيه: "الصيدلاني" وبرواية المصنف في التهذيب (دمك) 10/130.
(3) ش: "وهو دامك".
(4) التهذيب (دمك) 10/131.
(5) الصحاح (دمك) 4/1585.
(6) إصلاح المنطق 122. وفي أدب الكاتب 424: "ويقولون: طنفسة، والأجود طنفسة بكسر الطاء"، وذكر في ص 565 أنهما لغتان. وهي بتثليث الطاء والفاء في المثلث للبعلي 163، والدرر المبثثة 143، والقاموس (طنفس) 715.
(7) ديوانه 2/1129.(5/3)
(وهي القلنسوة): وهي معروفة(1)، بالواو وقبلها مضموم، والقاف مفتوحة، (والقلنسية)(2) بالياء، والسين قبلها مكسورة، والقاف مضمومة، والنون قبل السين في اللغتين جميعا، وتقول [134/ب] في جمعها(3) في اللغتين جميعا – إن حذفت الواو -: القلانس، وإن حذفت النون: القلاسي، وإن حذفت الهاء: القلنسي(4). وقال الشاعر(5):
إذا ما القلاسي والعمائم أخنست
ففيهن عن صلع الرجال حسور
وقال الراجز(6):
لا نوم حتى تلحقي بعنس
أهل الرياط البيض والقلنسي
__________
(1) من ملابس الرأس، مختلفة الأشكال والأنواع. اللسان 6/181، والمعجم الوسيط 2/754 (قلس).
(2) إصلاح المنطق 165 وفيه: "إذا فتحت القاف ضممت السين، وإذا ضممت القاف كسرت السين، ولا تقل: قلنسوة". وفي تصحيح التصحيف 427: "ويقولون: قلسوة، والصواب: قلنسوة، وقلنسية، وقلنساة، وقلساة". وينظر: أدب الكاتب 565، والأمالي لأبي علي 1/ 36، ولحن العامة 51، وتقويم اللسان 149، والصحاح 2/965، والمحكم 6/143، 144 (قلس).
(3) "وفي جمعها" ساقطة من ش.
(4) أصلها قلنسو، وقعت الواو حرف إعراب، قلبت ياء، وكسر ما قبلها. ينظر: الكتاب 3/436، 4/383، والمقتضب 1/188، والمنصف 2/120، والصحاح 3/965، 966، والمحكم 6/144 (قلس).
(5) هو العجير السلولي، والبيت في ديوانه 219.
(6) الرجز بلا نسبة في: الكتاب 3/317، والمقتضب 1/188، وابن درستويه (217/ب)، والمنصف 2/120، والخصائص 1/235، وتهذيب الألفاظ 2/667، والاقتضاب 2/64، وشرح المفصل لابن يعيش 10/107، والعين 5/79، والتهذيب 8/408، والمحكم 6/144،واللسان 6/181 (قلس). وعنس: قبيلة يمانية، والرياط: جمع ريطة، وهو نوع من الثياب، يخاطب الراجز ناقته، يقول: لا نوم حتى تلحقي بهؤلاء القوم.(5/4)
(وهو بسر قريثاء وكريثاء وقراثاء وكراثاء)(1)، بالمد والرفع فيها كلها وتنوين بسر. هكذا هو في كثير من النسخ، ومعناها كلها على هذه الرواية معنى واحد، وهي صفة لبسر، وهي ضرب من البسر معروف بالعراق، طيب الطعم، لا يعادله في طيبه بسر، ويقلى ويجفف(2). ورأيت في بعض النسخ: (بسر قريثاء وكريثاء وقراثاء وكراثاء) بالمد فيها كلها أيضا، لكنها كلها مفتوحة والتنوين محذوف من بسر، لأجل إضافته إلى قريثاء وأخواتها، وهكذا رواه ابن درستويه(3)، وقال في تفسيره: إنه ضرب من النخل يشبه السهريز(4) في اللون والقدر(5)، أحمر يقلى(6) بسره ويجفف.
(وهو ابن عمه دنيا) بكسر الدال والتنوين، (ودنيا بضم [135/أ] الدال غير منون)(7)
__________
(1) القلب والإبدال 37، 38، والإبدال لأبي الطيب 2/35، ووفاق المفهوم 268، والتهذيب 9/78، 10/176، والمحكم 6/215 (قرث، كرث). وفي الصحاح (قرث) 1/290 عن أبي الجراح: "تمر قريثا غير ممدود". والعامة على هذا. ابن درستويه (217/ب).
(2) وفي العين (قرث) 5/136: "القريثاء: ضرب من التمر أسود، سريع النفض لقشره عن لحائه إذا أرطب، وهو أطيب التمر بسرا".
(3) ابن درستويه (217/ب)، والرسم فيه على الوصف لا على الإضافة. وفي الزمخشري 418: "والعامة تضيف، فتقول: بسر قراثاء وكراثاء، وهو جائز". والوصف والإضافة عن أبي الحسن الأخفش في المحكم (كرث) 6/494.
(4) ش: "الشهريز" وهي لغة وينظر: ص 657 من هذا الكتاب.
(5) ابن درستويه: "والقد".
(6) ابن درستويه: "يغلي" بالغين، وبالقاف في نسخة تشرستربتي. وينظر: التلويح 83.
(7) إصلاح المنطق 312، وفي أدب الكاتب 425: "ويقولون: هو ابن عمي دنية، ودنيا أجود، ويقال: دنيا أيضا، قال النابغة (ديوانه 42):
بنو عمه دنيا وعمرو بن عامر أولئك قوم بأسهم غير كاذب"
وأصل الياء فيهما واو لأنهما من دنا يدنو، وقلبت الواو في "دنيا" ياء لكسرة الدال. ولم يعتد بالساكن، وقلبت ياء أيضا في "دنيا" للفرق بين الاسم والصفة كالعليا والقصيا. ينظر: أدب الكاتب 603، والمنصف 2/162، والممتع 2/544، والمخصص 3/151، والصحاح (دنو) 6/2342.(5/5)
: أي قريب النسب، إذا كان ابن عمه لحا(1)، وهو أقرب إليه من غيره.
(وهو شطب السيف) بضم الشين والطاء، (وشطبه)(2) بضم الشين وفتح الطاء: لطرائقه، وهي خطوطه التي في متنه من أعلاه إلى أسفله، كأنها حروف، وتكون ثلاثة، وكلها في ظهر السيف، وليس في بطنه شيء منها، ويقال لهذه الخطوط: الأعمدة أيضا، حكى ذلك النضر بن شميل(3). وواحدة(4) الشطب المضمومة الطاء شطيبة، على مثال طريقة وطرق، ويقال في جمعها أيضا: شطائب، مثل طرائق(5)، وكتيبة وكتائب, وواحدة الشطب المفتوحة الطاء شطبة، مثل صبرة وصبر، ومنه يقال: سيف مشطب،وسيف ذو شطب(6)، إذا كانت تلك الطرائق في متنه. وقال الجبان: شطب السيف وشطبه: طرائقه، قال: وقيل: فرنده، وقيل: حده الذي يضرب به. والجمع أشطاب. قال أبو سهل: والصحيح من هذه الوجوه أنها الطرائق لا غير. وقد استقصيت ذكر هذا في "كتاب السيف" فتنظره هناك إن شاء الله.
__________
(1) في الصحاح (لحح) 1/400: "أي لاصق النسب، فإن لم يكن لحا، وكان رجلا من العشيرة، قلت: هو ابن عم الكلالة، وابن عم كلالة".
(2) إصلاح المنطق 102، وأدب الكاتب 535، والصحاح (شطب) 1/155.
قال ابن درستويه (218/أ): "وأما قوله: هو شطب السيف وشطبه، فليسا بلغتين، ولكنهما جمعان، فالشطب بضم الطاء جمع الشطيبة... وأما الشطب بفتح الطاء فجمع الشطبة".
(3) التهذيب (شطب) 11/317.
(4) ش: "وواحد".
(5) ش: "مثل طريقة وطرائق".
(6) الجبان 304. وفرنده: الوشي الذي يكون في متنه. المخصص 6/18.(5/6)
(وتقول: امرؤ) بضم الراء، (وامرآن وقوم، وامرأة وامرأتان ونسوة)، فجاء لفظ الجمع للمذكر والمؤنث من غير لفظ موحدهما(1)، ولا يقولون في [135/ب] الجمع: امرؤون(2)، ولا امرآت. (فإذا أدخلت الألف واللام قلت: المرء) للذكر(3)، (والمرأة) للأنثى، والمرء بمعنى الرجل سواء لا فرق بينهما.
(وتقول: أتانا بجفان رذم) بضم الراء والذال، (ورذم) بفتحهما، (ولا تقل: رذم)(4) بكسر الراء وفتح الذال (أي مملوءة تسيل)(5) دسما، لأجل املائها، واحدتها رذوم، مثل عمود وعمد وعمد. وقد رذم الشيء بفتح الذال، إذا سال وهو ممتلئ، يرذم بكسرها، رذما بسكونها، ورذاما بفتحها، فهو راذم.
(وولد المولود لتمام وتمام)(6) بكسر التاء وفتحها: إذا ولد وقد تمت شهوره تسعة.
__________
(1) ينظر: الزاهر 2/169، والعين 7/303، والصحاح 1/72، 5/2016، 6/2508، واللسان 1/156 (مرأ، قوم، نسو).
(2) وفي النهاية 4/314 عن الحسن البصري: "أحسنوا ملأكم أيها المرؤون" قال ابن الأثير: "وهو جمع المرء، وهو الرجل، يقال: مرء وامرء".
(3) ش: "للمذكر".
(4) والعامة تقوله. ابن درستويه (218/ب).
(5) الصحاح (رذم) 5/1931.
(6) خلق الإنسان للأصمعي 159، 160، ولثابت 9، وإصلاح المنطق 104، وأدب الكاتب 318، 545، وديوان الأدب 3/94، والأزمنة للمرزوقي 2/231، والصحاح (تمم) 5/1877.(5/7)
(وليل التمام مكسور لا غير)(1): وهن(2) ثلاث ليال من السنة لا يستبان منها نقصانها في(3) زيادتها. وقيل: ليل التمام تكون ساعاتها ثلاث عشرة(4) ساعة إلى أربع عشرة. وقال الشاعر(5):
وأشعث غره الإسلام مني
خلوت بعرسه ليل التمام
(وتقول:هما الخصيان) بغير تاء، (فإذا أفردت أدخلت الهاء فقلت: خصية(6)، كما قال الراجز(7):
كأن خصييه من التدلدل
ظرف جراب فيه ثنتا حنظل
__________
(1) المصادر السابقة، وليس في كلام العرب 59، والعين 8/112، والجمهرة 1/80، والمحيط 9/417 (تمم).
(2) ش: "وهي".
(3) في العين: "من".
(4) وفي التهذيب (تمم) 14/262 عن أبي عمرو الشيباني أنه قال: "ليل تمام إذا كان الليل ثلاث عشرة ساعة إلى خمس عشرة ساعة". وفي الأزمنة للمرزوقي 2/230 عن أبي عمرو أيضا: "إذا كان اثنتي عشرة ساعة فما زاد فهو ليل تمام".
(5) البيت ليهودي كان جارالرجل من الأنصار خرج للغزو في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فغدر بأهله، وله قصة. ينظر: المحاسن والأضداد 190، وعيون الأخبار 4/116، وتهذيب الألفاظ 1/35، وأخبار النساء 152، والبداية والنهاية 5/289.
(6) والعامة تقول: "الخصوة والخصوتان". ابن درستويه (219/ب)، والمدخل إلى تقويم اللسان 126، وتقويم اللسان 103، وتصحيح التصحيف 246. وفي الإبدال لأبي الطيب 2/518: "الخصوة والخصية"، وفي خلق الإنسان للحسن بن أحمد 121: "هي خصية الرجل، وخصوة، وخصوة، وفصاحتها على ترتيبها".
(7) اختلف في نسبة هذا الرجز، فهو لخطام الريح المجاشعي في: إصلاح ما غلط فيه النمري 163، وفرحة الأديب 158، والخزانة 7/403، ولجندل بن المثنى الطهري في: إيضاح شواهد الإيضاح 2/600، ولهما أو لسلمى الهذلية أو شماء الهذلية في الدرر اللوامع 1/209، ونسبة المصنف في التلويح 84 إلى جندل، وقيل: دكين، وأنشد قبله:
رخو اليد اليمنى من الترسل من الرضى جعندل التكتل
وورد في مصادر كثيرة من غير نسبة، وفي حاشية كتاب إيضاح شواهد الإيضاح تخريج واف له.(5/8)
وكما قالت امرأة من العرب(1)[136/أ]:
لست أبالي أن أكون محمقه
إذا رأيت خصية معلقه)
فالخصية(2) بالهاء: البيضة، فإذا ثنيتها قلت: خصيان وخصيتان بالتذكير والتأنيث، كما قالوا: ألية واحدة للتأنيث، فإذا ثنوا قالوا: أليان وأليتان بالتذكير والتأنيث، والتذكير في تثنية خصية وألية نادر، وهو أكثر في الاستعمال(3)، وربما ندر الحرف من كلام العرب وخرج عن القياس، فكان هو الأكثر المستعمل عندهم ويتركون القياس. وقال الراجز(4):
قد حلفت بالله لا أحبه
أن طال خصياه وقصر زبه
وقال أبو عمرو(5)
__________
(1) إصلاح المنطق 168، والبيان والتبيين 1/185، والاشتقاق 475، والمنصف 2/132، وأضداد أبي الطيب 646، وإيضاح شواهد الإيضاح 2/601، والمخصص 16/129، وشرح المفصل لابن يعيش 4/143، والجمهرة 1/559، والصحاح 6/2328 (حمق، خصى).
(2) ش: "والخصية".
(3) أدب الكاتب 410 عن أبي زيد، وفيه عن الأصمعي 411: "من قال خصية قال خصيتان، ومن قال خصى قال خصيان". وينظر: الكتاب 4/387، والمقتضب 3/41، والتكملة لأبي علي 348، والمنصف 2/131، وأمالي ابن الشجري 1/28.
(4) الرجز بلا نسبة في: أدب الكاتب 410، وخلق الإنسان لثابت 290، وللحسن بن أحمد 122، وإصلاح ما غلط فيه النمري 165، والخزانة 7/404، 527، واللسان 1/445، 14/230 (زبب، خصى).
(5) هو إسحاق بن مرار الشيباني بالولاء، لغوي، أديب، رحل إلى البادية وشافه الأعراب، جمع أشعار نيف وثمانين قبيلة من العرب، ودونها وأخرجها للناس، أخذ عنه جماعة من كبار العلماء، منهم أحمد بن حنبل وغيره، من مصنفاته: كتاب الجيم، وكتاب أشعار القبائل، واللغات، والخيل، توفي سنة 206هـ.
تهذيب اللغة 1/13، ونزهة الألباء 77، وإنباه الرواة 1/256، ومعجم الأدباء 2/625.(5/9)
: الخصيتان بالتأنيث: البيضتان، والخصيان: الجلدتان اللتان فيهما البيضتان(1)،ولذلك شبههما الراجز بجراب فيه حنظلتان.
والتدلدل: الاضطراب والتردد والتقلقل في كل شيء طال وتدلى، وتقول لكل شيء تراه يضطرب، وهو معلق: هو يتدلدل.والظرف: هو الوعاء لكل شيء.
والجراب بكسر الجيم: معروف، وهو وعاء من جلد شاة، وأراد وعاء من جلد.
وقوله: "فيه ثنتا حنظل" أراد فيه حنظلتان، ويروى: "ظرف عجوز"(2). ووصف هذا الراجز حارش ضب يريد أ، يأخذه من جحره، [136/ب] وإذا فعل ذلك حنى ظهره وفرج ما بين رجليه ينتظر إخراج الضب ذنبه ليقبض عليه.
وأما قول المرأة:
لست أبالي أن أكون محمقه
فأبالي مثل أكترث في المعنى، وهو المستقبل باليت، وأكثر ما يستعمل في الجحد، يقال: ما باليت به، أي ما اكترثت به، وما أبالي به، أي ما أكترث به، ومعناهما واحد(3)، أي لا يثقلف عليه، فقالت: لا يثقل علي أن أكون محمقة، والمحمقة: هي المرأة التي تلد الحمقى، والرجل محمق. وكانت هذه المرأة تلد الإناث فاشتهت أن تلد الذكور، تقول: لست أبالي إذا ولدت الذكور أن يكونوا حمقى(4)، لأن البنين أقدر على نفعها ومعونتها(5) من البنات.
__________
(1) إصلاح المنطق 168، والتهذيب 7/478، والصحاح 6/2327 (خصى) وقوله: "والخصيان..... البيضتان" ساقط من ش.
(2) إصلاح المنطق 168.
(3) الصحاح (بلى) 6/2285. والجحد مصطلح كوفي. ينظر: معاني القرآن للفراء 1/52، 53، وإصلاح المنطق 383، 385، ومجالس ثعلب 1/132، وأبو زكريا الفراء 442.
(4) ش: "تقول: لست أبالي أن أكون حمقى إذا ولدت الذكور".
(5) ش: "ومضربتها".(5/10)
(وتقول: عندي غلام يخبز الغليظ والرقيق)، وهما صفتان، أي الخبز الغليظ والخبز الرقيق، (فإذا قلت: الجردق، قلت: والرقاق) بضم الراء، (لأنهما اسمان)(1)، فالرقاق في الأصل صفة أيضا، كرقيق، كقولهم: طويل وطوال، وكبير وكبار، وعجيب وعجاب، فهذا صفة، ولا يكون اسما، فلما كثر استعمال الرقاق في كلامهم استغنوا به عن ذكر موصوفه، وأجروه مجرى الأسماء لشبهه لها(2)، والواحدة منه رقاقة.
والجردق بدال غير معجمة: فارسي معرب، وأصله "كرده"(3)، وهو المدور الغليظ من الخبز [137/أ] وواحدته جردقة، وتكسيره جرادق. وقال ابن درستويه: وهو بالفارسية صفة لما جمع ولم يبسط، ولكنه لما عرب استعمل اسما(4).
__________
(1) إلى هنا عن ثعلب في الصحاح (رقق) 4/1483.
(2) ش: "بها".
(3) المعرب 95، والجمهرة 3/1325، والتهذيب 9/378، 384، والصحاح 4/1454 (جردق). قال الجوهري: "الجيم والقاف لا يجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب، إلا أن يكون معربا أو حكاية صوت"، وعلة ذلك عن ابن دريد هو تقارب مخرجيهما، مما يكون سببا في ثقل النطق بالكلمة. الجمهرة 1/490.
(4) ابن درستويه (220/أ).(5/11)
(وتقول: رجل حدث) بفتح الحاء والدال: أي شاب، وجمعه أحداث، (فإذا قلت: السن، قلت: حديث السن)(1)، وهو بمنزلة القريب السن والمولد والمدة. ومنه قول الراجز(2):
ما تنقم الحرب العوان مني
بازل عامين حديث سني
(و) تقول: (هي نقاوة المتاع) بالواو، (ونقايته أيضا)(3) بالياء، والنون منهما مضمومة لا غير، وهو جيده وخياره.
__________
(1) إصلاح المنطق 329، والصحاح (حدث) 1/278، وقال ابن درستويه (220/أ): "العامة تقول: هو حدث السن، كما تقول: حديث السن، وهو خطأ، لأن الحدث صفة الرجل نفسه". وفي الجمهرة (حدث) 1/416: "رجل حدث السن، وحديث السن". وينظر: المحكم (حدث) 188.
(2) الرجز لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في ديوانه 59، وله في الكامل للمبرد 2/986، ولأبي جهل بن هشام في: القوافي للأخفش 48، والسيرة 1/634، والأمثال لأبي عكرمة 44، وأمالي ابن الشجري 1/422، ومغني اللبيب 894، والبداية والنهاية 3/283، والخزانة 11/325، والجمهرة 2/616، واللسان 11/52، 13/21، 299 (بزل، سنن، عون) ومن غير نسبة في المقتضب 1/218، ومجالس العلماء 47، والاشتقاق 127، ووفيات الأعيان 2/371، ومعجم الأدباء 2/538.
(3) إصلاح المنطق 139، وأدب الكاتب 568، وديوان الأدب 4/59، والتهذيب 9/318، والصحاح 6/2514، والمحكم 6/352 (نقو). وقال ابن درستويه (220/أ): "والعامة تقول: نقاوة بالفتح، وقد أجازه ثعلب" قلت: اللغات الثلاث في نوادر أبي مسحل 1/179، والمنتخب 2/546. وينظر: تثقيف اللسان 273، وتصحيح التصحيف 521.(5/12)
(وتقول:أنا على أوفاز ووفاز)(1) بكس الواو، (والواحد وفز) بسكون الفاء، ووفز بفتحها: (إذا لم تكن على طمأنينة)(2). وغير ثعلب يقول: معناه: على عجلة وقلق(3). (وقال الراجز(4):
أسوق عيرا مائل الجهاز
صعبا ينزيني على أوفاز)
العير: الحمار. شكا هذا الراجز صعوبة حماره وقلة مشيه في الطريق المستقيم، وإنه يعدل عن ذلك فيركب به ما علا من الأرض، فيضطرب رحله ويميل لذلك. وقوله: "أسوق عيرا" معناه: أطرده من خلفه. وجهازه بفتح الجيم: رحله. والصعب [137/ب]: الذي لا يطبع صاحبه. وينزيني: أي يثب بي ويحملني على التعسف وترك الاطمئنان.
(وتقول: هو أس الحائط) بالضم، وأساسه أيضا بالفتح: تعني الواحد وهما أصله وأول ما يبنى منه. وجمع أس (آساس) بالمد، على مثال مد وأمداد (وإساس) أيضا بالكسر، على مثال عس وعساس. (و) جمع أساس (أسس)(5) بضم أوله وثانيه، مثل قذال وقذل، وآساس(6) بالمد أيضا، مثل جواد وأجواد.
__________
(1) والعامة تقول: "على وفاز" بفتح الواو. ابن درستويه (220/ب)، وتقويم اللسان 70، وتصحيح التصحيف 544.وفي أدب الكاتب 369: "ولا يقال: وفاز" بكسر الواو. وينظر: رد ابن السيد عليه في الاقتضاب 2/172.
(2) الجمهرة (وفز) 2/822.
(3) الجبان 307. و"على عجلة" في إصلاح المنطق 373، والصحاح (وفز) 3/901.
(4) هو رؤبة بن العجاج في التلويح 86، وليس في ديوانه وبلا نسبة في: الجمهرة 2/822، والتهذيب 13/264، والصحاح 3/901، واللسان 5/430، والتاج 4/90 (وفز).
(5) إصلاح المنطق 330، وأدب الكاتب 370، والصحاح (أسس) 3/903.
(6) ذكره الفراء في معاني القرآن 1/452، وهو جمع أسس بفتح أوله وثانيه في العين 7/334، والصحاح 3/903 (أسس).(5/13)
(وإذا دعا الرجل قلت: أمين) بقصر الألف، (كما قال الشاعر(1):
تباعد مني فطحل وابن أمه
أمين فزاد الله ما بيننا بعدا)(2)
فطحل بفتح الفاء والحاء: اسم رجل، ويقال: فطحل بضمهما(3)، ويروى: "فطحل إذ دعوته"(4) ومعناه: أن هذا الشاعر أظهر سرورا بتباعد هذا الرجل منه حين ناداه أو استخبره.
(وإن شئت طولت الألف فقلت: آمين، كما قال) ابن أبي ربيعة(5):
(يا رب لا تسلبني حبها أبدا
ويرحم الله عبدا قال آمينا)
دعا ربه وسأله أن يبقي حب هذه المرأة في قلبه ولا يذهبه، ودعا من قال آمين. ومعنى أمين وآمين: كذلك فليكن(6) [138/أ]. وقيل: معناهما: اللهم استجب لنا(7).
__________
(1) هو جبير بن الأضبط – وكان سأل فطحلا الأسدي في حمالة فحرمه – في: التلويح 86، وابن هشام 244، وتهذيب إصلاح المنطق 2/42، والمشوف المعلم 1/79 والتاج (أمن) 9/125، ومن غير نسبة في: إصلاح المنطق 179، ومعاني القرآن وإعرابه 1/54، وإعراب ثلاثين سورة 35،والكشاف 1/18، وتفسير القرطبي 1/90، وشرح المفصل لابن يعيش 4/34، والدر المصون 4/34، والأشموني 3/197، والتهذيب 15/512، والصحاح 5/2072، واللسان 11/518، 528، 13/27 (فحطل، فطحل، أمن).
(2) قال ابن السيرافي في شرح أبيات إصلاح المنطق 355: "كان يجب أن تقع "أمين" بعد قوله: "فزاد الله ما بيننا بعدا"، لأن التأمين يقع بعد الدعاء".
(3) قال ابن هشام 244: "رواية الكوفيين بضم الفاء، ورواية البصريين بفتح الفاء" وفي اللسان (أمن) 13/27 عن ثعلب: "فطحل" بضم الفاء والحاء.
(4) معاني القرآن وإعرابه 1/54، والدر المصون 1/77.
(5) أنشده في اللسان أيضا (أمن) 13/27، وليس في ديوانه، ونسبة المصنف في التلويح إلى قيس العامري في ليلى، وهو في ديوانه 219.
(6) معاني القرآن للأخفش 2/554، والصحاح (أمن) 5/2072.
(7) معاني القرآن وإعرابه 1/54، والتهذيب (أمن) 15/512. و"أمين" بالقصر لغة الحجاز، و"آمين" بالمد لغة بني عامر. ينظر: إصلاح المنطق 179، والمصباح (أمن) 10.(5/14)
(ولا تشدد الميم فإنه خطأ)(1)، لأنه يخرج من معنى الدعاء ويصير بمعنى قاصدين، كما قال تعالى: {وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَام}(2).
(وتقول: تلك المرأة وتيك المرأة، ولا تقل(3): ذيك المرأة فإنه خطأ)(4). قال قوم من أهل اللغة والنحو: تلك وتيك اسمان يشار بهما إلى ما بعد من المؤنث(5). وقال الجبان: التاء من تلك اسم البعيدة المشار إليها، واللام كالبدل من حروف المد واللين، أو هي دالة على البعد والكاف حرف الخطاب، وإذا قلت: تيك، فالتاء والياء الاسم، والكاف حرف الخطاب، والتاء في تلك بعض الاسم لا كله، وذيك المرأة خطأ، والذال لا مدخل لها في المشار إليها إذا بعدت(6).
__________
(1) والعامة تشددها، وتمد الهمزة. إصلاح المنطق 179، وأدب الكاتب 378، وابن درستويه (221/أ) وإعراب ثلاثين سورة 35، والصحاح (أمن) 5/2072، وحكى فيها النووي أربع لغات، وقال: أفصحهن "آمين" بالمد والتخفيف، والثانية بالقصر والتخفيف، والثالثة بالمد والإمالة عن حمزة والكسائي، والرابعة بالمد والتشديد، عن الحسن وجعفر الصادق والحسين بن الفضل. حلية الأبرار 101، وتهذيب الأسماء واللغات 3/12، وتحرير ألفاظ التنبيه 65، وينظر: تفسير القرطبي 1/90، والدر المصون 1/78.
(2) سورة المائدة 2.
(3) في الفصيح 316: "ولا يقال".
(4) والعامة تقوله. إصلاح المنطق 342، وابن درستويه (221/أ)، والزمخشري 426، وتقويم اللسان 86، والتهذيب 15/33، والصحاح 6/2550 (ذا).
قلت: ولا تزال العامة في بعض مناطق السراة تقول: "ذيك" للغائبة، وقد تدخل الهاء، فتقول: "هاذيك".
(5) الكتاب 2/78، والمقتضب 4/278، والأصول 2/127، والمفصل 172، والفروق 255، والتهذيب 15/33، والصحاح 6/2550 (ذا).
(6) الجبان 309.(5/15)
قال أبو سهل: والذي عندي أن تلك باللام، وتيك بالياء، وذيك بالذال والياء، كلها بمعنى واحد، وهي لغات للعرب، وليس ذيك بالذال،خطأ، كما زعم ثعلب والجبان وغيرهما، بل هي لغة صحيحة جارية على قياس كلام العرب، وإن كانوا قد تركوا استعمالها مع كاف الخطاب استغناء عنها بتلك وتيك، وهم ربما تركوا استعمال الشيء وإن كان جاريا على أصل كلامهم، استغناء عنه بغيره إذ كان في معناه، ألا تراهم قالوا [138/ب]: هو يذر ويدع، ولم يقولوا: وذر ولا يدع، لأنهم استغنوا عنهما بترك، والكاف في آخر تلك وتيك زائدة للخطاب، ولا موضع لها من الإعراب، لأنها حرف وليست باسم(1)، والدليل على أن ذيك بالذل، لغة صحيحة وليست بخطأ أنهم إذا حذفوا كاف الخطاب من آخرها بقيت ذي بذال مكسورة، وبعدها ياء، فتكون إشارة إلى مؤنث(2)، فإذا أشاروا إلى مذكر(3) قالوا: ذا عبد الله بذال مفتوحة، بعدها ألف، ثم إنهم يزيدون قبل ذا وذي ها للتنبيه، فيقولون: هذا عبد الله، وهذي أمة الله، وقرأ بعض القراء: {إِنَّ هَذِي أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}(4)، {وَلا تَقْرَبَا هَذِي الشَّجَرَةَ}(5) بالياء فيهما، وقال الشاعر (6)– على هذه اللغة -:
عهدت بها وحشا عليها براقع
وهذي وحوش أصبحت لم تبرقع
أراد هذه. وقال آخر(7)
__________
(1) ينظر المصادر السابقة في التعليق رقم 3، ص850.
(2) ش: "المؤنث، المذكر".
(3) ش: "المؤنث، المذكر"".
(4) سورة الأنبياء 92.
(5) سورة البقرة 35، والأعراف 19، وهي قراءة ابن محيصن، وابن كثير في بعض رواياته. ينظر: شواذ القرآن 12، وتفسير القرطبي 1/209، وإتحاف فضلاء البشر 1/388، والقراءات الشاذة 28.
(6) هو ابن الدمينة في ديوان الحماسة لأبي تمام 2/6، والبيت في ملحق ديوانه 200 وتخريجه هناك.
(7) البيت بلا نسبة في: الكامل للمبرد 2/1021، ومراتب النحويين 125، والتهذيب 15/33، واللسان 15/452 (ذا) وهو في ديوان عمر بن أبي ربيعة برواية:
لمن نار قبيل الصبح ما تخبو
ولا شاهد فيه على هذه الرواية. ورسم المصنف "تخبو" بألف زائدة بعد الواو.(5/16)
– في ذي بالذال والياء بغير تنبيه -:
أمن زينب ذي النار
قبيل الصبح ما تخبو
أراد هذه النار. وفيها لغات أخر كثيرة تركت ذكرها هاهنا خوف الإطالة، وقد ذكرتها في أول "شرح الكتاب".
وأما قول من قال: إن تلك وتيك اسمان للبعيدة المشار إليها(1) [139/أ]، فليس قولهم شيئا يصح، لإن الله تعالى قد قال: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}(2) فأشار إلى العصا، وخاطب موسى عليه السلام، ولا يكون شيء أقرب مما هو في اليد، وهذا بين واضح، والله ولي التوفيق.
__________
(1) كما تقدم في ص 850.
(2) سورة طه 17، واستشهد ابن مالك بهذه الآية في شرح التسهيل 1/248 لنيابة ذي البعد عن ذي القرب لعظمة المشير، وذهب الكوفيون إلى أن "تلك" في الآية بمعنى "التي" والتقدير: ما التي بيمينك. ينظر: معاني القرآن للفراء 2/177، وإعراب القرآن للنحاس 3/36، والإنصاف 2/717، وشرح الكافية للرضي 3/23.(5/17)
(وهي الثندؤة بضم الثاء وبالهمز)، ووزنها فُعْلُلَةٌ، (والثندوة بفتح الثاء غير مهموز)(1)، ووزنها فعلوة، وهما بمعنى واحد، وهو مغرز الثدي وأصله. وقيل: الثندوة للرجل، والثدي للمرأة(2). وجمع المضموم الأول المهموز(3) الثنادئ والثندؤات بالهمز فيهما وضم الثاء من الثندؤات، وجمع المفتوح الأول الذي هو غير مهموز الثنادي والثندوات بفتح أولهما جميعا، غير مهموز أيضا.
(وجئت على إثره) بكسر الهمزة وسكون الثاء، (و) على (أثره)(4) بفتحها: أي جئت تاليا له.
(وهو أثر السيف وأثره) بفتح الألف وضمها والثاء ساكنة منهما، وفي بعض النسخ: (وهو أثر السيف وأثره)(5) بسكون الثاء وضمها وضم الألف فيهما، فهي كلها لغلت، وهن(6) بمعنى واحد، لفرنده، وهو ماؤه الذي تراه فيه، كأنه مدب النمل.
__________
(1) إصلاح المنطق 132 وفيه: "قال أبو عبيدة: كان رؤبة يهمز الثندوة والسئة سية القوس، والعرب لا تهمز واحدة منهما". وينظر: الفرق لقطرب 52، وللأصمعي 68، ولأبي حاتم 31، ولثابت 26، وخلق الإنسان للأصمعي 217، ولثابت 249، وللزجاج 55، وللحسن بن أحمد 82، والمخصص 2/22، والجمهرة 3/1240، والصحاح (ثدا) 6/2291.
(2) نظام الغريب 181، والتهذيب 14/90، والصحاح 1/38، والمجمل 1/157 (ثدأ)، ولذلك يغلط بعض اللغويين من يقول: "ثدي الرجل". ينظر: درة الغواص 255، وذيل الفصيح 7، وتقويم اللسان 89، وتصحيح التصحيف 200، وص 938 من هذا الكتاب.
(3) "المهموز" ساقطة من ش.
(4) والعامة تقول في كل هذا: "أثره" بفتحتين. ابن درستويه (222/ب). وينظر: إصلاح المنطق 23، 24، وأدب الكاتب 325، 528، والجمهرة 2/1034، والتهذيب 15/120، 121، والصحاح 2/574، 775 (أثر).
(5) والعامة تقول في كل هذا: "أثره" بفتحتين. ابن درستويه (222/ب). وينظر: إصلاح المنطق 23، 24، وأدب الكاتب 325، 528، والجمهرة 2/1034، والتهذيب 15/120، 121، والصحاح 2/574، 775 (أثر).
(6) ش: "وهي".(5/18)
(وتقول: القوم أعداء وعدى بكسر)(1) العين والقصر، (فإن أدخلت الهاء قلت: عداة) [139/ب] بضم العين.
فالأعداء: جمع عدو، وهو معروف المعنى، لضد الصديق، وهو الذي يكره لك الخير ويبغضك ويسعى في مساءتك، ومثله في الوزن فلو وأفلاء(2)، وكذلك العدى والعداة جمع عدو أيضا، حكى ذلك جماعة من اللغة(3)، كما قال أبو العباس ثعلب – رحمه الله – وقال ابن درستويه: عدى بكسر العين، ليس بجمع مكسر ولا صحيح، وهو اسم واحد وضع موضع الجمع(4)، كما وضع قوم لجماعة الرجال، وإبل لجماعة الأباعر. قال: والعداة بالهاء: جمع عاد لا جمع عدو، مثل غاز وغزاة وقاض وقضاة(5). وقال الجبان في العداة نحو قول ابن درستويه، وقال أيضا: الأعداء جمع عدى، كالأعناب جمع عنب، وأنكر أن يكون أعداء وعدى بمعنى واحد، كما قاله ثعلب(6). قال أبو سهل: والذي ذكره جلة أهل اللغة موافق لقول ثعلب(7) – رحمه الله- وإن كان
__________
(1) والعامة تقول: "عدى" بضم العين والقصر. ابن درستويه (223/أ) والزمخشري 428. وهي لغة مثل سِوى وسُوى في إصلاح المنطق 133، وأدب الكاتب 536، وفي الأخير عن الأصمعي: "إذا ضممت أول عدى ألحقت الهاء فقلت عداة". وينظر: الزاهر 1/319، والتهذيب 3/116، والصحاح 6/2420 (عدو).
(2) الكتاب 3/608.
(3) جاع في العين (عدو) 2/216: "والعدو: اسم جامع للواحد والجميع والتثنيه والتأنيث والتذكير... ويجمع العدو على الأعداء والعدى والعدى والعداة والأعادي، وتجمع العدوة على عدايا". وينظر: الزاهر 1/319، والجمهرة 2/1059، والمحيط 2/123 (عدو).
(4) قال سيبويه: "ولم يكسر على عدي واحد، ولكنه بمنزلة السفر والركب" الكتاب 4/244، وينظر: المحكم (عدو) 2/229.
(5) ابن درستويه(223/أ)، وقوله هذا موافق لمذهب الكوفيين. ينظر: التهذيب (عدو) 3/116.
(6) الجبان 310.
(7) مجاز القرآن 2/11، وإصلاح المنطق 99، وأدب الكاتب 536، والكامل للمبرد 1/409، والجمهرة 2/668. وينظر المصادر السابقة في التعليق رقم 2،ص 854.(5/19)
بعض الجموع قد خرجت عن القياس، لكن الذي ورد به السماع ما قالوه، وقد قال بعضهم: العادي والعدو واحد(1)، وقالت امرأة من العرب لأخرى دعت عليها: "أشمت رب العالمين بك عاديك"(2) فلما كان العادي بمعنى العدو جعلوا جمعه كجمعه أيضا.
(وبأسنانه حفر وحفر)(3) [140/أ] بسكون الفاء وفتحها: إذا فسدت أصولها. وقال ابن سكيت: هو سلاق في أصول الأسنان(4). وقال أبو إسحاق الزجاج: الحفر بسكون الفاء: صفرة تركب الأسنان وتأكل اللثة(5). وقال غيره: ويقال منه: حفر فوه بفتح الفاء، فهو يحفر بكسرها، حفرا بسكونها: إذا صار بها ذلك(6).
(ودرهم زائف وزيف)(7) للرديء. قال مزرد بن ضرار أخو الشماخ بن ضرار(8)
__________
(1) التهذيب 3/109، والصحاح 6/2420، والمحكم 2/229 (عدو).
(2) المصادر السابقة، والزاهر 1/318. وفي الجمهرة 2/669: "ويقال: أشمت الله عادية، أي عدوه، وخاصمت بنت جلوى امرأة فقالت لها: ألا تقولين: أقام الله ناعيك، وأشمت الله رب العرش عاديك".
(3) العين 3/212، والجمهرة 1/518، والتهذيب 5/18، والمحيط 3/84، والمجمل 1/243، والمحكم 3/231 (حفر). والتحريك لغة بني أسد، والمصباح 55 (حفر). والتحريك لغة في بني أسد، ولكن التسكين أفصح في: إصلاح المنطق 180، والصحاح 2/635، والمصباح 55 (حفر). والتحريك من لحن العامة في: أدب الكاتب 381، والمدخل إلى تقويم اللسان 123. وينظر: الاقتضاب 2/188.
(4) إصلاح المنطق 280.
(5) خلق الإنسان 41.
(6) خلق الإنسان لثابت 180، والصحاح (حفر) 2/635.
(7) عبارة الفصيح 317، والتلويح 87: "وتقول: درهم زائف وزيف" والعامة لا تعرف إلا "درهم زيف" ابن درستويه (223/ب)، والجمهرة (زيف) 2/822. وهما لغتان أيضا في الزاهر 2/81، والتهذيب 13/377، والمحيط 9/99، والصحاح 4/1371، والأساس 199، والمغرب 1/377، والمصباح 99 (زيف).
(8) ديوانه 53.
ومزود بن ضرار بن حرملة بن سنان المازني الذبياني، شاعر مخضرم أدرك الإسلام في كبره وأسلم، وهو الأخ الأكبر للشماخ كان هجاء في الجاهلية، وقيل: اسمه يزيد، ومزرد لقب غلب عليه، توفي نحو سنة 10هـ.
طبقات فحول الشعراء 1/132، والشعر والشعراء 1/232، وكنى الشعراء 2/290، وألقاب الشعراء 2/308، والإصابة 3/385.(5/20)
الشاعر:
وما زودوني غير سحق عمامة
وخمس مئ منها قسي وزائف
وأنشد أبو زيد(1):
ترى الناس أشباها إذا نزلوا معا
وفي القوم زيف مثل زيف الدراهم
وروى غيره(2):
ترى القوم أسواء إذا جلسوا معا
وقال: أسواء، أي مستوون، واحدهم سِوًى وسُوًى.
وجمع زائف زائفات وزوائف وزيف بضم الزاي وتشديد الياء وفتحها، وجمع زيف زيوف، مثل سيف وسيوف. قال امرؤ القيس(3):
صليل زيوف ينتقدن بعبقرا
(وتقول: دانق ودانق، وخاتم وخاتم، وطابع وطابع، وطابق وطابق، كل هذا صحيح جائز)(4) بكسر ثالثها وفتحه [140/ب].
__________
(1) البيت برواية أبي زيد – بلا نسبة في: ابن هشام 250 واللسان 9/142، والتاج 6/133 (زيف) وبالرواية الأخرى في البيان والتبيين 2/233، وعيون الأخبار 2/3، والزاهر 2/81، واللسان 14/408، والتاج 10/187 (سوا).
(2) البيت برواية أبي زيد – بلا نسبة في: ابن هشام 250 واللسان 9/142، والتاج 6/133 (زيف) وبالرواية الأخرى في البيان والتبيين 2/233، وعيون الأخبار 2/3، والزاهر 2/81، واللسان 14/408، والتاج 10/187 (سوا).
(3) ديوانه 64، وصدره:
كأن صليل المرو حين تطيره
قال شارحه: "وعبقر: موضع باليمن، وكانت دراهمه زيوفا".
(4) قال ابن درستويه (223/ب): "العامة تفتح هذا كله لخفة الفتح، والعرب تكسره وتفتحه".(5/21)
فأما الدانق والدانق: فهما بمعنى واحد(1)، وهو سدس الدرهم، وجمعها(2) دوانق، والعامة تقول: دوانيق بالياء، فيكون جمع داناق(3)، وهي لغة للعرب في الدانق، كما قالوا للخاتم: خاتام، وللدرهم: درهام(4).
وأما الخاتم والخاتم: فهما بمعنى واحد أيضا(5) للمعروف الذي يجعل في خنصر اليد. وجمعهما خواتم، والعامة تقولك خواتيم بزيادة الياء، فتجعلها جمع خاتام، وهي لغة للعرب فصيحة(6).
وأما الطابع والطابع: فهما لما يطبع به(7)، أي يختم به على الطين والطعام وغيرهما. وقال أبو عبيدة في قوله تعالى: {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}(8): أي ختم على قلوبهم من الطابع والخاتم. وجمعهما طوابع.
__________
(1) العين 5/118، والتهذيب 9/35، والمحيط 5/349، والصحاح 4/1477، والمحكم 6/194 (دنق)، والجمهرة (دنق) 2/676: "الدانق: معروف معرب، بكسر النون – وهو الأفصح الأعلى – وفتحها، وكان الأصمعي يأبى إلا الفتح" . وينظر: المعرب 145.
(2) كذا، والسياق يقتضي وجمعهما.
(3) دوانيق جمع دانق بالفتح، ودوانق جمع دانق بالكسر في: العين 5/118، والتهذيب 9/35، والمحيط 5/349، ودوانيق شاذة في المحكم 6/194 (دنق).
(4) ينظر: الكتاب 3/425، 4/249، وأدب الكاتب 596، والمدخل إلى تقويم اللسان 119، والصحاح (دنق) 4/1477.
(5) ويقال أيضا: خاتام، وخيتام، وختام،وختم، فهذه ست لغات بمعنى واحد. ينظر: أدب الكاتب 573، والكامل 2/763، والمدخل إلى تقويم اللسان 124، والجمهرة 1/389، والتهذيب 7/315، والمحيط 4/31، والصحاح 5/1908، والمقاييس 2/245، والمحكم 5/96 (ختم).
(6) ش: "صحيحية"، ينظر: المصادر السابقة، والكتاب 3/425، 4/249، والمقتضب 2/258.
(7) الصحاح 3/1252، والمحكم 1/349 (طبع).
(8) سورة التوبة 87، وينظر: مجاز القرآن 1/266.(5/22)
وأما الطابق والطابق: فهما بمعنى واحد، للآجرة الكبيرة العريضة، وهو أيضا اسم لما يخبز عليه من الحديد، وهو فارسي معرب(1)، وجمعها طوابق(2).
__________
(1) أدب الكاتب 501، والمنتخب 2/601، والمعرب 221، والجمهرة 3/1325، والصحاح 4/1513، والمحكم 6/180، واللسان 10/214، والقاموس 1165 (طبق) وذكر الأخير لغة ثالثة هي "طاباق" وذكر صاحب المنتخب أن أصله بالفارسية "تابه". قال عبد الرحيم: "واللفظ الفارسي مشتق من "تاب" بالباء الفاسية بمعنى الحرارة" المعرب 436، وينظر: الألفاظ الفارسية المعربة 111.
(2) كذا،والسياق يقتضي: "وجمعهما طوابق". قلت: وطوابيق أيضا، وأصله في الكامل 1/329 "طوابق" ولكن أشبعت كسرة الباء فصارت ياء، وجعله سيبويه 3/425 "تكسير فاعال، وإن لم يكن من كلامهم" وقال ابن الخشاب في اعتراضه على مقامات الحريري 12: "وقول العامة طوابيق والطوابيقي خطأ فاحش". وينظر: شرح الشافية للرضي 2/151.(5/23)
(وهي الخنفساء) بالمد، (والخنفسة)(1)، تؤنث مرة بألفي التأنيث، ومرة بالهاء، والفاء مفتوحة في اللغتين جميعا لا غير(2)، وهي دويبة معروفة من الهوام سوداء شديدة السواد، أصغر من الجعل، منتنة الريح، إذا لمست فست، وتسميها العرب الفاسية(3)، وتضرب بها المثل في النتن، فتقول: " إنه لأنتن من الخنفساء"(4) وتضرب بها المثل أيضا في اللجاج، فتقول: "إنه لألج [141/أ] من الخنفساء"(5)، وذلك أنها إذا أزيلت من موضع وأبعدت عنه عادت إليه. ومنه قول الشاعر – وقيل: إنه لخلف الأحمر في أبي عبيدة -(6)
__________
(1) والعامة تقول: "الخنفساة". ابن درستويه (224/ب)، وتقويم اللسان 102، و"الخنفسا" بالقصر. تثقيف اللسان 320، وتصحيح التصحيف 249، والخنفساءة والخنفس لغتان أيضا، والأخيرة بضم الأول والثالث يمانية وبكسرهما بصرية وبالتأنيث أسدية. ينظر: العين 4/331، والجمهرة 3/1233، والتهذيب 7/663، والصحاح 3/923، والمحكم 5/54، والمصباح 67، والقاموس 699 (خنفس).
(2) بل تضم أيضا في كل لغاتها ينظر: المصادر السابقة.
(3) ينظر: الحيوان 3/500، 496، 6/21، 468، وعجائب المخلوقات 293، وحياة الحيوان 1/436.
(4) الحيوان 3/500، 6/468، والمخصص 8/116، ومجمع الأمثال 1/433، وحياة الحيوان 1/436، 437.
(5) الأمثال لأبي عبيد 374، والحيوان 3/500، وجمهرة الأمثال 179، وثمار القلوب 435، والمستقصى 1/308، والتهذيب 7/663، والمحيط 4/463 (خنفس). ويروى "ألح" بالحاء المهملة في: الدرة الفاخرة 2/369، ومجمع الأمثال 3/220، والعين 4/331، واللسان 6/75 (خنفس).
(6) الحيوان 3/500، 6/469، وابن درستويه (224/ب)، وفصل المقال 492، وبهجة المجالس 2/440، ولخلف الأحمر في هجاء أبي العيناء محمد بن عبيد الله في معجم الأدباء 5/2148، وله هجاء في العتبي في حياة الحيوان للدميري 1/437، وبلا نسبة في ثمار القلوب 435، والمستقصى 1/308، والثاني من البيتين بلا نسبة أيضا في: عيون الأخبار 1/27، ومجمع الأمثال 2/95.(5/24)
:
لنا صاحب مولع بالخلاف
كثير الخطاء قليل الصواب
ألج لجاجا(1) من الخنفساء
وأزهى إذا ما مشى من الغراب
وجمع الخنفساء خنفساوات وخنافس، وجمع الخنفسة خنفسات وخنافس أيضا. ورواية ابن درستويه هي (الخنفساء والخنفسة)(2) بضم الخاء والفاء منهما، وغيره من أهل اللغة يفتح الفاء منهما(3)، كما روي لنا عن ثعلب – رحمه الله.
(وهي الطس) بغير هاء، (والطسة)(4) بإثبات الهاء: وهما بمعنى واحد للطست المعروفة، والطست بالتاء، لغة للعرب أيضا(5)، والعامة لا تتكلم إلا بهذه اللغة، وهي فارسية معربة(6). وقال الراجز (7)– على هذه اللغة -:
لما رأت شيب قذالي عيسا
وهامة كالطست علطميسا
__________
(1) ش: "ألح لحاحا" على رواية المثل.
(2) ابن درستويه (224/ب).
(3) الفتح والضم لغتان كما تقدم.
(4) إصلاح المنطق 117، وأدب الكاتب 486، 501، 539، وتثقيف اللسان 212، والمدخل إلى تقويم اللسان 87، والصحاح (طسس) 3/943.
(5) هي لغة لبعض أهل اليمن في المذكر والمؤنث للفراء 84، ولابن الأنباري 1/389، والمخصص 17/16، وفي التهذيب (طسس) 12/274: "وقال الفراء: طيء تقول: طست". وفي العين (طسس) 7/182: "الطست في الأصل طسة، ولكنهم حذفوا تثقيل السين، فخففوا وسكنت فظهرت التاء التي في موضع هاء التأنيث لسكون ما قبلها" وفي أدب الكاتب 486، والممتع 1/389 التاء بدل من السين في طس. قال عبد الرحيم: "العكس هو الصواب فأصله طست، فأدغمت التاء في السين، لأن أصله بالفارسية تشت" المعرب 438.
(6) الغريب المصنف (216/أ)، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/391، والمعرب 221، والجمهرة 1/133، 397، 3/1325، والتهذيب 12/274 (طسس).
(7) بلا نسبة في: التهذيب 3/369، والصحاح 3/952، والتكملة للصغاني 3/392، واللسان 6/146، والتاج 4/195 (علطبس، علطمس).(5/25)
قال شمر بن حمدويه: العلطميس: الضخم الشديد(1).
وقال رؤبة(2) – في اللغة الأخرى –:
حتى رأتني هامتي كالطس
توقدها الشمس ائتلاق الترس
[141/ب] وقال آخر(3):
حن إليها كحنين الطس
وجمع الطس طسوس. قال الراجز(4):
قرع يد اللاعبة الطسوسا
وجمع الطس أيضا والطسة طسات وطساس، وجمع الطست طسات وطسوت على القياس.
(وبفيه الأثلب) بفتح الألف واللام، (والإثلب)(5) بكسرهما، (والفتح أكثر): وهما بمعنى واحد، (وهو التراب). وقيل: الحصى والتراب(6). ووزنهما أفعل وإفعل، كأفكل وإجرد(7)، وقياس جمعهما أثالب.
__________
(1) قوله في التهذيب 3/369، والتكلمة 3/393. وينظر: العين 2/350 (علطس). وشمر هو: أبو عمرو بن شمر بن حمدويه الهروي، عالم لغوي نحوي، كان ثقة فاضلا راوية للأخبار وأشعار العرب، من مصنفاته: كتاب الجيم في اللغة، وغريب الحديث، والجبال والأدوية، وغيرها، وجميع مؤلفاته مفقودة، توفي سنة 255هـ. نزهة الألباء 151، وإنباه الرواة 2/77، وإشارة التعيين 141.
(2) ديوانه 175.
(3) الرجز لأعرابي فصيح في التهذيب (طسس) 12/275، وأنشد قبله:
لو عرضت لأيبلي قس
أشعث في هيكله مندس
وينظر: المحكم 6/68، واللسان 6/123، 174 (طسس، قسس).
(4) هو رؤبة، والراجز في ديوانه 71 برواية: "اللعابة الطسيسا" وبرواية المصنف في: المذكر والمؤنث للفراء 84، والمعرب 222، والجمهرة 1/133، 398.
(5) إصلاح المنطق 122، ونوادر أبي مسحل 1/74، وأدب الكاتب 560، والمنتخب 2/432، 522، وديوان الأدب 1/266، 274، والمجرد 1/62 والصحاح 1/94 (ثلب).
(6) إصلاح المنطق 122.
(7) الأفكل: الرعدة من برد أو خوف، والإجرد: نبت. اللسان 3/119، 11/530 (جرد، فكل).(5/26)
(وأسود حالك وحانك)(1): للشديد السواد، وهما يدلان على المبالغة والتأكيد في السواد، وقد أكدت العرب الألوان الخمسة الأصول التي هي البياض والسواد والحمرة والصفرة والخضرة بأسماء دلت بها على قوة كل لون منها وشدته، فمن ذلك قولهم للأبيض: هو أبيض يقق ولهق،وللأسود: هو أسود حالك وحانك، وللأحمر: هو أحمر قانئ وورد، وللأصفر: هو أصفر فاقع ووارس، وللأخضر: هو أخضر ناضر وزاهر(2). وقد علمت في هذا المعنى كتابا وسمته بـ"المنمق" استقصيت فيه ذكر هذه الألوان [142/أ] الخمسة وتوابعها وما تفرع منها، وبالله التوفيق.
(وهو أشد سوادا من حالك الغراب وحنك الغراب، واللام أكثر)(3).
__________
(1) الغريب المصنف (213/ب)، والقلب والإبدال 8، وتهذيب الألفاظ 1/234، وأدب الكاتب 61، والمنتخب 1/262، 304، والأمالي لأبي علي 1/35، والإبدال 2/396، والمخصص 2/106، 13/282، والجمهرة 1/563، والتهذيب 4/101، 104، والمحيط 2/38، والصحاح 4/1581، والمحكم 3/29 (حلك، حنك).
(2) ينظر: باب الألوان في: تهذيب الألفاظ 1/230-234، والمنتخب 1/304-313، والمخصص 2/103-111.
(3) ينظر التعليق رقم 4، ص 863.(5/27)
فحلك الغراب باللام: سواده(1) وحنكه بالنون: منقاره، وهو أيضا أسود(2). وقيل: إن حلك الغراب وحنكه بمعنى واحد لسواده، والنون فيه بدل من اللام(3)، كما قالوا للثياب الذي(4) يجلل بها الهودج: السدول والسدون(5)، إلا أن اللام أكثر لدورها في متصرفات هذه الكلمة، لأنهم قالوا: حلكوك وحلكوك محلولك، وقد احلولك، ولم يقولوا شيئا من ذلك بالنون(6). وقال ابن درستويه: الحلك: شدة السواد، وسواد الغراب شديد، فلذلك خص التشبيه به، وأما النون فهي لغة العامة، واللام هو الصحيح، وعليه كلام فصحاء العرب(7)، ولا يقال في المصدر والفعل منه بالنون(8).
__________
(1) ش: "هو سواده".
(2) ينظر: أدب الكاتب 61، والصحاح (حلك) 4/1581.
(3) القلب والإبدال 8، والإبدال 2/396، والمخصص 13/282، والجمهرة (حلك) 1/563.
(4) في ش: "التي"، وهو أولى مما في الأصل.
(5) القلب والإبدال 4، والإبدال 2/383.
(6) وقد قالوا: "محلنكك". الأمالي لأبي علي 1/35، والتهذيب 4/101، والمحكم 3/29 (حلك). وينظر: خلق الإنسان للأصمعي 175.
(7) في القلب والإبدال 8: "قال الفراء: قلت لأعرابي: أتقول مثل حنك الغراب، فقال: لا، ولكني أقول مثل حلكه". والحكاية عن الفراء أيضا في المخصص 12/282، والمحكم 3/29، وعن اللحياني في المزهر 1/475، ولكن الرواية في هذه المصادر على إنكار الأعرابي "حلكه" باللام، وكأنه تحريف. وينظر: الجمهرة (حلك) 1/563.
(8) ابن درستويه (225/ب).(5/28)
(وهو الجدري والجدري)(1) بضم الجيم وفتحها: وهو بثر معروف يظهر بجسد الإنسان، وأكثر ما يظهر بالصغار، يقال منه: جدر الغلام وجدرت الجارية بضم الجيم وتخفيف الدال، على ما لم يسم فاعله، فهو يجدر جدار، وهو مجدور. والعامة تشدد الدال فتقول: جدر، فهو[142/ب] مجدر(2).
(وتقول(3): تعلمت العلم قبل أن يقطع سرك) بضم السين مع التضعيف، (وسررك) بكسر السين وإظهار التضعيف: أي قبل أن تولد، لأن السر لا تقطعه القابلة من المولود إلا عند ولادته. (والسرة) بالضم والهاء: هي (التي تبقى)(4) في جوف المولود، وهي الموضع الذي قطع منه السر. وجمعها سرات وسرر بفتح الراء،وجمع السر أسرار، كقفل وأقفال، وجمع سرر أسرار أيضا، كعنب وأعناب(5).
__________
(1) والعامة تقول: "الجدري" بكسر الجيم. ما تلحن فيه العامة 137، وإصلاح المنطق 131، 173، وأدب الكاتب 564، والمدخل إلى تقويم اللسان 123، وتقويم اللسان 91، وتصحيح التصحيف 210، والجمهرة 1/445، والصحاح 2/609 (جدر).
(2) ابن درستويه (226/أ)، ودرة الغواص 128، والمدخل إلى تقويم اللسان 123، والتكملة للجواليقي 54، وتقويم اللسان 172، وتصحيح التصحيف 466، وعلة الخطأ في هذه المصادر أن الجدري لا يصيب الإنسان إلا مرة في عمره، والتشديد يفيد التكثير. قلت: وهي لغة في: العين 6/74، والمحيط 7/37، والصحاح 2/609 (جدر).
(3) في الفصيح 317: "ويقال".
(4) خلق الإنسان للأصمعي 220، ولثابت 11. والعامة تقول: "تعلمت العم قبل أن تقطع سرتك". إصلاح المنطق 256، 296، وأدب الكاتب 536ن وتقويم اللسان 117، وتصحيح التصحيف 311، والصحاح (سرر) 2/681، 682.
(5) وإسرة، وهو جمع نادر. إصلاح المنطق 99، واللسان (سرر) 4/360.(5/29)
(وما يسرني بهذا الأمر منفس) بكسر الفاء، (ونفيس، ومفرح) بكسر الراء، (ومفروح به)(1)، يقول ذلك الرجل عند رضاه بالشيء واغتباطه به، أي أن أحب إلي من كل نفيس ومفرح. النفيس: هو الجليل الخطير(2) الكريم الذي يتنافس فيه الناس، أي يبخل بعضهم على بعض به، يقال منه: نفست عليه بالشيء بالكسر، نفاسة، إذا بخلت، وقد نفس الشيء بالضم، نفاسة أيضا، إذا كرم وصار مرغوبا فيه. وأنفسني فلان في الشيء إنفاسا، أي رغبني فيه،فهو منفس بالكسر، يقال: هذا مال منفس ونفيس، أي كثير مرغوب فيه. قال المتلمس(3) [143/أ]:
لا تجزعي إن منفسا أهلكته
وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وقال الجبان في قوله(4): "وما يسرني بهذا الأمر منفس ونفيس" أي ما يقوم كل شيء نفيس مقام هذا وعوضا منه(5)، وهذه الباء هي التي تأتي في المعاوضات، نحو بعت هذا بهذا، إذا أعطيت هذا وأخذت ذلك مكانه وبدله(6). والنفيس معدول عن المنفس(7)، كالأليم بمعنى المولم، ومعنى الشيء النفيس: الذي يرغب في نفسه. وأمر نفيس، وأمور نفيسات ونفائس، وأمر منفس،وأمور منفسات ومنافس أيضا، كمطفل ومطافل(8).
__________
(1) الصحاح 1/390، 3/985 (فرح، نفس).
(2) ش: "الخطر".
(3) ليس للمتلمس، بل للنمر بن تولب، وهو في ديوانه 357. والبيت من شواهد النحاة في باب الاشتغال على نصب "منفسا" بفعل محذوف يفسره المذكور بعده، أو رفعه بفعل محذوف أيضا تقديره هلك. ينظر: الكتاب 1/134، والمقتضب 2/76، 78.
والمتلمس هو: جرير بن عبد المسيح بن عبد الله بن زيد، من ربيعة، من بني ضبيعة، شاعر جاهلي مقل، عده ابن سلام في الطبقة السابعة من فحول شعراء الجاهلية، توفي قبل الهجرة بنحو 50 سنة.
طبقات فحول الشعراء 1/155، وألقاب الشعراء 2/315، والشعر والشعراء 1/112.
(4) ش: "في قول ثعلب".
(5) الجبان: "عنه".
(6) ينظر: وصف المباني 223.
(7) ينظر: البصائر والذخائر 1/122.
(8) انتهى كلام الجبان 314 بتصرف يسير.(5/30)
قال أبو سهل: والمفرح بالكسر: هو الشيء الذي يفرحك، أي يسرك،يقال: أفرحني الشيء إفراحا ففرحت به، إذا(1) سرني. والمفروح به: ما تفرح به، أي تسر، ولا يقال: مفروح بغير به، ولا يقال أيضا: به مفروح، بتقديم به(2). وقال الجبان: والمفرح والمفروح به كالشيء الواحد، لأن كل ما أفرحك فهو مفرح ومفروح به، وكل مفروح به فهو مفرح لك، إذا كنت فرحابه، وإذا كنت فرحا به فهو [143/ب] مفروح به، كما أن ما وثقت به فهو موثوق به، وكل ما مررت إليه فهو ممرور إليه. قال: وجمع المفرح مفرحات ومفارح، فأما مفروح به فجمعه مفروح بهم، إذا أردت الناس ومن جرى مجراهم، ومفورح بها وبهن، إذا أردت غير ذلك، ولفظة مفورح موحدة، لأنها ترجع إلى المصدر، وكذلك هو مغضوب عليه، وهما مغضوب عليهما، وهم مغضوب عليهم(3).
(وماء شروب وشريب: للذي بين الملح والعذب)(4)، وهو الذي يمكن شربه على ما فيه من الملوحة(5). وجمعهما شرائب في التكسير(6).
__________
(1) ش: "أي".
(2) أدب الكاتب 418، والصحاح (فرح) 1/390.
(3) الجبان 314.
(4) قال ابن درستويه (227/أ): "والعامة تقول: ماء مشروب للعذب الطيب الذي يلتذه شاربه". ينظر: إصلاح المنطق 142، ونوادر أبي مسحل 1/42، وأدب الكاتب 201، والمنتخب 2/445، والعين 6/257، والتهذيب 11/353، والصحاح 1/153 (شرب).
(5) وفي الغريب المصنف (99/أ) عن أبي زيد: "الماء الشريب: الذي فيه شيء من عذوبة، وقد يشربه الناس على ما فيه، والشروب دونه في العذوبة، وليس يشربه الناس إلا عند ضرورة، وقد تشربه البهائم".
(6) قياسا على عجوز وعجائز، وكريه وكرائه، وهو قياس مع الفارق، لأن الأول ليس وصفا للمؤنث، والثاني خال من التاء.(5/31)
(وفلان يأكل خلله) بكسر الخاء وفتح اللام، على مثال عنب، (وخلالته)(1) بضم الخاء، على فعالة،(يعني: ما يخرج من بين أسنانه إذا تخلل)، ويوصف بذلك الرجل الشره القذر الشحيح. وجمع الخلل أخلال، كعنب وأعناب، وجمع الخلالة خلالات.
(وأمليت الكتاب أمليه إملاء) بالمد، (وأمللت أمل إملالا لغتان جيدتان جاء بهما القرآن)(2)، وهما بمعنى واحد، وذلك إذا ذكرت لكاتب الكتاب ما يكتبه فيه ولفظت به وألقيته عليه، أو تلوت عليه ما في الكتاب [144/أ] أي قرأته عليه. وقال الله تعالى: {اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}(3) فهذا من أمليت، وقال عز وجل: {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ [وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً] فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْل}(4) فهذا من أمللت.
__________
(1) نوادر أبي مسحل 1/50، والتهذيب 6/571، والصحاح 4/1688 (خلل).
(2) في التهذيب (ملل) 15/352: "وقال الفراء: أمللت عليه لغة أهل الحجاز وبني أسد، وأمليت لغة تميم وقيس"، والياء مبدلة من اللام في القلب والإبدال 60، وأدب الكاتب 488ن والممتع 1/373. وينظر: تفسير القرطبي 3/248، وشرح الشافية 3/210، والدر المصون 2/653، والصحاح 6/2497، والمصباح 222 (ملل).
(3) سورة الفرقان 5.
(4) سورة البقرة 282، وما بين المعكوفين أخلت به نسخة الأصل، ش.(5/32)
باب ما أدخلت فيه الهاء من وصف المذكر
(تقول: رجل راوية للشعر)(1): إذا كان ينشده ويحفظه، فزادوا الهاء للمبالغة في الوصف.
(و) كذلك (رجل علامة)(2): أي عالم جدا، أو كثير العلم.
(ونسابة)(3): وهو العالم بالأنساب، وهي معرفة أسماء الآباء والأجداد.
(ومجذامة)(4) بكسر أوله: مأخوذ من الجذم، وهو القطع. فقيل: معناه: أنه الكثير القطع للمفاوز والطرق(5). وقيل: هو الكثير الفصل للأمور والقطع لها(6) [123/أ]. وقيل: هو السريع القطع للشيء(7). وقيل: هو السريع القطع للمودة(8).
__________
(1) ما تلحن فيه العامة 125، ومجاز القرآن 2/277، والمذكر والمؤنث للفراء 60، وللمبرد 88، ولابن الأنباري 1/164، وللمفضل 50، ولابن التستري 54، والتكملة لأبي علي 366، والعين 8/311، والجمهرة 1/235، والصحاح 6/2365 (روى). وذكر ابن درستويه (203/ب) أن هذا النعت ليس مخصوصا بالذكر دون الأنثى، كما ذهب ثعلب، بل هو لهما جميعا، لأن المرأة قد تكون راوية كما يروي الرجل، وتكون أيضا أروى منه، ثم ذكر أن دخول الهاء في نعت المؤنث علىضربين:
أحدهما: على معنى المبالغة في النعت للمذكر، والآخر: على تأنيث المرأة لا على المبالغة في الرواية، كقولك: روت تروي فهي راوية.
(2) ما تلحن فيه العامة 125، ومجاز القرآن 2/277، والمذكر والمؤنث للفراء 60، وللمبرد 88، ولابن الأنباري 2/184، ولابن التستري 54، والتكملة لأبي علي 366، وديوان الأدب 1/331، والعين 2/152، والجمهرة 2/948، والصحاح 5/1990 (علم).
(3) المذكر والمؤنث للمبرد 88، ولابن الأنباري 2/184، ولابن التستري 54، والتكملة لأبي علي 366، وديوان الأدب 1/330، والجمهرة 2/948، والصحاح 1/224 (نسب).
(4) المذكر والمؤنث للفراء 60، ولابن الأنباري 2/120، ولابن التستري 54، والصحاح (جذم) 5/1884.
(5) الجبان 283.
(6) الجبان 283.
(7) العين (جذم) 6/96.
(8) الصحاح (جذم) 5/1884.(6/1)
(و) رجل (مطرابة)(1): أي كثير الطرب شديده. والطرب: خفة تصيب الإنسان لشدة الفرح والحزن.
(و) رجل (معزابة)(2): إذا كان يعزب بإبله في الرعي، أي يبعدها لعزه وقدرته. قال الأعشى(3):
تذهل الشيخ عن بنيه وتلوي
بلبون المعزابة المعزال
(وذلك إذا ما مدحوه كأنهم(4) أرادوا به داهية) فأنثوه، وفي رواية مبرمان عن ثعلب: (إذا أرادوا به غاية المدح).
(وكذلك إذا ذموه، فقالوا: رجل لحانة)(5) أي مخطئ في كلامه، لا يأتي بصواب فيه.
(وهلباجة)(6): أي أحمق. وقيل: هو الثقيل الكسلان النوام(7).
(ورجل فقاقة)(8) بالتخفيف: أي أحمق كثير الكلام. وقيل: هو المخلط(9).
و(جخابة)(10) بتخفيف الخاء وتشديدها أيضا: أي أحمق كثير الكلام – أيضا – والصياح فيما لا يحتاج إليه (في حروف كثيرة، كأنهم أرادوا به بهيمة).
قال أبو سهل: فقول أبي العباس – رحمه الله -: (وذلك إذا مدحوه، كأنهم أرادوا به داهية، وكذلك إذا ذموه كأنهم أرادوا [123/ب] به بهيمة).
فالداهية: هي الأمر العظيم المجاوز للحد والمقدار المعلوم الذي لا ينفع فيه دواء.
__________
(1) المذكر والمؤنث للفراء 60، وللمفضل 50، ولابن الأنباري 2/121، ولابن التستري 54.
(2) المصادر السابقة، والعين 1/361، والصحاح 1/181 (عزب).
(3) ديوانه 63.
(4) في الفصيح 308: "كأنما".
(5) العين 3/230، والتهذيب 5/63، والمحكم 3/258 (لحن).
(6) المذكر والمؤنث للفراء 60، ولابن الأنباري 2/185، ولابن فارس 47، ونوادر أبي مسحل 1/4، والغريب المصنف (15/ب)، والعين 4/117، والجمهرة 2/1114، والصحاح 1/351 (هلبج).
(7) ابن درستويه (204/ب).
(8) المذكر والمؤنث للفراء 60، وللمفضل 50، ولابن الأنباري 1/164، ونوادر أبي مسحل 1/4، والغريب المصنف (16/أ)، والتهذيب 8/297، والصحاح 4/1544، والمحكم 6/88 (فقق).
(9) المحكم (فقق) 6/88.
(10) المذكر والمؤنث للفراء 60، وللمفضل 50، ونوادر أبي مسحل 1/4، والغريب المصنف (16/ب)، والعين 4/16، والصحاح 1/97 والمحكم 5/11 (جخب).(6/2)
والبهيمة: كل دابة من ذوات الأربع من دواب البر والبحر، وهي مأخوذة من الإبهام، وهو اشتباه الشيء، فلا يدرى وجهه(1)، فالبهيمة لا تميز ولا تفرق بين الحسن والقبيح.
فكما أن في آخر الداهية والبهيمة هاء،كذلك أتوا بها(2) في وصف الإنسان المذكر الممدوح والمذموم تشبيها بهما، فإذا مدحوه وبالغوا في ذلك شبهوه بالداهية، وأرادوا أن أمره وفعله منكر زائد على غيره كالداهية،وكذلك أيضا إذا ذموه وبالغوا في ذلك(3) شبهوه بالبهيمة التي لا تنطق بشيء يفهم، ولا تفرق بين الفعل القبيح والحسن. وهذا هو معنى قول الكوفيين وطريقتهم(4). وأما البصريون فإنهم قالوا: الهاء في هذا الباب للمبالغة في الوصف الذي يمدح به أو يذم(5). وقال بعضهم: ألحقوا هذه الهاء في هذه الأسماء للمبالغة(6) وجعلوا زيادة اللفظ دليلا على زيادة ما يقصدونه من مدح أو ذم، وكأنهم أرادوا في المدح معنى داهية وفي الذم معنى بهيمة. قال أبو سهل: وهذا معنى [124/أ] ما رواه مبرمان عن ثعلب رحمه الله.
وقال بعض النحويين: وصفوا المذكر بهذه الأوصاف المؤنثة كما وصفوا المؤنث بالأوصاف المذكرة(7).
وأما قوله: "في حروف كثيرة" فأراد أن لهذا نظائر كثيرة في الكلام.
__________
(1) المقاييس (بهم) 1/311.
(2) أي الهاء.
(3) ش: "في ذمه".
(4) المذكر والمؤنث للفراء 60، ولابن الأنباري 1/164، 2/120.
(5) المذكر والمؤنث لأبي حاتم (5/أ)، والمقتضب 4/262، والأصول 2/408، والتكملة لأبي علي 366، وابن درستويه (205أ)، والعين 2/152، 8/311، والجمهرة 1/235، 2/948، والصحاح 5/1990 (علم، روي).
(6) قوله: "في الوصف الذي يمدح.... للمبالغة" ساقط من ش.
(7) القول عن الأخفش في المذكر والمؤنث للسجستاني (157/أ) وينظر: التبصرة 2/630.(6/3)
ويقال للمؤنث في فصول هذا الباب – كما يقال للمذكر – بالهاء لأنهم لما أتوا بها في وصف المذكر لمعنى المبالغة والتكثير أشركوا فيه المؤنث أيضا(1).
وتجمع هذه الفصول كلها بالألف والتاء، فيقال: رجال راويات، وعلامات، ونسابات، ومجذامات، ومطرابات، ومعزابات، ولحانات، وهلباجات، وفقاقات، وجخابات.
باب ما يقال للمؤنث والمذكر بالهاء
__________
(1) قال ابن درستويه: "العامة تغلط فيه فتتوهم أن الهاء للمؤنث، وحذفها للمذكر في كل شيء".(6/4)
(قالوا: رجل ربعة، امرأة ربعة)(1) بسكون الباء: أي وسط القامة، وهو الذي تكون قامته بين الطويل والقصير، وجاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم "أنه كان فوق الربعة"(2). وجمعه ربعات بفتح الباء، كبكرة وبكرات، وإنما لم يسكنوا الباء في الجمع وإن كان وصفا، كضخمة وضخمات، لأن ربعة لما وصف بها الرجل والمرأة صارت [124/ب] كأنها اسم غير وصف(3)، وأدخلت الهاء في وصف المذكر للمبالغة، فلأجل ذلك اشتراك في هذا الوصف المذكر والمؤنث(4).
__________
(1) الكتاب 3/627، والمذكر والمؤنث للفراء 106، وللمبرد 102، ولابن الأنباري 2/174، ولابن التستري 48، والمخصص 2/71، والتهذيب 2/371، والصحاح 3/1214، والمحكم 2/101 (ربع).
(2) أخرجه بهذا اللفظ ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/411، والبيهقي في دلائل النبوة 1/252 من حديث علي بن أبي طالب، وأخرجه الترمذي بلفظ: "أطول من اليربوع" في الشمائل المحمدية 21-23. وحكم الألباني بضعفه في مختصر الشمائل 14، وسلسلة الأحاديث الضعيفة (2053)، وأخرجه البخاري في (كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم – 3547) من حديث أنس بن مالك بلفظ: "كان ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير".
(3) وفي الكتاب 3/627: "وأما ربعة فإنهم يقولون: رجال ربعات ونسوة ربعات، وذلك لأن أصل ربعة اسم مؤنث وقع على المذكر والمؤنث فوصفا به ووصف المذكر بهذا الاسم المؤنث، كما يوصف المذكرون بخمسة حين يقولون: رجال خمسة، وخمسة اسم مؤنث وصف به المذكر" وفي مجالس ثعلب 2/527 عن ابن الأعرابي: "رجال ربعات وربعات.. "وقال أبو العباس: والذي سكن في ربعات جعله مرة على النعت ومرة على الاسم" وينظر: المقتضب 2/190، والمخصص 2/71، والصحاح 3/1214، والمحكم 2/101 (ربع).
(4) وقال ابن دستويه (205/ب): "إنما اشترك المذكر والمؤنث في الهاء، لأنها ليست للتأنيث المحض، ولكن للمبالغة".(6/5)
(ورجل ملولة)(1): إذا كثر منه الملل للشيء، أي يسأمه فلا يريده، (وامرأة ملولة) والجمع ملولات.
(ورجل فروقة)(2): أي جبان كثير الخوف من كل شيء(3)، (وامرأة فروقة)، والجمع فروقات.
(ورجل صرورة: للذي لم يحجج، والمرأة صرورة)(4)، فكأنهما أصرا على المقام وترك الحج، فكأنهما قد كثر منهما ذلك. وقال النابغة(5):
لو أنها عرضت لأشمط راهب
يخشى الإله صرورة متعبد
لرنا لبهجتها وحسن حديثها
ولخاله رشدا وإن لم يرشد
والجمع صرورات.
(ورجل هذرة)(6) بضم الهاء وفتح الذال، (وامرأة هذرة): إذا كانا كثيري الكلام.
__________
(1) الكتاب 3/638، والمذكر والمؤنث للفراء 106، والغريب المصنف (119/أ)، والتكملة لأبي علي 366، والمخصص 12/319، 16/139، والصحاح (ملل) 5/1812.
(2) الكتاب 3/638، والمذكر والمؤنث للفراء 106، ولابن التستري 48، والغريب المصنف (119/أ)، والتكملة لأبي علي 366، والعين 5/148، والصحاح 4/1514 (فرق). ومنه المثل "رب عجلة تهب ريثا، ورب فروقة يدعى ليثا". جمهرة الأمثال 1/392، ومجمع الأمثال 2/36، والمستقصى 2/98.
(3) قوله: "وامرأة ملولوة.... كل شيء" ساقط من ش.
(4) المذكر والمؤنث للفراء 106، ولابن فارس 47، ولابن التستري 48، والغريب المصنف (119/أ)، وديوان الأدب 3/72، والعين 7/83، والصحاح 2/711 (صرر).
(5) ديوانه 95، 96.
(6) المذكر والمؤنث للفراء 10، ولابن الأنباري 2/166، وإصلاح المنطق 428، والغريب المصنف (120/أ)، وديوان الأدب 1/256، والجمهرة 2/696، والصحاح 2/853 (هذر).(6/6)
(ورجل همزة لمزة)(1) بضم أولهما وفتح ثانيهما، (وامرأة كذلك: وهو الذي يعيب الناس. في حروف كثيرة)(2)، وقال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}(3). وقيل: الهمزة: الذي يعيب الناس(4) بحضرتهم(5). وقد همزهم يهمزهم همزا.
واللمزة: الذي يذكرهم وهو غائب عنهم(6). وقد لمزهم يلمزهم [125/أ] لمزا. وقال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ}(7).
باب ما الهاء فيه أصلية
__________
(1) المذكر والمؤنث للفراء 106، ولابن الأنباري 2/170، ولابن التستري 48، وإصلاح المنطق 428، والجمهرة 2/826، 3/1247، والعين 4/17، 7/372، والمحكم 4/173 (لمز، همز).
(2) أي لهذا نظائر كثيرة في الكلام. ينظر: المذكر والمؤنث للفراء 106، ولابن الأنباري 2/165-176.
(3) سورة الهمزة 1.
(4) قوله: "في حروف كثيرة... الناس" ساقط من ش.
(5) تفسير الطبري 30/292، والقرطبي 20/124، وإعراب القرآن للنحاس 5/287، وعكس هذا القول في تفسير القرطبي عن مقاتل، وتفسير غريب القرآن للعزيزي 196، وللرازي (75/أ)، والعين 4/17، 7/372، والتهذيب 6/164، 13/221 (لمز، همز).
(6) تفسير الطبري 30/292، والقرطبي 20/124، وإعراب القرآن للنحاس 5/287، وعكس هذا القول في تفسير القرطبي عن مقاتل، وتفسير غريب القرآن للعزيزي 196، وللرازي (75/أ)، والعين 4/17، 7/372، والتهذيب 6/164، 13/221 (لمز، همز).
(7) سورة التوبة 58.(6/7)
(جمع الماء: مياه)(1) بإظهار الهاء، والماء: معروف، وهو اسم للمطر ولما يظهر من الأرض ويجري فوقها مما يغتسل به ويتطهر ويشرب ويحيى به الحيوان والنبات، كما قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}(2). ومياه جمع كثير، (و) يقال في (القليل: أمواه)(3) بإظهار الهاء أيضا، والكثير ما زاد على العشرة، والقليل من الثلاثة إلى العشرة، والهاء في الجمع ظاهرة ولا تقلب تاء، لأن أصل الماء: "موه" بفتح الميم والواو، فقلبوا الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها(4)، ولذلك قالوا في تصغيره مويه بالواو والهاء(5). وقال الشاعر في وصف إبل(6):
جفار إذا قاظت هضاب إذا شتت
وبالصيف يرددن المياه على العشر
وقال آخر(7):
سقى الله أمواها عرفت مكانها
جرابا وملكوما وبذر والغمرا
__________
(1) والعامة تقول: "ميات" بالتاء. لحن العامة 232، وتثقيف اللسان 58، وتصحيح التصحيف 505، وقال ابن درستويه (207/أ): "والعامة تجمع الماء على الأمياء، تتبع لفظ الماء بغير هاء، وتأتي بالياء بدلا من الواو". قلت: لا يزال بعض عامة زماننا يقول في الجمع: "ميات" بالتاء.
(2) سورة الأنبياء 30.
(3) ينظر: الصحاح (موه) 6/2250.
(4) فصار تقديره "ماه"، ثم قلبت الهاء همزة فصار "ماء". ينظر: سر صناعة الإعراب 1/100، والمنصف 2/149- 150، والمخصص 15/106، والمفصل 430، والممتع 1/348، والمبدع 148، والمصباح (موه) 224.
(5) العين (موه) 4/101. وينظر: التكملة لأبي علي 491.
(6) لم أقف عليه0 والجفار والهضاب: العظيمة الغزيرة الدر، والعشر: ورود الماء في اليوم العاشر.
(7) هو كثير عزة، والبيت في ديوانه 503. والألفاظ الواردة في الشطر الثاني أسماء آبار. ينظر: معجم البلدان 1/361، 2/116، 4/211، 5/194.(6/8)
(وجمع الشفة) المعروفة، وهي غطاء أسنان الإنسان (شفاه)(1) بإظهار الهاء في الجمع أيضا، لأن أصل شفة: (شفهة)(2) بفتح [125/ب] الشين والفاء، ولذلك قالوا في تصغيرها شفيهة، ولذلك قالوا: شافهته بالكلام، أي واجهته به وخاطبته وحركت شفتي به.
__________
(1) خلق الإنسان لثابت 152، وللحسن بن أحمد 167، وسر صناعة الإعراب 2/567، والممتع 2/624، والمبدع 243، والصحاح (شفة) 6/2237. ويرى الخليل أن المحذوف من الشفة الواو لا الهاء، قال: "والشفة: نقصانها واو، تقول: شفة وثلاث شفوات، وإذا أردت الهاء، قلت: شفاه" العين (شفو) 6/288. وقال ابن فارس: "والقولان محتملان، إلا أن الأول (الأصل الواوي) أجود لمقاربة القياس الذي ذكرناه، لأن الشفتين تشفيان على الفم" المقاييس 3/200، وينظر: المجمل 1/507، 508، والمصباح 121 (شفه، شفى).
(2) خلق الإنسان لثابت 152، وللحسن بن أحمد 167، وسر صناعة الإعراب 2/567، والممتع 2/624، والمبدع 243، والصحاح (شفة) 6/2237. ويرى الخليل أن المحذوف من الشفة الواو لا الهاء، قال: "والشفة: نقصانها واو، تقول: شفة وثلاث شفوات، وإذا أردت الهاء، قلت: شفاه" العين (شفو) 6/288. وقال ابن فارس: "والقولان محتملان، إلا أن الأول (الأصل الواوي) أجود لمقاربة القياس الذي ذكرناه، لأن الشفتين تشفيان على الفم" المقاييس 3/200، وينظر: المجمل 1/507، 508، والمصباح 121 (شفه، شفى).(6/9)
(وجمع الشاة)، وهي الواحدة من الغنم (شياه)(1) بإظهار الهاء في الجمع أيضا، لأن أصل الشاة: "شوهة" بفتح الشين والواو، على "فعلة"، فحذفت منها الهاء الأصلية، وقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصارت شاة(2)، فإذا صغروها أو جمعوها عادت الهاء، فقيل: شويهة(3) وشياه(4). ومنه قول المنخل اليشكوري(5):
وإذا صحوت فإنني
رب الشويهة والبعير
وقال زهير(6):
فقال شياه راتعات بقفرة
بمستأسد القريان حو مسائله
الشياه هاهنا: حمر الوحش.
__________
(1) والعامة تقول: "شيات" بالتاء. تثقيف اللسان 59، وتصحيح التصحيف 343.
(2) الأصول 2/448، والمصنف 2/149، والممتع 2/626، والمبدع 243، والصحاح 6/2238، والمحكم 4/291 (شوه).
(3) العين (شوه) 4/69. وينظر: التكملة لأبي علي 491.
(4) الأصل: "شواه" قلبت الواو ياء، لأجل الكسرة قبلها.
(5) الأصمعيات 58، 61، وفي الهامش تخريج واف للبيت وقبل هذا البيت:
فإذا انتشيت فإنني رب الخورنق والسدير
والخورنق والسدير: قصران بناهما النعمان. المعرب 273 – 374 (عبد الرحيم). والمنخل هو: ابن مسعود (أو ابن عبيد) بن عامر بن ربيعة اليشكري، شاعر جاهلي، كان نديما للنعمان بن المنذر، وكان من أجمل العرب، فشغفت به امرأة النعمان، فأمر بقتله، فقتل نحو سنة 20 قبل الهجرة. أسماء المغتالين 2/239، والشعر والشعراء 1/317، والأغاني 21/1.
(6) ديوانه 105. قال شارحه ثعلب "والمستأسد من النبت: الذي طال وتم. والقريان: مجاري الماء إلى الرياض، الواحد قري، وحو: النبات يضرب إلى السواد". وقبل هذا البيت:
فبينا نبغي الوحش جاء غلامنا يدب ويخفي شخصه ويضائله(6/10)
(وجمع العضة: عضاه)(1) بإظهار الهاء في الجمع أيضا، لأن أصل عضة: "عضهة"(2) بهاءين وفتح الضاد، فحذفوا الهاء الأصلية وبقوا الزائدة، فإذا صغروا أو جمعوا ردوا الهاء المحذوفة، فقالوا: عضيهة، ولذلك(3) أيضا قالوا: بعير عاضة وعضة، إذا أكل العضاه أو اشتكى من أكلها(4)، وقد عضه بكسر الضاد، يعضه عضها بفتحها [126/أ]. والعضاه: كل شجر يعظم وله شوك من أشجار أم غيلان، كالطلح والسمر والعرفط وأشباهها(5). وقال الشاعر(6):
فأقسمت لا أنساك ما لاح كوكب
وما اهتز أغصان العضاه بأسوق
(وجمع الأست: أستاه بفتح الألف)(7) وإظهار الهاء، لأن أصل الأست: سته بفتح السين والتاء وإثبات الهاء في آخرها، ولذلك قالوا في تصغيرها ستيهة. والأست: هي العجز، وقد يراد بها حلقة الدبر.
وينشد هذا البيت، وهو لعمران بن حطان السدوسي الخارجي(8)
__________
(1) عبارة الفصح 309، والتلويح 76: "والعضاه: شجر، والواحدة عضة".
(2) العين (عضه) 1/98. وبعضهم قال: إن أصلها: "عضوة" وجمعها عضوات يجعل المحذوف الواو وليس الهاء، والقولان في: الكتاب 3/360، والكامل 2/967، ومجالس ثعلب 2/403، والخصائص 1/172، والممتع 2/25، والمبدع 243، والصحاح 6/2240، 2241، والمحكم 1/59، والمصباح 158 (عضه).
(3) ش: "وكذلك".
(4) النبات لأبي حنيفة 14، 15.
(5) النبات للأصمعي 47، والغريب المصنف (94/أ)، والمخصص 11/181، وفي النبات لأبي حنيفة 87: "والطلح: هو الشجر الذي تسميه العامة أم غيلان".
(6) هو الشماخ، والبيت له في اللسان(سوق) 10/169، وروايته في الديوان 449:
أبعد قتيل في المدينة أظلمت له الأرض تهتز العضاه بأسوق
(7) قال ابن درستويه (208/أ): "والعامة تقول: إستاه بكسر الألف، على نحو كسر ألف الوصل في واحدها، وهو خطأ". وينظر: الكتاب 3/455، ومجالس ثعلب 2/403، وخلق الإنسان لثابت 309، وللحسن بن أحمد 63، والعين 4/6، والصحاح 6/2233، والمصباح 101(سته).
(8) ديوان الخوارج 112.
وعمران بن حطان كان رأس القعدة من الصفرية وخطيبهم وشاعرهم، أدرك جماعة من الصحابة فروى عنهم، وروى عنه أصحاب الحديث توفي سنة 84 هـ.
الكامل للمبرد 3/1082، وطبقات ابن سعد 7/155، وتاريخ البخاري 6/413 والملل والنحل 1/137، وسير أعلام النبلاء 4/14، والإصابة 3/177.(6/11)
:
(وليس لعيشنا هذا مهاه
وليست دارنا الدنيا بدار)
بإظهار الهاء من مهاه(1)، ومعناه: الحسن واللذة. وقيل: الطرواة والحسن(2). وقيل: اللمع والصفاء(3). والعيش: الحياة والبقاء، يقول: ليست الدنيا بدار البقاء، وليس عيشها(4) بعيش دوام.
وقوله: (والهاء في هذا كله(5) صحيحة أصلية) أراد أنها من أصل الكلم التي ذكرها، صحيحة فيها، وليست كهاء التأنيث التي هي بدل من التاء في الوصل، كنواة وتمرة وأشباههما(6).
باب منه آخر
[126/ب]قال أبو سهل: قوله: "منه" يريد من الكتاب(7).
(تقول: في صدره عليه غمر)(8) بكسر الغين وسكون الميم: (أي حقد) وغل، كأنه غمر قلبه، أي غطاه. والجمع أغمار.
__________
(1) قال المبرد في شرح هذا البيت: "النحويون يثبتون الهاء في الوصل، فيقولون: مهاه، وتقديرها "فعال"....والأصمعي يقول: مهاة تقديرها "حصاة" يجعل الهاء زائدة، وتقديرها في قوله "فعلة"، والمهاة: البلورة، والمهاة: البقرة" الكامل 2/1022. وينظر: التهذيب "مهه" 5/385.
(2) الصحاح (مهه) 6/2250.
(3) الكامل 2/1022.
(4) ش: "عيشنا".
(5) في الفصيح 310، والتلويح 76: "في كل هذا".
(6) ش: "وما أشبههما".
(7) المقصود بهذا الباب المقارنة بين المكسور والمضموم والمفتوح، وذلك في اشتقاقات مادة واحدة، قال ابن درستويه (208/ب): "لا معنى لإفراده، لأنه مما كان يجب أن يفرق في سائر الأبواب المتقدمة، فتجعل كل كلمة منه في بابها".
(8) إصلاح المنطق 4/363، وأدب الكاتب 325، والمثلث لابن السيد 315، وديوان الأدب 1/182، والعين 4/417، والجمهرة 2/781، والصحاح 2/773، والمقاييس 4/313 (غمر). وفي أدب الكاتب 533، "غمر وغمر" وفي المحكم 5/307 "غمر وغمر، والجمع غمور".(6/12)
(وهو منديل الغمر)(1) بفتح الغين والميم: أي الزهومة، وهو المنديل الذي يمسح به الآكل الزهومة(2) عن يده. والغمر: هو مصدر غمرت يده بكسر الميم، تغمر غمرا بفتحها: إذا تزهمت.
(والغمر)(3) - بضم الغين وسكون الميم – (من الرجال: الذي لم يجرب الأمور)، فكأنها غمرته، أي غطته، فلا يهتدي لوجهها. وجمعه أغمار، (وهو المغمر أيضا)، على مثال محمد. وجمعه مغمرون.
(والغمر)(4) – بفتح الغين وسكون الميم – (من الماء: الكثير) الذي يغمر من دخل فيه، أي يغطيه. وجمعه غمار، مثل كلب وكلاب. (و) الغمر أيضا (من الرجال: الكثير العطاء)(5) الذي كأنه يغمر الناس بعطاياه.
__________
(1) إصلاح المنطق 42، 364، والعين 4/417، والجمهرة 2/781، والمحيط 5/81، والصحاح 2/773، والمقاييس 4/314، والمحكم 5/307 (غمر).
(2) الزهومة: الدسم. الصحاح (زهم) 5/1946.
(3) إصلاح المنطق 4، 364، وديوان الأدب 1/154، والمثلث لابن السيد 2/316، والجمهرة 2/781، والتهذيب 8/129، والصحاح 2/772، والمقاييس 4/393 (غمر). وفي أدب الكاتب 530، والمحيط 5/81: "غمر وغمر" وفي العين 4/417: "غمر وغمر"، وفي المحكم 5/307: "غمر وغمر" ومثلث الغين ساكن الميم في: مثلث البعلي 140، والدرر المبثثة 156.
(4) إصلاح المنطق 4، 42، 363، وأدب الكاتب 325، وديوان الأدب 1/110، والعين 4/416، والجمهرة 2/781، والتهذيب 8/128، والمحيط 5/80، والصحاح 2/772، والمحكم 5/306(غمر). والعامة تقول للرجل الكثير العطاء: "غمر" بالتحريك. تثقيف اللسان 135، وتصحيح التصحيف 397.
(5) إصلاح المنطق 4، 42، 363، وأدب الكاتب 325، وديوان الأدب 1/110، والعين 4/416، والجمهرة 2/781، والتهذيب 8/128، والمحيط 5/80، والصحاح 2/772، والمحكم 5/306(غمر). والعامة تقول للرجل الكثير العطاء: "غمر" بالتحريك. تثقيف اللسان 135، وتصحيح التصحيف 397.(6/13)
(والغمر)(1) بضم الغين وفتح الميم: (القدح الصغير)(2) وجمعه غمران وأغمار، مثل جرذ وجرذان وأجراذ. وقال أعشى باهلة(3):
تكفيه حزة فلذ إن ألم بها
من الشواء ويروي شربه الغمر
(والغمرات)(4) بفتح الغين والميم: (الشدائد). واحدتها غمرة، مثل [127/أ]جفنة وجفنات. قال جعفر بن علبة الحارثي(5):
لا يكشف الغماء إلا ابن حرة
يرى غمرات الموت ثم يزورها
(ورجل مغامر: إذا كان يلقي نفسه في المهالك)(6). والجمع مغامرون.
وأصل هذا الباب كله من التغطية والستر(7)
__________
(1) ينظر المصادر السابقة في التعليق رقم 1-2 أعلاه، ورقم 5 في ص 807.
(2) ينظر: نوادر أبي مسحل 1/90.
(3) ديوانه 268، والأصمعيات، وثمة تخريج البيت، وهو في رثاء المنتشر بن وهب الباهلي كما في الكامل 1/459، 3/1430.
وأعشى باهلة هو: أبو قحفان عامر بن الحارث بن رياح بن أبي خالد الباهلي، شاعر جاهلي مجيد، عده ابن سلام في طبقة أصحاب المراثي، ومرثيته التي منها البيت من المراثي المعدودة عند العرب.
طبقات فحول الشعراء 1/203، 210، والكامل 3/1430، واللآلي 1/75، والمؤتلف والمختلف 14/ وأمالي المرتضى 2/24، والخزانة 1/188.
(4) ديوان الأدب 1/139، والعين 4/417، والتهذيب 8/130، والمحيط 5/80، والصحاح 2/772، والمحكم 5/306 (غمر) ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} الأنعام 93. وينظر: المفردات 614.
(5) ديوان الحماسة 1/64، واللآلئ 2/905، والحماسة البصرية 1/46، والزهرة 2/683، والتذكرة السعدية 41.
وجعفر بن علبة الحارثي، يكنى أبى عارم، وهو من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، شاعر غزل مقل، وفارس مذكور في قومه. قتله رجل من بني عقيل ثأرا سنة 145هـ.
الأغاني 13/45، والمبهج 42، واللآلئ 1/110، وشرح الحماسة للتبريزي 1/22، والخزانة 10/310.
(6) العين 4/416، والمحيط 5/80، والصحاح 2/773، والمقاييس 4/393، والمحكم 5/306 (غمر).
(7) المقاييس 4/392.(6/14)
باب ما جرى مثلا أو كالمثل
(تقول: إذا عز أخوك فهن)(1) بضم الهاء: أي إذا صعب واشتد في أمر نازعته إياه(2) فلن له وتسهل لتدوم بينكما المودة والأخوة. ويقال: عز فلان يعز بكسر العين، عزا وعزة بكسرها أيضا، وعزازة أيضا بفتحها: إذا صار عزيزا، أي قوي واشتد بعد ذلة. وهان يهون هونا، فهو هين: إذا ذل، يقول: إذا عز الذليل وخس الجليل فكن أنت له هينا لينا لتسلم من مكائده وشره.
__________
(1) قال ابن درستويه (210/أ): " والعامة تقول: إذا عز أخوك فأهنه، وهو خطأ، وهو ضد المعنى". وقائل هذا المثل هذيل بن هبيرة التغلبي، وله قصة. ينظر: الأمثال للمفضل 137، ولأبي عبيد 155، والفاخر 64، وجمهرة الأمثال 1/35، والمستقصى 1/125، والبيان والتبين 1/162، والكامل 3/1438، واللسان 5/246، 13/246(عزز، هين). وأخذ أبو إسحاق الزجاج على ثعلب في المخاطبة التي جرت بينهما (3/ب) قوله: "هن" بضم الهاء، والوجه عنده بكسر الهاء، لأنه من هان يهين إذا لان، ولأن "هن" بضم الهاء من هان يهون، من الهوان، والعرب لا تأمر بذلك، ولا معنى لهذا الكلام يصح لو قالته العرب. ورد عليه الجواليقي، وابن خالويه. الرد على الزجاج (4/ب)، والأشباه والنظائر 4/130. وينظر: معجم الأدباء 1/58، والمزهر 1/206.
(2) ش: "فيه".(6/15)
(وعند جهينة الخبر اليقين)(1) بالجيم والهاء(2)، وكان ابن الأعرابي يقول: (جفينة)(3) بالجيم والفاء، وقال أبو عبيدة: حفينة(4) بالحاء غير معجمة والفاء. فأما جهينة بالهاء: فاسم قبيلة. وقيل: اسم خمار قتل رجلا(5). وأما جفينة فقيل: إنه اسم رجل [127/ب] قتل رجلا كان سافر معه، واسمه خصيل، فانصرف جفينة ولم ينصرف خصيل، فكانت أخته تتلقى الركبان تسألهم عن أخيها، فقال بعض الشعراء(6):
تسائل عن خصيل كل ركب
وعند جفينة الخبر اليقين
فضرب به المثل لكل من اتهم بشيء، ويروى:
تسائل عن أخيها كل ركب
وعند جهينة....
__________
(1) الأمثال لأبي عبيد 201، والفاخر 126، وجمهرة الأمثال 2/40، والدرة الفاخرة 2/3، وفصل المقال 295، والوسيط 120، ومجمع الأمثال 2/319، والمستقصى 2/169، واللسان 13/19، 13/101 (جفن، جهن)
(2) العامة على هذه الرواية، وهي خطأ، والصواب "جفينة" بالجيم والفاء في: إصلاح المنطق 288، والاشتقاق 435، والجمهرة 2/890.
(3) عبارة الفصيح 310، والتلويح 77: "وقال ابن الأعرابي جفينة". وقال الأصمعي مثل قول ابن الأعرابي. ينظر: الأمثال لأبي عبيد 201، والاقتضاب 2/237، 238، ومجمع الأمثال 2/321، والصحاح (جهن) 5/2096. وفي الجمهرة 2/890 عن ابن الكلبي "جفينة" بالجيم والفاء أيضا، وروى عنه أبو عبيد في الأمثال 203" جهينة" بالجيم والهاء، وقال: "كان الكلبي في هذا النوع من العلم أكبر من الأصمعي".
(4) فصل المقال 295، والاقتضاب 238، والمحكم (جفن) 7/318، وفي أدب الكاتب 426: "ولا يعرف جفينة ولا حفينة الأصمعي" وقارن هذا بما ورد في التعليق السابق.
(5) إصلاح المنطق 288.
(6) القصة والبيت – مع يسير في الرواية – في: الفاخر 126، وجمهرة الأمثال 2/40. وينظر: مصادر المثل السابقة.(6/16)
بالهاء. ويقال: إن هذا البيت لجهينة الخمار، وكان يهوديا فجاءه رجل يشتري منه خمرا، فأبصر أختا لجهينة فراودها عن نفسها، فقتله جهينة، فجاءت أخت المقتول تسأل عن أخيها، ولا تعرف خبره، فقال جهينة هذا البيت، ومعناه: أن خبر هذا المقتول عندي، لأني أنا قاتله(1).
(وتقول: افعل ذاك وخلاك ذم)(2) معناه: افعل ذاك ولا يلحقك من فعله ذم، ومعنى خلاك: فارقك. وقيل: معناه: افعل ذاك وليس فيه ما يعتقبك(3) عليه ذم.
__________
(1) الجبان 291، 291. وينظر: الأغاني 14/3. وجاء في التلويح 77: "جهينة: "هو الأخنس بن شريق الجهني، قاله حين قتل حصين بن عمرو الكلابي،وكان لحصين أخت يقال لها ضمرة،فكانت تبكيه في المواسم، وتسأل عنه، فلا تجد من يخبرها بخبره، فقال الأخنس في ذلك أبياتا منها:
كضمرة إذ تسائل في مراد وفي جرم وعلمهما ظنون
تسائل عن حصين كل ركب وعند جهينة الخبر اليقين
(2) والعامة تقول: ".... وخلاك ذنب" إصلاح المنطق 288، وابن درستويه (210/ب)، والمرزوقي (158/ب)، والزمخشري 405. قال الفراء: كلاهما من كلام العرب، مجمع الأمثال 2/456. والمثل من قول قصير بن سعد اللخمي قاله بن عدي حين أمره أن يطلب الزباء بثأر خاله جذيمة بن مالك. ينظر: الأمثال لأبي عبيد 229، وفصل المقال 331، ومجمع الأمثال 2/456. وورد المثل بروايات أخرى في: الأمثال للمفضل 146، وجمهرة الأمثال 1/191، والمستقصى 1/224، 2/80.
(3) ش: "يعقبك".(6/17)
(ويقال: تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها(1): أي لا تكون ظئرالقوم) أي تصبر المرأة الكريمة على الجوع والضر، ولا تلتمس المكاسب الدنيئة. والظئر بالهمز: التي ترضع غير ولدها من الناس والإبل.
(وتقول: تحسبها حمقاء وهي باخس، هكذا جرى المثل بغير [128/أ] هاء)(2)، أي أنها ذات بخس، أي نقص في الكيل وتطفيف، كما قالوا: طالق، أي ذات طلاق، (وإن شئت قلته بالهاء)(3)، أي إنها إذا كالت للناس نقصت الكيل وطففت فيه، ويقال هذا لمن تظنه أبله فتجده في المعاملة خبيثا داهيا.
__________
(1) والعامة تقول: ".... ولا تأكل ثدييها". أدب الكاتب 413، وابن درستويه (210/ب)، وهي رواية في المثل، وقائله أكثم بن صيفي، وقيل: الحارث بن سليل الأسدي، وله قصة. ينظر: الأمثال لأبي عبيد 196، والمعمرون 21، والفاخر 109، وجمهرة الأمثال 1/211، وفصل المقال 289، والوسيط 83، ومجمع الأمثال 1/215، والمستقصى 2/20، وشرح المقامات للرازي 2/702، واللسان (أكف) 9/9.
(2) الأمثال لأبي عبيد 114، والزاهر 1/601، وجمهرة الأمثال 1/209، وفصل المقال 168، 169، ومجمع الأمثال 1/217، والمستقصى 2/21، والصحاح (بخس) 3/908.
(3) الأمثال لأبي عبيد 114، والزاهر 1/601، وجمهرة الأمثال 1/209، وفصل المقال 168، 169، ومجمع الأمثال 1/217، والمستقصى 2/21، والصحاح (بخس) 3/908.(6/18)
(تقول:الكلاب على البقر، تنصب(1) الكلاب وترفعه)(2)، فمن نصب أضمر فعلا قبله، وتقديره: دع الكلاب على البقر، أو خل الكلاب على البقر وأشباههما، يعني: كلاب الصيد على بقر الوحش، ومن قال: الكلاب على البقر بالرفع، فإنه على الابتداء، وما بعده خبره. ومعنى المثل: إذا أمكنتك الفرصة فاغتنمها. وقيل: معناه: خل بين الناس جميعهم خيرهم وشريرهم، واغتنم أنت طريق السلامة فاسلكه(3). وقيل: معناه: الناس مختلطون غير متميزين(4).
(وتقول:أحمق من رجلة، وهي بقلة الحمقاء)(5)، هكذا رأيته في نسخ عدة، بإضافة بقلة إلى الحمقاء، وليس هو جيدا، ورأيت في نسخ أخر (وهي البقلة الحمقاء)(6) بالألف واللام والرفع على الصفة، وهذا هو الصواب، وإنما وصفت البقلة بالحمق لطلوعها في مجرى السيل، لأنه إذا جاء اقتلعها. وقيل: وصفت بذلك، لأنها لا تستوي في نباتها، لأنها تذهب على الأرض بسطا كذا وكذا(7). وهي التي تسمى "الفرفخ" بالخاء المعجمة. ومنه قول العجاج(8) [128/أ]:
ندوسهم كما يداس الفرفخ
__________
(1) ش: "فتنصب".
(2) في الفصيح 311، والتلويح 78: "وترفعها". وينظر: الأمثال لأبي عبيد 284، وجمهرة الأمثال 2/141، وفصل المقال 400، ومجمع الأمثال 3/22، والصحاح (كلب) 1/213. وورد المثل برواية: "الكراب على البقر" في العين 5/361، والجمهرة 1/328، والصحاح 1/211 (كرب). وبرواية: "الظباء على البقر" في الكتاب 1/256، 273، والروايات الثلاث في المستقصى 1/330، 341.
(3) الجبان 294، وتقدير الأول فيه للنصب، والثاني تقدير للرفع.
(4) الجبان 294، وتقدير الأول فيه للنصب، والثاني تقدير للرفع.
(5) الأمثال لأبي عبيد 366، والفاخر 15، والزاهر 1/601، وجمهرة الأمثال 1/318، والدرة الفاخرة 1/155، ومجمع الأمثال 1/401، والمستقصى 1/81. وينظر: ص 733 من هذا الكتاب.
(6) كذا في الفصيح 312، والتلويح 78.
(7) الجبان 294.
(8) ديوانه 2/180. وبعده:
يوكل مرات ومرا يشدخ(6/19)
والفرفخ: أصله فارسي معرب، وهو بالفارسية "بربين"(1).
والعامة تقول: "من رجله"(2)، بإضافة رجل،وهو خطأ. والأحمق من الرجال: الضعيف العقل الذي لا رأي له، فلا يثبت على طريقة واحدة من الأخلاق المحمودة، ويفعل ما لا ينبغي، فشبه بهذه البقلة(3)، لما ذكرنا من حالها.
(وتقول: أحشفا وسوء كيلة)(4) بكسر الكاف: وهي نوع من الكيل سيء، كالجلسة والركبة، بكسر أولهما، لنوع من الجلوس والركوب. والحشف: الرديء من التمر الذي لا حلاوة له(5)، وهو منصوب بإضمار فعل، وتقديره: أتعطيني حشفا وتسيء الكيل! وهذا مثل لمن يظلم الإنسان من وجهين.
__________
(1) في الصحاح 1/428: "الفرفخ: البقلة الحمقاء التي يقال لها الفرفين". وفي القاموس 329: "الفرفخ: الرجلة، معرب بربهن،أي عريض الجناح" وفي قصد السبيل 2/333: "معرب بربهن". وقال التبريزي في برهان قاطع 1/377: بربهن على وزن نسترن: الفرفخ بالعربي، معربها فرفين على وزن نعلين. وينظر: المعجم الذهبي 145، 167، واللسان 3/44، والتاج 2/273 (فرفخ).
(2) تعني قدمه. ينظر: أدب الكاتب 99، والزمخشري 406، وتقويم اللسان 113، وتصحيح التصحيف، والصحاح (رجل) 4/1705.
(3) ش: "فشبه هذا بالبقلة".
(4) والعامة تقول: "حشفا وسوء كيل" بفتح الكاف وحذف التاء. ابن درستويه (211/أ)، وجمهرة الأمثال 1/86، وفيه: "والصواب كيلة بالكسر، لأنهم أنكروا نوعا من الكيل سيئا". وينظر المثل في: الأمثال لأبي عبيد 261، وإصلاح المنطق 311، وأدب الكاتب 407، وفصل المقال 374، ومجمع الأمثال 1/367، وتثقيف اللسان 408، والمستقصى 1/68، والجمهرة 1/537، والصحاح 4/1344، 5/1814 (حشف، كيل).
(5) وفي كتاب النخل 83: "قال أبو زيد: الحشف: ما تحشف، أي تقبض ويبس ولم يكن له لحاء ولا دبس".(6/20)
(وتقول: ما اسمك؟ اذكر، ترفع الاسم، وتجزم اذكر)(1)، ترفع اسمك، لأنه خبر الابتداء، والابتداء هو ما، وموضعه رفع، وهو استفهام، وتقديره: أي شيء اسمك، أو أي الأسماء اسمك، وتجزم اذكر، لأنه أمر، وألفه ألف وصل ساكنة إذا وصلته بما قبلها، وإن(2) ابتدأت بها ضممتها، وتقديره: قل اسمك، أي بين اسمك.
ويروى: "أذكر"(3) بقطع الألف وفتحها، وهي ألف المتكلم المخبر عن نفسه، وتقديره: بين لي اسمك، لأذكره. وقال عم بن أبي ربيعة(4) [129/أ]:
وقال من أنت أذكر قلت ذو شجن
هاجت له الدار أشجانا وأحزانا
ولا يقال في هذا المعنى: ما أذكر اسمك. وإن(5) جعلت اذكر جوابا للاستفهام جزمته أيضا، إلا أنك تقطع ألفه وتفتحها في الوصل.
__________
(1) وهذه العبارة ليست مثلا، وقوله:"تجزم اذكر" على مذهب الكوفيين، لأن الأمر عندهم معرب مجزوم، ومذهب البصريين أنه مبني على السكون. ينظر: الإنصاف 2/524، والتبيين 176، وائتلاف النصرة 124.
(2) ش: "فإن".
(3) بهذه الرواية في: ابن درستويه (211/ب)، والجبان 295، وذكر الروايتين ابن هشام 221.
(4) ديوانه 307.
وعمر بن أبي ربيعة هو: ابن عبد الله بن حذيفة بن المغيرة المخزومي القرشي، ويكنى أبا الخطاب، ولد في الليلة التي توفي عمر بن الخطاب فسمى باسمه، شاعر رقيق، وأكثر شعره في وصف النساء والتشبب بهن، غزا في البحر فاحترقت السفينة به وبمن معه، ومات غرقا سنة 93هـ. قال أبو عمر بن العلاء: عمر بن أبي ربيعة حجة في العربية.
نسب قريش 319، والشعر والشعراء 2/457، والأغاني 1/61، والموشح 259، والتبيين في أنساب القرشيين 378.
(5) ش: "فإن".(6/21)
(وتقول:همك ما أهمك، وأهمني الشيء)(1) بالألف: (حزنني، وهمني أذابني). فهمك بالرفع، معناه: حزنك، وهو مرفوع بالابتداء وخبره قولك: ما أهمك، وما هاهنا بمعنى الذي، أي همك هو الذي أهمك، ومعناه: حزنك هو الذي حزنك، ولم يحزن جارك ولا غيره من أفناء الناس. ويقال: أهمني الشيء يهمني إهماما: أي حزنني، فهو مهم لي بكسر الهاء، وأنا مهم بفتحها. ويقال: همني الشيء يهمني بضم الهاء، هما: أي أذابني، فهو هلم لي، وأنا مهموم. وأذابني: معناه: أذهب لحمي وشحمي. ويقال: هم الألية والشحم يهمهما هما: أي أذابهما. ومنه قول الراجز – ووصف شدة الحر(2) –:
يهم فيه القوم هم الحم
والحم: ما أذيب(3) من الألية.
ورأيت في بعض النسخ: (همك ما أهمك) بفتح الميم من همك، فيكون فعلا ماضيا، ومعناه: أذابك ما حزنك.
__________
(1) الأمثال لأبي عبيد 283، وجمهرة الأمثال 2/284، وفصل المقال 399، ومجمع الأمثال 3/497، والمستقصى 2/394، والتهذيب 5/382، والصحاح 5/2061 (همم). وينظر: مجالس العلماء 114، وطبقات الزبيدي 42، ومعجم الأدباء 5/2143.
(2) قوله: "ووصف شدة الحر" ساقط من ش. والرجز بلا نسبة في: إصلاح المنطق 12، وشرح أبياته 71، والمشوف المعلم 2/809، والتهذيب 5/382، والصحاح 5/1904، 2061، والمحكم 4/80، واللسان 12/155، 620 (حمم، همم).
(3) ش: "أذبت".(6/22)
(وتقول: تسمع بالمعيدي لا أن تراه، وإن [129/ب] شئت لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه)(1). قال ابن السكيت: تأويل "تسمع بالمعيدي لا أن تراه" تأويل أمر، كأنه قال: اسمع به ولا تره(2).
والمعيدي: الياء الأولى منه والدال خفيفتان،والياء الأخيرة مشددة، وهو تصغير معدي بتشديد الدال، منسوب إلى معد، وهو أبو العرب، وأبوه عدنان(3)، وإنما خففت الدال استثقالا للجمع بين التشديدين مع ياء التصغير، يضرب للرجل الذي له صيت وذكر في الناس، ولا منظر له، فإذا رأيته ازدريت مرآته، ومعناه: مخبره أكثر (4)من منظره.
(وتقول: الصيف ضيعت اللبن)(5)
__________
(1) قاله النعمان بن المنذر للصقعب بن عمرو النهدي، وقيل: قائله المنذر بن ماء السماء لشقة بن ضمرة التميمي. وله قصة. ينظر: أمثال العرب للمفضل 55، والأمثال لأبي عبيد 97، والفاخر 65، والزاهر 2/247، وجمهرة الأمثال 1/215، والوسيط 83، ومجمع الأمثال 1/227، والمستقصى 1/370. قال أبو عبيد: "كان الكسائي يدخل فيه "أن" والعامة لا تذكر "أن" ووجه الكلام ما قال الكسائي". وقال ابن درستويه (211/ب): "والعامة تقول: تسمع بالمعادي خير من أن تراه".
(2) إصلاح المنطق 287.
(3) نسب معد 1/17، والإكليل 1/113، وجمهرة أنساب العرب 9. وزاد في التلويح 79: "قال صاحب كتاب العين: المعيدي: رجل من بني كنانة، كان صغير الجثة عظيم الهيئة، له يقول النعمان: تسمع بالمعيدي لا أن تراه". وينظر: العين (معد) 2/62.
(4) ش: "أكبر".
(5) أمثال العرب للمفضل 51، وأمثال أبي عبيد 247، والفاخر 111، والزاهر 2/235، وجمهرة الأمثال 1/473، والوسيط 47، ومجمع الأمثال 2/434، والمستقصى 1/329، واللسان 8/231، 9/202، 11/314، 14/11 (ضيع، صيف، زول، أبي).
والعامة تقول: "ضيعت" بفتح التاء. إصلاح المنطق 288، ودرة الغواص 237، وتصحيح التصحيف 359. أو تقول: "ضيحت" بالحاء بدلا من العين. من الضياح وهو اللبن الممزوج بالماء. ابن درستويه (97/ب- تشربتي)، والمرزوقي (161/أ).
وهما روايتان في المثل حكى الأولى عن الفراء ابن الأنباري في الزاهر 2/236، والأخرى حكاها البكري في فصل المقال 359، وابن هشام 224.(6/23)
بكسر التاء، لأن الكسرة لخطاب المؤنث، وذلك أن أصل المثل قيل لامرأة كانت تحت رجل شيخ موسر(1)، فكرهته شيخه، فسألته طلاقها، فطلقها، وتزوج بها شاب مملق(2)، فعامت إلى اللبن، فوجهت إلى زوجها الأول الشيخ تسأله اللبن، فقال لها: "الصيف ضيعت اللبن" لأنها كانت فارقته في الصيف، والصيف منصوب على الظرف. ويقال هذا لممن فرط فيما يحتاج إليه حتى فاته، ثم يطلبه(3) بعد ذلك. وإذا قيل هذا للمذكر كانت التاء فيه مكسورة أيضا على أصل المثل [130/أ].
(وتقول: فعل ذاك عودا وبدءا، ورجع عوده على بدئه: إذا رجع في الطريق الذي جاء منه)(4).
فالعود: مصدر عاد يعود، إذا فعل أمرا بعد ما كان بدأ به.
والبدء بالهمز: مصدر بدأ بالشيء يبدأ، إذا فعله ابتداء، فإذا بدأ الرجل بفعل أو عمل ثم عاد له، فقد فعله عودا على بدء.
(وتقول: شتان زيد وعمرو، وشتان ما هما، وإن شئت قلت: شتان ما بينهما)(5)، ونون شتان مفتوحة، (والفراء كان يخفضها).
__________
(1) المرأة هي: دختنوس بنت لقيط بن زرارة، والرجل هو: عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد التميمي. ينظر: مصادر المثل السابقة، وجمهرة النسب 200.
(2) هو ابن عمها عمير بن معبد بن زرارة. مصادر المثل السابقة.
(3) ش: "طلبه".
(4) قال المرزوقي (161/أ): "والعامة تقول: عودا وبدوا بلا همز، وتقول: رأيته بدأ وعاد، وأبدأ وأعاد، وتكلم ببادية وعادية". وينظر: الكتاب 1/391.
(5) إصلاح المنطق 281، وفيه: "قال الأصمعي: ولا يقال شتان بينهما". قال الزمخشري 410: "وهو عند الفراء جيد". وينظر: أدب الكاتب 403، والزاهر 1/602، والاقتضاب 2/222، وتقويم اللسان 127، وشرح المفصل لابن يعيش 4/36، وشرح الكافية للرضي 3/103، والمزهر 1/319، والصحاح 1/255، والتنبيه والإيضاح 1/166 (شتت).(6/24)
فشتان: معناه: البعد المفرط بين الشيئين، وهو مأخوذ من شت القوم يشتون بكسر الشين، شتاتا، وشت شعبهم: أي تفرقوا، وشتت القوم تشتيتا: أي فرقهم، وتشتتوا هم يتشتتون تشتتا: إذا تفرقوا، فشتان اسم وضع موضع الفعل الماضي، تقول: شتان زيد وعمرو، فترفع زيدا وعمرا بفعل مضمر، تقديره شت زيد وعمرو، أي تشتت زيد وعمرو، ومعناه: تفرقا واختلفا وبعد ما بينهما جدا، ولا يكون شتان إلا لاثنين أو جماعة، ولا يكون لواحد، لا يقال: شتان زيد، لأن الواحد لا يتشتت. وقال الراجز(1):
شتان هذا والعناق والنوم
والمشرب البارد والظل الدوم
أي الدائم.
وأما من قال: شتان ما هما، وشتان ما زيد وعمرو [130/ب] فإنه رفع زيدا وعمرا بشتان أيضا، وجعل ما زائدة للتوكيد، ويحتج بقول الأعشى(2):
شتان ما يومي على كورها
ويوم حيان أخي جابر
__________
(1) الرجز للقيط بن زرارة في: مجاز القرآن 1/404، والنقائض 2/664، والبيان والتبيين 3/220، والمقتضب 4/305، والتصحيف والتحريف للعسكري 82، والأغاني 111/143، واللسان (دوم) 12/215. وهو لحاجب بن زرارة في التنبيهات 85، وبلا نسبة في الأصول 2/134، والمخصص 14/63، 85، وشرح المفصل لابن يعيش 4/37، والجمهرة 1/468. وقبله:
فاليوم إذ قاتلتهم فلا لوم
تقدموا وقدموني للقوم
(2) ديوانه 197. والكور: الرحل، والضمير المتصل به يعود على الناقة، وحيان كان نديما للأعشى، والمعنى: يومي على رحل هذه الناقة، ويومي مع حيان أخي جابر مختلفان لا يستويان، لأن أحدهما يوم سفر وتعب، والثاني يوم لهو وطرب. الاقتضاب 3/243، والخزانة 6/303.(6/25)
وأما من قال: شتان ما بينهما وشتان ما بين زيد وعمرو(1)، فإنه جعل ما هاهنا بمعنى الذي وجعلها في موضع رفع بشتان، وبين من صلتها، والمعنى: شتان الذي بينهما(2)،أي افترق الذي بينهما، ويحتج بقول أبي الأسود الدؤلي(3):
لشتان ما بيني وبينك إنني
على كل حال أستقيم وتظلع
ونون شتان مفتوحة على طريق(4) إتباع الفتح الفتح، إذ كانت الألف من جنس الفتحة، ولا يكون ما قبلها إلا فتحة. وقال ابن السكيت: شتان مصروفة عن شتت، فالفتحة في النون هي الفتحة التي كانت في التاء. قال: وهي تدل على أنه مصروف عن الفعل الماضي(5). وأما وجه قول الفراء في كسر النون، فكأنه أراد تثنية شت(6)، وهو المتفرق، ويجوز أن يكون كسرها على أصل التقاء الساكنين(7).
__________
(1) وقد أنكر هذا الأصمعي واستحسنه الفراء. كما تقدم.
(2) ش: "شتان الذي بينهما من الافتراق".
(3) ديوانه 91 وفيه: "وشتان".
(4) ش: "سبيل".
(5) إصلاح المنطق 282.
(6) الزاهر 1/602، وأنكره ابن درستويه (213/أ) وقال: "ويلزم الفراء إن كان اثنين أن يقول فيه في موضع النصب والجر: شتين بالياء، وهذا لا يجيزه عربي ولا نحوي". وقال ابن خالويه (57/أ): "كان الفراء يجيز كسر النون في شتان تشبيها بسيان، وهو خطأ بإجماع".
(7) قاله الجبان 297. وينظر: التلويح 80.(6/26)
(وتقول: ما هو بضربة لازب، وبالميم إن شئت)(1)، ومعناهما: واحد، أي ليس هو بضربة شيء ثابت وحق واجب وفرض لازم، فلا تشغل به قلبك كل الشغل. وقال النابغة (2)[131/أ]:
لا يحسبون الخير لا شر بعده
ولا يحسبون الشر ضربة لازب
وقال كثير في الميم(3):
فما ورق الدنيا بباق لأهله
ولا شدة البلوى بضربة لازم
(و) تقول: (هو أخوه بلبان أمه) بكسر اللام، وهو مصدر لابنه ملابنة ولبانا: إذا شاركه في الرضاع. وقال ابن السكيت: ولا يقال بلبن أمه، إنما اللبن الذي يشرب(4). قال الكميت يمدح مخلد بن يزيد(5):
تلقى الندى ومخلدا حليفين
كانا معا في مهده رضيعين
تنازعا فيه لبان الثديين
__________
(1) والعامة تقوله بالميم. ابن درستويه (213/أ). وينظر: إصلاح المنطق 288، والقلب والإبدال 14، وأدب الكاتب 425، والزاهر 1/609، والجمهرة 1/334، 335، والتهذيب 13/215، والصحاح 1/219، 5/2029 (لزب، لزم) وفي معاني القرآن للفراء 2/384: "اللازب: اللاصق. وقيس تقول: طين لاتب.... والعرب تقول: ليس هذا بضربة لازب ولازم، يبدلون الباء ميما، لتقارب المخرج".
(2) ديوانه 48، ورواية الشطر الأول فيه: "ولا"، وفي ش: "فلا"، وهي أولى مما في الأصل لإقامة الوزن.
(3) ديوانه 225.
(4) إصلاح المنطق 297 وفيه ".... إنما اللبن الذي يشرب من ناقة أو شاة أو غيرهما من البهائم". وينظر: أدب الكاتب 407، ودرة الغواص 218، وتثقيف اللسان 261، وتقويم اللسان 160، والصحاح 6/2192، والمجمل 2/802، والمقاييس 5/233 (لبن).
(5) ديوانه 2/135.
ومخلد بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، يكنى أبا خداش، بن بيت رياسة وبطولة، وأحد الأسخياء الممدوحين، استخلفه أبوه يزيد على خراسان بعد أن أمره الخليفة عمر بن عبد العزيز بالمثول إليه في الشام، ثم قدم مخلد إلى الشام يلتمس الإفراج عن أبيه، ومات بعد ذلك بأيام سنة 100هـ، وهو ابن سبع وعشرين سنة.
الكامل لابن الأثير 4/144-149، ووفيات الأعيان 6/284، والأعلام 1947.(6/27)
ويجوز أن يكون لبان جمع لبن.وقال الأعشى(1):
رضيعي لبان ثدي أم تقاسما(2)
بأسحم داج عوض لا نتفرق
(و) تقول: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)(3) بفتح الياء. (وما رابك من فلان). فهذا من الريب، وهو الشك والظن، وهما ضد اليقين، من قوله عز وجل: {لا رَيْبَ فِيهِ}(4) أي لا شك فيه. وقد رابني الشيء(5) يريبني ريبا: إذا شككني. والريب أيضا: التهمة. والريبة بالكسر: التهمة والشك، تقول: دع ما يدخل عليك ريبا، أي شكا إلى ما تتحققه، أي دع ما يدخل عليك ريبة إلى غير ذلك. وقال الراجز(6) [131/ب]:
قد رابني من دلوي اضطرابها
إلا تجيء ملأى تجيء قرابها
أي قريب من الامتلاء.
وقوله: "ما رابك من فلان" هو ماضي يريبك، ومعناه: أي شيء رابك منه، من الريبة أيضا، أي ما الذي كرهته منه، وأوقع في قلبك منه شكا وتهمة.
__________
(1) ديوانه 275. وعوض: أي أبد الدهر.
(2) ش: "تحالفا" وهي رواية الديوان.
(3) هذا حديث شريف من قوله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة". أخرجه الترمذي (كتاب صفة القيامة – 2518)، والإمام أحمد في مسنده 3/153. وينظر: النهاية 2/286، وفتح الباري 4/291.
(4) سورة البقرة 2. وسور أخرى. ينظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم 329.
(5) وأرابني بمعنى واحد، لغة هذلية. ينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 42، والصحاح (ريب) 1/141.
(6) هو العنبر بن عمرو بن تميم، وكان جاور في بهراء فرابه ريب فقال هذا الشعر. ينظر: طبقات فحول الشعراء 1/27، والكامل للمبرد 2/581، ومعجم الشعراء 307، والدرة الفاخرة 1/225، والصحاح 1/200، والتنبيه والإيضاح 1/88، 127، واللسان 1/443، 664 (ريب، قرب).(6/28)
[وقوله](1): (وما أربك إلى هذا) بهمز أوله وفتح ثانيه(2)، ومعناه: ما حاجتك إليه. وجمع الأرب آراب، مثل قتب وأقتاب.
(وقد أراب الرجل)(3) غير مهموز: إذا جاء بريبة، وصار ذا ريبة، فهو يريب إرابة، وهو مريب. وقال جميل(4):
بثينة قالت يا جميل أربتني
فقلت كلانا يا بثين مريب
(وألام: إذا جاء بما يلام عليه)، أي يعنف ويقبح عليه فعله، وتصريفه كتصريف أراب. ورأيت في بعض النسخ: (والأم) مهموزا، على وزن ألعم، (إذا جاء بلؤم)(5) بالهمز.
__________
(1) استدركه المصنف بخط صغير فوق السطر إلى يمين كلمة "وما...".
(2) وفيه ست لغات، خمس منها في الصحاح (أرب) 1/87، والسادسة في ديوان الأدب 4/170. وينظر: المختار (أرب) 13.
(3) فعل وأفعل للأصمعي 504.
(4) ديوانه 32.
وجميل بن عبد الله بن معمر بن الحارث العذري القضاعي، يكنى أبا عمر، شاعر فصيح، جامع للشعر والرواية، وأكثر شعره في النسيب والغزل والفخر. وصاحبته التي يذكرها في أشعاره بثينة بنت حبأ بن ثعلبة، من فتيات قومه. توفي بمصر سنة 82هـ. طبقات فحول الشعراء 2/648، 669، والشعر والشعراء 1/346، والأغاني 8/90،وتزيين الأسواق 61.
(5) الصحاح (لأم) 5/2025.(6/29)
(وتقول: ويل للشجي من الخلي)(1)، ياء الشجي خفيفة، وياء الخلي مشددة(2).
فالشجي خفيف: وزنه فعل بفتح الفاء وكسر العين، وهو الحزين المهتم، يقال منه: شجي بكسر الجيم، فهو يشجى شجى بفتحها، فهو شج بكسرها، على مثال عمي يعمى عمى، فهو [132/أ] عم، إذا حزن واهتم، وإذا غص بالشيء أيضا في حلقه.
__________
(1) المثل من قول أكثم بن صيفي. وله حديث، ويروى: "ما يلقى الشجي من الخلي"، والأولى أشهر. ينظر: الأمثال لأبي عبيد 280، والفاخر 248، وجمهرة الأمثال 2/267، وفصل المقال 395، والوسيط 176، ومجمع الأمثال 3/260، 433، والمستقصى 2/338، واللسان 14/239، 424 (خلا، شجا).
(2) وجاء في التلويح 81: "قال ابن قتيبة في باب ما جاء خفيفا والعامة تشدده: رجل شج، وامرأة شجية، وويل للشجي من الخلي،ياء الشجي مخففة، وياء الخلي مشددة. وكذلك أيضا قال يعقوب: شج مخفف ولا يشدد. وإني لأعجب من إنكار التشديد في هذه اللفظة، لأنه لا خلاف بين اللغويين في أنه يقال: شجوت الرجل أشجوه، إذا حزنته، وشجى يشجى شجا، إذا حزن، فإذا قلنا: شج بالتخفيف كان اسم الفاعل من شجي يشجى، فهو شج، كقولك: عمي يعمى عمى، فهو عم، فإذا قلنا: شجي بالتشديد كان اسم المفعول من شجوته أشجوه، فهو مشجو وشجي، كقولك: مقتول وقتيل، ومجروح وجريح:
ويل الشجي من الخلي فإنه نصب الفؤاد لشجوه مغموم
وقال آخر:
من لعين بدمعها مولية ولنفس بما عراها شجية
فقد طابق السماع فيه القياس، كما ترى" وهذا النص بتصرف يسير في الاقتضاب 2/185، وبتمامه عن أبي سهل الهروي في شرح أبيات مغني اللبيب للبغدادي 5/281، وحاشيته على شرح بانت سعاد 1/544. وينظر: أدب الكاتب 379، وإصلاح المنطق 242.(6/30)
والخلي بتشديد الياء، على فعيل: ضده، وهو الذي لا هم عليه ولا حزن، وهو الخالي منهما، وهو من خلا يخلو(1)، فهو خلي، مثل خبر يخبر، فهو خبير، وسفر بين القوم يسفر، فهو سفير، ومعناه: ويل للحزين المهموم من الذي ليس في قلبه حزن ولا هم. وقال الشاعر(2):
ألا نام الخلي وبت حلسا
بظهر الغيب سد به الكعوم
يقول: بت حلسا لما أحفظ وأرعى، كأنني حلس قد سد بي كعوك الطرق، وهي أفواهها.
وويل: كلمة تفجع، ومعناه: الشدة في العذاب.
(وهو أحر من القرع، وهو جدري الفصال)(3).
__________
(1) رسمها المؤلف "يخلوا" بألف زائدة بعد الواو.
(2) البيت بلا نسبة في: التهذيب 1/329، واللسان 12/522، والتاج 9/48 (كعم).
(3) والعامة تقول: "هو أحر من القرع" بإسكان الراء، على معنى القرع الذي يؤكل، وهو خطأ. الأمثال لأبي عبيد 286، ولأبي عكرمة 73، وأدب الكاتب 383، وابن درستويه (214/ب)، والزمخشري 414، والجمهرة (قرع) 2/769. قال البكري: "وقال محمد بن حبيب: إنه هو الصحيح، ليس على معنى القرع الذي يؤكل، ولكن يراد به قرع الميسم بالنار" فصل المقال 403. ورواه على هذا المعنى الجوهري في الصحاح (قرع) 3/1262. وينظر: إصلاح المنطق 43، وجمهرة الأمثال 1/320، والدرة الفاخرة 1/34، 157، ومجمع الأمثال 1/402، 403، والمستقصى 1/63.(6/31)
فالقرع بفتح القاف والراء: بثر أبيض يخرج بأولاد الإبل في رؤوسها وأجسادها فيسقط منه وبرها لفرط حرارته. ويقال منه: قرع الفصيل بكسر الراء، يقرع قرعا بفتحها، فهو قرع بكسرها. ودواؤه الملح وجباب ألبان الإبل – والجباب: شيء يعلو ألبان الإبل، كالزبد، وليس لألبانها زبد – فتهنأ بهما(1)، فإذا لم يجدوا ملحا نتفوا أوبارها ونضحوا جلودها بالماء ثم جروها على السبخة، وهذا الفعل بها يقال له:التقريع، وهوفصيل مقرع، إذا فعل به ذلك(2). ومنه قول الشاعر(3) [132/ب]:
لدى كل أخدود يغادرن فارعا(4)
يجر كما جر الفصيل المقرع
والفصال: جمع فصيل، وهو ولد الناقة، إذا فصل عن أمه، أي منع رضاعها وفطم، وهو فعيل في معنى مفعول.
(وتقول: افعل ذاك آثرا ما: أي أول كل شيء)(5)، وهو مأخوذ من قولهم آثرت فلانا بكذا، إذا فضلته به، أوثره إيثارا، فأنا موثر له بالكسر، وهو مؤثر بكذا بالفتح، ومعناه: افعل ذلك مؤثرا له على غيره. وقال ابن درستويه: هو من قولهم: آثرت أن أفعل ذاك، أي اخترت، فأنا آثر، على بناء فاعل، وآثرا منون منصوب على الحال، وما توكيد وعوض من الكلام المحذوف، لأن المعنى:اختره على كل شيء وقدمه، وأفعل هذا إن لم تفعل غيره(6).
__________
(1) أي تطلى بالملح وجباب ألبان الإبل.
(2) ينظر:الإبل 122، 154، والغريب المصنف (166/أ)، وإصلاح المنطق 43.
(3) هو أوس بن حجر، والبيت في ديوانه 59.
(4) ش: "فارسا"، وهي رواية، وفي الديوان: "دارعا".
(5) الفاخر 28، والزاهر 1/388، وجمهرة الأمثال 1/133، ومجمع الأمثال 1/448، والصحاح (أثر) 2/575. وفي الزاهر عن الفراء قال: "فيه لغات، يقال: أفعله آثر ما، وافعله آثر ذي أثير.... ويقال: افعله إثر ذي أثير... أي أول كل شيء وابتداء كل شيء".
(6) ابن درستويه (214/ب).(6/32)
(وخذ ما صفا ودع ما كدر)(1) بكسر الدال: أي خذ خيار الشيء ودع رذاله. ويقال:كدر الماء(2) بكسر الدال، يكدر كدرا بفتحها، فهو ماء كدر بكسرها، وهو ضد الصافي، ويستعمل في كل شيء تشبيها بالماء، فيقال: عيش كدر وأكدر، وقد كدر عيشه بكسر الدال أيضا.
ويقال: صفا الماء يصفو صفوا وصفاء، فهو صاف، إذا زال عنه كدره وخلص منه، ويستعمل في كل شيء أبيض تشبيها بالماء، فيقال: عيش صاف(3).
(وتقول): فلان (ما يحلي، ولا يمر)(4) بضم الياء منهما وكسر [133/أ] اللام والميم، لأنهما من أحلى فلان الشيء يحليه إحلاء، إذا صيره حلوا، وأمره يمره إمرارا، إذا صيره مرا، فهو محل وممر بكسر اللام والميم، والشيء محلى وممر بفتحهما، وقد حلا الشيء نفسه يحلو(5) حلاوة، إذا صار حلوا. ومر الشيء يمر بفتح الميم، مرارة، وأمر أيضا يمر إمرارا، إذا صار مرا. والمعنى: ما يقول كلاما حسنا ولا قبيحا، ولا يفعل فعلا كذلك. وقيل: معناه: أنه لا يأتي في أمره بحلو ولا مر، أي بخير ولا شر.
(و) تقول: (ما هم عندنا إلا أكلة رأس)(6) بفتح الكاف (لجمع آكل)، مثل كاتب وكتبة، وكافر وكفرة، يقال ذلك في القلة، أي هم عندنا قليلون، كقوم اجتمعوا على رأس يأكلونه،وأكثر ما يكونون ثلاثة، وقد يأكله الاثنان والواحد.
__________
(1) والعامة تقول: "كدر" بفتح الدال. ابن درستويه (215/أ)، والجمهرة (كدر) 2/637. وينظر: المستقصى 2/72، والأساس (كدر) 388.
(2) قوله: "أي خذ خيار... الماء" ساقط من ش.
(3) قوله: "في كل شيء أيضا...صاف" ساقط من ش.
(4) ش: "ولا يمري". وفي الصحيح 313: "وما يمر". وينظر: المستقصى 2/313، والأساس (مرر) 426.
(5) رسمها المصنف "يحلوا" بألف زائدة بعد الواو.
(6) قائله طريف بن تميم العنبري، وله قصة. والعامة تقول: "أكلة رأس" بإسكان الكاف. الفاخر 257، والزاهر 2/17، وابن درستويه (215/أ). وينظر: مجمع الأمثال 1/81.(6/33)
(و) يقال: (أساء سمعا فأساء جابة)(1) بغير همز، وهو اسم للجواب، بمنزلة الطاعة والطاقة، وليس واحد منها(2) بمصدر، وإنما هي أسماء موضوعة من أسماء المصادر، والمصدر منها(3) إجابة وإطاعة وإطاقة، لأن الفعل منها أجاب وأطاع وأطاق، ومنه قول الشاعر(4):
وما من تهتفين له بفضل
بأسرع جابة لك من هديل
ويقال هذا للذي يجيب على غير فهم، أي لم يسمع جيدا [133/ب] فلم يجب جيدا.
__________
(1) قال ابن درستويه (215/أ): "والعامة تقول: أسرع إجابة، وهو صواب أيضا:.
وقائله سهيل بن عمرو، أخو بني عمر بن لؤي، وله قصة. ينظر: أمثال العرب للمفضل 170، والمعمرون 18، والأمثال لأبي عبيد 53، والفاخر 72، وجمهرة الأمثال 1/27، 401، وفصل المقال 48، والوسيط 42، ومجمع الأمثال 2/101، والمستقصى 1/153، والصحاح (جوب) 1/104.
(2) ش: "منهما".
(3) ش: "منهما".
(4) هو الكميت ينكر على قضاعة تحولها إلى اليمن، والبيت في ديوانه 2/58.
والهديل لا يجيب، لأن العرب تزعم أنه فرخ كان على عهد نوح عليه السلام، فصاده جارح من جوارح الطير، فيقولون إنه ليس من حمامة إلا وهي تبكي عليه. ينظر: اللسان (هدل) 11/691.(6/34)
باب المشدد
(تقول: فيه زعارة)(1) بتشديد الراء: أي سوء خلق، وشدة فيه وشراسة.
(وحمارة القيظ)(2) بتشديد الراء أيضا، وفتح الحاء: (شدته) أي شدة الحر. والقيظ: جزء من أجزاء السنة، وهو أشد الحر(3).
__________
(1) والعامة تقول: "زعارة" بتخفيف الراء. إصلاح المنطق 176، وأدب الكاتب 376، وابن درستويه (184/أ)، وتقويم اللسان 115، وتصحيح التصحيف 295، والصحاح (زعر) 2/670، والتخفيف لغة عن أبي عبيد واللحياني في التهذيب 2/133، والمحكم 1/323 (زعر) وفي العين (زعر) 1/352: "ولا يعرف منه فعل، وليس له نظائر إلا حماره القيظ، وصبارة الشتاء، وعبالة البقل، ولم أسمع منه فاعلا ولا مفعولا، ولا مصروفا في وجوه".
(2) والعامة تقوله بتخفيف الراء أيضا. ابن درستويه (184/أ)، وربما خفف في الشعر للضرورة، كما في الصحاح 2/638، والتخفيف لغة عن اللحياني في المحكم 3/250 (حمر). وينظر: الغريب المصنف (119/ب) والكامل للمبرد 1/38، 39، والعين (حمر) 3/228، والجمهرة 3/1231.
(3) الأزمة لقطرب 63. وينظر: المخصص 9/67-72.(7/1)
(وهو سام أبرص)(1) بتشديد الميم: وهو ضرب من كبار الوزغ، وهو معرفة، إلا أنه تعريف جنس. وقال ابن درستويه: وإنما قيل له: سام، على بناء فاعل، لأنه من السموم إذا عضت أو وقعت في مأكول أومشروب(2). وأضيف إلى أبرص، وهو اسم للونه أو صفة قد أقيمت اسما، لأنه لون شبيه بالبرص، وهو غير معروف [112/أ] لأنه على بناء الفعل، وهو معرفة(3). وقال غيره: سام أبرص: هما اسمان جعلا اسما واحدا يقع على كل واحد من جنسه، فإذا ثني ثني الأول منهما، وكذلك الجمع، فقيل: هذان ساما أبرص(4)، وهؤلاء سوام أبرص. ومنهم من يثني السام ويجمعه لا يذكر الأبرص، فيقول: هذان السامان، وهذه السوام(5). ومنهم من يثني الأبرص ويجمعه، ولا يذكر السام، فيقول: هذان الأبرصان، وهذه الأبارص والبرصة(6). ومنه قول الراجز(7):
والله لو كنت لهذا خالصا
لكنت عبدا تأكل الأبارصا
__________
(1) إصلاح المنطق 176، وأدب الكاتب 376، وفي ابن درستويه (184/ب): "والعامة تقول: سم أبرص في الواحد، ولا تعرف التثنية والجمع".
(2) ينظر: الحيوان 4/290، 296، وحياة الحيوان 1/542، 20/421.
(3) ابن درستويه (184/أ) وينظر: الكتاب 2/96، والمقتضب 4/320.
(4) إلى هنا – بالنص – في ابن درستويه أيضا (184/أ). وفي الفصيح 304، والتلويح 69: "وهو سام أبرص، وساما أبرص، وسوام أبرص". ونقله عن ثعلب ابن فارس في المقاييس (برص) 1/220، وينظر: المجمل 1/121، والصحاح 3/1029 (برص).
(5) إصلاح المنطق 176، وفي الجمهرة (برص) 1/312: "قال أبو حاتم: يجمع أبارص على غير قياس".
(6) إصلاح المنطق 176، وفي الجمهرة (برص) 1/312: "قال أبو حاتم: يجمع أبارص على غير قياس".
(7) الرجز بلا نسبة في: الحيوان 4/300، والبرصان 92، وأدب الكاتب 195، والمنصف 2/232، والمخصص 8/101، والاقتضاب 3/165، وشرح المفصل 9/23، 36، والجمهرة 1/312، والصحاح 3/1030، والمقاييس 1/219(برص).(7/2)
(وسكران ملتخ وملطخ)(1) بضم الميم وسكون اللام وفتح التاء والطاء وتشديد الخاء: (أي مختلط) في عقله وفهمه وكلامه. (ويقال: التخ عليهم أمرهم) بتشديد الخاء: (أي اختلط)، فهو بلتخ التخاخا، والطخ بالطاء، فهو يلطخ الطخاخا، كما يقال: احمر يحمر احمرارا. والطاء في هذا بدل من التاء لقرب مخرجيهما(2).
(و) تقول: (شربت مشوا) بفتح الميم وضم الشين وتشديد الواو، (ومشيا)(3) أيضا بكسر الشين وتشديد الياء: (تعني الدواء) المسهل، ويقال لما يجيء من شارب الدواء المشي، على مثال ظبي. قال الراجز(4) [112/ب]:
إني إذا ما اعتادني كالغشي
شربت مرا من دواء المشي
لوجع بخثلتي وحقوي
يدعى المشي طعمه كالشري
ويروى "المشو" بالواو. والشري: الحنظل. والخثلة: أسفل البطن. والحقو: الخصر ومشد الإزار.
__________
(1) إصلاح المنطق 312، وملطخ عامي غير فصيح في أدب الكاتب 412، والصحاح 1/430، والمحكم 4/379 (لخخ). وفي التهذيب(لخخ) 6/474 عن الأصمعي: ولا يقال: سكران متلطخ". وينظر: الاقتضاب 2/230، واللسان (لخخ) 3/51.
(2) الإبدال لأبي الطيب 1/126، ووفاق المفهوم 224، 225، ومخرجهما واحد في الكتاب 4/433 مما بين طرف السان وأصول الثنايا. وينظر: العين1/58.
(3) إصلاح المنطق 335. وفي الجمهرة (مشى) 2/881: "وقول العامة: دواء المشي خطأ إنما هو المشو والمشو". ينظر: الصحاح (مشى) 6/2493، وقال ابن ناقيا 2/293: "والعامة تقول: المشؤ بالهمز، وذلك خطأ". والمشيء والمشؤ اسم ما يستطلق من البطن في المحيط (مشى) 7/399.
(4) الرجز – ماعدا الأول – بلا نسبة في الجمهرة 2/881، والتهذيب 15/511، واللسان 11/200، 13/22، 15/283، والتاج 9/127، 10/443 (خثل، أمن، مشى). وكتب المصنف بجوار كلمة "لوجع" في البيت الثاني: "من وجع معا" أي ويروى كذلك.(7/3)
(وهو الحسو)(1) بفتح الحاء وضم السين وتشديد الواو، على مثال عدو (والحساء)، بالفتح والمد: وهما بمعنى واحد لطعام معروف، يصنع من الدقيق وغيره. (يحسى)(2): أي يشرب جرعة جرعة.
(وهي الإجانة والإجاص)(3) بكسر أولهما وتشديد ثانيهما. فالإجانة: معروفة للمركن(4)، وهي فارسية معربة(5)، وجمعها أجاجين. قال القطامي(6):
وغير حربي أزكى من تجشمها
إجانة من مدام شد ما احتدما
قوله: "أزكى" معناه: أضعف وأهون، يقول: شرب الخمر أهون من حربي.
وأما الإجاص: ففاكهة معروفة، واحدتها إجاصة، وهي أصناف منها الأصفر والأحمر والأسود(7).
__________
(1) والعامة تقول: "الحسو" بتسكين السين وتخفيف الواو، وهو خطأ عند المرزوقي (148/ب) وليس بخطأ عند ابن درستويه (185/أ)، وابن ناقيا 2/293، لأنه مصدر مسمى به. وينظر: إصلاح المنطق 222، 335، والصحاح 6/1312، والمحكم 3/368 (حسو).
(2) عبارة الفصيح 304: "وهو الحسو: للذي يحسى والحساء أيضا" وفي التلويح 69: "وهو الحسو والحساء بالفتح والمد للذي يحسى".
(3) والعامة تقول: "إنجانة وإنجاصة" بقلب الجيم الأولى نونا. ما تلحن فيه العامة 116، وإصلاح المنطق 176، وأدب الكاتب 375، وابن درستويه (185/أ)، وتثقيف اللسان 246، وتقويم اللسان 68، والصحاح 3/1029، 2068 (أجص، أجن) والإنجانة والإنجاص لغتان لأهل اليمن في الاقتضاب 2/181، وينظر: المحكم 7/333، 341، (أجص، أجن).
(4) المركن: إناء تغسل فيه الثياب ونحوها، اللسان (ركن) 13/186.
(5) معرب إكانة بالفارسية. المحكم (أجن) 7/341، وفي الجمهرة 2/1045: "والإحان: عربي معروف". وفي القول الأصيل12: "والصواب أنها تعريب أكانا بالسريانية".
(6) ديوانه 102.
(7) جاء في المعجم الوسيط 1/7: "الإجاص: شجرة من الفصيلة الوردية، ثمره حلو لذيذ، يطلق في سورية وفلسطين وسيناء على الكمثرى وشجرها، وكان يطلق في مصر على البرقوق وشجره". ووصف المصنف هنا ينطبق على البرقوق.(7/4)
(والأترج)(1) بضم أوله وثالثه وتشديد الجيم: لثمر معروف طيب الرائحة والطعم، وهو فاكهة لطيب طعمه، وريحان لطيب رائحته(2)، وواحدته أترجة. وقال علقمة بن عبدة(3):
يحملن أترجة نضخ العبير بها
كأن تطيابها في الأنف مشموم
__________
(1) والعامة تقول: "أرترنج وترنج وترنجة". ما تلحن فيه العامة 116، وتقويم اللسان 68، والتهذيب (ترج) 11/3. وفي إصلاح المنطق 178: "والترنج لغة" وفي أدب الكاتب 375: "وأبو زيد يحكى ترنجة وترنج أيضا". وينظر: تثقيف اللسان 283، والصحاح (ترج) 1/301.
(2) ومنه الحديث: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب". أخرجه البخاري (كتاب فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام – 5020) ومسلم (كتاب صلاة المسافرين، باب فضيلة حافظ القرآن – 797) واللفظ لمسلم. وينظر: النبات لأبي حنيفة 217.
(3) ديوانه 51.(7/5)
[113/أ] (وجاء بالضح والريح: أي بما طلعت عليه الشمس)(1). هكذا في رواية مبرمان عن ثعلب(2) رحمه الله. والضح: الشمس نفسها بكسر الضاد وتشديد الحاء. وقيل: هو ضوء الشمس الذي على الأرض(3)، يقال هذا في الكثرة لعموم ضوئها على جميع الأرض، أي أنه جاء من سفره بمال كثير، أو بما أشبهه في الكثرة، كأنهم أرادوا: جاء بما طلعت عليه الشمس، وما هبت عليه الريح. وقال الشاعر(4):
أبيض أبرزه للضح راقبه
مقلد قضب الريحان مفغوم
__________
(1) والعامة تقول: "جاء بالبضيح والريح". الأمثال لأبي عبيد 188، وإصلاح المنطق 295، وأدب الكاتب 408، وابن درستويه (185/ب)، والجمهرة 1/99، والصحاح 1/386 (ضحح). والضيح لغة في الإتباع والمزاوجة 37، والعين 3/13، والمحيط 2/297، والمحكم 2/343 (ضحح). وهو مثل عربي. ينظر: الأمثال لأبي عبيد 188، والفاخر 24، والزاهر 1/360، وجمهرة الأمثال 1/259، ومجمع الأمثال 1/286، والمستقصى 2/39.
(2) والضح ليس مفسرا في الفصيح 304. وفي التلويح 69: "جاء فلان بالضح والريح".
(3) العين (ضحح) 3/13.
(4) ش: "علقمة الفحل" , والبيت في ديوانه 71. والأبيض: الإبريق. والمفغوم: الطيب الرائحة. عن شرحه بالديوان.(7/6)
(وقعد على فوهة الطريق والنهر)(1) بضم الفاء وتشديد الواو: أي فمهما. وفوهة الطريق: أوله ومبتدؤه، وفوهة النهر: مخرج مائه. والجمع أفواه على غير قياس(2)، وقياسه فوايه، وأصله فواوه بواوين بينهما ألف، فكرهوا اجتماعهما، فقلبوا الثانية ياء(3)، كما عملوا بأوائل لجمع أول، وأصله أواول.
(وغلام ضاوي)(4) بتشديد الياء: أي مهزول صغير الجسم.
(وجارية ضاوية) كذلك. وقال الراجز(5):
ذاك عبيد قد أصاب ميا
يا ليته ألقحها صبيا
فحملت فولدت ضاويا
وجمعهما ضاويون وضاويات [113/ب].
__________
(1) والعامة تقول: "فوهة" بتخفيف الواو وتسكينها. إصلاح المنطق 177، وأدب الكاتب 376، وابن درستويه (186/أ)، والمرزوقي (149/أ). وهي لغة قليلة في المحيط 4/74، وحكاها ابن الأعرابي في المحكم 4/315 (فوه). قال المرزوقي: "العامة تولع بها وهي ريئة".
(2) لأنه جمع قياسي للثلاثي "فم" وأصله "فوه" وجمعه أفواه، وأما "فوه" فهو رباعي،وقياس جمعه كما ذكر المصنف فوايه على فعالل، مثل سلم وسلالم.
(3) القاعدة الصرفية هنا توجب قلب الواو همزة لا ياء كما ذكر المصنف. وتمثيله بـ"أوائل" وهي في خطه بالهمز يخالف صدر كلامه كما ترى. وينظر: الكتاب 4/370، 371، والمقتضب 1/126، والأصول 3/396، والمنصف 2/44، والتبصرة 2/898، والممتع 1/337، وشرح المفصل لابن يعيش 10/91، وشرح الشافية 3/130.
(4) والعامة تخفف الياء. ابن درستويه (186/أ)، وأصل ضاوي بالتشديد ضاووي على زنة فاعول، فاجتمعت الواو والياء، فأبدلت الأولى ياء، وأدغمت الياء في الياء، وكسر ما قبلها، ينظر: العين (ضوى) 7/73.
(5) الرجز بلا نسبة في: الصحاح 6/2410، واللسان 14/489، والأخير في التاج 10/221 (ضوى).(7/7)
(وهي العارية)(1) بتشديد الياء، والجمع عواري. بتشديدها أيضا، بغير تنوين: وهي ما استعرت من شيء، يقال: هم يستعيرون من جيرانهم الماعون والأمتعة. وأنشد ابن درستويه(2) وغيره:
وردوا ما استعاروه
كذاك العيش عارية
وسميت بذلك، لأنها من المعاورة، وهي المناولة(3)، أي يتعاورها قوم من قوم، أي يأخذونها ويعطونها، ويقولون: "تعورنا العواري بيننا"(4).
__________
(1) والعامة تقول: "العارية" بتخفيف الياء. إصلاح المنطق 177، وأدب الكاتب 376، وابن درستويه (186/أ)، والمرزرقي (149/ب)، وتثقيف اللسان 327، وتصحيح التصحيف 372، وفيه 388: "وقد جاء مخففا إلا أن التشديد أكثر". وكذلك في القاموس 573، وخاص بالشعر في المصباح 166 (عور).
(2) ابن درستويه (186/ب) بلا عزو، ولم أقف عليه في مصدر آخر.
(3) وفي العين (عور) 2/239: "والعارية: ما استعرت من شيء، سميت به، لأنها عار على من طلبها". وفي المحيط (عور) 2/142: "وأعارت الدابة حافرها: قلبته، ومنه الاستعارة والعارة والعارية".
(4) القول في: إصلاح المنطق 177، والتهذيب 3/164، والصحاح 2/761، والمجمل 2/636، والمقاييس 4/185، والأساس 316 (عور).(7/8)
(ويقال للمهر: فلو)(1) بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو، وجمعه أفلاء، مثل عدو وأعداء(2)، وهو من أولاد الخيل، سمي بذلك لأنه يفتلى، أي يفطم. قال دكين(3):
كان لنا وهو فلو نربيه
بفتح النون وضم الباءين: أي نربيه.
(وهو الحوارى)(4) بضم الحاء وتشديد الواو والقصر: للجيد من الدقيق الخالص الشديد البياض الذي تغسل حنطته قبل الطحن حتى يبيض، وهو من الحور بفتح الحاء والواو، وهو البياض.
__________
(1) والعامة تقول: "فلو" بسكون اللام والتخفيف، وضم الفاء وفتحها. أدب الكاتب 375، وابن درستويه (187/أ)، وتثقيف اللسان 254، وتقويم اللسان 145، والجمهرة (فلو) 2/971، وفي الصحاح (فلو) 6/2456 عن أبي زيد: "فلو إذا فتحت الفاء وشددت الواو، وإذا كسرت خففت، فقلت: فلو مثل جرو" وقول أبي زيد أيضا في الاقتضاب 2/180، والمدخل إلى تقويم اللسان 158. قلت: ولا زالت العامة في بعض مناطق السراة تقول لولد الحمار: "فلو" مثل جرو، كما حكى أبو زيد.
(2) الكتاب 3/608، 617، والصحاح (فلو) 6/2456، وينظر: معجم مفردات الإبدال والإعلال 184.
