باب: إعمال اسم الفاعل
كفعله اسم فاعل في العمل ... إن كان عن مضيه بمعزل
وولي استفهاما أو ما ينفي ... أو سيق للإخبار أو للوصف
أو كان حالا وإذا أولي "أل" ... فهو على الإطلاق أهل للعمل
وقد يكون نعت معلوم1 حذف ... فيستحق العمل الذي وصف
[وقصد الاستفهام يغني إن فهم ... كـ"راحم ذا عبده أو2 منتقم"] 3
اسم الفاعل: ما صيغ من مصدر موازنا للمضارع ليدل
__________
1 ط "معمول".
2 س ش "أم".
3 هـ سقط ما بين القوسين.(2/1027)
على فاعله، غير صالح للإضافة إليه كـ"ضارب" و"مكرم و"مستخرج".
ويعمل عمل فعله إن لم يكن ماضي المعنى، وكان بعداستفهام أو نفي نحو: "أمكرم زيد عمرا" و"ما هو تارك برا اليوم أو غدا".
وكذا1 إن كان خبرا أو نعتا، أو حالا نحو: "زيد مكرم رجلا طالبا علما" و"جاء أخوك قاصدا خيرا".
وتناول المسوق2 للإخبار3 خبر المبتدأ، وخبر إن و"كان" وثاني مفعولي "ظننت"4.
ولو قصد باسم الفاعل المضي لم يعمل، لأنه لم5 يشبه لفظه لفظ الفعل الذي هو بمعناه.
بخلاف المقصود به الحال أو الاستقبال فإن لفظه شبيه بلفظ الفعل المدلول به على الحال أو6 الاستقبال، وهو المضارع.
__________
1 ع وك "وكذلك".
2 هـ "المسبوق".
3 يقصد في قوله "أوسيق للإخبار".
4 ع وك "ظن".
5 ع وك "لا يشبه".
6 ع وك "والاستقبال".(2/1028)
ألا ترى أن قولك "ضارب" على أربعة أحرف ثانيها ساكن، وغيره متحرك؟ وكذلك المضارع.
وهذا لا تجده ثابتا بين اسم الفاعل المراد به المضي1 وبين الفعل الذي في معناه. فلذلك2 انفرد بالعمل الموافق للمضارع3.
وسيأتي الكلام على حكم الكسائي على اسم الفاعل4 المراد5 به المضي بالإعمال.
والخلاف إنما هو في المجرد من الألف واللام. وأما الملتبس بهما فلا خلاف في إعماله.
وأشرت بقولي:
وقد يكون نعت معلوم حذف ... فيستحق العمل الذي وصف
إلى نحو قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُه} 6.
__________
1 ع وك "اسم فاعل أريد به المضي".
2 هـ "ولدلك".
3 هـ "الموافق المضارع".
4 سقط من الأصل "على اسم الفاعل".
5 في الأصل "للمراد".
6 من الآية رقم "28" من سورة "فاطر".(2/1029)
فـ"مختلف" قد عمل وهو غير معتمد على استفهام، ولا نفي، ولا على1 مخبر عنه، ولا على2 صاحب حال ولا منعوت ملفوظ به بل مقدر كأنه قيل: ومن الناس والدواب والأنعام صنف مختلف ألوانه ومثله قول الشاعر3 وهو الأعشى4:
666-
كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ومثله قول عمر بن أبي ربيعة:
667-
وكم مالئ عينيه من شيء غيره ... إذا راح نحو الجمرة البيض كالدمي
__________
1 ع وك سقط "على".
2 ع وك سقط "على".
3 ع "ومثله قول الأعشى".
4 هـ "ومثله قول الشاعر".
666- قاله الأعشى من قصيدة ليزيد بن مسهر الشيباني، والرواية في الديوان ص148.
كناطح صخرة يوما ليفلقها ... ..................................
وهو من البسيط
يضرها: يضرها، القرن: الجانب الأعلى من الرأس
الوعل: تيس الجبل،
667- من الطويل قال عمر بن أبي ربيعة "الديوان ص459" وروايته
وكم من قتيل لا يباء به دم ... ومن علق رهنا إذا ضمه مني
ومن مالئ عينيه من شيء غيره ... ...........................................
الدمية: الصورة المنقشة من الرخام. أو هو عام(2/1030)
وقد يصير "فاعل"1 "فعالا" ... تكثيرا أو "فعولا" أو "مفعالا"
و"مفعلا" قد يخلف "الفعال" ... وهكذا "الفعيل" و"المفعال"
واحكم لهن بالذي حكمتا ... لـ"فاعل" مما به أخبرتا
وقل إعمال "فعيل" و"فعل" ... كـ"حذر" و"مزق" وكـ"عمل"
إذا قصد التكثير والمبالغة بما هو من أسماء الفاعلين على وزن "فاعل" عدل به إلى: "فعال" كـ"غفار".
أو2 "فعول" كـ"شكور"
أو3 إلى "مفعال" كـ"منحار".
أو4 إلى فعيل كـ"عليم".
أو5 إلى فعل" كـ"حذر".
وأكثرها استعمالا "فعال" و"فعول" ثم "مفعال"6 ثم "فعيل" ثم "فعل".
__________
1 هـ "فاعلا".
2 ع وك "وفعول".
3، 4، 5 ع، ك "والى".
6 هـ سقط ثم "مفعال".(2/1031)
وحكى سيبويه1: "أما العسل فأنا شراب" و"إنه لمنحار بوائكها2" وأنشد3:
668-
ذكرت أخا لأواء يحمد يومه ... كريم رءوس الدارعين ضروب
وأنشد أيضا4.
669-
أخا الحرب لباسا إليها جلالها ... وليس بولاج الخوالف5 أعقلا
__________
1 الكتاب 1/ 57 وما بعدها
2 البوائك: الإبل السمان. يقال: باك البعير بووكا: سمن
3 الكتاب 1/ 57.
4 نفس المرجع والصفحة
5 في الأصل "الحوالف".
668- من الطويل نسبه ابن يعيش في شرح المفصل 6/ 71 لأبي طالب بن عبد المطلب وفي الشطر الأول روايات منها ورواية المصنف هنا وروايته في شرح العمدة ص400.
ذكر أفا اللأواء والحمد يومه ... .................................
ورواية سيبويه: بكيت أخا لأواء يحمد يومه
اللأواء: الشدة، وأخو اللأواء الدافع لمعرتها.
669- من الطويل نسب في الكتاب 1/ 57 إلى الفلاح بن حزن المنقري.
أخو الحرب: الملازم لها. وجعل ما يلبسه المحارب من السلاح ونحو جلالا على طريق الاستعارة الولاج: المتردد في البيوت لضعف همته. الخوالف: أعمدة في مؤخرة البيوت الأعقل:
الذي يصطك ركبتاه عند المشي خلقة أو ضعفا.(2/1032)
وقال الراعي1:
670-
عشية ليلى لو تراءت لراهب ... بدومة تجر عنده وحجيج
671-
فلا دينه واهتاج للشوق إنها ... على الشوق2 إخوان العزاء هيوج
فنصب "إخوان" بـ"هيوج" مع تأخره.
كما نصب الآخر: "رءوس الدارعين" بـ"ضروب" فإن اسم الفاعل3 يعمل عمل فعله مقدما ومؤخرا. وظاهرا ومضمرا.
جائيا على صيغته الأصلية أو معدولا إلى أحد4 هذه الأمثلة وقد أشرت إلى هذا بقولي:
كفعله اسم فاعل في العمل ... ....................................
__________
1 سيبويه 1/ 56 وقد نسب الشاهد فيه لأبي ذؤيب الهذلي، وليس في ديوانه.
2 هـ ع "على المسوق".
3 ع وك "فإنه اسم فاعل".
4 ع وك سقط أحد".
670، 671- من الطويل وهما في ديوان الراعي ص29 "سعدي" موضع "ليلى".
دومة: هي دومة الجندل وتقع الآن في المملكة السعودية، قلا: أبغض، اهتاج: ثار والهائج: الفحل يشتهي الضراب.(2/1033)
فأطلقت الشبه1 ليتنبه على ذلك
وأكدت بينا هذا بقولي:
واحكم لهن بالذي حكمتا ... لفاعلمما به أخبرتا
وهذا مراد سيبويه، ولهذا قال:
"لو قلت: "هذا ضروب رءوس الرجال وسوق الإبل" على "ضروب سوق الإبل" جاز، كما تقول: "ضارب زيد وعمرا".
تضمر "وضارب عمرا" هذا نصه2
والمطرد الكثير الاستعمال بناء هذه الأمثلة من الثلاثي.
وقد يبني من "أفعل": "فعال" كـ"أدرك فهو دراك". و"أسأر فهو سأر".
و"فعيل" كـ"أنذر فهو نذير" و"آلم فهو أليم" و"أسمع فهو سميع" ومنه قول الشاعر:
672-
أمن ريحانة الداعي السميع ... يؤرقني، وأصحاب هجوع
__________
1 ع وك "التشبيه" هـ "الشبيه".
2 الكتاب 1/ 56.
672- من الوافر قاله عمرو بن معد يكرب الزبيدي "تجرد الأغاني، القسم الثاني ج1 ص1651".
الهجوع: النوع ليلا ريحانة: أخت الشاعر وكان سباها الصمة بن بكر
ولم يستطع عمرو انتزاعها منه.(2/1034)
أي: الداعي المسمع.
وقد يبني1 أيضا من "أفعل" "مفعال" كـ"معطاء" و"مهداء" و"معوان" وأنشد سيبويه:
673-
شم مهاون أبدان الجزور مخا ... ميص العشيات لا خور ولا قزم
فنصب "أبدان الجزور" بـ"مهاوين" وهو جمع "مهوان" وهو الكثير الإهانة للمال.
وصرح سيبويه بجواز إعمال "فعيل" و"فعل" ثم قال2: "و"فعل" أقل من "فعيل" بكثير".
ثم قال3: "ومنه قول ساعدة بن جوية:
__________
1 في الأصل وهـ "وبيني".
2، 3 كتاب سيبويه 1/ 85.
673- هذا بيت من البسيط أنشده المصنف في شرح عمدة الحافظ ص ونسبه إلى تميم بن العجلاني وذكر قبله "بيتا آخر هو:
يأوى إلى مجلس باد مكارمهم ... لا مطمعي ظالم فيهم ولا ظلم
وفعل ذلك في شرح التسهيل 2/ 151، ونسب هذا الشاهد في كتاب سيبويه1/ 59 إلى الكميت من غير إضافة، وتبع ذلك الزمخشري في المفصل 6/ 74 وابن يعيش في شرحه 6/ 76، ونسبه العيني 3/ 569 للكميت وهو في ديوانه 2/ 104.(2/1035)
674-
حتى شآها كليل موهنا عمل ... باتت طرابا وبات اليل لم ينم"
قال أبو الحجاج يوسف بن سليمان الشنتمري1:
قال النحويون: هذا غلط من سيبويه، وذلك أن الـ"كليل" هو البرق الضعيف، وفعله لا يتعدى.
والـ"موهن": الساعة من الليل فهو منتصب على الظرف".
واعتذر لسيبويه بأن "كليلا" بمعنى مكل"
كأنه قال: هذا2 البرق يكل الوقت بدوامه عليه، كما
__________
1 ينظر كلام الشنتمري على هامش كتاب سيبويه والشنتمري واحد من علماء العربية بالأندلس ولد عام 410هـ وتوفي بإشبيلية سنة 476هـ وله مؤلفات عدة.
2 ع وك سقط "هذا".
674- من البسيط قائله ساعدة بن جؤية "ديوان" الهذليين 1/ 198".
شآها: ساقها والضمير يعود إلى بقر الوحش.
كليل: برق أضعفه بعد المسافة.
الموهن: منتصف الليل.
عمل: دائب العمل.
باتت: أي: بقر الوحش.
الضمير من "بات" و"لم ينم" عائد إلى البرق.(2/1036)
يقال: أتعبت يومك ونحو ذلك من المجاز قال محمد1: وهذا عندي تكلف لا حاجة إليه.
وإنما ذكر سيبويه هذا البيت شاهدا على أن "فاعلا" قد يعدل به إلى "فعيل" و"فعل" على سبيل المبالغة".
كما يعدل به إلى "فعول" و"فعال" و"مفعال".
فذكر هذا البيت لاشتماله على "كليل". المعدول2 به عن "كال" وعلى "عمل" للعدل به عن "عامل".
ولم يتعرض لوقوع الأعمال، وإنما حجته في إعمال "فعيل" قول بعض العرض: "إن الله سميع دعاء من دعاه" رواه بعض الثقات.
ومن حجية3 قول الشاعر:
675-
فتاتان أما منهما فشبيهة ... هلالا والأخرى منهما4 تشبه البدرا
__________
1 هكذا ورد في الأصل وفي هـ وهو مما يرجح اعتماد هاتين النسختن على أصل كتب بخط المصنف كما جاء على هامش الأصل أما في ك وع فقد جاءت العبارة "قال المصنف رحمه الله".
2 هـ للعدول.
3 ع وك "ومن حجته".
4 ع "منها".
675- من البحر الطويل، وهو من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ ص123، وفي شرح التسهيل 2/ 152، ولم ينسبه المصنف فيهما لقائل.
لكن جاء في الأغاني 8/ 334: كانت حبابة وسلامة قينتين بالمدينة، أما سلامة فكانت لسهيل بن عبد الرحمن ولها يقول ابن قيس الرقيات:
لقد فتنت ريا وسلامة القسا ... فلم تتركا للقس عقلا ولا نفسا
فتاتان أما منهما فشبيهة الـ ... ـهلال والأخرى منهما تشبه الشمسا
[وديوان عبيد الله بن قيس الرقيات 34](2/1037)
فأعمل "شبيهة" أنثى "شبيه" مع كونه من "أشبه" كـ"نذير" من "أنذر".
وإذا ثبت إعمال "فعيل" من "أفعل" مع قلة نظائره فإعمال "فعيل" من الثلاثي أولى لكثرته.
وأنشد سيبويه مستشهدا على إعمال "فعل" قول الشاعر2:
676-
حذر أمورا لا تضير وآمن ... ما ليس منجيه3 من الأقدار4
__________
1 الكتاب 1/ 58.
2 ع "منجه" ك "ينجيه".
3 ع "الأقذار".
4 ينظر شرح المفصل لابن يعيش 6/ 72 فقد فصل هذا.
676- من الكامل ينسب إلى اللاحقي أو ابن المقفع وهو من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ 132 وأنشده ابن الشجري من غير نسبة 2/ 107، وذكر البيت مع ما ذكره المصنف الدماميني في تعليق الفرائد 194 وقال: "ويأبى الله أن تلحق سيبويه إمام الجماعة من هذه غضاضة فعدالته مشهورة، وتقدمه في علم اللسان معروف" وقال الأعلى الشنتي 1/ 58.
"وإن كان هذا صحيحا فلا يضر سيبويه لأن القياس يعضده"
وفي ع "حذر أمور"(2/1038)
ورُوي عن المازني: أن اللاحقي قال:
"سألني سيبويه عن شاهد في تعدي "فعل" فعملت له هذا البيت"
وينسب مثل هذا القول أيضا إلى ابن المقفع5.
والاختلاف في تسمية هذا المدعى1 يشعر2 بأنها رواية موضوعة ووقوع مثل هذا مستبعد.
فإن سيبويه لم يكن ليحتج بشاهد لا يثق بانتسابه إلى من يثق3 بقوله.
وإنما يحمل القدح في البيت المذكور على أنه من وضع الحاسدين وتقول4 المتعنتين.
وقد جاء إعمال "فعل" فيما لا سبيل إلى القدح فيه، وهو قول زيد الخيل:
__________
1 ع وك "هذا الشاعر المدعى".
2 هـ "مشعر" ع وك "يشعر" وفي الأصل "تشعر".
3 هـ والأصل "يحتج".
4 ع و"يقول".(2/1039)
677-
أتاني أنهم مزقون عرضي ... جحاش الكرملين لها فديد
فأعمل "مزقا" وهو "فعل" عدل به للمبالغة عن "مازق".
ووافق أبو1 عمر الجرمي سيبويه في إعمال "فعل" وقال: "إنه على وزن الفعل فأشبه أن يكون جاريا مجراه".
وما سوى المفرد مثله جعل ... في الحكم والشروط فاسمع وامتثل
ولم يجز إعمال منعوت ولا ... مصغر2 إلا الكسائي ذو الولا
ما سوى المفرد المثنى والمجموع يحكم لهما في
__________
1 هـ "ابن عمر" ع وك "أبو عمرو والجرمي".
2 هـ "مصغرا".
677- من الوافر قاله زيد الخيل سمي بذلك لأنه كان له خمسة أفراس مشهورة فسماه الرسول صلى الله عليه وسلم زيد الخير "شرح عمدة الحافظ 123 شرح التسهيل 2/ 152، شرح شواهد سيبويه للأعلم 1/ 58، شرح ابن يعيش 6/ 73، اللسان 4/ 183، 5/ 141، همع الهوامع 2/ 97، البهجة المرضة 108، الأزهار الزينية 108، العيني 3/ 545".
مزقون: جمع مزق وهو مبالغة مازق من المزق وهو شق الثياب ونحوها.
الكرملين: اسم ماء جاء بجبل طيئ، الفديد: الصوت.(2/1040)
الإعمال بما حكم للمفرد. ويشترط لهما ما اشترط له ومن إعمال الجمع قول طرفة:
678-
ثم زادوا أنهم في قومهم ... غفر ذنبهم غير فخر
فأعمل "غفرا" وهو جمع "غفور".
ومنه قول الراجز:
679-
أوالفا مكة من ورق الحمى
ومنه قول أبي كبير الهذلي:
680-
ممن حملن به وهن عواقد ... حبك النطاق فشب غير مهبل
__________
678- من الرمل قاله طرفة بن العبد "الديوان ص55".
وفي البيت روايات منها ما ذكره المصنف ومنها ما روى "فجر" بالجيم قال الأعلم 1/ 58 "الرواية الأولى أصح" مع أنها رواية أبي زيد في النوادر ص10 والزجاجي في الجمل ص106.
679- من أرجوزة للعجاج من مشطور الرجز "الديوان ص59".
الحمى: يريد الحمام وفي هذا أوجه أقربها أن يكون اقتطع بعض الكلمة للضرورة لدلالة المتبقي على المحذوف، وبناها بناء "يد" و"دم" وجبرها بالإضافة، وألحقها الياء في اللفظ لوصل القافية فيكون في التقدير والحذف مثل قول لبيد:
درس المنا بمتالع فأبان ... .............................
680- من قصيدة أبي كبير الهذلي عامر بن الحليس في وصف تأبط شرا "ديوان الهذليين 2/ 92".
حبك النطاق: مشدوده.
النطاق: ما يشد به الوسط غير مهبل: لا يقال له هبلتك أمك أي ثكلتك.(2/1041)
فلو صغر، أو نعت اسم الفاعل جائيا على أصله، أو معدولا به بطل عمله.
إلا عند الكسائي فإنه أجاز إعمال المصغر، وإعمال المنعوت. وحكى عن بعض العرب: "أظنني مرتحلا وسويئرا فرسخا" وأجاز أن يقال: أنا زيدا ضارب أي ضارب".
ومما يحتج به في1 إعمال الموصوف قول الشاعر:
681-
إذا فاقد خطباء فرخين رجعت ... ذكرت سليمى في الخليط المزايل
__________
1 ع وك "على أعمال".
681- من الطويل ينسب إلى بشر بن أبي خازم وليس في ديوانه ورواية المقتضب والعيني 3/ 56 واللسان مادة "فقد" والأشموني 2/ 294 "في الخليط المباين".
الفاقد: التي مات زوجها أو ولدها وهو المراد. الخطباء: التي نزل بها الأمر العظيم.
رجعت: الترجيع ترديد الصوت في الحلق.
الخليط: القوم الذين أمرهم واحد.
المزايل: الذاهب.(2/1042)
ومن سواه لا يبيح ذا العمل ... للماضي إلا وهو مسبوق بـ"أل"
وما به استشهد محمول على ... حكاية الحال لهذا عملا1
قد تقدم أن المسبوق بالألف واللام من أسماء الفاعلين، وما جرى مجراها يعمل مطلقا بإجماع.
وأما المجرد منهما فلا يعمل إذا قصد به المضي إلا عند الكسائي فإنه عنده جائز العمل.
واكتفى في إلحاقه بالفعل الماضي بكونه موافقا له في المعنى.
ومن حججه على ما ذهب إليه قوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} 2، فاعتبر ظاهره دون تأول.
وحمله غيره على حكاية الحال3.
__________
1 ط "لذاك أعملا".
2 من الآية رقم "18" من سورة "الكهف".
3 أعمل الكسائي "باسط" في "ذراعيه".
ومما احتج به الكسائي قوله تعالى: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا} .
ومن ذلك ما حكاه عن العرب "هذا مار بزيد أمس" فأعملوا "مار" في الجار والمجرور.
ومن ذلك قول العرب "هذا معطي زيدا درهما أمس".
ومن ذلك "هذا الضارب زيدا أمس" حيث يعمل إذا كان فيه الألف واللام لا محالة.
وقد أجاب ابن يعيش في شرح المفصل عن هذه الحجج 6/ 77 عند قول الزمخشري. "ويشترط في أعمال اسم الفاعل أن يكون في معنى الحال أو الاستقبال" فلينظر هناك.(2/1043)
وبعد مجرور المضاف المقتضي ... زائدا انتصابه به رضي
أبو سعيد نحو "زيد معطي ... أبيك سؤله بغير سخط"
وغيره أضمر ناصبا وفي ... تابع مجرور المضاف يقتفي
وجهين كل مضمر1 في النصب ما ... ينصبه شبها لما تقدما
إذا كان اسم الفاعل من فعل يتعدى إلى مفعولين أو ثلاثة فأضيف إلى واحد نصب ما سواه.
فإن كان اسم الفاعل بمعنى المضي فالنصب بفعل محذوف.
وأجاز السيرافي نصبه باسم الفاعل مع كونه بمعنى المضي لأنه اكتسب بالإضافة إلى الأول شبها بمصحوب الألف
__________
1 هكذا في الأصل وفي هـ وع وك، أما في س وش وط "مضمرا" بالنصب.(2/1044)
واللام وبالمنون.
ويقوي ما ذهب إليه السيرافي قولهم: "هو ظانُّ زيدٍ أمس فاضلا".
فإن "فاضلا"1 يتعين نصبه بـ"ظان" لأنه إن أضمر له ناصب لزم حذف أول مفعوليه، وثاني مفعولي: "ظان" وذلك لا يجوز؛ لأن الاقتصار على أحد مفعولي "ظن" لا يجوز.
والهاء من قولي:
وغيره أضمر ناصبا.......... ... .................................
عائدة إلى أبي سعيد السيرافي.
والإشارة إلى نحو: "زيد معطي أبيك أمس سؤله"2.
فيتعين عند3 غير السيرافي أن يكون التقدير: أعطاه سؤله. وأما إذا أتبع المجرور بإضافة اسم الفاعل فإن في تابعه4 وجهين.
الجر على اللفظ، والنصب بإضمار فعل. ومنه قوله تعالى: 5 {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ} .
__________
1 ع سقط "فإن فاضلا".
2 ع وك "سؤله أمس".
3 هـ "عندي".
4 هـ "مانعه".
5 ع وك سقط "فالق الإصباح".(2/1045)
وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا} 1.
التقدير والله أعلم2 وجعل الشمس3 والقمر حسبانا.
وانصب بغير الماضي تلوا واخفض ... وهو لنصب ما سواه مقتضي
كـ"أنت كاسي خالد4 ثوبا غدا ... ومعلم العلاء عمرا مرشدا"
واجرر أو انصب تابع الذي انخفض ... كـ"مبتغي جاه ومالا من نهضط
ومن رأى إضمار ناصب هنا ... فملزم ما عن تعاطيه غنى
إذا كان اسم الفاعل بمعنى الحال أو الاستقبال، واعتمد على ما ذكر جاز أن ينصب المفعول الذي يليه، وأن يجره بالإضافة تخفيفا.
فإذا اقتضى مفعولا آخر تعين نصبه به5 كقولك: "أنت كاسي خالد ثوبا6، ومعلم العلاء عمرا مرشدا الآن أو غدا".
__________
1 من الآية رقم "96" من سورة "الأنعام".
2 ع سقط "أعلم".
3 الأصل سقط "الشمس".
4 س وش وط "خالدا".
5 ع وك سقط "به".
6 ع ك "ثوب".(2/1046)
ولك في المعطوف على ما خفض بإضافته1 إليه:
الجر جملا2 على اللفظ.
والنصب حملا على الموضع كما قال الشاعر:
682-
هل أنت باعث دينار لحاجتنا ... أو عبد رب أخا عو بن مخراق
فنصب "عبد رب" عطفا على "دينار" وهو اسم رجل ولا حاجة إلى تقدير ناصب غير ناصب المعطوف عليه، وإن كان التقدير قول سيبويه3.
ولو جر "عبد رب" لجاز.
ويجوز في نعت4 المجرور النصب على المحل كما جاز
__________
1 في الأصل "بإضافة".
2 ع "عملا".
3 ينظر سيبويه 1/ 78.
4 ع "بعت".
682- من البسيط قبل إنه لجرير ولم أره في ديوانه ونسبه ابن خلف إلى جابر بن رألان السنبسي، ونسب لتأبط شرا وقيل إنه مصنوع "العيني 3/ 563، الخزانة 3/ 476، سيبويه 1/ 87. المقتضب 4/ 151، جمل الزجاجي 99، همع الهوامع 2/ 145، الدرر اللوامع 2/ 204، الأشموني 2/ 301".
باعث: موقظ أو مرسل.
دينار: اسم رجل(2/1047)
في المعطوف وإن لم أجد له شاهدا.
والحجة1 في جوازه القياس على نعت المجرور بالمصدر، فإن حمله على المحل ثابت كقول الشاعر:
683-
حتى تهجر في الرواح وهاجه ... طلب المعقب حقه المظلوم
فـ"المظلوم" صفة لـ"المعقب" لأنه فاعل في المعنى فتبعته الصفة باعتبار المعنى.
وكما2 جاز في صفة المجرور بإضافة المصدر الحمل على المعنى كذلك يجوز أن تحمل3 صفة المجرور باسم
__________
1 في الأصل "والجر في جوازه".
2 في الأصل "فكما".
3 ع وك وهـ "يحمل".
683- من الكامل من قصيدة لبيد بن ربيعة في وصف حمار وحشي وأتنه شبه ناقته به "الديوان ص155".
التهجر: السير في الهاجرة، وهي نصف النهار عند اشتداد الحر.
الرواح: اسم للوقت من زوال الشمس إلى الليل، وهو نقيض الغدو لا الصباح خلافا للجوهري.
هاجه: أزعجه.
طلب: مصدر تشبيهي أي: هاج هذا المسحل أنثاه لطلب الماء طلبا حثيثا كطلب المعقب أي: الذي يطلب حقه مرة بعد مرة.(2/1048)
الفاعل [على المعنى فيقال: "هذا مكرم ابنك1 الكبير، ومهين غلامك الحبشي".
بل اسم الفاعل] 2 أولى بذلك لأن إضافته وهو بمعنى الحال، أو الاستقبال3 في نية الانفصال.
ولأنه أمكن في عمل الفعل من المصدر4، ولذا يعمل مضمرا، ومؤخرا بخلاف المصدر.
ومثل:
.................................... ... طلب المعقب حقه المظلوم
قول الآخر:
684-
السالك الثغرة اليقظان سالكها ... مشي الهلوك عليها الخيعل الفضل
الخيعل: قميص بلا كمين. والفضل: اللابسة ثوب المهنة والخلوة. والهلوك المتثنية عجبا. وهو مجرور اللفظ بالإضافة، مرفوع الموضع بالفاعلية. فرفع "الفضل" حملا على الموضع.
__________
1 في الأصل "أبيك".
2 هـ سقط ما بين القوسين
3 ع وك "والاستقبال".
4 هـ "المصدور".
684- سبق الحديث عن هذا البيت(2/1049)
وفي هذا دلالة على أن المعطوف باعتبار الموضع مستغن عن تقدير عامل؛ لأن الصفة قد تنعت باعتبار الموضع.
والعامل في الصفة هو العامل في الموصوف. فكما1 استغنى عن2 تقدير عامل مع الصفة التابعة باعتبار الموضع كذلك يتسغنى عن تقديره مع المعطوف.
واحكم لمضمر يلي اسم فاعل ... بما لمظهر له مواصل
فكاف "معطيك" كـ"زيد" ... قلت: "أمعطي زيد3 ابني درهما"
وكـ"الغلام" الكاف في "الكاسيك"4 إن ... قلت: "أنا الكاسي الغلام المختتن"5
في الضمير المتصل باسم الفاعل من6 نحو: معطيك و"المعطيك" خلاف.
__________
1 كـ"فلما".
2 ع وك "على تقدير".
3 ط "زيدا".
4 ع "كاسيك".
5 في الأصل "إذ ختن".
6 ع وك سقط "من".(2/1050)
فمذهب سيبويه1 وأكثر المحققين2 أن يحكم له من الإعراب بما يحكم للظاهر الواقع موقعه.
فعنده إن كاف "زيد معطيك" في موضع جر لأن الظاهر الواقع موقعه يحق له الجر بالإضافة.
لأن "معطيا" مجرد من ما نعيها وهما: التنوين والألف واللام.
وعنده أن كاف "زيد المعطيك" في موضع نصب لأن الظاهر الواقع موقعه يحق له النصب؛ لأن فيه أحد ما نعي الإضافة.
وحكم الأخفش لهذا الضمير بالنصب -مطلقا.
وحكم له الرماني والزمخشر بالجر -مطلقا- وهو أحد
__________
1 قال سيبويه في الكتاب 1/ 96:
"وإذا قلت: "هم الضاربوك" و"هما الضارباك" فالوجه الجر لأنك إذا كففت النون من هذه الأسماء في المظهر كان الوجه.
ولا يكون في قولهم: "هم ضاربوك" أن تكون الكاف في موضع النصب، لأنك لو كففت النون في الإظهار لم كن إلا جرا، ولا يجوز في الإظهار "هم ضاربو زيدا".
2 سقط من الأصل ومن هـ "وأكثر المحققين".(2/1051)
قولي المبرد1 وأجاز الفراء الوجهين2.
والصحيح ما رآه سيبويه: لأن الظاهر هو الأصل، والمضمرات نائبه عنهن فلا ينسب إلى شيء منها ما لا ينسب إليه إلا فيما لا مندوحة عنه من مواضع الشذوذ.
وما نحن بصدده لم تدع حاجة إلى إلحاقه بالشواذ3 فوجب صونه4 من ذلك.
وكل ما قرر لاسم فاعل ... يعطى اسم مفعول بلا تفاضل
__________
1 جاء في هامش مخطوطة دار الكتب المصرية 65 نحو من كتاب سيبويه 1/ 96 بعد قول الشاعر:
ولم يرتفق والناس محتضرونه ... جميعا وأيدي المعتفين رواهقه
"ذكر أبو عثمان والزيادي أن الأخفش كان يقول: لا يكون الكاف في "الضارباك" إلا في موضع نصب؛ لأن المضمر لا يمكن معه إظهار النون، فهو يعاقب مثل الواحد.
والجرمي والمازني لا يرونه إلا مجرورا
وهو مذهب أبي العباس".
ونقل ابن يعيش في شرح المفصل 2/ 124 عن السيرافي في شرح الكتاب مثل ذلك.
2 سقط من الأصل ومن هـ "وأجاز الفراء الوجهين".
3 ع وك "بالشذوذ".
4 ع وك "فوجب صرفه".(2/1052)
فهو كفعل صيغ للمفعول في ... معناه كـ"المعطى كفافا يكتفي1"
وقد يضاف ذا إلى اسم مرتفع ... معنى كـ"محمود المقاصد الورع"
وكل2 ما قرر لاسم الفاعل: أنه لا يعمل حتى يراد به الحال، أو الاستقبال3، وأن يعتمد على استفهام أو نفي، أو ما هو له خبر أو نعت أو حال.
فإذا استوفى اسم المفعول ذلك صح له عمل الفعل الذي هو في معناه كقولك: "زيد معطى أبوه درهما". و"عمرو معلم أخوه بشرا فاضلا"
وانفرد اسم المفعول بجواز إضافته إلى ما هو مرفوع معنى كقولك:
"زيد مكسو العبد ثوبا".
ومثله قولي:
.............................. ... "محمود المقاصد الورع".
أي: الورع محمود المقاصد.
__________
1 س وش وط وع وك "يكتفي" وفي الأصل "مكتفي".
2 ع وك "وكل" وفي الأصل وهـ "ومما قرر".
3 في الأصل وهـ "ويعتمد على استفهام" وفي ع وك "أو يعتمد على استفهام".(2/1053)
باب: الصفة المشبهة باسم الفاعل
والصفة المشبهة اسم الفاعل ... كـ"الضخم جسما1 العظيم الكاهل
مما إذا أضيف للفاعل لم ... يشكل، ومن2 أكثر منه لم يلم
ولا تكون من معدي حذرا ... من التباس3، أومثير ضررا
بل وافقت في العمل المعدي ... وصوغها من غيره كـ"لدا"
الصفة المشبهة باسم الفاعل هي المصوغة من فعل لازم صالحة للإضافة إلى ما هو فاعل في المعنى.
__________
1 في الأصل وهـ "جسما" وفي س وش وط وع وك "جسمه".
2 ط "وإن أكثر".
3 هـ "التباين".(2/1054)
وعدم موازنتها للفعل المضارع كـ"ضخم" و"عظيم و"حسن" و"خشن" و"ملآن" و"أحمر" أكثر من موازنتها له1 كـ"ضامر" و"منبسط" و"معتدل" و"مستقيم".
وشبهت باسم الفاعل في الدلالة على معنى2 وما هو له، وفي قبول التأنيث والتثنية، والجمع.
بخلاف أفعل التفضيل.
وفي سلامة بنيتها من عروض تغير بخلاف أمثلة المبالغة.
وضبطها بصلاحيتها للإضافة3 إلى ما هو فاعل في المعنى أولى من ضبطها بالدلالة على معنى ثابت، وبمباينة4 وزنها لوزن المضارع.
لأن دلالتها على معنى ثابت غير لازمة5 لها.
ولو كانت لازمة لها لم تبن من "عرض" و"طرأ" ونحوهما.
__________
1 هـ سقط "له".
2 ع وك "سقطت" الواو من "وما هو له".
3 ع وك "بصلاحية الإضافة".
4 ع وك "ومباينة".
5 هـ "ملازمة".(2/1055)
ولو كانت تباين وزنها ووزن1 المضارع لازما لها2 لم يعد منها: "معتدل القامة" و"منطلق اللسان" ونحو ذلك من أسماء الفاعلين المؤدية من المعاني ما يؤديه "فعيل" وغيره مما لا يوازن المضارع.
وإنما يضبطها ضبطا جامعا مانعا ما ذكرته من الصلاحية للإضافة إلى ما هو فاعل في المعنى3.
فيخرج بذلك اسم الفاعل المتعدي مطلقا.
واسم الفاعل الذي لا يتعدى ولا يصلح أن يضاف إلى ما هو فاعل في المعنى كـ"ماش" و"جالس" مما ليس فيه معنى "فعيل" وشبهه من أبنية الغرائز.
فإن كان فيه معنى شيء منها صلح للإضافة إلى الفاعل، والتحق بالصفات المشبهة كـ"منبسط الوجه" و"منطلق اللسان" فإنهما بمعنى "طليق" و"فصيح"4. وكذلك ما أشبهه.
ومثال موافقتها في العمل المعدي قولك: "زيد حسن وجهه" فـ"حسن" قد نصب "وجهه" على التشبيه بما ينتصب5 باسم فاعل معدى6 كقولك: "زيد باسط وجهه".
__________
1 ع وك "وزن" من غير واو
2 سقط "لها" من هـ ومن الأصل
3 هـ "والمعنى"
4 هـ سقط "وفصيح"
5 ع وك "بما ينصب"
6 ع "المعدى".(2/1056)
[وقولي]
.................................. ... وصوغها من غيره..........
أي: وصوغ1 الصفة المشبهة باسم الفاعل من غير الفعل المعدي كـ"حسن" و"طاب" و"لد" أي: صار ألد. وإليه أشرت بقولي:
............................ ... ................. كـ"لدا"2
هذا إذا جعل فعلا
ويمكن أن يكون صفة أنثى "الألد" فيكون الأصل كـ"لداء"3
والاعتماد واقتضاء4 الحال ... شرطان في تصحيح ذا الإعمال
وسبق ما تعمل5 فيه مجتنب ... وكونه ذا سببية وجب
الألف واللام في:
الاعتماد................ ... ............................
__________
1 ع وك سقطت الواو من "وصوغ".
2 هـ "كلد".
3 ع سقط "كلداء".
4 ع "واقتصار".
5 س وش وط وغ وك "تعمل" وفي الأصل "يعمل".(2/1057)
للعهد؛ لأن اعتماد اسم الفاعل على استفهام أو نفي أو صاحب خبر أو حال أو نعت قد تقدم ذكره في "باب اسم الفاعل" فصار معهودا، فأشير إليه في هذا الباب.
ولو لم يذكر هنا لكان ذكره ثم كافيا.
لأن الصفة المشبهة فرع اسم الفاعل فهي أحوج إلى الاعتماد منه.
ولفرعيتها قصرت عن عملها مرادا1 بها غير الحال، وعن عملها في متقدم عليها، وعن عملها في أجنبي.
بخلاف اسم الفاعل، فإنه يعمل مرادا به الاستقبال كما يعمل مرادا به الحال.
ويعمل في متقدم عليه كما يعمل في متأخر عنه.
ويعمل في أجنبي، كما يعمل في سببي
فارفع بها2 وانصب وجر مع "أل" ... ودونها مصحوب "أل" وما اتصل
بها مضافا أو مجردا ولا ... تجرر بها مع "أل" سما من "أل" خلا
__________
1 ع "مراد".
2 هـ سقط "بها".(2/1058)
ومن إضافة لتاليها1 وما ... لم يخل فانجراره لن يعدما2
إذا قصد إعمال الصفة المشبهة:
فإما أن تكون مجردة من الألف واللام.
وإما أن تكون3 مصاحبة لهما:
والمعمول: إما مصاحب لهما، وإما مضاف، وإما مجرد.
وهو في أحواله الثلاثة مع المجردة:
مرفوع للفاعلية
أو مجرور للإضافة.
أو منصوب على التمييز إن كان نكرة وعلى التشبيه بالمفعول به إن كان معرفة.
وكذلك هو مع المصاحبة للألف واللام.
[إلا أن عملها الجر مشروط بكون المعمول مصاحبا للألف واللام] 4 أو مضافا إلى المصاحب لهما. وذلك نحو:
__________
1 ط "لتاليه".
2 س وش وط وع وك جاء هذا الشطر كما يلي:
.................................. ... لم يخل فهو بالجواز وسما
3 هـ "يكون".
4 هـ سقط ما بين القوسين.(2/1059)
رأيت رجلا جميلا وجهٌ، وجميلا وجهُه، وجميلا الوجهُ، وجميلا وجهًا، وجميلا وجهَه، وجميلا الوجهَ، وجميلَ وجهٍ، وجميلَ وجهِه، وجميلَ الوجهِ. ورأيت الرجل الجميلَ وجهٌ، والجميلَ وجهُه، والجميلَ الوجهُ، والجميلَ وجهًا، والجميلَ وجهَه، والجميلَ الوجهَ، والجميلَ الوجهِ.
فهذه ستة عشرة وجها وينضم1 إليها ما يكون المعمول فيه سببيا مضاف إلى سببي ووجوهه أيضا ستة عشر نحو: رأيت رجلا حسنا وجهُ أبٍ، وحسنا وجهَ أبٍ، وحسنَ وجهِ أبٍ، وحسنا وجهُ أبيه، وحسنا وجهَ الأبِ، وحسنَ وجهِ الأبِ، وأتاني الحسنُ وجهُ أبٍ، والحسنُ وجهَ أبٍ، والحسنُ وجهُ أبيه، والحسنُ وجهَ أبيه، والحسنُ وجهُ الأبِ، والحسنُ وجهَ الأبِ، والحسنُ وجهِ الأبِ.
كـ"الحزن2 بابا" و"العقور كلبا" ... ومثل "أنيابا" بإثر "شنبا"
و"الطيبون" انصب به "معاقدا"3 ... و"سيئي زي" رووه شاهدا
وهكذا "إني من نعاتها ... كوم الذرا وادقة4 سراتها"
__________
1 ع "ويتمم".
2 ط "كالحرز"
3 ط "معافدا".
4 هـ "رادفه" ك "واذقة".(2/1060)
والنصب في "الشعر الرقاب" وارد ... على "الجميل الوجه" فيه1 شاهد
والرفع والنصب حكوا والجرا ... في قول من قال: "أجب2 الظهرا"
ونحو: "زيد شثن كفه" أبي ... في النثر3 سيبويه أن يرتكبا4
[وابن يزيد -مطلقا- أبي ومن ... رأي الجواز -مطلقا- فما5 وهن]
ونحو: "جم فضله، والفضل أو ... فضل" ضعيف ونظيره رأوا
"ببهمة6 منيت7 شهم قلب ... منجذ8 لا ذي كهام ينبو"
وخفضهم "أخفية الكرى" بأن ... أضيف "الإيقاظ" له وجه حسن
__________
1 ع "قد شاهد"
2 س وش وط "أحب الظهرا".
3 ع "في النصب".
4 ط "يركبا" وفي الأصل "ترتكبا"
5 سقط ما بين القوسين من الأصل
6 ع "بهمة".
7 ط "هنيت".
8 ط "منجذ" وباقي النسخ "منجد".(2/1061)
والرفع والنصب1 أجز في الأخفية ... وشبهه تصب بغير تخطيه
أنشد سيبويه رحمه الله2 لرؤبة3:
685-
الحزن بابا والعقور كلبا
وهو4 نظير قولنا: "الجميل وجها" [وأنشد5 أيضا شعرا6:
686-
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ... مخطوطة جدلت شنباء أنيابا
وهو نظير قولنا: "جميل وجها".
__________
1 س وش "في النصب والرفع".
2 هـ والأصل سقط "رحمه الله".
3 الكتاب 1/ 103.
4 سقط من الأصل "هو".
5 الكتاب 1/ 102.
6 ع وك سقط "شعرا".
685- ديوان رؤبة ص15 قاله من قصيدة في هجاء رجل وقبله
فذاك وخم لا يبالي السبا
قال ابن سيده:
الحزن: ما غلظ من الأرض، والجمع حزون،
الحزن بابا: يعني الوعر والممتنع بابا
686- من البسيط قاله أبو زبيد "الديوان 36"
الهيف: ضمر البطن. المحطوطة: المصقولة، برقة الجسم يريد ملساء المجدولة: التي ليست برهلة مسترخية اللحم، شنباء: بينة الشنب وهو برد في الأسنان وعذوبة في الريق.(2/1062)
وإليه أشرت بقولي:
................................... ... ومثل "أنيابا" بإثر "شنبا"] 1
وأنشد سيبويه أيضا2:
687-
لا يبعدن قومي الذين هم ... سم العداة وآفة الجزر
688-
النازلين بكل معترك ... والطيبون معاقد الأزر
وهو نظير قولنا: "الحسن وجه الأب".
وإليه أشرت بقولي:
و"الطيبون" أنصب به "معاقدا". ... ......................................
__________
1 هـ سقط ما بين القوسين
2 الكتاب 1/ 140، 246، 2490، 288.
687، 688- من الكامل قالتهما خرنق "الديوان ص12" من قصيدة في رثاء زوجها عمرو بن مرثد وابنها علقمة بن عمرو وأخويه حسان وشرحبيل "أمالي القالي 2/ 158 والشجري 1/ 244".
المعترك: موضع ازدحام الناس في الحرب، الطيبون معاقد الأزر: تريد أعفاء.(2/1063)
وأنشد1 أيضا2 لعمرو بن شأس:
689-
ألكني إلى قومي السلام رسالة ... بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا
690-
ولا سيئي زي إذا ما تلبسوا ... إلى حاجة يوما مخسة نزلا
وإليه أشرت بقولي:
................................... ... و "سيئي زي" رووه شاهدا
وهو نظير قولنا: "جميل وجه".
وأشرت بقولي:
وهكذا إني من نعاتها ... ..........................
إلى قول الراجز:
__________
1 الكتاب 1/ 101.
2 سقط من الأصل "أيضا".
689، 690- من الطويل قائلهما عمرو بن شأس.
ألكني: تحمل رسالتي، والألواك: الرسالة. آية: علامة
الأعزل: من لا سلاح معه المخيسة: المذللة للركوب ويريد الإبل.
البزل: جمع بازل، وهو المسن وفي الأصل "محبسة".
سيبويه 1/ 101، الخصائص 3/ 247، شرح شواهد المغني للسيوطي 282، العيني 3/ 596 همع 2/ 50 اللسان "ألك".(2/1064)
691-
أنعتها إني من نعاتها
692-
كوم الذري وادقة سراتها
وهو نظير قولنا: "جميلٌ وجهَه" -بالنصب- وأشرت بقولي:
والنصب في "الشعر الرقاب" وارد1...................
إلى قول الشاعر:
693-
فما قومي بثعلبة بن سعد ... ولا بفزارة2 الشعر الرقابا
__________
1 هـ سقط من الأصل "وارد".
2 ع "بقرارة".
691، 692- رجز لعمر بن لجأ التيمي أورده العيني 3/ 583 وصاحب الخزانة 3/ 478 والأشموني 3/ 11 وترتيب هذا الرجز كما يلي:
أنعتها إني من نعاتها ... مدارة الأخفاق مجمراتها
غلب الذفاري وعفرنياتها ... كوم الذري وادقة سراتها
حملت أثقالي مصمماتها
لكوم: القطعة من الإبل الذري: الأماكن المرتفعة. ودقت السرة: خرجت واسترخت من السمن.
693- من الواو من أبيات قالها الحارث بن ظالم المري، وكان قتل ابنا للأسود خي النعمان بن المنذر ولجأ إلى قومه فأبوا أن يمنعوه من النعمان فلحق بمكة وانتمى إلى قريش. والأبيات في الحماسة لشحرية 1/ 245، والمفضليات 314، ومنتهى الطلب 1/ 302، وسيرة ابن هشام 64، والنقائص 1061، وأنساب الأشراف 1/ 42 وديوان المعاني 1/ 170 وصفة جزيرة العرب 155، وأمالي ابن الشجري 2/ 143.(2/1065)
وهو نظير قولنا "الجميلُ الوجهَ" -بالنصب- وأشرت بـ:
.................................. ... ............... "أجب الظهرا"
إلى قول1 النابغة:
694-
ونأخذ نعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس له سنام
يُروى أجبَّ الظهرُ -بالرفع- وهو نظير قولنا: "جميلُ الوجهُ" ويُروى أجبَّ الظهرَ -بالنصب- وهو نظير قولنا: "جميل الوجه".
ويُروى أجب الظهرِ -بالجر-2 على الإضافة وهو نظير قولنا: "جميلُ الوجهِ".
ومثل "أجبَّ الظهر" في احتمال ثلاثة أوجه3 قول
__________
1 هـ "كما قال".
2 ع وك سقط "بالجر".
3 هـ والأصل "أوجه ثلاثة".
694- ديوان النابغة 232 وروايته "ونمسك بعده"
الأجب: المقطوع السنام(2/1066)
الراجز:
695-
ومنهل أعور إحدى العينين
696-
بصير أخرى1 وأصم الأذنين
وأشرت بقولي:
ونحو "زيد شثن كفه" أبي ... في النثر سيبويه أن يرتكبا
إلى نحو قوله2: "هو3 حسن وجهه" وقول الشماخ:
697-
[أمن دمنتين عرس الركب فيهما ... بحقل الرخامي قد عفا طللاهما
__________
1 هـ "بصير إحدى" ك ع "الأخرى".
2 ع وك "قولنا".
3 ع سقط "هو".
695، 696- رجز أنشده أبو علي الفارسي في التذكرة وثعلب في أماليه ولم ينسباه لقائل معين، ولم ينسبه البغدادي في الخزانة 1/ 369 عندما ذكره عرضا، ورواية الأصل "أخرى" وهي رواية أبي علي التي اعتمدها القيسي في شرح شواهد الإيضاح ص169.
قال أبو علي: كانت في هذا الموضع بئران فعورت أحداهما وبقيت الأخرى فلذلك قال: أعور إحدى العينين.
أصم الأذنين: يقصد أنه ليس به جبل فيسمع للصوت صدى منه.
697، 698- من الطويل "ديوان الشماخ بن ضرار 307" ورواية =(2/1067)
698-
أقامت على ربعيهما جارتا صفا ... كميتا الأعالي] 1 جونتا مصطلاهما2
وهذا3 عند سيبويه مخصوص بالشعر4.
وهو عند أبي العباس المبرد ممنوع في الشعر وغيره.
__________
= 698- الديوان
............................. ... ......... قد أنى لبلاهما
وهي أولى من رواية المصنف وإن كانت رواية سيبويه؛ لأن جملة "عفا طللاهما" جاءت في نهاية البيت الرابع من القصيدة. ومعنى أنى لبلاهما: حان فناؤهما واللام زائدة.
أمن دمنتين: الجار والمجرور متعلق بمحذوف، والتقدير: أتجزع أو أتحزن والاستفهام تقريري ويخاطب الشاعر نفسه.
الدمنة: الموضع الذي أثر فيه الناس بإقامتهم فيه أو بنزولهم به، التعريس: النزول آخر الليل.
الرخامي: شجر السدر البري، عفا: تغير، الطلل: ما شخص من علامات الديار.
جارتا صفا: الأثقيتان، الصفا: الصخر الأملس ويريد به الجبل وهو الثالث لهما كميتا الأعالى: يعني أن أعالي الأثفيتين لم يصبها السواد لبعدها عن النار. جونتا مصطلاهما: يعني مسودتي موضع الوقود
1 سقط ما بين القوسين من الأصل ومن هـ.
2 ك وع تكرر "جونتا مصطلاهما".
3 هـ "فهذا" وسقطت هذه الكلمة من ع وك.
4 كتاب سيبويه 1/ 102.(2/1068)
وتأول بيت الشماخ على أن "هما"1 من قوله:
................................... ... .................... مصطلاهما
عائد على "الأعالى" لأنها مثناة في المعنى.
[وهو عند الكوفيين جائز في الكلام كله] 2
وهو الصحيح؛ لأن مثله قد ورد في الحديث كقوله في حديث أم زرع: "صقر وشاحها"3.
وفي حديث الدجال: "أعور عينه اليمنى"4.
وفي وصف5 "النبي6 [صلى الله عليه وسلم] 7: شثن أصابعه8.
__________
1 هـ وع وك "على أنهما".
2 تكررت هذه العبارة التي بين القوسين وتقدمت على قول المصنف "وهو عند أبي العباس ... ".
3 حديث أم زرع أخرجه مسلم ج15 ص212 بشرح النووي وهناك رواية أخرى صفر ردائها، وهي الرواية المشهورة.
4 أخرجه البخاري في اللباس 68 والفتن 36 والتوحيد 17، ومسلم في الفتن 100 والترمذي في الفتن 60 وأحمد 2/ 132، 144.
5 ع وك "في صفة".
6 زاد الأصل "علم".