(3) الرجز له في: أضداد الأصمعي 52، وابن السكيت 204، وأبي الطيب 312، وأدب الكاتب 375، والاقتضاب 2/180، 3/227، والعين (ربب) 8/257، والجمهرة 2/971، والصحاح 6/2456 (فلو) واللسان 1/401، 450، 13/89، 15/162 (ربب، زغب، جعثن، فلو) وبعده:
مجعثن الخلق يطير زغبه
ودكين بن رجاء الفقيمس التميمي، راجز أموي مشهور، توفي سنة 105هـ.
الشعر والشعراء 2/508،ومعجم الأدباء 2/1292، وتاريخ دمشق 6/99، واللآلي 2/652.
(4) والعامة تقول: "الحواري" بفتح الحاء وكسر الراء. إصلاح المنطق 168، وابن درستويه (187/أ)، وتثقيف اللسان 195، وتقويم اللسان 94، وتصحيح التصحيف 235. وينظر: المقصور والممدود للفراء 13، والصحاح (حور) 2/640.(7/9)
(وهو الأرز): لحب معروف بضم أوله وثانيه وتشديد الزاء، هكذا هو في كثير من نسخ الكتاب، وفي بعضها أرز مفتوح الأول، وهما لغتان(1)، وواحدته أرزة وأرزة، والزاي في اللغتين مشددة، والراء مضمومة.
(وهو الباقلى مشدد) اللام (مقصور، فإن خففت اللام مددت [114/أ] فقلت: الباقلاء)(2)، وهو حب آخر معروف أيضا، يسميه أهل مصر والشام الفول(3).
(وكذلك المرعزى، والمرعزاء)(4) بكسر الميم فيهما، وإن شئت فتحتها(5)، وهو ما لان من شعر المعز، وهو الزغب الذي يكون تحت شعرها. وقال الشاعر(6):
كساك الحنطبي كساء صوف
ومرعزى فأنت كذا تفيد
__________
(1) وفيها لغات أخر هي: آرز، وأرز، ورز، أرز، ونز، والأخيرة لعبد القيس، والعامة تتكلم بها، وباللغة الأخرى التي ذكرها المصنف. ابن درستويه (187/أ)، وابن هشام 184. قال ابن درستويه: "أفصحها ما ذكر ثعلب". وينظر: إصلاح المنطق 132، وأدب الكاتب 575، والتلويح 70، وتهذيب إصلاح المنطق 1/347، والصحاح (أرز) 3/843.
(2) المقصور والممدود للفراء 44، وإصلاح المنطق 183، وأدب الكاتب 306، والصحاح (بقل) 4/937 والباقلى بالقصر لغة سوادية في العين (بقل) 5/170، وشامية في التلويح 70، قال ابن درستويه (187/ب): "والعامة لا تعرف المخفف الممدود، ولكن تشدد اللام وتقصر الألف وهما لغتان معروفتان".
(3) التسمية للشاميين وحدهم في الجمهرة 2/971.
(4) المقصور والممدود للفراء 44، وإصلاح المنطق 183، وأدب الكاتب 306، والصحاح (رعز) 3/879.
(5) والعامة على هذه اللغة تفتح الميم وتشدد الزاي وتقصر الألف. ابن درستويه (187/ب). وينظر: لغاتها في الصحاح 3/879، والمحكم 1/323، والمصباح 88 (رعز).
(6) هو جرير، والبيت في ديوانه 1/335، من قصيدة في هجاء التيم. والحنطبي: هو الحكم بن الحارث بن حنطب المخزومي، وكان على صدقات عمرو وحنظلة. عن شرح الديوان، وللبيت رواية أخرى تخالف الشاهد في التهذيب 16/215، واللسان 5/106، والتاج 3/500 (قطر) من غير عزو.(7/10)
أي تختال في مشيك.
(ومن الفعل: فلان يتعهد ضيعته)(1) بتشديد الهاء، فهو يتعهدها تعهدا، ومعناه: يتحفظ ويجدد عهده بها، ويتفقد مصلحتها. والضيعة: معروفة، وهي العقار. وجمعها ضياع، وضيع أيضا، مثل بدر. والضيعة أيضا: الحرفة.
(وعظم الله أجرك)(2) بتشديد الظاء، فهو يعظمه تعظيما: أي كثره ووفره. والأجر: الثواب، وهو جزاء الطاعة، والجمع أجور، ويقال ذلك في تعزية المصاب بمصيبته.
__________
(1) ولغة العامة: "يتعاهد" بالألف. أدب الكاتب 377، والجبان 264،والمرزوقي (150/أ)، والزمخشري 372، وابن ناقيا 2/298، وفي المقاييس 4/169، 4/169: "قال أبو حاتم: تعهدت ضيعتي، ولا يقال: تعاهدت، لأن الشاهد لا يكون إلا من اثنين". وينظر: المجمل (عهد) 2/634، قلت: تعهد ضيعته وتعاهدها: لغتان بمعنى واحد في إصلاح المنطق 178، وابن درستويه (188/أ)، والاقتضاب 2/181، 182 والعين 1/103،والجمهرة 3/1250، والمحيط 1/112، والأفصح (تعهد) في: ديوان الأدب 2/443، 467، والصحاح 2/516 (عهد).
(2) والعامة تقول: "عظم الله أجرك" بتخفيف الظاء. ابن درستويه (188/أ)، وقال الزمخشري 372: "والعامة تقول: أعظم الله أجرك، والأول أجود". قلت: بل الأجود والأفصح "أعظم" لأنها لغة القرآن، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً} سورة الطلاق 5. وينظر: الصحاح (عظم) 5/1988.(7/11)
(ووعزت إليك في الأمر) بتشديد العين، أوعز توعيزا، (وأوعزت أيضا)(1)، على أفعلت أوعز إيعازا لغتان بمعنى واحد: أي تقدمت إليك فيه، وأمرتك بفعله. وأنشد الخليل في التشديد(2):
قد كنت وعزت إلى علاء [114/ب]
في السر والإعلان والنجاء
بأن يحق وذم الدلاء
باب المخفف
(يقال: فلان من علية الناس)(3) بتخفيف الياء وكسر العين وسكون اللام: أي من أشراف الناس ورؤسائهم. وهو جمع علي، مثل صبي وصبية.
__________
(1) والعامة تقول: "وعزت" بالتخفيف بغير ألف. ابن درستويه (188/ب)، وابن ناقيا 2/298، وهي لغة حكاها ابن قتيبة في باب فعلت وأفعلت 441، وقال في باب ما يشدد والعوام تخففه 377: "وعزت إليك في كذا، وأوعزت، ولم يعرف الأصمعي وعزت خفيفة". ونحو هذا عن الأصمعي أيضا وأبي حاتم وابن السكيت في التهذيب (وعز) 3/99، والذي في إصلاح المنطق 287، 305: "أوعزت ووعزت" بالتخفيف (ضبط قلم) وإخاله خطأ، لأن الأزهري نص على أن ابن السكيت لم يجز "وعزت" بالتخفيف ونص العكبري أيضا على تشديد العين من "وعزت" في المشوف المعلم في ترتيب الإصلاح 2/832، وقال: "التخفيف لغة". وينظر: ديوان الأدب 3/251، والاقتضاب 2/183، والصحاح 3/901، والمحكم 2/221 (وعز).
(2) العين (وعز) 2/206 ولم ينسبه، وروايته: "أوعزت" وسقط من البيت الأخير، والرجز بلا نسبة أيضا في: ابن درستويه (188/ب)، والمحكم 2/22، واللسان 5/429، 430، والتاج 4/90 (وعز). وكتب المصنف بخط صغير فوق كلمة النجاء "السير" أي تفسيرها. ويحق: يحكم، والوذم: الحبال التي تشد بها الدلاء. اللسان 10/55، 12/633 (حقق)، (وذم).
(3) والعامة تقول: "علية" بتشديد اللام، وكسرها، وتشديد الياء وفتحها. ابن درستويه (188/ب)، والمرزوقي (151/أ)، وهي لغة في الجمهرة 2/952، والمحيط 2/152، والمحكم 2/254 (علو). وينظر: إصلاح المنطق 168، والصحاح (علو) 6/2435.(7/12)
(وهو المكاري)(1) بتخفيف الياء: للذي يكري الدواب، أي يوأجرها(2)، وهو فاعل من كارى يكاري مكاراة وكراء، فهو مكار بكسر الراء، والجمع مكارون بضم الراء، والمفعول مكارى بفتحها، والجمع مكارون بفتحها أيضا.
(وعنب ملاحي)(3) بضم الميم وتخفيف اللام وتشديد الياء: وهو عنب أبيض في حبه طول، وهو مأخوذ من الملحة، وهي البياض، وفيها اختلاف(4)، وقد ذكرته في "كتاب المنمق". والأملح: الأبيض، والملحاء: البيضاء. وقال الشاعر(5):
ومن تعاجيب خلق الله غاطية
__________
(1) والعامة تقول: "المكاري" بتشديد الياء. إصلاح المنطق 180، وأدب الكاتب 380، وابن درستويه (189/ب)، وتثقيف اللسان 193، والزمخشري 373، وتصحيح التصحيف 513.
(2) في التلويح 71: "وهو الذي يؤاجر الدواب، لتركب ويحمل عليها".
(3) والعامة تقول: "ملاحي" بتشديد اللام وتخفيف الياء. إصلاح المنطق 182، وأدب الكاتب 378، وابن درستويه (189/ب)، والزمخشري 373. وهي لغة قليلة عن أبي حنيفة في المخصص 11/70، والمحكم 3/288، وخصها بالشعر صاحب الصحاح 1/407 (ملح). قال ابن السيد: "فلا أعلم أهو لغة أم ضرورة" الاقتضاب 2/36.
(4) قيل: الملحة: بياض يخالطه سواد. وقيل: بياض إلى حمرة. وقيل: زرقة تضرب إلى البياض لشدتها. ينظر: العين 3/244، والتهذيب 5/101، 102، والصحاح 1/407، والمقاييس 5/348، والمحكم 3/288 (ملح).
(5) البيت لعبد الله الغامدي في الأساس (صلب) 257، ومن غير نسبة في: النخل والكرم 85، وأدب الكاتب 378، وابن درستويه (189/ب)، والاقتضاب 2/36، 3/233، والزمخشري 473، وديوان الأدب 1/452، والمخصص 2/106، 11/70، والجمهرة 1/569، 2/919، 1079، 3/1263، والصحاح 1/177، 407، واللسان 1/580، 2/603، 15/130 (عجب، ملح، غطى) ورواه في التلويح 71 عن المفضل، وليس في المفضليات، وقال في تفسيره: "يعني كرمة، بالعين المهملة بمعنى معطية، كأنها تعطي العنب، وبالغين المعجمة عن أبي حنيفة الدينوري، أي تغطي الأرض".(7/13)
يعصر منها ملاحي وغربيب
أي عنب أبيض وأسود.
(وأنا في رفاهية)(1) بفتح الراء وتخفيف الياء: أي في سعة (من العيش)، وهدوء عن التعب [115/أ] في طلب المعيشة.
(وعرفت الكراهية في وجهه) بتخفيف الياء أيضا: أي الكراهة، وهي(2) مصدر من قولهم: كرهت الشيء أكرهه، إذا لم ترده، وهو نقيض أحببته.
(وهو حسن الطواعية لك) بتخفيف الياء وفتح أوله أيضا: أي الطاعة والانقياد لك والتذلل، وهي مصدر من قولهم: طاع يطوع طوعا وطواعية، إذا انقاد وتذلل.
(وهي الرباعية) بتخفيف الياء وفتح الراء أيضا: للسن التي بين الثنية والناب من الناس والدواب(3). والجمع رباعيات.
(وأرض ندية)(4) بتخفيف الياء أيضا: أي مبتلة رطبة قليلا، إما أن تكون أصابها المطر، أو تكون قريبة من الماء، وهي من الندى، وهو البلل. ويقال منه: نديت الأرض تندى ندى، فهي ندية، (وبيت ند)(5).
__________
(1) الرفاهية، والكراهية، والطواعية، والرباعية، تقولها العامة كلها بتشديد الياء. إصلاح المنطق 180، وأدب الكاتب 377، وابن درستويه (189/ب)، وتصحيح التصحيف 277، 286، 440.
(2) ش: "وهو".
(3) خلق الإنسان للأصمعي 191، وللزجاج 38، ولثابت 165، 166، والإبل 76، 78، 142، والصحاح (ربع) 3/1214.
(4) والعامة تقول: "ندية" بالتشديد. إصلاح المنطق 181، وأدب الكاتب 379، وابن درستويه (190/أ)، والزمخشري 375، وتقويم اللسان 179، وتصحيح التصحيف 513، والصحاح (ندو) 6/2507، وفي التهذيب (ندو) 14/192: "ويوم ندي وليلة ندية" بالتشديد، وفي الأساس (ندى) 451: "وأرض ندية" بالتشديد أيضا. وهو في كليهما بضبط القلم.
(5) كذا أيضا في مخطوطة التلويح (140/أ)، وفي المطبوعة 71، والفصيح 305،وفي (ش): "ونبت ند".(7/14)
(وأرض مستوية)(1) بتخفيف الياء أيضا: أي معتدلة، ليس فيها ارتفاع ولا انخفاض، وقد استوت تستوي استواء، فهي مستوية، إذا كان بعضها يساوي بعضا.
(ورماه بقلاعة)(2) بتخفيف اللام وضم القاف، والجمع قلاع: وهو طين يتشقق إذا نضب عنه الماء، والقطعة منه قلاعة. وقال ابن درستويه: هي اسم لما يقلع من حائط أو جبل أو تل أو أرض فيرمى به سبع أو طائر أو إنسان أو نحو [115/ب] ذلك(3).
(وهو أب لك وأخ لك)(4) بتخفيف الباء والخاء: وهما معروفان، وقد تقدم ذكرهما في باب المصادر(5). وجمعهما آباء وإخوة.
(وهو الدم فاعلم)(6) بتخفيف الميم: معروف، وبه حياة الإنسان. وجمعه دماء.
__________
(1) في الفصيح 305، والتلويح 71: "وهي مستوية" إضمار لماسبق. والعامة تشدد الياء. إصلاح المنطق 180، وأدب الكاتب 379، وابن درستويه (190/ب)، والزمخشري 376، وتقويم اللسان 167، وتصحيح التصحيف 513.
(2) والعامة تشدد اللام. إصلاح المنطق 182، وأدب الكاتب 380، وابن درستويه (190/ب)، والزمخشري 376. والتشديد لغة في ديوان الأدب1/337، والمحكم 1/127، والمصباح 196 (قلع).
(3) ابن درستويه (190/ب). قلت: والعامة في بعض نواحي السراة تسمي ما يرمى به الحجر مقلاعا.
(4) والعامة تقول: "أب وأخ" بالتشديد. ابن درستويه (190/ب)، والمرزوقي (152/أ)، والزمخشري 376، وتثقيف اللسان 191، وتصحيح التصحيف 68، وفي الجمهرة (أخو) 1/55: "وزعم قوم أن بعض العرب يقولون: أخ وأخة مثقل، ذكره ابن الكلبي، ولا أدري ما صحة ذلك" وقد يقال: "أب " بالتشديد، حكاها عن ثعلب الأزهري في التهذيب (أبو) 15/603.
(5) ص 511، 512.
(6) والعامة تقول: "الدم" بتشديد الميم. إصلاح المنطق 183، وابن درستويه (190/ب)، والمرزوقي (152/أ)، وتقويم اللسان 105، وتثقيف اللسان 191، وتصحيح التصحيف 262، وفي هذين الأخيرين: التشديد لغة لكنها ضعيفة. وينظر: اللسان (دمى) 14/267، 168.(7/15)
(وهو السمانى لهذا الطائر، والواحدة سماناة)(1). قال أبو سهل: هكذا هو نسخ عدة رأيتها من الكتاب، وفيه تخليط، وأنا أبينه بتوفيق الله. فأما السمانى فإنه مقصور مخفف الميم، على وزن الذنابى، واختلف أهل اللغة فيها، فقال بعضهم: السمانى: طائر يشبه الفروجة في قدرها(2)، ويقال: إنه السلوى(3). وجمعها سمانيات. وصاد أعرابي رخمة في مقبرة فأكلها، فغثت(4) نفسه، فقال(5):
نفسي تمقس من سمانى الأقبر
وقال بعضهم: السمانى جمع، وواحدته سماناة(6)، وليس بين واحده وجمعه إلا حذف الهاء وإثباتها، كما قالوا: حمامة وحمام، وأيكة وأيك(7)، وتمرة وتمر، وأشباه ذلك. وقال آخرون: السمانى يكون واحدا، ويكون جمعا، تقول: هذه سمانى واحدة، وسمانى كثيرة(8). وقال تأبط شرا(9)
__________
(1) والعامة تقول: "السمانى" بتشديد الميم. إصلاح المنطق 183، وأدب الكاتب 380، والصحاح 5/2138، والمصباح 110 (سمن)، وتقول: "السمان" بالتشديد أيضا وحذف الألف. ابن درستويه (191/أ)، وتقويم اللسان 122، وتصحيح التصحيف 319، وفي تثقيف اللسان 236 أن العامة تقول: "السمانة". وينظر: حياة الحيوان 1/563.
(2) العين 7/274،والمحيط 8/347 (سمن).
(3) العين (سمن) 7/274، (سلو) 7/298. وفي اللسان (سلو) 14/395 ك"السلوى... طائر أبيض مثل السمانى، واحدته سلواة".
(4) ش: "فغثيت".
(5) في مجمع الأمثال 3/382: "قاله ضبي" وذكر الخبر. وينظر: الحيوان 4/302، والإبدال لأبي الطيب 2/378، والمستقصى 2/370، وابن ناقيا 2/303، والجمهرة 1/429، 2/852، والتهذيب 8/425، والصحاح 3/979، 5/2138، والمقاييس 5/342، والمحيط 8/347 (سمن).
(6) العين 7/274، والمحيط 8/347 (سمن).
(7) الأيكة: الشجر الكثير الملتف. اللسان (أيك) 10/394.
(8) المقصور والممدود للفراء 13، وابن درستويه (191/أ)، والتهذيب (سمن) 13/21.
(9) ديوانه 181،وقوله: كأشلاء السماني، يريد أنه خلق ممزق.
وتأبط شرا هو:أبو زهير ثابت بن جابر بن سفيان الفهمي، شاعر جاهلي فحل، من فتاك العرب وعدائيهم، من أهل تهامة، لقب بـ"تأبط شرا"، لأنه تأبط سيفا وخرج فقيل لأمه: أين هو؟ قالت: لا أدري، تأبط شرا وخرج، وقيل غير هذا، مات قتيلا نحو سنة 80 قبل الهجرة. الشعر والشعراء 1/229، وأسماء المغتالين 2/215، والأغاني 21/127، وشرح اختيارات المفضل 2/827.(7/16)
:
ونعل كأشلاء السمانى طرحتها
إلى صاحب حاف فقلت له انعل
[116/أ] فقول ثعلب – رحمه الله -: (وهو السمانى لهذا الطائر)، هو كلام صحيح دل به على طائر واحد، لقوله: (لهذا الطائر) ثم خلط بقوله: (والواحدة سماناة) وقد كان يجب أن يقول: وهي السمانى لهذه الطير، والواحدة سماناة، أو يقول: وهو السمانى(1) لهذه الطير، فيأتي بـ"هو" ليدل به على الجنس. والله سبحانه الموفق للصواب.
(وهي حمة العقرب)(2) بتخفيف الميم: لسمها الذي يكون في إبرتها التي تلدغ بها. والجمع حمات.
(وهي اللثة)(3) بتخفيف الثاء وكسر اللام: لباطن الشفة. وقيل: اللثة: اللحم الذي ركبت فيه الأسنان. والجمع لثاث(4). وأما اللحم الذي يكون بين الأسنان كأنه شرف، فيقال له: العمور بضم العين، واحدها عمر(5) بفتحها وسكون الميم.
__________
(1) قوله: "هو كلام صحيح... وهو السمانى" ساقط من ش.
(2) والعامة تقول: "حمة العقرب" بتشديد الميم. إصلاح المنطق 182، وأدب الكاتب 378، وابن درستويه (191/أ)، والمرزوقي (152/أ)، والزمخشري 378، وتغلط العامة أيضا في معنى الحمة، فتجعلها بمعنى إبرة العقرب. ينظر: أدب الكاتب 22، والعين 3/313، والجهرة 1/574.
(3) والعامة تقولها بتشديد الثاء، وقد تفتح اللام. أدب الكاتب 379، وابن درستويه (191/ب)، وتثقيف اللسان 189، وتقويم اللسان 159، وتصحيح التصحيف 452.
(4) خلق الإنسان للأصمعي 194، وللزجاج 42، ولثابت 163.
(5) خلق الإنسان للأصمعي 194، وللزجاج 42، ولثابت 163.(7/17)
(وهو الدخان)(1) بتخفيف الخاء: معروف، وهو الذي يرتفع من النار في الهواء. وجمعه دواخن على غير القياس، كما قالوا: عثان وعواثن(2).
__________
(1) والعامة تقوله بتشديد الخاء. ما تلحن فيه العامة 109، وإصلاح المنطق 182، وأدب الكاتب 378، وابن درستويه (191/ب)، وتقويم اللسان 104، وفي القاموس (دخن) 1542: "الدخان كغراب وجبل ورمان".
(2) الصحاح (دخن) 5/2111، وقياس جمع دخان وعثان: أدخنة وأعثنة كغراب وأغربة، وبغاث وأبغثة، أما بناء (فواعل) فهو قياس في جمع ما كان على زنة (فوعل) نحو جوهر وجواهر، أو (فوعلة) نحو صومعة وصوامع، أو (فاعلاء) نحو قاصعاء، وقواصع، أو (فاعل) في صفات الإناث، نحو طالق وطوالق، أو في صفات ذكور ما لا يعقل نحو: جبل شامخ وجبال شوامخ، أو في اسم جنس نحو: ناصية ونواص، وضاربة وضوارب، وفاطمة وفواطم. ينظر: الكتاب 2/603، 632، 63، والتكملة لأبي علي 436، وشرح الكافية الشافية 4/1863-1866، وشرح الشافية 2/151، والسامي في الأسامي 6.(7/18)
(ومن الفعل تقول: قد أرتج على القارئ)(1) بهمز الألف وكسر التاء وتخفيف الجيم: إذا انقطع عليه كلامه، أو استغلق عليه فلم يقدر على القراءة والكلام، ولم يدر ما نمامه، وهو مأخوذ من رتاج الباب، وهو غلقه الذي يغلق به، كأنه [116/ب]أطبق على القارئ وأغلق، كما يرتج الباب، أي يغلق، ويقال منه: أرتجت الباب أرتجه إرتجاجا، إذا أغلقته، فإنا مرتج بكسر التاء، والباب مرتج بفتحها.
(وغلام حين بقل وجهه)(2) بتخفيف القاف، فهو يبقل بقولا: أي حين خرج الشعر ونبت في عارضيه، كنبات البقل في الأرض.
باب المهموز
__________
(1) والعامة تقول: "أرتج" بتشديد الجيم وضم التاء. أدب الكاتب 381، وابن درستويه (192/أ)، والمرزوقي (152/ب)، والزمخشري 379، وتقويم اللسان 73، وتصحيح التصحيف 96، والصحاح (رتج) 1/317. وفي الكامل للمبرد 1/155: "وقول العامة: أرتج عليه، ليس بشيء، إلا أن التوزي حدثني عن أبي عبيدة قال: يقال: أرتج عليه، ومعناه وقع في رجة، أي اختلاط، وهذا معنى بعيد جدا". وقال علي بن حمزة في التنبيهات 107: "وهذا الذي استبعده وأنكره قريب صحيح، وإن عامة منهم أبو عبيدة والتوزي ومن تبعهما لفصحاء خاصة"، وكلا الاستعمالين صحيح في الجمهرة (رتج) 1/385، لأن "أرتج" افتعل من الرجة، و"أرتج" أفعل من رتج الباب، إذ أغلقه. وحكاهما أبو مسحل في نوادره 1/98. وينظر: الغريب المصنف (12/أ)، والاقتضاب 2/187.
(2) والعامة تقول: "بقل" بتشديد القاف. ابن درستويه (192/أ)، والزمخشري 379، وتقويم اللسان 79، وتصحيح التصحيف 163، والصحاح (بقل) 4/1636. وهما لغتان في: الجمهرة 1/371، والمحكم 6/267، والأساس 27، والقاموس 1250 (بقل).(7/19)
(يقال(1): استأصل الله شأفته)(2) مهموز مخفف الفاء: وهذا دعاء على الإنسان بالهلاك(3). والشأفة: قرحة تخرج في أسفل القدم تكوى فتذهب، أي أذهبه الله كما أذهب تلك القرحة بالكي. ويقال منه: شئفت رجله شأفا، على مثال تعب تعبا، إذا خرجت بها الشأفة. ويقال: استأصل الشيء يستأصله استئصالا، فهو مستأصل مهموز، إذا قلعه من أصله وذهب به.
__________
(1) في الفصيح 306، والتلويح 72: "تقول".
(2) والعامة تقول: "شافته" بترك الهمز وتشديد الفاء. إصلاح المنطق 182، وابن درستويه (192/ب)، والزمخشري 381. والشافة بالهمز وغير الهمز في النهاية 2/436، وينظر: الهمز 15.
(3) تهذيب الألفاظ 2/575، وأدب الكاتب 49، والفاخر 115، والزاهر 2/54، والمستقصى 1/156، وغريب الحديث لابن الجوزي 1/513، والصحاح 4/1379، والأساس 227 (شأف).(7/20)
(وأسكت الله نأمته)(1) مهموز مخفف الميم: أي صوته. وقيل: صوته وحركته، وهي فعلة من النئيم، وهو الصوت(2). وقيل: هو الصوت الضعيف(3). وقيل: هو الصوت والحركة، يقال منه: نأم الرجل وغيره بفتح [117/أ] الهمزة، فهو ينئم بكسرها، نئيما، إذا صوت(4). وقيل: إذا صوت مع حركة، فهو نأام، مثل نعام بتشديد العين(5). وقال الشاعر(6):
إذا قلت أنسى ذكرهن يرده
هوى كان منه حادث ومقيم
وورقاء تدعو ساق حر بشجوها
لها عند شدات النهار نئيم
(وربطت لذلك الأمر جأشا: إذا تحزمت له)(7)، أي تشددت وتقويت وتصبرت. والجأش: القلب. وقيل: النفس(8)، فعبر عن التشدد بالتحزم، أي وطنت له قلبي ونفسي، وربطته، ولم أفر(9) عند الفزع.
__________
(1) والعامة تقول: "نامته"بترك الهمزة وتشديد الميم. ابن درستويه (192/ب)، والزمخشري 381، قلت: وليس قول العامة هذا بخطأ، لأن من همز وخفف جعله من النئيم وهو الصوت، ومن سهل وشدد جعله من النميمة، أي ما ينم عليه من حركاته، وهما وجهان في تفسير هذا القول. ينظر: إصلاح المنطق 182، والأمثال لأبي عكرمة 48، وأدب الكاتب 49، والفاخر 257، والزاهر 1/229، ونوادر الهجري 3/1148، والصحاح 5/2038، 2045 (نأم، نمم).
(2) عن الفراء في الزاهر 1/229.
(3) الهمز 4، وإصلاح المنطق 182، وأدب الكاتب 49.
(4) سبق عن الفراء.
(5) الجمهرة 2/1104، وينظر: الجيم 3/267.
(6) البيتان برواية المصنف – بلا نسبة – في الزاهر 1/299، وبخلاف في الرواية وتقديم وتأخير لمحمد بن يزيد الحصني أو الأموي أو ابن مسلمة في: حماسة الخالديين 2/319، والحماسة البصرية 2/150، ونثار الأزهار 119. وساق حر: ذكر القماري.
(7) والعامة تقول: "جاشا" بتسهيل الهمز. إصلاح المنطق 147. قال ابن درستويه (193/ب): "لغة قريش التخفيف، والعامة غير مخطئة في ترك الهمز هاهنا". وينظر: الجمهرة 2/1041، والقاموس 756 (جأش).
(8) الجمهرة (جأش) 2/1041.
(9) ش: "أفزع".(7/21)
(واجعله بأجا واحدا) بسكون الهمزة: أي اجعل البأجات بأجا واحدا، أي نوعا واحدا ولونا واحدا(1)، وهي معربة، وأصلها فارسية(2)، وهي كلمة يؤتى بها في أواخر أسماء الطبيخ، كما يؤتى باللون بالعربية في أوائلها، فيقولون: "سكباج" فـ"سك" بالفارسية اسم الخل. وباج أصله بالفارسية "واه"(3)، فلما عربت نقلت الواو والهاء إلى الباء والجيم، وهمزت العرب ألفها(4)، والعامة على ترك الهمز(5). فمعنى "سكباج": الخلية أو لون الخل، وكذلك ما أشبهه من ألوان الطبيخ، نحو "الزيرباج"(6) و"الدوغباج"(7).
__________
(1) قوله: "أي نوعا... واحدا" ساقط من ش وينظر: الصحاح (بأج) 1/298.
(2) المعرب 73، وشفاء الغليل 134، وقصد السبيل 1/236، والصحاح (بأج) 1/298.
(3) في الصحاح (بأج) 1/298: "وأصله بالفارسية باها".
(4) قال عبد الرحيم: "باها جمع با، ومعناه طعام مطبوخ وها أداة الجمع، هذا بالفارسية الحديثة، و"با" بالفهلوية باك Pak" هذا هو أصل باج، ثم همزت الألف، وقيل بأج " المعرب 194.
(5) إصلاح المنطق 147، وفي التهذيب (باج) 11/222 عن "ثعلب عن ابن الأعرابي: الباج يهمز ولا يهمز" قال ابن ناقيا 2/306: "وترك الهمز "هو الأصل فيها، لأنها كلمة فارسية، والهمز لا يتوسط الكلام الفارسي". ينظر: الصحاح (بأج) 1/298.
(6) الزير: اسم الكمون، وباج: أي لون من الطبيخ. ابن درستويه (193/ب).
(7) قال لي الدكتور ف. عبد الرحيم: "هو بالفارسية دوغ بضمة غير مشبعة، أما الدوغباج فأصله بالفارسية الحديثة دوغبا وبالفهلوية دوغباك، وهو طبيخ يدخل فيه اللبن الحامض". وينظر: اللبأ واللبن 143.(7/22)
(وهو اللبأ)(1) مهموز مقصور مكسور [117/ب] اللام، على فعل، والجميع ألباء، على مثال عنب وأعناب: وهو أول اللبن في النتاج من البقرة والشاة وغيرهما.
(وهي اللبؤة)(2): لأنثى الأسد بفتح اللام وضم الباء والهمز، والجميع اللبؤات.
(وكلب زئني)(3) بهمزة بعد الزاي: (وهو القصير) اليدين والرجلين، الصغير الجسم.
__________
(1) والعامة تقول: "اللبا" بتسهيل الهمزة. تثقيف اللسان 186، وتصحيح التصحيف 451. وذكر ابن درستويه (194/أ)، وابن ناقيا 2/306 أن تسهيل همزته جائز. وينظر: الهمز 24، واللبأ واللبن 142.
(2) والعامة تقول: "اللبوة" بتسكين الباء وترك الهمز. تقويم اللسان 160، وتصحيح التصحيف 451 وهي لغة في إصلاح المنطق 146، والعين 8/341، والمحيط 10/357، والصحاح 1/70 (لبأ).
(3) والعامة تقول: "صيني" بالصاد وترك الهمز، وتذهب إلى أنه يجلب من الصين. ابن درستويه (194/أ). وينظر: تثقيف اللسان 222، وتصحيح التصحيف 353، والصحاح (زأن) 5/2129، وفي الحيوان للجاحظ 2/179: "والكلب الزيني الصيني يسرج على رأسه ساعات كثيرة من الليل فلا يتحرك، وقد كان في بني ضبة كلب زيني صيني... "وذكر أخبارا تدل على شدة ذكائه. وقال في موضع آخر 6/372: "الظربان يكون على خلقة هذا الكلب الصيني". فكلام الجاحظ يدل على أن هذا الصنف من الكلاب مجلوب هذا الكلب من الصين، فإذا كان كذلك فقول العامة "صيني" ليس بخطأ، إن أرادوا نسبته إلى البلد الذي جاء منه. وأنشد المصنف في التلويح 72 شاهدين لهذه الكلمة قال: "أنشد ابن الأعرابي:
كأنهم زئنية جراء
وعظعظ الجبان والزئني
وقال آخر: عظعظ: كع".(7/23)
(وملح ذرآني، وذرآني)(1) بذال معجمة مفتوحة، والراء ساكنة ومحركة، وبعدها همزة ممدودة: وهو الأبيض منه، واشتقاقهما من الذرأة بضم الذال وسكون الراء والهمز، وهي البياض(2).
(وغلام توأم)(3) على وزن تولب: (للذي يولد معه آخر)، وهو أحدهما، (وهما توأمان) للولدين(4). والجمع توأمون، (والأنثى توأمة وتوأمتان)، وللنساء توأمات وتوائم، ولكل شيء سوى الناس توائم بفتح التاء على فعائل، وتؤام بالضم على فعال(5). ومنه قول الراجز(6):
قالت لنا ودمعها تؤام
على الذين ارتحلوا السلام
__________
(1) والعامة تقول: "ملح أندراني". إصلاح المنطق 172، وأدب الكاتب 385، وابن درستويه (194/أ)، وتقويم اللسان 108، وفي تصحيح التصحيف 132، والصحاح (ذرأ) "أندراني" بالذال المعجمة. وفي تثقيف اللسان 66: "درآني" بالدال المهملة.
(2) المقاييس (ذرأ) 2/352 وبعده في ش: "ويقال: ذرأ الرجل: إذا شاب في مقدم رأسه، وأنشد:
رأين شيخا ذرئت مجاليه
يقلي الغواني والغواني تقليه
وهذا الرجز لأبي محمد الفقعسي في التنبيه والإيضاح 1/16، والتكملة 1/21، 22، واللسان 1/80 (ذرأ).
(3) والعامة تقول: "توم" بزنة زوج، ويجعلونه اسم الولدين معا. ابن درستويه (194/ب). وينظر: إصلاح المنطق 312، وتقويم اللسان 86، وتصحيح التصحيف 79.
(4) وفي العين (وام) 8/424: "والتوأم: ولدان معا، لا يقال: هما توأمان، ولكن يقال: هذا توأم هذه، وهذه توأمته، فإذا جمعا فهما توأم". وينظر رد الأزهري على هذا القول في التهذيب (وأم) 15/60.
(5) وهو جمع نادر، ينظر: إصلاح المنطق 312، وأدب الكاتب 548، والصحاح (عرق) 4/1523.
(6) الرجز لكدير أو حدير عبد بني قميئة من بني قيس بن ثعلبة في: شرح أبيات إصلاح المنطق 312، والشوف المعلم 1/130، والتهذيب 14/337، والصحاح 5/1876 (تأم).(7/24)
(ومريء الجزور) والشاة والإنسان بفتح الميم والمد، على فعيل، بوزن جريح، وهو (مهموز، وغير الفراء لا يهمز)(1): لمدخل [118/أ] الطعام والشراب، وهو الأحمر المتصل بالحلقوم الذي يجري فيه طعام الإنسان وعلف الدابة وشرابهما حتى يستقر في الجوف، وهو فم المعدة(2)، وبابها من الإنسان. وثلاثة امرئة، وهي المرؤ بضم الميم والراء، على فعل للكثير، مثل كثيب وكثب.
(ورؤبة بن العجاج مهموز)(3): وهما راجزان معروفان.
__________
(1) المريء مهموز في العين 8/299ن وغير مهموز في الجمهرة 2/1069، ويهمز ولا يهمز في التهذيب 15/284، والمصباح 217 (مرأ، مري)، وترك الهمز لحن في إصلاح المنطق 151. قال ابن درستويه (195/أ): "وفيه لغتان، فمن همز فاشتقاقها من المروءة ونحوها، ومن لم يهمز أخذه من المري، وهو المسح بالكف، يقال: مريت ضرع الشاة، وذلك عند الحلب". ينظر: تقويم اللسان 164، وتصحيح التصحيف 476.
(2) خلق الإنسان للأصمعي 197، وللإسكافي 273ن وللحسن بن أحمد 279.
(3) والعامة تقول: "روبة" بلا همز. إصلاح المنطق 145، وأدب الكاتب 428، وترك الهمز جائز في: أدب الكاتب أيضا 81، والاشتقاق 260، والزاهر 2/126، وابن درستويه (195/أ) والاقتضاب 2/239، 240، والمحيط (رأب) 10/266.
ورؤبة بن العجاج بن رؤبة بن لبيد بن صخر التميمي السعدي، راجز مشهور، أكثر اللغويون من الاحتجاج بشعره وهو من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، عده ابن سلام في الطبقة التاسعة من فحول شعراء الإسلام، وكلهم رجاز، توفي بالبادية سنة 145هـ.
كنى الشعراء 2/292، وطبقات فحول الشعراء 2/738، 761، والشعر والشعراء 2/495، والأغاني 20/345.(7/25)
(والسموأل مهموز: اسم رجل)(1)، وهو ابن حيا بن عادياء [الغساني](2). وقيل: ابن غريض بن عادياء(3)، وكان يهوديا في الجاهلية، ولم يدرك الإسلام، وكان من أوفى أهل زمانه حتى ضربت به العرب المثل في الوفاء(4) فقالت: "هو أوفى من السموأل"(5)، وله حديث(6). وقال الأعشى(7):
كن كالسموأل إذ طاف الهمام به
في جحفل كسواد الليل جرار
__________
(1) والعامة تقول: "السمول" بتشديد الواو وترك الهمز. إصلاح المنطق 145، وأدب الكاتب 427، وابن درستويه (195/أ) وهما لغتان في اللسان (سمأل) 11/347.
(2) ما بين المعكوفين استدركه المصنف في الحاشية. وينظر: جمهرة النسب لابن الكلبي 616، والمحبر 349، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 272. وفي النسب لأبي عبيد 269: "السموأل بن عاديا بن حيا".
(3) الأغاني 22/117، واللآلئ 1/595 وفيه: "من ولد الكاهن بن هارون بن عمران"، وفي الاشتقاق 436: "والسموأل عبراني، وهو أشمويل، فأعربته العرب، وكذلك حيا وعاديا". وينظر: الجمهرة 3/1326، والمعرب 379 (عبد الرحيم).
(4) قال محمود شاكر: "خالف السموأل غدر أهل دينه، ووفى بعربيته!". طبقات فحول الشعراء 1/279 (الحاشية).
(5) الدرة الفاخرة 2/415، وجمهرة الأمثال 2/271، ومجمع الأمثال 3/446، والمستقصى 1/435.
(6) خلاصته أن امرأ القيس أودعه دروعا وسيوفا، وخرج إلى قيصر ملك الروم، فلما مات امرأ القيس، غزاه ملك من ملوك الشام، فتحرز منه السموأل، فأخذ ابنا له كان خارجا من الحصن، وقال: إن سلمت إلي الدروع والسيوف، وإلا ذبحت ابنك، فأبى دفعها إليه، فذبح ابنه وانصرف خائبا، ودفع الدروع بعد ذلك إلى ورثة امرئ القيس. ينظر: مصادر المثل السابقة، وطبقات فحول الشعراء 1/279، والشعر والشعراء 1/61، والأغاني 22/119، والكامل لابن الأثير 1/309، ومعجم البلدان 1/75.
(7) ديوانه 229، والجحفل: الجيش الكثير، فيه خيل، اللسان (جحفل) 11/102.(7/26)
(والصؤاب في الرأس مهموز)(1) مضموم الأول، على مثال غراب: وهو بيض القمل. والواحدة صؤابة، والصئبان مهموز أيضا(2)، على مثال غربان، جمع أيضا، مثل الصؤاب(3). وقيل: بل هو جمع صؤاب، وصؤاب جمع صؤابة(4).
(ومهنأ)(5) بالقصر والهمز: (اسم رجل)، على مثال محمد.
(ورئاب مهموز)(6)، على مثال كتاب: (اسم رجل) [118/ب].
__________
(1) والعامة لا تهمز. إصلاح المنطق 148، وابن درستويه (195/ب)، وحياة الحيوان 1/608.
(2) والعامة لا تهمز. إصلاح المنطق 148، وابن درستويه (195/ب)، وحياة الحيوان 1/608.
(3) أدب الكاتب 198، والصحاح (صأب) 1/160.
(4) لحن العامة 46، وتثقيف اللسان 234، وتصحيح التصحيف 352.
(5) والعامة تقول: "مهنى" بغير همز. أدب الكاتب 427، قال ابن درستويه (105/ب): "وإبدال الألف من هذه الهمزة للتخفيف جائز، وليس بخطأ، والهمز أجوده"، ينظر: الصحاح (هنأ) 1/84.
(6) والعامة لا تهمز. إصلاح المنطق 145، وأدب الكاتب 427، والزمخشري 386. وينظر: الصحاح (رأب) 1/130. وهذه المادة قبل "مهنأ والصؤاب". في الفصيح 307، والتلويح 73.(7/27)
(وهي كلاب الحوأب)(1) مفتوح الحاء، مسكن الواو، على مثال كوثر: وهو ماء من مياه العرب، على طريق البصرة(2)، وكان كثير الكلاب. (وأنشد(3):
ما هي إلا شربة بالحوأب
فصعدي من بعدها أو صوبي)
صعدي: أي اصعدي صعودا، وصوبي: أي انحدري. يخاطب ناقته، يقول لها: لا تشربين الماء في طريقك إلا شربة من هذا الماء.
(وجئت جيئة مهموز)(4): وهي(5) مصدر، أي جئت مرة واحدة من المجيء، وهو الإتيان، وهو ضد المرور والذهاب.
(والجية) بكسر الجيم وتشديد الياء(6)، (غير مهموز(7): الماء المستنقع في الموضع).
__________
(1) والعامة تقول: "الحوب" بضم الحاء وإبدال الواو من الهمزة مشددة. إصلاح المنطق 146، وأدب الكاتب 430، وابن درستويه (196/أ). وفي معجم ما استعجم 1/472 عن ابن الأنباري: "وتخفف الهمزة، فيقال: حوب".
(2) معجم ما استعجم 1/472، والأمكنة والمياه (10/ب)، ومعجم اللبلدان 2/314، والروض المعطار 206. وفي المجموع المغيث 1/519: "وهذا الماء لبني كلاب، سمي بحوأب بنت كلب بن وبرة" ذكر هذا في شرح الحديث: "أيتكن تنبحها كلاب الحوأب" وقد نزلت بهذا المكان عائشة رضي الله عنها. وينظر: الفائق 1/408، والنهاية 1/456.
(3) هو دكين بن سعيد، كما ذكر المصنف في التلويح 73، ومن غير نسبة في: إصلاح المنطق 146، وشرح أبياته 316، ومعجم ما استعجم 1/472، والأمالي لابن الشجري 2/214، ومعجم البلدان 2/314، والمشوف المعلم 1/226، والتهذيب 5/270، واللسان 1/289 (حأب).
(4) والعامة تقول: "جية" بياء مشددة. ابن درستويه (196/أ). وحكى سيبويه حذف الهمزة في الفعل فقال: "وبعض هؤلاء يقولون: يريد أن يجيك ويسوك، وهو يجيك ويسوك بحذف الهمزة". الكتاب 3/556، وينظر: الهمز 18، والمحكم (جيأ) 7/397.
(5) ش: "وهو".
(6) يشدد ولا يشدد عن ثعلب أيضا في الصحاح (جيأ) 6/2307.
(7) الجمهرة 1/231، والصحاح 6/2307، وبالهمز في المحيط 7/212، ويهمز ولا يهمز في التهذيب 11/233 (جيأ، جيا).(7/28)
(والسؤر مهموز: ما يبقى من الشراب وغيره في الإناء)(1). وجمعه أسآر.
(وسور المدينة غير مهموز): حائطها المطيف بها. وجمعه أسوار وسيران، مثل أحوات وحيتان.
وذكر ثعلب – رحمه الله – الجية والسور في هذا الباب، وإن كانا غير مهموزين، لمشابهتهما لما قبلهما في الحروف، وليبين معنى المهموز منهما من غير المهموز.
(وهو الأرقان واليرقان)(2) بالهمز والياء: بمعنى واحد، وهو آفة تصيب الزرع يصفر منه(3)، وهو أيضا داء يصيب الإنسان في كبده فيصفر [119/أ] منه بدنه وحدقتاه. ويقال منه: قد أرق الإنسان والزرع، ويرق أيضا بالياء، على ما لم يسم فاعله فيهما، فهو مأروق وميروق.
(والأرندج واليرندج)(4)بالهمز والياء أيضا: بمعنى واحد، وهو جلد أسود. قال أبو عبيد: أصله بالفارسية: "رندة"(5)، وأنشد للأعشى(6)
__________
(1) والعامة لا تهمزه. إصلاح المنطق 147، والهمز أفصح وتركه ليس خطأ عند ابن درستويه (196/أ). وينظر: الهمز 14، والمعجم في بقية الأشياء 96.
(2) والعامة لا تعرف الهمز فيه، ولا تقوله إلا بالياء. ابن درستويه (196/ب) وهما لغتان في: إصلاح المنطق 160، وأدب الكاتب 569، والإبدال لأبي الطيب 2/572، والتهذيب 9/292، والمحيط 6/18، والصحاح 4/1444، واليرقان أفصح في العين 5/210 (أرق).
(3) في المحكم (يرق) 6/310: "واليرقان: دود يكون في الزرع، ثم ينسلخ فيصير فراشا". وينظر: معجم الألفاظ الزراعية 162.
(4) والعامة تقول: "الرندج". إصلاح المنطق 306، وابن درستويه (197/أ)، والزمخشري 387، والصحاح (ردج) 1/318، وفي المحيط (ردج) 7/40: "الردج:... أديم أسود، وجمعه أرداج، وهو نحو الأرندج". وينظر: إصلاح المنطق 160، وأدب الكاتب 570.
(5) الغريب المصنف (216/أ) والقول منسوب إليه في المخصص 4/130، والتهذيب 11/250. وينظر: أدب الكاتب 501، والمعرب 108 (عبد الرحيم)، ومعجم الألفاظ المعربة 71، 160.
(6) ديوانه 345، وصدره:
عليه ديابوذ تسربل تحته
والديابوذ: نوع من الثياب، وتسربل: لبس، والعظلم: نوع من الشجر يستخرج منه صبغ أسود يخضب به الشعر. عن شرحه بالديوان. وأنشد المصنف في التلويح:
وصارت وجوه القوم من خشية الردى كأن عليها من جلود اليرندج(7/29)
:
أرندج إسكاف يخالط عظلما
والجمع أرادج ويرادج.
باب ما يقال للأنثى بغير هاء
(تقول: امرأة طالق وحائض وطاهر وطامث، بغير هاء)(1) فيها، وإنما أسقطوها منها، لأنها نعوت تخص المؤنث، ولا حظ للمذكر فيها، فلم يحتاجوا إلى الهاء، لأن الهاء إنما تدخل فيما يشترك فيه المذكر والمؤنث، مثل قائم وقائمة، ليفرق بينهما بها، فلما لم يكن في هذه النعوت للمذكر حظ لم يحتاجوا إلى الفرق. وهذا هو قول النحويين الكوفيين(2)، قالوا: ومن شاء أدخل الهاء فيها، لأنه تأنيث صحيح(3). وقال البصريون: إنما أسقطوا الهاء من هذه النعوت، وجاءوا بها على لفظ المذكر، لأنهم أجروها مجرى النسب، كأنهم قالوا: امرأة [119/ب] ذات طلاق، وذات حيض، وذات طهر، وذات طمث، ولم يجعلوها جارية على الفعل بمعنى طلقت فهي طالقة، وحاضت فهي حائضة، وطهرت فهي طاهرة، وطمثت فهي طامثة(4)، فإن جعلوها جارية على أفعالها أثبتوا فيها الهاء علامة للتأنيث، فقالوا: طلقت فهي طالقة، وحاضت فهي حائضة، وطهرت فهي طاهرة، وطمثت فهي طامثة(5)، فأثبتوا الهاء في هذه النعوت علامة للتأنيث، كما أنثوا أفعالها للفرق بين النسب وبين ما جرى على فعله. وهذا هو مذهب الخليل(6)
__________
(1) ما تلحن فيه العامة 125، وأدب الكاتب 295، والجمهرة 3/1268.
(2) المذكر والمؤنث للفراء 52ن 57ن 104، ولابن الأنباري 1/173.
(3) المذكر والمؤنث للفراء 52ن 57ن 104، ولابن الأنباري 1/173.
(4) قوله: "وطمثت فهي طامثة" ساقط في الموضعين من ش.
(5) قوله: "وطمثت فهي طامثة" ساقط في الموضعين من ش.
(6) الكتاب 3/383، وذهب المبرد في المقتضب 3/164 مذهب الخليل ورد على الكوفيين بقوله: "فأما قول بعض النحويين: إنما تنزع الهاء من كل مؤنث لا يكون له مذكر، فيحتاج إلى الفصل، فليس بشيء، لأنك تقول: رجل عاقر، وامرأة عاقر، وناقة ضامر، وبكر ضامر" ودافع عن مذهب الكوفيين أبو بكر الأنباري في المذكر والمؤنث 1/173-203.
وتنظر هذه المسألة في: الأصول 3/84، والتبصرة 1/626-629، والإنصاف في مسائل الخلاف 2/758، والمفصل 240، وشرحه لابن يعيش 5/100، وشرح الكافية للرضي 3/330، والمخصص 16/120، والصحاح (حمل) 4/1677.(7/30)
، وأما سيبويه فإن مذهبه في هذه النعوت التي أسقطت منها علامة التأنيث وجعلت بلفظ المذكر، أنها جاءت أوصافا لمذكر، وأن المراد بها شيء طالق، وشيء حائض، وطاهر، وطامث، وكذلك أشباهها(1).
وأما معنى قولهم: امرأة طالق: فإنها المخلاة من عقد نكاح الزوج.
وأما حائض وطامث: فهما بمعنى واحد(2)، للتي اجتمع دمها، ثم جعل يخرج منه شيء بعد شيء.
وأما امرأة طاهر: فهي التي انقطع عنها ذلك الدم.
__________
(1) الكتاب 3/383، وذهب المبرد في المقتضب 3/164 مذهب الخليل ورد على الكوفيين بقوله: "فأما قول بعض النحويين: إنما تنزع الهاء من كل مؤنث لا يكون له مذكر، فيحتاج إلى الفصل، فليس بشيء، لأنك تقول: رجل عاقر، وامرأة عاقر، وناقة ضامر، وبكر ضامر" ودافع عن مذهب الكوفيين أبو بكر الأنباري في المذكر والمؤنث 1/173-203.
وتنظر هذه المسألة في: الأصول 3/84، والتبصرة 1/626-629، والإنصاف في مسائل الخلاف 2/758، والمفصل 240، وشرحه لابن يعيش 5/100، وشرح الكافية للرضي 3/330، والمخصص 16/120، والصحاح (حمل) 4/1677.
(2) ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه 37، وخلق الإنسان لثابت 32.(7/31)
(وكذلك امرأة قتيل)(1) بغير هاء أيضا: بمعنى مقتولة، لأنك ذكرت امرأة قبل هذا النعت [120/أ] فاستغنيت بذكرها عن إتيان الهاء في نعتها، وكذلك جميع ما يأتي من النعوت، فإنها تجري في حذف الهاء هذا المجرى، نحو: (كف خضيب، وعين كحيل، ولحية دهين)(2)، وإنما لم يثبتوا الهاء في هذا، لأنه معدول عن جهته، لأنهم عدلوا من مفعول إلى فعيل، لأن المعنى فيها: كف مخضوبة بالحناء، وعين مكحولة بالكحل، ولحية مدهونة بالدهن(3)، فلما عدلوا عن مفعول إلى فعيل حذفوا منه الهاء ليفرقوا بينه وبين ما لم يكن بمعنى مفعول، كقولهم: امرأة كريمة وجميلة وصغيرة وكبيرة وظريفة وأشباهها، فلا يجوز في مثل هذا مفعولة، لا يقال: مكروهة ولا مجمولة. وإذا(4) أفردت النعت من النعوت جئت بالهاء فقلت: (رأيت قتيلة، ولم تذكر امرأة، وأدخلت فيه الهاء) لتفرق بها بينها وبين المذكر، وكذلك إذا أضفت، فتقول: قتيلة بني فلان.
__________
(1) ما تلحن فيه العامة 122، والمذكر والمؤنث للفراء 54، ولابن الأنباري 2/32، ولابن فارس 51ن ولابن التستري 53، وإصلاح المنطق 343، وأدب الكاتب 291، والمفصل 240، وشرحه لابن يعيش 5/102،وشرح الكافية الشافية 4/1740، والصحاح (قتل) 5/1798.
(2) ما تلحن فيه العامة 122، والمذكر والمؤنث للفراء 54، ولابن الأنباري 2/32، ولابن فارس 51ن ولابن التستري 53، وإصلاح المنطق 343، وأدب الكاتب 291، والمفصل 240، وشرحه لابن يعيش 5/102،وشرح الكافية الشافية 4/1740، والصحاح (قتل) 5/1798.
(3) قوله: "ولحية مدهونة بالدهن" ساقط من ش.
(4) ش: "فإذا".(7/32)
(وكذلك امرأة صبور وشكور ونحو ذلك)(1) بغير هاء، لأنه عدل عن فاعل إلى فعول، فعدل عن صابر إلى صبور، وعن شاكر إلى شكور، وأرادوا بذلك كثرة الفعل والمبالغة فيه(2)، لأن معنى امرأة صبور [120/ب]: كثيرة الصبر معتادة له، ومعنى امرأة شكور: كثيرة الشكر. والصبور: هي المحتملة للمكروه من غير جزع منه. والشكور: هي التي تثني على الإحسان وتكافئ عليه.(وكذلك امرأة معطار ومذكار ومئناث)(3) بغير هاء فيها، ومفعال من أبنية المبالغة وكثرة الفعل أيضا(4).
فمعنى امرأة معطار: كثيرة استعمال العطر، وهو الطيب. ومذكار: من عادتها أن تلد الذكور كثيرا. ومئناث: من عادتها أن تلد الإناث كثيرا.
__________
(1) المذكر والمؤنث للفراء 56، وإصلاح المنطق 357، وأدب الكاتب 293، والعامة تلحن فتقول: "امرأة صبورة وشكورة" درة الغواص 150، وذيل الفصيح 25، وتصحيح التصحيف 339. وينظر: ما تلحن فيه العامة 123، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 2/72، وشرح المفصل لابن يعيش 5/103، والمحكم (حلب) 3/268.
(2) ينظر: الكتاب 1/110، 3/384، والمفصل 270، وشرحه لابن يعيش 6/69، ودرة الغواص 150، والمزهر 2/243.
(3) ما تلحن فيه العامة 124، والمذكر والمؤنث للفراء 60، ولابن الأنباري 1/113، ولابن التستري 53، والبلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث 84، وأدب الكاتب 293.
(4) ينظر: المصادر السابقة في التعليق رقم 2.(7/33)
وإنما حذفوا الهاء من مفعال، لأنه انعدل من(1) الصفات انعدالا أشد من انعدال صبور وشكور عن جهته، وأيضا لأنه مبني على غير فعل(2)، كما أ، صبورا وشكورا مبنيان على غير فعل، فإن قلت: فإن فعلهما صبر وشكر، قيل لك: إنما ذاك للصابر والشاكر، وليسا لصبور ولا شكور(3).
(وكذلك) امرأة (مرضع ومطفل ونحو ذلك)(4) بغير هاء أيضا، والقول فيه كالقول في امرأة طالق وحائض(5).
فمعنى امرأة مرضع: أي أنها ذات لبن يرتضع. وجمعها: مراضع. ومنه قوله تعالى: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ}(6). قيل: معنى امرأة مرضع: أي أنها [121/أ] أرضعت ولدها، أي سقته لبنها. قال امرؤ القيس(7):
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
فألهيتها عن ذي تمائم محول
__________
(1) ش: "عن".
(2) إلى هنا بخلاف يسير في المذكر والمؤنث للفراء 60، ولابن الأنباري 2/113، وينظر: التهذيب (عزب) 2/148.
(3) ينظر: المذكر والمؤنث للفراء 56، وقوله: "مبنيان على غير فعل" أي ليس لفعول فعل تدخله تاء التأنيث فيبنى عليه، وذلك أن فاعلا مبني على فعل نحو قام فهو قائم، وفعيلا مبني على فعل نحو: ظرف فهو ظريف، وفعلا مبني على فعل نحو: حذر فهو حذر، ومفعلا مبني على أفعل نحو: أحسن فهو محسن، فلما لم يكن لفعول فعل تدخله تاء التأنيث يبنى عليه نحو: قامت، وظرفت، وحذرت، وأحسنت، لزمه التذكير لهذا السبب. وينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري 2/72.
(4) المذكر والمؤنث للفراء 58، ولابن الأنباري 2/103، والبلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث 84، وإصلاح المنطق 341، وأدب الكاتب 293، 294، والمخصص 16/129-132.
(5) أي الخلاف فيه كالخلاف المذكور في طالق وحائض في صدر الباب ص 781، وينظر: معاني القرآن للفراء 2/214، والكتاب 3/284، والعين (رضع) 1/280.
(6) سورة القصص 12، وفي ش: "من قبل".
(7) ديوانه 12.(7/34)
فإن أردت أنها ترضعه في المستقبل، قيل: مرضعة غدا بالهاء. ومنه قوله تعالى: {يَوْمَ [تَرَوْنَهَا] تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ}(1) وجمعها مرضعات.
وامرأة مطفل: إذا كانت ذات طفل، وهي التي معها طفل(2)، وهو ولدها أول ما تضعه، وجمعها مطافل. وقال امرؤ القيس(3):
تصد وتبدي عن أسيل وتتقي
بناظرة من وحش وجرة مطفل
(وامرأة حامل: إذا أردت حبلى)(4)، وجمعها حوامل، أي هي ذات حمل، وحملها هو الولد الذي في بطنها. (فإن أردت أنها تحمل شيئا ظاهرا، قلت: حاملة)(5) بالهاء، والقول هاهنا كالقول في طالق وحائض في قول الكوفيين والبصريين(6).
(وكذلك امرأة خود وضناك، وناقة سرح، ونحو ذلك)(7) بغير هاء، والقول فيها كالقول في طالق وحائض في قول الكوفيين والبصريين(8).
والخود: المرأة الشابة الناعمة البدن(9). وجمعها خود بضم الخاء(10)، مثل فرس ورد بفتح الواو، وجمعه ورد بضمها [121/ب].
__________
(1) سورة الحج 2، وما بين المعكوفين ساقط من الأصل، ش. وينظر: إصلاح المنطق 341، وأدب الكاتب 294، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 2/107، والتبصرة 2/627، والمخصص 16/130.
(2) كذا، وقوله: "وهي التي معها طفل" ساقط من ش.
(3) ديوانه 16.
(4) إصلاح المنطق 341، 342، وأدب الكاتب 295، والتهذيب 5/94، والصحاح 4/1676 (حمل).
(5) إصلاح المنطق 341، 342، وأدب الكاتب 295، والتهذيب 5/94، والصحاح 4/1676 (حمل).
(6) ينظر: ص 781 من هذا الباب.
(7) المذكر والمؤنث للفراء 96، ولابن التستري 53، والبلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث 83، والمخصص 16/152، 161، 163.
(8) ينظر: ص 781 من هذا الباب.
(9) والمرأة الحيية، الجمهرة 2/1053.
(10) وخودات أيضا. العين 4/294، والمحكم 5/174 (خود).(7/35)
وامرأة ضناك بكسر الضاد(1): أي مكتنزة اللحم. وقيل: هي الضخمة(2). وجمعها ضنك بضم الضاد والنون، مثل كتاب وكتب.
وناقة سرح بضم السين والراء: أي سريعة في سيرها، ولم يسمع لها بجمع، وقياسه أسراح، مثل عنق أعناق وطنب وأطناب.
(وتقول: ملحفة جديد وخلق، وعجوز، وأتان، وثلاث آتن) بالمد، على أفعل، والكثيرة أتن، على فعل بضم الألف والتاء.
وأما الملحفة: فقد تقدم تفسيرها في باب المكسور أوله(3).
__________
(1) وبالفتح في الصحاح (ضنك) 4/1598، ونقل محققه في الحاشية عن أبي سهل الهروي من حواشيه على الصحاح قوله: "الذي أحفظه الضناك بالكسر: المرأة المكتنزة" وينظر: اللسان 10/462، والتاج 7/158 (صنك).
(2) الجبان 279، قال: "وهي مشتقة من الضنك، وهو الضيق، كأن جلدها، لسمنها يضيق عنها وعن لحمها وشحمها"، وينظر: المقاييس (ضنك) 3/374.
(3) ص 651.(7/36)
وأما قوله: (جديد وخلق) فإن الجديد ضد الخلق، والخلق: البالية التي قد لانت وأملست من طول ما مر عليها من الزمان. والجديد: هي التي فرغ النساج من نسجها، وقطعها من عن المنوال، وهي فعيل في تأويل مفعولة بمعنى مجدودة، وهي المقطوعة. وهذا قول الكوفيين(1)، وقال البصريون(2): إنما حذفوا الهاء من ملحفة جديد وخلق على غير القياس، وليس جديد من المعدول عن مفعول، لأنه لا يجوز فيهما مفعول، وكان القياس أن تثبت فيهما الهاء(3)، كما تثبت في صغيرة وكبيرة ومريضة، ولكنهما جاءا شاذين، ولا يقال في شيء من الأشياء: جديدة [122/أ] ولا خلقة، وإنما هو جديد وخلق بغير هاء، للمؤنث والمذكر(4). ومنه قول الشاعر(5):
كفى حزنا إني تطاللت كي أرى
ذرى قلتي دمخ فما تريان
كأنهما والآل يجري عليهما
من البعد عينا برقع خلقان
__________
(1) ما تلحن فيه العامة 123، وإصلاح المنطق 343 وفيه: "ولا تقل: جديدة ولا خلقة"، وأدب الكاتب 292، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 2/38، 39، وفيه عن الفراء: "وبعض قيس يقولون: خلقة وجديدة، قال: ولست أشتهيها". وينظر: المذكر والمؤنث للفراء 54، والصحاح (جدد) 2/454.
(2) ينظر قولهم وقول الكوفيين أيضا في: النكت في تفسير كتاب سيبويه 2/1035، وشرح المفصل لابن يعيش 5/102، وشرح الكافية للرضي 3/333، والمخصص 16/156. وينظر: الكتاب 6/638، 648، والعين (جدد) 6/8.
(3) لأنها بمعنى فاعلة، وفعلها جدت من جد الشيء يجد إذا صار جديدا، وهو ضد الخلق. شرح ابن يعيش 5/102.
(4) وحكى سيبويه في الكتاب 1/60 عن بعضهم: "هذه ملحفة جديدة" وينظر التعليق رقم 3 في الصفحة السابقة.
(5) هو طهمان بن عمرو الكلابي، والبيتان في ديوانه 60، وأنشدهما ياقوت في معجم البلدان 2/462 في رسم "دمخ" وقال: هو "اسم جبل كان لأهل الرس مصعده في السماء ميل، وقيل: جبل لبني نفيل بن عمرو بن كلاب، فيه أوشال كثيرة". وتطاللت: تطاولت. والقلة: قمة الجبل، والآل: السراب.(7/37)
فقال خلقان، ولم يقل خلقتان، والعينان أنثيان(1).
وجمع الجديد جدد بضم الجيم والدال، مثل سرير وسرر، وجمع الخلق أخلاق.
والعجوز: معروفة المعنى، وهي أنثى الشيخ من غير لفظه، والعجوز: المرأة الكبيرة السن. وقيل: تسمى عجوزا إذا زادت على الأربعين سنة(2). وجاءت بغير هاء لاختصاص الاسم بالمؤنث(3). ومنه قول الراجز(4):
تنح للعجوز عن طريقها
دعها فما النحوي من صديقها
وجمعها عجائز وعجز(5) بضم العين والجيم.
والأتان: أنثى العير، وهو الحمار، وحذفت الهاء من الأتان لاختصاص هذا الاسم بالتأنيث أيضا(6). وثلاث آتن على وزن أفعل، لأنه جمع قليل، والكثيرة الأتن(7) بضم الهمزة والتاء.
__________
(1) ينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري 2/39.
(2) الجبان 280. وينظر: خلق الإنسان لثابت 31، وفقه اللغة 94، والمخصص 1/50، وفي التهذيب (عجز) 1/341 عن ابن الأعرابي: "ويقال للرجل: عجوز".
(3) والعامة تقول: "عجوزة" بالهاء. إصلاح المنطق 297، وتثقيف اللسان 117، وتقويم اللسان 139، وهي لغة سمعها يونس من العرب وحكاها عنه الفراء في المذكر والمؤنث 78. وينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/110، 111، والخصائص 3/104، والتهذيب 1/342، والمحيط 1/241، والمحكم 1/180 (عجز).
(4) هو رؤبة، والرجز في ملحق ديوانه 181، وطبقات فحول الشعراء 2/765، والأغاني 20/352، والجمهرة 2/656، واللسان 2/438، 10/194، 14/23(ذبح، صدق، أخا) ويلي الأول في الديوان:
قد أقبلت رائحة من سوقها
(5) الكتاب 3/637.
(6) المذكر والمؤنث للفراء 78، ولابن الأنباري 1/110، ولابن التستري 49، 53 والعامة تقول: "أتانة" بالهاء. المذكر والمؤنث لأبي حاتم 104، وإصلاح المنطق 297، والصحاح (أتن) 5/2067.
(7) وأتن أيضا بضم الهمزة وتسكين التاء. الصحاح (أتن) 5/2067.(7/38)
(وتقول: هي رخل)(1) بفتح الراء وكس الخاء: (للأنثى من أولاد الضأن)، والذكر حمل، وجمعها رخال [122/ب] ورخال(2) بكسر الراء وضمها وحذفت الهاء، من رخل لاختصاصها بالتأنيث أيضا، استغناء(3) عنها.
(وهذه فرس)(4) للأنثى من الخيل، فإذا صغرتها قلت: فريسة بالهاء، وتقول للمذكر: هذا فرس(5)، فإذا صغرته قلت: فريس بغير هاء، والجمع منهما أفراس، ولا يقال: فرسان(6)، إنما الفرسان جمع فارس، كراكب وركبان.
(فهكذا(7) جميع ما كان للإناث خاصة، فلا تدخلن فيه الهاء، وهو كثير فقس عليه إن شاء الله). وهذا قول الكوفيين، وقد تقدم ذكره في صدر هذا الباب(8).
__________
(1) المذكر والمؤنث للفراء 78، ولأبي حاتم 103، ولابن الأنباري 1/110، ولابن التستري 49، 53، والعامة تقول: "رخلة" بالهاء. درة الغواص 130، وتثقيف اللسان 119. وفي الجمهرة (رخل) 1/591: "رخل رخلة ورخلة ورخل كلها لغات، والأخيرة ليست بالعالية. وينظر: المحكم (رخل) 3/103.
(2) وأرخل ورخلان أيضا. المحكم (رخل) 5/103، ورخال بالضم جمع نادر. إصلاح المنطق 312، وليس في كلام العرب 151، والصحاح (عرق) 4/1523.
(3) ش: "فاستغني".
(4) والعامة تقول: "فرسة" بالهاء. الصحاح (فرس) 3/957. وهي لغة حكاها الفراء عن يونس في المذكروالمؤنث 78 قال: "وذلك منهم إرادة تأكيد المؤنث، وإذهاب الشك عن سامعه".وينظر: إصلاح المنطق 343، وأدب الكاتب 289، والمذكر والمؤنث للمبرد 96، ولابن الأنباري 1/111، 133، ولابن التستري 96، ولابن جني 85، والخصائص 3/104.
(5) وفي المذكر والمؤنث لابن فارس 53: "فرس للذكر وحجر للأنثى".
(6) والعامة تقوله، وهو خطأ. الجمهرة (فرس) 2/717.
(7) ش: "وهكذا".
(8) ص 781.(7/39)
باب المضموم أوله
قال أبو سهل: ذكر أبو العباس ثعلب – رحمه الله – في هذا [97/ب] الباب أحد عشر فصلا خارجة عن ترجمته، والعامة لا تغلط في الحرف الأول منها، لأنها تضم أوائلها كلها، كما تتكلم بها العرب، وإنما تغلط في الحرف الثاني منها.
فمنها ثلاثة فصول تضم العرب الحرف الثاني منها، والعامة تخالفها في ذلك، وهي الجدد، والجبن، والعنق.
ومنها ثلاثة فصول أيضا تفتح العرب الحرف الثاني منها، والعامة مخالفها، وهي التخمة، والتؤدة، واللقطة.
ومنها ثلاثة فصول – وفي بعض النسخ خمسة فصول – تفتح العرب الحرف الثاني منها أيضا، فيكون ذلك علامة للفاعل، فإذا سكنته جعلت تسكينه علامة للمفعول، والعامة لا تفرق بينها(1)، وهي رجل لعنة، وضحكة، وهزأة،وسخرة، وخدعة. وأنا أذكر تفسير جميعها في مواضعها من الباب إن شاء الله.
(تقول: لمن اللعبة)(2) بضم اللام وسكون العين: إذا سألت عن الشيء الذي يلعب به كالشطرنج والنرد(3) وأشباههما، وعن كل شيء ملعوب به مما تلعب به الجواري من العاج والعظام والخشب وغير ذلك مما يجسد، فكل شيء من ذلك لعبة بالضم. وهي فعلة بمعنى مفعول، كالغرفة بمعنى المغروف. وجمعها لعب بفتح العين. [98/أ] وإذا سألت عن الذي يبتدئ باللعب بالشطرنج أو غيره، أو عمن وجب له اللعب، أو عن الذي لعب مرة واحدة، فتحت اللام لا غير، فقلت: لمن اللعبة، وهي اسم المرة الواحدة، وهي لعبة لك ولعبة لملاعبك بالفتح(4).
__________
(1) ش: "بينهما".
(2) والعامة تقول: "لمن اللعبة" بالكسر. إصلاح المنطق 166، وأدب الكاتب 395، وابن درستويه (165/أ) وينظر: التهذيب 2/410، والصحاح 1/219 (لعب).
(3) النرد: لعبة ذات صندوق وحجارة وفصين، تعتمد على الحظ، وتنقل فيها الحجارة على حسب ما يأتي به الفص، وتعرف عند العامة في مصر بالطاولة، فارسي معرب. ينظر: اللسان 3/421، والمعجم الوسيط 2/912 (نرد).
(4) في ابن درستويه (165/أ): "وهي لعبة لك، وملعبة لملاعبك".(8/1)
(وهي القلفة والجلدة)(1): وهما بمعنى واحد، وهما ما يقطعه الخاتن من زب الغلام. وجمعها قلف وجلد، مثل غرفة وغرف، وإن جمعتهما جمع السلامة قلت: قلفات وجلدات بضم اللام، مثل ظلمات وغرفات، وإن شئت فتحتها، وإن شئت أسكنتها.
(وتقول: اللهم ارفع عنا هذه الضغطة)(2): للشدة والقحط والمشقة والضيقة والجور وأشباهها. وجمعها ضغط بضم الضاد وفتح العين، مثل غرف.
(وأنا على طمأنينة)(3) بهمزة ونونين بينهما ياء: أي سكون وهدوء للأمن أو العافية. وهو مصدر بمعنى الاطمئنان، تقول: اطمأن يطمئن اطمئنانا وطمأنينة، فهو مطمئن. وقال الله عز وجل: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ}(4) أي أمنتم وهدأتم لزوال الخوف.
(وأجد قشعريرة)(5) بضم القاف وفتح الشين وسكون العين: وهي تجمع يجده الإنسان في جلده [98/ب]، وتغير من قيام شعره، ونفضة تلحقه من فزع أو برد. وهي مصدر أيضا(6) بمعنى الاقشعرار، يقال: اقشعر يقشعر اقشعرارا وقشعريرة، فهو مقشعر.
__________
(1) والعامة تقول: "القلفة" بالفتح، والجلدة بالكسر. ابن درستويه (165/أ). وفي خلق الإنسان للأصمعي 222: "القلفة" بفتح القاف و اللام، وفي الجمهرة (قلف) 2/965: "القلفة" بفتح القاف وسكون اللام. وينظر: خلق الإنسان لثابت 279، والمحكم (قلف) 6/254.
(2) العين 4/363، والصحاح 3/1140، والمقاييس 3/365 (ضغط).
(3) الجمهرة 2/1089، والصحاح 6/2158 (طمن).
(4) سورة النساء 103، وينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 135، والمفردات 524.
(5) العين 2/287، والصحاح 2/792، والمحكم /284 (قشعر).
(6) الطمأنينة والقشعريرة اسمان وليس بمصدرين، وضعا موضع الاطمئنان والإقشعرار، وهما المصدران كما ذكر المصنف في تصريفهما.(8/2)
(وعود أسر) بضم الهمزة وسكون السين: وهو الذي يوضع على بطن المأسور، والمأسور هاهنا: هو الذي قد احتبس بوله من الناس والدواب، فلم يخرج. (والأسر) بضم الهمزة وسكون السين: (احتباس البول)(1).
(والحصر) مثله في الوزن: (احتباس البطن)(2)، أي الغائط. ويقال منهما: قد أسر الرجل فهو مأسور، وحصر فهو محصور. والعامة تقول: "عود يسر" بالياء(3)، وإن كان له وجه من الاشتقاق، فهو مخالف لما ورد به السماع عن العرب. ورأيت في نسخ منها نسخة أبي سعيد السيرافي "عود أسر" مشكولة السين بعلامة الضمة، وهو غلط، والصواب تسكينها.
(واجعله منك على ذكر)(4) بسكون الكاف: أي حفظ وتذكر، أي لا تنسه.
__________
(1) أدب الكاتب 172، والفرق لثابت 38.
(2) أدب الكاتب 172، والفرق لثابت 38.
(3) إصلاح المنطق 147، وأدب الكاتب 370، وابن درستويه (166/أ)، والتهذيب 13/62، والجمهرة 2/725، والصحاح 2/578، والأساس 6 (يسر). وحكى الأزهري في التهذيب 13/61 عن ابن الأعرابي: "هذا عود أسر ويسر" وينظر: الفرق لثابت 38، والقاموس (أسر) 437.
(4) والعامة تقول: "على ذكر" بكسر الذال، وهما لغتان عند أبي عبيدة، والضم أعلى عند ابن دريد. وخص الخليل والفراء الذكر بالكسر لما ذكرته بلسانك، والذكر بالضم للشيء المحفوظ بالقلب. إصلاح المنطق 168، وأدب الكاتب 396، والعين 5/346، والتهذيب 10/162، والجمهرة 2/694 (ذكر) وفي طبعة العين كلاهما بالكسر، وهو وهم من المحقق، ونقل ابن درستويه (166/ب) عن الخليل الصواب ونص على الضبط.(8/3)
(وثياب جدد) بضم الدال: وهو جمع جديد، كسرير وسرر، ومعناها: التي قطعها النساج من منواله أو فرغ منها الخياط، ولم تبتذل باللباس. والعامة تفتح الدال، فتقول: جدد(1)، وقد تلكم بهذه اللغة بعض العرب(2)، فقالوا: جدد [99/أ] وسرر بفتح الدال والراء، استثقالا للضمة(3)، وليس هذا بالجيد، لاشتباهه بغيره وإلباسه به، لأن الجدد بفتح الدال، جمع جدة، وهي الطريقة التي تخالف لون معظم الشيء. ومنه قوله تعالى: {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْر}(4)، أي طرائق تخالف لون الجبال. والسرر بفتح الراء: جمع سرة، فجعلت العرب ختلاف الحركات في أوائل الكلم وأوساطها دليلا على اختلاف معانيها، ولولا ذلك لالتبس بعضها ببعض.
__________
(1) ما تلحن فيه العامة 126، وإصلاح المنطق 167، وأدب الكاتب 394، وتثقيف اللسان 300، وتقويم اللسان 90، وتصحيح التصحيف 210.
(2) تكلم بها الضبيون، وبعض كلب. ينظر: البارع 572، والبحر المحيط 9/100، 10/79، والدر المصون 9/303، 10/198.
(3) قال أبو العباس المبرد في الكامل 1/255: "فما كان من المضاعف جاز فيه خاصة أن تبدل من ضمته فتحه، لأن التضعيف مستثقل، والفتحة أخف من الضمة، فيجوز أن يمال إليها استخفافا، فيقال: جدد وسرر، ولا يجوز هذا في مثل قضيب، لأنه ليس بمضاعف، وقد قرأ بعض القراء {عَلَى سُرَرٍ مَوْضُونَةٍ} سورة الواقعة 15، وينظر: الاقتضاب 2/210، والدر المصون 10/198، والصحاح (سرر) 2/682.
(4) سورة فاطر 27، وينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 361.(8/4)
(وهو الفلفل)(1): لهذا الحب المعروف من الأبازير(2)، والواحدة فلفلة. وهو أعجمي معرب(3).
(وأتى أهله طروقا)(4): إذا جاءهم من سفره ليلا. وهو مصدر طرقهم يطرقهم طرقا وطروقا، فهو طارق.
__________
(1) والعامة تقول: "الفلفل" بكسر الفاءين. إصلاح المنطق 166، وأدب الكاتب 395، وتقويم اللسان 144، وليس بلحن، ولكن الضم أكثر وأعرف وأفصح في: ابن درستويه (167/أ)، وتثقيف اللسان 276، وتصحيح التصحيف 408، والمدخل إلى تقويم اللسان 109. والعامة لا تزال إلى اليوم تقوله بالكسر.
(2) ش: "الأبزار" وهو نبات هندي، ولا ينبت بأرض العرب، شجره مثل شجر الرمان سواء، وثمره شبيه باللوبيا في جوفها حب صغار، إذا نضج اسود. ينظر: الجامع لابن البيطار 2/227، واللسان 11/532، والقاموس 1349 (فلفل).
(3) معرب "بلبل" بالفارسية. ينظر: شفاء الغليل 388، وقصد السبيل 2/342، ومعجم الألفاظ الفارسية المعربة 121، واللسان (فلفل) 11/532.
(4) والعامة تقوله بفتح الطاء. ابن درستويه (167/أ). وينظر: إصلاح المنطق 239، والجمهرة 2/756، والصحاح 4/1515 (طرق).(8/5)
(وهي العنق) بضم النون، وبعض العامة يسكنها، وبعضهم يفتحها، وهما عند العرب لغتان أيضا، إلا أن الأفصح ضم النون(1). والعنق مؤنثة، وقد تذكر، فيقال: هي العنق وهو العنق(2). والجمع أعناق. وهو اسم لما بين الرأس والبدن من سائر الحيوان(3).
__________
(1) لم أجد في الأصول اللغوية من ذكر "العنق" بضم العين وفتح النون إلا في القاموس (عنق) 1178، وذكرها الجبان أيضا 242 وهي من لحن العامة عند ابن درستويه (167/ب)، وفي تثقيف اللسان 300، وأما تسكين النون فهي لغة بني تميم وربيعة، وأفصحهما "العنق" بالضم، كما ذكر المصنف، وهي لغة الحجاز وبني أسد. المصباح (عنق) 164، والمعجم الكامل في لهجات الفصحى 311. وينظر: العين 1/168، والجمهرة 2/942، والصحاح 4/1533(عنق).
(2) في الجمهرة 2/942 عن الأصمعي: "من قال عنق ذكر، ومن قال عنق أنث". وينظر: المذكر والمؤنث للفراء 64ظن ولابن الأنباري 1/360، وأدب الكاتب 288، والتكملة لأبي علي 392، والمخصص 17/11، 12، والعين 1/168، والصحاح 4/1533 (عنق).
(3) خلق الإنسان للأصمعي 198، ولثابت 200، وللحسن بن أحمد 198.(8/6)
(وهو عنوان الكتاب)(1): معروف، وهو اسم صاحبه، أوغيره الذي يكتب على ظاهره. وأصله العلامة، فكأن ذلك علامة لمعرفة صاحبه.وفيه لغات أخر(2)، أذكرها لك [99/ب] في "شرح الكتاب" إن شاء الله. وقال الشاعر(3):
لمن طلل كعنوان الكتاب
وقال أبو الأسود(4):
نظرت إلى عنوانه فنبذته
كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا
وجمعه عنوانات وعناوين. وقد عنونت الكتاب، إذا كتبت على ظهره ما يعرف به.
__________
(1) قال ابن درستويه (167/ب): "إنما ذكره لأن العامة تقول: علوان باللام، وقد علونته، وهي لغة قليل".
(2) ذكروا فيه ست لغات هي: عنوان، وعنوان، وعنيان، وعنيان، وعلوان، وعلوان، وينظر: الغريب المصنف (215/أ)، وأدب الكاتب 574، والقلب والإبدال 8، والإبدال لأبي الطيب 2/397، والمدخل إلى تقويم اللسان 152، وفي أصول الكلمات 261-362، واللسان (عنن) 13/294، (عنا)15/106.
(3) الشاهد لأبي داود الرؤاسي في: معجم ما استعجم 1/175، والأمكنة والمياه (16/أ)، والمحكم 4/212، واللسان 1/396، 10/334، 13/294، والتاج 1/259، 7/63، 9/283. ونسبه الجوهري في الصحاح (عنن) 6/2168إلى أنس بن ضب، وقال إنه جاهلي. وعجزه:
ببطن أواق أو قرن الذهاب
وأواق، والذهاب: موضعان. ينظر مصادر الشاهد.
(4) ديوانه 82.
وأبو الأسود هو: ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني، من كبار التابعين، ولي إمارة البصرة في عهد علي رضي الله عنه، كان فقيها شاعرا، وهو أول من وضع أصول علم النحو بإشارة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأول من نقط المصحف الشريف، توفي بالبصرة سنة 69هـ.
أخبار النحويين البصريين 33-37، وإنباه الرواة 1/39-58، والإصابة 2/232.(8/7)
(وطفت بالبيت أسبوعا(1)، وثلاثة أسابيع): يعني(2) بيت الله الحرام، وهو الكعبة. والأسبوع في هذا أفعول من السبعة، أي طفت سبعة أشواط. ويبتدئ الطائف بالبيت في كل شوط من ركنه من عند الحجر الأسود، فيطوف حوالي الكعبة، أي يدور، وهي على شماله حتى ينتهي إلى الحجر أيضا، فلا يزال كذلك حتى يطوف سبعة أشواط، فهذا هو الأسبوع. والشوط كل مرة، وكل طوفة يبتدأ بالطواف من الحجر الأسود حتى ينتهي إليه، ولذلك قال: ثلاثة أسابيع، فجاء بالهاء في العدد، لأنه لمذكر، وأراد الأشواط، لأن واحدها شوط، ولم يرد المرات ولا الطوفات، ولو أراد ذلك لقال: ثلاث أسابيع بحذف الهاء.
(وعقدت العقدة(3) بأنشوطة)(4) على أفعولة، وجمعها أنشوطات [100/أ] وأناشيط ونشط بضم النون والشين: وهي عقدة يسهل انحلالها تنحل بجذبة واحدة، مثل عقدة التكة. يقال منه(5): نشطت الحبل أنشطه نشطا، على مثال ضربت أضرب ضربا، أي عقدته أنشوطة، وأنشطته إنشاطا، أي حللته(6). يقال: "كأنما أنشط من عقال"(7). ويقال للعقد الذي لا يسهل انحلاله: أربة بضم أولها، وجمعها أرب على مثال عقدة وعقد، وقد أربت العقدة بالتشديد تأريبا، إذا شددتها شدا يعسر انحلالها(8).
__________
(1) والعامة تقول: "سبوع" بغير الهمز. ابن درستويه (168/أ)، وتقويم اللسان 63، وتصحيح التصحيف 306، وهما لغتان في: الجمهرة 1/337، والتهذيب 2/115ن والمحكم 1/315 (سبع).
(2) ش: "تعنى".
(3) في الفصيح 229، والتلويح 61: "العقد"، وهي بالتاء أيضا في ابن ناقيا 2/269. وفي المرزوقي (130/ب)، وابن هشام 157: "وعقدت الحبل بأنشوطة".
(4) والعامة تقول: "نشوطة" بغير همز، ابن درستويه (168/أ). وينظر: أدب الكاتب 348، والصحاح (نشط) 3/1164.
(5) "يقال منه" ساقط من ش.
(6) أدب الكاتب 463.
(7) مجمع الأمثال 3/5، وشرح المقامات للرازي 2/645 والعين 6/238، والصحاح 3/1164، والأساس 457، واللسان 7/414 (نشط).
(8) الجمهرة 2/1020، والصحاح 1/87 (أرب).(8/8)
(وقدح نضار)(1) برفعهما وتنوينهما، تجعل نضارا صفة لقدح، وإن شئت أضفت قدحا إلى نضار، فتحذف التنوين من قدح وتخفض نضارا، فتقول: قدح نضار. والنضار(2): ضرب من الخشب أصفر اللون، يكون بالغور، يقال: إنه الأثل تتخذ منه الأقداح وغيرها(3).
__________
(1) والعامة تقول: "قدح نضار" بكسر النون. إصلاح المنطق 16، وأدب الكاتب 396، وابن درستويه (168/ب). وحكى أبو حنيفة وكراع "نضار" بكسر النون. المنتخب 1/281، والمخصص 11/187، وابن هشام 157، واللسان (نضر) 5/214
(2) العين 7/26، والصحاح 2/830 (نضر)، وفي التلويح 61: "وهو شجر النبع، وإياه عنى إبراهيم النخعي، وهو أحد التابعين بقوله: لا بأس بأن يشرب في قدح النضار" وينظر: النهاية 5/71.
(3) العين 7/26، والصحاح 2/830 (نضر)، وفي التلويح 61: "وهو شجر النبع، وإياه عنى إبراهيم النخعي، وهو أحد التابعين بقوله: لا بأس بأن يشرب في قدح النضار" وينظر: النهاية 5/71.(8/9)
(وهو الجبن: للذي يؤكل) بضم الباء، (وكذلك من الجبان) أيضا. والعامة تسكن الباء منهما، وليس ذلك بخطأ، وهما لغتان جيدتان(1)، يقال: جبان بين الجبن والجبن، إلا أن الاختيار فيما يؤكل ضم الباء، وفي الجبان تسكينها. والجبن: معناه معروف عند العامة، وهو اللبن المجمد، وفيه [100/ب] لغتان أخريان(2) أذكرهما لك في "الشرح"(3) إن شاء الله، والجبان: الفزع، والجبن: الفزع والنكول عن الأشياء.
__________
(1) والجبن بضم الباء وتشديد النون، لغة ثالثة، وهي أفصح الثلاث على ما حكاه الكسائي في ما تلحن فيه العامة 127، وعلي بن حمزة في التنبيهات 183. ولا تشدد النون إلا في ضرورة الشعر في أدب الكاتب 382، وأجودها سكون الباء، والتشديد أقلها أو للضرورة عن يونس في المصباح (جبن) 35. وينظر: إصلاح المنطق 118، والاقتضاب 2/188، والمدخل إلى تقويم اللسان 116، والجمهرة 1/271، والصحاح 5/2090 (جبن).
(2) إحداهما الجبن بالضم والتشديد على ما تقدم ذكره، والأخرى "الجبنن" بضم الجيم وتسكين الباء ونونين أخرهما بالتشديد. وهي لغة رابعة ذكرها الجبان 243 ولم أجدها عند غيره.
(3) ش: "شرح الكتاب".(8/10)
وتقول: (كنا في رفقة عظيمة)(1)، وجمعهما رفق بفتح الفاء، مثل غرف، ورفاق بكسر الراء(2). وقال الخليل: الرفقة: اسم للجماعة المنضمين في مجلس واحد ومسير واحد ما داموا كذلك، فإذا تفرقوا زال عنهم اسم الرفقة، ولم يزل عن كل واحد منهم اسم الرفيق، وهو الذي يرافقك في السفر(3).
__________
(1) والعامة تقول: "رفقة" بكسر الراء. ما تلحن فيه العامة 114، وابن درستويه (168/ب) وتثقيف اللسان 277، وتصحيح التصحيف 285، والكسر لغة قيس، والضم لغة تميم في إصلاح المنطق 115، 166، والمصباح (رفق) 89. وينظر: أدب الكاتب 423، 540، والصحاح (رفق) 4/1482.
(2) في المحكم (رفق) 6/233: "الرفقة جمع رفيق، والرفقة اسم للجمع، والجمع رفق، ورفق، ورفاق". وفي شرح المقامات للرازي 2/546 الرفاق جمع رفيق مثل فصيل وفصال إن كان اسما، وإن كان صفة فمثل كريم وكرام. وفي المصباح (رفق) 89 الجمع رفاق على لغة تميم، ورفق على لغة قيس.
(3) العين (رفق) 5/149، بتصرف. وينظر: الصحاح 4/1482، والمجمل 1/389 (رفق).(8/11)
(وكبش عوسي)(1): إذا كان قويا يحمل عليه. كذا وجدته بخط أبي رحمه الله من غير سماع. وقال أبو علي الحسين بن إبراهيم الآمدي(2): هو منسوب إلى السمن. وقال الجبان: عوسي: أي سمين عظيم، وكباش عوسية(3). وقال غيره: هو منسوب إلى موضع يقال له: عوس بناحية الجزيرة(4). وقال الشاعر(5):
قد كاد يذهب بالدنيا ولذتها
موالئ ككباش العوس سحاح
سحاح(6) بالضم: كثيرة السمن.
__________
(1) والعامة تقول: "عوسي" بفتح أوله. ابن درستويه (168/ب).
(2) عالم لغوي نحوي، أخذ عن الأخفش الأصغر (ت 315هـ) وأبي بكر بن عتبة (ت 346هـ) وأخذ عنه محمد بن الحسين اليمني (ت 400هـ) وجاء اسمه في بعض المصادر والحسن، ولم أقف له على ترجمة مستقلة. ينظر: معجم الأدباء 1/380، وإنباه الرواة 1/123، 3/1132 (حاشية)، والمقفي 7/69.
(3) الجبان 244.
(4) ابن ناقيا 2/270، والزمخشري 339 عن الفراء، ومعجم البلدان 4/168 عن الأديبي.
(5) عجزه بلا نسبة في شرح الشافية 2/182، ومعجم البلدان عن الأديبي أيضا، وقال: "قال الأزهري: العوسي: الكباش البيض، يظهر من هذا أن الذي ذكره الأديبي هو خطأ، وأنه صفة للكباش لا اسم موضع بعينه" وينظر: التهذيب (عوس) 3/87. وقلت: لا يزال بعض عامة السراة إلى اليوم يقولون: الغنم العيسية" للبيض.
(6) ش: "وسحاح".(8/12)
(وتقول: نعم ونعمة عين، ونعمى عين)(1)، فنعمة العين ونعماها: قرتها وسرورها، وهو نقيض سخنتها، وإنما تقول هذا للرجل إذا سألك حاجة، فتعده قضاءها [101/أ] فتقول: نعم أقضيها لك وأقر عينك وأسرها بما تراه من فعلي وإحساني. وقال الجبان: أي نعم أفعل ذلك وعيني قريرة به، ونصب "نعمة" على المصدر، أي وتنعم العين نعمة(2).
(وأعط العامل أجرته)(3): أي كراء عمله وما يستحقه من ذلك. وجمعها أجر، مثل غرف.
(وهي الذؤابة)(4) مهموزة، على وزن فعالة: وهي أعلى الرأس. هكذا قال أبو حاتم السجستاني(5)
__________
(1) والعامة تقول: "ونعمة عين" بكسر النون. ابن درستويه (169/أ)، والزمخشري 339، والكسر لغة في التهذيب 3/10، والمحكم 2/140 (نعم) وذكرا فيها لغات أخر. وينظر: إصلاح المنطق 105، وأدب الكاتب 544، والعين 2/162، ومثلث ابن السيد 2/206، والجمهرة 2/953، والصحاح 5/2044 (نعم).
(2) الجبان 244.
(3) قال الزمخشري 340: "والعامة تقول: أجره، وكلاهما صواب، إلا أن الأجرة اسم، والأجر مصدر، وذكر الاسم هاهنا أحسن، لأنه هو المعطي". وينظر: الصحاح (أجر) 2/576.
(4) والعامة تقول: "ذوابة" بالفتح والواو المخففة، ابن درستويه (169/أ) و"ذوابة" بالفتح وتشديد الواو. تثقيف اللسان 185، وتقويم اللسان 108، والمدخل إلى تقويم اللسان 318. وينظر: إصلاح المنطق 146.
(5) لعل قوله هذا في كتاب خلق الإنسان المنسوب إليه، ولم يصل إلينا، والقول بنصه في خلق الإنسان للأصمعي 168، وكثير من كتب الأصمعي كان يرويها أبو حاتم السجستاني فتنسب إليه من هذه الجهة قارن مثلا: الفرق للأصمعي ولأبي حاتم، وفعل وأفعل للأصمعي ولأبي حاتم، وينظر: خلق الإنسان لثابت 52، وللحسن بن أحمد 129، والمخصص 1/55.
وأبو حاتم هو: سهل بن محمد بن عثمان السجستاني. أحد المفسرين والمقرئين، والمحدثين واللغويين، والنحويين، والرواة، أخذ عن أبي عبيدة والأصمعي والأخفش، وتتلمذ عليه ابن دريد والمبرد وابن قتيبة وغيرهم من مؤلفاته: الأضداد، والنخلة، والفرق، واختلاف المصاحف. توفي سنة 255هـ.
أخبار النحويين البصريين 102، وإنباه الرواة 2/58، وتهذيب التهذيب 4/257.(8/13)
، قال: وذؤابه كل شيء: أعلاه(1). وقال النضر بن شميل: الذؤابة من الناس: ما بين القرنين(2). وقال غيره: يقال للشعر المنسدل من وسط الرأس على الظهر: ذوائب بفتح الذال، وواحدتها ذؤابه بضمها مع الهمز(3).
__________
(1) لعل قوله هذا في كتاب خلق الإنسان المنسوب إليه، ولم يصل إلينا، والقول بنصه في خلق الإنسان للأصمعي 168، وكثير من كتب الأصمعي كان يرويها أبو حاتم السجستاني فتنسب إليه من هذه الجهة قارن مثلا: الفرق للأصمعي ولأبي حاتم، وفعل وأفعل للأصمعي ولأبي حاتم، وينظر: خلق الإنسان لثابت 52، وللحسن بن أحمد 129، والمخصص 1/55.
وأبو حاتم هو: سهل بن محمد بن عثمان السجستاني. أحد المفسرين والمقرئين، والمحدثين واللغويين، والنحويين، والرواة، أخذ عن أبي عبيدة والأصمعي والأخفش، وتتلمذ عليه ابن دريد والمبرد وابن قتيبة وغيرهم من مؤلفاته: الأضداد، والنخلة، والفرق، واختلاف المصاحف. توفي سنة 255هـ.
أخبار النحويين البصريين 102، وإنباه الرواة 2/58، وتهذيب التهذيب 4/257.
(2) لم أقف عليه، والقرنان: حرفا الهامة من عن يمين وشمال. خلق الإنسان للأصمعي 168.
(3) خلق الإنسان للزجاج 26، وينظر: الأساس (ذأب) 140، وذوائب أصلها ذآئب، ولكنهم استثقلوا أن تقع ألف بين الهمزتين، فأبدلوا من الأولى واوا. ينظر: الكتاب 3/461، والممتع 1/363، والصحاح (ذأب) 1/126.(8/14)
(وليس عليه طلاوة)(1): أي حسن. وقيل: هي نضرة النعمة. وسئل خلف الأحمر عنها، ففسرها بالفارسية، وقال: هي الخرمية(2).
__________
(1) والعامة تقول: "طلاوة" بفتح الطاء. إصلاح المنطق 167، وأدب الكاتب 394، وابن درستويه (169/أ). والفتح لغة حكاها أبو عبيدة عن يونس كما في إصلاح المنطق 112، وحكاها الكسائي والفراء كما في الزمخشري 340، وتقول: "طلاوة" بالكسر، والصواب الضم أو الفتح في تثقيف اللسان 266، وتصحيح التصحيف 366، والطاء مثلثة في نوادر أبي مسحل 1/342، والمثلث لابن السيد 2/76، والاقتضاب 2/210، وإكمال الإعلام 1/13، والدرر المبثثة 143، والمثلث للبعلي 138، واللسان 15/14، والقاموس 1685 (طلو).
(2) في الجبان 244: "وفسرها خلف الأحمر بالفارسية: خورهي" وفي الجمهرة 2/126: "وقال أبو عبيدة: قلت لخلف الأحمر: ما الطلاوة؟ فقال: الخرهية، بالفارسية". وهي "خره وخوره" في برهان قاطع 2/742، 789 وفسرها بالنور الإلهي الذي يفيض على العبد، فيسود بسببه على الناس فيحتمل أن إيراد المصنف لها بالميم تحريف، ولكن جاء في المحكم (خرم) 5/113: "وعيش خرم: ناعم، وقيل فارسي معرب" وكذلك هي في المعرب 131. مما يجعلنا لا نقطع بأن الميم محرفة عن الهاء. لجواز تعاقب الحرفين في هذه الكلمة في اللغة الفارسية، ولأن معناهما – كما يظهر – واحد. وينظر: اللسان (طلى) 15/12.
وخلف الأحمر هو: أبو محرز خلف بن حيان بن محرز، والأحمر لقب له مولى أبي بردة الأشعري، وهو أحد رواة الغريب واللغة والشعر ونقاده والعلماء به، وأحد الشعراء المجيدين، وكان من اقتداره على صنعة الشعر أنه يضع الشعر وينسبه إلى العرب، فلا يفطن له، له كتاب جبال العرب وما قيل فيها من الشعر، توفي سنة 180هـ.
مراتب النحويين 80، وطبقات الزبيدي 161، وإنباه الرواة 1/383، ومعجم الأدباء 3/1254.(8/15)
(وهي حجزة السراويل): معروفة، لمسلك تكتها. والجميع حجزات بضم الجيم، وحجز بفتحها: مثل غرف. وقد يقال: حجزه لغير السراويل أيضا. وقال أبو زيد الأنصاري: يقال حجزة وحجز، وهو كل ما أدرجت على بطنك من المئزر قدامك وخلفك ويمينك وشمالك(1). وأنشد غيره للنابغة(2) [101/ب]:
رقاق النعال طيب حجزاتهم
يحيون بالريحان يوم السباسب
والعامة لا تخطئ في أول هذا الفصل، وإنما تخالف العرب في الجيم فتقلبها زايا، فتقول: حزة(3). وليس هذا مما ترجم به ثعلب الباب.
والسراويل: معروف. يذكر ويؤنث(4)، وهو عجمي معرب(5)، والجمع سراويلات.
(وهي نفاية المتاع بالفاء)(6): (لريئه)، وما ينفى منه، أي يبعد عن جيده.وجمعها نفايات.
__________
(1) ينظر العين 3/70، والأساس 74، والمصباح 47 (حجز).
(2) ديوانه 47. ورقاق النعال: كناية عن أنهم ملوك ليسوا بأصحاب مشي ولا تعب، فيطارقوا نعالهم، وطيب حجزاتهم: كناية عن عفافهم. والسباسب: عيد من أعياد النصارى. عن شرحه بالديوان.
(3) الزاهر 2/116، 396، وابن درستويه (169/أ)، والزمخشري 341، وتثقيف اللسان 129، وتصحيح التصحيف 225، وحكى ابن الأعرابي: "حزة" كما تنطق به العامة. ابن هشام 159، والمدخل إلى تقويم اللسان 83. وفي العين (حزز) 3/17: "وهو من السراويل حزة وحجزة". وينظر: التهذيب 3/412، والصحاح 3/873، والمحكم 2/351، والقاموس 65 (حزز).
(4) هو كذلك في المذكر والمؤنث للحامض 72، ولابن الأنباري 1/383، والصحاح (سرل) 5/1729، وهو مؤنث في: المذكر والمؤنث للمفضل 6، لابن التستري 81، ولابن فارس 62، ولابن جني 71، والمخصص 17/15. وفي الجمهرة 3/1309: "وقال أبو زيد: العرب تؤنث السراويل، وهي اللغة العالية، فمن ذكر فعلى معنى الثوب".
(5) الكتاب 3/229، والجمهرة 3/1324، والمعرب 196، وشفاء الغليل 290 وفيه: "معرب شلوار" وينظر: المعرب 391 (ت/ عبد الرحيم).
(6) والعامة تقول: "نفاية" بفتح النون. ابن درستويه (169/ب)، والزمخشري 341.(8/16)
(ووقعوا في أفرة)(1) بضم الألف والفاء وتشديد الراء: اختلاط وضجيج. وفيها لغات أخر أذكرها لك إن شاء الله في "شرح الكتاب"(2).
(وهي الأبلة)(3) في وزن أفرة: اسم مدينة معروفة عند البصرة، وبينهما أربعة فراسخ أو نحوها(4)، وفي نبطية معربة، وأصلها بالنبطية "هوب ليكا"(5).
(ومنه تقول: هي التخمة) بضم التاء وفتح الخاء: وهي اسم لإفراط الشبع وثقل الطعام الذي لا يستمرئه آكله. والعامة لا تخطئ في أول هذا أيضا، وإنما تسكن الخاء(6)
__________
(1) والعامة تقول: "أفرة" بفتح أولهما. ابن درستويه (169/ب).
(2) يقال: أفرة، وفرة، وعفرة، وعفرة. إصلاح المنطق 132، والتهذيب 15/175، والصحاح 2/753، 780 (عفر، فرر)، والأخيرتان عنعنة تميمية في الزمخشري 341.
(3) والعامة تقول: "أبلة" بفتح الهمزة. إصلاح المنطق 167، وأدب الكاتب 430، والزمخشري 342. وفتح الأول والثاني لغة في معجم البلدان 1/77.
(4) معجم ما استعجم 1/98، ومعجم البلدان 1/76، 77.
(5) حكى ابن دريد في الجمهرة 3/1325: "والأبلة: كانت تسمى بالنبطية بامرأة كانت تسكنها يقال لها: هوب، خمارة، فماتت فجاء قوم من النبط فطلبوها، فقيل لهم: هوب ليكا، أي ليس فغلطت الفرس، فقالوا: هوب لت، فعربتها العرب، فقالوا: الأبلة". ورويت ببعض مخالفة في المعرب 16، 17، ومعجم البلدان 1/77. قال عبد الرحيم في المعرب 110: "هذا الاشتقاق لا يعبأ به، وهو بالأكدية: Abullu (أبل) أي باب المدينة.
(6) أدب الكاتب 382، وابن درستويه (170/أ)، وفي الصحاح (وخم) 5/2049: "والعامة تقول: التخمة، وقد جاء في شعر أنشده أعرابي" أنشد ثلاثة أبيات، الشاهد فيها:
تهضم التخمة هضما حين تجري في العروق
والتسكين هو الصحيح عن ابن بري في اللسان (لقط) 7/392. قلت: وعليه عامة زماننا.(8/17)
، والتاء فيه بدل من الواو، لأنها م الشيء الوخيم، مثل التقى، وهذه التاء مبدلة من الواو أيضا، لأنه من الوقاية(1).
(وعليك بالتؤدة) بضم التاء وفتح الهمزة [102/أ]: أي بالتثبت والتأني، وهو اسم للرفق والتمهل. ويقال منه: اتأد في مشيه بتشديد التاء(2)، على وزن افتعل. وهذا أيضا ليس مما تخطئ العامة في أوله، وإنما تقلب الهمزة واوا وتسكنها(3).
(وهي التكأة)(4) على فعلة، بضم التاء، وفتح الكاف والهمزة: وهي اسم لما يتكأ عليه من وسادة وغيرها. والجمع التكآت. اتكأ الرجل يتكئ بالهمز: إذا توسد بالوسادة، وهي المرفقة، أي جعها تحت مرفقه وجنبه. والعامة لا تخطئ في أول هذا أيضا، وإنما تسكن الهمزة وتقلبها ألفا(5).
__________
(1) العين (وخم) 4/317، والمنصف 1/225، 227، والممتع 1/384، وينظر: معجم مفردات الإبدال والإعلال 491-492.
(2) التاء الأولى منقلبة عن واو أيضا، وأصلها وأدة. التهذيب 14/244، والصحاح 2/546 (وأد).
(3) ابن درستويه (170/أ) ولم يذكر أنهم يبدلون الهمزة واوا، وفي اللسان (وأد) 3/443: "والتؤدة ساكنة وتفتح" وأنشد قول الخنساء (ديوانها 418):
فتى كان إذا حلم رزين وتؤدة إذا ما الحبى من طائف الجهل حلت
وينظر: إصلاح المنطق 429، والقاموس (وأد) 413.
(4) وأصلها وكأة، أبدلت الواو تاء، كما حدث في التخمة والتؤدة. المنصف 1/225، والممتع 1/208، 384، واللسان (وكأ) 1/201.
(5) ابن درستويه (170/أ).(8/18)
(وهي اللقطة) بضم اللام وفتح القاف، على فعلة أيضا: اسم لما التقطه الإنسان من الطريق، أي وجده وأخذه فجاءة من غير طلب، مما يسقط أو يضل من الناس، ويحتاج الملتقط إلى تعريفها. والعامة تسكن القاف فتخالف العرب، ولا تخالفها في ضم اللام(1). وجمعها لقطات.
(ورجل لعنة) بضم اللام وفتح العين، على فعلة: إذا كان كثير لعن الناس، أي يقول: لعنهم الله، وهو شتم لهم. (و) رجل (لعنة) بتسكين العين: إذا كان الناس يلعنونه(2).
وأصل اللعن: الإبعاد والطرد. ومعنى قولهم: لعنه الله [102/ب]: أي أبعده منه، أو من رحمته. وفعلة بضم الفاء وفتح العين، تكون بناء لمن يكثر منه الفعل، وإنما فتحت العين للمبالغة والدلالة على الكثرة, وإذا سكنت دل ذلك على قلته، وجعلوا السكون فرقا بينهما، ويجعلون أيضا فتح العين في هذا دليلا على الفاعل، وسكونها دليلا على المفعول(3)، كما قالوا في لعنة ولعنة. والعامة لا تفرق بين ذلك، ولا تغلط في أوله.
__________
(1) أدب الكاتب 382، وابن درستويه (170/أ)، والزمخشري 343، والجمهرة (لقط) 2/923. وفي ابن هشام 161، والمدخل إلى تقويم اللسان 77: اللقطة بسكون القاف لغة تميم، وبالتحريك لغة أهل الحجاز. وجاء في العين (لقط) 5/100 "واللقطة [بالتسكين]: ما يوجد ملقوطا ملقى... واللقطة [بالتحريك]: الرجل اللقاطة، وبياع اللقاطات يلتقطها". وهذا أيضا مذهب ابن درستويه (171/أ) قال: "والعامة على الصواب في تسكين القاف من اللقطة، لأنه الذي يلقط، وما اختاره ثعلب وغيره خطأ". وينظر: الغريب المصنف (120/أ)، وغريب الحديث للحربي 2/508، والاقتضاب 2/189، والنهاية 4/264، والتهذيب 16/249، 250، واللسان 7/392 (لقط). قلت: لا يزال يقال في بعض مناطق السراة: "لقطة" بالضم والتحريك لضرب من الحجارة صغير مدورة، يلعب بها البنات الصغار.
(2) إصلاح المنطق 428، والعين 2/142، والصحاح 6/2196 (لعن).
(3) إصلاح المنطق 427.(8/19)
(وكذلك) قوله: (ضحكة) بفتح الحاء: يضحك منهم كثيرا. (وضحكة) بسكونها: يضحكون منه(1).
(وهزأة) بفتح الزاي: إذا كان يهزأ بالناس، (وهزأة) بسكونها: إذا كانوا يهزؤون به(2).
وكذلك (رجل سخرة) بفتح الخاء: يسخر من الناس. وسخرة بسكونها: يسخرون منه(3).
وكذلك (رجل خدعة) بضم الخاء وفتح الدال: إذا كان يخدع الناس، أي يختلهم، ويعمل بهم المكروه من حيث لا يعلمون. ورجل خدعة بسكون الدال: إذا كانوا يفعلون به ذلك وهو لا يعلم، ونحو ذلك(4). وهذا قياسه في الفاعل والمفعول. والعامة لا تخالف العرب في أوائل هذه الفصول، فليس لإثباتها في هذا الباب معنى.
(وتقول: هو عصفور)(5): لطائر صغير معروف، ويقع على ضروب من صغار [103/أ] الطير(6). (وجمعه عصافير).
(وثؤلول)(7) بضم الثاء والهمز، (وجمعه ثآليل): وهو بثر يابس يخرج على يدي الإنسان ورجليه وجسده، كأنه رؤوس المسامير.
__________
(1) إصلاح المنطق 428، والصحاح (ضحك) 4/1597.
(2) إصلاح المنطق 428، والصحاح (هزأ) 1/84.
(3) إصلاح المنطق 428، والصحاح (سخر) 2/680.
(4) إصلاح المنطق 428، والصحاح (خدع) 3/1202. والمادتان: "سخرة، وخدعة" ليستا في التلويح ولا في الفصيح،ولكن المصنف أوردهما حسب رواية بعض النسخ كما ذكر في صدر الباب.
(5) والعامة تقوله بفتح العين. ما تلحن فيه العامة 111، وإصلاح المنطق 218، وأدب الكاتب 590، وابن درستويه (171/ب)، قلت: لا تزال عامة زماننا على ذلك.
(6) ينظر: حياة الحيوان 2/23.
(7) والعامة تقوله بفتح التاء. أدب الكاتب 394، وابن درستويه (171/ب)، وتنطقه العامة أيضا: "ثألول" و"أثلول" لحن العامة 207، وتثقيف اللسان 186، وتقويم اللسان 89، وتصحيح التصحيف 198، قلت: والذي عليه عامة زماننا هذا: "أثلول" بفتح الهمزة.(8/20)
(وبهلول)(1): للرجل الضحاك البسام(2). وجمعه بهاليل. وقال طفيل الغنوي(3):
وغارة كحريق النار زعزعها
مخراق حرب كصدر السيف بهلول
(وزنبور)(4): وهو معروف، وهو الدبر. وجمعه زنابير. ويسمون أيضا الذي يعسل زنبورا(5).
(وقرقور)(6): ضرب من السفن(7). وجمعه قراقير. وقال رؤبة(8):
يا ليتني كنت على قرقور
في الماء يطلون أسته بالقير
__________
(1) والعامة تفتح أوله أيضا. ما تلحن فيه العامة 110، وإصلاح المنطق 218.
(2) وفي العين (بهل) 4/55: "ورجل بهلول: حيي كريم، وامرأة بهلول".
(3) ديوانه 59.
(4) والعامة تقول: "زنبور" بفتح الزاي، ما تلحن فيه العامة 110، وإصلاح المنطق 218، وأدب الكاتب 590، وابن درستويه (171/ب)، وتقويم اللسان 144.
(5) النبات لأبي حنيفة 270.
(6) والعامة تقوله بفتح القاف. ما تلحن فيه العامة 111، وإصلاح المنطق 218.
(7) وقال في التلويح 62: "هو السفينة الطويلة"، والتفسير الذي ذكره هاهنا منقول في التلويح عن ابن دريد، وهو في الجمهرة (قرر) 1/199.قال عبد الرحيم في المعرب 519: "أخذته العرب من السريانية".
(8) ليس في ديوانه، ولم أقف عليه في مصدر غيره.(8/21)
وكل اسم على فعلول، فهو مضموم الأول، لأنه ليس في كلام العرب فعلول بفتح الفاء وسكون العين، إلا كلمة واحدة، وهي صعفوق(1)، لخول باليمامة(2). وقيل: قرية باليمامة(3). ومنه قول العجاج(4):
من آل صعفوق وأشياع أخر
وقيل: إنها أعجمية معربة(5).
__________
(1) إصلاح المنطق 218، وأدب الكاتب 590ن والمنتخب 2/561، والجمهرة 2/1158، واللسان (صعفق) 10/200، ووفيه عن ابن بري: " رأيت بخط أبي سهل الهروي على حاشية كتاب: جاء على فعلول صعفوق، وصعقول لضرب من الكمأة، وبعكوكة الوادي لجانبه، قال ابن بري: أما بعكوكة الوادي وبعكوكة الشر فذكرها السيرافي وغيره بالضم لا غير، أعني بضم الباء، وأما الصعقول لضرب من الكمأة فليس بمعروف، ولو كان معروفا لذكره أبو حنيفة في كتاب النبات، أظنه نبطيا أعجميا". وذكر ابن السيد في الاقتضاب 2/328 أبنية أخرى جاءت على وزن فعلول هي: زرنوق، وبرسوم، وصندوق. وفي المزهر 2/114، 115: بعصوص، وبرسوم، وغرنوق، وفيهما تفسير هذه الألفاظ. وينظر: الممتع 1/149.
(2) في التهذيب "صعفق" 3/282 عن ثعلب عن ابن الأعرابي: "الصعافقة – يقال-: قوم من بقايا الأمم الخالية باليمامة ضلت أنسابهم.قال أبو العباس: وغيره يقول: هم الذين يدخلون السوق بلا رأس مال". وقيل في تفسيره غير هذا، ينظر: نوادر أبي مسحل 1/159، والعين (صعفق) 2/288.
(3) معجم ما استعجم 2/833، وفيه: "كان ينزلها خول السلطان... كان بنو مروان سيروهم ثمة"، ومعجم البلدان 3/407 وفيه: "وهي قرية باليمامة، وقد شق منها قناة تجري منها بنهر كبير، وبعضهم يقول: صعفوقة بالهاء في آخره للتأنيث". وينظر: القاموس (صعفق) 1162.
(4) ديوانه 1/16، وبعده:
من طامعين لا يبالون الغمر
(5) الصحاح (صعفق) 4/1507،وينظر: المعرب 219،وشفاء الغليل 328.(8/22)
(ومنه صار فلان أحدوثة)(1): أي حديثا للناس يتحدثون بحاله. وأكثر ما يستعمل هذا فيما يذم به(2)، وربما قالوه في المدح أيضا(3). والجميع [103/ب] الأحاديث.
(وهي الأرجوحة: للتي يلعب عليها الصبيان)(4). وهي عند العرب خشبة يجعل وسطها على شيء عال رمل أو غيره، ويجلس على طرفيها صبيان، فيعلو أحدها تارة، وسفل أخرى، فهذه أرجوحة العرب. وأما أرجوحة صبيان الحضر، فهي أن يؤخذ حبل فيشد طرفاه في سقف أو شجرة أو غير ذلك، ويرخى وسطه، ثم يجلس عليه الصبي ويترجح تارة إلى أمامه وتارة إلى خلفه، أي يميل، أو يدفعه غيره حتى يترجح، فهذه أرجوحة أهل الحضر، والعرب تسمي هذه المطوحة(5). وجمع أرجوحة أراجيح.
__________
(1) والعامة تقول: "حدوثة" بإسقاط الهمزة. ما تلحن فيه العامة133، وإصلاح المنطق 171، وأدب الكاتب 370، ولحن العامة 36، وذيل الفصيح 34، وتقويم اللسان 63، وتصحيح التصحيف 223.
(2) ش: "في الذي يذم".
(3) إصلاح المنطق 171، والجمهرة 2/1195.
(4) والعامة تسميها: "المرجوحة" بإبدال الهمزة ميما مفتوحة. ما تلحن فيه العامة 133، وإصلاح المنطق 171، وابن درستويه (172/أ)، والمرزوقي (133/ب)، وتقويم اللسان 67، وتصحيح التصحيف 476، وهي لغة في التهذيب 4/142، والمحكم 3/54، والمصباح 83، والقاموس 279 (رجح) والعامة في زماننا هذا على هذه اللغة، وتجمعها على مراجيج.
(5) في التهذيب (رجح) 4/143: "ويقال للحبل الذي يترجح فيه: الرجاحة والنواعة، النواطة، والطواحة".(8/23)
(وهي الأضحية)(1) بتشديد الياء (وجمعها أضاحي)(2) بتشديد الياء أيضا بلا تنوين: وهي اسم لما يذبح من الغنم والبقر، أو ينحر من الإبل في الأضحى ضحوة النهار.
(ومثله أمنية)(3)، (و) جمعها (أماني) يعني: أنه مثله في الوزن والتشديد. وقد قالوا أيضا: أمان(4)،على حذف الياء. وأمينة أفعولة من التمني، وهي شهوة الشيء وإرادته.
__________
(1) والعامة تقول: "الضحية". ما تلحن فيه العامة 132، وابن درستويه (172/أ)، وحكى فيها الأصمعي أربع لغات: الأضحية، والإضحية، وضحية، وأضحاة. إصلاح المنطق 171، وأدب الكاتب 574، والتهذيب 5/153، والصحاح 6/2407 (ضحو).
(2) في الفصيح 301، والتلويح 62: "والجمع أضاحي".
(3) والعامة تقول: "المنية" بإسقاط الهمزة، أدب الكاتب 370. وينظر: اللسان (منى) 15/294.
(4) بالتخفيف. معاني القرآن للأخفش 1/117، 118، والصحاح (فتح) 1/389.(8/24)
(وأوقية)(1) وجمعها (أواقي) بتشديد الياء، غير منون [104/أ] في الجمع أيضا، وكذلك ما أشبهه، (لا تنون هذه الثلاثة الأحرف) في الجمع، (لأنها لا تنصرف) يعني الأضاحي والأماني والأواقي(2). وقد قالوا أيضا: أواق(3) بالتخفيف على حذف الياء التي هي لام الفعل. والأوقية من الأوزان معروفة، وتختلف في البلدان كاختلاف الأرطال، وجاءت في الحديث أربعين درهما(4)، وكذلك كانت فيما مضى(5). فأما اليوم فيما يتعارفها الناس بالعراق، ويقدر عليه الأطباء، فالأوقية عندهم وزن عشرة دراهم وخمسة أسباع درهم، وهو إستار وثلثا إستار، والإستار وزن أربعة مثاقيل ونصف(6).
باب المضموم أوله والمفتوح باختلاف المعنى
__________
(1) والعامة تقول: "وقية" بإسقاط الهمزة وفتح الواو أو ضمها. أدب الكاتب 370، وابن درستويه (172/ب)، والنهاية 5/217، وتقويم اللسان 68، وهي لغة قليلة في التهذيب 9/375، والمحكم 6/372، والمغرب 2/367، والمصباح 257، والقاموس 1731 (أوق، وقي).
(2) فإذا خففت صرفت، فتقول: هذه أضاح، وأمان، وأواق. ينظر: ما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج 111.
(3) إصلاح المنطق 171، وأدب الكاتب 370، والجمهرة 1/245، والصحاح (وقى) 6/2528. وهو غلط في درة الغواص 76ن وتصحيح التصحيف 138، لأن ذلك جمع أوق وهو الثقل.
(4) روى ابن ماجه في (كتاب النكاح، باب صداق النساء 186) عن أبي سلمة قال: "سألت عائشة: كما كان صداق نساء النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان صداقه في أزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشا. هل تدري ما النش؟ هو نصف أوقية. وذلك خمسمائة درهم". وينظر: المجموع المغيث 3/442، وغريب الحديث لابن الجوزي 2/480، والنهاية 5/217.
(5) في العين (أوق) 5/240: "الأوقية... سبعة مثاقيل" وينظر: القاموس (وقى) 1731، 1732.
(6) الصحاح 2/677، 6/2528 (ستر، وقى).(8/25)
(تقول: هي لحمة الثوب بالفتح)(1)، وهي ما يدخل في سداه(2) من السلوك. والجمع لحمات(3) بفتح الحاء.
(ولحمة النسب بالضم):وهي القرابة. وقال ابن درستويه: هي الشيء الذي يوصل به النسب، وهي مأخوذة من اللحام، على بناء الغرفة والوصلة والشبكة والخلط(4).
(وكذلك لحمة البازي والصقر بالضم أيضا): وهي (ما أطعمته) من اللحم، (إذا صاد) مثل الطعمة، وهي ما يطعمه من [104/ب] اللحم. وجمعها لحمات بضم اللام والحاء، ولحم أيضا بفتح الحاء، مثل الظلمات والظلم.
__________
(1) والعامة تقول: "لحمة " بضم اللام. الزمخشري 349، وتقويم اللسان 159، وتصحيح التصحيف 453، وهما لغتان في الثوب والنسب عن أبي زيد في ما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي 8، وإصلاح المنطق 114، وحكاهما أبو العميثل الأعرابي في ما اختلف لفظه واتفق معناه 135، ولحمة الثوب والنسب مفتوحان، ولحمة السبع والبازي وكل صائد مضموم عن أبي زيد وابن الأعرابي في أدب الكاتب 541، وعن ثعلب وابن الأعرابي أيضا في التهذيب (لحم) 5/105، وأشار إلى هذا الخلاف ابن الأثير في النهاية 4/240. قلت: لا تزال العامة في بعض مناطق السراة تقول: "اللحمة" بفتح الميم في النسب، وتجمعها على لحام.
(2) سدى الثوب وستاه: الخيوط التي تمد طولا في النسج، واللحمة الخيوط التي تدخل فيها عرضا. اللسان 14/375، والمصباح 103 (سدى).
(3) ش: "لحامات".
(4) ابن درستويه (173/أ) وفيه: "الخلة بدل من الخلطة"(8/26)
(والأكلة)(1) بالفتح: (الغداء والعشاء). قال أبو سهل: الأكلة: هي المرة الواحدة من الأكل حتى يشبع في أي وقت كان من النهار والليل. والجمع أكلات بفتح الكاف. ومنه قول العرب: "رب أكلة تمنع أكلات"(2).
وأما قوله: "الغداء والعشاء" فلأن أكثر أكل العرب غدوة وعشية، فالغداء(3): الأكل غدوة، والعشاء: الأكل عشية.
(والأكلة)(4) بالضم: (اللقمة)، وهما مقدار ما يجعله الإنسان في فيه من الطعام، والجمع أكلات بضم الكاف، وأكل أيضا بفتحها.
(وسمعت لجة الناس)(5) بالفتح، أي أصواتهم، والجميع لجات.
(ولجة الماء بالضم: معظمه)(6)، وهو أكثر الماء وأوسعه وأبعده من الأرض لا يرى فيه إلا الماء والسماء(7). والجمع لجات.
(والحمولة)(8) بالضم: اسم للأحمال، وهما جمع حمل بالكسر.
__________
(1) العين 5/408، والتهذيب 10/365ن والصحاح 4/1624 (أكل).
(2) الأمثال لأبي عبيد 228، وجمهرة الأمثال 1/219، وفصل المقال 329، ومجمع الأمثال 2/41، والمستقصى 2/93. وذكر أبو حاتم السجستاني في المعمرين 63 أن قائله عامر بن الظرب في قصة له مع أحد ملوك الغساسنة، وساق القصة، وذكر أبو هلال في الجمهرة أنها مع أحد ملوك حمير.
(3) ش: "والغداء".
(4) والعامة تقول: الأكلة" بفتح الهمزة. ابن درستويه (173/ب).
(5) التهذيب 10/493، 494، والصحاح 1/338، والمحكم 7/152 (لجج).
(6) هذه العبارة قبل سابقتها في الفصيح 301، والتلويح 63.
(7) العين (لجج) 6/19.
(8) التهذيب 5/91، والصحاح 4/16787، والمحكم 3/281 (حمل).(8/27)
(والحمولة) بالفتح: (اسم للإبل(1) التي يحمل عليها(2)، وتكون من غير الإبل أيضا)(3)، ولا يقال للواحد منها حمولة. وقال الله تعالى: {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً}(4)، ثم قال عنترة(5)[105/أ]:
ما راعني إلا حمولة أهلها
وسط الديار تسف حب الخمخم(6)
__________
(1) في الفصيح 301، والتلويح 63: "والحمولة: الإبل... ".
(2) والعامة تطلق "الحمولة" بالفتح، لكل الإبل. تقويم اللسان 65، وتصحيح التصحيف 233. وينظر: إصلاح المنطق 335.
(3) وفي التهذيب 5/91: "فأما الحمر والبغال فلا تدخل في الحمولة".
(4) سورة الأنعام 142، والفرش: الصغار. معاني القرآن للفراء 1/359.
(5) ديوانه 192، والخمخم: نبات يشبه الشقارى من جنس الشقائق،كريه الرائحة، تعلف حبه الإبل. النبات لأبي حنيفة 182، 222، واللسان (خمم) 12/191.
وعنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية العيسي من فرسان العرب في الجاهلية وشعرائها، عده ابن سلام في الطبقة السادسة من فحول شعراء الجاهلية، كان ذا مروءة وشيمة عزة نفس، شهد حرب داحس والغبراء، قتله الأسد الرهيص غيلة نحو سنة 22 قبل الهجرة. طبقات فحول الشعراء 1/152، والشعر والشعراء 1/171، والمؤتلف والمختلف 151، والمذاكرة في ألقاب الشعراء 42، 49.
(6) ش: الحنظل".(8/28)
(والمقالة)(1) بالضم: (الإقامة) بالمكان، وفي التنزيل: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِه}(2). ولا جمع لها، لأنها بمعنى المصدر، وقال الخليل: المقامة بالضم: موضع الإقامة(3)، وأنشد لسلامة بن جندل(4):
يومان يوم مقامات وأندية
ويوم سير إلى الأعداء تأويب
(والمقامة) بالفتح: (الجماعة من الناس) التي تقوم في المفاخرة والمناضلة وخطب الخطب وأشباهها(5). والجميع مقامات ومقاوم. قال زهير(6):
وفيهم مقامات حسان وجوهها وأندية ينتابها القول والفعل
__________
(1) التهذيب 9/357، 362، والمحيط 6/57، 58، والصحاح 5/2017 (قوم).
(2) سورة فاطر 34، 35. وفي أصل المصنف: "الحمد لله الذي أحلنا دار المقامة من فضله" وهو سهو صوابه في ش.
(3) العين (قوم) 5/232 وعبارته: "والمقام والمقامة: الموضع الذي تقيم فيه" وليس فيه بيت ابن جندل.
(4) ديوانه 92. قال شارحه: "التأويب: من غدوة إلى الليل.. ويقال أيضا: التأويب: الإمعان في السير الشديد". وسلامة بن جندل بن عبد الرحمن بن عبد عمرو بن الحارث التميمي شاعر جاهلي قديم، فارس شجاع، في شعره جودة وحكمة. عده ابن سلام في الطبقة السابعة من فحول شعراء الجاهلية. توفي نحو سنة 23 قبل الهجرة. طبقات فحول الشعراء 1/155، والشعر والشعراء 1/192، وخزانة الأدب 4/29.
(5) ش: "وما أشبه ذلك".
(6) ديوانه 93. قال شارحه ثعلب: "وإنما سميت المقامات،لأن الرجل كان يقوم في المجلس، فيحض على الخير، ويصلح بين الناس.... ويقال: هو مقامة قومه، إذا كان يقوم فيتكلم في الحض على المعروف، والندي: المجلس، وجمعه أندية، ينتابها: أي يقال فيها الجميل ويفعل".(8/29)
(وأخذت فلانا الموتة)(1) مضمومة غير مهموزة: (وهي ضرب من الجنون)، وهو أن يغشى عليه حتى كأنه يقارب(2) الموت من الغشي. وجمعها موت بفتح الواو، كالظلم.
(ومؤتة) بالضم أيضا، والهمز: (أرض) بالشام (قتل فيها جعفر بن أبي طالب) – رضوان الله عليه – مع جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -(3).
(والموتة) بالفتح: المرة الواحدة (من الموت)، وفي التنزيل: {إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى}(4).
(والخلة)(5) بالضم: (المودة) وهما بمعنى الحب. والجميع(6) خلات [150/ب] وخلل.
(والخلة) بالضم (أيضا): (ما كان حلوا من المرعى)، وهي ضد الحمض، والحمض من ذلك: ما كانت فيه ملوحة(7)، والعرب تقول: "الخلة خبز الإبل والحمض فاكهتها"(8).
والمرعى: هو النبات والشجر الذي ترعاه الإبل وغيرها، أي تأكله.
__________
(1) العين 1/140، والتهذيب 14/343، 344، والمحيط 9/479، والصحاح 1/268 (موت).
(2) ش: "قارب".
(3) ينظر خبر عزوة مؤتة ومن استشهد بها من الصحابة رضوان الله عليهم في: السيرة 2/373 وما بعدها، وتاريخ الطبري 3/18 وما بعدها، ومعجم ما استعجم 2/1172، ومعجم البلدان 5/219، 220، والروض المعطار 565، 566.
(4) سورة الدخان 35، وفي ش: {لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى} سورة الدخان 56.
(5) ما اتفق لفظه واختلف معناه 74، والمثلث لابن السيد 1/501، 502، وإكمال الأعلام 1/198، والجمهرة 1/107، 108، والتهذيب 6/568-570، والصحاح 4/1687، والمحكم 4/370-373 (خلل).
(6) ش: "والجمع".
(7) النبات لأبي حنيفة 4.
(8) الغريب المصنف (93/ب)، وغريب الحديث لأبي عبيد 4/474، وأدب الكاتب 99، والنبات لأبي حنيفة 27، المثلث لابن السيد 1/502، والجمهرة 1/546، والتهذيب 4/223، والصحاح 3/1073، والمجمل 1/252، واللسان 11/212 (خلل)، وفي النبات للأصمعي 38: "والخلة من العشب عند الإبل بمنزلة الخبز، والحمض بمنزلة اللحم".(8/30)
(والخلة) بالفتح: (الخصلة). والجميع(1) الخلات والخلال.
(والخلة أيضا: الحاجة)، وهي الفقر وضعف الحال، يقال: ظهرت بفلان خلة، إذا ضعفت حاله. وجمعها خلات وخلال أيضا.
(والجمة)(2) بالضم، (من الشعر): هي الكثير المجتمع منه على الرأس، وإن لم يطل. وجمعها جمات وجمم(3).
(والجمة) بالضم (أيضا: القوم يسألون في الدية)، وهي الجماعة من الناس يجتمعون في ذلك. ومنه قول الراجز(4):
وجمة تسألني أعطيت
وسائل عن خبر لويت
وقلت لا أدري وقد دريت
وأنكر ابن درستويه تخصيصه الجمة بالقوم يسألون في الدية، وقال: إنما الجمة من الناس: العصبة الكثيرة المجتمعة على أي حال كانوا من الخصومة أو القتال أو التجارة أو غير ذلك، وإن لم يسألوا في دية ولا غيرها(5).
(وجمة الماء) بالفتح: (اجتماعه) في العين أو البئر، وكثرته فيها(6). وجمعها(7) جمات بفتح الجيم، وجمام بكسرها.
__________
(1) ش: "والجمع".
(2) إكمال الإعلام 1/122، والعين 27/28، والجمهرة 1/91، 92،والتهذيب 1/517، 518، والصحاح 5/1890، والمحكم 7/166، 167 (جمم).
(3) وفي الجمهرة 1/92 جمعها جمم وجمام، وينظر: خلق الإنسان لثابت 65، وللزجاج 27.
(4) هو أبو محمد الفقعسي في اللسان (جمم) 12/108، وله أو للعجاج أو للخدلمي في اللآلئ 1/201، ومن غير نسبة في: أمالي القالي 1/52، 2/244، والجمهرة 1/92، والمحكم 7/167 (جمم) والأول من غير نسبة في مجالس الزجاجي 142، والصحاح 5/1890، والمجمل 1/174، والمقاييس 1/420 (جمم).
(5) ابن درستويه (176/3)، والجمة على التخصيص كما ذهب ثعلب في الجمهرة 1/92، والصحاح 5/1890، والمقاييس 1/420 (جمم).
(6) ينظر: البئر لابن الأعرابي 62.
(7) ش: "وجمعه".(8/31)
وتقول: (ما بها شفر)(1) بفتح الشين: (أي أحد)، تعني الدار، ولا يقال هذا إلا في الجحد(2) [106/أ]، ولا يثنى ولا يجمع.
(وشفر العين بالضم): وهو حرفها الذي ينبت عليه الشعر. والجميع الأشفار. ويقال للشعر: الهدب(3) بضم الهاء وسكون الدال.
(وجئت في عقب الشهر) بضم العين وسكون القاف: (إذا جئت بعد ما يمضي)، وبعد قدوم الآخر. والجمع أعقاب، كقفل وأقفال.
(وجئت في عقب الشهر)(4) بفتح العين وسكون القاف، (وعقبه)(5) بكسر القاف: إذا جئت وقد بقيت منه بقية، ليلة أو ما زاد إلى عشر ليال تبقى منه، ولا يقال ذلك إلا قبل مضي الشهر(6)، عن أبي زيد(7). والجمع منهما أعقاب.
__________
(1) إصلاح المنطق 123، وأدب الكاتب 326، والجمهرة 2/729، والتهذيب 350، 351، والمحيط 7/325، 326، والصحاح 2/701 (شفر). والضم لغة في المفتوح في إصلاح المنطق، وأجازها اللحياني ومنعها شمر في التهذيب، والضم والفتح لغتان في كل منهما في المنجد 34. وينظر: اللسان (شفر) 4/419.
(2) الجمهرة 2/729.
(3) خلق الإنسان للأصمعي 181، ولثابت 109.
(4) إصلاح المنطق 307، وأدب الكاتب 310، والتهذيب 1/271، 272، والصحاح 1/185، والمقاييس 4/81 (عقب). وفي الجمهرة 1/314 عن أبي عثمان المازني "عقب" بفتح العين وسكون القاف (ضبط القلم) إذا جئت وقد مضى. وفي ديوان الأدب 1/245: "جئت في عقب الشهر: إذا جئت بعد ما يمضي".
(5) و"عقبه" أيضا، بضم الأول والثاني عن اللحياني في المحكم (عقب) 1/140، قال ابن درستويه (176/ب): "والعامة تفتح ذلك كله، وتسكن ثانيه".
(6) ش: "الشهر كله".
(7) التهذيب 1/272، وينظر: النهاية 3/268.(8/32)
(والدف) بالفتح: (الجنب) للإنسان وغيره. والجميع دفوف. قال الراعي(1):
ما بال دفك بالفراش مذيلا أقذى بعينك أم أردت رحيلا
(والدف)(2) بالضم: (الذي يلعب به). والجميع دفوف ودفاف ودففة.
(ووقع في الناس موات)(3) بالضم: أي كثرة موت وزيادة.
(وأرض موات) بالفتح: وهي التي لا مالك لها من الآدميين، ولا ينتفع بها أحد، لأنه ليس فيها ما ينتفع به من زرع وغيره(4).
باب المكسور أوله والمضموم باختلاف المعنى
__________
(1) ديوانه 213، وهو مطلع قصيدة طويلة يمدح بها عبد الملك بن مروان، ويشكو السعاة، وهو الذين يأخذون الزكاة من قبل السلطان. والمذيل: الذي لا يستقر على فراشه من ضعف وغرض. اللسان (مذل) 11/622. والراعي هو: عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل النميري، شاعر أموي، من أشراف قومه لقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل، أو لرعيها، كان هجاء لعشيرته عده ابن سلام في الطبقة الأولى من فحول الشعراء الإسلاميين مع معاصريه الفرزدق وجرير. توفي سنة 90هـ. طبقات فحول الشعراء 1/298، 502، والشعر الشعراء 1/327، والأغاني 24/205، والمذاكرة في ألقاب الشعراء 46.
(2) الدف بالضم لغة أهل الحجاز، والفتح لغة سائر العرب. العين (دفف) 8/11، وابن درستويه (176/ب)، والمزهر 2/276. وأنكر أبو عبيد الفتح في غريب الحديث 3/64. وينظر: إصلاح المنطق 91، وأدب الكاتب 529، وديوان الأدب 3/9، وغريب الحديث للحربي 1/42، والجمهرة 1/112، 113، والمحيط 9/264، والصحاح 4/1360، والمقاييس 2/257 (دفف).
(3) ديوان الأدب 3/366، 371، وتثقيف اللسان 402، والتهذيب 14/343، والصحاح 1/267 (موت). وينظر: إصلاح المنطق 132، وأدب الكاتب 574.
(4) ينظر: النهاية 4/370، والمعني لابن قدامة 8/146، والتعريفات 304، ومعجم لغة الفقهاء 468.(8/33)
(الإمة)(1) بالكسر: (النعمة). والجمع إمات وإمم.
(والأمة) بالضم [106/ب]: (القامة). وجمعها أمات وأمم. قال الأعشى(2):
وإن معاوية الأكرمين
حسان الوجوه طوال الأمم
أراد القامات، وهي جمع قامة الإنسان، وهي طوله، إذا كان قائما. والقامة أيضا: مقدار قيام الرجل. قال الخليل: وهي أقصر من الباع بشبر، والجمع القيم القامات(3).
(والأمة) بالضم (أيضا:القرن من الناس والجماعة). وجمعها أمات أيضا، وأمم، وأنكر ذلك ابن درستويه، وقال: الأمة: كل جماعة من الناس كانوا قرنا، أو لم يكونوا قرنا. ومنه قول الله عز وجل: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ}(4) أي جماعة، ولم يرد قرنا. قال: وإنما سمي القرن من الناس أمة(5)،لأنهم جماعة، فكل جماعة كانوا فمضوا فهم أمة، لأنهم قدوة لمن بعدهم من القرون وسلف يتبعونهم، كما يؤتم بالرجل الصالح، فيسمى أمة وحده، كما قال الله عز وجل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ}(6) لأنه خالف قومه بالإسلام والحنيفية وائتم به الأنبياء بعده(7).
__________
(1) ما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي 36/37، ولأبي العميثل 107، وأدب الكاتب 322، واتفاق المباني 234، ومثلث ابن السيد 1/327، 328، والعين 8/427، 428، والجمهرة 1/59، 60، والصحاح 5/1864، والمقاييس 1/27، 28 (أمم)، وأنشد المصنف في التلويح 65 شاهدا على "الإمة" بالكسر قول عدي بن زيد (ديوانه 89):
ثم بعد الفلاح والملك والإمـ ـة وارتهم هناك القبور
(2) ديوانه 91.
(3) العين (قوم) 5/231.
(4) سورة القصص 23، وينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 332.
(5) قوله: "أي جماعة... أمة" ساقط من ش.
(6) سورة النحل 120، وينظر: معاني القرآن للفراء 2/114، وتفسير الطبري 14/191.
(7) نهاية قول ابن درستويه (177/ب).(8/34)
(والأمة) أيضا: (الحين). قال الله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}(1) أي بعد حين. هكذا قال أهل اللغة والمفسرون(2)، وأنكره ابن درستويه أيضا، وقال: إنما يقال للحين: أمة على [107/أ] حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه، كماقال الله عز وجل: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} أي بعد حين أمة(3).
(والخطبة)(4) بالكسر: (المصدر) من خطبت المرأة، إذا أردت تزويجها فخطابتها في ذلك، أي كلمتها. ومنه قوله تعالى: {وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ}(5) ولا يثنى ولا يجمع، لأنه مصدر، كالجلسة والركبة.
(والخطبة) بالضم: (اسم المخطوب به)(6) على المنبر وغيره، وهو الكلام الذي يتكلم به عليه, والجمع خطب.
__________
(1) سورة يوسف 45.
(2) معاني القرآن للفراء 2/47، ومجاز القرآن 1/313، وما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي 37، وغريب القرآن لليزيدي 184، وتفسير الطبري 12/227، ومعاني القرآن وإعرابه 3/113، ومعاني القرآن للنحاس 3/432.
(3) ابن درستويه (177/ب).
(4) إصلاح المنطق 237، 237، وأدب الكاتب 336، والعين 4/222، والجهرة 1/291، والمحيط 4/293، والصحاح 1/121. والمقاييس 2/198 (خطب).
(5) سورة البقرة 235.
(6) والخطبة مصدر في المحيط 4/293. وفي المحكم (خطب) 5/75: "وقال ثعلب: خطب على القوم خطبة، فجعلها مصدرا، ولا أدري كيف ذلك إلا أن يكون وضع الاسم موضع المصدر".(8/35)
وأنكر ابن درستويه هذا وقال: الخطبة بالكسر، والخطبة بالضم، اسمان يوضعان موضع المصدر، لأن مصدر خطب يخطب غير مستعمل، ولو استعمل لكان قياس مصدر ما لا يتعدى فعله على فعول، كقولك: خطب خطوبا، ولكان مصدر المتعدي منه على الفعل، كقولك: خطبت المرأة خطبا(1)، ولكن ترك استعمال ذلك لئلا يلتبس بغيره، ووضع موضعه ما يغني عنه ولا يلتبس بشيء، فجعل الخطبة بالكسر، اسم ما يخطب به في النكاح خاصة، كما أن الخطبة بالضم، اسم ما يخطب به في كل شيء. قال: ودليل ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا خطبة النكاح والحاجة(2) بضم الخاء. قال: [107/ب] ولولا طلب الفرق بمخالفة الحركات، لكان الكسر يجوز في كل ذلك بمعنى الهيأة والنوع، والضم، لأن المضموم اسم لكل ما يخطب به، وإن كان المكسور للنكاح خاصة، هذا معنى كلام ابن درستويه(3).
(ويقال: بعير ذو رحلة)(4) بالضم: (إذا كان قويا على السفر)، أي ذو قوة على الارتحال، فبنيت رحلة على بناء قوة، لأنها في معناها.
(والرحلة بالكسر): (الارتحال)، وهي اسم الهيأة والنوع منه. والارتحال: هو السير والذهاب. وفي التنزيل: {رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}(5) وجمعها رحل بفتح الحاء.
__________
(1) وحكاه اللحياني، المحكم 5/75.
(2) ينظر: كتاب النكاح، باب خطبة النكاح من سنن أبي داود (2118)، وابن ماجه (1892).
(3) ابن درستويه (177/أ).
(4) والعامة تقول: "ذو رحلة" بكسر الراء. ابن درستويه (178/ب) وهو لغة عن شمر في التهذيب (رحل) 5/7. وينظر: الصحاح 4/1707، والمحيط 3/78، 79 وفي المحكم 3/226 (رحل).
(5) سورة قريش 2.(8/36)
(وحمل الله رجلتك)(1) بالضم: وهي اسم للمشي راجلا في السفر وغيره لعدم المركوب. وقال الجبان: هي مصدر الراجل: أي جعلك(2) راكبا، وحمل عنك ورفع ذلك(3).
(والرجلة) بالكسر: (المطمئن من الأرض)، وهو ما انخفض منها، وكان مجرى للماء.
(والرجلة) أيضا: (بقلة، وهي الحمقاء)(4) وإنما سميت حمقاء، لأنها تنبت في كل موضع. وقيل: سميت بذلك، لأنها تنبت في مسيل الماء(5). وجمعهما رجل، مثل قطعة وقطع.
(والحبوة)(6) بالواو وضم الحاء، (من العطاء): وهي اسم ما يحبى به، وهي العطية. وجمعها حبى بضم الحاء والقصر، على مثال غرف(7).
__________
(1) والعامة تقول: "رجلتك" بكسر الراء. ابن درستويه (178/ب). وينظر: المثلث لابن السيد 2/51، والتهذيب 11/30، 31، 35، والصحاح 4/1705، 1706 (رجل).
(2) ش: "جعلك الله".
(3) الجبان 253.
(4) عبارة الفصيح 303: "وتقول: أحمق من رجلة، والرجلة: هي البقلة الحمقاء بكسر الراء". وفي التلويح 66: "وبقلة أيضا يقال لها الحمقاء". وفي الجمهرة (رجل) 1/464: "قال أبو حاتم: وقوم من متحذلقي المولدين يسمون البقلة الحمقاء: الرجلة، ولا أعرف هذا". وينظر: ص 814.
(5) الصحاح (رجل) 4/1705.
(6) الجمهرة (حبو) 1/286. وفي المحكم (حبو) 4/20: "الحبوة والحبوة" بفتح الحاء وكسرها اسم ما يحبييه.
(7) ش: "عرى".(8/37)
(والحبوة) بالكسر(1)، (من الاحتباء)، والاحتباء: مصدر [108/أ] احتبى الرجل، إذا جمع ظهره وساقيه بعمامته أو إزاره أو يديه. (ويقال(2): حل حبوته وحبيته) بالواو والياء(3)، والجمع منهما حبى بكسرالحاء والقصر. قال كعب الغنوي(4):
حليم إذا ما سورة الجهل أطلقت
حبى الشيب للنفس اللجوج غلوب
__________
(1) وبالضم أيضا في: ديوان الأدب 4/22، والمحكم 4/19، ومثلثة في الدرر المبثثة 96، وفي الكامل للمبرد 1/165 بكسر الحاء وضمها إذا أردت الاسم، وبفتحها إذا أردت المصدر، قال ابن درستويه (179/أ): "والعامة تقول في ذلك: الحبوة بالفتح" أي من العطاء والاحتباء.
(2) في الفصيح 303، والتلويح 66: "وقد يقال".
(3) أبدلوا الياء من الواو إتباعا لكسرة الحاء. وقولهم: "حل حبوته" كناية عن الأمر المهم، لأن العرب كانت لا تحلها إلا لذلك. ينظر: شرح المقامات للرازي 3/726.
(4) الأصمعيات 95، والاختيارين 755، وأمالي أبي علي 2/150، والخزانة 10/435، وهو لمحمد بن كعب الغنوي في جمهرة أشعار العرب 556.
وكعب بن سعد بن عمرو بن عقبة الغنوي من شعراء المراثي، أشهر شعره قصيدته البائية التي منها الشاهد، قالها في رثاء أخيه أبي المغوار واسمه هرم، وقيل شبيب، وهذه المرثية قال فيها الأصمعي: "ليس في الدنيا مثلها" وقال أبو هلال العسكري: ليس للعرب مرثية أجود منها. اختلف في عصره فقيل: هو جاهلي، وقيل: إسلامي، وقيل: تابعي، والصحيح أنه جاهلي. توفي سنة 9 قبل الهجرة.
فحول الشعراء 14 وطبقات فحول الشعراء 1/212 وجمهرة أشعار العرب 555، واللآلئ 2/771، وديوان المعاني 2/187،والخزانة 10/434.(8/38)
(و) منه (الصفر)(1) بضم الصاد: (النحاس).
(والصفر)(2) بكسرها: (الخالي من الآنية وغيرها). وتقول: كوز صفر بالضم: أي نحاس، وكوز صفر بالكسر: أي خال.
(وعشر الدرهم)(3) بضم أوله (يثقل ويخفف إلى الثلث).
(وفي أظماء الإبل) بكسر أوله وتسكين ثانيه لا غير: (العشر والتسع، وكذلك إلى الثلث).
فأما عشر الدرهم: فهو جزء من عشرة، وكذلك تسعه جزء من تسعة، وكذلك إلى الثلث جزء من ثلاثة(4). وجمع العشر أعشار. ومنه قول امرئ القيس(5):
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي
بسهميك في أعشار قلب مقتل
وأما قوله: "يثقل ويخفف" فإنه على أن الحرف الثاني من جميع هذه الأجزاء يجوز ضمه وتسكينه، فيقال: عشر وعشر، وثلث وثلث، وكذلك سائر الأجزاء التي بينهما(6). وأما في أظماء الإبل فإن الحرف الأول منها مكسور والثاني [108/ب] ساكن لا غير في جميعها.
وأظماء الإبل:هو جمع ظمء بكسر الظاء والهمز، وهو ما بين الوردين، وهو حبس الإبل عن الماء إلى غاية الورد. والورد هو اليوم الذي ترد فيه الإبل الماء، أي تجيء فيه فتشرب.
__________
(1) والعامة تقول: "صفر" بكسر الصاد. ما تلحن فيه العامة 130، إصلاح المنطق 33، 166، وتقويم اللسان 129، وتصحيح التصحيف 351، والجمهرة (صفر) 2/740، والكسر لغة والضم أجود في أدب الكاتب 423، والكسر عن أبي عبيدة وحده في: المدخل إلى تقويم اللسان 118، والصحاح 2/714، واللسان 4/461 (صفر).
(2) والصاد مثلثة وككتف وزبر في الدرر المبثثة 137، والقاموس (صفر) 546.
(3) إصلاح المنطق 15، 34، والمثلث لابن السيد 2/263، والعين 1/245، والجمهرة 2/727، والصحاح 2/746، والمحكم 1/219 (عشر).
(4) قوله: "وكذلك تسعة... ثلاثة" ساقط من ش.
(5) ديوانه 13.
(6) أدب الكاتب 537.(8/39)
فأما العشر: فهو أطول وأقصى ما يكون من الإظماء، وأكثر ما تصبر الإبل عن الماء، ولا يكون ذلك إلا في الشتاء، واستغنائها بأكل الرطب(1) عن الماء، وتفسير ذلك أن الإبل ترد الماء يوما فتشرب، ثم تقيم بعد ذلك ثمانية أيام تشرب فيها ماء، ثم ترد الماء في اليوم العاشر، فذلك هو العشر.
وأما التسع: فأن تشرب الإبل الماء، ثم تقيم سبعة أيام بعد ذلك لا تشرب فيه، ثم ترد الماء في اليوم التاسع. وكذلك في الثمن والسبع والسدس والخمس والربع والثلث ينقصون من عددهم يوما يوما حتى ينتهي إلى الثلث، وهو أن تشرب الإبل يوما ثم تترك الشرب يوما، ثم ترد في اليوم الثالث، فورودها ذلك اليوم يسمونه ثلثا. وأكثر العرب لا يستعملون الثلث في سقي الإبل، وإنما يستعملونه في سقي النخل، فيقولون: هو يسقي نخله الثلث(2) [109/أ] وأما في ورد الإبل فيسمونه غبا، لأنهم يسمون أقصر الورد وأقله عندهم الرفه، وهو أن تشرب الإبل كل يوم، ثم الغب، وهو أن ترد يوما وتدع يوما، فإذا ارتفع من الغب فالظمء هو الربع لورودها الماء في اليوم الرابع باليوم الذي كانت شربت فيه قبله، ثم الخمس، وكذلك إلى العشر. حكى هذا الأصمعي(3).
(وخلف الناقة)(4) بكسر الخاء: ما يخرج منه اللبن، وهو رأس ضرعها بمنزلة الحلمة من ثدي المرأة(5). والجمع أخلاف. وللناقة أربعة أخلاف قادمان وآخران، فكل واحد منها(6) يسمى خلفا.
__________
(1) أي الكلأ، المختار (رطب) 246.
(2) ينظر: العين 8/215، والصحاح 1/275 (ثلث).
(3) الإبل 128، 151. وينظر: الكامل للمبرد 2/920، 1003.
(4) العين 4/65، 267، والجمهرة 1/615، 616، والمحيط 4/346، 347، والصحاح 4/1355 (خلف)
(5) الفرق لقطرب 52، 53، وللأصمعي 68، ولأبي حاتم 31.
(6) ش: "منهما".(8/40)
(و) تقول: (ليس لوعده خلف) بضم الخاء: أي أنه صادق في وعده، وهو اسم من الإخلاف، والإخلاف: الإخبار بأن شيئا سيكون ولا يكون، تقول: أخلفت الرجل إخلافا، إذا وعدته بوعد فلم تف له به، وهو في المستقبل كالكذب في الماضي، ولا يكون إلا في الخير، وهو أن تعده بخير ولا(1) تفعله، فإن وعدته بشر ولم(2) تفعله فليس ذلك بخلف عند العرب، بل هو كرم وفضل(3).
(و) منه (الحوار)(4) بالضم: وهو (ولد الناقة) حين تضعه أمه، فلا يزال يسمى حوارا حتى يفصل، فإذا فصل عن أمه، فهو فصيل(5). وجمعه في [109/ب] العدد القليل أحورة، وفي الكثير حوران وحيران(6).
(والرجل حسن الحوار) بالكسر(7): (تريد المحاورة)، وهي مراجعة الكلام والمجاوبة أو المخاطبة(8). ولا يثنى ولا يجمع، لأنه مصدر حاور.
(وعندي جمام القدح ماء)(9) بالكسر: وهو مقدار ما يملؤه إلى رأسه.
__________
(1) ش: "فلا، فلم".
(2) ش: "فلا، فلم".
(3) وشاهد ذلك عامر بن الطفيل (ديوانه 58):
وإني إن أوعدته أو وعدته لأخلف إيعادي وأنجز موعدي
(4) والعامة تقول: "الحوار" بالكسر لولد الناقة. الزمخشري 36. قال: "وهي لغة ذكرها الفراء". وذكرها أيضا ابن قتيبة في أدب الكاتب 545، ووسمت بأنها لغة رديئة في إصلاح المنطق 166. وينظر: العين 3/371، 373، والصحاح 2/640، والمحكم 3/386، 387 (حور).
(5) الإبل 74، 142، والفرق لثابت 73.
(6) الصحاح 2/640.
(7) وبالفتح أيضا في القاموس (حور) 487.
(8) ش: "والمخاطبة".
(9) حكاهما على هذا التفريق الفراء. إصلاح المنطق 175، والصحاح (جمم) 5/1890، ونفى ابن درستويه (180/ب) أن يكون بينهما فرقا، قائلا: وليس أحدهما أولى بالكسر أو الضم من الآخر، ولكنهما لغتان في معنى واحد، والعامة لا تلحن فيهما إلا أن تفتح الجيم. قلت: والجيم مثلثة والمعنى متفق في: أدب الكاتب 572، والمثلث لابن السيد 1/393ن والبعلي 130، والدرر المبثثة 92ن والصحاح 5/1890، والمحكم 7/166، والمغرب 1/161، والقاموس 1408 (جمم).(8/41)
(وجمام المكوك دقيقا)(1) بالضم: وهو ما علا رأسه من الدقيق وغيره. وتقول: أعطاني جمام المكوك دقيقا بالضم، إذا أردت أنه حط مما يحمله رأسه بعد امتلائه. وقال الخليل: الجمام بالضم، في الكيل. وقال: هو الكيل(2) إلى الرأس، يقال: جممت المكيال جما، وهو من جمة البئر، وكثرة الماء فيها(3).
والمكوك: مكيال، وهو ثلاث كيلجات، والكيلجة: منا وسبعة أثمان منا، والمنا: رطلان بالبغدادي(4).
(وقعد في علاوة الريح وسفالتها)(5) بضم أولهما، فعلاوتها: جهتها التي تهب منها، وسفالتها: جهتها التي تنتهي إليها.
(وضرب علاوته) بالكسر: أي رأسه ما دام في عنقه.
__________
(1) حكاهما على هذا التفريق الفراء. إصلاح المنطق 175، والصحاح (جمم) 5/1890، ونفى ابن درستويه (180/ب) أن يكون بينهما فرقا، قائلا: وليس أحدهما أولى بالكسر أو الضم من الآخر، ولكنهما لغتان في معنى واحد، والعامة لا تلحن فيهما إلا أن تفتح الجيم. قلت: والجيم مثلثة والمعنى متفق في: أدب الكاتب 572، والمثلث لابن السيد 1/393ن والبعلي 130، والدرر المبثثة 92ن والصحاح 5/1890، والمحكم 7/166، والمغرب 1/161، والقاموس 1408 (جمم).
(2) قوله: "وقال هو الكيل" ساقط من ش.
(3) العين (جمم) 6/27. ومراده أن الخليل لم يعرفه إلا بالضم في الكيل عموما.
(4) الصحاح (مكك) 4/1609 وفيه الكيلجة وجمعها كيلجات بفتح الكاف (ضبط قلم). وينظر: اللسان 10/491، والقاموس 1231 (مكك).
(5) إصلاح المنطق 174، وديوان الأدب 4/59، 62، والصحاح (سفل) 5/1730، (علو) 6/2439.(8/42)
(والعلاوة أيضا: ما علق على البعير بعد حمله)، نحو السقاء والسفود وغير ذلك، وجمعها علاوى بالفتح(1)، مثل إداوة وأداوى(2). واشتقاق هذين الفصلين المضموم والمكسور من العلو، وهو الارتفاع.
باب ما يثقل ويخفف باختلاف المعنى
قال أبو سهل: قوله: "يثقل" معناه – هاهنا -: يفتح ثانيه، وقوله: "يخفف" معناه: يسكن ثانيه(3).
قال: (تقول: اعمل على حسب ما أمرتك مثقل)(4): أي على قدره ومثاله.
(وحسبك ما أعطيتك) بالتخفيف: كفاك. وقيل: معناه ليكفك(5).