7 سقط ما بين القوسين من الأصل ربما استغناء عنه بكلمة "علم" وهـ "عليه السلام".
8 المشهور في رواية الحديث:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شثن القدمين والكفين" أخرجه البخاري في اللباس 68، والترمذي في المناقب 8، وأحمد 1/ 89، 96، 101، 116، 117، 127، 134، 151.(2/1069)
ومع جوازه ففيه ضعف.
ومثله في الضعف ما كان مثل قولنا: "هو1 جم فضله، وجم الفضل" -بالنصب.
وشاهد الأول:
................................... ... ................. وادقة سراتها
وشاهد الثاني:
................................ ... أجبَّ الظهرَ.................
-بالنصب-
وأضعف منهما ومن الذي قبلهما ما رفع نكرة مجردة نحو قولنا: "جميلٌ وجهٌ" و"الجميلُ وجهٌ".
وقد ظفرت بشاهد له غريب وهو قول الراجز:
699-
ببهمة منيت شهم قلب
700-
منجذ لا ذي كهام ينبو
__________
1 ع سقط "هو".
699، 700- رجز لم يعزه أحد لقائل "العيني 3/ 577، همع الهوامع 2/ 99، الدرر 2/ 134".
بهمة: بضم الموحدة: الفارس الذي لا يدري من أين يؤتى من شدة بأسه.
منيت: ابتليت.(2/1070)
فـ"قلب" مرتفع بـ"شهم" كارتفاع "وجه" بـ"جميل" والأصل "وجهه" وقلبه" فحذف الضمير للعلم به.
وأشرت بقولي:
وخفضهم "أخفية الكرى" بأن ... أضيف "الأيقاظ" له وجه حسن
إلى قول الشاعر:
701-
لقد علم الأيقاظ أخفية الكرى ... تزججها من حالك واكتحالها
__________
= شهم: جلد زكي الفؤاد.
منجذ: أحكمته الأمور.
كهام: سيف كهام كليل ولسان كهام: عيي، وفرس كهام: بطيء
ينبو: يتجافى ويتباعد
701- من الطويل قائله الكميت بن زيد الأسدي "إيضاح شواهد الإيضاح للقيسي ص193، المحتسب 2/ 47، شرح المفضل، 5/ 27، أمالي الشجري 1/ 106 العيني 2/ 612، اللسان مادة "خفى".
الأيقاظ: جمع يقظ - ضد النائم
أخفية الكرى: الأعين.
زججه: دققه وطوله.
الحالك: شديد السواد.
كحل العين: وضع فيها الكحل.(2/1071)
ويجوز في "أخفية الكرى" الجر بالإضافة.
والرفع على الفاعلية.
والنصب على التشبيه1 بالمفعول به.
وهو نظير قولنا2: الحسن وجه الأب" بالأوجه الثلاثة.
واعدد من الباب3 اسم مفعول الذي ... عدوا لواحد كمفعول "غذي".
نحو: المصون عرضه" و"المنتقي ... رأيا" و"مشهور صلاح وتقي"
لما كان اسم المفعول مشاركا للصفة المشبهة في اطراد الإضافة إلى ما هو مرفوع في المعنى شاركها في وجوه العمل المتقدم ذكره.
لكن بشرط بنائه4 من فعل متعد إلى واحد، [لأنه5 يجري مجرى فعله المردود إلى صيغة ما لم يسم فاعله.
[وذلك6 الفعل لا يقصر عن7 التعدي، إلى مفعول إلا إذا كان قبل رده إلى صيغة ما لم يسم8 فاعله] متعديا إلى
__________
1 ع سقط "التشبيه".
2 ك وع سقط "قولنا".
3 ط "بالباب".
4 ع وك "نيابة فعل".
5 بداية سقط من ع
6 بداية سقط من هـ
7 ع وك "على التعدي".
8 نهاية سقط هـ.(2/1072)
واحد] 1، فكذلك اسم مفعوله.
فيكون اسم المفعول من فعل متعد في الأصل إلى واحد يتم شبهه بالصفة المشبهة فتجري مجراها نحو قولك: "زيد مصون عرضه، ومنتقي رأيا، ومشهور صلاح".
كما يقال: "زيد جميل وجهه، وكثير برا، وبين صلاح".
والتنظير2 بسائر المسائل هين، وتوجيهها بين، فلم أتصد لإحصائها، والإطالة باستقصائها.
وضمن الجامد معنى الوصف ... واستعمل3 استعماله بضعف
كـ"أنت غربال الإهاب" وكذا ... "فراشة الحلم" فراع المأخذا
من تضمين الجامد معنى المشتق وإعطائه حكم الصفة المشبهة قول الشاعر:
702-
فراشة الحلم فرعون العذاب وإن ... يطلب نداه فكلب دونه كلب
__________
1 نهاية سقط ع
2 هـ "والنظير".
3 س وش وع وك "فاستعمل".
702- من البسيط لم ينسب لقائل معين "الدرر اللوامع 2/ 136 همع 2/ 101".(2/1073)
وقول1 الآخر:
703-
فلولا الله والمهر المفدى ... لأبت2 وأنت غربال الإهاب
فضمن "فراشة الحلم معنى: "طائش"، و"فرعون".
معنى: "أليم" و"غربال" معنى: مثقب".
فأجريت محراها في الإضافة إلى ما هو فاعل في المعنى.
ولو رفع بها أو نصب لم يمتنع.
__________
1 ع وك "وقال "1".
2 ع وك "لرحن "2".
703 من الوافر ينسب لحسان بن ثابت، وليس في ديوانه، ونسب في الوحشيات ص8 إلى غفيرة بنت طرامة "الخصائص 2/ 221، 3/ 195، العيني 3 / 140، همع الهوامع 2/ 101، الدرر 2/ 136 الأشموني 3/ 16.
والضمير في "أبت" يعود للحارث بن هشام
وفي المقاصد النحوية قال العيني 3/ 140 قائله: المنذر بن حسان من قصيدة بائية من الوافر.(2/1074)
باب: التعجب
بـ"أفعل" انطق بعد "ما" تعجبا ... أو جئ بـ"أفعل" قبل مجرور ببا
وتلو "أفعل" انصبنه كـ"ما ... أوفى خليلنا وأصدق بهما"
و"ما" هنا ارفع بابتداء والخبر ... "أفعل" رافعا ضميرا استتر
وكـ"الذي أفعل": "ما أفعل" في ... رأي وهي به سعيد اقتفي
والصيغتين أنسب1 إلى الفعلية ... وبرئن "أفعل" من الأمريه
بل هو في القول الأصح خبر ... وما يليه فاعلا يقدر
__________
1 هـ سقط "أنسب".(2/1075)
وحذف ذي البا لا تجز وربما ... تزال مع مجرورها إن علما
وربما استغنى بعد "أفعلا" ... للعلم عن منصوبه فاختزلا
وفعلي التعجب الزم فيهما ... منح تصرف لزوما حتما
للتعجب ألفاظ1 كثرة لا يبوب لها كـ"لله أنت".
704-
[و: وا بأبي أنت وفوك الأشنب] 2
705-
و: واها لليلى ثم واها واها
وكقول النبي عليه السلام3 لأبي هريرة رضي الله عنه4:
__________
1 هـ "للتعجب أبواب".
2 سقط هذا البيت من ع وك
3 ع وك "صلى الله عليه وسلم"
4 هـ سقط "رضي الله عنه".
704- بيت من الرجز ينسب مع غيره إلى بعض بني تميم
الشنب: برد في الأسنان وعذوبة في الريق
"العيني 4/ 310 همع الهوامع 2/ 106 اللسان "زرنب". التصريح 2/ 197، المغني 369".
705- بيت من الرجز ينسب مع غيره إلى أبي النجم، كما ينسب إلى رؤبة الخزانة 3/ 337 العيني 1/ 133، همع الهوامع 1/ 36 الدرر اللوامع 1/ 12 الأشموني 1/ 50.(2/1076)
"سبحان الله إن المؤمن لا ينجس"1
والمبوب له من ألفاظه "أفعل" و"أفعل".
وهما فعلان غير متصرفن:
أما "أفعل" فلا خلاف في فعلتيه، لأنه على صيغة لم يصغ عليها إلا فعل.
ولأن العرب قد تؤكده بالنون [الخفيفة كقول الشاعر:
706-
ومستبدل من بعد غضبي صريمة ... فأحر به بطول فقر وأحريا
والمؤكد بالنون] 2 لا يكون إلا فعلا
وأما "أفعل" فمختلف في فعليته عند الكوفين، ومجمع على فعليته عند البصريين.
__________
1 أخرجه البخاري في الجنائز 8 والغسل 23، 24 ومسلم في الحيض 115 والنسائي في الطهارة 171 وابن ماجه في الطهارة 80 وأحمد 2/ 235، 382، 384.
2 هـ سقط ما بين القوسين
706 - من الطويل قال العيني 3/ 645 لم أعثر على قائله
غضبي: اسم مائة من الإبل، وهي معرفة لا تنون ولا يدخلها "أل" وضبطها ابن السكيت غضبا -بالياء.
صريمة: تصغير صرمة -بكسر الصاد- قطعة من الإبل نحو الثلاثين.(2/1077)
وهو الصحيح، للزوم اتصال نون الوقاية به عاملا في ياء المتكلم نحو "ما أفقرني إلى عفو الله" ولا يكون كذلك إلا فعل والمتعجب منه منصوب بـ"أفعل" على المفعولية إن وقع بعدها.
ومجرور بباء لازمة إن وقع بعد "أفعل" وموضعه رفع على الفاعلية لأن "أفعل" مسند إليه.
وليس بأمر، ولا المجرور منصوب المحل خلافا للكوفيين.
لأنه لو كان أمرا لاختلاف باختلاف المخاطب، إذ ليس في كلام العرب فعل أمر يكون مع المؤنث، والمثنى، والمجموع على حاله إذا أسند إلى الواحد المذكر.
وإنما يكون كذلك اسم فعل.
ولا خلاف في امتناع أن يكون "أفعل" اسم فعل، فوجب ألا يكون أمرا.
وإذا1 انتفت أمريته، تعينت خبريته. ووجب الحكم على ما يليه بالفاعلية، وإن كان مجرورا بالباء2، كما كان فاعلا المجرور بالباء بعد "كفى".
__________
1 ع وك "فإذا".
2 ع وك سقط "بالباء".(2/1078)
لكن الباء بعد "كفى" قد تحذف، ويرتفع الاسم كما قال الشاعر1:
707-
............................................. ... كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
وروى الكسائي: "مررت بأبيات جاد بهن أبياتا2 وجدن أبياتا3 فحذف الباء، وجاء بضمير الرفع.
ولا تحذف4 الباء بعد "أفعل" إلا مع مجرورها بشرط كون "أفعل" مسبوقا بآخر معه الفاعل المذكور كقوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا} 5,
وقد تحذف الباء ومجرورها6 بعد "أفعل" مفردا كقول الشاعر:
708-
فذلك إن يلق لامنية يلقها ... حميدا وإن يستغن يوما فأجدر
__________
1 ع وك سقط "الشاعر".
2 ع "أبياتا"
3 سقط من الأصل "وجدن أبياتا"
4 ع "ولا يحذف".
5 من الآية رقم "38" من سورة "مريم"
6 ع وك "وقد يحذف مع الباء مجرورها"
707- هذا عجز بيت من الطويل وصدره:
عميرة ودع إن تجهزت غاديا ... ...................................
وقائل هذا البيت سحيم عبد بني الحسحاس "الديوان ص16".
708- من الطويل قاله عروة بن الورد "الديوان ص37"
فذلك: اسم إشارة يعود إلى الصعلوك في البيت السابق على هذا البيت وهو:
ولكن صعلوكا صفيحة وجهه ... كضوء شهاب القابس المتنور
وفي الأصل "تلق" وفي ع "يستغني".(2/1079)
أي: فأجدر به:
وقد يحذف أيضا منصوب "أفعل للعلم به كقول الشاعر:
709-
جزى الله عنا بختريا ورهطه ... بني عبد عمرو ما أعف وأمجد
48 [أي: ما أعفهم وأمجدهم] 1
وكل واحد من فعلي التعجب ممنوع من التصرف، مسلوك به سبيل واحدة2، ليكون3 بذلك أدل على ما يراد به.
و"ما" المستعملة قبل "أفعل" اسم لعود فاعل4 "أفعل" إليها5.
__________
1 ع وك سقط ما بين القوسين.
2 ع وك "واحدة".
3 الأصل "لتكون".
4 هـ "العود ضمير فاعل أفعل".
5 هـ "المهاد".
709- أول بيتين من الطويل نسبهما في اللسان12/ 352، 7/ 303 للحصين بن القعقاع.
ونسب الزمخشري في الأساس 361 البيت الثاني للأعشى بختريا: ضبط في اللسان بالخاء وقال هو اسم رجل عن ابن الأعرابي.(2/1080)
وهي في موضع رفع بالابتداء1:
نكرة عند سيبويه، وما بعدها خبر.
موصولة2 عند الأخفس، والخبر محذوف، ملتزم الحذف كالتزام الحذف بعد "لولا" لأن ما لا تكون عنده تامة إلا شرطية أو استفهامية أو موصوفة، ولأن3 النكرة المحضة لا يبتدأ بها غير معتمدة.
قال:
"وجعل المبتدأ في التعجب معرفة لا يخل بالإبهام اللازم للتعجب، لأن التزام حذف الخبر كاف في الإبهام".
فيقال له: الخبر المدعى حذفه أمعلوم أو مجهول؟
فإن كان معلوما فلا إبهام.
__________
1 قال الزمخشري في المفصل في حديثه عن "ما " التعجبية.
واختلفوا في "ما" فهي عند سيبويه غير موصولة ولا موصوفة، وهي مبتدأ ما بعده خبره وعند الأخفش موصولة صلتها ما بعدها، وهي مبتدأ محذوف الخبر.
وعند بعضهم فيها معنى الاستفهام كأنه قيل: أي شيء أكرمه؟
2 ع وك "وموصولة".
3 هـ سقطت الواو من "ولأن".(2/1081)
وإن كان مجهولا فحذف المجهول لا يجوز.
وادعاء حصر "ما" التامة في الاستفهام والشرط باطل بقولهم1: "غسلته غسلا نعما".
فـ"ما" هذه إما زائدة، فزيادتها باطلة، لأن ذلك يخلي "نعم" من فاعل ظاهر أو مضمر، فوجب كونها تامة. فكذا2 وما التعجبية.
وصغهما من ذي ثلاث صرفا ... قابل فضل تم غير ذي انتفا
وغير ذي وصف يضاهي "أفعلا" ... وغير سالك سبيل "فعلا"
وإن ترد تعجبا بغير ما ... حاز3 الشروط فالتزم ما التزما
من ذكر "أشدد" أو4 "أشد" بعد "ما" ... أو ما يؤدي5 ما يؤدي بهما
__________
1 ع وك "لقولهم".
2 في الأصل "كذي".
3 هـ "جاز".
4 ع "وأشد".
5 ع "بودي".(2/1082)
وبعد مصدر المعوق ينتصب ... أو جئ به منخفضا بالبا تصب1
كـ"ما أشد عجبه" و"أشدد ... بعجبه، وباغترار2 المفسد"
ونادر مخالف لما ذكر ... كصوغ "ما أخصره" من "أختصر"
وفعل غير فاعل إن لم يضر ... بناء ذي تعجب3 منه اغتفر
كذاك ذو "أفعل" وصفا مزكنا4 ... جهلا كمثل "أهوج" و"أرعنا"5
ولا شذوذ عند سيبويه ... في نحو "ما أعطى" فقس عليه
وسبق فعلية ذي تعجب ... شرط وللشذوذ غيره انسب
كمثل "ما أذرعها" و"أقمن ... به" أي: احقق فبحق أعلن
__________
1 س ش ع ك.......................
وبعد أفعل جره بالبا تصب
2 هـ "وباعتبار".
3 ع "يعجب".
4 ع "شركنا".
5 ط "وإن عنا".(2/1083)
ومثل "أقمن" في الشذوذ1 "أعس به" ... كذاك "ما أعسى" فنبه وانتبه
الضمير في:
وضغهما............ ... .......................
عائد على "فعلي التعجب" من قولي:
وفعلي التعجب الزم فيهما ... منع تصرف..................
والغرض الآن بيان ما يصاغ منه الفعلان المشار إليهما.
وذلك كل فعل، ثلاثي، متصرف، تام، قابل معناه للتفاضل2 غير مبني للمفعول، ولا منفي، ولا مدلول على فاعله3 بـ"أفعل".
فاحترز بـ"ثلاثي" من غيره كـ"دحرج" و"انطلق" و"اقتدر" و"استخرج" و"احمر" و"احرنجم".
واحترز بـ"متصرف" من غيره كـ"نعم" و"بئس".
واحترز بـ"تام" من الفعل الناقص كـ"كان" و"صار"
واحترز بـ"قابل معناه للتفاضل" من "مات الإنسان" و"فني الشيء" ونحوهما.
__________
1 ع "في شذوذ"
2 ع "للتفاصل".
3 هـ "اسم فاعله".(2/1084)
واحترز بـ"غير مبني للمفعول" من نحو "ضرب زيد" و"شتم عمرو".
واحترز بـ"لا منفي" من نحو "ما عجت"1 أي: "ما انتفعت".
فإنه لم يستعمل غير منفي، والتعجب لا يكون إلا بمثبت.
واحترز من كونه2 "لا يدل على فاعله3 بـ"أفعل" من نحو "عور" و"لمي" ونحوهما.
فإن الأفعال التي احترزت منها لا يُبنى منها فعل تعجب إلا على سبيل الشذوذ، أو لعروض4 مسوغ.
فإذا قصد التعجب من بعضها جيء بـ"ما أشد"5 أو بـ"أشدد" أو بجار مجراهما، وأعطى مصدر الذي لم يصلح التعجب بلفظه6 ما يعطي المتعجب منه من نصب أو جر7.
وذلك نحو8 قولك: "ما أشد عجبه" [و"أشدد بعجبه" و"ما أشدد اغتراره" و"أشدد باغتراره".
فعدلت عن فعل العجب، وفعل الاغترار؛ لأنهما زائدان.
على الثلاثة.
__________
1 ع "ما عجبت".
2 هـ "بكونه".
3 هـ "يدل على اسم الفاعل فاعله".
4 ع ك "لعرض".
5 ع ك "جيء بأشد".
6 هـ "تصلح للتعجب لفظ".
7 ع سقط "أو جر".
8 ع وك "ونحو ذلك".(2/1085)
وفي فعل العجب مانع آخر1: أنه "أعجب"] 2 على بناء ما لم يسم فاعله.
و:..... المعوق....
اسم مفعول من "عيق" بمعنى عوق3 والمراد به ما فيه مانع من الموانع المذكورة.
ثم نبهت بقولي:
ونادر.............. ... .....................
إلى آخر الكلام على أن ما صيغ منه أحد الفعلين مع وجود أحد الموانع المذكورة: شاذ مقصور على السماع.
أو مجوز ذلك فيه لمسوغ.
فمن الشاذ قولهم في المختصر: "ما أخصره" والفعل المستعمل منه قبل التعجب: "اختصر" وهو خماسي مبني للمفعول. ففيه مانعان.
ونبهت بقولي:
وفعل غير فاعل......... ... .............................
إلى آخر الكلام على أن فعل المفعول إذا لم يجهل معناه4
__________
1 ك "وفي فعل التعجب مانع آخر لأنه على أعجب".
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 هـ "عرق".
4 ع وك سقط "معناه".(2/1086)
ببناء فعل التعجب منه جاز صوغ "أفعَل" و"أفعِل" من لفظه نحو: "ما أزهى زيدا، وما أعناه بحاجتك".
وأصلهما "زُهي"1 و"عُني" فصيغ منهما فعل التعجب؛ لأن المراد لا يجهل.
بخلاف "ضرب زيد"
فإن قولك فيه "ما أضرب زيدا" يوهم خلاف المراد، فلم يجز. ثم قلت:
كذاك ذو "أفعل"2 وصفا مزكنا ... جهلا.............................
أي: كما خرج من فعل المفعول "زُهي"ونحوه مما لا يجهل معناه بالتعجب فجاز أن يتعجب منه كذاك يخرج من الأفعال التي يدل على فاعلها بـ"أفعل"3 ما يزكن جهلا أي: يفهمه.
يقال: زكنته بمعنى فهمته، وأزكنته بمعنى: أفهمته
وأشرت بالمزكن جهلا4 إلى 5: "حمق" فهو "أحمق" و"هوج"6 فهو "أهوج" و"رعن"7 فهو "أرعن" و"نوك"8 فهو "أنوك".
__________
1 زهي: تكبر
2 ع "ذو فعل".
3 ع "بالفعل".
4 ع ك سقط "جهلا".
5 هـ "أي حمق".
6 الهوج: طول في الحمق وطيش وتسرع
7 الأرعن: الأهوج في منطقة
8 النوك: الحمق(2/1087)
فإنه يقال في التعجب منها: "ما أحمقه"، و"ما أهوجه"، وما "أرعنه"، و"ما أنوكه".
حملا على "ما أجهله" لتقاربهما في المعنى.
وغير ذلك مما يدل على فاعله بـ"أفعل" لا يتعجب منه إلا بـ"أشد" و"أشدد" وما جرى مجراهما.
ويستوي في ذلك أفعال العيوب كـ"حول" و"عمي" و"عمش" و"مرة"1 و"برص"2 و"لطع"3 و"قلح"4.
وأفعال غير العيوب كـ"لمي"5 و"ظمي"6 و"شنب"7 و"دعج"8 و"شهل"9 و"شكل"10.
فهذه وأمثالها لا يتعجب بها من لفظها وإن كانت ثلاثية؛ لأنها مشتركة في كون فاعلها مدلولا عليه بـ"أفعل" مع تعريها.
__________
1 مرهت عينه: من باب فرح: خلت من الكحل، أو فسدت لتركه
2 البرص: بياص يظهر في البدن لفساد مزاج.
3 لطع: لحس
4 القلح: صفرة الأسنان.
5 لمي: اسودت شفته
6 الظمي: قلة الحم اللثة ودمها وهو صفة محمودة
7 الشنب: ماء ورقة وبرد وعذوبة في الأسنان
8 دعج: اسودت عينه مع سعتها.
9 الشهلة: بالضم أقل من الزرق في الحدقة وأحسن منه
10 الأشكل: ما يخلط سواده حمرة.(2/1088)
مما في "رعن" وأخواتهمن من مشابهة" "جهل".
ومذهب سيبويه فيما كان على "أفعل" قبل التعجب كـ"أعطى" أن يجري1 مجرى الثلاثي [في بناءفعلي التعجب منه قياسا2.
وإنما خصه من أبنية المزيد فيه لشبهه بالثلاثي] 3 لفظا، ولكثرة موافقته له في المعنى.
أما شبهه به لفظا فلأن مضارعه واسم فاعله، وزمانه، ومكانه في عدة الحروف، والحركات، وسكون الثاني كمضارع الثلاثي.
وأما الموافقة في المعنى فكثيرة.
فمن موافقة "فعل" و"أفعل".
"سري" و"أسرى".
و"طلع عليهم" و"أطلع" أي: أشرف.
و"طفلت الشمس" و"أطفلت" أي: دنت من الغروب
و"عند الجرح" و"أعند" أي4: سال دمه.
__________
1 ع "جرى".
2 كتاب سيبويه 1/ 37.
3 ع سقط ما بين القوسين.
4 هـ والأصل سقط "أي".(2/1089)
و"عكل الأمر" و"أعكل" أي1: أشكل
و"عتم الليل" و"أعتم": أظلم.
و"فلك" في الأمر" و"أفلك": لج.
و"عصفت الريح" وأعصفت: اشتد هبوبها
و"سف2 الخوص" و"أسفه": نسجه.
و"غضب القرن" و"أعضبه": كسره
و"عسر الغريم" و"أعسره": طالبه على عسره.
و"قاله البيع و"أقاله" و"حزنه الأمر" و"أحزنه".
و"شغله الأمر" و"أشغله"3 و"فغر فاه" و"أفغره" فتحه ومن توافق "فعل" و"أفعل".
"غطش الليل" و"أغطش": أظلم.
و"غدرت الليلة" و"أغدرت"4: اشتد ظلامها.
و"عوز الشيء" و"أعوز": تعذر، وكذلك الرجل إذا افتقر.
__________
1 هـ والأصل سقط "أي".
2 هـ "سفت"
3 ع "وشغله".
4 ك "غذرت واغذرت هـ "عذرت وأعذرت".(2/1090)
و"عبست الإبل" و"أعبست"1 بمنزلة: "وذحت الغنم"2
و"عدم الشيء" و"أعدمه": فقده
ومن توافق "فعل" و"أفعل".
"خلق الثوب"3 و"أخلق: أي: صار خلقا4
و"بَطُؤَ الإنسان وغيره" و"أبطأ": تأخر
و"بؤس" و"أبأس": ساءت حاله.
فلكون "أفعل مختصا من بين الأفعال المغايرة للثلاثي بمشابهته لفظا، وموافقته معنى أجراه سيبويه مجراه في اطراد بناء فعلى التعجب منه.
وأشرت بقولي:
وسبق فعلية ذي تعجب ... شرط.......................
إلى أن المعاني التي لا أفعال لها لا يُبنى5 من الألفاظ الدالة عليها فعل تعجب.
__________
1 عبست الإبل: تعلق بأذنابها بعض الأبوال والأبعار.
2 وذحت الغنم: تعلق بأصوافه البعر والبول.
3 ع سقط "الثوب".
4 هـ "سقط" "أي صار خلقا".
5 في الأصل وع "تبنى".(2/1091)
فلا يقال في "ربعة": "ما أربعه"، ولا في "طفل": "ما أطفله" ولا في "مرء": "ما أمرأه".
فإن شذ شيء حفظ ولم يقس عليه.
فمما شذ قولهم "ما أذرعها" بمعنى ما أخفها في الغزل.
وهو من قولهم: "امرأة ذراع" وهي الخفيفة اليد في الغزل ولم يسمع منه فعل غير فعل التعجب.
ومثله في البناء من وصف لا فعل له قولهم: "أقمن به" بمعنى: "أحقق به" اشتقوه من قولهم: "هو قمن بكذا" أي: حقيق به.
ومثل "أقمن" في المعنى والشذوذ قولهم: "ما أعساه" و"أعس به".
كل ذلك منقول عن العرب.
بهمز "أفعل" التعدي1 حصلا ... وصار ذا كذا بـ"أفعل" عقلا
وقبل صوغ الصيغتين قدرا ... سلب تعدي المتعدي من دري
لذلك احتيج لحرف الجر2 ... في نحو: "ما أضرب ذا لعمرو"
__________
1 في الأصل "المتعدي".
2 هـ "لحرف الخبر".(2/1092)
ونحو: "ما أكساك للقوم البرد" ... و"ما أظنني لسعد ذا جلد"
آخره ينصب أهل الكوفه ... بتلو "ما" لشبهة1 معروفة
وغيرهم يجعل نصبه بما ... عليه دل ما يكون بعد "ما"
وفعل هذا الباب لن يقدما ... معموله ووصله به الزما
وفصله بظرف أو بحرف جر ... مستعمل والخلف في ذاك استقر
وقد تزاد2 "كان" قبل "أفعلا" ... دلالة على مضي حصلا
وبعد "ما أفعل"3 أيضا قد يقع4 ... "ما" ثم5 "كان"، بعده اسم ارتفع
قول العرب في "حسن" [زيد: "ما أحسن"6] زيدا" يدل على أن همزة "أفعل" التعجبية همزة تعدية.
وقولهم في "ضرب زيد عمرا": "ما أضرب زيدا لعمرو"
__________
1 ع ط ك "لشبهه".
2 هـ "يزاد"
3 ع سقط "أفعل"
4 ع "تقع"
5 ع ك "تم".
6 ع سقط ما بين القوسين.(2/1093)
يدل على أن الفعل المتعدي يسلب تعديه بقصد التعجب به، ويصير فاعله مفعولا مقتصرا عليه.
ولولا ذلك لبقي تعديه منضما إليه التعدي المتجدد بالهمزة.
فكان يقال: "ما أضرب زيدا عمرا" كما يقال في الاستفهام عن سبب ضربه إياه.
ففي اقتصارهم بعد دخول الهمزة على نصب ما كان فاعلا قبل دخولها دلالة على تجدد اللزوم والانتقال إلى بنية مخصوصة بعدم التعدي وهي بنية "فعل".
ويؤيد ذلك أن العرب قد تستغني في التعجب عن "أفعل" بـ"فعل" كقولهم: "قضو الرجل فلان بمعنى: "ما أقضاه".
و"علم الرجل هو"1 بمعنى: "ما أعلمه".
فعلم بذلك أن "ضرب" حين قصد به التعجب2 حول إلى "ضرب" ليصير على بنية3 أفعال الغرائز4؛ إذ لا يتعجب من معنى إلا وهو غريزة أو كالغريزة5.
__________
1 ع وك سقط "هو".
2 ع وك "قصد التعجب به".
3 ع "على أبنية".
4 الغرائز جمع غرزة وهي الطبعة والقريحة والسجية من خير أو شر.
5 هـ "كالغوير".(2/1094)
ثم بعد تحويله إلى "فعل" تقديرا تدخل عليه الهمزة كدخولها على "حسن" وغيره مما هو على "فعل" في أصله، ويعامل معاملته.
فإن كان قبل التعجب متعديا إلى اثنين دخلت اللام بعد التحويل على أولهما1 ونصب ثانيهما نحو: "ما أكسى زبدا للقوم الثياب، و"ما أظنني لعمرو صديقا".
وهو منصوب عند البصريين بمحذوف دل عليه "أفعل" وعند الكوفيين بـ"أفعل" نفسه.
وأما "أفعل" فقد تقدم أن لفظه لفظ الأمر، ومعناه التعجب وينبغي الآن أن يعلم أن همزته همزة الصيرورة2.
فأصل "أحسن بزيد": أحسن زيد أي: صار ذا حسن كما يقال: "أثري الرجل، أي: صار ذا ثروة، و"أفلس" أي: صار ذا فلوس و"أظرف" أي: صار3 ذا ظروف
و"أكلت الشجرة، وأجنت" أي: صارت ذات4 أكل وجني.
و"ابسرت النخلة، وأتمرت" أي: صارت ذات بسر وتمر5.
__________
1 ع أولها".
2 هـ "الضرورة".
3 هـ سقط "أي صار".
4 ع صارت ذا أكل".
5 ع وك "ثمر".(2/1095)
وإلى هذا أشرت بقولي: ... وصار ذا كذا بـ"أفعل" عقلا
ولا خلاف في منع تقديم المتعجب منه على فعل التعجب، ولا في منع الفصل بينهما بغير ظرف، وجار ومجرور.
وفي الفصل بينهما بالظرف والجار والمجرور خلاف.
والصحيح جوازه لثبوت ذلك عن العرب كقول الشاعر:
710-
وقال نبي المسلمين تقدموا ... وأحبب إلينا أن تكون المقدما
[وكقول الآخر:
711-
أقيم بدار الحزم ما دام حزمها ... وأحر إذا حالت بأن أتحولا] 1
وكقول الآخر:
__________
1 هـ سقط ما بين القوسين.
710- من الطويل قاله العباس بن مرداس من قصيدة قالها في فتح مكة "الديوان ص102" ورواية الديوان:
وقال نبي المؤمنين تقدموا ... وحب إلينا أن تكون المقدما
711- من الطويل قاله أوس بن حجر من قصيدة "الديون 83"
وروى المكودي البيت:
أقيم بدار الحرب......... ... ..............................
حالت الدار: تغيرت.(2/1096)
712-
فصدت وقالت بل تريد فضيحتي ... وأحبب إلى قلبي بها متعضبا
713-
خليلي ما أحرى بذي اللب أن يرى ... صبورا، ولكن لا سبيل إلى الصبر
ومن كلام عمرو بن معد يكرب1:
"ما أحسن في الهيجاء2 لقاءها، وأكثر في اللزبات3 عطاءها".
قال الشيخ أبو على الشلوبين رحمه الله4:
"حكى الصيمري5 أن6 مذهب سيبويه منع الفصل بالظرف بين فعل التعجب ومعموله.
__________
1 كلام عمرو بن معد يكرب في المحتسب لابن جني 2/ 28
2 الهيجاء: الحرب
3 اللزبات: الشدائد
4 سقط من الأصل ومن هـ "رحمه الله".
5 عبد الله بن علي بن إسحاق الصيمري، لم يذكر أحد عام ولادته أو وفاته، وكان أبو حيان ينكر وجوده وضبط في ع بالتصغير "الصميري"
6 ع وك سقط "أن".
712- من الطويل قاله عمر بن أبي ربيعة من قصيدة "الديوان 412" صدت: أعرضت، عضبه بلسانه: تناوله وشتمه، ولسان عضب: حديد في الكلام.
713- من الطويل قال العيني 3/ 662: احتج به الجرمي وغيره ولم يذكر أحد منهم اسم قائله.(2/1097)
والصواب أن ذلك جائز، وهو المشهور والمنصور".
هكذا قال الأستاذ أبو علي، وهو المنتهى في المعرفة بهذا الفن نقلا وفهما1.
وقال السيرافي في قول سيبويه: "ولا تزيل شيئا عن موضعه"2.
"إنما أراد أنك تقدم "ما" وتوليها الفعل، ويكون الاسم المتعجب منه بعد الفعل، ولم يتعرض للفصل بين الفعل، والمتعجب منه.
وكثير من أصحابنا يجيز ذلك، منهم الجرمي3
وكثير منهم يأباه منهم الأخفش والمبرد4.
وقال الزمخشري بعد أن حكم بمنع الفصل5:
"وقد أجاز الجرمي وغيره من أصحابنا الفصل، وينصرهم قول القائل: "ما أحسن بالرجل أن يصدق".
__________
1 هـ "وفتها".
2 كتاب سيبويه 1/ 37.
3 صالح بن إسحاق أبو عمر الجرمي، نحوي، فقيه أخذ عن الأخفش ويونس مات سنة 225هـ.
4 ينظر المقتضب للمبرد 4/ 178.
5 ينظر المفصل للزمخشري "باب التعجب" ص277.(2/1098)
ومن العجب اعترافه بنصرهم، والتنبيه على بعض حججهم بعد أن خالفهم بلا دليل.
ولما كان فعل التعجب مسلوب الدلالة على المضي، وكان1 المتعجب منه صالحا للمضي أجازوا زيادة "كان" إشعارا بذلك عند قصده نحو: "ما كان أحسن زيدا"2.
وكقول الشاعر في مدح رسول الله3 صلى الله عليه وسلم:
714-
ما كان أسعد من أجابك آخذا ... بهداك مجتنبا هوى وعنادا4
وأما وقوع "ما كان" بعد أفعل" نحو "ما أحسن ما كان زيد" فكثير.
وما -فيه- مصدرية
و"كان" تامة رافعة ما بعدها بالفاعلية.
وفي ذلك أيضا دلالة على مضي المتعجب منه.
فلو قصد استقباله لجيء بـ"يكون".
__________
1 هـ "وكان صفة المتعجب".
2 كتاب سيبويه 1/ 37.
3 ع وك "في مدح النبي صلى الله عليه وسلم"
4 هـ سقط قوله "هوى وعنادا".
714- من الكامل قاله عبد الله بن رواحه رضي الله عنه.(2/1099)
باب: نعم وبئس وما جرى مجراها
...
باب: "نعم" و"بئس" وما جرى مجراهما 1
فعلين لا اسمين على الأولى جعل ... "نعم" و"بئس" الأصل فيهما "فَعِل"
واستعمل الأصل و"فِعْل" و"فِعِل". ... الأربع استعملن في نحو: "كحل"
والاسم أيضا هكذا، ففي "فخذ". ... يقال "فخذ" مع "فِخْذ" و"فِخِذ".
كلاهما فعل به الإنشا قصد ... لذلك2 التصريف منهما3 فقد
في "نعم" و"بئس" أربع لغات:
"نعم" و"بئس" وهو الأصل.
__________
1 ش سقط "وما جرى مجراهما"
2 هـ "كذلك".
3 س ش ع "فيهما".(2/1100)
و"نعم" و"بئس"1 و"نعم" و"بئس" بالإتباع و"نعم" و"بئس" بالسكون بعد الاتباع.
وهذه اللغات الأربع جائزة في كل ما كان من الأفعال أو الأسماء ثلاثيا، أوله مفتوح، وثانيه حلقي مكسور.
فيقال في "شهد":2 "شهد" و"شهد" و"شهد"
وكذا يقال في3 "فَخِذ": "فَخْذ" و"فِخِذ" و"فِخْذ"
قال الشاعر:
715-
إذا غاب عنا غاب عنا ربيعنا ... وإن شهد أجدى خيره ونوافله
ومن مجيء "نعم" على الأصل قوله طرفة:
716-
ما أقلت قدم4 إنهم ... نعم الساعون في الأمر المبر
__________
1 هـ "باس"
2 ع "وشهد"
3 ع سقط "في"
4 هـ سقط "قدم"
715- من قصيدة من الطويل قالها الأخطل في مدح بشر بن مروان بن الحكم ورواية الديوان ص224:
إذا غاب عنا غاب عنا فراتنا
وإن شهد أجدى فيضه وجداوله
أجدى: أغنى ووسع، والجدا: العطية، والجداء: الغناء والنفع.
الجداول: مجاري الماء
716- من الرمل من قصيدة لطرفة بن العبد "الديوان ص58".
ورواية الديوان
خالتي والنفس قدما أتهم ... نعم الساعون في القوم الشطر
والبيت متعلق ببيت قبله هو:
ففداء لبني قيس على ... ما أصاب الناس من سر وضر
ما أقلت: ما ارتفعت، والإقلال: الرفع.(2/1101)
وحكى أبو علي: "بيس" -بفتح الباء، وياء ساكنة-
و"نعم" و"بئس" فعلان غير متصرفين.
ويدل على فعليتهما اتصال تاء التأنيث الساكنة بهما في كل اللغات، واتصال ضمير الرفع بهما في لغة حكاها الكسائي.
والقول بفعليتهما هو قول البصريين، والكسائي.
وزعم الفراء، وأكثر1 الكوفيين أنهما اسمان2
واستدلوا على ذلك بدخول حرف الجر عليهما كقول بعض العرب لمن بشره ببنت:
"والله ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء، وبرها سرقة"3 وكقول بعضهم، نعم السير على بئس العير.
ولا حجة في هذا؛ لأن حرف الجر قد4 يدخل5 على ما
__________
1 ع "وكثير".
2 ينظر معاني القرآن للفراء 2/ 119، 2/ 141.
3 ينظر أمالي الشجري 2/ 147، 148.
4 ع وك سقط "قد".
5 هـ "يدل".(2/1102)
لا خلاف في فعليته كقول القائل:
717-
عمرك1 ما ليلى بنام صاحبه
718-
[ولا مخالط الليان جانبه] 2
فيتأول ذلك بما يتأول هذا.
ومما يستدل به من زعم اسميتها قول الراجز:
719-
صبحك الله بخير باكر
720-
بنعم طير وشباب فاخر
ولا حجة فيه أيضا لأن "نعم" فيه3 محكية، ولذلك فتحت ميمها مع دخول حرف الجر عليها.
ويطلبان فاعلا تالي "أل" ... أو ما يتاليها مضافا4 اتصل
__________
1 هـ لعمرك
2 ع وك سقط ما بين القوسين
3 ع وك سقط فيه
4 هـ "مضافا ما اتصل".
717، 718- رجز لم ينسب لقائل معين ورواية الصاغاني: ما زيد بنام صاحبه.
قال الصاغاني: أي: ما زيد برجل نام صاحبه.
الليان: مصدر "الأشموني 3/ 27".
719، 720- رجز لم ينسب إلى قائل معين وهو من شواهد العيني 4/ 2 ولم يقف على اسم قائله.
باكر: سريع عاجل.
بنعم طير: بخير طير.(2/1103)
أو مضمرا مميزا بنكرة ... كـ"نعم مجموعا كتاب التذكرة"
ومع ظهور الفاعل التمييز دع ... في رأي عمرو وهو في ذا لم يطع
والعلم بالتمييز أغنى عنه في ... "بها ونعمت" فلذا به اكتفي1
وبعضهم فاعل "نعم" نكرا ... بغير قيد نحو: "نعم ذو قرى".
وهكذا "نعم خليل العلا". ... و"نعم من هو" رووا مستعملا
ويذكر المخصوص بعد مبتدا ... أو2 خبر اسم لا يبين أبدا
وإن يقدم مشعر به كفى ... كـ"العلم نعم المقتنى والمقتفى"
ورفع "نعم" مضمر اسم قدما ... لم يأت إلا في شذوذ فاعلما
وانصب على التمييز "ما" في "نعم ما" ... و"بئسما" والرفع بعضهم نمى
__________
1 هـ تقدم هذا البيت على البيت الذي قبله
2 هـ "وخبر".(2/1104)
لسيبويه، وادعى التعريف مع ... تمام "ما" وظاهرا قد اتبع
الغالب في غالب "نعم" و"بئس" أن يكون معرفا بالألف واللام، أو مضافا إلى ما هما فيه، [أو مضافا إلى مضاف إلي ما هما فيه] 1، أو ضميرا مستترا مفسرا بنكرة منصوبة على التمييز
فالأول كقوله تعالى: {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} 2.
والثاني كقوله تعالى3: {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِين} 4.
والثالث كقول الشاعر:
721-
فنعم ابن أخت القوم غير مكذب ... زهير حسام مفرد من حمائل
ومثال الرابع قوله5 تعالى: {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} 6
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 من الآية رقم "40" من سورة "الأنعام".
3 سقط من الأصل "تعالى"
4 من الآية رقم "30" من سورة "النحل".
5 ع وك "كقوله".
6 من الآية رقم "50" من سورة "الكهف".
721- من الطويل من قصيدة لأبي طالب بن عبد المطلب في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وزهير: هو ابن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وأمه عاتكه بنت عبد المطلب.(2/1105)
وقول1 الشاعر:
722-
نعم موئلا المولى إذا حذرت ... بأساء ذي البغي واستيلاء ذي الإحن
وقد يعلم جنس الضمير فيستغنى عن التمييز كقوله عليه الصلاة2 والسلام: "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت" 3.
[أي: ونعمت سنة الوضوء] 4
ومنع سيبويه5 الجمع بين التمييز وإظهار الفاعل.
وأجاز المبرد6 ذلك. وإجازته أولى كقول7 الشاعر:
__________
1 هـ "وكقول".
2 هـ "سقط الصلاة"
3 أخرجه البخاري في الوضوء 26، ومسلم في الطهارة 8، 12، وأبو داود في الطهارة 32، 51، 128، والترمذي في الطهارة 45، والجمعة 9، وابن ماجه في الطهارة6، 47، ومالك في الموطأ ص47.
4 سقط ما بين القوسين من الأصل ومن هـ.
5 كتاب سيبويه 1/ 300.
6 المقتضب 2/ 150.
7 هـ والأصل "لقول".
722- من البسيط لم يقف العيني له على قائل 4/ 6.
موئلا: ملجأ، البأساء: الشدة، البغي: الظلم، الإحن: الأحقاد.(2/1106)
723-
تزود مثل زاد أبيك فينا ... فنعم الزاد زاد أبيك زادا
وأظهر من هذا البيت1 قول الآخر:
724-
والتغلبيون بئس2 الفحل فحلهم ... فحلا وأمهم زلاء منطيق
ولا يمنع منه زوال الإبهام بدونه؛ لأن التمييز3 قد4 يجاء به توكيدا كقوله عز وجل5: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} 6
ومثله قول أبي طالب:
725-
ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا
__________
1 هـ سقط "البيت".
2 هـ "نعم الفحل".
3 هـ "بدون التمييز".
4 هـ "وقد يجاء".
5 هـ "كقول الله تعالى" ع وك "كقوله تعالى".
6 من الآية رقم "36" من سورة "التوبة".
723- من الوافر قاله جرير بن عطية من قصيدة في مدح عمر بن عبد العزيز "الديوان ص135"
724- من البسيط قاله جرير بن عطية من قصيدة في هجاء الأخطل التغلبي وقومه "الديوان 395".
الزلاء: الرسحاء وهي اللاصقة العجز الخفيفة الآلية.
المنطيق: التي تأتزر بحشية تعظم بها عجيزتها.
725- واحد من أبيات خمسة قالها أبو طالب بن عبد المطلب "الديوان ص4، غاية المطالب في شرح ديوان أبي طالب وروايته ص177:
وعرضت دينا قد علمت بأنه ... ..........................
وهي من البحر الكامل.(2/1107)
وحكى الأخفش أن ناسا من العرب يرفعون بـ"نعم" النكرة مفردة، ومضافة1.
فإلى2 ذلك أشرت بقولي:
وبعضهم فاعل "نعم" نكرا ... بغير قيد......
أي: بغير اشتراط3 إضافة أو إفراد.
فيقال:"نعم خليلٌ العلاءُ" و"نعم جليسُ قومٍ هو "
[4 ومنه قول الشاعر:
بئس قرينا يفن هالك ... أم عبيد، وأبو مالك
__________
1 قال ابن يعيش في شرح المفصل 7/ 131 بعد ذكر مذهب الأخفش وأدلته:
"قال أبو علي: وذلك ليس بالشائع، ولا يجوز ذلك على مذهب سيبويه".
2 هـ "إلى" ع وك "فإلى".
3 هـ "أي باشتراط".
4 هـ سقط ما بين القوسين
726- من السريع قال أبو علي القالي في الأمالي 2/ 180: أنشدنا أبو بكر بن دريد قال: أنشدنا أبو عثمان الأشنانداني: بئس قريبا ... ".
اليفن: الشيخ الكبير، أم عبيد: الفلاة، وقيل: هي الأرض الخالية وأخطأها المطر، أبو مالك: كنية الجوع، أو كنية المسن والهرم.(2/1108)
ويقال أيضا:
"نعم من هو" و"نعم ملجأ من قصده"] 1 ومنه قول الشاعر.
727-
ونعم مزكأ من ضاقت مذاهبه ... ونعم من هو في سر وإعلان
فجعل فاعل "نعم" مضافا إلى "من" وهي نكرة موصوفة أو موصولة.
وجعل فاعل "نعم" الثانية ضميرا مفسرا بـ"من" وهي هنا نكرة غير موصوفة، والضمير بعدها مخصوص "نعم".
كذا2 قال أبو علي في التذكرة.
__________
1 وقع اضطراب في الأصل في هذا الموضع حيث تكررت بعض الفقرات.
2 في الأصل "كذى".
727- من البسيط استشهد به المصنف مع بيت آخر قبله هو:
وكيف أرهب أمرا أو أراع له
وقد زكأت إلى بشر بن مروان.
ولم ينسبهما لقائل ولم ينسبهما أحد بعده كصاحب الخزانة 4/ 115، والمقاصد النحوية 1/ 487، وهمع الهوامع 1/ 92 مزكأ: اسم مكان من زكأ بمعنى لجأ واستند.(2/1109)
قلت: ويجوز جعلها فاعل "نعم" وتكون موصولة و"هو" مبتدأ خبره "هو" آخر محذوف. والتقدير: ونعم من هو هو في سر وإعلان، أي: هو الذي شهر في سر وإعلان و"في" متعلقة بـ"هو" المحذوف لأن فيه معنى الفعل.
وفي قولي1:
ويذكر المخصوص...... ... ......................
إلى آخره2 بيان افتقار "نعم" إلى اسم غير فاعلها هو المخوص بالمدح.
وأنه إما مبتدأ خبره "نعم". وفاعلها، وإما خبر مبتدأ ملتزم حذفه.
ثم بينت أن المخصوص قد يتقدم على "نعم" ما يغني عن ذكره بعدها كقوله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ} 3.
728- وكقول الشاعر:
إني اعتمدتك يايز ... يد ونعم معتمد الوسائل
__________
1 في الأصل "قوله".
2 ع وك "إلى آخرها".
3 من الآية رقم "75" من سورة "الصافات".
728- من مجزوء الكامل قاله الطرماح من قصيدة في مدح يزيد بن المهلب بن أبي صفرة "الديوان 160" ورواية العيني 4/ 11 "فنعم معتمد الوسائل".(2/1110)
ثم بينت أن "نعم" إذا ذكرت بعد ما يُغنى عن المخصوص لا تتحمل ضميره عند أكثر العرب.
بل تأتي1 مجردة للإسناد إلى ما بعدها نحو: "الزيدان نعم الرجلان" أو "نعم رجلين" و"الزيدون نعم الرجال" أو2 "نعم رجالا".
هذا هو المشهور، وحكى الكسائي عن بعض العرب:
"نعما رجلين" و"نعموا رجالا" وإليه أشرت بقولي:
.................. ... إلا في شذوذ...........
ثم بينت أن "ما" في "نعما" و"بئسما" نكره بمعنى "شيء". وموضعها نصب على التمييز. والفاعل مضمر.
وإلى هذا ذهب الزمخشري3 وكثير من المتأخرين وظاهر قول سيبويه أن "ما" فاعله. وأنها اسم تام معرفة4.
[وندر تمامها معرفة هنا كما ندر تمامها نكرة في "باب التعجب".
قال ابن خروف: وتكون "ما" تامة5 معرفة] بغير صلة نحو: "دققته دقا نعما".
__________
1 ع "يأتي"
2 ع وك "ونعم".
3 قال الزمخشري في المفصل:
وقوله تعالى "فنعما هي" نعم" فيه مسند إلى الفاعل المضمر، ومميزه "ما" وهي نكرة لا موصولة ولا موصوفة والتقدير "فنعم شيئا هي"
4 ينظر كتاب سيبويه 1/ 37.
5 هـ سقط ما بين القوسين.(2/1111)
قال سيبويه: أي: نعم الدق، و"نعما هي"1 أي: نعم الشيء إبداؤها2، فحذف المضاف3 وهو الإبداء وأقام ضمير الصدقات مقامة. و"نعما صنعت" و"بئسما فعلت" أي: نعم الشيء شيء4 صنعت.
هذا كلام ابن خروف معتمدا على كلام سيبويه.
وسبقه إلى ذلك السيرافي، وجعل نظيره قول العرب: "إني مما أن أصنع"5 أي: من الأمر أن أصنع فجعل "ما" وحدها في موضع الأمر6 ولم يصلها بشيء، وتقدير الكلام: إني من الأمر صنعي كذا وكذا7، فالياء اسم "إن" و"صنعي": مبتدأ، و"من الأمر": خبر "صنعي" والجملة في موضع رفع8 خبر "إن".
هذا كلام السيرافي.
قال شيخنا جمال الدين -أدام الله بقاءه9:
__________
1 من الآية رقم "271" من سورة "البقرة".
2 ع "ابتداؤها".
3 هـ سقط "المضاف".
4 ع "نعم الشيء شيئا صنعت" ك "نعم الشيء ما صنعت".
5 من أمثلة سيبويه 1/ 37.
6 هـ سقطت الواو من "ولم".
7 هـ "من الأمر صنعي وكذلك".
8 ك سقط "رفع".
9 هكذا في الأصل وفي هـ "قال محمد" وفي ع وك "قال الشيخ العلامة جمال الدين رحمة الله".(2/1112)
ويقوي تعريف "ما" بعد نعم كثرة الاقتصار عليها في نحو: "غسلته غسلا نعما"1 والنكرة التالية "نعم" لا يقتصر عليها.
وأيضا فإن التمييز يرفع إبهام المميز، و"ما" تساوي2 المضمر في الإبهام فلا تكون3 تمييزا.