(وجلس وسط القوم)(6) مخفف: أي بينهم.
__________
(1) وعلاوات في العين (علو) 2/247، وأصل علاوى: علائو، فأبدلت الواو للثقل ألفا، ثم أبدلت الهمزة واوا لوقوعها بين ألفين، وفتحت من أجل الألف التي بعدها. وينظر: الممتع 2/603، 604.
(2) وتصريفها كعلاوة وعلاوى. والإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. اللسان (أدو) 14/25.
(3) والمراد بالثقيل والخفيف في غير هذا الباب الحرف المشدد وغير المشدد.
(4) والعامة تقول: "اعمل على حسب ما أمرتك" بتسكين السين. إصلاح المنطق 322، وأدب الكاتب384، 385، ودرة الغواص 213، والزمخشري 362، وتقويم اللسان 96، وذيل الفصيح 29، وتصحيح التصحيف 150، والعين 3/149، والمحيط 2/493 (حسب)،والتسكين لغة في الجمهرة 1/277، والمحكم 3/150 (حسب).
(5) ابن درستويه (181/ب).
(6) درة الغواص 214، وتثقيف اللسان 420، وتصحيح التصحيف 391، والعين 7/279، والمحيط 8/352، والصحاح 3/1168، والمقاييس 6/108، واللسان 7/426-429 (وسط). والتثقيل والتخفيف لغتان في كليهما في الجمهرة (وسط) 2/838.(8/43)
(وجلس وسط الدار) بالتثقيل، (و) كذلك (احتجم وسط رأسه) فوسط كل شيء بفتح السين: مثل واسطته، وهو اسم لما بين طرفيه. والفرق بين "وسط " الساكن السين، و"وسط" المحركها، أن الساكن لا يكون من نفس الشيء، وأن المفتوح يكون من نفس الشيء(1)، فوسط القوم بالسكون هو غيرهم وليس منهم، ووسط الدار بالفتح، هو منها، وكذلك وسط الرأس بالفتح، هو منه أيضا(2).
(والعجم)(3) بفتح الجيم: (حب الزبيب والنوى) من كل شيء، مثل التمر والخوخ(4) والرمان وغيرها. والواحدة عجمة.
(والعجم) بسكون الجيم: (العض)، وهو مصدر عجمت العود وغيره أعجمه بضم الجيم، إذا عضضته لتعرف صلابته من لينه [110/ب] فأنا عاجم، والعود معجوم.
__________
(1) قوله: "وأن المفتوح... الشيء" ساقط من ش.
(2) وفي الصحاح 3/1168: "يقال: جلست وسط القوم بالتسكين، لأنه ظرف، وجلست في وسط الدار بالتحريك، لأنه اسم وكل موضع صلح فيه بين فهو وسط، وإن لم يصلح فيه بين، فهو وسط بالتحريك، وربما سكن وليس بالوجه".
(3) والعامة تقول: "عجم الزبيب والنوى" بتسكين الجيم. إصلاح المنطق 58، 173، وأدب الكاتب 384، وتثقيف اللسان 420، وتقويم اللسان 138، وتصحيح التصحيف 375، والصحاح (عجم) 5/1980. قلت: والعامة عندنا لا تزال على الفصيح، فتقول: العجم والعجمة بالتثقيل، لنوى التمر ونحوه.
(4) "والخوخ" ساقطة من ش.(8/44)
(وهو يوم عرفة)(1) بفتح الراء، غير مصروف: وهو يوم الحج الأكبر. وعرفة: اسم علم معرفة لجبل أو مكان بعينه خلف منى(2)، فلذلك لم يصرف، وهو موقف الحجاج يوم الحج الأكبر، ولا يقال: العرفة بالألف واللام، لأنه معرفة، فلا تدخل عليه علامة التعريف(3).
(وخرجت على يده عرفة) بسكون الراء: (وهي قرحة) تخرج في وسط الكف(4). وقيل: في أطراف الأصابع(5). وجمعها عرف مثل قرح.
__________
(1) والعامة تقول: "يوم العرفة". ما تلحن فيه العامة 134، وإصلاح المنطق 280،وأدب الكاتب 405، وابن درستويه (282/ب)، والمرزوقي (145/ب)، والجمهرة (عرف) 2/767.
(2) تقع على مسافة ثلاثة وعشرين كيلا شرقي مكة، يمر من غربها الطريق السريع بين مكة والطائف. معجم معالم الحجاز 6/75، وينظر: معجم البلدان 4/104، والروض المعطار 409.
(3) ينظر: الصحاح 4/1401، والمصباح 154 (عرف).
(4) في إصلاح المنطق 280: "في بياض الكف".
(5) الجمهرة (عرف) 2/767.(8/45)
(وحطب يبس)(1) بسكون الباء: (كأنه خلقة)(2) قال الجبان: يعني أنه مع كونه نابتا يجف(3). وقال غيره: معناه أنه لا يذكر متى كان رطبا(4). وقال علقمة بن عبدة(5):
تخشخش أبدان الحديد عليهم
كما خشخشت يبس الحصاد جنوب
تخشخش: أي تصوت.
وأصل يبس: يبس بكسر الباء، [فأسكنت استثقالا للكسر](6)، ويابس أيضا، لأنه اسم الفاعل من قولك: يبس الشيء بكسر الباء، ييبس يبسا بفتحها، إذا جف، فهو يبس، بكس الباء.
(ومكان يبس) بفتح الباء: (إذا كان فيه ماء فذهب). وفي التنزيل: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى}(7) [111/أ] قال الراجز(8):
كأنما يمشين في خق يبس
__________
(1) إصلاح المنطق 284، وأثبت المحقق "حطب يبس" في الحاشية، وهو من أصل الكتاب، كما في المشوف المعلم 2/845، والصحاح 3/446، والمقاييس 6/154 (يبس)، وينظر: المجمل (يبس) 2/941، و"حطب يبس ويبس" بتسكين الباء وتخفيفها في ديوان الأدب 23/209، واللسان (يبس) 6/261.
(2) إلى هنا عن ثعلب في الصحاح 3/446.
(3) الجبان 257.
(4) القول في التلويح 68، ولم أقف عليه في مصدر آخر، والمعنى أنه لا يسمى حطبا متى كان رطبا. وقال الدميري (57/أ): "كأنه خلقه: تجوز منه، ألا ترى أنه من المحال أنه يكون الحطب يابسا في خلقته، لأنه نبات، فلا بد أن يكون فيه أولا رطوبة، ثم لا يزال ييبس قليلا قليلا حتى يبلغ الغاية، وهو في تلك الدرجات كلها يسمى حطبا"، وقال المرزوقي (146/أ): "لما خلق كاليابس في ضعف نموه وقلة نضارته".
(5) ديوانه 30.
(6) استدركه المصنف في الحاشية، وهو ساقط من ش.
(7) سورة طه 77.
(8) الرجز بلا نسبة في: الجمهرة 1/106، والصحاح 4/1470، والمجمل 1/276، والمقاييس 2/155، واللسان 10/84 (خقق).(8/46)
الخق بخاء معجمة مضمومة: الغدير(1) إذا جف وتقلع. وأنكر ابن درستويه قول ثعلب، وقال: كل طريق يابس، فهو يبس، وإن كان فيه قبل يبوسته ماء، أو لم يكن قط فيه، وإنما فتح هذا لأنه وصف بمصدره(2)، فترك على الفتح لخفته، ما يقال: رجل دنف، قال: وقال الخليل: طريق يبس لا ندوة فيه ولا بلل، وفسر به الآية(3).
(وفلان خلف صدق من أبيه) وغيره بفتح اللام، (وخلف سوء)(4) بسكونها، فمن فتحها أراد أنه بدل من أبيه وغيره من الغرباء، وهو اسم للجيد المحمود، فأضيف إلى الصدق، أي أنه خلف أباه في الجودة، وفي صدق أفعاله وأخلاقه المحمودة.
وأما المسكن اللام فهو اسم لكل رديء مذموم من المستخلفين. ومنه قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَات}(5) ولا يكون إلا من الولد أو ولد الولد.
والسوء: مصدر ساء يسوء، إذا حزن(6) وغم.
__________
(1) ش: "للغدير".
(2) قال الزجاج: "ومن قال يبسا فإنه نعته بالمصدر، المعنى طريقا ذا يبس، يقال: يبس الشيء ييبس وييبس يبسا ويبسا ويبسا، ثلاث لغات في المصدر". معاني القرآن وإعرابه 3/369، وينظر: أدب الكاتب 526، والجمهرة (يبس) 1/342.
(3) انتهى كلام ابن درستويه (83/أ) وقول الخليل في العين (يبس) 7/314.
(4) في التهذيب (خلف) 7/393: "وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: الناس كلهم يقولون: خلف صدق وخلف سوء"، وقد يتداخلان في المعنى ويشتركان في صفة المدح والذم، فيقال: خلف صدق بسكون اللام، وخلف سوء بفتح اللام في: معاني القرآن للفراء 1/399، 2/170، ومجاز القرآن 1/232، ومعاني القرآن للأخفش 2/313، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/335. وصاحب العين (خلف) 4/266 لا يجيز إلا ما قاله ثعلب في الفصيح. وينظر: إصلاح المنطق 13، 66، وأدب الكاتب 315، وديوان الأدب 1/119، ودرة الغواص 214، 215، وتصحيح التصحيف 391، والجمهرة 1/615، والصحاح 4/1354 (خلف).
(5) سورة مريم 59.
(6) ش: "خزي".(8/47)
(والخلف) أيضا بسكون اللام، مثل القرن: وهما اسمان لمن يجيء من الناس بعد قوم هلكوا. وقال لبيد(1):
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
(والخلف) بالتسكين (أيضا: الخطأ من الكلام، يقال: سكت ألفا ونطق خلفا)(2). قال الجبان: أي سكت ألف مرة أو ألف سكتة، ونطق منطقا رديئا فاسدا. قال: ونصب ألف على وجهين: الظرف والمصدر، ونصب خلف على المصدر(3). وقال غيره: معناه سكت عن ألف كلمة لم يتكلم بها ثم تكلم بخطأ(4).
__________
(1) ديوانه 157.
(2) الأمثال لأبي عبيد 55، والفاخر 269، وإصلاح المنطق 13، 66، وأدب الكاتب 315، والزاهر 1/618، وجمهرة الأمثال 1/416، ومجمع الأمثال 2/101، والجمهرة 1/615، والصحاح 4/1354 (خلف).
(3) الجبان 257.
(4) إصلاح المنطق 66، والزاهر 1/618.(8/48)
باب المكسور أوله
(تقول: الشيء رخو)(1): أي مسترخ، وهو اللين. والرخاوة: اللين.
(وهو الجرو)(2): لولد الكلب، والسنور، السبع، وكل ذي ناب(3). الأنثى جروة، وجمعه جراء بالكسر والمد، وأجراء وأجر(4).
(والرطل(5): للذي يوزن به)(6)، وهو اسم للصنجة، يكون ججرا أو حديدا أو غير ذلك، ويختلف مقداره في البلاد(7). وجمعه [81/ب] أرطال.
(واستعمل فلان على الشأم، وما أخذ إخذه)(8) بكسر الألف وفتح الذال.
__________
(1) ما تلحن فيه العامة 120، وإصلاح المنطق 174، وتقويم اللسان 110، وتصحيح التصحيف 282. وفي العين (رخو) 4/300: "الرِّخو والرَّخو لغتان". والفتح مولد في التهذيب 7/450. وفي البارع 229، والمصباح 85: "رخو" بالضم، يقوله الكلابيون, والراء مثلثة في: الدرر المبثثة 116، والمحكم 5/178، والقاموس 1661 (رخو).
(2) ما تلحن فيه العامة 120. وقد يضم ويفتح، إلا أن الكسر أفصح في إصلاح المنطق 174. والجيم مثلثة في: مثلث ابن السيد 1/393، وإكمال الإعلام 1/10، ومثلث البعلي 130، والدرر المبثثة 91، والصحاح 2/2301، والقاموس 1639 (جرو).
(3) الفرق للأصمعي 93، ولثابت 83، ولابن فارس 81، ومبادئ اللغة 148. وصغير كل شيء جرو حتى الحنظل والبطيخ ونحوه كما في القاموس (جرو) 1639.
(4) ينظر ص 589 من هذا الكتاب.
(5) ما تلحن فيه العامة 120، وإصلاح المنطق 174. وفي هذا الأخير الكسر والفتح لغتان عن الكسائي، وهو خلاف قوله في ما تلحن فيه العامة. وهما لغتان أيضا في أدب الكاتب 528.
(6) في الفصيح 293: "للذي يوزن به ويكال".
(7) قال ابن درستويه (140/ب): "هو عند قوم وزن مائة وبضعة وعشرين رهما، وعند آخرين مائة وخمسون درهما، وعند آخرين ثلاثة أرطال، وعند آخرين خمسة أرطال".
(8) والعامة تقول: "أخذه" بالفتح. إصلاح المنطق 174. قال الزمخشري 285: "وهو لغة جيدة" وينظر: التهذيب 7/528، والصحاح 2/560، والمجمل 1/89، والمحكم 5/142 (أخذ).(9/1)
فمعنى استعمل: أي جعل عاملا، أي واليا على جباية الأموال والخراج.
وفلان: كناية عن اسم خاص غالب، سمي به المحدث عنه، وهو معرفة لا تدخله الألف واللام، تقول: رأيت فلانا للمذكر، وفلانة للمؤنث، فإذا جعلوهما لغير الآدميين أدخلوا عليهما الألف واللام، فقالوا: هذا الفلان، وهذه الفلانة، فكنوا بهما عن البعير والناقة، أو غيرهما مما لا يعقل(1).
والشأم بتسكين الهمزة، على وزن شعم: أرض فيها بلاد كثيرة. وقيل: إنما سميت بذلك لأنها عن مشأمة الكعبة(2)، أي يسارها مما يلي المئزاب والحجر. وفيها لغة أخرى، يقال: شآم بفتح الهمزة، على وزن فعال(3).
وقوله: وما أخذ إخذه: أي وما اتصل بهذا المكان ودخل في حيزه وحده.
__________
(1) الكتاب 3/507.
(2) العين (شأم) 6/295، وشرح المقامات للرازي 3/803. ونقل ياقوت في أصل اشتقاقها أقوالا كثيرة، منها هذا القول، وعلق عليه بقوله: "وهذا قول فاسد، لأن القبلة لا شأمة لها ولا يمين، لأنها مقصد من كل وجه، يمنة لقوم وشامة لآخرين" معجم البلدان 3/312.
(3) الكتاب 3/228، 337، والصحاح (شأم) 5/1956. ويقال: شأم بفتح الهمزة، وشام بغير همز لغتان أيضا. معجم ما استعجم 2/773، ومعجم البلدان 3/311، واللسان (شأم) 12/316.(9/2)
(وهو النسيان)(1) بكسر النون وسكون السين: لنقيض الذكر والحفظ. وهو مصدر نسي ينسى، ومعناه: الإغفال وإتيان الشيء على غير قصد، فهذا أصله. ويكون النسيان الترك. ومنه قوله تعالى: {وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}(2) أي تتركون. وكل ناس تارك. وليس كل [82/أ] تارك ناس، والفاعل ناس، والمفعول منسي. وفي التنزيل: {وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً}(3). فالنسي، على وزن قرد، اسم لما ينسى ويترك.
__________
(1) والعامة تقوله بفتح النون والسين. إصلاح المنطق 183، وأدب الكاتب 390، وابن درستويه (141/ب)، ودرة الغواص 197، وتثقيف اللسان 46، وتقويم اللسان 179، وتصحيح التصحيف 514.
(2) من قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُم} سورة البقرة 44. وينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 47.
(3) سورة مريم 23. والكسر قراءة الجمهور. وقرأ حمزة وحفص {نَسْياً} بفتح النون. السبعة 408، وعلل القراءات 1/365، والحجة لأبي علي 5/196، والدر المصون 7/582. وهما لغتان في معاني القرآن للفراء 2/164.(9/3)
(وهو الديوان، والديباج،وكسرى)، فهذه الثلاثة الأحرف فارسية معربة(1). فأما الديوان(2): فمعروف لمجمع(3) الكتاب، وموضع حسباناتهم(4). وأصله عند العرب لما تكلمت به دوان بتشديد الواو، فاستثقلوا ذلك، فأبدلوا من الواو الأولى ياء، ولذلك قالوا في الجمع: دواوين على الأصل، ولم يقولوا: دياوين(5).
__________
(1) المعرب 140، 154، 282، وشفاء الغليل 256، 257، 433.
(2) والعامة تقول: "الديوان" بفتح الدال. إصلاح المنطق 175، وأدب الكاتب 390. والفتح لغة في: الكتاب 3/218، والاقتضاب 2/203. قال الكسائي: الفتح لغة مولدة. الغريب المصنف (214/أ). وينظر: اللسان (دون) 13/166.
(3) ش: "لجمع".
(4) ش: "حسابهم". والحسبانات: جمع حسبان، وهم جماعة الحساب. الصحاح (حسب) 1/111، وفي النهاية 2/150: "الديوان: هو الدفتر الذي بكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطاء، وأول من دون الدواوين عمر، وهو فارسي معرب". وهو عربي مشتق من الفعل "دون" عن الخليل في الكتاب 3/218، وهو الصواب عند المرزوقي (98/ب). ينظر: المعرب 317 (ت/ عبد الرحيم).
(5) الكتاب 4/368، 369، والصحاح (دون) 5/2115. أما الجمع "دياوين" فهو مذكور في الجمهرة 1/264، والمنصف 2/32، والإبدال لأبي الطيب 2/474، واللسان (دون) 13/166.(9/4)
وأما الديباج(1): فمعروف، لضرب من ثياب الحرير. وأصله عند العرب لما تكلمت له دباج بتشديد الباء، فاستثقلوا التشديد أيضا، فأبدلوا من الباء الأولى ياء اتباعا للكسرة التي قبلها، ولذلك قالوا في الجمع: ديابيج(2) بياء معجمة بنقطتين من تحت.
__________
(1) والعامة تقوله بفتح الدال. إصلاح المنطق 175، وأدب الكاتب 390، وتثقيف اللسان 299، وتقويم اللسان 105، وتصحيح التصحيف 267. والفتح لغة ولكن الكسر أفصح في العين (دبج) 6/88ن والاقتضاب 2/203. والفتح لغة مولدة في الغريب المصنف (214/أ)، والمحكم (دبج) 7/244.
(2) ودبابيج – أيضا – على الأصل. ينظر: الكتاب 3/434، 460، والمنصف 2/32، والممتع 1/369، وشرح الشافية 3/311، والجمهرة 1/263، والصحاح 1/719 (دبج).(9/5)
وأما كسرى فمعناه: الملك الأكبر من ملوك الفرس خاصة. وجمعه أكاسرة على غير الواحد وغير القياس(1)، والقياس كسرون مثل عيسون، وكسارى بفتح الكاف، مثل سكارى. والكوفيون يختارون كسر الكاف من كسرى(2)، والبصريون يختارون فتحها(3). وأصله في كلام الفرس (خسرو)(4) بخاء مضمومة، وواو [82/ب] في آخره، والراء قبلها مضمومة أيضا. وقيل: أصله عندهم (خسره)(5) بهاء بدل الواو، والخاء والراء مضمومتان أيضا.
__________
(1) ويجمع كذلك على كساسرة، وأكاسر، وكسور، على غير قياس أيضا. العين 5/307، والجمهرة 2/719 (كسر).
(2) إصلاح المنطق 175، وأدب الكاتب 390، والتهذيب (كسر) 10/50.
(3) ولهذا أخذ الزجاج على ثعلب الكسر في المسألة الرابعة في المخاطبة التي جرت بينهما حول أوهام الفصيح. ينظر: معجم الأدباء 1/57، والمزهر 1/205، والأشباه والنظائر 4/125.قلت: والمنقول عن أكثر العلماء الموثوق بعلمهم وصحة روايتهم من البصريين أن الأفصح "كسرى" بالكسر، وذلك فيما رواه أبو عبيد في الغريب المصنف (26/ب) عن أبي عمرو بن العلاء واليزيدي، وروى الأنباري في شرح المفضليات 534 عن أبي زيد: أن العرب لا تقول: "كسرى" إلا بالكسر. ومثل هذا ما أورده الجواليقي في رده على الزجاج (3/أ)، وابن خالويه عن أبي حاتم في الأشباه والنظائر4/129. والفتح والكسر لغتان سواء في العين 5/307، والصحاح 2/806، والمحكم 6/442 (كسر).
(4) المعرب 282، وشفاء الغليل 433ن والصحاح 2/806، والقاموس 604 (كسر) وفسره هذا الأخير بـ"واسع الملك" فسره صاحب التاج (كسر) 3/522 بـ"حسن الوجه"، وفسره عبد الرحيم في المعرب 540 بـ"ذي السمعة الطيبة".
(5) الجبان 218.(9/6)
(وهو سداد من عوز)(1): أي أنه يكفي بعض الكفاية، ويقوم مقام ما فقدناه من الشيء. والعوز بفتح العين والواو: الفقر والحاجة والخلة.ويقال منه: أعوزني الشيء إعوازا، فهو معوز، إذا لم تجده وأنت تطلبه. وأعوز الرجل،إذا ساءت حاله وافتقر. والسداد: هو اسم لما يسد من الحاجة والخلة، وهو البلغة من المال، وأصله ما يسد به الشيء، كالخصاص، أو رأس القارورة. ومنه قول الشاعر(2):
أضاعوني وأي فتى أضاعوا
ليوم كريهة وسداد ثغر
__________
(1) هذه الجملة من الأمثال السائرة. ينظر: الأمثال لأبي عبيد 135، وجمهرة الأمثال 1/429، مجمع الأمثال 1/114، والمستقصى 2/117. وهي جزء من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أيما رجل تزوج امرأة لدينها وجمالها كان ذلك سدادا من عوز". ذكره السيوطي في الجامع الكبير (49/ب)، والجامع الصغير (522) وضعفه، والسندروسي في الكشف الإلهي 1/79 قال: "وفيه ضعف".
ويروى: "سداد من عوز" بالفتح، كما تقوله العامة، وهو خطأ أنكره النضر بن شميل في مجلس المأمون، وكما في مجالس العلماء 152، وطبقات الزبيدي 56، 57، ونزهة الألباء 74، وإنباه الرواة 3/349. وقال: "السداد بالفتح: القصد في الدين والسبيل والطريق، والسداد بالكسر: للثلمة، وكل ما سددت به فهو سداد". وأنشد بيت العرجي. والفتح والكسر لغتان عن ابن الأعرابي في إصلاح المنطق 104، وأدب الكاتب 545. والكسر أفصح في الصحاح (سدد) 2/485.
(2) هو العرجي، والبيت في ديوانه 34.(9/7)
(وهو الخوان)(1): للذي يوضع عليه الطعام وهو فارسي معرب(2)، فإذا وضع الطعام عليه، فهو مائدة(3). وجمعه في القليل أخونة، وفي الكثير خون، بوزن قفل. وأنشد ابن درستويه، قال: أنشد بعضهم(4):
خوانهم فلكة لمغزلهم
يحار فيه لحسنه البصر
(وهو في جواري)(5): أي في مجاورتي، وهما مصدران لجاورت الرجل،(6) أي سكنت معه في الدار أو المحلة.
__________
(1) والعامة تقول: "خوان" بضم الخاء. ما تلحن فيه العامة 137، وابن درستويه (142/ب)، وتقويم اللسان 101، وابن ناقيا 2/215، والصحاح (خون) 5/2110. وهما لغتان على تردد في إصلاح المنطق 106، 174، وأدب الكاتب 396، 423، 545، وأخذ ابن السيد في الاقتضاب 213 على ابن قتيبة اضطرابه في ضبط هذه الكلمة. وهما لغتان جيدتان في المعرب 129. وينظر: ديوان الأدب 3/372، والمحكم 5/183، والمختار 194، والمصباح 70(خون).
(2) العين 4/309، والصحاح 5/3110، والمصباح 70 (خون). واختلف قول ابن دريد في الجمهرة 1/622، 2/1057 فقال مرة: هو أعجمي معرب، وأخرى: هو عربي. وينظر: المعرب 129، وشفاء الغليل 235، والمقاييس 2/231.
(3) ينظر: المنتخب 2/647، والصحابي 98، وفقه اللغة 35، والفروق 258، ودرة الغواص 22، والصحاح (ميد) 2/541.
(4) ابن درستويه (142/ب)، البيت بلا نسبة في اللسان (فلك) 10/478.
(5) والعامة تقول: "جواري" بضم الجيم. ما تلحن فيه العامة 15، وابن درستويه (142/ب)، والزمخشري 289. والكسر والضم لغتان في أدب الكاتب 545، والكسر أفصح في إصلاح المنطق 174، وديوان الأدب 3/371، والصحاح (جور) 2/617. قلت: يجوز أن يكون "الجوار" بالضم اسما لا مصدرا، فليس بلحن. وينظر: المصباح (جور) 44.
(6) المحكم (جور) 7/376.(9/8)
(وهذا [83/أ] قوام الأمر وملاكه)(1). فقوامه: اسم لما يقوم به، وهو نظامه وعماده. ومنه قول لبيد(2):
وهادية الصوار قوامها
وقوام العيش(3): اسم لما يقيمك ويعينك عليه. وقال الراجز(4):
رأس قوام الدين وابن رأس
وأما ملاك الأمر: فإنه اسم لما يملك به ويمسك ويشد.
(وتقول: المال في الرعي)(5) بكسر الراء: وهو ما تملكه الماشية من نبات الأرض، وهو المرعى بعينه، فإن أردت المصدر فتحت الراء، فقلت: رعيت المال أرعاه رعيا، إذا أخرجته إلى الكلأ ليرعاه، أي يأكله. وكذلك رعى المال نفسه يرعى رعيا: إذا أكل النبات، لفظ اللازم والمتعدي في هذا سواء.
(وكم سقي أرضك)(6) بكسر السين: أي كم حظها ونصيبها من الماء، وهو اسم المقدار الذي يكفي أرضك، مثل الشرب إذا سقيتها. فإن أردت المصدر فتحت السين، تقول: سقيت الرجل الماء وغيره سقيا، إذا دفعته إليه ليشربه، أو أمكنته من شربه. ومنه قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً}(7) وكذلك سقيت الزرع والنخل أسقيه سقيا بالفتح أيضا.
__________
(1) والعامة تقولهما بفتح القاف والميم. ما تلحن فيه العامة 134، و ابن درستويه (143/أ)، وتقويم اللسان 152، 169، وتصحيح التصحيف 495. والكسر والفتح لغتان في: إصلاح المنطق 104، وأدب الكاتب 544، 545، وديوان الأدب 1/381، 368.
(2) ديوانه 307، وتمام البيت:
أفتلك أم وحشية مسبوعة خذلت وهادية...
والبيت في صفة أتان، وخذلت: تخلفت، والصوار: القطيع من البقر.
(3) وقوام العيش بالفتح كسحاب في القاموس (قوم) 1487.
(4) هو العجاج، والرجز في ديوانه 479(ت/عزة حسن).
(5) والعامة تقوله بفتح الراء. أدب الكاتب 311، وابن درستويه (143/أ)، وتقويم اللسان 110.
(6) والعامة تقوله بفتح السين. أدب الكاتب 311، 390، وابن درستويه (143/أ).
(7) سورة الإنسان 21.(9/9)
(وطعام سقي، وعذي)(1) بكسر أولهما، وسكون ثانيهما.
فالطعام: اسم للحنطة والشعير وما أشبههما [83/ب] مما يكون قوتا.
والسقي: المسقي، وهو ما سقى الناس زرعه الماء في كل وقت من الآبار والأنهار(2).
والعذي: هو العذي، بوزن شقي، وهو ما لم يسق الناس زرعه، وإنما يشرب من ماء المطر(3).
(وفلان ينزل العلو والسفل، وإن شئت ضممت)(4) أولهما: أي العالي والمنخفض من الأماكن.
(وهو الجص)(5): لحجارة تحرق، ويبنى به(6)، وتجصص به الدور. وهو فارسي معرب(7).
__________
(1) والعامة تفتحهما. ابن درستويه (143/ب). والفتح لغة في العذي في المصباح 152، والقاموس 1689(عذى).
(2) ويقال له أيضا: المسقوي. القاموس (سقى) 1671.
(3) ويقال له أيضا: العثري. بتحريك الثاء وتخفيفها. الصحاح (عثر) 2/737.
(4) إصلاح المنطق 36، وأدب الكاتب 531. وفي الصحاح (سفل) 5/1730: "السفل، والسفل، والسفول، والسفال، والسفالة بالضم: نقيض العلو، والعلو، والعلو، والعلاء، والعلاوة".
(5) والعامة تقوله بفتح الجيم. إصلاح المنطق 174، والمصباح (جصص) 39 عن أبي حاتم. وهما لغتان في إصلاح المنطق أيضا 32، وأدب الكاتب 528، وديوان الأدب 3/31، والصحاح 3/1032، والمحكم 7/130 (جصص) وفي البارع 579: "وقال الكلابيون: هذا الجص فكسورا الجيم، وقال بعضهم: الجص بفتح الجيم". وفي التهذيب 10/448: "ولغة أهل الحجاز في الجص: القص" وينظر: لحن العامة 128.
(6) في التلويح 51: "يبنى بها".
(7) المعرب 95، وشفاء الغليل 198، والجمهرة 1/89، 456، والتهذيب 10/448، وديوان الأدب 3/7، والصحاح 3/1032 (جصص).(9/10)
(وهو الزئبر)(1) مهموز مكسور الزاي والباء: وهو معروف، يعلو الثوب الجديد كالزغب، من غزله، كما يعلو الخز وأكسية المرعزى(2) والصوف ونحوها.
(وثوب مزأبر) بالهمز وكسر الباء: إذا ظهر زئبره. ويروى مزأبر(3) بفتح الباء، ومعناه: الذي أظهر زئبره.
__________
(1) والعامة تفتح الباء ولا تهمز. إصلاح المنطق 147، وأدب الكاتب 391، 392، وتقويم اللسان 14، والصحاح (زبر) 2/668. وفي هذا الأخير (ضبل) 05/1747: "الضئبل بالكسر والهمز، مثال الزئبر: الداهية. وربما جاء الضم فيهما. قال ثعلب: لا نعلم في الكلام فعلل، فإن كان هذان الحرفان مسموعين بضم الباء فيهما، فهو من النوادر".
(2) المرعزى: الزغب الذي تحت شعر العنز. الصحاح (رعز) 2/879.
(3) أدب الكاتب 392.(9/11)
(وهو الزئبق)(1) بالهمز وكسر الزاي والباء أيضا، ومنهم من يفتح الباء، وهو معروف، وهو ينبع، وله عين، وهو الذي يسمى الزاووق(2) بواوين، على مثال طاووس. وهو فارسي معرب(3)، واسمه بالفارسية "جيفة"(4) بجيم وفاء عجميتين. (ودرهم مزأبق)(5) بالهمز أيضا وفتح الباء: إذا جعل عليه الزئبق. وقد زوبق الدرهم يزأبق زأبقة، فهو مزأبق بالفتح. ومنهم من [84/أ] يقول: درهم مزأبق بكسر الباء، فيجعل الفعل للدرهم، كأنه لما جعل الزئبق عليه قبله، فصار الفعل له.
__________
(1) والعامة تفتح الباء وتدع الهمز. أدب الكاتب 392، وتقويم اللسان 114. وتفتح الأول والثالث وتلين الهمز كما في تصحيح التصحيف 298. وتليين الهمز لغة حكاها صاحب العين (زبق) 5/93. وكسر الباء وفتحها لغتان في الصحاح (زبق) 4/1488. وينظر: التاج (زبق) 6/366.
(2) في العين (زوق) 5/191: "الزاووق: الزئبق: الزئبق لأهل المدينة، ويدخل في التصاوير، ومنه يقال: مزوق، أي مزين". وينظر: لحن العامة 141، والصحاح (زوق) 4/1492.
(3) المعرب 170، والجمهرة 1/334، والصحاح 4/1488 (زبق).
(4) قال عبد الرحيم في المعرب 347: "هو بالفارسية الحديثة: جيوه وثيوه بالزاء الفارسية... وبالسنسكريتية Jivaka ".
(5) والعامة تقول: "مزبق" أدب الكاتب 392، والمعرب 170، والصحاح 4/1488، والتاج 6/367 (زبق).(9/12)
(وهو القرقس: لهذا البعوض)(1). وجمعه قراقس. وأنشد ابن السكيت(2):
فليت الأفاعي يعضضننا
مكان البراغيث والقرقس
(وليس لي فيه فكر)(3): أي تأمل ونظر في أمره، وجمعه أفكار. يقال منه: أفكر يفكر، وفكر يفكر، وتفكر يتفكر. والفكر: اسم فعل من أفعال النفس، كالعلم والحفظ والذكر، وليس هو بمصدر(4).
__________
(1) والعامة تقول: "القرقس" بفتح الأول. ابن درستويه (144/أ). وتقول أيضا: "الجرجس" بالجيم، وهي لغة. إصلاح المنطق 308، وأدب الكاتب 408، والإبدال لأبي الطيب 1/244، وتقويم اللسان 150، والجمهرة 2/1162، والصحاح 3/913، 962 (جرجس، قرقس).
(2) إصلاح المنطق 308، ولم ينسبه، وروايته: "ليت الأفاعي" بالخرم. والبيت بلا نسبة أيضا في: شرح أبيات إصلاح المنطق 507، وابن درستويه (144/ب)، والمرزوقي (100/ب)، والمشوف المعلم 2/862، والعين 5/253، والجمهرة 2/1162، والتهذيب 9/397، والصحاح 3/962، واللسان 6/173 (قرقس). وأنشد بعده صاحب العين:
يحرمن جنبي نوم الفراش ويؤذين جسمي أن أجلس
(3) والعامة تفتح الفاء أو تضمها. ابن درستويه (144/ب). والفتح لغة ربيعة في الزمخشري 294. وحكى ابن هشام 137 عن أبي حاتم قال: "العامة تكسر الفاء من الفكر والصواب فتحها". وهما لغتان والفتح أفصح في إصلاح المنطق 165، وعنه في الصحاح (فكر) 2/783. ولغتان والفتح أقل في الجمهرة 2/786، والقاموس 588 (فكر).
(4) والمصدر: الإفكار، والتفكير،والتفكر، وهذه المصادر جارية على الأفعال التي ذكرها المصنف،أما الثلاثي فلم يستعمل منه مصدر، كما ذكر ابن درستويه (144/ب). وفي المصباح 182: "والفكر بالفتح: مصدر فكرت في الأمر، من باب ضرب".(9/13)
(ومنه تقول: أوطأتني عشوة)(1). فالهاء في منه ترجع إلى الباب. وعشوة معناها: أمر ملتبس، أي أخبرتني بما أوقعتني به في بلية وحيرة، أي أني أطأ على ما لا أراه، ولا أتيقنه. وقال ابن درستويه: العشوة: اسم لتلبيس الأمر والتغرير، وذلك أن تكذب الرجل حتى تضلل رأيه وتدبيره، فتوقعه فيما يكره. قال: والعشوة مشتقة من قولهم: يعشو إلى كذا وكذا، أي يسير وهو في ظلمة العشاء إلى نار أو ضوء على غير بيان، وبغير دليل. أي تركتني أطأ العشوة(2). وقال الجبان: أي غررتني حتى اغتررت، والعشوة: نار، أي جعلتني أطأ النار فلا أحس بها. والجمع عشوات وعشي(3).
__________
(1) والعامة تقول: "عشوة" بفتح العين. ابن درستويه (144/ب)، والزمخشري 294. وذلك ليس بخطأ، فالعين مثلثة في: إصلاح المنطق 117، 174، وأدب الكاتب 423 (وفي هذين عن الكسائي أنه لم يعرف الفتح فيها) والأمالي لأبي علي 1/263، والمثلث لابن السيد 2/252، والبعلي 139، وإكمال الإعلام 1/14، والدرر المبثثة 147، والعين 2/187، والتهذيب 3/59، والصحاح 6/2427، والمحكم 2/20 (عشو). ولم يعرف ابن دريد في الجمهرة 2/871 إلا "عشوة" بالضم وأنكر الكسر والفتح. و"أطأتني عشوة" مثل في النبات لأبي حنيفة 161، والمستقصى 1/431.
(2) ابن درستويه (144/ب – 145/أ). وقوله: "أي تركتني أطأ العشوة" تفسير لكلام قبله في هذا المصدر، قال: "فمعنى أوطأته عشوة: أي تركته يطأ العشوة".
(3) الجبان 221، 222، بتصرف يسير.(9/14)
(وهي الحدأة)(1) مهموزة، مكسورة الحاء [84/ب]، (وجمعها حدأ)(2)، مهموز مقصور على مثال عنبة وعنب: وهي طائر معروف، من الطير الجوارح(3)، ولا تصيد إلا الجرذان ونحوها، تأكل الجيف وما تخطفه. وقال العجاج يصف الأثافي(4):
كما تدانى الحدأ الأوي
(وهي الجنازة)(5): للخشب التي يحمل عليها الميت. وجمعها جنائز، رسالة ورسائل.
__________
(1) والعامة تقول: "الحدا" بفتح الحاء وتسهيل الهمز. ابن درستويه (145/أ)، أو "الحدا" بالفتح. الزمخشري 294. والفتح لغة في التهذيب (حدأ) 5/187. وينظر: إصلاح المنطق 147، وأدب الكاتب 322، والصحاح (حدأ) 1/43.
(2) وحداء، وحدآن، والأولى نادرة. المحكم (حدأ9 3/311. وفي لحن العامة 154: "ويقولون لجمع الحدأة: أحدية، والصواب حدأ". وفي التهذيب 5/188: "وقال أبو حاتم: أهل الحجاز يخطئون فيقولون لهذا الطائر: الحديا، وهو خطأ، ويجمعونه الحدادي، وهو خطأ". قلت: ما يزال هذا النطق الحجازي مستعملا إلى يومنا هذا في بعض مناطق السراة. وبعضهم يقلب الدال الأولى في الجمع نونا فيقول: "الحنادي".
(3) قوله: "من الطير الجوارح" ساقط من ش.
(4) ديوانه 1/485، وبعده:
روائم لو ترأم الأثفي
والأوي: المجتمعة، والرواتم: التي ترأم، أي تشتم. عن شرحه بالديوان.
(5) في العين (جنز) 6/70: "الجنازة بنصب الجيم وجرها: الإنسان الميت... وقوم ينكرون الجنازة للميت، يقولون: الجنازة بكسر الصدر: خشبة الشرجع... وقد جرى في أفواه العامة الجنازة بنصب الجيم، والنحارير ينكرونه" والفتح قول العامة في الصحاح (جنز) 3/870، وهو لحن أو لغة على تردد في ديوان الأدب 1/385. وفي التهذيب (جنز) 10/623 عن أبي حاتم عن الأصمعي: "الجنازة بالكسر: هو الميت نفسه والعوام يتوهمون أنه السرير". وينظر: الاقتضاب 2/205، 206، وغريب الحديث للخطابي 1/234، والجمهرة 1/472، والمغرب 1/173، وتحرير ألفاظ التنبيه 94، والمصباح 43 (جنز).(9/15)
(وهي الغسلة)(1): للآس المدقوق وغيره مما تمتشط به المرأة. وجمعها غسل، مثل قربة وقرب.
(وهي كفة الميزان)(2): معروفة. وجمعها كفف وكفات، وهي المستديرة المعلقة بالخيوط التي يوضع فيها الموزون(3). وكل مستدير كفة بالكسر(4).
(وصنارة المغزل)(5) بتشديد النون: وهي معروفة، قطيعة من حديد أو صفر، دقيقة، معقفة الرأس، تركز في رأس المغزل لتمسك الخيط(6). وجمعها صنارات وصنانير.
والمغزل: معروف أيضا، بكسر الميم وفتح الزاي، وجمعه مغازل. وقال الشاعر(7):
فليت سنلنك صنارة
وليت رميحك من مغزل
تمنى أن لو كان المخاطب امرأة تغزل في البيت، ولم تشهد الحرب فتفتضح(8).
(ولي في بني فلان بغية)(9): أي حاجة وطلبة. وجمعها بغى بالقصر والكسر، مثل لحية ولحى.
__________
(1) والعامة تقول: "الغسلة" بالفتح، وهو خطأ، لأن الغسلة المرة الواحدة. ما تلحن فيه العامة 116، و إصلاح المنطق 174، وأدب الكاتب 392، ودرة الغواص 210، وتصحيح التصحيف 394.
(2) والعامة تقول: "كفة" بفتح الكاف. ابن درستويه (145/ب)، وتقويم اللسان 155، وتصحيح التصحيف 443. وحكى الكسائي والأصمعي "كفة" بالفتح. المدخل إلى تقويم اللسان 113، والصحاح (كفف) 4/1422. والكاف مثلثة في المثلث للبعلي 143، والدرر المبثثة 174.
(3) قوله: "وهي المستديرة... الموزون" ساقط من ش.
(4) ينظر الكامل 2/1036، والجمهرة 2/970، والصحاح 4/1422 (كفف).
(5) العامة تقول: "صنارة" بفتح الصاد. إصلاح المنطق 173، وأدب الكاتب 390، وابن درستويه (146/أ)، وتقويم اللسان 129. و"صنارة" بضم الصاد أيضا. تثقيف اللسان147، وتصحيح التصحيف 351.
(6) قوله: "قطيعة من حديد...الخيط" ساقط من ش.
(7) البيت بلا نسبة في ابن درستويه (146/أ).
(8) كذا،والسياق يقتضي: "ولم يشهد الحرب فيفتضح".
(9) والعامة تقول: "بغية" بالضم. ما تلحن فيه العامة 115، وابن ناقيا 2/221 والكسر والضم لغتان في: الصحاح 6/2281، والمحكم 6/19، والمصباح 23، والقاموس 1631 (بغى).(9/16)
(وهو [85/أ] لرشدة وزنية(1) بكسر أولهما (وهو لغية)(2)، هذا الحرف بفتح أوله(3).
فأما رشدة: فهي خلاف زنية وغية، وهو الحلال الذي ولد من نكاح، وهو فعلة من الرشد والرشاد، وهما الصلاح، وهي بمعنى الهيأة.
__________
(1) أوائل هذه الكلمات بالفتح لا غير في إصلاح المنطق 325، وبالفتح والعامة تكسرها في أدب الكاتب 388، والكسر والفتح لغتان في الصحاح 6/2369، والمحكم 6/46، والمغرب 1/371، والمصباح 87، 98، 174 (رشد، زنى، غوى). وأنكر الزجاج في المخاطبة التي جرت بينه وبين ثعلب، والكسر في رشدة وزنية، وقال: هما بالفتح لا غير. معجم الأدباء 1/57، والأشباه والنظائر 4/126، والمزهر 1/206 وذكر ابن خالويه في الانتصار لثعلب أن الفتح اختيار البصريين، والكسر اختيار الكوفيين، وأما غية فإجماع أنها مفتوحة. الإشباه والنظائر 4/129، 130. وينظر: الرد على الزجاج للجواليقي (4/أ).
(2) أوائل هذه الكلمات بالفتح لا غير في إصلاح المنطق 325، وبالفتح والعامة تكسرها في أدب الكاتب 388، والكسر والفتح لغتان في الصحاح 6/2369، والمحكم 6/46، والمغرب 1/371، والمصباح 87، 98، 174 (رشد، زنى، غوى). وأنكر الزجاج في المخاطبة التي جرت بينه وبين ثعلب، والكسر في رشدة وزنية، وقال: هما بالفتح لا غير. معجم الأدباء 1/57، والأشباه والنظائر 4/126، والمزهر 1/206 وذكر ابن خالويه في الانتصار لثعلب أن الفتح اختيار البصريين، والكسر اختيار الكوفيين، وأما غية فإجماع أنها مفتوحة. الإشباه والنظائر 4/129، 130. وينظر: الرد على الزجاج للجواليقي (4/أ).
(3) ولم يستعمل مكسورا كسابقه، لاستثقال الكسر مع الياء. ابن درستويه (146/ب).(9/17)
وأما الزنية بالكسر، والغية بالفتح: فهما بمعنى واحد، وهو الذي ولد من سفاح، فالزنية: الفجور، وهو من الزناء، والغية: المرة الواحدة من الغي، وهو ضد الرشد. وأنشد ابن درستويه(1):
ألا رب من يغتابني ود أنني
أبوه الذي يدعى إليه وينسب
على رشدة من أمه أو لغية
فيغلبها فحل على النسل منجب
(ومنه) أي من هذا الباب أيضا تقول(2): (بينهما إحنه)، وهي العداوة والحقد. وجمعهما إحن، مثل قربة وقرب. قال أبو الطمحان القيني(3):
إذا كان في صدر ابن عمك إحنة
فلا تستثرها سوف يبدو دفينها
__________
(1) ابن درستويه (146/ب): "والبيتان للغطمش من بني شقرة بن كعب الضبي في ديوان الحماسة 1/508، ولبعض الضبيين في عيون الأخبار 2/16. والثاني من غير نسبة في العين 6/242، والتهذيب 11/321، والتكملة 2/233، واللسان 3/176 (رشد).
(2) في الفصيح 294، والتلويح 51: "يقال".
(3) البيت له في الأغاني 13/13، وأمالي المرتضى 1/259، والجمهرة 1/424، وللأقيبل بن نبهان القيني في المؤتلف والمختلف 23، وللأقيبل بن شهاب القيني في اللسان 13/9، والتاج 9/118 (أحن) ومن غير نسبة في إصلاح المنطق 282، وشرح أبياته 492، والمشوف المعلم 1/56، والصحاح 5/2068، والمقاييس 1/67 (أحن).
وأبو الطحان هو: حنظلة بن شرقي أحد بني القين بن جسر بن شيع الله من قضاعة، وقيل: اسمه ربيعة بن عوف بن غنم بن كنانة بن القين بن جسر. كان شاعرا، فارسا، صعلوكا، عاش في الجاهلية وأردك الإسلام وأسلم، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، عمر طويلا وتوفي نحو سنة 30هـ.
المعمرون 72، وكنى الشعراء 2/286، والشعر والشعراء 1/304ن والأغاني 13/3، والإصابة 1/381.(9/18)
قال أبو سهل: وليس هذا الفصل مما تغلط العامة في أوله، وإنما تحذف منه الهمزة، فتقول: بينهما حنة(1) بكسر أوله أيضا.
(وأجد إبردة)(2) بكسر أوله وثالثه: وهي علة معروفة من غلبة البرد والرطوبة، تفتر عن الجماع [85/ب] وجمعهما إبردات.
(وهي الإصبع)(3) بكسر الهمزة وفتح الباء: لواحدة الأصابع المعروفة من اليد والرجل. وفيها لغات(4) أذكرها لك إن شاء الله في "شرح الكتاب".
__________
(1) إصلاح المنطق282، وأدب الكاتب 369، وابن درستويه (147/أ)، والمرزوقي (102/أ)، وتقويم اللسان 63، وتصحيح التصحيف 234، والصحاح (أحن) 5/2068. وهي لغة في العين 3/305، والمحيط 3/218 (أحن)، وقال الأزهري: "حنة ليس في كلام العرب، وأنكر الأصمعي والفراء حنة، وقالا: الصواب إحنة".
(2) والعامة تقول: "أبردة" بفتح الهمزة. إصلاح المنطق 174، وأدب الكاتب 390، وابن درستويه (147/ب).
(3) هذه أفصح لغاتها، وفيها عشر لغا، تسع بتثليث الهمزة مع تثليث الباء، والعاشرة أصبوع بوزن عصفور. ينظر: المنتخب 1/511، 537، والمنجد 48، والمجرد 1/145، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/337 ومثلث ابن السيد 1/305، والشوارد في اللغة 228، وإكمال الإعلام 1/29، والمدخل إلى تقويم اللسان 115، والمثلث للبعلي 163، والدرر المبثثة 70، والمخصص 16/187، والمصباح 126، والقاموس 950(صبع).
(4) الهامش السابق.(9/19)
والإصبع مؤنثة(1)، ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حفر الخندق(2):
"هل أنت إلا إصبع دميت
وفي سبيل الله ما لقيت"
(وهي الإشفى)(3) مقصور(4)، (وجمعه الأشافي): وهو المخزر الذي يخزر به الإسكاف(5) والخراز الأساقي والمزاود وأشباهها. قال الراجز(6):
فحاص(7) ما بين الشراك والقدم
وخزة إشفى في عطوف من أدم
وقال بشر بن أبي خازم(8)
__________
(1) المذكر والمؤنث للفراء 68، ولابن الأنباري 1/336، ولابن التستري 57، ولابن فارس 55، ولابن جني 56، ويذكر ويؤنث في العين 1/311، والصحاح 3/1241 (صبع).
(2) أخرجه من حديث جندب بن سفيان البخاري في (كتاب الأدب – باب ما يجوز من الشعر والرجز وما يكره منه 6146)، ومسلم في (كتاب الجهاد والسير – باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين 1796)، ولم يذكرا موقعة بعينها قاله فيها، وقاله يوم حنين في تفسير القرطبي 15/36، والرجز للوليد بن الوليد بن المغيرة قاله في مناسبة أخرى في السيرة النبوية 1/476، والبداية والنهاية 3/171، والإصابة 3/604. وينظر: العين (رجز) 6/65، والجمهرة (دمى) 2/686، والتهذيب 2/51، واللسان 8/192 (صبع).
(3) والعامة تحذف الهمزة من أوله، وتقول: الشفا. ابن درستويه (147/أ)، وتثقيف اللسان 128، وتقويم اللسان 67، وتصحيح التصحيف 339.
(4) المقصور والممدود للفراء 60.
(5) الإسكاف: الصانع. المختار (سكف) 306.
(6) الرجز في الحيوان 4/284 لجاهلي يدعو على رجل ظلمه بثعبان يلدغه، وقبله:
حتى دنا من رأس نضناض أصم
وبعده:
بمذرب أخرجه من رأس كم
كأن وخز نابه إذا انتظم
وخزة أشفى....
وفي اللسان (شفى) 14/438، والأول في المعاني 2/675.
(7) الحيوان: "فخاضه بين"، المعاني: "فحاصه بين" بالإهمال، وهو أوجه، لأن الحوص: الخياطة والتضييق بين الشيئين. الصحاح (حوص) 3/1034.
(8) ديوانه 148.
وبشر بن أبي خازم عمرو بن عوف الأسدي، شاعر جاهلي فحل، عده ابن سلام في الطبقة الثانية من فحول الشعراء الجاهليين، قتل نحو سنة 22 قبل الهجرة. طبقات فحول الشعراء 1/97، والشعر والشعراء 1/190، والمؤتلف والمختلف 60، وأسماء المغتالين 2/214، والخزانة 4/441.(9/20)
:
تزل اللقوة الغشواء عنه
مخالبها كأطراف الأشافي
اللقوة: واللقوة بفتح اللام كسرها: العقاب. والغشواء بغين وشين معجمتين: هي العقاب التي في وجهها بياض(1).
(وهي إنفحة الجدي)(2) بتشديد الحاء(3) (وتخفف أيضا): وهي كرش الجدي(4)، أو الحمل ما دام يرضع، فإذا ذبح أخرجت من بطنه, وفيها لبن يجمدون بالشيء اليسير منه اللبن الحليب المغلى حتى يصيره جبنا، فإذا أكل الجدي أو الحمل سميت إنفحته كرشا(5). وقال الراجز في تخفيفها(6) [86/أ]:
كم قد أكلت كبدا وإنفحه
ثم ادخرت ألية مشرحه
وجمع المشددة أنافيح وأنافح، وجمع المخففة أنافح لا غير. وقال الشماخ(7):
وإني لمن قوم كما قد علمتم
إذا أولموا لم يولموا بالأنافح
__________
(1) ش: "في وجهها ورأسها بياض".
(2) والعامة تقول: "أنفحة" بفتح الهمزة وتخفيف الحاء، ومنفحة بإبدال الهمزة ميما. أدب الكاتب 390، وابن درستويه (147/ب)، وتقويم اللسان 66، وتصحيح التصحيف 497، والتنبيهات 181. ومنفحة لغة بعض بني كلاب في إصلاح المنطق 176. وفي الاقتضاب 2/203 عن الخليل "الأنفحة" بفتح الهمزة لغة، وليس في العين (نفح) 3/249 إلا الكسر. و"بنفحة" بإبدال الهمزة باء لغة أيضا في التهذيب (نفح) 1/556.
(3) وأنكره ابن دريد. الجمهرة (نفح) 1/556.
(4) ش: "الكرش للجدي".
(5) في التلويح 52: "فإذا أكل سميت قبة".وينظر: الصحاح (نفح) 1/413.
(6) الرجز بلا نسبة في: الجمهرة 1/557، والصحاح 1/378، 413، واللسان 2/624، والتاج 2/171 (شرح، نفح).
(7) ش: "قال الشماخ" والبيت في ديوانه 107 وفيه: "...وقوم على أن ذممتهم".(9/21)
(وهو الإكاف والوكاف)(1) بمهمز أوله وبالواو أيضا: بمعنى واحد، وهو معروف للذي يكون فوق برذعة الحمار والبغل(2). وقال الراجز(3):
إن لنا أحمرة عجافا
يأكلن كل ليلة إكافا
والجمع أكف ووكف بضم الكاف، مثل كتاب وكتب.
(وهي إضبارة من كتب وإضمامة)(4): وهما بمعنى واحد للجمعة من ذلك، وهي الكتب المجموعة المشدودة المضموم بعضها إلى بعض. وجمعهما أضابير وأضاميم(5).
__________
(1) إصلاح المنطق 159ن وأدب الكاتب 474، وديوان الأدب 3/242،والإبدال والمعاقبة 10، والصحاح 4/1441، والمقاييس 6/140 (وكف)، والوكاف لغة الحجاز، والإكاف لغة تميم في المزهر 2/277، والتهذيب (وكف) 10/395. وفي القلب والإبدال 57 عن الكسائي: "الوكاف والوكاف، والإكاف والأكاف". وينظر: المحكم 7/73، والتكملة 4/437، 581 (أكف، وكف).
(2) وهو من المراكب شبه الرحال والأقتاب، المحكم (أكف) 7/73.
(3) الرجز بلا نسبة ي ابن درستويه (147/ب) واللسان 9/9، والتاج 6/43. والثاني في: الكشاف 1/216، والبحر المحيط 2/121، والدر المصون 2/242، قال في اللسان: "أي يأكلن ثمن إكاف، أي يباع إكاف ويطعم بثمنه".
(4) والعامة تقول: "ضبارة" بحذف الهمزة، وكسر الضاد، و"ضبارة" بفتحها. ابن درستويه (148/أ)، وتقويم اللسان 67. وحذف الهمزة لغة في العين "ضبر" 7/37. وهذه ثلاث من خمس لغات ذكرها ابن هشام في المدخل إلى تقويم اللسان 152، والأخيرتان "أضبارة" بفتح الهمزة، و"ضبارة" بضم الضاد. وينظر: في أصول الكلمات 321-322، والتهذيب 12/30، والصحاح 135 (ضبر).
(5) إصلاح المنطق 289.(9/22)
(وهو السوار، للذي في اليد)(1)، وهو ما تجعله المرأة في أسفل ذراعها من ذهب أو فضة. وجمعه القليل أسورة، وجمع أسورة أساور وأساورة. ومنه قوله تعالى: {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ}(2)، وقال: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَب}(3)، وجمعه الكثير سور بضم السين وسكون الواو، مثل خوان وخون. وأنشد أبو زيد(4):
وقوم هم كانوا الملوك هديتهم
بظلماء ما يبدو(5) بها ضوء كوكب
[86/ب] ولا قمر إلا ضئيل كأنه
سوار جلاه صائغ السور مذهب(6)
ويقال أيضا في جمعه: سور بضم الواو. ومنه قول الشاعر(7):
__________
(1) عبارة الفصيح 294: "والسوار لليد"، التلويح 52: "وهو السوار لليد". والعامة تقول: "سوار" بضم السين. ما تلحن فيه العامة للكسائي 116، وابن درستويه (148/أ)، والكسر والضم لغتان عند الكسائي أيضا، وعنه في الغريب المصنف (214/أ)، وإصلاح المنطق 106، ولغتان والكسر أجود وأفصح في أدب الكاتب 424، 545، وديوان الأدب 3/371، و"إسوار" بالهمزة لغة ثالثة حكاها أبو عمرو بن العلاء: كما في الصحاح (سور) 2/690، والكسائي في ما تلحن فيه العامة 116. وينظر: التنبيه والإيضاح 2/135.
(2) سورة الإنسان 21.
(3) سورة الكهف 31، والحج 23، وفاطر 33.
(4) النوادر 173 لرجل من كلب يقال له: ربعة، ولهردان العليمي الشامي في معجم الشعراء 488.
(5) في الأصل، وش: "يبدوا".
(6) كذا بالرفع نعت لسوار، وهو إقواء، ويجوز الجر حملا على الجواز، والخلاف في هذا مذكور في النوادر.
(7) هو عدي بن زيد، والبيت في ديوانه 127، وهو من شواهد الكتاب 4/359، والمقتضب 1/113 على تحريك الواو من "سور"بالضم على الأصل للضرورة. وعن مبرقات: متعلق بتقصر في بيت قبله هو:
قد حان لو صحوت أن تقصر وقد أتى لما عهدت عصر
والمبرقات: جمع مبرقة، وهي المرأة التي تظهر حليها، وتتعرض به للرجال ليروها، والبرين: جمع برة، وهي الخلاليل، أو الحلي. ينظر: شرح أبيات سيبويه 2/425، وشرح شواهد الشافية 4/123.(9/23)
عن مبرقات بالبرين وتبـ
دو بالأكف اللامعات سور
وليس هذا الجمع بمخار، لأجل ثقل الضمة على الواو، وقد جاء عنهم همز هذه الواو هربا من ثقل انضمامها(1).
(والإسوار من أساورة الفرس، ويقال بالضم)(2): وهو الفارس الجيد الفروسية. وقيل: هو الحاذق بالرمي والطعن وغير ذلك(3). وهو فارسي معرب(4).
(ورمان إمليسي)(5): وهو الذي لا عجم له في حبه، كأن داخله أملس، لأنه ماء منعقد(6). وهو منسوب بالياء إلى الإمليس، وهو من كل شيء الناعم اللين.
__________
(1) ينظر: المنصف 1/339، والممتع 2/466-468.
(2) والعامة تقول: "الأسوار" بفتح الهمزة. ابن درستويه (148/أ). وينظر: إصلاح المنطق 134، وأدب الكاتب 564، والصحاح (سور) 2/690.
(3) الجبان 225، والتهذيب (سور) 13/51.
(4) المعرب 20.
(5) والعامة تقول: "مليسي" بحذف الهمزة وفتح الميم وتشديد اللام. ما تلحن فيه العامة 136ن وابن درستويه (148/ب)، وتثقيف اللسان 203، وتقويم اللسان 68، وتصحيح التصحيف 495.
(6) عبارة: "لأنه ماء منعقد" ساقطة من ش.(9/24)
(وهو الإهليلج)(1) بكسر الهمزة واللام الأولى وفتح الثانية: وهو دواء معروف(2)، وهو ثمر شجر ببلاد الهند(3)، وهو معرب من الفارسية(4)، وأصل الفارسية هندية(5). والواحدة إهليلجة.
(وهي الإوزة)(6) بتشديد الزاي، وجمعها إوز: وهي من طير الماء. قال الراجز(7):
يا خليلي كل إوزه
واجعل الجوذاب رنزه
وقال الكميت(8):
إوز تقمس في لجة
مرارا وتظهر فيها مرارا
__________
(1) والعامة تحذف الهمزة من أوله، وتفتح الهاء، فتقول: "هليلج أو هليلجة". إصلاح المنطق 174، وأدب الكاتب 369، وابن درستويه (148/ب)، والصحاح (هلج) 1/351، وفي العين (هلج) 3/390: "والهليلج: من الأدوية، الواحدة بالهاء" ولغتان في المحيط 3/379، ومختصر العين (65/ب)، والمحكم 4/119.
(2) الجامع لابن البيطار 2/502، والمعتمد في الأدوية المفردة 536 وفيهما: "هليلج".
(3) وكابل والصين أيضا، ثمره على هيئة حب الصنوبر الكبار. المعجم الوسيط 1/32.
(4) المعرب 28ن والصحاح 1/351، والمحكم 4/119، والمصباح 244 (هلج).
(5) أصلها في الهندية "هريتكه" بمعنى الخضرة، ثم انتقلت إلى الفارسية القديمة (الفهلوية) بلفظ "هليلك" ثم عربت بإبدال الكاف جيما وهي بالفارسية الحديثة "هليلة" المعرب 133 (عبد الرحيم)، والمعجم السنسكريتي الإنجليزي 663، والمعجم الأردي الهندي الإنجليزي 1225.
(6) والعامة تقول: "وزة" بحذف الهمزة. أدب الكاتب 372، وتقويم اللسان 66، والزمخشري 303، وهي لغة في: العين 7/398، والمحيط 9/116، والصحاح 3/901، والمصباح 11 (أزر، وزز). وفي الاقتضاب 2/176 عن يونس بن حبيب في نوادره: "أن الإوز لغة أهل الحجاز، وأن الوز لغة بني تميم".
(7) الرجز بلا نسبة في إصلاح المنطق 132 قال: "أنشدنا محمد بن قادم"، والمعرب 34، وفيه: "واجعل الحوذان". والرنزة: لغة في الأرز، وهي لعبد القيس، الصحاح (رنز) 3/880.
(8) ديوانه 1/195، وروايته:
إوز تغمس في لجة تغيب مرارا وتطفو مرارا(9/25)
[87/أ] مرار: جمع مرة(1).
(وهي الإرزبة) بتشديد الباء: (للتي تقول لها العامة: مرزبة)(2)، وهي من الخشب نظيرة المطرقة التي للحداد، تضرب بها أوتاد البيوت. وجمعها أرزبات وأرازب، فإن قلتها بالميم خففت الباء(3)، كما قال الشاعر(4):
ضربك بالمرزبة العود النخر
وجمعها مرازب.
(وهي الإبهام: للإصبع)(5) بهمزة مكسورة. وجمعها أباهيم وإبهامات، وهي الإصبع الأولى من يدي الإنسان ورجليه، وهي أغلظ الأصابع(6).
__________
(1) قوله: "مرار: جمع مرة" ساقط من ش.
(2) إصلاح المنطق 177، وأدب الكاتب 566، وتثقيف اللسان 267، والزمخشري 303ن وتقويم اللسان 66، والصحاح (رزب) 1/135، وفي ابن درستويه (149/أ)،: "والعامة تجعل بدل الهمزة التي في أولها ميما مفتوحة، وهو خطأ".
(3) إصلاح المنطق 177، وأدب الكاتب 566، وتثقيف اللسان 267، والزمخشري 303، وتقويم اللسان 66، والصحاح (رزب) 1/135، وفي ابن درستويه (149/أ)،: "والعامة تجعل بدل الهمزة التي في أولها ميما مفتوحة، وهو خطأ".
(4) الرجز بلا نسبة في: إصلاح المنطق 177 عن الفراء أنشده بعضهم، وأدب الكاتب 566ن وتثقيف اللسان 267، والاقتضاب 3/410، والمدخل إلى تقويم اللسان 136، والصحاح 1/135، واللسان 1/416 (رزب).
(5) والعامة تقول: "بهام" بحذف الهمزة وكسر الباء. إصلاح المنطق 320، وابن درستويه (249/أ)، والزمخشري 303، وتقويم اللسان 65، والتهذيب (بهم) 6/338. وتقول أيضا: "بهم". تثقيف اللسان 127، وتصحيح التصحيف 173.
(6) خلق الإنسان لثابت 227، 324، وللزجاج 50، 63.(9/26)
(فأما البهام: فجمع البهم)، مثل كلاب لجمع كلب. والبهم جمع بهمة، وهي أولاد الضأن خاصة، ويقال لأولاد المعزى: السخال، فإذا اجتمعت البهام والسخال قلت لهما جميعا: بهام وبهم أيضا(1). وقال كثير(2):
تعلقت ليلى وهي ذات موصد
ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا
إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
(وشهدنا إملاك فلان)(3): أي تزويجه وعقد نكاحه، وهو مصدر أملكناه إياها.
__________
(1) إلى هنا من إصلاح المنطق 320،والصحاح (بهم) 5/1875 بتصرف يسير. وينظر: الشاء للأصمعي 7، 8، والفرق لقطرب 104، ولثابت 76، 79، وفقه اللغة 97.
(2) ليسا لكثير، بل لمجنون ليلى، وهما في ديوانه 186، وتخريجهما فيه. وكثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر الخزاعي، يكنى بأبي صخر، من أهل المدينة، عده ابن سلام في الطبقة الثانية من فحول شعراء الإسلام، اشتهر بحبه لعزة بنت جميل الضمرية، وكانت أكثر إقامته بمصر، توفي بالمدينة سنة 105هـ.
طبقات فحول الشعراء 2/534، 540، والأغاني 9/3، والشعر والشعراء 1/410.
(3) والعامة تقول: "شهدنا ملاك فلان" بحذف الهمزة وكسر الميم. ما تلحن فيه العامة 134، وأدب الكاتب 369، وابن درستويه (149/ب)، وتقويم اللسان 70، والصحاح (ملك) 4/1611. وفي التهذيب (ملك) 10/270 عن الكسائي: "يقال: شهدنا إملاك فلان، وملاكه، وملاكه" وهذا خلاف قوله في ما تلحن فيه العامة، وفي الحديث: "من شهد ملاك امرئ مسلم" المجموع المغيث 3/228، والنهاية 4/359، وفيهما: "الملاك والإملاك: التزويج وعقد الإملاك، والملاك بالفتح اسم من ملكته بالتشديد".(9/27)
(وهو الإذخر)(1) بكسر الهمزة والخاء: لنبت معروف طيب الرائحة، وأكثر منابته في الحجاز(2)، وإذا جف دق أو طحن، وجعل في الطيب والأشنان(3). والواحدة [87/ب] منه إذخرة. وقال أبو كبير الهذلي(4):
وأخو الأباءة إذ رأى خلانه
تلى شفاعا حوله كالإذخر
(ومنه كل اسم في أوله ميم ينقل ويعمل به فهو مكسور الأول، نحو قولك: ملحفة وملحف)(5)، وهما بمعنى واحد، وهي الملاءة، وقيل: كل ما التحفت به، أي تغطيت فهو ملحفة وملحف(6).وجمعهما ملاحف.
(ومطرقة ومطرق)(7): بممعنى واحد، وهما القضيب الذي يضرب به الصوف، وهي أيضا أداة للحداد والصائغ وغيرهما، يطرق بها الحديد والفضة وغيرهما على العلاة(8). وجمعهما مطارق.
__________
(1) والعامة تقول: "أذخر" بفتح الهمزة. إصلاح المنطق 174، وأدب الكاتب 392، وابن درستويه (149/ب)، والزمخشري 304، وتقويم اللسان 68.
(2) ش: "بالحجاز".
(3) وهو نبات من الحمض تغسل به الأيدي. وينظر: النبات للأصمعي 40، ولأبي حنيفة 207، والجامع لابن البيطار 1/21، واللسان (ذخر) 4/303ن (حرض) 7/135.
(4) ديوان الهذليين 2/103. وتلى: أي صرعى. وشفاعا: اثنين اثنين. شرح أشعار الهذليين 3/1083.
وأبو بكر هو: عامر بن الحليس، من بني سهل بن هذيل. شاعر جاهلي، أدرك الإسلام، وأسلم، وله خبر مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تعرف سنة وفاته.
الشعر والشعراء 2/651، وشرح ديوان الهذليين 3/1069، والإصابة 4/165، والخزانة 8/209، ووقع نسبه في كنى الشعراء 2/282 مخالفا لسائر مصادر ترجمته.
(5) والعامة تقولهما بفتح الميم. ابن درستويه (150/أ)، وتقويم اللسان 162.
(6) الصحاح (لحف) 4/1426.
(7) والعامة تفتحهما، ابن درستويه (150/أ)، ودرة الغواص 212، وتقويم اللسان 162.
(8) العلاة: السندان. الصحاح (علا) 6/2436. وقوله: "يطرق... العلاة" ساقط من ش.(9/28)
(ومروحة)(1): للتي يتروح بها، أي تجتلب بها الريح. وجمعها مراوح. وهي أداة معروفة من خوص مسفوف(2)، لها مقبض من خشب أو خيزران(3).
(ومرآة)(4): على مثال مرعاة: وهي أداة [معروفة](5) من حديد مجلوة براقة، يترآى الإنسان فيها وجهه. (وتجمعها ثلاث مراء) بفتح الميم، على مثال مراع، (فإذا كثرت، فهي المرايا)(6)، على مثال خطايا. وقال الشاعر(7):
كمرآة المضر سرت عليها
إذا رامقت فيها الطرف جالا
المضر: امرأة لها ضرة، فهي لا تدع تفقد مرآتها بالجلاء [88/أ]، لأنها تصنع لزوجها، فهي تنظر وجهها فيها كل(8) وقت. وقوله: سرت عليها: أي سرت على جلائها، فحذف المضاف.
__________
(1) والعامة تقول: "مروحة" بفتح الميم. إصلاح المنطق 307، وأدب الكاتب 391، وابن درستويه (150/أ)، والزمخشري 306، ودرة الغواص 212، وذيل الفصيح للبغدادي 32، وتقويم اللسان 162، وتصحيح التصحيف 474، 476.
(2) مسفوف: أي منسوج. اللسان (سفف) 9/153.
(3) قوله: "مسفوف... خيزران" ساقط من ش.
(4) والعامة تقول: "مراة" بلا همز. ما تلحن فيه العامة 132، وإصلاح المنطق 147، وأدب الكاتب 369، وابن درستويه (150/ب)، والزمخشري 306، وتثقيف اللسان 185.
(5) استدركه المصنف في الحاشية.
(6) الصحاح (رأى) 6/2349، وفي العين (رأى) 8/308: "والجميع: المرائي، ومن لين الهمزة قال المرايا، وهو لحن في: درة الغواص 225، وتقويم اللسان 174، وتصحيح التصحيف 474، وخير الكلام 45.
(7) هو ابن أحمر، والبيت في ديوانه 127. وسرت عليها: هبت مبكرة لتجلوها، ورامقت:نظرت، وجالا: زال من شدة ضوئها. عن شرحه بالديوان.
(8) ش: "في كل".(9/29)
(ومئزر)(1): وجمعه مآزر، وهو الإزار. وقيل: هو أصغر من الإزار(2) يأتزر به الإنسان في الحمام، وعند العمل(3). وقال بشر بن أبي خازم(4):
تظل مقاليت النساء يطأنه
يقلن ألا يلقى على المرء مئزر
المقاليت: جمع مقلات، وهي المرأة التي لا يعيش لها ولد. وكانت العرب تزعم أن المقلات إذا وطئت رجلا كريما قتل غدرا عاش ولدها(5).
(ومحلب)(6): وهو معروف، لكل ما يحلب فيها اللبن. وجمعه محالب.
(ومخيط)(7): للإبرة التي يخاط بها. والجمع مخائط.
(ومقطع)(8): للذي يقطع به الشيء، وهو أيضا كالمنجل تقطع به الرطبة والقت للدواب. وجمعه مقاطع.
(إلا أحرفا جئن نوادر بالضم، وهن(9):
مدهن)(10) بضم الميم والهاء: لما يجعل فيه الدهن من زجاج ونحوه(11). وجمعه مداهن.
(ومنخل): لما ينخل به الدقيق ونحوه. وجمعه مناخل.
__________
(1) والعامة تقول: "مئزر" بفتح الميم وإبدال الهمزة ياء. ابن درستويه (150/ب)، والزمخشري 307، والمدخل إلى تقويم اللسان 321.
(2) ش: "وقيل: هو كالمنديل".
(3) ابن درستويه (150/ب).
(4) الشرح من الصحاح (قلت) 1/2561.
(5) ديوانه 88.
(6) والعامة تقول: "المحلب" بفتح الميم. الكتاب 4/94، وما تلحن فيه العامة 119، وإصلاح المنطق 165، وأدب الكاتب 323ن 389، 557، والصحاح (حلب) 1/115. وينظر: ص 579 من هذا الكتاب.
(7) والعامة تفتح الميم. الكتاب 4/94، وابن درستويه (151/أ).
(8) والعامة تفتح الميم أيضا. إصلاح المنطق 218، وأدب الكاتب 391، 557، وابن درستويه (151/أ).
(9) تنظر في: ما تلحن فيه العامة 114، وإصلاح المنطق 218، وأدب الكاتب 557، والجمهرة 1/113، 563، 2/687، 834، والتهذيب (دهن) 6/209، والصحاح 3/1131، 4/1476، 5/189، 1827، وديوان الأدب 1/293.
(10) في العين (دهن) 4/27: "وأصل المدهن: مدهن، فلما كثر على الألسنة ضموه، مثل المنخل".
(11) قوله: "من زجاج ونحوه" ساقط من ش.(9/30)
(ومسعط)(1): لما يجعل فيه السعوط من [ 88/ب] دواء أو دهن، فيسعط به العليل أو الصبي في أنفه، أي يجعل فيه. وجمعه مساعط.
(ومدق)(2): وهو اسم لما يدق به الشيء، كفهر(3) العطار ويد الهارون ونحوهما. وجمعه مداق.
(ومكحلة): للتي يجعل فيها الكحل من زجاج وغيره. وجمعها مكاحل.
وضمت أوائل هذه الفصول الخمسة، وعينات أفعالها على طريق الشذوذ.
(ومنه يقال: هو الدهليز، والسرجين، والمنديل، والقنديل، وتمر سهريز وشهريز). فالهاء في "منه" ترجع إلى الباب أيضا.
وأما الدهليز(4): فهو مدخل الدار وغيرها، وهو الممر الذي يكون بين باب الدار ووسطها(5)، وهو فارسي معرب(6)، وجمعه دهاليز.
والسرجين(7): روث الدابة، وهو فارسي معرب أيضا(8).
__________
(1) في العين (سعط) 1/320: "والمسعط أصل بنائه، وقال غيره بالكسر وليس بشيء".
(2) وقيل: "مدق" بكسر الميم على القياس. أدب الكاتب 556ن وديوان الأدب 3/53ن والجمهرة (دقق) 1/113. وفي العين (دقق) 5/18 لا يكسر إلا إذا جعلته نعتا كقوله:
يرمي الجلاميد يجلمود مدق
(3) الفهر: الحجر ملء الكف، الصحاح (فهر) 2/78.
(4) العامة تقول: "دهليز" بفتح الدال. ما تلحن فيه العامة 114، وإصلاح المنطق 174، وأدب الكاتب 390، وتثقيف اللسان 272، وتقويم اللسان 105، وتصحيح التصحيف 264.
(5) قوله: "وهو الممر... ووسطها" ساقط من ش.
(6) المعرب 154، وشفاء الغليل 254، والصحاح 2/878، والمصباح 77 (دهلز).
(7) والعامة تقول: "سرجين" بفتح السين، ابن درستويه (152/أ)، وتقويم اللسان 118، وتصحيح التصحيف 311، وفي المحكم (سرجن) 7/403 بالكسر والفتح لغتان، ويقال: "سرقين" بالقاف، الصحاح (سرجن) 5/2135.
(8) أدب الكاتب 403، والمعرب 186ن وشفاء الغليل 289، والصحاح 5/2153، والمصباح 104، ومحيط المحيط 405 (سرجن).(9/31)
وأما المنديل(1): فعربي معروف(2)، وهو الذي يتمسح به من الماء بعد الغسل، وبعد الوضوء ونحوه. وجمعه مناديل، وقال الشاعر(3):
ثمت قمنا إلى جرد مسومة
أعرافهن لأيدينا مناديل
وكذلك القنديل(4): عربي أيضا(5)، وهو معروف، وجمعه قناديل.
__________
(1) والعامة تقول: "منديل" بفتح الميم. أدب الكاتب 392، والزمخشري 310، وهي لغة حكاها ابن جني عن اللحياني. الخصائص 3/206، والمدخل إلى تقويم اللسان 113، والممتع 1/107. وذكر ابن دريد في الجمهرة (ندل) 2/682 "مندل" لغة ثالثة فصيحة.
(2) في الجمهرة (ندل) 2/682: "ندلت يده تندل ندلا: إذا غمرت، ومنه اشتقاق المنديل". وهو أعجمي معرب من اليونانية في القول الأصيل 224.
(3) هو عبدة بن الطبيب، والبيت في ديوانه 74، والمفضليات 141، والتخريج فيهما.
(4) والعامة تقوله بفتح القاف. ما تلحن فيه العامة 114، وأدب الكاتب 392، وتثقيف اللسان 143، والمدخل إلى تقويم اللسان 200، وتصحيح التصحيف 422.
(5) قال الزمخشري 310: "وعندي أن هذه الكلمة دخيل في كلامهم، إلا أنها مشهورة، وشهرتها لا تمنع من كونها دخيلا، ألا تراهم قالوا: الدرهم والدينار دخيلان في كلامهم".(9/32)
وأما تمر سهريز وشهريز بالسين والشين(1): فهما بمعنى [89/أ] واحد، وهما ضرب من التمر بسره أحمر،وهما فارسيان معربان(2). وحكى أبو حنيفة أحمد بم داود الدينوري(3) – رحمه الله – في "كتاب النبات": الشهريز بالعراق نظير العجوة بالحجاز(4). وقال أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه في "كتاب النخلة"(5): يقال للتمر الأسود: سهريز وشهريز.
__________
(1) والعامة تضمهما. إصلاح المنطق 175، وأدب الكاتب 396، وابن درستويه (152/ب) وضم الشين في "شهريز" لغة سمعها الأصمعي من أعرابي، والقياس الكسر، وعنه في المعرب 199، وضم السين في "سهريز" لغة أيضا حكاها ابن السيد عن أبي حنيفة في الاقتضاب 2/24، وابن دريد في الجمهرة 1/415. وحكى اللحياني فيهما الكسر والضم، كما في الصحاح "شهرز" 2/881، وينظر: الإبدال لأبي الطيب 2/162. وتحبير الموشين 42.
(2) المعرب 189، 199، 209، وشفا الغليل 299، 318، والتهذيب "سهرز" 6/521.
(3) مهندس، مؤرخ، لغوى، نباتي، مفسر، صدوق، ثقه، أثنى عيه العلماء وعلى مؤلفاته. من مؤلفاته: الأنواء، وما تلحن فيه العامة، وتفسير القرآن، والنبات، وهو من أجل كتبه، توفي سنة 282 هـ.
معجم الأدباء 1/258، وإنباه الرواة 1/41، وسير أعلام النبلاء 13/422، وطبقات المفسرين 1/41، والجواهر المضيئة 1/67.
(4) ليس في الجزء المطبوع. والقول عن أبي حنيفة في المخصص 11/133 وزاد: "وقيل: هما واحد، ولكن فرق بينهما البلدان والهواآن، ونظير السهريز بعمان والبحرين التبي، ونظير البرني بعمان البلعق... ونظير السهريز باليمامة الجذامى...".
(5) تفرد المصنف بنسبة هذا الكتاب لابن خالويه، فلم أجد من ذكر له كتابا بهذا العنوان فيما كتب عنه قديما أو حديثا. وفي كتاب النخل لأبي حاتم 91: "ويقال للسهريز من التمر: الأوتكى، والقطيعى، والسوادي".(9/33)
(وهو السكين)(1): عربي معروف(2)، يذكر ويؤنث(3)، وهو اسم للمدية التي يقطع بها اللحم وغيره وتذبح بها الذبيحة. والجمع سكاكين.
(ورجل شريب)(4) مولع بالشراب: أي النبيذ والخمر، ملازم لذلك.
(وسكير)(5): أي دائم السكر من الشراب كثيره.
(وخمير)(6): كثير شرب الخمر مدمن عليها. وفعيل – بتشديد العين في الأوصاف- من أبنية المبالغة(7).
__________
(1) والعامة تقول: "سكينة" بالفتح والهاء. تثقيف اللسان 118، 206، وتصحيح التصحيف 315. والسكينة لغة في السكين في المدخل إلى تقويم اللسان 141، والمحكم (سكن) 6/448.
(2) قال الأزهري: "سمي سكينا، لأنها تسكن الذبيحة، أي تسكنها بالموت، وكل شيء مات، فقد سكن" التهذيب (سكن) 10/69.
(3) والغالب عليه التذكير. المذكر والمؤنث للفراء 86، ولابن الأنباري 1/387، ولابن التستري 84، والبلغة 83، والمخصص 17/16، والصحاح (سكن) 5/2137.
(4) في أدب الكاتب 330: "ما كان على فعيل، فهو مكسور الأول لا يفتح منه شيء وهو لمن دام منه الفعل" وينظر: ما تلحن فيه العامة 113، وإصلاح المنطق 219، والجمهرة 2/1191.
(5) المصادر السابقة.
(6) المصادر السابقة.
(7) غير القياسية، ينظر: الكتاب 1/110، والمزهر 2/243، ومعجم الأوزان الصرفية 130.(9/34)
(وهو البطيخ والطبيخ)(1) بكسر أولهما وتشديد ثانيهما: وهما بمعنى واحد،وهما فاكهة معروفة. وروي لنا في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه يأكل الطبيخ بالرطب".(2)
(ومنه تقول: الماء شديد الجرية)(3): أي الجري، أو الحال التي يكون عليها الجري.
(وهو حسن الركبة، والمشية، والجلسة، والقعدة)(4): أي الركوب،والمشي، والجلوس،والقعود، أو(الحال(5) [89/ب] التي يكون عليها) الراكب، والماشي، والجالس، والقاعد، (وكذلكما أشبهه). وقال الأعشى(6):
كأن مشيتها من بيت جارتها
مر السحابة لا ريث ولا عجل
فكسر الميم، أراد حالها، فإن فتحت أوائل هذه عنيت بها المرة الواحدة،فقلت: ركب ركبة، مشى مشية، وجلس جلسة، وقعد قعدة، وكذلك ما أشبهه.
__________
(1) والعامة تقول: "بطيخ" بفتح الباء، إصلاح المنطق 175، وأدب الكاتب 392، والزمخشري 312، وتقويم اللسان 79، وتصحيح التصحيف 161. وفي المدخل إلى تقويم 110 "البطيخ" بالفتح، لغة حكاها أبو عمر الشيباني، وفي العين (طبخ) 4/225: "والطبيخ: لغة في البطيخ، حجازية". وينظر: الجمهرة 1/292، والتهذيب 7/253، 254، والمصباح 20 (بطخ).
(2) أخرجه - في كتاب الأطعمة – الترمذي (باب ما جاء في أكل البطيخ بالرطب- 1843)، وابن ماجة(باب القثاء بالرطب – 3326)، وأبي داود (باب في الجمع بين لونين في الأكل – 3836) وفي لفظ أبي داود: "...فيقول: "نكسر حر هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحر هذا".
(3) ماتلحن فيه العامة 115، وأدب الكاتب 391، قال ابن درستويه (153/أ): "والعامة لا تستعمل في الماء ولا في غيره إلا الجرية بالفتح، ولا يميزون بين المرة والنوع منه، وكذلك هذه الأبنية كلها".
(4) ماتلحن فيه العامة 115، وأدب الكاتب 391، قال ابن درستويه (153/أ): "والعامة لا تستعمل في الماء ولا في غيره إلا الجرية بالفتح، ولا يميزون بين المرة والنوع منه، وكذلك هذه الأبنية كلها".
(5) في الفصيح 295، والتلويح 54: "تعني الحال".
(6) ديوانه 105.(9/35)
(ومنه(1): هي الظلع، والقمع، والنطع، والشبع).
قال أبو سهل: والعامة لا تفتح أول شيء منها، لكنها تسكن الحرف الثاني منها إلا النطع، فإنها تفتح أوله مع تسكين ثانيه، وهي لغة للعرب، وقد تكلموا بها، وفيه أربع لغات(2) أذكرها لك إن شاء الله في "شرح الكتاب".
فأما الضلع(3): فهي ضلع الإنسان وغيره. وجمعها أضلاع في العدد القليل، وهي لما دون العشر، فإذا زدت على العشر(4) كان جمعا كثيرا، فتقول فيه: ضلوع(5)، والضلوع عظام الجنبين المنعطفة على الجوف، وعدتها من الإنسان أربع وعشرون ضلعا(6).
__________
(1) أي من هذا الباب.
(2) حكاها أبو عبيد في الغريب المصنف (215/أ) عن الكسائي قال: "وهو النطع، والنطع، والنطع". وينظر: إصلاح المنطق 98، 169، وأدب الكاتب 423، وتثقيف اللسان 277، والمدخل إلى قويم اللسان 110، ولحن العامة 50، وتصحيح التصحيف 516، والتهذيب 2/178، والصحاح 3/1291، والمحكم 1/344(نطع).
(3) والعامة تقول: "ضلع" بفتح الضاد وتسكين اللام. ما تلحن فيه العامة 131، ولحن العامة 220، وتصحيح التصحيف 359، وفي إصلاح المنطق 98، 99 "ضلع، وضلع" الفتح لغة الحجاز، والتسكين لغة تميم. والتسكين قليل والفتح أجود في أدب الكاتب 384. وينظر: العين 1/279، والمصباح 138(ضلع).
(4) ش: "...العشرة، فإذا زادت على العشرة".
(5) في المذكر والمؤنث للفراء 69: "والضلع أنثى، يقولون: ثلاث أضلاع وأضلع، وإذا كثرت فهي الضلوع والأضالع". وينظر: الكتاب 3/573.
(6) خلق الإنسان لثابت 254، وللزجاج 52.(9/36)
وأما القمع(1): فهو الذي يجعل في فم السقاء وغيره، ثم يصب فيه الماء أو الشراب أو الدهن، فينصب ويسفل منه في السقاء أو الزق وغيرها. والقمع(2) [90/أ] أيضا: اسم لما يكون على البسرة والتمرة والعنبة والزبيبة في موضع معلقها(3). والجمع فيهما أقماع.
وأما النطع(4): فمعروف، وهو عدة أدم يجمع بعضه إلى بعض ويخرز ويجعل كالبساط. وجمعه أنطاع.
وأما الشبع بفتح الباء(5): فلا يجمع، لأنه مصدر شبع، إذا اكتفى من الطعام، وهو ضد الجوع. وقال امرؤ القيس(6)، وذكر معزى له:
فتملأ بيتنا أقطا وسمنا
وحسبك من غنى شبع وري
فإذا سكنت الباء كان اسما لما يشبع من الطعام(7).
باب المكسور أوله والمفتوح باختلاف المعنى
__________
(1) في إصلاح المنطق 98، 99: "قمع، وقمع" الفتح لغة الحجاز، والتسكين لغة تميم، والفتح أجود في أدب الكاتب 423. وفي الصحاح (قمع) 3/1272: "قمع" بفتح الأول وتسكين الثاني لغة ثالثة. وينظر: العين 1/189، والمصباح 197 (قمع).
(2) و "القمع" بتسكين الثاني أيضا، الصحاح (قمع) 3/1272.
(3) وهو الثفروق أيضا، إصلاح المنطق 376.
(4) ينظر التعليق رقم 470.
(5) والعامة تسكنها. إصلاح المنطق 170، وأدب الكاتب 384، ولحن العامة 218، وتثقيف اللسان 140. وفي المدخل إلى تقويم اللسان 32، وتصحيح التصحيف 330 والعامة تقول: "شبع" بفتح الشين والباء، قال ابن هشام: وهو لحن.
(6) ديوانه 137، وفيه: "فتوسع أهلها أقطا...".
(7) قال ابن هشام في المدخل إلى تقويم اللسان 31: "قد جاء شبع بإسكان الباء في المصدر، قال الشاعر:
وكلهم قد نال شبعا لبطنه وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبه
فالشبع هاهنا مصدر، لأن اللؤم إنما توصف به الأفعال لا الذوات". وذكر هذا البيت في شرحه للفصيح 145، ولكنه لم يجزم بأن "الشبع" فيه مصدر، وينظر: اللسان (شبع) 8/171.(9/37)
(تقول: امرأة بكر)(1) مكسور الأول، بغير هاء: وهي العذراء التي لم تقتض(2). [وجمعها أبكار. ومنه قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً}(3) ]. ورجل بكر أيضا: لم يتزوج. وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "البكر بالبكر جلد مائة، وتغريب عام"(4).
(ومولود بكر: أول ولد أبويه، وأمه بكر وأبوه بكر)(5). [قال أبو العباس](6): (وأنشدني ابن الأعرابي(7):
يا بكر بكرين ويا خلب الكبد
أصبحت مني كذراع من عضد)
[90/ب] وأنكر ابن درستويه قوله: "مولود بكر" وقال: لا تتكلم به العرب مطلقا بغير إضافة، إنما يقال للولد: هو بكر أبويه بإضافته إليهما، ومعناه: هذا أول ولد أبويه(8).
قال أبو سهل: وأما قوله: "يا بكر بكرين" فقال ابن درستويه(9): زعم الخليل أنه يقال:
أشد الناس بكر ابن بكرين(10)
__________
(1) والعامة تقول: "بكر" بفتح الباء، وهو خطأ. إصلاح المنطق 23، والمدخل إلى تقويم اللسان 348، وتصحيح التصحيف 164.
(2) أي لم تفتض. اللسان (قضض) 7/220.
(3) سورة الواقعة 36. وما بين المعكوفين استدركه المصنف في الحاشية، وقد سقط من ش.
(4) أخرجه في كتاب الحدود الإمام مسلم (باب حد الزنى-1690) والترمذي (باب ما جاء في الرجم على الثيب- 1434)، وابن ماجة (باب حد الزنى 2550) ولفظ مسلم والترمذي: "ونفي سنة".
(5) أدب الكاتب 159.
(6) استدركه المصنف في الحاشية، وهو ساقط من ش.
(7) نسبة المصنف في التلويح 55 إلى الكميت، وهو في ديوانه 1/166.
(8) ابن درستويه (154/أ).
(9) ابن درستويه (154/أ).
(10) العين (بكر) 5/364، وكتب على هيئة نص نثري، كذلك في التهذيب 10/224، وفيه: "أشد الرجال"، والمحكم 7/18، وفيه: "بكر بكرين"، والأساس 28، واللسان 4/78، والتاج 3/57 (بكر). وفي معجم الشعراء 322، والإصابة 3/267: "وكان قيس أحمر أعسر بكر بكرين".(9/38)
وزعم أن هذا الشعر قيل في قيس بن زهير(1)، يعني أنه كان بكرا، وأبواه بكرين.
وقال أبو العباس ثعلب(2): (الخلب: الذي بين الزيادة والكبد). قال أبو سهل:وهو حجاب بينهما، وهو جليدة رقيقة تكون بينهما. وقيل: بل الخلب: غشاوة الكبد، وهو ما تغشاه من الشحم اللاصق به(3). وزيادة الكبد: هنية صغيرة، مثل الإصبعين معلقة بينها وبين الطحال، وهي من الكبد(4). وجمعها زيائد(5).
والذراع: هي الساعد من اليد، وهي ما بين الكف والمرفق.
والعضد: أعلى من ذلك، وهي الضبع، وهي من المرفق إلى الكتف(6). والمرفق: جملة مجتمع الذراع والعضد، وهو ما يتكأ عليه(7).
__________
(1) ليس في العين، وقيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة العبسي الغطفاني، يكنى أبا هند، شاعر جاهلي، من سادات بني عبس وفرسانها، وله أخبار مشهورة في حرب داحس والغبراء، يضرب بدهائه المثل، فيقال: "أدهى من قيس بن زهير، وكانت وفاته قبل البعثة.
النقائض 1/83، وكنى الشعراء 2/289، والأغاني 17/187، ومجمع الأمثال 1/482، ومعجم الشعراء 322، والإصابة 3/266.
(2) قوله: "وأنكر ابن درستويه...ثعلب" ساقط من ش.
(3) في تفسير الخلب خلاف، وهو مما أخذه علي بن حمزة على ثعلب في التنبيهات 182 فقال: "وإنما الخلب في الكبد كالشغاف للقلب، هذا غلاف هذا، وهذا غشاء هذا"، وينظر خلاف الأئمة في ذلك في: خلق الإنسان للأصمعي 218، ولثابت 261، والغريب المصنف (3/أ)، والجمهرة 1/293، والصحاح 1/122، والمحكم /128 (خلب).
(4) ويقال لها: الزائدة، وفسرت في خلق الإنسان لثابت 262 بأنها هنية معلقة بالكبد، يكتحل بها من العشي في العينين، وكلا الوصفين ينطبق على الكيس الملاصق للكبد الذي تختزن فيه العصارة الصفراء، ويسمى "المرارة". ينظر: المعجم الوسيط (مرر) 2/862.
(5) وجمع زائدة: زوائد. الصحاح (زيد) 2/482.
(6) وفي الفرق لثابت 250 هي ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه.
(7) خلق الإنسان للزجاج 48، 49.(9/39)
وأراد الراجز قرب هذا المذكور منه واتصاله به كاتصال الذراع بالعضد.
(والبكر) بفتح الباء، (من الإبل: الفتي)، وهو الشاب أول ما يحمل عليه، (والأنثى بكرة). [91/أ] وجمعهما بكار وبكارة، وفي أقل العدد أبكر،وفي المؤنث خاصة بكرات بفتح الكاف.والبكر والبكرة بمنزلة الفتى والفتاة من الناس، وهو الشاب المقتبل الشباب. ويقال له: بكر من حين أن يكون ابن لبون(1)، وذلك بعد مضي سنتين من عمره ودخول الثالثة، فلا يزال يدعى بكرا إلى أن يثني، وهو أن يلقي ثنيتيه، وذلك في السنة السادسة من عمره، ثم يقال له:جمل. والبكرة في جميع ذلك كالبكر، ويقال لها بعد الإثناء: ناقة، ولا يقال لهما قبل الإثناء: جمل ولا ناقة(2).وقال الراجز في البكارة(3):
يا رب شيخ من بني فزاره
يغضب أن تعتلج البكاره
أي يغار من اجتماع الذكران والإناث، لأن بني فزارة يرمون بنكاح الإبل(4)، وقال الراجز في ذلك(5)
__________
(1) قيل له: ابن لبون: لأن أمه وضعت، وصار لها لبن من غيره. الإبل 77.
(2) الإبل 76، 142، والغريب المصنف (150 أ، والفرق لثابت 72-74، ولابن فارس 87-79، ومبادئ اللغة 143، والمخصص 7/21-24. وفيه عن أبي عبيدة " إنما يكون الذكر من الإبل جملا، إذا أجذع"، وفي العين (بكر) 5/36: "البكر من الإبل ما لم يبزل بعد، والأنثى بكرة، فإذا فإذا بزلا جميعا فجمل وناقة".
(3) "في البكارة" ساقطة من ش، والرجز بلا نسبة في ابن درستويه (154/ب) والمرزوقي (108/ب) وأنشد ابن درستويه بعد الأول:
يرى سواد الليل بالحجارة
(4) ينظر: الكامل للمبرد 2/988.
(5) الرجز لسالم بن دارة الغطفاني يهجو مرة بن رافع الفزاري في: شرح الحماسة للتبريزي 1/205، والخزانة 2/147، والمعاني لابن قتيبة 1/579، واللآلي 2/862، والتنبيه على أوهام أبي علي 123، والخصائص 3/91، والجمهرة 1/240، 2/1099، والتنبيه والإيضاح 1/59، والتكملة 1/99، واللسان 1/302، 13/42 (حدب، أين) وفي التكملة (حندبد) 2/220 عن ابن الأعرابي:
إن بني سوادة بن غيلان
قد طرقت ناقتهم بإنسان(9/40)
:
إن بني فزارة بن ذبيان
قد ولدت ناقتهم بإنسان
وقال الراجز في أبكر، وصغره وجمعه بالياء والنون، فقال(1):
قد شربت إلا دهيدهينا(2)
قليصات وأبيكرينا
(والخيط)(3) بالفتح، (من الخيوط)(4): معروف، وهو السلك الذي يخاط به، فإذا غلظ فهو حبل.
(والخيط) بكسر الخاء، (من النعام [91/ب]: القطعة)(5)، وهو بمنزلة الجماعة من الناس، والجميع خيطان وأخياط. ورأيت في بعض النسخ: (وخيط من النعام وخيط)(6) يعني(7) القطعة بكسر الخاء وفتحها(8)، وقال الشاعر(9):
وخيطا من خواضب مؤلفات
كأن رئالها ورق الإفال
__________
(1) الرجز بلا عزو في: الكتاب 3/494، ومعاني القرآن للفراء 3/247، والأصول 3/53، وكتاب الشعر 1/138، والأضداد لأبي الطيب 641، والمخصص 7/22، 61، 137، وشرح الشافية 102، والجمهرة 3/1334، والصحاح 2/596، 5/2232، والتكملة 2/426، 6/340، واللسان 4/79، 80، 13/460، 490، 15/94 (بكر، يمن، دهده، علا" والدهيدهين: جمع مصغر واحدة دهداه، وهو صغار الإبل. وقليصات: جمع مصغر قلوص، وهي الناقة الفتية، ويروى في بعض المصادر السابقة:
قد رويت إلا الدهيدهينا
(2) كتب المصنف تحتها بخط صغير: "صغار الإبل" أي تفسيرها.
(3) إصلاح المنطق 29، والعين 4/293، والجمهرة 1/611، 612، والصحاح 3/1125، 1126 (خيط).
(4) عبارة الفصيح 296، والتلويح 55: "والخيط: الواحد من الخيوط، وخيط من النعام، تعني القطعة".
(5) عبارة الفصيح 296، والتلويح 55: "والخيط: الواحد من الخيوط، وخيط من النعام، تعني القطعة".
(6) هذه الرواية في التلويح 55، وليست في الفصيح 296.
(7) ش: "يعني به".
(8) الفتح حكاه الفراء والكسائي وأبو عبيدة وقطرب، وأبي الأصمعي إلا الكسر. الزمخشري 315 وينظر: الجمهرة 1/611.
(9) هو لبيد، والبيت في ديوانه 73 وفيه: "أرق الإفال" ورئالها: فراخها، واحده رأل، وورق الإفال: صغار الإبل، وواحد الإفال أفيل، وهي الفصلان، والأورق: الأسود تنفذه شعرة بيضاء. عن شرحه بالديوان.(9/41)
(والحبر: العالم)(1) بالفتح، والجمع أحبار. ومنه قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّه}(2).
(والحبر) بالكسر: (المداد).
(والقسم)(3) بكسر القاف: الخط و(النصيب) مما يقسم.
(والقسم)(4) بفتح القاف: المصدر من قسمت الشيء أقسمه، إذا فصلته أجزاء، وأعطيت كل واحد منهم ما يخصه.
__________
(1) والحبر بالكسر أيضا، وهما لغتان في: إصلاح المنطق 32، والزاهر 2/254، والعين 3/218، والمجمل 1/260، والمحكم 3/236 (حبر)، وبالكسر لاغير عن الفراء، والأصمعي لا يدري بأيهما في غريب الحديث لأبي عبيد 1/87، والزاهر 2/254، وتفسير غريب القرآن للرازي (50/أ)، والتهذيب 5/33، والصحاح 2/620 (حبر). والكسر أفصح في أدب الكاتب 391، وديوان الأدب 106والصحاح أيضا، والمصباح 45 (حبر) قال الجوهري: "وبالكسر أفصح، لأنه يجمع على أفعال دون الفعول"، وذكر ابن فارس في المجمل أنه يجمع على "فعول" أيضا، لكن المشهور ما ذكره الجوهري.
(2) سورة التوبة 31.
(3) والعامة لا تفرق بينهما. إصلاح المنطق 9، وأدب الكاتب 311، وابن درستويه (155/ب)، ولحن العامة 134، وتثقيف اللسان 327، وتصحيح التصحيف 422.
(4) والعامة لا تفرق بينهما. إصلاح المنطق 9، وأدب الكاتب 311، وابن درستويه (155/ب)، ولحن العامة 134، وتثقيف اللسان 327، وتصحيح التصحيف 422.(9/42)
(والصدق)(1) بفتح الصاد: (الصلب). وأنكر هذا ابن درستويه، وقال: لا يقال: حجر صدق، ولا حديد صدق، ولا هو صدق القناة، كما يقولون: صلب القناة.قال: ولو كان الصدق الصلب – كما ذكر – لقيل ذلك. وقال: الصدق: هو الجامع للأوصاف المحمودة الكامل(2). وذكر أشياء أخر تركت ذكرها هاهنا خوف الإطالة(3)، وأنا أذكرها إن شاء الله في "شرح كتاب" وبالله التوفيق.
(والصدق) بكسر الصاد: (خلاف الكذب)، وهو الإخبار بالشيء أو عنه على ما هو به.
(وتقول: خل سربه)(4) [92/أ] بفتح السي: (أي طريقه). والجمع السروب.
__________
(1) إصلاح المنطق 19، والجمهرة 2/656، والصحاح 4/1505، 1506، والمحكم 6/117، 119(صدق).
(2) ابن درستويه (155/ب-156/ب).
(3) ذكر كلاما طويلا، ومما قاله: " ليس الصدق من الصلابة في شيء لا في معنى، ولا في لفظ، ولكن أهل اللغة أخذوا ذلك من نعت وجدوه في بيت شعر فظنوا أنه من الصلابة في كل شيء وفي كل موضوع، وهو في قول الشاعر [النايغة، ديوانه 20] في نعت رمح:
[فظل يعجم أعلى العود منقبضا] في حالك اللون صدق غير ذي أود
والرمح قد ينعت بالتقويم كما ينعت بالصلابة وينعت بالتمام والطول وبغير ذلك، فأما معنى قول الشاعر في الرمح الجامع للأوصاف المحمودة الكامل، ولم يرد الصلابة دون غيرها والصدق لا يدل على الصلابة، وهو مما ينعت به غير الرمح من الأشياء التي لا صلابة لها... ولذلك قال الخليل: [ العين (صدق) 5/56]: الصدق: هو الكامل من كل شيء، وقال: تقول: هو الرجل الصدق والمرأة الصدقة، وقوم صدقون، ونساء صدقات، وليس يراد في واحد من هؤلاء شيء من الصلابة، ولكنه على وصف الكمال...".
(4) إصلاح المنطق 39، وأدب الكاتب 4324، والفتح عن أبي زيد والأصمعي. وبالكسر عن أبي عمرو. المثلث لابن السيد 2/418، والتهذيب 12/414، والصحاح 1/146، والتكملة 1/156(سرب).(9/43)
(وهو آمن في سربه) بكسرها: (أي في نفسه)(1). وأنكر هذا ابن درستويه أيضا، فقال: لا يقال هو آمن في سربه(2) إلا لمن أمن في ماله وأهله وولده، فأما من أمن في نفسه وحدها، وخيف على كل شيء له، فلا يقال له: هو آمن في سربه(3).
__________
(1) بهذا التفسير في: إصلاح المنطق 13، وأدب الكاتب 324، ومجالس ثلعب 1/200، والجمهرة 1/309، والتهذيب 12/414، 415، والصحاح 1/146، واللسان 1/463 (سرب) قال الأزهري: وهو قول الثقات من أهل اللغة. وفسر بقلبه، ومسلكه ومذهبه، وقومه وجماعته، وحرمه عياله، ونعمه، على اختلاف في ذلك في: الكامل للمبرد 1/206، والأمالي لأبي علي 2/242، والمثلث لابن السيد 2/419، 420، والعين 7/248، والمحيط 8/311 (سرب)، وينظر: النهاية 2/356.
(2) عبارة: "أيضا.... سربه" ساقطة من ش.
(3) ابن درستويه (156/ب) قال: "وإنما السرب هاهنا ما للرجل من أهل ومال، ولذلك سمي قطيع الإبل والظباء والنساء ونحوه السرب، فكأن الأصل في ذلك أن يكون الراعي آمنا في سربه، أو الفحل آمنا في سربه، فاستعمل في الأشياء من غير الرعاة اتساعا واستعارة لكل ما شبه به، ولهذا كسرت السين". وينظر: التنبيه والإيضاح (سرب) 1/94.(9/44)
(وجزع الوادي)(1) بكسر الجيم: (جانبه) حيث ينقطع، وجمعه أجزاع. (ويقال: ما انثنى منه)(2)،أي انعطف وانحنى، لأنه انقطع عن ممره المستقيم فخالفه. (وقال ابن الأعرابي: هو معظمه)(3)، يعني ما اتسع منه حتى لا يكون فيه أوسع منه.
(والجزع)(4) بفتح الجيم: (الخرز) اليماني المجزع بالألوان المختلفة، أي المقطع. وهو جنس، والواحدة منه جزعة(5). وقال امرؤ القيس (6)– فشبه به عيون الوحش المذبحة-:
كأن عيون الوحش حول خبائنا
وأرحلنا الجزع الذيي لم يثقب
__________
(1) إصلاح المنطق 11، وديوان الأدب 1/116، 187، والجمهرة 1/469، والتهذيب 1/243، والصحاح 3/1196 (جزع).
(2) إصلاح المنطق 11، وفيه عن الأصمعي: "وهو منحناه". وفي الجمهرة 1/469: "وجزع الرجل الوادي يجزعه جزعا: إذا قطع جزعه، وهو وسطه،ومنعطفه ومنقطعه، ثلاث لغات". وينظر: العين 1/216، والمنتخب 1/424، والمخصص 10/101.
(3) إصلاح المنطق 11، وفيه عن الأصمعي: "وهو منحناه". وفي الجمهرة 1/469: "وجزع الرجل الوادي يجزعه جزعا: إذا قطع جزعه، وهو وسطه،ومنعطفه ومنقطعه، ثلاث لغات". وينظر: العين 1/216، والمنتخب 1/424، والمخصص 10/101.
(4) والعامة تقول: "جزع" بكسر الجيم، الجمهرة 1/469، والزمخشري 318. والكسر لغة عن كراع في المحكم 1/182، وذكرها صاحب القاموس 915 (جزع).
(5) قوله: "والواحدة منه جزعة" ساقط من ش.
(6) ديوانه 53.(9/45)
(والشف)(1) بفتح الشين: (الستر الرقيق، والثوب الرقيق أيضا). والجمع شفوف. قال الشاعر(2):
للبس عباءة وتقر عيني
أحب إلي من لبس الشفوف
(والشف)(3) بالكسر: (الفضل) والزيادة، ولا يجمع لأنه يجري [92/ب] مجرى المصدر. وقال الشاعر(4):
فلا أعرفن ذا الشف يعرف شفه
يداويه منكم بالأديم المسلم
__________
(1) إصلاح المنطق 11، والعين 6/221، والصحاح /1382 (شفف) والكسر لغة في إصلاح المنطق أيضا 32، وأدب الكاتب 528، وديوان الأدب 3/32، والتهذيب 11/28، والمحيط 7/266، والمحكم 7/429 (شفف).
(2) البيت لميسون بنت بحدل الكلبية، وهو من الشواهد النحوية المشهورة. ينظر: الكتاب 3/45، والمقتضب 2/27، والأصول 2/150، والجمل 199، والمحتسب 1/326، والإفصاح 341، وأمالي ابن الشجري 1/427، والملخص 1/137، والمصباح لابن يسعون 2/548، وإيضاح شواهد الإيضاح 1/346، والخزانة 8/503، 504.
(3) والشف بالفتح لغة عن الليث في التهذيب 11/286، والتكملة 4/507 (شفف)، قال الأزهري: "والمعروف في الفضل الشف بالكسر، ولم أسمع الفتح لغير الليث"، وليس في العين إلا الكسر. وينظر: المحكم (شفف) 7/429.
(4) من "للبس عباءة... إلى قال الشاعر" ساقط من ش.
والبيت بلا نسبة في الأضداد للأصمعي 39، ولابن السكيت 192، ولابن الأنباري 166، والتهذيب 11/285، واللسان 9/181 (شفف) واستشهدوا به جميعا على أن "الشف" في البيت بمعنى النقصان من الأضداد، وفي ش، ومصادر الشاهد: "يطلب سفه" وقال الأزهري: "أراد: لا أعرفن وضيعا يتزوج إليكم ليشرف بكم".(9/46)
(والدعوة في النسب)(1) بكسر الدال: مثل الدعاوة، وهما الانتساب إلى غير الأب. ويقال: ادعى إلى غير أبيه ادعاء، إذا انتسب إلى غيره.
(والدعوة إلى الطعام وغيره) بفتح الدال: وهو مصدر يراد به المرة الواحدة من الدعاء إلى الطعام وغيره، وهي الوليمة إذا دعا لها. والطعام وما دعا إليه من خير أو شر كله دعوة بالفتح.
(والحمل)(2) بكسر الحاء: ما كان على ظهر الإنسان أو الدابة. والجمع أحمال وحمول، وهو الوقر.
(والحمل) بفتح الحاء: (حمل المرأة)، وهو جنينها الذي في بطنها. وأما (حمل النخلة والشجرة) فيفتح أوله ويكسر(3). وهو ثمرها الذي يكون فيها.
(والمسك)(4) بالفتح: الجلد، وجمعه مسوك.
(والمسك) بالكسر: الطيب، وهو فارسي معرب(5)، والقطعة منه مسكة.
__________
(1) أدب الكاتب 318، وديوان الأدب 4/8، 17، والجمهرة 2/666، والتهذيب 3/124، والصحاح 6/2336 (دعو) وفي الصحاح: "هذا أكثر كلام العرب إلا عدي الرباب فإنهم يفتحون الدال في النسب ويكسرونها في الطعام". والكسر لغة في الدعوة للطعام عن الكسائي في التهذيب.
(2) إصلاح المنطق 3، وأدب الكاتب 309، وتثقيف اللسان 425، والعين 3/241، والجمهرة 1/566، والتهذيب 5/90، والصحاح 4/1676، والمحكم 3/280 (حمل).
(3) إصلاح المنطق 3، وأدب الكاتب 309، وتثقيف اللسان 425، والعين 3/241، والجمهرة 1/566، والتهذيب 5/90، والصحاح 4/1676، والمحكم 3/280 (حمل).
(4) والعامة تقول: "المسك" بالكسر للجلد. أدب الكاتب 389، وينظر: إصلاح المنطق 4، والعين 5/318، والجمهرة 2/855، والتهذيب 10/86، 87، والصحاح 4/1608، والمحكم 6/457 (مسك).
(5) المعرب 325، وشفاء الغليل 467، والعين 5/318، والصحاح 4/1608، والصباح 219 (مسك) قال الجوهري: "والعرب كانت تسميه المشموم"، وذكر ابن درستويه (158/أ) أن أصله بالفارسية "مشك" بالشين المعجمة.(9/47)
(وهو قرن زيد في القتال)(1) بالكسر: أي كفؤه ومثله فيه. والجمع أقران. قال الأعشى(2):
إذا تلاعب قرنا ساعة فترت وارتج منها ذنوب المتن والكفل
[93/أ] (وهو قرنه) بالفتح(3): أي على سنه، إذا كان لدته، أي ولد معه في زمان واحد. وجمعه أقران أيضا وقرون. وفي التنزيل: {وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي}(4).
(وهو شكله)(5) بالفتح: (أي مثله) ونظيره. وجمعه أشكال وشكول.
(والشكل) بالكسر: (الدال)، وهو غنج المرأة، أي تكسرها وتدللها، ولا جمع له لأنه يجري مجرى المصدر.
(و) يقال (ما بها أرم)(6) بفتح الهمزة وكسر الراء، على فعل: أي أحد. والضمير في "بها" يعود إلى الدار، أي ما بالدار أحد. ولا يتستعمل هذا إلا في النفي، ولا يقال: بها أرم، ولا يجمع، لأن فيه النفي لكل أحد.
__________
(1) إصلاح المنطق 11، 12، وأدب الكاتب 296، والعين 5/141، 142، والجمهرة 2/793، والصحاح 6/2180، 2181 (قرن).
(2) ديوانه 105، وفيه: "إذا تعالج" والذنوب: اللحمتان الناتئتان في أعلى الفخذ، والكفل: العجيزة. عن شرحه بالديوان.
(3) والعامة تكسره. تثقيف اللسان 148، وتصحيح التصحيف 421.
(4) سورة الأحقاف 17. وينظر المفردات 667.
(5) العين 5/295، والجمهرة 2/877، وديوان الأدب 1/126، 192، والمحيط 6/164، والصحاح 5/1736، والمحكم 6/270، 429 (شكل) وفي التهذيب (شكل) 10/21 عن المنذري عن ثعلب أنه قال: "الشكل: المثل، والشكل: الدل، ويجوز هذا في هذا، وهذا في هذا".
(6) إصلاح المنطق 391، وديوان الأدب 164، 166، والتهذيب 15/300، 301، والصحاح 5/1860 (أرم).وينظر: الزاهر 1/367، والأمالي لأبي علي 1/250، والمحيط 10/289، واللسان (أرم) 12/15 وجملة "ما بها أرم" وردت في الأمثال لأبي عبيد 386، وفصل المقال 512، والمستقصى 2/315، والألفاظ الكتابية 262.(9/48)
(والإرم) بكسر الهمزة وفتح الراء: (العلم)، وهو ما ينصب في المفازة والطرق من حجارة يجعل ببعضها على بعض، يهتدى بها. والجمع آرام، على مثال عارام(1)، وبهذا سميت "إرم ذات العماد"(2).
وروى الرواة لكلهم عن ثعلب – رحمه الله- الحرف الأول "ما بها أرم" بفتح الهمزة وكسر الراء، على فعل، مثل حذر، إلا ابن درستويه فإنه رواه: "ما بها آرم"(3) على فاعل، وقال: هو الذي ينصب الإرم، وهو العلم، وقال: معناه: ما بها ناصب علم، قال: ولذلك قيل: معناه: ما بها أحد.
قال أبو سهل: وهذا الذي قاله ابن درستويه وإن كان قياسا صحيحا، فإن المسموع من العرب خلافه، لأن أهل [93/ب] اللغة رووا عنهم: "ما بها أرم"(4) على وزن فعل، كما رواه أصحاب ثعلب(5) – رحمه الله – عنه. ومنه قول الشاعر(6) يصف الدار:
كالوحي ليس بها من أهلها أرم
__________
(1) تمثيل الهمزة بالعين ظاهرة شائعة في كتب التراث. ينظر مثلا: ما تحلن فيه العامة 132، وشرح المفضليات لابن الأنباري 29، 471، والمنصف 2/52، والجمهرة (ذاب) 2/1019، والتهذيب 15/301، واللسان 12/15 (أرم).
(2) الواردة في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} سورة الفجر الآيتان 6ن 7. وينظر: معاني القرآن للأخفش 2/537، وتفسير الطبري 30/175، والقرطبي 20/30، والجمهرة 2/1068.
(3) ابن درستويه (159/أ) ومن قوله: "بفتح الهمزة.. إلى آرم" ساقط من ش.
(4) ما بها أرم، وآرم، وإرم، وأرم، وأيرم، وأيرمي، وإرمي، وأريم، كلها لغات بمعنى واحد في المحيط (أرم) 10/289، 290.
(5) ينظر: إصلاح المنطق 391.
(6) هو زهير، والبيت في ديوانه 116، وصدره:
درا لأسماء والغمرين ماثلة
الغمر: موضع ضم إليه موضعا آخر فسماه الغمرين، مثل البحرين، والوحي: الكتاب. عن شرحه بالديوان.(9/49)
(والجد في الأمر، مكسور)(1): وهو ضد الهزل، وهو الانكماش وترك التواني فيه. ولا يجمع لأنه مصدر(2).
(والجد في النسب)، مفتوح: وهو أبو الأب، وأبو الأم إلى ما علا. والجمع أجداد وجدود.
(والجد: الحظ)، مفتوح أيضا: وهو الذي تسميه العامة البخت(3).وجمعه جدود أيضا. ويقال: فلان ذو جد، أي حظ.
قال الهلالي(4):
الجد أنهض بالفتى من عقله
فانهض بجد في الحوادث أو ذر
وقوله: (وتروي ما أتاك في الشعر من قول الشاعر(5): "أجدك" بالكسر، وإذا أتاك "وجدك" فهو مفتوح)(6).
__________
(1) ما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي 117، وإصلاح المنطق 22، 23، وأدب الكاتب 320، 321، واتفاق المباني 238ن والجمهرة 1/87، والصحاح 2/452، والمحكم 7/135، 137 (جدد).
(2) يقال: جددت في الأمر فأنا أجد جدا، وأجد جدا. إصلاح المنطق 23.
(3) ذيل فصيح ثعلب 24، وتصحيح التصحيف 532، وفي العين (بخت) 4/241: "ورجل مبخوت: أي ذو بخت وجد" وفي الجمهرة 1/252: "والبخت فارسي معرب"، وقد تكلمت به العرب، وهو الجد... وقد قالوا: رجل بخيت: ذو جد، ولا أحسبه فصيحا". وينظر: شفاء الغليل 142، والصحاح 1/243، والمصباح 15. والتاج 1/525 (بخت).
(4) البيت منسوب إلى عبد الله بن يزيد الهلالي في: حماسة البحتري 246، ومجموعة المعاني 38، ومن غير نسبة في العقد الفريد 2/381، وبهجة المجالس 1/168. ولم أقف لهذا الشاعر على ترجمة، سوى أنه كان واليا على أرمينية كما في البيان والتبيين 2/181، 182، والعقد الفريد 2/468، وأنشد المصنف في التلويح 57 بدلا من هذا الشاهد قول الشاعر:
قد جد أشياعكم فجدوا ما جد قوم قط إلا جدوا
(5) في الفصيح 297، والتلويح 57: "من قوله".
(6) النص في الصحاح (جدد) 2/453.(9/50)
فأما "أجدك" بالألف وكسر الجيم وفتح الدال، فإن هذه الألف ألف الاستفهام، وهو من الجد في الأمر، وهو الانكماش عليه والمضي فيه، وهو ضد الهزل، وقال الأصمعي: معناه: أبجد منك هذا، ونصبها على طرح الباء(1). وقال أبو عمرو(2): معناه: ما لك أجدا منك، ونصبها على المصدر(3). ومنه قول الأعشى(4):
أجدك ودعت الصبى والولائدا
وأما الذي في أوله واو، فإن الواو واو القسم الخافضة دخلت على الجد الذي هو أبو الأب [94/أ]، أو الحظ، فلذلك خفضت الدال، وبقيت الجيم مفتوحة على حالها، ومعناه: الحلف بجده الذي هو أبو أبيه، أو بحظه، وتقديره: وحق جدك. ومنه قول طرفة(5):
وجدك لم أحفل متى قام عودي
__________
(1) التهذيب 10/463، والصحاح 2/453 (جدد).
(2) هو: أبو عمرو زبان بن العلاء بن عمار العريان المازني البصري، من أئمة اللغة والأدب، وأحد القراء السبعة الموثوق بهم. ولد بمكة، ونشأ بالبصرة وتوفي بالكوفة سنة 154هـ.
أخبار النحويين البصريين 46، وطبقات الزبيدي 35، ومعرفة القراء 1/100، وغاية النهاية 1/388، وسير أعلام النبلاء 6/417.
(3) التهذيب 10/463، والصحاح 2/453 (جدد)، وفي العين (جدد) 6/9: "ومن قال: أجدك بكسر الجيم، فإنه يستحلفه بجده وحقيقته، وإذا فتح الجيم استحلفه بجده، أي ببخته". ورأي سيبويه في الكتاب 1/379 موافق لرأي أبي عمرو، وزاد بأن قال: "ولكنه لا يتصرف ولا تفارقه الإضافة، كما كان ذلك في لبيك ومعاذ الله". وينظر: شرح الحماسة للمرزوقي 2/875، وخبر قس بن ساعدة 174.
(4) ديوانه 115، وعجزه:
وأصبحت بعد الجور فيهن قاصدا
ومثله قول الأعشى أيضا [ديوانه 187]:
أجدك لم تسمع وصاة محمد نبي الإله حين أوصى وشهدا
(5) ديوانه 50، وصدره:
فلولا ثلاث هن من حاجة الفتى(9/51)
(والوقر)(1) بالكسر: (الحمل)(2)، وهو حمل جمل أو بغل أو حمار(3). والجمع أوقار.
(والوقر) بالفتح: (الثقل في الأذن). ولا يجمع، لأنه مصدر قولهم: وقرت أذنه على مالم يسم فاعله، توقر وقرا(4)، فهي موقورة. ومنه قوله تعالى: {كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرا}(5). والقاف من الثقل مفتوحة لا غير.
(واللحي بفتح اللام)(6): هو عظم الفك الذي فيه الأضراس والأسنان بلحمه وجلده، أو على الانفراد أيضا. (وثلاثة ألح(7)، واللحي) واللحي (الكثيرة)(8) بضم اللام وكسرها وكسر الحاء وتشديد الياء منهما.
__________
(1) إصلاح المنطق 4، وأدب الكاتب 323، والعين 5/206، 207، والجمهرة 2/796، والصحاح 2/848 (وقر).
(2) ومنه قوله تعالى: {فَالْحَامِلاتِ وِقْراً} سورة الذاريات 2.
(3) في الصحاح 2/848: "وأكثر ما يستعمل الوقر في حمل البغل والحمار، والوسق في حمل البعير".
(4) في إصلاح المنطق 4: "ويقال أيضا: وقرت أذنه توقر وقرا" قال الجوهري: "وقياس مصدره التحريك، إلا أنه جاء بالتسكين". وفي العين 5/206: "وقرت أذني عن كذا تقر وقرا" جعله من باب وعد، فحذف الواو، لأن ثانيه مكسور، وينظر: المنصف 1/184، 185، والمختار (وقر) 732.
(5) سورة لقمان 7.
(6) والعامة تقول: "اللحى" بكسر اللام. ما تلحن فيه العامة 131، وإصلاح المنطق 163، وأدب الكاتب 388، وابن درستويه (160/أ)، والزمخشري 325.
(7) لجمع القلة.
(8) خلق الإنسان لثابت 192.(9/52)
(واللحية بكسر اللام)، مع التأنيث: اسم الشعر الذي ينبت على اللحيين جميعا(1). (وجمعها) لحى و(لحى)(2) بضم اللام وكسرها، مع القصر.
(والفل: الأرض التي لا نبات بها)(3). والجمع أفلال وفلال.
(وقوم فل)(4) بفتح الفاء: (أي منهزمون). ولا يجمع، لأنه مصدر سمي به، وقد جمعه بعضعهم، فقال: فلول(5)، وإنما جمعه لأنه وصف.
__________
(1) خلق الإنسان للأصمعي 176.
(2) إصلاح المنطق 163، والعين 3/297، والصحاح 6/2480 (لحي) قال الفراء في جمع لحية وحلية: "وقد سمعنا لحي وحلي بالضم في هذين الحرفين خاصة، ولا يقاس عليهما إلا أن تسمع شيئا من بدوي فصيح فتقوله فتكتبه" المقصور والممدود (الذهبي) 9. وينظر: حروف المقصور والممدود 53، وليس في كلام العرب 162، وخلق الإنسان للحسن بن أحمد 268، وتثقيف اللسان 280، وتصحيح التصحيف 453، وشرح الكافية الشافية 4/1840.
(3) إصلاح المنطق 24، 25، ديوان الأدب 3/10، 33، والجمهرة 1/162، والتهذيب 15/335، والصحاح 5/1793، والمقاييس 4/434 (فلل) قال ابن درستويه (160/ب): "والعامة تفتح أول كل هذا، ولا تفرق بين الأرض والقوم".
(4) إصلاح المنطق 24، 25، ديوان الأدب 3/10، 33، والجمهرة 1/162، والتهذيب 15/335، والصحاح 5/1793، والمقاييس 4/434 (فلل) قال ابن درستويه (160/ب): "والعامة تفتح أول كل هذا، ولا تفرق بين الأرض والقوم".
(5) وفلال أيضا. العين 8/316، والصحاح 5/1793 (فلل).(9/53)
(ومرفق الإنسان مفتوح الميم) مكسور الفاء، (وإن شئت كسرت) الميم وفتحت الفاء(1)، وقد تقدم [94/ب] تفسيره في صدر هذا الباب. وجمعه مرافق.
(والمرفق) بكسر الميم وفتح الفاء(2): (ما ارتفقت به)، أي انتفعت. وجمعه مرافق أيضا.
(والنعمة)(3) بالفتح: (التنعم)، وهو خفض العيش ولينه، والمسرة والنضرة. ولا جمع لها لأنها مصدر.
__________
(1) والعامة تقولهما جميعا بفتح الميم. أدب الكاتب 391، وابن درستويه (160/ب). قلت: والذي عليه العامة ليس بخطأ، لأن المرفق من الأمر يجوز فيه ما جاز في المرفق من اليد وبه قرئ قوله تعالى: {وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً} الكهف 16، وفي ذلك خلاف بين العلماء ينظر: معاني القرآن للفراء 2/136، واللأخفش 2/394، وللزجاج 2/372، ومجاز القرآن 1/395، والسبعة 388، والحجة لأبي علي 5/130، 131، وخلق الإنسان للأصمعي 205، وإعراب القرآن للنحاس 2/450، والاقتضاب 2/204ن والعين 5/149، والجمهرة 2/784، والتهذيب 9/112، والصحاح 4/1482 (رفق).
(2) والعامة تقولهما جميعا بفتح الميم. أدب الكاتب 391، وابن درستويه (160/ب). قلت: والذي عليه العامة ليس بخطأ، لأن المرفق من الأمر يجوز فيه ما جاز في المرفق من اليد وبه قرئ قوله تعالى: {وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً} الكهف 16، وفي ذلك خلاف بين العلماء ينظر: معاني القرآن للفراء 2/136، واللأخفش 2/394، وللزجاج 2/372، ومجاز القرآن 1/395، والسبعة 388، والحجة لأبي علي 5/130، 131، وخلق الإنسان للأصمعي 205، وإعراب القرآن للنحاس 2/450، والاقتضاب 2/204ن والعين 5/149، والجمهرة 2/784، والتهذيب 9/112، والصحاح 4/1482 (رفق).
(3) والعامة تكسرهما جميعا ولا تفرق بينهما. ابن درستويه (161/أ)، والزمخشري 327. وينظر: العين 2/161ن والجمهرة 2/953، والصحاح 5/2041، 2042، والمحكم 2/138 (نعم).(9/54)
(والنعمة)(1) بالكسر: (اليد وما أنعم به عليك)، أي أعطيت ورزقت من الخير والفضل. وجمعها القليل أنعم، والكثير النعم.
واليد هاهنا: بمعنى النعمة، تقول: لفلان على فلان يد، أي نعمة وعطية وإفضال، وليس يراد بها في هذا الموضع الجارحة.
(والجنة)(2) بالكسر: (الجن والجنون أيضا). ومنه قوله تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}(3) أي من الجن، وهم نقيض الإنس، وقال: {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ}(4) أي جنون، وهي العلة والمس من الجن.
__________
(1) والعامة تكسرهما جميعا ولا تفرق بينهما. ابن درستويه (161/أ)، والزمخشري 327. وينظر: العين 2/161ن والجمهرة 2/953، والصحاح 5/2041، 2042، والمحكم 2/138 (نعم).
(2) المثلث لابن السيد 1/417، وإكمال الإعلام 1/124، والعين 6/20، 22، والجمهرة 1/93، والتهذيب 496، 497، 501، والصحاح 5/2094، والمجمل 1/175، والمقاييس 1/421 (جنن).
(3) سورة الناس 6.
(4) سورة المؤمنون 70ن وينظر: تفسير الطبري 18/42.(9/55)
(والجنة) بالفتح: (البستان). والبستان: كل موضع فيه شجر أو نخل أو عنب، وربما اجتمعت هذه الأشياء في موضع فيسمى جنة، وربما انفرد ببعضها فيسمى جنة أيضا. وأصلها من الستر، لأن الموضع لا يسمى جنة حتى تستتر أرضه بالشجر أو النخل والكرم(1) وغير ذلك من الإشجار التي تثمر ويأكل الناس ثمرها(2). وجمعها جنات(3). وقال تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ}(4)، وقال تعالى: {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ}(5)[95/أ]، وقال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ}(6) فسمى الكرم جنة ثم قال زهير في النخل(7):
كأن عيني في غربي مقتلة
من النواضح تسقي جنة سحقا
الغربان: الدلوان الضخمتان. والمقتلة: الناقة التي قد قتلت بالعمل فذلت. والنواضح: جمع ناضح، وهو الذي يستقي، يقول كأن عيني من كثرة دموعهما في غربي ناقة ناضح. والسحق: النخل الطوال، واحدتها سحوق، مثل صبور وصبر.
وأما البستان: فهو فارسي معرب(8). وجمعه بساتين.
__________
(1) ش: "أو الكرم".
(2) ينظر: الجمهرة 1/93، والمقاييس 1/421 (جنن).
(3) وجنان أيضا، قال ابن السيد: "والعامة توقع الجنان على الجنة الواحدة، وذلك خطأ" المثلث 1/417.
(4) سورة البقرة 266.
(5) سورة الرعد 4. وضبط المصنف آخر "وزرع، ونخيل" بالضم والكسر وكتب فوقهما "معا" إشارة إلى أن فيهما قراءتين، وهما قراءتان سبعيتان.ينظر: السبعة 356، وعلل القراءات 1/281، والحجة لأبي علي 6/5.
(6) سورة الكهف 32.
(7) ديوانه 41.
(8) المعرب 53، وشفاء الغليل 157، والجمهرة 3/1324، والقاموس 1523. وفي المصباح 19: "قال الفراء: عربي، وقال بعضهم: رومي معرب" فلم يقطع فيه برأي.(9/56)
(والجنة) بالضم: (السلاح)، وهو كل ما استتر به من السلاح. والجمع جنن. والسلاح: اسم لا يستعد للحرب من آلتها من حديد وغيره(1).
(والعلاقة بالكسر: علاقة السوط ونحوه)(2)، وهي ما يكون في طرفه من سير أو خيط يعلق به. وجمعها علاقات وعلائق. والسوط: معروف، وهو ما يضرب به الإنسان والدابة. وجمعه أسواط وسياط.
(وعلاقة الحب بالفتح)(3): وهي مصدر علقت فلانة علاقة، أي أحببتها محبة شديدة، أو علقت هي بقلبي علاقة، أي تشبثت به. وقال ذو الرمة(4):
وقد علقت مي بقلبي علاقة
بطيئا على مر الليالي انحلالها
[95/ب] ولا يجمع هذا لأنه مصدر(5).
(حمالة السيف بالكسر)(6) وهي سيره الذي يحمل به ويتقلد. والجمع حمائل(7).
(والحمالة) بالفتح: (ما لزمك من غرم في دية)، لأنك احتملته، وهي الغرامة التي تلزم في الديات. والجمع الحمالات والحمائل أيضا.
__________
(1) ش: "أو غيره".
(2) أدب الكاتب 318، والجمهرة 2/940ن والتهذيب 1/244، والصحاح 4/1531، والمجمل 2/627، والمقاييس 4/127، والمحكم 1/121-123 (علق).
(3) قال ابن درستويه (161/ب): "والعامة تكسرهما جميعا، ولا تفرق بين المصدر وغيره"، وحكى اللحياني عن الكسائي: لها في قلبي علاقة حب، وعلاقة حب قال: ولم يعرف الأصمعي: علاقة حب بالكسر. المحكم 1/122. وينظر: القاموس (علق) 1176.
(4) ديوانه 1/506، وفيه: "على مر الشهور".
(5) وربما قالوا: عَلاقات. الجبان 237.
(6) والعامة تقول: "حمالة السيف" بالفتح. ابن درستويه (162/ب). وينظر: أدب الكاتب 309، والعين 3/241، والجمهرة 1/566، 567، والتهذيب 5/92، والصحاح 4/1678 (حمل).
(7) وقال الأصمعي: حمائل السيف لا واحد لها م لفظها. وإنما واحدها محمل. الصحاح 4/1678.(9/57)
(والإمارة)(1) بالكسر: (الولاية). ولا يجمع لأنه مصدر. تقول: أمر فلان بالفتح، يأمر إمارة(2)، إذا صار أميرا، ويقال: هو أمير بين الإمارة، ووال بين الولاية.
(والأمارة)(3) بالفتح: (العلامة). وجمعها أمارات وأمائر. وقال الأفوه الأودي(4):
أمارة الغي أن تلقى الجميع لدى الـ
إبرام للأمر والأذناب أكتاد
الأكتاد: جمع كتد بفتح الكاف والتاء: وهو ما بين الكتفين(5)، يقول: صار الذنب رأسا، يريد صار التابع سيدا.
(ولك علي أمرة مطاعة بالفتح)(6): وهي المرة الواحدة من الأمر.
(والإمرة) بالكسر: (الإمارة) بعينها، كالكتبة والكتابة، والحجبة والحجابة، يقال: ما لك في الإمرة والإمارة خير.
__________
(1) العين 8/299، والتهذيب 15/292، 293، والصحاح 2/581، 582، والمصباح 9(أمر).
(2) وإمرة أيضا. اللسان (أمر) 4/31.
(3) والعامة تقول: "الإمارة" بالكسر. ابن درستويه (162/ب)، ولحن العامة 67، وتثقيف اللسان 150، والمدخل إلى تقويم اللسان 203، وتصحيح التصحيف 126.
(4) ديوانه 10. والأفوه الأودي هو: أبو ربيعة صلاءة بن عمرو بن مالك، من سعد العشيرة من مذحج، ولقب بالأفوه، لأنه كان غليظ الشفتين ظاهر الأسنان، شاعر جاهلي قديم يماني، قيل إنه أول من قصد القصيد، كان سيد قومه، وأحد الشعراء الحكماء في عصره، توفي نحو سنة 50 قبل الهجرة. الشعر والشعراء 1/149، والأغاني 12/169، ونسب معد 1/323ن واللآلي 1/365، والمذاكرة في ألقاب الشعراء 38.
(5) ويقال له: الكاهل. خلق الإنسان للأصمعي 203، 210.
(6) والعامة تقول: "لك علي إمرة مطاعة" بكسر الهمزة. إصلاح المنطق 165، وأدب الكاتب 388ن وابن درستويه (162/ب).(9/58)
(وتقول: هي بضعة من لحم)(1)، بفتح الباء وسكون الضاد: أي قطعة واحدة منه. وجمعها بضعات بفتح الضاد، وبضع [أيضا](2) بسكونها، مثل تمرة وتمر، وبضع أيضا بكسر الباء وفتح الضاد، مثل بدرة وبدر(3).
(وهم بضعة عشر رجلا) [96/أ] بكسر الباء(4): لما بين اثني عشر إلى تسعة عشر، فإن حذفت الهاء من بضعة وزدتها على عشر كان للمؤنث(5)، تقول: بضع عشرة امرأة. وقيل: البضعة بالهاء، يقال لعدد المذكر، والبضع لعدد المؤنث(6)، وهما اسمان كني بهما عن بعض العدد الذي دون العقد، وهو الواحد إلى التسعة(7)، تقول: بضعة رجال، وبضع نسوة، وبضعة عشر رجلا، وبضع عشرة امرأة.
(وفي الدين والأمر عوج)(8) بكسر العين: أي اعوجاج اليس بمستقيم، وهو من الانعطاف والانحناء.وقال تعالى: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا}(9)، وقال: {تَبْغُونَهَا عِوَجاً}(10).
__________
(1) والعامة تقول: "هي بضعة من لحم" بكسر الباء. أدب الكاتب 388، وابن درستويه (163/أ)، وتثقيف اللسان 151ن وتقويم اللسان 80، وتصحيح التصحيف 160، وقد تكسر الباء. النهاية 1/133، والقاموس 909 (بضع).
(2) استدركه المصنف في الحاشية.
(3) وبضعة وبضاع، مثل صحفة وصحاف. التهذيب (بضع) 1/487.
(4) وقد تفتح. إصلاح المنطق 30، والصحاح 3/1186، والمحكم 1/259، والنهاية 1/133، والمصباح 20 (بضع).
(5) ش: "لمؤنث".
(6) الزاهر 2/355. وينظر: الصحاح (بضع) 3/1186.
(7) معاني القرآن للفراء 2/46. وقيل: من الثلاثة إلى ما دون العشرة، وقيل غير ذلك. ينظر: الزاهر 2/354، 355، وتفسير القرطبي 9/129، والعين 1/286، والتهذيب 1/488 (بضع).
(8) إصلاح المنطق 164، وأدب الكاتب 314ن والتهذيب 3/47، والصحاح 1/331، والمقاييس 4/180 (عوج). وفي الجمهرة (عوج) 1/486: "العوج: مصدر عوج يعوج عوجا، لما رأيته بعينك. والعوج: ما لم تره بعينك، مثل العوج في الدين وغيره".
(9) سورة الكهف 1.
(10) سورة آل عمران 99.(9/59)
(وفي العصا عوج)(1) بفتح العين: أي انعطاف وانحناء.
(والثفال)(2) بالكسر: (جلد أو كساء يوضع تحت الرحى)، رحى اليد عند الطحن، (فيقع عليه الدقيق)(3). وقال ذو الرمة(4):
إذا شاء بعض الليل حفت لجرسه
حفيف رحى من جلد عود ثفالها
وجمعه القليل أثفلة، والكثير ثفل بضم الثاء والفاء.
(والثفال) بالفتح: (البعير البطيء) في السير(5). وجمعه أثفلة في القليل(6)، وثفل في الكثير أيضا. وأنشد الفراء(7) حجة على قول من قال: "كلا جاريتيك قامت":
كلا عقبيه قد تشعث رأسها من الضرب في جنبي ثفال مباشر
[96/ب] (واللقاح)(8) بالفتح: (مصدر لقحت الأنثى)(9) تلقح، إذا حبلت وقبلت ماء الفحل.
__________
(1) في الفصيح 298، والتلويح 58: "وفي العصا ونحوها عوج".
(2) ما اتفق لفظه واختلف معناه لأبي العميثل 103، وشرح معلقة عمرو بن كلثوم لابن كيسان 63 والعين 8/227، والتهذيب 15/90، والمحيط 10/148، والصحاح 4/1646، والمقاييس 1/380 (ثفل).
(3) قال علي بن حمزة في التنبيهات 182: "الوجه يقع عليه الحب، ولو كان إنما يقع عليه الدقيق لم يقل زهير:
فتعرككم عرك الرحى بثفالها
وهذا منه خرق للإجماع، وللفاضل عبد العزيز الميمني رحمه الله رد جيد عليه في حاشية التنبيهات.
(4) ديوانه 1/537، والبيت في صفة أفعى. وحفت لجرسه: أي تحركت لصوت الصائد. والعود: البعير المسن. عن شرحه بالديوان.
(5) الإبل 106.
(6) وثفالات أيضا. الجبان 238.
(7) معاني القرآن 2/143، والبيت بلا نسبة في المذكر والمؤنث لابن الأنباري 2/293.
(8) تثقيف اللسان 405ن والعين 3/47، والجمهرة 1/559، والتهذيب 4/51ن 52، 54ن والمحكم 3/8-10 (لقح).
(9) في الفصيح 298: "مصدر لقحت الأنثى لقاحا".(9/60)
(وحي لقاح)(1) بالفتح أيضا: (إذا لم يدينوا للملوك، ولم يصبهم سباء في الجاهلية)، كقريش ونحوهم(2)، ولم يطيعوا من غيرهم أحدا.
والحي: القبيلة. والجمع أحياء.
وقوله: "لم يدينوا" معناه: لم يذلوا، ولم يخضعوا.
والسباء: مصدر سبيت القوم، أي أسرتهم وأخذتهم. وقال الشاعر(3):
لحي لقاح يعظم الناس أمرهم
إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم
(واللقاح) بالكسر: (جمع لقحة، وإن شئت لقوح)، وهما بمعنى واحد، (وهي) الناقة (التي نتجت، وهي لقوح شهرين أو ثلاثة، ثم هي لبون بعد ذلك)(4)، أي أن الناقة تسمى لقوحا شهرين أو ثلاثة(5) بعد نتاجها، ثم تسمى بعد ذلك لبونا، وسواء كان لبنها عزيرا أو قليلا، فهي لبون(6). وقال الشاعر(7) في اللقاح:
ألسنا المكرمين لمن أتانا
إذا ما حادرت خور اللقاح
__________
(1) قال ابن درستويه (163/ب): "والعامة لا تعرف الحي اللحقاح لا بالفتح، ولا بالكسر، وتعرف ألبان اللقاح" وفي المحكم 3/10: "قال ثعلب: الحي اللقاح، مشتق من لقاح الناقة، لأن الناقة إذا لقحت لم تطاوع الفحل". وهو شاذ عن أصل اشتقاق هذا الباب في المقاييس (لقح) 5/262.
(2) في الديباج لأبي عبيدة 118: "اللقاح قريش، وهوازن، وتيم، والرباب، وحنيفة، وإنما سموا لقاحا لأنهم لم يدينوا للملوك". وأنشد المصنف في التلويح 58:
لعمر أبيك والأنباء تنمي لنعم الحي في الجلى رياح
أبوا دين الملوك فهم لقاح إذا هيجوا إلى حرب أشاحوا
وينظر: نشوة الطرب 1/322، والمحكم 3/10، واللسان 2/583 (لقح).
(3) هو زهير، والبيت في ديوانه 33 وفيه: "لحي حلال يعصم..." وعلى هذه الرواية لا شاهد فيه.
(4) عن أبي عمرو في الصحاح 1/401.
(5) قوله: "التي نتجت... أو ثلاثة" ساقط من ش.
(6) ينظر: الإبل 76، 142.
(7) هو الأعشى، والبيت في ديوانه 395.(9/61)
الخور: الغزيرات، أي الكثيرات اللبن من الإبل، وحادرت: منعت الدر، وهو اللبن. وتجمع اللقحة أيضا على لقح، مثل قربة وقرب، وتجمع اللقوح أيضا على لقائح(1).
(والخرق)(2) بكسر الخاء، (من [الرجال: الذي يتخرق بالمعروف)، أي يتوسع بالعطاء والبذل، وهو السخي الكريم. وجمعه أخراق وخروق(3).
(والخرق) بفتح الخاء (من](4) الأرض:الذي يتخرق في الفلاة)، أي يتسع. (وبعضهم يقول: الخرق [97/أ] الذي تنخرق فيه الريح)(5) أي تهب فيه لسعته.
والفلاة: المفازة. وجمعها فلا مقصور(6)، وفلوات. والمفازة: واحدة المفاوز، وسميت بذلك على طريق التفاؤل لها بالسلامة والفوز، من فاز يفوز فوزا، إذا نجا، لأنها مهلكة، كما قالوا للديغ: سليم(7). وقال ابن الأعرابي: سميت مفازة، لأنها مهلكة من فوز، إذا هلك(8). وقال النضر بن شميل: الفلاة: التي لا ماء بها ولا أنيس، وإن كانت مكلئة. قال: والمفازة الفلاة التي لا ماء بها إذا كانت الأرض ليلتين فما زاد على ذلك(9).
__________
(1) وعلى لقح أيضا. العين 3/47، والمحكم 3/8 (لقح).
(2) إصلاح المنطق 14، والجمهرة 1/590، والتهذيب 7/21، 23، والصحاح 4/1466، 1467، والمقاييس 2/172، والمحكم 4/386 (خرق).
(3) وخراق أيضا على غير قياس. الجبان 239.
(4) ما بين المعكوفين استدركه المصنف في الحاشية.
(5) العين 4/149، والجمهرة 1/590، والصحاح 4/1466 (خرق). وجمعه في هذين الأخيرين "خروق" أيضا.
(6) المقصور والممدود للفراء 70.
(7) الأضداد للأصمعي 38، وعنه في الأضداد لابن الأنباري 105، والزاهر 1/551.
(8) الأضداد لابن الأنباري 105، والزاهر 1/552، والصحاح (فوز) 3/890.
(9) القول بخلاف يسير في التهذيب 13/264، 15/375 (فوز، فلا) وفيه أيضا عن ابن شميل:
"أرض مكلئة: وهي التي قد شبع إبلها، وما لم تشبع الإبل لم يعدوه إعشابا ولا إكلاء، وإن شبعت الغنم، والمكلئة والكلئة واحد".(9/62)
(وعدل الشيء) بالكسر: (مثله) من جنسه، تقول: عندي عدل غلامك بالكسر: أي عندي غلام مثله. وجمعه أعدال. ومنه قولهم في الدعاء: "لا عدل لك"(1) أي لا مثل لك ولا نظير، ومنه سمي عدلا الحمل، لأن أحدهما قد سوي بالآخر.
(والعدل) بالفتح: (القيمة) وهي مثله أيضا، إلا أنها من غير جنسه،تقول: عندي عدل غلامك بالفتح: أي عندي قيمته(2). وجمعه عدول. وقيل: قيمة الشيء أقصى ثمنه(3).
__________
(1) في الأساس (عدل) 295: "وتقول العرب: اللهم لا عدل لك"، وينظر: شأن الدعاء للخطابي 62.
(2) إلى هنا بخلاف يسير في معاني القرآن للفراء 1/320، وفيه "وربما قال بعض العرب: عدله، وكأنه منهم غلط لتقارب معنى العدل من العدل". ونقل الزجاج في معانيه 2/208 قول الفراء في التفريق بين" العَدل والعِدل" وقال: " قال البصريون: العَدل والعِدل في معنى المثل، والمعنى واحد كان من الجنس أو من غير الجنس... ولم يقولوا إن العرب غلطت، وليس إذا أخطأ مخطئ يوجب أن تقول إن بعض العرب غلط" وينظر: معاني القرآن للأخفش 1/265، وأدب الكاتب 309، والاقتضاب 2/139، والجمهرة 2/663، والتهذيب 2/209، والصحاح 5/1761، والمحكم 2/10، 11 (عدل).
(3) التهذيب (قوم) 9/362.(9/63)
باب ما جاء وصفا من المصادر
(وتقول: هو خصم، وهي خصيم)، وهما خصم، (وهم خصم)، وهن خصم، (للواحد والاثنين والجميع والمؤنث، على حال واحدة)(1). ومنه قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}(2) فجاء بالخصم، وهو على لفظ الواحد، ومعناه الجمع، فلذلك قال: {تَسَوَّرُوا}، فأتى بواو الجمع، والأصل في الخصم أنه مصدر خصمت، يقال: خاصمت فلانا فخصمته أخصمه خصما: إذا غلبته في المخاصة، وهي المنازعة في الشيء، أو المطالبة بحق وغيره، فلما جعل الخصم صفة لم يثن، ولم يجمع، ولم يؤنث، كما أن المصدر لا يثنى، ولا يجمع، ولا يؤنث، لأنه يدل بلفظه على القليل والكثير، كأسماء الأجناس، كالماء والزيت والعسل، وما أشبهها من أسماء الأجناس، لأن كل لفظ من ذلك يقع على الجنس بأسره قليله وكثيره، فاستغني عن تثنيته وجمعه. فإن اختلفت أنواعها جاز تثنيتها وجمعها، كقولك: شربت ماءين، تريد: ماء حلوا، وماء ملحا، واشتريت زيتين، تريد: جيدا ورديئا، وكذلك المصدر، نحو قولك: ضربت زيدا ضربين، أي نوعين من الضرب شديدا وهينا. ومنه [68/ب] قوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}(3) أردا ظنونا مختلفة. وقد ثنوا الخصم أيضا وجمعوه، فقالوا: خصمان وخصوم، وإنما فعلوا ذلك، لأنه قد كثر استعماله في الوصف، حتى زال عن شبه المصدر، ودخل في باب الأسماء والصفات، كذلك نظائره في المصادر التي وصف بها. وقد جاء في
__________
(1) إصلاح المنطق 163، ومجالس ثعلب 1/226، والعين 4/191، والجمهرة 1/605، 3/1252، والتهذيب 7/154، والمحيط 4/255، والصحاح 5/1912، والمقاييس 2/187، والمحكم 5/42 (خصم).
(2) سورة ص 21. وينظر: ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 4/325، والمحتسب 2/364.
(3) سورة الأحزاب 10. وينظر: شرح الكافية للرضي 1/299ن وشرح الكافية الشافية 2/656، وأوضح المسالك 2/215، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/183، وتفسير القرطبي 14/95، والكليات 816، 817.(10/1)
التنزيل مثنى، وهو قوله تعالى – حكاية عن الملائكة -: {قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ}(1) وقال ذو الرمة في الجمع(2):
يوالي إذا اصطك الخصوم أمامه
وجوه القضايا من وجوه المظالم
يوالي: يميز. وقال أيضا(3):
أبر على الخصوم فليس خصم
ولا خصمان يغلبه جدالا
فوحد وثنى وجمع في بيت واحد. وأبر: أي علا.
والخصم: هو المنازع المطالب الذي ينازع في الأمر، وهو خصم لك، وأنت خصم له.
(وكذلك رجل دنف)(4) بفتح النون: وهو الذي أصابه ضنى من مرض أو حزن أو عشق، ولازمه حتى أذهب لحمه، وغير لونه، وأشرف على الموت. وقوم دنف، (ونسوة دنف، لا يثنى ولا يجمع)، لأنه مصدر وصف به أيضا، (فإن قلت: دنف) بكسر النون، (ثنيت وجمعت)(5)، لأنه صفة خالصة، وهو اسم الفاعل(6) [69/أ] وليس بمصدر، لأنك تقول في تصريف الفعل منه: دنف العليل بكسر النون، يدنف دنفا بفتحها، فهو دنف بكسرها، بوزن حذر يحذر حذرا، فهو حذر: إذا أذابته العلة، وبلغت منه مبلغا عظيما، فتقول فيه: رجلان دنفان، ورجال دنفون، وامرأة دنفة، وامرأتان دنفتان، ونساء دنفات بكسر النون فيها كلها.
__________
(1) سورة ص 22. وكتبها المصنف: "فقالوا:..." سهوا.
(2) ديوانه 2/770، 3/1545.
(3) ديوانه 2/770، 3/1545.
(4) والعين 8/48، والجمهرة 1/673، 3/1253، والتهذيب 14/137ن والصحاح 4/1360، 1361 (دنف).
(5) والعين 8/48، والجمهرة 1/673، 3/1253، والتهذيب 14/137ن والصحاح 4/1360، 1361 (دنف).
(6) في التلويح 41: "وهي اسم الفاعل". و"فعل" من أوزان صيغ المبالغة القياسية في اسم الفاعل. ينظر: الكتاب 1/110.(10/2)
(وكذلك أنت حرى من ذلك، وقمن)(1) بفتح الراء والميم، لا يثنيان ولا يجمعان(2)، لأنهما مصدران وصف بهما، وهما بمعنى واحد، بمعنى حقيق وخليق وجدير وموضع للأمر. ومنه قول الشاعر(3):
وهن حرى أن لا يثبنك نقرة
وأنت حرى بالنار حين تثيب
وقال آخر(4):
من كان يسأل عنا أين منزلنا
فالأقحوانة منا منزل قمن
وقيل: إن معنى حرى بمعنى: عسى. وقالوا في قول الأعشى(5):
إن تقل من بني عبد شمس
فحرى أن يكون ذاك وكانا
إن معناه: فحقيق(6). وقيل: معناه: فعسى(7).
(فإن قلت: حر أو قمن) بكسر الراء والميم، (أو حري أو قمين(8)، على فعيل، (ثنيت وجمعت)، لأنها صفات خالصة، وهي أسماء الفاعلين، وتصريف الفعل منها كتصريف دنف سواء، ومعناها كمعنى حرى وقمن المفتوحين أيضا. ويروى قول الشاعر:
__________
(1) إصلاح المنطق 100، 164، وأدب الكاتب 620، والعين 5/181، والجمهرة 3/1253، والتهذيب 5/213، 9/203، والصحاح 6/2184، 2311، والمحكم 3/333، 6/280 (قمن، حرى).
(2) إلى هنا عن أبي سهل في ارتشاف الضرب 2/118.
(3) البيت بلا نسبة في: إصلاح المنطق 100، والمشوف المعلم 1/187، والتهذيب 5/231، والصحاح 2/835، 6/2311، والأساس 81، واللسان 5/231، 14/173 (نقر، حرى). ولا يثبنك نقرة: أي لا يعطينك شيئا. شرح أبيات إصلاح المنطق 269.
(4) هو الحارث بن خالد المخزومي، والبيت في ديوانه 130. وفي معجم البلدان 1/234: "والأقحوانة: موضع قرب مكة. قال الأصمعي: هي ما بين بئر ميمون إلى بئر ابن هشام".
(5) ليس في ديوانه المطبوع، وهو منسوب للأعشى في ابن درستويه (124/ب)، وشرح شذور الذهب 288، والدرر 1/103، وبلا نسبة في: التهذيب 5/213، والهمع 1/128.
(6) ابن درستويه 0124/ب)، والتهذيب 5/213.
(7) فهي حينئذ غير منونة، من أفعال المقاربة. ينظر: الأفعال للسرقسطي 1/421، ولابن القطاع 1/265، وشرح التسهيل 1/389، وشرح شذور الذهب 287ن والمحكم 3/333.
(8) عبارة الفصيح 288: "فإن قلت:حر أو حري، أو قمن أوقمين".(10/3)
منا منزل قمن
[69/ب] بكسر الميم أيضا(1). وقال آخر(2):
إذا جاوز الاثنين سر فإنه
بنت وتكثير الوشاه قمين
وقال آخر في حري(3):
من حياة قد سئمنا طولها
وحري طول عيش أن يمل
وتقول في تثنيتها وجمعها: أنتما حريان وقمنان، وأنتم حرون وقمنون وأحراء. وتقول في تثنية حري وقمين – على فعيل – وجمعهما: أنتما حريان وقمينان، وأنتم حريون وقمينون وأحرياء وقمناء، كما تقول: أولياء وظرفاء. وتقول للمرأة: حرية وحرية، وقمنة وقمينة، وامرأتان حريتان وحريتان، وقمنتان وقمينتان، ونساء حريات وحريات وحرايا، وقمنات وقمينات.
(وكذلك رجل زور): أي زائر، (وصوم): أي صائم، (وفطر): أي مفطر، (وعدل): أي عادل، (ورضى)(4): أي مرضي(5)، (ولا يثنى هذا ولا يجمع، لأنه فعل). أراد بالفعل هاهنا المصدر(6).
__________
(1) ذكر هذه الرواية ابن درستويه (124/ب)، والروايتان في الكامل 2/883.
(2) هو قيس بن الخطيم، والبيت في ديوانه 162، برواية: "بنشر وتكثير الحديث".
(3) هو لبيد بن ربيعة، والبيت في ديوانه 197 برواية:
من حياة قد مللنا طولها وجدير طول عيش أن يمل
ولا شاهد فيه على هذه الرواية، وهو برواية المصنف في اللسان 14/173، والتاج 10/86 (حرى).
(4) الكتاب 2/120، ومعاني القرآن للفراء 2/205، والمفصل 141، وشرحه لابن يعيش 3/10ن والعين 2/38، 7/172، 380، والجمهرة 3/1251، 1252.
(5) وكان الخليل – رحمه الله – لا يتأول هذه المصادر باسم الفاعل أو المفعول، بل يبقيها على أًصلها، على تقدير مضاف محذوف، فرجل صوم، تقديره عنده: ذو صوم. العين 7/132. وهذا القول ضعيف عند ابن الحاجب (في الإيضاح 1/443) من وجهين: أحدهما: أنه يلزمه أن يوصف بجميع المصادر على هذا النحو. والآخر: أنه يلزمه حذف مضاف.
(6) إطلاق الفعل على المصدر مصطلح كوفي. ينظر: معاني القرآن للفراء 1/12، 45، 2/44، 3/27، والمدارس النحوية للسامرائي 116، ودراسة في النحو الكوفي 257.(10/4)
(ورجل ضيف، وامرأة ضيف، وقوم ضيف كذلك)(1) لا يثنى ولا يجمع، لأنه مصدر وضع موضع ضائف، وهو الذي يأتي القوم ليطعموه. وقد ضاف الرجل القوم يضيفهم ضيفا وضيافا: إذا أتاهم ليطعموه. ومنه قوله تعالى – حكاية عن قول لوط عليه السلام -: {قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيفِي فَلا تَفْضَحُونِ}(2)، وقال: {هَلْ أَتَاكَ [70/أ] حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ}(3) فجاء به للجماعة بلفظ الواحد. (وإن شئت ثنيت وجمعت، فقد قالوا: أضياف وضيوف وضيفان(4). وما أتى من هذا الباب، فهو مثله). وإنما ثنى هذا(5) وجمع لما كثر استعماله، لأنهم أجروه مجرى الأسماء والصفات، ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث من هذا الباب إلا ما كثر استعماله، فأما ما يقل استعماله، فالأصل فيه أن يترك في جميع أحواله في التثنية والجمع والتأنيث بلفظ واحد، لأنها مجراة مجرى المصادر، كما تقدم ذكره.