ويقوي تعريف "ما" في نحو: "مما أن أصنع" [كونها مجرورة بحرف مخبر به، وتعريف ما كان كذلك أو تخصيصه لازم بالاستقراء.
وكلام السيرافي موافق لكلام سيبويه فإنه رحمه الله قال:
"ونظير جعلهم "ما" وحدها اسما قول العرب: "إني مما أن4 أصنع"] أي: من الأمر أن أصنع"5 فجعل "ما" وحدها اسما.
و"مثل" ذلك "غسلته غسلا نعما" أي: نعم الغسل"
فقدر "ما" بـ"الأمر" وبـ"الغسل" ولم يقدرها بـ"أمر" ولا بـ6 "غسل" فعلم أنها عنده معرفة.
__________
1 من أمثلة سيبويه في الكتاب 1/ 37.
2 ع ك "يساوي".
3 ع ك يكون
4 هـ سقط ما بين القوسين
5 الكتاب 1/ 37.
6 سقطت الباء من الأصل.(2/1113)
و"بئس" في الذمو "ساء" استعملا ... كـ"نعم" في جميع ما قد فصلا
واستعملوا استعمال "نعم" "فعل". ... من الثلاثي مصوغا بولا1
ومثل "نعم" "حبذا الفاعل "ذا". ... وإن ترد ذما فقل:"لا حبذا"
ودون إفراد وتذكير فلا ... تعدل بـ"ذا" فهو يضاهي المثلا
وأول "ذا"من "حيذا" اسما مثل ما ... أولى تالي "نعم" واعدل فيهما
وقبل أو بعد اذكرن مميزا ... كـ"حبذا البيت الحرام حيزا".
وربما استغنى بالتمييز عن ... مخصوص "حبذا" كقول من فطن
"ولو عبدنا غيره شقينا ... فحبذا ربا وحب دينا"
وغير "ذا" أرفعه بـ"حب" فاعلا ... أو جره بالبا عليه داخلا
وحاء "حب"فتحها مع "ذا" يجب ... واضمم أو افتح2 عند ترك ذا تصب
__________
1 ع "مؤولا"
2 هـ "وضم وافتح".(2/1114)
قد تقدم الإعلام بتساوي "نعم" و"بئس" في: الفعلية، وعدم التصرف، وأن فيهما أربع لغات، وأنهما يفتقران إلى فاعل مقيد بالقيود المذكورة.
ثم أفردت "نعم" بالذكر فيما1 بعد ذلك فنبهت الآن على أن "بئس" مشاركتها في جميع ما عُزي إليها.
وأن "ساء" جارية أيضا2 مجرى "بئس".
ثم نبهت على أن العرب تبنى من كل ثلاثي فعلا على "فعل" وتجريه مجرى "نعم" كقولهم: "علم الرجل زيد"
فـ"الرجل" و"زيد" بعد "علم وشبهه كما هما بعد "نعم" إذا قلت: "نعم الرجل زيد".
ثم نبهت على أن "حبذا" بمنزلة "نعم" وفاعلها، و"لا حبذا" بمنزلة "بئس" وفاعلها.
وقد دعاهم إجراء "حبذا" مجرى "نعم" وفاعلها أن ذكروا بعدها مخصوصا بالمدح كما يذكرون بعد "نعم" وفاعلها وقد يستغنون عن مخصوص "حبذا" بمثل ما يستغنون عن مخصوص "نعم".
وأحسن ما يكون ذلك بعد تمييز وذلك كقول بعض
__________
1 هـ "فيها".
2 ع وك سقط "أيضا".(2/1115)
الأنصار رضي الله عنهم1:
729-
باسم الإله وبه بدينا
730-
ولو2 عبدنا غيره شقينا
731-
فحبذا ربا وحب دينا
وقد يستغنى عن المخصوص من دون3 تمييز كقول الشاعر:
732-
ألا حبذا لولا الحياء وربما ... منحت الهوى ما ليس بالمتقارب
ومثال استغنائهم عن بئس بـ"لا حبذا" قول الشاعر:
733-
ألا حبذا أهل الملا غير أنه ... إذا ذكرت مي فلا حبذا هيا
__________
1 ع ك وهـ سقط "رضي الله عنهم".
2 ع "ولقد".
3 ع "من ذوي".
729، 731- رجز قاله عبد الله بن رواحة رضي الله عنه "الديوان ص107".
بدينا: بدأنا وهي لغة الأنصار.
732- من الطويل نسبه أبو تمام إلى مرداس بن همام الطائي والرواية في ديوان الحماسة 2/ 223 وشرح الحماسة للتبريزي 2/ 163.
ألا حبذا الوما الحياء..... ... .........................
ونسبه الشنقيطي في الدرر اللوامع 2/ 116 للمرار بن هماس
الطائي تبعا للعيني 4/ 24.
733- واحد من أبيات من الطويل نسبت في ديوان الحماسة 2/ 349. والأغاني 16/ 120 وشرح المقامات 2/ 40، والخزانة 1/ 52، وأمالي الزجاجي 57، وأخبار النساء 79 إلى كنزة أم شملة المنقري قالتها في مية صاحبة ذي الرمة.
وهي في ديوان ذي الرمة ص760 منسوبة إليه ولها قصة ذكرها صاحب الدرر 2/ 118.(2/1116)
والحاصل أن "حب"1 فعل فاعله: "ذا، ولا يؤنث، ولا يثنى، ولا يجمع؛ لأنه بمنزلة المثل، والأمثال لا تغير.
ولا يصح قول من قال2:
"حبذا" في موضع رفع بالابتداء والخبر ما بعده.
ولا قول من قال:
"حبذا" فعل يرتفع به المخصوص على أنه فاعله.
فإن ذلك تكلف ما لا يحتاج3 إليه من إخراج لفط مما هو أصله4.
قال ابن خروف بعد أن مثل بـ"حبذا زيد".
"حب: فعل، وذا: فاعلها5 وزيد: مبتدأ وخبره: حبذا. هذا قول سيبويه، وأخطأ عليه من زعم غير ذلك".
__________
1 في الأصل "حبذا".
2 نسب هذا القول في الكتاب 1/ 302 للحليا.
3 ع وك "حاجة".
4 ع وك وهـ "مما هو له".
5 هـ "فعلها".(2/1117)
هذا قول ابن خروف، وكفى به.
وقال ابن كيسان:
"ذا" من قوله: "حبذا" إشارة إلى مفرد مضاف إلى المخصوص حذف وأقيم هو مقامه.
فتقدير "حبذا هند" حبذا حسنها"
وأشرت بقولي:
وغير "ذا" ارفعه بـ"حب" فاعلا ... أوجره بالبا.......
إلى أنه يقال: "حب زيدٌ رجلًا" و"حب بزيد رجلًا" قال الشاعر:
734-
فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها ... وحب بها مقتولة حين تقتل
ولك في حاء "حب" إذا جردت من "ذا":
الفتح على الأصل:
__________
734- من الطويل من قصيدة للأخطل التغلبي في مدح خالد بن عبد الله بن أسيد أحد أجواد العرب والرواية في الديوان ص263.
................... ... فأطيب بها مقتولة حين تقتل
وقد وهم ابن يعيش فنسب البيت في شرحه للمفصل 7/ 129. لحسان بن ثابت.
قتل الخمر: مزجها بالماء، وأضعف من حدتها.(2/1118)
والضم على أن أصله "حبب" فجعلت الضمة على الحاء، وأدغمت الباء في الباء.
وهذا التحويل مطرد1 في فاء2 كل فعل على "فعل" مقصود به المدح.
__________
1 ع وك "يطرد".
2 سقطت "فاء" من الأصل ومن هـ.(2/1119)
باب: أفعل التفضيل
...
باب: أفعل التفصيل
مما بنوا فعل تعجب بُني ... أفعل في التفصيل مثل "الأحسن"
ما أبوا بناء ذاك منه لا ... تجز بنا ذا منه نحو "استعجلا"
وما به إلى تعجب وصل ... لمانع به إلى التفصيل صل
فـ"ذا أشد الناس عجبا مثل "ما ... أشد عجبه"1 فقس عليهما
وما هناك شد قد شذ هنا ... فصوغ "أقمن" مؤذن بـ"أقمنا".
وفي "ألص من شظاظ" إذ ورد ... لـ"ما ألصه" و"ألصص" مستند
__________
1 ط عجب ذا".(2/1120)
وصوغه1 من "أفعل" الفعل اطرد ... ومن2 مبين حمقا أيضا ورد
وشذ نحو قولهم "أبيض من" ... وذا وشبهه بتأويل قمن
مما بنوا من فعل مفعول بلا ... لبس فليس نادرا كـ"أشغلا"
وغالبا أغناهم3 "خير" و"شر" ... عن قولهم: "أخير منه" و"أشر"
وفي التعجب أرو: "ما خير" و"ما ... شر" بحذف الهمز4 وانصب بهما
قد تقدم الإعلام بأن الذي يُبنى منه فعل التعجب هو: كل فعل ثلاثي، متصرف، تام، قابل معناه للتفاضل5، غير مبني للمفعول، ولا منفي، ولا مدلول على فاعله بـ"أفعل". وهذا كله معتبر أيضا فيما يُبنى منه أفعل التفضيل.
فيمتنع بناء أفعل التفضيل:
مما ليس ثلاثيا كـ"انطلق" و"دحرج"
__________
1 في الأصل "فصوغه"
2 هـ "وفي"
3 هـ "إغناؤهم".
4 هـ "الهمزة".
5 ع ك "للتفاوت"(2/1121)
ومما ليس متصرفا كـ"نعم" و"بئس"
ومما ليس تاما كـ"ظل" و"صار".
ومما لا يقبل التفاضل1 كـ"مات" و"فني"
ومن مبني للمفعول غير مأمون اللبس كـ"ضرب" ومن ملازم للنفي نحو "ما عجت2 به".
ومن مدلول على فاعله بـ"أفعل" كـ"عمي" و"عرج" و"لمي"3 و"دعج"4 كما امتنع بناء فعل التعجب منها.
ويتوصل إلى التفضيل فيما فيه مانع بمثل ما توصل5 فيه إلى التعجب.
فكما قيل في "أعجب" و"اختصر": "ما أعجبه" و"ما أخصره" يقال6 فيه: "هو أعجب" و"هو أخصر".
وما عُدَّ من الشواذ في التعجب عُدَّ من الشواذ في التفضيل.
__________
1 ع وك "التفاوت".
2 هـ "عجبت".
3 لمي: اسودت شفته. واللمي: مثلثة اللام: سمرة في الشفة، أو شربة سواد فيها.
4 الدعجة: سواد العين مع سعتها.
5 ع وك "يتوصل".
6 هـ "فقال".(2/1122)
فمن الشواذ في التعجب قولهم: "أقمن به" بمعنى: ما أحقه. ووجه شذوذه أنه بني من قولهم: "هو قمن بكذا" أي: حقيق به.
وإنما يُبنى فعل التعجب من فعل مقيد بالقيود التي قدمت ذكرها، لا من1 صفة لا فعل لها
فلو قيل في التفضيل: "هو أقمن" لساوى "أقمن به"2 في الشذوذ.
لأن أفعل التفضيل إنما يبني - مما يُبنى منه فعل التعجب وفي أمثالهم قولهم: "هو ألص من شظاظ"3 فبنوا "ألص" من لفظ "اللص" دون فعل.
فلو قيل في التعجب "ما ألصه"4 لساواه في الشذوذ لأنه مبني من غير فعل.
ثم بينت أن أفعل التفضيل إذا بُني من فعل على "أفعل" كـ"أعطى" لم5 يعد شاذا كما لا يعد شاذا التعجب منه.
وقد مضى الإعلام بسبب ذلك
__________
1 هـ "لأن صفة".
2 سقطة "به" من الأصل ومن هـ
3 شظاظ رجل يضرب به المثل في السرقة، وهو لص ضبي
4 هـ "ما لصه".
5 هـ "ثم يعد".(2/1123)
ومن المسموع في ذلك:
"هو أعطاهم للدراهم، وأولادهم للمعروف، وأكرم لي من زيد" أي: أشد إكراما. و"هذا المكان1 أقفر2 من غيره" وفي أمثالهم: "أفلس من ابن المذلق"3.
وفي الحديث4: "فهو لما سواها أضيع"
وكما قيل فيما دل على جهل: "ما أحمقه" مع كون فاعله مدلولا عليه بـ"أفعل".
قيل فيه: "هو أحمق من كذا، وأرعن5، وأهوج6 وأنوك"7.
وفي المثل: "هو أحمق8 من هبنقه"9.
__________
1 ع ك "هو أقفر".
2 هـ "أفقر".
3 في القاموس: هو من عبد شمس لم يكن يجد بيت ليلة، ولا أبوه، ولا أجداده فضرب به المثل في الإفلاس.
4 أخرجه مالك في الموطأ باب الوقوف 6/ 80.
5 الأرعن: الأهوج في منطقه.
6 الأهوج: طويل في الحمق والطيش والتسرع.
7 النوك: الحمق
8 الأحمق: قليل العقل
9 هبنقه: لقب ذي الودعات يزيد بن ثروان، كان قد وضع في عنقه قلادة من ودع لئلا يضل. فسرقها منه أخوه ذات ليلة وتقلدها فلما أصبح قال لأخيه: أخي أنت أنا، فمن أنا.(2/1124)
وقد تقدم الإعلام بأن سبب استثناء "أحمق" ونظائره من المدلول على فاعله بـ"أفعل" شبه "حمق" في المعنى بـ"جهل" فاشتركا في الاستعمالين لتقاربهما في المعنى.
وفي الحديث1 في وصف ماء الحوض -الذي نرجو بفضل الله وروده في عافية:
"أبيض من اللبن، وأحلى من العسل".
فظاهره أن فيه شذوذا؛ إذ كان حقه لكونه من باب "أفعل" المبني للفاعل أن يقال فيه: "أشد بياضا"2
فإن حمل3 على الشذوذ كان نظير قولهم: "هو أسود من حنك4 الغراب" ونظير قول الراجز5:
735-
جارية في درعها الفضفاض
736-
أبيض من أخت بني أباض
__________
1 أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص "الصحيح مع الفتح 11/ 436"
2 في الأصل "أشد فيه بياضا"
3 هـ "جهل".
4 حنك الغراب: منقاره أو سواده.
وفي ع ك "حلك الغراب" وحلك الغراب: حنكه أو سواده
5 ع ك قول الآخر".
735، 736- من رجز ينسب لرؤبه وهو في ملحقات الديوان ص176 وفي جمل الزجاجي 115 وشرح المفصل 6/ 93، 7/ 147، الخزانة 3/ 481 والانصاف 149=(2/1125)
وجائز أن يكون "أبيض" مبنيا من قولهم: "باضَ الشيءُ الشيءَ بيوضًا" إذا فاقه في البياض
فالمعنى على هذا أن غلبة1 ذلك الماء لغيره من الأشياء المبيضة أكثر من غلبة بعضها بعضا.
و"أبيض" بهذا الاعتبار أبلغ من "أشد بياضا".
ويجوز أن تكون2 "من" المذكورة بعد "أبيض" متعلقة بمحذوف دل عليه "أبيض" المذكور، والتقدير: ماؤه أبيض أصفي أو3 أخلص من اللبن.
فإلى هذين4 التأويلين أشرت بقولي:
..................... ... وذا وشبهه بتأويل قمن
أي: حقيق. ثم نبهت بقولي:
وما بنوا من فعل مفعول بلا ... لبس فليس نادرا......
على أن نحو قولهم: "هو أزهي من ديك" و"هو أشهر منه".
__________
1 هـ "عليه".
2 هـ "يكون".
3 هـ "وأخلص".
4 هـ "هذا".(2/1126)
و"أشغل من ذات النحين"1 و"أغدر" و"ألوم" و"أشر" و"أعثى"2 مما بني من فعل ما لم يسم فاعله دون إيقاع في لبس ليس فيه شذوذ فيتوقف فيه على السماع.
بل هو في التفضيل مطرد كاطراده في التعجب، بخلاف ما يوقع في لبس.
ثم نبهت على أن قولهم: "خير من كذا" و"شر من كذا" الأصل فيه "أخير" و "أشر"، ولا يكادون يستعملون الأصل.
ومن استعمالهم إياه قول الراجز:
737- بلال3 خير الناس وابن الأخير
ومنه قراءة أبي قلابة4: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِر} 5.
وقد حكى في6 التعجب "ما خيره" و"ما7 شره".
__________
1 ينظر أمثال الميداني 1/ 376 والنحي: الزق، أو ما كان للسمن خاصة.
2 الجافي: السمج وأصله عثى شعره وأعثى: كثر
3 هـ سقط "بلال".
4 محمد بن أحمد بن أبي دارة أبو قلابة، مقرئ معروف "2/ 62 طبقات القراء لابن الجزري".
5 من الآية رقم "28" من سورة "القمر" تنظر قراءة أبي قلابة في المحتسب 2/ 299.
6 ع سقط "في".
7 ع ك سقطت ما من "ما شره".
737- نسب هذا الرجز في المحتسب ص155، والبحر المحيط=(2/1127)
بمعنى: ما أخيره، وما أشره.
إلا أن حذف الهمزة في التعجب كثبوتها في التفضيل والعكس هو المشهور.
وأفعل التفضيل إن تجردا ... فبعده "من" يلزمون أبدا
في النعت1 والحال وفي نعت ندر ... حذف وشاع لدين في الخبر
ويلزم الإفراد، والتذكيرا ... مصاحبا "من" لفظا أو تقديرا2
و"من" وما جرته منه كالصله ... في منعهم إثباتها منفصلة
وإن تكن بتلو "من" مستفهما ... فلهما كن أبدا مقدما
كمثل: "ممن أنت خير" ولدي ... إخبار التقديم نزرا وردا3
__________
1 ع "في التعجب"
2 في س وش وط، وع وك جاء هذا البيت كما يلي:
ويلزم الإفراد والتذكير إن
يضف إلى نكرة أو يول "من"
3 س ع ك "نزرا وجدا".(2/1128)
ومع1 إضافة أو "ال" من تجتنب2 ... وإن تجامع3 "آل" فتأويل وجب
وفصل أفعل و"من" بظرف أو ... تمييز أو شبيه ظرف قد رووا
وقد أتى فصلهما بأكثرا ... من واحد كقول شاد غبرا4
"ألين مسا في حشايا البطن ... من يثربيات قداد5 خشن"
المراد بتجرد أفعل التفضيل: خلوة من الإضافة، ومن الألف واللام6.
فإذا كان كذلك، وكان نعتا، أو حالا جيء بعده بـ"من" جارة للمفضول نحو: "رأيت رجلا أفضل من زيد".
و"شربت الماء أبرد من الثلج"
وندر حذفها بعد الصفة في قول الراجز:
__________
1 ع "ومنع"
2 ع وك "يجتنب".
3 ع "بجامع"
4 ط ع ك والأصل "عبرا
5 س ش ط "قذاذ"
6 هـ سقط "واللام"(2/1129)
738-
تروحي أجدر أن تقيلي
أي تروحي وأتي مكانا أجدر أن1 تقيلي فيه من غيره.
وإن كان أفعل التفضيل خبرا جيء أيضا بـ"من" جارة للمفضل عليه.
ويكثر الاستغناء عنهما2 إذا دل عليهما3 دليل كقوله تعالى {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} 4.
وإذا جرد أفعل التفضيل وصاحب "من" لفظا أو تقديرا فلا بد من إفراده وتذكيره كقولك:
"زيد أفضل من عمرو" و"الزيدان أفضل من العمرين". و"الزيدون أفضل من العمرين" و"عمرة أفضل5 من هند" وما أشبه ذلك.
__________
1 هـ "بأن".
2 ع وك "عنها".
3 ع وك "عليهما"
4 من الآية رقم "17" من سورة "الأعلى".
5 في الأصل وع وهـ "أجمل".
738- من الرجز نسبه العيني 4/ 36 مع أبيات إلى أحيحة بن الجلاح، ونسبه القيسي في ايضاح شواهد الإيضاح ص41 إلى أبي النجم العجلي.
تروحي: فعل أمر بمعنى طولي. والخطاب للفسيل
تقيلي: من القيلولة وهي النوم في الظهيرة.(2/1130)
[ويستوي المجرد والمضاف إلى نكرة في لزوم الإفراد، والتذكير نحو:
"مررت برجلين أفضل من ذين" و"برجال أفضل من أولاء" و"بامرأة أفضل من ذي" و"بنسوة أحسن من الهندات"
ويقال: "هما أفضل رجلين" و"هم أفضل رجال" و"هي أحسن امرأة" و"هن أحسن نسوة"1.
ولا يفصل بين أفعل التفضيل و"من" بأجنبي لأنهما بمنزلة المضاف، والمضاف إليه بوجه ما.
ولهما شبه بالصفة الناصبة والمنصوب بها، فلذلك حسن انفصالهما بتمييز نحو: "زيد أكثر مالا منك"
وبظرف نحو: "أنت أحظى عندي منه"
وبجار ومجرور نحو: "هو أدنى2 إلى منك" [ومنه قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} 3 و {نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد} 4.
وقد اجتمع أربعة فصول في قول الشاعر:
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل ومن هـ
2 ع "أولى".
3 من الآية رقم "6" من سورة "الأحزاب".
4 من الآية رقم "16" من سورة "ق".(2/1131)
739-
ما زلت أبسط في عض الزمان يدا ... للناس بالخير من عمرو ومن هرم] 1
وقد اجتمع فصلان في قول الراجز
740-
لأكلة منأقط بسمن
741-
أليس مسا في حشايا البطن
742-
من يثربيات قداد خشن
فاغتفر هذا الفصل لأنه بمساو2 لـ"من" في التعلق3
بـ"أفعل"
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل ومن هـ
2 هـ "مسا"
3 هـ "التعليق".
739- من البسيط لم أعثر له على قائل
عض الزمان: شدائده هرم: هو هرم بن سنان ممدوح زهير بن أبي سلمى.
740، 741، 742- رجز لم يعزه المصنف ولا غيره ممن استشهد به "البهجة المرضية 120، المقاصد النحوية 4/ 46، اللسان 1/ 229، 4/ 342، 9/ 125، 16/ 221، 297، 18، 228، 19/ 315.
الأقط: شيء يتخذ من اللبن المخيص يطبخ ثم يترك حتى يمصل، والقطعة منه أقطة.
الحشايا: جمع حشية، وروى: في حوايا، والحوايا: جمع حوية، وحاوية وحاوياء وهي ما تحوي من الأمعاء.
يثربيات: منسوبات إلى يثرب "مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم" قداد: يابسات خشن: ذميمات الحال(2/1132)
فلو كان مما لا يتعلق به لم يجز.
ولذلك جوز نحو: "ما من أحد أحسن في عينه1 الكحل منه في عينك"2
لأن رفع "الكحل" بـ"أحسن" أزال أجنبيته
بخلاف جعله مبتدأ وجعل "أحسن" خبره، فإنه ممتنع، لوجود الفصل بأجنبي لا عمل لـ"أحسن" فيه.
ولوقوع المخبر عنه بين الخبر وما هو من تمام معناه.
وقد حملهم جواز الفصل بما ذكر على جواز3 التقديم4 كقول الشاعر:
743-
فقالت: لنا أهلا وسهلا وزودت ... جنى النحل، بل ما زودت منه أطيب
وقال آخر:
__________
1 ك "عينيك".
2 ك "عينيك" والمثال في كتاب سيبويه 1/ 2323 "ما من أحد أحسن في عينه الكحل منه في عينه".
3 هـ "تجويز"
4 هـ "التقدم".
743- من الطويل من قصيدة للفرزدق قالها وهو هاب من زياد في شأن امرأة من بني ضبة يقال لها "مية" كان قد سألها أن تقريه وتحمله فأبت عليه، فلما سأل غيرها من بني ذلن بن ثعلبة حملته، وأفقره ابنها ناقة "الديوان ص62"=(2/1133)
744-
ولا عيب فيها غير أن سريعها ... قطوف، وألا شيء منهن أكمل
فلو كان المجرور بـ"من"1 مستفهما به وجب تقديمهما2 كقولك "ممن أنت خير"؟
ذكر هذه المسألة أبو علي في التذكرة:
وإلى هذا أشرت بقولي:
[وإن تكن بتلو "من" مستفهما ... فلهما كن أبدا مقدما
وأشرت بقولي3:]
........... ولدي ... إخبار التقديم نزرا وردا
إلى ما نصته البيتان المتقدم ذكرهما
ثم نبهت على استغناء أفعل التفضيل عن "من" ومجرورها بالإضافة وبالألف واللام.
__________
1 هـ سقط "بمن".
2 ع ك "تقديمها"
3 ع وك سقط ما بين القوسين
744- من الطويل من قصيدة لذي الرمة والرواية في الديوان ص549
....................... ... وألا شيء منهن كسل
قطوف: متقارب الخطو بطيء.
وهذا البيت من المدح في صورة الذم.(2/1134)
وأشرت بقولي:
...................... ... وإن يجامع "أل" فتأويل وجب
إلى قول الأعشى:
745-
ولست بالأكثر منهم حصى ... وإنما1 العزة للكاثر
فإن فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: ألا تكون "من" لابتداء الغاية كما هي في: "زيد أفضل منك" بل تكون للتبيين كما هي في قولك: "أنت منهم الفارس الشجاع".
أي: من بينهم.
الثاني: أن تعلق "من" بمحذوف دل عليه المذكور.
الثالث: أن تكون الألف واللام زائدتين فلا يمتنع معهما وجود "من" كما لا يمتنع مع التجرد منهما.
وقد تقدم شرح ما بقي من الأبيات فلا حاجة إلى إعادة ذلك.
[وإن تلا "أل" أو يضف لمعرفه ... بغير معنى "من" يطابق كالصفة] 2
__________
1 هـ "فإنما".
2 سقط هذا البيت من هـ وجاء موضعه:
وتلو "آل" مطابق لما قصد
كـ"بالرجال الأفضلين أعتضد"
وقد اعتمده المصنف في الشرح.
745- من السرع من قصيدة للأعشى ميمون هجا بها علقمة بن=(2/1135)
جوز الوجهين في المضاف إن ... به أردت ما اقتضى مصحوب "من"
[وإن يضف بغير معنى "من" يجب ... وقوعه طبقا لما له نسب] 1
وهو بمعنى "بعض" أو "كل" على ... نحو الذي في باب "أي" فضلا
لأفعل التفضيل ثلاثة أحوال:
الأول: حال تجرده من الإضافة والألف واللام.
وقد تقدم أن حقه فيه ملازمة الإفراد والتذكير. ومصاحبة "من" لفظا أو تقديرا.
[وقد تقدم أيضا التنبيه على أن المضاف إلى نكرة يساوي المجرد في لزوم الإفراد والتذكير] 2.
والثاني: حال تعريف3 بالألف واللام وهو الذي عبرت عنه بـ:
....... تلو "أل" ... .....................
ولا بد له حينئذ من مطابقة ما هو له فيقال: "زيد الأفضل" و"الزيدان الأفضلان" و"الزيدون الأفضلون" و"هند الفضلى"
__________
1 سقط هذا البيت من الأصل وط وس وع وك وجاء في ش وهـ.
2 سقط ما بين القوسين من هـ، ومن الأصل.
3 ع وك "حال تثبت فيها".(2/1136)
و"الهندان الفضليان" و"الهندات الفضلياتط أو "الفضل".
والثالث: حال الإضافة إلى معرفة1، وهو فيها على ضربين:
أحدهما: أن يضاف مرادا به معنى المجرد.
والثاني: أن يضاف مرادا به معنى المعرف بالألف واللام.
فالمراد به معنى المجرد يجوز أن يوافقه في ملازمة الإفراد والتذكير وأن يوافق المعرف بالألف واللام في ملازمة المطابقة لما هو له.
وقد اجتمع الأمران في قول النبي عليه السلام2:
"ألا أخبركم بأحبكم إليَّ وأقربكم مني مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون" 3.
والمراد به معنى الألف واللام لا بد من مطابقته لما هو له، كما لا بد منها للمعرف بالألف واللام "لتساويهما في التعريف، وعدم اعتبار معنى "من"] 4.
__________
1 هـ سقط.
2 ع ك "في قوله صلى الله عليه وسلم".
3 أخرجه الترمذي في باب البر 71، 72، وأحمد 2/ 369، 4/ 193، 194 يقال رجل موطأ الأكناف: سهل، دمث، كرم، مضياف، يتوطأ صاحبه في جانبه غير مؤذي والكنف الجانب.
4 سقط ما بين القوسين من هـ ومن الأصل.(2/1137)
ولا يلزم1 كونه بعض ما أضيف إليه.
بخلاف المراد به معنى المجرد [فإنه يساويه في اعتبار معنى "من" ولذلك قد يتأول بنكرة فيقع حالا، ولا بد حينئذ2 من] كونه3 بعض ما أضيف إليه.
فلو قيل4: "يوسف أحسن إخوته" امتنع عند إرادة معنى المجرد.
وجاز عند إرادة معنى المعرف بالألف واللام، لما ذكرت لك. ولما تقدم في "باب الإضافة" الإعلام بأن "أيا بمعنى "بعض" إن أضيفت5 إلى معرفة، وبمعنى "كل" إن أضيفت6 إلى نكرة وكان أفعل التفضيل مثلها في ذلك نبهت عليه بقولي:
وهو بمعنى "بعض" أو "كل"على ... نحو الذي في باب "أي" فصلا
ولهذا يقال: "خير الرجلين زيد" و"خير رجلين الزيدان".
[وقيد المضاف الذي يساوي المقرون بـ"آل" في مطابقة
__________
1 ع ك "يلزمه".
2 سقط ما بين القوسين من هـ ومن الأصل.
3 هـ والأصل "بخلاف المراد به معنى المجرد فإنه يلزم كونه بعض ما أضيف إليه".
4 ع ك "فلو قلت"
5 ع ك "أضيف".
6 ع ك "أضيف".(2/1138)
ما هو له بكون ما أضيف إليه معرفة، وعدم إرادة معنى "من" تنبيها على أن المضاف إلى نكرة يساوي المقرون بـ"من" في لزوم الإفراد، والتذكير لتساويهما في التنكير] 1.
وظاهرا2 بأفعل التفضيل لا ... ترفعه ما لم تره قد جعلا
مخلصا من أن يحال بين "من" ... وبينه بأجنبي مقترن
كـ"لن ترى3 من امرئ أجدر به ... فضل من الصديق" فاعرف وانتبه4
والرفع- مطلقا- به قليل ... حكاه سيبويه، والخليل
ونصبه المفعول ممنوع5 ومن ... فسر ناصبا به فما وهن6
لا يرفع أفعل التفضيل في اللغة المشهورة اسما ظاهرا لأن شبهه باسم الفاعل ضعيف من قبل أنه في حال التنكير لا
__________
1 هـ والأصل سقط ما بين القوسين
2 هـ "فظاهرا".
3 ع س ش "يرى".
4 هـ س ش ط ع ك "إلا من نبه".
5 هـ "ممنوعا".
6 هـ س ش ع ك "فقد فطن".(2/1139)
يؤنث، ولا يُثنى، ولا يجمع، بخلاف اسم الفاعل، والصفة المشبهة به.
فإن أدى ترك رفعه الظاهر إلى فصل بمبتدأ بين أفعل التفضيل1، والمفضل عليه تخلص من ذلك يجعل المبتدأ فاعل أفعل بشرط كونه سببيا كـ"الصوم" بالنسبة إلى الأيام في قوله عليه السلام2:
"ما من أيام أحب إلى الله فيها الصوم من أيام العشر"3
وإنما اشترط كون الظاهر سببيا4؛ لأن ذلك يجعله صالحا للقيام مقام المضمر، فإن الإستغناء بالظاهر السببي عن المضمر كثير.
ولأن5 كونه سببيا على الوجه المستعمل يجعل أفعل واقعا موقع الفعل.
وذلك أن قولك: "ما من أحد أحسن في عينه الكحل من زيد" يقوم مقامه: ما من أحد يحسن في عينه الكحل كزيد.
__________
1 سقط "التفضيل" من هـ والأصل
2 ع ك "عليه الصلاة والسلام".
3 أخرجه الترمذي في الصوم 52، وابن ماجه في الصيام 39، وأحمد 2/ 131، 161.
4 ع "سببا".
5 ع "ولا كونه".(2/1140)
فتنزل ارتفاع الظاهر بـ"أفعل" هنا لوقوعه1 موقع فعل2 منزلة إعمال اسم الفاعل الموصول به الألف3 واللام حلال المضي لأن وصل الألف واللام به أوجب تقديره بفعل
وحكى سيبويه4 أن بعض العرب يقول: "مررت برجل أكرم منه أبوه" فيرفع5 بأفعل التفضيل الظاهر مطلقا وأجمعوا على انه لا ينصب المفعول به.
فإن ورد ما يوهم جواز ذلك جعل نصبه بفعل مقدر يفسره "أفعل" كقوله تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَه} 6.
فـ"حيث" هنا مفعول به لا مفعول فيه، وهو في موضع نصب بفعل مقدر يدل عليه "أعلم" ومن ذلك قول الشاعر:
746-
ولم أر مثل الحي حيا مصبحا ... ولا مثلنا يوم التقينا فوارسا
747-
أكر وأحمى للحقيقة منهم ... وأضرب منا بالسيوف الفواسنا
__________
1 هـ "بوقوعه".
2 ع ك "موقع الفعل".
3 ع ك "الموصول بالألف واللام"
4 الكتاب 1/ 232.
5 ع ك "فرفع".
6 من الآية رقم "124" من سورة "الأنعام".
746، 747- من الطويل من قصيدة للعباس بن مرداس السلمي قبل إسلامه والرواية في الديوان ص69=(2/1141)
فنصب "الفوانس" بفعل مفسر بـ"أضرب"
ونحو "أهون" مفيد1 "هينا". ... قيسا عليه ابن يزيد2 استحسنا
وما بلام جر بعد "أفعلا". ... فاجعله مفعولا وأما مع "إلى".
ففاعل بشرط معنى حب أو ... بغض وفي تعجبهذا اقتفوا
وما يفيد العلم بالبا عديا ... في الموضعين كـ"العلا أدري3 بيا"
وفيهما يستصحبون حرف جر ... كان به الفعل معدي نحو كر
__________
فلم أر................ ... ........................
والقصيدة أوردها أبو تمام في ديوانه الحماسة 1/ 248.
والأصمعي في الأصمعيات 205.
المصبح: المغاز عليه في الصباح.
أكر وأحمى: وصف للأعداء وأضرب: وصف لقومه، وبهذه الشهادة سميت القصيدة بالمنصفة.
الحقيقة: كل ما يحق للإنسان حمايته.
القوانس: جمع قونس وهو مقدم رأس الرجل أو أعلى البيضة أو ما بين أذني الفرس.
1 هـ "مقيد".
2 هـ "ابن زيد".
3 س ش ط ع ك هـ "العلا أعلم بيا".(2/1142)
استعمال أفعل غيرمقصود به تفضيل كثير1 ومنه قوله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُم} 2.
وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه} 3
أي: عالم بما في نفوسكم، وهين عليه
ومنه قولهم: "الناقص والأشج أعدلا بني مروان"4 أي: عادلاهم.
ورأى محمد بن يزيد المبرد اطراد هذا قياسا فإلى5 هذا أشرت بقولي:
ونحو: "أهون" مفيد "هينا" ... قيسا عليه ابن يزيد استحسنا
والقيس والقياس: مصدرا "قاس".
ثم نبهت على تعدية أفعل التفضيل بحروف6 الجر، وجملة القول في ذلك:
__________
1 هـ "كبير".
2 من الآية رقم "25" من سورة "الإسراء".
3 من الآية رقم "37" من سورة "الروم".
4 الناقص يزيد بن الوليد بن عبد الملك، والأشج هو عمر بن عبد العزيز بن مروان.
5 ع ك "وإلى".
6 ع "بحرف".(2/1143)
أن أفعل التفضيل إن كان من متعد بنفسه دال1 على حب أن يغض عدي باللام إلى ما هو مفعول في المعنى وبـ"إلى" إلى ما هو فاعل في المعنى كقولك: "المؤمن أحب لله من نفسه، وهو أحب إلى الله من غيره".
وإن كان من متعد بنفسه دال على علم2 عدي بالباء نحو: "زيد أعرف بي، وأنا أدري به".
وإن كان من متعد بنفسه غير ما تقدم عدي باللام نحو:
"هو3 أطلب للثأر، وأنفع للجار".
وإن كان من متعد بحرف جر عدي به لا بغيره4 نحو: "هو5 أزهد في الدنيا وأسرع إلى6 الخير، وأبعد من الإثم7، وأحرص على الحمد، وأجدر بالحلم، وأصد عن الخنا"
ولفعل التعجب من هذا الاستعمال ما لأفعل التفضيل.
__________
1 هـ "دل".
2 ع ك "على علم غير ما تقدم".
3 ع سقط "نحو هو".
4 ع "لغيره".
5 ع ك "هذا أزهد"
6 ع ك "أسرع للخير".
7 هـ "أبعد من الألم".(2/1144)
نحو: ما أحب المؤمن لله، وأحبه إلى الله وما أعرفه بنفسه، وأقطعه للعوائق، وأغضه لطرفه وأزهده في الدنيا، وأسرعه إلى الخير، وأحرصه عليه، وأجدره به" والله أعلم1.
__________
1 سقط من الأصل ومن هـ "والله أعلم".(2/1145)
باب: التوابع
التابع التالي بلا تقيد ... في حاصل الإعراب والمجدد
وهو لدى التقسيم بلغت الأمل ... نعت وتوكيد1، وعطف، وبدل
............ التالي.... ... ..........................
يعم خبر المبتدأ، وثاني المفعولين، وحال المنصوب، والجواب المجزوم بعد شرط مجزوم.
فقولي:
.......... بلا تقيد ... ..................
مخرج لما سوي التابع؛ لأنها لا تساوي ما قبلها في الإعراب إلا مع كون عامله الموجود في الحال غير متبدل فلو تبدل بعامل متجدد لزال التوافق في الإعراب.
__________
1 ط "وتأكيد".(2/1146)
بخلاف المسمى نابعا في الاصطلاح1 فإن موافقته لما قبله في الإعراب2 لا تتقيد3 بعامل دون عاملز
ثم نبهت على أن التابع على أربعة أقسام: نعت وتوكيد، وعطف، وبدل.
وأخرت التنبيه على أن العطف عطفان: عطف بيان، وعطف نسق.
وسأبين ذلك إن شاء الله تعالى4 في موضع الحاجة إليه.
وتابعا بالأجنبي المحض لا ... تفصل، وفصل بسواه قبلا
إن لم يكن توكيد توكيد ولا ... نعتا لمبهم كـ"سل ذا الرجلا"
أو صفة تلزم ما بها اتصف ... كـ"الأحمر" المذكور قبله "خلف"5
__________
1 سقط من الأصل "في الاصطلاح"
2 هـ سقط "لا".
3 في الأصل "لا يتقيد".
4 سقط من الأصل "تعالى"
5 خلف الأحمر البصري بن حيان مولى بلال بن أبي بردة، كان راوية ثقة يسلك مسلك الأصمعي وطريقه حتى قيل هو معلم الأصمعي، له ديوان شعر حمله عنه أبو نواس. مات سنة 180 تقريبا "بغية الوعاة 1/ 554".(2/1147)
أو بعضا التمام دونه عدم ... أو ما لتابعية1 لفظا لزم
وعمل التابع قبل ما تبع ... لا توقعن ففعل ذاك ممتنع
وما نعوه علماء البصرة ... وغيرهم أجاز دون كثره
حق التابع أن يكون متصلا بمتبوعه.
فإن فصل بينهما بغير أجنبي حسن كقوله تعالى:
[ {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} 2.
ففصل بالمبتدأ بين الصفة والموصوف، لكونه بعض الخبر.
وكقوله تعالى] 3: {أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} 4
ففصل بالفعل ومفعوله الثاني بين الصفة والموصوف، لإضافة المفعول الأول إليه، فلم يعد الفاصل أجنبيا.
ومن الفصل بما ليس أجنبيا محضا الفصل بـ"وامسحوا
__________
1 ط، ع، ك، وسيأتي في الشرح "ما بتأبعية".
2 من الآية رقم "10" من سورة "إبراهيم".
3 سقط ما بين القوسين من الأصل ومن هـ.
4 من الآية رقم "14" من سورة "الأنعام".(2/1148)
برءوسكم"1 بين الأيدي والأرجل؛ لأن المجموع عمل واحد قصد الإعلام بترتيبه فحسن.
وكان ذلك أسهل من الجملة المعترض بها بين شيئين امتزاجهما أشد من امتزاج المعطوف والمعطوف عليه كالموصولة والصلة، والموصوف والصفة.
فلو جيء بين المعطوف والمعطوف عليه بجملة لا يكون مضمونها جزء ما توسطت فيه، ولا هي حالية، ولا اعتراضية2 تمحضت أجنبيتها، ولم يجز الفصل بها.
ثم نبهت على ما لا يجوز الفصل3 بينه وبين متبوعه.
فمن ذلك: توكيد التوكيد كـ"أكتعين" و"أبصعين".
ومنه: نعت المبهم كقولي:
............................ ... ........ سل4 ذا الرجلا
ومنه الصفة اللازمة كـ"خلف الأحمر" و"الشعري العبور"5.
__________
1 من الآية رقم "6" من سورة المائدة
2 ك "معترضة" ع معترضية.
3 ع، ك "ما لا يجوز أن يفصل ... ".
4 هـ "مثل ذا الرجل".
5 الشعرى: كوكب نير يقال له: المرزم يطلع بعد الجوزاء، وطلوعه في شدة وهما الشعريان: العبور التي في الجوزاء: يقال إنها عبرت السماء عرضا، ولم يعبرها عرضا غيرها والغميصاء التي في الذراع.
وتزعم العرب أنهما أختان.(2/1149)
ومنه المعطوف المتمم ما لا يستغنى عنه من الصفات كقولك: "إن امرأ ينصح ولا يقبل خاسر".
فلو جعل "خاسر" بين "ينصح" ولا يقبل " لم يجز:
لأنهما جزءا صفة1، ولا يستغنى عنهما، ولا يغني أولهما عن ثانيهما.
فلو جاز الاكتفاء بأولهما لم يمتنع الفصل كقول الشاعر:
748-
إن امرأ أمن الحوادث جاهل ... ورجا الخلود كضارب بقداح
وأصل الكلام: إن امرأ أمن الحوادث ورجا الخلود ففصل لأن "أمن الحوادث"صالح للاكتفاء به2 بخلاف "ينصح"من المثال المتقدم ذكره.
__________
1 ع "الصفة".
2 ع، ك سقط "به".
748- من الكامل قاله السموءل بن عادياء "الديوان ص86" وقد تكرر هذا البيت في قصيدة واحدة مرتين.
ورواية ع وك "بقوادح" مخالفة لرواية الديوان التي تتفق ورواية الأصل المثبتة هنا القداح جمع قدح وهو السهم.(2/1150)
وإلى نحو: "إن امرأ. ينصح ولا يقبل خاسر" أشرت بقولي:
أو بعضا1 التمام دونه عدم ... ......................
لأن مجموع "ينصح" ولا "يقبل" جزءا صفة لا يستغنى عنهما "إن امرأ".
وأشرت بقولي:
..................... ... أو ما بتابعية لفظ لزم
إلى نحو قولهم: "أبيض يقق"2 فإن "يققا" تابعيته لازمة، فهو في النعت كـ"اكتعين" في التوكيد، فلا يفصل من منعوته، كما لا يفصل ذلك من3 المؤكد به.
وكل نعت يلازم النعتية فحكمه حكم "يقق".
ثم نبهت على أن التابع لا تقدم معموله على المتبوع.
فلا يقال في نحو: "هذا رجل يأكل طعامك" "هذا طعامك رجل يأكل".
ولا في نحو: "قمت فضربت زيدا": "زيدا قمت فضربت".
__________
1 ع سقط "بعضا"
2 أبيض يقق: شديد البياض
3 ع، ك "ذاك".(2/1151)
وأجاز ذلك الكوفيون.
ووافقهم الزمخشري في تقديم معمول الصفة على الموصوف، فعلق في أنفسهم من قوله تعالى: {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} 1 بصفة القول2.
وغير ما ذهب إليه أولى؛ لأن التابع لا تتقدم على المتبوع، فلا يتقدم معموله.
وأما في أنفسهم فمتعلق بـ"قل" والله أعلم.
__________
1 من الآية رقم "73" من سورة "النساء".
2 ينظر الكشاف ج1 ص537.(2/1152)
فهرس الجزء الثاني:
541 باب الأفعال التي تنصب المبتدأ والخبر مفعولين
566 فصل في إجراء القول مجرى الظن
569 فصل "أعلم" وما جرى مجراه
576 باب الفاعل
602 باب النائب عن الفاعل
614 باب اشتغال العامل عن المعمول
629 باب تعدي الفعل ولزومه
641 باب التنازع في العمل
653 باب المفعول المطلق وهو المصدر
670 باب المفعول له
674 باب المفعول فيه وهو الظرف
687 باب المفعول معه
700 باب الاستثناء
726 لاباب الحال
767 باب التمييز
780 باب حروف الجر
833 باب القسم
898 باب الإضافة
997 فصل في الإضافة إلى ياء المتكلم(2/1153)
1011 باب إعمال المصدر
1027 باب إعمال اسم الفاعل
1054 باب الصفة المشبهة باسم الفاعل
1075 باب التعجب
1100 باب نعم وبئس وما جرى مجراهما
1120 باب أفعل التفضيل
1146 باب التوابع(2/1154)
المجلد الثالث
باب النعت
...
باب النعت:
"ص"
النعت تابع متم ما سبق ... بوسمه أو وسم ما به اعتلق
كـ"امرر بشخص محسن، وزر فتى ... برًّا بنوه بينا فيه الفتا"
وليعط في التعريف والتنكير ما ... لما تلاه كـ"ائت قوما كرما"
وهو لدى التوحيد والتذكير أو ... سواهما كالفعل، فاقف ما قفوا
كـ"ابنين برين شج قلباهما ... و"امرأتين حسن مرآهما"
"ش" التابع جنس يعم النعت، والعطف المسمى عطف بيان، والعطف المسمى نسقا، والتوكيد والبدل.
فقولي:
.....متم ما سبق ... ...............(3/1153)
مخرج لعطف النسق، وللبدل1
ويشترك مع النعت في قوله:
........... متم ما سبق ... ..................
التوكيد، وعطف البيان.
والمراد بإتمامها ما سبق: أنها تكمل دلالته، وترفع اشتراكه، واحتماله.
إلا أن النعت يوصل إلى ذلك التكميل2 بدلالته على معنى في المنعوت أو في شيء من سببه، أي: من المتعلقات به.
والتوكيد، وعطف البيان ليسان كذلك فخرحا حين قلت:
........................... ... بوسمه أو وسم ما به اعتلق
[فالنعت المكمل متبوعه بوسمه كقولي:
"امرر بشخص محسن" ... ...................
والمكمل متبوعه بوسم ما به اعتلق3 كقولي:]
.................زر فتى ... برا بنوه................
__________
1 ع، ك "والبدل".
2 ع -"التكمل".
3 هـ -سقط ما بين القوسين.(3/1154)
فـ"برًّا" نعت جار في اللفظ على "فتى"
وهو في المعنى لـ"بنوه"
ولابد من موافقة النعت المنعوت في التعريف والتنكير. وسواء في ذلك: النعت الجاري على ما هو له كـ"شخص محسن".
والجاري على ما هو لشيء من سببه كـ"زر فتى برا بنوه"، وكون النعت موافقا للمنعوت في الإعراب مستغنى عن ذكره بما تقدم في حد1 التابع من قولي2:
التابع التالي بلا تقيد ... في حاصل الإعراب والمجدد
وأما الموافقة في التوحيد، والتذكير، وأضدادهما فلا يلزم إلا إذا كان النعت جاريا على ما هو له كقولك: "مررت برجلين فارهين".
أو كان جاريا على ما هو لشيء من سببه، ولم يرفع ظاهرا نحو: "مررت بامرأة حسنة الوجه، وبرجال حسان الوجوه".
فلو كان النعت جاريا على ما هو لشيء من سببه، وارتفع
__________
1 ع- "في حق".
2 ع- سقط "التابع من قولي".(3/1155)
به ما هو له فعل به ما يفعل بالفعل الواقع موقعه فقيل: "مررت بامرأة حسن وجهها، وبرجال حسنة وجوههم".
كما يقال مع الفعل: "مررت بامرأة حسن وجهها، وبرجال حسنت وجوههم".
وإلى هذا أشرت بقولي:
وهو لدى التوحيد والتذكير أو ... سواهما كالفعل................
ثم قلت:
كـ: ابنين برين شج قلباهما ... وامرأتين حسن مرآهما".
فالأول: مثال لما يستحق المطابق لجريانه على ما هو له.
والثاني والثالث: مثالان لسببي رفع1 ظاهرا فلا يستحق المطابقة.
"ص"
وانعت بمشتق كـ"صعب" و"أشب" ... وشبهه كـ"ذا" و"ذي" والمنتسب
وكل ما أول بالمشتق من ... سواه إن ينعت به فهو قمن
وانعت بـ"كل" وبـ"حق" وبـ"جد" ... ناوي معنى "كامل" فيما قصد
__________
1 ع، ك- "رافع".(3/1156)
وكن مضيفا لمثل ما تلت ... مثل "الفتى كل الفتى امرؤ ثبت"
ويرفع التالي بمنسوب كما ... يرفع المشتق فاحفظ وافهما"1
كـ"الخارجي رأيه لا ترحما" ... و"الهاشمي أصله لا تحرما"
ونعتوا بجملة منكرا ... فأعطيت ما أعطيته خبرا
وامنع هنا إيقاع ذات الطلب ... وإن أتت فالقول أضمر تصب
من ذاك قول راجز ممن فرط ... "جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط"
ونعتوا بمصدر كثيرا ... فالتزموا الإفراد والتذكيرا
كـ"امرأة رضى، وشخصين رضى" ... و"زرت إنسانا وقوما حرضا"
"ش" المراد بالمشتق هنا ما كان اسم فاعل، أو اسم مفعول، أو أحد أمثله المبالغة، أو صفة مشبهة باسم الفاعل، أو أفعل تفضيل، وكل ذلك معروف2، بما سبق من ذكره.
__________
1 س، ش، ط، ع، ك "فاحفظ واعلما".
2 ع- "معرف".(3/1157)
ويجمعها كلها أن يقال:
المشتق الموصوف به ما دل على فاعل، أو مفعول به متضمنا معنى "فعل" وحروفه.
والمراد بشبه1 المشتق: ما أقيم مقامه من الأسماء العارية من الاشتقاق كاسم الإشارة، و"ذي" بمعنى: صاحب أو بمعنى الذي.
وقد عممُت ذلك بقولي:
وكل ما أول بالمشتق من ... سواه إن ينعت به فهو قمن
ثم أشرت إلى أن "كلا" و"حقا" و"جدا" ينعت/ بها دالة على معنى "كامل".
بشرط إضافتها إلى مثل المنعوت بها لفظا ومعنى كقولك: "زيد الرجل كُلُّ الرجل، والعالم حق العالم، والكريم جد2 الكريم".
وللاسم3 المنسوب إليه مزية على غيره من الجاري مجرى المشتق، لكثرة الحاجة إليه في المفرد، والمثنى،
__________
1 ع. ك- "بشبيه".