وأما قوله: (وتقول: ماء رواء وروى، وقوم رواء من الماء. ورجل له رؤاء: أي منظر. وقوم رئاء: يقابل بعضهم بعضا. وكذلك بيوتهم رئاء) يقابل بعضها بعضا. (وفعل ذلك رئاء الناس. والرؤى: جمع الرؤيا).
فإن هذه فصول مختلفة المعاني، وإنما جمع ثعلب – رحمه الله – بينها هنا لتشابهها في بعض حروفها، فمنها ما هو من هذا الباب، ومنها ما هو خارج عنه. وأنا أبين ذلك بمشيئة الله وعونه.
__________
(1) العين 7/27، والجمهرة 3/1253، وديوان الأدب 3/304، والصحاح 4/1392، والمجمل 1/571 (ضيف).
(2) سورة الحجر 68. وينظر: ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/182.
(3) سورة الذاريات 24.
(4) الجمهرة 2/908، والصحاح 4/1392 (ضيف).
(5) الضيف.(10/5)
فأما قوله: (ماء رواء) بفتح الراء ممدود، (وروى)(1) بكسر الراء مقصور، فإنهما بمعنى واحد، وهما صفتان للماء الكثير. وقيل: هما صفتان للماء الطيب المروي شاربه(2).
وقوله: (وقوم رواء(3) من الماء) بكسر أوله، والمد: فهم الممتلئون [70/ب] من الماء، المستغنون عن شربه، وهم ضد العطاش.
وأما قوله: (ورجل له رؤاء: أي منظر)(4)، فهو مضموم الأول، مهموز العين، على مثال رعاع، وهو من الرؤية(5)، ومعناه: البهاء والجمال الذي ينظر ويرى(6). ومنظر مفعل من النظر.
فهذه الفصول ليست من هذا الباب، لأنها ليست بمصادر وصف بها، وإنما هي أسماء.
وأما قوله: (وقوم وئاء)(7): أي (يقابل بعضهم بعضا)، فهو من هذا الباب، لأنه مصدر وصف به، وهو مكسور الراء مهموز العين، على مثال رعاع، وهو من الرؤية أيضا، ومعناه: أن بعضهم يرى بعضا إذا تقابلوا، فرئاء مصدر وصف به القوم المتقابلون.
__________
(1) في نوادر أبي مسحل 2/499: "ويقولون: ماء روى، إذا كسروه قصروا، وإذا فتحوه مدوا، والمعنى واحد". وينظر: المطر لأبي زيد 116، والمنقوص والممدود للفراء 24، والمقصور والممدود لابن ولاد 46، وحروف المقصور والممدود106.
(2) العين (روى) 8/312، وابن درستويه (126/أ).
(3) جمع راو، مثل عاطش وعطاش، أو جمع ريان، مثل ظمآن وظماء. وينظر: المنقوص والممدود للفراء 43.
(4) والمنقوص والممدود للفراء 22، وحروف المقصور والممدود 104، والزاهر 2/203، والعين 8/311، والجمهرة 1/235، 236، والصحاح 2/2349، 2365 (رأى، روى).
(5) ذكرها الخليل في مادة (رأى)، والجوهري في (رأى) و(روى). وفي المجموع المغيث 1/822: "قد يكون الرواء من الري والارتواء، ويكون من المرأى والمنظر". وينظر: اللسان (روى) 14/348.
(6) قوله: "على مثال.... يرى" ساقط من ش.
(7) المنقوص والممدود للفراء 43ن والزاهر 204/2ن والعين 309/8، والمحيط 10/300، والصحاح 6/2348 (رأى).(10/6)
وكذلك قوله: (بيوتهم رئاء)، هو من هذا الباب أيضا، يعني: أنها تتراءى مراءاة ورياء(1) بالهمز.
وكذلك قوله: (فعل ذلك رئاء الناس) بالهمز أيضا، وهو من الرؤية، ومعناه: أنه فعل ليراه الناس، كالمنافق الذي يصلي ليراه الناس، ولا يفعله من نية صادقة، هو من هذا الباب أيضا، لأنه مصدر.
وأما قوله: (والرؤى: جمع الرؤيا)(2) على وزن العلى لجمع العليا، فليس هذا من ذا الباب، إلا أنه مهموز أيضا. والرؤيا: ما يراه الإنسان في منامه من الأحلام. وبنوها على فعلى ليفرقوا بينها وبين الرؤية في اليقظة، فالرؤيا [71/أ] تكون للمتوهم المظنون، والرؤية للمتحقق المبصر.
وذكر ثعلب – رحمه الله – في هذا الباب فصولا أخر، وليست منه أيضا، لأنها ليست بمصادر وصف بها، وإنما هي أفعال محضة. وقد ميزتها منه في "تهذيب الكتاب"، وبالله التوفيق.
فمنها قوله: (ويقال: دلع فلان لسانه)(3) بنصب اللسان، فهو يدلعه دلعا: (إذا(4) أخرجه) من فيه. والفاعل دالع، واللسان مدلوع.
(ودلع لسانه)(5) بالرفع، فهو يدلع أيضا دلوعا، فهو دالع: أي خرج، بدال غير معجمة.
__________
(1) قوله: "وكذلك قوله... ورياء) ساقط من ش.
(2) الزاهر 2/204ن وحروف الممدود والمقصور 104، والتهذيب 15/317، والمحيط 10/299، والصحاح 6/2349، والأساس 149 (رأى). وفي العين 8/307: "رأيت رؤيا حسنة... ولا تجمع الرؤيا. ومن العرب من يلين الهمزة، فيقول: رويا، ومن حول الهمزة فإنه يجعلها ياء، ثم يكسر فيقول: رأيت ريا حسنة".
(3) وأدلعه، عن ابن الأعرابي. أدب الكاتب 454. وينظر: الغريب المصنف (139/أ)، وإصلاح المنطق 286، والأفعال للسرقسطي 3/290، والعين 2/41، والمحيط 1/424، والصحاح 3/1209، والمحكم 2/13 (دلع).
(4) في الفصيح 289: "أي".
(5) المصادر السابقة.(10/7)
(وكذلك شحا فاه)(1) يشحاه شحوا، (وفغر فاه)(2) يفغره فغرا، كلاهما بمعنى واحد: إذا فتحه،فهو شاح وفاغر، والفم مشحو ومفغور.
(وشحا فوه)(3) بالرفع، يشحو شحوا وشحوا، (وفغر فوه)(4) يفغر فغرا وفغورا، كلاهما بمعنى(5): إذا اتفتح، فهو شاح وفاغر. وجاء اللازم والمتعدي من هذه الأفعال بلفظ واحد.
(وتقول: ذر ذا ردعه): أي اتركه. (وهو يذر ويدع)، واستعمل هذان الفعلان في الأمر والمستقبل لا غير، (ولا يقال(6): وذرته ولا ودعته، ولكن تركته، ولا واذر ولا وادع، ولكن تارك)(7)
__________
(1) الجمهرة 1/539، 2/780، والصحاح 6/2390، والمجمل 1/523 (شحو). والفعل "شحا" من ذوات الياء في العين 3/264، والواو أو الياء في أدب الكاتب 481، والأفعال للسرقسطي 2/398، والمحكم 3/319، 358، ومن ذوات الواو لا غير عن أبي زيد والكسائي في التهذيب (شحا) 5/148. قال الأزهري: وهو الصواب.
(2) الغريب المصنف (139/ب)، وأدب الكاتب 454، والأفعال للسرقسطي 4/5، والجمهرة 2/780، والتهذيب 8/105، والصحاح 2/782، والمحكم 5/296، والمجمل 2/724 (فغر).
(3) المصادر السابقة.
(4) المصادر السابقة.
(5) ش: "بمعنى واحد".
(6) في الفصيح 289: "ولا تقل"، التلويح 42: "ولا تقول".
(7) هذا ما يسميه اللغويون المطرد في القياس، الشاذ في الاستعمال. (المسائل العسكريات 103، والخصائص 1/97، 99، والمنصف 1/287، والمزهر 1/229). وجاء في العين (ودع) 2/224: "والعرب لا تقول: ودعته فأنا وادع في معنى تركته فأنا تارك... إلا أن يضطر الشاعر، كما قال:
وكان ما قدموا لأنفسهم أكثر نفعا من الذي ودعوا
أي تركوا". وقال في مادة (وذر) 8/196: "والعرب قد أماتت المصدر من يذر، والفعل الماضي، واستعملته في الحاضر والأمر، فإذا أرادوا المصدر قالوا: ذره تركا، أي اتركه". وقد أنكر شمر والمطرزي والفيومي في: التهذيب 3/139، والمغرب 2/346ن والمصباح 250(ودع) أن يكون ماضي "يدع) ومصدره مماتين، وكلهم استظهروا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن على قلوبهم"، والفيومي والمطرزي أيضا بقراءة مجاهد وعروة ومقاتل وابن أبي عبلة ويزيد النحوي: {مَا وَدَعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} بالتخفيف، وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعروة في المحتسب 2/364ن وشواذ القرآن 175. وفي الحديث الشريف: "إن شر الناس من ودعه الناس اتقاء شره". قال الفيومي: "ما هذه سبيله فيجوز القول بقلة الاستعمال، ولا يجوز القول بالإماتة". وينظر: الكتاب 1/25، 4/67، 109، والأفعال للسرقسطي 4/243، 267، والنهاية 5/165، 166، والجمهرة 2/667، والتهذيب 15/11، وسيبويه والقراءات 92-102، وظاهرة الشذوذ في النحو العربي 368-371.(10/8)
استغنوا عن الماضي واسم الفاعل من هذا بترك وبتارك. وقال الله تعالى: {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}(1)، وقال تعالى: {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا}(2)، وقال: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجا}(3). [71/ب].
باب المفتوح أوله من الأسماء
قال أبو سهل: ذرك أبو العباس ثعلب – رحمه الله – في هذا الباب أربعة وعشرين فصلا خارجة عن ترجمته. وقد ميزتها في "تهذيب الكتاب" وجعلت كل فصل منها في الموضع الذي هو أحق به من هذا الباب، لكني ذكرتها في هذا الكتاب على ما هي مثبتة في الأصل. والله ولي التوفيق.
(يقال(4): هو فكاك الرهن)(5) بفتح الفاء: للمال الذي يفتك به الرهن، أي يخلص من يدي المرتهن، ولذلك قال زهير(6):
وفارقتك برهن لا فكاك له
يوم الوداع فأضحى الرهن قد غلقا
ولا يعرف للفكاك جمع.
__________
(1) سورة الأنعام 110. وكتبها المصنف: "فذرهم " سهوا.
(2) سورة البقرة 278.
(3) سورة البقرة 234، 240.
(4) في الفصيح 289ن والتلويح 43: "تقول".
(5) تقويم اللسان 144، وتصحيح التصحيف 407، و في المصباح (فكك) 172: "والكسر لغة حكاها الكسائي، ومنعها الأصمعي والفراء". وينظر: إصلاح المنطق 162، وأدب الكاتب 544، وديوان الأدب 3/65، 93، والمحيط 6/147، والصحاح 4/1604، والمجمل 2/700 (فكك).
(6) ديوانه 38. وغلق الرهن: أي استحقه المرتهن، وذلك إذا لم يفتك في الوقت المشروط. الصحاح (غلق) 4/1538.(10/9)
(وهو حب المحلب)(1) بفتح الميم واللام: وهو شجر، وحبه من الأفاويه(2).
(وهو عرق النسا)(3) بفتح النون، والقصر(4)، هكذا رواه ثعلب وابن السكيت وغيرهما من أهل اللغة(5)
__________
(1) والعامة تقول: "المحلب" بالكسر. ما تلحن فيه العامة 119، وإصلاح المنطق 165، وأدب الكاتب 388، وتقويم اللسان 162، والعين 3/238، والجمهرة 1/284، والصحاح 1/115 (حلب).
(2) قال أبو حنيفة في كتاب النبات 215: "والمحلب مما قد جرى في كلامهم، ووصف بالطيب، ولم يبلغني أنه ينبت بشيء من أرض العرب". والأفاويه: جمع أفواه. قال أبو حنيفة أيضا 200: "فما الرياحين الريفية والبرية وسائر النبات الطيب الريح، فإن ما ادخر منها وأعد للطيب يسمى الأفواه، والواحد فوه، والأفواه في كلام العرب: الأصناف والأنواع، وإن كان الطيب قد شهر به".
(3) والعامة تقول: "عرق النسا" بكسر النون. ابن درستويه (129/ب)، وخير الكلام 50.
(4) وكتب بالياء في المقصور والممدود للفراء 20، وحروف الممدود والمقصور لابن السكيت 99. وفي المصباح (نسو) 6/2508 عن أبي جواز تثنيته على: نسوان ونسيان، وعليه يجوز كتابته بالياء والألف جميعا.
(5) إصلاح المنطق 141، 164، ومعاني القرآن للفراء 1/226، والجمهرة 2/1074، والمقاييس 5/422 (نسى).
وابن السكيت هو: أبو يوسف يعقوب بن إسحاق، عالم باللغة والأدب، سمع من فصحاء العرب، وأخذ عن الفراء وأبي عمرو الشيباني وغيرهما. من مؤلفاته: إصلاح المنطق، والألفاظ، والأضداد، وشرح عددا من دواوين الشعراء. توفي سنة 244هـ.
طبقات الزبيدي 202، ومراتب النحويين 151، ونزهة الألباء 138، وإنباه الرواة 4/56.(10/10)
، أعني بإضافة عرق إلى النسا. وقال ابن السكيت أيضا: وقال الأصمعي: هو النسا، ولا تقل: عرق النسا، كما لا يقال: عرق الأكحل، ولا عرق الأبجل، إنما هو الأكحل والأبجل(1). واحتج بقول امرئ القيس(2):
فأنشب أظفاره في النسا
فقلت هبلت ألا تنتصر
ونحو هذا قال أبو إسحاق الزجاج(3)
__________
(1) إصلاح المنطق 164، والصحاح (نسا) 2508. ينظر: خلق الإنسان للأصمعي 224، 228، وللحسن بن أحمد 307، والعين 7/304، والمحيط 8/358 (نسو، نسى).
(2) ديوانه 161.
(3) في المخاطبة التي جرت بينه وبين ثعلب. ينظر: معجم الأدباء 1/56، والمخصص 2/42، والمزهر 1/204، والأشباه والنظائر 4/125. وقد وقع الزجاج فيما عاب ثعلبا، وذلك حين قال في معاني القرآن وإعرابه 1/443: وقيل في التفسير: إن ذلك الوجع كان عرق النسا".
والزجاج هو: أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل، لقب بالزجاج لأنه كان يخرط الزجاج في صباه، من علماء النحو واللغة، أخذ عن المبرد وغيره، وقع بينه وبين ثعلب مناقشات كثيرة. من مؤلفاته: معاني القرآن وإعرابه، والاشتقاق، وفعلت وأفعلت، وشرح أسماء الله الحسنى. توفي ببغداد سنة 311هـ.
مراتب النحويين 113، وطبقات الزبيدي 111، وإنباه الوراة 1/194ن وإشارة التعيين 12، وتاريخ بغداد 6/89.(10/11)
وابن درستويه(1) وجماعة غيرهما من النحويين(2)، وقالوا: هذا من خطأ العامة، لأنهم أضافوا العرق إلى النسا، ولا يجوز ذلك، لأن [72/أ] النسا اسم العرق بعينه، فلا تجوز إضافة العرق إلى اسمه، لأنه إضافة الشيء إلى نفسه(3).
والنسا: عرق في الفخذ، وينحدر إلى الساق،وهما نسيان في الفخذين جميعا، فإذا جمعوا قالوا: أنساء.
__________
(1) ابن درستويه (129/ب).
(2) التنبيهات 181، والمرزوقي _85/ب)ن والنهاية 5/15.
(3) الحق أن قول ثعلب: "عرق النسا" بالإضافة، ليس بخطأ بل هو صحيح، واحتج له بعض العلماء بأن هذا الاستعمال قد ورد في كلام الصحابة والمفسرين، فما كان لثعلب أن يدع لفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذ بقول امرئ القيس: "فأنشب أظفاره في النسا"، واحتجوا له أيضا بأنه من باب إضافة الشيء إلى نفسه، لاختلاف اللفظين، كحبل الوريد ونحوه، أو هو ممن باب إضافة العام إلى الخاص، كما أنه قد ورد بالإضافة في الشعر الفصيح، في قول فروة بن مسيك:
لما رأيت ملوك كندة أصبحت كالرجل خاف المسك عرق النسا
ينظر: الرد على الزجاج للجواليقي (1/أ)، وابن هشام 121، والتدميري (37/أ)، والأشباه والنظائر 4/127، واللسان (نسا) 15/322، والتاج 10/366. وينظر: تفسير الطبري 4/2-5، والسيرة النبوية 2/582، والمجموع المغيث 3/295، والمخصص 2/42، وسهم الألحاظ 29.(10/12)
(وهي الرحى)(1) بالقصر، وهي معروفة: للتي يطحن بها، وهي مؤنثة(2)، وتثنيتها رحيان في الرفع، ورحيين في النصب والجر, وجمعها أرحاء(3)، ولا يقال: أرحية(4).
(وهو في رخاء العيش)(5) بالمد: أي لين وخصب وسعة.
__________
(1) والعامة تكسر الراء. إصلاح المنطق 164، وتقويم اللسان 110، وتصحيح التصحيف 282.
(2) المذكر والمؤنث للفراء 80ن ولابن الأنباري 1/518، ولابن التستري 77.
(3) الكتاب 3/572.
(4) لأنه ليس في المقصور ما يجمع على أفعلة، وإنما هذا وزن جمع المدود، مثل بناء وأبنية وفناء وأفنية. وهو من كلام العامة في: تثقيف اللسان 225، ودرة الغواص 74، وتصحيح التصحيف 95، 426. وفي العين 3/289: "والأرحية كأنها جماعة الجماعة". وقال ابن الأنباري في المذكر والمؤنث 1/518: "وربما قالوا: أرحية". وقال ابن دريد في الجمهرة 3/1336: "أجازه النحويون ولم تتكلم به العرب". وفي المحكم 3/337: "والجمع أرح وأرحاء ورحي ورحي وأرحية، الأخيرة نادرة، قال:
ودارت الحرب كدور الأرحية
وكرهها بعضهم". وينظر: الصحاح 6/2353، والقاموس 1660 (رحى).
(5) في الفصيح 289: "وهم في رخاء". والعامة تقول: "رخاء" بكسر الراء. ابن درستويه (130/أ)، والزمخشري 240. وينظر: المقصور والممدود للفراء 88، والمخصص 16/24، والعين 4/300، والصحاح 6/2354 (رخو).(10/13)
(وهو الرصاص)(1): معروف، وهو فارسي معرب(2)، والعرب تسميه الصرفان بفتح الصاد والراء، على مثال الغليان.
(وهو صداق المرأة)(3): لمهرها، ولم يسمع له جمع، وقياسه في القليل أصدقة، وفي الكثير صدق(4)، مثل قذال وأقذلة وقذل. (وإن شئت صدقة) بفتح الصاد وضم الدال، وجمعها صدقات. ومنه قوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَة}(5) (وصدقة)(6) بضم الصاد وسكون الدال، وجمعها صدقات.
__________
(1) والعامة تقوله بكسر الراء. إصلاح المنطق 163، وأدب الكاتب 388، والبصائر والذخائر 3/23، وتقويم اللسان 110، وتصحيح التصحيف 284، والصحاح (رصص) 3/1041. والكسر لغة في: العين 7/84، والمحيط 8/86، والتهذيب 12/111، (رصص). وقد تقوله العامة بالضم، كما في تثقيف اللسان 147، وهو مثلث الراء في التاج (رصص) 4/397 عن ابن الطيب الفاسي.
(2) ابن درستويه (130/ب). وفي معجم الألفاظ الفارسية المعربة 73: "الرصاص والرزاز: معرب عن أرزيز الذي بمعناهما". وهو عربي صحيح مشتق من رص البناء في الجمهرة 1/121، 2/1007، والمقاييس 2/374، واللسان 7/41 (رصص).
(3) الفتح والكسر لغتان في: والزاهر 1/315، والجمهرة 2/656، والتهذيب 8/356، والمصباح 138 (صدق). وبالكسر لا غير عن المازني في إعراب القرآن للنحاس 1/435. قلت: من اختار الفتح ذهب به مذهب المصادر، ومن كسر أراد الاسم.
(4) ينظر: التكملة لأبي علي 435، والجمهرة 2/656، والمحكم 6/119، والمصباح 128 (صدق).
(5) سورة النساء 4.
(6) الأولى لغة حجازية، وبها قرئت الآية، وهذه لغة بني تميم، وبها قرأ قتادة، وفيها لغات وقراءات أخر. ينظر: معاني القرآن للفراء 2/59، وللأخفش 1/226، ومعاني القرآن وإعرابه 2/11، ونوادر أبي مسحل 1/294، والزاهر 1/315، وشواذ القرآن 31، والدر المصون 3/570.(10/14)
(وهو الشنف)(1): لما يجعل في أعلى أذن الغلام والجارية من الحلي، وجمعه شنوف(2). ويقال لما يعلق في أسفلها، وهو شحمتها القرط.
(وهو الأنف)(3): وهو معروف للإنسان وغيره من الحيوان، وهو آلة الشم، وجمعه في القليل آنف وآناف، وفي الكثير أنوف[72/ب].
(ويأتيك بالأمر من فصه: أي من مفصله)(4)، أي يفصله لك، ولا يجمله، ومعناه: من موضعه الذي ينبغي.
(وهو فص الخاتم)(5): معروف، والجمع فصوص(6).
(وهو خصم الرجل)(7): الذي يخاصمه.
__________
(1) والعامة تقوله بكسر الشين. إصلاح المنطق 165، وتقويم اللسان 124، وتصحيح التصحيف 342، وتضمه كما في أدب الكاتب 393، وابن درستويه (131/أ)، والجمهرة 2/874، والقاموس 1067 (شنف).
(2) وأشناف أيضا. اللسان (شنف) 9/183.
(3) والعامة تقول: "الأنف" بضم الهمزة. إصلاح المنطق 164، وتثقيف اللسان 149، وتقويم اللسان 64، وتصحيح التصحيف 133.
(4) والعامة تقول: "فص" بكسر الفاء، وهي لغة رديئة. ما تلحن فيه العامة 138، وإصلاح المنطق 162، وأدب الكاتب 389، وتثقيف اللسان 155، وتقويم اللسان 144، وتصحيح التصحيف 406، والصحاح (فصص) 3/1048. والفص مثلثة في: إكمال الإعلام 1/14، ومثلثات البعلي 141، والدرر المبثثة 159، والقاموس (فصص) 807. وعبارة "يأتيك بالأمر من فصه" مثل في أمثال أبي عكرمة 61، والفاخر 285، والزاهر 1/322، ومجمع الأمثال 3/527.
(5) الصادر السابقة.
(6) فيهما.
(7) والعامة تقول: "خصم" بكسر الخاء. ما تلحن فيه العامة 108، وإصلاح المنطق 163، وأدب الكاتب 388. وللكسر وجه عند ابن درستويه (131/ب)، وهو ألا يجعل مصدرا، ولكن يكون بمعنى مخاصم وخصيم، كما يقال خدن في معنى مخادن وخدين، وخل في معنى مخالل وخليل. وهو أقيس من تصيير المصدر صفة.(10/15)
(وهو ثدي المرأة)(1): وجمعه في القليل أثد، وفي الكثير الثدي(2)، وهو معروف لما يكون فيه لبنها من صدرها، وهو كالضرع من الشاة(3)، وهما ثديان.
(وخاصمت فلانا، فكان ضلعك علي: أي ميلك)(4) وجورك.
(وجئ به من حسك وبسك)(5): أي من حيث شئت. وفي نسخة أبي سعيد السيرافي: (أي من حركتك وسكونك). وقيل في تفسيرهما: أي من حيث كان ولم يكن(6). أي اجتهد فيه وفي تحصيله، ولا يثنيان ولا يجمعان، لأنهما مصدران.
__________
(1) والعامة تقوله بكسر الثاء. إصلاح المنطق 163، وأدب الكاتب 388، وابن درستويه (131/ب).
(2) أثد على أفعل، قلبت الضمة كسرة، فانقلبت الواو ياء. والثدي على فعول قلبت الواو ياء لسكونها قبل الياء، ثم أدغمت إحدى الياءين في الأخرى. ينظر: خلق الإنسان لثابت 249ن والمصباح (ثدى) 31.
(3) الفرق لقطرب 52، وللأصمعي 67، 68.
(4) والعامة تقول: "ضلعك" بكسر الضاد، وهو خطأ، لأن الضلع بالكسر اسم العظم من الإنسان. ما تلحن فيه العامة 131، وإصلاح المنطق 165، وأدب الكاتب 389.
(5) والعامة تكسر أولهما. ابن درستويه (132/أ). والفتح والكسر لغتان في الصحاح 3/909، والمحكم 2/347، ومثلثان في القاموس 686 (بسس).
وهذه الجملة مثل. ينظر: الأمثال لأبي عبيد 232، والزاهر 1/331، والمستقصى 2/36، ومجمع الأمثال 1/304.
(6) القول للأصمعي في الزاهر 1/331، والتهذيب 3/407، ومن غير نسبة في المحكم 2/347 (حسس).(10/16)
(وثوب معافري)(1) بتشديد الياء: وهو منسوب إلى معافر(2)، وهو موضع(3). وقيل: قبيلة من اليمن(4). وقال الجبان: هو اسم رجل سمي بلفظ الجمع(5).
(وهي الأسنان)(6) لجمع سن للإنسان وغيره، وهي معروفة في الفم، وعدتها في الإنسان اثنتان وثلاثون سنا، فمنها أربع ثنايا، وهن المقدمات الوسط من علو وسفل، ثنتان(7) من علو تحت وترة الأنف، وثنتان من سفل. ووترة الأنف بفتح الواو والتاء: هي الحاجزة بين المنخرين. والمنخران: هما ثقبا الأنف ومخرج النفس. وتلي الثنايا أربع رباعيات، وتليها أربعة أنياب، وتليها أربعة [73/أ] ضواحك، وتليها ست عشرة رحى، فمن الأسنان أربع عشرة سنا من أحد جانبي الفم سبع من علو وسبع من سفل، وكذلك من الجانب الآخر والثنايا الأربع وسطهن، فصارت جملة الأسنان اثنتين وثلاثين سنا(8).
__________
(1) والعامة تقوله بضم الميم. إصلاح المنطق 162، وأدب الكاتب 393، وابن درستويه (132/أ)، والمحكم 2/85، والمصباح 159 (عفر).
(2) في الجمهرة 2/766: "قال الأصمعي: يقال: ثوب معافر، غير منسوب، فمن نسب فهو خطأ. قال أبو بكر: وقد جاء في الرجز الفصيح منسوبا".
(3) في اليمن. ينظر: الجمهرة 2/766، ومعجم ما استعجم 2/1241.
(4) تنسب إلى معافر بن جعفر بن مالك بن الحارث، وينتهي إلى كهلان بن سبأ. ينظر: جمهرة النسب 191، ومعجم ما استعجم 2/1241، ومعجم البلدان 5/153. وينظر في جواز النسب إلى لفظ الجمع إذا سمي به: الكتاب 3/379ن والمقتضب 3/150ن والارتشاف 1/289.
(5) الجبان 199.
(6) والعامة تقول: "الإسنان" بكسر الهمزة. ابن درستويه (132/ب)، وابن الجبان 199، والزمخشري 248.
(7) ش: "اثنتان".
(8) قارن: خلق الإنسان للأصمعي 191، ولثابت 165، وفقه اللغة للثعالبي 109، والمخصص 1/146.(10/17)
(وهي اليسار: لليد)(1) الشمال، وكذلك اليسار(2): من الغنى.
(وهو السميدع): للسيد السخي، (ولا تضمن السين)(3)، وجمعه سمادع. وقال النضر بن شميل(4): وهو السمح الشجاع السيد(5) الضرب من الرجال(6).
__________
(1) والعامة تقول فيهما: "اليسار" بكسر الياء. إصلاح المنطق 163، وأدب الكاتب 388، وابن درستويه (132/ب)، وتقويم اللسان 188، وتصحيح التصحيف 557، والصحاح (يسر) 2/858. وفي الجمهرة 2/725: "وقال بعض أهل اللغة: اليسار بكسر الياء، شيهوه بالشمال، إذ ليس في كلامهم كلمة أولها ياء مكسورة إلا يسار" وينظر: ديوان الأدب 3/233، 243، وليس في كلام العرب 84، والاقتضاب 2/200، وبغية الآمال 99، والمصباح 621، والقاموس 643 (يسر).
(2) والعامة تقول فيهما: "اليسار" بكسر الياء. إصلاح المنطق 163، وأدب الكاتب 388، وابن درستويه (132/ب)، وتقويم اللسان 188، وتصحيح التصحيف 557، والصحاح (يسر) 2/858. وفي الجمهرة 2/725: "وقال بعض أهل اللغة: اليسار بكسر الياء، شيهوه بالشمال، إذ ليس في كلامهم كلمة أولها ياء مكسورة إلا يسار" وينظر: ديوان الأدب 3/233، 243، وليس في كلام العرب 84، والاقتضاب 2/200، وبغية الآمال 99، والمصباح 621، والقاموس 643 (يسر).
(3) والعامة تضمه. ابن درستويه (132/ب)، وتثقيف اللسان 146، وتقويم اللسان 118، وتصحيح التصحيف 318، والجمهرة 2/1188، والصحاح 3/1233، والقاموس 942(سمدع).
(4) لم أقف على هذا القول، وفي التهذيب 3/340، والتكملة 4/283: "وقال النضر: الذئب يقال له: سميدع لسرعته، والرجل السريع في حوائجه سميدع". وفي اشتقاق الأسماء للأصمعي 83: "السميدع: السيد السهل الموطأ الأكناف". وعنه في الكامل 1/6، قال: "وتأويل الأكناف: الجوانب".
(5) ش: "الشديد".
(6) الضرب من الرجال: الحائز على مناقب جمة، الماضي في أموره، والقليل اللحم. ديوان الأدب 1/95. والأساس 268، والقاموس 138 (ضرب).(10/18)
(وهو الجدي)(1): للذكر من أولاد المعز خاصة، من أول ما تضعه أمه إلى أن يستكمل الحول. ويقال للأنثى: عناق، فإذا أتى عليهما حول فالذكر تيس والأنثى عنز(2).
(وثلاثة أجد)(3)، وكذلك إلى العشرة، وهذا هو الجمع القليل، فإذا زاد على العشرة، فهو جمع كثير، تقول فيه: (الجداء) بكسر الجيم والمد.
(وكذلك ثلاثة أظب، وثلاثة أجر)، وكذلك إلى العشرة، (والكثير الظباء والجراء). وواحد الظباء ظبي، وهو الغزال، وواحد الجراء جرو، وهو ولد الكلب والسباع. وليس الظبي والجرو من هذا الباب، ولا تغلط فيهما العامة(4)، وإنما ذكرهما ثعلب – رحمه الله – هاهنا، لأن جمعهما في القلة والكثرة كجمع الجدي(5).
__________
(1) والعامة تقول بكسر الجيم. ما تلحن فيه العامة 131، وإصلاح المنطق 163، 174، وأدب الكاتب 388، وتقويم اللسان 226، وتصحيح التصحيف 210.
(2) قارن الفرق للأصمعي 91، والشاء له 7، والغريب المصنف (173/أ)، والفرق الثابت 77، والمخصص 7/186.
(3) وتجمعه العامة على: الجديان، والجدايا، والجدا، والجداء، بفتح الجيم والمد والقصر، وكل ذلك خطأ. المصادر السابقة، التعليق رقم 5.
(4) وقد تنطق العامة الجر وبالفتح أو الضم، كما سيأتي في باب المكسور أوله ص 622.
(5) ينظر: المنصف 2/435.(10/19)
(وهو الكتان)(1): لنبت معروف(2)، تعمل من لحائه الثياب الدبيقية(3) والقصب(4) وغيرهما. [73/ب] وقال ابن مقبل(5):
أسفن المشافر كتانه
فأمررنه مستدرا فجالا
__________
(1) والعامة تقوله بكسر الكاف. ما تلحن فيه العامة 135، وإصلاح المنطق 163، وأدب الكاتب 388، وتقويم اللسان 154، وتصحيح التصحيف 436. والكسر لغة في ابن هشام 123، والزمخشري 251، والتاج (كتن) 9/318.
(2) نبات معمر، منتصب الساق، طوله نحو ذراع، أوراقه خضراء رقيقة مسننة دقيقة، وأزهاره زرقاء فاتحة، وثماره بنية اللون. ينظر: النبات لأبي حنيفة 255، ومعجم الأعشاب والنباتات 283.
(3) نسبة إلى دبيق، بلدة بمصر. معجم البلدان 2/437، واللسان (دبق)10/95.
(4) وهي ثياب رقاق ناعمة. اللسان (قصب) 1/677.
(5) ديوانه 229. قال الأزهري: "أسفن: يعني الإبل، أي آشممن مشافرهن كتان الماء، وهو طحلبه...فأمررنه: أي شربنه من المرور، مستدرا: أي أنه استدار إلى حلوقها فجرى فيها، وقوله: فجالا، أي جال إليها" التهذيب (كتن) 10/140.
وابن مقبل هو: كعب تميم بن أبي بن مقبل بن عوف، من بني كعب بن عامر بن صعصعة. شاعر جاهلي مخضرم، أدرك الإسلام فأسلم، لكنه كان كثير الحنين إلى الجاهلية، عده ابن سلام في الطبقة الخامسة من فحول شعراء الجاهلية، عمر طويلا، وتوفي سنة 37 هـ. طبقات فحول الشعراء 1/143، 150، والشعر والشعراء 1/366، والإصابة 1/189.(10/20)
(ورمح خطي، ورماح خطية)(1) بتشديد الطاء والياء: وهو منسوب إلى الخط، وهي إحدى مدينتي البحرين، يقال لإحداهما: الخط(2)، والأخرى: هجر(3). والرماح(4) تنبت في بلاد الهند، فيجاء بها في السفن إلى الخط، فتقوم وتصلح بها، ثم تفرق منها في البلاد، فنسبت إليها.
(وما أكلت أكالا): أي شيئا يؤكل، ولا يستعمل إلا مع النفي(5).
(ولا ذقت غماضا)(6): أي نوما قليلا، ولا يقال ذلك إلا في النفي(7) أيضا.
(وما جعلت في عيني حثاثا): أي نوم قليلا (بكسر الحاء عن الفراء(8)
__________
(1) والعامة تقولهما بكسر الخاء. ابن درستويه (133/أ)، وتثقيف اللسان 221. وفي العين (خطط) 4/136: "يقال: رماح خطية، فإذا جعلت النسبة اسما لازما، قلت: خطية". وزاد في التهذيب 6/557: "ولم تذكر الرماح".
(2) قال الأزهري في التهذيب (خطط) 6/557: "ومن قرى القطيف: القطيف، والعقير، وقطر". وفي معجم ما استعجم 1/503: "الخط: ساحل ما بين عمان إلى البصرة، ومن كاظمة إلى الشحر".
(3) ذكر ياقوت أن "هجر" تطلق على ناحية البحرين كلها، وذكر غيره أنها مدينة البحرين وقاعدتها. معجم البلدان 5/393، ومعجم ما استعجم 2/1346، والروض المعطار 592.
(4) أي قصب الرماح، وهو القنا.
(5) إصلاح المنطق 390.
(6) وغماضا بالكسر، وغمضا. الصحاح (غمض) 3/1096.
(7) عبارة: "ولاذقت غماضا... النفي" ساقطة من ش.
(8) وعن الأصمعي في ديوان الأدب 3/89، والصحاح (حثث) 1/278.
والفراء هو: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن مروان الديلمي، من أعلم الكوفيين بالنحو واللغة بعد الكسائي. من مؤلفاته: معاني القرآن، والمذكر والمؤنث، والأيام والليالي والشهور. توفي سنة 207هـ.
المعارف 545، وطبقات الزبيدي 131، وبغية الوعاة 2/333، ومراتب النحويين 139.(10/21)
، وقال غيره: هو مفتوح)(1) ولا يستعمل إلا بحرف النفي أيضا(2).
والذوق: أصله تطعم الشيء باللسان، ليعرف الحلو من غيره، وقد يكون بغير اللسان أيضا. ومنه قوله تعالى: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}(3)، وقال: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}(4). وقد يكون الذوق بمعنى الأكل أيضا، تقول: ما ذقت شيئا، أي ما أكلت شيئا(5).
(وهو الجورب والكوسج)(6)، وجمعهما جوارب وكواسج، وجواربة وكواسجة. فالجورب: معروف لما يعمل من قطن أو صوف بالإبرة، أو يخاط من خرق كهيئة الخف، فيلبس في الرجل، وأصله فارسي(7)، والعرب تضرب به المثل في النتن(8). وأنشد الأصمعي [74/أ]:
أثني علي بما علمت فإنني
أثني عليك بمثل ريح الجورب(9)
__________
(1) قال أبو عبيد: والفتح أصح. الصحاح (حثث) 1/278. وينظر: مجالس ثعلب 2/455، وديوان الأدب 3/62، والمحكم (حثث) 2/361.
(2) إصلاح المنطق 388.
(3) سورة الأنفال 50، والحج 22. وفي الأصل، ش: "وذوقوا عذاب السعير".
(4) سورة الدخان 49.
(5) ينظر: التهذيب 9/263، والنهاية 2/172، وعمدة الحفاظ 188 (ذوق).
(6) والعامة تضم أولهما. ما تلحن فيه العامة 122، وإصلاح المنطق 162، وأدب الكاتب 393، وتثقيف اللسان 129، 152، وتقويم اللسان 90، 154، والتكملة للجواليقي 51، وتصحيح التصحيف 212، 217، 446.
(7) الجمهرة 2/1175، والمعرب 7، 8، 101، 283، وشفاء الغليل 207.
قال عبد الرحيم في المعرب 243: "هو بالكاف الفارسية (gorab) بضمة غير مشبعة، وكوارب لغة فيه".
(8) يقولون: "أنتن من ريح الجورب". جمهرة الأمثال 2/250، ومجمع الأمثال 3/409، والمستقصى 1/381.
(9) البيت بلا نسبة في: ثمار القلوب 607، وتثقيف اللسان 129ن وجمهرة الأمثال 2/250، ومجمع الأمثال 3/409، ومداخل اللغة 64، وتصحيح التصحيف 212، وما يعول عليه (249/ب).(10/22)
وأما الكوسج: فهو أيضا فارسي معرب(1)، وهو بالفارسية "كوسه"(2) بضم الكاف، وهو الرجل السناط بكسر السين: وهو الصغير اللحية، القليل شعر العارضين(3).
(وبالصبي لوى)(4) بالقصر: وهو جمع يصيب الإنسان في جوفه أو سرته أو معدته من أكل طعام ضار. وهو مصدر، والفعل منه لوي يلوى بكسر الواو في الماضي وفتحها في المستقبل.
(وهو الفقر)(5): لضد الغنى، وهو الاحتياج. والغنى: زوال الحاجة عن الإنسان.
(ومنه تقول: هذا طعام له نزل)(6) بفتح النون والزاي: أي بركة وزيادة في الزرع والطحن(7). والطعام نفسه نزل بكسر الزاي. والطعام هاهنا: الحنطة وأشباهها مما يزرع ويطحن.
__________
(1) الجمهرة 2/1178، والمعرب 283، وشفاء الغليل 440.
(2) وفي الكتاب 4/305 الكوسج: معرب كوسه أو كوسق. وينظر: المعرب 541 (ت/عبد الرحيم)، والألفاظ الفارسية المعربة 140.
(3) في الجمهرة 2/1178: "وقال الأصمعي: الكوسج: الناقص الأسنان" وينظر: الصحاح (كسج) 1/337، (ثطط) 3/1117.
(4) والعامة تقوله بكسر اللام. الزمخشري 253، وابن ناقيا 1/181. وينظر: الجمهرة 1/246.
(5) والعامة تقوله بضم الفاء. ابن درستويه (134/ب)، وابن ناقيا 1/181. وهي لغة رديئة في العين 5/150، والتهذيب 9/113، والمحيط 5/400. والفتح والضم لغتان – من غير تحديد مستواهما – في معاني القرآن للأخفش 1/185، والصحاح (فقر) 2/782.
(6) والعامة تقول: "نزل" بضم النون وإسكان الزاي. ابن درستويه (134/أ)، وابن ناقيا 1/182. وهي لغة في العين 7/367، والتهذيب 13/210ن وديوان الأدب 1/158، والصحاح 5/1828، والمصباح 229ن والقاموس 1372 (نزل). ومنعها ابن دريد في الجمهرة 2/827.
(7) "والطحن" ساقطة من ش.(10/23)
(وهو أبين من فلق الصبح، وفرق الصبح)(1) أيضا، بمعنى واحد: وهو انشقاقه وأوله وبياضه. والصبح: أول النهار. قال أبو سهل: وليس هذان الفصلان مما تغلط العامة في أولهما.
(وهو الشمع، والشعر، والنهر، وإن شئت أسكنت ثانيه)(2). قال أبو سهل: وهذه أيضا مما لا تلحن العامة في أولها.
فأما الشمع: فمعروف للذي يصطبح به، وهو الذي تجمعه النحل وتجعل فيه عسلها. والعسل تجمعه النحل [74/ب] من زهر النبات والشجر. وأما الشمع فلا يعلم من أي شيء تأخذه، هكذا قال العلماء بالنحل(3). والله أعلم.وأما الشعر: فمعروف، وهو للناس ولذوات الحافر، والبقر والمعز والخنزير، والكلب، وغير ذلك من السباع.
وأما النهر: فمعروف، وهو الفرجة في الأرض يجري فيها الماء.
__________
(1) إصلاح المنطق 45، 162. وفلق لغة أهل الحجاز، وفرق لغة بني تميم. نوادر أبي مسحل 1/11، والإبدال والمعاقبة 76، والإبدال لأبي الطيب 2/66. وهذه الجملة مثل سائر. ينظر: الدرة الفاخرة 1/75ن 93، وجمهرة الأمثال 1/205، ومجمع الأمثال 1/208، والمستقصى 1/32.
(2) والإسكان لغة فصيحة. إصلاح المنطق 97، 172، وأدب الكاتب 422، 527، وفيهما عن الفراء أن لغة فصحاء العرب "الشمع" بالتحريك، والمولدون يقولونه بسكين الميم. قال ابن سيده: "وقد غلط، لأن الشمع، والشمع لغتان فصيحتان" المحكم (شمع) 1/239. وذكر ابن درستويه (134/ب) أن العامة تسكن ثاني هذا كله، فوافقت بذلك إحدى اللغتين.
(3) النبات لأبي حنيفة 282، قال: "وقد يظن قوم أنه شيء يكون لاصقا ببطون الأنوار، كالغبار فيه لزوجة، وقد وجدنا هذه الصفة في الأنوار، فيرون أن النحل تحت ذلك بأعضادها". والآن يقال: إن النحلة "تنتج... الشمع على الوجه السفلي من بطنها (أي تفرزه) ثم تقوم بكشطه بأرجلها، فتمضغه ليصبح لينا مطواعا قابلا لتشكيل الخلايا المسدسة الشكل". الاستشفاء بالعسل 36.(10/24)
وتقول في جمع المفتوح الثاني من هذه: أشماع، وأشعار وأنهار. وفي جمع المسكن: شموع وشعور ونهر بضم النون والهاء، وقياس الساكن في جمع القلة أشمع وأشعر وأنهر.
(وقد دخل هذا في القبض)(1) بفتح الباء: أي فيما أخذ من المال، والجمع أقباض.
(والنفض)(2) بفتح الفاء: اسم للورق والثمر المنفوض من الشجر والجمع أنفاض. فإن سكنت الباء والفاء منهما كانا مصدرين(3)، تقول: قبضت المال وغيره أقبضه قبضا: إذا أخذته, ونفضت الشجرة أنفضها نفضا: إذا ضربتها بعصا ليسقط ورقها، أو حركتها ليسقط ثمرها. وهذان الفصلان مما لا تغلط العامة في أولهما أيضا.
(وهو قليل الدخل)(4) بفتح الدال والخاء: أي الفساد والريبة والخيانة والعيب والداء وأشباهها. وقال الجبان: يعنون ما يدخل له من غلة، قال: وكان القياس الدخل بسكون الخاء(5)، كالخرج الذي هو نقيضه [75/أ] ومقابله، لكن السماع أولى من القياس. قال: وجمع الدخل أدخال(6). قال أبو سهل: وهذا أيضا مما لا تغلط العامة في أوله.
(ولا أكلمك إلى عشر من ذي قبل)(7) بفتح القاف والباء، ومعناه الاستئناف والاستقبال: أي لا أكلمك إلى عشر ليال من زمان ذي استقبال.
__________
(1) إصلاح المنطق 329، وأدب الكاتب 315، 321، والصحاح (قبض) 3/1100، (نفض) 3/1109.
(2) إصلاح المنطق 329، وأدب الكاتب 315، 321، والصحاح (قبض) 3/1100، (نفض) 3/1109.
(3) عبارة الفصيح 291، والتلويح 45: "والمصدر ساكن: القبض والنفض".
(4) العين 4/230، والصحاح 4/1696، والمحكم 5/86، 87 (دخل).
(5) في المصادر السابقة التحريك والتسكين لغتان.
(6) الجبان 203.
(7) والعامة تقول: "ذي قبل" بكسر القاف. إصلاح المنطق 164، وأدب الكاتب 316، وابن درستويه (135/أ)، والمرزوقي (91/أ)، وينظر: الصحاح 5/1796، والمصباح 186 (قبل).(10/25)
(وهي طرسوس، وهو قربوس السرج). قال أبو سهل: وهذان الفصلان مما لا تغلط العامة في أولهما أيضا، لكنهم يسكنون الراء منهما(1).
فأما طرسوس: فهي اسم مدينة معروفة من مدن الروم(2).
وأما قربوس السرج(3): فهو مقدمه الشاخص بين يدي الراكب. قال ابن مقبل(4):
قربوس السرج من حاركه
بتليل كالهجين المحتزم
الحارك من الفرس: أعلى كتفيه ومغرز عنقه فيهما. والتليل: العنق. والهجين من الناس: الذي أبوه عربي وأمه أمة. فشبه انتصاب القربوس على حاركه بعبد محتزم، وهو الذي قد احتزم بثوبه، وانتصب متهيئا لأمره.
(وتقول: العربون)(5) بفتح العين والراء، (والعربان) بضم العين وسكون الراء، (في قول الفراء(6)، وقد يخالف فيه). وهما اسمان لما يسلف ويقدم للصانع من أجرة ما يصنعه، أو يقدم للبائع من جملة ثمن المبيع حتى لا يبيعه من غير هذا [75/ب] المسلف المقدم. وجمعهما العرابين والعربونات والعربانات.
__________
(1) ما تلحن فيه العامة 111، 112، وإصلاح المنطق 173، وأدب الكاتب 429، وليس في كلام العرب 253، وتقويم اللسان 133، 148، والجمهرة 3/1240. وفي ما تلحن فيه العامة: "قال أبو زيد الأنصاري: عقيل وعامر يقولون: طرسوس بضم الطاء وإسكان الراء". وهكذا حكى أبو حاتم عن الأصمعي، قال: ولا يجوز فتح الطاء وإسكان الراء. معجم ما استعجم 2/890.
(2) قال ياقوت: "وهي مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم". معجم البلدان 4/28.
(3) ذكر عبد الرحيم في المعرب 74 أنه معرب عن اليوناني "كربس"، ثم نقل إلى قرابيس، ثم اشتق منه قربوس.
(4) ليس في ديوانه، ولم أقف عليه في مصدر آخر.
(5) والعامة تقول: "العربون" بفتح العين وإسكان الراء، وتقول: "الربون". إصلاح المنطق 307، وأدب الكاتب 407، 574، وتثقيف اللسان 271، وتقويم اللسان 73، وتصحيح التصحيف 380، والجمهرة 2/1195، 3/1238، والصحاح (عربن) 6/2164.
(6) قوله في المعرب 232ن والتهذيب 2/365، والمغرب 2/51 (عرب).(10/26)
وأما قوله: "وقد يخالف فيه"، فإن غير الفراء يقول: عربون(1) بضم العين وسكون الراء، وجمعه عرابين أيضا، كعصفور وعصافير، وعربونات. وهذه الكلمة فارسية، وأصلها "أربون"(2) بفتح الهمزة والراء، وبعضهم يحذف الهمزة من أولها. وليس هذان الفصلان مما تغلط العامة في أولهما(3).
وكذلك (وهي الجبروت)(4) بفتح الجيم والباء، على وزن فعلوت: وهي التجبر والكبر. لا تغلط العامة في أوله أيضا.
وكذلك قوله: (وقوم فيهم جبرية) بفتح الباء: (أي كبر. وقوم جبرية) بسكون الباء. (خلاف القدرية) بفتح الدال. ليس تغلط العامة في أولهما أيضا.
والجبرية بسكون الباء: اسم محدث(5)، وهو يقع على من قال: إن الله تعالى أجبر العباد على المعاصي والطاعات، أي ألزمهم إياها وأكرههم على فعلها(6).
وأما القدرية: فهم الذين ينكرون أن الله تعالى قدر على العباد الطاعات المعاصي والأعمال، وإنهم هم الذين قدروها وفعلوها، كما أحبوا، فأضافوا القدر إلى أنفسهم، فنسبوا إليه(7).
__________
(1) هذه لغة ثالثة، وفيها أيضا لغات أخر هي: أرَبون، وأرْبون، وأربان. المصادر السابقة في التعليق رقم 3.
(2) المعرب 19، 232، وشفاء الغليل 356. قال عبد الرحيم: "هو يوناني، وأصله أربون، ثم خففت الراء فأصبح أربون" المعرب (بتحقيقه) 456.
(3) لاحظ التعليق رقم 3.
(4) في الفصيح 291: "وهو". والعامة تقول: "جبرؤت" بالهمز، وذلك خطأ. تثقيف اللسان 186، وتصحيح التصحيف 206.
(5) أي مولد. شفاء الغليل 191. وينظر: الصحاح (جبر) 2/608.
(6) ينظر قول الفرقتين في: الملل والنحل 1/85، 87، ومقالات الإسلاميين 1/148، وعقائد الثلاث والسبعين فرقة 1/325، 353.
(7) ينظر قول الفرقتين في: الملل والنحل 1/85، 87، ومقالات الإسلاميين 1/148، وعقائد الثلاث والسبعين فرقة 1/325، 353.(10/27)
وتقول: (هي فلكة المغزل)(1) بفتح الفاء وسكون اللام: للمستديرة التي تجعل على رأسه من خشب أو عظم لتثقله، وجمعها فلك(2) [76/أ] وفلكات بالفتح أيضا.
(وهي ترقوة الإنسان)(3) بفتح التاء وسكون الراء وضم القاف: للعظم المشرف في أعلى الصدر، وهما ترقوتان بينهما هزمة، وهي ثغرة النحر. والجمع التراقي(4).
(و) مثلها في الوزن (عرقوة الدلو)(5): وهي الخشبة المعروضة على الدلو، وهي الصليب نفسه. والجمع العراقي(6).
__________
(1) والعامة تقول: "فلكة" بكسر الكاف. إصلاح المنطق 165، وأدب الكاتب 388، وابن درستويه (136/أ)، وتقويم اللسان 144. وحكى يونس أنها لغة حجازية. الاقتضاب 2/200 وينظر: التكملة 5/230، والقاموس 1228 (فلك).
(2) وفلك بكسر الفاء. الجمهرة (فلك) 2/969. وفلك اسم للجمع عند سيبويه وليس بجمع فلكة، لأن فعلا ليس مما يكسر على فعلة. الكتاب 3/625، وينظر: التكملة لأبي علي 456، والمحكم (فلك) 7/33.
(3) والعامة تقول: "ترقوة" بضم التاء. إصلاح المنطق 165، وأدب الكاتب 393، وابن درستويه (136/أ)، وتقويم اللسان 86، وتصحيح التصحيف 181. وتقول أيضا: "تركوة" بالكاف. لحن العامة 122، وتثقيف اللسان 109، وتصحيح التصحيف 181.
(4) خلق الإنسان للأصمعي 215، ولثابت 245، وللحسن بن أحمد 78.
(5) والعامة تقول: "عرقوة" بضم العين. إصلاح المنطق 165، وأدب الكاتب 393، وابن درستويه (136/أ)، والصحاح (عرق) 4/1526.
(6) وعرق أيضا. المحكم (عرق) 1/112.(10/28)
(وقرأت سورة السجدة)(1) بفتح السين: وهي السورة التي بين سورة الأحزاب وسورة لقمان، فإذا قرأ القارئ منها، أو سمع السامع من يقرأ قوله تعالى: {وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}(2) فإنه يسجد هاهنا(3). والسجدة: المرة الواحدة من السجود، وجمعها سجدات بفتح الجيم، كالضربة والضربات. وكذلك كل ما كان على "فعلة" بفتح الفاء وسكون العين، إذا جمعتها بالألف والتاء، فإنك تفتح العين منها كالبكرة والبكرات، إلا أن تكون وصفا، أو تكون معتلة العين، فإنك تتركها على حال السكون، فتقول في جمع جوزة: جوزات(4)، وفي جمع خدلة: خدلات(5) بسكون الواو والدال.
(وهي الجفنة)(6) بفتح الجيم: للقصعة العظيمة من الحشب، وجمعها جفنات بفتح الفاء، وجفان أيضا(7).
(وهي ألية الكبش) بفتح الهمزة وسكون اللام: لذنبه، (وتجمع أليات)(8) بفتح اللام. (وكبش أليان) بفتح اللام: أي عظيم الألية، ونعجة أليانة بالفتح أيضا، والجميع كباش ألي، على مثال [76/ب] عمي، ونعاج أليانات بفتح اللام.
__________
(1) والعامة تقول: "السجدة" بكسر السين. أدب الكاتب 388. قال ابن درستويه (136/ب): "وليس ذلك بخطأ، فمن فتح ذهب إلى المرة الواحدة من السجود، ومن كسرها ذهب إلى نوع من السجود".
(2) من قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} السجدة 15.
(3) زاد في التلويح 46: "سجدة واحدة".
(4) ولغة هذيل "جوزات" بالفتح. الكتاب 3/600.
(5) وخدال أيضا. الكتاب 3/578، 627ن والمقتضب 2/188. والخدلة: المرأة الغليظة الساق المستديرتها. اللسان (خدل) 11/201.
(6) والعامة تقولها بكسر الجيم. إصلاح المنطق 160، وابن درستويه (137/أ)، وتثقيف اللسان 145.
(7) الكتاب 3/578، والمقتضب 2/188، والصحاح (جفن) 5/2092.
(8) الغريب المصنف (2/ب).(10/29)
(ورجل آلى)(1)، على مثال عالى: أي عظيم الألية، وهي عجزه. وقوم ألي بضم الهمزة وسكون اللام أيضا، على مثال عمي.
(وامرأة عجزاء)(2) بالمد، (كذلك كلام العرب، والقياس ألياء)(3) مثل أعمى وعمياء.
وأكثر العامة يحذفون الهمزة من الألية، ويكسرون اللام، ويشددون الياء، فيقولون: لية(4)، والمتفاصحون منهم يثبتون الهمزة في أولها، كما تقول العرب، لكنهم يكسرونها(5).
__________
(1) خلق الإنسان لثابت 305، وللزجاج 59
(2) خلق الإنسان لثابت 305، وللزجاج 59
(3) وحكى أبو عبيد في الغريب المصنف (7/أ)، عن اليزيدي "امرأة ألياء". وينظر: خلق الإنسان للحسن بن أحمد 64، والصحاح 6/2271، واللسان 14/43 (ألا).
(4) إصلاح المنطق 163، وأدب الكاتب 388، وابن درستويه (137/أ). وينظر: التهذيب 15/433، والصحاح 6/2271 (ألا).
(5) إصلاح المنطق 163، وأدب الكاتب 388، وابن درستويه (137/أ). وينظر: التهذيب 15/433، والصحاح 6/2271 (ألا).(10/30)
(والحرب خدعة)(1) بفتح الخاء وسكون الدال: (هذه أفصح اللغات، وذكر(2) أنها لغة النبي صلى الله عليه وسلم)(3) ومعناه: أن من خدع في الحرب مرة واحدة عطب وهلك، ولا عودة له. وهي فعلة(4) من الخدع، والخدع: الختل، وأن تظهر خلاف ما تخفي. وقال الجبان: خدعة فعلة من الخداع، كالقومة من القيام، والمراد أن الحرب يكفى الإنسان أمرها بخدعة واحدة يأتيها(5). والجمع خدعات بفتح الدال.
__________
(1) حديث شريف أخرجه البخاري في (كتاب الجهاد، باب الحرب خدعة – 3030)، ومسلم في (كتاب الجهاد والسير، باب جواز الخدع في الحرب – 1739، 1740).
(2) في الفصيح 292، والتلويح 46: "وذكر لي".
(3) في المحكم (خدع) 1/71: "قال ثعلب: ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم خدعة، فمن قال: خدعة، فمعناه: من خدع فيها خدعة، فزلت قدمه وعطب، فليس له إقالة. ومن قال: خدعة، أراد وهي تخدع، كما يقال: رجل لعنة، يلعن كثيرا، وإذا خدع أحد الفريقين صاحبه في الحرب، فكأنما خدعت هي. ومن قال: خدعة، أراد أنها تخدع أهلها". ونحو هذا عن ثعلب أيضا في المغرب (خدع) 1/247، لكنه قال: "وأما الخدعة فلأنها تخدع أصحابها، لكثرة وقوع الخداع فيها، وهي أجود معنى، والأولى أفصح، لأنها لغة النبي عليه السلام". ينظر: غريب الحديث للخطابي 2/166، وفتح الباري 6/158، وشرح صحيح مسلم للنووي 12/45، والتهذيب 1/158، وتهذيب الأسماء واللغات 3/88 (خدع).
(4) ومثلثة في أدب الكاتب 572، والدرر المبثثة 102.
(5) الجبان 207.(10/31)
(وهي الأنملة)(1) بفتح الهمزة وضم الميم: (لواحدة الأنامل). هكذا في نسختي التي قرأتها ورويتها عن شيوخي – ر حمة الله عليهم ورضوانه – وهكذا رأيته أيضا مشكولا في نسخ عدة. ورأيت في نسخ أخر لم أسمعها: (وهي الأنملة، وقد تجوز بالضم)(2)، أعني بفتح الهمزة وضم الميم. ورأيت في نسخ أخر لم أسمعها أيضا: (وهي الأنملة، وقد تجوز بالضم)، أعني [77/أ] بفتح الهمزة والميم جميعا. وأكثر أهل اللغة على فتح الهمزة وضم الميم(3). والأنملة: هي المفصل الأعلى الذي فيه الظفر من إصبع اليد(4). وقال الجبان: الأنملة: لحم طرف الإصبع(5). ورويت عنه بفتح الهمزة والميم(6).
__________
(1) والعامة تضم الهمزة. أدب الكاتب 393. وأنكر ابن السيد في الاقتضاب 2/209 على ابن قتيبة إدخاله "الانملة" بالضم في لحن العامة، لأن فيها تسع لغات بتثليث الهمزة مع الميم، أفصحها جميعا فتح الهمزة والميم. وينظر: المثلث لابن السيد 1/304،وإكمال الإعلام 1/29، ومثلثات البعلي 163، والدرر المبثثة 74. وفي التاج (نمل) 8/147: "وزاد بعضهم أنمولة بالواو، كما في نوادر النبراس، فهي عشرة" أي عشر لغات.
(2) هذه الرواية في الفصيح 292، وابن درستويه (138/أ).
(3) العين 8/330، والتهذيب 15/366، والمحيط 10/329، والمجمل 2/886 (نمل).
(4) خلق الإنسان للأصمعي 208، ولثابت 227.
(5) ابن الجبان 207.وينظر: ديوان الأدب 1/272، والصحاح (نمل) 5/1836.
(6) الفقرة في ش من قوله: "وهي الأنملة... (إلى) والميم" فيها سقط وتحريف، وتقديم وتأخير.(10/32)
قال أبو سهل: ويقال للمفصل الذي دون الأنملة من كل إصبع من أصابع اليدين: الراجبة، وجمعها رواجب. ويقال للمفصل الذي دون الراجبة البرجمة بالضم، وجمعها براجم. وفي هذه الأشياء اختلاف بين أهل اللغة(1) تركت ذكرها خوف الإطالة.
وقال أبو العباس – رحمه الله -: (وموضع يقال له: أسنمة). كذا روي لنا عنه بفتح الهمزة وضم النون(2)، وهو قريب من فلج(3) على تسع ليال من البصرة. قال ربيعة بن مقروم الضبي(4):
لمن الديار كأنها لم تحلل
__________
(1) ينظر: خلق الإنسان للأصمعي 208، ولثابت 230، وللحسن بن أحمد 72، 139، ولابن حبيب 273، وللزجاج 50، والغريب المصنف (3/ب)، والاشتقاق 218، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/357، والفرق لابن فارس 60، والعين 6/113، والتهذيب 54، 256، والصحاح 1/134، 5/1870 (رجب، برجم).
(2) هذه رواية ابن الأعرابي وسائر الكوفيين. رواه أبو عمرو بن العلاء والأصمعي وسائر البصريين: "أسنمة" بضم الهمزة والنون. وقد عاب الزجاج على ثعلب هذه الرواية، ورد عليه ابن خالويه، ورده في الأشباه والنظائر 4/126، 130، والجواليقي في الرد على الزجاج (4/ب). وينظر: أدب الكاتب 430، ومعجم البلدان 1/189، ومعجم الأدباء 1/58، والاقتضاب 2/241، ومعجم ما استعجم 1/150 والصحاح (سنم) 5/1954.
(3) في تحديد موقع هذا المكان خلاف. ينظر: معجم ما استعجم 2/1027، والأمكنة والمياه والجبال (135/أ)، ومعجم البلدان 4/272، والروض المعطار 441.
(4) ديوانه 266. والقف: ما ارتفع من الأرض وغلظ، ولم يبلغ أن يكون جبلا. والعنصل: الكراث البري، وقيل: هو اسم موضع، وطريق العنصل: من البصرة إلى اليمامة. معجم البلدان 4/161، 383.
وربيعة بن مقروم بن قيس بن جابر الضبي، أحد شعراء مضر المعدودين في الجاهلية والإسلام، أسلم فحسن إسلامه، وشهد القادسية وغيرها من الفتوح. توفي بعد سنة 16هـ. الشعر والشعراء 1/236، والأغاني 22/97، وشرح المفضليات للأنباري 355، والخزانة 8/438.(10/33)
بجنوب أسنمة فقف العنصل(1)
(وهي الدجاجة)(2) بفتح الدال: معروفة من الطير، وهي أنثى الديك. وهي دجاجة بيوض بفتح الباء: أي تكثر البيض. وللجماعة دجاج بيض(3) بضم الباء والياء، كصبور وصبر، ورجل غيور، وقوم غير.
(وهي الشتوة والصيفة): للشتاء والصيف، وقالوهما بالهاء، لأنهم أرادوا بناء المرة الواحدة، كأنهما شتوة سنة واحدة، وصيفة [77/ب] سنة واحدة. والعامة تكسر الشين من الشتوة(4)، وهو خطأ. وأما الصيفة فليست مما تخطئ فيه(5)، وإنما قرنها [بالشتوة](6)، ليدل بها على الزمانين. وقال أبو النجم(7):
لم يقطع الشتوة بالتزمل
(وهي الكثرة)(8) بفتح الكاف:لضد القلة. والكثرة: النماء والعدد، وهي مصدر لكثر، وليست للمرة الواحدة.
__________
(1) لم يذكر المصنف هذا الشاهد في التلويح، واستشهد بدلا منه بقول بشر بن أبي خازم (ديوانه 63):
كأن ظباء أسنمة عليها كوانس قالصا عنها المغار
(2) والعامة تقول: "الدجاجة" بكسر الدال. ما تلحن فيه العامة 134. والكسر لغة والأفصح الفتح في: إصلاح المنطق 105، 162، وأدب الكاتب 423، 544، وتثقيف اللسان 104، وتصحيح التصحيف 256، وديوان الأدب 3/89، والمزهر 1/224، والعين 6/11، والمحيط 6/394، والصحاح 1/313 (دجج).
(3) المنصف 1/339، 340.
(4) إصلاح المنطق 162، وأدب الكاتب 389. قال الزمخشري 269: "وربما ضمتها".
(5) ش: "فيه العامة".
(6) في الأصل: "بالصيفة"، وهو سهو محض، صوابه في ش.
(7) ديوانه 190. برواية: "بالتزمل". وكذا في الطرائف الأدبية 63، ويؤيد هذه الرواية قوله في الشطر الذي يليه:
حسب عريانا من التبذل
(8) والعامة تقولها بكسر الكاف. إصلاح المنطق 164، وأدب الكاتب 388، وابن درستويه (138/أ)، وتقويم اللسان 154، وتصحيح التصحيف 437. والكسر لغة في المحكم 6/493، ولغة رديئة في الصحاح 2/802، وقليلة أو خطأ في المصباح 200 (كثر).(10/34)
(ومنه تقول: سفود، وكلوب، وسمور، وشبوط، وتنور. وكل اسم على فعول، فهو مفتوح الأول إلا السبوح والقدوس، فإن الضم فيهما أكثر، وقد يفتحان. وكذلك الذروح بالضم، لواحد الذراريح، وقد يفتح)(1).
فالسفود: حديدة طويلة ذات شعب معقفة، ينشب عليها اللحم، فيشوى بها(2). قال النابغة(3):
كأنه خارجا من جنب صفحته
سفود شرب نسوه عند مفتأد
وأنشد النضر بن شميل(4):
كأني كسوت الرجل سيد عانة
أقب كسفود الحديد قد ابتقل
والجميع السفافيد.
وأما الكلوب(5): فهو المنشال، وهو حديدة معقفة كالخطاف، وجمعه كلاليب.
وأما السمور: فدابة برية، مثل السنور، تتخذ من جلودها الفراء(6). وهو فارسي معرب(7).
وأما الشبوط: فضرب من السمك يكون بالعراق، دقيق الذنب، عريض الوسط، لين المس، صغير الرأس، كأنه البربط(8). وهو جنس، فإن [78/أ] جمعته قلت: شبابيط، وشبوطات.
__________
(1) الكتاب 4/275، وما تلحن فيه العامة 112، 113، وإصلاح المنطق 132، 218، وأدب الكاتب 589، وشرح أسماء الله الحسنى 194، وابن درستويه (138/ب)، واشتقاق أسماء الله 214ن وليس في كلام العرب 250، 251، وتقويم اللسان 118، وديوان الأدب 1/332، 333، والمزهر 2/51، والمخصص 4/130، والجمهرة 3/1286، والصحاح (قدس) 3/961.
(2) عبارة: "فالسفود... فيشوى بها" ساقطة من ش.
(3) ديوانه 19. قال شارحه: والشرب: القوم يشربون، واحدهم شارب. والمفتأد: موضع اشتوائهم اللحم.
(4) لم أهتد إليه. والرجل: جمع راجل، كصاحب وصحب، والأقب: الضامر، وابتقل: ظهر. وفي ش: "... الرجل... قد انتقل".
(5) والعامة تقول: "الكلاب". تقويم اللسان 154، وهي لغة في العين 5/376، والصحاح 1/214 (كلب).
(6) تعريفها أوفى من هذا في حياة الحيوان 1/574، والمصباح (سمر) 109.
(7) قاله ابن درستويه (139/أ)، وابن الجبان 209، والمرزوقي (95/أ)، ولم أجده في كتب المعربات.
(8) حياة الحيوان 1/596. والبربط: من آلات اللهو شبيه بالعود. فارسي معرب. المعرب 71، واللسان (بربط) 7/258.(10/35)
وأما التنور: فمعروف، وهو الذي يخبز فيه(1)، وجمعه تنانير.
وأما سبوح قدوس: فصفتان لله تعالى. فالسبوح: المنزه عن السوء، أي المباعد عن كل ما لا ينبغي أن يوصف به(2)، تبارك وتعالى عما يصف المشركون.
والقدوس: الطاهر. وقيل: هو المطهر المنزه عن الأدناس، وعن أن يكون له ولد، أو يكون في حكمه وفعله ما ليس بعدل(3). وهو فعول من القدس، وهو الطهارة(4).
وأما الذروح: فدويبة طيارة حمراء منقطة بسواد وصفرة، مجزعة شبه الزنبور، وهي من السموم القاتلة، إذا أكلت قتلت(5).
(ومنه تقول: وقعوا في صعود، وهبوط، وحدور)(6) بفتح أولها.
__________
(1) قوله: "وهو الذي يخبز فيه" ساقط من ش.
(2) ش: "يوصف به سبحانه".
(3) تفسير أسماء الله الحسنى 30، وشرح أسماء الله الحسنى 195، وتفسير غريب القرآن للرازي (79/أ)، وتفسير القرطبي 18/31، والعين (قدس) 5/73.
(4) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 8.
(5) وفي الجمهرة 3/1286: "وذروح: واحد الذرايح، وهو الدود الصغار، وهو سم. ويقال: ذرحرح، وذرحرح، ذرنوح، وذروح،وذراح". وفي العين (ذرح) 3/200: "وهو شيء أعظم من الذباب قليلا... فإذا أرادوا كسر حد سمه خلطوه بالعدس فيصير دواء لمن عضه الكلب الكلب". ينظر: العين (كلب) 5/375، وحياة الحيوان 1/511. قلت: ورأيت في السراة حشرة بالوصف الذي ذكره المؤلف يسمونها الذرنوح، وهي تألف نبات البروق، ولا أعرف إن كانت سامة أو لا، ورأيت أيضا حشرة أخرى تطير تسمى الذرحرح"، منها الأسود والأصفر والأحمر، والمجزع بحمرة وسواد، أو صفرة وسواد، تظهر في الصيف خاصة بعد هطول المطر، وتقع على الشجر المثمر، يلعب بها الصبية، وليس لها أذى.
(6) في الفصيح 293، والتلويح 48: "وكؤود" وفسرها المصنف بالعقبة الشاقة، الصعبة المرتقى. والعامة تضم أوائل هذه الألفاظ جيمعا. ما تلحن فيه العامة 104، وإصلاح المنطق 334، والغريب المصنف (125/أ)، والصحاح 2/497، 625، 3/1169 (صعد، حدر، هبط).(10/36)
فالصعود: خلاف الهبوط، وهو اسم المكان الصاعد المرتفع الذي يصعد فيه من الجبل أو الوادي أو غيرهما.
والهبوط: اسم للمكان المستفل الذي تهبط منه، أي تنزل إلى أسفل. ولم يسمع لهما بجمع(1)، وإذا ضممت أولهما كانا مصدرين(2)، تقول: صعد يصعد صعودا بضم الصاد، إذا رقي الدرج أو الجبل أو الشيء المرتفع، وهبط يهبط هبوطا بضم الهاء، إذا نزل.
وأما الحدور بفتح الحاء: فهو مثل الهبوط، وهو المكان الذي تنحدر منه، أي تنزل إلى أسفل. ولم يسمع له بجمع أيضا(3).
(وهي الجزور): للناقة التي تجزر، أي تقطع وتجزأ بعد نحرها خاصة، أو تكون معدة لذلك، وإن كانت لم تجزر [78/ب] ولم تنحر بعد. وقال ابن درستويه: ولا يسمى الجمل جزورا(4). وقال غيره: الجزور من الإبل يقع على الذكر والأنثى. والجمع جزر(5) بضم الجيم والزاي.
__________
(1) وجمعها الخليل على "أصعدة وأهبطة"، وزاد ابن سيده "صعد". العين 1/289، والمحكم 1/261 (صعد).
(2) ينظر: العين (هبط) 4/22.
(3) وجمعه ابن سيده على "حدور" المحكم (حدر) 3/223.
(4) ابن درستويه (139/ب).
(5) الصحاح (جزر) 2/612. والجزور مؤنثة لا غير في: المذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/526، ولابن فارس 58، ولابن جني 62، ولابن التستري 68. وزاد ابن الأنباري "جزائر وجزرات" جمعا لها.(10/37)
(وهو الوقود، والطهور، والوضوء، تعني الاسم، والمصدر بالضم)(1).
فالوقود بفتح الواو: اسم لما توقد به النار من حطب وغيره. ومنه قوله تعالى: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}(2). فإذا ضممت الواو كان مصدرا، تقول: وقدت النار تقد وقودا: أي اشتعلت.
والطهور بفتح الطاء: الماء الذي يتطهر به، أي يتوضأ به ويغتسل، وتزال به الأقذار والنجاسات، وهو وصف(3). ومنه قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً}(4). فإذا ضممت الطاء كان مصدرا، تقول: طهر الماء وطهر بضم الهاء وفتحها، يطهر بالضم، طهورا وطهارة: أي صار طاهرا.
والوضوء على فعول بفتح الواو: اسم للماء الذي يتوضأ به، أي يتنظف ويزال به الوسخ وغيره. فإذا ضممت الواو كان مصدرا، تقول: وضؤ الشيء وضوءا: إذا حسن وتنظف.
__________
(1) في الفصيح 293، والتلويح 48: "والوجور" وفسره المصنف بقوله: "والوجور: الدواء، تقول: وجرت الصبي الدواء وأجرته". والعامة لا تفرق بين الضم والفتح في هذه الألفاظ وتنطفها جميعا بالضم. ابن درستويه (139/أ). وذكر سيبويه أن الوقود، والطهور، والوضوء جاءت في كلام العرب مصادر على وزن فعول بفتح الفاء، فهي تقع عنده على الاسم والمصدر معا. وفي التهذيب (وضوء) 12/99 عن أبي عمرو بن العلاء والأصمعي وأبي عبيد "الوضوء" بالفتح في الاسم والمصدر معا، ولا يجوز غير ذلك. وينظر: الغريب المصنف (125/أ)، ومعاني القرآن للأخفش 1/51، والزاهر 1/134، وغريب الحديث للخطابي 3/130، والمدخل إلى تقويم اللسان 114، وابن هشام 130، والصحاح 1/81، والمفردات 526، والمغرب 2/29، والنهاية 3/147 (وضوء، طهر).
(2) سورة البقرة 24، والتحريم 6.
(3) أي يقع وصفا أيضا.
(4) سورة الفرقان 48. وفي المجمل (طهر) 1/588 عن ثعلب في تفسير هذه الآية: "الطهور: الطاهر في نفسه المطهر لغيره".(10/38)
(وهو السحور، والفطور، والبرود، ونحو ذلك)(1).
فالسحور: اسم لما يوكل أو يشرب في السحر.
والفطور: اسم لما يأكله الصائم عند إفطاره أو يشربه.
والبرود: اسم لكل ما بردت به شيئا. ومنه قيل للكحل الذي تكحل به العين لتبرد من وجعها: برود(2).
(وهو حسن القبول) بفتح القاف: أي الرضا. وهو اسم أجري مجرى المصدر. وقيل: بل هو مصدر، من قولهم: قبل الشيء بكسر الباء، يقبل بفتحها: إذا رضيه(3)، ومعناه: أن نفسه تقبل على الشيء.
(وهو الولوع)(4): وهو اسم من أولع به، إذا لازمه. عن الجبان(5). وقال غيره: هو اسم لما يولع بالشيء(6)، أي يغري به، ويحرض ويحث على معاودة فعله. فإذا ضممت الواو كان مصدرا(7)، تقول: ولع الرجل بالشيء بفتح الواو وكسر اللام، ولوعا بضم الواو.
(وهي الكبد، والفخذ، والكرش، والفحث وهي القبة).
__________
(1) والعامة تضم أوائلها أيضا، ولا تفرق بين الاسم والمصدر. ما تلحن فيه العامة 104، وصلاح المنطق 333، والغريب المصنف (125/أ)، وابن درستويه (139/أ)، وتثقيف اللسان 153.
(2) العين (برد) 8/28.
(3) في الغريب المصنف (125/أ)، والصحاح (قبل) 5/1795 عن اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء: "القبول بالفتح مصدر، ولم أسمع غيره". وقال الزجاج في تفسير قوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} (آل عمران 37) قال: "الأصل في العربية: بتقبل حسن، ولكن قبول محمول على قوله: قبلها قبولا حسنا، يقال: قبلت الشيء قبولا حسنا، ويجوز قبولا، إذا رضيته" معاني القرآن وإعرابه 1/401. وينظر: تفسير غريب القرآن للرازي (147/أ).
(4) الغريب المصنف (125/أ)، وإصلاح المنطق 332، والجمهرة 2/951، والصحاح 3/1304 (ولع).
(5) الجبان 211.
(6) ابن درستويه (139/أ).
(7) وفي الكتاب 4/42 الفتح في الاسم والمصدر. وينظر: الصحاح (ولع) 3/1304.(10/39)
فالكبد بفتح الكاف وكسر الباء: مؤنثة(1) معروفة، وهي اللحمة الحمراء(2) تكون في بطن الإنسان وغيره. وقيل: إن الكبد ليست من جملة اللحم، ولكنها دم صاف جامد منعقد(3). وما غلظ من الدم وخثر انعقد منه الطحال بإذن الله تعالى. وجمعها أكباد(4). وقال ابن الدمينة(5):
ولي كبد مقروحة من يبيعني
بها كبدا ليست بذات قروح
وأما الفخذ بفتح الفاء وكسر الخاء: فهي أيضا مؤنثة(6)، وجمعها أفخاذ، وهي معروفة للإنسان وغيره، وهي العظم الأعلى من الرجل بما عليه من لحم وغيره.
وأما الكرش بفتح الكاف وكسر الراء: [79/ب] فهي أيضا مؤنثة(7)، وجمعها كروش وأكراش، وهي معروفة تكون في بطن كل ما يجتر من ذوات الخف والظلف(8)، وهي وعاء الفرث.
__________
(1) المذكر والمؤنث للفراء 65، وللمفضل 55، ولابن الأنباري 1/334، ولابن فارس 55، ولابن جني 89، ولابن التستري 99، وللحامض 71، والمخصص 16/186. وفي العين (كبد) 5/332: "الكبد: يذكر ويؤنث".
(2) في العين 5/332: "اللحمة السوداء".
(3) ابن الجبان 212.
(4) وأكبد أيضا، وفي الكثرة كبود. المذكر والمؤنث 65، ولابن التستري 99، ولابن الأنباري 1/338.
(5) ديوانه 27. وينسب إلى مجنون ليلى، وهو في ديوانه أيضا 77، وإلى الحسين بن مطير الأسدي، وهو في ملحق ديوانه 81.
وابن الدمينة هو: أبو السري عبد الله بن عبيد الله بن أحمد الخثعمي. والدمينة أمه، شاعر أموي، رقيق الشعر، قتل غيلة بعد سنة 130هـ، وهو عائد من الحج في تبالة قرب بيشة.
أسماء المغتالين، والشعر والشعراء 2/617، والأغاني 17/93، ومعاهد التنصيص 1/160.
(6) المذكر والمؤنث للفراء 6، ولابن الأنباري 1/339، وللحامض 71، ولابن جني 85، ولابن التستري 95، والقصيدة الموشحة 90، والمخصص 16/188.
(7) المذكر والمؤنث للفراء 66، وللمفضل 55، ولابن الأنباري 1/358، ولابن جني 89، والمخصص 16/191.
(8) الفرق لابن فارس 60.(10/40)
وأما الفحث بفتح الفاء وكسر الحاء: فهي أيضا مؤنثة(1)، وجمعها أفحاث، وهي المعى الذي يتناهى إليه الفرث، فيلقيه الجزار، وهو يكون مع الكرش. وقيل: إنه ما تداخل والتوى من الكرش(2).
وأما القبة(3): فإنها تفسير للفحث.
والعامة تكسر أوائل هذه الفصول الأربعة، وتسكن الحرف الثاني منها، وهي لغة للعرب(4)، لكن الأفصح والأكثر فيها ما اختاره ثعلب(5) رحمه الله.
(وهو اللعب، والضحك، والحلف، والكذب، والحبق، والضرط، والخنق)(6) بفتح أولها وكسر ثانيها أيضا.
__________
(1) المذكر والمؤنث للفراء 66، ولابن الأنباري 1/358، ولابن التستري 95، ولابن جني 45، والبلغة 77.
(2) الجبان 212.
(3) والقبة بتثقيل الباء أيضا. الصحاح (قبب) 1/197.
(4) قال الزمخشري 277: "هذه الأسماء مفتوحة الأول بتحريك الثاني منها، وهي لغة أهل الحجاز، فأما تميم وسفلى مضر فإنهم يكسرون الأوائل منها ويسكنون الثاني، فيقولون: كبد، وفخذ، وكرش، ومنهم من يترك الأول مفتوحا ويسكن الثاني، فيقول: كبد، وهذه أقل اللغات". وينظر: ما تلحن فيه العامة 117، 118، وإصلاح المنطق 169، وأدب الكاتب 537، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/334، 339، 358، والمخصص 16/186، والتهذيب (حفث) 4/482، والصحاح 2/529، 586، 3/1017 (كبد، فخذ، كرش).
(5) قال ابن درستويه (139/ب): "والعامة كلها على التخفيف، وأكثر العرب على ذلك، وأما أهل التفاصح والبلاغة فيلزمونه الأصل، ويحتملون الثقل طلبا للفخامة".
(6) هذه الألفاظ جميعا لا تغلط فيها العامة أيضا، لأن كل ما كان على (فعِل)، فإن التخفيف فيه جائز، وإذا خففوا فربما نقلوا حركة الحرف المخفف إلى ما قبله لتدل على الأصل، وربما تركوه على حالته، كما فعلوا في كبد وكرش، وهذه لغة تميم وسفلى مضر، كما سلف. وينظر: الكتاب 4/107، وإصلاح المنطق 168، 169، وأدب الكاتب 537، والاقتضاب 2/192، وشرح الجمل 1/599، والمدخل إلى تقويم اللسان 79، وشرح شذور الذهب 15.(10/41)
فأما اللعب: فهو ضد الجد، وهو مصدر لعب يلعب(1)، وهو لاعب.
وأما الضحك: فهو أيضا مصدر ضحكت بكسر الحاء، أضحك بفتحها، فأنا ضاحك، وهو معروف المعنى، وهو كشر الإنسان شفتيه حتى تبدو ضواحكه، وهي أربع أسنان في جانبي الفم، بين الأنياب والأرحاء، اثنتان من فوق، واثنتان من أسفل. وقد تقدم ذكرها في هذا الباب(2).
وأما الحلف: فهو اليمين، وهو مصدر حلف يحلف، أي أقسم. وقال الشاعر(3):
ولا حلفي على البراءة نافع
وأما الكذب: فهو ضد الصدق [80/أ]، وهو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو به، وهو مصدر كذب يكذب.
وأما الحبق والظرط: فهما بمعنى واحد(4) لمصدر حبق يحبق، وضرط يضرط، إذا خرجت منه ريح بصوت. وقال خداش بن زهير العامري(5):
__________
(1) قياس المصدر من لعب: اللعب، وأما اللعب فهو اسم وضع موضع المصدر، وكذلك الضحك، والحلف، والحبق، والضرط. وينظر: ليس في كلام العرب 304.
(2) ص 587.
(3) هو النابغة الذبياني، والشاهد في ديوانه 37، وصدره:
فإن كنت لا ذو الضغن عني مكذب
(4) الغالب إطلاق الحبق على ما يخرج من المعز. ينظر: الفرق لقطرب 67، 69، وللأصمعي 78، 79، ولثابت 43، والعين (حبق) 3/52.
(5) البيت له في: الصحاح 2/492، 4/1455، والتكملة 2/259، واللسان 3/227، 10/37، والتاج 2/386، 6/308 (سود، حبق). وبلا نسبة في: معجم ما استعجم 2/766، والجمهرة 2/649، والتنبيه والإيضاح 2/29 (سود). وحكى ابن بري عن أبي سهل أنه روى هذا البيت بوجهين: "يدي لكم" قال: وهي الأكثر في الرواية، و"يدي بكم" بالباء. قلت: وهما وجهان في رواية البيت.
وخداش بن زهير بن ربيعة بن عمرو العامري، أحد شعراء قيس المجيدين في الجاهلية، كان أبو عمرو بن العلاء يقدمه على لبيد، وعد ابن سلام في الطبقة الخامسة من فحول شعراء الجاهلية. قيل إنه أدرك حنينا وشهدها مع المشركين ولا تعرف سنة وفاته.
جمهرة النسب 366، وطبقات فحول الشعراء 1/143، 144، والشعر والشعراء 2/450، والإصابة 1/455.(10/42)
لهم حبق والسود بيني وبينهم
يدي لكم والزائرات المحصبا
السود بفتح السين: موضع(1). وقيل: هو جبال قيس(2). ويقال: يدي لك أن يكون كذا وكذا، كما تقول: علي لك أن يكون ذلك(3).
وأما الخنق: فهو مصدر خنقه يخنقه، على مثال ضربه يضربه، إذا عصر حلقه. ومن أمثالهم: "الخنق يخرج الورق"(4) أي إذا خنق الإنسان افتدى بماله.
(وهو الصبر)(5) بكسر الباء: لهذا المر، وهو عصارة شجرة(6)، وهو من الأدوية. ومنه قال الشاعر(7):
أقول الحذاقي مستسمع
وقولي يذر عليه الصبر!
والعامة لا تغلط في أوائل هذه الفصول الأربعة(8).
__________
(1) الجمهرة (سود) 2/649، ومعجم ما استعجم 2/766.
(2) الصحاح (سود) 2/492. وفي معجم البلدان 3/277: "والسود بفتح أوله: جبل بنجد لبني نصر ابن معاوية، وقيل: السود جبل بقرب حصن في ديار جشم بن بكر".
(3) الجمهرة 2/649، وفيها: "... كما تقول: علي لك أن تفعل كذا، أو تكون كذا". وإلى هنا من إسفار الفصيح في اللسان 10/37، والتاج 6/308 (حبق).
(4) المستقصى 1/316، ومجمع الأمثال 1/428، وفيه: "يضرب للغريم الملح يستخرج دينه بملازمته".
(5) والعامة تقول: "الصبر" بإسكان الباء، وهو خطأ في إصلاح المنطق 169، وأدب الكاتب 384، وتثقيف اللسان 334، ولا يسكن إلا في ضرورة الشعر في الصحاح (صبر) 2/707. قلت: وهو صواب على قاعدة كل ما كان على وزن (فعِل) من الأسماء، كما ذكرنا في التعليق رقم 4 ص 615، وعليه قول العامة إلى يومنا هذا: الصبر بالكسر والتسكين.
(6) النبات لأبي حنيفة 95، 96 قال: "وهو المقر". قلت: لا يزال يعرف باسمه هذا في بعض مناطق السراة.
(7) البيت لرجل من النمر في الجاهلية في النبات لأبي حنيفة 96، وبلا نسبة في اللسان (حذق) 10/41، وفيه عن ابن بري في تفسير الحذاقي: "يجوز أن يريد به واحدا بعينه، وقد يجوز أن يريد به الرجل الفصيح".
(8) يراجع التعليق رقم 2 أعلاه.(10/43)
(وهي المعدة) بفتح الميم وكسر العين: وهو اسم عضو في جوف الإنسان، وهي التي يقع فيها طعامه وشرابه، وهي بمنزلة [80/ب] الكرش لكل مجتر(1). وجمعها معدات، على مثال جربة وجربات(2). فأما معد بكسر الميم وفتح العين، فإنها جمع معدة، مثل قربة وقرب، وهي لغة للعرب، والعامة على هذه اللغة(3).
(وهم السفلة)(4) بفتح السين وكسر الفاء: للسقاط من الناس الرذال، وهي اسم جماعة، ولا واحد لها من لفظها.
(وهي اللبنة، والكلمة، والفطنة، والقطنة، وهي كالرمانة تكون في جوف البقرة) بفتح أولها وكسر ثانيها أيضا.
فأما اللبنة: فهي معروفة تعمل من طين في قالب، ويبنى بها إذا جفت. وكذلك لبنة القميض معروفة أيضا، وهي التي تسمى الجيب، وجمعهما لبنات ولبن بفتح اللام وكسر الباء أيضا، والعامة تكسر اللام وتسكن الباء(5).
__________
(1) خلق الإنسان للأصمعي 219، لثابت 264، والفرق لابن فارس 60.
(2) كذا، وفي ش: "خربة وخربات" بالخاء المعجمة.
(3) وعلى "معدة" أيضا، بفتح الميم وإسكان العين، على قياس ما كان على وزن (فعِل) كما تقدم. وذكر هذه اللغة ابن درستويه (140/أ). وينظر: إصلاح المنطق 168، والعين 2/61، والصحاح 2/539 (معد).
(4) والعامة تقول: "السفلة" بكسر السين وتسكين الفاء، وهي لغة. إصلاح المنطق 168، وأدب الكاتب 423، والصحاح (سفل) 5/1730.
(5) وصنيعها هذا لغة. إصلاح المنطق 169، وأدب الكاتب 423، والصحاح (لبن) 6/2192.(10/44)
وأما الكلمة(1): فما تكلم به، وجمعها كلم وكلمات.
وأما الفطنة بالفاء: فإني رأيت هذا الحرف في بعض نسخ الكتاب، ولم أره في بعضها(2). ورأيت أيضا في بعضها: (وهو حسن الفطنة) مفتوح الفاء مكسور الطاء. والذي قاله غير ثعلب: "الفطنة" بكسر الفاء وسكون الطاء، على ما تقوله العامة(3)، وهي كالنباهة على الشيء [81/أ].
وأما القطنة بقاف مفتوحة وطاء مكسورة(4): فهي كالرمانة تكون في جوف البقرة(5)، جمعها قطنات، وهي قطعة من الكرش تكون معها، وهي ذات الأطباق، يتراكب بعضها على بعض. والعامة تسميها الرمانة(6)، وتسميها أيضا لقاطة الحصى(7).
__________
(1) والعامة تقول: "كلمة" بكسر الكاف وتسكين اللام. ابن درستويه (140/أ)، وابن الجبان 214. وهي لغة فصيحة، جاء في العين (كلم) 5/378: "والكلمة: لغة حجازية، والكلمة: تميمية" وفي معاني القرآن للفراء ثلاث لغات: "كَلِمة، وكِلْمة، وكَلْمة" والأخيرتان لبني تميم في شرح شذور الذهب 15. وينظر: إصلاح المنطق 168، وأدب الكاتب 423، والدر المصون 3/231، واللهجات في التراث 168، ولغة تميم 214، والصحاح 5/2023، والمصباح 206 (كلم).
(2) ولم تذكره شروح الفصيح الأخرى التي بين يدي.
(3) وبه نطق الفصحاء، ومن ذلك الأثر المروي عن معاوية رضي الله عنه: "البطنة تذهب الفطنة"، وروي عن عمرو بن العاص. البيان والتبيين 2/81، وفصل المقال 409، والجمهرة (بطن) 1/361. ولم أجد في الأصول اللغوية "الفطنة" بفتح الأول وكسر الثاني، خلا شراح الفصيح: المرزوقي (97/ب)، وابن ناقيا 2/206، والزمخشري 282 ذكروا جميعا أنها لغة.
(4) والعامة تقول: "الفطنة" بكسر القاف وتسكين الطاء، وهي لغة تميمية. الزمخشري 282. وينظر: إصلاح المنطق 168، وأدب الكاتب 423، والصحاح (قطن) 6/2183.
(5) في المحكم (قطن) 6/173: "والقطنة: مثل الرمانة تكون على كرش البعير، وهي ذوات الأطباق".
(6) الصحاح (قطن) 6/2183.
(7) الأساس (قطن) 372.(10/45)
(وبعتك بيعا بأخرة ونظرة)(1) بفتح أولهما وكسر ثانيهما: وهما بمعنى واحد، أي ونسيئة وتأخير الثمن. ومنه قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}(2) أي تأخير إلى وقت اليسار.
(وما عرفته إلا بأخرة)(3) بفتح الألف والخاء: أي ما عرفته إلا أخيرا، كأنك لم تعرفه في أول الأمر, وليس هذان الفصلان مما تغلط العامة في أولهما.
__________
(1) والعامة تقول: "بأخرة ونظرة" بإسكان ثانيهما. أدب الكاتب 383، وابن درستويه (140/أ)، وينظر: إصلاح المنطق 164، والغريبين 1/29، والصحاح (أخر) 2/577.
(2) سورة البقرة 280.
(3) والعامة تقول: "بأخرة" بتسكين الخاء، على قياس الشعر والنهر.وأدب الكاتب 383، وابن درستويه (140/أ). وينظر: إصلاح المنطق 164، والعين 4/303، والصحاح 2/577 (أخر).(10/46)
باب ما يهمز من الفعل(1)
يقال: (رقأ الدم يرقأ)(2) رقأ، على مثال جمع يجمع جمعا، و(رقوءا)، على مثال دخول: إذا انقطع، ولم يسل، فهو راقئ، والرقوء بفتح الراء، "لا تسبوا الإبل، فإن فيها رقوء الدم"(3) بفتح الراء، على فعول، أي تعطى في الديات، فتحقن بها الدماء من القود، فلا تهراق بعد أخذهم إياها في الديات(4). والديات: جمع دية بتخفيف الياء، وهي ما يدفع إلى ولي المقتول ليمسك عن طلب قتل القاتل [47/ب]. ويقال منها: ودى القتيل بالتخفيف، يديه دية: إذا أعطى ديته، واتدى(5) ولي المقتول بتشديد التاء، على مثال اتقى: إذا أخذ ديته.
__________
(1) ذكره ثعلب، لأن العامة تدع همزه. قال ابن درستويه 343: "وليس ترك الهمز في عامة ما أنكره ثعلب بخطأ، وإن كان فيه الأصل الهمز" وقال الزمخشري 161: "ومن العرب من لا يهمز، وعليه العامة. والهمز تنكره أكثر العرب ولم تكن تهمز في القديم".
(2) الهمز 7، والفاخر 39، وإصلاح المنطق 152، وأدب الكاتب 368، 475، والزاهر 1/485، والألفاظ المهموزة 31، والأفعال للسرقسطي 3/97، والعين 5/210، والجمهرة 2/797، والصحاح 1/53 (رقأ).
(3) إصلاح المنطق 152، والجمهرة 2/797، والتهذيب 9/292، والصحاح 1/53 (رقأ). وهو حديث عند ثعلب والجوهري. قال الصغاني: "وليس هو بحديث، إنما هو قول العرب يجرونه مجرى الأمثال. وأصله من قول أكثم بن صيفي في وصية كتب بها إلى طيء، فقال فيها: ولا تضع رقاب الإبل في غير حقها، فإن فيها ثمن الكريمة، ورقوء الدم، وبألبانها يتحف الكبير، ويغذى الصغير، ولو أن الإبل كلفت الطحن لطحنت" التكملة (رقأ) 1/24. وفي التاج (رقأ) 1/71: "وفي شروح الفصيح أنه قول قيس بن عاصم المنقري في وصية ولده". وينظر: الفاخر 262، ومجمع الأمثال 3/96، والقاموس (رقأ) 52.
(4) ينظر: نوادر أبي زيد 327، وأبي مسحل 2/445.
(5) أصله اوتدى، أبدلت الواو تاء وأدغمت في تاء الافتعال.(11/1)
(ورقيت الصبي) بفتح القاف، غير مهموز، (من الرقية أرقيه رقيا) بفتح الراء، ورقية بضمها، فأنا راق، وهو مرقي: إذا عوذته بأسماء الله الحسنى وغيرها، أو دعوته، أو قرأت عليه ما يبرئه بإذن الله من عينن أو نظرة من الجن، أو غير ذلك. والرقية اسم للكلمات التي يعوذ(1) بها، كما أن الخطبة بالضم، اسم ما يخطب به.
(ورقيت في السلم بكسر القاف)(2)، غير مهموز أيضا، فأنا (أرقى) بالفتح، (رقيا) بضم الراء وكسر القاف وتشديد الياء ورقيا أيضا، على مثال رميا: أي صعدت، فأنا راق. وأنشد ابن الأعرابي(3):
تضيء له المنابر حين يرقى
عليها مثل ضوء الزبرقان
الزبرقان: القمر.
وإنما ذكر ثعلب – رحمه الله – هذين الفصلين، وإن كانا غير مهموزين، لاشتباههما بالفصل المهموز الذي قبلهما، ولمشاركتهما إياه في حروفه، وكذلك جميع الفصول التي هي غير مهموزة إنما ذكرها بعد الفصول المهموزرةفي هذا الباب، لأنه أراد أن يبينها ويفرق بينها، لأن العامة لا تميز بينها، وقد نزعتها أنا من هذا الباب، وأضفت إليها ما شابهها من الفصول وجعلتها في باب مفرد زائد على عدة أبواب الأصل في الكتاب الذي عملته لك قبل هذا، وهو كتاب "تهذيب الفصيح"، وبالله التوفيق.
__________
(1) ش: "يرقى".
(2) في المنتخب 1/416: "رقأت في الدرجة، ورقيت رقيا". وفي الفاخر 40: "رقأت على الدرجة..... ورقيت، وترك الهمز أكثر". وفي أدب الكاتب 475: "رقأت في الدرجة ورقيت.... وترك الهمز أجود". وينظر: التكملة 1/24، والعباب 104 (رقأ).
(3) البيت بلا نسبة في اللسان 10/137، والتاج 6/366 (زبرق).
وابن الأعرابي هو: أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي، كان إماما في اللغة والنحو والأدب والأنساب. أخذ عن الكسائي والمفضل والضبي، وعنه أخذ ابن السكيت وثعلب وغيرهما. من مؤلفاته كتاب النوادر،وتاريخ القبائل، والنبات. توفي سنة 213هـ.
مراتب النحويين 147، وطبقات الزبيدي 195، نزهة الألباء 119، وإشارة التعيين 311.(11/2)
(ودارأت الرجل)(1) بالهمز، وأدارئه مدارأة: (إذا دافعته)، وأنا مدارئ، وهو مدارأ، وهو من الدرء بالهمز، وهو من الدفع، (وقد تدارأ الرجلان) بالهمز أيضا، يتدارآن تدارؤا: (إذا تدافعا)، أي دفع كل واحد منهما صاحبه بأجسامهما، أو تغالبا في الخصومة وهما متدارئان.
(وداريته) بغير همز، أداريه مداراة: (إذا لاينته) وختلته(2)، أي رفقت به وخدعته، فأنا مدار، وهو مدارى.
(وبارأ الرجل شريكه وامرأته)(3)، فهو يبارئ مبارأة بالهمز: (إذا فارقهما) وتركهما وتقضى ما بينه وبينهما، فهو مبارئ، وشريكه مبارأ، وامرأته مبارأة.
(وقد بارى الريح جودا)(4) بغير همز، (وهو يباريها مباراة) بغير همز أيضا، وبراء بكسر الباء والمد: إذا عارضها، أي فاخرها، وذلك أنه يعطي كلما هبت، (وكذلك) هو (يباري جيرانه) غير مهموز أيضا: (إذا عارضهم بفعله)، أي يفعل كما يفعلون، وهو من المفاخرة أيضا،واسم الفاعل مبار بكسر الراء، والمفعول مبارى بفتحها.
__________
(1) إصلاح المنطق 154، وأدب الكاتب 475، والعين 8/60، والجمهرة 2/1057 (درأ). وفي الزاهر 2/53: "ويجوز ترك الهمز".
(2) وفي الهمز 12: "دارأت الرجل مدارة: إذا اتقيته". وفي العين (درأ) 8/61: "درأت عنه الحد درءا، ومن هذا الكلام اشتقت المداراة بين الناس". وأنكر أبو عبيد الهمز في فعل المدارة قائلا: "وزعم الأحمر أن مداراة الناس تهمز ولا تهمز.... والوجه عندنا ترك الهمز" غريب الحديث 1/339. قال الأزهري: "من همزه فمعناه: الاتقاء لشره، كما قال أبو زيد.... ومن لم يهمزه جعله من دريت بمعنى ختلت" التهذيب (درى) 14/157. وينظر: في أصول الكلمات 236-238.
(3) إصلاح المنطق 152، وأدب الكاتب 364، والألفاظ المهموزة 27، والعين 8/289، والجمهرة 2/1093، والصحاح 1/36 (برأ). وبارى الرجل امرأته بغير همز، لغة حكاها الفراء، التكملة (برى) 6/374.
(4) ينظر: الكامل للمبرد 2/907.(11/3)
(وعبأت المتاع)(1) بالهمز وتخفيف الباء، (أعبؤه [48/ب] عبأ)، أي هيأته ونضدت بعضه على بعض، فأنا عابئ، والمتاع معبوء.
عبيت الجيش بتشديد الباء، أعبيه (تعبية)، قال أبو العباس: (كذلك حكي لنا عن يونس(2)، فأنا معب، والجيش معبى (وقال ابن الأعرابي(3) وأبو زيد(4): هما جميعا مهموزان): إذا هيأته في مواضعه ورتبت رجاله. والجيش: معروف، وهم جماعة الناس في الحرب، والجمع جيوش. وقال الشاعر في الأول(5):
كأن بصدره وبعارضيه
عبيرا بات تعبؤه عورس
أي تصنعه وتهيئه.
__________
(1) الهمز 22،وإصلاح المنطق 149، وأدب الكاتب 363، والألفاظ المهموزة 33. وفي الجمهرة (عبو) 1/368: "وعبوت المتاع عبوا: إذا عبيته لغة يمانية". وقال أبو زيد: "عبأت المتاع وعبأته تعبئة، وكل من كلام العرب". الهمز 22، والصحاح 1/61، والتهذيب 3/235، (عبأ).
(2) الذي في الفصيح 279: "كذلك حكى عن يونس والأصمعي". وقول يونس في الصحاح (عبأ، عبى) 1/62، 6/2418، والأفعال لابن القطاع 2/389. وفي أدب الكاتب 363: "وعبيت الجيش بلا همز، هذا قول الأخفش".
ويونس هو: أبو عبد الرحمن بن حبيب، كان إمام نحاة البصرة في عصره، له قياس في النحو، ومذاهب ينفرد بها عن غيره. من مؤلفاته: كتاب معاني القرآن، واللغات، والنوادر. توفي سنة 182هـ.
أخبار النحويين البصريين 51، والفهرست 47، ومراتب النحويين 44، ووفيات الأعيان 7/244.
(3) قوله في المقاييس (عبأ) 4/216.
(4) الهمز 22. قال ابن فارس: "حكى بعضهم: عبأت الجيش، كأنهم ذكروا في كلتا الكلمتين اللغتين، غير أن الاختيار ما اختاره ثعلب" المجمل (عبا) 2/644.
وفي الجمهرة (عبأ) 2/1025: "عبيت الجيش أفصح وأعلى وأكثر من عبأته".
(5) أي في المهموز، والبيت لأبي زبيد الطائي من قصيدة يصف فيها أسدا، وهو في ديوانه 634، برواية: "كأن بنحوه وبمنكبيه".(11/4)
(ونكأت القرحة)(1) بالهمز، (أنكؤها) نكأ: أي قشرتها بعد البرء، فأنا ناكئ، والقرحة منكوءة. والقرحة: ما يخرج بالجسد من فضل، فينفطر [له](2) الجلد. وجمعها قرح. قال أخو ذي الرمة(3):
فلم ينسني غيلان من كان قبله ولكن نكأ القرح بالقرح أوجع
(ونكيت في العدو أنكي نكاية) بغير همز(4)، أي بالغت فيهم قتلا وجرحا،فأنا ناك، والعدو منكي فيه. وقال أبو النجم(5):
ينكي العدى ويكرم الأضيافا
__________
(1) الهمز 5، وإصلاح المنطق 152، وأدب الكاتب 364، والألفاظ المهموزة 36، والجمهرة 2/1105، والصحاح 1/78 (نكأ). وفي التكملة 36 (نكى) 6/526: "نكيت القرحة مثل نكأتها" وينظر: القاموس (نكى) 1727.
(2) استدركه المصنف في الحاشية.
(3) هو هشام بن عقبة، كما في الكامل للمبرد 1/340، والحماسة لأبي تمام 1/388، وعيون الأخبار 3/67ن وشرح الحماسة للمرزوقي 2/793، والأمالي لأبي علي 1/263، والزهرة 2/550. ولأخيه مسعود بن عقبة في: الشعر والشعراء 2/441ن وطبقات فحول الشعراء 2/566، ووفيات الأعيان 4/15ن وحماسة البحتري 407، والأغاني 18/3. ولأخت ذي الرمة في الحيوان 7/164. والذي عليه أكثر العلماء أنه لمسعود، كما قال البكري في اللآلي 1/586، ويروى شطره الأول في المصادر المذكورة بألفاظ مختلفة.
(4) ونكأت بالهمز، لغة. ينظر: الأفعال للسرقسطي 3/234، والعين 5/412، والمحيط 6/335، والتهذيب 10/382، والمحكم 7/70 (نكأ).
(5) ديوانه 142.
وأبو النجم هو: الفضل بن قدامة بن عبد الله العجلي، من بني بكر وائل، راجز أموي، كان أبلغ من العجاج في الوصف، ومن أحسن الناس إنشاداللشعر. توفي سنة 130هـ
طبقات فحول الشعراء 2/737، 745، والشعر والشعراء 2/502ن والأغاني 10/150، ومعاهد التنصيص 1/19، والموشح 274.(11/5)
(وقد ردؤ الشيء)(1) بالضم، (يردؤ) رداءة(2)، فهو رديء، على فعيل، أي فسد.
(وقد دفؤ يومنا)(3) بالضم أيضا، يدفؤ دفاء ودفاءة ممدودان [49/أ] (فهو دفيء)، على فعيل، أي سخن.
(ودفيء الرجل) بالكسر، يدفأ دفأ بالقصر، ودفاءة بالمد، مثل ظمئ ظمأ، وكره كراهة، (فهو دفآن، وامرأة دفأى) على مثال سكران وسكرى: إذا زال عنه البرد الذي يجده وسخن إما بدثار أو غيره.
(وأومأت إلى الرجل)(4) أومئ إيماء: أي أشرت إليه بيد أو عين أو حاجب، فأنا مومئ، والرجل مومأ إليه.
__________
(1) الهمز 7، وإصلاح المنطق 149، وأدب الكاتب 366، والعين 8/67، والجمهرة 2/1057، والصحاح 1/52 (ردأ). و في المصباح (ردؤ) 86: "وردا يردو من باب علا لغة، فهو ردي بالتثقيل".
(2) في إصلاح المنطق 149: "ولا تقل: الرداوة". وقد عده ابن درستويه 353 من لحن العامة.
(3) الهمز 11، والألفاظ المهموزة 30، والتهذيب 14/195، والصحاح 1/50، والمصباح 75 (دفأ). قال ابن درستويه 354: "والعامة تقول: دفي يومنا يدفى دفى بغير همز". قلت: ترك الهمز لغة فصيحة، وهي لغة النبي صلى الله عليه وسلم. ينظر: الجمهرة (دفأ) 2/1059.
(4) الجمهرة 1/248، والصحاح 1/82 (ومأ). وفي إصلاح المنطق 148: "ولا تقل أوميت". وحكى ابن قتيبة في أدب الكاتب 476، وابن خالويه في ليس 135: "أومأت ووميت" لغتان.(11/6)
(ورفأت الثوب أرفؤه)(1) رفأ، على مثال رفعا: إذا لاءمت خرقه وأصلحت ما وهى منه، وسددت خصاصه(2) بالخيوط، فأنا رافئ، والثوب مرفوء.
(وقد هدأ الناس)(3): أي سكنوا وناموا، يهدأون هدءا وهدوءا، (وهم هادئون): أي ساكنون.
__________
(1) الهمز 7، وإصلاح المنطق 153، والفاخر 13، ونوادر أبي مسحل 1/74، 189، والزاهر 1/401، والألفاظ المهموزة 31، والجمهرة 2/788، والصحاح 1/53 (رفو).قال ابن درستويه 354: "والعامة تقول: رفوته بالواو، ورفيته بالياء". قلت: هما لغتان، قال أبو زيد في النوادر 510: "وقال بعضهم: رفيت الثوب أرفيه رفيا على التحويل، وهو قول بني كعب بن عبد الله بن أبي بكر". وقال ابن قتيبة في أدب الكاتب 368: "رفأت الثوب أرفأه، ورفوته لغة". وقال في مكان آخر 476: "رفأت الثوب ورفوته بمعنى واحد". وينظر: المحيط 10/259، والمصباح 89، والصحاح 6/2360 (رفو).
(2) الخصاص: الفرج والثقوب. اللسان (خصص) 7/26.
(3) الهمز 11، وإصلاح المنطق 156، وأدب الكاتب 368، والألفاظ المهموزة 36، والعين 4/79، والجمهرة 2/1106، والصحاح 1/82 (هدأ). قال الزمخشري 166: "وربما قالوا: هدى يهدى، على تليين الهمز".(11/7)
(وتثاءبت)(1) بالمد على تفاعلت، أتثاءب تثاؤبا(2)، فأنا متثائب، والاسم (الثؤباء) بالمد والهمز(3)، على مثال علماء، والثؤباء: انفتاح الفم عند النعاس والكسل، وهي شبيه بالتمطي الذي يلحق البدن، و العرب تضرب بها المثل في العدوى، فتقول: "أعدى من الثؤباء"(4).
(وفقأت عينه)(5) أفقؤها فقأ: أي قلعتها، أو عرتها، وأنا فاقئ، وهي(عين مفقوءة).
__________
(1) الهمز 10، وإصلاح المنطق 148، وتقويم اللسان 85، وتصحيح التصحيف 180، والجمهرة 1/262، 2/1016، والتهذيب 15/157، والمحيط 10/191، والصحاح 1/92، والمصباح 34 (ثأب).
(2) قال ابن درستويه 356: "والعامة تقول بالواو لا تهمزه: تثاوب تثاوبا، وهو خطأ".
(3) قال ابن دريد: "وربما ترك همزه ومده" الجمهرة 2/1016. وينظر: حروف الممدود والمقصور 56.
(4) جمهرة الأمثال 2/59، والدرة الفاخرة 1/297، 303، والمستقصى 1/237، ومجمع الأمثال 2/392، والجمهرة 1/263، 2/1016، والمحيط 10/191، والصحاح 1/92 (ثأب).
(5) الهمز 22، وإصلاح المنطق 149، وأدب الكاتب 367، والألفاظ المهموزة 33، والأفعال للسرقسطي 4/51، والتهذيب 9/331، والصحاح 1/63 (فقأ). وفي تثقيف اللسان 84 وتقول العامة: "فقعت عين الرجل، وهو مفقوع العين". قلت: ولا تزال العامة تتكلم به إلى زماننا هذا.(11/8)
(وقد أرجأت الأمر يارجل)(1) ترجئه إرجاء: أي [49/ب] أخرته، (فأنت مرجئ، وهم المرجئة) بالهمز، لصنف من المسلمين، يقولون: "الإيمان قول بلا عمل"(2)، فكأنهم أرجأوا العمل، أي أخروه، اعتقادا، أو مباشرة، لأنهم يقولون: إنا وإن لم نصل، ولم نصم ننجو(3) بإيماننا بالله – عز وجل – وكتبه ورسله. والواحد منهم مرجئ.
(وأرض وبئة)(4) على فعلة بفتح الواو وكسر الياء، ووبيئة أيضا على فعيلة: أي ذات وباء، (وقد وبئت) الأرض بفتح الواو وكسر الباء، توبأ وبأ بالقصر، على مثال حذرت تحذر حذرا، (وإن شئت قلت: أرض موبوءة) على مفعولة(5). (وقد وبئت) الأرض بضم الواو وكسر الباء، (توبأ وبأ)(6)، على مثال قطعت تقطع قطعا: أي جعل بها الوبأ. والوبأ يمد ويقصر: مرض عام مهلك، لفساد الهواء، وهو الطاعون الذي يعم.
(وتقول: إذا ناوأت الرجال فاصبر، أي عاديت، وهي المناوأة)(7)، الهمزة بعد الواو، وقد ناوأ يناوئ مناوأة ونواء بكسر النون والمد، فهو مناوئ: أي معاد، والرجل مناوأ.
__________
(1) وأرجا الأمر بغير همز، لغة. وقد قرئ باللغتين قوله تعالى: {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} الأعراف 111. وينظر: إصلاح المنطق 146، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 2/365، والحجة لأبي علي 4/57، والصحاح 1/52، والمصباح 84 (رجأ).
(2) مقالات الإسلاميين 1/213، والملل والنحل 1/139، والتعريفات 268.
(3) كتبها المصنف "ننجو" بألف زائدة بعد الواو.
(4) الهمز 6، وأدب الكاتب 443، والأفعال للسرقسطي 4/225، والجمهرة 2/1030، 1086، والتهذيب 15/606، والصحاح 1/79، والمصباح 247 (وبأ).
(5) قوله: "بفتح الواو...مفعولة" ساقط من ش.
(6) في الهمز 6" "وقال القشيريون: وبئت الأرض تيبأ، وأوبأت الأرض إيباء، وهي أرض موبئة ووبئة".
(7) الهمز 6، وإصلاح المنطق 149، والعين 8/393، والجمهرة 2/1085، 1104، والتهذيب 15/543، والصحاح 1/79 (نوأ). ويقال: "ناويت الرجل" بتسهيل الهمز. ينظر: أدب الكاتب 475، والمصباح 242.(11/9)
وتقول: مالأت القوم أمالئهم ممالأة وملاء(1) بكسر الميم والمد: أي عاونتهم، فأنا ممالئ، والقوم ممالؤون، وفي الحديث(عن علي – رضوان الله عليه – أنه قال لما اتهم بقتل [50/أ] عثمان – رضي الله عنه – "والله ما قتلت عثمان، ولا مالأت في قتله"(2) أي ما عاونت).
(وقد روأت في الأمر)(3) أروئ ترويئا: أي نظرت فيه وفكرت، ولم أعجل بجواب، فأنا مروئ فيه، والأمر مروأ فيه، (والروية) الاسم منه، (جرت في كلامهم غير مهموزة)(4)، وهي تفكر وتدبر في الأمر.
باب المصادر(5)
__________
(1) الهمز 52، وإصلاح المنطق 150، والألفاظ المهموزة 35، والجمهرة 2/1104، والعين 8/346، والتهذيب 15/405، والصحاح 1/73 (ملأ).
(2) غريب الحديث لابن الجوزي 2/370، والنهاية 4/353. ورواه الخطابي في غريب الحديث 2/151 بسنده إلى علي بن أبي طالب بلفظ: "وددت أن بني أمية قبلوا مني خمسين يمينا قسامة أحلف بها، ما أمرت بقتل عثمان ولا ماليت" بتسهيل الهمز. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 11/450 عن ابن عباس عن علي بلفظ: "والله ما قتلت عثمان، ولا أمرت بقتله، ولكن غلبت". وأخرجه سعيد بن منصور فس سننه 2/364 بلفظ: "ما قتلت عثمان، ولا اشتركت، ولا أمرت، ولا رضيت". وينظر: إصلاح غلط المحدثين للخطابي 41.
(3) الهمز 7، وإصلاح المنطق 151، 158، وأدب الكاتب 368، 475، والألفاظ المهموزة 31، والأفعال للسرقسطي 3/111، والبصائر والدخائر 1/34، والعين 8/314، والجمهرة 2/1097، والمحيط 10/300، والصحاح 1/54 (روأ).
(4) أنشد الخليل شاهدا على ذلك قول الشاعر:
لا خير في رأي بغير روية ولا خير في جهل تعاب به غدا
العين 8/314، وينظر المصادر السابقة.
(5) ذكر ابن درستويه 362 أن هذا الباب ليس مما تلحن فيه العامة، ولا مما يختار فيه الأفصح، ولكنه يكثر في كلام الناس المعتاد، وقد يقع في بعض حروفه اللحن والخطأ.(11/10)
(تقول: وجدت في المال وجدا)(1) بضم الواو، (وجدة)(2) بكسر الجيم: أي أصبت منه وأيسرت. ومنه قول الشاعر(3):
وأنت امرأ لا الجود منك سجية
فتعطي وقد يعدي على النائل الوجد
(ووجدت الضالة وجدانا)(4) بكسر الواو: أي ظفرت بها بعد ضياعها وضلالها، (قال الراجز(5):
أنشد والباغي يحب الوجدان
قلائصا مختلفات الألوان)
أنشد: أطلب، والباغي: الطالب، أي والطالب يحب أن يجد، والقلائص: جمع قلوص بفتح القاف، على فعول، وهي الشابة من النوق، وهي بمنزلة الجارية من النساء.
(ووجدت في الحزن وجدا)(6) بفتح الواو: أي اغتممت.
__________
(1) ووجدا ووجدا بفتح الواو وكسرها. والكسر لغة تميم، وباللغات الثلاث قرئ قوله تعالى: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ} الطلاق 6. ينظر: معاني القرآن للفراء 3/164، والنوادر لأبي مسحل 1/197، وأدب الكاتب 571، والمنتخب 2/518، والأفعال للسرقسطي 4/234، وتفسير القرطبي 18/111، والدر المصون 10/357، والدرر المبثثة 204، والعين 6/169، والمحكم 7/370 (وجد).
(2) حذفت الواو وجعلت التاء عوضا عنها، نظير عدة وزنة. ينظر الكتاب 3/449، والممتع 2/427، 430.
(3) البيت للحطيئة، وهو في ديوانه 195 (رواية ابن حبيب) والشعر والشعراء 1/242، والأغاني 2/168، والعقد الفريد 1/284، والخزانة 2/411ن واللسان (عدى) 15/40.
(4) ووجدا، وجدة، ووجدا، ووجودا، ووجدانا، وإجدانا. ينظر: أدب الكاتب 333، والمحكم 7/369، 370، واللسان 3/445، والقاموس 413 (وجد).
(5) سبق إنشاده ص 439.
(6) أدب الكاتب 333، ونوادر أبي زيد 563، والأفعال للسرقسطي 4/234، والمخصص 14/224، والصحاح 2/547، والتهذيب 11/160، (وجد).(11/11)
(ووجدت على الرجل موجدة)(1) [50/ب] بكسر الجيم: إذا غضبت عليه، (وتقول في) مستقبل(هذاكله: يجد)(2)، والفاعل واجد، والمفعول موجود. واختلفت هذه المصادر مع اتفاق أفعالها لاختلاف معانيها.
(وتقول: رجل جواد)(3): أي سخي بماله معطاء له، (بين الجود) بالضم، أي ظارهر السخاء.
(وشيء جيد بين الجودة) بالهاء وفتح الجيم، وهو ضد الرديء.
(وفرس جواد) للذكر والأنثى بلفظ واحد(4): أي كريم، يجود بجريه، (بين الجودة والجودة) بضم الجيم وفتحها مع الهاء: إذا كان واسع الجري، معطيا من نفسه ما يراد منه. ويقال في الفعل من هذا كله جاد يجود، فهو جائد، على مثال قام يقوم، فهو قائم.
وكذلك (جادت السماء تجود جودا) بفتح الجيم: أي كثر مطرها، فهي جائدة، الأرض مجودة. واتفقت هذه الأفعال واختلفت مصارها لاختلاف معانيها.
(وتقول: وجب البيع والحق يجب وجوبا وجبة)(5): أي وقع ولزم.
(ووجبت الشمس وجوبا(6): أي سقطت)(7). وقيل(8): غابت.
__________
(1) أدب الكاتب 333، ونوادر أبي زيد 563، والأفعال للسرقسطي 4/234، والمخصص 14/224، والصحاح 2/547، والتهذيب 11/160، (وجد).
(2) وحكى سيبويه"يجد" بالضم، وهي لغة شاذة عزاها الجوهري إلى بني عامر بن صعصعة. ينظر: الكتاب 4/53، 341، وليس في كلام العرب 39، والصحاح 2/547، والمحكم 7/369 (وجد).
(3) إصلاح المنطق 329، وأدب الكاتب 335، والأفعال للسرقسطي 2/275، والعين 6/169، والجمهرة 1/451، والتهذيب 11/156 (جود).
(4) المذكر المؤنث للفراء 78، وللمبرد 96، ولابن الأنباري 1/111، 133، ولابن التستري 96.
(5) أدب الكاتب 333، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/428، والأفعال للسرقسطي 4/233، والمخصص 14/224، والعين 6/193، والجمهرة 1/272، والمحيط 7/202، والتهذيب 11/222 (وجب).
(6) ووجبا. العين (وجب) 6/193.
(7) في الجمهرة (وجب) 1/272: "إذا سقطت في المغرب".
(8) العين (وجب) 6/193.(11/12)
وفي رواية أبي عبد الله الحسين بن خالويه: (إذا دنت للمغيب)(1).
(ووجب القلب وجيبا)(2): أي اضطرب. وقال الكميت(3):
جمعنا نفوسا صاديات إليكم
وأفئدة منا طويلا وجيبها
[51/أ] (ووجب الحائط وغيره: إذا سقط وجبة) ووجبا أيضا. قال الله تعالى: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}(4). والمستقبل من هذا كله يجب بالكسر، واسم الفاعل واجب. واختلفت مصادرها مع اتفاق أفعالها لاختلاف معانيها.
(وتقول: حسبت الحساب أحسبه)(5) بضم السين، (حسبا) بسكونها وفتح الحاء، (وحسبانا) بضمها، وحسبة وحسابة بكسرها: إذا عددته وأحصيته، فأنا حاسب، والحساب محسوب. (والحساب: الاسم)، وهو مثل الكتاب.
__________
(1) قال في شرح الفصيح (36/أ): "وقوله: وجبت الشمس: أي سقطت".
وابن خالويه هو: أبو عبد الله بن خالويه بن حمدان الهمذاني. نشأ في بغداد، ثم سكن حلب، واحتل منزلة رفيعة عند بني حمدان، من علماء اللغة والنحو والأدب، عاصر المتنبي، ووقع بينهما خصومة عند سيف الدولة الحمداني، من مؤلفاته: ليس في كلام العرب، والحجة في القراءات، وإعراب ثلاثين سورة من القرآن. توفي سنة 370هـ.
نزهة الألباء 23، وإنباه الرواة 1/359، ومعجم الأدباء 3/1030.
(2) ووجوبا، ووجبانا، ووجبا، والأخيرة حكاها أبو زيد. معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/428، والأفعال للسرقسطي 4/233، والمحيط 7/202ن والمحكم 7/394 (وجب).
(3) ديوانه 1/119.
(4) سورة الحج 36. قال الزجاج: "أي سقطت إلى الأرض " معاني القرآن وإعرابه 3/428.
(5) أدب الكاتب 339، والأفعال للسرقسطي 1/364، والمخصص 14/224، والعين 3/149، والجمهرة 1/277، والمحيط 2/493، 494، والصحاح 1/110، 111، والمحكم 3/150، والتهذيب 4/331 (حسب).(11/13)
(وحسبت الشيء) بكسر السين: أي (ظننته)، وهو ضد علمته، فأنا (أحسبه وأحسبه) بفتحها وكسرها(1)، (محسبة ومحسبة) بفتحها وكسرها أيضا (وحسبانا) بكسر الحاء، فأنا حاسب أيضا: أي ظان، والشيء محسوب: أي مظنون. ومعنى ظننت: أي جوزت أن يكون على صفة، وأن لا يكون عليها، وأنت إلى أحد المجوزين أميل.
(وامرأة حصان)(2) بالفتح: أي عفيفة حافظة لفرجها مما لا يحل. قال حسان(3) في عائشة – رضي الله عنها-:
حصان رزان ما تزن بريبة
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
__________
(1) قال أبو عبيد رواية عن ابن عباس: "بكسر السين لغة قريش، وهي لغة النبي صلى الله عليه وسلم، وبفتح السين لغة جرهم" لغات القبائل 117، 118، وفتح السين لغة تميم في رواية ابن حسنون عن ابن عباس 27. وفي المصباح (حسب) 52: "حسب من باب تعب في لغة جميع العرب إلا بني كنانة، فإنهم يكسرون المضارع مع كسر الماضي أيضا على غير قياس". قال الأزهري: "وهو شاذ، لأن كل فعل كان ماضيه مكسورا، فإن مستقبله يأتي مفتوح العين" الصحاح (حسب) 1/111. ولكن الفراء يرى أن "الكسر أجود اللغتين" التهذيب (حسب) 4/331.
(2) إصلاح المنطق 374، وأدب الكاتب 343، والأفعال للسرقسطي 1/362، ودقائق التصريف 59، والمخصص 14/224، والعين 3/118، والجمهرة 1/543، والصحاح 5/2101، والتهذيب 4/245، والمحكم 3/110 (حصن).
(3) هو حسان بن ثابت رضي الله عنه. والبيت في ديوانه 1/510. ورزان: ذات وقار وعفاف، وما تزن: أي ما تتهم. وغرثى: أي جائعة من أكل لحوم الناس. اللسان (غرث) 2/173، (رزن) 13/179، (زنن) 13/200.(11/14)
وهي (بينة الحصانة) بالفتح، (والحصن)(1) بضم الحاء وسكون الصاد، وقد أحصنت بفتح الألف والصاد: أي حفظت فرجها، تحصن [51/ب] إحصانا، (وحصنت) بفتح الحاء وضم الصاد، تحصن حصنا(2)، أي صارت حصانا، كما يقال: ضخمت، أي صارت ضخمة. ومن الأول قوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}(3). واسم الفاعلة من أحصنت محصن ومحصنة أيضا بكسر الصاد فيهما، ويقال أيضا: محصنة بفتح الصاد، فتكون مفعولة، أي أن زوجها، أو وليها أحصنها(4). ومنه قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}(5). وجمع حصان حصن(6) بضم الحاء والصاد، مثل قذال وقذل.
(وفرس حصان)(7) بكسر الحاء، (بين التحصن والتحصين): وهو الذي يمنع راكبه من أن يوصل إليه(8) لشدة جريه. وقيل: هو الذي يضن بمائه، ويمنع من أن ينزو إلا على حجر كريمة، ثم كثر ذلك حتى سموا كل ذكر من الخيل حصانا(9). وقد تحصن تحصنا: إذا نزا. واختلفت هذه الأفعال والمصادر لأجل اختلاف معانيها، وإن كانت ترجع إلى أصل واحد، وهو المنع(10). وجمع حصان حصن بضم الحاء والصاد أيضا، مثل فراش وفرش.
__________
(1) والحصن أيضا بفتح الحاء وسكون الصاد. المحيط (حصن) 2/460.
(2) قوله: "وحصنت... حصنا" ساقط من ش.
(3) سورة التحريم 12.
(4) قال ثعلب: "كل امرأة عفيفة محصنة ومحصنة، وكل امرأة متزوجة محصنة بالفتح لا غير". الصحاح 5/2101. وينظر: المجمل 1/237، والمقاييس 2/96 (حصن).
(5) سورة النساء 24.
(6) وفي العين 3/118: "وأحسن ما يجمع عليه الحصان حصانات" وينظر: المحكم 3/110،والقاموس 1536 (حصن).
(7) في العين 3/118: "الحصان: الفرس الفحل" فجعله اسما ولم يجعله صفة.
(8) وقال في التلويح 30: "وهو الذي يمنع صاحبه من الهلاك" وأنشد قول الأخطل (ديوانه 1/23):
ترى الثعلب الحولي فيها كأنه إذا ما علا نشزا حصان مجلل
(9) الجمهرة 1/543، والمجمل 1237، والصحاح 5/2101 (حصن).
(10) المقاييس (حصن) 1/96.(11/15)
(وتقول: عدل عن الحق)(1) يعدل بضم الدال، عدولا: (إذا جار)، أي مال عنه.
(وعدل عليهم يعدل) بالكسر، (عدلا ومعدلة ومعدلة): إذا أنصف [52/أ] واستعمل الحق والإنصاف مع الذين يلي عليهم، وهو ضد جار، والفاعل عادل، والحق معدول عنه، والقوم معدول عليهم.
(وتقول: قربت منك)(2) بضم الراء، (أقرب قربا) بضم القاف وسكون الراء: أي دنوت. والقرب ضد البعد، فأنا قريب، أي دان، وهو ضد البعيد.
__________
(1) الأفعال للسرقسطي 1/279، ولابن القطاع 2/366، 367، والمخصص 14/224، والعين 2/38، 39، والصحاح 5/1760، 1761، والمحكم 2/9، 10 (عدل). قال ابن ناقيا 1/110: "وفرق ببن الفعلين باختلاف حرفي التعدي، وباخنلاف المصدرين أيضا".
(2) الأفعال للسرقسطي 2/82، والمخصص 2/224، والعين 5/153، والتهذيب 9/124، والمحيط 5/405، والصحاح 1/198 (قرب).(11/16)
(وما قربتك)(1) بكسر الراء، (ولا أقربك)(2) بفتحها، (قربانا)(3) بكسر القاف وسكون الراء، وأما الكاف فمختلف فيها، فكان شيخنا أبو أسامة اللغوي، واسمه جنادة بن محمد بن الحسين الأزدي الهروي(4) – رحمه الله – يرويها بالكسر، وكذا قرأت عليه هذا الفصل من هذا الكتاب وغيره من كتب اللغة بكسر الكاف لا غير، فيجعل الكسر علامة للتأنيث، ويكون المعنى على هذه الرواية: ما غشيتك غشيانا، وما(5) مسستك، بمعنى الجماع، فيكون مصدره القربان بكسر أوله، لأنه كالغشيان في الوزن والمعنى. ومنه قوله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْن}(6). والفاعل قارب، والمرأة مقروبة. وأما غيره من أهل اللغة فإنهم رووها بفتح الكاف(7)، وكذا رأيتها في نسخ كثيرة من الكتاب مشكولة بعلامة الفتح [52/ب]، فيكون الخطاب لمذكر، ويكون معناه: ما دنوت منك. ومنه قوله تعالى: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}(8)، وقال: {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيم}(9) أي لا تدنوا ولا تأخذوا.
__________
(1) ضبطهما المؤلف بكسر القاف وفتحها، وكتب فوقهما "معا" إشارة إلى الروايتين.
(2) ضبطهما المؤلف بكسر القاف وفتحها، وكتب فوقهما "معا" إشارة إلى الروايتين.
(3) وقربانا وقربا أيضا. المحيط 5/405، والقاموس 157 (قرب).
(4) سبقت ترجمته في ص 80-82 من هذه الدراسة.
(5) ش: "ولا".
(6) سورة البقرة 222.وينظر: تفسير الطبري 3/59.
(7) بالفتح عند المرزوقي (62/ب)، وابن هشام 103، وابن ناقيا 1/111.
(8) سورة النساء 43.
(9) سورة الأنعام 152. وينظر: تفسير القرطبي 5/132، 7/88.(11/17)
(وقربت الماء) بفتح الراء، (أقربه) بضمها، (قربا) بفتح القاف والراء، على وزن طلبت أطلب طلبا، فأنا قارب: أي سرت الليل لأصبح عليه. وفي رواية مبرمان عن ثعلب – رحمه الله –: (والقرب: الليلة التي ترد في يومها الماء). هكذا رأيته في أصل أبي سعيد السيرافي الذي رواه عن مبرمان، ورأيت أيضا في نسخة مروية عن ابن خالويه: (والقرب: الليلة التي ترد الإبل في صبيحتها الماء). قال أبو سهل: والصحيح أن القرب بفتح القاف والراء: هو سير الليل خاصة لورد الغد، ولا يكون نهارا، ولذلك قالوا: "ليلة القرب"(1) بإضافة الليلة إلى القرب، ومعناه: ليلة السير في طلب الماء.
(وتقول: نفق البيع)(2) بفتح الفاء، (ينفق) بضمها، (نفاقا) بفتح النون، فهو نافق: إذا راج وسرع، وهو ضد أبطأ.
(ونفقت الدابة) بالفتح أيضا، (تنفق نفوقا): أي ماتت.
(ونفق الشيء)(3) بكسر الفاء: (إذا نقص وانقطع، ينفق نفقا)(4) بفتح الفاء فيهما، (وهو نفق) بكسرها. وفي رواية [53/أ] مبرامان: (ونفق البيع: كسد) مكسور الفاء، فأقول: إن معناه نقص عنه المشترون فكسد.
__________
(1) الصحاح (قرب) 1/198، وفيه عن الأصمعي قال: "قلت لأعرابي: ما القرب؟ فقال: سير الليل لورد الغد، وقلت له: ما الطلق؟ فقال: سير الليل لورد الغب". والغب: شرب الإبل يوما وظمؤها يوما آخر. وفي الإبل 130: "إذا طلبت الإبل الماء من مسيرة يوم قبل: طلقت الإبل طلقا، والقوم مطلقون، فإذا طلبت لليلتين فالليلة الأولى طلق والثانية قرب". وعكسه عن ثعلب في المحكم (قرب) 6/238. وينظر: ما يعول عليه (380/أ).
(2) إصلاح المنطق 195، وأدب الكاتب 341، والمخصص 14/224، والأفعال للسرقسطي 3/149، والعين 5/177، والجمهرة 2/967، والمحيط 5/444، 445، والتهذيب 9/192، والصحاح 4/1560، والمحكم 6/275، والمقاييس 5/454، والمصباح 236 (نفق).
(3) ونفق أيضا بفتح الفاء. الجمهرة 2/967، والمحكم 6/275 (نفق).
(4) ونفاقا ونفوقا. التهذيب 9/192، والمحكم 6/275 (نفق).(11/18)
(وقد قدرت على الشيء)(1) بتخفيف الدال: أي (قويت عليه) ولم أعجز عنه، (أقدر) بالكسر، قدرة بضم القاف، (وقدرانا)(2) بكسرها، (ومقدرة ومقدرة ومقدرة)(3) بضم الدال وفتحها وكسرها، وأنا قادر عليه، والشيء مقدور عليه. والقدرة نقيض العجز.
(وقدرت الشيء) بتخفيف الدال أيضا، (من التقدير)، إذا قدرت بالتشديد، (فأنا أقدره وأقدره) بكسر الدال وضمها، (قدرا وقدرا)(4) بسكون الدال وفتحها: إذا عرفت مقداره، فأنا قادر، بمعنى مقدر.
(وجلوت العروس)(5) أجلوها، (جلوة)(6) على فعلة، بكسر الجيم: أي كشفتها، وأظهرتها لزوجها(7) وللناظرين إليها، فأنا جال، وهي مجلوة.
(وجلوت السيف ونحوه) أجلوه (جلاء) بكسر الجيم والمد: إذا صقلته، وأزلت الصدأ عنه، وأظهرته، وأنا جال، وهو مجلو.
__________
(1) المخصص 14/224، والتهذيب 9/19-24، والصحاح 2/787، والمحكم 6/185 (قدر).
(2) وقدارا، وقدورة، وقدورا، وقدارا. المحكم (قدر) 6/185.
(3) المقدرة: الاسم من كل ما تقدم، واللغات الثلاث حكاها الكسائي. ينظر: التهذيب 9/19، والمحكم 6/185 (قدر).
(4) حكاهما الأخفش في معاني القرآن 2/372. وذكر ابن درستويه 375 أن الساكن هو المصدر، وأما المتحرك فهو اسم.
(5) إصلاح المنطق 187، وأدب الكاتب 341، والأفعال للسرقسطي 2/252، 279، والمخصص 14/224، والعين 6/179-181، والجمهرة 1/493، والتهذيب 11/184-186، والمحيط 7/178-179، والصحاح 6/2304، والمقاييس 1/468، والمحكم 7/379، 380 (جلو).
(6) وجلوة وجلوة بالفتح والضم، وجلاء بالكسر والمد. ينظر: المقصور والممدود لنفطويه 35، وحروف الممدود والمقصور 91، والدر المبثثة 92، والمحكم 7/379، والقاموس 1640 (جلو).
(7) واجتلاها زوجها، أي نظر إليها. العين (جلو) 6/180.(11/19)
(وجلا القوم عن منازلهم) يجلون (جلاء)(1) بفتح الجيم والمد: إذا زالوا عنها، وارتحلوا، وخرجوا منها إلى غيرها، فهم جالون. (وأوجلوا) أيضا الألف، [53/ب] يجلون بضم الياء، إجلاء: بمعناه(2)، فهو مجلون.
(وأجلوا)، بالألف أيضا، (عن قتيل لا غير) يجلون (إجلاء)، فهم مجلون(3): أي انكشفوا وانفرجوا عنه، وتفرقوا بعد إحداقهم به.
__________
(1) هذه لغة الحجاز وبها نزل القرآن، قال تعالى: {وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ} الحشر 3. وقيس وتميم يقولون: قد جل الرجل عن بلدته يجل جلا وجلولا. الزاهر 1/593، وينظر: حروف المقصور والممدود 97.
(2) فعلت وأفعلت للزجاج 16، وما جاء على فعلت وأفعلت 31. وفرق بينهما أبو زيد والأصمعي، قال أبو زيد: "جلوا من الخوف، وأجلوا من الجدب" المحكم 7/379، وقال الأصمعي: "أجلوا: انكشفوا عن منازلهم فذهبوا مسرعين من فزع أو غيره. وأما جلوا يجلون جلاء ممدود فيعني أنهم ساروا في رفق وذهبوا" فعل وأفعل 510.
(3) قوله: "وأجلوا..... فهم مجلون" ساقط من ش.(11/20)
(وتقول: غرت على أهلي أغار غيرة)(1)، فأنا غائر، والأهل مغار(2) عليهم: أي حذرت وأشفقت عليهم من رجل غيري، أو أن يقربوا ريبة، ووزن غرت فعلت(3) بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل.
وأما (غار الرجل) يغور غورا، (فهو غائر: إذا أتى الغور)(4)، فوزنه فعل يفعل بفتح العين في الماضي وضمها في المستقبل. والغور: تهامة، وما يلي اليمن(5)، وهو نقيض نجد، لأن نجدا مرتفع، والغور(6) منسفل.
__________
(1) إصلاح المنطق 240، وما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي 260، ولأبي العميثل 114، وأدب الكاتب 335، والأفعال للسرقسطي 2/22، والمخصص 16/224، والعين 4/441-443، والجمهرة 2/783، والبارع 407-411، والصحاح 2/774-776، والمحكم 6/11-34، 36 (غور، غير).
(2) جاء على يسار السطر الذي فيه هذه الكلمة العبارة التالية: "قوله: والأهل مغار عليهم فيه نظر" قلت: أراد كاتبها أن الفعل من ذوات الياء وليس رباعيا، فكان يجب أن يقال: "والأهل مغير عليهم"، ومثل مسير ومبيع ونحوها. وينظر: المقتضب لابن جني 49.
(3) باعتبار الأصل، أم في الحال فوزنه فلت، نقلت حركة العين إلى الصحيح قبلها فاجتمع ساكنان الياء والراء فحذفت الياء لذلك. وينظر: ديوان الأدب 3/414.
(4) وأغار إغارة: إذا أتى الغور أيضا. وهي لغة حكاها الخليل، والفراء، وأبو مسحل، واليزيدي، والزجاج، وأنكرها الأصمعي مفسرا إغار بمعنى أسرع. ينظر: فعل وأفعل للأصمعي 480، وما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي 260، ونوادر أبي مسحل 1/345، وفعلت وأفعلت للزجاج 70، وإصلاح المنطق 240، والعين 4/441، والتهذيب 8/183، 184، والصحاح 2/775 (غور).
(5) وفي معجم البلدان 4/217: "قال الأصمعي: ما بين ذات عرق إلى البحر غور تهامة.... وقال الباهلي: كل ما انحدر سيله مغربا عن تهامة فهو غور".
(6) بالرفع في خط المصنف على الاستئناف.(11/21)
(وغار الماء يغور غورا)(1)، فهو غائر أيضا: إذا نضب، أي نزل وذهب في الأرض وسفل. قال الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ}(2).
(وغارت عينه غورا و(غؤورا)، فهي غائرة: إذا دخلت في رأسه من هزال أو جوع أو غير ذلك. قال العجاج(3):
كأن عينيه من الغؤور
قلتان في لحدي صفا منقور
القلت: النقرة في الجبل يجتمع فيها ماء السماء(4)، ووزن [54/أ] غار الماء وغارت عينه فعل بفتح العين، والمستقبل يفعل(5) بضمها، كالفصل الذي قبلهما، وهي ثلاثتها من ذوات الواو.
(و) أما (غار الرجل أهله)(6) بغير همز، (غيرا) بفتح الغين، وغيرة (وغيارا) بكسرها: (إذا مارهم)، أي جاءهم بالغيرة والميرة، فإنها من ذوات الياء ووزنها فعل يفعل(7) بفتح العين من الماضي، وكسرها من المستقبل، (وهي الغيرة والميرة) بكسر أولهما، والميرة: اسم للطعام الذي يحمل من بلد إلى بلد(8). ويقال منه: مار أهله يميرهم ميرا وميرة: إذا جاءهم بأقواتهم، وجلبه من بلد آخر سوى بلدهم.
(وأغار على العدو) بالألف، (يغير إغارة وغارة): إذا شد عليهم، أي حمل وركض إليهم، فانتهب ما عندهم من مال وخير، فهو مغير، وهم مغار عليهم، والإغارة المصدر، والغارة الاسم(9).
__________
(1) وغؤورا. إصلاح المنطق 240.
(2) سورة الملك 30. و"غورا" مصدر وصف به. ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 5/201. وفي الحاشية اليسرى بجوار هذه الفقرة كتب شهاب بن أبي الرجال: "بلغ سماعي من أوله إلى هنا بقراءة الشيخ أبي سهل مؤلفه".
(3) ديوانه 1/346.
(4) ولا يزال "القلت" يعرف بهذا الاسم إلى الآن في بعض مناطق السراة.
(5) ديوان الأدب 3/393.
(6) في العين 4/443: "خرج يغير لأهله: أي يمير، هذلية". ينظر: شرح أشعار الهذليين 1/207، 2/671، والبارع 410.
(7) ديوان الأدب 3/405.
(8) العين (مير) 8/295.
(9) ما اتفق لفظه واختلف معناه لأبي العميثل 114، والصحاح (غور) 2/774.(11/22)
(وأغار الحبل) يغيره (إغارة: إذا أحكم فتله)، وهو مغير، والحبل مغار.
(وتقول: أب بين الأبوة)(1)، فالأب معروف المعنى، وهو الوالد الذي منه الولد، فإذا اجتمع الوالدان، قيل: أبوان(2)، ولم يقولوا: أمان، لأنهم غلبوا المذكر على المؤنث. والجد أيضا أب، ومعنى قوله [54/ب]: "بين الأبوة": أي أنه أب على الحقيقة، لمن قد ولد وهو ظاهر الصحة في ذلك، لا على المجاز والتشبيه، وذلك لأنهم يسمون الصاحب للشيء، والمالك له، والقيم عليه أبا، على الاستعارة والتشبيه، نحو قولهم لصاحب المنزل: أبو المنزل، والقيم على القوم المدبر لأمورهم: أبوهم(3). وقد استقصيت هذا(4) الفصل في كتاب "المكنى والمبنى". وكل ما يأتي من هذا الباب، فالمعنى فيه الصحة والظهور. والأبوة مصدر تركت العرب استعمال الفعل منه(5).
__________
(1) الغريب المصنف (221/أ)، ونوادر أبي مسحل 1/321، وأدب الكاتب 343، ودقائق التصريف 59، والمخصص 14/223، والعين 8/419، والمحيط 10/449، والتهذيب 15/601، والصحاح 6/2260 (أبو).
(2) العين 8/419، والمثنى لأبي الطيب 7، وجنى الجنتين 119.
(3) ينظر: أساس البلاغة (أبى) 2، وثمار القلوب 245، والمرصع 271.
(4) ش: "في هذا".
(5) ذكر أبو عبيد في الغريب المصنف (221/أ)، وابن سيده في المخصص 14/223 هذا الفصل والذي يشبهه مما يلي، تحت باب أسماء المصادر التي لا يشتق منها أفعال، وقد اشتق من بعضها أفعال. وجاء في العين 8/419: "أبت الرجل آبوه أبوة: إذا كنت له أبا". وينظر: إصلاح المنطق 178، والأفعال للسرقسطي 1/122.(11/23)
(و) كذلك (أخ بين الأخوة)(1)، فالأخوة مصدر للأخ، ولم يستعمل منه فعل أيضا(2). والأخ: معروف، وهو الذي ولده أبوك، أو ولدته أمك، أو ولداه كلاهما. ومعنى قوله: "بين الأخوة": أي أنه أخ في النسب ظاهر صحيح على الحقيقة، لا على المجاز.
(وابن بين البنوة)(3)، وهو الذي تلده، ومعناه: أنه صحيح الولادة ظاهرها، على الحقيقة، لا على التشبيه والمجاز. والبنوة: مصدر الابن، ولا يستعمل منه فعل أيضا.
(وعم بين العمومة)(4)، والعم: أخو الأب، أي أنه صحيح في النسب، لا على المجاز والاستعارة. [55/أ] والعمومة: مصدر العم، ولا يستعمل منه فعل أيضا.
__________
(1) نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ)، وأدب الكاتب 343، والمخصص 14/223، والعين 4/319، والصحاح 6/2264، والمحكم 5/191 (أخو).
(2) وفي الصحاح 6/2264: "ويقال: ما كنت له أخا، ولقد أخوت تأخو أخوة". وينظر: الأفعال لابن القوطية 12، وللسرقسطي 1/76، ولابن القطاع 1/60.
(3) نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ)، وأدب الكاتب 343، ودقائق التصريف 59، والمخصص 14/223، والعين 8/380، والمحيط 10/405، والصحاح 6/2278 (بنو).
(4) نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ)، وأدب الكاتب 343، ودقائق التصريف 59، والمخصص 14/223، والعين 4/319، والصحاح (خول) 4/1690 (عمم) 5/1992.(11/24)
(وخال بين الخؤولة)(1)، والخال: أخو الأم، أي أنه صحيح في نسبه، ظاهر ذلك لا على ما شاركه في اللفظ، لأن الخال في كلام العرب على وجوه عدة، فمنها: الكبر، وهو مثل الخيلاء، ومنها نكتة سوداء تكون في جسد الإنسان(2). وقد استقصيت ذكر الخال في "الكتاب المثلث". والخؤولة: مصدر الخال، ولم يستعملوا منه فعلا أيضا.
(وأم بينة الأمومة)(3)، والأمومة: مصدر للأم، ولم يستعملوا منه فعلا أيضا(4). والأم: معروفة المعنى، وهي التي تلد الولد، ويقال: للجدة أيضا: أم، والمعنى: أنها صحيحة الولادة، وليست على التشبيه والمجاز. وقد ذكرت وجوهها(5) في كتاب "المكنى والمبنى" أيضا، فتنظرها فيه إن شاء الله.
__________
(1) نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ)، وأدب الكاتب 343، ودقائق التصريف 59، والمخصص 14/223، والعين 4/319، والصحاح (خول) 4/1690 (عمم) 5/1992.
(2) ينظر: ما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي 38، ولأبي العميثل 105، والمنجد 183، واتفاق المباني وافتراق المعاني 123، واللسان (خول) 11/232.
(3) نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ)، وأدب الكاتب 343، والمخصص 14/223، والمحيط 10/485، والصحاح 5/1863 (أمم).
(4) في الصحاح 5/1863: "ويقال: ما كنت أما، ولقد أممت أمومة". وينظر: الأفعال للسرقسطي 1/82، ولابن القطاع 1/52.
(5) أي الوجوه التي يستعمل فيها لفظ الأم على غير الحقيقة، كقولهم لمكة المكرمة: أم القرى، وللفاتحة: أم الكتاب، وللرأس: أم الدماغ، وللشمس: أم شملة، وللضبع: أم قشعم وأم عامر... الخ. والعرب درجت على هذا الاستعمال بكثرة في كلامها. ينظر: العين (أمم) 10/426، وثمار القلوب 254-262، والمرصع 40-43.(11/25)
(وأمة بينة الأموة)(1): وهي الجارية المرقوقة المملوكة، أي أنها مملوكة ظاهرة المملكة، ولست مشبهة بها، بل هي صحيحة المملكة. والأموة مصدر للأمة(2)، ولم يستعملوا منه فعلا(3). وقد استقصيت ذكر هذه الفصول وأبنت اشتقاقاها وأصلها في "شرح الكتاب" ولا يحسن ذكرها هاهنا لما شرطته من اقتصار [55/ب] التفسير في هذا الكتاب.
(وعبد بين العبودية والعبودة)(4): وهو المملوك، وهو ضد الحر، والعبد في الذكور كالأمة في الإناث، أي أنه ظاهر الرق صحيحه.
(وغلام بين الغلومية والغلومة)(5): وهو معروف، وهو الطار الشارب من الصبيان. وقال النضر بن شميل المازني: هو غلام أول ما يولد حتة يشيب(6)
__________
(1) نوادر أبي مسحل 1-321، والغريب المصنف (221/أ)، وأدب الكاتب 343، والمخصص 14/223، والعين (أمم) 8/431.
(2) ش: "الأمة".
(3) وفي الأفعال للسرقسطي 1/122: "وتقول: ما كنت أمة، ولقد أموت أموة".
(4) نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ)، والمخصص 14/223، والأفعال لابن القطاع 2/341، والتهذيب 2/233، والمحيط 1/430. وفي العين (عبد) 2/48: "ولم أسمعهم يشتقون منه فعلا، ولو اشتق لقيل: عبد، أي صار عبدا، ولكن أميت منه الفعل". وكذا ذهب ابن فارس في المقاييس (عبد) 4/205. وفي المحكم (عبد) 2/20: "عبد عبودة وعبودية".
(5) نوادر أبي مسحل 1/321، وخلق الإنسان لثابت 11، والتهذيب 8/141، والبارع 276، والصحاح 5/1997، والمقاييس 4/87، والمحكم 5/316 (غلم). ويقال أيضا: غلام بين الغلوم والغلامية والغلمة. ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/408ن والعين 4/422، والمحيط 5/88 (غلم).
(6) قوله في المخصص 1/37ن ومن غير نسبة في المحكم 5/316.
والنضر بن شميل بن خرشة بن يزيد المازني التميمي، أديب، نحوي، لغوي، محدث، فقيه. نشأ بالبصرة، وأخذ عن الخليل وغيره، عاش بالبادية زمنا طويلا، فأخذ عن فصحاء العرب، تولى القضاء في عهد المأمون. من مؤلفاته: الصفات في اللغة، وغريب الحديث، والمدخل إلى كتاب العين. توفي بمرو سنة 204هـ.
طبقات الزبيدي 55، ونزهة الألباء 73، وإنباه الرواة 3/348.(11/26)
. ومعناه: أنه ظاهر الصبى والشباب صحيحه، وليس يعنى به الخادم والعبد.
(ورجل بين الرجولية والرجولة)(1) معناه: أنه جلد ظاهر جلده صحيح نفاذه وفضله، وليس يراد به الرجل الذي هو ضد المرأة.
(وجارية بينة الجراء)، والجراء والجرائية بالمد فيها، (والجراية)(2) بالقصر: وهي الظاهرة الحداثة والصبا الصحيحتها.
(ووصيفة بينة) الوصيفية و(الوصافة والإيصاف)(3). والوصيفة: الجارية التي تخدم، أي أنها صحيحة الخدمة.
(ووليدة بينة الوليدية والولادة)(4) بفتح الواو. والوليدة: الصبية، والوليدة أيضا: الأمة المولودة(5)، والمعنى: أنها ظاهرة [56/أ] في صباها، أو في أموتها.
(وشيخ بين الشيخوخية والشيخوخة، والشيخ) بفتح الياء، (والتشييخ)(6)
__________
(1) نوادر أبي مسحل 1/320، والغريب المصنف (220/ب)، وأدب الكاتب 342، ودقائق التصريف 59، والمخصص 14/222، والتهذيب 11/31، والصحاح 4/1706 (رجل). وفي الفرق لقطرب 96: "وقالوا: رجل بين الرجلة، والرجولة، والرجلية" وفي المحكم 7/364، والقاموس 1297 (رجل): "ورجل بين.... الرُّجولية، والرَّجولية".
(2) نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (220/أ)، وخلق الإنسان لثابت 11، والمخصص 1/46، 14/223، والتهذيب 11/174، والمحيط 7/175، والصحاح 6/2301 (جرى).
(3) الغريب المصنف (221/أ)، والمخصص 14/223، والصحاح (وصف) 4/1439.
(4) المخصص 14/223. وقال المرزوقي (66/ب): "والوليدية منسوبة إلى الولد وليس بمصدر، لكنه صار بدخول علامة النسبة عليه واتصال هاء التأنيث به كالمصدر، وعلى هذا اسم الجنس،مثل قولك: إنسانية وحمارية".
(5) ينظر: النهاية 5/225.
(6) نوادر أبي مسحل 1/321، وخلق الإنسان لثابت 24، والمخصص 14/223.
والشيخ مصدر شاخ على الأصل والتشيخ مصدر شيخ على ما في الجمهرة 1/603ن والصحاح 1/425 (شيخ). وفي المحكم (شيخ) 5/148: "قد شاخ شيخا، وشيخوخة، وشيوخية". وفي الفرق لقطرب 96: "شيخ بين الشيخ، والشياخ، والشيخوخة".(11/27)
. فالشيخ من الرجال: نقيض الشاب، ويقال: هو شاب، ثم كهل، ثم شيخ(1)، ويقال: الشيخ: هو الذي ظهر به الشيب واستبانت فيه السين إلى آخر عمره(2). فمعناه: الظاهر سنه وكبره، الصحيح في ذلك.
(وأيم بينة الأيمة والأيوم)(3). والأيم: هي المرأة التي لا زوج لها، وسواء كانت بكرا أو ثيبا(4)، أي أنها ظاهرة التعري والتخلي عن الزوج.
(وعنين بين العنينة والتعنين)(5): وهو الرجل الذي لا يقدر على إتيان النساء، ومعناه: أن حاله ظاهرة غير مخفية، وعجزه عن ذلك ظاهر بين.
(ولص بين اللصوصية)(6) بفتح اللام. واللص: السارق(7)، ومعناه: الظاهر السرق.
__________
(1) ينظر: خلق الإنسان للأصمعي 160، 161، ولثابت 15-24، والفرق لقطرب 93-96، ولابن فارس 85، 86، وفقه اللغة للثعالبي 92، 93، والمخصص 1/35-42.
(2) ينظر: خلق الإنسان للأصمعي 160، 161، ولثابت 15-24، والفرق لقطرب 93-96، ولابن فارس 85، 86، وفقه اللغة للثعالبي 92، 93، والمخصص 1/35-42.
(3) إصلاح المنطق 341، والأفعال للسرقسطي 1/119، والمخصص 14/224، والجمهرة 1/248، والتهذيب 15/622، والصحاح 5/1868 (أيم). وفي نوادر أبي مسحل 1/245: "ويقال في المرأة: آمت من زوجها، تئيم إياما وأيوما وإيمة".
(4) ينظر: الأضداد لابن الأنباري 331.
(5) الغريب المصنف (220/ب)، والمخصص 14/222، والمحيط 1/98، والصحاح 6/2166 (عين). وفي المحكم (عنن) 1/48: "والعنين: الذي لا يأتي النساء، بين العنانة، والعنينة،والعنينية، وقد عنن عنها... وامرأة عنينة: كذلك".
(6) الغريب المصنف (119/أ)، وإصلاح المنطق 162، وأدب الكاتب 393، والجمهرة 1/144، والتهذيب 12/115، والصحاح 3/1056 (لصص).
وفي العين (لصص) 7/85: "اللصوصية والتلصص واللصوصة مصدر اللص". وفي المحيط (لصص) 8/88: "اللص: معروف. ومصدره اللََّّصوصية واللُّصوصية واللصص واللصاصة. ويقال: لص يلص".
(7) ش: "وهو السارق".(11/28)
(وخصصته بالشيء خصوصية)(1) بفتح الخاء أيضا: إذا أفردته وأعطيته وحده شيئا، أو عملت به وحده عملا وميزته من غيره، ولم تشرك في ذلك الفعل غيره.
(وحر بين الحرورية)(2) بفتح الحاء أيضا، والحر: ضد العبد، وهو الذي لا ملك لأحد عليه، ومعناه: الظاهر العتق، أوالظاهر الكرم. [56/ب] (والفتح في اللصوصية، والخصوصية، والحرورية أفصح، وقد يضممن)(3). وأنكر هذا ابن درستويه، وقال: الأفصح والأقيس فيهن ضمها(4).
__________
(1) الغريب المصنف (119/أ)، وإصلاح المنطق 162، وأدب الكاتب 363، والمحيط 4/157، والصحاح 3/1037، والمحكم 4/360 (خصص). وفي الجمهرة (خصص) 1/105: "خصه بالشيء خصا وخصوصا وخصوصية: إذا فضله".
(2) الغريب المصنف (119/أ)، وإصلاح المنطق 162، والمخصص 14/224، والصحاح (حرر) 2/629. وفي العين 3/24: "حر بين الحرورية والحرية والحرار" وزاد في المحكم 2/364: "والحرور والحرارة".
(3) عبارة الفصيح 283، والتلويح 33: "والفتح في هؤلاء الثلاثة الأحرف أفصح، وقد يضممن".
(4) ابن درستويه 413، وعبارته: "والفتح فيها شاذ، ولكن ربما كثر استعمال الشاذ لخفته، وترك استعمال النقاد لثقله.... وكان يجب أن يقول الضم أفصح، لأنه أقيس على ما بينا، ولكنه نظر إلى استعمال المتشادقين، وإنما القياس في ذلك ما ذكرناه".(11/29)
(وفارس على الخيل بين الفروسية والفروسة)(1): وهو الحاذق بركوب الخيل، المستمسك عليها عند جريانها. (وإذا كان يتفرس في الأشياء وينظر فيها، قلت: بين الفراسة)(2) ومعناهما: الظاهر الثبات على الخيل، والظاهر الإصابة في الأشياء إذا نظر فيها. والفارس: الراكب الفرس، وهو ضد الراجل. والتفرس في الأشياء: البصر واللطف والمعرفة بها.
(وتقول: حلمت في النوم أحلم) بفتح اللام في الماضي وضمها في المستقبل، (حلما وحلما)(3) بسكون اللام وضمها، والحاء منهما مضمومة، (فأنا حالم): أي أصابتني جنابة، وهو مثل احتلمت، ويكون حلمت أيضا: أي رأيت الرؤيا، وأنا حالم فيهما جميعا.
__________
(1) إصلاح المنطق 110، وأدب الكاتب 342، ودقائق التصريف 60، والمخصص 224، والجمهرة 2/717، والتهذيب 21/404، 405، والصحاح 3/958 (فرس). والفروسة مصدر لا فعل له في العين 7/245. وحكاه غيره. ينظر: الأفعال لابن القوطية 143، وللسرقسطي 4/16، ولابن القطاع 2/461، والمحيط 8/308، والتاج 4/207 (فرس).
(2) الزاهر 1/187، والأفعال للسرقسطي 1/365، والعين 3/246، والجمهرة 1/565، والصحاح 5/1903، والمقاييس 2/93، والمحكم 3/276 (حلم).
(3) أنكر الزجاج في المخاطبة التي جرت بينه وبين ثعلب ذكر الاسم "حلما" مع المصدر "حلما". ذاهبا إلى أنه لا يجوز وضع الاسم موضع المصدر، إذا كان للفعل اسم ومصدر. ورد عليه ابن خالويه والجواليقي، بحجة أنه خالف بقوله هذا ما اتفق عليه جميع النحاة واللغويين من تجويز وضع الاسم موضع المصدر، إذا كان للفعل اسم ومصدر، ومن شواهدهم على ذلك قول القطامي (ديوانه 37):
أكفرا بعد رد الموت عني وبعد عطائك المائة الرتاعا
وقولهم: أعطيته عطاء، وأطعته طاعة، وأجبته جابة، وفي المثل: "ساء سمعا فأساء جابة". ينظر: الرد على الزجاج (2/أ)، ومعجم الأدباء 1/57، وانتصار ابن خالويه لثعلب في الأشباه والنظائر 4/123-127.(11/30)
(وحلمت عن الرجل أحلم) بضم اللام في الماضي والمستقبل، ومصدره حلم بكسر الحاء وسكون اللام، (فأنا حليم)(1): أي تغافلت عن عقوبته وتجاوزت [57/أ] عنها. والحليم أيضا: العاقل، ويقال منه: حلمت بالضم أيضا: أي صرت عاقلا. وقال عبيد الله بن قيس الرقيات(2):
مجرب الحزم في الأمور وإن
خفت حلوم بأهلها حلما
(وحلم الأديم) بكسر اللام، (يحلم حلما) بفتحها، (فهو حلم) بكسرها: (إذا تثقب) من دود يقال له: الحلم بفتح الحاء واللام، واحدته حلمة، يقع فيه فيأكله قبل الدماغ في الغمل(3)، والغمل بالغين المعجمة، وسكون الميم: أن يلف الجلد ويدفن ليسترخي ويسمح له إذا جذب [شعره أو](4) صوفه، وإن غفل عنه فسد، فإذا دبغ لم ينتفع به، ولذاك قال الشاعر(5)
__________
(1) الحليم اسم الفاعل من حلم، كقولهم: ظرف فهو ظريف، وكرم فهو كريم، قال الزجاجي: "وهذا مطرد فيما كان من الأفعال على "فعل" إذ يأتي اسم الفاعل منه على فعيل". اشتقاق أسماء الله 96. والتعبيد باسم الفاعل فيه تجوز، وإلا فهي صفة مشبهة اصطلاحا.
(2) ديوانه 152. وعبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك، أحد بني عامر بن لوي. شاعر قرشي، كان يقيم في المدينة، ثم استقر في الشام إلى أن توفي. كان أكثر شعره في الغزل، عده ابن سلام في الطبقة السادسة من فحول الشعراء الإسلاميين. لقب بابن قيس الرقيات لثلاث جدات كن له اسم كل واحدة منهن رقية، وقيل غير ذلك. توفي سنة 85هـ.
نسب قريش 435،وطبقات فحول الشعراء 2/647، والشعر والشعراء 2/450، والأغاني 5/73.
(3) في حياة الحيوان 338: "وهذه الدويبة هي التي تأكل الكتب وتمزق الأوراق". ويقال للقراد العظيم: الحلم. العين 3/247.
(4) استدركه المصنف في الحاشية.
(5) قال المؤلف في التلويح 33: هو "الوليد بن عقبة بن أبي معيط يحض معاوية على قتال علي رحمهم الله تعالى".
والبيت في: إصلاح المنطق 199، والأمثال لأبي عبيد 344، ونسب قريش 140، والزاهر 1/188، وحماسة البحتري 34، وتاريخ الطبري 4/592، والأفعال للسرقسطي 1/365، ومجمع الأمثال 3/35، والعين 3/247، والتهذيب 5/107، والصحاح 5/1903، والمجمل 1/247، والمقاييس 2/93، والمحيط 3/121 (حلم) وغيرها من المصادر.(11/31)
:
فإنك والكتاب إلى علي
كدابغة وقد حلم الأديم
وقال الراجز(1):
قد علمت أحسابنا تميم
في الحرب حين حلم الأديم
وقال أبو عبيد(2) عن الأصمعي: الحلمة: دودة تكون بين جلد الشاة الأعلى وجلدها الأسفل(3).
(وتقول: قذت عينه تقذي قذيا)(4)، فهي قاذية: (إذا ألقت القذى)، وهو مقذي، على مثال مرمي.
(وقذيت) هي بالكسر، (وتقذى قذى)، فهي قذية(5): (إذا صار فيها القذى)، أي وقع فيها.
(وأقذيتها) بالألف، أقذيها [57/ب] (إقذاء)، فأنا مقذ، والعين مقذاة: (إذا ألقيت فيها القذى)(6).
__________
(1) هو خالد بن معاوية بن سنان السعدي، أحد بني شمس. والرجز في أمثال المفضل الضبي 59، والأمثال لأبي عبيد 344، والزاهر 2/281ن وفصل المقال 180، ومجمع الأمثال 3/35ن وزهر الأكم 2/129.
(2) هو أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي الأزدي الخزاعي بالولاء، من أكابر العلماء بالحديث واللغة والأدب والفقه، أخذ عن أبي زيد وأبي عبيدة والأصمعي وغيرهم. كان ورعا تقيا ثقة، حسن الرواية. من مؤلفاته: الغريب المصنف في اللغة، وغريب الحديث، والأمثال، والأموال، توفي بمكة سنة 224هـ.
تاريخ بغداد 403/12، وطبقات الزبيدي 199، وإنياه الرواة 12/3، وسير أعلام النبلاء 490/10.
(3) الغريب المصنف (251/أ).
(4) خلق الإنسان للأصمعي 186، ولثابت 121، والغريب المصنف (252/أ)، ونوادر الهجري 3/1222، والمخصص 1/111، 14/225، فعلت وأفعلت للزجاج 79، والأفعال للسرقسطي 2/92، والعين 5/202، والجمهرة 3/1265، والتهذيب 9/264، والمحيط 5/496، والصحاح 6/2460، والمقاييس 5/69، والمحكم 6/306 (قذى).
(5) وقذية بتشديد الياء. العين 5/202.
(6) في الغريب المصنف (252/أ): "وقذيت أنا عينه: إذا ألقيت فيها القذى، وقذيتها: أخرجت منها القذى. [وقال] أبو زيد مثله غير أنه قال: أقذيها: أخرجت منها القذى". وحكى الأزهري عن ثعلب عن ابن الأعرابي: "قذيت عينه وأقذيها بألف وغير ألف: إذا ألقيت فيها القذى" التهذيب 9/264.(11/32)
(وقذيتها)(1) بالتشديد، أقذيها (تقذية)(2)، فأنا مقذ، وهي مقذاة: (إذا أخرجت منها القذى).
واختلفت هذه المصادر وأفعالها لاختلاف معانيها، وإن كانت كلها راجعة إلى القذى، وهو كل ما وقع في العين من شيء يؤذيها، كالتراب والعود والرمص السائل من موقها. والمجتمع فيها كله قذى، والواحدة قذاة.
(وتقول: رجل بطال)(3) بالتشديد: أي فارغ متعطل، لا يشتغل بعمل، ولا حرفة، ولا أمر يعنيه. وهو (بين البطالة)، والبطالة بالفتح والكسر(4): أي ظاهر التعطل والتخلي عن العمل. (وقد بطل) بفتح الطاء، يبطل بضمها: إذا تعطل وترك عمله وحرفته.
(ورجل بطل) بفتح الباء والطاء: (أي شجاع بين البطولة) بضم الباء، والبطالة بفتحها: أي أنه ظاهر الشجاعة. (وقد بطل) يبطل بضم الطاء في الماضي والمستقبل: أي صار شجاعا بالغا في الشجاعة، والشجاعة في شدة القلب، والثبات عند القتال والحرب.
(وبطل الشيء) بالفتح، (يبطل بطلا وبطلانا) بضم الباء وسكون الطاء، (وبطولا)(5): إذا ذهب وزال وفسد ولم [58/أ] يثبت، فهو باطل، والباطل ضد الحق.
__________
(1) وقذيتها أيضا بالتخفيف. الجمهرة 3/1265، ولم يعرف ابن سيده إلا التشديد. المحكم 6/306.
(2) قياس المصدر هنا أن يكون على التفعيل، لأن فعله مشدد، مثل نظف تنظيفا، وسكن تسكينا،، ولكنهم حذفوا إحدى الياءين لاجتماعها بعد كسر تخفيفا، وعوضوا منها علامة التأنيث فقالوا تقذية، وكذا يفعل في كل فعل معتل، مثل: تعزية، وتوصية،وتحلية. ابن درستويه (103/ب).
(3) نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ)، وأدب الكاتب 339، والأفعال للسرقسطي 4/85، والمخصص 14/225، والعين 7/430، والجمهرة 1/359، والتهذيب 13/354، والمحيط 9/181، والصحاح 4/1635 (بطل).
(4) التهذيب 13/354ن عن شمر.
(5) وبطالة أيضا. التهذيب.(11/33)
(وتقول: خزي الرجل)(1) بكسر الزاي، (يخزى) بفتحها، (خزيا) بسكونها وكسر الخاء: إذا ذل وهان(2)، فهو خز، على مثال عم، وخاز أيضا، ومرأة خزية وخازية.
(وخزي) بالكسر أيضا، (يخزى خزاية)(3) بفتح الخاء: (إذا استحيا)، والخزاية الاستحياء، فهو (خزيان، وامرأة خزيا)(4)، على مثال سكران وسكرى، وهو الذي فعل أمرا قبيحا فاشتد لذلك خزايته، أي حياؤه. واتفق الفعلان، واختلف مصدراهما لا خلاف معنييها، وقال القطامي(5):
فمضى وكر كرور صاحب نجدة
خزي الحرائر أن يكون جبانا
أي استحيين. وقال ذي الرمة(6)
__________
(1) الفاخر 9، والزاهر 1/374، وإصلاح المنطق 373، والأفعال للسرقسطي 1/505، والجمهرة 1/597، 2/1054، والتهذيب 7/490، والمحيط 4/387، والصحاح 6/2326، والمحكم 5/151 (خزى).
(2) في إصلاح المنطق: "إذا وقع في بلية". وفي المحكم: "ومن كلامهم إذا أتى الرحل بما يستحسن: ماله أخزاه الله".
(3) الخزاية اسم، والمصدر الخزي بالفتح، على ما في الجمهرة 1/597.
(4) عبارة الفصيح 283: "ورجل خزيان، وامرأة خزيا، على مثال فعلى".
(5) ديوانه 63، بوراية: "حرجا وكر...".
والقطامي هو: أبو سعيد عمير، وقيل: عمرو بن شييم بن عمرو بن عباد بن بكر التغلبي، كان نصرانيا فأسلم، كان حسن التشبيه رقيقه، عده ابن سلام في الطبقة الثانية من فحول الشعراء الإسلاميين. توفي سنة 130هـ.
نسب معد 1/87، وطبقات فحول الشعراء 2/534، 535، والشعر والشعراء 2/609، والموشح 211.
(6) ديوانه 1/103. وفيه خزاية" بالنصب، قال شارح الديوان أبو نصر: "ونصبه لمعنى قولك: فعل ذلك خزاية". أي نصبه مفعولا لأجله. قال: "والحبل:الكثيب". وذو الرمة هو: أبو الحارث غيلان بن عقبة بن بهيش بن مسعود بن ربيعة العدوي، امتاز بإجادة التشبيه، وهو آخر من ذهب مذهب البدو في القصيد، عده ابن سلام في الطبقة الثانية من فحول الشعراء الإسلاميين. توفي بالبادية سنة 117هـ.
طبقات فحول الشعراء 1/534، 549، والشعر والشعراء 2/437،والأغاني 18/1،والموشح 225.(11/34)
يصف الثور والكلاب:
خزاية أدركته بعد جولته
من جانب الحبل مخلوطا بها الغضب
(وتقول: طلقت المرأة)(1) بفتح الطاء واللام، (وطلقت)(2) أيضا بضم اللام، من الطلاق: أي فارقت، فمضت حيث شاءت، بعد أن كانت محبوسة في عقدة نكاح زوجها. والمستقبل منهما جميعا تطلق بضم اللام، والمصدر طلاق، فهي طالق بغير هاء، أي ذات طلاق. فإن أردت أنها تطلق فيما بعد، قلت: طالقة [58/ب] بالهاء(3).
(وقد طلقت)(4) المرأة عند الولادة بضم الطاء وكسر اللام، تطلق بضم التاء وفتح اللام، (طلقا) بسكون اللام، فهي مطلوقة: أي تمخضت، وذلك إذا أخذها وجع في بطنها، وزحير عن الولادة، وتضرب الولد في بطنها.
(وطلق وجه الرجل) يطلق بضم اللام فيهما، (طلاقة): إذا زال عبوسه، واستبشر وتهلل. وهو رجل طلق الوجه بفتح الطاء وسكون اللام، وطليق الوجه أيضا، أي ضحاك.
__________
(1) إصلاح المنطق 5، والزاهر 2/177، والمخصص 14/225، والعين 5/101، 102، والجمهرة 2/922، والتهذيب 16/255، 258، والصحاح 4/1517، 1519، والمحكم 6/171، 172 (طلق).
(2) بالفتح والضم لغتان في نوادر أبي مسحل 1/196، ومعاني القرآن للأخفش 1/173، ومعاني القرآن للزجاج 1/301، وفي مجالس ثعلب 1/301، لغتان ولكن الضم أكثر، والفتح أفصح عند ابن درستويه (105/أ)، وفي تحرير ألفاظ التنبيه 263، والضم من لحن العامة في أدب الكاتب 399. وينظر: الاقتضاب 2/215.
(3) العين 5/101، واستشهد بقول الأعشى (ديوانه 313):
أيا جارتا بيني فإنك طالقة كذاك أمور الناس غاد وطارقة
وينظر: ما تلحن فيه العامة 125، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/301، والمصباح (طلق) 142.
(4) وفي خلق الإنسان لثابت 7 عن يونس بن حبيب قال: "طلقت المرأة وطلقت، وامرأة مطلوقة... وكذلك قال الكسائي".(11/35)
(وقد طلق يده بخير)(1) يطلقها طلقا، على مثال كتب يكتب كتبا، وطلاقة(2) أيضا، فهو طالق، واليد مطلوقة، (وأطلقها)(3) أيضا بالألف، يطلقها (إطلاقا)، فهو مطلق بكسر اللام، واليد مطلقة بفتحها: وذلك إذا بسطها وفتحها بالخير والإنفاق والإعطاء، وهو نقيض قبضها وأمسكها. وينشد هذا البيت(4):
(أطلق يديك تنفعاك يا رجل
بالريث ما أرويتها لا بالعجل)
بفتح الألف وكسر اللام، وهو أمر من أطلق، ويروى (أطلق) بضم الألف واللام، وهو أمر ممن طلق. والريث: الإبطاء.يقول: ابسط يديك، إذا استقيت لإبلك وسقيتها، وتأن عليها [59/أ] في سقيها، حتى تروى، ولا تعجلها فتصدر عن الماء، وهي عطاش لم ترو منه.
(ويوم طلق، وليلة طلقة)(5) بفتح الطاء وسكون اللام منهما: (إذا لم يكن فيهما قر) ولا حر، (ولا شيء يوذي)، وكانا ساكنين طيبين. ويقال منه: طلق يومنا يطلق بضم اللام فيهما، والمصدر طلوقة.
__________
(1) وطلقها أيضا. بكسر اللام. الصحاح 4/1518.
(2) وفي الأفعال للسرقسطي 3/248: "طلقت يدي بالخير طلوقة وطلوقا".
(3) فعلت وأفعلت للزجاج 62.
(4) الرجز بلا نسبة في ديوان الأدب 2/290، ومجمع الأمثال 2/290، والجمهرة 1/425، والتهذيب 16/266، والصحاح 4/1518، والمقاييس 3/421، والأساس 283، واللسان 10/228 (طلق). وبعده في ش: "ويروى: أوريتها، وأطلقتها، وأرسلتها". قال ابن هشام 109: "ويروى بالريث ما أوردتها، وهو الصواب، لأن بعده: وبالجباء أرويتها لا بالقبل".
(5) قبل هذه العبارة في الفصيح 284: "ورجل طلق الوجه، وطليق الوجه". وفي المحكم 6/172: "ويوم طلق بين الطلاقة... وقد طلق طلوقة وطلاقة وليلة طلق، وطلقة، وطالقة: ساكنة مضيئة". وينظر: الألفاظ الكتابية 260.(11/36)
(وتقول: قد قر يومنا يقر)(1) بفتح القاف(2): إذا برد. وأصله قرر يقرر، على مثال علم يعلم، ومصدره قر بضم القاف، وقرة بكسرها. (ويوم قار وقر) بالفتح: أي بارد، وليلة قارة وقرة: أي باردة، وأصل قار قارر، على مثال بارد، وأصل قر قرر بكسر الراء، على مثال حذر المكسور الذال، وأصل قرة قررة بكسر الراء أيضا. (والقر) بالضم، (والقرة) بالهاء والكسر(3): (البرد)، ومثلهما في الوزن ذل وذلة.
(وتقول: قد حر يومنا يحر)(4) بكسر الحاء(5)، حرا وحرارة: إذا صار حارا، أي سخنا، وهما ضد البارد.
__________
(1) الأيام والشهور 79، والأزمنة لقطرب 61ن وإصلاح المنطق 128، 251، وأدب الكاتب 341، والألفاظ الكتابية 260، والأزمنة للمرزوقي 2/12، والعين 5/21، والجمهرة 1/125، والمحيط 5/206، والتهذيب 8/276، والمحكم 6/77 (قر).
(2) وفي الأزمنة لقطرب: "كان رؤبة يقول: هويقر، وغيره يقول: يقر فيكسر". وفي المحكم: "قر يومنا ييقر، ويقر لغة قليلة". ومثلثة القاف في الدرر المبثثة 223، والقاموس (قرر) 592.
(3) ومثلثة في القاموس أيضا (قرر) 592.
(4) الأزمنة لقطرب 63، وإصلاح المنطق 213، 214، 251، وأدب الكاتب 341، والأزمنة للمرزوقي 2/22، 79، والأفعال للسرقسطي 1/336، ولابن القطاع 1/244، والعين 3/23، 24، والجمهرة 1/96، والتهذيب 3/428، والصحاح 2/628، 629، والمحكم 2/362 (حرر). وأحر النهار: لغة فيه. سمعها الكسائي. الصحاح 2/629. وينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 26، وما جاء على فعلت وأفعلت 34.
(5) ومثلثة في الصحاح 2/629، والمحكم 2/362، وأفعال ابن القطاع، وإكمال الأعلام 1/25، والدرر المبثثة 219.(11/37)
(وتقول من الحرية: حر المملوك يحر) بفتح الحاء(1)،حرية بضم الحاء، وحرورية وحرارا وحرارة بفتحها: أي عتق، فهو حر، وهو ضد العبد. وقال الشاعر(2):
(فما رد تزويج عليه شهادة
ولا رد من بعد الحرار عتيق)
[59/ب] (وتقول: رجل ذليل)(3): أي هين، وهو ضد العزيز، وجمعه أذلاء وأذلة، (بين الذل) بضم الذال، (والذلة) بكسرها مع الهاء (والمذلة)(4). وقد ذل يذل بالكسر: إذا هان بعد عز.
(ودابة ذلول): وهو(5) اللين السهل المواتي عند الركوب والقياد (بين الذل) بكسر الذال، وجمعه ذلل بضم الذال واللام، مثل صبور وصبر. وقد ذل يذل بالكسر أيضا: إذا سهل ولان بعد صعوبة. واتفق فعلاهما واختلفت مصادرهما لاختلاف معنييهما، وإن كانا يرجعان إلى أصل واحد، وهو اللين والخضوع.
__________
(1) الوجه بالكسر في التنبيهات 180، والكسر على القياس عند ابن هشام 109، وعند بقية الشراح بالفتح، وحكاه الكسائي من قبل. ينظر: إصلاح المنطق 214، والمجمل 1/212. وينظر: تعليق عبد العزيز الميمني على المسألة في حاشية التنبيهات.
(2) البيت بلا نسبة في معاني القرآن للفراء 2/90، والأفعال للسرقسطي 1/336، والخزانة 5/427ن والتهذيب 3/429، واللسان 4/182، والتاج 3/133 (حرر). وفي التهذيب: "قال شمر: سمعت هذا البيت من شيخ من باهلة، وما علمت أن أحدا جاء به". وأنشد الفراء قبله:
فلو أنك في يوم الرخاء سألتني طلاقك لم أبخل وأنت صديق
وهو شاهد نحوي مشهور.
(3) الغريب المصنف (220/ب)، وإصلاح المنطق 33، 31، وأدب الكاتب 315، والمخصص 14/222، والعين 8/176، والجمهرة 1/118، والتهذيب 14/406، والمحيط 10/57، والصحاح 4/1701 (ذلل).
(4) والذلالة،والذلالة، بفتح الذال وضمها. والذلان: الذليل أيضا. ينظر: التكملة 5/360، والقاموس 1294 (ذلل).
(5) لم يؤنثه، لأن لفظ الدابة يذكر ويؤنث. ينظر: المذكر والمؤنث لابن التستري 74، واللسان (دبب) 1/370.(11/38)
(ورجل نشوان من الشراب)(1) بالواو(2): أي سكران (بين النشوة) بفتح النون(3): أي أنه ظاهر السكر. وقد نشي بكسر الشين، وانتشى: إذا سكر. وجمعه نشاوى، مثل سكارى.
(ورجل نشيان للخبر)(4) بالياء، (بين النشوة) بالواو وكسر النون: إذا كان بحاثا عن الأخبار، يتخبرها وينظر(5) من أين جاءت، وكأنه متشمم لها، أي أنه ظاهر التخبر، وهو يستثني الأخبار: أي يبحث عنها كأنه يتشممها. وأصل الياء في نشيان هاهنا الواو، وإنما تكلموا بها في هذا المعنى بالياء، ليفرقوا بين هذا، [60/أ] وبين السكران. وجمعه نشيانون.
(وقريت الضيف أقريه قرى)(6) بكسر القاف(7) والقصر، (وقراء)(8) بفتحها والمد: إذا أنلته عندك، وأحسنت إليه، وأطعمته وسقيته، فأنا قار، والضيف مقري، على مثال مرمي.
(وكذلك قريت الماء في الحوض) أقريه (قريا)(9) بالياء، على مثال رميا: إذا جمعته فيه، فأنا قار، والماء مقري أيضا.
__________
(1) إصلاح المنطق 140، والتهذيب 11/420، والمحيط 7/385، والصحاح 6/2509، 2510، والمجمل 2/868، واللسان 15/326 (نشو).
(2) والياء أيضا، كما في القاموس (نشو) 1725، والدرر المبثثة 198.
(3) وكسرها أيضا، لغة حكاها يونس، الصحاح (نشو) 6/2510. ومثلثة في القاموس 1725، والدرر المبثثة 198.
(4) وفي إصلاح المنطق 140: "وقال الكسائي: رجل نشيان اللخبر، ونشوان هو الكلام المستعمل" يعني أنه الأصل، ولكن نطقوا بالياء للفرق بينه وبين النشوان من السكر.
(5) ش: "ينظر".
(6) إصلاح المنطق 186، 244، والأفعال للسرقسطي 2/94، ولابن القطاع 3/56، والجمهرة 2/796، 797، والتهذيب 9/268، 269، والصحاح 6/2460، والمحكم 6/307، 337.
(7) وفتحها أيضا. إصلاح المنطق 186.
(8) المنقوص والممدود للفراء 23.
(9) وقرئ، بالكسر والقصر. المحكم 6/307.(11/39)
(وقروت الأرض والشيء) بالواو(1)، (أقروه قروا: إذا تتبعته)، أي تطلبته متبعا له، فأنا قار، والشيء مقرو، والأرض مقروة بالواو فيهما. واختلفت مصادرها وأفعالها لاختلاف معانيها.
(وتقول: قد شفه المرض وغيره يشفه) بالضم، (شفا)(2): أي هزله، والمرض شاف، وهو مشفوف.
(وشف الثوب يشف) بالكسر (شفوفا: إذا رق)(3)، وأرى ما وراءه، فهو شاف.
(وزبده يزبده)(4) بالكسر، زبدا بفتح الزاي: (إذا أعطاه)(5).
(وزبده يزبده) بالضم، زبدا بفتح الزاي أيضا: (إذا أطعمه الزبد)، وهو معروف، وهو خلاص اللبن. واتفق مصدراهما، واختلف مستقبلاهم لاختلاف معنيهما. واسم الفاعل منهما زابد، والمفعول مزبود [60/ب].
__________
(1) وبالياء أيضا. الصحاح 6/2461.
(2) وقالوا أيضا: شفه المرض والحب والحزن شفوفا، وشف عليه ثوبه شفيفا، ينظر: الأفعال للسرقسطي 2/332، ولابن القطاع 2/211، والعين 6/221، والتهذيب 11/284، والصحاح 4/1383، والمحكم 7/429 (شفف).
(3) وقالوا أيضا: شفه المرض والحب والحزن شفوفا، وشف عليه ثوبه شفيفا، ينظر: الأفعال للسرقسطي 2/332، ولابن القطاع 2/211، والعين 6/221، والتهذيب 11/284، والصحاح 4/1383، والمحكم 7/429 (شفف).
(4) إصلاح المنطق 278، والأفعال للسرقسطي 3/448، والعين 7/357، والجمهرة 1/297، والصحاح 2/480، والمقاييس 3/43، والمجمل 1/447 (زبد).
(5) ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "إني نهيت عن زبد المشركين" أخرجه المنذري في كتاب السير (1577) قال: "يعني: هداهم". وينظر: الفائق 2/102، والنهاية 2/293.(11/40)
(ونسب الرجل ينسبه)(1) بضم السين، نسبا بسكونها وفتح النون، و(نسبة)(2) أيضا بكسرها: إذا وصفه بذكر أسماء آبائه، فهو ناسب، والرجل منسوب.
(ونسب الشاعر بالمرأة ينسب بها) بكسر السين(3)، نسبا أيضا، (ونسيبا)(4)، على فعيل: إذا وصفها في شعره بالجمال والصبا والمودة، وأشباه ذلك، فهو ناسب، والمرأة ممنسوب بها. واختلف المستقبل والمصدر منهما، لاختلاف معنييهما، وإن كانا(5) يرجعان إلى أصل واحد، وهو الوصف.
(وشب الصبي يشب)(6) بكسر الشين، (شبابا) بفتحها، (وشبيبة)(7): إذا طال ونما جسمه والصبي شاب.
(وشب الفرس يشب شبابا) بكسر الشين منهما(8)، (وشبيبا) أيضا، فهو شاب: إذا وقف على رجليه ورفع يديه جميعا، وإذا(9) كان هذا الفعل من عادته، قيل: فرس شبوب بفتح الشين(10).
__________
(1) الأفعال للسرقسطي 3/140، ولابن القطاع 3/240، والعين 7/272، والجمهرة 1/341ن والتهذيب 13/14، والمحيط 8/343، والصحاح 1/224 (نسب).
(2) في العين 7/272: "والنسبة: مصدر الانتساب، والنسبة: الاسم". وهما لغتان ومعناهما واحد في التهذيب 13/14، والصحاح 1/224.
(3) وضمها أيضا، لغة حكاها الكسائي. التكملة (نسب) 1/276.
(4) ونسبة أيضا. الجمهرة 1/297.
(5) ش: "وإنما".
(6) إصلاح المنطق 229، 267، وأدب الكاتب 336، والأفعال للسرقسطي 2/330، والعين 6/223، والجمهرة 1/70، 71، والمحيط 7/269ن والصحاح 1/151، والتهذيب 11/289، والمقاييس 3/177، والمحكم 7/431، 432، والتكملة 1/164 (شبب).
(7) وشبوبا، وشبيبا، وشبا. التكملة 1/164.
(8) وبضم الشين في المضارع أيضا. المحيط 7/269، والصحاح 1/151.
(9) ش: "فإذا".
(10) الشبوب: من عيوب الخيل في جريها. ينظر: الخيل لأبي عبيدة 264.(11/41)
(وشب الرجل الحرب والنار يشبهما) بضم الشين، (شبوبا وشبا): إذا هيجهما، أي أشعلهما وأوقدهما. والرجل شاب أيضا، والحرب مشبوبة، وكذلك النار. واختلفت مصادرها وأفعالها لاختلاف معانيها، وإن كانت ترجع إلى أصل واحد، وهو العلو والزيادة على المقدار.
ويقال: (لحم ساح)(1) بتشديد الحاء: أي سمين(2)، (وشاة ساح)(3) أيضا بغير هاء، أي سمينة، وغنم سحاح وسحاح(4)، على مثال كاتب وكتاب، [61/أ] وتاجر وتجار. (وقد سحت تسح) بكسر السين، سحوحا (وسحوحة)(5): أي سمنت.
(وسح المطر يسح) بالضم، (سحا(6): إذا صب) والمطر ساح. قال أبو سهل: هكذا في النسخ كلها " إذا صب" وإنما هو إذا انصب، لأنه فعل مطاوع، تقو ل: صببت الماء أصبه صبا، وقد انصب هو، كما تقول: كسرت الشيء فانكسر، وقطعته فانقطع، وما أشبه ذلك(7). ومعنى انصب: سال من فوق.
__________
(1) العين 3/16، والتهذيب 3/410، والمحيط 2/302، والصحاح 1/373، والمحكم 2/349، والمقاييس 3/65 (سحح).
(2) قال الأصمعي: "كأنه من سمنه يصب الودك" أي الدسم. الصحاح 1/373.
(3) جاء في العين 3/16: "ولا يقال: ساحة. قال الخليل: هذا مما يحتج به إنه قول العرب فلا نبتدع شيئا فيه". وفي المحكم 2/349: "وشاة ساحة وساح" وينظر: القاموس (سحح) 285.
(4) وسحاح بالتخفيف وضم السين، وهو جمع نادر، كظؤار ورخال وعراق. المحيط 2/302، والمحكم 2/349.
(5) وسحا أيضا. المحكم 2/349.
(6) وسحوحا أيضا. المحكم 2/349.
(7) قلت: يكون الفعل مطاوعا، إذا كان متعديا، كالأمثلة التي ذكرها، أما الفعل "صب" فلا يلزم أن يكون مطاوعا، لأنه يتعدى ويلزم، يقال: صببت الماء فصب هو وانصب، وتصبب. وينظر: القاموس 133، والتاج 1/329 (صبب).(11/42)
(وتقول: أعرضت عن الرجل والشيء)(1) بالألف، أعرض (إعراضا)، فأنا معرض بكسر الراء، وهو معرض عنه بفتحها، وهو مثل صددت عنه: أي أظهرت له جفوة بإمالة وجهي عنه، فلم أنظر إليه. ومنه قوله تعالى: {أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ}(2).
(وأعرض لك الشيء) بالألف(3) أيضا، (إذا بدا)، أي ظهر واستبان. وقال عمرو ابن كلثوم التغلبي(4):
فأعرضت اليمامة واشمخرت
كأسياف بأيدي مصلتينا
أي بدت وظهرت. اشمخرت: طالت.
(وعرضت الكتاب) أعرضه بالكسر، عرضا: إذا أظهرت ما فيه بقراءتك إياه، وإمراره على سمع المعروض عليه. وأنا عارض، والكتاب معروض، والرجل معروض عليه.
__________
(1) إصلاح المنطق 72، 234، والزاهر 2/69، وشرح القصائد السبع 384ن والعين 1/271، والجمهرة 2/747، والتهذيب 1/454، والمحيط 1/305، والصحاح 3/1082، والمقاييس 4/296، والمحكم 1/242 (عرض).
(2) سورة الإسراء 83.
(3) في شرح القصائد السبع 383: "وبعضهم يقول: عرض لك الشيء، والأكثر في كلامهم أعرض بالألف" وفي الصحاح 3/1082، 1084: "عرض له أمر كذا يعرض: أي ظهر... وعرضت الشيء فأعرض: أي أظهرته فظهر، وهو كقولهم: كببته فأكب، ومن النوادر".
(4) ديوانه 70.
وعمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب التغلبي، شاعر جاهلي فاتك، كان والده من سادات قومه، وأمه ليلى بنت المهلل، وهو الذي قتل عمرو بن هند، أشهر شعره معلقته النونية التي أنشدها عند عمرو ببن هند مدافعا عن قومه ومفتخرا. عده ابن سلام في الطبقة السادسة من فحول الشعراء الجاهليين، عمر طويلا، وتوفي نحو سنة 40 قبل الهجرة.
طبقات فحول الشعراء 1/151، والشعر والشعراء 1/157، والأغاني 11/52، وشرح القصائد السبع 369.(11/43)
(وعرضت الجند) أرعضهم بكسر الراء [62/ب] أيضا، (عرضا): أي أمررتهم علي، وأظهرتهم، فنظرت ما حالهم، ومن غاب منهم، وأنا(1) عارض، وهم معروضون. والجند: هم الأنصار والأعوان. وقيل: هم جمع معد للحرب. والجمع أجناد وجنود(2), وقيل: كل صنف من الخلق جند(3). وفي الحديث: "الأرواح جنود مجندة "(4).
(وكذلك عرضت الجارية على البيع)، وعلى مشتريها أعرضها (عرضا): أي أبديتها، وأظهرتها لذلك.
وعرض له عارض من مرض، وشغل، وغير ذلك: أي بدا وظهر(5).
(وعرض الرجل) يعرض بضم الراء فيهما: أي ظهر لحمه وشحمه، وانبسط ذات اليمين وذات الشمال، وغلظ وسمن، وهو ضد طال، وهو أن يمتد ويذهب إلى جهة رأسه. والمصدر منه العرض بكسر العين وفتح الراء، والعراضة أيضا بفتحهما، كما يقال: ضخم يضخم ضخما(6) وضخامة، فهو عريض، مثل غليظ وسمين.
(وما يعرضه لهذا الأمر)(7) بفتح الياء وسكون العين وتخفيف الراء، ومصدره عرض بفتح العين وسكون الراء: أي ما ينصب عرضك له، أي شخصك، ولا تقل: ما يعرضك له بتشديد الراء وضم الياء وفتح العين، وأجازه الجبان(8)، ومعناه عنده: ما يوقعك فيه.
__________
(1) ش: "فأنا".
(2) العين 6/86، والمحيط 7/50ن والمغرب 1/163 (جند).
(3) العين 6/86، والمحيط 7/50ن والمغرب 1/163 (جند).
(4) تمام الحديث: "الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف". أخرجه من حديث عائشة رضي الله عنها البخاري (باب الأرواح جنود مجندة، كتاب الأنبياء – 3336)، ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (باب الأرواح جنود مجندة، كتاب البر – 2638). وينظر: الغريبين 1/390، والنهاية 1/305.
(5) والمصدر العرض، بالتحريك. ما اتفق لفظه واختلف معناه لأبي العميثل 64ن ولليزيدي 198.
(6) وصغر يصغر صغرا.
(7) عبارة الفصيح 285: "وتقول: ما يعرضك لهذا الأمر".
(8) الجبان 182. وهو استعمال عامي في: درة الغواص 247، وتقويم اللسان 188، وذيل الفصيح 37، وتصحيح التصحيف 561.(11/44)
(والعرض) بفتح العين وسكون الراء، (خلاف الطول): وهو ذهاب الشيء [62/أ] ذات اليمين، وذات الشمال معا. والطول: ذهاب الشيء تلقاء رأسه.
(والعرض: الوادي)(1) بكسر العين وسكون الراء. ورأيت في نسخ عدة(2) (العرض: ناحية الوادي)(3)، والصواب أنه اسم للوادي، لا لناحيته، لأن ناحية الشيء يقال لها: العرض بضم العين وسكون الراء. وقد ذكر ذلك ثعلب – رحمه الله – بعد هذا.
(والعرض) أيضا بكسر العين وسكون الراء، (ريح الرجل الطيبة أو الخبيثة).
(ويقال: هو نقي العرض(4): أي بريء من أن يشتم أو يعاب).
(والعرض) بفتح العين والراء: طمع الدنيا، (وما يعرض منها) بفتح الياء وكسر الراء، أي يظهر فيعجب الناظرين ويطمعون فيه(5). وجمعه أعراض.
(وعرض الشيء: ناحيته) وجانبه بضم العين وسكون الراء. تقول: اضرب عرض الحائط، أي جانبه.
(والعود معروض على الإناء): إذا جعل مضجعا على رأسه، كما يكون على رأس المكيال معترضا، ولا يكون قائما منتصبا مع طوله. وقد عرضته عليه أعرضه بالكسر(6)، عرضا، فأنا عارض، والعود معروض.
(وكذلك السيف معروض على فخذيه): إذا أضجعه الرجل عليهما معترضا. وتصريفه كتصريف الذي قبله.
__________
(1) وفي المحيط 1/309: "هو اسم لكل واد فيه شجر".
(2) قوله: "والعرض.... عدة" ساقط من ش.
(3) كذا أيضا في النسخة المخطوطة التي بين يدي (13/ب). قال في التلويح 36: "وهو خطأ "، وأنشد:
إذا ما أتيت العرض فاهتف بجوه سقيت على شحط النوى سبل القطر
وفي المطبوعة 285: "وعرض الوادي: جانبه" والأوجه الثلاثة جائزة في المحكم 1/245.
(4) أي الجسد أو النفس.ينظر: أدب الكاتب 30، والجمهرة 2/747.
(5) ومنه وقوله تعالى: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَة} سورة الأنفال 67.
(6) والضم أيضا. الصحاح 3/1082.(11/45)
(و) يقال: قد (لحم الرجل) يلحم (لحامة، وشحم) يشحم (شحامة)(1) بضم الحاء منهما في الماضي(2) والمستقبل: [62/ب] إذا ضخم من اللحم والشحم. (والرجل شحيم لحيم)(3) على فعيل: إذا كان ضخما منهما.
(وقد شحم يشحم) شحما، (ولحم يلحم) لحما بكسر الحاء في ماضيهما وفتحها من مستقبليهما ومصدرهما: إذا قرم إلى الشحم واللحم، أي اشتهاهما. (وهو شحم لحم) بكسر الحاء: إذا كان قرما إليهما، أي مشتهيا لهما(4).
(قد شحم أصحابه يشحمهم) شحما، (ولحمهم يلحمهم) لحما بفتح الحاء من الماضي والمستقبل وسكونها من المصدر فيهما جميعا: إذا أطعمهم الشحم واللحم. وهو شاحم لاحم، وهم مشحومون ملحومون.
(وقد أشحم) يشحم إشحاما، (وألحم) يلحم إلحاما بالألف فيهما جميعا، على مثال أكرم يكرم إكراما: إذ كثر عنده الشحم واللحم. (وهو مشحم ملحم). ورجل شحام لحام بتشديد الحاء: إذا كان يبيعهما.
__________
(1) إصلاح المنطق 275، 325، وأدب الكاتب 328، والعين 3/100، والجمهرة 1/539، 567، 3/1048، والتهذيب 4/197، 5/103، والصحاح 5/1959، 2028، والمحكم 3/84، 282، والأساس 230، 406 (شحم، لحم).
(2) وكسر الحاء من لحم في الماضي، لغة حكاها الكسائي. المحكم 3/282، وينظر: القاموس (لحم) 1493.
(3) وشاحم ولاحم أيضا، بمعناهما. الجمهرة 3/1248، والمحكم 3/84.
(4) أو أكل منهما كثيرا. المحكم 3/84، 282.(11/46)
(وقد أحددت السكين)(1) وغيره بالألف، أحده (إحدادا)(2): إذا مسحته بحجر أو مبرد حتى يرق جابنه، فأنا محد بكسر الحاء، والسكين محد بفتحها. (وسكين حديد وحداد) بالضم، (وحداد) بالضم أيضا، وتشديد الدال: أي رقيق الجانب. والحد من السكين والسيف وغيرهما: هو الجانب الذي يقطع به.
(وأحددت إليك النظر) بالألف أيضا، أحده (إحدادا)(3)، فأنا محد بكسر الحاء، وأنت محد إليك بفتحها: أي نظرت إليك [63/أ] نظرا شديدا لا أطرق فيه. والنظر يقال له حديد.
(وحددت حدود الدار) بغير ألف، (أحدها) بفتح الألف وضم الحاء، حدا: إذا بينت منتهاها من جوانبها المحيطة بها لتتميز بها من غيرها، فأنا حاد، والدار محدودة. وواحد الحدود حد، وهو الفصل والحاجز بين الشيئين، والنهاية إذا بلغها المحدود له امتنع.
وحددت الرجل أحده بضم الحاء أيضا، حدا: إذا رددته، ومنه سمي البواب الحداد(4)، لأنه يرد الناس.
(وحدت المرأة على زوجها تجد وتحد) بكسر الحاء وضمها، (حدادا) بكسر الحاء، على فعال: (إذا تركت الزينة) بعد موته فلبست السواد، وامتنعت من الخضاب والكحل والطيب وغير ذلك، مما تتحسن به. والزينة: هي الحسن. (وهي) امرأة (حاد) بغير هاء، لأن هذا لا يكون للرجل. (ويقال أيضا: أحدت) المرأة بالألف(5)، تحد إحدادا، (فهي محد) بغير هاء أيضا. ونسوة محاد، بفتح الميم والحاء وتشديد الدال، على مثال مسار.
__________
(1) ما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي 228، وإصلاح المنطق 276، وأدب الكاتب 361، والأفعال للسرقسطي 327ن 337، والعين 3/19، والجمهرة 1/95، والتهذيب 3/419-421، والصحاح 2/462-463، والمقاييس 2/3، 4، والمحكم 2/352-355، والمغرب 1/186 (حدد).
(2) وحددته أحده حدا، بغير ألف. الجمهرة 1/95.
(3) وحده يحده حدا، بغير ألف. حكاها اللحياني. المحكم 2/354.
(4) ش: "حدادا".
(5) لم يعرف الأصمعي إلا أحدت فهي محد. فعل وأفعل 494. وينظر: الجمهرة 1/95، والصحاح 2/463، وفعلت وأفعلت للزجاج 24.(11/47)
(وقد حددت على الرجل) بغير ألف، (أحد حدة) بفتح الألف وكسر الحاء في المستقبل والمصدر، (وحدا) بفتحها أيضا: أي أسرعت النزق(1) والغضب، فأنا حاد، والرجل محدود عليه. والحدة بالكسر: الغضب والنزق.
(وتقول: أحال الرجل في المكان)(2) بالألف، يحيل [63/ب] إحالة، فهو محيل: (إذا قام فيه حولا)، أي سنة. وجمعه أحوال.
(وأحال المنزل)(3) أو المكان بالألف أيضا، يحيل إحالة، فهو محيل: (إذا أتى عليه حول)، أي سنة.
(وحال الشيء بيني وبينك) بغير ألف، (يحول حولا) وحؤولا، فهو حائل: إذا حجز ومنع.
(وحال الحول)(4) يحول حولا وحؤلا: إذا تحول، أي مضى ودخل حول آخر.
(وحال عن العهد) يحول (حؤولا): إذا تحول عنه، أي انقلب وزال وتغير في المودة. والعهد: اليمين الموثق يكون بين الرجلين.
وحالت الناقة تحول حيالا(5): إذا ضربها الفحل، فلم تحمل بولد تلك السنة.
(و) كذلك حالت (النخلة حيالا)(6) أيضا: إذا لقحت، فلم تقبل التلقيح، ولم يخرج لها ثمر تلك السنة(7). والناقة والنخلة حائلان.
__________
(1) أي الخفة والطيش. الصحاح (نزق) 4/1558.
(2) إصلاح المنطق 272، وأدب الكاتب 338ن والأفعال للسرقسطي 1/334، ولابن القطاع 1/254، والجمهرة 1/570، والتهذيب 5/240-247، والصحاح 5/1679-1681، والمقاييس 2/121، والمحكم 4/4-9 0حول).
(3) وقالوا: حال المنزل وأحول، وحال بغير ألف، وقالوا أيضا: أحال الرجل في المكان وأحول. الغريب المصنف (239/أ)، وفعلت وأفعلت للزجاج 26، والعين 3/297، والصحاح 4/1679-1680، 1681.
(4) وأحال بالألف، لغة أخرى لم يعرفها الأصمعي. فعل وأفعل 505، وإصلاح المنطق 272، والصحاح 5/1680، والمحكم 4/5.
(5) أصله حوالا، قلبت الواو ياء للكسرة قبلها.
(6) ش: "ذلك الحول".
(7) وفي الجمهرة 1/570: "ويقال: حالت وأحالت الناقة والنخلة بمعنى، وهما لغتان فصيحتان". ينظر: النخل للأصمعي 82، ولأبي حاتم 89، وفعلت وأفعلت للزجاج 27.(11/48)
(وأحلت فلانا على فلان بالدين) أحيله (إحالة)، فأنا محيل، وذلك محال به، وهو من الحوالة، ومعناه: حولت عن نفسي المطالبة بالدين الذي لي إلى غيري، فجعلته يطالب الذي عليه الدين.
وأحلت عليه بالسوط أحيل إحالة: أي أقبلت عليه أضربه به ضربا في إثر ضرب، أو على ضرب، فأنا محيل، وهو محال عليه بالسوط.
وأحال الرجل في منطقه بالألف أيضا، يحيل إحالة: إذا جاء بالمحال، وهو الكلام الذي أحيل عن جهة الصدق والحق، أي أزيل.
(وحال في ظهر دابته)(1) [64/أ] بغير ألف، يحول (حؤولا)، فهو حائل: (إذا ركبها)، كأنه ركب حال متنها، وهو لحمه أو وسطه. والمتن: الظهر. وحؤول، على فعول، يهمز ولا يهمز(2) في هذا وفيما تقدم أيضا.
(وتقول: أوهمت الشيء)(3) بالألف، أوهمه إيهاما: أي (تركته كله)، وأسقطته ناسيا له(4)، فأنا موهم بكسر الهاء، والشيء موهم بفتحها.
(ووهم، في الحساب وغيره)(5) بكسر الهاء، (أوهم) وهما بفتحها: إذا (غلطت فيه)، فأنا واهم ووهم، على مثال حذرت أحذر، فأنا حاذر وحذر.
__________
(1) وأحال بالألف، ولم يعرفها الأصمعي. فعل أفعل، ونوادر أبي مسحل 2/503، وفعلت وأفعلت للزجاج 23، والأفعال للسرقسطي 1/334ن والتهذيب (حول) 5/244، وفي هذا الأخير: "وكلام العرب حال على ظهره، وأحال في ظهره".
(2) ينظر: الكتاب 4/362.
(3) الغريب المصنف (135/أ)، وأدب الكاتب 358، والأفعال للسرقسطي 4/239، والعين 4/100، والتهذيب 6/465، 466، والمحيط 4/83، والصحاح 5/2054، والمقاييس 6/149، والمحكم 4/321 (وهم).
(4) في العين 4/100: "وأوهمت في كتابي وكلامي إيهاما: أي أسقطت منه شيئا"، وكذا عن الأصمعي في الغريب المصنف (135/أ) وعليه يكون "أوهم" بمعنى ترك الشيء بعضه أو كله.
(5) وأوهمت أيضا. فعلت وأفعلت للزجاج 96، وما جاء على فعلت وأفعلت 74.(11/49)
(ووهمت إلى الشيء)(1) بفتح الهاء: (إذا ذهب قلبك إليه وأنت تريد غيره، أهم وهما)، وأنا واهم، على مثال وزنت أزن وزنا. والشيء موهوم.
(وتقول: أحذيت الرجل من العطية)(2) بالألف(3)، أحذيه إحذاء، فأنا محذ، والرجل محذى: إذا أعطيته مالا أو ثوبا أو غير ذلك، واسم العطية (الحذيا)(4) بضم الحاء والقصر، على مثال السقيا.
(وحذوت النعل بالنعل) أحذوها (حذوا): أي قدرت نعلا على أخرى، وقابلتها بها حتى جعلت إحداهما بحذاء الأخرى، ثم قطعتها على مثالها، فأنا حاذ، والنعل محذوة.
(وحذوت الرجل)(5) أحذوه حذوا أيضا: أي (جلست بحذائه)، أي قبالته. أنا حاذ، والرجل محذو.
(وحذى النبيذ اللسان يحذيه حذيا) [64/ب] بالياء في هذا وحده(6): إذا قرصه. والنبيذ حاذ، واللسان محذي بالياء، على مثال مرمي.
(وتقول للرجل: إيه حدثنا)(7) بكسر الألف والهاء والتنوين: (إذا استزدته).
__________
(1) في المحكم 4/321: "وقال ابن الأعرابي: أوهم ووهم ووهم سواء " ومثله عن شمر في التهذيب 6/466 قال: "ولا أرى الصحيح إلا هذا".
(2) إصلاح المنطق 242، 243، 256، والأفعال للسرقسطي 1/335، 377، والعين 3/284، 285، والجمهرة 1/509، 510، 2/1048، والتهذيب 5/204، 206، والصحاح 6/2310، 2311، والمجمل 1/224، والمحكم 3/331، 381 (حذو، حذى).
(3) وحذوته أحذره حذوا، بغير ألف. الجمهرة 1/510.
(4) والحذوة، والحذية، والحذية، والحذيا أيضا. إصلاح المنطق 256، والمحكم 3/331، والمقصور والممدود لابن ولاد 29، والمخصص 15/190.
(5) في الفصيح 287ن والتلويح 39: "وحذوته".
(6) وهي لغة حكاها أبو حنيفة: "وحذا الشراب اللسان يحذوه حذوا" المحكم 3/382.
(7) الكتاب 3/302، والمقتضب 3/179، ومجالس ثعلب 1/228، والأصول لابن السراج 2/130، والأمالي لأبي علي 1/76، وسر صناعة الإعراب 2/494، والمخصص 14/81، وتثقيف اللسان 418، والعين 4/103، 106، والتهذيب 6/482، والصحاح 6/2226، والمحكم 4/325 (أيه).(11/50)
(وإيها كف عنا) بكسر الألف والتنوين أيضا والنصب: (إذا أمرته أن يقطعه).
(وويها)(1) بواو بعدها ياء، مع النصب والتنوين: (إذا زجرته عن الشيء وأغريته به).
(وواها له) بواو بعدها ألف، مع النصب والتنوين أيضا: (إذا تعجبت منه).
قال أبو سهل: فأما إيه، وإيها، وويها بالياء، فأسماء وضعت موضع الأمر والنهي، واستغنوا بها عن الأفعال(2)، فأما إيه بكسر الهمزة والهاء، فهي أمر واستدعاء حديث، ومعناها: زد، وهي منونة، لأنها استدعاء لحديث منكور، وذلك إذا حدثك رجل بحديث، فأحببت أن يزيدك، قلت: إيه بالتنوين، ومعناه: زدنا حديثا من الأحاديث، أو هات حديثا من الأحاديث، فإذا حذفت التنوين، فهو أمر واستدعاء لحديث معروف معهود، كأنك قلت: زدنا من الحديث الذي بيننا، أو هات الحديث المعهود بيننا(3).
وقوله: "إذا استزدته" معناه: إذا استدعيت منه الزيادة في الحديث.
وأما إذا أردت أن يقطع حديثه، قلت: إيها كف عنا، والهاء مفتوحة منونة، لأنها للزجر والنهي(4) عن زيادة حديث [65/أ] ونونت لأنها للنكرة أيضا، فإذا حذف التنوين كانت نهيا وزجرا عن حديث معروف. وقال حاتم الطائي(5)
__________
(1) في الفصيح 287: "وويها له".
(2) للإيجاز والمبالغة. ينظر: شرح المفصل لابن يعيش 4/25.
(3) ويستشهد على ذلك بقول ذي الرمة:
وقفنا فقلنا إيه عن أم سالم وما بال تكليم الديار البلاقع
ينظر: توجيه العلماء للشاهد في هذا البيت، ورأي الأصمعي فيه والرد عليه في: شرح ديوان ذي الرمة لأبي نصر 2/779، وإصلاح المنطق 291، والمقتضب 3/179، ومجالس ثعلب 1/228، والأصول 2/131، 3/440، وسر صناعة الإعراب 2/494ن والمخصص 14/81، وشرح المفصل لابن يعيش 4/71، وشرح الكافية للرضي 3/91ن 96، والخزانة 6/208، والصحاح 6/2226.
(4) ش: "زجر ونهي".
(5) ديوانه 193. برواية: "ويها فداء". وبرواية الشارح في الأصول 2/131، واللسان (أيه) 13/475.
وحاتم بن عبد الله بن سعد بن الحرشج الطائي، يكنى أبا عدي، من قحطان، شاعر جاهلي، فارس شجاع، يضرب به المثل في الكرم والجود. توفي نحو سنة 46 قبل الهجرة.
الشعر والشعراء 1/164، والأغاني 17/363، ونشوة الطرب 1/223، ومجمع الأمثال 1/326، والمستقصى 1/53.(11/51)
في التنوين:
إيها فدى لكم أمي وما ولدت
حاموا علي مجدكم واكفوا من اتكلا
فنون، كأنه قال: اتركوا أمرا لا ينبغي لكم. ويروى: "مهلا فدى لكم".
وإيها المفتوحة نقيضة إيه المكسورة في الحالتين جميعا، أعني بالتنوين وتركه.
وأما قوله: "ويها"، فإنني رأيت تفسيره مختلفا في نسخ الكتاب، فرأيت في بعضها: (وويها: إذا زجرته عن الشيء). ورأيت في نسخة أخرى: (وويها: إذا زجرته عن الشيء وأغريته). ورأيت في نسخة أخرى: (وويها: إذا زجرته عن الشيء وأغريته به). وقال الجبان – في شرح هذا الموضع –: فأما ويها، فهو اسم لقولك انزجر أو اغر(1). قال أبو سهل: وفي نسختي التي بخط أبي – رضي الله عنه – وقرأتها على شيخنا أبي أسامة اللغوي – رحمه الله -: "وويها: إذا حثثته على الشيء وأغريته به" وهذا هو الصواب، لأن ويها بالياء وفتح الهاء، موضوعة للتحريض على الشيء والإغراء به(2)، كما يقال: دونك يا فلان. وهي منونة إذا جعلت لنكرة، فإن لم تنون كانت للمعرفة. وإلى هذا القول [65/ب] ذهب ابن درستويه(3)، وأنكر أن تكون ويه زجرا،كما قال ثعلب – رحمه الله – قال: وإنما حض لا غير.
قال أبو سهل: وقال لي أبي – رحمه الله -: أما ويها، فهي إغراء، تقول: ويها، إذا حثثته على الشيء وأغريته به. وأنشدني للأعشى(4):
ويها خثيم إنه يوم ذكر
وزاحم الأعداء بالثبت والغدر
__________
(1) الجبان 187.
(2) لم يذكر ثعلب في مجالسه 1/228، إلا هذا المعنى، قال: "وويها إغراء". وهي كذلك في العين 4/106، وإصلاح المنطق 291، والمقتضب 3/180، وشاهد المبرد على هذا المعنى بيت حاتم المتقدم على رواية الديوان. وحكى أبو نصر الباهلي في شرح ديوان ذي الرمة أيضا 274 عن الأصمعي أنه قال: "فإن زجرت قلت: ويها يا هذا".
(3) ابن درستويه (119/أ).
(4) ديوانه 219. وخثيم: ابن أخيه، والثبت الغدر: الذي يثبت في القتال حين يتخلف الناس. عن شرحه بالديوان.(11/52)
وأنشدني أيضا لآخر(1):
ويها فداء لك يا فضاله
أجره الرمح ولا تهاله
قال أبو سهل: ويروى: "إيه"(2) بالهمز وكسر الهاء وتنوينها، فيكون المعنى على هذه الرواية: زد في قتاله واطعنه.
وقال لي أبي – رحمه الله – أيضا: وأما واها بالألف والتنوين، فهي موضوعة للتعجب من الشيء، والاستطابة له. وأنشدني لأبي النجم(3):
واها لريا ثم واها واها
هي للمنى لو إننا نلناها
__________
(1) الرجز بلا نسبة في: نوادر أبي زيد 163، والمنقوص والممدود للفراء 26، والمقتضب 3/168، والاشتقاق 231، والأصول 2/173، وشرح المفضليات للأنباري 57، 213، 637، 716، والتنبيهات على أغاليط الرواة 83، وسر صناعة الإعراب 1/81، ورسالة الغفران 384، وإيضاح شواهد الإيضاح 1/224، وشرح المفصل لابن يعيش 4/72، 9/29، واللسان (هول) 11/711، (ويه) 13/563، (خضا) 14/233، (فدى) 15/150، ومصادر أخرى عديدة. والإجرار: الطعن بالرمح، وتركه في المطعون، وتهاله: من هاله الشيء، أفزعه. واستشهد في التلويح 39 – بدلا من هذين الشاهدين – بقول الكميت (ديوانه 2/30):
وجاءت حوادث في مثلها يقال لمثلي ويها فل
أجدوا النعال بأقدامكم أجدوا فويها لكم جرول
(2) ذكرها ابن درستويه (118/ب) عن المبرد، وروايته في المقتضب "ويها".
(3) ديوانه 227. وينسبان إلى رؤبة، وهما في ملحق ديوانه 168، وإلى رجل من بني الحارث في خزانة الأدب 7/455. وأنشد بعدهما في التلويح 39:
يا ليت عيناها لنا وفاها(11/53)
وهذه الأشياء(1) ليست لها أفعال تتصرف، ولا تثنى، ولا تجمع، ولكنها أسماع موضوعة للأمر والنهي، كما ذكرت آنفا، ويدل على أنها أسماء دخول التنوين عليها، والتنوين لا يدخل إلا على الأسماء(2).
(وتقول: ثلثت الرجلين أثلثهما)(3) بكسر اللام من المستقبل: (إذا صرتم ثلاثة)، معناه: إذا صيرتهم [66/أ] وكملتهم بنفسك ثلاثة، (وكذلك إلى العشرة)، تقول: ربعت الثلاثة، وخمست الأربعة، وسدست الخمسة، وسبعت الستة، وثمنت السبعة، وتسعت الثمانية، وعشرت التسعة، إذا صيرتهم بنفسك أربعة وخمسة وستة وسبعة وثمانية وتسعة وعشرة(4). وتقول في المستقبل من هذا أخمسهم وأسدسهم وأثمنهم وأعشرهم بكسر الميم والدال والشين. فأما أربعهم وأسبعهم وأتسعهم، فإنك تفتح الباء والسين منها، لأجل العين التي في آخر الفعل الماضي، لأنها من حروف الحلق، فيفتحون الحرف الذي قبلها من المستقبل لخفة الفتح(5).
__________
(1) أي أسماء الأفعال المتقدمة: إيه، إيها، ويها، واها.
(2) ذكر بعض النحويين أن تنوين الترنم، وهو الذي يلحق القوافي المطلقة، والتنوين الغالي، وهو الذي يلحق القوافي المقيدة، يدخلان على الاسم والفعل والحرف. ينظر: سر صناعة الإعراب 2/493 – 503، وشرح ابن عقيل على الألفية 1/27-30، وأوضح المسالك 1/14-16.
(3) إصلاح المنطق 300، 301، والصحاح 1/275، واللسان 2/121 (ثلث).
(4) قوله: "وسبعت الستة...عشرة" ساقط من ش.
(5) ينظر: إصلاح المنطق 301ن وبغية الآمال 71ن والتاج 1/25.(11/54)
وأما (إذا أخذت منهم العشر) من أموالهم، وهو جزء من العشرة، (قلت: أعشرهم) بضم الشين، للفرق بينه وبين ما تقدم، (وكذلك إلى الثلث إلا أنك تفتح أيضا أربعهم وأسبعهم وأتسعهم)، تقول: تسعتهم أتسعهم بفتح السين، وسبعتهم أسبعهم، وربعتهم أربعهم بفتح الباء: إذا أخذت من أموالهم التسع والسبع والربع. وتقول: عشرتهم، وثلثتهم أثلثهم بضم الشين والميم والدال واللام في المستقبل: إذا أخذت من أموالهم العشر والثمن والسدس والخمس والثلث.
وتقول: (أثلث القوم)(1) على أفعل: (إذا صاروا ثلاثة، وكذلك إلى العشرة)، تقول: أربعوا وأخمسوا، وأسدسوا وأسبعوا وأثمنوا وأتسعوا وأعشروا، بالألف في جميع ذلك.
(وقد أمأيت الدراهم)(2)، على أفعلت: إذا صيرتها مائة، فأنا أمئيها إمآء، وأنا ممئ، وهي ممآة، على مثال أمعيتها أمعيها إمعاء، فأنا ممع، وهي ممعاة.
(وآلفتها)(3) بالمد، ووزنه أفعلتها أيضا: أي صيرتها ألفا، فأنا أولفها إيلافا، وأنا مولف، والدراهم مؤلفة، (وقد أمأت) هي على مثال أمعت، (وآلفت) بالمد، على مثال عالفت: (إذا صارت) هي (مائة وألفا)(4).
__________
(1) عبارة الفصيح 287: "وقد أثلثوا هم".
(2) إصلاح المنطق 299، والأفعال للسرقسطي 4/169، والجمهرة 2/1089، 1090، التهذيب 15/380، 618، 619ن والمحيط 10/344، 456، والصحاح 4/1332، 6/2489 (ألف، مأوى).
(3) إصلاح المنطق 299، والأفعال للسرقسطي 4/169، والجمهرة 2/1089، والتهذيب 15/380، 618، 619، والمحيط 10/344، 456، والصحاح 4/1332، 6/2489 (ألف، مأوى).
(4) وفي نوادر أبي مسحل 1/295: "ويقال: آلفت إبلك: وألفت، لغتان: إذا كملت ألفا. وأمأت وماءت كذلك: إذا كملت مائة، وهي تؤلف وتألف، وتمئي وتميء، لغتان". وينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 89.(11/55)
(والطول: الفضل)(1) بفتح الطاء وسكون الواو، وهو مصدر (طال عليهم يطول): إذا أفضل عليهم، أي أحسن. والفضل: هو الإحسان والمعروف الذي تسديه إلى غيرك. والفاعل طائل، والمفعول مطول عليه، على مثال مقول. وقال أبو عبيدة(2) في قوله تعالى: {أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُم}(3): "أولو السعة والغنى".
(والطول: خلاف العرض) وقد تقدم تفسيرهما في هذا الباب(4).
(ولا أكلمك طوال الدهر) بفتح الطاء واللام: أي ما امتد الدهر وطال، من لدن هذا الكلام إلى آخر الدهر. (ويروى هذا البيت)، وهو للقطامي(5) [67/أ]:
(إنا محيوك فاسلم أيها الطلل
وإن بليت وإن طالت بك الطيل)
بالياء، والطول بالواو(6)، ومعناهما واحد: وهو الحبل الذي يربط في يد الدابة، أو عنقه. والأصل في الطيل الواو، لأنه من الطول الذي هو خلاف العرض، لأن ذلك الحبل يرخى للدابة ويطول حتى تبعد في رعيها وأكلها(7)
__________
(1) إصلاح المنطق 123، 135، 136، 170، واشتقاق أسماء الله 193، والعين 7/450، 451، والتهذيب 14/17، 18، والمحيط 9/210، 211، والصحاح 5/1753-1755، والمقاييس 3/433، 434، والمجمل 1/590 (طول).
(2) مجاز القرآن 1/265.
(3) سورة التوبة 86.
(4) ص 538-539.
(5) ديوانه 23. وهذا البيت من شواهد حسن الابتداء. ينظر: الإيضاح للقزويني 594.
(6) الروايتان في إصلاح المنطق 136، 171، والصحاح 5/1753.
(7) ينشد في هذا المعنى لطرفة (ديوانه 53):
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لك الطول المرخى وثنياه في اليد(11/56)
. وإنما صارت الواو ياء في الطيل، لأجل الكسرة التي قبلها طلبا للتخفيف وكثرة الاستعمال لها(1). وأراد القطامي بهما الزمان والدهر، وإنما أنث فقال: "وإن طالت"، لأنه أراد أيام الزمان والدهر، وهو من الامتداد والطول. وقوله: "محيوك" معناه: قائلون له: حياك الله، وهو دعاء له بالبقاء، وسلام. وقوله: "سلم": هو دعاء له بالسلامة،أي ابق سالما من الآفات. والطلل: ما شخص من آثار الديار، نحو النؤي(2) والمسجد والمعلف والأثافي. وقوله: "بليت" معناه: فنيت ودرست، والمعنى: إنا مسلمون عليك وداعون لك، وإن بليت وامتدت أيام الزمان عليك، وطال عهدك بساكنيك،ومن كان يحل لك.
(ورجل طويل طوال)(3) بضم الطاء، وهما ضد القصير، وكأن طوالا أطول من طويل، لأن فعالا من أبنية المبالغة(4)، كما يقولون: رجل جسيم [67/ب] للعظيم الجسم، فإذا قالوا: جسام كان أعظم جسما من الجسيم. ومن الناس من لا يفرق بين فعيل وفعال في هذا، ويجعلهما لمعنى واحد(5). وقال طفيل الغنوي(6):
طوال الساعدين يهز لدنا
يلوح سنانه مثل الشهاب
الشهاب: شعلة النار. ولدن: رمح لين.
(وقوم طوال بكسر الطاء، لا غير)(7) لجمع الطويل.
__________
(1) وفيها لغات أخرى حكاها ابن قتيبة قال: "طال طولك، وطيلك، وطولك، وطيلك، وطلوك" أدب الكاتب 575.وينظر: إصلاح المنطق 170، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 2/40.
(2) النؤي: خندق صغير يحفر حول الخباء أو الخيمة يمنع عنها الماء. اللسان (نأى) 15/301.
(3) في العين 7/450: "والطوال: إذا كان أهوج الطول".
(4) غير القياسية. ينظر: الكتاب 4/249.
(5) ش: "بمعنى واحد". وفي الكتاب 3/634: "وفعال بمنزلة فعيل، لأنهما أختان، ألا ترى أنك تقول: طويل وطوال، وبعيد وبعاد".
(6) ديوانه 97.
(7) بل وطيال أيضا، على إبدال الواو ياء، لأجل الكسرة التي قبلها. ينظر: الكامل 1/122، والمنصف 1/342ن والممتع في التصريف 2/496، واللسان (طول) 11/410.(11/57)
ويقال: (شرعت لكم شريعة في الدين)(1) أشرع شرعا، فأنا شارع: أي سننت ونصبت وبينت لكم طريقة من طرائق الدين. والشريعة في الدين: اسم لما فرض الله – عز وجل- على عباده من الأعمال.
(وأشرعت بابا إلى الطريق)(2) بالألف، أشرعه (إشراعا): أي فتحت وأبرزت. وأنا مشرع بالكسر، والباب مشرع بالفتح.
(وأشرعت الرمح قبله)(3) أشرعه إشراعا أيضا: إذا صوبته أملته إليه لتطعنه به.
(وشرعت الدواب في الماء)(4) بغير ألف، تشرع بفتح الراء، شرعا و(شروعا)، وهي شارعة: إذا وردته، أي شربت منه.
(وأنتم في هذا الأمر شرع) واحد بفتح الراء(5): (أي) أنتم فيه (سواء). والاثنان والجماعة المذكرون والمؤنثات بلفظ واحد(6).
(وشرعك من رجل زيد) بسكون الراء: (أي حسبك) ومعناه: كفاك أو يكفيك. ولا يصرف منه [68/أ] فعل(7).قال الزاجز(8):
__________
(1) عبارة الفصيح 288، والتلويح 40: "شرعت لكم في الدين شريعة". وينظر هذا المعنى والذي يليه في: إصلاح المنطق 172، 228، وأدب الكاتب 321، 382، والأفعال للسرقسطي 2/327، 334، والعين 1/252-254، والجمهرة 2/727، والمحيط 1/285، 286، والصحاح 3/1236، والمحكم 1/227، 228، والمقاييس 3/262 (شرع).
(2) وشرعته بغير ألف. الأفعال لابن القوطية 77، وللسرقسطي 2/327، وحكاها عن الأصمعي، وعدها ابن السكيت من كلام العامة. إصلاح المنطق 228. وينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 55.
(3) وشرعته بغير ألف، لغة حكاها الخليل في العين 1/253، وهي من كلام العامة في إصلاح المنطق 228، وتقويم اللسان 62، وتصحيح التصحيف 335.
(4) وشرعت أنا الدواب، يتعدى ولا يتعدى، وفي لغة يتعدى بالألف. المصباح (شرع) 118.
(5) والعامة تسكنه. إصلاح المنطق 172، وأدب الكاتب 383. والتسكين لغة في الجمهرة 2/727.
(6) المحيط 1/286، والمحكم 1/228.
(7) ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع أيضا. ينظر: الكتاب 1/422، والصحاح 3/1236.
(8) البيت الثاني – بلا نسبة – عن ابن بري في اللسان (صرع) 8/198.(11/58)
شرعك من شتم أخيك شرعكا
إن أخاك في الأشاوى صرعكا
أي مثلك. والأشاوى: جمع شيء.(11/59)
باب فعَلت وأفعَلتُ – باختلاف المعنى
يقال: (شرقت الشمس) تشرق شرقا وشروقا:(إذا طلعت)(1)، فهي شارقة.
(وأشرقت) تشرق إشراقا، فهي مشرقة: (إذا أضاءت وصفت). وكل ما كان ماضيه على أفعل الألف، فإن مستقبله يجيء على يفعل بضم الياء وسكون الفاء وكسر العين، ومصدره إفعال، واسم الفاعل منه منفعل بكسر العين، واسم المفعول مفعل بفتحها، نحو أكرم يكرم إكرما [34/أ] فهو مكرم، والمفعول به مكرم، وهذا قياس مستمر في كل ما جاء على أفعل(2).
(ومشيت حتى أعييت)(3) فأنا أعيي إعياء: أي حتى تعبت، (وأنا معي)، على مثال معط، ولا يقال عيان(4).
__________
(1) جاء في الكتاب 4/56 في "باب افتراق فعلت وأفعلت في الفعل للمعنى": "وشرقت: بدت، وأشرقت: أضاءت". وفي المحكم (شرق) 6/101: "وحكى سيبويه شرقت وأشرقت: طلعت" وليس في الكتاب إلا ما نقلته. وقال الجواليقي في ما جاء على فعلت وأفعلت بمعنى واحد 49: "شرقت الشمس وأشرقت: أضاءت" وجمهور اللغويين على التفريق بين البناءين في المعنى. ينظر: أدب الكاتب 353، وفعلت وأفعلت للزجاج 55، والمنتخب 1/283، والأفعال للسرقسطي 2/341، 342، وتثقيف اللسان 420، والتلخيص 1/396، والعين 5/83، والجمهرة 2/731، والتهذيب 8/317، والصحاح 4/1501، والمقاييس 3/204 (شرق).
(2) ينظر: الكتاب 4/78، 280، 282، وشرح الكافية الشافية 4/2230.، 2242.
(3) ما تلحن فيه العامة 128، وإصلاح المنطق 241، وأدب الكاتب 358، 371، وتقويم اللسان 62، وتصحيح التصحيف 388. وحكى الزجاج في فعلت وأفعلت 67: "عييت وأعييت" بمعنى، خلافا للجمهور.
وقد كانت هذه المسألة سبب تعلم الكسائي النحو واللغة. ينظر تفصيل ذلك في: تاريخ بغداد 11/404، ونزهة الألباء 59، ومعجم الأدباء 4/1738، وإنباه الرواة 2/257.
(4) إصلاح المنطق 241، وتثقيف اللسان 201، وتصحيح التصحيف 388.(12/1)
(وعييت بالأمر) بكسر الياء الأولى، أعيا به عيا بكسرالعين: (إذا لم تعرف وجهه)، أي عجزت عنه وقصرت، فلم اهتد لجهة الخلاص منه، (وأنا به عي) بفتح العين، على مثال لي، (وعي)(1) أيضا، على مثال سري. وذكر ثعلب – رحمه الله – عييت بكسر الياء، مع أفعلت، وأكثر الفصول التي ذكرها في هذا الباب عيناتها مفتوحة من فعلت، وإنما خالف فتح عينات بعضها، لأن غرضه الجمع بين ما كان على فعل وأفعل مما اتفقت حروفه واختلفت معانيه، والعامة لا تفرق بينهما، فتحذف الألف من بعض ما جاء على أفعل، وتزيدها على فعل، فتقوله على أفعل، وهي مخطئة في ذلك، لمخالفتها العرب فيما تتكلم به، ولو كان غرضه فتح عينات ما جاء به(2) في هذا الباب على فعل لا غير، لبين ذلك كما بينه في الأبواب التي تقدمت قبله(3).
وقد ميزت أنا هذه الفصول التي جاءت حركات عيناتها مخالفة لجمهور فصوله التي عيناتها مفتوحة،وأفردتها في أبواب [34/ب] زائدة على ما في الأصل، وأضفت إليها ما شاكلها من سائر الأبواب في كتاب "تهذيب الفصيح"، وبالله التوفيق.
(وحبست الرجل عن حاجته، وفي الحبس) أحبسه بالكسر، حبسا، فأنا حابس، (وهو محبوس): إذا منعته من التصرف في أموره.
__________
(1) وعيان أيضا. المحكم 2/148، والقاموس 1697 (عيى).
(2) من "به" ساقطة من ش.
(3) أي لنص على الحركة مع عنوان الباب، كقوله مثلا: "باب فعلت – بكسر العين".(12/2)
(وأحبست فرسا في سبيل الله)(1) أحبسه إحباسا، فأنا محبس بكسر الباء، (وهو محبس)(2) بفتحها، (وحبيس)(3) أيضا: إذا جعلته وقفا على الغزاة يجاهدون عليه في سبيل الله، ومنعت من بيعه وهبته وابتذاله إلا في الغزو والجهاد عليه.
(وأذنت للرجل في الشيء يفعله)(4) بكسر الذال، آذن بفتحها والمد إذنا بكسر الهمزة وسكون الذال، فأنا آذن له فيه، (وهو مأذون له فيه): أي أطلقت له ذلك وأمرته وخيرته فيه.
(وآذنته بالصلاة وغيرها) بالمد، أوذنه بها إيذانا: أي أعلمته بوقتها، فأنا مؤذن بكسر الذال، (وهو مؤذن بها) بفتحها.
__________
(1) إصلاح المنطق 240، وأدب الكاتب 375، والجمهرة (حبس) 1/277. وفي الأفعال للسرقسطي 1/346، ولابن القطاع 1/210: "حبسته لغة في أحبسته". وهما بمعنى واحد في فعلت وأفعلت للزجاج 27، وما جاء على فعلت وأفعلت 35.
(2) قوله: "بكسر الياء، وهو محبس" ساقط من ش.
(3) في ابن درستويه 264: "والحبيس قد يكون فعيلا في موضع مفعول، مثل: قتيل وجريح، وقد يقع في موضع المفعول، لأنهما في المعنى مفعولان" يعني: أنهم نقلوا حبيس من محبوس، كما نقلوا قتيل من مقتول وجريح من مجروح، وإنما كان كذلك، لأن الهمزة زائدة وأصله الثلاثي.
(4) الأفعال للسرقسطي 1/69، 70، والتهذيب 15/17، والصحاح 5/2068، 2069 (أذن).(12/3)
(وأهديت الهدية)(1) أهديها (إهداء): إذا أرسلتها، فأنا مهد بكسر الدال، وهو مهدى إليه بفتحها،والهدية مهداة، والهدية اسم لما أرسل إلى المهدى له، وهي تدل على الملاطفة، والهاء فيها علامة للواحدة، كالهاء في تمرة(2)، وهي فعيلة بمعنى مفعولة، وجمعها هدايا.
__________
(1) ماتلحن فيه العامة 135، وإصلاح المنطق 156، 257، وفعل وأفعل للأصمعي 479، وتقويم اللسان 185، وتصحيح التصحيف 137ن وفي معاني القرآن للاخفش 1/298: "وبنو تميم يقولون: هديت العروس إلى زوجها، جعلوه في معنى دللتها، وقيس تقول: أهديتها، جعلوه على بمنزلة الهدية". وهما بمعنى في فعلت وأفعلت للزجاج 98، وما جاء على فعلت وأفعلت 75. وفي القاموس (هدى) 1734: "وهداها إلى بعلها وأهداها وهداها واهتداها". وينظر: أدب الكاتب 436، والحجة لأبي علي 1/186، والبارع 135، والأساس 482، والتكملة للصغاني 6/536 (هدى).
(2) وليست على قياسها في الجمع، لأن الهدي بالتخفيف جمع لما يهدى إلى بيت الله، وكذلك الهدي بالتشديد، وأما الهدية للملاطفة فجمعها هدايا وهداوى على لغة أهل المدينة وعليا معد، وهداو أيضا لغة. ينظر: الكتاب 4/390، ومجالس ثعلب 2/579، والدر المصون 2/315، والعين 4/77، والبارع 136، 137، والتهذيب 6/382، والجمهرة 2/689، والمحكم 4/269، واللسان 15/357 (هدى).(12/4)
(وأهديت) بالألف أيضا، (إلى البيت الحرام هديا [35/أ] وهديا): أي أرسلت، فأنا أهدي إهداء، فالهدي على فعل مثل ظبي، والهدي على فعيل مثل صبي بمعنى واحد(1)، وهما اسمان لما أرسل إلى بيت الله الحرام، من الإبل والغنم ونحو ذلك مما ينحر ويذبح بمنى، ويتصدق بلحومها.
(وهديت العروس إلى زوجها) بغير ألف، أهديها بفتح الألف، (هداء) بكسر الهاء والمد: أي زففتها إليه، فأنا هاد، والعروس مهدية وهدي(2)، (وقال زهير(3):
فإن تكن النساء مخبآت
فحق لكل محصنة هداء)
__________
(1) في تفسير القرطبي 2/252: "قال الفراء أهل الحجاز وبنو أسد يخففون الهدي، قال: وتميم وسفلى قيس يثقلون فيقولون: هدي.... قال: وواحد الهدي هدية، ويقال في جمع الهدي أهداء" . وذكر ثعلب نحو هذا في مجالسه 2/578 وأنه قرئ بالوجهين قوله تعالى: {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} سورة البقرة 196. وينظر: الحجة لأبي علي 1/187، وشواذ القرآن 19ن والنهاية 5/254، والبحر المحيط 2/233 والمزهر 2/277، والعين 4/77، والتهذيب 6/382، والصحاح 6/2533 (هدى).
(2) وكذلك يقال للأسير: هدي، فعيل بمعنى مفعول. المحكم (هدى) 4/270.
(3) ديوانه 65. قال شارحه ثعلب: "هم النساء اللاتي يختبئن في الخدور، فينبغي أن يزوجن إذا". ويعني آل حصن في قوله في بيت سابق:
وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء(12/5)
(وهديت القوم الطريق) بغير ألف أيضا، أهديهم (هداية)، فأنا هاد، وهم مهديون: أي عرفتهم إياه ودللتهم عليه، وهذه لغة أهل الحجاز. ومنه قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}(1) وغيرهم يقول: هديتهم إلى الطريق، فيعديه بحرف الجر(2). ومنه قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّه}(3).
وهديتهم (في الدين هدى): أي دللتهم وأرشدتهم وبينته لهم(4)، والهدى ضد الضلال، وهو الرشاد والدلالة. والهدى يؤنث ويذكر(5).
__________
(1) سورة الفاتحة 6. وينظر: معاني القرآن للأخفش 1/16، والصحاح 6/2533، والمصباح 243، (هدى).
(2) ينظر: المصادر السابقة في التعليق رقم 1، ص 430.
(3) سورة الشورى 52، 53. قال الرازي في المختار (هدى) 692: "هدى في القرآن على ثلاثة أوجه: معدى بنفسه، كقوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، وقوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، ومعدى باللام كقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا}، وقوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقّ}، ومعدى بإلى كقوله تعالى: {وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ}".
(4) في العين (هدى) 4/78: "ولغة أهل الغور: هديت لك، أي بينت لك، وبها نزلت: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُم}". وينظر: التهذيب (هدى) 6/383.
(5) المذكر والمؤنث لابن فارس 58، ولابن التستري 109. وقال الفراء: "والهدى مذكر، إلا بني أسد يؤنثونه، ويقولون: هذه هدى حسنة" المذكر والمؤنث 78.
وأنكر أبو حاتم تأنيثها. ينظر: البارع 133، والمخصص 17/17.(12/6)
(وقد سفرت المرأة: إذا ألقت خمارها)(1) عن رأسها، ونقابها (عن وجهها)، تسفر بالكسر، سفرا وسفورا: أي كشفته، (وهي سافر) بغير هاء، أي هي ذات سفور. وقال توبة بن الحمير(2)[35/ب]:
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت
وقد رابني منها الغداة سفورها
وقال طفيل(3):
عروب كأن الشمس تحت قناعها
إذا ابتسمت أو سافرا لم تبسم
وكذلك سفر (الرجل عمامته) عن رأسه بغير ألف أيضا، يسفر سفورا: أي كشفه،فهو سافر، أي ذو سفور، مثل لابن وتامر، أي ذو لبن وذو تمر.
(وأسفر) وجه المرأة بالألف، يسفر إسفارا: (إذا أضاء) وأشرق فهو مسفر، (وكذلك أسفر الصبح)(4) إسفارا: إذا تبين ضوؤه. قال أبو زبيد(5)
__________
(1) معاني القرآن للفراء 3/239، وإصلاح المنطق 250، وأدب الكاتب 339ن 360، والجمهرة 2/717، والتهذيب 12/400، 401، والصحاح 2/686، 687 (سفر).
(2) ديوانه 30. وينسب لمجنون ليلى،وهو في ديوانه 113ن وللشماخ، وهو في ملحق ديوانه 438.
وتوبة هو: ابن الحمير بن حزم بن كعب بن خفاجة العقيلي، شاعر أموي،وأحد عشاق العرب المشهورين، وصاحبته ليلى الأخيلية، وأكثر شعره في التشبب بها، قتله بنو عوف ابن عقيل سنة 85هـ.
أسماء المغتالين 2/250، والشعر والشعراء 1/356، والكامل للمبرد 3/1404، والأغاني 11/204، وأمالي الزجاجي 77.
(3) ديوانه 43.
وطفيل هو: ابن عوف بن خلف الغنوي، شاعر جاهلي فحل، كان يقال له في الجاهلية: المحبر، لحسن شعره، وكان من أوصف العرب للخيل، وربما سمي طفيل الخيل، لكثرة وصفه إياه. توفي سنة 13 قبل الهجرة.
جمهرة النسب 466، والشعر والشعراء 1/364، والأغاني 15/349، والخزانة 9/46.
(4) لم يعرف الأصمعي إلا سفر الصبح بغير ألف، وأما أسفر فمعناه عنده الدخول في سفر الصبح. الجمهرة (سفر) 2/717. وينظر: اللسان 4/369، والقاموس 523، والتاج 3/270 (سفر).
(5) ديوانه 610. والبيت من قصيدة للشاعر يصف فيها الأسد. والتعريس: نزول المسافرين آخر الليل للاستراحة، ثم يرتحلون. الصحاح (عرس) 3/948.
وأبو زبيد هو: حرملة بن المنذر بن معدي كرب بن حنظلة الطائي، شاعر نصراني أدرك الإسلام ولم يسلم، وعد من المخضرمين. أكثر من شعره من وصف الأسد، عده ابن سلام في الطبقة الخامسة من فحول الشعراء الإسلاميين، عمر طويلا، وتوفي سنة 62هـ.
طبقات فحول الشعراء 2/593، والشعر والشعراء 1/219، والمعمرون 86، والأغاني 12/219، ومعجم الشعراء 3/1168.(12/7)
:
بعينيه لما عرسوا ورحالهم ومسقطهم والصبح قد كاد يسفر
(وخنست عن الرجل)(1) أخنس وأخنس خنوسا: (إذا تأخرت عنه)، فأنا خانس، وهو مخنوس عنه.
(وأخنست عنه حقه)(2) [بالألف، أخنسه إخناسا: (إذا سترته) وأخرته (عنه) ](3) فأنا مخنس بكسر النون، وهو مخنس عنه بفتحها.
__________
(1) في فعلت وأفعلت للزجاج 32: "ويقال: خنست وأخنست: إذا تأخرت عن القوم".
وبعضهم يجعله متعديا من غير ألف، واستشهدوا على صحة هذه اللغة بقول العلاء الحضرمي:
وإن دحسوا بالشر فاعف تكرما وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل
ينظر: الأفعال للسرقسطي 1/436، والتهذيب 7/174، والتكملة للصغاني 3/347، والمختار 191، والتاج 4/142 (خنس).
(2) وبعضهم يجعله متعديا من غير ألف، واستشهدوا على صحة هذه اللغة بقول العلاء الحضرمي:
وإن دحسوا بالشر فاعف تكرما وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل
ينظر: الأفعال للسرقسطي 1/436، والتهذيب 7/174، والتكملة للصغاني 3/347، والمختار 191، والتاج 4/142 (خنس).
(3) استدركه المصنف في الحاشية.(12/8)
(وأقبست الرجل علما)(1) بالألف، أقبسه إقباسا: أي أفدته إياه وعلمته، فأنا مقبس بالكسر، والرجل مقبس بالفتح.
(وقبسته نارا) بغير ألف أقبسه بكسر الباء قبسا، بسكونها: إذا جئته بقبس منها بفتحها، أو أعطيته قبسا منها بفتح الباء، وهي شعلة تأخذها(2) من معظمها، والفاعل قابس، والرجل مقبوس، والنار مقبوسة.
__________
(1) قال الكسائي: "أقبسته العلم بالألف، وقبسته النار بلا ألف" ما تلحن فيه العامة 136، وقوله هذا يخالف ما روي عنه في الغريب المصنف (134/أ) وأدب الكاتب 360، وديوان الأدب 1/303، والتهذيب 8/419، والصحاح 3/960 (قبس) من أن قبس وأقبس في العلم والنار سواء، وأنه قد يجوز بلا ألف. وقد ورد بجواز الأمرين في فعلت وأفعلت للزجاج 77، والأفعال للسرقسطي 21/52، وديوان الأدب 2/162، والمخصص 14/247، والعين 5/86، والمحيط 5/296 (قبس). ويرى ابن درستويه 270 أن أقبست الرجل علما بألف، وقبسته نارا بغير ألف "كلام على غير القياس، وإن كان مستعملا، لأن الأصل في هذين أ، يقال: قد قبس الرجل علما وقبس نارا بغير ألف، فهو قابس، بمعنى أخذ فهو آخذ.. فإذا نقلت الفعل إلى فاعل آخر، وجعلت فاعله الأول مفعولا، وجب إدخال الألف في أول الفعل، كقولك: أقبسته علما، وأقبسته نارا" وذكر أن إدخال العامة الألف في الوجهين ليس بخطأ، لأن القياس يوجب ذلك.
(2) ش: "يأخذها".(12/9)
(وأوعيت المتاع في الوعاء)(1) بالألف، أوعي إيعاء: أي [36/أ] جعلته فيه وحفظته، وأنا موع، والمتاع موعى(2). والوعاء بالمد: اسم ما يجعل فيه الشيء فيحفظه.
(ووعيت العلم): أي (حفظته)، أعيه وعيا، فأنا واع، والعلم موعي. ومنه قوله تعالى: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}(3).
(وقد أضاق الرجل)(4) يضيق إضاقة، (مثل أعسر)، أي قل عليه ماله ورزقه، (فهو مضيق).
(وضاق الشيء) يضيق ضيقا وضيقا(5): إذا قلت سعته، (فهو ضيق)، وإن أردت أن تجري اسم الفاعل على الفعل قلت ضائق(6).
(وقد أ قسط الرجل)(7) بالألف، يقسط إقساطا: (إذا عدل، فهو مقسط). ومنه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}(8) والاسم القسط بالكسر.
__________
(1) فعل وأفعل للأصمعي 494، 495،وإصلاح المنطق 228، وأدب الكاتب 358، ومعاني القرآن للزجاج 5/306، وفعلت وأفعلت له 97، والأفعال للسرقسطي 4/249، 250، والعين 2/272، والجمهرة 1/243، والصحاح 6/2525 (وعي). وفي المحكم (وعى) 2/276، 277: "وعى الشيء وأوعاه: حفظه وقبله.... ووعى الشيء في الوعاء وأوعاه: جمعه فيه".وينظر: اللسان (وعى) 15/396، 397.
(2) ومنه قوله تعالى: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى} سورة المعارج 18.
(3) سورة الحاقة 12.
(4) فعلت وأفعلت للزجاج 60، والتهذيب 9/217، 218، والصحاح 4/1510، 1511 (ضيق).
(5) إصلاح المنطق 32، وأدب الكاتب 528، والمنتخب 2/513، وفرق الفراء بينهما فقال: "الضيق: ما ضاق عنه صدرك، والضيق: ما يكون في الذي يتسع، مثل الدار والثوب وأشباه ذلك".
(6) ومنه قوله تعالى: {وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ}سورة هود 12.
(7) مجاز القرآن 167/1، ومعاني القرآن للأخفش 1/225، والأضداد للاصمعي 19، وأدب الكاتب 350ن والزاهر 1/194، وشرح أسماء الله الحسنى للزجاج 62ن وفعلت وأفعلت له 79، والأفعال للسرقسطي 2/78، والتهذيب 8/388، والصحاح 3/1152 (قسط).
(8) سورة المائدة 42، والحجرات 9، والممتحنة 8.(12/10)
(وقسط: إذا جار)(1) وظلم، وعدل عن الحق، يقسط بالكسر، قسوطا وقسطا بفتح القاف وسكون السين، فهو (قاسط). ومنه قوله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً}(2).
(وخفرت الرجل)(3) بفتح الفاء(4)، أخفره بكسرها، خفرا بسكونها وفتح الخاء، و(خفرة) أيضا بسكونها وضم الخاء، (وخفارة) بضم الخاء(5): أي حفظته وحميته، ومنعت منه كل عدو، وصرفت عنه الشر، وأنا له خفير. وقال ثعلب – رحمه الله -: (إذا أجرته)، ومعنى أجرته: صرت له جارا ومعينا ومانعا ومنقذا من السوء، ويقال منه: أجرته أجيره إجارة، وأنا(6) مجير، وهو مجار. والإجارة: المنع والإنقاذ[36/ب].
(وأخفرته)(7) بالألف، أخفره إخفارا: أي ضيعته و(نقضت عهده)، فأنا مخفر بكسر الفاء، وهو مخفر بفتحها.
(وخفرت المرأة)(8) بكسر الفاء: (إذا استحييت، تخفر خفرا وخفارة) بالفتح، وهي امرأة خفرة بكسر الفاء: أي حيية، وجمعها خفرات.
__________
(1) في أضداد ابن السكيت 174: "قسط: جار، وقسط: عدل، وأقسط الألف: عدل لا غير". وينظر: أضداد ابن الأنباري 58، والصغاني 242، والمصادر المذكورة في الهامش السابق.
(2) سورة الجن 15. وأنشد المصنف في التلويح 21 عن ابن الأعرابي:
قسطنا يوم طخفة غبر فخر على قابوس إذ كره الصباح
(3) أدب الكاتب 363، وفعلت وأفعلت للزجاج 33، والأفعال للسرقسطي 1/452، والجمهرة 1/589، والصحاح 2/148، 649 (خفر).
(4) ش: "الخاء".
(5) مثلثة الخاء في إكمال الأعلام 11، والدرر المبثثة 105، ومثلثات البعلي 132، والمحكم 5/106، وشمس العلوم 2/59 (خفر).
(6) ش: "فأنا".
(7) في المحكم (خفر) 5/106: "وخفر به خفرا وخفورا، وأخفره: نقض عهده وغدره". وهو من الأضداد في أفعال ابن القطاع 1/290.
(8) الخفر لا يختص بالمرأة، يقال أيضا: خفر الرجل: إذا استحيا. ينظر: الجيم 1/231، وابن هشام 82.(12/11)
(ونشدت الضالة)(1) أنشدها بالضم، نشدا بفتح النون، ونشدانا بكسرها على فعلان، فأنا ناشد، وهي منشودة: أي طلبتها، وسألت عنها، نحو أن تقول(2): من وجد لي بعيرا؟ والضالة: اسم يقع على الضائع من البهائم خاصة. وقال الراجز(3):
أنشد والباغي يحب الوجدان
قلائصا مختلفات الألوان
وقال أبو دؤاد الإيادي(4):
وتصيخ أحيانا كما اسـ
تمع المضل لصوت ناشد
تصيخ بضم التاء: أي تستمع، يعني أذن ولد البقرة. والمضل: الذي قد ذهب بعيره. والناشد: الطالب. والمضل يشتهي أن يرى مضلا مثله، ليتعزى به(5).
__________
(1) إصلاح المنطق 233، وأدب الكاتب 352، وفعلت وأفعلت للزجاج 92، والأفعال للسرقسطي 3/133، 134، والعين 6/234، والتهذيب 11/323، والصحاح 2/543، والمصباح 231 (نشد). وفي الغريب المصنف (136/ب) عن الكسائي: "نشدت الضالة: طلبتها، وأنشدتها: عرفتها،قال: ويقال أيضا: نشدتها، إذا عرفتها". وفي الجمهرة (نشد) 2/652: "ويقال نشدت الضالة أنشدها نشدا ونشدانا، فأنا ناشد: إذا عرفتها، وأنشدت الضالة إنشادا، فأنا منشد: إذا استرشدت عنها". وهو من الأضداد في أفعال ابن القطاع 2/225. وينظر: اللسان 3/421، والقاموس 411 (نشد).
(2) ش: "يقول".
(3) الرجز بلا نسبة في: ما اتفق لفظه واختلف معناه لأبي العميثل 88، ودقائق التصريف 239، وشرح القصائد السبع لابن الأنباري 216ن 385، والمخصص 14/224، 17/165، والبحر المحيط 1/478، 1/511، وسينشده المصنف أيضا ص 498.
(4) ديوانه 307.
وأبو دؤاد هو: جارية بن الحجاج حمران بن بحر بن عصام الإيادي، شاعر جاهلي متقدم، كان وصافا للخيل، وأكثر أشعاره في وصفها، ولم تذكر سنة وفاته.
الشعر والشعراء 1/161،والأغاني 16/373، والخزانة 9/590.
(5) قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: فما معنى قول أبي دؤاد (وأنشد البيت) أليس الناشد هو المضل؟ قال: هذا كقولهم: الثكلى تحب الثكلى، كأنه يسمع صوته فيتأسى به. الجمهرة (نشد) 2/652ن ومجمع الأمثال 1/270.(12/12)
(وأنشدت الضالة)(1) بالألف، أنشدها إنشادا،فأنا منشد، بالكسر، وهي منشدة بالفتح: إذا عرفتها، نحو أن تقول: من ضل له بعير؟.
(وقد حضرني قوم وشيء)(2) يحضر حضورا، فهو حاضر: أي شهدني، ولم يغب عني.
(وأحضر [37/أ] الرجل والغلام) بالألف، يحضر إحضارا: (إذا عدوا)، أي جريا، وكذلك الفرس وغيره، فهو محضر. والحضر بضم الحاء: الاسم، وهو العدو(3).
(وكفأت الإناء)(4) بالهمز، أكفؤه كفأ: أي كببته لوجهه، وأنا كافئ، وهو مكفوء.
(وأكفأت في الشعر) بالألف، أكفئ إكفاء، (وهو مثل الإقواء)، وأنا مكفئ، والشعر مكفأ بالهمز. وأما الإقواء(5) فيقال فيه: أقوى الشاعر بالألف أيضا غير مهموز، فهو يقوي إقواء، وهو مقو بالكسر، والشعر مقوى بالفتح، وذلك إذا خالفت حرف الروي بالرفع والخفض في قوافي الشعر(6)
__________
(1) عبارة الفصيح: "وأنشدتها".
(2) الجمهرة (حضر) 1/151، والأفعال للسرقسطي 1/352، 353.
(3) الصحاح (حضر) 2/632.
(4) إصلاح المنطق 226، 242، وأدب الكاتب 366، 368، وفعلت وأفعلت للزجاج 82. وفي المحكم (كفأ) 7/70: "وأكفأ الشيء لغية، وأباها الاصمعي". وقال أبو عبيد البكري: "كفأت الإناء أكفؤه كفأ: إذا قلبته، ويقال أيضا: أكفأته، كفأته أفصح، وأكفأت في الشعر لا غير" فصل المقال 11. وفي المحيط (كفأ) 6/337: "وأكفأت الإناء، وكفأته لغتان جيدتان". وفرق بينهما الكسائي،قال: "كفأت الإناء: كببته، وأكفأته: أملته" الصحاح (كفأ) 1/68. وفسر ابن درستويه 277 كفأت الشيء بإمالته عن الاستواء، كببته أم لم تكبه. وينظر: الأفعال للسرقسطي 1/145، ولابن القطاع 3/102، والتهذيب 10/386، والتاج 1/108 (كفأ).
(5) قوله: "وأنا....وأما" ساقط من ش.
(6) العين (كفأ) 5/415، والكافي في علم القوافي 125، وفي الغريب المصنف (224/أ) عن أبي عبيدة: "الإقواء: نقصان حرف من الفاصلة، كقوله:
أفبعد مقتل مالك بن زهير ترجو النساء عواقب الأطهار
فنقص من عروضه قوة، والعروض وسط البيت، وكان الخليل يسمي هذا العقد. قال أبو عمرو بن العلاء: "الإقواء: إعراب القوافي، وكان يروي قول الأعشى:
ما بالها باليل زال زوالها
بالرفع، ويقول: هذا إقواء، وهو عند الناس الإكفاء". وينظر: القوافي للأخفش 41، والصحاح (قوا) 6/2469.(12/13)
، كقول الحارث بن حلزة(1):
فملكنا بذلك الناس حتى
ملك المنذر بن ماء السماء
وهو الرب والشهيد على يو
م الحيارين والبلاء بلاء(2)
فأقوى في البيت الأول فخفضه، والقصيدة مرفوعة. والروي: هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة. وقال قوم: الإكفاء في الشعر: هو أن يخالف بين قوافيه بالحروف، فيجعل حرف مكان حرف، وذلك أن تجعل قافية طاء والأخرى دالا، أو نونا وأخرى ميما(3)، وما أشبه هذا من الحروف التي تشبه بعضها بعضا، وذلك نحو قول الراجز(4):
إذا نزلت فاجعلاني وسطا
إني شيخ لا أطيق العندا
[37/ب] يريد العنت، وهو الوقوع في أمر شاق، ورواه أبو عبيدة(5)
__________
(1) ديوانه 29. وينظر: اللسان (قوا) 15/208.
(2) قال ابن الأنباري: "والرب: عني به المنذر بن ماء السماء، يخبر أنه قد شهدهم في هذين اليومين فعلم فيه صنيعهم، وبلاءهم الذي أبلوا، وكان المنذر بن ماء السماء غزا أهل الحيارين، ومعه بنو يشكر، فأبلوا بلاء حسنا" شرح القصائد السبع 476، وينظر: معجم البلدان 2/315.
(3) العين (كفأ) 5/415، والكافي في علم القوافي 126، والقوافي للتنوخي 169، والموشح 18.
(4) الرجز بلا نسبة في: القوافي للأخفش 52، وللتنوخي 173،ومجاز القرآن 1/291، 337، 2/275، والقلب والإبدال 47، وأدب الكاتب 491، والمقتضب 1/218، وأمال ابن الشجري 1/422، وتفسير الطبري 12/62، 29/154، والقرطبي 9/229، والموشح 25، والاقتضاب 3/304ن والجمهرة 2/665ن 879، والمقاييس 4/153ن والصحاح 2/513ن واللسان 3/307ن 7/426 (عند، سط).
(5) مجاز القرآن 1/291، 337، وكذلك في مصادر تخريجه السابقة، وورد برواية الشارح في شرح أدب الكاتب للجواليقي 245، وقال: "العند: الجانب والناحية، وكان هذا الشاعر قد كبر، والرجل إذا كبر عاد كالصبي، والصبيان يخافون بالليل، يقول: اجعلاني وسطكما، فإني لا أطيق أن أكون في الحانب" وينظر: الخزانة 11/323.
وأبو عبيدة هو: معمر بن المثنى التيمي بالولاء، من أئمة اللغة والأدب وأيام العرب وأنسابها، كان شعوبيا،يتغض العرب، من مؤلفاته: مجاز القرآن، وغريب الحديث، ونقائض جرير والفرزدق. تووفي سنة 210هـ.
المعارف 543، وأخبار النحويين والبصريين 80ن وطبقات الزبيدي 175، وبغية الوعاة 2/294.(12/14)
: "العندا" بضم العين وتشديد النون، وهو جمع عاند، وهو البعير الجائر عن الطريق والقصد، ويروى: "إذا ركبت"(1) وقال آخر(2):
يا ريها اليوم على مبين
على مبين جرد القصيم
(وحصرت الرجل في منزله)(3) أحصره بالضم حصرا: أي حبسته فيه، وأنا حاصر، وهو محصور.
(وأحصره المرض) بالألف، يحصره إحصارا: (إذا منعه من السير) وحبسه، والمرض محصر بكسر الصاد، والرجل محصر بفتحها.
__________
(1) وهي رواية أكثر هذه المصادر التي أنشدته.
(2) هو حنظلة بن مصبح، في التنبيه والإيضاح 2/14، واللسان 3/119، 13/70 (جرد، بين). والرجز من غير نسبة في: ديوان الحطيئة بشرح ابن السكيت 6ن وإصلاح المنطق 47، والموشح 25، وأمالي ابن الشجري 1/421، ومعجم ما استعجم 402، ومعجم البلدان 4/367، 5/52 في رسم (قصم، مبين)، والجمهرة 2/879، والتهذيب 8/386، 10/638، والصحاح 2/455، 5/2083 (جرد، قصم، بين) واللسان (قصم) 12/254. وجرد، والقصيم،ومبين: أسماء مواضع. وقيل: جرد القصيم: الأرض التي لا تنبت، ومبين: اسم ماء، وكتب الشارح فوق مبين الأولى – تفسيرا لها- ": اسم بئر".
(3) معاني القرآن للفراء 117ن 118، وللأخفش 1/162 ومجاز القرآن 1/96، وإصلاح المنطق 230، وأدب الكاتب 358، وفعلت وأفعلت للزجاج 28، والزاهر 1/525، والفروق اللغوية 93، والأفعال للسرقسطي 1/357، والجمهرة (حصر) 1/514، وفي الصحاح (حصر) 2/632 عن أبي عمرو الشيباني: "حصرني الشيء وأحصرني، أي حبسني". وفي مجالس ثعلب 1/27 قال في قوله تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ}: "يكون من علة، ويكون من عدو، ويكون من حبس". وفي معاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/267 تفصيل عن أهل اللغة دقيق.(12/15)
(وأدلجت)(1) بقطع الألف، وتخفيف الدال: (إذا سرت من أول الليل).
(وادلجت) بتشديد الدال: (إذا سرت من آخره). هكذا فسرهما ثعلب وغيره من أهل اللغة أيضا. فأما ذكره ادلجت بتشديد الدال، في هذا الباب فهو غلط، لأن وزنه افتعلت، وهو مأخوذ من الدلج بفتح الدال واللام، وأصله: ادتلجت، بتاء بعد الدال، فأبدلوا من التاء دالا، ثم أدغموا الدال في الدال، وتقول منه: ادلجت أدلج ادلاجا، فأنا مدلج بتشديد الدال فيها كلها.
وأما أدلجت بقطع الألف، وتخفيف الدال، فإن مستقبله أدلج، ومصدره إدلاج، والفاعل مدلج، على وزن [38/أ] أكرمت أكرم إكراما، وأنا مكرم، وهو أفعلت من الدلج، المفتوح الدال واللام أيضا، وهو سير الليل. قال الراجز(2) يصف إبلا:
كأنها وقد براها الأخماس
ودلج الليل وهاد قياس
شرائج النبع براها القواس(3)
وقال أبو زبيد الطائي(4) يذكر قوما:
فباتوا يدلجون وبات يسري
بصير بالدجى هاد هموس
__________
(1) إصلاح المنطق 254، والزاهر 2/70، ودرة الغواص 15، والأفعال لابن القطاع 1/339، وتقويم اللسان 60، وتصحيح التصحيف 89، والتهذيب 10/654، والصحاح 1/351 (دلج). وفي العين (دلج) 6/80: "أدلج من آخر الليل، وأدلج الليل كله" ومثله في الجمهرة 1/450، والبارع 634 (دلج). وفي أدب الكاتب 29، 30: "الإدلاج: سير الليل كله، والإدلاج: من آخره" ومثله في المحيط 7/45، والمقاييس 2/294ن والمجمل 1/333 (دلج). وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي قوله: "الليل دلجة من أوله إلى آخره. قال: أي ساعة سرت من أول الليل إلى آخره فقد أدلجت" مجالس ثعلب 1/214، وينظر: المحكم (دلج) 7/234.
(2) هو الشماخ بن ضرار، الرجز في ديوانه 399، 400.
(3) الشرائج: جمع شريجة، وهو العود الذي يشق نصفين، فيعمل منه قوسا. الصحاح (شرج) 1/324.
(4) ديوانه 63.(12/16)
أراد بالهادي الهموس: الأسد(1). ويروى: "غموس"(2).
والدلجة والدلجة، على وزن غرفة وغرفة، مثل الدلج أيضا(3)، وقد روى أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي(4) بين أدْلجت وادَّلجت، وجعلهما جميعا سير الليل كله، في أي وقت كان منه في أوله ووسطه وآخره، ولم يخص بهما هذين الوقتين من الليل كما ذكر ثعلب وغيره من أ ئمة اللغة(5)، وأنكر عليه ذلك وغلطهم فيه. وقد ذكرت ذلك في "شرح الكتاب"، وستقف عليه منه إن شاء الله.
(وأعقدت العسل)(6) ونحوه بالألف، أعقده إعقادا، فأنا معقد بكسر القاف، أي طبخته حتى يغلظ ويشتد، وهو (معقد) بفتح القاف، و(عقيد)(7) أيضا.
__________
(1) الأسد الهموس: الذي يمشي مشيا خفيا. الصحاح (همس) 3/991.
(2) أدب الكاتب 29، ويروى أيضا: "عموس". ينظر: الاقتضاب 3/34، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 101. ومعنى الغموس عند ابن السيد: الواسع الشدقين، والعموس: الذي يتهافت في الأمور كالجاهل، ومعناهما عند الجواليقي: الشديد.
(3) أدب الكاتب 30. وفرق بينهما في إصلاح المنطق 254.
(4) سبقت ترجمته في قسم الدراسة ص 246.
(5) وخلافهم الذي سقناه فيما تقدم صحة ما ذهب إليه ابن درستويه من التسوية بينهما.
(6) ما تلحن فيه العامة 134، والغريب المصنف (135/أ)، وإصلاح المنطق 227، وأدب الكاتب 359، 370، والأفعال للسرقسطي 1/219، والجمهرة 2/661، والصحاح 2/510. قال الزمخشري 120: "والعامة تقول: عقدت العسل. وقال الفراء: سمعت بني أسد يقولون: عقيد العسل ومعقود، ولا يكون إلا من عقدت". وفي التهذيب (عقد) 1/196 رواية عن بعضهم: "عقدت العسل والكلام".
(7) المحيط (عقد) 1/151.(12/17)
(وعقدت الحبل) أعقده بالكسر، عقدا: أي شددته وأوثقته، فأنا عاقد، وهو (معقود). ومن أمثالهم: "يا عاقد اذكر حلا"(1). وكذلك عقدت [38/ب] العهد، فهو معقود: إ ... ذا أحكمته وأكدته بالأيمان.
(وأصفدت الرجل)(2) بالألف، أصفده إصفادا: (إذا أعطيته) شيئا، وأنا مصفد بكسر الفاء، وهو (مصفد) بفتحها، واسم العطية (الصفد)(3) بفتح الصاد والفاء، وقال الأعشى(4):
__________
(1) المثل بهذه الرواية، ورواية: "يا حامل اذكر حلا" في أمثال العرب للمفضل 169، وأمثال أبي عبيد 218، وجمهرة الأمثال 2/332، ومجمع الأمثال 3/513، والمستقصى 2/405. وعلق ابن بري على قولهم "يا عاقد اذكر حلا" بقوله: "هذا قول الأصمعي، وأما قول ابن الأعرابي فخالفه، وقال: "يا حابل اذكر حلا"، وقال: كذا سمعته من أكثر من ألف أعرابي، فما رواه أحد منه يا عاقد". وفي المحكم (حبل) 3/271: "ورواه اللحياني: "يا حامل بالميم، وهو تصحيف".
(2) إصلاح المنطق 255، والكامل 2/907، وفعلت وأفعلت للزجاج 58، وتثقيف اللسان 420، والتهذيب 12/148، والجمهرة 2/655، والصحاح 2/498 (صفد). وفي معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/170: "يقال: صفدته بالحديد، وأصفدته: إذا أعطيته، وصفدته أيضا. إلا أن الاختيار في العطية أصفدته، وفي الحديد صفدته". وينظر: تفسير الطبري 13/255، والقرطبي 9/252، والأفعال للسرقسطي 3/379، والمحيط 8/117، والتكملة 2/267 (صفد).
(3) في الألفاظ الكتابية عن الأصمعي: "لا يكون الصفد....إلا في المكافأة، وقد يستعمل الصفد في موضع العطية".
(4) ديوانه 115، وهوملفق من بيتين هما:
تضيفته يوما فقرب مقعدي وأصفدني على الزمانة مقعدا
وأمتعني على العشا بوليدة فأبت بخير منك يا هوذ حامدا
وهوذ: ترخيم هوذة، وهو هوذة بن علي ذي التاج، وكان الأعشى قصد الحارث بن وعلة فلم يكرمه، فعرج عنه إلى هوذة، فأكرم وفادته ووهبه قائدا يعينه على الشيخوخة وضعف القوة والبصر، وأعطاه جارية. ينظر الكامل 2/901.(12/18)
ومتعني على العشا بوليدة وأصفدني على الزمانة قائدا
(وصفدته) أصفده بكسر الفاء، صفدا، بسكونها، فأنا صافد، وهو (مصفود): (إذا شددته) وقيدته، واسم ما يشد به أو يقيد الصفد(1) بفتح الفاء وجمعه أصفاد. ومنه قوله تعالى: {مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ}(2) أي القيود.
(وقد أفصح الأعجمي)(3) بالألف، يفصح إفصاحا، فهو مفصح: إذا تكلم بالعربية وحسنت لغته(4).
(وفصح اللحان)(5) بضم الصاد، يفصح فصاحة، فهو فصيح(6): إذا زال فساد كلامه وتنقى من اللحن، وصحت ألفاظه(7)، مع سرعة النطق بها. واللحان: هو الذي يتكلم بالعربية فيخطئ فيها(8).
__________
(1) ينظر الصحاح (صفد) 2/498، والأضداد للمنشي 38.
(2) سورة إبراهيم 49. وينظر: تفسير غريب القرآن 234.
(3) إصلاح المنطق 254، وأدب الكاتب 354، والأفعال للسرقسطي 4/30، ولابن القطاع 2/467، 468، والتهذيب 4/253، والصحاح 2/391، والمجمل 2/722، والمقاييس 4/507، والأساس 342 (فصح). وفي المحكم (فصح) 3/118: "وفصح الأعجم: تكلم بالعربية وفهم عنه، وأفصح: تكلم بالفصاحة، وكذلك الصبي" ونحو هذا في المفردات 637، وعروس الأفراح 1/73، والمزهر 1/184، والقاموس (فصح) 299. وسوى بينهما ابن دريد، قال: "وأفصح العربي إفصاحا، وفصح الأعجمي فصاحة: إذا تكلم بالعربية" الجمهرة (فصح) 1/541. وغلطه ابن فارس في كتابيه المجمل 2/722، والمقاييس 4/507، والصواب عنده نحو ما ذكر ثعلب.
(4) في اللسان (عجم) 12/386: "وقال ثعلب: أفصح الأعجمي، قال أبو سهل: أي تكلم بالعربية بعد أن كان أعجميا".
(5) قال ابن درستويه 286: "وليس فصح مما عقد عليه الباب لأنه مضموم الثاني، ولكنه في المعنى يشبه بغير ألف".
(6) في العين (فصح) 3/121: "والفصيح في كلام العامة المعرب".
(7) ش: "وصحت معانيه وألفاظه".
(8) الصحاح (لحن) 6/2193.(12/19)
(وقد لممت شعثه ألمه)(1) بالضم، (لما): أي جمعت ما تفرق من أموره المنتشرة، وأصلحت فاسدها(2)، وأنا لام والشعث ملموم. والشعث: هو انتشار الأمر.
(وألممت به)(3) بالألف، [39/أ] ألم (إلماما: إذا أتيته وزرته)، وأنا ملم بكسر اللام، وهو ملم به بفتحها.
(وحمدت الرجل)(4) بكسر الميم، أحمده بفتحها، حمدا بسكونها، ومحمدة، على مثال مغفرة، فأنا حامد،وهو محمود: (إذا شكرت له صنيعه)،وذلك إذا أثنيت عليه خيرا، لما فيه من الخصال الحميدة، أو لما أسداه من المعروف.
(وأحمدته) بالألف، أحمده إحمادا: (إذا أصبته محمودا)، أي وجدته مرضي الطريقة، فأنا محمد بكسر الميم الثانية، وهو محمد بفتحها.
__________
(1) فعلت وأفعلت للزجاج 85، وديوان الأدب 3/133، 165، والأفعال للسرقسطي 2/417، والصحاح 5/2031، 2032، والمجمل 2/790، والمصباح 213 (لمم).
(2) الصحاح (لمم) 5/2031.
(3) في الجمهرة (لمم) 1/168: "وقالوا: لم به وألم به بمعنى. ودفع ذلك الأصمعي، ولم يجز إلا ألم به إلماما فهو ملم". وفي العين (لمم) 8/322: "ويجوز في الشعر ألممت عليه". وينظر: الأفعال لابن القطاع 3/141، واللسان 12/2031، والقاموس 1496 (لمم).
(4) فعلت وأفعلت للزجاج 30، والأفعال للسرقسطي 1/366، والصحاح (حمد) 2/467. وفي العين 3/188، والجمهرة 1/505، والمحيط 3/47، والمحكم 3/198 (حمد)، والأفعال للسرقسطي 1/333، ولابن القطاع 1/219 "حمدت الرجل وأحمدته بمعنى". والعامة تقول: "حمدته" بغير ألف في الوجهين. ابن درستويه 289.(12/20)
(وقد أصحت السماء)(1) بالألف، تصحي إصحاء، (فهي مصحية): إذا انجلى عنها الغيم وذهب(2).
(وصحا السكران)(3) يصحو صحوا وصحوا، (فهو صاح): إذا انجلى وذهب عن عقله البخار الذي غطى عليه. قال أوس بن حجر(4):
صحا قلبه من سكره وتأملا
(وأقلت الرجل البيع)(5) بالألف، أقيله (إقالة)، وأنا مقيل، وهو مقال، أي فسخت عقد البيع ونقضته وأبطلته لما سألني المشتري ذلك.
__________
(1) ما تلحن فيه العامة 130، وإصلاح المنطق 228، وأدب الكاتب 362، وفعلت وأفعلت للزجاج 59، والأفعال لابن القوطية 87، وللسرقسطي 3/400، وتقويم اللسان 70، وتصحيح التصحيف 348، والعين 3/268، والجمهرة 1/544، والتهذيب 5/160، والصحاح 6/2399 (صحو).
(2) في المجمل (صحو) 1/551: "قال السجستاني: العامة تظن أن الصحو لا يكون إلا ذهاب الغيم، وليس كذلك، إنما الصحو ذهاب البرد، وتفرق الغيم". وينظر: الجمهرة 1/544.
(3) وأصحى بألف، لغة. الأفعال لابن القطاع 2/258، والمحكم 3/366، والمصباح 127 (صحو).
(4) ديوانه 82، وعجزه:
وكان بذكرى أم عمرو موكلا
وأوس بن حجر هو: أبو شريح بن مالك التميمي، من كبار شعراء تميم في الجاهلية، وهو زوج أم زهير بن أبي سلمى، كان كثير الوصف للخمر والسلاح، عده ابن سلام في الطبقة الثانية من فحول شعراء الجاهلية. توفي سنة 2 قبل الهجرة.
طبقات فحول الشعراء 1/97، والشعر والشعراء 1/131، والأغاني 11/70، والموشح 81.
(5) الغريب المصنف (133/أ)، وأدب الكاتب 435، فعلت وأفعلت للزجاج 79، والأفعال للسرقسطي 2/54، والمحيط 6/26، والمصباح 199 (قيل). وقلته البيع قيلا لغة أخرى، حكاها الخليل وأبو زيد، ووصفها اللحياني بالضعف، والجوهري وابن القطاع بالقلة. الأفعال لابن القطاع 3/311، والعين 5/215، والتهذيب 9/306، والصحاح 5/1808، والمحكم 6/311 (قيل). وقال ابن درستويه 290: "والعامة تقول في البيع: قلته قيلولة، وهو خطأ".(12/21)
(وقلت من القائلة) بكسر القاف، أقيل قيلا وقائلة و(قيلولة) ومقيلا(1):أي نمت نصف النهار، وقت الظهيرة، أو شربت(2)، فأنا قائل. والقائلة: النوم ذلك الوقت، والقائلة: الظهيرة.
(وأكننت الشيء)(3) بالألف، [39/ب] أكنه إكنانا: (إذا) أضمرته و(أخفيته في نفسك)، والفاعل مكن بكسر الكاف، والمفعول مكن بفتحها.
(وكننت الشيء: إذا سترته بشيء) أكنه بضم الكاف(4)، كنا بفتحها، فأنا كان، والشيء مكنون.
__________
(1) عد ابن درستويه 290 "القائل والقيلولة" من المصادر النادرة في الكلام، ووسم الجوهري "مقيلا" بالشذوذ. الصحاح (قيل) 5/1808.
(2) "أو شربت" ساقطة من ش.
(3) كننت الشيء أكننته بمعنى واحد عند الأخفش قال: "تقول: كننت الجارية: إذا صنتها، وكننتها من الشيء وأكننتها من الشمس أيضا. ويقولون: هي مكنونة ومكنة.... لأن قيسا تقول: كننت العلم فهومكنون، ويقول بنوتميم: أكننت العلم فهو مكن، وكننت الجارية فهي مكنونة، وفي كتاب الله عز وجل: {أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ}، وقال: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} وقال الشاعر:
قد كن يكنن الوجوه تسترا فاليوم حين بدون للنظار
وقيس تنشد: قد كن يكنن" معاني القرآن 2/280. وهما كذلك عند الفراء، في معاني القرآن 1/152، وأبي زيد فيما حكاه عنه الأصمعي في فعل وأفعل 407، وابن الأعرابي فيما حكاه عنه ثعلب في التهذيب (كنن) 9/452. وينظر: الغريب المصنف (131/أ)، وأدب الكاتب 352، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/317، فعلت وأفعلت له 81، وما جاء على فعلت وأفعلت 64، والأفعال للسرقسطي 2/141، والعين 5/282، والجمهرة 1/166، 3/1263، والصحاح 6/1289، والمحكم 6/413 (كنن).
(4) ش: "بضم الألف، وفي الأصل بضم الكاف" وهو خطأ بين.(12/22)
(وقد أدنت الرجل)(1) بقطع الألف، وتخفيف الدال، أدينه إدانة، أي (بعته بدين)، فأنا مدين بضم الميم، وهو مدان. ومنه قول أبي ذؤيب(2):
أدان وأنبأه الأولون
بأن المدان ملي وفي
(ودنت أنا) بكسر الدال، أدين دينا بفتحها، فأنا دائن(3). (وأدنت) أيضا بتشديدها، أدان إديانا، فأنا مدان(4) بتشديد الدال في كل ذلك: (أي أخذت) شيئا قرضة(5)، واشتريته (بدين). ومنه قول الشاعر(6):
ندين ويقضي الله عنا وقد نرى
مصارع قوم لا يدينون ضيعا
__________
(1) إصلاح المنطق 260، وأدب الكاتب 350، فعلت وأفعلت للزجاج 37، والمقاييس (دين) 2/320، ويقال أيضا: دنت الرجل: إذا أقرضته. ودنته: إذا استقرضت منه بلا ألف متعديا.ينظر: الأفعال للسرقسطي 3/292، ولابن القطاع 1/372، والصحاح 5/2117، واللسان 13/167(دين).
(2) ديوان الهذليين 1/65، والرواية فيه: "الملي الوفي".
وأبو ذؤيب هو: خويلد بن خالد بن محرث بن زبيد، من بني هلال، أدرك الجاهلية والإسلام، فأسلم وشارك في الفتوحات، وشهد فتح إفريقية مع عبد الله بن أبي السرح، عده ابن سلام في الطبقة الثالثة من فحول شعراء الجاهلية، وأشهر شعره العينية التي رثى بها أبناءه الخمسة. وفد على النبي ليلةوفاته وشهد دفنه. توفي سنة 27هـ.
طبقات فحول الشعراء 1/123، 131، والشعر والشعراء 2/547، والأغاني 6/264، والإصابة 4/66.
(3) في المصباح (دين) 78: "يكون الدائن من يأخذ الدين على اللزوم، ومن يعطيه على التعدي".
(4) على وزن افتعل افتعالا ومفتعل، قلبت تاء الافتعال دالا وأدغمت في الدال الأصلية.
(5) ش: "بقرضة".
(6) هو العجير السلولي، والبيت في ديوانه 226، قال ابن بري: "صوابه ضيع بالخفض على الصفة لقوم، وقبله:
فعد صاحب اللحام سيفا تبيعه وزد درهما فوق المغالين واخنع
اللسان (دين) 13/168.(12/23)
(وضفت الرجل)(1) بكسر الضاد: (إذا نزلت به) طالبا لقراه أضيفه ضيفا وضيافة، فأنا ضائف، والرجل مضيف(2) بفتح الميم، على وزن مبيع.
(وأضفته) أنا بالألف، أضيفه إضافة، فأنا مضيف، وهو مضاف: أي أنزلته علي ضيفا وقريته.
(وأدليت الدلو)(3) بالألف، أدليها إدلاء [40/أ] فأنا مدل، وهي مدلاة، أي (أرسلتها في البئر) لأملأها ماء. ومنه قوله تعالى: {فَأَدْلَى دَلْوَهُ}(4) أي أرسلها في البئر. وقيل: بل معناه: رفعها(5). والله أعلم.
__________
(1) إصلاح المنطق 241، وأدب الكاتب 350، وفعلت وأفعلت للزجاج 350، والأفعال للسرقسطي 2/219، والعين 7/67، والجمهرة 2/908، والمحيط 8/52، والصحاح 4/1392 (ضيف).
(2) أصله مضيوف، نقلت حركة الياء إلى الساكن الصحيح قبلها، فالتقى ساكنان واو مفعول، والياء التي هي عين الكلمة، فحذفت الواو الزائدة،ثم قلبت الضمة التي على الضاد كسرة لمناسبة الياء، فصارت "مضيف" هذا على مذهب الخليل وسيبويه. وأما الأخفش فإنه ينقل الضمة من الياء إلى ما قبلها، ثم يقلب ضمة كسرة لمناسبة الياء، قيلتقي ساكنان الياء وواو مفعول، فيحذف الياء، وتقع الواو ساكنة بعد كسر، فيقلب الواو ياء، فيصبح "مضيف" ووزنها على مذهب الخليل وسيبويه "مفعل"، وعلى مذهب الأخفش "مفيل". ينظر: الكتاب 4/348، والمنصف 1/287، والمقتضب لابن جني 18، والممتع في التصريف 2/454، وتصريف الأسماء 88.
(3) أدب الكاتب 348، وفعلت وأفعلت للزجاج 36، ومعاني القرآن وإعرابه له 3/97، والزاهر 1/441، ومعاني القرآن للنحاس 3/405، وتثقيف اللسان 420، والصحاح 6/2339 (دلو).
(4) سورة يوسف 19.
(5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 214، والجمهرة (دلو) 2/682. وينظر: الأفعال للسرقسطي 3/294، والتهذيب 14/171، والمحيط 9/353، واللسان 14/265، والمصباح 76 (دلو).(12/24)
(ودلوتها: إذا أخرجتها) من البئر، وفيها ماء. وقيل: معناه: إذا ألقيتها في البئر(1). فأنا أدلوها دلوا، وأنا دال، والدلو مدلوة.
(ولحمت العظم: إذا عرقت ما عليه من اللحم)(2)، ألحمه بفتح الحاء، وألحمه بضمها أيضا. وأما أعرقه فبضم الراء لا غير(3)، والمصدر منهما لحم وعرق، ومعناهما واحد، أي أخذت ما على العظم من اللحم بسن أو بسكين، أو غير ذلك، وأنا لاحم. والعظم ملحوم ولحيم أيضا: إذا أخذ ما عليه من اللحم، وقال الراجز(4):
وعامنا أعجبنا مقدمه
يدعى أبا السمح وقرضاب سمه
مبتركا لكل عظم يلحمه
__________
(1) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 214، والجمهرة (دلو) 2/682. وينظر: الأفعال للسرقسطي 3/294، والتهذيب 14/171، والمحيط 9/353ن واللسان 14/265، والمصباح 76 (دلو).
(2) الأفعال للسرقسطي 2/428، 429، ولابن القطاع 3/117، والتهذيب 5/104، والصحاح 5/2028ن والمجمل 2/804، والمحكم 3/283 (لحم).
(3) نوادر أبي مسحل 1/94.
(4) الرجز لشاعر كلبي، وهو في نوادر أبي مسحل 1/94، وإصلاح المنطق 134، والزاهر 1/148، والمنصف 1/60، والأفعال للسرقسطي 2/428، والمخصص 4/140، 9/123، وأمالي ابن الشجري 2/281، والإنصاف 1/16، وشرح المفصل لابن يعيش 1/24، وتفسير القرطبي 1/71، واللسان (قرضب) 1/607، (برك) 10/397، (لحم) 12/536، (سما) 14/401. وفي شرح شواهد إصلاح المنطق 301: "قوله: يدعى أبا السمح: يريد أن الناس اعتقدوا أنهم يخصبون فيه، فدعوه بأبي السمح، فهلكت أموالهم. والقرضاب: القطاع، يقال: سيف قرضاب، إذا كان ماضيا في الضريبة. والمبترك: البارك".(12/25)
(وألحمتك عرض فلان) بالألف، ألحمك(1) إلحاما، فأنا ملحم بكسر الحاء، وأنت ملحم بفتحها: أي أمكنتك من شتمه، كأنك جعلت نفسه كاللحم الذي تأكله، أي أقدرته على تناول عرضه، وأبحته اغتيابه وعيبه، كما تبيحه أكل اللحم، وهذا على الاستعارة والتشبيه، لأن عرضه بمنزلة لحمه، ومنه قوله[40/ب] تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً}(2)، أراد الغيبة وذكر العرض بالقبيح.
وتقول: (هل أحسست صاحبك)(3) بالألف: أي هل أبصرته أو علمت به، أو عرفته وأدركته بحاسة البصر، فأنت(4) تحسه إحساسا، وأنت محس بالكسر، وذلك محس بالفتح، ومنه قوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ}(5)، وقوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا}(6).
__________
(1) ش: "ألحمك بضم الألف".
(2) سورة الحجرات 12. وينظر: الكشاف 4/373، وتفسير القرطبي 16/219، وتلخيص البيان 289.
(3) ويقال أيضا: حسست الشيء، وحسست به، وحسيته، وحسته، وأحست به، وحسيت به، وأحسيت به، وحست به. وكلها لغات. ينظر: معاني القرآن للفراء 1/217، وللأخفش 1/205، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/416، والمنصف 3/84، والأفعال للسرقسطي 1/340، 341، والجمهرة 1/97، والتهذيب 3/408، 409، والصحاح 3/917، والمحكم 2/346، 347 (حسس). والعامة تقول: "حسست الشيء" بمعنى علمت به، وهو خطأ عند ابن درستويه 298.
(4) ش: "وأنت".
(5) سورة آل عمران 52.
(6) سورة الأنبياء 12.(12/26)
(وحس الرجل القوم)(1)، يحسهم حسا: إذا (قتلهم) بالسيف. ومنه قوله تعالى: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِه}(2)، وقال ابن درستويه: "أي تقتلونهم قتلا ذريعا، وحقيقته تأتون على إحساسهم، فلا تتركون لهم حسا، والفاعل حاس، والقوم محسوسون"(3). وقال الجبان: "كأنه أزال حواسهم بالقتل، لأن من قتل فقد بطلت حاسته"(4).
(وملحت القدر أملحها)(5) بالكسر، ملحا بفتح الميم: (إذا ألقيت فيها قليلا من الملح، بقدر) ما يملحها، فأنا مالح، والقدر مملوحة.
(وأملحتها) بالألف، أملحها إملاحا: (إذا أفسدتها بالملح)، لأنك زدت فيها من الملح أكثر من الحاجة، وأنا مملح بكسر اللام، والقدر مملحة بفتحها.
__________
(1) عبارة الفصيح 276: "وحسهم: قتلهم".
(2) سورة آل عمران 152.
(3) ابن درستويه 297، 298.
(4) ابن الجبان 143.
(5) إصلاح المنطق 229، وأدب الكاتب 348، والأفعال للسرقسطي 4/164، ولابن القطاع 3/174، والصحاح 1/406، والمجمل 2/839، والأساس 435 (ملح). وفي العين (ملح) 3/244: "وملحت القدر أملحها: إذا كان ملحا بقدر، فإن أكثرته حتى يفسد قلت: ملحتها تمليحا"، وكذا عن أبي زيد في الغريب المصنف (40/ب) وفي المحكم (ملح) 3/286: "وقد ملح القدر يملحها ويملحها ملحا، وأملحها: جعل فيها ملحا بقدر. وملحها أكثر ملحها فأفسدها". وينظر: المحيط 3/117، والمصباح 221، والقاموس 310 (ملح).(12/27)
(وقد أجبرت الرجل [41/أ] على الشيء يفعله)(1) بالألف، أجبره إجبارا، وأنا مجبر بكسر الباء، وهو (مجبر) بفتحها: إذا أكرهته عليه.
(وجبرت العظم) أجبره بالضم، جبرا، فأنا جابر، وهو مجبور: إذا داويته وأصلحته من كسر به حتى يبرأ، وكذلك جبرت الفقير أجبره جبرا أيضا: إذا أغنيته بعد فقر(2).
(وكنفت حول الغنم كنيفا)(3) أكنف بالضم، كنفا، على وزن قتلت أقتل قتلا، فأنا كانف، والغنم مكنوفة: إذا عملت حولها حظيرة من خشب أو حجارة أو غيرها تسترها بها من الحر والبرد، وتحفظها من السبع والذئب، وغيرهما. والكنيف والحظيرة واحد.
__________
(1) فعل وأفعل للأصمعي 477، وإصلاح المنطق 228، وأدب الكاتب 361، واشتقاق أسماء الله 241، والمفردات 183، والأفعال للسرقسطي 2/260، وتصحيح التصحيف 207، والجمهرة 1/265، والصحاح 2/607، 608 (جبر). وفي التهذيب (جبر) 11/60: "وقال اللحياني: يقال: أجبرت فلانا على كذا أجبره إجبارا، فهو مجبر، وهو كلام عامة العرب، أي أكرهته عليه. وتميم تقول: جبرته على الأمر أجبره جبرا وجبورا بغير ألف. قلت: وهي لغة معروفة، وكثير ممن الحجازيين يقولونها، وكان الشافعي يقول: جبره السلطان بغير ألف، وهو حجازي فصيح". وجعل الفراء "الجبار" في قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} من هذه اللغة، لأن "العرب لا تقول فعال من أفعلت " معاني القرآن 3/81. وينظر: غريب الحديث لابن قتيبة 2/145، والزاهر 1/177، والنهاية 1/236، والجمهرة 3/1261، والمحيط 7/97، والمحكم 7/283، والمصباح 35 (جبر).
(2) الصحاح (جبر) 2/607.
(3) الغريب المصنف (134/ب)، وإصلاح المنطق 260، وأدب الكاتب 357، والزاهر 1/429، والأفعال للسرقسطي 2/148، 149، والعين 5/381، 382، والصحاح (كنف) 4/1424.(12/28)
(وأكنفت الرجل) بالألف، أكنفه إكنافا(1): (إذا أعنته)، فأنا مكنف بكسر النون، وهو مكنف بفتحها.
(وأعجمت الكتاب)(2) بالألف، أعجمه إعجاما، فأنا معجم بكسر الجيم، (وهو معجم) بفتحها: إذا نقطته فأوضحته(3) وأبنته من العجمة.
(وعجمت العود ونحوه): إذا عضضته، لتعرف صلابته من رخاوته أعجمه، بالضم، عجما، فأنا عاجم، والعود (معجوم). قال النابغة الذبياني(4):
فظل يعجم أعلى الروق منقبضا
في حالك اللون صدق غير ذي أود
(ونجم القرن والنبت: إذا طلعا، وكذلك السن)(5) ينجم [42/ب] نجوما، فهو ناجم.
__________
(1) قال ابن درستويه 304: "والعامة لا تعرف الإكناف في الإعانة". قلت: وكنفته بمعنى أعنته، لغة. ينظر: التهذيب 10/275، والمحكم 7/47، والتكملة 4/560 (كنف).
(2) إصلاح المنطق 228، وأدب الكاتب 371، فعلت وأفعلت للزجاج 67، 68، والأفعال للسرقسطي 1/237، 238، ولابن القطاع 352، والجمهرة 1/484، والتهذيب 1/391، والصحاح 5/1980، 1981 (عجم). وعجمت الكتاب بلا ألف، لغة. ينظر: البصائر والذخائر 8/68، والقاموس 1466، والتاج 8/390 (عجم).
(3) ش: "وأوضحته".
(4) ديوانه 20. والروق: القرن، والصدق: الصلب، والأود: الاعوجاج. عن شرح الديوان.
والنابغة الذبياني هو: أبو أمامة زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني، عده ابن سلام في الطبقة الأولى من فحول شعراء الجاهلية، وهو أحد شعراء المعلقات، كانت العرب تنصب له قبة في سوق عكاظ وتحكمه في شعر شعرائها. عمر طويلا وتوفي سنة 18 قبل الهجرة.
طبقات فحول الشعراء 1/51، والشعر والشعراء 1/92، والأغاني 11/3، والمذاكرة في ألقاب الشعراء 25.
(5) نوادر أبي مسحل 1/102، 166، والأفعال للسرقسطي 3/132، ولابن القطاع 3/224، والعين 6/155، والمحيط 7/133، والصحاح 5/2039، والمحكم 7/327، 328، والأساس 448 (نجم). وفي القاموس (نجم) 1499: "نجم: ظهر وطلع كأنجم".(12/29)
(وأنجم السحاب) بالألف، ينجم إنجاما، فهو منجم: (إذا أقلع، وكذلك البرد)، ومعناهما(1): ذهب.
(وصدقت الرجل الحديث)(2) أصدقه صدقا ومصدقا، وأنا صادق، والرجل مصدوق: إذا أخبرته بالحديث على حقيقته.
(وأصدقت المرأة) بالألف، أصدقها إصداقا، فأنا مصدق بكسر الدال، والمرأة مصدقة بفتحها: إذا أعطيتها صداقا، وهو المهر.
(وقد ترب الرجل)(3) بكسر الراء: (إذا افتقر) حتى كأنه لصق بالتراب من الفقر، وهو يترب تربا بفتح الراء منهما، ومتربة أيضا، (فهو ترب) بكسر الراء.
(وأترب) بالألف، يترب إترابا، فهو مترب: (إذا استغنى) وأيسر، وأصاب من المال والغنى بكثرة التراب.
(وقد نظرت الرجل: إذا انتظرته)(4) فأنا أنظره بضم الظاء، نظرا، ونظرا بسكونها وفتحها، فانا ناظر، وهو منظور: أي وقفت متوقعا مجيئه أو خبره أو أ مره. وقيل: إن المعنى نظرته: رقبته(5). قال امرؤ القيس(6):
فإنكما إن تنظراني ساعة
من الدهر ينفعني لدى أم جندب
__________
(1) أي معنى أنجم وأقلع، وفي ش: "ومعناه".
(2) ما تلحن فيه العامة 135، والزاهر 1/315، والأفعال للسرقسطي 3/389، 390، ولابن القطاع 2/236، والصحاح (صدق) 4/1505، 1506.
(3) إصلاح المنطق 329، وأدب الكاتب 349، فعلت وأفعلت للزجاج 13، والأفعال للسرقسطي 3/359، ولابن القطاع 1/117، والعين 8/116، والجمهرة 1/253، والمحيط 9/429، والصحاح 1/91 (ترب). وفي أضداد أبي الطيب 1/115: "ومن الأضداد الترب. قال بعض العلماء: يقال: ترب الرجل إذا افتقر، وترب إذا استغنى" وفي القاموس (ترب) 78، والأضداد للمنشي 33: "أترب: قل ماله وكثر". وينظر: الأضداد لقطرب 124ن ولابن الأنباري 380، وللصغاني 225.
(4) الأفعال للسرقسطي 3/156، 157، ولابن القطاع 3/236، والجمهرة 2/763، واللسان 5/219، والقاموس 623 (نظر). وفي الأساس (نظر) 462: "ونظرته وتنظرته وأنظرته: أنسأته".
(5) الجمهرة (رقب) 1/323.
(6) ديوانه 41. وأم جندب: امرأته.(12/30)
(وأنظرته) بالألف، أنظره إنظارا: (إذا أخرته) في بيع أو غيره، فأنا منظر بكسر الظاء، وهو منظر بفتحها، ومنه قوله تعالى: {وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ}(1)، أي لا يؤخرون، وقال حكاية عن إبليس – لعنه الله -: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}(2).
(وأعجلته)(3) بالألف، أعجله إعجالا: (استعجله)، معناه: طلبت عجلته، أي إسراعه، أو أمرته بالاستعجال، أو سألته ذلك، أو صيرته مستعجلا، فأنا معجل بالكسر(4)، وهو معجل بالفتح.
(وعجلته) بكسر الجيم، أعجل عجلا وعجلة بفتحها: أي (سبقته)، فأنا عجل بالكسر، والضم، وعاجل، والرجل معجول.
(ومد النهر)(5) يمد بفتح الياء، وكسر الميم، ومصدره مد: إذا زاد ماؤه، وهذا فعل لازم، والنهر ماد. (ومده نهر آخر)، إذا جرى فيه ماؤه وزاده وكثره وقواه. قال العجاج(6)
__________
(1) سورة البقرة 162، وسور أخرى.
(2) سورة الحجر 36، 37. وينظر: تفسير غريب القرآن لليزيدي 78، وتفسير القرطبي 2/42، 10/19.
(3) معاني القرآن للفراء 1/393، وأدب الكاتب 353، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 2/378، والأفعال للسرقسطي 1/240، 241، ولابن القطاع 2/354، والتهذيب 1/369، والصحاح 5/1760، والمحكم 1/195 (عجل). وفي القاموس. (عجل) 1331: "وأعجله: سبقه، كاستعجله".
(4) ش: "بكسر الجيم".
(5) معاني القرآن للأخفش 1/47، وفعل وأفعل للأصمعي 473، 502، ومجالس ثعلب 1/98، والأفعال للسرقسطي 4/146، 147، والعين 8/16، 18، والمحيط 9/272، 273، والتهذيب 14/84، والصحاح 2/537، والمقاييس 5/269، 538 (مدد). وفي الجمهرة (مدد) 1/114: "مد النهر، وأد أجازهما قوم".
(6) ديوانه 1/497 برواية: "ماء قري" والقري: المسيل. عن شرح الديوان.
والعجاج هو: أبو الشعثاء عبد الله بن رؤبة بن صخر السعدي التميمي، راجز مجيد، فصيح، أدؤك الجاهلية والإسلام، أسلم وعاش إلى أيام الوليد بن عبد الملك، كان لا يهجو أحدا، وهو أبو رؤبة الراجز المشهور. توفي نحو سنة 90 هـ.
جمهرة النسب 245، والشعر والشعراء 2/493، والموشح 275، وخزانة الأدب 1/89.(12/31)
:
سيل قري مده قري
فهو يمده بضم الميم، مدا، وهو ممدود. ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}(1).
(وامددت الجيش بمدد) بالألف، أمده إمدادا، وأنا ممد بكسر الميم الثانية، والجيش ممد بفتحها: أي زدت فيه قوما آخرين لم [42/ب] يكونوا فيه. والمدد والمادة: الزيادة المتصلة. والجيش: معروف، وهم جماعة الناس في الحرب، والجمع جيوش بضم الجيم.
(وأمد الجرح) بالألف أيضا، فهو يمد إمدادا: (إذا صارت فيه المدة)، وهي ما يجتمع فيه من القيح، وهو جرح ممد بكسر الميم الثانية: أي فيه مدة. وقال الراجز(2):
وصاحب كالدمل الممد
(وآثرت فلانا(3) عليك)(4) بالمد، ووزنه أفعلت، (فأنا أوثره إيثارا): أي فضلته وقدمته واخترته، فأنا مؤثر بكسر الثاء، وهو مؤثر عليك بفتحها.
(وأثرت الحديث) بالقصر، (فأنا أوثره) بضم الثاء، (أثرا) بسكونها، والاسم الأثر بفتحها: أي ذكرته عن غيري وحدثت به عنه ورويته، فأنا آثر، وهو حديث مأثور: إذا(5) نقله وحدث به خلف عن سلف.
__________
(1) سورة لقمان 27. "والبحر" بالنصب، قراءة أبي عمر وحده، وقراءة الباقين بالرفع. ينظر: السبعة 513، والحجة لأبي علي 5/457.
(2) هو بشار بن برد، والرجز في ديوانه 2/224، ويليه:
أرقب منه مثل يوم الورد.
(3) ش: "الرجل".
(4) الأفعال للسرقسطي 1/70، 71، ولابن القطاع 30، 31، وديوان الأدب 4/198، 221، والجمهرة 1/1035، والصحاح 1/574، 575، والمجمل 1/86، واللسان 4/7، والمصباح 2 (أثر).
(5) ش: "أي".(12/32)
(وأثرت التراب) بالقصر أيضا، لكن وزنه أفعلت بالألف(1)، (فأنا أثيره إثارة): إذا بحثته وحثوته ونشرته، فأنا مثير، والتراب مثار.
__________
(1) بالنظر إلى أصله الذي هو "أثورت" أما وزنه في الحال فهو "أفلت" نقلت حركة الواو إلى التاء، فحذفت الواو لسكونها وسكون الراء بعدها، فأصبح "أثرت". قال ابن درستويه 260: "كان يجب ألا يذكره في هذا الباب، أو يضم إليه ثار الترب يثور، حتى يصير من هذا الباب، لأنه قد ترجم الباب بفعلت وأفعلت، باختلاف المعنى، وأتى بفعلت من الأثر مع أفعلت من الثوران، وإنما حقه أن يؤتى بفعلت وأفعلت من أصل واحد".(12/33)
(ووعدت الرجل خيرا وشرا)(1): إذا أخبرته بفعل ينفعه أو يضره(2)، فإذا لم تذكر الخير والشر، قلت في الخير: وعدته أعده وعدا وعدة وميعادا وموعدا، فأنا واعد، وهو موعود(3)، وقلت في الشر: أوعدته الألف، أوعده إيعادا ووعيدا [43/أ]، فأنا موعد بالكسر، وهو موعد بالفتح. وقال الشاعر(4):
وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
__________
(1) ما تلحن فيه العامة 110، فعل وأفعل للأصمعي 506، وإصلاح المنطق 226ن 294، وأدب الكاتب 351، فعلت وأفعلت للزجاج 97، وليس في كلام العرب 188، والأفعال للسرقسطي 4/227، ولابن القطاع 3/296، ودرة الغواص 191، والعين 2/222، والجمهرة 2/668، والتهذيب 2/135، والصحاح 2/551، والمحكم 2/236 (وعد). وفي المصباح (وعد) 255: "وقد أسقطوا لفظ الخير والشر، وقالوا في الخير: وعده وعدا وعدة، وفي الشر: ووعده وعيدا، فالمصدر فارق... وقالوا: أوعده خيرا وشرا بالألف أيضا". وينظر الحوار الذي درا بين الزجاج وثعلب حول هذه المسألة،وانتصار ابن خالويه لثعلب في: الرد على الزجاج للجواليقي (4/ب)، الأشباه والنظائر 4/126، 127، والخزانة 5/190.
(2) قال الله تعالى في الخير: {وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً} البقرة 268، وقال في الشر: {النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} الحج 72.
(3) قوله: "وعدا.....موعود" ساقط من ش.
(4) هو عامر بن الطفيل، والبيت في ديوانه 58، برواية: "وإني إن، لأخلف، وأنجز".(12/34)
فإذا أدخلوا الباء في الموعود قالوه بالألف(1)، وكان بمعنى الوعيد، وهو التخويف، فقالوا: أوعدته بالقتل، أو بالضرب، أو القيد، أو الحبس، أو غير ذلك. ومنه قول الراجز(2):
أوعدني بالسجن والأداهم
رجلي ورجلي شثنة المناسم
تقديره: أوعدني بالسجن، وأوعد رجلي بالأداهم، وهي القيود، وشثنة: أي قوية عليها.
باب أفعل(3)
(تقول: أشكل علي الأمر)(4) يشكل إشكالا، (فهو مشكل): إذا التبس واشتبه ولم يستبن، وأول المستقبل واسم الفاعل من جميع فصول هذا الباب مضموم، وثالثه مكسور، وأول اسم المفعول منه مضموم أيضا، إلا أن ثالثه مفتوح.
__________
(1) الجمهرة 3/1265.
(2) هو العديل بن الفرخ،والرجز في ديوانه 319. ورجلي: في موضع نصب بدل من ضمير المتكلم المنصوب بأوعد، تقديره: أوعدني بالحبس في السجن، وأوعد رجلي بالأداهم، ورجلي الثانية مبتدأ، وشثنة المناسم خبره. عن شرح أبيات إصلاح المنطق 466، وينظر: الاقتضاب 3/216، والخزانة 5/188.
(3) ذكره، لأن العامة تقوله بغير الهمزة. وينظر: إصلاح المنطق 227، وأدب الكاتب 366.
(4) ما تلحن فيه العامة 119، وإصلاح المنطق 255، والعين 296، والجمهرة 2/877، والمحيط 6/164، والمجمل 1/509، والصحاح 5/1737 (شكل). وشكل علي الأمر بغير ألف، وأشكل بمعنى في: فعلت وأفعلت للزجاج 54، وما جاء على فعلت وأفعلت 49، والأفعال لابن القوطية 76، وللسرقسطي 2/325، ولابن القطاع 2/179، والقاموس (شكل) 1317، وفي الزاهر 2/161 عن ثعلب: "أشكل علي الأمر واشتكل وأحكل واحتكل بمعنى".(12/35)
(وأمر الشيء: إذا صار مرا)(1)، وهو ضد الحلو، يمر إمرارا (فهو ممر).
(وأغلقت الباب)(2) أغلقه إغلاقا، فأنا مغلق بكسر اللام، والباب مغلق بفتحها، وهو نقيض فتحته، وإذا أوثقته بالغلق [43/ب] أيضا.
(وأقفلت الباب)(3) أقفله إقفالا، وأنا مقفل بالكسر، (وهو مقفل) بالفتح، أي أوثقته بالقفل، وكأن القفل ما كان من حديد أجمع، والغلق ما كان من خشب أجمع، أو كان من خشب وحديد معا(4).
__________
(1) ومر بغير ألف لغة حكاها الخليل وأبو زيد وأبو عبيدة وابن الأعرابي. العين 8/261، والجمهرة 3/1259، والتهذيب 15/197 (مرر). وهي كذلك في: فعلت وأفعلت للزجاج 87، وما جاء على فعلت وأفعلت 69، والأفعال للسرقسطي 4/137، والمحيط 10/219، والصحاح 2/815، والمجمل 2/815 (مرر). ومل يعرفها الكسائي والأصمعي، والعامة لا تتكلم إلا بها. فعل وأفعل للأصمعي 500، والتهذيب 15/197، و ابن درستويه 317.
(2) الكتاب 4/63، وما تلحن فيه العامة 121، وإصلاح المنطق 227، وأدب الكاتب 371، والأفعال للسرقسطي 2/19، والجمهرة 2/959، والمقاييس 4/39، والمجمل 2/684 (غلق). وفي الجمهرة 3/1263: "وغلقت الباب وأغلقته، وأبي الأصمعي إلا أغلقته، ولم يجيزوا [أي البصريون] وغلقت ألبته" وفي الصحاح (غلق) 4/1538: "وهي لغة متروكة". وفي القاموس (غلق) 1182: "وغلق الباب يغلقه: لثغة أو لغية رديئة". وينظر: الأفعال لابن القطاع 2/414، والمحكم 5/230، والتاج 7/38 (غلق).
(3) عبارة الفصيح 277: "وأقفلته فهو مقفل". وينظر: إصلاح المنطق 227، والجمهرة 2/966، والتهذيب 9/161، والصحاح 5/1805، والمجمل 2/762، والمحكم 6/256 (قفل).
(4) ش: "أو كان من خشب أجمع، ومن حديد معا".(12/36)
(وأعتقت الغلام)(1) أعتقه إعتاقا، فأنا معتق بكسر التاء، (وهو معتق) بفتحها: إذ مننت عليه وجعلته حرا بعد استملاكك إياه، وقد (عتق هو) بفتح العين والتاء: إذا صار حرا بعد أن كان عبدا مملوكا، وهو يعتق بفتح الياء وكسر التاء عتقا وعتاقا بكسر العين فيهما، وعتاقة أيضا بفتحها مع الهاء فهو (عتيق).
(وأبغضت الشيء أبغضه)(2) إبغاضا، من البغض الذي هو ضد الحب أي مقته ولم أحبه، (فأنا مبغضه) بكسر الغين، وهو مبغض بفتحها.
(وقد بغض) الشيء يبغض بضم الغين في الماضي والمستقبل: إذا مقت، ومصدره بغضة بكسر الباء، وبغاضة(3) بفتحها، فهو بغيض، أي مقيت غير محبوب.
(وأقفلت الجند)(4) أقفلهم إقفالا، فأنا مقفل بكسر الفاء، وهم مقفلون بفتحها: إذا رددتهم من غزوهم [44/أ] ورجعتهم (من مبعثهم)(5)، وقد قفلوا هم من غزوهم بغير ألف، يقفلون بفتح الياء وضم الفاء، قفولا، وهم قافلون: إذا رجعوا منه، ومنه أخذت القافلة(6)، وهي الرفقة الراجعة من السفر.
__________
(1) إصلاح المنطق 234، وأدب الكاتب 371، والزاهر 2/188، وتثقيف اللسان 325، والأفعال لابن القطاع 2/380، 381، والعين 1/146، والجمهرة 1/402، والصحاح 4/1520، والمجمل 2/645، والمحكم 1/100 (عتق).
(2) الأفعال للسرقسطي 4/88، ولابن القطاع 1/77، وتثقيف اللسان 199، والعين 4/369، والجمهرة 1/354، والتهذيب 8/18، والصحاح 3/1066، 1067 (بغض). وفي المحكم (بغض) 5/247: "وقد أبغضه وبغضه، الأخيرة عن ثعلب وحده، وقال في قوله تعالى: {إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ} الشعراء 168 أي الباغضين، فدل على أن بغض عنده لغة، ولولا أنها لغة عنده لقال: من المبغضين".
(3) بغاضة: لغو يمانية، ليست بالعالية. الجمهرة 1/354.
(4) إصلاح المنطق 229، وأدب الكاتب 371، والجمهرة 2/966، والصحاح 5/1803 (قفل). وفي المحكم (قفل) 6/255: "وقد أقفلهم هو، وقفلهم".
(5) عبارة: "ورجعتهم من مبعثهم" ساقطة من ش.
(6) العين (قفل) 5/165.(12/37)
(وأسف الرجل اللأمر الدني)(1)، أي الخسيس التافه، إذا (دخل فيه) أي عمله وتعاطاه، يسف إسفافا، فهو مسف بكسر السين. ومنه قول الشاعر(2):
وسام جسيمات الأمور ولا تكن
مسفا إلى ما دق منهن دانيا
(وأسف الطائر: إذا دنا من الأرض في طيرانه) يسف إسفافا، فهو مسف أيضا.
(وأسقفت الخوص)(3) بالألف أيضا، أسفه إسفافا، وأنا مسف بكسر السين، وهو مسف بفتحها: (إذا نسجته) كما تنسج الدوخلة(4) وغيرها. والخوص: هو ورق النخل واحدته خوصة(5).
__________
(1) فعل وأفعل للأصمعي 501، والأفعال للسرقسطي 3/501، والعين 7/201، 202، والجمهرة 1/134، والمحيط 8/252، والصحاح 4/1374، 1375، والمجمل 1/453 (سقف).