2 ع- "حدا".
3 ع ك- "وللاسم" هـ "والاسم" وفي الأصل "ولاسم".(3/1158)
والمجموع، والمذكر، والمؤنث.
فلذلك رفع1، به الظاهر دون شذوذ، فيقال: "مررت برجل عربي أبواه، عجمية أمه".
ومثل ذلك قولي:
.....الخارجي رأيه لا ترحما ... والهاشمي أصله لا تحرما
وقد نعتوا النكرات بالجمل، لكن بشرط ألا تكون2 الجملة طلبية؛ لأن معنى الطلبية محتمل للثبوت والانتفاء، فلم يكن في وقوعها نعتا فائدة.
بخلاف وقوع الجملة الخبرية نعتا، فإنه يفيد كقولك: "رأيت رجلا يرجى خيره" و"عرفت امرأة يبهر حسنها".
وقد شذ النعت بالجملة الطلبية في قول الراجز:
749- جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط
__________
1 هـ- "يرفع".
2 في الأصل "يكون".
749- هذا بيت من أبيات من الرجز تنسب إلى العجاج وهي في ملحقات ديوانه ص 81 وتمامها
بتنا بحسان ومعزاه يئط ... ما زلت أسعى بينهم وألتبط
حتى إذا جن الظلام واختلط ... جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط
والمذق: اللبن المخلوط بالماء يقل بياضه، وقد روى هذا البيت الدينوري في النبات، وابن قتيبة في أبيات المعاني والزجاجي، وابن الشجري في أماليهما، وابن جني في الخصائص، وصاحب اللسان، وصاحب الأساس: جاءوا بضيح..........(3/1159)
يصف قوما سقوا ضيفهم لبنا مخلوطا بالماء.
ومن النعت بما1 حقه في الأصل ألا ينعت به: النعت بالمصدر كقولهم:
"رجل رضى" "امرأة رضى" و"رجلان رضى" و"رجال رضى".
فالتزموا فيه لفظ الإفراد والتذكير: كأنهم قصدوا بذل التنبيه على أن أصله: "ذو رضى" و"ذات رضى" و"رجلان ذوا رضى" و"رجال ذوو رضى".
فلما حذفوا المضاف تركوا المضاف إليه2 على ما كان عليه.
"ص"
ونعت غير واحد إذا اختلف ... فعاطفا فرقه لا إذا ائتلف
- "فتيين حسنين زرنا ... و"حسنا وفاحشا وأجرنا"3
__________
1 ع- "ما حقه".
2 ع سقط "إليه".
3 ط "أجزنا".(3/1160)
وإن نعوت كثرت وقد تلت ... مفتقرا لذكرهن أبتعت
واقطع أو اتبع إن يكن معينا ... بدونها أو بعضها اقطع معلنا
وارفع أو انصب إن قطعت مضمرا ... متبدأ أو ناصبا لن يظهرا
وتعطف النعوت بعضها على ... بعض1 كـ"زر قوما كراما وملا".
"ش" إذا اتفق اثنان فيما ينعتان به أو جماعة فيما ينعتون به استغنيت عن تفريق النعتين2، والنعوت فقلت: "رايت فتيين حسنين" و"زرت رجالا كرماء"3.
فإن اختلف النعتان، أو النعوت وجب التفريق كقولك: "رأيت رجلين حسنا وفاحشا، ورجلا كريما، وبخيلا، وعالما، وجاهلا، وشجاعا، وجبانا".
وقد يكون للاسم نعتان وأكثر.
فإن كان الاسم معينا للمسمى4 دون ما نعت به جاز
__________
1 جاء هذا البيت في س، ش، ط، ع، ك كما يلي:
وقد يجيء النعت معطوفا على ... نعت كـ"زر قوما كراما وملا".
2 في الأصل سقطت الواو.
3 ع، ك- "كراما".
4 في الأصل، هـ- "معين المسمى".(3/1161)
القطع رفعا على أنه خبر مبتدأ لا يظهر، ونصبا على إضمار فعل لا يظهر.
وإن لم يتعين المسمى إلا بجميع النعوت فالاتباع متعين.
وإن حصل التعيين ببعض دون بعض وجب الاتباع فيما لا يحصل التعيين بدونه، وجاز فيما سواه الاتباع والقطع، رفعا، أو نصبا1.
وتعطف بعض النعوت على بعض قال الله تعالى:
{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى، وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى} 2.
"ص"
والنعت بعد "لا" و"إما" قد يرد ... وحتما التكرار فيهما وجد
كـ"جاء من إما ضن وإما ... ذو فاقة يشكو الجوى والغما"
و"صل خليلا لا مخالفا ولا ... مبطئا عما ابتغى أهل الولا"3
__________
1 ع- "ونصبا".
2 الآيات "1-4" من سورة الأعلى.
3 جاء هذا البيت في س، ش، ط، ع، ك:
ولي خليل، لا مخالف، ولا ... مبطئ عما ابتغى أهل الولا(3/1162)
والنعت -غالبا- لتخصيص الذي ... يتلوه كـ"اهجرن زيدا البذي"
وقد يفيد مدحا، أو ترحما ... أو ذما، أو توكيد ما تقدما
والاسم موصوف به ومتصف ... وذو امتناع منهما معا كـ"أف"
وقابل لأحد الأمرين ... كـ"يقق"1 فاعلم و"ذي رعين"
والنعت والمنعوت ربما حذف ... ما منهما يعلم حين ينحذف
ولقبوا نعتا على الجوار2 ما ... رأيته كقول بعض القدما3
"كأن نسج العنكبوت المرمل ... و"في بجاد" بعده "مزمل"
"ش" إذا قصد النعت بمنفي جيء بالمعنوت ثم بالنعت مقرونا بـ"لا" وإذا قصد النعت بمشكوك فيه، أو منوع أو شبههما جيء بالمنعوت ثم بالنعت مقرونا بـ"إما".
__________
1 س- "كيفن".
2 في الأصل "الجواز".
3 جاء هذا البيت في هـ كما يلي:
............................ ... كقول بعض المنشدين ناظما(3/1163)
وتكرارهما لازم كقولي:
......جاء من إما ضن وإما ... ذو فاقة..................
"فـ"من" هنا نكرة موصوفة كأنه قال: جاءني إنسان إما ضن وإما ذو فاقة"1.
ومثال المقرون بـ"لا" قولي:
.. صل خيلا ولا مخالفا ولا مبطئا2 ... ..................
ثم نبهت على المعاني المفادة بالنعت وهي:
التخصيص كـ"الشعرى العبور"3.
ومجرد المدح: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} 4.
ومجرد الذم كـ5 {فَاسْتَعِذْ 6 بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم} 7.
ومجرد8 الترحم نحو: "رأيت عبدك الذليل".
__________
1 سقط من الأصل ومن هـ ما بين القوسين.
2 ع، ك " ... لي خليل لا مخالف ولا مبطئ.........".
3 هـ- "المعبور".
4 من الآية رقم "1" من سورة الكهف".
5 ع، ك "نحو".
6 هكذا في ع، ك وسقطت الفاء من الأصل وهـ.
7 من الآية رقم "98" من سورة النحل.
8 في الأصل "مجرد".(3/1164)
ومجرد التوكيد نحو: {لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ} 1.
والاسم منه ما يوصف، ويوصف به كاسم الإشارة. وما يمتنع منه الأمران كالمضمر2، واسم الفعل. وما يوصف ولا يوصف به كالعلم، "وإليه أشرت بـ
..............."ذي رعين".
فإنه قيل من أقيال حمير"3.
وما يوصف به ولا يوصف كـ"يقق" وشبهه من الإتباعات. وقد يحذف المنعوت إن عرف، وصلح موضعه النعت كقوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} 4.
فإن لم يصلح موضعه النعت امتنع الحذف -غالبا- إلا في ضرورة كقول5 الشاعر6:
750- ترمي بكفي كان من أرمى البشر
__________
1 من اللآية رقم "51" من "سورة النحل".
2 ع- "كالضمير".
3 سقط ما بين القوسين من الأصل، وك وع- وجاء في هـ فقط.
4 من الآية رقم "52" من سورة "ص".
5 الأصل، هـ "كقوله".
6 الأصل، هـ سقط "الشاعر".
750- هذا رجز لم ينسب إلى قائل معين. وفاعل "ترمي" يعود إلى القوس في بيت سابق في قوله:(3/1165)
وقد يحذف النعت للعلم به كقوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} 1.
ومنه2 [قوله تعالى] : {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُك} 3.
وقول العباس بن مرداس:
751-
وقد كنت في الحرب ذا تدرإ ... فلم أعط شيئا ولم أمنع
ثم نبهت على النعت الذي يسميه النحويون نعاتا على
__________
مالك عند غير سوط وحجر ... وغير كبداء شديدة الوتر
الكبداء: القوس الواسعة المقبض
وضبط ابن جني الشاهدي بفتح ميم "من "الخصائص 2/ 367". وكان على هذا زائدة "مجالس ثعلب 2/ 13، المقتضب 2/ 139، همع 2/ 227، الإنصاف 1/ 114، اللسان 17/ 252، همع 2/ 120، المقاصد النحوية 4/ 66، الخزانة 2/ 312، شواهد الكشاف للشيخ عليان 137، والتصريح 2/ 119.
1 من الآية رقم "25" من سورة "الأحقاف".
2 من، هـ سقط "ومنه".
3 من الآية رقم "66" من سورة الأنعام.
751- من المتقارب من سبعة أبيات قالها العباس بن مرادس، وذكرها صاحب الأغاني "14/ 308" يعاتب فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- حين وزع غنائم حنين "الديوان ص84" ذا تدرأ: ذا قوة.(3/1166)
الجوار نحو قولهم1: "هذا جحر ذب خرب".
فحفظ2 "خرب"؛ لأنه نعت "ضب" في اللفظ لمجاورته له، وإنما هو في المعنى للجحر.
ولا يفعل مثل هذا إلا إذا أمن اللبس ومنه قول الراجز3:
752-
كأن نسج العنكبوت المرمل
وقول4 امرئ القيس:
753-
كأن ثبيرا في عرانين وبله ... كبير أناس في بجاد مزمل
__________
1 ع، ك سقط "قولهم".
2 هـ سقط "فخفض".
3 هـ ومنه قول الراجز وهو امرؤ القيس.
4 ع، ك "وكقول".
752- من رجز للعجاج "الديوان ص47"، وهو في وصف منهل المرمل: المنسوج. قال ابن سيده في المخصص 17/17: إنما يكون نعتا للعنكبوت لو قال المرمل بالكسر.
753- من معلقة امرئ القيس من الطويل "الديوان ص25" والرواية فيه:
كأن أبانا في أفانين ودقه ... ......................
العرنين: مقدم الأنف -شبه به أوئل المطر، ثبير: جبل، الوبل: المطر. البجاد: الكساء المخطط.(3/1167)
باب التوكيد:
"ص"
التابع الذي الظهور يعتضد ... به هو التوكيد فاحفظ ما يرد
ويقتضي شمولا أو تقريرا ... مبينا بضارع التكريرا
بـ" النفس" أو بـ"العين" ثان يقتضى ... مولى ضميرا طبق متبوع مضى
كـ"جاء زيد نفسه متيما ... بهند نفسها فقس عليهما"
وفي الشمول استعملوا "كُلًّا" "كِلَا" ... "كلتا" جميعا مع ضمير موصلا
كـ"هم جميعهم لقولهم كلهم" ... و"الدار صارت كلها محلهم"(3/1168)
وبعد "كل" أكدوا بـ"أجمعا" ... ["جمعاء" "أجمعين" ثم "جمعا"1]
ودون "كل" قد يجيء "أجمع" ... "جمعاء" "أجمعون" ثم "جمع"
[وصيغ من "كتع" و"بصع" و"بتع" ... موازنات للمصوغ من "جمع"] 2
من بعده، وقد يجيء "أكتع" ... منفردا، والنقل فيه يتبع
كـ"ليتني كنت صبيا مرضعا ... تحملني الزلفاء حولا أكتعا"
وشذ إثر فرع "جمع"3 "أبصع" ... و"جمعا" تلا شذوذا "بتع"
"ش" التابع جنس يعم التوكيد وغيره والتوكيد تابع يعتضد به كون المتبوع على ظاهره، فإن ذكر "النفس" في قولك: قتل الأمير نفسه كافرا" يرفع احتمال كون القتل بالأمر لا بالمباشرة.
وإذا ارتفع احتمال التأويل اعتضد الظهور.
وكذا ذكر "كلهم" في قولك: "جاء بنو فلان كلهم" يرفع
__________
1 هـ سقط ما بين القوسين.
2 س سقط ما بين القوسين.
3 ط "أجمع".(3/1169)
احتمال وضع "العام موضع"1 الخاص.
فقد بان لك أن التوكيد تابع يعتضد به حمل المتبوع على ظاهره.
وقولي:
بـ"النفس" أو بـ"العين"2 ثان يقتضي............
3 المراد بالثاني: التقرير المضارع للتكرير.
لأنك إذا قلت: "الأمير نفسه فعل" لم يبق ريب في أنه باشر ما نسب إليه دون واسطة.
فهذا معنى الاعتضاد المشار إليه.
ولابد من إضافة "النفس" أو "العين" إلى ضمير مطابق للمؤكد فيما له:
من إفراد وتثنية وجمع، وتذكير وتأنيث.
ثم بينت أن المؤكد به في قصد الشمول: "كل: و"جميع" و"كلا" و"كلتا" مضافات إلى ضمير المؤكد نحو: "جاء الجيش كله، أو جميعه" و"القبيلة كلها، أو جميعها" و"القوم كلهم، أو
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 هـ "وبالعين".
3 سقط من الأصل وهـ "أن" وفي ع، ك "أن المراد".(3/1170)
جميعهم" و"النساء كلهن، أو جميعهن"، و"الزيدان كلاهما" و"الهندان كلتاهما".
وأغفل أكثر النحويين "جميعا".
ونبه سيبويه1 على أنها بمنزلة "كل" معنى واستعمالا، ولم يذكر له شاهدا من كلام العرب.
وقد ظفرت بشاهد له وهو قول امرأة من العرب ترقص ابنها.
754-
فداك حي خولان
755-
جميعهم وهمدان
756-
وكل آل قحطان
757-
والأكرمون عدنان
__________
1 قال سيوبه 1/ 274.
"وأما "جميعهم" فإنه يكون على وجهين: يوصف به المضمر والمظهر، كما يوصف بـ"كلهم"، ويجري في الوصف مجراه، ويكون في سائر ذلك بمنزلة "عامتهم" و"جميعهم"....
والذي ذكرت لك قول الخليل، ورأينا العرب توافقه بعدما سمعناه منه".
754-757 - هذه أبيات من مجزوء المنسرح، وقول العيني في المقاصد النحوية 4/ 91 إنها من الهزج سهو.
خولان، وهمدان، وقحطان، وعدنان قبائل عربية.
التصريح 2/ 123، همع 2/ 123، الدرر 2/ 155".(3/1171)
ويؤكد بـ"أجمع" بعد "كله".
وبـ"جمعاء" بعد "كلها".
وبـ"أجمعين" بعد "كلهم".
وبـ"جمع" بعد "كلهن".
وقد يغنى "أجمع" و"جمعاء" و"أجمعون" و"جمع". عن "كله" و"كلها" و"كلهم" و"كلهن".
وهذا معنى قولي:
ودون "كل" قد يجيء "أجمع" ... ......
وقد يجاء بعد "أجمع"1 بـ"أكتع".
وبعد "جمعاء" بـ"كتعاء".
وبعد "أجمعين" بـ"أكتعين".
وبعد "جمع" بـ"كتع".
وقد يجاء بعد "أكتع" و"كتعاء" و"أكتعين" و"كتع".
بـ"أبصع" و"بصعاء" وأبصعين" و"بصع".
وزاد الكوفيون بعد "أبصع" و"بصعاء" و"أبصعين" و"بصع": "أبتع" و"بتعاء" و "أبتعين" و"بتع".
ولا يجاء بـ"أكتع" وأخواته -غالبا- إلا بعد "أجمع".
__________
1 هـ سقط "أجمع".(3/1172)
وأخواته على الترتيب.
وشذ قول بعضهم: "أجمع أبصع".
وإنما حق "أبصع" إن يجيء بعد "أكتع".
وأشذ من "أجمع أبصع"1 قول بعضهم: "جمع بتع".
وإنما حق "أبتع" و"بتعاء" و"أبتعين" و"بتع" أن يجاء بهن آخرًا.
وأجاز ابن كيسان للمؤكد بـ"أجمع" و"جمعاء" و"أجمعين" و"جمع" أن يقدم ما شاء من البواقي2.
وقد أكد بـ"أكتع" و"أكعتين" غير مسبوقين بـ"أجمع" أو "أجمعين" ومنه قول الراجز:
758-
يا ليتني كنت صبيا مرضعا
759-
تحملني الذلفاء حولا أكتعا
760-
إذا بكيت قبلتني أربعا
761-
إذا ظللت الدهر أبكي أجمعا
__________
1 ع- "وأبصع".
2 قال الزمخشري في المفصل:
"وأكتعون وأبتعون، وأبصعون اتباعات لأجمعون، ولا يجئن إلا على أثره. وعن ابن كيسان تبدأ بأيتهن شئت بعدها، وسمع أجمع أبصع وجمع كتع، وجمع بتع".
758-761- هذا رجز مجهول القائل.
الذلفاء: من الذلف وهو صغر الأنف واستواء الأرنبة. =(3/1173)
وفي هذا الرجز: إفراد "أكتع" من "أجمع"، وتؤكيد نكرة محدودة في قوله:
....................... ... حولا أكتعا
وفيه: التوكيد بـ"أجمع" غير مسبوق بـ"كل".
وفيه: الفصل بـ"أبكي" بين التوكيد، والمؤكد.
ومثله في الفصل قوله تعالى: {وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ} 1.
"ص" ومنعوا توكيد منكور وإن ... يفد فإنه بتجويز قمن2
والخلف3 في المحدود فالبصري ... يمنع والمجوز الكوفي
__________
= أكتع: قال صاحب الصحاح يقال: إنه مأخوذ من قولهم أتى عليه حول كتيع: أي تام، أربعا: أي تقبيلا أربعا.
"اللسان 10/ 180، همع 2/ 123، البهجة المرضية 124، ابن عقيل 2/ 281، المكودي 2/ 16 المقاصد النحوية 4/ 93، الخزانة 2/ 357، اللسان 11/10، الدرر اللوامع 2/ 156 الأشموني 3/ 76".
1 من الآية رقم "51" من سورة الأحزاب.
2 سقط هذا البيت من هـ، وجاء موضعه.
وغير محدود من المنكر ... لم يستجز توكيده ذو نظر
3 هكذا في هـ -أما باقي النسخ "وشاع في المحدود".(3/1174)
وقد روي في ذاك بعض من وعى ... " قد صرت البكرة يوما أجمعا"
وفي المثنى اغن بـ"كلتا" و"كلا" ... عن صوغ فعلاء وصوغ أفعلا
وبعض القياس فيه استعملا ... معترفا بكونه ما نقلا
ولا يؤكدان ما لا1 يقع ... موقعه فرد كذا قد منعوا
أن يتبعا مختلفين معنى ... كـ"مات ذا2 وعاش ذا المعنى"
وجائز "كلاهما" بعد "ذهب ... هذا ومر ذاك" فاعرف السبب
وجائز توكيد محذوف علم ... فعن سعيد ذا وشيخه فهم
"ش" المنكر المحدود "يوم" و"ليلة" و"شهر" و"حول" ونحوها مما يدل على مدة معلومة المقدار.
وغير المحدودة "ما يصلح3 للقليل والكثير كـ"حين" و "زمن"4 و"وقت" و"مدة".
__________
1 هـ "ما لم".
2 ع "كماذا".
3 بداية سقط هـ.
4 ك، ع "وزمان".(3/1175)
فلا خلاف في منع توكيد النكرة غير المحدودة"1، إذ لا فائدة في توكيدها.
وقول الشاعر:
762-
أولاك بنو خير وشر كليهما ... جميعا ومعروف ألم ومنكر
محمول على نية الألف واللام في "خير و"شر".
ونظيره ما حكى الخليل/ عن بعضهم:2 "ما ينبغي هذا للرجل خير منك"، وفسره بإرادة الألف واللام3 في "خير"4.
ويجوز أن يجعل "كليهما" توكيدا؛ لأن الذاكر "خيرا وشرا" قد يظن أنه غالط.
فإذا ذكر "كليهما" "أفاد العلم بأنه لم يغلط5".
__________
1 هـ سقط ما بين القوسين.
2 ع، ك "ونظيره قول بعضهم".
3 ع، ك "وفسره على نية الألف واللام في خير، حكاه الخليل"، هـ "وفسره بألاف واللام في خير منك".
4 ينظر كتاب سيبويه 1/ 224.
قال سيبويه -رحمه الله- بعد أن ذكر المثال.
"وزعم الخليل -رحمه الله- أنه إنما جر هذا على نية الألف واللام".
5 سقط من الأصل ومن هـ.
762- من الطويل قاله مسافع بن حذيفة العبسي "ديوان الحماسة 1/ 578".(3/1176)
وأما النكرة1 المحمدون فاختلف في توكيدها.
فمنعه البصريون، وأجازه الكوفيون.
وأجازته أولى بالصواب لصحة السماع بذلك.
ولأن في ذلك فائدة: {فإن من قال: "صمت شهرا"2] قد يريد جميع الشهر، وقد يريد أكثره، ففي قوله احتمال.
فإذا قال: "صمت شهرا كله" وارتفع الاحتمال، وصار3 قوله نصا على مقصوده.
فلو لم ينقل استعماله عن العرب لكان جديرا بأن يستعمل قياسا، فكيف به واستعماله ثابت كقول الراجز:
763-
قد صرت البكرة يوما أجمعا
__________
1 سقط من الأصل ومن هـ.
2ع سقط مابين القوسين وجاء موضعه "صمت".
وهذه من الأمور التي ترجح اعتماد ناسخ ع على ناسخ ك؛ لأن ناسخ ك سقطت منه هذه العبارة فكتبها بخط غير واضح في الهامش.
3 ع "وكان":
763- رجز مجهول القائل. وذكر أبو حيان قبل هذا البيت بيتا آخر هو:
إنا إذا خطافنا تقعقعا
وتبعه العيني في ذلك "4/ 95"، واستشهد به الرضى في موضعين مفردا كما فعل المصنف، وفي كل مرة يذكر البغدادي في الخزانة رواية العني، ويتعقب عليها "الخزانة 1/ 87، 2/ 357". =(3/1177)
وكقول الآخر:
764-
يا ليتني كنت صبيا مرضعا
765-
تحملني الذلفاء حولا أكتعا
وإذا كان المؤكد مثنى لم يؤكد ألا بالنفس أو البعين أو بـ"كلا" في التذكير وبـ"كلتا" في التأنيث.
وأجاز الكوفيون أن يقال في التذكير: "أجمعان" وفي التأنيث "جمعاوان". وإليه أشرت بقولي:
وبعض القياس فيه استعملا ... معترفا بكونه ما نقلا
قال الأخفش: "لا يجوز "ضربت أحد الرجلين [كليهما".
فإنك إذا قلت: "أحد الرجلين" علم1 أنهما رجلان، وأن موضع الرجلين"2 لا يصلح لواحد، فلا يتوهم أن ذكرهما
__________
= وقال: زعم قوم منهم ابن جني في إعراب الماسة أن هذا البيت مصنوع.
صرت: صوتت. البكرة: الراجح أنها البكرة التي يستقي عليها الماء من البئر.
ويحتمل أن يراد من البكررة: الفتية من الإبل ويكون صرت بمعنى: شد عليها الصرار حتى لا يرضعها ابنها.
1 هـ "على".
2 ع سقط ما بين القوسين.
764-765- مر هذا الشاهد قريبًا.(3/1178)
غلط، بخلاف "رأيت الرجلين" فإن موضعه صالح لـ"رجل" فيتوهم الغلط فيفيد التوكيد".
وإلى1 هذا أشرت بقولي:
ولا يؤكدان ما لا يقع ... موقعه فرد..............
وقال الأخفش:
"ليس بكلام قولك: "مات زيد، وعاش2 عمرو3 كلاهما"؛ لأنهما لم يشتركها في أمر واحد.
فلو قلت: "انطلق زيد، وذهب عمرو كلاهما" جاز؛ لأنهما قد اجتمعا في أمر واحدن؛ لأن معنى "ذهب" و"انطلق" واحد.
إلا أن ارتفاع "كليهما" بأحد العاملين؛ لأنه لا يعمل شيئان في شيء"، وإلى هذا أشرت بقولي:
...................... ... .............قد منعوا
إن يتبعا مختلفين معنى ... ....................
إلى قولي:
وجائز كلاهما بعد "ذهب ... هذا ومرذاك"..........
وقال سيبويه في باب4 ما ينتصب فيه الاسم؛ لأنه لا سبيل
__________
1 ك، ع "فإلى".
2 ع "وذهب".
3 هـ "في كلاهما".
4 هـ سقط "باب".(3/1179)
له1 إلى أن يكون صفة: 2 مررت بزيد وأتاني أخوه أنفسهما".
بالنصب على تقدير: أعنيهما.
وبالرفع على تقدير، هما صاحباي أنفسهما"3.
فحذف الخبر مع المبتدأ، وأبقي توكيد المبتدأ.
"وأجاز الفراء أن يقال: "مررت بقومك إيما أجمعين، وإما بعضهم،" على تقدير: إما هم أجمعين، إما بعضهم.
وزعم الشلوبين أن البصريين، لا يجيزون هذا. قلت: ويلزم سيبويه جوازه؛ لأنه قد أجاز حذف المؤكد في: "مررت بزيد وأتاني أخوه أنفسهما" على تقدير أعنيهما أنفسهما"4.