(2) البيت بلا نسبة في العين 7/202، والعباب 279، واللسان 9/154، والتاج 6/140 (سقف).
(3) وسففته بغير ألف، لغة حكاها أبو زيد وأبو عبيدة، وأباها الأصمعي. فعل وأفعل للأصمعي 501، والجمهرة 3/1259. وينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 50، وما جاء على فعلت وأفعلت 46، والتهذيب 12/310، والصحاح 4/1374، والعباب 280 (سفف).
(4) الدوخلة بتشديد اللام وتخفيفها: وعاء من خوص كالزنبيل يجعل فيه التمر أو الرطب. اللسان (دخل) 11/243.
(5) النخل لأبي حاتم 53.(12/38)
(وأنشر الله الموتى)(1) ينشرهم إنشارا: إذا أحياهم بعد موتهم. ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ}(2). وهو منشرهم بكسر الشين، وهم منشرون بفتحها.
(ونشروا هم) بغير ألف، هم منشرون بفتح الياء وضم الشين، نشورا، ومنه يوم النشور، هم ناشرون، أي عاشوا وحيوا بعد موتهم [44/ب].
__________
(1) العين (نشر) 6/252، والبصائر والذخائر 5/78. ونشر الله الميت بغير ألف، لغة فصيحة حكاها ابن دريد عن أبي زيد وأبي عبيدة، وثعلب عن ا بن الأعرابي. الجمهرة 2/734، 3/1259، والتهذيب 11/338 (نشر). وقد قرئ بهما قوله تعالى: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نَنْشُرُهَا} و {ننَْشُرُهَا} البقرة 259. ينظر: معاني القرآن للفراء 1/173، ومعاني القرآن للأخفش 1/182، والسبعة 189، والحجة لأبي علي 2/379، وتفسير الطبري 3/45، وعلل القراءات 1/92، والأفعال للسرقسطي 3/123، والدر المصون 2/566.
(2) سورة عبس 22.(12/39)
(وقد أمنى الرجل يمني)(1) إمناءا، فهو ممن بالكسر، (من المني)، والمني ممنى بفتح النون: إذا أنزل الماء الدافق عند الجماع، ومنه يكون الولد – بإذن الله تعالى – والمني بتشديد الياء، على وزن فعيل، ولا يجوز تخفيفها(2)، ومنه قوله تعالى: {مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى}(3).
__________
(1) العين (منى) 8/390، والفرق لثابت 52، وغريب الحديث لأبي عبيد 3/300. ومنى الرجل لغة فصيحة في أمنى، ذكرها يونس والفراء وقطرب وأبو زيد والأصمعي وغيرهم، وبها قرئ قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَمْنُُونَ} الواقعة 58 بفتح التاء من تمنون. ينظر: معاني القرآن للفراء 3/128، والفرق لقطرب 79، وفعل وأفعل للأصمعي 499، وفعلت وأفعلت للزجاج 88، ومعاني القرآن وإعرابه له 5/113، وما جاء على فعلت وأفعلت 69، والأفعال للسرقسطي 4/144، والبصائر والذخائر 5/78، وشواذ القرآن 152، والكشاف 4/465، والدر المصون 10/214، والجمهرة 2/993، 3/1258، والتهذيب 15/531، والصحاح 6/2497 (منى).
(2) الغريب المصنف (132/ب)، وتثقيف اللسان 320، وتصحيح التصحيف 498. والمني بالتخفيف في الجمهرة 2/993، والمحيط 10/416، والتكملة 6/517، واللسان 15/293، والقاموس 1721 (منى).
(3) سورة القيامة 37. وأعجم الشارح الياء بنقطتين من فوق، وكتب فوقها "معا" إشارة إلى أنها تقرأ بالتاء أيضا، وقرأها حفص والمفضل عن عاصم، ويعقوب، وابن عامر بالياء، والباقون بالتاء. ينظر: السبعة 662، والحجة لأبي علي 6/346، وعلل القراءات 2/731، والدر المصون 10/584. قال الفراء: "من قال: يمنى، فهو للمني، وتمنى للنطفة، وكل صواب" معاني القرآن 3/213.(12/40)
(وضربه فما أحاك فيه السيف)(1): أي ما عمل وما قطع، ومستقبله يحيك بضم الياء، ومصدره إحاكة، واسم الفاعل محيك، والمفعول محاك به.
__________
(1) إصلاح المنطق 233، 253، وفي أدب الكاتب 371: "ضربه فما أحاك فيه، وحاك خطأ". ونسب علي بن حمزة (في التنبيهات 179) إلى ثعلب في فصيحه الفعل "حاك" وعد ذلك من أغلاطه، ولم يذكر ثعلب الفعل "حاك" لا في هذا الموضع ولا في غيره من فصيحه، وقد تابعه ابن السيد في هذا الوهم حين قال: "قد حاك فيه السيف صحيح، حكاه ثعلب في الفصيح.....وكان علي بن حمزة يرد عل ثعلب إجازته "حاك" ويقول الصواب "أحاك" وعلي بن حمزة هو المخطئ لا ثعلب" الاقتضاب 1/176. وعلى كل حال فـ"حاك يحيك" لغة جيدة في "أحاك يحيك" حكاها الأصمعي وغيره من أئمة اللغة. ينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 25، والأفعال للسرقسطي 1/335، ولابن القطاع 1/263، والغريبين 2/169، وما جاء على فعلت وأفعلت 35، والتهذيب 5/128، والصحاح 4/1584، والمجمل 1/260، والمحكم 3/317، والقاموس 1211 (حيك).(12/41)
(وقد أمضني الجرح والقول) يمضني إمضاضا: أي أحرقني وأرجعني، فهو ممض لي بكسر الميم الثانية، وأنا ممض بفتحها (وكان من مضى)، يعني بعض أهل اللغة، أو أهل(1) النحو (يقول: مضني بغير ألف)(2)، ولا يعرفها الأصمعي(3)، فلذلك لم يختره ثعلب – رحمه الله -. والمستقبل من هذا يمضني بفتح الياء، وضم الميم، ومصدره مض ومضض ومضيض ومضاضة، والفاعل ماض، والمفعول ممضوض.
(وأنعم الله بك عينا)(4)
__________
(1) ش: "وأهل".
(2) قال الخليل: "وأمضني السوط، وأمضني الجرح، وقد يقول النحويون: مضني الجرح، وما كان في الجسد وسائره بألف" العين (مضض) 7/18. وقال ابن دريد: "وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: مضني كلام قديم قد ترك، وكأنه أراد أن أمضني هو المستعمل" الجمهرة (مضض) 1/148.
(3) فعل وأفعل 523. وفي التهذيب (مضض) 11/482 قال أبو عبيد عن الكسائي مضني الجرح وأمضني. وقال أبو زيد والأصمعي: أمضني... ولم يعرفا غيره. وقال أبو عبيدة: مضني الأمر وأمضني، وقال: وأمضني كلام تميم". وينظر: الأفعال للسرقسطي 4/137، ولابن القطاع 3/196، والمحيط 7/445، والصحاح 3/1106، والمجمل 2/806، واللسان 7/233، والمصباح 219 (مضض).
(4) فعل وأفعل للأصمعي 489. وفي مجالس ثعلب 2/370: "نعم الله لك عينا" وذكر محققه أن في الأصل المخطوط "أنعم" وأنه صوبه من اللسان، وكان عليه أن يبقي ما في الأصل، لأنه يوافق ما ذكر ثعلب هاهنا، ولأن الشاهد الذي ذكره ثعلب وهو:
أنعم الله بالرسول وبالمر سل والحامل الرسالة عينا
يدل على صواب ما في الأصل، على أن "نعم" ليست بخطأ، بل هي لغة فصيحة حكاها الخليل وسيبويه واللحياني وغيرهم. ينظر: الكتاب 4/61، والغريب المصنف (132/ب)، والأفعال للسرقسطي 3/124، ولابن القطاع 3/222، والعين 2/162، والجمهرة 3/1262، والتهذيب 3/10، والمحيط 2/68، والصحاح 5/2043، والمجمل 2/874، والمغرب 2/312 (نعم). قال ثعلب في مجالسه 2/370: "كان الفقهاء يكرهونه، يقولون: الله لا ينعم عينا بإنسان.... وكان الفراء يقول: هذا من المقلوب، إنما هو نعمت عينك، كقولك: طبت نفسا، أي طابت به نفسي".(12/42)
، فهو ينعم إنعاما: أي أقر الله بك عين من يواليك، أو يهواك، ومعناه: سره الله بك. والله تعالى منعم بك عينا بكسر العين، ومن يواليك منعم بك عينا بفتحها.
(وأيديت عند الرجل يدا)(1): أي [45/أ] أسديت إليه معروفا، وأنعمت عليه نعمة، أودي إيداء، وأنا مود، وهو مودى عنده، وهو فعل مشتق من اليد، واليد هاهنا: النعمة.
(وتدعو(2) للرجل إذا وجد عله)، وهي المرض: (لا أعلك الله)(3)، أي لا أصابك بمرض، ولا جعله فيك، والمستقبل يعل، والمصدر إعلال، والله – تعالى – معل بكسر العين، والعليل معل بفتحها.
(وأرخيت الستر)(4) أرخيه إرخاء، فأنا مرخ بكسر الخاء، والستر (مرخى) بفتحها: إذا أسبلته وأرسلته.
__________
(1) الأفعال للسرقسطي 4/297، والعين 8/102، والمجمل 2/941، (بدى). ويديت بمعنى أيديت في: فعلت وأفعلت للزجاج 102، والأفعال لابن القطاع 3/378، وما جاء على فعلت وأفعلت 102، والجمهرة 3/1259، والمحيط 9/398، والصحاح 6/2540، (يدى). قال علي بن حمزة في التنبيهات 180: "إنما يقال: يديت بغير ألف، وغلط في هذا جماعة قبل أبي العباس". وينظر: الكتاب 4/401، 431.
(2) رسمها المصنف "وتدعوا" بألف زائدة بعد الواو.
(3) الصحاح 5/1774، والمحكم 1/46، والقاموس 1338 (علل). وفي المصباح 162: "وأعله، فهو معلول، قيل: من النوادر التي جاءت على غير القياس، وليس كذلك فإنه من تداخل اللغتين، والأصل أعله الله فعل، فهو معلول، أو من عله، فيكون على القياس، وجاء معل على القياس. لكنه قليل الاستعمال".
(4) تثقيف اللسان 201، والأفعال للسرقسطي 3/46، ولابن القطاع 2/73، والعين 4/300، والمحيط 4/405، والمصباح 85، والقاموس 1661 (رخو).(12/43)
(وأغليت الماء)(1) أغليه إغلاء، فأنا مغل، والماء (مغلى): إذا أحميته بالنار(2).
(وأكريت الدار)(3) والبيت وغيرهما، فأنا أكريهما إكراء، وأنا مكر بكسر الراء، والبيت مكرى بفتحها، والدار (مكراة): إذا آجرتهما لمدة معلومة بأجرة معلومة.
(وتقول: أغفيت من النوم أغفي إغفاء)(4)، وأنا مغف، أي نمت شيئا يسيرا.
باب ما يقال في بحروف الخفض(5)
__________
(1) فعلت وأفعلت للزجاج 71، وديوان الأدب 4/107، وتقويم اللسان 63، وتصحيح التصحيف 489، والصحاح 6/2448، والمحكم 6/12، والمصباح 172ن والقاموس 1700 (على).
(2) في التلويح 26: "إذا أحميته بالنار حتى فار".
(3) فعلت وأفعلت للزجاج 82، والأفعال للسرقسطي 2/164، ولابن القطاع 3/105، وتقويم اللسان 155، وتصحيح التصحيف 123، والصحاح (كرى) 6/2473.
(4) قال بن دريد: "وأما قول الناس: غفوت في النوم فخطأ، إنما أغفيت إغفاء". الجمهرة (غفو) 2/959. وفي التهذيب (غفو) 8/207: "وفي الحديث: "فغوت غفوة" واللغة الجيدة: أغفيت إغفاءة، وغفا قليل في كلامهم" وينظر: إصلاح المنطق 229، وأدب الكاتب 371، وفعلت وأفعلت للزجاج 117، والأفعال للسرقسطي 2/24، ولابن القطاع 2/446، والعين 4/452، والمحيط 5/138، والصحاح 6/2448، والمصباح 171 (غفا).
(5) الخفض من اصطلاحات الكوفيين، ويسمونها أيضا حروف الإضافة والصفات. والبصريون يسمونها حروف الجر. ينظر: شرح المفصل لابن يعيش 8/7، والأشباه والنظائر 2/84، والكليات 353، وحاشية الصبان على الأشموني 2/203.(12/44)
يقال: (سخرت منه)(1) بكس الخاء، أسخر بفتحها، سخرا بفتح السين والخاء، وسخرا بضمهما، وسخرا بضم السين وسكون الخاء، [45/ب] وسخريا وسخرية بضم السين وسكون الخاء أيضا، وسخريا وسخرية بكسر السين فيهما أيضا: إذا استهزأت به، أي خدعته حتى يذل لك ويطيع فيما تريد لضعف عقله، أو مكر مكرته به، فأظهرت له غير ما أضمرت حتى أطاعك، والفاعل ساخر، والمفعول به مسخور منه.
(وهزئت به)(2) بكسر الزاي، وبالهمز، أهزأ هزءا وهزؤا بسكون الزاي وضمها، وهزوا بضم الزاي وتخفيف الهمزة، وهو مثل سخرت منه في الوزن والمعنى. وقيل في قوله عز وجل: {أَتَتَّخِذُنَا هُزُؤاً}(3)، الهزؤ: اللعب والسخرية. وقيل: معنى هزئت به: أي استصغرته وأظهرت له غير ما في نفسي(4). وقال جرير(5):
__________
(1) ولا يقال سخرت به، على مذهب الكسائي وأبي عمرو والفراء. ما تلحن فيه العامة 108، والتهذيب (سخر) 7/168. وأجازه الخليل وأبو زيد والأخفش. العين 4/96، والصحاح 2/679 (سخر). وينظر: إصلاح المنطق 281، وأدب الكاتب 419، والأفعال للسرقسطي 3/546، ولابن القطاع 2/146، وتقويم اللسان 123، وتصحيح التصحيف 308، والمحيط 4/261، والمجمل 1/490، والمحكم 5/47، والقاموس 519 (سخر).
(2) في التهذيب (هزأ) 6/369: "قال يونس إذا قال الرجل: هزئت منك، فقد أخطأ، إنما هو هزئت بك، واستهزأت بك". وهي جائزة في إصلاح المنطق 428، والجمهرة 2/1072، والصحاح 1/84 (هزأ). وينظر: الألفاظ المهموزة 36، والعين 4/75، والمحكم 4/252، والقاموس 72 (هزأ).
(3) سورة البقرة 67. والآية على قراءة الجمهور، وقرأ حمزة عن عاصم "هزوا" بغير همز. قال أبو زرعة: "وهما لغتان، التخفيف لغة تميم، والتثقيل لغة الحجاز". حجة القراءات 101. وينظر: السبعة 157، وعلل القراءات 1/50، والحجة لأبي علي 2/102، والكشف 1/247.
(4) معاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/90. وينظر: تفسير الطبري 1/337، والقرطبي 1/145، والمحكم (هزأ) 4/252.
(5) ديوانه 1/197.(12/45)
إذا حدثتهن هزئن مني
ولا يغشين رحلي في المنام
والفاعل هازئ، والمفعول مهزوء به.
(ونصحت لك)(1) باللام، أنصح نصحا ونصيحة، فانا ناصح: أي اجتهدت وبذلت المودة في المشورة، وأشرت عليك بالصواب. ومنه قوله تعالى: {وَأَنْصَحُ لَكُم}(2).
(وشكرت له صنيعه)(3) شكر شكرا وشكرانا وشكورا، فأنا شاكر، وهو مشكور: إذا أثنيت عليه لما أسداه إلي من جميله، وقابلت فعله بثنائي(4) عليه [46/أ]. ومنه قوله تعالى: {وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ}(5).
__________
(1) ما تلحن فيه العامة 102. ونصحتك لغة، ولكنها أقل فصاحة من الأولى في: معاني القرآن للفراء 1/92، وإصلاح المنطق 218، وأدب الكاتب 424، والصحاح (نصح) 1/410. وهما لغتان من غير ذكر مستواهما الصوابي في: الأفعال للسرقسطي 3/192، ولابن القطاع 3/216، والعين 3/119، والتهذيب 4/249ن والجمهرة 1/544، والمقاييس 5/435، والمحكم 3/113 (نصح). وفي المجمل (نصح) 2/870: "نصحته أنصحه" لا غير.
(2) سورة الأعراف 62.
(3) ما تحلن فيه العامة 102. وفي معاني القرآن للفراء 1/92: "العرب لا تكاد تقول: شكرتك، إنما تقول: شكرت لك" ثم قال في مكان آخر 2/20: "والعرب تقول: كفرتك، وكفرت بك، وشكرتك وشكرت بك، وشكرت لك". وهما لغتان، وأفصحهما باللام في: إصلاح المنطق 281، وأدب الكاتب 424، والنهاية 2/493، والجمهرة 2/732، والصحاح 2/702، والمغرب 1/452، والمصباح 122 (شكر). واللغتان من غير تحديد لمستواهما في: الزاهر 1/192ن وتهذيب الأسماء واللغات 3/166، والمحكم 6/424 (شكر).
(4) ش: "بثناء".
(5) سورة البقرة 152.(12/46)
(ونسأ الله في أجله)(1) ينسأ نسأ، على مثال جمع يجمع جمعا، ونساء أيضا بالمد، على وزن فعال، ونسيئة، والله تعالى ناسئ، والرجل منسوء له في أجله، (وأنسأ الله أجله)(2) ينسئه إنساء، والله تعالى منسئ بكسر السين، والرجل منسأ أجله بفتحها، ومعناهما واحد: أي أخر الأيام وزادها في أجله، وأجل الإنسان: غاية عمره، وكذلك أجل كل شيء: غايته، يقال: بلغ الشيء أجله، أي غايته. وجمعه آجال بالمد. وقال الكميت(3):
وليس الجلوس بمحيي النفوس
بل الله ينسئ أعمارها
__________
(1) الفاخر 276، وحروف الممدود والمقصور 95، وأدب الكاتب 444، وفعلت وأفعلت للزجاج 92، وما جاء على فعلت وأفعلت 72، والجمهرة 2/1074، والتهذيب 13/83، والصحاح 1/76 (نسأ). وفي الزاهر 1/559: " نسأ الله في أجله، وأنسأ الله في أجله". وينظر: المصباح (نسأ) 231.
(2) الفاخر 276، وحروف الممدود والمقصور 95، وأدب الكاتب 444، وفعلت وأفعلت للزجاج 92، وما جاء على فعلت وأفعلت 72، والجمهرة 2/1074، والتهذيب 13/83، والصحاح للزجاج92، وما جاء على فعلت وأفعلت 72، والجمهرة 2/1074، والتهذيب 13/83، والصحاح والصحاح1/76 (نسأ). وفي الزاهر 1/559: " نسأ الله في أجله، وأنسأ الله في أجله". وينظر: المصباح (نسأ) 231.
(3) البيت ليس في ديوانه، ولم أهتد إليه في مصادر أخرى.(12/47)
(واقرأ على فلان السلام)(1) مهموز مفتوح الراء، والألف مكسورة إذا ابتدأت بها، فإن وصلتها بحرف قبلها، أو كلام غيره حذفتها في اللفظ وأثبتها في الخط، ومعناه: اتل عليه السلام، واذكره له. وأقرئه السلام بفتح الألف في جميع الأحوال وكسر الراء، إذا أردت أنه مكتوب في الكتاب(2)، فتقول: أقرئه إياه، والأول أمر من قرأت، والثاني من أقرأت، وهما يرجعان إلى معنى واحد(3).
وقيل: معنى قول القائل لصاحبه: سلام عليك، أي قد سلمت مني، لا أنالك بيد ولا لسان، أي [46/ب]برئت وتخلصت. وقيل: معناه: السلامة من الله عليك. وقيل: هو الرحمة. وقيل: الأمان(4). وقال جل وعز: {ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ}(5). ويقال منه: سلمت على فلان بالتشديد.
__________
(1) قال الأصمعي: "يقال اقرأ عليه السلام، ولا يقال: أقرئه السلام، لأنه خطأ" التهذيب (قرأ) 9/275. ووجه الخطأ عند الزبيدي في لحن العامة 202 أن معنى أقرئه السلام: "اجعله أن يقرأ السلام، كما يقال: أقرأته السورة". وهذا الذي أنكراه أجازه أبو الحسن الأخفش وغيره. المدخل إلى تقويم اللسان 51. وفي الزمخشري 156: "والعامة تقول: قريت السلام بغير همز، وهو خطأ". وينظر: تقويم اللسان 78 (حاشية) وتصحيح التصحيف 120، والصحاح 1/65، والساس 360 (قرأ).
(2) ينظر: التهذيب 9/275، 12/451، والقاموس 62 (قرأ).
(3) وهو الجمع أو الضم. ينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 33، والمقاييس 5/78، 79.
(4) تنظر هذه الأقوال وغيرها من معاني السلام في: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/252، والزاهر 1/158، واشتقاق أسماء الله 217- 221، وشرح أسماء الله الحسنى للرازي 196، واللسان (سلم) 12/289.
(5) سورة الحجر 46.(12/48)
(وزريت على الرجل)(1) أزري زريا وزراية، فأنا زار، والرجل مزري عليه: (أي عبت عليه) فعله القبيح، وعنفته ليرجع عنه.
(وأزريت به) بالألف، أزري به إزراء فأنا مزر بكسر الراء، وهو مزرى به بفتحها: (إذا قصرت به)، أي استخففت به، وتنقصت به وتهاونت.
(وجن عليه الليل)(2) يجن بالكسر، جنا وجنونا وجنانا، فهو جان، والمفعول مجنون عليه.
(وأجنه الليل) إجنانا، ومعناهما واحد: إذا ستره الليل بظلمته، والليل مجن بكسر الجيم، والمفعول مجن بفتحها.
__________
(1) فعل وأفعل للأصمعي 514، إصلاح المنطق 234، وأدب الكاتب 444، والألفاظ الكتابية 21، والأفعال للسرقسطي 3/456، 457، ولابن القطاع 2/106، والعين 7/318، والجمهرة 2/1064، والتهذيب 13/246، والصحاح 6/2367، 2368 (زرى). والمحيط (زرى9 9/85: "وزرى به يزري: أي عابه، وهو زار عليه وبه". وفي اللسان (زرى) 14/356: "قال ابن سيده: وأزرى عليه قليلة". وينظر: القاموس(زرى) 1666.
(2) فعل وأفعل للأصمعي 494، وإصلاح المنطق 295، وأدب الكاتب 445، وفعلت وأفعلت للزجاج 15، ومعاني القرآن وإعرابه له 2/266، وما جاء على فعلت وأفعلت 31، والعين 6/21، والجمهرة 1/93، والتهذيب 10/501، والمحيط 6/410، والصحاح 5/2093، والمحكم 7/153 (جنن). وفي معاني القرآن للفراء 1/341: "يقال: جن عليه الليل وأجن، وأجنه الليل، وبالألف أجود، إذا ألقيت على، وهي أكثر من جنه الليل". وينظر: معاني القرآن الأخفش 2/279، والأفعال للسرقسطي 2/244، ولابن القطاع 1/177.(12/49)
(وذهبت به)(1)، فأنا أذهب به ذهابا وذهوبا ومذهبا، فأنا ذاهب به، والمفعول مذهوب به: إذا مررت به معك.(وأذهبته) بالألف أيضا: بمعناه(2)، فأنا أذهبه إذهابا، وأنا مذهب بكسر الهاء، وهو مذهب بفتحها.
__________
(1) وأذهبت به أيضا، وهي لغة ضعيفة. وينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/50، والمحكم (ذهب) 4/211.
(2) أي لا فرق بين تعديتهما بالهمزة أو بالباء، وهذا رأي الجمهور، وفرق بينهما المبرد والسهيلي، فمعنى "ذهب به" عندهما: صاحبه في الذهاب، و"أذهبه" حمله على الذهاب، أو صيره ذاهبا وحده. وكذا في أدخلته ودخلت به، ورد عليهما غير واحد من العلماء. ينظر: في الغريب المصنف (140/ب) وأدب الكاتب 444، ومعاني الحروف الرماني 39، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 4/50، وإعراب القرآن للنحاس 1/193، والحروف للمزني 55، والروض الأنف 3/413، ودرة الغواص 20، ورصف المباني 140، والجنى الداني 38، ومغني اللبيب 138، والكشاف 1/74، والدر المصون 1/162، والتعدية بالهمزة والباء (رسالة لابن كمال باشا نشرت بتحقيقنا في ملحق التراث بجريدة المدينة المنورة- العدد 8025 في 62/7/1412 هـ)، والتكملة 1/131، والتاج 1/257 (ذهب).(12/50)
(وأدخلته الدار، ودخلت به الدار)، ومعناهما واحد(1)، إذا جعلته داخل الدار، وهو ضد خارجها. وتقول في تصريف الأول: أدخله إدخالا، فأنا مدخل بكسر الخاء، وهو مدخل بفتحها. وتقول [47/أ] في الثاني: أدخل، على مثال أقتل، والمصدر دخول، فأنا داخل به، والمفعول مدخول به.
__________
(1) أي لا فرق بين تعديتهما بالهمزة أو بالباء، وهذا رأي الجمهور، وفرق بينهما المبرد والسهيلي، فمعنى "ذهب به" عندهما: صاحبه في الذهاب، و"أذهبه" حمله على الذهاب، أو صيره ذاهبا وحده. وكذا في أدخلته ودخلت به، ورد عليهما غير واحد من العلماء. ينظر: في الغريب المصنف (140/ب) وأدب الكاتب 444، ومعاني الحروف الرماني 39، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 4/50، وإعراب القرآن للنحاس 1/193، والحروف للمزني 55، والروض الأنف 3/413، ودرة الغواص 20، ورصف المباني 140، والجنى الداني 38، ومغني اللبيب 138، والكشاف 1/74، والدر المصون 1/162، والتعدية بالهمزة والباء (رسالة لابن كمال باشا نشرت بتحقيقنا في ملحق التراث بجريدة المدينة المنورة- العدد 8025 في 62/7/1412 هـ)، والتكملة 1/131، والتاج 1/257 (ذهب).(12/51)
(ولهيت من الشيء وعنه)(1) بالياء وكسر الهاء، ألهى لهيا(2) ولهيا بضم اللام وكسرها، والهاء منهما مكسورة، والياء مشددة، ولهيانا ولهيانا بكسر اللام وضمها وسكون الهاء منهما: أي اشتغلت عنه، وسلوت وتركت ذكره، فأنا له منه وعنه، والشيء ملهي منه وعنه بالياء، مثل مرمي. (ويقال: "إذا استأثر الله بشيء، فاله عنه")(3) بفتح الهاء، أي إذا استخص بشيء واستبد به(4)، فاتركه وتغافل عن طلبه.
(ولهوت) بالواو وفتح الهاء، (من اللهو)، ألهو لهوا: أي لعبت، فأنا لاه.
__________
(1) وقال الكسائي: "لهيت عنه لا غير" التهذيب (لها، لهى) 6/428، وفيه أيضا عن بزرج: "لهوت ولهيت بالشيء: إذا لعبت به". وفي موضع آخر عن ثعلب عن ابن الأعرابي: "لهيت به وعنه: كرهته، ولهوت به: أحببته". وفي العين (لهو) 4/87: "واللهو: الصدوف عن الشيء، لهوت ألهو لهوا، والعامة تقول: تلهيت" وأنكره الأزهري في التهذيب 6/427. وينظر: إصلاح المنطق 201، وأدب الكاتب 344، والمنتخب 2/555، والكامل للمبرد 3/1400، والأفعال للسرقسطي 2/441، ودرة الغواص 236، وتقويم اللسان 189، وتصحيح التصحيف 566، والجمهرة 2/989، 990، والصحاح 6/2488، و المحكم 4/306، (لهو، لهى).
(2) ولم يعرف الأصمعي مصدر لهيت عن الشيء. الجمهرة 2/991.
(3) القول في المجموع المغيث 3/165، والنهاية 4/283. وحكى المبرد أن قائله عمر بن عبد العزيز – رحمه الله-. الكامل 3/1400، ومما استأثر الله بعلمه – مثلا – أسماء الرسل الذين لم يخبرنا بأسمائهم كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} (سورة غافر 78) وغير ذلك مما استأثر الله بعلمه كثير.
(4) أي انفرد به. الصحاح (بدد) 2/444.(12/52)
باب فعلت – بغير ألف(1)
يقال: (شملت الريح من الشمال)، فهي تشمل بضم الميم، شمولا بضم الشين: إذا هبت شمالا. (وجنبت من الجنوب) تجنب جنوبا بالضم أيضا: إذا هبت جنوبا. (ودبرت من الدبور) تدبر دبورا بالضم أيضا: إذا هبت دبورا. (وصبت من الصبا)(2) تصبو صبوا(3) بالضم أيضا وتشديد الواو.
__________
(1) والعامة تقول: "أفعلت" بألف.
(2) قال الأصمعي: "يقال: جنبت الريح، وشملت، وقبلت، وصبت، ودبرت، كله بغير ألف، ويقال: قد أجنبنا وأشملنا، أي دخلنا في الجنوب والشمال" إصلاح ا لمنطق 226. وينظر: أدب الكاتب 374، ومجالس ثعلب 2/343، وتقويم اللسان 124، وفعلت وأفعلت للزجاج 128، 134، 135. وفي الجمهرة 3/1259: "وعصفت الريح وأعصفت، ولم يتكلم فيه الأصمعي، لأن في القرآن {رِيحٌ عَاصِف} وجنبت وأحنبت، وشملت أشملت، ودبرت وأدبرت، وصبت أصبت، أجازه أبو زيد وأبو عبيدة، ولم يحزه الأصمعي، ثم زعموا أن أبا زيد رجع عنه". ولم يرد شيء من هذا في كتاب فعلت وأفعلت للأصمعي إلا "دبر" ص 523 ولكن بمعنى مختلف.
(3) في الريح لابن خالويه 56: "وأمات الرياح..... أربع: الشمال، وهي للروح والنسيم عند العرب، والجنوب للأمطار والأنداء.... والصبا لإلقاح الأشجار.... والدبور للعذاب والبلاء... ". وينظر: الأنواء 158، والكامل للمبرد 2/957.(13/1)
فالشمال بفتح الشين: هي الريح التي تهب من قبل الشأم على من كان بمكة وأرض الحجاز، وتهب على من كان بغيرها من وسط الأفق الأيسر، إذا استقبل مشرق الشمس، وهو موضع طلوعها عند تناهي طول النهار وقصر الليل من وسط ما بين القطب الشمالي، وهو الذي يدور حواليه الفرقدان(1) وبنات نعش(2) وبين مسقط النسر الطائر(3). قال الفرزدق(4):
مستقبلين شمال الشأم تضربا بحاصب كنديف القطن منثور
__________
(1) الفرقدان: نجمان مضيئان في بنات نعش الصغرى. وقيل: هما نجمان قريبان من القطب. الأنواء 146، واللسان (فرقد) 3/334، (نعش) 6/355.
(2) بنات نعش: هي سبعة كواكب، أربعة منها نعش، وثلاثة بنات، ومن الأربعة الفرقدان. الأنواء 146.
(3) النسر الطائر: يقع إزاء النسر الواقع بينهما المجرة، وهو كوكب منير بين كوكبين منيرين عن جانبيه، يقال: هما جناحاه وقد يبسطهما، فلذلك سمي طائرا. الأنواء 151، والأزمنة والأنواء 69. الفقرة في ش كما يلي: "والشمال بفتح الشين: هي الريح التي تأتي من قبل الشأم، وهي تهب من الأفق الأيسر إذا استقبلت المشرق، وهي من بنات نعش إلى مسقط النسر الطائر".
(4) ديوانه 190، والكامل 2/954، والصحاح 4/1368، واللسان 9/130، والتاج 6/124 (زحف). والفرزدق هو: أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي، لقب بالفرزدق لجهامة وجهه، كان من أشراف قومه. أمد العربية بشواهد غزيرة من شعره، وقعت بينه وبين جرير والأخطل مهاجاة مرة، عرفت بالنقائض، عده ابن سلام في الطبقة الأولى من الشعراء الإسلاميين. توفي بالبصرة سنة 110هـ.
طبقات فحول الشعراء 1/298، والشعر والشعراء 1/381، والأغاني 9/324، 21/276، والمذاكرة في ألقاب الشعراء 36.(13/2)
والجنوب(1) بفتح الجيم: وهي الريح التي تهب من قبل اليمن على من كان بمكة وأرض الحجاز، وتهب على من كان بغيرها من الأفق الأيمن، إذا استقبل المشرق من وسط ما بين مطلع سهيل ومطلع الشمس عند استواء الليل والنهار، وهو قريب من مطلع الثريا، وهي مقابلة للشمال(2)، فلذلك قال امرؤ القيس(3):
[19/أ] فتوضع فالمقراة لم يعف رسمها
لما نسجتها م جنوب وشمأل
وقال جرير(4):
وحبذا نفحات من يمانية
تأتيك من قبل الريان أحيانا
__________
(1) من أسمائها أيضا: الأزيب والنعامى والخزرج. المنتخب 1/422، والريح 65 والكامل 2/957، والتهذيب (جرب) 11/51 (أدب) 13/267.
(2) ينظر: الأنواء 158، والكامل 2/953، والأزمنة والأنواء 127، والتهذيب (جنب) 11/119، 120. والفقرة في ش كما يلي: "والجنوب بفتح الجيم: هي التي تأتي من قبل اليمن، وهي تهب من الأفق الأيمن، إذا استقبلت المشرق، وهي من مطلع سهيل إلى مطلع الثريا، وهي مقابلة للشمال".
(3) ديوانه 8. وتوضح، والمقراة: موضعان، ومعنى يعف: يدرس. عن شرح الديوان.
وامرؤ القيس هو: امرؤ القيس بن حجر بن عمرو الكندي، كان أبوه ملكا على بني أسد وغطفان، قتل بنو أسد أباه، فثار لمقتله، وقال شعرا كثيرا، عده ابن سلام في الطبقة الأولى من فحول شعراء الجاهلية، وأول هذه الطبقة، مات سنة 80 قبل الهحرة.
طبقات فحول الشعراء 1/52، 81، والشعر والشعراء 1/50، والأغاني 9/77.
(4) ديوانه 1/165. والريان: اسم جبل أسود في بلاد طيء، وهو أطول جبال أجأ. معجم البلدان 3/111.
وجرير هو: أبو حرزة جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي، عده ابن سلام في الطبقة الأولى من فحول شعراء الإسلام، وقع بينه وبين الفرزدق والأخطل هجاء مر، وكان مع ذلك عفيفا، رقيق الشعر، توفي سنة 111هـ.
طبقات فحول الشعراء 1/297، والشعر والشعراء 2/290، والأغاني 1/374، ووفيات الأعيان 1/321.(13/3)
والدبور بفتح الدال: هي الريح التي تهب من جهة مغرب الشمس، من وسط ما بين مسقط النسر الطائر ومطلع سهيل، وهي مقابلة للصبا(1).
والصبا بالقصر: هي التي تهب من جهة مشرق الشمس، وهو موضع طلوعها عند تناهي طول النهار وقصر الليل، وهو وسط ما بين مطلع الثريا وبين القطب الشمالي، وتسمى القبول بفتح القاف، لأنها تقابل باب الكعبة، وتقابل قبلة العراق(2).
والدبور: التي تأتي من دبر الكعبة، وهو جانبها المقابل للجانب الذي فيه بابها(3)، ومن دبر قبلة العراق أيضا، وهي تهب شديدة، وتذهب(4) بالسحاب، ولذلك سموها محوة، عن أبي زيد(5)
__________
(1) الأنواء 159، والمنتخب 1/422، والأزمنة والأنواء 127، واللسان (دبر) ووردت الفقرة في ش كما يلي: "والدبور بفتح الدال: هي التي تهب من موضع غروب ا لشمس عند استواء الليل والنهار، وهي من مسقط النسر الطائر إلى مطلع سهيل، وهي مقابلة للصبا".
(2) الأنواء 159، والكامل 2/952، والريح 66، والأزمنة والأنواء 128. والفقرة وردت في ش: "والصبا بالقصر: هي التي تهب من مشرق الشمس، وهي موضعها عند طلوعها عند استواء الليل والنهار، وهي مطلع الثريا إلى بنات نعش، وتسمى القبول....".
(3) قال ابن الأثير في النهاية 2/98: "قيل سميت به لأنها تأتي دب الكعبة، وليس بشيء، وقد كثر اختلاف العلماء في جهات الريح ومهابها اختلافا كثيرا...".
(4) في صلب الأصل: "وتذهب" وصوبه المصنف في الحاشية بقوله: "الصواب تذهب بفتح التاء
و الهاء".
(5) النوادر 405، وعنه في الكامل 2/954 وأضاف: "فأما الأصمعي فزعم أن محوة من أسماء الشمال" وأنكره أيضا صاحب التنبيهات 157، 166 – 170، والأزمنة والأنواء 130، 132. وفي الجمهرة (محو) 1/574 مثل قول الأصمعي عن أبي زيد.
وأبو زيد هو: سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري، من أئمة اللغة والأدب، كثير الرواية عن الأعراب، كان ورعا ثقة صدوقا، صحيح العقيدة، أخذ عن أبي عمرو بن العلا وغيره. من مؤلفاته: النوادر في اللغة، وخلق الإنسان، والنبات والشجر، وغير ذلك. توفي سنة 215 هـ.
أخبار النحويين البصريين 104، وطبقات الزبيدي 101، وتاريخ بغداد 9/77.(13/4)
، وهي معرفة لا تصرف(1). ومنه قول الأعشى(2):
لها رجل كحفيف الحصا
د صادف بالليل ريحا دبورا
والصبا تهب بلين. ومنه قوله طرفة بن العبد لرجل من باهلة(3):
فأنت على الأقصى صبا غير قرة
تذاءب منها مرزغ ومسيل
وأنت على الأدنى شمال عرية
شآمية تزوي الوجوه بليل
__________
(1) ينظر: المصادر السابقة للمسألة، وإصلاح المنطق 336، والمنتخب 1/422، وديوان الأدب 4/7، والصحاح (محا) 6/2490.
(2) ديوانه 149 برواية: "لها جرس".
(3) ديوانه 119، والبيت الثاني فيه قبل الأول برواية: "وأنت على الأقصى..."، "فأنت على الأدنى..." وضبطت كلمة "مزرع، ومسيل" في الديوان وغيره من المصادر: "مرزغ، ومسيل" بضم الميم وكسر الزاي، وذكر رواية الفتح التبريزي في شرح ديوان الحماسة 4/8 قال: "ويروى: مرزغ ومسيل بالفتح: أي كثير الرزغة و السيل". وتذاءب: أي جاء من كل وجه، كالذئب إذا طرد من جهة جاء من جهة أخرى. والمرزغ: المطر القليل. والعرية: الباردة. وتزوي: تقبض. وبليل: معها ندى. عن شرح ديوان الحماسة للتبريزي 4/8. والبيتان من قصيدة في مدح رجل، كما في التهذيب (رزغ9 8/48، وذكرها أبو تمام في ديوان الحماسة 2/163 في باب الهجاء، ونقل صاحب التاج (رزغ) 6/11 عن العباب أنها في هجاء عبد عمرو بن بشر بن عمرو بن مرثد.
وطرفة هو: أبو إسحاق عمرو بن عبد بن سفيان بن سعد بن قيس بن ثعلبة، وطرفة لقب غلب عليه. شاعر جاهلي مجيد، وأحد شعراء المعلقات، عده ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول شعراء الجاهلية. كان شعره يفيض بالحكمة، قتل شابا في الهجر بالبحرين نحو سنة 60 قبل الهجرة.
طبقات فحول الشعراء 1/137، وأسماء المغتالين 2/212، وكنى الشعراء 2/288، والشعر والشعراء 1/117، والموشح 72.(13/5)
فإذا انحرفت واحدة من هذه الرياح الأربع عن [19/ب] مهبها سميت نكباء(1)، لأنها نكبت عن مهبها، أي انحرفت ومالت، وجمعها نكب، مثل حمراء وحمر. وقد نكبت تنكب نكوبا، على وزن دخلت تدخل دخولا.
(وخسأت الكلب أخسؤه)(2) خسأ مقصور مهموز: أي طردته وأبعدته، فأنا خاسىء، والكلب مخسوء.
(وفلج الرجل على خصمه يفلج)(3) بضم اللام في المستقبل، ومصدره فلج(4) بفتح الفاء وسكون اللام: إذا غلبه بالحجة وظهر عليه بها. والاسم الفلج بضم الفاء وسكون اللام، وهو الظفر والظهور على الخصم. والرجل فالج و الخصم مفلوج عليه. والخصم: هو الذي يخاصمك.
(ومذى الرجل يمذي)(5) مذيا، فهو ماذ، على مثال رمى يرمي رميا، فهو رام: إذا خرج من ذكره المذي عند ملاعبة المرأة، أو التقبيل، أو ذكر الجماع، وهو ملء رقيق أرق من المني، فإذا كثر خروج ذلك، فهو رجل مذاء بالتشديد على وزن فعال.
__________
(1) الأنواء 160، والكامل 2/953، والريح 67، والعين (نكب) 5/385.
(2) الهمز 19، وفعلت وأفعلت للزجاج 130، والمنتخب 299/1، والصحاح (خسأ) 47/1، ونقل صاحب تحفة المجد الصريح (112/أ) عن صاحب الموعب عن قطرب وابن الدهان أنه يقال: "أخسأته" بالهمز.
(3) وأفلج بمعنى فلج لغة حكاها غير واحد من أئمة اللغة. ينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 72، وما جاء على فعلت وأفعلت للجواليقي 59، والأفعال للسرقسطي 4/6، والجمهرة 1/487، والمحيط 7/111 (فلج).
(4) وفلجا أيضا بالتحريك، وفلجة. ينظر: الجمهرة (فلج) 1/487، وابن درستويه 174، والأفعال للسرقسطي 4/6، ولابن القطاع 2/466.
(5) وأذى بالألف لغة حكاها قطرب في الفرق 79، وقال الأصمعي في كتاب خلق الإنسان 86: "وأمذى في كلام العرب أكثر" وينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 88، والفرق لثابت 52، وما جاء على فعلت وأفعلت للجواليقي 69، والأفعال للسرقسطي 4/144، والعين 10/204، والجمهرة 3/1258، والصحاح 6/2491 (مذى).(13/6)
(ورعبت الرجل أرعبه)(1) بفتح العين، رعبا بسكونها وفتح الراء: إذا أفزعته وخوفته تخويفا شديدا. والاسم الرعب بضم الراء، فأنا راعب، والرجل مرعوب.
(ورعدت السماء من الرعد، وبرقت من البرق): إذا هاج رعدها وبرقها، فهي ترعد وتبرق بالضم فيهما، رعدا وبرقا، وهي راعدة [20/أ] وبارقة. والرعد والبرق معروفان، فالرعد: هو الصوت الهائل الذي يسمع من السحاب. والبرق: هو الضوء الذي يلمع في آفاق السماء(2)، أي جوانبها، وقيل: هو نار تنقدح من السحاب إذا ماس بعضه بعضا(3).
(وكذلك رعد الرجل وبرق) بغير ألف أيضا: إذا أوعد وتهدد، وهما مستعاران من رعد السحاب وبرقه(4)، لأنهما هائلان مخوفان.(وقد يقال) في هذا: (أرعد الرجل، وأبرق)(5)، على أفعل. ومنه قول الكميت(6):
(أرعد وأبرق يا يزيـ
ـد فما وعيدك لي بضائر)
أراد يزيد بن عبد الملك بن مروان(7)
__________
(1) إصلاح المنطق 225، وأدب الكاتب 373، وتمام فصيح الكلام لابن فارس 16، وتثقيف اللسان 179، والصحاح (رعب) 1/136.
(2) ش: "في الآفاق من السماء".
(3) القول في تفسير القرطبي 1/152، والكليات 246.
(4) ينظر: الأساس (برق) 20.
(5) هذا الذي عليه أكثر أئمة اللغة من جواز "رعد وأرعد، وبرق وأبرق" في السحاب والوعيد، إلا الأصمعي فكان ينكر "أرعد وأبرق" في الأمرين، واحتج عليه ببيت الكميت الوارد في المتن، فقال: الكميت ليس بحجة. وهذه المسألة مبسوطة في كتب اللغة والأدب، ينظر: فعل وأفعل للأصمعي 507، وإصلاح المنطق 226، وأدب الكاتب 374، والكامل للمبرد 3/1237، وفعلت وأفعلت للزجاج 6،42، ومجالس العلماء 109، والاشتقاق 447، والتنبيهات 245، ورسالة الغفران 354، الخصائص 3/293، والموشح 254، والعين 2/33، والتهذيب 2/207، والصحاح 2/475 (رعد).
(6) ديوانه 1/225.
(7) كذا وفي شرح أبيات إصلاح المنطق 367، وابن ناقيا 1/44، وابن هشام 64، وموطئة الفصيح 382، هو يزيد بن خالد القسري.
ويزيد بن عبد الملك بن مروان، أحد خلفاء الدولة الأموية، ولي الخلافة بعد وفاة عمر بن عبد العزيز سنة 101هـ، ومات في أربد بالأردن سنة 105هـ.
جمهرة النسب 127، وجمهرة أنساب العرب 85، والكامل لابن الأثير 4/165، وتاريخ الخلفاء 197.(13/7)
. فـ"أرعد وأبرق" أمر من أرعد وأبرق، كما يقال أكرم في الأمر من أكرم، ويقال في مستقبلهما: يرعد ويبرق بضم أولهما وكسر ثالثهما، ومصدرهما إرعاد وإبراق. والوعيد: هو التخويف. وكذلك التهديد والتهدد: هما التخويف أيضا(1). ويقال منهما: أوعد فلان فلانا وهدده وتهدده، إذا خوفه،ولا يستعمل الوعيد إلا في الشر خاصة. وقوله: "بضائر" أراد أن تخويفك إياي ليس بضار لي.
(وهرقت الماء)(2): أي صببته ودققته، (فأنا أهريقه) بضم الألف وفتح الهاء، والمصدر هراقة بكسر الهاء، فأنا مهريق، والماء مهراق بضم الميم وفتح الهاء منهما. (وإذا أمرت [20/ب] قلت: هرق ماءك)، وكذلك (أرقت الماء، فأنا أريقه إراقة) فأنا مريق، والماء مراق. (وإذا أمرت قلت: أرق ماءك، وهو الأصل). قال أبو سهل: يعني أن الهاء من هرقت أصلها همزة(3)
__________
(1) قوله: "وكذلك التهديد.... أيضا" ساقط من ش.
(2) غلط ابن درستويه 163 ثعلبا لجعله "هرق" في هذا الباب، وقال: "وإنما هرقت من باب أفعلت بالألف عند الجميع النحويين". قلت: إنما ذكر ثعلب "هرق" في هذا الباب وإن كان أصله رباعيا من "أراق" بعد الإعلال والإبدال، لأن لفظه في الحال ثلاثيا، وإن كان في الأصل ليس من الباب، أو لأن في "هرقت" بهذه الصورة لغة أخرى هي: "أهرقت" فأراد أن يبين الأفصح منهما. وهذه الأخيرة أشار إليها سيبويه بقوله: "وأما هرقت.... فأبدلوا مكان الهمزة الهاء، كما تحذف استثقالا لها، فلما جاء حرف أخف من الهمزة لم يحذف في شيء ولزم لزوم الألف في ضارب.... وأما الذين قالوا: أهرقت، فإنما جعلوها عوضا من حذفهم العين، وإسكانهم إياها..." الكتاب 4/285. وينظر: ليس في كلام العرب 367ن والأفعال للسرقسطي 1/129، والبصائر والذخائر 1/121، والممتع في التصريف 1/171، والمفصل للزمخشري 427، والتهذيب 5/396، والصحاح 4/1569، والتاج 7/93 (هرق) وفي هذا الأخير تفصيل واسع لللمسألة، ونقول عن بعض شراح الفصيح، ومنهم أبو سهل الهروي.
(3) القلب والإبدال 25، ودقائق التصريف 365، والإبدال والمعاقبة 29، والإبدال 2/569.(13/8)
، وهي مبدلة منها للتخفيف وكثرة الاستعمال، والأصل: أرقت، كما قالوا في القسم: هيم الله وأيم الله(1)، وهياك وإياك(2). وإنما ذكر ثعلب – رحمه الله – هرقت وأرقت في هذا الباب على اللفظ بهما بعد إبدال رهرقت وإعلال أرقت، ولو ذكرهما على أصلهما لوجب أن يذكرهما في باب أفعل. وقد بينت هذا في "شرح الكتاب"، وأنت تقف عليه منه(3) – إن شاء الله -.
(وصرفت القوم)(4) أصرفهم صرفا: إذا رددتهم إلى مواضعهم التي جاءوا منها، فأنا صارف وهم مقصورون. (وصرفت الصبيان) من الكتاب: إذا سرحتهم(5) (وصرف الله عنك الأذى): إذا أذهبه ورده عنك.
(وقلبت القوم)(6) أقلبهم قلبا: إذا رددتهم إلى أوطانهم، مثل صرفتهم، فأنا قالب، وهم مقلوبون. (و) قلبت (الثوب): إذا جعلت أعلاه أسفله وباطنه ظاهره. والقلب: صرف الشيء من جهة إلى جهة أخرى.
__________
(1) القلب والإبدال 25، والإبدال 2/571.
(2) القلب والإبدال 25، ودقائق التصريف 365، والإبدال 2/569.
(3) "منه" ساقطة من ش.
(4) ما تلحن فيه العامة 101، وإصلاح المنطق 226، وأدب الكاتب 374، وفعلت وأفعلت للزجاج 135، وليس في كلام العرب 33، وتقويم اللسان 130، وتصحيح التصحيف 112، وذكر المرزوقي (21/ب) أن العامة مولعة بـ"أصرف".
(5) لا يزال هذا التعبير مستخدما بهذا المعنى في مدارسنا اليوم.
(6) إصلاح المنطق 226، وأدب الكاتب 374، وفعلت وأفعلت للزجاج 139، وتثقيف اللسان 180، وتقويم اللسان 152، وتصحيح التصحيف 121. و"أقلبه" لغة ضعيفة حكاه ابن سيده عن ا للحياني. المحكم (قلب) 6/285.(13/9)
(ووقفت الدابة أقفها)(1) وقفا: إذا منعتها وحبستها عن السير. وإذا أمرت قلت: (قف دابتك)، مثل زن. (ووقفت أنا) أقف وقوفا، أي ثبت [21/أ] مكاني قائما وامتنعت عن المشي.
(ووقفت وقفا للمساكين)، أي تصدقت عليهم بشيء، وحبسته عليهم، ومنعت من بيعه. والفاعل من هذا كله واقف، والمفعول له موقوف.
(ومهرت المرأة من المهر)(2)، وهو الصداق: إذا أعطيتها إياه، أو جعلته لها، أو سميته عند عقدك نكاحها، فأنا أمهرها بالفتح، مهرا، وأنا ماهر، وهي ممهورة. قال الأعشى(3):
ومنكوحة غير ممهورة
وأخرى يقال له فادها
(ومهرت العلم) أمهره (مهورا) مهارة: إذا حذقته وعلمته، فأنا ماهر فيه وبه.
__________
(1) إصلاح ا لمنطق 226، وأدب الكاتب 374، وفعلت وأفعلت للزجاج 142، وتقويم اللسان 182، وتصحيح التصحيف 140، ويقال أيضا: "أوقف" وهي لغة تميمية حكاها الكسائي، ووصفها بالرداءة، وأنكرها الأصمعي. نيظر: الغريب المصنف (135/أ، والأفعال لابن القوطية 155، 157، ولابن القطاع 3/293، والتهذيب 9/333، والمصباح 256، (وقف). قال ابن الأنباري: "لا تثبت الألف في شيء من هذا الباب إلا في حرفين: أوقفت المرأة: جعلت لها وقفا، وهو السوار من الذبل، وتكلم فلان بكلام ثم أوقف، أي قطع الكلام" شرح القصائد السبع 18.
(2) قال ابن درستويه 182: "والعامة تقول: أمهرت المرأة بألف، وللعرب لغتان مرويتان، مهرت على فعلت، وأمهرت على أفعلت". قال في المصباح (مهر) 223: "والثلاثي لغة تميم، وهي أكثر استعمالا". وينظر: الغريب المصنف (131/ب)، وفعلت وأفعلت للزجاج 87، والأفعال للسرقسطي 4/139، ولابن القطاع 3/162، والجمهرة 3/1258، والصحاح 2/821، والمحيط 3/485، والقاموس 615 (مهر).
(3) ديوانه 125.(13/10)
(وعلفت الدابة أعلفها)(1) علفا، على مثال ضربتها أضربها ضربا: إذا أطعمتها العلف مفتوحة اللام، وهو ما جرت عادتها بأكله، من قت(2) أو تبن أو شعير، أو نحو ذلك، وأنا عالف، هي معلوفة. وقال الشاعر(3):
إذا كنت في قوم عدى لست منهم
فكل ما علفت من خبيث وطيب
عدى مكسور الأول مقصور: أي أعداء.
__________
(1) إصلاح المنطق 227، 268، وأدب الكاتب 373، والجمهرة (علف) 2/937، وتصحيح التصحيف 115ن ودرة الغواص 90، و"أعلفتها" بالألف لغة أخرى. ينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 65، والأفعال للسرقسطي 1/198، وتحفة ا لمجد (123/ب)، والمصباح (علف) 161.
(2) القت: العلف ا لرطب. ا للسان (قتت) 2/71.
(3) هو خالد بن نضلة، أو زرارة بن سبيع، أو دودان بن سعد الأسدي، كما في: البيان والتبيين 3/250، والحيوان 3/103، والحماسة البصرية 2/56، وشرح أبيات إصلاح المنطق 268، والاقتضاب 3/222، واللسان (عدى) 15/35، والبيت بلا نسبة في إصلاح المنطق 99، وأدب الكاتب 373، والحماسة لأبي تمام 1/209، والتنبيهات185، والكامل للمبرد 1/409، والمجمل (عدو) 2/654.(13/11)
(وزررت علي قميصي)(1) أزره زرا، فأنا زار، والقميص مزرور: إذا أدخلت زره في عروته(2)، وهما معروفان. وتقول إذا أمرت من ذلك: (ازرر عليك قميصك) بضم الألف والراء الأولى وإظهار [21/ب] التضعيف، (وزره وزره وزره)(3) بالتضعيف وفتح الراء وضمها وكسرها، (مثل مد ومد ومد)، فالفتح لأنه أخف الحركات، والضم لإتباع آخره حركة ما قبله، والكسر على أصل التقاء الساكنين.
(ونشدتك الله، وأنا أنشدك الله)(4) بضم الشين، نشدا بسكونها وفتح النون، ونشدة ونشدانا بكسر النون: إذا سألتك بالله وحلفتك به، وأنا أسألك بالله، كأنك ذكرته إياه، وأنا ناشد، والرجل منشود بالله.
__________
(1) قال ابن درستويه 185: "والعامة تقول: أزرت القميص بالألف، وهو خطأ". وينقض هذا قول ابن دريد في الجمهرة (زرر) 1/120: "وزررت القميص وأزررته زرا وإزرارا لغتان فصيحاتان، ذكرهما أبو عبيدة وأجازهما أبو زيد". وحكاهما الزجاج في فعلت وأفعلت 47 تحت باب فعلت وأفعلت والمعنى مختلف فقال: "وزر عليه القميص شد زره، وأزرت القميص إزرارا جعلت له زرا". وينظر: المنتخب 2/476، والأفعال للسرقسطي 3/444، والمحيط 9/8،واللسان 4/321 (زرر).
(2) عروة القميص: مدخل زره. اللسان (عرو) 15/45.
(3) قال ابن بري: "هذا عند البصريين غلط، وإنما يجوز إذا كان بغير الهاء نحو قولهم: زر وزر وزر.... فأما إذا اتصل بالهاء ضمير المذكر، كقولك: زره فإنه لا يجوز فيه إلا الضم، لأن الهاء حاجز غير حصين، فكأنه قال زروه، والواو الساكنة لا يكون ما قبلها إلا مضموما".
(4) فعلت وأفعلت للزجاج 92، وابن درستويه 186، وتثقيف اللسان 426، وفي الجمهرة 3/1265: "وأنشدتك الله وأنشدت الشعر لا غير". وينظر: اللسان (نشد) 3/422.(13/12)
(وحش علي الصيد)(1): إذا أمرته أن يصرفه ويطرده إليك، أي احصره من النواحي، وضمه إلي. والصيد: اسم لما يؤخذ من الوحوش(2) والطير مم لا أنس له، ولا تألف بالناس. (وقد حاشه علي يحوشه حوشا) وحياشة(3)، فهو حائش، والصيد محوش: إذا جاءه من حواليه ونواحيه، ليصرفه ويطرده إليك، أو إلى(4) الحبالة، لتصيده.
(ونبذت النبيذ أنبذه)(5) بالكسر،،نبذا: إذا اتخذته وعملته، فأنا نابذ، والمعمول نبيذ، وهو فعيل في تأويل مفعول. والنبيذ: هو كل ما عمل من الزبيب والتمر والعسل وغير ذلك، أو من ماء العنب المطبوخ، إذا غلا واشتد. وأصله من النبذ، وهو الطرح. وأما الخمر [22/أ] فإنها ماء العنب وحده الني المشتد، وأخذت من المخامرة، وهي المخالطة، لأنها تخامر العقل، أي تخالطه، فتغلب عليه(6).
__________
(1) قال ابن دريد في الجمهرة (حوش) 1/539: "وحشت الصيد أحوشه حوشا: أي جمعته، لا يقال: أحشته،وإن كان العامة قد أولعت به" ثم ذكر في مكان آخر من الجمهرة 3/1295 أنها لغة عن أبي زيد، وزاد عنه "أحوشت" لغة أخرى. وفي المحيط لابن عباد (حوش) 3/147: "حوشته وأحشته" لغتان تقولهما تميم. وحكى اللغات الثلاث عن ثعلب ابن سيده في المحكم (حوش) 3/357. وينظر: أدب الكاتب 40، والأفعال للسرقسطي 1/335، والصحاح (حوش) 3/1002.
(2) ش: "الوحش".
(3) وحياشا أيضا. المحكم (حوش) 3/357.
(4) ش: "وإلى".
(5) إصلاح المنطق 225، وأدب الكاتب 372، وفعلت وأفعلت للزجاج 141، وتقويم اللسان 178، وتصحيح التصحيف 129، والصحاح (نبذ) 2/571. قال الفارابي: "وأنبذ نبيذا: لغة ضعيفة في نبذ" ديوان الأدب 2/294، وينظر: الأفعال لابن القطاع 3/256، واللسان 3/511، والتاج 2/580 (نبذ).
(6) المقاييس 2/215.(13/13)
(ورهنت الرهن)(1) بالفتح، رهنا: إذا تركته وأثبته عند المرتهن بكسر الهاء، وهو الذي يأخذ الرهن، فأنا راهن والشيء مرهون، والرجل موهون عنده. والرهن: معروف، وهو ما يثبت ويوضع عند الإنسان على ما تستسلفه(2) منه، أو على أمر يفعله لك ليحتبسه عنده بحقه إلى أن يوفاه، أو يفعل له ما جرت الموافقة عليه. وجمعه رهان ورهن(3) أيضا بضم الراء والهاء. وقيل: رهن جمع رهان، مثل فراش وفرش، فيكون جمع جمع(4).
__________
(1) وأرهنت لغة أخرى، ذكر ابن درستويه 188 أن العامة مولعة بها، وأنكرها الأصمعي. ينظر: إصلاح المنطق 231، وأدب الكاتب 357، والاقتضاب 2/163، والمحيط 3/474، والصحاح 5/2128، والمحكم 4/215 (رهن).
(2) ش: "يستسلفه".
(3) قال الاخفش: "وهي قبيحة، لأن فعلا لا يجمع على فعل إلا قليلا شاذا" معاني القرآن 1/190، وينظر: العين 4/44، والصحاح 5/2128 (رهن)، وتفسير القرطبي 3/263.
(4) معاني القرآن للفراء 1/188، وللأخفش 1/191، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/367. قال ابن سيده: "وليس رهن جمع رهان، لأن رهانا جمع، وليس كل جمع يجمع، إلا أن ينص عليه بعد أن لا يحتمل غير ذلك".(13/14)
(وخصيت الفحل)(1)، وهو الذكر من الإبل والبقر والشاء، وغيرها، فأنا أخصيه خصيا وخصاء أيضا بالمد وكسر الخاء، وأنا خاص، وهو مخصي، على مثال مرمي: إذا شققت عن خصيتيه، وهما بيضتاه، وسللتهما من موضعهما(2). (وبرئت إليك من الخصاء والوجاء)(3) بكسر أولهما مع المد، أي برئت إليك من هذين العيبين اللذين أحدثتهما الخصاء والوجاء. والوجاء في الدواب: أن ترض البيضتان وعروقهما حتى تنفضخ(4).
(ونعشت الرجل أنعشه)(5) بالفتح نعشا، فأنا ناعش، وهو منعوش: إذا آسيته، أو أغنيته بعد فقر، أو نصرته بعد ظلم، أو أخذت بيده من عثرة، أو رفعته(6) مت صرعة.
__________
(1) ما تلحن فيه العامة 133، وابن درستويه 189، والزمخشري 62.
(2) قوله: "وسللتهما من موضعها" ساقط من ش.
(3) خلق الإنسان للحسن بن أحمد 122، والأساس 113، واللسان 14/231 (خصى) وفي الحيوان 1/130: "ويقال برئت إليك من الخصاء والوجاء، ولا يقال ذلك إلا لما كان قريب العهد لم يبرأ، فإذا برئ لم يقل له".
(4) أي تنشدخ. اللسان (فضخ) 3/45. وينظر: الحيوان 1/130.
(5) إصلاح المنطق 225، وأدب الكاتب 374، وتثقيف اللسان 180، وتقويم اللسان 178، وتصحيح التصحيف 133، والصحاح (نعش) 3/1021.
وحكى أبو عبيد في الغريب المصنف (133/ب) عن ا لكسائي: "نعشه الله وأنعشه" لغتان. وفي أفعال السرقسطي 3/118، ابن القطاع 3/213 "أنعشه" لغية. قال ابن دريد في الجمهرة (نعش) 2/871: "ولا تلتفت إلى قول العامة: أنعشه، فإنه لم يقله أحد". وفي شرح موطئة الفصيح 475 احتجاج واسع لفصاحة "أنعشه". وينظر: العين 1/259، والمجمل 2/875، والمحيط 1/290، والمحكم 1/230 (نعش).
(6) ش: "من عثرة أو وقعة".(13/15)
(وحرمت الرجل عطاءه أحرمه)(1) بالكسر: أي منعته إياه، حرما بفتح الحاء وسكون الراء، وحرما(2) وحرمة بكسر الراء، وحرمانا بكسر الحاء وسكون الراء، وحريمة. وأنا حارم وهو محروم.
(وحللت من إحرامي أحل)(3) بكسر الحاء، والمصدر حل بكسرها أيضا، وحلال بفتحها. وأنا حال: أي صرت حلالا، لأني قضيت فروض الإحرام بالحج، فحل لي كل شيء كنت امتنعت منه لأجل الإحرام.
__________
(1) "وأحرمت" لغة وصفت بأنها غير جيدة في التهذيب (حرم) 5/46، ووليست بالعالية في المحكم (حرم) 3/247، وذكرت من غير وصف مستواها في الغريب المصنف (132/أ)، وأدب الكاتب 438ن وفعلت وأفعلت للزجاج 27، وديوان الأدب 2/328، والأفعال للسرقسطي 1/331، وما جاء على فعلت وأفعلت 36، والصحاح (حرم) 5/1897.
(2) وحرما وحرما أيضا. الجمهرة 1/225، والمحكم 3/247 (حرم).
(3) "وأحللت " لغة أخرى. ينظر: الغريب المصنف (132/ب)، وأدب الكاتب 437، وفعلت وأفعلت للزجاج 23، وديوان الأدب 3/162، والأفعال لابن القطاع 1/244، والجمهرة 1/101، 3/1246، والصحاح 4/1674، واللسان 11/166 (حلل).(13/16)
(وحزنني الأمر يحزنني)(1) بضم الزاي، حزنا بسكونها، وضم الحاء(2): أي غمني، فهو حازن، وأنا محزون. وفي التنزيل: {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ}(3). والحزن والحزن(4): الغم.
(وشغلني عنك أمر يشغلني)(5) بالفتح، شغلا بفتح الشين، والشغل بضمها: الاسم، أي قطعني وحال بيني وبينك أمر صرفني عنك إلى غيرك، فهو شاغل لي، وأنا مشغول عنك.
__________
(1) "حزنني وأحزنني" لغتان فصيحتان، الأولى لغة قريش، والأخرى لغة تميم، وقد بهما جميعا. ينظر: الكتاب 4/56ن 57، ومعاني القرآن للأخفش 1/258، وفعلت وأفعلت للزجاج 24، والأفعال لابن القطاع 1/202ن وتفسير القرطبي 6/118، والعين 3/160، والجمهرة 1/529، والصحاح 5/2098. قال الأصمعي في فعل وأفعل 473: "لا أعرف إلا حزنني يحزنني، والرجل محزون، ولم يقولوا محزن".
(2) في ش: "بضم الحاء وسكون الزاي".
(3) سورة يوسف 13، وبخط المؤلف: "إنه ليحزنني" وهي سهو. وقرأها نافع: {يُحْزِنُنِي} بضم الياء وكسر الزاي، من أحزن رباعيا على لغة تميم، وكذلك في سائر القرآن إلا في قوله تعالى من سورة الأنبياء 103: {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَر} فإنه فتح الياء وضم الزاي كالباقين. ينظر: السبعة 219، وعلل القراءات 1/131، والتيسير 91، والكشف 1/365، والدر المصون 3/494.
(4) بالضم الاسم، وبالفتح المصدر. المصباح (حزن) 51.
(5) ما تحلن فيه العامة 110، وإصلاح المنطق 225، وأدب الكاتب 373، والجمهرة (شغل) 2/873، وتقويم اللسان 126، وتصحيح التصحيف 109. ويقال أيضا: "أشغلني " وهي لغة، ووصفها بعض اللغويين بالردائة. ينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 53، وديوان الأدب 2/324، والأفعال للسرقسطي 2/325، وتثقيف اللسان 288، والصحاح (شغل) 5/1735.(13/17)
(وشفاه الله)(1) من المرض (يشفيه) شفاء بالكسر والمد: إذا عافاه(2)، وأذهب علته. والله الشافي، والرجل [23/أ] مشفي، على مثال مرمي.
(وغاظني الشيء يغيظني) (3)غيظا: أي حملني على أن أغتاظ، وهو افتعل من الغيظ. والغيظ عند قوم: أول الغضب، وقال آخرون: هو أشد من الغضب، وقال آخرون: هو غضب كامن للعاجز(4). وممنه قوله تعالى: {عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظ}(5)، وقال: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}(6). وقال الجبان: غاظني الشيء: إذا غمك وأغضبك، وما لم يجتمع الأمران، لم يقل غاظني(7). والشيء غائظ لي(8)، وأنا مغيظ. وقد غظتني يا هذا، أي فعلت بي(9) ما غضبت منه.
(ونفيت الرجل أنفيه نفيا)(10): إذا طردته وأبعدته من وطنه، فانا ناف، وهو منفي. (و) نفيت (رديء المتاع): إذا نحيته عن جيده.
__________
(1) ابن درستويه 194، وتقويم اللسان 127، وتصحيح التصحيف 110. وفي اللسان (شفى): "ولا يكاد يقال: أشفى إلا في الشر". وفي ا لأفعال لابن القوطية 82: "ويقال في الخير لغة". وينظر: الأفعال للسرقسطي 2/360، ولابن القطاع 2/221، والقاموس (شفى) 1677.
(2) ش: "عافاه الله".
(3) ش: "يغيظني بفتح الياء" وينظر: أدب الكاتب 375، وتثقيف اللسان 179، وتصحيح التصحيف 116، والصحاح (غيظ) 3/1176. وفي التهذيب (غيظ) 8/174: "وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: غاظه وأغاظه، وليست بالفاشية".
(4) تنظر هذه الأقوال في: الجمهرة 2/932، والصحاح 3/1176، والمحكم 6/9، والمفردات 619 (غيظ).
(5) سورة آل عمران 119.
(6) سورة الفتح 29.
(7) الجبان 120.
(8) "لي" ساقطة من ش.
(9) "بي" ساقطة من ش.
(10) فعلت وأفعلت للزجاج 141، وابن درستويه 196، والصحاح (نفى) 6/2513.(13/18)
(وزوى وجهه عني يزويه زيا: إذا قبظه)(1)، أي جمع جلدته، فهو زاو، والوجه مزوي. ومنه قول الأعشى(2):
(يزيد يغض الطرف دوني كأنما
زوى بين عينيه علي المحاجم)
وقيل: معنى زوى وجهه: أي لواه، وصرفه عني(3).
(وبردت عيني أبردها)(4) بالضم، بردا: إذا كحلتها بالبرود، على فعول بفتح الفاء، وهو كحل يبرد حرارة ألم العين، فأنا بارد، والكحل بارد(5) أيضا، والعين مبرودة.
(وبرد الماء حرارة جوفي يبردها)(6) بالضم أيضا، بردا: إذا أزالها وأذهبها، (وينشد هذا البيت) وهو لمالك بن الريب(7) [23/ب]:
(وعطلوا قلوصي في الركاب فإنها
ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا)
__________
(1) فعلت وأفعلت للزجاج 133، وابن درستويه 197. وفي تجفة المجد الصريح (136/أ): "حكى المطرز في شرحه عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه يقال: زوى، وأزوى، وزوى بالتشديد لغة أخرى. قال: والأولى أفصح".
(2) ديوانه 129، ويليه:
فلا ينبسط من بين عينيك ما انزوى ولا تلقني إلا وأنفك راغم
ويزيد المذكور هو: يزيد بن مسهر الشيباني، والأعشى يهجوه. ينظر: الكامل للمبرد 2/824.
(3) الأفعال لابن القوطية 289، وللسرقسطي 3/481، والتهذيب (زوى) 13/277.
(4) فعلت وأفعلت للزجاج 127، والجمهرة (برد) 1/295ن و"أبردته" لغة أخرى، وصفت بأنها دريئة. ينظر: الصحاح (برد) 2/445، والأفعال لابن القطاع 1/69.
(5) قوله: "والكحل بارد" ساقط من ش.
(6) المقاييس (برد) 1/241.
(7) ديوانه 95ن والبيت من قصيدته المشهورة التي مطلعها:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجنب الغضى أزجي القلاص النواحيا
ومالك بن الريب هو ابن حوط بن قرط بن حسل المازني التميمي، شاعر إسلامي، كان من قطاع الطريق، فرآه سعيد بن عثمان بن عفان بالبادية، في طريقه بين المدينة والبصرة، وهو ذاهب إلى خراسان حين ولاه معاوية عليها، فتاب على يديه واصطحبه معه إلى خراسان، وشارك في فتح سمرقند، مات بخراسان سنة 60هـ. الشعر والشعراء 1/270، والأمالي 3/135، ومعجم الشعراء 364.(13/19)
القلوص بفتح القاف: الفتية من الإبل، وهي الشابة، بمنزلة الجارية من النساء(1). وقوله: "عطل" معناه: اترك، أي اتركها من الركوب، والركاب: اسم للإبل التي تركب. والبواكي: جمع باكية، وهن النساء اللاتي يبكين، وتبكي بضم التاء، مستقبل أبكت: إذا عملت بهن عملا يبكين منه.
ومعنى البيت: عطل قلوصي عن الركوب، إذا قدمت على قومي، فإنهم إذا رأوها كذلك أيقنوا بموتي، فيبرد ذاك(2) أكباد أعدائي، ويبكي من يجد(3) لفقدي.
(وهلت عليه التراب)(4) أهيله هيلا: إذا ذروته أو حثوته عليه، أوأرسلته إليه، كما يهال على الميت عند دفنه، وأنا هائل، والتراب مهيل بفتح الميم، والميت مهال عليه بضمها(5).
__________
(1) الصحاح (قلص) 3/1054.
(2) ش: "ذلك".
(3) أي يحزن.
(4) و"أهلت" بالألف لغة أخرى. ينظر: الغريب المصنف (133/أ) وفعلت وأفعلت للزجاج100، وديوان الأدب 3/426، والأفعال لابن القطاع 3/362، والمحيط 4/63، والصحاح 5/1855، والمحكم 4/276، والنهاية 5/288 (هيل) وذكر الزمخشري 69 أنها لغة أخرى.
(5) وفعله أهال بالألف، على اللغة الأخرى.(13/20)
(وفض الله فاه)(1) يفضه فضا، وهو دعاء على الإنسان، ومعناه: فرق أسنانه وكسرها، والله جل وعز الفاض، والفم مفضوض، والفم هاهنا: الأسنان. (ولا يفضض الله فاك)(2) بفتح الياء وسكون الفاء وضم الضاد الأولى، وهذا دعاء له ببقاء أسنانه.
(وقد ودج دابته يدجها)(3) دجة بكسر الدال، و(ودجا) بسكونها: إذا قطع ودجها بفتح الدال، وهو عرق في عنقها، وهما ودجان من جانبي العنق. والودج للدابة بمنزلة الفصد للإنسان، والفاعل وادج، والدابة مودوجة، وإذا [24/أ] أمرت، قلت: (دج دابتك)، على مثال زن.
__________
(1) في غريب الحديث لابن قتيبة 1/360: "والعوام تقول: يفضض الله، وهو خطأ، وإنما يقال: يفضض بفتح الياء وضم الضاد ا لأولى، لأنه من فض يفض". وينظر: أدب الكاتب 375، والزاهر 1/274، والصحاح (فضض) 3/1098.
(2) قاله النبي صلى الله عليه وسلم للنابغة الجعدي، وقد أنشده قصيدته الرائية. ينظر: الحديث والحكم عليه وتفصيل الخبر في: غريب الحديث لابن قتيبة 1/359، وغريب الحديث للخطابي 1/190، والاستيعاب 3/554، والفائق 3/123، والنهاية 3/453، والإصابة 3/509، ومجمع الزوائد 8/217، ورسالة أبي اليمن الكندي 80، وهي تختص باللقاء الذي تم بين الرسول صلى الله عليه وسلم والنابغة الجعدي، ونشرت في مجلة التوباد (العدد: الثالث عشر، ربيع الأول 1412هـ).
(3) قال ابن درستويه 201: "ذكره، لأن العامة تقول: ودج دابته بالتشديد، وهو خطأ، إلا أن يراد به مرة بعد أخرى، فيشدد للتكثير، فتقول العامة أيضا في الأمر: ودج دابتك وأردجها، وهو خطأ". و"ودج" لغة في الجمهرة 1/452، والمحكم 7/371 (ودج).(13/21)
(ووتد وتده)(1) فهو (يتده) تدة بكسر التاء، ووتدا بسكونها: إذا أثبته ودقه في أرض أو حائط، وهو واتد، والوتد موتود، وإذا أمرت، قلت: (تد وتدك)، مثل زن(2). والوتد مكسور التاء لا غير(3).
(وقد جهد دابته)(4) ونفسه(5) (يجهدها) بالفتح، جهدا، فهو جاهد، وهي مجهودة: (إذا حمل عليها فوق طاقتها في السير)، أو في الحمل، أو غير ذلك.
(وفرضت له أفرض)(6) بالكسر (فرضا): أي جعلت له في الديوان عطاء، وأثبت له فيه رسما يأخذه في أوقات معلومة، وأنا(7) فارض، والشيء مفروض، والرجل مفروض له.
(وصدت الصيد أصيده)(8) صيدا: أي أخذته وظفرت به، فأنا صائد، وهو الصيد. والصيد يقع على الواحد والجمع.
__________
(1) فعل وأفعل للأصمعي 507، وأدب الكاتب 373، وفي فعلت وأفعلت للزجاج 93: "وتدت الوتد وأوتدته" لغتان بمعنى واحد. وينظر: ما جاء على فعلت وأفعلت 73ن و الأفعال للسرقسطي 4/221، والقاموس (وتد) 413.
(2) قوله: "مثل زن" ساقطة من ش.
(3) حكى ابن السكيت في إصلاح ا لمنطق 100، والجوهري في الصحاح (وتد) 2/547، و"والوتد" بالفتح. قال الفارابي: "وهي أردأ اللغتين" ديوان الأدب 3/214.
(4) وأجهدها لغة أخرى. ينظر: أدب الكاتب 435، فعلت وأفعلت للزجاج 18، وما جاء على فعلت وأفعلت 32، وديوان الأدب 2/291، والأفعال لابن القوطية 47، ولابن القطاع 1/147، والصحاح (جهد) 2/460.
(5) "ونفسه" ساقطة من ش.
(6) في التهذيب (فرض) 12/14: "وقال الأصمعي: يقال: فرض له في العطاء يفرض فرضا. قال: وأفرض له، إذا جعل له فريضة". وفي الصحاح (فرض) 3/1097: "وفرضت الرجل وأفرضته، إذا أعطيته". وينظر: ديوان الأدب 2/306، والأفعال لابن القطاع 2/455.
(7) ش: "فأنا".
(8) ابن درستويه 204، والزمخشري 71.(13/22)
(وقرح البرذون)(1) بفتح الراء (يقرح) ويقرح بفتحها وضمها (قروحا) على فعول، مثل دخول، فهو قارح: إذا بلغ منتهى سنه، وألقى سنه التي تلي الرباعية، وهي التي ينبت مكانها نابه، وذلك حين يمضي(2) له من عمره خمس سنين ويدخل في السادسة(3). والبرذون من الخيل: الثقيل في جسمه، البطيء في جريه، القصير العنق، الذي ليس له [24/ب] جري كجري العراب(4).
باب فعل – بضم الفاء(5)
ترجم ثعلب – رحمه الله – هذا الباب بهذه الترجمة، وذكر فيه فصولا مخالفة لها في الأوزان، فمنها ما هو على وزن أفعل وافتعل وانفعل، لكنها كلها مضمومة الأوائل أيضا، إذا ابتدئ بها، فلذلك ذكرها مع فعل، لأن فصوله كلها أفعال لمفعولين لم يسم فاعلوهم، وذكر فيه أيضا فصولا مفتوحة الأوائل قد سمي فاعلوها، لتعلقها بما قبلها، مم أوله مضموم، كما ذكر أيضا في باب فعلت بكسر العين، مما خالف به ترجمته، لاشتراك الفصول في الحروف، وليعرف الفرقان بين معانيها، وقد تقدم ذكرها(6).
وقد ميزت هذه الفصول التي أوردها مخالفة لتراجم الأبواب التي هي فيها، وفصلتها في الكتاب الذي عملته لك قبل هذا المترجم بـ"كتاب تهذيب الفصيح" فأما هذا فإني لم أغير شيئا من جميع أبوابه وفصولها عن نظم الأصل وترتيبه، وذكرتها كلها على ما هي مثبتتة فيه، وبالله التوفيق[25/أ].
__________
(1) أدب الكاتب 373.
(2) ش: "تمضي".
(3) الخيل لأبي عبيدة 152، والصحاح (قرح) 1/395، والمخصص 6/138.
(4) أي الخيول العربية، وقال علي بن داود: "ولا حظ فيها للجري والقتال، وإنما هي بمنزلة البغال، وهي أصبر على الركض وطول السير" الأقوال الكافية 361، وينظر: حيا ة الحيوان 1/168، واللسان (برذن) 13/51.
(5) غرض ثعلب في هذا الباب التنبيه على الأفعال التي لا ترد في الفصحى إلا مبنية للمجهول، نحو: عني وبهت، وليس غرضه – في الواقع- إيراد المبني للمجهول عامة، كضرب وطلب، فهذا مما يضيق عنه الحصر. ينظر: الخصائص 2/219.
(6) ص 354-356.(13/23)
تقول: (عنيت بحاجتك)(1) بضم العين وكسر النون (أعنى بها) بفتح النون عناية، (وأنا بها معني) بتشديد الياء: أي رغبت في قضائها، وقصد لي في ذلك، وأردت به، وجعلت لي بها عناية، أي اهتمام. وقال الحارث بن حلزة(2):
وأتانا من الحوادث والأنبا
ء خطب نعنى به ونساء
وقال الراجز(3):
قد رابني أن الكري أسكتا
لو كان معنيا بنا لهيتا
__________
(1) أدب الكاتب 401، وتثقيف اللسان 171، وتقويم اللسان 136، وتصحيح التصحيف 386، وإتحاف الفاضل 55. وحكى الطوسي وثعلب عن ابن الأعرابي: "عنيت بأمره" بفتح العين وكسر النون. ينظر: الأفعال للسرقسطي 1/315، ولابن القطاع 2/395، والبصائر والذخائر 7/230، والاقتضاب 2/219، 3/241، والتهذيب 3/213، والمحكم 2/178 (عني).
(2) ديوانه 23، وهو: الحارث بن حلزة بن مكروه بن بديد اليشكري، عده ابن سلام في الطبقة السادسة من فحول شعراء الجاهلية، وهو من أهل بادية العراق، وأحد شعراء المعلقات، ارتجل معلقته في الفخر بين يدي عمرو بن هند. توفي نحو سنة 50 قبل الهجرة.
طبقات فحول الشعراء 1/151، والشعر والشعراء 1/127ن والأغاني 11/42، ومجمع الأمثال 2/471.
(3) الرجز بلا نسبة في: ديوان الأدب 2/285، 3/436، وشمس العلوم 2/407، و الأفعال للسرقسطي 3/496، وتفسير القرطبي 9/109، وبصائر ذوي التمييز 5/363، والتهذيب 6/395، 10/49ن والصحاح 1/253، 271، والمحكم 4/273، واللسان 2/43، 106 (سكت، هيت).
والكري: مكري الدواب. وأسكت: انقطع كلامه، فلا يتكلم. وهيت: صاح ودعا.(13/24)
(وقد أولعت بالشيء)(1) بضم الألف، وكسر اللام، فأنا (أولع به) بفتحها، إيلاعا: أي اشتد حرصي عليه وملازمتي له، فأنا (مولع به) بفتح اللام.
(وقد بهت الرجل)(2) بضم الباء، وكسر الهاء، (يبهت) بفتح الهاء. وكذلك جميع ما جاء من فصول هذا الباب على وزن فعل، فإن أول حروف الماضي منها يكون مضموما، وهو فاء الفعل، والحرف الثاني منها يكون مكسورا، وهو عين الفعل(3)، فإذا كان مستقبلا فتحت عين الفعل منه. وبهت الرجل، معناه: تحير ودهش وانقطعت حجته لشيء رآه أو سمعه. ومصدره البهت، على مثال الضرب، والمفعول مبهوت.
__________
(1) أدب الكاتب 402، ونوادر أبي مسحل 1/305، قال ابن درستويه 207: "والعامة تقول إلا ولعت، كأنهم قد أولعوا بمخالفة الفصحاء، إما استثقالا لكلامهم، وإما عجزا عن النطق به، وجهلا بتصريفه" قلت: نطق العامة ليس بخطأ، ولكنها لغة حكاها غير واحد من أئمة اللغة. ينظر: الأفعال لابن القوطية 155، وللسرقسطي 4/225، ولابن القطاع 3/295، والعين 2/250، والجمهرة 2/951، والصحاح 3/1304، والمحكم 2/261، والقاموس 999 (ولع).
(2) بهت الرجل هي اللغة الفصحى، وبها قرأ الجمهور قوله تعالى: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَر} البقرة 258، وذكر ابن جني في المحتسب 1/134 لغات أخرى قرئ بها هي: "بهَت، بهُت، بهِت". وينظر: أدب ا لكاتب 402، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/341، وإعراب القرآن للنحاس 1/323، والأفعال للسرقسطي 4/117، ولابن القطاع 1/88، والاقتضاب 2/219، وإتحاف الفاضل 24ن والجمهرة 3/1276، والمحكم 4/201، والتكملة 1/302 (بهت).
(3) ش: "فإن أوسط حروف الماضي منها يكون مكسورا".(13/25)
(وقد وثئت يده)(1) بالهمز، توثأ وثئا، (وهي(2) موثوءة)، على وزن وضعت توضع وضعا، وهي موضوعة: إذا أصاب [25/ب] عظمها صدع لا يبلغ الكسر، أو انثنى مفصل من مفاصلها من جذبة أو غيرها، فزال عن موضعه شيئا يسيرا، ولم يبلغ الخلع. وقد وثأتها أنا أثؤها وثأ، على مثال وضعتها أضعها وضعا.
(وقد شغلت عنك)(3) أشغل شغلا بفتح الشين، وسكون الغين: أي قطعت بأمر مانع، وأنا مشغول.
(وقد شهر في الناس)(4) يشهر شهرا بفتح الشين، وشهرة بضمها، فهو مشهور: أي عرف وظهر(5) فيهم.
(وقد طل)(6) دم الرجل المقتول يطل طلا، (فهو مطلول).
__________
(1) أدب الكاتب 401ن وتقويم اللسان 182، وتصحيح التصحيف 540، والمزهر 2/233، والصحاح (وثأ) 1/80، وقيل: "وثئت يده ووثأت" بالبناء للمعلوم. ينظر: الألفاظ المهموزة 36، وإتحاف الفاضل 73، واللسان 1/190 والقاموس 69 (وثأ).
(2) في الفصيح والتلويح: "فهي".
(3) والعامة تقول: "أشغلت عنه" بالألف والبناء للمفعول، و"أشغلني عنك كذا" بالألف والبناء للمقلوم". وقد تقدم قبل هذا ص 383. وينظر: ابن درستويه 218.
(4) ذكره، لأن العامة تقوله مبنيا للمعلوم بألف، وكان ينبغي ذكره في باب فعلت بغير ألف، قال الزمخشري 74: "وقد شهر في الناس.... وهو مشهور وشهرته، والعامة تقول: أشهرت، وهو مرذول غير مقبول". وينظر: ثلاثيات الأفعال 119 والمصباح (شهر) 124.
(5) ش: "فظهر".
(6) قال ابن درستويه 219: "والعامة تقول:أطل دمه بألف"، وفي الصحاح (طلل) 5/1752: "وقال أبو عبيدة: فيه ثلاث لغات: طل دمه، وطل دمه، وأطل دمه". وينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 61، وتهذيب الألفاظ 1/275، وما جاء على فعلت وأفعلت 53، و الأفعال للسرقسطي 3/247، وإتحاف الفاضل 50، والجمهرة 1/151، والتهذيب 13/295، وديوان الأدب 3/131، 161، والمحيط 9/131 (طلل).(13/26)
(وأهدر)(1) يهدر إهدارا، (فهو مهدر) بفتح الدال، ومعناهما واحد(2)، وذلك إذا أبطل وأذهب بغير حق، لأنه لم يقتل قاتله، أو لم تؤخذ ديته.
(وقد وقص الرجل)(3) يوقص وقصا: (إذا سقط عن دابته، فاندقت عنقه، فهو موقوص).
(وقد وضع الرجل في البيع يوضع)(4) وضعا ووضيعة. (ووكس)(5) فيه (يوكس) وكسا: إذا أصابه خسران ونقص من رأس ماله، فهو موضوع وموكوس.
__________
(1) والعامة تقول: "هدر دمه" مبني للمفعول بغير ألف. ابن درستويه 220، وتثقيف اللسان 201، وتصحيح التصحيف 501. ويقال: هدر الدم، وهدرته وأهدرته بالبناء للفاعل. وينظر: العين 4/22، والجمهرة 3/1260، والمحيط 3/439، والمحكم 4/181، والقاموس 638 (هدر)، وتهذيب الألفاظ 1/274، والألفاظ الكتابية 16.
(2) فرق بينهما ابن درستويه 220 فقال: "إن بين طل وأهدر فرقا، وهو أن الإهدار إنما هو الإباحة من سلطان أو غيره لدم إنسان ليقتل بغير مخافة من قود أو دية، أو طلب به".
(3) ذكره لأن العامة لا تفرق بين فعل الأوقص الذي قصرت رقبته خلقة، وفعل الموقوص الذي سقط عن دابته فدقت عنقه، يقال في الأول: وقص يوقص وقصا، وهو أوقص. وفي ا لثاني وقص يوقص وقصا فهو موقوص. ينظر: ابن درستويه 221، والصحاح (وقص) 3/1061، وإتحاف الفاضل 74.
(4) والعامة تقول: "وضعت في البيع بفتح الأول" ابن درستويه 222، وفي الزمخشري 75: "والعامة تقول: أوضع" قلت: هما لغتان حكاهما معا الزجاج في فعلت وأفعلت 96، وابن سيده في المحكم (وضع) 2/212، وابن القطاع في الأفعال 3/287. وينظر: المحيط 2/104، والصحاح 3/1300(وضع).
(5) والعامة تقول: "أوكس" ابن درستويه 223، وهما لغتان بمعنى واحد في فعلت وأفعلت للزجاج 96، والمحيط 6/299، والصحاح 3/989 (وكس).(13/27)
(وقد غبن الرجل في البيع)(1) يغبن (غبنا) بسكون الباء، فهو مغبون: أي خدع ونقص وخفي [26/أ] عنه صواب الرأي في البيع فوقع النقص عليه، والغلبة والزيادة لغيره، وسواء كان هو البائع أو المبتاع.
(وغبن رأيه)(2) بفتح الغين، وكسر الباء، ونصب رأيه، يغبن غبنا، بفتح الباء فيهما: إذا نقصه وخفي عنه صواب الرأي أيضا، أي غبن في رأيه(3)، فهو غبين، على فعيل، أي ضعيف الرأي. وليس هذا الفصل من ذا(4) الباب، وإنما ذكره فيه لتعلقه بالفصل الذي قبله في الحروف،وليعرف الفرق بينهما.
(وقد هزل الرجل والدابة يهزل)(5) هزلا وهزالا أيضا بالضم على فعال، فهو مهزول وهزيل: إذا نحل جسمهما(6)، أي نقص لحمه وشحمه من ضر أو مرض، أو غير ذلك.
__________
(1) التهذيب (غبن) 8/148, وقالوا: "غبنه في البيع غبنا" بالبناء للمعلوم.ينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 138، والصحاح (غبن) 6/2172.
(2) ذكره تاليا للفعل السابق، لأن العامة لا تفرق بينهما، قال ابن درستويه 223: "والمعنيان من أصل واحد، إلا أنهم خصوا الفعل الذي للرأي ببناء فعل المنفعل، والذي للبيع ببناء فعل المفعول، للفرق بين المعاني".
(3) الأصل غبن رأي زيد، فلما حول الفعل إلى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه. هذا قول البصريين والكسائي. وقال الفراء: انتصب على التمييز، وترك على إضافته ونصب كنصب النكرة تشبيها بها. ينظر: الصحاح (سفه) 6/2234، 2235.
(4) ش: "هذا".
(5) والعامة تقول: "هزل" بفتح أوله وضم ثانيه. ابن درستويه 224، وتقول أيضا: "أهزلت دابتي بألف. إصلاح المنطق 226،والزمخشري 76، ونثقيف اللسان 179، وتصحيح التصحيف 137، وفي أفعال ابن القطاع 3/345: "وأهزلت الدابة لغة", قال ابن الأثير: "وليست بالعالية" النهاية 5/263.
(6) ش: "جسمه".(13/28)
(وقد نكب الرجل)(1) ينكب نكبا ونكبا بسكون الكاف وفتحها (فهو منكوب): إذا عثر أو أصابته(2) نكبة من نكبات الدهر، أي جائحة وحادثة، فأذهبت ماله وغيرت حاله.
(وقد حلبت ناقتك وشاتك لبنا كثيرا، فهي تحلب)(3) حلبا بفتح اللام، والقياس سكونها: إذا استخرج لبنها من ضرعها بغمز الكف أو الأصابع(4) عليه. والناقة أو الشاة محلوبة.
(وقد رهصت الدابة)(5) ترهص رهصا، (فهي مرهوصة وهيص): إذا أصابتها الرهصة، وهي الوقرة [26/ب] إذا دوي(6) باطن(7) حافرها من حجر تطؤه، وكذلك البعير أيضا: إذا أصاب خفه حجر أو وطئه، فأمد من المدة(8). ومنه قول الراجز(9):
بيضاء تمشي مشية الرهيص
بل بها أحمر ذو فريص
بل: أي ظفر وأصاب. والفريص: جمع فريصة، وهي لحمة تكون بين الجنب والكتف،وهي التي ترعد عند الفزع(10)، لأنها متصلة بالفؤاد، وإنما أراد الراجز أنه ذو لحم ووشحم كثير.
__________
(1) في الزمخشري 76: "والعامة تقول: نكب، وهو خطأ، بهذا المعنى، وإنما يقال: نكب الرجل إذا صار أحد منكبيه دون الآخر". وينظر: اللسان (نكب) 11/773، وإتحاف الفاضل 69.
(2) ش: "أصابه".
(3) والعامة تقول: "حلبت ناقتك" ابن درستويه 225، والزمخشري 77ن ودرة الغواص 176، وتقويم اللسان 99، وتصحيح التصحيف 229.
(4) ش: "والأصابع".
(5) والعامة تقول: "رهصت" بفتح الراء ابن درستويه 226ن والزمخشري 78. وفي الغريب المصنف (135/أ) عن الكسائي: "رهصت الدابة وأرهصها الله" وزاد في الصحاح (رهص) 3/1042: "ولم يقل رهصت فهي مرهوصة ورهيص، وقد قاله غيره". وفي التهذيب (رهص) 6/110: "قال ثعلب: رهصت الدابة أفصح من رهصت". وينظر: النوادر لأبي مسحل 1/197، والأفعال لابن القطاع 2/27، وإتحاف الفاضل 39، والمحكم 4/149، والتاج 4/399 (رهص).
(6) أي فسد. إصلاح المنطق 100.
(7) "باطن" ساقطة من ش.
(8) المدة: ما يجتمع في الجرح من القيح. الصحاح (مدد) 2/537.
(9) الرجز بلا نسبة في اللسان (بلل) 11/67.
(10) الصحاح (فرص) 3/1048.(13/29)
(وقد نتجت الناقة تنتج)(1) نتاجا: إذا قيم عليها وروعي حالها حتى تلد، وهي منتوجة. وقال زهير(2):
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم
كأحمر عاد(3)
__________
(1) والعامة تقول: "أنتجت الناقة وأنتجت ونتجت هي أيضا" أدب الكاتب 403، والزمخشري 78، وتثقيف اللسان 175ن وتقويم اللسان 178، وتصحيح التصحيف 510، والتهذيب (نتج) 11/6، وشرح القصائد العشر 183، وشرح القصائد المشهورات 1/114. وفي فعلت وأفعلت للزجاج 91: "قال الأخفش: نتجت الناقة وأنتجت بمعنى واحد" وعنه في التكملة (نبح) 1/498، وتحفة المجد (155/ب). و"نتجت الناقة وأنتجت" بالبناء للفاعل، أي ولدت لغة حكاها الخليل في العين (نتج) 6/92، وقطرب في الفرق 89، وكراع في المنتخب 1/144، 2/577، وابن القوطية في الأفعال 109، وابن عباد في المحيط (نتج) 7/60.
(2) ش: "قال زهير"، والبيت في ديوانه 28، وهو: زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، شاعر جاهلي فحل، عده ابن سلام في الطبقة الأولى من فحول شعراء الجاهلية، كانت قصائده تعرف بالحوليات،لأنه كان يهذبها وينقحها في حول كامل، وهو أحد شعراء المعلقات، وابناه كعب وبجير شاعرا.مات سنة 13 قبل ا لهجرة.
طبقات فحول الشعراء 51، 64، والشعر والشعراء 1/76، والأغاني 10/288، والمذاكرة في ألقاب الشعراء 54.
(3) قال ابن قتيبة في ا لمعاني الكبير 2/879: "أراد أحمر ثمود الذي عقر الناقة فصار مثلا في الشؤم" وفي شرح ديوان زهير لثعلب 28: "أراد أحمر ثمود فقال أحمر عاد، وهذا غلط... وإنما أراد أحمر ثمود عاقر الناقة"، وقال أبو عبيد في الأمثال 332 عن الأصمعي: "أراد أحمر ثمود، فلم ينكره الشعر، فقال عاد، قال: وقد قال بعض النساب: إن ثمودا من عاد" وهذا رأي المبرد حيث لم يغلط قول زهير واحتج له بأن ثمود لها أيضا: عاد الآخرة،ويقال لقوم هود: عاد الأولى، واستدل بقوله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأُولَى} النجم 50.
وينظر: شرح القصائد المشهورات 114، وجمهرة أشعار العرب 167، وجمهرة أنساب العرب 462، وتفسير القرطبي 17/78، وشرح القصائد للرازي 814.(13/30)
ثم ترضع فتفطم
(ونتجها أهلها)(1) بفتح النون والتاء، لأن الفاعل قد سمي: إذا قاموا عليها وراعوا حالها حتى ولدت، ومستقبله ينتجونها، بفتح أوله وكسر التاء، والمصدر نتج، بسكونها. وهم ناتجون، والناقة منتوجة. والناتج للناقة بمنزلة القابلة للمرأة. ومنه قول الحارث بن حلزة(2):
لا تكسع الشول باغبارها إنك لا تدري من الناتج
(وقد عقمت المرأة)(3) تعقم عقما وعقما بفتح العين وضمها وسكون القاف من المصدر: (إذا لم تحمل)، أي منعت من الحبل والولد، (فهي) معقومة و(عقيم). وقال(4) أبو دهبل الجمحي في الأزرق [27/أ] المخزومي(5)
__________
(1) الصحاح (نتج) 1/343.
(2) ديوانه 65، والمفضليات 430. والكسع: أن ينضح على ضرع الناقة الماء البارد ليرتفع البن، وذلك أقوى للناقة وأسمن لأولادها الذين في بطونها. والشول: جمع شائلة، وهي التي أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر أو ثمانية فخف لبنها وارتفع ضرعها، والأغبار: جمع غبر، وهي بقية اللبن في الضرع. والمعنى: لا تبق ذلك اللبن لتسمين الأولاد، فإنك لا تدري من ينتجها، فلعلك تموت، فتكون للوارث، أو يغار عليها، فيفوتك الانتفاع بلبنها. ينظر: الكامل 1/484، وشرح اختيارات المفضل 3/1729.
(3) ويقال أيضا: "عقمت المرأة وعقمت وعقمت" كفرح ونصر وكرم، وأعقمت بالبناء للمفعول، وأعقمت بالبناء على الفاعل. ينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 66، وابن درستويه 228، والأفعال للسرقسطي 1/200، ولابن القطاع 2/334، وما جاء على فعلت وأفعلت 55، والعين 1/185، والجمهرة 2/941، والمحكم 1/149، والقاموس 1471 (عقم)، والدرر المبثثة 149.
(4) ش: "قال".
(5) البيتان في ديوانه 66، 67. برواية: "فما يلدن...سيان منه".
وأبو دهبل هو: وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة بن خلف، من أشراف بني جمح من قريش، كان صالحا عفيفا، من أهل مكة، وأحد الشعراء المشهورين بالعشق، وكان يهوى امرأة يقال لها: عمرة، كانت أكثر أشعاره في عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الوليد القرشي، المعروف بالأزرق، والمشهور بالجود والكرم، والذي كان واليا لعبد الله بن الزبير على بعض أعمال اليمن، ولما مات رثاه أبو دهيل، وأوصى أن يدفن إلى جانبه في موضع بتهامة يقال له: عليب، وكانت وفاة دهبل سنة 63 هـ. جمهرة النسب 89، 96، ونسب قريش 231-232، وجمهرة أنساب العرب 148، والشعر والشعراء 2/512، والأغاني 7/114، 133، والمؤتلف والمختلف 117.(13/31)
:
عقم النساء فلا يلدن شبيهه
إن النساء بمثله عقم
متهلل بنعم بلا متباعد
مثلان منه الوفر والعدم
(ومن العاقر: قد عقرت)(1) المرأة (بفتح العين وضم القاف) فهي تعقر عقرا وعقرا، على مثال حسنت تحسن حسنا، وظرفت تظرف ظرفا(2)، أي صارت عاقرا، وهي مثل العقيم سواء، وهي التي لا تحبل ولا تلد، وهي ضد الولود، وفي التنزيل: {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً}(3). وليس هذا الفصل من ذا الباب أيضا(4)، لكنه لما كان في معنى(5) الذي قبله ذكره معه، وإن كان مخالفا له في الوزن والحروف.
(وقد زهيت علينا يا رجل)(6) تزهى زهوا، أي تكبرت، (فأنت مزهو).
__________
(1) يقال أيضا: "عقرت، وعقرت، وعقرت" الأفعال للسرقسطي 1/295ن ولابن القطاع 2/372، والمثلث لابن السيد 350ن والعين 1/150، والمحيط 1/158 (عقر) وفي العين: "وعقرت تعقر أحسن، لأن ذلك شيء ينزل بها، وليس من فعلها بنفسها".
(2) ش: "وطرفت تطرف طرفا".
(3) سورة مريم 5ن 8.
(4) كان الأولى بثعلب جعل هذا الفصل من صلب هذا الباب، لأن فيه أربع لغات – كما أسلفت – أجودها "عقرت" بالبناء للمفعول، كما نص على ذلك صاحب العين وغيره، وقد ذكر ثعلب في مقدمة كتابه أن ما كان فيه لغتان وثلاث وأكثر فإنه يختار أفصحهن.
(5) ش: "معنى الفصل".
(6) والعامة تقول: "زها يزهو، فهو زاه" بالبناء للفاعل. أدب ا لكاتب 401، و ابن درستويه 230، والزمخشري 80، وتقويم اللسان 187ن وتصحيح التصحيف 556، والتهذيب (زها) 6/372، وفي تهذيب الألفاظ 1/153: "وكلب وغيرهم يقولون: زهوت علينا" وعنه في الأفعال للسرقسطي 3/482: "وحكاها ابن دريد في الجمهرة 2/1072 من غير عزو لقبيلة، وعنه في الصحاح (زها) 6/2371، وذكر صاحب القاموس (زها) أنها لغة قليلة.(13/32)
(وكذلك نخيت)(1) تنخا نخوا ونخوة، (فأنت منخو)، مثل مدعو فيهما جميعا: إذا استعليت وتكبرت (من النخوة)، وهي التكبر والتجبر.
(وفلج الرجل من الفالج)(2)، يفلج فلاجا، بالضم على فعال(3)، (فهو مفلوج)، أي استرخى بعضه(4) وبطل، وهو الفالج.
(ولقي من اللقوة)(5) يلقى لقوة، بفتح اللام، (فهو ملقو)، مثل مدعو: إذا اعوج وجهه والتوى شدقه إلى أحد جانبي عنقه(6)، وهو ضرب من الفلاج أيضا،[27/ب] إلا أنه في الوجه، والفلاج في البدن.
__________
(1) والعامة تقول: "نخيت" بالبناء للفاعل. أدب الكاتب 401ن وفي التهذيب (نخا) 7/586 عن أبي حاتم عن الأصمعي: "يقال: زهي فلان، فهو مزهو، ولا يقال: زها. قال: ويقال: نخا فلان وانتخى، ولا يقال نخي" وحكاه صاحب المحيط (نخا) 4/420 بالبناء للمعلوم أيضا، وفي المحكم (نخا) 3/237: "نخا ينخو وانتخى، ونخي، وهوأكثر" وينظر: الأفعال للسرقسطي 3/237ن والقاموس (نخا) 1724.
(2) والعامة تقول: "أفلج" ابن درستويه 232.
(3) ش: "على فعال" بالضم.
(4) ش: "نصفه" وهي موجودة في الأصل، ولكن ضرب عليها بخطين، وبجوارها – بخط المؤلف – ما أثبتناه، وكلاهما صحيح. ينظر: اللسان (فلج) 2/346.
(5) في الزمخشري 81: "والعامة تخطئ من هذه الكلمة في موضعين: فتقول: ألقي من اللقوة، واللقوة بكسر اللام العقاب، ويجوز الفتح، فأما العلة فهي مفتوحة لا غير".
(6) ابن درستويه 232.(13/33)
(وقد دير بي) بكسر الدال، يدار بي دورا ودورانا ودوارا(1)، بالضم، (فأنا مدور بي). والأصل في دير يدار: دور يدور(2)، على مثال ضرب يضرب(3)، (وأدير بي) أيضا (لغتان)(4)، يدار بي إدارة، (فأنا مدار بي) أي أصابني دوار في رأسي.
(وقد غم الهلال على الناس)(5) يغم غما، فهو مغموم، أي غطي وستر بسحاب أو غيره فلم ير.
__________
(1) ش: "ودورانا".
(2) نقلت حركة العين في الأول، وهي الكسرة إلى الدال، فسكنت الواو بعد كسر فقلبت ياء فصارت "دير"، وفي الثاني نقلت حركة العين إلى الفاء، فسكنت الواو فقلبت ألفا لتحركها انفتاح ما قبلها.
(3) قوله: "والأصل.... يضرب" ساقط من ش.
(4) فعلت وأفعلت للزجاج 35، والأفعال للسرقسطي 3/292، ولابن القطاع 1/368، وما جاء على فعلت وأفعلت 39، والمحيط 9/341، واللسان 4/295، والقاموس 504 (دور). وفي الأفعال للسرقسطي: " ويقال أيضا: دير عليه، ولا يقال: أدير به،والصواب دير به، بإسقاط الألف".
(5) أدب الكاتب 403، وقال ابن درستويه 234: "وإنما ذكرهذا، لأن العامة تقول: أغمي علينا الهلال بألف وياء، وهو خطأ" قلت: وهو ليس بخطأ، قال الهروي في الغريبين (04/ب) في حديث الصوم: "فإن أغمي عليكم فاقدروا له" ويروى: غمي عليكم " يقال: غم علينا الهلال وغمي، وأغمي، فهو مغمى". قال الأزهري في التهذيب (غمى) 8/216: "والمعنى في هذه الألفاظ احد". وينظر: الأفعال للسرقسطي 2/6، وغريب الحديث لابن الجوزي 2/164، والنهاية 23/389، والمغرب 2/114، والمصباح 173 (غمى).(13/34)
(وأغمي على المريض) (1) يغمى عليه إغماءا، (فهو مغمى عليه): إذا غطي على عقله وقلبه، ومنع الحركة.
وكذلك (غشي عليه) يغشى غشيا(2)، (فهو مغشي عليه)، مثل مرمي: إذا غطي على عقله وقلبه أيضا.
__________
(1) في نوادر أبي مسحل الأعرابي 2/482: "قال أبو مرة الكلابي وأبو خيرة العدوي: قد غمي على الرجل، فهو مغمي عليه. وقال غيرهما أغمي عليه، فهو مغمى عليه". وحكاهما أبو عبيد في الغريب المصنف (131/ب) عن الكسائي، وابن السكيت في إ صلاح المنطق 283، وابن قتيبة في أدب الكاتب 402، والزجاج في فعلت وأفعلت 69، والجوهري في الصحاح (غمى) 6/2449.
(2) وغشيانا أيضا، والاسم الغشية. القاموس (غشى) 1699.(13/35)
(وقد أهل الهلال)(1) بضم الألف وكسر الهاء، يهل بفتحها، إهلالا، فهو مهل، بفتح الهاء أيضا، (و) كذلك (استهل)(2) أيضا بضم الألف في الابتداء به، وضم التاء وكسر الهاء، يستهل بضم الياء، وفتح التاء والهاء، استهلالا: أي رؤي وأطلع في أول الشهر أول ما يرى، ولا يسمى هلالا إلا أول(3) ليلة من الشهر وثانية وثالثة، ثم يسمى بعد ذلك قمرا(4).
__________
(1) والعامة تقول: "هل ا لهلال" بالبناء للفاعل. أدب ا لكاتب 402، و ابن درستويه 211، والمدخل إلى تقويم اللسان 2/114، وفي الأيام والليالي والشهور 61 عن أبي مسحل عن الكسائي أنه "يقال أهل الهلال،وأهل الهلال، واستهل الهلال، واستهل الهلال، ولا يقال هل". وفي ا لجمهرة (هلل) 1/169: "هل الهلال وأهل هلا وإهلالا، ودفع الأصمعي هل، وقلل: ولا يقال إلا أهل". وفي التهذيب (هلل) 5/365 عن أبي عمرو بن العلاء: "أهل الهلال واستهل لا غير" وفيه عن ابن الأعرابي: "أهل الهلال واستهل" بالبناء للفاعل. وينظر: العين 3/353، والمحيط 3/322، والمحكم 4/73، والصحاح 5/1852 (هلل).
(2) والعامة تقول: "هل ا لهلال" بالبناء للفاعل. أدب ا لكاتب 402، و ابن درستويه 211، والمدخل إلى تقويم اللسان 2/114، وفي الأيام والليالي والشهور 61 عن أبي مسحل عن الكسائي أنه "يقال أهل الهلال،وأهل الهلال، واستهل الهلال، واستهل الهلال، ولا يقال هل". وفي ا لجمهرة (هلل) 1/169: "هل الهلال وأهل هلا وإهلالا، ودفع الأصمعي هل، وقلل: ولا يقال إلا أهل". وفي التهذيب (هلل) 5/365 عن أبي عمرو بن العلاء: "أهل الهلال واستهل لا غير" وفيه عن ابن الأعرابي: "أهل الهلال واستهل" بالبناء للفاعل. وينظر: العين 3/353، والمحيط 3/322، والمحكم 4/73، والصحاح 5/1852 (هلل).
(3) ش: "إلا في".
(4) الصحاح (هلل). ويقال لأول ثلاث ليال من كل شهر: الغرر. الأزمنة لقطرب 95.(13/36)
(وقد ركضت الدابة تركض)(1) ركضا، (فهي مركوضة) وركيض: إذا استحثها راكبها، وهو أن [28/أ] يحرك ساقيه ويضربها برجليه لتسرع في مشيها أوعدوها.
(وقد شدهت: أي شغلت)(2) أشده شدها، (وأنا مشدوه).
(وقد بر حجك)(3) بضم الباء، يبر بفتحها، برا بكسرها: أي قبل، (فهو مبرور).
(وثلج فؤاد الرجل)(4) يثلج ثلجا، (فهو مثلوج: إذا كان بليدا)، ومعناه: كأن قلبه وضع عليه(5) ثلج فبرد عن الفهم والمعرفة. والبليد: الذي لا ذكاء له ولا فطنة.
__________
(1) والعامة تقول: "ركضت" بالبناء للفاعل. درة الغواص 174، والزمخشري 83، وتصحيح التصحيف 287، والجمهرة 2/750، والصحاح 3/1080، والاشتقاق 240، وتهذيب الألفاظ 2/285. وفي العين (ركض) 5/301: "وفلان يركض دابته: يضرب جنبيها برجليه، ثم استعملوه في الدواب لكثرته على ألسنتهم، فقالوا: في تركض، كأن الركض منها". وفي الكتاب 4/58: "وركضت الدابة وركضتها". وينظر: ديوان الأدب 2/117، والأفعال للسرقسطي 3/27، والتهذيب (ركض) 10/39.
(2) في النوادر لأبي زيد 513: "وقالوا: شده الرجل يشده شدها وشدها فتح وضم، وهو الشغل ساكن ليس غيره" وعنه في الصحاح (شده) 6/2237، وأنكر ابن درستويه 213، 235 تفسير شدهت بشغلت، وعد ذلك من أوهام أهل اللغة، ولكن شده عنده شبيه في المعنى بدهش، وأكثر الأصول اللغوية على تفسير هذا. ينظر: العين 3/398، والجمهرة 2/653، والتهذيب 6/78، والمحيط 3/389 (شده).
ولا تزال شده بمعنى شغل تستعمل حتى اليوم في بعض لهجاتنا الدارجة. وينظر: في أصول الكلمات 307.
(3) والعامة تقول: "بر حجك" بالبناء للفاعل. ابن درستويه 235، وهم لغتان في: الأفعال لابن القوطية 128، وللسرقسطي 4/71، ولابن ا لقطاع 1/94، والجمهرة 1/67، وديوان الأدب 3/146، والتهذيب 15/185، والصحاح 2/588، (برر).
(4) التهذيب 11/21، والمحكم 7/259 (ثلج).
(5) "وضع عليه" ساقطة من ش.(13/37)
(وثلج)(1) الرجل [ (بخبر أتاه)](2) بفتح الثاء وكسر اللام، يثلج ثلجا، بفتحها، فهو ثلج به بكسرها، والخبر مثلوج به: إذا فرح به، أي سر، فكأنه وجد برد السرور، وهو مشتق من برد الثلج(3)، لأنه اطمأن قلبه وبرد وسكن بما أتاه من الخبر عن الحرارة التي كان يجدها. وليس هذا الفصل من ذا(4) الباب أيضا، لكنه ذكره [فيه](5)، لتعلقه بما قبله في المعنى ومشابهته له بالحروف(6).
(ويقال: امتقع لون الرجل)(7) بضم الألف، إذا ابتدأت بها، وضم التاء أيضا وكسر القاف، يمتقع بفتح التاء والقاف، امتقاعا، فهو ممتقع بفتح التاء والقاف أيضا: إذا تغير من حزن أو فزع(8)، بذهاب الدم من وجهه.
(وانقطع بالرجل)(9) بضم القاف والألف إذا ابتدىء بها [28/ب] وكسر الطاء، ينقطع به بفتح القاف والطاء، انقطاعا: إذا عجز عن سفره، لذهاب نفقته، أو هلاك راحلته، أو أتاه أمر لا يقدر معه على النهوض فيه(10)، وكذلك إذا انقطعت حجته أيضا، وهو منقطع به، بفتح القاف والطاء.
__________
(1) وثلج الرجل بالفتح لغة عن أبي عمرو. التهذيب 11/21، والصحاح 1/302 (ثلج).
(2) استدركه المصنف في الحاشية.
(3) المقاييس 1/386، والأساس 47 (ثلج).
(4) ش: "هذا".
(5) استدركه المصنف في الحاشية.
(6) ش: "في الحروف".
(7) عبارة الفصيح 271: "وتقول: امتقع لونه"، وفي التلويح 16: "وتقول: قد امتقع لونه". والعامة تقول: "امتقع لونه وانتقع" بفتح التاء. ابن درستويه 236. قلت: يقال: امتقع لونه، وانتقع، وابتقع، والتقع، واهتقع، كلها لغات أفصحها الأولى. ينظر: النوادر لأبي مسحل 1/78، والقلب والإبدال 19، والإبدال والمعاقبة 100، والصحاح (مقع) 3/1286، والمحكم (نقع) 1/136.
(8) ش: "أو مرض".
(9) ذكره ثعلب، لأن العامة تقول: "انقطع بالرجل" بفتح القاف والطاء، ابن درستويه 237.
(10) الصحاح (قطع) 3/1268.(13/38)
(وقد نفست المرأة غلاما)(1) بضم النون وكسر الفاء، تنفس نفاسا: أي ولدته، وهي منفوسة ونفساء أيضا، بالمد وضم النون وفتح الفاء، (والمولود منفوس).
(وقد نفست عليك بالشيء) بفتح النون وكسرالفاء: أي بخلت عليك به، ولم أرك تستأهله(2)، (أنفس نفسا) بفتح الفاء، ونفاسة، فأنا نافس عليك به، وأنت منفوس عليك به. وليس هذا الفصل من ذا الباب أيضا، إلا أنه لما شارك الفصل الذي قبله في الحروف ذكره معه(3) وإن اختلفت حركاته، ليعرف الفرقان بينهما.
(إذا أمرت من هذا الباب كله كان باللام، كقولك: لتعن(4) بحاجتي، ولتوضع(5) في تجارتك، ولتزه علينا يا رجل، ونحو ذلك فقس عليه – إن شاء الله).
فإنما أراد أن الأمر في كل فعل لم يسم فاعله لا غير يكون باللام، لأنه أمر الغائب [29/أ]، فلا يكون إلا باللام، كقولك: ليقم زيد، فإذا أمرت من لم يسم فاعله، فإنما تأمر غائبا أن يوقع به فعلا، فإذا قلت: لتعن بحاجتي، فإنما أمرت غائبا بالعناية، ولست تأمر مخاطبا فتستغني بخطابه ومواجهته عن حرف المضارعة وحرف الأمر، وإنما تأمر الفاعل الذي لم تسمه، فهو غائب(6).
__________
(1) ويقال أيضا: "نفست" بالبناء للفاعل. ينظر:الفرق لقطرب 88، وللأصمعي 88ن ولابن فارس 78، وخلق الإنسان لثابت 8، وغريب الحديث لابن قتيبة 2/15، والجمهرة 2/849، والصحاح 3/985 (نفس)، وهي ليست فصيحة عند الزمخشري 86، قال: "وأهل المدينة يقولون: نفست تنفس، كقولهم: فضل يفضل".
(2) الصحاح (نفس) 3/985.
(3) قال ابن درستويه 214: "اشتقاقه واشتقاق نفست المرأة من فعل واحد، وإن كان أحدهما قد سمي فاعله والآخر لم يسم فاعله، فاشتبه لفظهما، وإن اختلف في غير ذلك معناهما".
(4) ش: "ليعن، وليوضع".
(5) ش: "ليعن، وليوضع".
(6) ينظر المفصل 307، وشرحه لابن يعيش 7/59ن ولابن الحاجب 2/47.(13/39)
وأما إذا أمرت المخاطب، فإن الأكثر أن يكون بغير لام، كقولك: قم يا زيد، فحذفوا لام الأمر، وحرف المضارعة تخفيفا، لكثرة استعمالهم ذلك، واستغنائهم عنهما بخطابه ومواجهته، ويجوز أن تأتي باللام في المخاطبة على الأصل،فتقول: لتقم يا زيد. وقرئ قوله تعالى: {فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا}(1) بالتاء معجمة بنقطتين من فوقها، على أمر المخاطب.
فقوله: "لتعن بحاجتي"، معناه: كن راغبا في قضائها، مهتما بذلك.
وقوله: "ولتوضع في تجارتك"، معناه: كن ناقصا فيها من رأس مالك غير زائد فيه.
وقوله: "ولتزه علينا"، معناه: كن متكبرا مفتخرا علينا.
وهذه اللام التي للأمر إذا ابتدأت بها كانت مكسورة لا غير، كقولك: لتعن بحاجتي، فإذا جاءت الواو قبلها فلك فيها وجهان: السكون [29/ب] والكسر، فتقول: ولتعن بحاجتي بسكون اللام، وإن شئت: ولتعن بحاجتي بكسرها، وكذلك ما أشبهه(2).
باب فعِلت وفعَلت باختلاف المعنى(3)
__________
(1) سورة يونس 58. وفي ش: {فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا هُوَ خَيْر} وهذه قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وعثمان بن عفان، وأبي بن كعب، والحسن، وأبي رجاء، ومحمد بن سيرين، والأعمش، وعباس بن الفضل، وعمرو بن فائد، والجمهور بالياء على أ مر الغائب. ينظر: المحتسب 1/313، وشواذ القرآن 62، والحجة لابن خالويه 182، وأسرار العربية 318، والإنصاف 2/524، وشرح الكافية للرضي 4/124، والبحر المحيط 6/76، والدر المصون 6/224.
(2) ش: "بكسرها، وما أشبهه" وينظر: اللامات للزجاجي 93، وللهروي 156، ورصف المباني 303ن وشرح المفصل لابن يعيش 9/140.
(3) قال ابن درستويه 240: "قد مضى باب فعلت بفتح العين في أول الكتاب، ومضى باب فعلت بكسر العين، وإنما ذكرهما هنا ليذكر الكلمتين اللتين تكون حروفهما واحدة، وهما مختلفان في المعنى، فكان يجب على هذا أن يترجم الباب بباب: ما اختلف بناؤه ومعناه واتفق لفظه، ليكون أوضح لما أراد".(13/40)
(تقول: نقهت الحديث)(1) بكسر القاف أنقهه بفتحها، نقها ونقها، بسكونها وفتحها، فأنا نقه بكسرها(2)، (مثل فهمت) أفهم فهما وفهما، فأنا فهم، في الوزن والمعنى.
(ونقهت من المرض أنقه) بفتح القاف منهما: أي بدأ في البرء في عقب العلة، والمصدر النقوه بوزن الدخول، والفاعل ناقه.
__________
(1) ما تلحن فيه العامة 126، وأدب الكاتب 399، والزاهر 1/206ن والعين 3/369، والجمهرة 2/979 (نقه) ويقال: "نقهت الحديث" بالفتح، و"نقهت من المرض" بالكسر. ينظر: العريب المصنف (136/ب)، وإصلاح المنطق 214، ومجالس ثعلب 1/215، و الأفعال للسرقسطي 3/207، ولابن القطاع 3/254، وديوان الأدب 2/221، 255، والمنتخب 2/551، والتهذيب 5/402، والمحيط 3/346، والصحاح 6/2253، والمحكم 4/91، والمصباح 238، والقاموس 1619 (نقه). وقال ابن درستويه 243: "الكلمتان مشتركتان في معنى واحد إلا أن أحدهما في النفس، والأخرى في البدن، وذلك أن الذي نقه الحديث بعد جهله بمنزلة الذي صح جسمه بعد سقمه".
(2) قوله: "بكسر القاف.... بكسرها" ساقط من ش.(13/41)
(وقررت به عينا)(1) بكسر الراء (أقر) بفتح القاف، قرة(2) وقرورا بضمها فيهما، ومعناه: بردت به عيني، أي سررت به، وهو من القر(3)، ومعناه البرد، وهو نقيض سخنت، وعيني به قريرة، أي باردة. وإذا أمرت من هذا قلت: قر به عينا بفتح القاف، وأما الراء فتفتح وتكسر، وإذا أمرت المؤنث قلت: قري، ومنه قوله تعالى لمريم – عليها السلام -: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً}(4).
(وقررت في المكان) بفتح الراء، (أقر) بكسر القاف، قرارا وقرورا: أي سكنت فيه وثبت، فأنا قار فيه، والمكان مقرورو فيه، وإذا(5) أمرت من هذا قلت: قر في مكانك [30/أ] بكسر القاف، وأما الراء فتفتح وتكسر أيضا، كما تقدم. وتقول للمرأة: قري في مكانك، بكسر القاف.
__________
(1) بالفتح والكسر كليهما في إصلاح المنطق 213، والمنتخب 2/550، والأفعال للسرقسطي 2/56، ولابن القطاع 3/47، والمحيط 5/206، والصحاح 2/790، والمصباح 189 (قرر) وفي الغريب المصنف (136/ب): "وقررت بالمكان أقر: لغة أهل الحجاز، وقررت أجود" وينظر: التهذيب (قرر) 8/277.
(2) وقرة بالفتح، والضم حكاه ابن سيده عن ثعلب. المحكم (قرر) 6/78.
(3) اختلف اللغويون في اشتقاق هذه الكلمة، فالاصمعي يرى أنها مشتقة من القر، وهو البرد، وأنكره ثعلب، وقال: بل هي مشتقة من القرار، أي صادفت العين ما يرضيها فهدأت عن التطلع إلى غيره. قال المبرد: "وهذا قول حسن جميل،والأول أغرب وأطرف". الكامل 1/428، وينظر: الأمثال لأبي عكرمة الضبي 106، والفاخر 6، والزاهر 1/300، وشرح القصائد السبع 376، والتهذيب 8/276، والمحكم 6/78 (قرر).
(4) سورة مريم 26.
(5) ش: "فإذا".(13/42)
(وقد قنع الرجل)(1) الفقير بكسر النون: إذا رضي باليسير الذي قسمه الله له، فهو يقنع، (قناعة)، وهو قانع.
(وقنع) الرجل يقنع بفتح النون في الماضي والمستقبل، (قنوعا): إذا سأل من فقر وتذلل للمسألة، وهو قانع(2). ومنه قوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرّ}(3)، وقال الشماخ(4):
لمال المرء يصلحه فيغني
مفاقره أعف من القنوع
المفاقر: الفقر، يقول:قيامه على ماله، وحسن تعاهده له، وافتقاده إياه أكف له من السؤال.
(ولبست الثوب)(5) بكسر الراء، (ألبسه) بفتحها، (لبسا) بضم اللام،ولباسا، فأنا لابس، والثوب ملبوس: إذا جعلته لباسا لبدنك، أي عطيته به وسترته، كما قال تعالى: {وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَق}(6).
__________
(1) أدب الكاتب 340، والأفعال للسرقسطي 2/71، والعين 1/170، والجمهرة 2/942، والمحيط 1/185، والصحاح 3/1272، والمحكم 1/132 (قنع). وذكرهما في إصلاح المنطق 189 تحت باب فعلت بفتح العين، والعامة تكسره، وقد يجيء في بعضه لغة إلا أن الفصيح الفتح.
(2) الأضداد للأصمعي 49، ولأبي حاتم 117، ولابن السكيت 202، وللأنباري 66.
(3) سورة الحج 36. والمعتر: الذي يتعرض للمسألة ولا يسأل. ينظر: تفسير الطبري 17/168.
(4) ديوانه 221، والشماخ هو: ابن ضرار بن حرملة بن سنان المازني الذبياني، شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وشهد القادسية، وتوفي في غزوة موقان سنة 228هـ.
طبقات فحول الشعراء 1/132، والشعر والشعراء 1/232، والأغاني 9/158، والإصابة 2/151.
(5) إصلاح المنطق 206، وأدب الكاتب 336، وتثقيف اللسان 174، وتصحيح التصحيف 566، قال ابن درستويه 245: "وأصل الفعلين واحد، لأنهما جميعا من التغطية والاختلاط، لأن ستر الأمر تغطية له، ولبس الثياب تغطية للبدن" وينظر: المقاييس (لبس) 5/230.
(6) سورة ا لكهف 31.(13/43)
(ولبست عليهم الأمر) بفتح الباء، (ألبسه) بكسرها، (لبسا) بفتح اللام، فأنا لابس: إذا عميته وخلطته عليهم، والقوم ملبوس عليهم، ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ}(1)، وقال: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِل}(2)، أي لا تخلطوه به.
(ولسبت العسل)(3) والسمن ونحوهما بكسر السين، وألسب بفتحها، لسبا بسكونها(4): (إذا لعقته)، والفاعل لاسب، والعسل وغيره ملسوب، والإصبع والجفنة ملسوبة.
(ولسبته العقرب) بفتح السين، (تلسبه) وتلسبه بكسرها وضمها، (لسبا) بسكونها: إذا لسعته، أي ضربته بإبرتها، وهي الشوكة التي في ذنبها، وهي لاسبة، والمفعول ملسوب.
(وأسيت على الشيء)(5) بالكسر: أي حزنت عليه آسى أسى بالفتح والقصر. وفي التنزيل: {فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ}(6)، وقال تعالى: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}(7). وأنا أس بالقصر على فعل، وآس أيضا بالمد على فاعل، وأسوان وأسيان بالواو والياء، على وزن سكران، أي حزين(8).
(وأسوت(9)
__________
(1) سورة الأنعام 9.
(2) سورة البقرة 42.
(3) إصلاح المنطق 320، والأفعال للسرقسطي 2/461، والجمهرة 1/341، والصحاح 1/219 (لسب).
(4) ش: "بسكون السين".
(5) إصلاح المنطق 206.
(6) سورة الأعراف 93.
(7) سورة الحديد 23.
(8) الأفعال للسرقسطي 1/121.
(9) أنكر ابن درستويه 246 على ثعلب ذكر هذا الفعل في هذا الباب، لأنه من ذوات الواو، والأول من ذوات الياء قال: "وإنما يجب أن يأتي بأسيت بكسر السين مع أسيت بفتحها، ليكونا جميعا من ذوات الياء، أو يأتي بهما جميعا من ذوات الواو". وقد رد عليه بأن الأول أيضا من ذوات الواو أيضا بدلالة قولهم:أسوان وأسيان، وقول الشاعر:
وذي إبل فجعته بخيارها فأصبح منها وهوأسوان يائس
وقول الآخر:
ماذا هنالك من أسوان مكتئب
ولكنهم قلبوا الواو في الفعل ياء لانكسار ما قبلها، كما قالوا: اشتهيت من الشهوة، وشقيت من الشقوة. ينظر: شرح أشعار الهذليين 2/645، 3/1135، والأفعال للسرقسطي 1/121ن والمرزوقي (33/ب)، والزمخشري 92.(13/44)
الجرح وغيره: إذا أصلحته)، آسوه أسوا وأسا أيضا بالقصر(1): إذا داويته فأصلحته بالدواء، وأنا آس بالمد، والجرح المداوى مأسو، وأسي أيضا،على فعيل.
(وحلا الشيء في فمي يحلو)(2) حلاوة: إذا وجدته حلوا، وصار فيه حلوا، وهو ضد المر، والحلاوة ضد المرارة [31/أ].
(وحلي بعيني)(3) وصدري بكسر اللام، (يحلى) بفتحها، (حلاوة) أيضا: إذا حسن، وهو حلو في الفم والعين جميعا.
(وعرج الرجل)(4) بكسر الراء، (يعرج) عرجا بفتحها: (إذا صار أعرج)، أي ظلع في مشيه، ولزمه ذلك، فلم يفارقه، فصار كأنه خلقة فيه، وهو أعرج بين العرج بفتح الراء، فإن (غمز من شيء أصابه) في رجله فخمع ومشى مشية العرجان، وليس بخلقة، وإنما هو عارض عرض له، ثم زال عنه، قيل: (عرج)(5) بفتح الراء، (يعرج) بضمها، عرجا بسكونها، وعروجا، على فعول، فهو عارج، ولا يقال أعرج.
(وعرج) الرجل وغيره في السلم ونحوه بفتح الراء أيضا، (يعرج) بالضم، عروجا: إذا صعد وارتفع فيه. ومنه قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}(6)، والفاعل عارج، والسلم معروج فيه.
__________
(1) وأسيا. أدب الكاتب 527، والأفعال للسرقسطي 1/122.
(2) أدب الكاتب 344، ودرة الغواص 225، وتقويم اللسان 79، وتصحيح التصحيف 230.
(3) في إصلاح المنطق 213: "حلي بعيني وبصدري.... وحلا بعيني وفي عيني حلاوة فيهما جميعا" قال ابن دريد: "وقد تكون الحلاوة بالذوق والنظر والقلب، إلا أنهم فصلوا، فقالوا: حلا ا لشيء في فمي يحلو، وحلي بعيني يحلى، إلا أنهم يقولون: هو حلو في كلا المعنيين، وقال قوم من أهل اللغة: ليس حلي من حلا في شيء، هذه لغة على حدتها، كأنها مشتقة من الحلي الملبوس،، لأنه حسن في عينك كحسن الحلي" الجمهرة (حلو) 1/570. وينظر: الصحاح 6/2318، والمحكم 3/339 (حلا)، والمصادر المذكورة في الهامش السابق.
(4) إصلاح المنطق 286، وأدب الكاتب 347.
(5) ابن درستويه 247. وينظر:المقاييس 4/302.
(6) سورة المعارج 4.(13/45)
(ونذرت النذر أنذره وأنذره)(1) بالضم والكسر، (نذرا)، فأنا ناذر، وهو منذور: أي أوجبت وجعلت علي لله – تعالى – شيئا من الخير إن بلغت ما أؤمله، فيلزمني(2) الوفاء به، واسم ذلك الشيء الذي أجعله وأوجبه على نفسي نذر أيضا، وجمعه نذور. ومنه قوله تعالى: {أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْر}(3)، وقال: {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ}(4).
(ونذرت بالقوم) بسكر الذال، فأنا (أنذر) بفتحها، نذرا ونذراة بفتح النون والذال فيهما (إذا علمت [31/ب] بهم، فاستعددت لهم) وحذرتهم، أي إذا علمت بأنهم آتون(5) بشر. ومعنى قوله: "فاستعددت لهم": تهيأت وأخذت العدة لهم، ولا يستعمل ذلك في الخير. ومعنى حذرتهم: تحرزت(6) منهم. والفاعل ناذر، والقوم منذور بهم.
(وعمر الرجل منزله)(7) بفتح الميم، يعمره بضمهما، عمرا بسكونها، وعمارة: إذا بناه وأصلحه، أو نزل فيه، وهو ضد خربه، وهو عامر، والمنزل معمور. ومنه قوله تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}(8) ويقال: عامر أيضا، مثل ماء دافق، أي مدفوق، وعيشة راضية، مرضية(9). (و) قد (عمر المنزل) نفسه بفتح الميم أيضا، ضد خرب، فهو يعمر عمورا وعمارة: إذا صار عامرا، وهو منزل عامر، ويستوي في هذا الفعل اللازم والمتعدي.
__________
(1) الأفعال للسرقسطي 3/145، والصحاح (نذر) 2/826.
(2) ش: "فلزمني".
(3) سورة ا لبقرة 270.
(4) سورة الحج29.
(5) ش: "أتو".
(6) ش: "أي تحرزت".
(7) الصحاح (عمر) 2/756، 757، والأفعال لابن القطاع 2/332.
(8) سورة الطور4.
(9) الصحاح (عمر) 2/757.(13/46)
(وعمر الرجل) بكسر الميم، يعمر(1) عمرا بفتحها: (إذا طال عمره)، أي بقي وعاش زمانا طويلا، ويقال في المصدر: عمر وعمر بفتح العين وضمها وسكون الميم منهما، وعرم أيضا بضمهما. وقال جرير(2):
عمرت مكرمة المساك وفارقت
ما شفها صلف ولا إقتار
(وسخن الماء) بفتح الخاء، يسخن ويسخن بفتحها وضمها، سخنا بسكونها وفتح السين، وسخونا وسخونة وسخانة. (و) يقال أيضا: [32/أ] (سخن) بالضم(3) يسخن سخونة: إذا حمي، وهو ماء سخن وساخن وسخينا، أي حار.
(وسخنت عين الرجل)(4) بكسر الخاء، (تسخن) بفتحها، سخنا بفتح السين والخاء، وسخنة، بضم السين وسكون الخاء، وسخونة: إذا حميت، وحمي ماؤها من حزن أو مرض، وهو ضد قرت. وقيل: معنى سخنن عينه، أي لم تنم لمرض بها، هو من الحرارة أيضا. وهي عين سخينة، على فعيلة.
__________
(1) وعمر يعمُر ويعمِر أيضا. المحكم (عمر) 2/106.
(2) ديوانه 2/862. برواية: "ما مسها" والبيت من قصيدة في رثاء زوجه. والمساك: اسم الإمساك. والإقتار:العسر. الصلف: بغض الزوج لقلة خيره. عن شرحه بالديوان. وأنشد المصنف في التلويح 18 بدلا من هذا البيت قول الشاعر:
أتروض عرسك بعدما عمرت ومن العناء رياضة الهرم
ونسب لرجل من الخوارج في مجمع الأمثال 3/313، وهو من غير نسبة في البيان والتبيين 2/79، وعيون الأخبار 2/369.
(3) وسخن أيضا بالكسر، وهي لغة بني عامر وهوازن. ينظر: أدب الكاتب 422، والأفعال للسرقسطي 3/553، والمحكم (سخن) 5/50.
(4) وسخنت أيضا بالضم في: العين 4/199، والمحيط 4/264، والتكملة 6/248 (سخن) وسخنت بالفتح في التاج (سخن) 9/232. قال الفيروزآبادي في الدرر المبثثة 128: "القياس يقتضي تثليثها". وفي الزمخشري 98: "أهل الحجاز يقولون: سخن الماء وسخنت عينه بالضم فيهما، وتميم يقولون: سخن الماء بالضم، وسخنت عينه بالكسر". وينظر: الجمهرة (سخن) 1/600.(13/47)
(وأمر القوم)(1) بكسر الميم: (إذا كثروا)، يأمرون أمرا وأمرة بفتحها، فهم أمرون بكسرها مع القصر، وآمرون أيضا بالمد، مثل حذرون وحاذرون.
(وأمر علينا فلان: أي ولي)(2) بفتح الميم، فهو يأمر(3) بضمها، أمرا بسكونها وفتحا الهمزة، وإمرة وإمارة بكسرها، فهو أمير، ونحن مأمور علينا.
(ومللت الشيء في النار)(4) بفتح اللام، (أمله) بضم الميم، (ملا): إذا دفنته في الملة، وهي الرماد الحار أو الجمر، نحو الخبز لينخبز، واللحم لينشوي، فأنا مال، والخبز وغيره مليل ومملول.
(ومللت من الشيء) بكسر اللام(5)، وكذلك مللت الشيء: إذا سئمته، وهما بمعنى واحد، إذا كرهته بعد ملازمته، فأنا (أمل)، بفتح الميم، ملا ومللا وملة و(ملالة وملالا)، وهو رجل مل [33/ب] وملول وملولة، والشيء مملول وممل(6).
(وأسن الرجل)(7) بكسر السين، (يأسن أسنا) بفتحها، فهو آسن بكسرها، والقصر، على فعل، وآسن بالمد، على فاعل: (إذا غشي عليه من ريح البئر) المنتنة الماء، أو الفاسدة الهواء، إذا نزلها. وفي نسخة أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي النحوي(8)
__________
(1) الجمهرة (أمر) 2/1069، والأفعال للسرقسطي 1/65، 100.
(2) ويقال أيضا: أمر علينا فلان وأمر بكسر الميم ضمها. اللسان (أمر) 4/31.
(3) "فهو" ساقطة من ش.
(4) إصلاح المنطق 199، والجمهرة (ملل) 1/168.
(5) بفتحها أيضا في الأفعال للسرقسطي 4/144.
(6) كذا، والثلاثي لا يأتي منه المفعول على ممل.
(7) الجمهرة 2/1074، والصحاح 5/2070، واللسان 13/17 (أسن).
(8) كان مشاركا في أنواع من العلوم كالنحو واللغة والفقه والحديث والحساب والهندسة، تولى القضاء ببغداد، وكان معتزليا. من مرلفاته: كتاب الإقناع في النحو، وأخبار البصريين، وشرح كتاب سيبويه. توفي سنة 368هـ.
تاريخ بغداد 7/341، ونزهة الألباء 227، وإنباه الرواة 1/348، ومعجم الأدباء 2/876.(13/48)
، وأصله الذي رواه عن أبي بكر بن علي النحوي المعروف بمبرمان(1) عن ثعلب – رحمه الله -: (إذا مات من ريح الحمأة)(2).
(وأسن الماء) بفتح السين(3)، (يأسن ويأسن) بكسرها وضمها، (أسنا) بسكونها، (وأسونا): إذا تغير طعمه وريحه وفسد، فلا يشربه شيء من نتنه، فهو آسن بالمد. ومنه قوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِن}(4).
(وعمت في الماء)(5) بضم العين، فأنا (أعوم عوما): أي سبحت فيه، فأنا عائم.
__________
(1) من أئمة العربية، أخذ عن المبرد والزجاج وثعلب، وأخذ عنه الفارسي وأبو سعيد السيرافي. من مؤلفاته: شرح كتاب سيبويه، وكتاب النحو المجموع على العلل، وصفة شكر النعم. توفي سنة 326، وقيل: 345هـ.
طبقات الزبيدي 114، وإنباه الرواة 3/189، ومعجم الأدباء 6/2573.
(2) الحمأة: الطين الأسود المنتن. اللسان (حمأ) 1/61.
(3) وأسن أيضا بكسر السين، وآسن بالمد. ينظر: الأفعال للسرقسطي 1/66، والجمهرة 2/1074، والصحاح 5/2070 (أسن).
(4) سورة محمد 15.
(5) أصله "عومت" بوزن فعلت، نقل إلى فعلت، ثم حذفت الواو، ونقلت ضمتها إلى الفاء لتدل عليها.(13/49)
(وعمت إلى اللبن) بكسر العين، (أعيم عيمة،وأعام أيضا): أي اشتهيته، فأنا عيمان، والمرأة عيمى. قال أبو سهل: ذكر أبي العباس - رحمه الله – عمت بكسر العين، في هذا الباب غلط(1)، لأن وزنه على الأصل قبل النقل فعلت بفتح الفاء والعين، وكان أصله عيمت، على مثال ضربت، ثم نقل إلى فعلت بكسر العين، فقالوا: عيمت بكسر الياء، على مثال علمت [33/أ] فاستثقلوا كسرة الياء، فنقلوها إلى العين التي قبلها، فلما فعلوا ذلك سكنت الياء، فاجتمع ساكنان، وهما الياء والميم، فأسقطوا الياء لالتقاء الساكنين، فبقي عمت بكسر العين(2)، والدليل على ما قلته أن مستقبله أعيم بكسر العين وسكون الياء، وكان أصله أعيم بسكون العين وكسر الياء، على مثال ضربت أضرب، فاستثقلت كسرة الياء، فنقلت إلى العين التي قبلها، فصار أعيم، وقد بينت هذا في "شرح
__________
(1) غلط ثعلب في هذا الباب من وجهين، لأن شرطه فيه إيراد ما كان على وزن "فعِلت وفعَلت" باختلاف المعنى، و"عمت" بالضم، و"عمت" بالكسر أصل بنائهما جميعا "عومت وعيمت" بفتح العين فيهما، وأصل أحدهما من الواو والآخر من الياء، فهما مختلفان في الحروف، فلا وجه لذكرهما في هذا الباب، لأنهما لم يتفقا في جميع الحروف كـ"نقهت ونقهت" مثلا.
(2) أجراها في الإعلال مجرى "بعت" وإلى هذا ذهب سيبويه في الكتاب 4/340ن والمبرد في المقتضب 1/97، وابن جني في المنصف 1/234، والزمخشري في ا لمفصل 446، وشارحاه ابن يعيش 1/72، وصدر الأفاضل 4/386. وانتقد الرضي هذه الطريقة، وذكر أن الفعل إذا كان من باب ضرب وعينه ياء، فالوجه عنده أن يقال في نحو عمت: الأصل "عيمت " قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فالتقى ساكنان الألف ولام الكلمة، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وكسرت الفاء للدلالة على الياء المحذوفة، تماما كما قيل في "بعت". وكما جعلوا الضم في "قلت" دلالة على الواو المحذوفة. شرح الشافية 1/87، 79، وينظر: المغني في تصريف الأفعال 185.(13/50)
الكتاب" بيانا شافيا، وأنت تراه فيه – إن شاء الله. وقد خلط في مستقبله بقوله: أعيم وأعام أيضا، فأما أعيم فقد ذكرته، وأما أعام فإنه مستقبل عمت الذي أصله عيمت بفتح العين وكسر الياء، فعلى هذا المستقبل يكون عمت في بابه، ووزنه فعلت بكسر العين، وهذا تخليط بجمعه بين أعيم وأعام(1).
(وعجت إليكم)(2) بضم العين: (أي ملت) ورجعت، (أعوج عوجا) وعياجا بكسر العين، فأنا عائج.
(وما عجت بكلامه)(3) بكسر العين، (أعيج) عيجا وعيوجا، أي ما باليت به ولا اكترثت. وقيل: معناه: ما رضيت به(4). ولا يستعمل هذا إلا في النفي(5)
__________
(1) وجه الخلط هو في جعله "أعيم وأعام" مستقبلين للماضي "عيمت" بكسر العين، في حين أن "أعيم" أصل ماضيه عيم بفتح الميم، كما ذكر المصنف، وأصل ماضي "أعام" عيم بكسرها، وهما لغتان مختلفتان، أجودهما "عمت أعام" على وزن "فعل يفعل" هذا قول الكسائي، ونقله الزمخشري 101. ولو قال: "وعمت أعام" ثم ذكر بعد ذلك "أعيم" لكان بدأ باللغة الأجود، ووافق شرطه في الباب، وسلم بذلك من التخطئة والتخليط. وينظر: الكتاب 4/24، وما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه للأصمعي 71، وغريب الحديث لابن قتيبة 1/338، والمحكم (عيم) 2/192.
(2) أصله "عوجت" بوزن فعلت بفتح العين، ثم نقل إلى فعلت، ثم حذفت الواو وطرحت ضمتها على ا لفاء لتدل عليها.
(3) وبنو أسد يقولون: "ما أعوج بكلامه" إصلاح المنطق 136، والأفعال للسرقسطبي 1/311، والصحاح (عيج) 1/332.
(4) عن ابن الأعرابي في الصحاح 1/332، والمجمل 2/638 (عيج).
(5) وقد ورد استعماله في غير النفي، قال كثير غزة(119):
لكان لحبك المكتوم شأن على زمن ونحن به نعيج(13/51)
، وكذلك (شربت دواء [33/ب] فما عجت به) بكسر العين أيضا، (أي ما انتفعت به)(1)، وهذا قريب مما قبله، لأنك إذا لم تنتفع بالدواء، فكأنك لم تبال به، وتقول في الفاعل منهما: عائج، تقول(2): لست عائجا بالكلام، أي لست مكترثا به، ولا عائجا بالدواء، أي لست منتفعا به. وذكر أبي العباس – رحمه الله- عجت بكسر العين، في هذا الباب غلط أيضا، والقول فيه، كالقول في عمت بكسر العين، الذي ذكرته آنفا(3)، والقصد في هذا الكتاب الإيجاز والاقتصار، لكني نبهتك هاهنا على موضع(4) السهو لتعلمه، وقد بينت ذلك في "الشرح"، وأنت تراه فيه إن شاء الله.
__________
(1) الجمهرة (عيج) 1/486.
(2) ش: "وتقول".
(3) يعني أن أصله أيضا "عيجت" بفتح العين، ثم نقل من فعل إلى فعل فقيل: "عيجت" فاستثقلت كسرة الياء فنقلت إلى العين قبلها، فسكنت الياء، فاجتمع ساكنان، وهما الياء والجيم، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فبقي "عجت" بكسر العين، والدليل على أنه مفتوح العين في الماضي أن مستقبله "أعيج"، وكان أصله "أعيج" فاستثقلت الكسرة على الياء فنقلت إلى العين قبلها، فصار "أعيج". ويؤخذ على ثعلب أيضا إدخاله "عجت وعجت" في هذا الباب، لأن الأول من ذوات الواو، والثاني من ذوات الياء، فهما أصلان مختلفان.
(4) ش: "مواضع".(13/52)
قسم التحقيق
كتاب إسفار الفصيح
صنعة أبي سهل محمد بن علي بن محمد الهروي النحوي
سمع مني هذا الكتاب من أوله إلى آخره بقراءتي عليه السيد الرئيس أبو الأزهر شهاب بن علي بن أبي الرجال الشيباني أيده الله، وهذا الأصل في يده يعارضني به وقت القراءة، وسمع معه من سمع له في آخره.
وكتب محمد أبو سهل بن علي بن محمد الهروي النحوي في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وأربع مائة.
والحمد لله كثيرا، وصلواته على سيدنا محمد النبي، وآله وسلم تسليما.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك الحق وصلواته على من جاء بالصدق محمد ا لنبي وآله وسلم تسليما.
قال أبو سهل بن علي بن محمد الهروي النحوي:
أما بعد:
فإني لما هذبت لك(1) كتاب "الفصيح" المنسوب إلى أبي العباس أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني، المعروف بثعلب(2) – رحمه الله – لما أنكرت عليه إثباته فصولا عدة في غير أبوابها المترجمة بها، ثم استكثرت أيضا ما أهمله من تفسير فصوله، سألتني أن أبينها(3) لك وأوضحها، وأن أزيد أيضا في إبانة ما فسره منها، وأورد مصادر الأفعال التي أهمل ذكرها، لأشكالها واختلافها، وأسماء الفاعلين والمفعولين، لأنه قد ذكر بعضها فعملت لك هذا الكتاب ووسمته بـ"إسفار كتاب الفصيح"، وقد كنت قبل ذلك ابتدأت بشرح الأصل(4) ثم لما سألتني تفسيره واستعجلتني [1/ب] فيه، عملت لك هذا وقصدت الإيجاز والاقتصار في التفسير، ليقرب عليك حفظه، وإن امتدت بي الحياة تممت – إن شاء الله – شرحه لك، ولنظرائك المتأدبين. والله جل وعز الموفق لقول الصواب وفعله، وهو حسبي ونعم الوكيل.
فأما قوله: "هذا كتاب اختيار فصيح الكلام".
__________
(1) الخطاب لشهاب بن علي بن أبي الرجال الشيباني. ينظر: ص 94، 96 من قسم الدراسسة.
(2) سبقت ترجمته في ص 19-20 من قسم الدراسة.
(3) ش: "أثبتها".
(4) أي فصيح ثعلب.(14/1)
فإن هذا: اسم مبهم يشار به للمخاطب إلى كل مذكر موجود بحضرته غير بعيد عنه، وأصله عند النحويين البصريين ذا، وأصل ذا: ذيا(1). وقال الكوفيون: أصل هذا: الذال وحدها، والألف بعدها عماد وتكثير، لأن الاسم لا ينفصل على حرف واحد، وقالوا جميعا: إن العرب زادت "ها" قبل ذا للتنبيه، لأن المخاطب إذا قيل له: "ها" تنبه من غفلته فأقبل بوجهه(2) ونظره إلى ما أشير إليه بذا، فقوله: "هذا" أشار به إلى ما جمعه من جيد كلام العرب الذي تكثر [2/أ] العامة استعماله لسهولته وفصاحته. ويقال للمؤنث: هذه وهذي، وقد بينت اللغات في هذا وهذه في حال الإفراد والتثنية والجمع للمذكر والمؤنث في "شرح الكتاب"(3)، وأنت تقف على ذلك منه – إن شاء الله -.
__________
(1) هكذا بياء خفيفة وألف مقصورة،ورأي البصريين في هذه المسألة أن أصل ذا: "ذي" بياء مشددة على وزن "فعل" ثم حذفت اللام للتخفيف فبقي "ذي" ساكن الياء، فقلبت الياء ألفا فصار "ذا".
وبعضهم يرى أن أصل ذا: "ذوى" بفتح الواو على وزن "فعل" فحذفت اللام تأكيدا للإبهام، وقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
وفي الدر المصون 1/84: "وهذا كله على سبيل التمرين، وإلا فهذا مبني، والمبني لا يدخله التصريف".
وينظر: المنصف 1/122، وسر صناعة الإعراب 2/469، واللامات للهروي 188، والإنصاف في مسائل الخلاف 2/669، وشرح المفصل لابن يعيش 3/126، وشرح الكافية للرضي 2/473، وارتشاف الضرب 1/505، ولسان العرب 15/450 (ذا).
(2) ش: "وأقبل".
(3) أي في شرح كتاب الفصيح، وهو الشرح الكبير الذي لم يتمه. وينظر هذه اللغات في: شرح التسهيل 1/239، وشرح الكافية الشافية 1/314، وشرح الكافية للرضي 2/471ن والتصريح 1/126.(14/2)
والكتاب: اسم للشيء المكتوب، واسم للمكتوب فيه الشيء أيضا، وهو في الأصل مصدر، لأنهم يقولون: كتبت أكتب كتبا وكتابا وكتابة(1)، والمصدر يكون بمعنى المفعول، كقولهم: درهم ضرب، وماء سكب، أي مضروب ومسكوب(2)، فالكتاب هو المكتوب. ومنه قوله تعالى: {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ}(3) أي كطي السجل من أجل الكتاب الذي فيه(4). والكتاب مشتق من الكتب، وهو الجمع والضم، فإذا قيل: كتبت، فمعناه: ضممت الحروف والكلم وجمعت بعضها إلى بعض(5).
واختيار: مصدر قولك: اخترت الشيء أختاره، إذا أخذت خيره، أي أجوده وأفضله، [2/ب] ومنه قوله تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً}(6).
وفصيح الكلام: هو البين منه، مع صحة وسلامة من الخطأ.
والكلام: فعل الإنسان المتكلم، كالقيام والركوب فعل القائم والراكب، وهو أصوات مسموعة مقطعة ضربا من التقطيع، بحروف مؤلفة، دالة بتأليفها على معنى مفهوم، فإن لم يكن كذلك، فليس بكلام، كالتأوه والنحنحة وحديث النفس وأصوات الطير وأشباه ذلك، وهو عام في الجنس كله لقليله وكثيره، من كلام العرب والعجم، فلذلك لم يثن ولم يجمع(7).
وأما وقوله: "مما يجري في كلام الناس وكتبهم".
__________
(1) ينظر: الصحاح (كتب) 1/208.
(2) ينظر: الكتاب 4/43، وفقه اللغة وسر العربية 303.
(3) سورة الأنبياء 104، وهذه الآية بقراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وعاصم في رواية أبي بكر، وقراءة الباقين: {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}.
ينظر: السبعة 431، والحجة لأبي علي 5/263.
(4) ينظر تفسير الطبري 17/100.
(5) ينظر: المقاييس 5/158.
(6) سورة الأعراف 155.
(7) ينظر: التهذيب 10/265، واللسان 12/523ن والقاموس 1491 (كلم).
والكلام في اصطلاح النحويين: عبارة عن اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليها، نحو: قام زيد، ومحمد أخوك، أو شبه ذلك مما يكتفي بنفسه نحو: يا علي. ينظر: الكتاب 1/12، والخصائص 1/17، وشرح المفصل لابن يعيش 1/18.(14/3)
فيجري: معناه: يطرد ويكثر استعماله، ومنه جري النهر، وهو تتابع سيلان مائه.
ومما: أصله من ما، فمن حرف من حروف الجر، وهو(1) هاهنا لبيان الجنس، لأن الكلام لما كان عاما للعربي والعجمي، وأن [3/أ] العربي منه قد يكون سهلا مستعملا، ويكون غريبا مرفوض الاستعمال، بين بـ"من" أن المختار من الكلام في هذا الكتاب(2) هو العربي السهل المستعمل السالم من الخطأ، وهذا مثل قوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ}(3)، لأن الرجس أعم ممن الأوثان، لأنه يكون وثنا وغير وثن، فبين بمن الرجس المراد الذي هو الوثن(4).
وما هاهنا: اسم ناقص بمعنى الذي، أي من الذي يجري في كلام الناس، ووصلت من بما في الخط، لأجل إدغام النون في الميم لقرب مخرجيهما(5).
وفي: حرف جار، وهو ظرف، ومعناه الوعاء.
__________
(1) ش: "ومن".
(2) ش: "الباب".
(3) سورة الحج 30.
(4) مجيء "من" في هذه الآية لبيان الجنس مشهور في كتب النحاة والمفسرين، وقيل: "من" في الآية لابتداء الغاية، وقيل: للتبعيض. وينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/424ن ومعاني الحروف للرماني 97، والأزهية في علم الحروف 225ن والبيان في غريب إعراب القرآن 2/174، وتفسير الطبري 17/155، والبحر المحيط 7/504.
(5) ينظر: أدب الكاتب 238، وكتاب الكتاب 52ن وباب الهجاء 22.(14/4)
وكلام الناس: معناه: تكلمهم، والناس: اسم وضع للجمع من ولد آدم – عليه السلام – واستعمل بمعناه، ومنه قوله تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}(1)، وقد استعمل أيضا للواحد،فجعلوه اسم جنس يدل على القليل والكثير بلفظ واحد، ومنه قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُم}(2)، فالناس الأول واحد من جماعة، هكذا [3/ب] جاء في تفسير هذه الآية(3)، وقيل: اشتقاق الناس من الأنسة(4)، وهي الاستئناس، لأن بعضهم يأنس ببعض، ولا يأنس بغيرهم من الحيوان.
وأما قوله: "وكتبهم"، فإنه أراد الصحائف، وهي جمع كتاب، وفيها لغتان: ضم التاء وإسكانها(5)، ولا تسمى الصحيفة كتابا إلا إذا كتب فيها الكلم، أي جمع بعضها إلى بعض(6).
وأراد بالناس هاهنا: العامة وأهل الحضر والأمصار ممن يتكلم بالعربية دون غيرهم من الأعاجم.
وأما قوله: (فمنه ما فيه لغة واحدة).
فمن: حرف جار أيضا، وهو هاهنا للتبعيض، والهاء عائدة على الكلام.
وما: بمعنى الذي، أي بعض الكلام الذي في هذا الكتاب فيه لغة واحدة. ويجوز أن تكون ما بمعنى شيء، أي فمن كلام هذا الكتاب شيء فيه لغة واحدة، أي طريقة واحدة من التكلم به.
__________
(1) سورة الناس 6.
(2) سورة آل عمران 173.
(3) ينظر: معاني القرآن للفراء 1/247، ومعاني القرآن للنحاس 1/510، وتفسير الطبري 4/178.
(4) الكتاب 2/196، 3/457ن ومجالس العلماء 56ن والخصائص 3/150ن وأمالي ابن الشجري 1/188ن والصحاح 3/987، والمصباح 10ن والتاج 4/99 (أنس).
(5) الصحاح (كتب) 1/208.
(6) الفروق 241.(14/5)
وقيل: لغة معناها: كلام(1)، تقول: هذا الحرف بلغة بني فلان، أي بكلامهم ومنطقهم. وهي مشتقة من اللغو أو اللغى مقصور، وهما الكلام [4/أ] والصوت، يقال: لغا الرجل يلغو لغوا، ولغي أيضا – بالكسر، على مثال رضي(2)، [فهو](3) يلغى لغى، إذا تكلم وصوت(4). وجاء في الحديث: "من قال في الجمعة والإمام يخطب: صه، فقد لغا"(5)، أي تكلم. وأصل لغة: لغوة، مثل عروة، ولذلك قالوا في النسب إليها لغوي.
وواحدة: معناها: منفردة، وهي تأنيث واحد، وإنما أنثت لأنها صفة للغة، ولا تكون إلا صفة لمؤنث، وأما واحد فيكون تارة صفة وتارة اسما غير صفة، فإذا قلت: مررت برجل واحد، كان صفة لرجل، وإذا قلت: واحد واثنان، أو واحد وعشرون، كان اسما غير صفة.
وأما قوله: "والناس على خلافها".
فالناس: هاهنا هم العامة وأهل الحضر والأمصار أيضا.
وعلى هاهنا: حرف من حروف الجر، ومعناه الاستعلاء(6). وأراد أن العامة قد استعملت وركبت فيها الخطأ ومخالفة العرب.
وقوله: "خلافها"، معناه: مخالفة اللغة، والخلاف نقيض الوفاق، والمخالفة نقيض الموافقة، والخلاف والمخالفة بمعنى واحد، وهما مصدران لقولهم: خالف الشيء[4/ب] الشيء، إذا باينه، ولم يوافقه، ولم يقم مقامه.
وأما وقوله: "فأخبرنا بصواب ذلك".
__________
(1) ينظر: الخصائص 1/33، وتهذيب اللغة 8/197، واللسان 5/251 (لغو).
(2) قوله: "على مثال رضي" ساقط من (ش).
(3) استدركه المصنف في الحاشية.
(4) ينظر: المقاييس 5/256ن والمجمل 2/810، (لغو).
(5) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (باب في الإنصات يوم الجمعة في الخطبة- 851)، والإمام أحمد في مسنده 2/434، وينظر غريب الحديث لابن الجوزي 2/325، والنهاية 4/258.
(6) ينظر: حروف ا لمعاني للرماني 108، ورصف المباني 433.(14/6)
فمعنى أخبرنا: ذكرنا وأعلمنا بقصد منا لذلك، ولا يكون الإخبار إخبارا إلا بالقصد، ألا ترى أنك لو حكيت كلام المخبر لم تكن مخبرا، وإنما كنت حاكيا، وكذلك الصبي الصغير إذا لقن ما هو في الظاهر خبر لم يكن مخبرا، لعدمه معنى القصد. والخبر: هو ما يصح فيه الصدق والكذب.
والصواب: ضد الخطأ، وهما اسمان لا مصدران، والمصدر منهما الإصابة والإخطاء، لأنه يقال في الفعل منهما: أصاب الشيء يصيبه، وأخطأه يخطئه، على أفعل يفعل فيهما. وأصاب الشيء معناه: قصده فوافقه، وأخطأه ضده.
وذلك: اسم مبهم، وهو نقيض هذا في الإشارة(1)، لأن هذا يشار به إلى ا لقريب، وذلك يشار به إلى البعيد، والاسم منه ذا، واللام زائة للتكثير، وقيل: زيدت للدلالة على البعد(2). والكاف للخطاب، ولا موضع لها من الإعراب(3). وأشار بـ"ذلك" إلى الكلام الذي يتكلم به الناس.
وأما قوله: "ومنه ما فيه لغتان وثلاث وأكثر من [5/أ] ذلك، فاحترنا أفصحهن".
__________
(1) "في الإشارة" ساقطة من ش.
(2) ينظر: اللامات للزجاجي 131، وللهروي 188، ورصف المباني 323، وشرح المفصل لابن يعيش 3/135، وتهذيب اللغة 15/33، والصحاح 6/2550 (ذا)، وص 310، 850 من هذا الكتاب.
(3) عبارة: "ولا موضع...الإعراب" ساقطة من ش.(14/7)
فمن هاهنا: للتبعيض أيضا، وأراد أن بعض الكلام أيضا، تنطبق به العرب على وجهين، وثلاثة أوجه، أو أكثر من ذلك، مختلفة في اللفظ متفقة في المعنى، وذلك نحو اختلافهم في الحركات والسكون(1) في حرف أو حرفين من كلمة واحدة، نحو ما جاء عنهم في نهر وشعر وفخذ وكبد(2) وغيرها من اللغات المختلفة في الحركات والسكون، والمعنى فيها واحد. ونحو اختلافهم في زيادة حرف أو أكثر في كلمة واحدة، ونقصان ذلك منها، أو اختلاف حركة منها أيضا، والمعنى في ذلك كله واحد، كما جاء عنهم في قولهم: فعلت ذلك من أجلك(3)، وفي عنوان الكتاب(4)، وأشباههما(5) من اللغات المختلفة في الحركات والحروف، والمعنى فيها واحد. ونحو ما جاء عنهم أيضا في اختلافهم في الباء والدال وتغييرهما إلى حروف أخر، من بغداد(6) وأشباهه في تغيير الحروف وإبدال بعضها من بعض، والمعنى في جميع ذلك واحد(7). إلا أن الذي عليه أكثرهم في استعمال حركة أو سكون أو حرف دون حرف هو أفصح من غيره وأبين، وهو ا لذي اخترناه وأثبتناه في هذا الكتاب، والذي ألغيناه ولم نذكره، هو ما يتكلم قليل من العرب، ولم يتفق جمهورهم عليه.
وقوله: "وثلاث"، هو لعدد [5/ب] مؤنث، فلأجل ذلك حذف منه الهاء، وعدد المؤنث تحذف منه الهاء، من ثلاث إلى عشر، وعدد المذكر تثبت فيه للفرق بينهما، كقوله تعالى: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً}(8).
وقوله: "وأكثر من ذلك"، أراد به الكثرة، وهو أفعل منها، وهي ضد القلة.
__________
(1) ش: "وفي السكون".
(2) ينظر: الجمهرة 1/300، 582، 2/726، واللسان 3/374، 501، 4/410ن 5/236ن (كبد، فخذ، شعر)، وينظر ص 595، 613، 614 من هذا الكتاب.
(3) ينظر: ص 892 من هذا الكتاب.
(4) ينظر: ص 699 من هذا الكتاب.
(5) ش: "وأشباهها".
(6) ش: "بغداذ".
(7) ينظر: ص 833 من هذا ا لكتاب.
(8) سورة الحاقة 7. وينظر: البيان في غريب إعراب القرآن 2/457، والفريد في إعراب القرآن المجيد 4/516.(14/8)
وقوله: "أفصحهن" أضاف أفصح، وهو أفعل من الفصيح إلى هن، وهي ضمير اللغات، لأنه أراد وجها واحدا مما تنطق به العرب على وجوه مختلفة الحركات أو الحروف، متفقة في المعنى، ولم يرد به اللغة الفصيحة، ولو أراد ذلك لقال: فصحاهن، لأن تأنيث أفعل الذي يكون للتفضيل يكون على فعلى مثل أحسن وحسنى، وأول وأولى، وآخر وأخرى، وما أشبه ذلك(1).
وأما قوله: "ومنه ما فيه لغتان كثرتا واستعملتا، فلم تكن إحداهما أكثر من الأخرى، فأخبرنا".
فإنما أراد: أن من الكلام أيضا ما نطق به كثير من العرب على وجه واحد من حركة أو سكون، أو حرف من ا لحروف، ونطق بخلاف ذلك كثير منهم أيضا، فإنا ذكرنا اللغتين جميعا في هذا الكتاب.
وقوله: "واستعملتا"، معناه: نطق بهما على الوجهين جميعا(2)، لسهولتهما على ألسنتهم، ولم يرفض أحدهما. والاستعمال: [6/أ] استفعال من العمل.
ولم: حرف يجزم الفعل المستقبل، وينفى به الفعل فيما مضى من الزمان، ولا ضده في النفي، لأنه ينفى به الفعل فيما يستقبل من الزمان(3)، وذلك أنك إذا قلت: لم أخرج، فقد نفيت خروجك فيما مضى من الزمان، وإذا قلت: لا أخرج، فإنما تنفي الخروج فيما تستقبل(4) من الزمان(5).
__________
(1) بهذا التوضيح يندفع قول الجواليقي وغيره ممن عاب على ثعلب ترك المطابقة في "أفصحهن". ينظر: شرح ابن عقيل 2/358ن ومنهج السالك 411، وارتشاف الضرب 3/225.
(2) "جميعا" ساقطة من ش.
(3) عبارة: "ولا ضده..... الزمان" ساقطة من ش.
(4) ش: "في المستقبل".
(5) وهذا غير لازم، فقد يكون المنفي بها للحال، نحو قولك: أتظن ذلك كائنا أم لا تظنه، وما لك لا تقبل؟ ونحو ذلك. ينظر: الكتاب 3/117، والمقتضب 1/46ن 47، والجنى الداني 296، ورصف المباني 330.(14/9)
وقوله: "تكن"، هو فعل مستقبل، وأصله تكون، إلا أنه لما جزم بلم، سكنت النون، فالتقى ساكنان، وهما الواو والنون، فحذفوا الواو لالتقاء الساكنين، فبقي "تكن"، وهو يطلب في هذا الموضع اسما وخبرا، فاسمه مرفوع، وخبره منصوب لما كان هو الاسم في المعنى، واسمه قوله: "إحدى"، إلا أنها لا يتبين فيها رفع، لأنها مقصورة، وهي مضافة إلى هما، وهو ضمير عن اللغتين، و"أكثر" منصوب، لأنه خبر تكن.
وإحدى: بمعنى واحدة، وليس تأنيثها على القياس، كواحد وواحدة(1).
والأخرى: تأنيث الآخر – بفتح الخاء – كالصغرى تأنيث الأصغر. وأخر وزنه أفعل، وهو اسم لأحد الشيئين، إلا أن فيه معنى الصفة، تقول: مررت برجل آخر، وبامرأة أخرى.
وقوله: "وألفناه"، معناه: جمعناه، والهاء ترجع إلى [6/ب] الكتاب، أي جمعنا ما في الكتاب(2) من الفصول، وجعلناه أصنافا وضروبا.
و"الأبواب"(3): جمع باب، ويقولون: أبواب مبوبة، كما يقال أصناف مصنفة، ويجوز أن يكون معناها طرقا لمعرفة الفصول المثبتة فيه.
ويقولون: هذا باب من العلم، أي طريق إليه، وهو مأخوذ من الباب المعروف للبيت والدار(4).
وقوله: "من ذلك: باب فعلت".
من هاهنا: للتبعيض، وذلك: إشارة إلى الكتاب، ومخاطبة لمن يقرؤه، أي بعض أبواب هذا الكتاب باب فعلت.
ومعنى "باب فعلت": أي طريق معرفة الفصول التي جاءت من كلام العرب في هذا الكتاب باب فعلت.
ومعنى "باب فعلت": أي طريق معرفة الفصول التي جاءت من كلام العرب في هذا الكتاب على وزن فعلت.
وقوله: "بفتح العين"، أراد أن جميع الأفعال الماضية التي في هذا الباب تكون مفتوحة الحرف الثاني منها.
__________
(1) ينظر: تهذيب اللغة 1/195.
(2) ش: "ما في هذا الكتاب".
(3) عبارة الفصيح 260: "وألفناه أبوابا".
(4) ينظر: التوقيف على مبهمات التعاريف 109.(14/10)
وأما الباب الذي بعده، وهو "باب فعلت بكسر العين"، فإن الحرف الثاني من جميع الأفعال الماضية التي فيه يكون مكسورا، إلا ثلاثة فصول(1)، فإن أبا العباس – رحمه الله – خالف بها(2) ترجمة الباب، وإنما ذكرها فيه، لتعلقها، بما قبلها في الحروف ومشابهتها لها في ذك، وسأبينها إذا انتهيت إلى مواضعها- إن شاء الله.
باب فعلت – بفتح العين.
[7/أ] يقال: "نمى المال وغيره ينمي"(3) نماء ونميا، إذا كثر وزاد لتناسله، فهو نام، على مثال مضى يمضي مضاء ومضيا، فهو ماض. والمال عند العرب هو: الإبل والغنم، وغير ذلك مما يتناسل، ويسمون النخل والذهب والفضة، وغير ذلك مما يقتنى ويكتسب مالا أيضا(4). ونماء الشيء بالمد: زيادته وكثرته على ما عرف من حاله ومقدراه. ومنه قول الراجز(5):
"يا حب ليلى لا تغير وازدد
وانم كما ينمي الخضاب في اليد"
__________
(1) وهي قول ثعلب: "أنهكه السلطان عقوبة"، و"بريت القلم"، و"برأت من المرض". ينظر: ص 354-355.
(2) ش: "بهما"، وكذلك الكلمات التالية له، الضمير فيها للمثنى.
(3) والعامة تقول: "نما ينمو نموا" بالواو – وهي لغة لبعض العرب ليست بخطأ – ينظر: ما تلحن فيه العامة 138، وإصلاح المنطق 138، والأفعال للسرقسطي 3/172ن وابن درستويه 116، والبصائر والذخائر 2/54، 7/253ن والجمهرة 2/992ن والصحاح 6/2515، واللسان 15/341 (نمى).
(4) ينظر: السان (مول) 6/636.
(5) البيتان بلا نسبة في: ما تلحن فيه العامة 139ن وفعل وأفعل للأصمعي 519، وابن درستويه 116، وتحفة المجد الصريح (9/أ)، وأساس البلاغة 474، ولسان العرب 15/342، والتاج 10/377، (نمى) ورواية اللسان والتاج "كما ينمو" قال ابن سيدة: "والرواية الشهورة وانم كما ينمي".(14/11)
(وذوى العود) الرطب (يذوي)(1) بالكسر، ذيا وذويا أيضا، مثل مضيا، فهو ذاو، وفي كثير من نسخ الكتاب: "أي خف"، وهو غلط(2) وإنما هو مثل ذبل، سواء في الوزن والمعنى، وذلك إذا ابتدأ في الجفاف فلان استرخى لقلة رطوبته، ولم يتناه في اليبس. والمستقبل من ذبل يذبل بالضم، ومصدره ذبل وذبول، واسم الفاعل ذابل. وقال الشاعر في ذوى(3):
رأيت الفتى كالغصن يهتز ناعما
تراه عميما ثم يصبح قد ذوى
__________
(1) والعامة تقول: "ذوي يذوى" بكسر الواو من الماضي وفتحها من المضارع، وهي لغة حكاها عن يونس صاحب إصلاح المنطق 190ن وأدب الكاتب 475، وقال ابن دريد في الجمهرة (ذوى) 2/703: "فأما ذوي يذوى فليس من كلامهم"،وقال أيضا 2/1097: "وفي بعض اللغات ذأى العود يذأى ذأيا، وليس باللغة العالية". وينظر: الأفعال لابن القوطية 273، وللسرقسطي 3/604ن ولابن القطاع 1/398، والمحيط في اللغة 10/118ن واللسان 14/292، 290، (ذأى)، (ذوى).
(2) قال بهذا التفسير الذي غلطه كثير من أئمة اللغة، جاء في المقاييس (ذوى): "الذال والواووالياء كلمة واحدة تدل على يبس وجفوف، تقول: ذوى العود يذوي، إذا جف، وهو ذاو". ينظر: المجمل 1/362، والجمهرة 2/1097، وأساس البلاغة 147، وشمس العلوم 2/182 (ذوى).
(3) البيت بلا نسبة في اللسان (ذوى) 14/291، وروايته:
رأيت الفتى يهتز كالغصن ناعما تراه عميا ثم يصبح قد ذوى.
والعميم والعمي: الطويل من الرجال أو النبات. اللسان (عمم) 12/425، (عمي) 15/100.(14/12)
[7/ب] (وغوى الرجل يغوي)(1) غيا وغية وغواية، فهو غاو: إذا عدل عن طريق الصواب، وترك الرشاد، وفعل فعل الجهال. وقال الله تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}(2)، وقال عز وجل: {فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}(3). وينشد هذا البيت، وهو للمرقش الأصغر(4):
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره
ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
الخير هاهنا: الرشد، ومعناه: من يتبع الرشد ويقصده يحمد الناس حاله، أي يثنون عليه ثناء ثناء جميلا، ويصفون محاسن أفعاله. ومن يفعل الشر يجد من يعتبه(5) عليه ويذمه.
"وفسد الشيء يفسد"(6) ويفسد بالضم والكسر، فسادا وفسودا: إذا تغير وانتقل عن الحال المحمودة التي يجب أن يكون عليها، حتى لا ينتفع به(7)، وهو خلاف صلح يصلح صلاحا وصلوحا، وأصل الصلاح: استقامة الحال، فهو فاسد وصالح.
__________
(1) والعامة تقول: "غوي يغوى" بكسر العين من ا لماضي وفتحها من المضارع، وهو خطأ، لأن معنى "غوي": أن يكثر الفصيل من لبن أمه حتى يبشم، أي يضعف ويعتل. وقيل: هي لغة. ينظر: إصلاح المنطق 189، وأدب الكاتب 421، والأفعال للسرقسطي 2/43، وابن درستويه 119، والجمهرة 1/244، 2/964، والصحاح 6/2450 (غوى).
(2) سورة طه 121.
(3) سورة الأعراف 175. وينظر: تفسير الطبري 9/124، 16/224.
(4) ديوانه 537، والمرقش هو ربيعة بن سفيان بن مالك بن ضبيعة، شاعر جاهلي، من أهل نجد، وهو عم طرفة بن العبد، وأحد عشاق العرب ا لمشهورين،وصاحبته فاطمة بنت المنذر، توفي سنة 50 قبل الهجرة. الشعر والشعراء 1/142، والأغاني 6/136، والمؤتلف والمختلف 184.
(5) ش: "يعيبه".
(6) والعامة تقول: "فسد يفسد" بضم السين من الماضي والمضارع. ما تلحن فيه ا لعامة 137، وقال ابن درستويه 119: "وهو لحن وخطأ"، قلت: الضم لغة حكاها جمع من أئمة اللغة. ينظر: إصلاح المنطق 189، وأدب الكاتب 422، وتثقيف اللسان 285، والجمهرة 3/1249، وديوان الأدب 2/106، والصحاح 2/519 (فسد).
(7) ش: "حتى لا يكون عليها ولا ينتفع به".(14/13)
(وعسيت أن أفعل ذاك)(1)، أي قاربت أن أفعله ورجوت ذلك وطمعت فيه، فيجوز[8/أ]أن أفعله، ويجوز ألا أفعله، فجعل عبارة عن الترجي والإشفاق، كما عبروا بالحروف عن التمني والطمع، نحو: ليت، ولعل. ومنعوا عسى التصرف (فلا يقال منه: يفعل، ولا فاعل)، لا يقال: يعسى، ولا عاس، ولا مصدر له(2) أيضا(3)، لأنه وقع بلفظ الماظي، ونقل معناه عن المضي، ووضع موضع(4) الإخبار عن حال صاحبه التي هو مقيم عليها، كما فعل مثل ذلك بليس، لأن لفظها لفظ الماضي،وهي للحال الثابتة، وأجريت في منع التصرف مجرى حروف المعاني الجامدة، إذ كانت الحروف لا تصرف لها(5).
"ودمعت عيني تدمع"(6) بالفتح، دمعا، ودمعانا ودموعا: إذا خرج دمعها، وهو ماؤها عند البكاء، وسواء سال أو لم يسل، والعين دامعة.
__________
(1) والعامة تقول: "عسيت" بكسر السين. ما تلحن فيه العامة 103، وإصلاح المنطق 188، وأدب الكاتب 422، قال ابن درستويه 120: "وهو لغة شادة رديئة". قلت: قرأ بها نافع من القراء السبعة في قوله: {فهل عسيتم أن توليتم}سورة محمد 22، قال الفراء في معاني القرآن 3/62: "ولعلها لغة نادرة". وينظر علل القراءات 2/633، والنشر في القراءات العشر 2/230.
(2) ش: "لها".
(3) ينظر: الكتاب 3/158، وإصلاح المنطق 188، والأفعال للسرقسطي 1/315، والصحاح (عسا) 6/2425.
(4) ش: "ووقع موقع".
(5) ينظر: الكتاب 1/46، والأصول 3/345ن والتهذيب (ليس) 13/73.
(6) والعامة تقول: "دمعت" بكسر الميم من الماضي. ما تلحن فيه العامة 105، وإصلاح المنطق 188، وفي الصحاح (دمع) 3/1209: "ودمعت بالكسر، دمعا: لغة حكاها أبو عبيدة"، وصفها ابن درستويه 122 بأنها لغة رديئة.(14/14)
(ورعفت أرعف)(1) بالضم، رعفا، فأنا راعف: أي جرى الدم من أنفي وسال، وذلك الدم هو الرعاف.
(وعثرت أعثر)(2) بالضم، عثرا وعثارا وعثورا، فأنا عاثر: إذا علقت أصابع رجلي وثوبي، أو أصابت رجلي حجرا أو غيره، فسقطت، أو كدت أسقط، وكذلك يقال: عثر الفرس وغيره، [8/ب] إذا أصاب حافره حجرا أو غيره، أو زلت قائمة من قوائمه، أو وقعت في وهدة(3) فسقط لذلك، أو كاد يسقط، وإذا كثر ذلك منه، فهو عثور. وعثرت أيضا على فلان، أي صادفته ووجدته واطلعت عليه، أعثر وأعثر بالكسر والضم، عثرا وعثورا، فأنا عاثر، وهو معثور عليه.
(ونفر)(4) الرجل والدابة من الشيء (ينفر) وينفر بالضم والكسر،نفورا ونفارا: إذا هرب وذهب خوفا منه، فهو نافر.ونفر الحاج من منى إلى مكة نفرا ونفورا ونفيرا(5)، إذا رجع منه إليها.
__________
(1) والعامة تقول: "رعف" بالبناء للمجهول، قال ابن درستويه 122: "وهو خطأ، لأن هذا فعل لا يتعدى فلا يجيء منه ما لم يسم فاعله"، وتقول أيضا: "رعفت ورعفت" بضم العين وكسرها، وهما لغتان ضعيفتان. ينظر: إصلاح المنطق 188ن وأدب الكاتب 422، 476، وتثقيف اللسان 320، والمنتخب 2/554، واللسان (رعف) 9/132.
(2) العامة تقول: "عثر" بضم الثاء من الماضي. أدب الكاتب 399، وتقويم اللسان 136، و"عثر" مثلثة الثاء في المحكم 2/63، والسان 4/539، والقاموس 560 (عثر).
(3) الوهدة: المكان المنخفض من الأرض كأنه حفرة. اللسان (وهد) 3/470.
(4) والعامة تقول: "نفر" بضم الفاء من الماضي. ابن درستويه 124. وينظر: أدب الكتاب 347.
(5) كلمة: "ونفيرا" ساقطة من ش.(14/15)
(وشتم يشتم) ويشتم(1) شتما، فهو شاتم، والمفعول مشتوم: إذا سب إنسانا، أي(2) إذا قال فيه مكروها، وذكره بقبيح. ومنه قول الشاعر(3):
إن من بلغ حرا شتمه
فهو الشاتم لا من شتمه
(ونعست أنعس)(4) بالضم، نعسا ونعاسا: إذا ابتدأ النوم بي وغشيني، وأنا جالس أو قائم، ولم أستثقل فيه (فأنا ناعس، ولا يقال نعسان)(5).
(ولغب الرجل يلغب)(6)، بالضم، لغبا ولغوبا، فهولاغب: [9/أ] (إذا أعيى) وتعب من مشي أوعمل. وفي التنزيل: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}(7).
__________
(1) كسر ا لتاء وضمها من المضارع صحيح قياسا، وجعل ابن درستويه 125، وابن ناقيا 1/10 الكسر أفصح، وفي تثقيف اللسان 172 جعل الضم من لحن ا لعامة. ينظر: بغية الآمال 105، والتهذيب 11/328، واللسان 12/318، والقاموس 1453 (شتم).
(2) ش: "أو".
(3) لم أهتد إليه.
(4) والعامة تقول: "نعست" بضم العين، ذكره ابن درستويه 126، وابن ناقيا 1/11، وفي تقويم اللسان 178: "نعست" بضم النون وكسر العين، وفي تصحيح التصحيف 520: "نعست" بضم النون والعين معا.
(5) لأن ذلك من كلام ا لعامة، كما صرح به ابن درستويه 126، وفي التهذيب (نعس) 2/105: "قال الفراء: ولا أشتهيها، يعني نعسان". وجاء في العين (نعس) 1/338: "وقد سمعناهم يقولون: نعسان ونعسى، حملوه على وسنان ووسنى، وربما حملوا الشيء على نظائره، وأحسن ما يكون ذلك في الشعر". وينظر: ا لمحيط 1/368، والمحكم 1/308، واللسان 6/233 (نعس).
(6) في أدب الكاتب 422: "ويقولون: لغبت، ولغبت أجود"، قال المرزوقي (7/ب): "ولغب لغة رديئة"، وذكر ابن درستويه 127: أن "العامة تقول: لغبت بضم الغين من الماضي، وهو خطأ". ينظر: الأفعال للسرقسطي 2/421، والجمهرة 1/370، والصحاح 1/220، والمحكم 5/313 (لغب).
(7) سورة ق 38.(14/16)
(وذهلت عن الشيء أذهل)(1) بالفتح، ذهلا وذهولا، فأنا ذاهل: أي أغفلت عنه، وسلوت، ونسيته، ومنه قوله تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَت}(2) معناه – والله أعلم -: تسلو عن ولدها، وتتركه، وتشغل عنه. والشيء مذهول عنه.
(وغبطت الرجل فأنا أغبطه) بالكسر(3)، غبطة: أي سررته، فأنا غابط، وهو مغبوط، أي مسرور. وغبطته أغبطه غبطا بفتح الغين، وغبطة بكسرها، ومغبطة ومغبطة بفتح الباء وكسرها، وأنا(4) غابط، وهو مغبوط أيضا: أي تمنيت أن يكون لي مثل الذي له من الخير والحال والمال من غير أن أتمنى زوال شيء من ذلك عنه، فإن تمنيت أن يكون لي مثل خيره وحاله وماله، مع زوال ذلك عنه، فأنا حاسد، وهو محسود(5). وقد حسدته أحسده بضم السين، حسدا بفتحها. والحسد مذموم، والغبط غير مذموم(6).
__________
(1) والعامة تقول: "ذهلت" بكسر العين، كذا ذكر ابن درستويه 127، والصحيح أنها لغة أخرى، كما في إصلاح المنطق 188، والأفعال للسرقسطي 3/601، والعين 4/39، والجمهرة 2/702، والصحاح 4/1702 (ذهل).
(2) سورة الحج 2. وينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 290.
(3) والعامة تقول: "أغبطه" بفتح الباء. ابن درستويه 128ن وابن ناقيا 1/13.
(4) ش: "فأنا".
(5) ينظر: الصحاح (غبط) 3/1146، واللسان (حسد) 3/149.
(6) قوله: "والغبط غير مذموم" ساقط من ش، ومما ورد في النهي عن الحسد قوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما يأكل النار الحطب" رواه أبو داود (كتاب الأدب، باب الحسد 4904)، وأما الغبط فليس بمذموم لقوله عليه الصلاة والسلام: "لا يضر الغبط" غرب الحديث للخطابي 3/211ن والنهاية 3/339.(14/17)
(وخمدت النار وغيرها تخمد)(1) بالضم، خمودا، فهي خامدة: إذا سكن لهبها وذهب ضوؤها، ولم[9/ب] يطفأ جمرها، فإذا طفئ جمرها،وذهب حرها،فهي هامدة بالهاء(2). وقد همدت تهمد همودا بالضم أيضا(3).
(وعجزت عن الشيء أعجز)(4) بالكسر، عجزا ومعحزة ومعجزا بكسر الجيم، ومعجزة ومعجزا بفتحها، فأنا عاجز، والشيء معجوز عنه: إذا لم أقدر على ما أريده، وقصرت عنه، وضعفت في الجسم والعقل والرأي. وفي التنزيل: {قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ}(5).
__________
(1) والعامة تقول: "خمدت النار تخمد" بكسر الميم من الماضي وفتحها من المستقبل. إصلاح المنطق 190ن وأدب الكاتب 399ن وابن درستويه 128.
(2) الفروق اللغوية 248.
(3) إصلاح المنطق 190، وأدب الكاتب 399.
(4) والعامة تقول: "عجزت أعجز" بكسر الجيم من الماضي وفتحها من المستقبل. ما تلحن فيه العامة 100، وإصلاح المنطق 188، وأدب الكاتب 342، وابن درستويه 128، وتثقيف اللسان 173، وفي الأفعال للسرقسطي 1/220: "قال أبو زيد: ولغة فيه لبعض قيس عيلان: عجزت أعجز، بكسر الجيم في الماضي".
(5) سورة المائدة 31.(14/18)
(وحرصت على الشيء أحرص)(1) بالكسر، حرصا: أي أجتهدت، وطلبت بنصب وشدة وحيلة، فأنا حريص، فإن لم تكن(2) كذلك لم تكن(3) حريصا. ومنه قوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ}(4). وجاء اسم الفاعل من هذا حريص، لأنه بمعنى المبالغة، كما جاء عليم ورحيم(5)، والقياس حارص، والشيء محروص عليه.
(ونقمت على الرجل أنقم)(6) بكسر القاف، نقما بسكونها وفتح النون، ونقمة أيضا بكسر النون، فأنا ناقم عليه: إذا عتبت عليه، ووجدت، وأنكرت فعله. وفي التنزيل: [10/أ] {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}(7)، وفيه أيضا: {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا}(8).
__________
(1) والعامة تقول: "حرصت أحرص" بكسر الماضي وفتح المستقبل. وهي كما يقول ابن درستويه 129: "لغة معروفة صحيحة، إلا أنها في كلام الفصحاء قليلة"، وقال صاحب التهذيب (حرص) 4/239: "قلت: اللغة العالية حرص يحرص، وأما حرص يحرص فلغة رديئة". وينظر: ما تلحن فيه العامة 99، وإصلاح المنطق 188، وأدب الكاتب 398، وجمهرة (حرص) 1/513، 3/1297.
(2) ش: "يكن".
(3) ش: "يكن".
(4) سورة النساء 129.
(5) ينظر: الكتاب 1/110.
(6) ما تلحن فيه العامة 100، وإصلاح المنطق 188، 207، وأدب الكاتب 421. والعامة تقول: "نقمت أنقم" بكسر الماضي وفتح المستقبل، وهي لغة قرئ بها قوله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ} قرأ الجمهور بفتح القاف، وقرأ بكسرها زيد بن علي وأبو حيوة وابن أبي عبلة. ينظر الجمهرة (نقم) 2/977، وشواذ القرآن 50، 171، والبحر المحيط 10/445.
(7) سورة البروج 8.
(8) سورة الأعراف 126.(14/19)
(وغدرت به أغدر) (1)بالكسر، غدرا، فأنا غادر: أي تركت الوفاء لمن أخذ مني ذماما، ونقضت ذلك، وأنشدني أبي – رحمه الله -:
لقد آليت أغدر في جداع
ولو منيت أمات الرباع
لإن الغدر للأقوام عار
وأن المرء يجزأ بالكراع(2)
وقال: أراد لا أغدر، فحذف "لا" لعلم السامع(3). وجداع بفتح أوله وكسر آخره بلا تنوين: سنة جدبة تجدع كل شيء، أي تقطعه، وهي مبنية على الكسر.
(وعمدت للشيء) وإلى الشيء والشيء، فأنا (أعمد)(4) بالكسر، عمدا: أي (قصدت إليه) بجد، وهو ضد أخطأت، فأنا عامد، والشيء معمود وعميد أيضا، ولذلك سموا الرئيس الذي يقصد في الحوائج عميدا(5).
__________
(1) والعامة تقول: "غدرت أغدر" بكسر الدال من الماضي وفتحها من المستقبل. قال ابن درستويه 131: "وهو خطأ". قلت: لأن "غدر يغدر" يقال قياسا لمن يشرب من الماء الغدير، كما نص الأزهري في التهذيب (غدر) 8/68. وينظر: إصلاح المنطق 195، والأفعال للسرقسطي 2/15، وبغية الآمال 67.
(2) نسبا إلى أبي حنبل جارية بن مر بن عدي الطائي في الشعر والشعراء 1/60، والمعاني الكبير 2/1123ن والمحبر 353ن وشرح المفضليات للأنباري 244، 569، وغريب الحديث لأبي عبيد 1/58، واللسان (جدع) 8/42، ونسبا إلى أبي حنبل وبشر ابن أبي خازم في إيضاح شواهد الإيضاح 2/604، وليسا في ديوان بشر المطبوع، والبيتان من غير نسبة في الزاهر 1/492، والتكملة لأبي علي 351، وتثقيف اللسان 129، والصحاح 3/1193، والمقاييس 1/432، 455، والمجمل 1/188، اللسان 1/46، 12/29، 13/472 (جزأ، أمم، أمه).
والرباع: أولاد الإبل التي نتجت في الربيع، وأجزأ: كفى، والكراع: هي من الدواب ما دون الكعب، ومن الإنسان ما دون الركبة. عن شرح القيسي لشواهد الإيضاح 2/605، 607.
(3) ينظر: الكتاب 3/105.
(4) والعامة تقول: "عمدت أعمد" بكسر الماضي وفتح المستقبل. ينظر: إصلاح المنطق 188، وأدب الكاتب 398، وابن درستويه 131، وتثقيف اللسان 173.
(5) ينظر: المقاييس (عمد) 4/138.(14/20)
(وهلك الرجل وغيره يهلك)(1) بالكسر، هلاكا وهلكا وهلكا بفتح الهاء وضمها وسكون اللام منهما، وهلكة بفتحهما، ومهلكا ومهلكا ومهلكا بفتح اللام وكسرها [10/ب] وضمها، وفتح الميم منها: إذا مات، أو وقع في شيء شبيه بالموت، أو تلف، أو ضاع. وقال الله تعالى: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَة}(2). وقال أبو منصور محمد بن علي الجبان الرازي(3): هلك الرجل، إذا انتقل من حالة سارة إلى حالة خلافها من أحوال السوء(4).
(وعطس يعطس) ويعطس بالكسر والضم، عطسا(5)، فهو عاطس: إذا تحدر(6) من رأسه بخار مستكن، فخرج(7) من منخريه بصوت، واسمه العطاس بالضم،على فعال، أجروه مجروى أبنية الأدواء، كالزكام والصداع والخنان(8)، وأشباهها.
__________
(1) والعامة تقول: "هلك يهلك ويهلك" بكسر اللام من الماضي وفتحها أو ضمها من المستقبل. أدب الكاتب 400، وابن درستويه 132، وتثقيف اللسان 175، وتقويم اللسان 187، وتصحيح التصحيف 567.
(2) سورة الأنفال 42ن وقرأ الأعمش وعصمة عن أبي بكر عن عاصم: "ليهلك" بالفتح، وهي قراءة شاذة. ينظر: شواذ القرآن 55، والبحر ا لمحيط 5/329.
(3) هو أديب لغوي شاعر، من أهل الري، من مؤلفاته: كتاب أبنية الأفعال، والشامل في اللغة، وشرح فصيح ثعلب، كان حيا سنة 416، ولا تعلم سنة وفاته.
إنباه الرواة 3/194، ومعجم الأدباء 6/2578، وبغية الوعاة 1/185.
(4) الجبان 102.
(5) والعامة تقول: "عطس وعطس يعطس عطسا" بضم الطاء أو كسرها في الماضي، وفتحها في المستقبل والمصدر. إصلاح المنطق 188ن وأدب الكاتب 477، وابن درستويه 133، وتصحيح التصحيف 383، والجمهرة 2/835، والصحاح 3/950 (عطس).
(6) ش: "انحدر".
(7) ش: "يخرج".
(8) الخنان: داء يأخذ الناس في أنوفهم. اللسان (خنن) 13/143.(14/21)
(ونطح الكبش)(1) وغيره (ينطح) وينطح بالكسر والفتح، نطحا: إذا صدم شيئا وضربه بقرنه أو برأسه، فهو ناطح، والمفعول منطوح. قال الأعشى(2):
كناطح صخرة يوما ليفلقها
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
(ونبح الكلب ينبح) وينبح بالكسر والفتح، نبحا ونبيحا ونبوحا ونباحا ونباحا: إذا صاح، فهو نابح.
__________
(1) الفتح والكسر في مضارع الأفعال "نطح، نبح، نحت) لغتان ورد بهما القياس، لأن الحاء فيهما من حروف الحلق، يقول المبرد: "وما كان على فعل بابه "يفعل ويفعُل"، نحو قتل يقتل، وضرب يضرب، وقعد يقعد، وجلس يجلس.... ولا يكون "فعل يفعَل" إلا أن يعرض له له حرف من حروف الحلق ا لستة في موضع العين أو موضع اللام، فإذا كان ذلك الحرف عينا فتح نفسه، وإن كان لاما فتح العين. وحروف ا لحلق: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء" الكامل 2/754.
وإنما ذكرها ثعلب، لأن العامة تقولها بفتح العين في المضارع، وليس ذلك بخطأ، لأن العامة وافقت إحدى اللغتين قياسا. وينظر: أدب الكاتب 481، وابن درستويه 134، وشرح الشافية 1/117، والمحكم 3/180، 203، 295، واللسان 2/97، 609، 621 (نحت، نبح، نطح).
(2) ديوانه 111، والأعشى هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل، وهو المعروف بأعشى قيس، شاعر جاهلي، وأحد شعراء المعلقات، عمر طويلا، وأدرك الإسلام ولم يسلم، توفي في قرية منفوحة سنة 7هـ.
طبقات فحول ا لشعراء 1/52، والأغاني 9/108، ومعجم الشعراء 401.(14/22)
(ونحت) العود وغيره (ينحته) وينحته بالكسر والفتح، [11/أ] نحتا: إذا براه وقشر وجهه قشرا،على وجه مخصوص، بآلة مخصوصة. ومنه قوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ}(1). والفاعل ناحت، والعود منحوت. وقال الكميت(2):
حتام حتى عيدان أثلتنا
لعاضد عندكم أو ناحت باري
(وجف الثوب) المبلول (وكل شيء رطب يجف)(3) بالكسر، جفوفا وجفافا: إذا يبس، فهو جاف.
__________
(1) سورة الشعراء 149.وقرأ الجمهور {وَتَنْحِتُونَ} بكسر الحاء، وقرأها بالفتح الحسن، وعيسى أبو حيوة. ينظر: شواذ ا لقرآن 50، 109، والكشاف 3/328، والبحر ا لمحيط 8/182، والدر ا لمصون 8/542.
(2) البيت ليس في ديوانه، ولم أهتد إليه في مصادر أخرى.
والكميت هو: ابن زيد بن خنيس بن مجالد الأسدي، كان شاعرا مجيدا، عالما بلغات العرب، خبيرا بأيامها، مشهورا بالتشيع لبني هاشم، توفي سنة 126هـ.
الشعر والشعراء 2/485، ومعجم الشعراء 347، والموشح 249، وسير أعلام النبلاء 5/388.
(3) والعامة تقول: "يجف" بالفتح. ما تلحن فيه العامة للكسائي 136، وابن درستويه 134.قلت: ما تقوله العامة لغة حكاها الخليل والفراء وأبو زيد وغيرهم. ينظر: الغريب المصنف (144/أ) وإصلاح ا لمنطق 207، والأفعال لابن القطاع 1/181، والعين 6/22، والصحاح (جفف) 4/1338، والمحيط 6/412، واللسان 9/28 (جفف).(14/23)
(ونكل)(1) الرجل (عن الشيء ينكل) بالضم، نكولا: إذا تأخر عنه، وامتنع منه هيبة له، وجبنا منه، مثل نكوله عن ا ليمين، إذا لم يقدم عليها، وامتنع منها. وقال ا لشاعر(2):
لقد علمت أولى المغيرة أنني
لحقت فلم أنكل عن الضرب مسمعا(3)
ويروى: "كررت"(4).
(وكللت من الإعياء أكل)(5) بالكسر، (كلالا) وكلالة (وكلولا): أي ضعفت وانقطعت عن الحركة. قال ا لأعشى(6):
وآليت لا أرثي لها من كلالة
ولا من حفى حتى تلاقي محمدا(7)
(وكل بصري) يكل، بالكسر أيضا (كلولا، وكلة) [11/ب] بالكسر: إ ذا ضعف وأعيا، وانقطع(8) من طول النظر إلى الشيء.
__________
(1) والعامة تقول: "نكل" بكسر الكاف من الماضي. ما تلحن فيه العامة 127، وإصلاح المنطق 188، وأدب الكاتب 398، 400، وتثقيف اللسان 324، وفي العين (نكل) 5/371: "ونكل ينكل: تميمية، ونكل حجازية". وينظر: الأفعال للسرقسطي 3/221، والصحاح 5/1835، والمحيط 6/265 (نكل).
(2) ينسب هذا البيت للمرار الأسدي،وهو في ديوانه 2/464، وهو له أو لمالك بن زغبة في شرح أبيات سيبويه لابن السيرافي 1/60، وإيضاح شواهد الإيضاح 1/180، وشرح المفصل لابن يعيش 6/59، 64، ونسب لزغبة في الخزانة 8/132.
(3) المغيرة: الخيل المغيرة، وأولاها: أولها. قال القيسي: "يقول: لقد علمت أولى الخيل أنني تقدمت حتى لحقت، فلم أجبن عن الضرب مسمعا، وهذا هو مسمع بن مالك الشيباني، سيد ربيعة بالعراق" إيضاح شواهد الإيضاح 1/181.
(4) مكان "لحقت"، وهو بهذه الرواية في ديوانه، وشرح المفصل لابن يعيش، وشرح ابن عقيل 2/287.
(5) والعامة تقول: "كللت أكل" بكسر اللام من الماضي، وفتح ا لكاف من المستقبل. إصلاح المنطق 188، وأدب ا لكاتب 398، وابن درستويه 135.
(6) ديوانه 185 برواية: "فأليت..... حتى تزور....". والمعنى: حلفت ألا أرحم ناقتي مما تعاني من تعب وضعف حتى تزور محمدا صلى الله عليه وسلم.
(7) كتب المؤلف فوق لفظة محمد بخط دقيق عبارة "صلى الله عليه وسلم".
(8) ش: "فانقطع".(14/24)
(وكذلك) كل (السيف) يكل بالكسر أيضا، كلا بالفتح، وكلولا وكلة بالكسر أيضا: إذا لم يقطع، فكأنه ضعف عن القطع لكثرة ما ضرب به، وأزيلت حدته. واسم الفاعل من جميعها (كال) وكليل أيضا.
(وسبحت أسبح)(1) بالفتح، سبحا وسباحة: أي عمت في الماء، والفاعل سابح، وذلك إذا حرك يديه ورجليه فثبت لذلك فوق الماء(2)، أو جرى فوقه طافيا، كفعل الضفدع والسمكة، ولم يرسب فيه إلى أسفل.
(وشحب لونه يشحب)(3) بالضم، شحبا وشحوبا وشحوبة، فهو شاحب: إذا تغير من مرض أو غم أو سفر أو سوء حال أو شمس. ومنه قول لبيد(4):
وأتني قد شحبت وسل جسمي
طلاب النازحات من الهموم
(وسهم وجهه يسهم)(5) بالضم، سهوما وسهومة، فهو ساهم: إذا ضمر وتغير من جوع أو مرض. قال الشاعر(6):
__________
(1) والعامة تقول: "سبحت" بكسر الباء في الماضي. ما تحلن فيه ا لعامة 138، وأدب الكاتب 398، وابن درستويه 136، وتقويم اللسان 119، وتصحيح التصحيف 306.
(2) ش: "فثبت لذلك على وجه الماء".
(3) والعامة تقول في ا لماضي "شحب" بالكسر، و"شحب" بالضم، والكسر خطأ، والضم لغة حكاها الفراء. إصلاح ا لمنطق 207،وأدب الكاتب 399، وابن درستويه 136، والأفعال للسرقسطي 2/384، والصحاح (شحب) 1/152.
(4) ديوانه 100 ولبيد هو: أبو عقيل لبيد بن ربيعة بن مالك بن ملاعب الأسنة العامري، شاعر مخضرم، وهو أحد شعراء المعلقات، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ويعد من الصحابة، كان رجلا جوادا كريما شريفا في الجاهلية والإسلام. عمر طويلا، وتوفي بالكوفة سنة 41هـ. طبقات فحوول الشعراء1/135، والشعر والشعراء 1/194، والاستيعاب 3/306ن والإصابة 3/307.
(5) والعامة تقول: "سهم" بضم الهاء من الماضي، وخطأها ابن درستويه 137، والصحيح أنها لغة حكاها الفراء وغيره من أئمة اللغة. إصلاح المنطق 207، والصحاح 5/1956ن واللسان 12/309، والقاموس 1452.
(6) البيتان بلا نسبة في ا لأفعال للسرقسطي 13/513، والمحكم 4/162، واللسان 12/309، والتاج 8/353 (سهم).(14/25)
إن أكن موثقا لكسرى أسيرا
في هموم وكربة وسهوم
رهن قيد فما وجدت بلاء
كإسار الكريم عند اللئيم
(وولغ الكلب في الإناء)(1): إذا كان فيه شيء مائع[12/أ]، فأدخل لسانه فيه فشرب منه به(2)، أو لحسه به، والمستقبل (يلغ) بفتح اللام، ويلغ بكسرها أقيس، لأن الأصل فيه يولغ فحذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة، والمصدر ولغ، على مثال ضرب، وولوغ أيضا، على مثال دخول، والكلب والغ. والكلب أيضا (يولغ) بضم الياء وفتح اللام: (إذا أولغه صاحبه)، أي حمله على أن يلغ. (وينشد هذا البيت)، وهو لابن هرمة(3):
(ما مر يوم إلا وعندهما
__________
(1) والعامة تقول: "ولغ" بكسر ا للام من الماضي. إصلاح المنطق 190، وأدب الكاتب 399.قلت: الفتح والكسر لغتان اختار الأصمعي منهما الفتح، واختار أبو زيد الكسر. وإنما اقتصر ثعلب على "ولغ" بالفتح،لأنها أفصح من "ولغ" بالكسر، فلذلك تركها على ما شرط في صدر كتابه. ينظر: ابن درستويه 114، 137، والأفعال للسرقسطي 4/274، ولابن القطاع 3/309، والمخصص 8/84، والبارع 401، والتهذيب 8/199، والمحكم 6/41، والمصباح 258 (ولغ).
(2) كلمة: "به" ساقطة من ش.
(3) البيتان منسوبان لابن هرمة أيضا في ابن الجبان 105، واللسان (ولغ) 8/460، وهما في ملحق ديوانه 241، ونسبا لأبي زبيد الطائي أيضا وهما في ملحق ديوانه 672، والصحيح أنهما لعبيد الله بن قيس الرقيات، وهما في ديوانه 154، من قصيدة طويلة يمدح بها عبد ا لعزيز بن مروان، برواية: "لم يأت يوم....."، "يقوت شبلين عند مطرقة...". ونسب البيت الأول إلى عبيد الله الهروي نفسه في التلويح 5. وابن هومة هو: أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة الكناني القرشي، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، شاعر غزل، من سكان المدينة، كان آخر الشعراء الذين يحتج بشعرهم. توفي في خلافة هارون الرشيد سنة 150هـ.
الشعر والشعراء 2/639، وطبقات ابن المعتز 20، والأغاني 4/367، والخزانة للبغدادي 1/424.(14/26)
لحم رجال أو يولغان دما)
وصف شبلي أسد، وقبله:
ترضع شبلين في مغارهما
قد ناهزا للفطام أو فطما
يقول: لا يخلوان كل يوم من لحم غاب(1) أو طري يأكلانه أو طري يسقيان دمه، لأن أبويهما يكثران افتراس الرجال وغيرهم.
(وأجن الماء يأجن ويأجن)(2) أجنا وأجونا، فهو آجن: إذا تغير لونه وريحه وطعمه، لتقادم عهده في الموضع الذي يكون فيه، إلا أنه يمكن شربه(3). ومنه قول الراجز(4):
ومنهل فيه الغراب ميت
كأنه من الأجون زيت
سقيت منه القوم واستقيت
__________
(1) اللحم الغاب: البائت أو المنتن. اللسان (غبب) 635.
(2) بعدها في الفصيح 262، والتلويح 6: "وأسن يأسن ويأسن"، وهذه المادة ليست في ابن درستويه، ولا ابن ناقيا، قال ابن الطيب الفاسي: "وأسن كأجن في لغاته وتصريفه ومعناه وفصيحه ومقابله" موطئة الفصيح 229. والعامة تقول: "أجن" بكسر الجيم في ا لماضي، وهو خطأ عند الأصمعي وابن درستويه، ولغة عند أبي زيد واليزيدي وغيرهما من أئمة اللغة. وينظر: أدب الكاتب 399، وابن درستويه 138، والأفعال للسرقسطي 1/104، ولابن القطاع 1/44، وتحفة المجد (63/أ)، والمجرد 1/71، والجمهرة 2/1088، والتهذيب 1/202، والصحاح 5/2067 (أجن).
(3) فرق ابن القطاع بين الماء الآجن والآسن، فعرف الآجن بما عرفه الشارح، وقال في تعريف الأسن: "وأسن الماء أسنا وأسونا: تغير فلم يشرب إلا لضرورة" الأفعال 1/26، وقال الزمخشري 22: " الأجن والأجون: هو تغير لون ا لماء، والأسون تغير طعم الماء". وينظر: الصحاح (أسن) 6.
(4) الأبيات من أرجوزة لأبي محمد الفقعسي، وهي في الأمالي 2/244، والحجة لأبي علي 6/212، وأمالي ابن الشجري 1/232، 233، والزمخشري 22، والصحاح، واللسان، والتاج، (غفف)، (أجن).(14/27)
شبه لون الماء لتغيره [12/ب] بلون الزيت. وقال علقمة بن عبدة(1):
إذا وردت ماء كأن جمامه
من الأجن حناء معا وصبيب
جمام الماء: معظمه وكثرته، فشبهه في صفرته بالحناء، وهو معروف، وبالصبيب، وهو شجر يكون بالحجاز(2) يختضب به مثل الحناء، يصفر ويصبغ به، وتخضب أيضا به الرؤوس. وفيه أقوال أخر غير هذا(3)، وتركت ذكرها هاهنا خوف الإطالة، وقد ذكرتها في الكتاب "المنمق"، وبالله التوفيق.
(وغلت القدر تغلي)(4)
__________
(1) ديوانه 42 برواية: "فأوردتها ماء..... ". وعلقمة هو: علقمة بن عبدة بن ناشر بن قيس بن عبيد التميمي، الملقب بالفحل، عده ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول شعراء الجاهلية، توفي نحو سنة 20 قبل الهجرة.
طبقات فحول الشعراء 1/137، والشعر والشعراء 1/145، والمذاكرة في ألقاب الشعراء 40.
(2) قيل: هو شجر السنا، أو العشرق، أو القان، أو العصفر. ينظر: كتاب النبات لأبي حنيفة 180-183، واللسان (صبب) 1/518.
(3) قيل: هو ماء شجر كالذاب، والجليد، وماء السمسم، والدم، والعرق، وصبغ أحمر، والماء المصبوب، والعسل الجيد، وشيء كالوسمة، وطرف السيف، واسم موضع. ينظر: النبات لأبي حنيفة 180-183، والجمهرة 1/71، واللسان 1/518، والقاموس 133 (صبب).
(4) والعامة تقول: "غلبت" بكسر ا للام، وياء في الماضي، وهو خطأ قال أبو الأسود الدؤلي:
ولا أقول لقدر القوم قد غلبت ولا أقول لباب الدار مغلوق
ديوانه 119، وينظر: ما تلحن فيه العامة 121، وإصلاح المنطق 190، وأدب الكاتب 398ن والمحيط في اللغة 5/130، والصحاح 6/2448، واللسان 15/134 (غلا).(14/28)
غليا وغليانا: إذا جاشت، أي تقلب مرقها، وصار الذي في أسفلها منه أعلاها من شدة الحرارة. ومنه قوله تعالى: {يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ}(1). وهي قدر غالية.
(وغثت نفسه تغثي)(2) غثيا وغثيانا: إذا خبثت وجاشت قبل القيء من شيء أكله أو شربه، ونفسه غاثية.
__________
(1) سورة الدخان 45، 46، وكتب الشارح {تغلي}بالياء والتاء، ووضع فوقها لفظ "معا" إشارة إلى أن فيها قراءتين، وقرأ بالياء ابن كثير وحفص عن عاصم، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم بالتاء. ينظر: السبعة 592، والحجة لآبي علي 6/166.
(2) والعامة تقول: "غثيت نفسي" بكسر الثاء وإثبات الياء. ما تلحن فيه العامة 121، وإصلاح المنطق 189،وأدب الكاتب 398، وابن درستويه 139، وتقويم اللسان 143، وفي العين (غثى) 4/440: "غثيت" لا غير، والأفعال للسرقسطي 2/42، وحكى اللغتين على إطلاقهما ابن سيده في الحكم 6/10، وعنه في اللسان 15/116 (غثى).(14/29)
(وكسب المال يكسبه)(1) كسبا بفتح الكاف، وكسبة بكسرها، مثل جلسة، ومكسبا بفتح السين، ومكسبة بكسرها، على مثال [13/أ]مغفرة، فهو كاسب: إذا أصابه ووجده وجمعه بطلب وقصد له، فإن ورثه أو أعطيه من غير طلب له واجتهاد فيه، لم يقل كسبه(2). وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ}(3). وإذا(4) كثر منه الكسب، قيل: هو كسوب على فعول، وفعول من أبنية المبالغة. والمال مكسوب.
(وربض الكلب وغيره يربض)(5) بالكسر، ربضا وربوضا. وهو في السباع كالجلوس من الإنسان، والبروك من الجمل، والجثوم من الطائر.
(وربط) الرجل (يربط)(6) بالكسر، ربطا ورباطا، فهو رابط، إذا شد الحبل أو الدابة وغيرهما، أي أوثقه، وهو مربوط.
__________
(1) قال ابن درستويه 139: "وإنما ذطره، لأن العامة تقول: كسب بكسر السين، وهو خطأ"، وفي التهذيب (كسب)10/79، عن ثعلب: "كل الناس يقولون: كسبك فلان خيرا، إلا ابن الأعرابي فإنه يقول: أكسبك فلان خيرا" قال ابن دريد: "يقال: كسبت الرجل مالا فكسبه، وهذا أحد ما جاء على فعلته ففعل، وأكسبته خطأ" الجمهرة (كسب) 1/339. وينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 139.
(2) عبر سيبويه بالفعل "كسب" عن إصابة المال من غير طلب واجتهاد، أما ما كان عن طلب وتصرف واجتهاد فعبر عنه بالفعل "اكتسب". الكتاب 1/74.
(3) البقرة 267.
(4) ش: "فإذا".
(5) والعامة تقول: "يربض" بفتح الباء. قال ابن درستويه 141: "وهو خطأ، لأنه ليس فيه من الحروف الحلق شيء، وإنما يكسر أو يضم لانفتاحه في الماضي".
(6) والعامة تقول: "يربط" بضم الباء، وهي لغة فصيحة، وعلل ابن درستويه 141 اختيار ثعلب الكسر بقوله: "والعامة تختار الضم، والفصحاء لا يكادون يقوله إلا بالكسر لخفته، فلذلك اختار الكسر، وليس الضم بالخطأ". وينظر: تثقيف اللسان 288، والجمهرة 1/315، والصحاح 3/1127، (ربط).(14/30)
(وقحل الشيء يقحل)(1) بالفتح، قحولا، فهو قاحل: إذا يبس واستحال عن طراوته.
(ونحل جسمه ينحل)(2) بالفتح، نحلا بفتح النون، ونحولا: إذا دق لذهاب لحمه وشحمه من مرض أو عشق أو هم أو تعب أو غير ذلك، فهو ناحل.
باب فعلت – بكسر العين(3)
[13/ب] (يقال: قضمت الدابة شعيرها)(4)، وماأشبهه في اليبس، تقضم قضما بكسر الضاد في الماضي، وفتحها في المستقبل، وسكونها في ا لمصدر: إذا أكلته، فإن أكلت الرطبة قيل: خضمت تخضم خضما بالخاء(5). وهي قاضمة وخاضمة، والمفعول مقضوم ومخضوم.
__________
(1) والعامة تقول: "قحل" بكسر الحاء من الماضي، وهي لغة ضعيفة. إصلاح المنطق 207، وأدب الكاتب 421، والأفعال للسرقسطي 2/117، والتهذيب 4/51، والصحاح 5/1799، والقاموس 1353 (قحل).
(2) والعامة تقول: "نحل" بكسر الحاء من الماضي، وهي لغة. إصلاح المنطق 189، وأدب الكاتب 399، وتثقيف اللسان 174، والأفعال للسرقسطي 3/208، والجمهرة 1/569، والصحاح 5/1826، واللسان 11/649 (نحل).
(3) والعامة تقوله بفتح العين.
(4) إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397، وابن درستويه 147، وفي المصباح (قضم) 193: "وقضمت الدابة قضما، من باب ضرب لغة"، و"خضم" كسمع وضرب، لغتان في المقاموس (خضم) 1425. وفي تفسير الخضم والقضم أقوال غير هذه. ينظر: الغريب المصنف (44/أ) والتهذيب 8/351، والصحاح 5/1913، واللسان 12/182، 487 (خضم، قضم).
(5) والعامة تقوله بفتح العين.
إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397، وابن درستويه 147، وفي المصباح (قضم) 193: "وقضمت الدابة قضما، من باب ضرب لغة"، و"خضم" كسمع وضرب، لغتان في المقاموس (خضم) 1425. وفي تفسير الخضم والقضم أقوال غير هذه. ينظر: الغريب المصنف (44/أ) والتهذيب 8/351، والصحاح 5/1913، واللسان 12/182، 487 (خضم، قضم).(14/31)
(وكذلك بلعت الشيء)(1) بكسر اللام (أبلعه) بفتحها، بلعا، بسكونها(2)، وهو معروف المعنى، أي أنزلته من حلقي حتى يستقر في المعدة، وأنا(3) بالع، وهو مبلوع.
(وسرطته أسرطه)(4) سرطا، (وزردته أزرده)(5) زردا، ومعناهما واحد: إذا بلعته بسرعة من غير مضغ، ويكون ذلك في الطعام اللزج اللين خاصة، ولا يقال في الشراب. ومنه سموا الفالوذ(6) سِرِطْرِاطاً بكسر السين، لسرعة بلع آكله له، وزلقه في الحلق(7). والفاعل سارط وزارد، والمفعول مسروط ومزرود.
(ولقمت ألقم)(8) لقما، أي أكلت، وأنا لاقم، والمأكول ملقوم. وقيل: معنى لقمت كمعنى بلعت(9). وقيل: بل هو وضع اللقمة في الفم خاصة دون البلع(10)[14/أ].
__________
(1) إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 81، وفي تحفة المجد الصريح (71/ب) عن صاحب الموعب عن الفراء "بلعت" بالفتح، وينظر: المصباح (بلع) 24.
(2) وكذلك في ا لجمهرة 1/366، واللسان 8/20، والقاموس 910(بلع) وفي تثقيف ا للسان 139، وتصحيح التصحيف 167 نص على أن تسكين اللام لحن، والصواب فتحها، وفي الأفعال للسرقسطي 4/116: "وبلع الريق والماء بلعا، وبلع الطعام بلعا"، وينظر: الأفعال لابن القطاع 1/88، والمصباح (بلع) 24.
(3) ش: "فأنا".
(4) إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 116ن وتصحيح التصحيف 294.
(5) إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 116ن وتصحيح التصحيف 294.
(6) ش: "الفالوذج". قال ابن السكيت في إصلاح ا لمنطق 308: "وتقول: هو الفالوذ، والفالوذق، ولا تقل: الفالوذج". وهو نوع ممن ا لحلواء يسوى من لب الحنطة، فارسي معرب. المعرب 247، واللسان (فلذ) 3/503.
(7) في التهذيب (سرط) 12/330: "وقيل للفالوذ: سرطراط، فكررت الطاء والراء تبليغا في وصفه واستلذاذ آكله إياه، إذا سرطه وأساغه في حلقه".
(8) ش: "لقمت الشيء الفم" وينظر: إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397.
(9) إصلاح المنطق 208.
(10) ابن درستويه 150.(14/32)
(وجرعت الماء)(1) وأشباهه (أجرعه) جرعا بسكون الراء(2) في المصدر، وأنا جارع، وهو مجروع في معنى بلعت سواء. فإن بلعته قليلا قليلا قلت تجرعته. ومنه قوله تعالى: {يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُه}(3).
(ومسست الشيء أمسه)(4) مسا ومسيسا ومسيسى يا فتى بالقصر وكسر الميم وتشديد السين الأولى، فأنا ماس، وهو ممسوس: إذا لمسته بيدك وجسسته. ويكنى به عن الجماع أيضا، ومنه قوله تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنّ}(5)، وقال تعالى – حكاية عن مريم عليها السلام -: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَر}(6).
(وشممت)(7) الشيء أشمه شما وشميما، فأنا شام، وهو مشموم: أي استنشقت رائحته بأنفي، لأعلم طيبه من نتنه. وقال الراجز(8):
شممتهت فكرهت شميمي
__________
(1) إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 91، و"جرعت" بالفتح لغة أخرى. ينظر: الغريب المصنف (144/أ)، والصحاح 3/1195، والمحكم 1/190، واللسان 8/46، والقاموس 915 (جرع).
(2) ش: "من".
(3) سورة إبراهيم 17.
(4) ما تلحن فيه العامة 107، وابن درستويه 151، وتقويم اللسان 163، وفي الصحاح (مسس) 3/978: "وحكى أبو عبيدة: مسست الشيء أمسه بالضم". وينظر: إصلاح المنطق 211، وأدب الكاتب 422، والأفعال للسرقسطي 4/148، ولابن القطاع 3/198.
(5) سورة البقرة 237.
(6) سورة آل عمران 47. وينظر: معاني القرآن للفراء 1/155، وتفسير الطبري 3/273.
(7) ما تلحن فيه العامة 106،وتقويم اللسان 111، وتثقيف اللسان 282، وتصحيح ا لتصحيف 341، وفي إصلاح المنطق 211ك "وشممت أشم لغة". وينظر: أدب الكاتب 481، والأفعال للسرقسطي 2/331، ولابن القطاع 2/210، والصحاح 5/1961، واللسان 12/325، والمصباح 123 (شمم).
(8) لم أهتد إليه.(14/33)
(وعضضت)(1) الشيء أعضه عضا وعضيضا، وهو معروف المعنى، مثل كدمت سواء: إذا قبضت عليه بأسنانك، أو حاولت قطعه بها، فربما بان من الشيء كاللقمة وأشباهها من الأشياء اللينة الرخوة [14/ب]، وربما لم يبن كالأشياء الصلبة، لكنه قد يؤثر في بعضها، فأنا عاض، والشيء معضوض. ومنه قوله تعالى: {عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظ}(2)، وقال: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْه}(3).
(وغصصت)(4) بالشيء (أغص) به غصا وغصصا: أي بقي في حلقي، ولم أقدر على إساغته وبلعه، فأنا غاص به وغصان، والشيء مغصوص به. قال الشاعر(5):
لو بغير الماء حلقي شرق
كنت كالغصان بالماء اعتصاري
__________
(1) ما تحلن فيه العامة 107، وابن درستويه 152، وفي الصحاح (عضض) 3/1091 عن ابن السكيت: "وقال أبو عبيدة: عضضت بالفتح، لغة في الرباب" قلت: هذا تصحيف نبه عليه ابن بري في اللسان (عضض) 7/188، لأن الذي حكاه ابن السكيت عن أبي عبيدة: "غصصت لغة في الرباب" بالصاد ا لمهملة، لا بالضاد المعجمة. ينظر: إصلاح المنطق 211، وأما "عضضت" بالفتح، فذكرها سيبويه 4/106، وابن القطاع في الأفعال 2/387، وصاحب المصباح 158، والقاموس 835 (عضض).
(2) سورة آل عمران 119.
(3) سورة الفرقان 27.
(4) ما تحلن فيه العامة 107، و"غصصت" بالفتح لغة في الرباب، حكاها أبو عبيدة. ينظر إصلاح المنطق 211، وأدب الكاتب 422، والأفعال للسرقسطي 2/26، ولابن القطاع 2/436، واللسان 7/60، والمصباح 170، والقاموس 806 (غصص).
(5) ش: "قال الشاعر"، وهو عدي بن زيد، والبيت في ديوانه 93.(14/34)
(ومصصت الشيء أمصه)(1) مصا، فأنا ماص، والمفعول ممصوص، وهو معروف المعنى، كمصك الماء بشفتيك عند شربه، وكما يمص الصبي الثدي ليستخرج منه اللبن بشفتيه ولسانه. وقال أبو منصور الجبان: مصصت الشيء: إذا تشربت(2) ماءه بين اللسان والحنك مصا، والمصوص – يعنى بفتح الميم – سمي بذلك(3).
(وسففت الدواء وغيره أسفه)(4) سفا: إذا اقتحمته، أي ألقيته من راحتك إلى فمك، فمنه ما تمضغه، ومنه ما تبلعه بماء تشربه عليه، ولا يكون ذلك إلا فيما كان يابسا [15/أ] فقط، نحو السويق(5) والسمسم والإهليلج(6) المدقوق ونحوها.
__________
(1) إصلاح المنطق 209، وأدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 163، وتصحيح التصحيف 484، وفي التهذيب (مص) 12/130: "قلت: ومن العرب من يقول: مصصت أمص، والفصيح الجيد مصصت بالكسر، أمص". وينظر: الأفعال للسرقسطي 4/173، واللسان 7/91، والقاموس 814 (مصص).
(2) ش: "شربت".
(3) الجبان 108. المصوص من النساء: التي تمتص رحمها الما، والمصوص أيضا: لحم ينقع في الخل ويطبخ. اللسان (مصص) 7/91، 93.
(4) أدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 119، وتصحيح الفصيح 314.
(5) السويق: طعام يصنع من طحين والحنطة والشعير، وربما ثري بالسمن. اللسان (سوق) 10/170، وموطئة الفصيح 285.
(6) هو نبات ينبت في الهند وكابل والصين، ثمره على هيئة حب الصنوبر الكبار، يدق ويتداوى به، فارسي معرب. ينظر: المعرب 28، والقاموس 269، والمعجم الوسيط 32 (هلج).(14/35)
(وزكنت منك كذا وكذا أزكن)(1) زكنا وزكنا بالسكون والفتح، وزكانة وزكانية، مثل كراهة وكراهية، فأنا زكن وزاكن ، (أي علمته)(2)، والشيء مزكون. (قال الشاعر)، وهو قعنب بن أم صاحب(3):
(ولن يرجع قلببي حبهم أبدا
زكنت من بغضهم مثل الذي زكنوا)
__________
(1) و"زكن" بالفتح لغة أخرى. ينظر: الأفعال لابن القطاع 2/85، وابن هشام 59.
(2) وفي أدب الكاتب 23: "ونحو قول الناس: "زكنت الأمر" يذهبون فيه إلى معنى طننت وتوهمت، وليس كذلك، وإنما هو بمعنى علمت"، وأنشد بيت قعنب.
(3) البيت في إصلاح المنطق 254، وتهذيب الألفاظ 547، وأدب الكاتب 24، ونوادر أبي مسحل 1/303، والفاخر 58، والزاهر 1/513، ولباب الآداب 404، وشرح المفصل لابن يعيش 8/112، والجمهرة 2/825، والمجمل 1/437، واللسان 13/198 (زكن)، ويروى في بعض هذه المصادر:
ولن يراجع قلبي ودهم أبدا زكنت منه على مثل الذي زكنوا
وقعنب هو:قعنب بن أم صاحب الفرازي، اشتهر بنسبه إلى أمه، وأبوه ضمرة أحد بني عبد الله بن غطفان، شاعر مقل مجيد، كان يعيش في عصر بني أمية. توفي نحو سنة 95هـ.
من نسب إلى أمه من الشعراء 1/92ن وألقاب الشعراء 2/310، وشرح الحماسة للتبريزي 4/24، وفي المبهج في تفسير أسماء شعراء الحماسة 180: " القعنب الشديد الصلب من كل شيء، فهو منقول" وينظر: ا لاشتقاق 222.(14/36)
يقول: نحن متباغضون، نبغضهم ويبغضوننا، وذلك ثابت لا يزول أبدا، قد علمت منهم بغضهم لنا، وقد علموا بغضنا لهم، فلا يعاود قلبي إلى محبتهم(1) أبدا. ومعنى أبدا: هو الزمان والدهر ا لمستقبل الذي يأتي، وهو نقيض قط، وهو الزمان والدهر الماضي. ولن بالنون: حرف ينصب الفعل المستقبل وينفيه خاصة، وهو في النفي نظير لا، وهما في النفي(2) ضد لم بالميم، لأن لم حرف ينفي الماضي، تقول: لن أفعله أبدا، أي(3) فيما استقبل من الزمان في عمري، ولم أفعله قط، أي فيما مضي من الزمان، وقد تقدم هذا فيما مضى من الكتاب(4).
__________
(1) ش: "حبهم".
(2) "في النفي" ساقطة من ش.
(3) "أي" ساقطة من ش.
(4) ص 320، وفي ش: "وقد تقدم هذا في الكتاب".(14/37)
(وقد نهكه المرض ينهكه)(1) نهكا [15/ب] بسكون الهاء في المصدر: إذا أضناه وبالغ في ضعفه ونقص لحمه. والمرض ناهك له، فهو منهوك ونهيك أيضا. وأنشد الأصمعي(2) لابن الهمام السلولي(3):
غريب تذكر إخوانه فهاجر له طربا ناهكا
(وأنهكه السلطان عقوبة) ينهكه بضم الياء وكسر الهاء، إنهاكا: (إذا بالغ في عقوبته)(4). والسلطان هاهنا: هو الوالي والملك المؤمر على ا لقوم، وجمعه سلاطين.
__________
(1) إصلاح المنطق 209، وأدب الكاتب 397، وابن درستويه 157ِِ، وفي الصحاح (نهك) 4/1613: "ويقال أيضا: نهكته الحمى، إذا جهدته وأضنته ونقصت لحمه. وفيه لغة أخرى: نهكته الحمى بالكسر" وينظر: الأفعال للسرقسطي 3/223، واللسان 10/499، والمصباح 240، والقاموس 1234، (نهك).
(2) هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي الباهلي، أديب لغوي، نحوي، روى كثيرا من أخبار العرب وأشعارها، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، والشافعي، وأخذ عنه أبو حاتم السجستاني، ومحمد بن سلام الجمحي، والجاحظ، وغيرهم، له مؤلفات كثيرة في اللغة والأدب، منها: كتاب الإبل، وخلق الإنسان، والنبات، والأصمعيات، وشرح بعض الدواوين، توفي سنة 213هـ. أخبار النحويين البصريين 272، وطبقات الزبيدي 167، وإنباه الرواة 2/197، والبلغة 136.
(3) ديوانه 201. وابن الهمام السلولي اسمه عبد الله، وهو من بني مرة بن صعصعة، من قيس عيلان، وبنو مرة يعرفون ببني سلول، وهي أمهم، شاعر إسلامي، عاش في صدر الدولة الأموية، وذكر ابن قتيبة أن له صحبة.
طبقات فحول الشعراء 2/625-637، والشعر والشعراء 2/545، والخزانة 9/223.
(4) هذه الجملة ليست في الفصيح ولا التلويح.(14/38)
قال أبو سهل: وليس هذا الفصل(1) من هذا الباب، وإنما ذكره فيه أبو العباس – رحمه الله(2) – ليعرف الفرق بينه وبين الفصل الذي قبله، ولشاركته إياه أيضا في أكثر حروفه(3).
وقوله: "بالغ في عقوبته" معناه: اجتهد وبلغ أقصاها، ولم يقصر فيها. والعقوبة والعذاب بمعنى واحد، ويكونان ضربا وغيره.
__________
(1) أي قول ثعلب: "وأنهكه السلطان عقوبة".
(2) "رحمه الله" ساقطة من ش.
(3) قال ابن درستويه: "وأما قوله: أنهكه السلطان عقوبة، فليس من هذا الباب، لأنه "أفعل" بالألف، وليس هذا موضعه، وإن كان معناه راجعا إلى معنى نهكه المرض، إلا أنه منقول من فاعله إلى فاعل آخر". وانتقد ثعلبا أيضا في هذا الموضع علي بن حمزة في التنبيهات 178، وابن ناقيا 1/33، وابن هشام اللخمي 60.(14/39)
(وبرئت من المرض) بكسر الراء والهمز، فأنا أبرأ، (وبرأت أيضا)(1) بفتح الراء مع الهمز، فأنا أبرأ وأبرؤ(2) (برءا) فيهما جميعا بضم الباء وسكون الراء(3) [16/أ] (وبروءا) بضمهما أيضا، على فعول: أي سلمت من السقم(4)،وصححت، وأفقت، فأنا بارئ منه.
(وبرئت من الرجل) بالكسر والهمز، أبرأ (براءة) بالمد على فعالة بالفتح: أي تخلصت، فلا أكون منه في شيء، فأنا بريء، على فعيل.
وبرئت أيضا من الدين براءة: أي انتفيت منه، وتخلصت، فلم يبق لي شيء عليه، أو لم يبق علي شيء منه، فأنا بريء على فعيل أيضا(5).
(وبرئت القلم وغيره) بفتح الراء (غير مهموز، أبريه بريا)(6)
__________
(1) برئت وبرأت لغتان فصيحتان الأولى لتميم وسائر العرب، والأخرى حجازية. ينظر: إصلاح المنطق 212، والألفاظ المهموزة 27، والأفعال للسرقسطي 4/92، والمزهر 2/276، والجمهرة 3/1093، والصحاح 1/36، واللسان 1/31 (برأ). وفي البصائر لأبي حيان 4/226: "ويقال: برأت من المرض وبرئت جميع. هكذا قال أبو زيد، وثعلب يختار برأت، ويزعم أنه أفصح، وإذا كان اللفظان من كلام ا لعرب، ولم يكن للمعنى فيه شاهد على مزية أحدهما فكلاهما صحيح". قلت: وهذا خلاف ما ذكر ثعلب، كما ترى.
(2) في معاني القرآن وإعرابه للزجاج 2/428: "وبرئت من المرض، وبرأت أيضا برءا، وقد رووا برأت أبرؤ بروءا، ولم نجد فيما لامه همزة فعلت أفعل، نحو قرأت أقرأ وهنأت البعير أهنؤه، وقد استقصى العلماء باللغة هذا فلم يجدوه إلا في هذا الحرف" يعني: في برأت أبرؤ فقط. وينظر: التهذيب (برى) 15/270.
(3) ش: "ويرئت من المرض، وبرأت أيضا بكسر الراء وفتحها مع الهمز، برءا بضم الباء وسكون الراء".
(4) ضبط المؤلف كلمة "السقم" بفتح السين والقاف، وضم السين وسكون القاف، وكتب فوقها "معا" إشارة إلى جواز الأمرين. وينظر: الصحاح (سقم) 5/1949.
(5) قوله: "وبرئت أيضا....فعيل أيضا" ساقط من ش.
(6) أنشد في الفصيح بين معكوفين ص 264:
يا باري القوس بريا لست تحكمه لا تظلم القوس أعط القوس باريها(14/40)
: أي قطعته ونحته، فأنا بار، والقلم مبري.
وليس هذا الفصل من هذا الباب أيضا(1)، وإنما ذكره فيه ليفرق بينه وبين الفصل الذي قبله أيضا(2)، [وكذلك قوله: "وبرأت" أيضا ليس هو من هذا الباب، وإنما ذكره فيه لتعلقه بما قبله](3).
(وضننت بالشيء) بكسر النون (أضن به)(4) بفتح الضاد، ضنا بكسرها، وضنانة بفتحها: أي بخلت، فأنا ضنين به، أي بخيل، وقرئ قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}(5) بالضاد، على معنى بخيل، ومن قرأ {بِظَنِينٍ} بالظاء، فمعناه: بمتهم. والشيء مضنون به بالضاد: أي يبخل به.
(وشملهم الأمر يشملهم)(6) شملا وشملا بسكون الميم وفتحها وشمولا: إذا عمهم، وأحاط بهم، فهو شامل لهم، وهم [16/ب] مشمولون.
__________
(1) أي قوله: "وبريت القلم"، لأن هذا الباب "فعلت" بكسر العين و"بريت" بالفتح.
(2) أي ليبين أنه غير مهموز.
(3) استدركه المؤلف في الحاشية، وهو ساقط من ش.
(4) وضننت بالفتح، أضن بالكسر لغة سمعها الفراء. ينظر: إصلاح المنطق 211، وأدب الكاتب 422، والمحيط 7/434، والصحاح 6/2156، واللسان 13/261 (ضنن).
(5) سورة التكوير 24، وهذه بقراءة عاصم، ونافع وحمزة، وابن عامر، وقرأ بالظاء ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، والحضرمي. ينظر: السبعة 673، وعلل ا لقراءات 2/750، والحجة لأبي علي 6/380، وتفسير ا لقرطبي 19/157.
(6) وشملهم الأمر يشملهم بفتح الميم في الماضي وضمها في المستقبل، لغة حكاها الفراء، وأنكرها الأصمعي. ينظر: إصلاح المنطق 211، وأدب الكاتب 421، والأفعال للسرقسطي 2/345، والصحاح 5/1739، واللسان 11/367ن والمصباح 123 (شمل).(14/41)
(ودهمتهم الخيل تدهمهم)(1) دهما بسكون الهاء في المصدر: إذا غشيهم وفاجأتهم بجمعها، وهم لا يشعرون. ودهمهم الأمر: إذا فاجأهم. ولا يكاد يقال ذلك إلا في الأمر المكروه. والخيل داهمة، وهم مدهومون.
الخيل هاهنا: هم ا لفرسان الذين يغيرون على القوم.
(وقد شلت يده تشل)(2) شللا، فهي شلاء بالمد وفتح الشين في ا لماضي والمستقبل، وأصلهما شللت تشلل بكسر اللام في الماضي وفتحها من المستقبل، ومعناه: يبست، وقيل: معناه: استرخت وصارت كأنها ليست من جملة البدن(3). وهو رجل أشل اليد، وامرأة شلاء اليد بالمد. وقال الراجز(4):
شلت يدا فارية فرتها
__________
(1) ودهمتهم بالفتح، لغة حكاها ابن السكيت في إ صلاح المنطق 211 عن أبي عبيدة، وحكاها السرقسطي في الأفعال3/328، عن الكسائي، وفي أدب الكاتب 421: "ويقولون: دهمهم الأمر، ودهمهم أجود". وينظر: التهذيب 6/225ن والصحاح 5/1924، واللسان 12/211، والمصباح 77 (دهم).
(2) في التهذيب (شلل) 11/277 عن ثعلب قال: "شلت يده لغة فصيحة، وشلت لغة رديئة، قال: ويقال: أشلت يده"، وفي ابن درستويه 159: "والعامة تقول: شلت بضم الشين، يظنون أنه بمعنى قطعت، وهو خطأ". وينظر: النوادر لأبي زيد 153، وأدب الكاتب 393، وتثقيف اللسان 177، وتصحيح الفصيح 340، والمحيط 7/261، والقاموس 1318 (شلل).
(3) ابن الجبان 111، والمرزوقي (15/ب).
(4) الرجز لصريع الركبان، كما في التاج (فرى) 10/179، وهو بلا نسبة في: إصلاح المنطق 237، والأفعال للسرقسطي 2/365، والمشوف المعلم 599، والخصائص 2/246، والأضداد لابن الطيب 562، والجمهرة 2/790، 3/1266، والصحاح 2/713، والتكملة للصغاني 3/69، 6/485، واللسان 4/458، والتاج 3/335.(14/42)
(ولا تشلل يدك)(1) بفتح التاء واللام الأولى،وسكون الثانية: أي لا شلت، وهو دعاء له بالسلامة من الشلل. وجاء بالدعاء من المستقبل، كما يقولون في الدعاء مرة: رحمك الله من الماضي، ومرة يرحمك الله من المستقبل(2). ومنه قول الشاعر(3):
(فلا تشلل يد فتكت بعمرو
فإنك لن تذل ولن تضاما)
[17/أ] (ونفد الشيء ينفد)(4) نفادا ونفودا، فهو نافد على فاعل: إذا فني بعضه بعد بعض حتى لم يبق منه شيء، ومنه قوله جل وعز: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي}(5).
(ولججت يا هذا، وأنت تلج)(6) لجاجا ولجاجة: إذا تماديت في فعل الشيء ولزمته وعاودت فيه، فأنت لجوج.
__________
(1) النوادر لأبي زيد 153ن والصحاح (شلل) 5/1737.
(2) قوله: "كما يقولون... من المستقبل" ساقط من ش.
(3) البيت لرجل جاهلي من بكر بن وائل في النوادر 153 برواية: "... فتكت ببحر.. ولن تلاما" والبيت برواية ثعلب في رسالة الغفران 407، وأمالي ابن الشجري 2/533، 3/232.
(4) ما تحلن فيه العامة 100، وإصلاح المنطق 209ن وأدب ا لكاتب 398.
(5) سورة الكهف 109.
(6) إصلاح المنطق 209، وأدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 159، و"لججت" بالفتح لغة أخرى في المحكم (لجج) 7/151، وينظر: اللسان (لجج) 2/353.(14/43)
(وخطف الشيء يخطفه)(1) خطفا بسكون الطاء، فهو خاطف، والشيء مخطوف: إذا اختلسه وأسرع أخذه. ومنه قوله تعالى: {إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِب}(2) وقال عز وجل: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ}(3)، ثم قال عدي بن زيد(4):
خطفته منية فتردى ولقد كان يأمل التعميرا
أي أخذته بسرعة.
__________
(1) وفيه لغة أخرى: "خطف يخطف" بفتح الطاء في الماضي وكسرها في المضارع،قال الأخفش في معاني القرآن 1/50: "وهي قليلة رديئة لا تكاد تعرف، وقد رواها يونس"، وفي الجمهرة (خطف) 1/609: "خطف يخطف خطفا، وخطف يخطف، والمصدر فيهما الخطف لغتان فصيحتان" وحكاهما – دون ذكر مستواهما الصوابي – صاحب العين (خطف) 4/220، وينظر: المحيط 4/291، والصحاح 4/1352، واللسان 9/75، والقاموس 1041 (خطف).
(2) سورة الصافات 10.
(3) سورة البقرة 20. قرأها الجمهور: "يخطف" بفتح الطاء، وهي لغة قريش، وهي الأفصح، وقرأ مجاهد، وعلي بن الحسين ويحيى بن زيد ويوسف: "يخطف" بكسر الطاء. ينظر: السبعة 148، والحجة في علل القراءات 1/390، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/95، والبحر المحيط 1/146، والدر المصون 1/178.
(4) ش: "وينشد لعدي بن زيد" وهو أولى مما في الأصل، والبيت في ديوانه 64، برواية: "وهو في ذاك يأمل...." وعدي بن زيد هو: عدي بن زيد بن حماد بن زيد بن أيوب العبادي، عده ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول شعراء الجاهلية، كان يسكن الحيرة،ويحسن العربية والفارسية، وهو أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى، وكان مترجما بينه وبين العرب، نقم عليه النعمان بن المنذر لوشاية، فسجنه، ثم قتله في سجنه نحو سنة 35 قبل الهجرة.
طبقات فحول الشعراء 1/137ن والشعر والشعراء 1/150، والأغاني 2/97.(14/44)
(ووددت الرجل)(1) أوده بفتح الواو، ودا بضمها، ومودة: (إذا أحببته). (ووددت أن ذاك كان، إذا تمنيته)(2)، أوده بفتح الواو أيضا، ودا بضمها، وودا وودادة(3) ووداد بفتح الواو فيها، وهو من المحبة أيضا. ومنه قوله تعالى: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}(4) أي يتمنى. وقال الشاعر(5):
وددت على ما كان ن سرف المنى
وغي الأماني أن ما فات يفعل
[17/ب] فترجع أيام مضين وعيشة
علينا وهل يثنى من الدهر أول
أي تمنيت، والتمني: أن تقول: ليت لي كذا، وليتني فعلت كذا، والفاعل واد والمفعول مودود، من المحبة والتمني جميعا.
__________
(1) ما تلحن فيه العامة 106، وإصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 398، والمنقول عن الكسائي في معاني القرآن للزجاج 1/179 غير الذي في ما تلحن فيه العامة، قال: "وحكى الكسائي وددت الرجل، والذي يعرفه جميع الناس وددته، ولم يحك إلا ما سمع، إلا أنه سمع ممن لا يجب أن يؤخذ بلغته، لأن الإجماع على تصحيح أود، وأود لا يكون ماضيه وددت، فالإجماع يبطل وددت، أعني الإجماع في قولهم: "أود"، وفي التكملة للصاغاني (ودد) 2/357: "وددت الرجل أوده، مثل منعته أمنعه، لغة في وددته بالكسر، قاله الفراء، وأنكرها البصريون". ينظر: اللسان 3/454، والمصباح 250، والقاموس 414 (ودد).
(2) جاءت هذه العبارة قبل العبارة السابقة في الفصيح 264ن والتلويح 8.
(3) وودادا أيضا بكسر الواو. الصحاح (ودد) 2/549.
(4) سورة البقرة 96. وينظر: تفسير القرطبي 2/25.
(5) هو مزاحم العقيلي، والبيتان في الأغاني 19/97، 98، والخزانة 6/274 برواية:
وددت على ما كان من سرف الهوى وغي الأماني أن ما شئت يفعل
فترجع أيام تقضت ولذة تولت، وهل يثنى من الدهر أول(14/45)
(وقد رضع المولود يرضع)(1) رضعا بسكون الضاد، ورضاعا ورضاعة أبضا بفتح الراء فيهما(2): إذا مص اللبن من ثدي أمه وشربه، فهو راضع، واللبن موضوع، والثدي موضوع منه.
(وفركت المرأة زوجها تفركه)(3) فركا(4) بكسر الفاء وسكون الراء، وفروكا أيضا: (إذا أبغضته، وهي فارك) بغير هاء، مثل طالق وحائض، ونساء فوارك. والزوج مفروك.
(وشركت الرجل في الشيء أشركه)(5) شركة وشركا أيضا بكسر الشين وسكون الراء فيهما: أي اجتمعت معه في ولزقت به، إما بالبدن، وإما بالمال، فأنا شريك له، وهو شريك لي أيضا.
__________
(1) ورضع يرضع بفتح الضاد في الماضي وكسرها في المستقبل لغة نجدية، حكاها الأصمعي. ينظر: الغريب المصنف (144/ا)، وإصلاح المنطق 213ن والأفعال للسرقسطي 3/91ن والجمهرة 2/746، والتهذيب 1/473، والصحاح 3/1220، وأما في المصباح (رضع) 87 فهي لغة لأهل تهامة، وأهل مكة يتكلمون بها، وذكر لغة ثالثة هي: رضع يرضع بفتحتين.
(2) ورضعا ورضعا ورضاعا ورضاعة أيضا. المحكم (رضع) 1/250.
(3) تقويم اللسان 144، وتصحيح التصحيف 404، وحكى صاحب العين (فرك) 5/359: "فركته وفركته" بالكسر والفتح، وصرح بأنهما لغتان من غير ذكر مستواهما الصوابي، وفي المحكم (فرك) 7/9 عن اللحياني: "فركته تفركه" بفتح الماضي وضم المستقبل، قال ابن سيده: "ليس بمعروف". وينظر: اللسان 10/474، والقاموس 1227 (فرك).
(4) وفركا أيضا بفتح الفاء وسكون الراء. المحكم (فرك) 7/9.
(5) إصلاح المنطق 209ن وأدب الكاتب 397.(14/46)
(وصدقت يا هذا وبررت)(1) بكسر الراء الأولى، فأنت تبر بفتح الباء، برا بكسرها: أي أطعت ومضيت على الصدق في حديثك ويمينك، فأنت بار فيه. وقيل: بررت بمعنى صدقت، لأن البر كل عمل مرضي، والصدق من الأعمال المرضية.
(وكذلك [18/أ] بررت والدي)(2) بالكسر أيضا، فأنا (أبره) برا أيضا: أي أطعته وأكرمته وأحسنت إليه، وذلك من الأفعال المرضية. وضد البر العقوق، وهو إهانة الوالدين وعصيانهما. وأنا بار بوالدي وبر به(3) أيضا، أي مطيع غير عاق. وفي التنزيل: {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي}(4).وقيل (رجل بار)، أي فاعل البر، وجمعه بارون وبررة، (ورجل بر)، أي كثير فعل البر، وجمعه بارون وأبرار، والمفعول به مبرور.
(وجشمت الأمر أجشمه)(5) جشما بسكون الشين، وجشامة أيضا: (إذا تكلفته على مشقة)، أي احتملت ثقله وأذاه على كره منك. والفاعل جاشم، والأمر مجشوم. والتجشم: هو التكلف، مأخوذ من هذا.
__________
(1) ما تحلن فيه العامة 107، وإصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397ن وتقويم اللسان 81ن وتصحيح التصحيف 156، و"بررت" بالفتح لغة أخرى حكاها أبو زيد. ينظر: التهذيب 15/187، والتكملة وللصغاني 2/416، والقاموس 444 (برر). قلت: والفعل "صدقت" ليس من هذا الباب أيضا، مفتوح العين، وإنما ذكره ثعلب، لأن العرب تقولهما معا. ينظر: الأساس (برر) 20.
(2) ينظر: المصادر السابقة، وفي التهذيب (برر) 15/187: "وأخبرني المنذري عن أبي العباس في " كتاب الفصيح" يقال: صدقت وبررت، كذلك بررت والدي أبره". وينظر: اللسان (برر) 4/53.
(3) "به" ساقطة من ش.
(4) سورة مريم 32.
(5) ابن درستويه 161.(14/47)
(وسفد الطائر وغيره يسفد)(1) سفدا بسكون الفاء، وسفادا: إذا نكح أنثاه، وهو مثل الجماع للإنسان، والذكر سافد، والأنثى مسفودة.
(وفجئني الأمر بالهمز، يفجؤني فجاءة)(2) بضم الفاء والمد، على مثال فجاعة، وفجأ وفجأة بفتح الفاء وسكون الجيم والقصر فيهما على مثال فجعا وفجعة: إذا أتاني بغتة(3)، أي مغافصة، وهما بمعنى واحد(4)، ومعناهما: على غفلة مني، ولم أشعر به، فهو فاجيء، وأنا مفجوء، على مثال مفجوع.
__________
(1) وسفد بالفتح، يسفد بالكسر، لغة ذكرها قطرب في الفرق 82، وحكاها ابن السكيت في إصلاح المنطق 210 عن أبي عبيدة. وينظر: الفرق للأصمعي 85،ولأبي حاتم السجستاني 39، ولثابت 55، 56، واللسان (سفد) 3/218.
(2) فجئني وفجأني بالفتح والكسر، لغتان حكاهما – من غير ذكر مستواهما الصوابي – أبو عبيد في الغريب المصنف (137/أ)، وكراع النمل في المنتخب 2/550، والسرقسطي في الأفعال 4/52. وأما في العين 6/188، والمحيط 7/196 (فجأ) فالفصحى فجأ بالفتح، وفجئ بالكسر لغة. وينظر: اللسان 1/120، والمصباح 176، والقاموس 60 (فجأ).
(3) ش: "أنثى".
(4) ينظر: الصحاح (غفص9 3/1047.(14/48)
المبحث الخامس: مصادر الكتاب وشواهده.
أولا- مصادره:
نقل أبو سهل في هذا الكتاب عن علماء بصريين وكوفيين وغيرهم. وقد تفاوت نقله عن هذه المصادر، فهناك مصادر نقل عنها عشرات المرات، وأخرى لم ينقل عنها إلا مرة واحدة.
واختلفت طريقته في النقل عن هذه المصادر، فتارة يذكر اسم الكتاب واسم مؤلفه، وتارة يكتفي بذكر اسم المؤلف من غير ذكر كتابه، وهذه الطريقة هي الغالبة عليه في ذكر مصادره، وتارة لا يذكر اسم المصدر ولا اسم مؤلفه، وإنما يكتفي بعبارات تفيد نقله عن مصدر ما، كقوله: "وقيل، وقال بعض أهل اللغة، وقال بعض أهل النحو، وقال بعض النحويين"ونحو ذلك.
وقد بلغت مصادره التي صرح بالنقل عنها تسعة وعشرين مصدرا، ولا أدعي أن جميع مصادره التي صرح بها قد وقف عليها بنفسه ونقل عنها مباشرة، بل منها ما نقل عنه بواسطة مصادر أخرى.
وفيما يلي عرض لمصادره مرتبة بحسب تاريخ الوفاة:
أبو عمرو زبان بن العلاء البصري(ت- 154 هـ) نقل عنه في موضع واحد.
الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت- 170 هـ) نقل عنه في تسعة مواضع من كتابه "العين"، ولم يصرح به، وعزا أحد هذه النقول إلى تلميذه الليث بن المظفر.
سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر (ت- 180 هـ)، نقل عنه في موضعين.
خلف بن حيان بن محرز الأحمر (ت- 180 هـ)، نقل عنه في موضع واحد.
أبو عبد الرحمن يونس بن حبيب البصري (ت- 182 هـ)، نقل عنه في موضع واحد.
النضر بن شميل بن خرشة المازني (ت- 204 هـ)، نقل عنه في سبعة مواضع.
أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت- 206 هـ)، نقل عنه في موضع واحد.
أبو زكريا يحي بن زياد الفراء (ت- 207 هـ)، نقل عنه في ثمانية مواضع، رجع في أحدها إلى كتابه "معاني القرآن"، ولم يصرح به.
أبو عبيدة معمر بن المثنى (ت- 210 هـ)، نقل عنه في خمسة مواضع، رجع في بعضها إلى كتابه "مجاز القرآن"، ولم يصرح به.(15/1)
أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي الباهلي (ت- 213 هـ)، نقل عنه في سبعة مواضع، رجع في بعضها إلى كتابيه "الإبل، وفعل وأفعل"، ولم يصرح بهما.
أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري (ت- 215 هـ)، نقل عنه في ثمانية مواضع، رجع في بعضها إلى كتابيه "الهمز والنوادر"ولم يصرح بهما.
أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت- 224 هـ)، نقل عنه في أربعة مواضع من كتابه "الغريب المصنف"، ولم يصرح به.
أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي (ت- 231 هـ)، نقل عنه في سبعة مواضع.
ابن السكيت يعقوب بن إسحاق، أبو يوسف (ت- 244 هـ)، نقل عنه في ستة مواضع من كتابه "إصلاح المنطق"، ولم يصرح به.
أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني (ت- 255 هـ)، نقل عنه في ثلاثة مواضع، رجع في أحدهما إلى كتابه "خلق الإنسان"، ولم يصرح به.
شمر بن حمدويه الهروي (ت- 255 هـ)، نقل عنه في موضع واحد.
أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي البصري (ت- 257 هـ)، نقل عنه في موضع واحد.
أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري (ت- 282 هـ)، نقل عنه في موضع واحد من كتابه "النبات".
أبو العباس محمد بن يزيد المبرد (ت- 285 هـ)، نقل عنه في موضع واحد.
ثعلب أحمد بن يحيى بن زياد بن سيار الشيباني (ت- 291 هـ)، صرح باسمه في ثلاثة وأربعين موضعا.
أبو إسحاق إبراهيم بن سري الزجاج (ت- 311 هـ)، نقل عنه في موضعين، أحدهما من المناقشة التي دارت بينه وبين ثعلب حول أوهام الفصيح، والآخر من كتابه "خلق الإنسان "، ولم يصرح بهما.
مبرمان محمد بن علي النحوي (ت- 326 هـ)، نقل عنه في ثمانية مواضع.
الحسين بن إبراهيم الآمدي (كان حيا سنة 346 هـ)، نقل عنه في موضع واحد.
أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي (ت- 347 هـ)، نقل عنه في اثنين وثلاثين موضعا من كتابه "تصحيح الفصيح"ولم يصرح به، وهو يحتل المرتبة الأولى في قائمة مصادره.
أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه (ت 370هـ).(15/2)
نقل عنه في ثلاثة مواضع، صرح في أحدها بكتابه ط النخلة"، ولم يذكر هذا المصدر أحد غير أبي سهل فيما أعلم.
أبو أسامة جنادة بن محمد بن الحسين الأزدي (ت 399هـ). نقل عنه مباشرة بالتلقي في موضعين.
أبو عبد الله محمد بن جعفر بن أحمد التميمي، المعروف بالقزاز (ت 412هـ). نقل عنه في موضع واحد.
والد المصنف علي بن محمد الهروي (ت 415هـ). نقل عنه مباشرة بالتلقي في أربعة مواضع.
أبو منصور محمد بن علي الجبان (كان حيا سنة 416). نقل عنه في أربعة وعشرين موضعا من كتابه "شرح الفصيح". وهذا المصدر يحتل المرتبة الثانية في قائمة مصادره بعد التصحيح الفصيح لابن درستويه.
وقبل أن أختم حديثي عن مصادره أنبه على الأمور التالية:
أن نقوله عن هذه المصادر هي مما يتصل بمسائل اللغة والنحو والتصريف، وروايات الفصيح.
أن نقوله عن هذه المصادر لا تزيد في الغالب عن سطر أو سطرين ونادرا ما تجاوز ثلاثة أسطر.
يتصرف فيما ينقله – في الغالب – بالحذف أو الزيادة أو الصياغة.
ثانيا: شواهده:
اعتنى أبو سهل – رحمه الله – بالشواهد لتوضيح مادة كتابه وتوثيقها، وقد تعددت الشواهد في كتابه لتشمل الاستشهاد بالقرآن الكريم وقراءاته، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وما أثر عن العرب من أمثال وأقوال وأشعار، وفيما يلي تفصيل ذلك:
أ- الاستشهاد بالقرآن الكريم:
لما كان القرآن الكريم هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فقد أجمع علماء العربية على أنه يمثل أعلى درجات الفصاحة، وأن نصوصه أوثق الشواهد التي يرجعون إليها، لأنه منزه عن اللحن والخطأ.
وقد اهتم أبو سهل بالشواهد القرآنية، فبلغ عدد المواضع التي استشهد فيها بالقرآن الكريم (153) موضعا، توزعت على الأغراض التالية:(15/3)
1- الاستشهاد على معاني الألفاظ المشروحة وتوثيقها، وهذا هو الغالب على شواهده القرآنية، وطرقه في ذلك متنوعة، فتارة يشرح اللفظ ثم يستدل عليه بما ورد في القرآن الكريم، كقوله: "وأنشر الله الموتى ينشرهم إنشارا: إذا أحياهم بعد موتهم. ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ}.
وتارة يأتي بآية ثم يفسر معنى اللفظ العائد إلى المادة المشروحة، كقوله: "ولا تقل: يتصدق، لأن المتصدق المعطي. ومنه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} أي المعطين. وقد سبقت الإشارة إلى مثل هذا في منهجه.
الاستشهاد على التطور الدلالي للألفاظ، كقوله: "وألحمتك عرض فلان.... أي أمكنتك من شتمه، كأنك جعلت نفسه لك كاللحم الذي تأكله، أي أقدرتك على تناول عرضه، وأبحته اغتيابه وعيبه، كما تبيحه أكل اللحم، وهذا على الاستعارة والتشبيه، لأن عرضه بمنزلة لحمه. ومنه وقوله تعالى:{وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً} أراد الغيبة وذكر العرض بالقبيح".
وقوله: والذوق: أصله تطعم الشيء باللسان، ليعرف الحلو من غيره. وقد يكون بغير اللسان. ومنه قوله تعالى: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}، وقال: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}(1).
__________
(1) ص 591.(15/4)
3- الاستشهاد على اللغات، وذلك كقوله: "وهديت القوم الطريق.... أي عرفتهم إياه ودللتهم عليه، وهذه لغة أهل الحجاز، ومنه قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، وغيرهم يقول: هديتهم إلى الطريق فيعديه بحرف الجر، ومنه قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(1). وقوله أيضا: "وأمليت الكتاب أمليه إملاء بالمد، وأمللت أمل إملالا لغتان جيدتان جاء بهما القرآن وهما بمعنى واحد.... وقال الله تعالى: {اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} فهذا من أمليت، وقال عز وجل: {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْل} فهذا من أمللت"(2).
الاستشهاد على مسائل نحوية وصرفية ولغوية، كقوله: "وثلاث: وهو لعدد مؤنث: فلأجل ذلك حذف منه الهاء، وعدد المؤنث تحذف منه الهاء، من ثلاث إلى عشر، وعدد المذكر تثبت فيه للفرق بينهما، كقوله تعالى: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوما}(3).
وقوله: "فمن حرف من حروف الجر، وهو هاهنا لبيان الجنس....وهذا مثل قوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ}، لأن الجنس أعم من الأوثان، لأنه يكون وثنا وغير وثن، فبين بمن الرجس المراد الذي هو الوثن"(4).
وقوله: "وأما من شدد الطاء فإنه يجعل وزنه متفعلة، وكان الأصل متطوعة، فأدغمت التاء في الطاء لتقارب مخرجيهما فصار مطوعة بتشديد الطاء والواو. ومنه قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} وأصله المتطوعين"(5).
__________
(1) ص 431-432.
(2) ص 869-870.
(3) ص 319.
(4) ص 313.
(5) ص 879.(15/5)
وقوله: "وتقول: هو خصم، وهي خصم، وهم خصم، وهن خصم،للواحد والاثنين والجمع والمؤنث، وعلى حال واحدة. ومنه قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} فجاء بالخصم، وهو على لفظ الواحد، ومعناه الجمع"(1).
ولم يقصر شواهده القرآنية على قراءة حفص، بل استشهد ببعض القراءات السبعية وغير السبعية والشاذة، وبلغ عدد المواضع التي استشهد فيها بالقراءات تسعة مواضع(2)، ولكنه لم يشر إلى من قرأ بها.
وأهم الأغراض التي استشهد عليها بالقراءات:
الاستشهاد على المعنى، كقوله: "وقرئ قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} الضاد، على معنى بخيل، ومن قرأ {بِظَنِين} بالظاء، فمعناه: بمتهم"(3).
الاستشهاد على مسائل صرفية أو نحوية، كقوله: "والمصدر يكون بمعنى المفعول، كقولهم: درهم ضرب، وماء سكب، أي مضروب ومسكوب، والكتاب هو الكتوب. ومنه وقوله تعالى: {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ}"(4).
واستشهد على جواز إدخال لام الأمر على المضارع المبدوء بتاء الخطاب بقراءة شاذة وذلك في قوله: "وأما إذا أمرت المخاطب فإن الأكثر أن يكون بغير لام، كقولك: قم يا زيد... ويجوز أن تأتي باللام في المخاطبة على الأصل، فتقول: لتقم يا زيد. وقرئ قوله تعالى: {فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا} بالتاء معجمة بنقطتين من فوقها، على أمر المخاطب"(5).
وقد يستشهد بأكثر من آية أو قراءة لتأكيد المادة المشروحة، كقوله: "ولا يقال: وذرته ولا ودعته، ولكن تركته، ولا واذر ولا وادع، ولكن تارك، استغنوا عن الماضي واسم الفاعل من هذا بترك وتارك. وقال الله تعالى: {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}، وقال تعالى: {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا}، وقال: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً}"(6).
__________
(1) ص 559.
(2) ص 337، 344، 410، 625، 851، 916.
(3) ص 357.
(4) ص 311.
(5) ص 410
(6) ص 569-570.(15/6)
وقوله: "وقرأ بعض القراء: {إِنَّ هَذِي أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَة}، {وَلا تَقْرَبَا هَذِي الشَّجَرَةَ} بالياء فيهما"(1).
وقد يضيف إلى ذلك شاهدا شعريا مبالغة في التأكيد، كقوله: "وخطف الشيء يخطفه.... إذا اختلسه وأسرع أخذه. ومنه قوله تعالى: {إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}، وقال عز وجل: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ}، ثم قال عدي بن زيد:
خطفته منية فتردى
ولقد كان يأمل التعميرا
أي أخذته بسرعة"(2).
ب- الاستشهاد بالأحاديث والآثار:
أجمع علماء العربية على أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفصح العرب قاطبة، وأن كلامه يأتي بعد كلام الله تعالى فصاحة وبلاغة وبيانا(3). ولكنهم اختلفوا في الاستشهاد بالأحاديث المروية عنه في الدراسات النحوية واللغوية، ويمكن تقسيمهم على ثلاث فئات:
فئة أجازت الاستشهاد بالحديث النبوي مطلقا، ومن هذه الفئة ابن مالك، وابن هشام النحوي، والجوهري، والحريري، وابن سيده، وابن فارس، وابن خروف، وابن جني، وابن بري، والسهيلي وغيرهم(4).
فئة رفضت الاستشهاد بالحديث الشريف في الدراسات اللغوية والنحوية، ومن هذه الفئة ابن الضائع، وأبو حيان، وحجتهما في ذلك أن الرواة أجازوا رواية الحديث بالمعنى، وأنه وقع اللحن كثيرا فيما روي من الحديث، لأن كثيرا من الرواة كانوا غير عرب بالطبع، وأن أئمة النحو المتقدمين لم يحتجوا بشيء منه كأبي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر، والخليل وسيبويه من أئمة البصريين، والكسائي والفراء وعلي بن المبارك الأحمر وهشام الضرير من الكوفيين(5).
__________
(1) ص 851.
(2) ص 360.
(3) ينظر البيان والتبيين 2/17، والاقتراح 53، والخزانة 1/11، وإعجاز القرآن والبلاغة النبوية 281-287.
(4) تحرير الرواية في تقرير الكفاية 96.
(5) الاقتراح 52-54، الخزانة 1/10، 11.(15/7)
فئة توسطت بين الفئتين، وهذه الفئة أجازت الاستشهاد بالحديث بشرط أن يكون موافقا للفظ المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الفئة السيوطي(1). والشاطبي الذي عبر عن موقفه من ذلك بقوله: "وأما الحديث على قسمين:
قسم يعتني ناقله بمعناه دون لفظه، فهذا لم يقع به استشهاد أهل اللسان.
قسم عرف اعتناء ناقله بلفظه لمقصود خاص، كالأحاديث التي قصد بها بيان فصاحته صلى الله عليه وسلم، ككتابه ولهمدان، وكتابه لوائل بن حجر، والأمثال النبوية، فهذا يصح الاستشهاد به في العربية"(2).
أما أبو سهل فقد استشهد بنحو خمسة عشر حديثا وأثرا، وهي نسبة قليلة إذا ما قيست بشواهده القرآنية والشعرية، ولكنها تدل – مع قلتها – على أن أبا سهل كان يعد حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وآثار صحابته مصدرا من مصادر الاحتجاج في اللغة.
وكانت طريقته في إيراد الحديث تتسم بالنص على كون الكلام حديثا بنحو قوله: "وفي الحديث..."، "وجاء في الحديث..."، "وروي لنا في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم...."، ".... ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال..."(3). وقد يذكر ألفاظ الحديث دون أن ينص على أنه حديث(4)، أو يشير إلى الحديث دون أن يذكر ألفاظه(5).
وأهم الأغراض التي استشهد عليها بالأحاديث والآثار هي ما يلي:
الاستشهاد على توضيح المعنى وتوكيده،كقوله: "يقال: لغا الرجل يلغو لغوا.... إذا تكلم وصوت. وجاء في الحديث: "من قال في يوم الجمعة والإمام يخطب: صه، فقد لغا"، أي تكلم"(6).
وقوله: "وتقول: ومالأت القوم أمالئهم ممالاة وملاء.... أي عاونتهم... وفي الحديث عن علي – رضوان الله عليه – أنه قال لما اتهم بقتل عثمان – رضي الله عنه -: "والله ما قتلت عثمان، ولا مالأت في قتله"أي ما عاونت"(7).
__________
(1) الاقتراح 52.
(2) الخزانة 1/12، 13. وينظر:موقف النحاة من الاحتجاج بالحديث 25-29.
(3) ص 316ن 495، 659، 663.
(4) ص 387، 825، 835.
(5) ص 718.
(6) ص 316
(7) ص 495.(15/8)
الاستشهاد على اللغات، كقوله: "وهو البطيخ والطبيخ بكسر أولهما وتشديد ثانيهما: وهما بمعنى واحد، وهما فاكهة معروفة. وروي لنا في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه كان يأكل الطبيخ بالرطب"(1).
الاستشهاد على تعميم الدلالة، كقوله: "والجند: هم الأنصار والأعوان. وقيل: هم جمع معد للحرب.... وقيل: كل صنف من الخلق جند. وفي الحديث: "الأرواح جنود مجندة"(2).
الاستشهاد على بعض ألفاظ المذكر والمؤنث، كقوله: "والإصبع مؤنثه، ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حفر الخندق: "هل أنت إلا إصبع دميت"(3).
وقوله: "وتقول: امرأة بكر.... ورجل بكر أيضا..... وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام"(4).
وقوله: "قالوا: رجل ربعة وامرأة ربعة... وجاء في صفة النبي "أنه كان فوق الربعة"(5).
الاستشهاد على الألفاظ المترادفة، كقوله: "وأعْسَرُ يَسَرٌ.... وهو الذي يعمل بيديه جميعا، يعمل بيده اليسرى، كما يعمل باليمنى، ويقال له أيضا إذا كان كذلك: أضبط، وروي أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: "كان أعْسَرَ يَسَرَا"وفي رواية أخرى: "كان أضبَطَ"(6).
ج- الاستشهاد بالأمثال والأقوال:
أمثال العرب وأقوالهم من مصادر الاستشهاد عند أبي سهل، وقد بلغ مجموع شواهده منها نحو (77) شاهدا ما بين قول ومثل، وتحتل بهذا المجموع المرتبة الثالثة بعد شواهده الشعرية والقرآنية.
ويمكن تقسيم ما أورده أبو سهل من هذه الشواهد على قسمين:
__________
(1) ص 659.
(2) ص 537.
(3) ص 640-641.
(4) ص 663.
(5) ص 798.
(6) ص 908.(15/9)
قسم منها ورد في أصل الفصيح، فشرح ألفاظها، وبين دلالاتها، وقد يشير في أثناء ذلك إلى بعض الأوجه الإعرابية المتصلة برواياتها، أو يسترسل في ذكر قصة المثل، أو ذكر مناسبته إن وجدت، مع الإشارة إلى الظروف أو الأحوال التي تستدعي ضرب ما هو بصدد شرحه منها، وقد يذكر أحيانا قائل المثل، أو يشير إلى الخلاف في روايته(1).
قسم آخر استشهد به أبو سهل نفسه على شروحه لألفاظ الفصيح، إما لتوثيقها أو لتوضيح معانيها ودلالاتها، أو استطرادالمناسبة في الشرح تستدعي إيرادها.
ومن أمثلة هذا التقسيم قوله: "وعقدت الحبل أعقده بالكسر عقدا: أي شددته وأوثقته، فأنا عاقد، وهو معقود. ومن أمثالهم: "يا عاقد اذكر حلا"(2).
وقوله: "وأما الخنق: فهو مصدر خنقه يخنقه، على مثال ضربه يضربه، إذا عصر حلقه، ومن أمثالهم: "الخنق يخرج الورق"أي إذا خنق الإنسان افتدى بماله"(3).
وقوله: "والثُّوَباء: انفتاح الفم عند النعاس والكسل، وهي شبيه بالتمطي الذي يلحق البدن، والعرب تضرب بها المثل في العدوى، فتقول: أعدى من الثُّوَباء"(4).
وقد يستطرد في ذكر المثل، ويشير إلى أن له قصة ولكن لا يشرحها، فمن ذلك قوله: "والسموأل مهموز: اسم رجل، وهو ابن حيا بن عادياء الغساني.... وكان من أوفى أهل زمانه حتى ضربت به العرب المثل في الوفاء، فقالت: "هو أوفى من المسوأل"، وله حديث"(5).
أو يشير إلى المثل دون أن يذكر ألفاظه، كقوله: "فالجورب: معروف، لما يعمل من قطن أو صوف بالإبرة... والعرب تضرب به المثل في النتن"(6). ونص المثل هو: "أنتن من ريح الجورب".
__________
(1) ينظر مثلا: ص 484ن 586، 752، 811، 832، 863، 920.
(2) ص 446.
(3) ص 618.
(4) ص 493.
(5) ص 775-776.
(6) ص 592.(15/10)
وألحقت المأثور من فصيح الأقوال بشواهده من الأمثال، لأن منها ما اشتهر فأصبح لشهرته بمنزلة الأمثال. ومن أمثلة ما استشهد به منها لتوضيح بعض المعاني أو تأكيدها، قوله: "يقال: رقأ الدم يرقأ رقأ... ورقوءا... إذا انقطع ولم يسل... ويقال: "لا تسبوا الإبل، فإن فيها رقوء الدم"بفتح الراء على فعول، أي تعطى في الديات، فتحقن بها الدماء من القود، فلا تهراق بعد أخذهم إياها في الديات"(1).
وقوله: "والخلة... ما كان حلوا من المرعى، وهي ضد الحمض، والحمض من ذلك ما كانت فيه ملوحة، والعرب تقول: الخلة خبز الإبل والحمض فاكهتها"(2).
وجعل ثعلب البرثن من السباع بمنزلة الظفر من الإنسان، فغلطه أبو سهل وذكر أن البرثن"من السباع بمنزلة الإصبع من يد الإنسان، والمخلب يكون في البرثن بمنزلة الظفر من الإصبع"وأكد كلامه هذا بقول أبي زبيد الطائي في وصف الأسد: "وكف شثنة البراثن إلى مخالب كالمحاجن"قال: "فأراد غلظ أصابعه، وقوله: "إلى مخالب"أراد مع مخالب، وهي أضافير الأسد، وشبهها – لانعطافها – بالمحاجن، وهي جمع محجن، وهي عصا معوجة الطرف"(3).
وقد يرد القول عنده عرضا، أي في أثناء كلام لا علاقة له به، وذلك كقوله: "والثفال بالفتح: البعير البطيء... وأنشد الفراء حجة على قول من قال: "كلا جاريتيك قامت":
كلا عقبيه قد تشعث رأسها
من الضرب في جنبي ثفال مباشر(4)
د- الاستشهاد بالشعر:
لا شك أن الشعر من أهم مصادر الاستشهاد عند العلماء، ولم يكن الاستشهاد بالشعر هم علماء العربية وحدهم، بل شاركهم في الاهتمام به الفقهاء والأصوليون والمحدثون والمفسرون(5)، وكان ابن العباس يقول: "إذا أشكل عليكم الشيء من القرآن فارجعوا فيه إلى الشعر فإنه ديوان العرب"(6).
__________
(1) ص 485.
(2) ص 724.
(3) ص 937.
(4) ص 689.
(5) الشاهد والاستشهاد في النحو 34، ومصادر الشعر الجاهلي 152.
(6) الفاضل 10. وينظر: تفسير القرطبي 1/20.(15/11)
وقد عني علماء العربية بالشعر إلى جانب عنايتهم بالقرآن الكريم، فاعتمدوا عليه في بناء الكثير من القواعد وإصدار العديد من الأحكام، ولجأوا إليه في شرح غوامض اللغة وتوضيح معانيها، وإحكام أصولها(1).
وقد اختلف موقف علماء العربية من الشعراء الذين يحتج بشعرهم، فقسموهم على أربع طبقات، ذكرها البغدادي في الخزانة(2):
الأولى: الشعراء الجاهليون، وهم قبل الإسلام، كامرئ القيس، والأعشى.
الثانية: المخضرمون، وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، كلبيد وحسان رضي الله عنهما.
الثالثة: المتقمون، يقال لهم: الإسلاميون، وهم الذين كانوا في صدر الإسلام، كجرير والفرزدق.
الرابعة: المولدون، ويقال لهم المحدثون، وهم من بعدهم إلى زماننا، كبشار بن برد وأبي نواس.
وأجمع علماء العربية على صحة الاستشهاد بشعر الطبقة الأولى والثانية(3)، ولا يضير ذلك طعن بعض اللغويين المتشددين بطائفة من شعراء هاتين الطبقتين، كعدي بن زيد، وأبي دؤاد الإيادي(4).
واختلفوا في الثالثة، فذكر البغدادي "أن الصحيح صحة الاستشهاد بكلامها"(5)، على الرغم مما أخذه بعض العلماء على بعض شعراء هذه الطبقة، فقد "كان أبو عمرو بن العلاء، وعبد الله بن أبي إسحاق، والحسن البصري يلحنون الفرزدق والكميت وذا الرمة... وكانوا يعدونهم ممن المولدين"(6). وكان الأصمعي – كذلك – لا يحتج بشعر الكميت والطرماح، ويعدهما مولدين ليسا بحجة(7).
أما الطبقة الرابعة فقد أجمع أكثر علماء العربية على منع الاستشهاد بكلامها(8)، وذكر البغدادي أن ذلك هو الصحيح(9).
__________
(1) ينظر: الزينة في الكلمات الإسلامية 1/83.
(2) ص 1/5، 6.
(3) الخزانة 1/6.
(4) الشعر والشعراء 1/150، 162، والموشح 92، 93.
(5) الخزانة 1/6.
(6) المصدر السابق 1/6.
(7) فحولة الشعراء 20، وفعل وأفعل 507. وينظر: ص 373 من التحقيق.
(8) الاقتراح 70، وموطئة الفصيح 129.
(9) الخزانة 1/6.(15/12)
ولكن فريقا من العلماء يرى صحة الاستشهاد بشعر من يوثق به من شعراء هذه الطبقة، وممن يرى ذلك الواحدي (ت 468هـ)، والبطليوسي (ت 521هـ)، والزمخشري (ت 538هـ)، وابن الشجري (ت 542هـ)، وابن الخشاب (ت 567هـ)، وابن يعيش (ت 643هـ)، وابن مالك (ت 672هـ)، وابن هشام (ت 761هـ).
واستشهد هؤلاء بأبيات من شعر أبي تمام والبحتري، والمتنبي، وأبي نواس، وبشار، وأبي فراس، وغيرهم(1).
أما أبو سهل فكانت شواهده لشعراء جاهليين، ومنهم تسعة من شعراء المعلقات، وهم امرؤ القيس، وزهير، وطرفة، والنابغة الذبياني، والأعشى، ولبيد، والحارث بن حلزة، وعمرو بن كلثوم، وعنترة، ويأتي الأعشى في مقدمتهم جميعا، إذ استشهد بشعره في تسعة عشر موضعا. كما استشهد بشعر جاهليين آخرين كعدي بن زيد، والأفوه الأودي، وأبو دؤاد الإيادي، والأسود بن يعفر، وحاتم الطائي، وعلقمة الفحل وغيرهم.
واستشهد أيضا بشعر المخضرمين كلبيد وحسان، والنابغة الجعدي رضي الله عنهم، والحطيئة والعجاج، والإسلاميين كجرير والفرزدق، والكميت، وذي الرمة، وعمر بن أبي ربيعة، وجميل، وكثير، ورؤبة، وعبيد الله بن قيس الرقيات وغيرهم.
أما المولدون أو المحدثون فلم يستشهد بشيء من شعرهم إلا في موضعين، استشهد في أحدهما ببيت واحد من الرجز لبشار بن برد ولم ينسبه(2)، وأنشد في الوضع الآخر بيتين لخلف الأحمر في هجاء أبي عبيدة، ولم ينشدهما للتدليل على صحة المادة اللغوية كبيت بشار، بل استطرادا في شرح المثل "إنه لألج من الخنفساء"(3).
وبالجملة فقد كثرت شواهد أبي سهل الشعرية حتى فاقت شواهده من القرآن والحديث والأمثال والأقوال مجتمعة، وبلغ مجموعها من غير المكرر (344) بيتا.
__________
(1) الاحتجاج بالشعر في اللغة 208-210.
(2) ص 464.
(3) ص 860.(15/13)
وقد نسب أبو سهل من ذلك العدد (161) بيتا، وترك الباقي عائرا من غير نسبة، واستطعت أن أنسب وأصحح نسبة (106) أبيات، وبقي (77) بيتا لم أهتد إلى نسبتها إلى شاعر بعينه، وكني خرجتها جميعا من المصادر التي ذكرتها من غير نسبة، عدا بيتين لم أهتد إليهما، مع طول بحث وتنقيب(1).
وأتممت الأبيات التي أنشد أحد شطريها فقط، وبلغ مجموع ما أنشده من ذلك سبعة أشطار، اثنان منها صدور، وخمسة أعجاز.
وقد تعددت الأغراض التي استشهد عليها أبو سهل بالشعر، وأهمها:
الاستشهاد على معاني الألفاظ وتوثيقها، نحو قوله: "ونطح الكبش وغيره ينطح... إذا صدم شيئا وضربه بقرنه أو برأسه، فهو ناطح، والمفعول منطوح، قال الأعشى:
كناطح صخرة يوما ليفلقها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل(2).
وقوله: "وشحب لونه يشحب...إذا تغير من مرض أو غم أو سفر أو سوء حال أو شمس. ومنه قول لبيد:
رأتني قد شحبت وسل جسمي
طلاب النازحات من الهموم.
الاستشهاد على اللغات، كقوله: "ووعزت إليك في الأمر.... وأوعزت أيضا، على أفعلت أوعز إيعازا لغتان بمعنى واحد: أي تقدمت إليك فيه، وأمرتك بفعله، وأنشد الخليل في التشديد:
قد كنت وعزت إلى علاء(3)
وقوله: "وهي الطس بغير هاء.....والطست بالتاء لغة للعرب أيضا.... وقال الراجز على هذه اللغة:
لما رأت شيب قذالي عيسا
وهامة كالطست علطميسا
وقال رؤبة – في اللغة الأخرى-:
حتى رأتني هامتي كالطس
توقدها الشمس ائتلاق الترس(4)
الاستشهاد على مسائل لغوية، كقوله في الفرق بين الظل والفيء: "والظل للشجرة وغيرها بالغداة. والفيء بالعشي، لأنه ظل يفيء من جانب إلى جانب، كما قال الشاعر:
فلا الظل من برد الضحى نستطيعه
ولا الفيء من برد العشي نذوق(5)
__________
(1) ص 607، 802.
(2) ص 336.
(3) ص 759.
(4) ص 861-862.
(5) ص 899.(15/14)
الاستشهاد على مسائل صرفية، كقوله: "وجمع شاة، وهي الواحدة من الغنم شياه بإظهار الهاء في الجمع أيضا، لأن أصل الشاة "شوهة"بفتح الشين والواو على "فعلة"، فحذفت منها الهاء الأصيلة، وقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصارت شاة، فإذا صغروها أو جمعوها عادت الهاء فقيل: شويهة وشياه. ومنه قول المنخل اليشكري:
وإذا صحوت فإنني
رب الشويهة والبعير
وقال زهير:
فقال شياه راتعات بقفرة
بمستأسد القريان حُوٍّ مسائله(1)
الاستشهاد على مسائل نحوية، كقوله: "وأما من قال: شتان ما هما، وشتان ما زيد وعمرو، فإنه رفع زيدا وعمرا بشتان أيضا، وجعل ما زائدة للتوكيد، ويحتج بقول الأعشى:
شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر
وأما من قال: شتان ما بينهما، وشتان ما بين زيد وعمرو، فإنه جعل ما هاهنا بمعنى الذي وجعلها في رفع بشتان، وبين من صلتها، والمعنى: شتان الذي بينهما، أي افترق الذي بينهما، ويحتج بقول أبي الأسود الدؤلي:
لشتان ما بيني وبينك إنني
على كل حال أستقيم وتظلع(2)
الاستشهاد على بعض المسائل العروضية، والاستعمالات المجازية، وقد سبقت أمثلة لذلك في منهجه(3).
المبحث السادس: الموازنة بين شرح أبي سهل لكتاب الفصيح وبعض شروحه الأخرى.
أشرت في تمهيد هذه الدراسة إلى أهمية كتاب الفصيح، وانعكاس هذه الأهمية على جهود العلماء الذي تناولوه بالشرح والتهذيب والنقد والاستدرك والتذييل. وأحصيت من شروحه (48) شرحا ما بين مطبوع ومخطوط ومفقود.
وقد تفاوتت هذه الشروح فيما بينها من حيث الأهمية والمنهج، وسأكتفي في هذا المبحث بالموازنة بين أ ربعة من شروح الفصيح تمثل على وجه التقريب مناهج وبيئات وأزمنة مختلفة، وهي شرح أبي سهل هذا، وتصحيح الفصيح لابن درستويه، وشرح ابن هشام اللخمي، وموطئة الفصيح لابن الطيب، أو شرح نظم الفصيح.
أولا: تصحيح الفصيح.
__________
(1) ص 802، 803.
(2) ص 822، 823.
(3) ص 152، 153.(15/15)
مؤلف هذا الشرح أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه، من علماء اللغة والنحو والأدب، أخذ عن ابن قتيبة والمبرد وثعلب وغيرهم، وكان شديد الانتصار للمذهب البصري، له مصنفات كثيرة في فنون مختلفة من أهمها كتابه هذا موضوع الموازنة، توفي - رحمه الله - في بغداد سنة 347هـ(1).
منهجه في تصحيح الفصيح:
استهل ابن درستويه شرحه بمقدمة أشار فيها إلى أن سبب تأليف الكتاب، وهو تصحيح ما في الفصيح من أوهام، وإكمال ما فيه من نقص مع شرح ألفاظه وتفسيرها، وذلك لإقبال الناس عليه وحاجة كتاب الدواوين إليه.
ثم أبان فيها عن منهجه الذي سلكه في تأليفه، فقال: "فشرحنا لمن عني بحفظه معاني أبنيته وتصريف أمثلته ومقاييس نظائره، وتفسير ما يجب تفسيره من غريبه، واختلاف اللغات منه، دون ما لا يتعلق به، وبينا الصواب والخطأ منه، ونبهنا منه على مواضع السهو والإغفال من مؤلفه، لتتم فائدة قارئه، وتكثر المنفعة له فيه، ويعرف كثير من علل النحو، وضروبا من أبنية وتصاريف صحيح اللغة معتلها ووجوها من المجازات والحقائق والتشبيهات والاستعارات المؤدية إلى علم كثير من كتاب الله عز وجل، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسائر مخاطبات بلغاء العرب وشعرائها"(2).
وقد التزم بهذا المنهج في الكتاب كله تقريبا، ويمكن توضيح طريقته في ذلك بما يلي:
ابتدأ بشرح الباب الأول مضيفا إلى عنوان الباب كلمة "تصحيح"وهكذا في سائر الأبواب، لينبئ منذ البدء أنه معني بتصحيح ما في تلك الأبواب من أخطاء، وذلك كقوله: "تصحيح الباب الأول، وهو باب فعلت بفتح العين "، وقوله في الباب الأخير: "تصحيح الباب الثاني والثلاثين، وهو المترجم باب الفرق".
__________
(1) ترجمته في: تاريخ بغداد 9/428، وأنباه الرواة 2/113، وبغية الوعاة 2/36، وابن درستويه (دراسة شاملة عن حياته وآثاره، للدكتور: عبد الله الجبوري).
(2) تصحيح الفصيح 103، 104.(15/16)
قسم باب المصادر على ثلاثة أبواب، فبلغت أبواب كتابه، اثنين وثلاثين بابا، وهي في الفصيح ثلاثون بابا فقط.
يبدأ في شرح الباب بعرض بعض مسائل العربية ذات العلاقة بالألفاظ الواردة في الباب، وينبه في أثناء ذلك إلى أخطاء ثعلب وأوهامه، كإدراج بعض الألفاظ في غير أبوابها، أو التنبيه على أن بعض الأبواب مما بمكن الاستغناء عنه بباب سابق أو لاحق، أو بتفريق ألفاظه على سائر أبواب الكتاب. وقد يناقش في أثناء ذلك بعض أقوال العلماء فيقبل ما يراه صوابا ويرد ما يراه خاطئا.
فإذا انتهى من ذلك عمد إلى تفسير الغريب من ألفاظ الباب، فيبسط معنى اللفظ، ويذكر اشتقاقه وتصريفه. وكان يبدأ التفسير في الغالب بعبارة "فأما تفسير غريب هذا الباب"أو نحو ذلك.
يستشهد على ما يقول بالقرآن الكريم والحديث الشريف، وكلام العرب شعرا ونثرا، وتوزعت شواهده الشعرية عصور مختلفة، فاستشهد بشعر الجاهليين والمخضرمين والإسلاميين، كما استشهد بشعر بعض المولدين.
يعد الكتاب من الشروح المطولة التي تنزع إلى التوسع في شرح ألفاظ الفصيح، واستقصاء القول في المسائل والتعليل لها، ولكن ابن درستويه قد يخالف هذا المنهج فيوجز في شرح بعض الألفاظ إيجازا شديدا، بل قد يدع بعضها من غير شرح.
يعنى عناية فائقة بلحن العامة، فلا يكاد يدع لفظا ذكره ثعلب إلا نبه على مقابله العامي، مصدرا ذلك بعبارة: "وإنما ذكره، لأن العامة تقول..."، ثم يحكم على قولها بالخطأ، أو يصوبه حملا على لغة من لغات العرب، أو على قول أحد العلماء(1).
ينتصر للمذهب البصري، بل يتعصب له أحيانا فيحمل كلام ثعلب على الخطأ "في أمور هي في الحقيقة من مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين"(2).
__________
(1) تصحيح الفصيح- ينظر مثلا -: ص 151، 159، 177، 182، 192، 216، 350.
(2) الفصيح (مقدمة المحقق) 156. وينظر: تصحيح الفصيح 330، 331، (197/أ)، (198/أ)، (203/ب)، (213/أ)، وابن درستويه 123.(15/17)
اعتمد القياس في أكثر ردوده على ثعلب، وعبر عن موقفه من القياس بمثل قوله: "....إنما المصدر الصحيح في الأم على الفعولة منها: الأموهة، لأن الكلام لا ضرورة فيه، ولأن القياس أولى من الشذوذ. وكان يجب عليه إذا حكى المسموع الشاذ أن يعين المقيس ولا يختار إلا الأجود"(1).
ثانيا- شرح ابن هشام اللخمي.
مؤلفه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هشام اللخمي الأندلسي السبتي، أخذ عن أبي بكر بن العربي، وأبي طاهر السلفي، وغيرهما. له مصنفات عدة منها: شرح مقصورة ابن دريد، والمدخل إلى تقويم اللسان، وشرح الفصيح موضوع الموازنة. توفي – رحمه الله – بإشبيلية سنة 577 هـ(2).
منهجه في شرح الفصيح:
افتتح ابن هشام شرحه بمقدمة ذكر فيها سبب تأليف هذا الكتاب ووضح منهجه فيهن فقال: "سألتني – وفقني الله وإياك لمنهجه القويم وصراطه المستقيم – أن أشرح لك ما وقع في كتاب الفصيح من الألفاظ المشكلة والمعاني المقفلة، وأنبهك على ما فيه من الهفوات والسقطات على ما اتصل بي في أصح الروايات، وذكرت أن أكثر ما تقدم إلى شرحه لم يشفوا عليلا، ولا بردوا غليلا، ولا استوفوا غرضا، ولا ميزوا من جوهره عرضا، وإنما فسروا من كل بعضا، وذكروا من فيض غيضا، وتركوا ما كان إيضاحه واجبا عليهم وفرضا، ولا سيما للمبتدئ الذي يخبط في الجهالة خبط عشواء، وتنبهم عليه أكثر الأشياء، وليس عنده من الأداة إلا القلم والدواة، فأجبتك إلى ذلك، رجاء ثواب الله وغفرانه، وابتغاء فضله وريحانه ولم أترك فيه حرفا إلا شرحته، ولا معنى مستغلقا إلا أبنته وأوضحته... وها أنا أبدأ بشرح أبوابه، وذكر المهم من معانيه وإعرابه، على طريق الإيجاز والاختصار، ومجانبة الإكثار"(3).
__________
(1) تصحيح الفصيح 385.
(2) ترجمته في: الذيل والتكملة 6/70، وإشارة التعيين 298، والبلغة 189، وبغية الوعاة 1/48.
(3) شرح ابن هشام 45.(15/18)
ثم شرع مباشرة بعد هذه الخطبة في شرح ألفاظ الباب الأول من كتاب الفصيح، ثم ألفاظ الباب الثاني.... وهكذا إلى الباب الأخير. ويمكن توضيح المنهج الذي سار عليه في هذا الشرح بما يلي:
يذكر عبارة الفصيح كاملة مسبوقة بعبارة: "وقوله"أو "وقول أبي العباس"ويعني بالتعبيرين أبا العباس ثعلب مؤلف الفصيح، ثم يعقب ذلك وقوله: "قال الفسر"أو "قال الشارح". وقد يبدأ في شرح عبارة الفصيح دون إشارة.
يوضح معاني الألفاظ، ويذكر صيغها ومشتقاتها، بأسلوب أدبي واضح بين بعيد عن الغموض والإكثار والتكرار.
يشير إلى الألفاظ التي تلحن فيها العامة، ويوضح سبب الخطأ، ويذكر صوابه، وقد يحمل بعض ما تقوله العامة على لغة من لغات العرب، وإن كانت رديئة أو أقل فصاحة(1).
عرض لعدد من المسائل اللغوية والصرفية والنحوية(2)، وقد يشير في أثناء ذلك إلى بعض مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين(3).
يستشهد على كثير مما يقول بالقرآن الكريم وبعض قراءاته، وبالحديث الشريف، وبكلام العرب شعرا ونثرا. وكانت شواهده الشعرية موزعة على شعراء جاهليين، ومخضرمين وإسلاميين، ومحدثين.
يورد أقوال العلماء كالخليل، والأصمعي، وأبي زيد، ويونس، وسيبويه، والكسائي، والفراء، وابن السكيت، وأبي عبيد، وابن قتيبة، وغيرهم، وكان يصرح بأسمائهم في الغالب، وقد يشير إلى كتبهم.
اطلع على بعض ما كتب حول الفصيح من شروح واستدراكات ومآخذ، فنقل عن شرح الفصيح لابن درستويه، وشرح ابن خالويه، وشرح أبي عمر الزاهد، وشرح ابن جني، كما نقل بعض مآخذ الزجاج على ثعلب في المحاورة التي جرت بينهما، ومآخذ علي ابن حمزة أيضا على ثعلب في التنبيه على ما في الفصيح من الغلط(4).
__________
(1) ينظر مثلا: ص 137، 141، 161، 181ن 218ن 231، 245ن 247، 270.
(2) ينظر: ص 27-32 من مقدمة محقق الكتاب الدكتور مهدي عبيد جاسم.
(3) ص 130، 200، 203، 221.
(4) ينظر مثلا: ص 47، 56، 92، 106، 107، 117، 185، 215، 216، 253، 263، 284.(15/19)
وقد تباين موقفه من مآخذ العلماء على ثعلب فأحيانا يوافقهم، وأحيانا يرد عليهم، وأحيانا يورد أقوالهم دون أن يبدئ في ذلك رأيا(1).
نبه على بعض أوهام ثعلب كما شرط على نفسه في المقدمة، ولكن من غير تحامل أو تعسف في إصدار الأحكام(2).
السمة الغالبة على شرحه الإيجاز والاختصار، ولكنه قد ينزع إلى الاستطراد فيشرح بعض الألفاظ العارضة، ويفسر بعض الشواهد الشعرية، وينسبها إلى رواياتها وأقوال العلماء فيها، وقد يورد بعض القطوعات الشعرية، ويجري بعض الموازنات النقدية(3).
ترجم لبعض الأعلام(4)، وعرف ببعض الأماكن والبلدان(5)، وشرح قصص بعض الأمثال، فعرف بقائليها، والمناسبات التي قيلت فيها(6).
ثالثا: موطئة الفصيح لموطأة الفصيح (أو شرح نظم الفصيح).
مؤلف هذا الشرح أبو عبد الله شمس الدين محمد بن الطيب بن محمد الفاسي، المغربي، المدني، ولد في مدينة فاس سنة 1110هـ، وبها نشأ وتلقى تحصيله العلمي، ثم ارتحل إلى أرض الحجاز، واستوطن المدينة ومنها أخذ يتنقل ويرتحل ويعود إلى أن توفي بها سنة 1173هـ.
__________
(1) ينظر مثلا: ص 47، 56، 92، 106، 107، 117، 185، 215، 216، 253، 263، 284.
(2) ينظر مثلا: ص 47، 72، 95، 185، 277، 281.
(3) ينظر مثلا: ص 48، 49، 56، 59، 108، 109، 112، 113، 191، 217، 224، 225، 253، 254، 259، 278، 301.
(4) ينظر مثلا: ص 196، 217، 277.
(5) ينظر مثلا: ص 123، 197، 269، 272، 273، 283.
(6) ينظر مثلا: ص 217، 218، 219، 222، 223-225.(15/20)
أخذ عنه عدد كبير من طلاب العلم، من أشهرهم السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المتوفى سنة 1205هـ، صاحب تاج العروس، وترك عددا من الآثار في فنون مختلفة، من أهمها: إضاءة الراموس، وهو حاشية على القاموس المحيط، وتحرير الرواية في تقرير الكفاية، وهو شرح كفاية المتحفط لابن الإجدابي، وموطئة الفصيح لموطأة الفصيح، وهو شرح نظم الفصيح لمالك بن المرحل المتوفى سنة 699هـ، وهو موضوع الموازنة في هذا المبحث(1).
واخترت هذا الكتاب للموازنة، لأنه يمثل منهجا مختلفا من شروح الفصيح، وهو كونه شرحا غير مباشر للفصيح من خلال شرح إحدى منظوماته، فضلا عن تأخر زمن مؤلفه واختلاف بيئته.
منهجه في الكتاب:
__________
(1) ينظر في ترجمة ابن الطيب: سلك الدرر 4/91-94، وفهرس الفهارس 2/1067-1071، والتاج 1/3، 360، وموطئة الفصيح (مقدمة المحقق)(15/21)
استهل ابن الطيب شرحه بمقدمة ضافية وضح فيها تفاصيل المنهج الذي سلكه في تأليف هذا الشرح، فقال: "فهذه تحريرات..... حليت بها جيد نظم الفصيح، وأودعتها كل لفظ وائق ومعنى فصيح، وأوضحت فيها مشكلات حارت فيها العقول، وفتحت مقفلات ترددت فيها النقول، ولم أكن ممن ديدنه التقليد لأحد من البشر....ولكن أدور مع الحق حيثما دار، وأتصف بالإنصاف – بتوفيق الله تعالى – لأنه منار الفهم الذي عليه المدار... وقد حققت القول في كل مسألة من المسائل.... ووشحت عطفه بوشاح الإعراب، فاستغنت ألفاظه عن الإيضاح والإعراب، ولم أدع تركيبا إلا أوضحت معناه، وبينت مبناه، ولم أخله من النصوص والشواهد وربما قلدته من جواهر الآداب أسنى القلائد، لأنه قد يشير لحكم أدبية، ويستدعي أمثالا عربية، فنلم ببعض ما قيل في ذلك، ونقتصد في سلوك تلك المسالك، وإذا أنشدنا شاهدا بينا غريبه، وأوضحنا بعيده وقريبه، وإذا ألم بأحد عينا كنيته واسمه، وبينا في التعريف به حالته ولقبه ووسمه، وأوردنا ماله من الأخبار العجيبة، وقصدنا من مستحسنها بديعه وعجيبه، إحماضا لسائمة العقول والأبصار، وتنشيطا لها بالانتقال من مضمار إلى مضمار، وإذا أعاد لفظا عدنا لتفسيره، ولم نكتف بما مر من تقريره"(1).
__________
(1) موطئة الفصيح (مقدمة الحقق الدكتور عبد الرحمن الحجيلي) 124.(15/22)
وبعد هذه المقدمة أخذ في شرح ألفاظ البسملة في نحو ست صفحات، ثم شرع بعد ذلك "في شرح أبيات الموطأة بيتا بيتا، وكلمة كلمة، ويفسر ألفاظ كل بيت على حدة، وأحيانا شطر بيت أو أقل، ويعلق عليه بما يوضح معناه العام، وينصب اهتمامه على اللفظ الفصيح الذي أورده ثعلب، ونظمه ابن المرحل، فيبين اللغات فيه، وينبه على أفصحيتها أو رداءتها، ويورد أقوال العلماء المؤيدة لأحدهما، وإن كان ثمة خلاف يوضحه، ويناقشه ثم يرد عليه أحيانا مدعوما بالدليل السماعي أو القياسي، وإن كانت اللغة عامية أو خاطئة أشار إلى ذلك.... ثم يختم ذلك بإعراب بيت الموطأة المشروح... مع إشارة سريعة إلى ما فيه من نكات بلاغية وعروضية.
بعد ذلك ينتقل إلى البيت أو الشطر الذي يليه، فيفعل فيه كما فعل بسابقه، وهكذا....حتى ينتهي من أبيات الباب الأول، ثم الباب الثاني، فالثالث فالرابع... وهكذا. مع ملاحظة ما يقوم به من شرح لترجمة كل باب ذكره ثعلب قبل البدء في الكلام عليه"(1).
وسأذكر فيما يلي نموذجا من شرح أبي سهل الهروي، وما يقابله من الشروح الثلاثة على الترتيب، ثم أوازن بين هذه الشروح في طريقة تناول المادة اللغوية، مبينا أوجه الاتفاق والافتراق فيما بينها.
قال أبو سهل:
"وأجن الماء يأجن ويأجن أجنا وأجونا، فهو آجن: إذا تغير لونه وريحه وطعمه، لتقادم عهده في الموضع الذي يكون فيه، إلا أنه يمكن شربه.
ومنه قول الراجز:
منهل الغراب فيه ميت
كأنه من الأجون زيت
سقيت منه القوم واستقيت
شبه لون الماء لتغيره بلون الزيت. وقال علقمة بن عبدة:
إذا وردت ماء كأن جمامه
من الأجن حناء معا وصبيب
__________
(1) ص 342-343.(15/23)
جمام الماء: معظمه وكثرته. فشبهه في صفرته بالحناء، وهو معروف،وبالصبيب، وهو شجر يكون بالحجاز يختضب به مثل الحناء، يصفر ويصبغ به، وتخضب أيضا به الرؤوس. وفيه أقوال أخر غير هذا، تركت ذكرها هنا خوف الإطالة، وقد ذكرتها في الكتاب "المنمق"وبالله التوفيق"(1).
وقال ابن درستويه:
"وأما قوله: أجن الماء يأجن، فمعناه: تغير لونه وطعمه لطول وكوده وتقادم عهده. ولذلك قال الشاعر:
ومنهل فيه الغراب ميت
كأنه من الأجون زيت
سقيت منه القوم واستقيت
والأجون مصدره، واسم فاعله آجن، على بناء الفاعل، وإنما ذكره لأن العامة تقول فيه: أجن بكسر الجيم من الماضي، وهو خطأ، إلا بالفتح، فأما مستقبله فيكسر ويضم على قياس الباب"(2).
وقال ابن هشام اللخمي:
"أجن الماء: تغير لونه وطعمه لتقادم عهده، وقالوا: أجن وأسن كذلك، والأجنة في الماء أقل في الفساد من الأسنة، وقالوا: أسن".
وقال ابن الطيب الفاسي:
"قوله(3):
وأجن الماء وماء آجن
وأسن الماء وماء آسن
معناهما تغير في الطعم
واللون والريح فقل بعلم
وقل من الفعلين في استقبال
يفعل أو يفعل لا تبالي
يقال: أجن الماء يأجن بالضم، كينصر، ويأجن بالكسر، كيضرب، أجنا بالفتح، وأجونا بالضم، فهو آجن على فاعل، وفيه لغة: أجن بالكسر، يأجن بالفتح، كيفرح، أجنا بالتحريك فهو أجن ككتف، وهذه مقابلة الفصيح، والله أعلم: إذا تغير طعمه ولونه وريحه.
وأسن كأجن في لغاته وتصريفه ومعناه وفصيحه ومقابله، كما قال في القاموس والصحاح وغيرها. وفرق بينهما في المعنى صاحب المصباح، فقال: أجن: تغير إلا أنه يشرب، وأسن تغير فلم يشرب، وذكر هذه التفرقة ابن القطاع أيضا"(4).
وعند الموازنة بين هذه النصوص تتضح لنا أوجه الاتفاق والافتراق التالية:
__________
(1) تصحيح الفصيح 138.
(2) شرح ابن هشام 57.
(3) أي قول ناظم الفصيح مالك بن المرحل.
(4) موطئة الفصيح 229.(15/24)
اتفق الجميع على بيان المدلول اللغوي لمادة "أجن"إلا أن أبا سهل كان أكثر توضيحا لها من الباقين.
اتفق الجميع على ذكر تصاريف المادة عدا ابن هشام.
اتفق الجميع على ذكر اللغة الأخرى في الفعل المضارع عدا ابن هشام أيضا.
استشهد أبو سهل وابن درستويه لتوضيح شرحهما بشاهد من الرجز، ولم ينسباهن وزاد عليه أبو سهل شاهدا آخر من الشعر ونسبه لقائله، أما ابن هشام وابن الطيب فلم يستشهدا على شرح هذه المادة.
انفرد أبو سهل بذكر بعض الظواهر البلاغية، كما استطرد في شرح وتوضيح بعض ألفاظ الشاهد الشعري، ولكن بإيجاز، معللا ذلك بخشية الإطالة، مع الإحالة على أحد كتبه لاستيفاء القول فيما أوجز،وكأنه أدرك أن من مقومات المنهج العلمي السليم ألا يستطرد أو يتوسع في شرح ألفاظ خارجة عن مادة كتاب الفصيح.
عد ابن درستويه "أجن"بكسر الجيم في الماضي من خطأ العامة، وعدها ابن هشام وابن الطيب لغة أخرى تقابل الفصيح، ولم يرد شيء من ذلك عند أبي سهل.
لم يذكر أبوسهل وابن درستويه مادة "أسن"، وقد ذكرت في الفصيح والتلويح تالية لمادة "أجن"وفسرتا بمعنى واحد، وكذلك ذكهما معا ابن هشام وابن الطيب، لكنهما اختلفا في تفسيرهما، ففرق بينهما الأول، وفسرهما الثاني بمعنى واحد، ثم أ شار إلى تفريق بعض العلماء بينهما.
صرح ابن الطيب ببعض المصادر التي اعتمد عليها، ولم يرد شيء من ذلك عند الباقين.
وبعد فهذه النصوص المذكورة لا تمثل مناهج الشراح الأربعة بكامل تفاصيلها، ففي شروحهم أمثلة أخرى كثيرة تتفق وتفترق، وغاية الأمر مما ذكرناه التمثيل لا الحصر.
المبحث السابع: تقويم الكتاب.
أولا: أهمية الكتاب:
سبق أن قلت: إن هذا الكتاب من أشهر مؤلفات أبي سهل، وإنه من آخر مصنفاته التي تمثل قمة إنتاجه وغزارة علمه.(15/25)
وقد تفاوتت شروح كتاب الفصيح فيما بينها من حيث الأهمية والصحة والاستشهاد، فكان شرح أبي سهل من أهم تلك الشروح وأصوبها، ولعل ذلك يعود إلى غزارة مادته العلمية، وطرافة أسلوبه، وحسن سبكه، إلى جانب كونه شرحا وافيا ليس فيه الإيجاز المخل، ولا الإطناب الممل.
ولذلك كان هذا الكتاب موضع اهتمام كثير من العلماء، ومصدرا مهما من مصادرهم، وذا أثر لا ينكر في الدراسات اللغوية والنحوية، كما سيتضح ذلك في حديثنا عن أثره.
وقد اكتسب هذه القيمة أو الأهمية من أمور متعددة، أذكر منها:
كونه من شروح الفصيح، ذلك الكتاب الذي ذاع صيته بين الناس، ورزق شهرة وأهمية لم ينلها كثير من كتب العربية على كثرتها وتنوع موضوعاتها.
للكتاب قيمة مستمدة من مؤلفه، فأبو سهل كان من أئمة علماء اللغة، ورواتها.
للكتاب قيمة أثرية أو تاريخية بالغة، فقد انتهى أبو سهل من تأليفه في نحو سنة 427هـ، أي قبل كثير من النكبات التي قضت على معظم تراث الأمة الفكري، ومعلوم أن نهر دجلة غدا في واحدة من هذه النكبات جسرا من الكتب تعبر عليه الهمجية المغولية، وشاءت قدرة الله تعالى أن ينجو من هذه النكبات، ويصل إلينا سليما بخط مؤلفه.
احتوى الكتاب على قدر كبير من مفردات اللغة وشروحها، فقارئه يجد فيه شرحا وتوضيحا لأكثر ألفاظ الفصيح، وتحليلا مفصلا لأصولها واشتقاقها وتطورها واستعمالاتها، مع عرض كثير من المسائل اللغوية والنحوية والصرفية ذات العلاقة بالمفردات المشروحة، كل ذلك بأسلوب واضح مشرق. هذه الظاهرة تكاد تكون أهم ميزة لكتابه، حيث يمكن أن يعد من أمهات كتب اللغة التي حفظت لنا الثروة اللغوية.
حرص مؤلفه على ضبط أكثر ألفاظه ضبط عبارة حتى لا يتسرب إليه الخطأ أو التصحيف والتحريف، فيمكن أن يعد مصدرا مهما لضبط كثير من الألفاظ التي لم تنص على ضبطها كتب اللغة.
يضم عددا كبيرا من الشواهد القرآنية، والأحاديث النبوية، وفصيح كلام العرب شعرا ونثرا.(15/26)
ذكر مؤلفه كثيرا من أقوال العامة، فوافق ثعلبا في تخطئة بعض أقوالها، وأطلعنا في الوقت نفسه على كثير من الألفاظ اللغوية الصحيحة التي عدها ثعلب من لحن العامة نتيجة تشدده، أو ترجيحه لغة على غيرها من اللغات، كما تفرد بذكر بعض ما تلحن فيه العامة مما لم تذكره الكتب المخصصة لذلك(1).
ذكر مؤلفه عددا من الكلمات المعربة أو الدخيلة، وأشار إلى أصول بعض تلك الكلمات في لغاتها الأصلية(2).
نقل مؤلفه عن بعض الكتب المفقودة، مثل كتاب النخلة لابن خالويه(3) الذي كنا نجهله تماما من قبل، كما نقل عن كتب نشرت ناقصة، مثل نقله عن الجزء المفقود من كتاب النبات لأبي حنيفة(4)، وعن تصحيح الفصيح لابن درستويه(5)، ونقل عن كتب لا تزال مخطوطة، كالغريب المصنف لأبي عبيد(6)، كما نقل نصوصا عن كتب مطبوعة ليست فيها تلك النصوص، كنقله عن كتاب العين للخليل بن أحمد(7).
تفرد مؤلفه بنقل أقوال لأبي زيد الأنصاري(8)، والفراء(9)، والنضل بن شميل(10)، وأبي حاتم السجستاني(11)، وأبي علي الآمدي(12)، والتميمي النحوي(13)، لم أجدها في كتاب غيره، كما تفرد بأقوال نقلها بالتلقي عن أبيه علي بن محمد الهروي، وشيخه جنادة بن محمد الهروي(14).
ذكر مؤلفه عددا من مؤلفاته الأخرى، منها ما لم يعرفه أحد من قبل.
سجل لنا بعض مظاهر اختلاف اللهجات أو اللغات في عصره(15).
اعتمد مؤلفه على نسخ عالية السند من كتاب الفصيح، وأشار إلى عدد من رواياته المختلفة، وحكم على بعضها بالصحة، أو الضعف، أوالخطأ(16).
__________
(1) ينظر مثلا: ص 791، 902، 907.
(2) ينظر: ص 168 من هذا الكتاب.
(3) ص 657.
(4) ص 657.
(5) في مواضع كثيرة (ينظر فهرس الأعلام).
(6) ينظر مثلا: ص 522، 780، 876.
(7) ص 722، 759.
(8) ص 707، 924.
(9) ص 917.
(10) ص 588، 607، 706.
(11) ص 706، 924.
(12) ص 704.
(13) ص 895.
(14) ص 334، 504، 550، 704.
(15) ص 757، 884.
(16) ينظر ص 137 من هذا الكتاب.(15/27)
استشهد مؤلفه بعدد من الشواهد الشعرية لشعراء أخلت بها دواوينهم المطبوعة، كالأعشى(1) وابن مقبل(2)، والكميت(3)،ورؤبة(4)، وعمر بن أبي ربيعة(5)، وغيرهم. وأتم شاهدا شعريا لم يرد في المصادر إلا عجزه(6).
واستشهد أيضا بعدد من الشواهد الشعرية النادرة لم أقف عليها في مصدره سواه مع شدة البحث والتنقيب عنها(7).
كما نبه على كثير من الروايات النادرة في شواهده الشعرية(8)، أو أنشدها بروايات مخالفة لما في المصادر، وقد أشرت إلى ذلك في حواشي التحقيق.
ثانيا: أثره في اللاحقين:
لاشك أن الأثر الذي يخلفه العالم فيمن يأتي بعده يمثل ركنا أساسيا في إظهار قيمة كتابه، وتقدير مدى أصالته، واستقلال شخصية مؤلفه، ونفاذ إشعاعه العلمي في مؤلفات وأفكار اللاحقين به. وقد كنت أشرت في حديثي عن مؤلفات أبي سهل إلى طائفة من العلماء الذين نقلوا من مؤلفاته كلها تقريبا وأرجأت الحديث عن أثر إسفار الفصيح إلى هذا البحث.
وقد أفاد عدد من العلماء من كتاب إسفار الفصيح، فنقلوا عنه في آثارهم اللغوية والنحوية، منهم من صرح باسم الكتاب أو اسم مؤلفه، ومنهم من لم يصرح، وفيما يلي بيان بأسماء أولئك العلماء مرتبين بحسب وفياتهم:
1- أبو محمد عبد الله بن بري المصري (ت 582هـ).
__________
(1) ص 562.
(2) ص 597.
(3) ص 337، 480.
(4) ص 714.
(5) ص 849.
(6) ص 704.
(7) ينظر مثلا: ص 607، 802.
(8) ينظر: ص 150 من هذا الكتاب.(15/28)
نقل عنه في التنبيه والإيضاح في رواية شاهد شعري(1)، وقد انفرد أبو سهل ببعض الشواهد الشعرية فنقلها عنه ابن بري في هذا الكتاب- كما ثبت لدي بالتحقيق والمقابلة – دون أن يعزو ذلك إليه، وقد أنشدها ابن منظور عن ابن بري في شرح المواد التالية: (صيص) 7/52، (صرع) 8/198، (زبرق) 10/139، (بلل) 11/67، (حرى) 14/173، (شفى) 14/(2)438.
كما نقل عنه أيضا في حاشيته على درة الغواص، وذلك في موضع واحد بعد إنشاد قول الكميت:
تلقى الندى ومخلدا حليفين
كانا معا في مهده رضيعين
تنازعا فيه لبان الثديين
قال: "وقال أبو سهل الهروي: لبان هنا جمع لبن"(3).
2- ابن منظور محمد بن مكرم الأنصاري (ت 711هـ).
نقل عنه في "لسان العرب"في موضعين صرح في أحدهما باسم أبي سهل واسم كتابه، فقال: "وأنشد أبو سهل في إسفار الفصيح في باب المشدد بيتا آخر، جاء به شاهدا على الضح، وهو:
أبيض أبرزه للضح راقبه
مقلد قضب الريحان مفعوم(4)
واكتفى في الموضع الآخر بذكر اسم أبي سهل فقال: "وقال ثعلب: أفصح الأعجمي، قال أبو سهل: أي تكلم بالعربية بعد أن كان أعجميا"(5).
وأميل إلى درجة اليقين إلى أن هذين النصين نقلهما ابن منظور من التنبيه والإيضاح لابن بري، وإن لم يذكره صراحة، لكونه المظنة الأكيدة لهذين النصين من بين مصادره الخمسة، وذلك بعد أن تأكدت من عدم وجودهما في المحكم والنهاية، وأسقطت التهذيب والصحاح من الاعتبار لتقدمهما.
3- أبو حيان محمد بن يوسف بن علي الغرناطي الأندلسي (ت 745هـ).
__________
(1) سود) 1/29، وعنه في اللسان 10/37، والتاج 6/308 (حيق). وينظر: إسفار الفصيح 618.
(2) ويقابلها في إسفار الفصيح الصفحات التالية على الترتيب 924، 558، 478، 399، 563، 642.
(3) حاشية ابن بري (30/أ)، وينظر: إسفار الفصيح 815.
(4) اللسان (فعم) 12/455، 456ن وينظر: إسفار الفصيح 753.
(5) اللسان (عجم) 12/386، وينظر: إسفار الفصيح 448.(15/29)
نقل عنه في "ارتشاف الضرب"في ثلاثة مواضع، صرح في أحدها باسم الكتاب ومؤلفه فقال: "وزاد ابن مالك حرى، ويحتاج ذلك إلى استثبات، وذكره أبو سهل الهروي في كتاب إسفار الفصيح منونا اسما، وقال: ولا يثنى ولا يجمع"(1).
ونقل عنه في الموضع الثاني نصا طويلا، ولم ينسب لأبي سهل إلا جزءا يسيرا فقال: "واختلف في قول العرب: أسود سالخ، إذا ثني وجمع الموصوف،فقال أبو حاتم: يقال أساود سلخ وسوالخ وسالخات، وقال ابن حبان(2): الجميع سالخات، وأنكر التميمي النحوي ذلك، وقال: يقال في الا ثنين أسودان سالخان، وسود سالخ، ولا يقال: سالخان، ولا يجمع في الجمع. وقال أبو سهل الهروي: خصوا أسود للذكر من الحيات، فجمعه أساود، واستغنوا عن جمع صفته فقالوا: أساود سالخ، ومن جمع وصفه أجرى الصفة مجرى الموصوف في إفراده وجمعه، ولا توصف أسودة بسالخة، واستغنوا بتخصيصها بهذه التسمية عن وصفها بسالخة. انتهى"(3).
فمن أول هذا النص إلى قوله: "وقال أبو سهل "نقل أيضا عن أبي سهل بتصرف لا يكاد يذكر، وأوهم بأنه من كلامه.
ونقل في الموضع الأخير نصا ورد فيه أقوال للجبان، وابن درستويه، وأبي المصنف علي بن محمد الهروي في معنى اسم الفعل "ويها"، وهو منقول عن أبي سهل من إسفار الفصيح، ولكنه لم يصرح بذلك(4).
ونقل عنه نصا واحدا في كتاب "التذييل والتكميل"(5)، وهو النص الثاني في ارتشاف الضرب، وقد نقلته آنفا.
4- ابن الحنبلي محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي (ت 971هـ).
نقل عنه في "عقد الخلاص في نقد علام الخواص"في موضع واحد(6)، وهو النص السابق الذي ورد في حاشية بن بري على درة الغواص.
5- شهاب الدين أحمد بن محمد عمر الخفاجي (ت 1069هـ).
__________
(1) 2/118.
(2) كذا، وهو تصحيف – وصوابه كما في إسفار الفصيح – الجبان، بالجيم المعجمة.
(3) 2/580، 581، وينظر: إسفار الفصيح 896، 897.
(4) 3/203، وينظر: إسفار الفصيح 549، 550.
(5) ج 4 (116/أ).
(6) ص 249.(15/30)
نقل عنه في "شرح درة الغواص"في موضع واحد(1)، وهو النص السابق أيضا في حاشية ابن بري على درة الغواص.
6- عبد القادر بن عمر البغدادي (ت 1093هـ).
نقل عنه في ثلاثة كتب، سبق أن بينت تأثره فيها بكتاب التلويح أيضا، وهي:
خزانة الأدب، وقد عده من موارده في المقدمة، ونقل عنه في سبعة مواضع(2)، ومن جملة ذلك قوله: "أرم: أوردها ثعلب في الفصيح، قال شراحه: بفتح الهمزة وكسر الراء. وأما الإرم بكسر الهمزة وفتح الراء، فهو العلم، وهو حجارة يجعل بعضها على بعض في المفازة والطريق يهتدى بها. كذا قال شارحه الهروي"(3).
حاشيته على شرح بانت سعاد، نقل عنه في موضع واحد(4)، وهو النص السابق في حاشية ابن بري على درة الغواص.
والجدير بالذكر هنا أن البغدادي نقل في هذا الكتاب والذي قبله نصا في شرح إحدى عبارات الفصيح، وعزاه إلى أبي سهل، فقال في الخزانة: "قال ثعلب في فصيحه: وقررت به عينا أقر بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل..... قال شارحه أبو سهل الهروي: قولهم: أقر الله عينك، معناه: لا أبكاك الله فتسخن بالدمع عينك، فكأنه قال: سرك، ويجوز أن يكون صادفت ما يرضيك لتقر عينك من النظر إلى غيره. وأما قول بعضهم: معناه: برد الله دمعتها، لأن دمعة السرور باردة، ودمعة الحزن حارة فإنه خطأ، لأن الدمع كله حار(5).
وهذا النص ليس في إسفار الفصيح ولا التلويح، فكيف عزاه البغدادي إلى أبي سهل؟
يمكن تفسير ذلك بواحد من ثلاثة أمور:
أن يكون نقله من الشرح الكبير الذي ألفه أبو سهل على الفصيح، وأحال عليه مرارا في إسفار الفصيح، وقد بينت فيما سبق أن أبا سهل عمل في هذا الشرح إلى المنتصف تقريبا ولم يتمه على الأرجح.
__________
(1) ص 208.
(2) 1/25، 5/333، 6/283، 285، 7/357، 10/374.
(3) 7/357. وينظر: إسفار الفصيح 676.
(4) 2/487.
(5) 3/298، وينظر: حاشيته على شرح بانت سعاد 1/347.(15/31)
أن يكون أبو سهل قاله في تهذيب الفصيح وهو أحد كتبه المفقودة، فنقل منه البغدادي، وسماه شرحا تجوزا، على اعتبار أن كتب التهذيب قديما كانت أقرب إلى الشروح منها إلى المختصرات.
أن يكون عزاه إلى أبي سهل من باب السهو، وإن كان هذا الأمر في الغالب مستبعد عن البغدادي الذي عرف بالتحقيق والتدقيق في نقل النصوص وتوثيقها(1)، ولكنني وجدت هذا النص بخلاف لفظي يسير في الزاهر لابن الأنباري(2)، وشرح القصائد السبع له(3). فالاحتمال – إن لم يكن كذلك – أن يكون نقله من مصدر آخر عزاه إلى أبي سهل سهوا.
3- شرح أبيات مغني اللبيب، نقل عنه في موضع واحد(4).
7- محمد بن الطيب الفاسي (ت 1173هـ).
نقل عنه في شرح القاموس المحيط، المسمى "إضاءة الراموس"واستطعت أن أقف على موضع واحد مما نقل عنه، في شرح مادة (شتت)(5).
8- السيد محمد مرتضى الزبيدي (ت 1205هـ).
نقل عنه في "تاج العروس"(6) بواسطة اللسان وإضاءة الراموس في المواضع السابقة المشار إليها في هذين الكتابين.
وبعد... فهذه أهم الكتب التي تأثرت بإسفار الفصيح، أما التلويح فقد تأثر به أيضا عدد من العلماء فنقلوا عنه في مؤلفاتهم وتحقيقاتهم، وقد وضحت ذلك في مبحث سابق(7). ولما كان التلويح مختصرا من إسفار الفصيح، فإنه يمكننا أن نعد التأثر به – إن جاز لنا ذلك – تأثرا أيضا بإسفار الفصيح، فهو الأصل، والتلويح فرعه وامتداد له.
ثالثا: المآخذ على الكتاب:
لا يخلو أي كتاب – حاشا كتاب الله – من أوهام أو أخطاء، وقد وقفت في أثناء عملي في تحقيق هذا الكتاب على بعض المأخذ المنهجية والعلمية، منها المكرر، ومنها ما وقع مرة واحدة، ويمكن حمله على السهو وسبق القلم، فمن تلك المآخذ:
__________
(1) منهج البغدادي في تحقيق النصوص اللغوية 25، 39، 40.
(2) 1/300.
(3) ص 376.
(4) 1/91، وينظر إسفار الفصيح 358، 359.
(5) إضاءة الراموس (561، 562، 563).
(6) التاج 1/557، 8/390، 9/13 (شتت، عجم، فعم).
(7) ص 107.(15/32)
الخطأ في نقل الآيات القرآنية الكريمة، وقد نبهت على ذلك في حواشي التحقيق(1).
نقل نصوصا من إصلاح المنطق، والجمهرة، والتهذيب، والصحاح، وتصحيح الفصيح لابن درستويه، وشرح الفصيح للجبان، ولم يشر إلى ذلك.
نسب بعض أقوال ابن درستويه إلى غيره(2).
استشهد بعدد من القراءات القرآنية، ولم يذكر من قرأ بها(3).
تطرق إلى ذكر عدد من لغات العرب، ولم يعين القبائل التي تكلمت بها(4).
يذكر بعض أقوال العلماء غفلا من غير ذكر أصحابها، ويصدرها بنحو قوله: "وقيل"(5)، "وقال بعضهم"(6)، "وقال غيره"(7)، "وقال بعض النحويين"(8)، "قال قوم من أهل اللغة والنحو"(9)، "قال أهل اللغة والمفسرون"(10)، "وروي لنا في الحديث"(11).
النقل عن العلماء دون ذكر كتبهم التي نقل منها، ومن العلماء من عرف بمؤلفات كثيرة، لذلك فإن ذكره العالم من غير ذكر كتابه الذي نقل منه، يوقع الباحث في حيرة ولبس، وقد يطيل عليه زمن البحث عندما يرغب في توثيق النص المنقول، فنجده مثلا ينقل عن أبي عبيد(12)، فلا ندري أهو أبو عبيد القاسم بن سلام، أم هو أبو عبيد الرحمن بن محمد الهروي، وإذا قصد أبا عبيد القاسم بن سلام، فهل قصد كتابه الغريب المصنف، أو غريب القرآن، أو غريب الحديث، أو الأمثال، أو الأجناس....الخ؟!.
واكتفى في نقله عن بعض العلماء بذكر نسبته ولقبه العلمي، كنقله عن التميمي النحوي(13) الذي لم يصرح باسمه ولم يذكر كتابه الذي نقل منه، فلم يدر من هو على وجه التحديد، لأن نسبته ولقبه يشترك فيهما عدد من العلماء.
__________
(1) ص 383، 560، 570، 722، 786.
(2) ص 748.
(3) ص 344، 357، 410، 624، 625، 851، 916.
(4) ينظر مثلا: ص 357، 640، 660، 700، 756، 759، 850، 892، 928.
(5) الإحالات بقيل كثيرة في الشرح. ينظر مثلا: ص 421، 537، 617، 786، 794.
(6) ص 933.
(7) ص 748.
(8) ص 797.
(9) ص 850.
(10) ص 730.
(11) ص 659.
(12) ينظر مثلا: ص 522، 780، 876، 938.
(13) ص 895.(15/33)
يؤخذ عليه في شواهده الشعرية أنه أغفل نسبة عدد كبير منها، مع شهرة بعضها وشهرة قائلها في كتب التراث(1).
كما يؤخذ عليه خطؤه في نسبة بعض هذه الشواهد، فقد نسب بيتا لابن هرمة،وهو لعبيد الله بن قيس الرقيات(2)، ونسب بيتا لكثير عزة، وهو لمجنون ليلى(3)، ونسب بيتا للمتلمس، وهو للنمر بن تولب(4).
ويؤخذ عليه أيضا خطؤه في رواية بعض هذه الشواهد، وذلك عندما أنشد للأعشى ملفقا من بيتين(5).
9 – نسب أحد النصوص المنقولة من العين إلى الليث بن المظفر(6)، مع أن باقي النصوص التي نقلها منه إلى الخليل بن أحمد(7)، ومعلوم أن كتاب العين مختلف في نسبته بين الرجلين، فكان ينبغي عليه أن ينسب جميع نقوله من العين إما إلى الخليل، وإما إلى الليث، وذلك بحسب الخلاف المذكور.
10- يطلق أحكاما تخالف ما في الأصول اللغوية، كقوله بأن "الصعود والهبوط" لم يسمع لهما بجمع، وقد سمع(8)، وقوله بأن العامة لا تفتح الضاد من "الضلع" وقد حكت كتب اللحن عنها ذلك(9).
11- وقع في خطأ صرفي حين قال: "وتقول: غرت على أهلي أغار غيرة، فأنا أغائر، والأهل مغار عليهم"(10). والقاعدة الصرفية هنا توجب أن يقول: والأهل مغير عليهم، لأن الفعل من ذوات الياء، وليس رباعيا، كما قالوا في اسم المفعول من سار وباع: مسير ومبيع.
12- عدم مراعاة الترتيب في شرح بعض عبارات الفصيح، فكان يشرح اللفظ الواحد منها وينتهي منه، ويبدأ في شرح لفظ آخر، ثم ما يلبث أن يعود إلى اللفظ الأول، كأنه تذكر شيئا يخص ذلك اللفظ، ومثل ذلك ما ذكره في شرح قول ثعلب: "ولاذقت غماضا" انتهى من شرحه، وانتقل إلى شرح قوله: "وما جعلت في عيني حثاثا"، ثم عاد إلى شرح لفظ الذوق في العبارة الأولى مرة أخرى(11).
__________
(1) ينظر مثلا: ص 489، 490، 616، 656، 677، 890، 891.
(2) ص 341.
(3) ص 649.
(4) ص 867.
(5) ص 447.
(6) ص 926.
(7) ينظر: الفهرس: الخليل بن أحمد.
(8) ينظر: ص 609-610.
(9) ينظر: ص 660.
(10) ص 508.
(11) ص 591.(15/34)
ومن مظاهر عدم الترتيب عنده التقديم والتأخير، حيث نجده يقدم شرح عبارة مؤخره أو العكس، فعند قول ثعلب: "ورجل آدر مثل آدم، وهي القاقوزة والقازوزة، ولا تقل: قاقزة. وتقول: نظر إلي بمؤخر عينه، وبينهما بون بعيد". فقد بدأ في شرح هذا النص بقول ثعلب في الفقرة الأخيرة: "وتقول نظر إلي بمؤخر عينه...."(1).
13- يطنب في شرح بعض الألفاظ حتى يكاد يأتي على كل ما قيل فيها(2)، في حين تراه يوجز إيجازا قد يصل إلى درجة الإخلال في شرح ألفاظ أخرى، فيفسرها بكلمة أو كلمتين، وكانت تحتاج منه إلى مزيد توضيح وبيان،كقوله: "وزبده يزبده بالكسر زبدا بفتح الزاي: إذا أعطاه"(3). وقوله: "وهو حب المحلب بفتح الميم واللام: وهو شجر، وحبه من الأفاويه"(4).
وفسر بعض الألفاظ بعبارة: "وهو معروف"أو نحوها، كقوله: "وهو الرصاص: معروف"(5)، وقوله: "وهي القلنسوة: وهي معروفة"(6). وكان ينبغي له أن يوضح معناهما، لأنه لا يلزم من معرفته لهما أن يعرفهما غيره.
وأسقط بعض ألفاظ الفصيح من الشرح، وكان عليه ألا يسقط شيئا، ومن ذلك لفظا "الكؤود، والوجور"(7) وقد ذكرهما في التلويح(8) وفسر الأول بقوله: "الكؤود: عقبة صعبة المرتقى"وفسر الآخر بقوله: "الوجور: الدواء، تقول: وجرت الصبي الدواء وأوجرته، واسمه الوجور".
وبعد... فهذه المآخذ لا تقلل من قيمة الكتاب، وذلك لقلتها إذا ما قيست بمحاسنه، والحسنات يذهبن السيئات. والخطأ من صفات الإنسان مهما علت مكانته وكثر علمه، والعمل البشري لا يخلو من النقص، لأن الكمال لله وحده ولكتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
المبحث الثامن: وصف مخطوطات الكتاب، ومنهج التحقيق.
__________
(1) ص 882-883.
(2) ينظر- مثلا – شرح الخضم 559، والأسنان 587، وحرى وقمن وضيف 561-564، وسام أبرص 747، ومنفس ومفرح 866.
(3) ص 533.
(4) ص 579.
(5) ص 583.
(6) ص 836 وينظر: ص 584، 589، 636، 836، 873.
(7) ص 609 (ينظر: الحاشية – الهامش الثاني).
(8) ص 48.(15/35)
أولا: وصف مخطوطات الكتاب:
عثرت لهذا الكتاب على ثلاث نسخ، الأولى بخط المؤلف وقد اعتمدتها أصلا في تحقيقه، وقابلت الثانية بنسخة المؤلف وأثبت في الحواشي الفروق المهمة بينهما، وأهملت الثالثة لأسباب سيرد ذكرها.
وإليك تفصيل ذلك:
نسخة المؤلف (الأصل):
شاء الله عز وجل أن يكشف العلامة الهندي عبد العزيز الميمني الراجكوتي سر هذه النسخة حينما أذاع أمرها لأول مرة في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق(1)، فقال: "وفي حجتي سنة 1376هـ رأيت في 28/يونيه سنة 1957 عند الأستاذ عبد القدوس الأنصاري(2) صاحب مجلة النهل بجدة نسخة الإسفار هذا بخط مؤلفه الهروي نفسه".
وقد تفضل علي الأستاذ نبيه بن عبد القدوس الأنصاري بمنحي مصورة عن هذه النسخة النفيسة بعد إن بقيت زمنا طويلا في منأى عن أيدي الباحثين.
وثبت لدي بما لا يدع مجالا للشك أن هذه النسخة هي بخط مؤلفها أبي سهل الهروي، كما ذكر العلامة عبد العزيز الميمني، وخير الدين الزركلي أيضا في الأعلام(3)، وذلك بالأدلة التالية:
__________
(1) المجلد السابع والثلاثون، ص 520.
(2) عالم أديب، ولد بالمدينة المنورة سنة 1324هـ وتلقى تعليمه الأول بها، وتدرج في مناصب حكومية عديدة إلى أن وصل إلى مرتبة مستشار بديوان مجلس الوزراء، ومدير للشؤون المالية به، ثم تفرغ لأعماله الخاصة، وأسس مجلة المنهل سنة 1355هـ. له عدد من المؤلفات منها: آثار المدينة المنورة، وتاريخ مدينة جدة، وإصلاحات في لغة الكتابة، وبنو سليم، وله أيضا عدد كبير من الروايات القصصية والمقالات الصحفية.
توفي – رحمه الله – في مدينة جدة سنة 1403هـ.
ترجمته في: مجلة النهل (العدد 430 لشهري محرم وصفر 1405هـ) ص 50- 60، وفي المنهل أيضا العدد الخاص بتراجم وأدب أدباء المملكة ص 9130، والموجز في تاريخ الأدب السعودي 177-181، ونشر الرياحين 1/387.
(3) 1/275. ونشر الصفحة الأولى في طبعة سابقة 7/167 رقم 1153.(15/36)
جاء على صفحة العنوان عبارتان كتبهما بعض العلماء بخطين مختلفين صورتهما: "بخط مصنفه الهروي رحمه الله"، "خط مصنفه الهروي... تجاوز الله عنه... سنة ثمانين وخمسمائة".
السماع المدون على صفحة العنوان والتاريخ الذي تضمنه يدلان كذلك على أن النسخة بخط المؤلف، حيث كتب يقوا: "سمع مني هذا الكتاب من أوله إلى آخره بقراءتي عليه السيد الرئيس أبو الأزهر شهاب بن علي أبي الرجال الشيباني أيده الله، وهذا الأصل في يده يعارضني به وقت القراءة، وسمع معه من سمع له في آخره. وكتب محمد أبو سهل بن علي بن محمد الهروي النحوي في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وأربعمائة، والحمد لله كثيرا وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله وسلم تسليما".
ما جاء في الورقة الأخيرة بخط شهاب بن أبي الرجال تلميذ أبي سهل حيث يقول: "بلغ السماع لصاحبه شهاب بن علي بن أبي الرجال بقراءة مؤلفه الشيخ أبي سهل محمد بن علي الهروي عليه كله في داره في مصر، لاثنتي عشرة خلون من ذي الحجة سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وسمع جميع ذلك أبو القاسم مكي بن خلف البصري، وعلى بن خلف اللواتي. وصلى الله على نبيه محمد وسلم".
وكان هذا التلميذ ينص في بعض حواشي الكتاب على الموضع الذي بلغ إليه من سماع المؤلف، كقوله في الورقة الرابعة والخمسين: "بلغ سماعي من أوله إلى هنا بقراءة الشيخ أبي سهل مؤلفه".
تبدأ النسخة بالبسملة، ثم حمد الله والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم قول الشارح: "قال أبو سهل محمد بن علي بن محمد الهروي النحوي: أما بعد..."فليس في هذه المقدمة ما نجده في النسخ الأخرى من عبارات الترحم والتبجيل التي تكون – عادة – من كلام النساخ.
النسخة مكتوبة بخط حسن متقن، وتخلو من الأخطاء التي يقع فيها النساخ عادة، كالتصحيف والتحريف، والخطأ في ضبط الكلمات، فهذا يدل على أن كاتبها حسن الخط وعالم مدقق بصير بما يكتب، وكل هذه الأوصاف تنطبق على أبي سهل الهروي رحمه الله.
وصف النسخة:(15/37)
تقع هذه النسخة في (165) ورقة، وفي الترقيم الذي دون على أوراق النسخة (166) ورقة، وهو خطأ سببه أن كاتب هذه الأرقام عندما وصل إلى ترقيم الورقة الحادية عشرة كتب عليها رقم: (12) بدلا من رقم: (11)، فأدى ذلك إلى زيادة رقم في عدد أوراق النسخة.
ولم يتيسر لي الإطلاع على المخطوطة نفسها لأصف ورقها وقياسه بالعناية، ولكن النسخة بشكل عام سليمة من العيوب، وخطها نسخي جميل جدا، وعلى درجة عالية من الضبط والإتقان كما أسلفت، وتتراوح أسطرها ما بين (16-17) سطرا في كل الصفحة، وفي كل سطر نحو (11) كلمة. وكتبت عناوين الأبواب في وسط الصفحات بخط واضح مميز، كما وضع في نهاية كل فقرة دائرة في وسطها نقطة (.)، وبعدها بياض قليل، ليدل ذلك على انتهاء الفقرة وبداية فقرة أخرى جديدة، وميز الشعر عن بقية الكلام بكتابته في سطر مستقل، ويوجد على حواشي النسخة نحو تسعة إلحاقات لا يزيد أطولها عن سطرين، وكان المؤلف يضع في المكان الذي يريد إضافتها إليه علامة (×) أو خط مائل إلى اليسار أو اليمين باتجاه الحاشية هكذا (أو)، ثم يكتب ما يريد إضافته متجها إلى الأعلى، وقد أضفت ذلك إلى الأصل، وميزته بين معكوفين.
وتبين لي أن أكثر هذه الإلحاقات قد سقط من المؤلف في أثناء تبيض النسخة، بسبب انتقال النظر، ويظهر أن المؤلف لم يتنبه لها إلا بعد فراغه من النسخة في أثناء مراجعته لها أو عندما قرئت عليه، يدل على ذلك أن القلم الذي كتبت به مختلف في حجمه ومداده.
واحتوت الورقة الأولى على عنوان الكتاب، واسم المؤلف، وصورتهما: "كتاب إسفار الفصيح. صنعة أبي سهل محمد بن علي بن محمد الهروي النحوي"، وترك فراغا بمقدار ثلاثة أسطر، ثم كتب السماع الذي سبق نقله قبل قليل.(15/38)
وجاء في الورقة الأخيرة: "تم كتاب إسفار الفصيح، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما"وتحت هذه العبارة كتب تلميذه شهاب بن أبي الرجال السماع الذي نقلته أيضا قبل قليل.
وجاء على صفحة العنوان عدد من التمليكات والقراءات أنقلها كما هي وأضع نقاطا مقابل الكلمات التي لم أستطع قراءتها:
"هذا مما أنعم به الرب الجليل على العبد الذليل صالح بن محمد العلاني العمري".
"من كتب عثمان الحجار ومعشوقاته".
كتاب محمد بن أبي الفرج الكتاني (أو الكتابي)".
"وفي ملك محمد تاج الدين عبد المحسن.... لطف الله به 1134".
"لعبد الله بن أحمد بن أحمد نفعه الله بالعلم".
"صاحبه ومالكه قاسم بن محمد".
"قرأ علي هذا الكتاب الشيخ الجليل الفقيه أبو السعادات أحمد بن الحسين نفعنا الله بالعلم قراءة عالم به يستعين (أو يستفسر) لمشكله، وقرأته على الشيخ العالم أبي الربيع سليمان بن أحمد الأندلسي.... في شهر رمضان من سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
وكتب عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد الشيباني في جمادى الأولى سنة خمسمائة لهجرة النبي ص. حامدا الله و...".
وقبل أن أختم حديثي عن وصف هذه النسخ أنبه على طريقة أبي سهل في رسم بعض الكلمات التي تخالف طريقة الرسم المألوفة لدينا اليوم، ومن ذلك:
رسم الهمزة على نبرة تحتها نقطتان هكذا: مرجئة، روئة، رئاب، برئت".
تخفيف الهمزة ورسمها ياء نحو: شيت، قايل، وزاير، وصايم".
رسم الهمزة المفتوحة التي بعدها ألف مد هكذا: "أامنا، أايات، القرأان، أالهة، أاخر".
زيادة ألف بعد الواو الأصلية في الفعل المضارع نحو: "يدعوا، يحلوا، يخلوا".
ترك الياء المتطرفة هكذا (ى) بدون نقطتين.
ترك التاء المربوطة أحيانا بدون نقطتين.
نسخة (ش):(15/39)
وهي محفوظة في مكتبة شهيد علي بتركيا برقم (2592)، ذكرها أيضا العلامة عبد العزيز الميمني في مجلة المجمع العلمي(1)، وقال: إنها "نسخة عتيقة جدا في 125ق"وهي كذلك إلا أن عدد أوراقها ليس كما ذكر، بل تقع في (197)ورقة، وتضم الصفحة الواحدة منها (15) سطرا، بمعدل (8) كلمات للسطر الواحد، وهي بخط نسخي كبير سهل القراءة، ضبطت فيه الكلمات المشكلة، وهي مجهولة الناسخ وتاريخ النسخ، ولكنها ترقى إلى خطوط القرن الخامس أوالسادس تقريبا. وخطها يسير على نمط واحد لا يختلف إلا في الورقة رقم (189) حيث كتبت هذه الورقة بخط فارسي، ثم أخذ الخط شكله المعتاد، وقد ميزت فيها العناوين بخط واضح في أواسط الصفحات، ووضع الناسخ فوق بعض الكلمات علامة( ) لتدل على أنها بداية فقرة جديدة.
واحتوى وجه الغلاف على العنوان، وكتب في أعلى الصفحة يسارا، وتحت العنوان تمليكات، تبينت منها ما يلي:
"ملك حسن.... عفى الله عنه"، "من كتب الفقير... غفر له"، "استصحبه الفقير عبد الباقي كان الله له"وفي الوسط ختم وقف مكتبه شهيد علي، ونصه: "مما أوقفه الوزير الشهيد علي بن باشا رحمه الله تعالى، بشرط ألا يخرج من خزانته 1130"، وجاء في الورقة الأخيرة: "تم كتاب إسفار الفصيح لأبي سهل الهروي رحمه الله. والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما"، وعلى ظهر الورقة ختم مكتبة الشهيد علي أيضا.
__________
(1) المجلد السابع والثلاثون ص 520.(15/40)
وقد قابلت هذه النسخة بنسخة المؤلف فوجدت فيه فروقا كثيرة، منها ما هو من قبيل التصحيف والتحريف والسقط وانتقال النظر، وقد يصل السقط أحيانا إلى ثمانية أسطر كما في الورقة رقم (95/ب)، ومنها ما هو من قبيل التغيير بالزيادة أو النقص أو التقديم والتأخير أو الصياغة في بعض الألفاظ والعبارات، وجميع تلك الفروق معتادة، وقد أثبت أهمها في حواشي التحقيق، إلا أن أهم تلك الفروق – وهو فرق جوهري – ما جاء في الورقة رقم (184-185) حيث تضمنت نصا طويلا بلغ مقداره (19) سطرا، صدر بعبارة "قال أبو سهل "وعرض فيه لمسألة جموع القلة والكثرة بشيء من التفصيل، في حين لم يزد عرضه لها في الأصل عن أربعة أسطر(1).
وقد تأملت هذه الزيادة فوجدتها قريبة من أسلوب أ بي سهل، فإن ثبت أنها من كلامه، فكيف وردت في نسخة (ش) ولم ترد في الأصل ؟
الإجابة على ذلك تحتمل أمورا ثلاثة:
أن يكون المؤلف بيض لنفسه نسخة أخرى، فأضاف تلك الزيادة، ولكني لا أرجح هذا الاحتمال، لأن هذه النسخة لو كانت منقولة من نسخة أخرى بيضها المؤلف لكنا وجدنا فيها فروقا أخرى جوهرية، إذ كان من غير المعتاد أن يعود المؤلف لتبييض كتابه مرة ثانية، ولا يجري عليه تعديلات مهمة سوى في موضع واحد.
أن تكون تلك الزيادة منقولة من الشرح الكبير الذي ألفه أبو سهل على الفصيح، وهذا احتمال مرجوح أيضا، لأن تلك الزيادة وردت في آخر الكتاب، وقد ترجح لدينا أن المؤلف توقف في هذا الشرح عند المنتصف تقريبا ولم يتمه(2).
أن يكون أحد تلامذة أبي سهل كتب لنفسه نسخة أخرى عن نسخة المؤلف التي بين أيدينا، ثم قرأها على شيخه أبي سهل فأضاف إلى حاشيتها تلك الزيادة، ثم وضعها النساخ فيما بعد في صلب الأصل، وعن هذا الأصل جاءت نسخة (ش) وهذا أقوى الاحتمالات فيما أرى وأرجحها.
3- نسخة دار الكتب المصرية.
__________
(1) ينظر: ص 910.
(2) ينظر: ص 114-116 من هذا الكتاب.(15/41)
وهي من مخطوطات مكتبة طلعت المحفوظة في دار الكتب المصرية، برقم (381/لغة) وتقع في (89) ورقة وفي كل صفحة (17) سطرا تقريبا، وفي السطر نحو (12) كلمة، هكذا إلى نهاية النسخة ما عدا الورقات العشر الأخيرة فقد حشرت فيها الأسطر والكلمات حشرا، كأن الورق لم يعد يكف الناسخ، فبلغ عدد أسطر الصفحة الواحدة (43) سطرا بمعدل (19) كلمة للسطر الواحد. وهي مكتوبة بخط نسخي مقروء، وفيه بعض الكلمات المشكولة، ويعود تاريخ نسخها إلى الثاني من شهر جمادى الأولى عام 973هـ، ولم يذكر اسم الناسخ، وكتب على صفحة العنوان بخط حديث "كتاب شرح فصيح ثعلب في اللغة للهروي"، وحشيت صفحاتها الأولى وبالتحديد إلى الورقة العاشرة بمقدمة كتاب درة الغواص للحريري، كما حشيت من المنتصف تقريبا بمتن كتاب فعلت وأفعلت للزجاج، ولم تميز فيها الفقرات بعلامات تدل على بداية كل فقرة، كما لا يفصل فيها الشعر عن كلام المؤلف. ويظهر أن هذه النسخة متفرعة هي ونسخة (ش) عن أصل واحد إذ يوجد بينهما تشابه كبير في الأخطاء والتصحيفات والتحريفات والنقص والزيادة، في أكثر من (130) موضعا، ومن ذلك الزيادة التي سبق ذكرها في وصف نسخة (ش)، ولكن لا نستطيع أن نجعل نسخة (ش) هي الأصل الذي نقلت منه نسخة دار الكتب المصرية، لأن في هذه الأخيرة أخطاء كثيرة وسقط كبير ليس في (ش)، وأهم أنواع السقط الذي اعترى نسخة دار الكتب المصرية وليس في (ش)، سقوط (19) سطرا من آخر باب فعلت بفتح العين، وسقوط نحو نصف الباب الذي يليه وهو باب فعلت بكسر العين، ويبلغ هذا السقط نحو (90) سطرا، والغريب في الأمر أن الناسخ قد سدد هذا السقط من تصحيح الفصيح لابن درستويه، بل وضع للباب الثاني عنوان ابن درستويه نفسه، ويظهر أن هذا الناسخ كان ينقل من أصل مخروم، فأتم الساقط من كلام أبي سهل بما يقابله من كلام ابن درستويه، ولا أدري هل فعل ذلك عن جهل، أو بقصد أن تكون نسخته تامة رائجة، فضلا عن سقوط أبواب بكاملها(15/42)
وأجزاء من أبواب، وتقديم وتأخير، وتداخل بين الأبواب في آخر النسخة ابتداء من الورقة رقم (82).
وقد أهملت هذه النسخة، لكثرة عيوبها، إلا في حالات قليلة كنت أعود إليها للتأكد من صحة قراءة بعض الألفاظ في نسخة (ش).
ثانيا: منهج التحقيق:
حاولت جاهدا أن أخرج هذا الكتاب محققا بالصورة التي تركها عليه مؤلفه، ومن أجل ذلك قمت بما يلي:
اعتمدت نسخة المؤلف أصلا، وأثبتها كما هي في المتن، وحاولت الالتزام بضبط المؤلف لنسخته ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ولم أتجرأ على التدخل في نص نسخة المؤلف إلا عند الضرورة القصوى، وذلك مثل تصحيح الآيات القرآنية الكريمة، عندما أتيقن أن ما حدث خطأ مقطوع به، ولا وجه له، فإني – حينئذ – أصحح ذلك في المتن، وأشير في الحاشية إلى أصل الخطأ، وذلك لأن مكانة القرآن ومنزلته العظيمة أسمى من أن نجامل فيها مخطئا، حتى لو كان المؤلف نفسه.
وفي موضع واحد نقل المصنف نصا عن أبي عبيد من الغريب المصنف فسقط منه كلمة سهوا لا يستقيم الكلام بدونها، فأثبتها في المتن، وشجعني على ذلك ورودها على الصواب في نسخة (ش). وقد ميزت ما قمت بتصحيحه بوضعه بين معكوفين [ ٍ].
أضفت إلى المتن النصوص التي استدركها المؤلف في الحاشية، وأثبتها في المكان المناسب كما أراد المؤلف، وميزتها بوضعها بين معكوفين.
اتبعت في النسخ قواعد الإملاء الحديثة، وأشرت في الحواشي إلى طريقة المؤلف في رسم بعض الكلمات على الطريقة القديمة، وقد ذكرت نماذج من ذلك عند وصف نسخة المؤلف.
أثبت أرقام صفحات نسخة المؤلف في المتن عند نهاية كل صفحة، ورمزت لوجه الورقة (اللوحة) بالحرف (أ) ولظهرها بالحرف (ب).
قابلت نسخة الأصل بسخة (ش)، وأشرت إلى الفروق التي انفردت بها (ش) في الحاشية، واقتصرت من ذلك على الفروق المهمة.
قارنت هذا الكتاب بمختصره "كتاب التلويح"وأثبت في حواشي التحقيق الزيادات أو الفروق المهمة التي انفرد بها عن الأصل.(15/43)
عزوت الآيات القرآنية، وذلك بإشارة إلى اسم السورة ورقم الآية، وإكمالها إن كان ثمة ضرورة، وضبطها ضبطا تاما مطابقا للقراءة التي يريدها المؤلف، وميزتها عن سائر نصوص الكتاب بحصرها بين قوسين مزهرين {}.
خرجت القراءات القرآنية من كتب القراءات، وكتب التفسير، ووجهت بعضها، ونسبتها إلى أصحابها.
خرجت الأحاديث النبوية والمأثور من كلام الصحابة من كتب الأحاديث المعروفة بدءا بالكتب الستة، ثم الكتب التي تعنى بالبحث في الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة، أو كتب غريب الحديث، وأشير في الغالب إلى لفظ الحديث كما ورد في هذه المصنفات.
خرجت المأثورة من أمثال العرب وأقوالهم من كتب الأمثال، واللغة والأدب، وغيرها.
خرجت شواهده الشعرية، واكتفيت عند التخريج بذكر الديوان أو الشعر المجموع للشاعر إن كان له ديوان أو شعر مجموع، فإن لم يكن كذلك فمن كتب اللغة والنحو والأدب وغيرها من غير استقصاء، ونسبت أكثر الأبيات التي لم ينسبها المصنف إلى قائليها، وبينت الخلافة في الأبيات التي تنسب لغير شاعر، وإذا لم أستطع نسبة البيت أشرت إلى المظان التي ورد فيها غير منسوب، وإذا لم أجد تخريجا للبيت في المظان نبهت على ذلك في الحاشية بقولي: "لم أهتد إليه". وقد أذكر بعض الروايات إن كان ذكرها يخدم غرضا في النص، وأكملت البيت في الحاشية إن ورد في النص صدره أو عجزه أو قطعة منه، وقد أذكر بيتا قبل الشاهد أو بعده إن دعت الحاجة إلى ذلك.
خرجت أقوال العلماء وغيرهم من كتبهم إن كان لهم كتب ذكرت فيها تلك الأقوال، وإلا من الكتب الأخرى التي نقلت أقوالهم، وما لم يكن من الأقوال منسوبا فقد اجتهدت في معرفة أصحابها ذاكرا المصدر الذي ورد فيه القول منسوبا، ونبهت على ما لم أقف عليه.
حصرت الأحاديث، والآثار والأمثال، والأقوال، وروايات الشواهد الشعرية، وبعض روايات الفصيح، وأصول الألفاظ المعربة، وأسماء الكتب بين علامتي تنصيص "".(15/44)
ميزت قول ثعلب بتسويده ووضعه بين قوسين، وأشرت في الحاشية إلى ما أهمله الشارح أو أسقطه من ألفاظ الفصيح، أو أورده برواية تخالف ما في الفصيح أو التلويح.
علقت على كثير من المسائل اللغوية والنحوية، والصرفية وغيرها، وناقشت الشارح في بعض آرائه إن اقتضى المقام ذلك، وأحلت في أثناء ذلك على المصادر ذات العلاقة، ورتبتها – بقدر الاستطاعة – على زمن وفاة مصنفيها، وكنت أحيل على المعاجم بعد أن أحيل أولا على المصادر الأخرى.
أشرت إلى نطق العامة للألفاظ التي ذكرها ثعلب في الفصيح، مما لم يشر إليه الشارح، وبينت في حالات كثيرة أن نطق العامة ليس بخطأ وإنما هو يوافق لغة من لغات قبائل العرب، وأحلت في أثناء ذلك على كتب لحن العامة ومعاجم اللغة وغيرها.
حاولت أن أشير إلى الألفاظ التي يتكلم بها العامة اليوم في بعض نواحي الجزيرة العربية مما له صلة بالألفاظ الواردة في الشرح، ولعل في عملي هذا ما يخدم البحث في التطور اللغوي، أو يسهم بتقديم مادة ولو يسيرة لمن يعنى بوضع الأطالس اللغوية.
فسرت الألفاظ الغريبة التي وردت في ثنايا الشرح تفسيرا موجزا مستعينا بكتب اللغة، كم استعنت بكتب المعربات في تخريج الألفاظ الدخيلة والمعربة وتفسيرها وبيان أصولها.
مثلت لما أغفل المؤلف التمثيل له، وذلك في المواضع التي رأيتها بحاجة إلى ذلك.
ربطت أجزاء الكتاب بعضها ببعض وذلك بتعيين أرقام الصفحات التي أحال عليها الشارح، كما نبهت على كثير من القضايا المكررة أوالإشارات ذات العلاقة بالإحالة إليها في الصفحات السابقة أواللاحقة.(15/45)
ترجمت للأعلام الذين ورد ذكرهم في الشرح، ما عدا الملائكة، والرسل والأنبياء، والأعلام المعروفين بين الناس كالخلفاء الراشدين مثلا، أو بعض علماء النحو المشهورين كالخليل وسيبويه. وتناولت الترجمة أسماء الأ علام وأنسابهم وشيوخهم وتلاميذهم وأهم مؤلفاتهم إن كانوا من العلماء، أو ما اشتهروا به إن كانوا غير ذلك، وذكرت – في الغالب – مكان وتاريخ وفياتهم، وأشرت إلى بعض مصادر تراجمهم، وإذا تكرر ورود العلم اكتفيت بالترجمة له عند وروده لأول مرة.
عرفت بالأماكن والبلدان والمواقع الواردة في الشرح، معتمدا في ذلك على كتب المواقع والبلدان.
اكتفيت بذكر اسم المؤلف عند الإحالة على شروح الفصيح، فإذا قلت: ينظر ابن درستويه فإني أعني "تصحيح الفصيح"، وكذلك إذا قلت: ينظر ابن خالويه، أو الجبان، أو المرزوقي، أو ابن ناقيا، أو الزمخشري، أو التدميري، أو ابن هشام، فإني اعني شروحهم على كتاب الفصيح.
عبرت عن نسخة المؤلف بـ "الأصل"، ورمزت لنسخة مكتبة شهيد علي بالحرف(ش)، وألحقت بمقدمة الكتاب نماذج للصفحات الأولى والأخيرة منهما.
وضعت للكتاب الفهارس الشاملة التي تسهل على الباحثين العثور على أي مطلب منه.(15/46)
المبحث الرابع: عرض مسائل العربية في الكتاب.
عرض أبو سهل من خلال هذا الشرح لعدد من المسائل اللغوية والصرفية والنحوية، وسأذكر في هذا المبحث أبرز هذه المسائل لتوضيح طريقته في عرضها ومناقشتها، وذلك على سبيل التمثيل لا الحصر، وسأفرد لهذه المسائل فهرسا خاصا شاملا في نهاية الكتاب – إن شاء الله-.
أولا: المسائل اللغوية:
أشرت فيما سبق إلى عناية الشارح واهتمامه بشرح المفردات اللغوية في كتاب الفصيح، وبينت في ذلك، وأشير هنا إلى بعض المسائل التي عرض لها في أثناء شرح تلك المفردات، ومنها ما لاقى نصيبا وافرا من اهتمامه فنص عليه وناقشه، ومنها ما ورد عرضا، وتكرر وروده فأشرت إليه.
لحن العامة:
من أهم ما عرض له الشارح في مواضع متفرقة من كتابه قضية لحن العامة، وهو أمر اقتضته طبيعة الكتاب المشروح الذي ألف أصلا لعلاج لحن العامة
وقد عرف العامة بأنهم "أهل الحضر والأمصار ممن يتكلم بالعربية دون غيرهم من الأعاجم"(1).
وعرف الكلام الفصيح بقوله: "وفصيح الكلام: هو البين منه، مع صحة وسلامة من الخطأ"(2).
ثم عرف اللحن بالخطأ في العربية، وذلك يفهم من قوله: "وفصح اللحان... إذا زال فساد كلامه وتنقى من اللحن، وصحت ألفاظه، مع سرعة النطق، بها. واللحان: هو الذي يتكلم بالعربية فيخطئ فيها"(3).
فمقياس الفصاحة عنده سلامة اللسان من الخطأ، ونقاوته من اللحن، مع سهولة جريان العربية على لسان المتكلم بها.
وتعريفه اللحان تعريف للحن يمفهومه الاصطلاحي الواسع، وهو الخطأ في العربية الفصحى، ويشمل ذلك الخطأ "في الأصوات، أو في الصيغ أو في تركيب الجملة وحركات الإعراب، أو في دلالة الألفاظ"(4).
__________
(1) ص 315.
(2) ص 312.
(3) ص 448.
(4) لحن العامة والتطور اللغوي 9.(16/1)
وقد خص علماء العربية اللحن المتعلق بحركات الإعراب بمصنفاتهم النحوية، أما اللحن المتعلق ببنية الكلمة وصياغتها ودلالتها فقد عالجوه في مصنفاتهم اللغوية والصرفية، ومنهم من أفرد له كتبا خاصة عرفت باسم كتب التصحيح اللغوي، أو كتب لحن العامة، من أهمها: كتاب لحن العامة للكسائي، وإصلاح المنطق لابن السكيت، وأدب الكاتب لابن قتيبة، وفصيح ثعلب وما ألف حوله من شروح.
وقد ورد اللحن في فصيح ثعلب "على المعنى الاصطلاحي الذي أطلقه العلماء على لحن العامة، يقصدون اللحن الدلالي، واللحن الاشتقاقي والصرفي"(1) وأشرت في حديث سابق(2) إلى منهجه في ذلك، وهو إيراد الفصيح كما نطق به العرب الفصحاء، من غير أن يوضح كيفية نطق العامة إلا فيما ندر.
وجاء أبو سهل فأودع شرحه إشارات كثيرة توضح كيفية نطق العامة لكثير من ألفاظ الفصيح، وطريقته في ذلك أن يذكر اللفظ كما نطق به العامة، ثم يحكم عليه، بالصواب أو بالخطأ، ومقياس الصواب والخطأ عنده موافقه ذلك المنطوق للغة العرب أو مخالفته لها.
ومن أمثلة ذلك حديثه العام عن خطأ العامة في بناء "فعل وأفعل" حيث يقول: "والعامة لا تفرق بينهما، فتحذف الألف من بعض ما جاء على أفعل، وتزيدها على فعل، فتقوله على أفعل، وهي مخطئة في ذلك لمخالفتها العرب فيما تتكلم به"(3) ومن ذلك أيضا إشارته إلى خطأ العامة في بناء "فُعَلَة" و"فُعْلة" بفتح العين وتسكينها، حيث تخالف العرب ولا تفرق بينهما(4).
فهو يرى أن خطأ العامة في هذه الأبنية سببه مخالفة العرب فيما تتكلم به. ولذلك نراه يحكم على بعض كلام العامة بالصواب بل بالجودة أحيانا إذا وافق لغة من لغات العرب كقوله: "وهو الجبن: للذي يؤكل بضم الباء. وكذلك من الجبان أيضا، والعامة تسكن الباء منهما، وليس ذلك بخطأ، وهما لغتان جيدتان...."(5).
__________
(1) فصيح ثعلب (مقدمة المحقق) 88.
(2) ص 27-28.
(3) ص 428.
(4) ص 712.
(5) ص 703.(16/2)
وقوله: "والعامة تقول: خواتيم بزيادة الياء، فتجعلها جمع خاتام، وهي لغة للعرب فصيحة"(1).
ورد على بعض العلماء تخطئتهم بعض اللغات الموافقة أصلا صحيحا جاريا على قياس كلام العرب، كقوله: "وليس ذيك بالذال خطأ، كما زعم ثعلب والجبان وغيرهما، بل هي لغة صحيحة جارية على قياس كلام العرب".
كما أنكر على ثعلب أيضا ألفاظا كثيرة لا تغلط فيها العامة حسب ترجمة الباب المذكورة فيه(2).
وقد يذكر من لحن العامة ما يوافق بعض لغات العرب، لكنه يختار الأفصح، كقوله: "وهي العنق بضم النون، وبعض العامة يسكنها، وبعضهم يفتحها، وهما عند العرب لغتان أيضا، إلا أن الأفصح ضم النون"(3).
وقد يحمل شيئا من لحن العامة على بعض لغات العرب، ولكنه يضعفه أو لا يستحسنه لعلة يذكرها، كقوله: "وثياب جدد بضم الدال: وهو جمع جديد، كسرير وسرر.... والعامة تفتح الدال، فتقول: جدد، وقد تكلم بهذه اللغة بعض العرب، فقالوا: جدد وسرر بفتح الدال والراء، استثقالا للضمة، وليس هذا بالجيد، لاشتباهه بغيره وإلباسه به، لأن الجدد بفتح الدال جمع جُدََة، وهي الطريقة التي تخالف لون معظم الشيء...."(4).
وقد يكون للحن العامة مسوغ من الاشتقاق أو القياس، ولكنه يرفضه لكونه مخالفا لما ورد به السماع عن العرب، أو لأن الكلام به يوقع في إلباس، فمن الأول قوله: "وعُودُ أُسْرٍ... والعامة تقول: عود يسر بالياء، وإن كان له وجه من الاشتقاق، فهو مخالف لما ورد به السمع عن العرب"(5).
ومن الثاني قوله: "ونظرت يَمْنَة وشأمة... ولا تقل: شملة، وإن كان القياس يوجب أن يقال ذلك، فتكون فَعْلَة من الشمال، لكنها لو قيلت لألبست بالشملة التي في كساء يشتمل به، أي يتغطى به، فعدلوا عن الكلام بذلك لأجل الإلباس"(6).
__________
(1) ص 858.
(2) ينظر مثلا: ص 589، 594، 595، 596، 710، 712. وينظر: ص 139 من هذا الكتاب.
(3) ص 699.
(4) ص 697-698.
(5) ص 697.
(6) ص 874.(16/3)
ورد لحن العامة في بعض الكلمات المعربة إلى محافظتها على نطق الكلمة كما هي في أصلها الأعجمي، كقوله: "وهو التوت بالتاء معجمة بنقطتين وهو فارسي معرب أيضا، والعامة تقوله بالثاء معجمة بثلاث نقط، والعجم تقوله بالذال المعجمة، وبعضهم يقوله بالثاء معجما بثلاث نقط، كما تقوله العامة"(1).
وإذا حكم على لحن العامة بالخطأ فهو بين أمرين، إما أن يطلق الحكم دون أن يعلق عليه أو يبين الخطأ، كقوله: "والعامة تكسر الشين من الشتوة، وهو خطأ"(2). أو كقوله: "والعامة تقول: من رجله، بإضافة رجل، وهو خطأ"(3). وكذلك قوله: "وتقول منه: دنا يدنو دنوا بالواو.... والعامة تقول في مستقبله: يدني بالياء، وهو غلط"(4).
وإما أن يحكم على اللحن بالخطأ، ثم يستطرد إلى بيان وجه الخطأ أو سببه، كقوله: "وتقول هي الكُرَةُ..... والعامة تزيد في أولها ألفا وتسكن الكاف، فتقول: "أُكْرَة"، وهو خطأ، لأن الكرة الحفرة في الأرض"(5). وقوله: "ورجل عزب... ورجال عزبون وأعزاب، وقول العامة: عزاب خطأ، لأن عزابا يكون جمع عازب كعابد وعباد"(6).
وأحيانا ينص ثعلب نفسه على خطأ العامة، فيوضح الشارح سبب ذلك الخطأ، ويبين وجهه، فعند قول ثعلب: "ولقيته لقية.. ولقاءة... ولا تقل لقاة، فإنه خطأ". قال: "ووجه خطئه أن المرة الواحدة تكون على فعلة بسكون العين، ولقاة وزنها فعلة بفتح العين، لأن أصلها لقية، فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار لقاة"(7). وعندما خطأ ثعلب العامة لتشديدها الميم من "آمين" قال: "لأنه يخرج من معنى الدعاء، ويصير بمعنى قاصدين، كما قال تعالى: {وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ}(8).
__________
(1) ص 887. وينظر: ص 771.
(2) ص 605.
(3) ص 815.
(4) ص 902.
(5) ص 885.
(6) ص 907.
(7) ص 905.
(8) ص 849.(16/4)
وليس كل ما ذكره من خطأ العامة أو كلامها مما أشار ثعلب إلى مقابله الفصيح، بل ذكر كثيرا من كلام العامة ولحنها على سبيل الاستطراد أو المناسبة ترد عرضا في أثناء الشرح، كقوله: "ولا يقال عيََان"(1). وقوله: "والجمع أفراس، ولا يقال: فرسان، إنما الفرسان، جمع فارس كراكب وركبان"(2). وقوله: "ولا يقال: مفروح بغير به، ولا يقال أيضا: به مفروح بتقديم به"(3). وقوله: "وهي الرحى... وجمعها أرحاء، ولا يقال: أرحية"(4). وقوله: "والمني بتشديد الياء، على وزن فعيل، ولا يجوز تخفيفها"(5). وقوله: "وأما القطنة.... وهي ذات الأطباق، يتراكب بعضها على بعض، والعامة تسميها الرمانة، وتسميها أيضا لقاطة الحصى"(6). وقوله: "والجد: الحظ... وهو الذي تسميه العامة البخت"(7).
وهكذا فقد نال لحن العامة قدر كبيرا من عناية الشارح واهتمامه، فتنوعت طرائقه في معالجته ومناقشته والحكم عليه، وكان من أهم القضايا اللغوية البارزة في هذا الشرح.
اللغات:
اللغة في مفهوم الشارح تعني الكلام قال: "تقول هذا الحرف بلغة بني فلان، أي بكلامهم ومنطقهم"(8). ثم ذكر أصل اشتقاقها فقال: "وهي مشتقة من اللغو أو اللغى مقصور، وهما الكلام والصوت، يقال: لغا الرجل يلغو لغوا، ولغي أيضا بالكسر، على مثال رضي، فهو يلغى لغى، إذا تكلم وصوت"(9).
وبين أن المراد باللغات هو ما "تنطق به العرب على وجهين، وثلاثة أوجه، أو أكثر من ذلك، مختلفة في اللفظ متفقة في المعنى نحو اختلافهم في الحركات والسكون في حرف أو حرفين من كلمة واحدة.... ونحو اختلافهم في زيادة حرف أو أكثر في كلمة واحدة، ونقصان ذلك منها أو اختلاف حركة منها أيضا، والمعنى في ذلك كله واحد... ونحو ما جاء عنهم... في تغيير الحروف وإبدال بعضها من بعض، والمعنى في جميع ذلك واحد"(10).
__________
(1) ص 428.
(2) ص 791-792.
(3) ص 868.
(4) ص 582.
(5) ص 472.
(6) ص 621.
(7) ص 677.
(8) ص 315.
(9) ص 315-316.
(10) ص 318-319.(16/5)
وكان له عناية بذكر اللغات المختلفة في الكلمة الواحدة، وطرائقه في ذلك مختلفة، فهو إما أن يذكر الكلمة ويتبعها بلغة أخرى، دون أن ينص على أنها لغة، كقوله: "ونحت العود وغيره ينحته بالكسر والفتح"(1) وقوله: "وهو صفو الشيء بفتح الصاد والتذكير... وصفوته بكسر الصاد والتأنيث"(2). وقوله: "وهو الصيدناني والصيدلاني بالنون واللام"(3).
وإما أن ينص على أنها لغة، ولكن دون تحديد القبيلة التي تنتمي إليها، كقوله: "والشأم بتسكين الهمزة. على وزن شعم... وفيها لغة أخرى، يقال: شآم بفتح الهمزة، على وزن فَعال"(4). وقوله: "فأما الظفر: فمضموم الظاء والفاء، وتسكين الفاء لغة فيه، ويقال له أيضا أظفور بضم الألف"(5). وقد ينسبها لعامة العرب، كقوله: "وهي الطس... والطست بالتاء لغة للعرب أيضا"(6) أو لبعضهم كقوله: "وبعض العرب يقول: هذه طائرة حسنة. فيزيد الهاء في المؤنث"(7).
وأحيانا يذكر لغتين معا فينسب إحداهما، ولا ينسب الأخرى، كقوله: "هديت القوم الطريق بغير ألف.... وهذه لغة أهل الحجاز. ومنه قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، وغيرهم يقول: هديتهم إلى الطريق، فيعديه بحرف الجر. ومنه قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(8).
وأشار إلى الخلاف الدلالي لبعض اللغات المنطوقة غالبا في عصره، فذكر أن أهل مصر والشام يسمون الباقلى الفول(9). وأن أهل الشام أيضا يسمون الحب الخابية، وأهل مصر يسمونه الزير(10).
__________
(1) ص 337.
(2) ص 834-835.
(3) ص 834-835.
(4) ص 623-624.
(5) ص 935.
(6) ص 861.
(7) ص 877.
(8) ص 431-432.
(9) ص 757.
(10) ص 884.(16/6)
الفصاحة بنحو قوله: "هذه أفصح اللغات"(1)، "وهما لغتان جيدتان"(2)، "... لغتان جيدتان جاء بهما القرآن"(3)، "وهي لغة للعرب فصيحة"(4)، "وهي لغة للعرب، لكن الأفصح والأكثر فيها ما اختاره ثعلب"(5)، "وهي قليلة في كلام العرب"(6)، "بل هي لغة صحيحة جارية على قياس كلام العرب.... وليست بخطأ(7)، "وليس ذلك بمختار عند الفصحاء"(8).
الاشتقاق:
من المسائل اللغوية التي عرض لها الشارح في هذا الكتاب مسألة الاشتقاق، وقد أشار إلى نوعين منه:
الاشتقاق الأصغر أو الاشتقاق الصرفي، هو أكثر أنواع الاشتقاق ورودا في هذا الكتاب، وستأتي أمثلة لهذا النوع _ إن شاء الله – في حديثنا عن المسائل الصرفية(9).
والاشتقاق اللغوي، وهو ذلك النوع الذي يقوم على أساس إرجاع الألفاظ المشتقة إلى معنى عام واحد، وأشهر من زاول هذا النوع من الاشتقاق أحمد بن فارس في معجمه "مقاييس اللغة".
__________
(1) ص 602.
(2) ص 703.
(3) ص 869.
(4) ص 858.
(5) ص 615.
(6) ص 877.
(7) ص 850-851.
(8) ص 889.
(9) ص 183-187.(16/7)
وقد أولى الشارح هذا النوع من الاشتقاق عناية كبيرة لا تقل عن عنايته بالنوع الأول، فأشار إلى تطور دلالة كثير من الكلمات ذاكرا الأصول التي اشتقت منها والمعنى العام الذي يجمعها بالأصل المشتق منه، فمن ذلك قوله: "والكتاب مشتق من الكتب، وهو الجمع والضم"(1)، وقوله: "اشتقاق الناس من الأنسة، وهي الاستئناس، لأن بعضهم يأنس ببعض ولا يأنس بغيرهم من الحيوان"(2). وقوله: "الجنة: البستان.... وأصلها من الستر، لأن الموضع لا يسمى جنة حتى تستتر أرضه بالشجر أو النخل أو ا لكرم، وغير ذلك من الأشجار..."(3). وقوله: "والبهيمة... مأخوذة من الإبهام، وهو اشتباه الشيء، فلا يدرى وجهه"(4). وقوله: "وجمع المنقار مناقير، وهو مأخوذ من النقر، وهو النقد والحفر، وجمع المنسر مناسر، وهو مأخوذ من النسر، وهو نتف اللحم وقلعه"(5). وأعاد جميع الألفاظ الواردة في أحد أبواب الفصيح(6) إلى أصل واحد فقال: "أصل هذا الباب كله من التغطية والستر"(7).
4- تعليل التسمية:
ومما يتصل ببحثه السابق في الاشتقاق عنايته بتعليل أصول التسميات لكثير من الألفاظ المشروحة، ومن ذلك:
قوله عن ريح الصبا: "وتسمى القبول بفتح القاف، لأنها تقابل باب الكعبة، وتقابل قبلة العراق"(8).
وقوله: "والشام... إنما سميت بذلك، لأنها عن مشأمة الكعبة أي يسارها مما يلي المئزاي والحجر"(9).
وعلل سبب تسمية الفلاة مفازة بقوله: "والمفازة: واحدة المفاوز،وسميت بذلك على طريق التفاؤل لها بالسلامة والفوز"(10).
وعلل سبب قولهم عن الرجلة: "البقلة الحمقاء" بقوله: "وإنما سميت حمقاء، لأنها تنبت في كل موضع. وقيل سميت بذلك لأنها تنبت في مسيل الماء"(11).
وقال في تعليل العارية: "وسميت بذلك لأنها من المعاورة، وهي المناولة"(12).
5- المعرب:
__________
(1) ص 312.
(2) ص 314.
(3) ص 683.
(4) ص 796.
(5) ص 935.
(6) الباب الذي لم يسمه ثعلب وعنونه بـ"باب منه آخر".
(7) ص 809.
(8) ص 368.
(9) ص 624.
(10) ص 692.
(11) ص 733.
(12) ص 755.(16/8)
أشار إلى كثير من الألفاظ الأعجمية المعربة، وبلغ ما ذكره منها نحو اثنين وأربعين لفظا، وقد جرى في تناوله لهذه المعربات على أساليب مختلفة، منها:
أن يذكر اللفظ المعرب ويشير إلى اللغة التي عرب منها، وأصل نطقه في تلك اللغة ومعناه، وسار على هذا النهج في شرح أكثر الألفاظ المعربة، ومن ذلك قوله: "وأما كسرى فمعناه: الملك الأكبر من ملوك الفرس خاصة... وأصله في كلام الفرس "خسرو" بخاء مضمومة،وواو في آخره، والراء قبلها مضمومة أيضا، وقيل: أصله عندهم: "خسره" بهاء بدل الواو..."(1). وقوله: "وهو الزئبق... وهو فارسي معرب، واسمه بالفارسية جيفه"(2). وقوله: "يقال: هي بغداد.... وهي فارسية معربة، وأصلها "باغ داذ" ف"باغ" اسم البستان بالفارسية، و"داذ" اسم رجل، فكأنهم أرادوا بستان هذا الرجل(3). وقوله في البأج: "وهي معربة، وأصلها فارسية، وهي كلمة يؤتى بها في أواخر أسماء الطبيخ، كما يؤتى باللون بالعربية في أوائلها، فيقولون: "سكباج" ف"سك" بالفارسية اسم الخل، وباج أصله بالفارسية: "واه"، فلما عربت نقلت الواو والهاء إلى الباء والجيم وهمزت العرب ألفها"(4). وقوله: "وهي الأبلة.... وهي نبطية معربة، وأصلها بالنبطية "هوب ليكا"(5). وهذه المرة الوحيدة التي ذكر فيها لفظا،معربا من النبطية.
أن يكتفي بذكر اللفظ المعرب واللغة التي عرب منها، ولا يذكر شيئا عن أصله، كقوله: "وهو الخوان: للذي يوضع عليه الطعام، وهو فارسي معرب"(6). وقوله: "وهو الجص: لحجارة تحرق ويبنى به، وتجصص به الدور. وهو فارسي معرب"(7). وقوله: "فأما الصولجان: فمعروف.. وهو فارسي معرب"(8).
__________
(1) ص 627.
(2) ص 633.
(3) ص 833.
(4) ص 771.
(5) ص 709.
(6) ص 628.
(7) ص 632.
(8) ص 885.(16/9)
أ، يشير إلى اللفظ الأعجمي المعرب من غير ذكر اللغة التي عرب منها، كقوله: "وهو الفلفل: لهذا الحب المعروف من الأباريز.... وهو أعجمي معرب"(1)، وقوله: "وهي صعفوق: لخول باليمامة. وقيل: إنها أعجمية معربة"(2).
وذكر أن الإجانة فارسية معربة(3)، ولم تذكرها كتب المعربات، وذكر ابن دريد أنها عربية معروفة (4).
وأشار في تفسير بعض الألفاظ المعربة إلى ما يقابلها من مفردات عربية، فذكر في مقابل الرصاص الصرفان(5)، وفي مقابل الشهريز العجوة(6)، وفي مقابل التوت الفرصاد(7)، وفي مقابل الزئبق الزاووق(8)، وفي مقابل الإسوار الفارس(9).
وفعل عكس ذلك في بعض الألفاظ العربية، فذكر مقابلها الأعجمي، فذكر في مقابل الجد البخت(10)، وفي مقابل الرجلة الفرفخ(11)، وفي مقابل الطلاوة الخرمية(12).
وقد ينص على عربية بعض الألفاظ دفعا لتوهم أنها معربة، كقوله:" وأما المنديل فعربي معروف... وكذلك القنديل عربي أيضا"(13)، وقوله: " وهو السكين: عربي معروف"(14).
ومما يتصل بهذا الموضوع إشارته إلى خلاف البصريين والكوفيين في حركة الكاف من كسرى حيث يقول: "والكوفيون يختارون كسر الكاف من كسرى، والبصريون يختارون فتحها"(15).
6- الفروق:
__________
(1) ص 699.
(2) ص 715.
(3) ص 751.
(4) ينظر: الجمهرة 2/1045.
(5) ص 583.
(6) ص 657.
(7) ص 887.
(8) ص 632.
(9) ص 646.
(10) ص 677.
(11) ص 815.
(12) ص 707.
(13) ص 656.
(14) ص 657.
(15) ص 626.(16/10)
عنى أبو سهل ببيان الفروق بين الألفاظ التي قد تتشابه فيظن كثير من الناس أنها بمعنى واحد. وإذا استثنينا الباب الذي عقده ثعلب لبعض الفروق اللغوية،نجد أن أبا سهل أشار في سواه إلى عدد من الفروق اللغوية، من ذلك قوله: "وربض الكلب وغيره يربض... ربضا وربوضا، وهو في السباع كالجلوس من الإنسان، والبروك من الجمل، والجثوم من الطائر"(1) وقوله: "وهو الخوان: للذي يوضع عليه الطعام...فإذا وضع الطعام عليه فهو مائدة"(2). وقوله: "والظل للشجرة وغيرها بالغداة، والفيء بالعشي"(3).
وقد اتسعت دائرة الفروق عنده لتشمل النوع السابق، والفرق بالحركة والحرف والمصدر أيضا.
وقد احتلت الحركة قدرا كبيرا من اهتمامه فنبه على دورها الهام في التفريق بين المعاني في غير موضع من الشرح، من ذلك قوله: "فجعلت العرب اختلاف الحركات في أوائل الكلم وأوساطها دليلا على اختلاف معانيها، ولولا ذلك لالتبس بعضها ببعض"(4). وقوله: "وإنما فتحت العين للمبالغة والدلالة على الكثرة، وإذا سكنت دل ذلك على قلته، وجعلوا السكون فرقا بينهما، ويجعلون أيضا فتح العين في هذا دليلا على الفاعل، وسكونها دليلا على المفعول كما قالوا في لُعَنة ولُعْنة"(5). وقوله أيضا: "ولولا طلب الفرق بمخالفة الحركات لكان الكسر يجوز في كل ذلك..."(6).
__________
(1) ص 345.
(2) ص 628.
(3) ص 899.
(4) ص 698.
(5) ص 712.
(6) ص 732.(16/11)
والأمثلة التطبيقية للتفريق بالحركات جد كثيرة، تناول الشارح معظمها في أثناء شرح الأبواب التي عقدها ثعلب للتفريق بين الأبنية بالحركات، ومن أمثلة ذلك في الأفعال قوله: "وملَلت الشيء في النار بفتح اللام... إذا دفنته في الملة.... وملِلت من الشيء بكسر اللام، وكذلك ملِلت الشيء: إذا سئمته"(1). ومن أمثلته في الأسماء قوله: "والحمل بكسر الحاء: ما كان على ظهر الإنسان أو الدابة... والحمل بفتح الحاء: حمل المرأة، وهو جنينها الذي في بطنها"(2). وقوله: "والعجم بفتح الجيم: حب الزبيب والنوى... والعجم بسكون الجيم العض"(3).
والفرق بالحركة يعني المخالفة في ضبط أوائل الكلمات وثوانيها، وأما ضبط أواخر الكلمات للفرق، فقد ورد في حالات نادرة كقولهم: "إيه وإيها" قال أبو سهل: فأما إيه بكسر الهمزة، والهاء، فهي أمر واستدعاء حديث ومعناها: زد، وهي منونة، لأنها استدعاء لحديث منكور... فإذا حذفت التنوين، فهو أمر واستدعاء لحديث معروف معهود.... وأما إذا أردت أن يقطع حديثه، قلت: إيها كف عنا، والهاء مفتوحة منونة، لأنها للزجر والنهي عن إرادة حديث، ونونت، لأنها للنكرة أيضا، فإذا حذف التنوين كانت نهيا وزجرا عن حديث معروف"(4).
وأما الفرق بالحرف فيعني اختلاف معنى الكلمة بزيادة حرف أو مقصانه.
ومن أمثلة هذا النوع قوله في شرح باب فعلت وأفعلت: "وأعجمت الكتاب بالألف... إذا نقطته فأوضحته وأبنته من العجمة... وعجمت العود ونحوه: إذا عضضته لتعرف صلابته من رخاوته"(5).
وذكر أن العامة لا تفرق بين "فعل وأفعل" وقد تقدم قوله هذا فيما سبق(6).
ومن ذلك أيضا قوله: "وامرأة حامل: إذا أردت حبلى...فإن أردت أنها تحمل شيئا ظاهرا، قلت: حاملة بالهاء"(7).
__________
(1) ص 421.
(2) ص 674.
(3) ص 742.
(4) ص 548.
(5) ص 459.
(6) ص 157.
(7) ص 787.(16/12)
ومن أنواع الفرق بالحرف أيضا، جعل حرف مكان حرف آخر، ومن ذلك قوله: "ورجل نشوان من الشراب بالواو.... ورجل نشيان للخبر بالياء... وأصل الياء في نشيان هاهنا واو، وإنما تكلموا بها في هذا المعنى بالياء ليفرقوا بين هذا وبين السكران"(1). وقوله: "وبينهما بون بعيد بالواو، وبين أيضا بالياء: أي مسافة ومقدار في الأرض... والأجود أن يكون البين بالياء، للفراق، والبعد في كل شيء، ولا يقال البون بالواو إلا في قولهم: بين الرجلين والشيئين بون إذا لم يتفقا"(2).
ومن هذا النوع أيضا تفريقه بين "خمدت النار، وهمدت" بقوله: "وخمدت النار وغيرها.....إذا سكن لهبه وذهب ضوؤها، ولم يطفأ جمرها، فإذا طفئ جمرها، وذهب حرها، فهي هامدة"(3).
وفرق كذلك بين الخضم والقضم، فخص الخضم بأكل الرطب، والقضم بأكل اليابس كالشعير ونحوه(4).
وقد نبه على هذا النوع من الفرق الخليل(5) وسيبويه(6)، وخصه ابن جني بباب سماه: "باب في إمساس الألفاظ أشباه المعاني" ومما مثل به "الخضم والقضم" واستشهد بالمثل المشهور: "قد يدرك الخضم بالقضم"(7) قال: "أي قد يدرك الرخاء بالشدة، واللين بالشظف.... فاختاروا الخاء لرخاوتها للرطب، والقاف لصلابتها لليابس، حذوا لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث"(8).
وأما الفرق بالمصدر، فأشار إليه في غير موضع، فعند قول ثعلب: "وجدت في المال وجدا وجدة. ووجدت الضالة وجدانا... ووجدت في الحزن وجدا... ووجد على الرجل موجدة" قال أبو سهل: "واختلفت هذه المصادر مع اتفاق أفعالها لاختلاف معانيها"(9).
__________
(1) ص 531.
(2) ص 882.
(3) ص 331-332.
(4) ص 347.
(5) العين (صور) 7/81، 82.
(6) الكتاب 4/14.
(7) الأمثال لأبي عبيد 236، وجمهرة الأمثال 2/81، ومجمع الأمثال 2/478.
(8) الخصائص 2/157، 158.
(9) ص 498.(16/13)
وقد يكون التفريق بين المعاني بصيغة الفعل والمصدر، فيشير إلى ذلك أيضا، فعند قول ثعلب: "وتقول: قذت عينه تقذي قذيا: إذا ألقت القذى، وقذيت تقذي قذى: إذا صار فيها القذى، وأقذيتها إقذاءا: إذا ألقيت فيها القذى، وقذيتها تقذية: إذا أخرجت منها القذى" قال: "واختلفت هذه المصادر وأفعالها، لاختلاف معانيها، وإن كانت كلها رجعة إلى القذى، وهو كل ما وقع في العين من شيء يؤذيها"(1).
كما يرى أن المبالغة في الوصف نوع من الفرق أيضا، فيقول: "روجل طويل وطوال بضم الطاء، وهما ضد القصير، وكأن فُعالا من أبنية المبالغة، كما يقولون: رجل جسيم للعظيم الجسم، فإذا قالوا: جسام كان أعظم جسما من الجسيم. ومن الناس من لا يفرق بين فعيل وفعال في هذا، ويجعلهما لمعنى واحد"(2).
ولعل مثل هذا التدقيق في الفروق أوقفه على ظاهرة أخرى، وهي تلك العلاقة الوثيقة بين المبنى والمعنى، وإن الزيادة في المبنى تقتضي غالبا زيادة في المعنى حين قال: "وفعيل – بتشديد العين في أوصاف – من أبنية المبالغة"(3). وحين قال أيضا: "فكما أن في آخر الداهية والبهيمة هاء، كذلك أتوا بها (أي بالهاء) في وصف الإنسان المذكر الممدوح والمذموم(4) تشبيها بهما، فإذا مدحوه وبالغوا في ذلك شبهوه بالداهية... وكذلك أيضا إذا ذموه وبالغوا في ذلك شبهوه بالبهيمة... جعلوا زيادة اللفظ دليلا على زيادة ما يقصدونه من مدح وذم"(5).
7- الترادف:
__________
(1) ص 522-523.
(2) ص 556.
(3) ص 658.
(4) كقولهم في المدح: رجل علامة، وفي الذم: رجل لحانة.
(5) ص 797.(16/14)
بالرغم من اهتمام أبي سهل بذكر الفروق بين كثير من الألفاظ، إلا أنه كان – مع ذلك- ممن المقرين بظاهرة الترادف في اللغة، وهو وإن لم يصرح بالمصطلح، فقد عبر عن مفهومه من خلال شرح بعض ألفاظ الفصيح بمثل قوله: "والعقوبة والعذاب بمعنى واحد"(1). وقوله: "حرى...وقمن...بمعنى واحد، بمعنى حقيق وخليق وجدير"(2) وقوله:"والعام والحول والسنة: بمعنى واحد"(3) وقوله: "وهزئت به...مثل سخرت منه في الوزن والمعنى"(4). وقوله:" والمرء بمعنى الرجل سواء لا فرق بينهما"(5). وقوله: "وعضضت الشيء...مثل كدمت سواء، إذا قبضت عليه بأسنانك"(6).
المشترك اللفظي والتضاد:
ومما يتصل يشرحه لدلالة الألفاظ الإشارة إلى ما فيها من اشتراك لفظي أو تضاد. ومن حديثه عن المشترك اللفظي تصريحه بأن " الخال " لفظ يشترك فيه معان كثيرة، حيث قال: "والخال: أخو الأم، أي أنه صحيح في نسبه، ظاهر ذلك لا على ما شركه في اللفظ، لأن الخال في كلام العرب على وجوه عدة، فمنها: الكبر، وهو مثل الخيلاء، ومنها نكتة سوداء تكون في جسد الإنسان، وقد استقصيت ذكر الخال في الكتاب المثلث"(7).
وقد يشير للمشترك عرضا دون النص عليه، كقوله: "وقلت من القائلة... أي نمت نصف النهار...والقائلة: النوم ذلك الوقت، والقائلة أيضا: الظهيرة"(8).
وقد أدرك أبو سهل – رحمه الله – أن بعض أنواع المشترك اللفظي ناتج عن تطور الأصل الدلالي لكثير من ألفاظ اللغة بسبب الاستعمال المجازي، فأشار في شرح بعض المفردات إلى ذلك النوع من المشترك بقوله: "ومعنى قوله: بين الأبوة: أي أنه أب على الحقيقة، لمن قد ولد وهو ظاهر الصحة في ذلك لا على المجاز والتشبيه، وذلك لأنهم يسمون الصاحب للشيء، والمالك له، والقيم عليه أبا على الاستعارة والتشبيه، نحو قولهم لصاحب المنزل: أبو المنزل، وللقيم على القوم المدبر لأمورهم: أبوهم"(9).
__________
(1) ص 355.
(2) ص 561-562.
(3) ص 880.
(4) ص 478.
(5) ص 840.
(6) ص 350.
(7) ص 513.
(8) ص 451.
(9) ص 511.(16/15)
وقوله: "فأما الشفة للإنسان: فمعروفة، وهي غطاء أسنانه.... وقد تقال أيضا لغير الإنسان على طريق الاستعارة والتشبيه، فتقال للصنم، والصورة في الثوب والحائط، ولحرف الكوز والجرة والزق، وغير ذلك"(1).
وقوله: "ومن الأعضاء ما أشركت العرب في التسمية بها بين بعض أنواع الحيوان وغيره وبين بعضها، ومنها ما استعارت بعضها لبعض على طريق التشبيه، أو المدح، أو الذم والعيب، فمن ذلك أنهم قالوا للإنسان مشفر أيضا، وذلك إما على طريق الضخم والغلظ، أو على طريق العيب والذم، كما قال الفرزدق:
فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي
ولكن زنجي غليظ المشافر
فجعل للإنسان مشفرا، لأجل غلظ شفته"(2).
وإذا كان المشترك اللفظي يعني دلالة اللفظ على معنيين فأكثر، فإن التضاد فرع له، فقد ورد في اللغة ألفاظ أخرى يدل الواحد منها على معنيين أيضا، ولكنهما على التضاد، واصطلح العلماء على تسمية هذه الألفاظ الواردة بالأضداد(3).
وقد ذكر أبو سهل ألفاظا يسيرة من الأضداد من غير أن ينص على المصطلح، مما يدل على أنه كان من المقرين بظاهرة التضاد في اللغة غير المنكرين لها، ومن ذلك قوله: "الأيم: هي المرأة التي لا زوج لها، وسواء كانت بكرا أو ثيبا"(4).
وقوله: "والمفازة: واحدة المفاوز، وسميت بذلك على طريق التفاؤل لها بالسلامة والفوز، من فاز يفوز فوزا، إذا نجا، لأنها مهلكة، كما قالوا للديغ: سليم"(5).
9- الإبدال:
عرض أبو سهل في هذا الكتاب لنوعين من الإبدال: الإبدال الصرفي أو ما يسمى بالإبدال المطرد، والإبدال اللغوي غير المطرد.
فأما النوع الأول فسيأتي الحديث عنه في بحث المسائل الصرفية في الكتاب.
وأما النوع الآخر، وهو الإبدال اللغوي، فقد ورد في ثنايا الكتاب عدد من الألفاظ التي تندرج تحت هذه الظاهرة، وسلك المصنف في عرضها الطرق التالية:
__________
(1) ص 930.
(2) ص 931.
(3) الأضداد لأبي الطيب 1/1، ولابن الأنباري 1، 2 والصاحبي في فقه اللغة 97، 98، المزهر 1/387.
(4) ص 517.
(5) ص 692.(16/16)
النص على أصل اللفظ المبدل منه، ومن ذلك قوله: "الهاء من هرقت أصلها همزة، وهي مبدلة منها للتخفيف وكثرة الاستعمال، والأصل أرقت، كما قالوا في القسم: هيم الله وأيم الله، وهياك وإياك"(1).
النص على أصل اللفظ المبدل منه مع ترجيح الأصل وتعليل ذلك، نحو "حلك الغراب وحنكه: بمعنى واحد، لسواده، والنون فيه بدل من اللام، كما قالوا للثياب التي يجلل لها الهودج: السدول، والسدون، إلا أن اللام أكثر لدورها في متصرفات هذه الكلمة، لأنهم قالوا: حُلْكُوك وحَلَكُوك ومُحْلَوْلَك، وقد احْلَوْلَك ولم يقولوا شيئا من ذلك بالنون"(2).
النص على الأصل ونسبة الفرع المبدل إلى لحن العامة نحو قوله في "حجزة السراويل": "والعامة لا تخطئ في أول هذا الفصل، وإنما تخالف العرب في الجيم فتقلبها زايا، فتقول: حُزََة"(3).
ذكر لفظين متلاحقين دون النص على الأصل المبدل منه، نحو:
الإكاف والوكاف(4).
الصيدناني والصيدلاني(5).
بسر قريثاء ووكريثاء(6).
فلق الصبح وفرق الصبح(7).
الإشارة إلى الإبدال في لغتين، نحو قوله: "البزاق بالزاي للبصاق، وهي لغة أيضا عن العرب"(8). وقوله: "لزقت ولسقت بالزاي والسين، وهما لغتان للعرب أيضا"(9). وقوله:"وهي الطس.... والطست بالتاء لغة للعرب أيضا"(10).
الاستشهاد بالشعر على الصيغ المبدلة. ومن ذلك استشهاده على إبدال الباء والميم في "لازب ولازم" بقول النابغة:
فلا يحسبون الخير لا شر بعده
ولا يحسبون الشر ضربة لازب.
وبقول كثير:
فما ورق الدنيا بباق لأهله
ولا شدة البلوى بضربة لازم(11)
واستشهاده أيضا على إبدال النون واللام في "الصيدناني والصيدلاني" بقول الأعشى:
وزورا ترى في مرفقيه تجانفا
نبيلا كدوك الصيدناني دامكا(12).
الإتباع والمزاوجة، والمثنيات اللغوية:
__________
(1) ص 374.
(2) ص 864.
(3) ص 708.
(4) ص 643.
(5) ص 835.
(6) ص 837.
(7) ص 594.
(8) ص 937.
(9) ص 928.
(10) ص 861.
(11) ص 823-824.
(12) ص 835.(16/17)
وأشار – فيما أشار إليه من مسائل اللغة – إلى ظاهرة الإتباع والمزاوجة، والمثنيات اللغوية،فأشار إلى ظاهرة الأولى في موضعين، حيث قال: "وهو شتان مفتوحة على طريق إتباع الفتح الفتح،إذ كانت الألف من جنس الفتحة، ولا يكون ما قبلها إلا فتحة"(1).
وقال: "وإذا أفردت حدث ونطقت به وحده فقلت: حدث الشيء كانت الدال مفتوحة لا غير، فإذا قرنته مع قدم فقلت: قدم وحدث، ضممت الدال منه، على طريق الإتباع والمزاوجة(2).
أما المثنيات اللغوية فأشار إلى لفظ واحد منها دون أن ينص على أنه من المثنيات اللغوية التي اصطلح عليها في العربية على سبيل التغليب بمعناها الأعم، وذلك حين قال: "فإذا اجتمع الوالدان، قيل: أبوان، ولم يقولوا: أمان، لأنهم غلبوا المذكر على المؤنث"(3).
ثانيا: المسائل الصرفية:
الفعل:
اهتم أبو سهل بأبنية الأفعال اهتماما كبيرا فأشار إلى معانيها وتصاريفها ومشتقاتها، واهتم بصفة خاصة بذكر المصادر، وأسماء الفاعلين والمفعولين، كما شرط على نفسه في مقدمة الكتاب، فالتزم بشرطه هذا إلى حد كبير، وكان يشير في أثناء ذلك إلى لغات الفعل إن وجدت والمصادر إن تعددت.
فمن ذلك قوله: "وشمِمْت الشيء أشمه شما وشميما، فأنا شام، وهو مشموم"(4). وقوله: "وأخفرته بالألف، أخفره إخفارا.... فأنا مخفر بكسر الفاء، وهو مخفر بفتحها"(5).
وقوله: "وفسد الشيء يفسد ويفسد بالضم والكسر، فسادا وفسودا.... وهو خلاف صلح يصلح صلاحا وصلوحا... فهو فاسد وصالح"(6).
وقوله: "ونبح الكلب ينبح وينبح بالكسر والفتح نبحا ومبيحا ونبوحا ونباحا ونباحا إذا صاح،فهو نابح"(7).
__________
(1) ص 823.
(2) ص 922.
(3) ص 511.
(4) ص 350.
(5) ص 438.
(6) ص 326-327.
(7) ص 336.(16/18)
وغالبا ما كان ينص في أثناء تصريف الفعل على المصطلحات كالفعل الماضي والمضارع والأمر والمصدر، واسم الفاعل والمفعول، وعبر عنها جميعا بالمصطلح البصري ما عدا الفعل المضارع، فقد عبر عنه بالمستقبل، على اصطلاح الكوفيين(1).
فمن ذلك قوله: "والمستقبل من ذبل يذبل بالضم، ومصدره ذبل وذبول، واسم الفاعل ذابل"(2).
وقوله: "ترادف..... فعل مستقبل، والماضي رادفت، والمصدر مردفة بفتح الدال، والدابة مرادفة بكسرها"(3).
وقوله: "وقد بارى الريح جودا، وهو يباريها مباراة.... واسم الفاعل مبار بكسر الراء والمفعول مبارى بفتحها"(4).
وأشار إلى أثر حروف الحلق في حركة العين من الفعل المضارع، فقال: فأما أربعهم وأسبعهم وأتسعهم، فإنك تفتح الباء والسين منها، لأجل العين التي في آخر الفعل الماضي، لأنها من حروف الحلق، فيفتحون الحرف الذي قبلها من المستقبل لخفة الفتح"(5).
وأشار إلى بعض الأفعال المهملة وبعض مشتقاتها كقوله: "وتقول: ذر ذا ودعه: أي اتركه، وهو يذر ويدع، واستعمل هذان الفعلان في الأمر والمستقبل لا غير، ولا يقال: وذرته ولا وردعته، ولكن تركته، ولا واذر ولا وادع، ولكن تارك، استغنوا عن الماضي واسم الفاعل من هذا بترك وتارك"(6).
كما أشار إلى بعض المصادر التي أهملت العرب استعمال أفعالها، فقال: "والأبوة مصدر تركت العرب استعمال الفعل منه"(7).
وقال: "والعمومة مصدر العم، ولا يستعمل منه فعل أيضا"(8).
وأشار إلى لزوم بعض الأفعال وتعديها، فقال: "وعمر الرجل منزله..... وقد عمر المنزل.... يستوي في هذا الفعل اللازم والمتعدي"(9).
__________
(1) ينظر: معاني القرآن للفراء 1/133، والمدارس النحوية للسامرائي 113-116.
(2) ص 325.
(3) ص 920.
(4) ص 488.
(5) ص 553.
(6) ص 570. وينظر: ص 850.
(7) ص 512.
(8) ص 513.
(9) ص 419.(16/19)
وقال: "رعيت المال أرعاه رعيا، إذا أخرجته إلى الكلأ ليرعاه، أي يأكله، وكذلك رعى المال نفسه يرعى رعيا: إذا أكل النبات، لفظ اللازم والمتعدي في هذا سواء"(1).
ووافق الجمهور على التسوية بين الهمزة والباء في تعدية الفعل، فقال: "وذهبت به.... وأذهبته بالألف بمعناه"(2).
وقال: "وأدخلته الدار، ودخلت به الدار: ومعناهما واحد"(3).
وأشار إلى ما لا يتصرف من الأفعال، وذكر علة ذلك، فقال: "ومنعوا عسى التصرف، فلا يقال منه: يفعل، ولا فاعل، لا يقال: يعسى، لا عاس، ولا مصدر له أيضا، لأنه وقع بلفظ الماضي، ونقل معناه عن المضي، ووضع موضع الإخبار عن حال صاحبه التي هو مقيم عليها، كما فعل مثل ذلك بليس، لأن لفظها لفظ الماضي، وهي الحال الثابتة، وأجريت في منع التصرف مجرى حروف المعاني الجامدة، إذ كانت الحروف لا تصرف لها"(4).
وقال أيضا: "وتقول: ما حك هذا الأمر في صدري بتشديد الكاف: أي ما أثر... ولا يصرف هذا الفعل لأنه جاء كالمثل"(5).
وذكر أن من الأفعال ما لا يستعمل إلا في النفي، أو يغلب استعماله في النفي. وذلك نحو قوله: "ما عجت كلامه: أي ما باليت به ولا اكترثت.... ولا يستعمل إلا في النفي"(6).
وقوله: "وما أكلت أكالا: أي شيئا يؤكل، ولا يستعمل إلا مع النفي"(7).
وقال أيضا: "أبالي مثل أكترث في المعنى، وهو مستقبل باليت، وأكثر ما يستعمل في الجحد"(8).
وذك أيضا أن من الأفعال ما لا يقع إلا من اثنين، كقوله: "وتقول: دابة لا ترادف....وهذا الفعل لا يقع إلا من اثنين... وتقول: هذا لا يساوي ألفا.... وهذا أيضا لا يكون إلا من اثنين"(9).
الميزان الصرفي:
__________
(1) ص 630.
(2) ص 482.
(3) ص 482.
(4) ص 327-328.
(5) ص 915.
(6) ص 425.
(7) ص 591.
(8) ص 844.
(9) ص 920.(16/20)
الميزان الصرفي لفظ وضعه العلماء لمعرفة أصول حروف الكلمة وترتيبها، وبيان ما يطرأ عليها من تغيير سواء أكان بالزيادة أم بالنقص، أو اختلاف حركاتها وسكناتها. وجعلوه مكونا من ثلاثة أحرف أصول هي: "ف ع ل"، وكل حرف منها يقابل الحرف الأصلي في الكلمة الموزونة(1).
وقد عني أبو سهل في أثناء الشرح بأوزان الألفاظ،فأشار إلى كثير منها، موضحا بها أصول الألفاظ الموزونة وحركاتها، وما اعترى بعضها من علل صرفية.
فمن ذلك قوله: "وعمت... وزنه على الأصل قبل النقل فعلت بفتح الفاء والعين، وكان أصله عيمت، على مثال ضربت، ثم نقل إلى فعلت بكسر العين، فقالوا: عيمت"(2).
وقد يكتفي بذكر وزن الكلمة ليدل به على أصل بنائها قبل الإعلال، كقوله: "ووزن غرت فعلت بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل.... وأما غار الرجل يغور.... فوزنه فعل يفعل بفتح العين في الماضي وضمها في المستقبل ووزن غار الماء وغارت عينه فعل بفتح العين، والمستقبل يفعل كالفصل الذي قبلهما، وهي ثلاثتها من ذوات الواو... وأما غار الرجل أهله... فإنها من ذوات الياء، ووزنها فعل يفعل بفتح العين من الماضي وكسرها من المستقبل"(3).
وقد يكون غرضه من ذكر الميزان الصرفي الدلالة على الحرف الأصلي والزائد في بناء الكلمة، كقوله: "وهي الثندؤة بضم الثاء وبالهمز، ووزنها فعللة، والثندوة بفتح الثاء غير مهموز، ووزنها فعلوة"(4).
وقوله: "وهم المطوعة.... من خفف الطاء فإنه يجعل وزنه مفعلا ويأخذ من قولهم: طاع له يطوع طوعا، فهو طائع... وأما من شدد الطاء، فإنه يجعل وزنه متفعلة"(5).
وقوله: "الفنطيسة... فنعيلة من الفطس"(6).
وقوله: "وشويت اللحم فانشوى بنون قبل الشين، لأن انفعل للمطاوعة"(7). وقوله: "والاستعمال: استفعال من العمل"(8).
__________
(1) شرح الشافية 1/10.
(2) ص 423-424.
(3) ص 509، 510.
(4) ص 852.
(5) ص 879.
(6) ص 933.
(7) ص 923.
(8) ص 320.(16/21)
وذكر من أوزان الأدواء (فعال) كالعطاس، والزكام والصداع، والفلاج(1).
وأشار إلى أوزان بعض صيغ المبالغة السماعية والقياسية، فذكر منها:
فعول، وزان كسوب وصبور وشكور(2).
فعال، وزان مذاء(3).
فعيل، وزان حريص وطويل وعليم ورحيم(4).
فعال، وزان طوال(5).
فعول، وزان سبوح وقدوس(6).
فعيل، وزان شريب، وسكير وخمير(7).
مفعال،وزان معطار ومذكار ومئناث(8).
فعلة، وزان لعنة وضحكة وهزأة وسخرة وخدعة(9).
كما أشار إلى أوزان بعض الصيغ المتبادلة، ومن ذلك:
فعل بمعنى مفعول، كقوله: "والمصدر يكون بمعنى المفعول، كقولهم: درهم ضرب، وماء سكب، أي مضروب ومسكوب"(10).
فعل بمعنى فعيل، كقوله: "فالهدي على فعل، مثل ظبي، والهدي فعيل، مثل صبي، بمعنى واحد"(11).
فعولة بمعنى مفعولة، كقوله: "وأكولة الراعي بالواو... وهي الشاة التي يعدها الراعي للأكل، وهي فعولة بمعنى مفعولة،مثل الحلوبة التي تحلب والركوبة التي تركب"(12).
فعول بمعنى فاعل، كقوله: "امرأة صبور وشكور ونحو ذلك بغير هاء، لأنه عدل عن فاعل إلى فعول"(13).
فعيل بمعنى مفعول، كقوله: "والفصال: جمع فصيل، وهو ولد الناقة، إذا فصل عن أمه، وهو فعيل في معنى مفعول"(14).
وقوله: "وأهديت الهدية أهديها إهداء: إذا أرسلتها..... وهي فعيلة بمعنى مفعولة"(15).
وقوله: "وتقول: ملحفة جديد... وفي فعيل في تأويل مفعولة بمعنى مجدودة، وهي المقطوعة"(16).
ولعل أهم ما تناوله في حديثه عن الأوزان الصرفية صياغة بعضها على شكل قواعد كلية، أو قواعد تعليمية، يسهل حفظها وتطبيقها. ومن أمثلة ذلك قوله:
__________
(1) ص 336، 403.
(2) ص 345، 784، 785.
(3) ص 372.
(4) ص 333، 556.
(5) ص 556.
(6) ص 608.
(7) ص 658.
(8) ص 784.
(9) ص 712-713.
(10) ص 311.
(11) ص 431.
(12) ص 913.
(13) ص 784.
(14) ص 830.
(15) ص 430.
(16) ص 788.(16/22)
"جميع ما جاء من فصول هذا الباب على وزن فعل، فإن أول حروف الماضي منها يكون مضموما، وهو فاء الفعل، والحرف الثاني منها يكون مكسورا، وهو عين الفعل، فإذا كان مستقبلا فتحت عين الفعل منه"(1).
"كل ما كان ماضيه على أفعل بالألف، فإن مستقبله يجيء على يفعل بضم الياء وسكون الفاء وكسر العين ومصدره إفعال واسم الفاعل منه مفعل بكسر العين، واسم المفعول مفعل بفتحها، نحو أكرم يكرم إكراما، فهو مكرم، والمفعول به مكرم"(2).
"كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول إلا السبوح والقدوس، فإن الضم فيهما أكثر، وقد يفتحان"(3).
"كل اسم على فعلول، فهو مضموم الأول، لأنه ليس في كلام العرب فعلول بفتح الفاء وسكون العين إلا كلمة واحدة، وهي صعفوق لخول باليمامة"(4).
"أفعلاء لا يكاد يوجد في الواحد"(5).
"كل ما كان على "فعلة" بفتح الفاء وسكون العين، إذا جمعتها بالألف والتاء فإنك تفتح العين منها كالبكرة والبكرات، إلا أن تكون وصفا، أو تكون معتلة العين، فإنك تتركها على حال السكون، فتقول في جمع جوزة: جوزات، وفي جمع خدلة: خدلات بسكون الواو والدال"(6).
3- الإعلال والإبدال والإدغام:
توقف أبو سهل عند عدد من الألفاظ المشروحة، وأشار إلى ما طرأ عليها من إعلال، أو إبدال، أو إدغام، وذلك على النحو التالي:
أ- الإعلال:
1- الإعلال بالنقل أو التسكين، كقوله: "أعيم بكسر العين وسكون الياء، وكان أصله أعيم بسكون العين وكسر الياء، على مثال ضربت أضرب، فاستثقلت كسرة الياء، فنقلت إلى العين التي قبلها، فصار أعيم"(7).
2- الإعلال بالقلب، وأشار إليه في عدد من الألفاظ كما يلي:
- قلب الواو ألفا، نحو قوله: "أصل الماء: موه بفتح الميم والواو فقلبوا الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها"(8).
__________
(1) ص 393.
(2) ص 427. وينظر: ص 467.
(3) ص 606.
(4) ص 714.
(5) ص 888.
(6) ص 600.
(7) ص 424.
(8) ص 801.(16/23)
- قلب الواو ياء، نحو قوله: "وهو الحائط.... وجمعه حيطان، وأصله حوطان بالواو، فقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها"(1).
- قلب الياء ألفا، نحو قوله: "لقاة وزنها فعلة بفتح العين، لأن أصلها لقية، فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار لقاة"(2).
- قلب الياء واوا، نحو قوله: "فأما حوران بالواو، فإنه جمع على فعلان بضم الفاء، وكان أصله حيران بياء ساكنة وقبلها ضمة، فانقلبت الياء واوا لانضمام ما قبلها، وذلك أن أصل هذه الكلمة الياء، لأنه من التحير"(3).
3- الإعلال بالنقل والقلب. نحو قوله: "والأصل في دير يدار: دور يدور، على مثلا ضرب يضرب"(4).
4- الإعلال بالحذف، نحو قوله: "يلغ... الأصل فيه يولغ، فحذفت الواو، لوقوعها بين ياء وكسرة"(5).
وقوله: "تكن هو فعل مستقبل، وأصله تكون، إلا أنه جزم بلم سكنت النون، فالتقى ساكنان، وهما الواو والنون، فحذفوا الواو لالتقاء الساكنين، فبقي تكن"(6).
5- الإعلال بالقلب والحذف، نحو قوله: "أصل الشاة: شوهة، بفتح الشين، على فعلة، فحذفت منها الهاء الأصلية، وقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصارت شاة"(7).
ب- الإبدال(8):
1- إبدال الواو تاء، نحو قوله: "ومنه تقول: هي التخمة.... والتاء فيه بدل من الواو، لأنها من الشيء الوخيم، مثل التقى، وهذه التاء مبدلة من الواو أيضا، لأنه من الوقاية"(9).
2- إبدال التاء دالا، نحو قوله: "وادلجت.. أصله ادتلجت، بتاء بعد الدال، فأبدلوا من التاء دالا، ثم أدغموا الدال في الدال"(10).
3- إبدال التاء طاء، نحو قوله: "ويقال: التخ عليهم أمرهم.... والطخ بالطاء، فهو يلطخ الطخاخا.... والطاء في هذا بدل من التاء لقرب مخرجيهما"(11).
__________
(1) ص 906-907.
(2) ص 905.
(3) ص 906.
(4) ص 404.
(5) ص 341.
(6) ص 321.
(7) ص 802-803.
(8) سبق الحديث عن الإبدال اللغوي في ص 180-182.
(9) ص 710.
(10) ص 444.
(11) ص 749.(16/24)
4- إبدال الواو والباء ياء على غير قياس، نحو قوله: "وهو الديوان والديباج.... فأما الديوان: فمعروف.... وأصله عند العرب لما تكلمت به دوان تشديد الواو، فاستثقلوا ذلك، فأبدلوا من الواو الأولى ياء، ولذلك قالوا في الجمع: دواوين على الأصل، ولم يقولوا: دياوين.
وأما الديباج: فمعروف....وأصله عند العرب لما تكلمت به دباج بشديد الباء، فاستثقلوا التشديد أيضا، فأبدلوا من الباء الأولى ياء اتباعا للكسرة التي قبلها، ولذلك قالوا في الجمع: ديابيج بياء معجمة"(1).
ج- الإدغام:
أشار أبو سهل إلى هذه الظاهرة في ألفاظ قليلة، ومما أشار إليه:
إدغام المثلين، نحو قوله: "ويوم قار وقر بالفتح: أي بارد، وليلة قارة وقرة: أي باردة. وأصل قار قارر، على مثال بارد، وأصل قر قرر بكسر الراء على مثال حذر المكسور الذال، وأصل قرة قررة بكسر الراء أيضا"(2).
فإشارة أبي سهل إلى أصل هذه المادة إدراك منه لعلة الإدغام.
إدغام المتقاربين، نحو قوله: "ادلجت.... أصله ادتلجت بتاء بعد الدال، فأبدلوا من التاء دالا، ثم أدغموا الدال في الدال"(3).
وقوله في "المطوعة" تشديد الطاء والواو: وزنه متفعلة، وكان الأصل متطوعة، فأدغمت التاء في الطاء لتقارب مخرجيهما"(4).
وقوله عند شرح قول ثعلب: "مما يجري في كلام الناس": "وصلت من هنا بما في الخط، لأجل إدغام النون في الميم لقرب مخرجيهما"(5).
4- المذكر والمؤنث:
عقد ثعلب أربعة أبواب في فصيحه تدور حول ظاهرة التذكير والتأنيث، ولم يقصر الشارح حديثه على الألفاظ الواردة في هذه الأبواب، بل أشار إلى عدد من الألفاظ التي تندرج تحت هذه الظاهرة في مواضع أخرى من الكتاب، ويمكن إجمال كل ما أشار إليه فيما يلي:
ألفاظ سماعية مؤنثة لا غير كالإصبع(6)، والكبد(7)، والفخذ(8)، والذراع(9)، والرحى(10).
__________
(1) ص 625.
(2) ص 529.
(3) ص 444.
(4) ص 879.
(5) ص 313.
(6) ص 640.
(7) ص 613-614.
(8) ص 613-614.
(9) ص 874.
(10) ص 582.(16/25)
ألفاظ سماعية تذكر وتؤنث، كالسراويل(1)، والسكين(2)، والعنق(3)، والهدى(4).
ألفا أو صيغ مشتقة لا تلحقها علامة التأنيث، لأنها صفات أو أسماء خاصة بالمؤنث نحو: امرأة طالق وحائض(5)، وناقة سرح(6)، ورخل(7)، وعجوز(8)، أو لاستغنائها بذكر الاسم الموصوف عن علامة التأنيث نحو: امرأة قتيل وصبور وشكور(9).
ألفاظ يشترك فيها المذكر والمؤنث، ولا يجوز تأنيثها لأنها مصادر وصف بها نحو: خصم(10)، وضيف(11)، ودنف(12).
ألفاظ جاءت بالتاء في وصف المؤنث والمذكر للمبالغة، نحو ملولة، وصرورة وهذرة(13).
ألفاظ جاءت بالتاء في وصف المذكر للمبالغة، نحو: رجل راوية، وعلامة، ونسابة(14).
ألفاظ الهاء فيها أصلية وليست للتأنيث، نحو: مياه، وشياه، وعضاه(15).
ألفاظ تلحقها تاء التأنيث للفرق بين الواحد من الجنس وجمعه، وذكر من ذلك ألفاظا كثيرة، نحو: نواة، وتمرة، وبضعة، وحمامة، وسماناة، وأيكة، وريطة(16).
ألفاظ مؤنثة على غير قياس، وذكر منها لفظا واحدا، وهو: إحدى بمعنى واحدة(17).
__________
(1) ص 708.
(2) ص 657-658.
(3) ص 699.
(4) 432.
(5) ص 781.
(6) ص 787.
(7) ص 791.
(8) ص 790.
(9) ص 783-784.
(10) ص 559.
(11) ص 565.
(12) ص 561.
(13) ص 799، 800.
(14) ص 793.
(15) ص 801-804.
(16) ص 687، 765، 806، 908.
(17) ص 321.(16/26)
وقد وضح بعض الأحكام الخاصة بالتذكير والتأنيث، فأشار إلى حكم دخول الهاء على "فعيل" إن كان اسما، وسقوطه منه إن كان صفة، فقال: "وكذلك امرأة قتيل بغير هاء أيضا: بمعنى مقتولة، لأنك ذكرت امرأة قبل هذا النعت، فاستغنيت بذكرها عن إتيان الهاء في نعتها، وكذلك جميع ما أتى من النعوت على فعيل بمعنى مفعول وقد تقدمها ذكر الأسماء المنعوتة، فإنها تجري في حذف الهاء هذا المجرى، نحو: كف خضيب، وعين كحيل، ولحية دهين، وإنما لم يثبتوا الهاء في هذا، لأنه معدول عن جهته، لأنهم عدلوا من مفعول إلى فعيل.... وإذا أفردت النعت من المنعوت جئت بالهاء، فقلت: رأيت قتيلة، ولم تذكر امرأة، وأدخلت فيه الهاء، لتفرق بها بينها وبين المذكر، وكذلك إذا أضفت، فتقول: قتيلة بني فلان"(1).
وعن دخول الهاء في الاسم يقول: "وهي أكيلة السبع بالياء: وهي اسم الشاة التي أكلها، فلذلك دخلتها هاء التأنيث، لأنها اسم وليست بصفة، ولو كانت صفة لم تدخلها الهاء"(2).
وأشار إلى قاعدة تذكير العدد وتأنيثه في عدة مواضع، قال في أحدها: "والعدد إذا كان لمؤنث فإن الهاء تسقط منه من ثلاثة إلى عشرة، وإذا كان لمذكر أثبتت فيه من ثلاثة إلى عشرة. ومنه قوله تعالى: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً}(3) فحذف الهاء من سبع، لأنها الليالي، لأن واحدتها ليلة، وأثبتها في ثمانية، لأنها للأيام، لأن واحدها يوم"(4).
كما أشار إلى أن تأنيث أفعل التفضيل "يكون على فعلى، مثل أحسن وحسنى، وأول وأولى، وآخر وأخرى"(5).
__________
(1) ص 783.
(2) ص 912.
(3) سورة الحاقة 7.
(4) ص 874-875.
(5) ص 320.(16/27)
ولعل أبرز ما أشار إليه مما يتصل بهذا الموضوع بعض مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين. ومما أشار إليه خلافهم في صفة المؤنث إذا كان على زنة فاعل نحو: امرأة طالق وحائض وطاهر وطامث، بإسقاط الهاء، فذكر أن الكوفيين يرون أن الهاء إنما سقطت من هذه الأوصاف، "لأنها نعوت تخص المؤنث ولا حظ للمذكر فيها فلم يحتاجوا إلى الهاء، لأن الهاء إنما تدخل فيما يشترك فيه المذكر والمؤنث، مثل قائم وقائمة، ليفرق بينهما بها، فلما لم يكن في هذه النعوت للمذكر حظ لم يحتاجوا إلى الفرق"(1).
أما البصريون فنقل عنهم في هذه المسألة رأيين، أحدهما للخليل والآخر لسيبويه. فالخليل يرى أنهم "أسقطوا الهاء من هذه النعوت، وجاءوا بها على لفظ المذكر، لأنهم أجروها مجرى النسب، كأنهم قالوا: امرأة ذات طلاق، وذات حيض، وذات طهر، وذات طمث، ولم يجعلوها جارية على الفعل بمعنى طلقت فهي طالقة.... فإن جعلوها جارية على أفعالها أثبتوا فيها الهاء علامة للتأنيث، فقالوا: طَلُقت فهي طالقة.."(2).
وأما سيبويه "فإن مذهبه في هذه النعوت التي أسقطت منها علامة التأنيث وجعلت بلفظ المذكر، أنها جاءت أوصافا لمذكر، وإن ا لمراد بها شيء طالق، وشيء حائض، وطاهر، وطامث، وكذلك أشباههما"(3).
وأشار إلى خلاف الفريقين في قولهم: "ملحفة جديد وخلق".
فالكوفيون يرون أنها: "فعيل في تأويل مفعولة بمعنى مجدودة، وهي المقطوعة"(4).
أما البصريون فيقولون: "إنما حذفوا الهاء من ملحفة جديد وخلق على غير القياس، وليس جديد من المعدول عن المفعول، لأنه لا يجوز فيهما مفعول، وكان القياس أن تثبت فيهما الهاء، كما تثبت في صغيرة وكبيرة ومريضة، ولكنهما جاءا شاذين، ولا يقال في شيء من الأشياء: جديدة ولا خلقة، وإنما هو جديد وخلق بغير هاء للمذكر والمؤنث..."(5).
__________
(1) ص 781.
(2) ص 781
(3) ص 782. وينظر: ص 787.
(4) ص 788.
(5) ص 788-789.(16/28)
كما تطرق إلى خلافهم في علامة التأنيث التي تلحق المذكر، نحو قولهم في المدح: رجل علامة ونسابة، وفي الذم: رجل هلباجة وفقاقة، فالكوفيون يرون أن الهاء جاءت في وصف المذكر الممدوح والمذموم تشبيها بالداهية والبهيمة، فكأنهم "إذا مدحوه وبالغوا في ذلك شبهوه بالداهية، وأردوا أن أمره وفعله منكر زائد على غيره كالداهية، وكذلك أيضا إذا ذموه وبالغوا في ذلك شبهوه بالبهيمة التي لا تنطق بشيء يفهم، ولا تفرق بين الفعل القبيح والحسن..
أما البصريون فإنهم قالوا: الهاء في هذا الباب للمبالغة في الوصف الذي يمدح به أو يذم"(1).
ولم يبد المصنف رأيا في مسائل الخلاف هذه، ولم يتعصب لأحد الفريقين، لكنه كان يبدأ بعرض رأي الكوفيين أولا، فإذا انتهى منه نسبه إليهم، كقوله بعد عرض رأيهم في المسألة الأخيرة: "هذا هو معنى قول الكوفيين وطريقتهم". ثم يعقب بعرض رأي البصريين مبتدئا بنسبته إليهم قبل عرضه، كما يلاحظ أيضا في المسألة الأخيرة.
أما في غير هذه المسائل فقد أخذ برأي الخليل في جعل فاعل في صفة المؤنث على النسب، فقال في تفسير "سفرت المرأة، وهي سافر": "أي هي ذات سفور"(2). وقال في قولهم: "تحسبها حمقاء وهي باخس": "أي أنها ذات بخس... كما قالوا: طالق، أي ذات طلاق"(3).
5- الجمع:
عرض أبو سهل لجمع عدد كبير من الألفاظ المشروحة، وبين كثيرا من الأحكام المتصلة بهذه الجموع.
وكان له عناية خاصة بالإشارة إلى جموع القلة والكثرة، ووضح في غير موضع القاعدة العامة لهذه الجموع، كقوله: "وثلاثة أجد، وكذلك إلى العشرة، وهذا هو الجمع القليل، فإذا زادوا على ا لعشرة، فهو جمع كثير، تقول فيه: الجداء بكسر الجيم والمد"(4).
__________
(1) ص 796.
(2) ص 432-433.
(3) ص 813. وينظر: ص 526، 940.
(4) ص 588-589.(16/29)
وقوله: "ومياه جمع كثير، ويقال في القليل: أمواه، بإظهار الهاء أيضا، والكثير ما زاد على العشرة، والقليل من الثلاثة إلى العشرة"(1).
وكثيرا ما كان يشير إلى الجمع القليل والكثير للكلمة مع النص على ذلك، نحو قوله: "والضرع جمعه القليل أضرع، والكثير الضروع"(2).
وقوله: "النعمة.... جمعها القليل أنعم، والكثير نعم"(3).
وفي حالات أخرى كثيرة أيضا يذكرهما دون النص على القلة والكثرة، نحو قوله: "والخيط من النعام..... والجمع خيطان وأخياط"(4).
وقوله: "والجد في النسب... والجمع أجداد وجدود"(5).
وقد يكون للكلمة جمعان فأكثر في القلة أو الكثرة فيذكر ذلك، نحو قوله: "وهو الأنف.... وجمعه في القليل آنف وآناف، وفي الكثير أنوف"(6).
وقوله: "ومنه الحوار بالضم: وهو ولد الناقة.... وجمعه في العدد القليل أحورة، وفي الكثير حوران وحيران"(7).
وقوله: "والطائر: واحد... وجمعه طير، كراكب وركب، وأطيار وطيور وطوائر"(8).
وقوله: "وهي الحلقة من الناس، ومن الحديد..... وجمعها حلق... وحلق..... وحلقات بفتحها في أدنى العدد"(9).
وقد تتعدد الجموع بحسب تعدد لغات الكلمة، فيذكر ذلك أيضا، نحو قوله: "وتقول في جمع المفتوح الثاني من هذه: أشماع وأشعار وأنهار. وفي جمع المسكن: شموع وشعور ونهر بضم النون والهاء. وقياس الساكن في جمع القلة أشمع وأشعر وأنهر"(10).
وقوله: "وهي القلنسوة.... والقلنسية... وتقول في جمعها في اللغتين جميعا- إن حذفت الواو -: القلانس، وإن حذفت النون: القلاسي، وإن حذفت الهاء: القلنسي"(11).
وقوله: "ودرهم زائف وزيف.... وجمع زائف زائفات وزوائف وزيف.... وجمع زيف زيوف"(12).
__________
(1) ص 801، وينظر: ص 909-910، وفي حاشيتها كلام جيد عن جموع القلة والكثرة منقول من نسخة (ش) لم يرد في الأصل.
(2) ص 939.
(3) ص 682.
(4) ص 668.
(5) ص 677.
(6) ص 584.
(7) ص 738.
(8) ص 788.
(9) ص 873.
(10) ص 595.
(11) ص 836.
(12) ص 856-857.(16/30)
وقد يشير عند شرح الألفاظ المجموعة إلى أفرادها، نحم قوله: "والعجم... والواحدة عجمة"(1).
وقوله: "وواحدة الشطب المضمومة الطاء شطيبة،على مثال طريقة وطرق"(2).
وقوله: "والرقاق.... والواحدة منه رقاقة"(3).
وأشار إلى جمع الجمع، ونص على هذه التسمية في قوله: "رهن جمع رهان، مثل فراش وفرش، فيكون جمع جمع"(4).
وقد يشير إليه من غير تسمية كقوله: "وهو السوار: للذي في اليد... وجمعه القليل أسورة، وجمع أسورة أساور وأساورة"(5).
وقوله: "وجمع الظفر أظفار، وجمع الأظفار أظافير"(6).
وتحدث عن اسم الجمع، وهو ما ليس له واحد من لفظه، من غير أن ينص على هذا التسمية، فقال: "وتقولك امرؤ بضم الراء، وامرآن وقوم، وامرأة وامرأتان ونسوة، فجاء لفظ الجمع للمذكر والمؤنث من غير لفظ موحدهما، ولا يقولون في الجمع: امرؤون ولا امرآت"(7).
ووافق ثعلبا على جعل "عدى" جمعا لعدو، وهو عند أكثر علماء اللغة والنحو اسم جمع، وضع موضع الجمع(8).
وذكر قاعدة صرفية هامة، وهي أن المصادر وأسماء الأجناس لا تثنى ولا تجمع، إلا إذا اختلفت أنواعها،وذلك في وقوله: "المصدر لا يثني، ولا يجمع، ولا يؤنث لأنه يدل بلفظه على القليل والكثير، كأسماء الأجناس، كالماء والزيت والعسل.... لأن كل لفظ من ذلك يقع على الجنس بأسره قليله وكثيره، فاستغني عن تثنيته وجمعه، فإن اختلفت أنواعها جاز تثنيتها وجمعها، كقولك: شربت ماءين، تريد: ماء حلوا، وماء ملحا.... وكذلك المصدر نحو قولك: ضربت زيدا ضربين، أي نوعين من الضرب شديدا وهينا. ومنه قوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} أراد ظنونا مختلفة"(9).
__________
(1) ص 742.
(2) ص 839.
(3) ص 845.
(4) ص 380.
(5) ص 645.
(6) ص 936.
(7) ص 839-840.
(8) ص 854.
(9) ص 559-560.(16/31)
كما ذكر أن المصدر متى كثر استعماله ثني وجمع أيضا، حيث يقول: "ورجل ضيف، وامرأة ضيف، وقوم ضيف كذلك، لا يثنى ولا يجمع، لأنه مصدر وضع موضع ضائف... وإن شئت ثنيت وجمعت، فقد قالوا: أضياف وضيوف وضيفان... وإنما ثني هذا وجمع لما كثر استعماله، لأنهم أجروه مجرى الأسماء والصفات، ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث من هذا الباب إلا ما كثر استعماله، فأما ما يقل استعماله فالأصل فيه أن يترك في التثنية والجمع والتأنيث بلفظ واحد، لأنها مجراة مجرى المصادر"(1).
وأشار إلى قاعدة جمع ما جاء على وزن "فعلة" من الأسماء والصفات، كما سبق في حديثنا عن الميزان الصرفي(2).
ونبه على بعض الجموع التي جاءت على غير القياس من غير أن يعلل ذلك، وقد يذكر القياس، كقوله: "وهو الدخان... وجمعه دواخن على غير القياس، كما قالوا: عثان وعواثن"(3).
وقوله: "وفوهة النهر: مخرج مائه. والجمع أفواه على غير قياس وقياسه فوايه"(4).
وتحدث عن بعض الألفاظ التي لم يسمع لها بجمع، وغالبا ما يذكر قياسه، نحو قوله: "وهو صداق المرأة: لمهرها، ولم يسمع له جمع، وقياسه في القليل أصدقة، وفي الكثير صدق"(5).
وقوله: "وناقة سرح... أي سريعة في سيرها، ولم يسمع لها بجمع وقياسه أسراح مثل عنق وأعناق، وطنب وأطناب"(6).
وقوله: "وأما الحدور بفتح الحاء: فهو مثل الهبوط... ولم يسمع له بجمع أيضا"(7).
وأشار إلى بعض الجموع التي تتكلم بها العامة، فقال: "وهي الرحى.... وجمعها أرحاء، ولا يقال: أرحية"(8) ولم يعلل سبب المنع.
وقال: "وهذه فرس: للأنثى من الخيل..... وتقول للمذكر: هذا فرس.... والجمع منهما أفراس، ولا يقال: فرسان، إنما الفرسان جمع فارس، كراكب وركبان"(9).
وقال: "وأما الدانِق والدانَق: فهما بمعنى واحد... وجمعها دوانق، والعامة تقول: دوانيق فيكون جمع داناق، وهي لغة للعرب"(10).
__________
(1) ص 564-565.
(2) ص 193.
(3) ص 767.
(4) ص 753.
(5) ص 583.
(6) ص 788.
(7) ص 610.
(8) ص 582.
(9) ص 791-792.
(10) ص 857.(16/32)
وأشار إلى بعض الجموع التي طرأ عليها شيء من العلل الصرفية، من ذلك قوله – غير ما تقدم الحديث عنه(1) -: "أوقية، وجمعها أواقي..... وقد قالوا أيضا: أواق بالتخفيف، على حذف الياء التي هي لام الفعل"(2).
وأشار إلى دور الجمع في رد الكلمات إلى أصولها، فقال: "وجمع العضة: عضاه بإظهار الهاء في الجمع أيضا، لأن أصل عضة "عضهة" بهاءين وفتح الضاد، فحذفوا الهاء الأصلية وبقوا الزائدة، فإذا صغروا أو جمعوا ردوا الهاء المحذوفة"(3).
6 – النسب"
أشار أبو سهل إلى أربعة أنوع من الألفاظ المنسوبة:
منسوب إلى مفرد على القياس، وذكر الاسم المنصوب إليه، فقال: "ورمح خطي ورماح خطية بتشديد الطاء والياء: وهو منسوب إلى الخط، وهي إحدى مدينتي البحرين، يقال لإحداهما: الخط، والأخرى هجر"(4).
منسوب إل لفظ محذوف اللام، وذكر أن هذه اللام ترد عند النسب، فقال: "وأصل لغة: لغوة، مثل عروة، ولذلك قالوا في النسب إليها لغوي"(5).
منسوب إلى لفظ جاء على صورة الجمع، وجازت النسبة إليه، لأنه صار اسما للواحد، فقال: "وثوب معافري بتشديد الياء: وهو منسوب إلى معافر، وهو موضع. وقيل: قبيلة من اليمن. وقال الجبان: هو اسم رجل سمي بلفظ الجمع"(6).
__________
(1) ص 193، 195.
(2) ص 717-718.
(3) ص 804.
(4) ص 590.
(5) ص 316.
(6) ص 586.(16/33)
منسوب على غير القياس، وذكر من ذلك ثلاثة ألفاظ، وهي يمان، وشأم، وتهام، وذكر في سبب شذوذها وجهين هما الحذف والتعويض في يمان وشآم، والحذف وتغيير الحركة في تهام، فقال: "وتقول: رجل يمان: من أهل اليمن، وشآم بوزن شعام: من أهل الشام... وتهام بفتح التاء: من أهل تهامة، وكان القياس فيمن نسب إلى اليمن والشام أن يقال: يمني وشأمي بتسكين الهمزة، بوزن شعمي، وبياء مشددة في آخره للنسب، لكن لما كثر استعمالهما في الكلام وجب تخفيفهما فحذفوا إحدى ياءي النسب من آخرهما وعوضوا منها ألفا قبل النون والميم، فصار يماني وشآمي بفتح الهمزة وياء خفيفة، ثم لما أدخلوا التنوين حذفوها لئلا يجتمع ساكنان، فقيل: يمان وشآم..... وتهامة مكسورة التاء، والأصل في النسب إليها تهامي بكسر التاء وتشديد الياء، فلما أرادوا تخفيفه أيضا حذفوا إحدى ياءي النسب منه، وأرداوا أن يعوضوا منها ألفا كما عملوا بيمان وشآم، فلم يمكنهم ذلك لكون الألف قبل الميم، فلو زادوا ألف التعويض لاجمتع ألفان ساكنان، فكان يجب أن يحذفوا أحدهما، فعدلوا عن هذا إلى فتح الميم، ونابت هذه الفتحة عن ألف التعويض، فصار تهامي بياء خفيفة، ثم لما أدخلوا التنوين حذفوا الياء لالتقاء الساكنين،فصار تهام، على لفظ يمان وشآم"(1).
ثالثا: المسائل النحوية:
عرض أبو سهل لبعض المسائل النحوية، وكان عرضه لها في الغالب موجزا، أي من غير تفصيل واستيعاب لجميع جوانب المسألة، حيث كان يقتصر في إشارته النحوية على ما تمس الحاجة إليه، أو تقتضيه المناسبة في ضوء شرحه اللغوي للألفاظ.
__________
(1) ص 890-891.(16/34)
ومن المسائل التي عرض لها ظاهرة الإعراب، حيث أعرب ووجه بعض الأساليب والألفاظ الواردة في الفصيح، فعند قول ثعلب: "ومنه ما فيه لغتان كثرتا، واستعملتا، فلم تكن إحداهما أكثر من الأخرى، فأخبرنا بهما" قال: "تكن... يطلب في هذا الموضع اسما وخبرا، فاسمه مرفوع وخبره منصوب، لما كان هو الاسم في المعنى، واسمه وقوله: "إحدى" إلا أنها لا يتبين فيها وفع، لأنها مقصورة، وهي مضافة إلى هما، وهو ضمير عن اللغتين، و"أكثر" منصوب، لأنه خبر تكن"(1).
وأشار إلى بعض الأسماء الممنوعة من الصرف، وذكر منها نوعين:
نوع منع من الصرف لعلة واحدة، وذكر من ذلك جموعا جاءت على وزن أفاعيل، مثل: أضاحي، وأماني، وأواقي(2).
ونوع منع ممن الصرف لوجود علتين معا،وذكر من ذلك الممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، أو العلمية والعجمة، مثل: محوة، وعرفة، وبغداد(3) والممنوع من الصرف اللوصفية ووزن الفعل مثل: أبرص، وأول(4).
كما تعرض لبعض الأحكام المتصلة ببعض بالحروف والأدوات النحوية مثل: إلى، والباء، وعلى، وفي واللام، ومن، ومذ ومنذ، ولن، ولم، ولعل، وليت، وما(5).
ولعل من أهم المسائل النحوية التي عرض لها بعض مسائل الخلاف بين البرصريين والكوفيين. ومما عرض له خلافهم في تأصيل اسم الإشارة "ذا" من غير تحيز ظاهر لأحد الفريقين، حيث يقول: "هذا اسم مبهم يشار به اللمخاطب إلى كل مذكر موجود بحضرته غير بعيد عنه.
وأصله عند البصريين ذان وأصل ذا ذيا، وقال الكوفيون: أصل هذا الذال وحدها، والألف عماد وتكثير، لأن الاسم لا ينفصل على حرف واحد. وقالوا جميعا: إن العرب زادت ها قبل ذا للتنبيه"(6).
__________
(1) ص 321.
(2) ص 717.
(3) ص 369، 743، 833.
(4) ص 748، 898.
(5) ينظر: ص 313، 315، 316، 322، 327، 362، 822، 867، 897، 916، 937.
(6) ص 310.(16/35)
ولكنه أخذ برأي البصريين في هذه المسألة في موضع آخر حيث قال: "وذلك: اسم مبهم وهو نقيض هذا في الإشارة..... والاسم منه ذا، واللام زائدة للتكثير"(1). وقوله: "اسم مبهم" موافقة كذلك لرأي البرصريين، لأنهم يسمون أسماء الإشارة أيضا "الأسماء المبهمة"، أما الكوفيون فيسمونها "حروف المثل"(2).
وكذلك نقل عن بعض علماء اللغة والنحو تأصيل "تلك وتيك" في الإشارة إلى رأي المؤنثة البعيدة، ورد على من زعم أن "ذيك" بالذال والياء خطأ، فقال: "والذي عندي أن تلك باللام، وتيك بالياء، وذيك بالذال والياء كلها بمعنى واحد،وهي لغات للعرب، وليس ذيك بالذال خطأ،كما زعم ثعلب والجبان وغيرهما، بل هي لغة صحيحة جارية على قياس كلام العرب.... والكاف في آخر تلك وتيك زائدة للخطاب، ولا موضع لها من الإعراب، لأنها حرف وليست باسم، والدليل على أن ذيك بالذال، لغة صحيحة وليست بخطأ أنهم إذا حذفوا كاف الخطاب من آخرها بقيت ذي بذال مكسورة، وبعدها ياء، فتكون إشارة إلى مؤنث فإذا أشاروا إلى مذكر قالوا: ذا عبد الله بذال مفتوحة، بعدها ألف، ثم إنهم يزيدون قبل ذا وذي ها للتنبيه، فيقولون: هذا عبد الله، وهذي أمة الله، قرأ بعض القراء: {إِنَّ هَذِي أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}، {وَلا تَقْرَبَا هَذِي الشَّجَرَة} بالياء فيهما..."(3).
والبصريون يمنعون إضافة الشيء إلى نفسه أو صفته، والكوفيون يجيزون ذلك، لأن العرب تضيف الشيء إلى نفسه أو صفته إذا اختلفت ألفاظه ويحتجون بقوله تعالى: {وَلَدَارُ الآخِرَة}(4)، وقوله أيضا: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ}(5).
__________
(1) ص 317.
(2) التهذيب 15/37، واللسان 15/454 (ذا).
(3) ص 850-851.
(4) سورة يوسف 109.
(5) سورة الواقعة 90. وينظر: معاني القرآن 2/55، والإنصاف في مسائل الخلاف 2/36.(16/36)
وقد أشار أبو سهل عند قول ثعلب: "وهو عرق النسا" بإضافة عرق إلى النسا، إلى إجازة الكوفيين هذا الاستعمال، ومنع البصريون له، لأن النسا اسم العرق بعينه. واكتفى هنا بعرض الرأيين دون تأييد لأحدهما(1).
أما عند قول ثعلب: "وتقول: كان ذاك... عام الأول" فقد قدر الإضافة بقوله: "كان ذاك عام الحديث الأول، وعام الزمان الأول"(2)، فأخذ بالمذهب البصري في منع إضافة الشيء إلى وصفه، وحمل الإضافة على تقدير مضاف إليه محذوف حلت صفته محله.
ومما يؤكد ميل أبي سهل إلى مذهب البصريين في هذه المسألة قوله:" وهي بقلة الحمقاء، هكذا رأيته في نسخ عدة بإضافة بقلة إلى الحمقاء، وليس هو جيدا، ورأيت في نسخ أخر:وهي البقلة بالألف واللام والرفع على الصفة، وهذا هو الصواب"(3). فصوب الرواية الأخيرة، ولم يستحسن الأولى، لأنها وردت بإضافة الموصوف إلى صفته.
وأرى أن إضافة الشيء إلى صفته استعمال لغوي سليم، وليس هناك ما يدعو إلى تكلف التأويل والتقدير، وما لا يحتاج إلى تأويل أولى وأجدر بالقبول مما يحتاج إلى تأويل.
وأخذ بالمذهب البصري أيضا في إعراب الاسم الواقع بعد "مذ"، حيث يقول: "وتقول: ما رأيته مذ أول من أمس برفع "أول"، هكذا هو في نسخ عدة، وفي نسخ أخر "مذ أول" بالنصب، والأجود بالرفع، لأن مذ بغير نون ترفع ما مضى من الزمان على تقدير الابتداء والخبر، وتقديره: مبدأ انقطاع رؤيتي له أول من أمس، وأول ذلك أول من أمس"(4).
فهذا هو مذهب البصريين في تقدير الرفع، أما الكوفيون فيذهبون إلى أن "مذ ومنذ" إذا ارتفع الاسم بعدهما ارتفع بتقدير فعل محذوف. وذهب أبو زكريا الفراء إلى أنه يرتفع بتقدير مبتدأ محذوف(5).
__________
(1) ينظر: ص 580-581.
(2) ص 880.
(3) ص 814-815.
(4) ص 897-898.
(5) الإنصاف 1/382.(16/37)
ولا يعني أخذه برأي البصريين في هذه المسائل أنه بصري المذهب أو ممن يتعصب له، فقد خالف رأي البصريين في غير مسألة من مسائل النحو واللغة رجح فيها رأي الكوفيين، فمن ذلك رده على ابن درستويه والجبان – وهما ممن يتعصب للمذهب البصري – إنكارهما على ثعلب قوله في تأنيث الأسود: "والأنثى أسودة" فقال: "أنكر ابن درستويه أسودة، وكذلك أنكره الجبان أيضا، وقال: هذا شيء من قبل الكوفيين، لأن أسود إن كان وصفا فتأنيثه سوداء، وإن كان اسما غير وصف فلا لفظ منه لمؤنثه مختص. وهذا الذي أنكراه على ثعلب – رحمه الله – لا يقدح فيما رواه عن علماء الكوفيين، ولو لم يصح له سماع ذلك منهم لما أثبته في كتابه، وإذا ورد الشيء المسموع عن من يوثق به تقبل ذلك وإن كان خارجا عن القياس، ومع هذا فإن غيره من أهل اللغة أيضا قد حكى: رأيت أسودات كثيرة، أي حيات، فجمع أسودة على أسودات"(1).
وقال ثعلب: "وهو الوقود، والطهور، والوضوء، تعني الاسم، والمصدر بالضم" فوافق أبو سهل ثعلبا على هذا التفريق، وهو مذهب كوفي، أما البصريون فقالوا: الفتح والضم في هذه الألفاظ للأسم والمصدر جميعا(2).
ومنع الأصمعي قولهم: "شتان ما بينهما" وأجازه الفراء وثعلب، ولم يخالفهما أبو سهل، بل أنشد قول أبي الأسود الدؤلي حجة لذلك القول:
لشتان ما بيني وبينك إنني
على كل حال أستقيم وتضلع(3)
وأجاز الفراء أيضا كسر نون شتان، وهو خطأ محض عند البصريين، أما أبو سهل فلم يخطئه بل وجهه بقوله: "وأما وجه قول الفراء في كسر النون، فكأنه أراد تثنية شت، وهو المتفرق، ويجوز أن يكون كسرها على أصل التقاء الساكنين"(4).
__________
(1) ص 896-897.
(2) ص 610، 611.
(3) ص 821، 823.
(4) ص 823.(16/38)
وبالرغم من اعتماده على القياس في بعض المسائل(1)، فإنه كان يميل إلى الأخذ بمنهج الكوفيين في تقديم السماع على القياس إذا ما تعارضا(2)، يوضح ذلك قوله السابق: "وإذا ورد الشيء المسموع عن من يوثق به تقبل ذلك، وإن كان خارجا عن القياس".
وقوله: "...وكان القياس الدخل بسكون الخاء... لكن السماع أولى من القياس"(3).
وقوله: "وهذا الذي قاله ابن درستويه وإن كان قياسا صحيحا، فإن المسموع من العرب خلافه..."(4).
وقوله: "... وإن كان بعض الجموع قد خرجت عن القياس، لكن الذي ورد به السماع ما قالوه "(5).
وقوله: " والعامة تقول: عود يسر بالياء، وإن كان له وجه من الاشتقاق، فهو مخالف لما وردبه السمع عن العرب"(6).
واستخدم إلى جانب مصطلحات النحو البصرية كثيرا من المصطلحات الكوفية، فعبر عن الفعل المضارع بالمستقبل(7)، وعن النفي بالجحد(8)، وعن المبني للمجهول بما لم يسم فاعله(9)، وعن تاء التأنيث بالهاء(10). وعن الجر بالخفض(11)، وعن بناء الأمر بالجزم(12)، وعن الفتح والضم بالنصب والرفع، والخلط بين ألقاب البناء والإعراب شائع عند الكوفيين.
والذي نخرج به مما سبق أن أبا سهل – رحمه الله – لم يكن متعصبا لأحد الفريقين، بل كان يأخذ من آرائهما ما يراه جديرا بالإتباع، وما يحقق غرضه في خدمة المادة العلمية لكتابه في استقلالية وتجرد يحكمها العقل ولا تؤثر فيهما العاطفة.
__________
(1) ينظر مثلا: ص 321، 333، 427، 583، 753.
(2) دراسة في النحو الكوفي 297.
(3) ص 596.
(4) ص 676.
(5) ص 855.
(6) ص 697.
(7) ينظر: ص 184 من هذا القسم.
(8) ص 844.
(9) ص 391، 410.
(10) ص 526، 797، 806.
(11) ص 797، 898.
(12) ص 816، 817.(16/39)
الفصل الثاني: دراسة كتاب إسفار الفصيح.
وفيه المباحث التالية:
المبحث الأول: تحقيق عنوان الكتاب،وتوثيق نسبته إلى مؤلفه.
أجمع أرباب التحقيق(1) على أن الكتاب المنسوخ بخط مؤلفه، يعد أوثق دليل على صحة عنوان الكتاب ونسبته إلى مؤلفه.
وقد وصل إلينا – بحمد الله – كتاب "إسفار الفصيح" بخط مؤلفه(2) أبي سهل الهروي، متجاوزا بذلك نحو ألف سنة من رحلة التاريخ، لم يصب خلالها بأي أذى يذكر، فكان في حرز من رعاية الله وصونه وحفظه، بالرغم مما حل بالأمة من كوارث من كوارث ونكبات ضاع بسببها كثير من تراثها الفكري، وهي نعمة من الله بها على هذا الكتاب وعلى مؤلفه قل أن يظفر بها كتاب ألف في العصور المتأخرة فضلا عن العصور الغابرة.
والعنوان الذي أثبته أبو سهل على الورقة الأولى هو: "كتاب إسفار(3) الفصيح".
ثم أعاد ذكر العنوان بمخالفة لفظية يسيرة في مقدمة الكتاب فقال: ".... فعملت لك هذا الكتاب ووسمته بإسفار الفصيح".
ثم ذكره في نهاية الكتاب بالصيغة التي ذكرها على الورقة الأولى قائلا: "تم كتاب إسفار الفصيح، والحمد لله رب العالمين....".
وقد ذكره بالصيغة الواردة في المقدمة في مقدمة "التلويح في شرح الفصيح" حيث قال: "ثم سألني أيضا أن أفسر له الفصول التي أهمل تفسيرها، وأن أزيد في بيان ما فسره منها، فعملت له ذلك في كتاب آخر ووسمته بإسفار الفصيح"(4).
وورد العنوان بهذه الصيغة أيضا على الورقة الأولى من نسخة مكتبة شهيد علي، أما نسخة دار الكتب المصرية فكتب العنوان على صدرها بخط حديث: "شرح فصيح ثعلب في اللغة للهروي"(5).
__________
(1) ينظر: تحقيق النصوص ونشرها 42، ومحاضرات في تحقيق النصوص 65، 67، وتحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل 235.
(2) ينظر: ص 280 من هذا القسم.
(3) الإسفار: مصدر أسفر يسفر إسفارا، وهو الوضوح والانكشاف، يقال: أسفر الصبح، أي أضاء. المقاييس 3/82، واللسان 4/370 (سفر).
(4) ص 1.
(5) ينظر وصف هاتين المسختين في ص 285-289.(17/1)
وقد ورد الكتاب مذكورا في كتب التراجم، والكتب التي نقلت عنه تحت عنوانين مختلفين هما:
إسفار الفصيح (أو إسفار كتاب الفصيح).
ذكر بهذا العنوان في: الوافي بالوفيات(1)، وارتشاف الضرب(2)، واللسان(3)، والتاج(4)، والأعلام(5)، وتاريخ التراث العربي(6).
شرح الفصيح (أو شرح فصيح ثعلب).
وذكر بهذا العنوان في معجم الأدباء(7)، وتلخيص ابن مكتوم(8)، وبغية الوعاة(9)، وخزانة الأدب للبغدادي(10)، وشرح أبيات مغني اللبيب له(11)، وحاشيته على شرح بانت سعاد(12).
وفي الكتب الثلاثة الأولى ذكر أن له "شرح الفصيح ومختصره"، ويعنون ب"مختصره" التلويح في شرح الفصيح، وقد سبق الحديث عنه(13).
ومن بين هذه العناوين اخترت العنوان الذي ارتضاه المؤلف، وأثبته بخطه على الورقة الأولى والأخيرة من الكتاب، وهو "كتاب إسفار الفصيح".
وفي هذا الذي أوردناه دليل كاف على توثيق نسبة الكتاب إلى أبي سهل، ولاسيما أن الكتاب وصل إلينا منسوبا بخطه. وهناك أدلة أخرى تقطع أيضا بنسبة الكتاب إلى أبي سهل أسوق لك بعضها، تأكيدا لما سبق منها:
إمساكه عن التفصيل في كثير من المسائل العلمية، وإحالته على كتبه الأخرى، وقد ذكر منها: كتاب الكنى والمبنى، والكتاب المثلث، والمنمق، وكتاب الأسد، وكتاب السيف. وهذه الكتب ثابتة النسبة إليه، لم يشك فيها أحد، وقد ذكرت أمثلة من إحالاته عليها في الحديث عن مؤلفاته.
وجود نصوص كثيرة نقلت من هذا الكتاب، وهي موجودة فيه وسيأتي توضيح ذلك في مبحث تقويم الكتاب.
روى في هذا الكتاب عن أبي أسامة جنادة بن محمد الهروي (ت399هـ) ونص على أنه من شيوخه، وقد نص أكثر مترجميه على ذلك أيضا.
__________
(1) 4/121.
(2) 2/118.
(3) فعم) 12/455.
(4) فعم) 9/13/ وفي هذين الأخيرين "إشعار الفصيح" بالشين المعجمة والعين، ولا شك أنه تصحيف.
(5) 6/275.
(6) 8/253، 477.
(7) 6/2579.
(8) 226.
(9) 1/195.
(10) 1/25، 6/283، 285.
(11) 4/88.
(12) 1/347، 544.
(13) ص 105.(17/2)
المبحث الثاني: سبب تأليف الكتاب وزمن تأليفه.
بين أبو سهل – رحمه الله – السبب الذي حمله على تأليف هذا الكتاب بقوله في مقدمته: "فإني لما هذبت لك كتاب الفصيح المنسوب إلى أبي العباس أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني، المعروف بثعلب – رحمه الله – لما أنكرت عليه إثباته فصولا عدة في غير أبوابها المترجمة بها، ثم استكثرت أيضا ما أهمله من تفسير فصوله، سألتني أن أبينها لك وأوضحها، وأن أزيد أيضا في إبانة ما فسره منها، وأورد مصادر الأفعال التي أهمل ذكرها، لإشكالها واختلافها، وأسماء الفاعلين والمفعولين، لأنه قد ذكر بعضها، فعملت لك هذا الكتاب ووسمته بإسفار كتاب الفصيح"(1).
ثم أعاد ذكر هذا السبب في مقدمة التلويح، فقال: "فإنه لما كان جمهور الناس الذين يؤدبون أولادهم، ومن يعنون بأمرهم يحفظونهم كتاب الفصيح المنسوب إلى أبي العباس أحمد بن يحيى الشيباني، المعروف بثعلب – رحمه الله تعالى – قبل غيره ممن كتب اللغة، لما فيه من الألفاظ السهلة المستعملة، ولأن العامة تخطئ في كثير منها، وكان قد عرى أكثر فصوله من التفسير، وأثبت منها أيضا فصولا عدة في أبواب تخالف ترجمها. وكنت قد هذبته لبعض أولا الكتاب، وميزت فصوله، ورتبت أوائلها في أكثر الأبواب على حروف المعجم، في كتاب مفرد معرى من التفسير أيضا، نحو ما في الأصل، ووسمته بتهذيب كتاب الفصيح.
ثم سألني أيضا أن أفسر له الفصول التي أهمل تفسيرها، وأن أزيد أيضا في إبانة ما فسره منها، فعملت له ذلك في كتاب آخر، ووسمته بإسفار الفصيح"(2).
فالسبب الرئيس الذي حمله على تأليف هذا الكتاب إذا هو الاستجابة لطلب ذلك السائل الذي صرح باسمه في السماع المدون على الورقة الأولى من إسفار الفصيح، وهو شهاب بن علي بن أبي الرجال الشيباني، ابن وزير الدولة الصنهاجية بالمغرب، وقد سبق الحديث عنه(3).
__________
(1) ص 309.
(2) التلويح 1.
(3) ص 94-96.(17/3)
ومن الأسباب التي حملته أيضا على تأليف هذا الكتاب إدراكه – رحمه الله – أهمية كتاب الفصيح الذي كان من أفضل وأيسر الكتب التي ألفت في حقل التصحيح واللغوي، فضلا عن شهرته وتداوله بين الناس الذين يعنون بتربية أولادهم وتأديبهم، كما قال في مقدمة التلويح(1).
ثم رأى أن الفصيح بصورته التي تركها عليه ثعلب بحاجة إلى تفسير وتوضيح، إذ أهمل تفسير أكثر ألفاظه، وأوجز في تفسير بعضها إلى درجة الإخلال، فكان هذا أيضا باعثا له على تأليف هذا الكتاب.
وتلك غاية تعليمية محضة، ولا شك أن له غاية أسمى، وهي المساهمة غير المباشرة في خدمة كتاب الله العزيز الذي أنزل بلسان عربي مبين، وذلك بالحفاظ على سلامة هذا اللسان، وتنقيته من شوائب اللحن وعيوب الفصاحة.
أما عن الزمن الذي ألف فيه أبي سهل هذا الكتاب فقد ذكر في السماع الذي دونه على الورقة الأولى أن شهاب بن أبي الرجال الشيباني الذي ألف له الكتاب، فرغ من سماعه منه في شهر ذي الحجة سنة سبعة وعشرين وأربعمائة (427هـ)، وسجل شهاب بخطه في الورقة الأخيرة من الكتاب أنه فرغ من سماع الكتاب كله بقراءة مؤلفه أبي سهل في داره بمصر لاثنتي عشرة خلون من ذي الحجة، في السنة نفسها.
فالظاهر من فحوى هذا السماع أن أبا سهل قد انتهى من تأليف كتابه هذا في أحد الأشهر الواقعة قبل شهر ذي الحجة من سنة سبع وعشرين وأربعمائة أو في وقت قريب منها، لأننا لا نشك أن شهابا الذي ألف هذا الكتاب استجابة لطلبه، لا بد أن يكون حريصا على سماعه من مؤلفه فور الانتهاء منه.
وقد أشار أبو سهل في هذا الكتاب إلى جملة من آثاره التي تناولت مسائل لغوية دقيقة لا يقدم عليها إلا من اكتمل نضجه العلمي، وهذه الآثار جميعا ذكرها مترجموه أو من نقل عنه من العلماء، ولم يذكروا له سواها، عدا كتاب "الفرق بين الضاد والظاء" الذي انفرد بذكره ابن مالك في "وفاق المفهوم" أو من نقل عنه، كما سبق توضيح ذلك في مبحث آثاره.
__________
(1) ص 1.(17/4)
وإذا علمنا مع كل ما تقدم أن وفاة أبي سهل كانت في سنة 433هـ جاز لنا أن نقول ونحن على يقين: إن إسفار الفصيح كان من تصانيفه الأخيرة، وليس بعده إلا "التلويح في شرح الفصيح" الذي جعله مختصرا لكتابه هذا.
المبحث الثالث: منهج المؤلف في الكتاب.
أشار أبو سهل في مقدمة كتابه إلى المنهج الذي سلكه في تأليفه فقال: "فإني لما هذبت لك كتاب "الفصيح" المنسوب إلى أبي العباس أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني، المعروف بثعلب – رحمه الله – لما أنكرت عليه إثباته فصولا عدة في غير أبوابها المترجمة بها، ثم استكثرت أيضا ما أهمله من تفسير فصوله، سألتني أن أبينها لك وأوضحها، وأن أزيد أيضا في إبانة ما فسره منها، وأورد مصادر الأفعال التي أهمل ذكرها، لإشكالها واختلافها، وأسماء الفاعلين والمفعولين، لأنه قد ذكر بعضها، فعملت لك هذا الكتاب ووسمته بـ"إسفار الفصيح"، وقد كنت قبل ذلك ابتدأت بشرح الأصل ثم لما سألتني تفسيره واستعجلتني فيه، عملت لك هذا وقصدت فيه الإيجاز والاقتصار في التفسير، ليقرب عليك حفظه، وإن امتدت بي الحياة تممت – إن شاء الله – شرحه لك، ولنظرائك المتأدبين..."(1).
ثم أعاد وصف منهجه في هذا الكتاب بأوسع مما ذكر هنا في مقدمة كتاب "التلويح في شرح الفصيح"، حيث يقول: "ثم سألني أيضا أن أفسر له الفصول التي أهمل تفسيرها، وأن أزيد في بيان ما فسره منها، فعملت له ذلك في كتاب آخر، وسمته بإسفار كتاب الفصيح.
__________
(1) ص 309.(17/5)
ثم إني رأيت جماعة من المبتدئين تضعف قواهم عن الإحاطة بما أودعته فيه من التفسير، والشواهد من القرآن والشعر، ويستطيلون حفظه، فاختصرت لهم منه أشياء تكفيهم معرفتها، وتنشطهم في حفظها نزارتها، وأثبتها في هذا الكتاب، ووسمته بكتاب "التوليح في شرح الفصيح"، لأنني لوحت بشرح فصوله كلها فقط، ولم أذكر ِشاهدا على شيء منها، ولا جمعا لاسم، ولا تصريفا لفعل، ولا مصدرا له، ولا اسم فاعل، ولا مفعول... ولم أذكر فيه أيضا شرح الرسالة، والأبيات التي استشهد بها، ولم أنبه على شيء من الفصول التي أثبتها في غير أبوابها، وأحالها عن جهة صوابها طلبا للتحفيف والإيجاز، فإذا حفظوا هذا الكتاب وأتقنوه، وآثروا زيادة في التفسير على ما فيه نظروا في ذلك الكتاب – إن شاء الله تعالى – "(1).
ويقصد "بالكتاب" كتاب إسفار الفصيح، وهذا يعني أن ما أهمله في التلويح ذكره في الإسفار.
وإذا ما عدنا إلى كتاب إسفار الفصيح فإننا نجد المؤلف قد التزم بهذا المنهج الذي رسمه لنفسه في المقدمتين، وسار عليه في الكتاب كله تقريبا.
ويمكن توضيح منهجه علاوة على ما ذكر بما يلي:
استهل المؤلف كتابه بشرح خطبة الفصيح، وانتهى بشرح باب الفرق، والتزم في أثناء ذلك بترتيب ثعلب لأبواب فصيحه، والعناوين التي وسم بها تلك الأبواب.
طريقته في الشرح أن يمزج كلامه بكلام ثعلب، أو يذكر عبارة الفصيح مسبوقة بإحدى العبارات التالية: "وأما قوله، وقوله، وقول ثعلب، قال أبو العباس، وقال أبو العباس ثعلب"(2). أو يقدم قطعة من الفصيح قد تطول وقد تقصر،ثم يتبعها بالشرح(3).
يشرح ألفاظ الفصيح، فيتناول المعنى اللغوي الدلالي للألفاظ، ويذكر صيغ الأفعال ويوجه تصاريفها، فيذكر غالبا اسم الفاعل والمفعول والمصدر وبعض المشتقات الأخرى، ويذكر جموع الأسماء.
__________
(1) ص 1، 2.
(2) ينظر مثلا: ص 313، 315، 318، 604، 795، 898.
(3) ينظر مثلا: ص 606، 612، 930، 935، 938.(17/6)
يستشهد على ما يشرح بالقرآن الكريم وبعض قراءاته، أو بالحديث الشريف، أو ببليغ كلام العرب شعرا ونثرا.
يورد أقوال العلماء في بعض الألفاظ أو المسائل المشروحة، وقد نقل عن الأئمة الثقات، أمثال الخليل، ويونس، وأبي زيد، وسيبويه، والفراء، والأصمعي، وأبي حاتم، والمبرد، وابن الأعرابي، وغيرهم.
اعتنى بالمسموع من كلام العرب، وقدمه على القياس عند التعارض.
بذل عناية كبيرة في ضبط الألفاظ، ويمكن حصر أساليب عنده في الأنواع التالية:
الضبط بالنص على الحركة، وهذا أشهر أنواع الضبط عنده، ويكاد يشمل جميع الألفاظ المشروحة، ومن أمثلة هذا النوع قوله: "وتقول: حلمت في النوم أحلم، بفتح اللام في الماضي وضمها في المستقبل، حلما وحلما بسكون اللام وضمها، والحاء منهما مضمومة"(1). وقوله: "أرعني سمعك، بفتح الألف وسكون الراء، وكسر العين"(2). وقوله: "والبرثن: بضم الباء والثاء وجمعه براثن"(3).
الضبط ببيان نوع الحرف، كقوله: "وبسق النخل بالسين: أي طال"(4). وقوله: "الجمع جيابيج بياء معجمة بتقطتين من تحت"(5).
ج- الضبط بالتتنظير ببناء مشهور، نحو: وهي الغسلة.... وجمعها غسل، مثل قربة وقرب"(6). أو ببناء مماثل في التصريف نحو: "وقد قرص اللبن يقرص قروصا، فهو قارص، على مثال رجع يرجع رجوعا، فهو راجع"(7).
د- وقد يلجأ إلى أكثر من طريقة في الضبط، فيضبط بالحركات والحروف والميزان الصرفي، أو بالوزن والمعنى، كقوله: " وأنا أس على فعل، وآس أيضا بالبد على فاعل، وأسوان وأسيان بالواو والياء، على وزن سكران، أي حزين "(8). وقوله:" وهي الطنفسة بكسر الطاء وفتحها على وزن فعللة وفعللة "(9)، وقوله: " وتقول: فلان يتندى على أصحابه، كقولك يتسخى في الوزن والمعنى" (10).
__________
(1) ص 519.
(2) ص 925.
(3) ص 937.
(4) ص 928.
(5) ص 626.
(6) ص 636.
(7) ص 929.
(8) ص 416.
(9) ص 835، 836.
(10) ص 921.(17/7)
8- بذل عناية فائقة في توثيق وتحقيق متن كتاب الفصيح، فرجع إلى نسخ كثيرة للكتاب، وأشار إلى مابينها من فروق واختلاف في الروايات، مبين الصواب من الخطأ في بعض هذه الروايات، وقد يشير في أثناء ذلك إلى بغض النسخ التي سمعها وقرأها على شيوخه، والتي لم يسمعها، ومن أمثلة ذلك قوله:".... وكذا رأيتها في نسخ كثيرة من الكتاب مشكولة بعلامة الفتح... وفي رواية مبرمان عن ثعلب – رحمه الله -: والقرب: الليلة التي ترد في يومها الماء. هكذا رأيته رأيته في أصل أبي سعيد السيرافي الذي رواه عن مبرمان، ورأيت أيضا في نسخة مروية عن ابن خالويه: والقرب: الليلة التي ترد الإبل في صبيحتها الماء. قال أبو سهل: والصحيح أن القرب بفتح القاف والراء: هو سير الليل خاصة، ولا يكون نهارا"(1).
وقوله: " وأما قوله: "ويها" فإنني رأيت تفسيره مختلفا في نسخ الكتاب فرأيت في بعضها: "ويها": إذا زجرته عن الشيء وأغريته". ورأيت في نسخة أخرى: "ويها" إذا زجرته عن الشيء وأغريته به..... قال أبو سهل: وفي نسختي التي بخط أبي – رضي الله عنه – وقرأتها على شيخنا أبي أسامة الغوي – رحمه الله –: "وويها: إذا حثثته على الشيء، وأغريته به" وهذا هو الصواب...."(2).
وقوله: ".....وهي بقلة الحمقاء، هكذا في نسخ عدة بإضافة بقلة إلى الحمقاء، وليس هو جيدا، ورأيت في نسخ أخر "وهي البقلة الحمقاء بالألف واللام والرفع على الصفة، وهذا هو الصواب"(3).
__________
(1) ص 505.
(2) ص 549ن 550.
(3) ص 814.(17/8)
وقوله: "وهي الأنملة بفتح الهمزة وضم الميم:ولواحدة الأنامل، هكذا في نسختي التي قرأتها ورويتها عن شيوخي – رحمة الله عليهم ورضوانه – وهكذا رأيته أيضا مشكولا في نسخ عدة،ورأيت في نسخ أخر لم أسمعها: "وهي الأنملة، وقد تجوز بالضم" أعني بفتح الهمزة وضم الميم. ورأيت في نسخ أخر لم أسمعها أيضا: "وهي الأنملة، وقد تجوز بالضم" أعني بفتح الهمزة والميم جميعا، وأكثر أهل اللغة على فتح الهمزة وضم الميم"(1).
وقوله: "ورأيت في نسخ منها نسخة أبي سعيد السيرافي "عود أسر مشكولة السين بعلامة الضمة، وهو غلط، والصواب تسكينها"(2).
وقوله: "والعرض: الوادي.... ورأيت في نسخ عدة "العرض: ناحية الوادي" والصواب أنه اسم للوادي، لا لناحيته، لأن ناحية الشيء يقال لها: العرض بضم العين وسكون الراء"(3).
لك المؤلف منهجا واحدا في شرح الألفاظ، فقد تباينت طريقته في ذلك تبعا لطبيعة اللفظ المشروح،فنجده أحيانا يتوسع في شرح بعض الألفاظ حتى يكاد يأتي على كل ما قيل فيها، وأحيانا يوجز فيكتفي بتفسير اللفظ بمرادفه، أو بضد معناه، أو بعبارة: "وهو معروف"، أو يغفل تفسيره. وسأذكر بعض الأمثلة في مبحث تقويم الكتاب – إن شاء الله- (4).
يسوق شرحه أحيانا على شكل حوار، كقوله: "... فإن قلت: فإن فعلهما صبر وشكر، قيل لك: إنما قيل ذاك للصابر والشاكر، وليس لصبور وشكور"(5).
لم يشر إلى نطق العامة في جميع ألفاظ الفصيح، وإن أشار إلى قولها، فإما أن يوافق ثعلبا في تخطئة ما تقول، أو ينتصر لها، فيذكر أن نطقها موافق للغة من لغات العرب فصيحة أو أقل فصاحة. وهذا ما سأعرض له في مبحث قادم(6) – إن شاء الله -.
__________
(1) ص 602، 603.
(2) ص 697.
(3) ص 538.
(4) ص 277.
(5) ص 785.
(6) ص 155-162.(17/9)
لم يقف عند حدود الشرح المجرد لألفاظ الفصيح، بل كانت له شخصية متميزة ظهرت من خلال مواقفه الكثيرة من ثعلب منتقدا ومدافعا، فضلا عن مواقفه الأخرى من أقوال وروايات بعض العلماء، فكان يناقش ما يحتاج منها إلى مناقشة، ويرجح ما يراه راجحا، ويرد ما يراه خاطئا.
فأما ثعلب فقد استدرك عليه في نحو خمسة وأربعين موضعا نبه في أكثرها ع