"ص"
5وإن تؤكد الضمير المتصل ... بالنفس والعين فبعد المنفصل
__________
1 ع، ك سقط "له".
2 ع. ك "نحو مررت".
3 قال سيبويه في الكتاب 1/ 247.
وسألت الخليل -رحمه الله- عن "مررت بزيد وأتاني أخوه أنفسهما" فقال:
الرفع على هما صاحباي أنفسهما، والنصب على أعنيهما، ولا مدح فيه؛ لأنه ليس مما يمدح به".
4 سقط ما بين القوسين من الأصل ومن هـ.
5 ط سقطت هذه الأبيات.(3/1180)
عنيت ذا الرفع وأكده ما ... سواهما، والقيد لا تلتزما
والبا يزاد داخلا عليهما ... كـ"جاء ذا بنفسه إليهما"
وإن تواكيد1 اجتمعن فامتنع ... من عطف بعضها على بعض تطع2
"ش" إذا كان المؤكد بألفاظ هذا الباب ضمير رفع متصلا. وكان المؤكد به غير النفس والعين فحكمه حكم غيره من المعارف.
فإن قصد تأكيده بالنفس والعين لم يجز إلا بعد توكيده بضمير منفصل كقولك: "قوموا أنتم أنفسكم".
فلو قلت: "قوموا أنفسكم" لم يجز.
فلو كان الذي يؤكد به غير النفس، والعين جاز التوكيد مطلقا كقولك3: "قوموا كلكم".
فهذا معنى قولي:
..........وأكدها بما ... سواهما....................
أي: أكد الضمير المتصل بالمروفع بما سوى النفس
__________
1 هـ "توكيد".
2 ع "يطع".
3 ع، ك "نحو".(3/1181)
والعين غير ملتزم للقيد الملتزم قبل النفس والعين، وهو التوكيد بالضمير المنفصل.
والحاصل أنك تقول: "قوموا أنتم أنفسكم" "ولا تقول: قوموا أنفسكم"1".
وتقول: "قوموا كلكم" مستغنيا عن "أنتم"، ولو قلت: "قوموا أنتم كلكم" لكان حسنا جميلا.
وتختص النفس والعين بجواز دخول الباء الزائدة عليهما كقولك: جاء زيد بنفسه"، وجاء القوم بأعيانهم.
ولا يجوز عطف بعض التواكيد على بعض، بل تورد متتابعة دون فصل كقولك: "قام تعظيما لزيد الملأ كلهم أجمعون، أكتعون، أبصعون، أبتعون".
"ص"
2وما من التوكيد معنوي. ... قد مر والآتي هو اللفظي
بفعل أو حرف أو اسم يقع ... أو جملة كـ"هم هم دعوا دعوا".
و"أنت أنت صل صل الصديقا" ... وثم ذا اجعل "قمنا حقيقا"
ولا تعد حرفا بدون ما وصل ... به كذلك الضمير المتصل
__________
1 سقط من الأصل ما بين القوسين.
2 سقط جميع هذه الأبيات من ط.(3/1182)
نحو: "لنا لنا رجاء في الملك" ... و"خفت خفت من دم ظلما سفك"
ومضمر الرفع الذي قد انفصل ... أكد به كل ضمير اتصل
ومضمر المذكور يغني عنه ... كـ"اعجب من المغرى بك اعجب منه"
وعود حرف دون ما به اتصل ... لا تستبح إلا إذا به حصل
إجابة نحو: "نعم نعم" و"لا ... لا" وقليلا غير ذا تقبلا
نحو: "تراها وكأن وكأن ... أعناقها مشددات بقرن"
وأكدوا فاستسهلوا تواليا ... لدى ترادف كمثل: "يا هيا"
وقد تلى الجملة عاطفا إذا ... ما أكدوا به كـ"خذ ثم خذا"
"ش" من التوكيد ما هو معنوي محض، وهو ما تقدم ذكره. ومنه ما هو لفظي محض، وهوأن يعاد اللفظ بعينه مجردا أو مقرونا بعاطف.
إلا أن المقرون بعاطف مع اتحاد اللفظ قلما يكون إلا(3/1183)
جملة كقوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ، ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} 1.
وكقوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى، ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} 2.
ومنه ما له شبه بالمعنوي، وشبه باللفظي لكن لحاقه3 باللفظي4 أولى كقولك: "أنت بالخير حقيق قمن".
"ومنه توكيد الضمير المتصل بالمنفصل كقوله تعالى: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} 5"6.
ومنه توكيد الجار والمجرور الظاهر بالجار والمجرور المضمر كقوله تعالى: {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} 7.
وأكثر وقوع التوكيد اللفظي بجملة كقول الشاعر:
766-
أيا من لست أقلاه ... ولا في البعد أنساه
__________
1 الآيتان "17-18" من سورة الانفطار.
2 الآيتان "34-35" من سورة "القيامة".
3 ع، ك "إلحاقه".
4 ع- "باللفظ".
5 من الآية رقم "19" من سورة الأعراف.
6 هـ سقط ما بين القوسين.
7 من الآية رقم "107" من سورة "آل عمران".
766-767- من الهزج لم أعثر على قائلهما.
أقلاه: أبغضه -من قلاه يقليه، ويقلاه لغة طيئ والشعر على لغتهم "البهجة المرضية 124، المقاصد النحوية 4/ 97، الأشموني 3/ 80، همع 2/ 125، الدرر 2/ 160".(3/1184)
767-
لك الله على ذاك ... لك الله لك الله
وإذا وكد الفعل فأكثر ذاك أن يكون مع المؤكد فاعل الأول، أو ضميره مثل: "قام زيد قام زيد"1 أو "قام زيد قام".
أو يكون فاعلا المؤكد والمؤكد ضميرين كقولي:
.....صل صل الصديقا ... ...................
وقد يؤكد فعل بفعل فيستغنى بفاعل أحدهما.
وقد اجتمع الأمران في قول الشاعر:
768-
فإين إلى أين النجاء ببغلتي ... أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس
"2 ولكون الحرف جزء من مصحوبه لا يؤكد إلا3 ومع مؤكده مثل الذي مع المؤكد. كقولك: "عجبت منك منك". ويغني عن مثل ما مع الأول ضميره كقولي:
................... ... "اعجب من المغرى بك اعجب منه".
__________
1 هـ سقط "قام زيد" -الثانية.
2 بداية سقط كبير من ع.
3 هـ سقطت الواو.
768- سبق الحديث عن هذا الشاهد في "باب التنازع".(3/1185)
فإن كان الحرف أحد حروف الجواب1 جاز أن يؤكد بإعادته وحده كقولك لمن قال: "أتفعل"؟: "نعم نعم"2 أو "لا لا". وحكم الضمير المتصل حكم الحرف غير الجوابي في أنه لا يعاد مفردا، بل مع ما هو متصل به كقولك: "بك بك أمر".
ولك أن تؤكده بضمير الرفع المنفصل، مرفوعا كان المؤكد، أو منصوبا أو مجرورا نحو: "فعلت أنت" و"رأيتني أنا" و"مررت به هو".
وقد دلتت على هذا بقولي:
ومضمر الرفع الذي قد انفصل ... أكد به كل ضمير اتصل
وأحسن من توكيده اللفظ بإعادته إذا كان المؤكد حرفا، أو ضميرا متصلا توكيده بمرادفه كقولك بدل "نعم نعم": "أي نعم" أو "أجل جير" كما3 قال الشاعر:
769-
وقلن على الفردوس أول مشرب ... أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره
__________
1 هـ زدات "وحروف الجواب ستة".
2 هـ سقطت "نعم" -الثانية".
3 ك سقط "كما".
769- من الطويل ينسب لمضرس بن ربعي الأسدي "الخزانة 4/ 35، شواهد مغني اللبيب 125، النوادر لأبي على القالي 211". =(3/1186)
و"أجل جير" بمعنى "نعم نعم".
وأشرت بقولي:
......................... ... وقليلا1 غير ذا تقبلا
إلى أن توكيد حرف ليس من حروف الجواب بإعادته دون ما اتصل به لم يستعمل إلا بقلة وشذوذ.
ويسهل وروده كونه2، أكثر من حرفين مثل "كأن" في قول الراجز:
770-
حتى تراها وكأن وكأن
__________
= وروى الجوهري البيت هكذا:
وقلن: ألا الفردوس أول محضر ... من الحي إن كانت أبيحت دعاثره
وفي ديوان طفيل الغنوي ص 10 بيت قريب من هذا الشاهد.
الفردوس: ماء لبني تميم عن يمين الحاج من الكوفة. والهاء في دعاثره يجوز أن تعود إلى الفردوس أو إلى مشرب.
الدعاثر: جمع دعثور، وهو الحوض.
1 هـ "وقلت لا".
2 ك سقط "كونه".
770- هذا بيت من مشطور الرجز من أبيات أوردها أبو زيد في نوادره "103" ولم يعزها لقائل.
وفي المقاصد النحوية 4/ 100 قال العيني:
أقول قائله هو خطام المجاشعي
وقال ابن بري، رأيت بخط النيسابوري: قال الأغلب العجلي، ثم ذكر عدة أبيات منها الشاهد.(3/1187)
فإن كان على حرف واحد كانت إعادته مفردا في غاية من الشذوذ كقول الشاعر:
771-
فلا والله لا يلفى لما بي ... ولما للما بهم أبدا دواء
فلو كان المؤكد مغايرا في اللفظ للمؤكد كان الشذوذ أقل كقول الشاعر:
772-
فأصبح لا يسألنه عن بما به ... أصعد في علو الهوى أم تصوبا
__________
771- من الوافر من قصيدة قالها مسلم بن معبد الوالبي، ويروى عجزه:
................................. ... وما بهم من البلوى دواء
ولا شهد فيه على هذه الرواية.
وفي الخزانة 1/ 364 ذكر البغدادي القصيدة التي منها الشاهد، وسببها وروايته:
..................... ... .................شفاء
772- من الطويل ينسب للأسود بن يعفر "الديوان ص21، الخزانة 4/ 164.
صعد في الوادي: انحدر، وصعد في الجبل: علاه.
التصوب: النزول.
قال الفراء في آخر سورة الإنسان في معاني القرآن:
قرأ عبد الله "وللظالمين أعد لهم" فكرر للام في "الظالمين"، وفي "لهم" ربما فعلت العرب ذلك أنشدني بعضهم: فأصبحن لا يسألنه........................ فكرر الباء مرتين، ولو قال "لا يسألنه عما به" لكان أجود وأبين.(3/1188)
فأكد "عن"بالباء؛ لأنها ههنا بمعناها، كما هي في مواضع كثيرة منها قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} 1.
ومنه قول الشاعر:
773-
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... خبير بأدواء النساء طبيب
فلتوكيد "عن" بالباء مسهلان:
أحدهما: أن "عن" على حرفين.
والثاني: أن لفظ المؤكد مغاير للفظ المؤكد.
بخلاف قول من قال:
...................... ... ولا للما بهم أبدا دواء
__________
1 "من الآية رقم "25" من سورة الفرقان.
773- من الطويل من قصيدة لعلقمة الفحل يمدح الحارث بن أبي شمر الغساني "ديوان علقمة ص35، المفضليات392".(3/1189)
باب العطف:
"ص"
1العطف ضربان: بيان ونسق ... فالأول التالي المتم ما سبق
بشرحه لا ببيان معنى ... فيه ولكن بانجلا ما يعنى
كقوله في رجز قد اشتهر ... "أقسم بالله أبو حفص عمر"
وأتبعنه ما عليه عطفا ... إتباع وصف ما به قد وصفا
فاجعلهما في العرف والنكر سوا ... نحو: "ذكرت الله في الوادي طوى"
كذا اكسني ثوبا قميصا واسقني ... شربا نبيذا أو حليبا يشفني"
__________
1 سقطت جميعه هذه الأبيات من ط.(3/1190)
وكونه يزيد تخصيصا على ... متبوعه أولى، وغيره اقبلا
فهو الأصح وأب قول ملتزم ... تعريف الاثنين فهذا ما حتم
وعندي التوكيد من عطف أحق ... بتابع يأتي بلفظ ما سبق
كقوله: "يا نصر نصر نصرا" ... والثالث اجعل -إن أردت. أمرا
وكل عطف صالح للبدل ... إن لم يلق به محل الأول
كـ"بشر" المسبوق بـ"البكري" ... و"زيدا" أثر "يا أبا علي"
"ش" عطف البيان تابع يجري مجرى النعت في تكميل متبوعه.
ومجرى التوكيد في تقوية دلالته.
ومجرى البدل في صلاحيته للاستقلال كقوله:
774-
أقسم بالله أبو حفص عمر
__________
774- رجز ينسب إلى رؤبة، وليس في ديوانه، كما ينسب إلى عبد الله بن كيسية، ويذكر هذا البيت مع أبيات أخرى منها:
أقسم بالله أبو حفص عمر
ما مسها من نقب ولا دبر
=(3/1191)
وليس نعتا: لأن تكميله بشرح وتبيين لا بدلالة على معنى في المتبوع أو شيء من سببه.
وليس توكيدا؛ لأنه لا يرفع توهم مجاز، ولا وضع عام موضع خاص.
وليس بدلا؛ لأن متبوعه مكمل به غير منوي الاطراح بخلاف البدل، فإن الغالب كون متبوعه منوي الاطراح، أو في حكم ما هو1، منوي الاطراح.
ولما كن عطف البيان في تكميل متبوعه بمنزلة النعت وجب أن يكون بمنزلته في موافقه المتبوع في الإفراد والتذكير وفروعهما.
وإلى هذا أشرت بقولي:
وأتبعنه ما عليه عطفا ... إتباع وصف ما به قد وصفا
__________
=
فاغفر له اللهم إن كان فجر
ويذكر الرواة لهذا الرجز قصة
والمقصود بأبي حفص عمر -أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
"المخصص 1/ 133، شرح المفصل 3/ 71، العيني 1/ 293، 4/ 115، والخزانة 2/ 351، 162، 283، ومعاهد التنصيص للعباسي 1/ 94".
1 سقط من الأصل ومن هـ "هو".(3/1192)
ثم مثلت بـ:
....................... ... "ذكرت الله في الوادي طوى"
فهذا من عطف المعرفة على المعرفة.
ثم مثلت بـ:
"اكسني ثوبا قميصا" ... .............
وهذا1 من عطف النكرة على النكرة.
ونظيره من كتاب الله تعالى2: {مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} 3.
واشتراط الجرجاني والزمخشري زيادة تخصص4 عطف البيان على تخصص متبوعه.
وليس بصحيح؛ لأن عطف البيان في الجامد بمنزلة. النعت في المشتق.
ولا يشترط زيادة تخصص النعت فلا5" يشترط زيادة تخصص6 عطف البيان، بل الأولى بهما العكس؛ لأنهما مكملان7.
__________
1 ك "فهذا".
2 من الآية رقم "25" من سورة "النور".
3 سقط من الأصل ومن هـ "لا شرقية ولا غربية".
4 ك "تخصص".
5 إلى هنا ينتهي سقط ع الذي نبه عليه من صفحات مضت.
6 ك سقط "تخصص".
7 ع "يكملان".(3/1193)
وقد جعل سيبويه "ذا الجمة" من "يا هذا ذا الجمة" عطف بيان مع أن تخصص هذا زائد على تخصصه/ فعلم أن مذهب الجرجاني، والزمخشري في ذلك مخالف لمذهب سيبويه1.
وإلى جواز كون المعطوف عطف بيان دون متبوه في الاختصاص أشرت بقولي:
فهو الأصلح........... ... ....................
والتزم بعض النحويين تعريف التابع والمتبوع في عطف البيان.
وكلام الزمخشري في المفصل يوهم ذلك2.
وقد جعل في الكشاف "صديدا" من: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} 3 عطف بيان4 فعلم أنه لا يلتزم فيه التعريف. وهو الصحيح.
__________
1 قال سيبويه في الكتاب 1/ 306.
"وإنما قلت: يا هذا ذا الجمة؛ لأن ذا الجمة لا توصف به الأسماء المبهمة، إنما يكون بدلًا، أو عطفا على الاسم".
2 قال الزمخشري في المفصل في باب عطف البيان:
"عطف البيان هو اسم غير صفة يكشف عن المراد كشفها، وينزل من المتبوع منزلة الكلمة المستعملة من الغريبة إذا ترجمت بها، وذلك نحو قوله: أقسم بالله أبو حفص عمر
أراد: عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فهو كما ترى جار مجرى الترجمة حيث كشف عن الكنية لقيامه بالشهرة دونها".
3 من الآية رقم "16" من سورة إبراهيم.
4 ينظرالكشاف 2/ 371، والصديد كما قال الزمخشري: ما يسيل من جلود أهل النار.(3/1194)
وأجاز أبو علي في التذكرة العطف والإبدال في "طعام" من قوله تعالى: {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ} 1.
وأكثر النحويين يجعلون عطف بيان التابع المكرر به لفظ المتبوع كقول الراجز:
775-
إني وأسطار سطرن سطرا
776-
لقائل يا نصر نصر نصرا
والأولى عندي2 جعله توكيدا لفظيا؛ لأن عطف البيان حقه أن يكون للأول به زيادة وضوح، وتكرير اللفظ لا يتوصل به إلى ذلك، فلا يكون عطفا بل توكيدا.
فـ"نصر" المرفوع تويدا على اللفظ.
والمنصوب توكيد على الموضع، ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الدعاء كـ"سقيا له".
وكل ما حكم بأنه عطف بيان فجائز جعله بدلا إلا في موضعين.
أحدهما3: أن يكون المعطوف [خاليا من لام
__________
1 من الآية رقم "95" من سورة "المائدة".
2 هـ- "عند".
3 ع سقط "أحدهما".
775- 776- بيتان من مشطور الرجز قالهما رؤبة بن العجاج "ملحقات الديوان 174"، وأسطار: الواو للقسم أي: وحق أسطار المصحف جمع سطر جمع قلة.(3/1195)
التعريف، والمعطوف1] عليه معرف بها2 مجرور بإضافة صفة مقترنة بها كقول الشاعر:
777-
أنا ابن التارك البكري بشر ... عليه الطير ترقبه وقوعا
فإن "بشرا" عطف على البكري".
ولا يجوز أن يكون بدلا؛ لأن البدل في تقدير إعادة العامل، و"التارك" لا يصح أن3 يضاف إليه، إذ لا تضاف الصفة المقترنة بالألف واللام إلى عار منهما.
والثاني: أن يكون التابع مفردا معربا، والمتبوع منادي نحو قولك: "يا أبا علي زيدا".
فإن "زيدا" عطف بيان. ولا يجوز أن يكون بدلا؛ لأنه لو كان بدلا لكان في تقدير إعادة حرف النداء، فكان4 يلزم أن
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 هـ "بما هو مجرور".
3 ع، ك سقط "يصح أن".
4 ع، ك "وكان".
777- من الوافر ينسب إلى المرار بن سعيد الفقعسي الأسدي.
البكري: نسبة إلى بكر بن وائل.
بشر: هو بشر بن عمرو بن مرثد، وكان قتله سبع بن الحسحاس الفقعسي، وخالد بن نضلة جد المرار، لذلك فخر المرار بقتل بشر "سيبويه 1/ 94، العيني 4/ 121 الخزانة 2/ 193، ابن يعيش 3/ 72".(3/1196)
يكون مبنيا على الضم كما يلزم في أمثاله من المناديات.
ومثل "زيدا" في المثال المذكور "عبد شمس" و "نوفلا" في قول الشاعر:
778-
أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا ... أعيذكما بالله أن تحدثا حربا
__________
778- من الطويل من قصيدة تنسب لطالب بن أبي طالب يمدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويبكي أصحاب القليب من قريش يوم بدر ورواية ابن هشام في السيرة.
فيا ...
"العين 4/ 119، أمالي ابن الشجري 1/ 61".(3/1197)
باب عطف النسق: 1
"ص"
تال بحرف متبع عطف النسق ... كـ"اخصص بود وثناء من صدق"
والمتعبات مطلقا: واو وفا ... و"ثم" "حتى" "أم" و"أو"2 فاعترفا
وأتبعت لفظا فحسب: "بل" و"لا" ... "لكن" كـ"لم يبد3 امرؤ لكن طلا"
فاعطف بواو لاحقا أو سابقا ... في الحكم أو مصاحبا موافقا
وبعض أهل الكوفة الترتيبا ... عزا لها، ولم يكن مصيبا
واخصص بها عطف الذي لا يغني ... متبوعه كـ"اصطلحت ذي وابني"
واخصص بها نحو: "أتى امرؤ حذر ... بنوك وابنه" فمثل ذا اغتفر
__________
1 ط "باب العطف".
2 ع، ك "أو وأم".
3 هـ "يبدوا".(3/1198)
و"ثم" للترتيب بانفصال ... والفاء للترتيب باتصال1
وأكثر العطف بها على سبب ... أو مجمل2 تفصيلا إثر الفاء اكتسب
واخصص بها عطف الذي ليس صله ... على الذي استقر أنه الصلة
واغتفر انفصال وقت المنعطف ... بالفا3 إذا تسبب بها عرف
بعضا وشبهه بـ"حتى" اعطف على ... كل وغاية له ذاك اجعلا4
في نقص أو زيادة نحو "استند ... لقومنا حتى بنيهم تعتضد"
ونحو "حتى نعله" نزر ولم ... يرتبوا بها فخالف من زعم
و"أَمْ" بها اعطف إثر همزة التسويه ... أو همزة عن لفظ "أي" مغنيه
__________
1 جاء هذا البيت في هـ كما يلي:
والفاء للترتيب باتصال ... وثم للترتيب بانفصال
2 هـ "مجملا".
3 ع "بها".
4 جاء هذا البيت في هـ كما يلي:
بعضا بحتى اعطف على كل ولا ... يكون إلا غاية لاسم تلا(3/1199)
وربما أسقطت الهمزة إن ... كان خفا المعنى حذفها أمن
وما عليه عطفت "أم" لا يجب ... إيلاؤه الهمة لكن انتخب1
وفصل "أم" مما عليه عطفت ... أولى كمثل "أدنت ذي أم نأت"2
ومع الاستفهام إضرابها جلت ... إن تلك مما قيدت به خلت
ولانقطاع عزيت وقد ترى ... كـ"بل" لإضراب موال خبرا
خير أبح بـ"أو وقسم وابهم3 ... أو شك والإضراب عن قوم نمي
وربما عاقبت الواو إذا ... لم يلف ذو النطق للبس منفذا
ومثل "أو" معنى وحكما "إما" ... تالية الواو أو اعز الحكما
__________
1 سقط هذا البيت من هـ والأصل.
2 ع "أم كانت" هـ "أم ثأت".
3 جاء هذا الشطر في هـ كما يلي:
أبح بأو أو قسم وابهم ... .................
وجاء في س، وش، ع، ك:
خير أبح قسم بأو وأبهم ... ..........................(3/1200)
للواو ذا أبو علي رجحا ... كذا ابن كيسان إليه جنحا
وفتحت تميم همزها وقد ... تجيء1 "إما" قبل "أو" فيما ورد
والأصل "إن" "ما" وبـ"إن" قد يكتفى ... وجا "وإلا" عن "وإما" خلفا
وحذف الأولى نادر2 والثانيه ... في الشعر من واو تجيء عارية
في النفي والنهي اعطفن بـ"لكن" ... كـ"لا مقيم ثم لكن ظاعن"
إثباتا أو أمرا تلي "لا" أو ندا ... كـ"يا ابن لا ابن العم خفني لا العدا"
وخالف الذي أبى عطفا بـ"لا" ... في نحو "قام جعفر لا ابن العلا"
و"ليس" حرف عاطف في رأي3 من ... للكوفة اعتزى كقول من فطن
"أين المفر والإله الطالب ... والأشرم المغلوب ليس بغالب"
__________
1 ع "يجي".
2 جاء هذا الشطر في س، ش كما يلي:
وحذف الأولى نادرا والثانية ... .........................
3 ع، ك "في قول".(3/1201)
و"بل" كـ"لن" بعد مصحوبيها. ... كـ"لم أكن في مربع بل تيها"
وانقل بها للثان حكم الأول ... في مثبت كـ"لذ بسعد بل علي"
وابن يزيد ناقل مع نفي أو ... نهي وجمهور النحاة ذا أبوا
"ش" التالي بمعنى التابع وهو جنس للتوابع كلها، فلما قيد بالحرف المتبع خرج غير عطف النسق، وهو النعت والتوكيد، وعطف البيان، والبدل؛ لأنها توابع بلا وساطة1 حرف، وخلص الحد لعطف النسق؛ لأنه تابع بواسطة2 حرف من الحروف الآتي ذكرها.
وهي على ضربين:
أحدهما: ما يتبع لفظا ومعنى.
والثاني: ما يتبع لفظا دون معنى.
وكون3 الواو والفاء، و"ثم" و"حتى" متبعة لفظا ومعنى، مجمع عليه.
__________
1 ع ك "بلا واسطة".
2 هـ- "بواسطة".
3 الأصل وهـ "فكون".(3/1202)
وأما "أم" و"أو"1 فجرت العادة في كلام أكثر المصنفين أن يجعلوها مما يتبع لفظا دون معنى، وإنما هما مما يتبع لفظا ومعنى.
فإن القائل: "أزيد عندك أم عمرو"؟ عالم بأن أحد المذكورين عند المخاطب، غير عالم بتعيينه، فما بعد "أم" مشارك لما قبلها، في معناه، وإعرابه.
أما الإعراب فبين، وأما المعنى فلما ذكرته من تساويهما في إمكان ثبوت الحكم وانتفائه دون ترجيح.
وأما "أو" فإن ذكرها يشعر السامع بمشاركة ما قبلها لما بعدها فيما سيقت لأجله من شك وغيره.
وقد يذكر ما قبلها دون تردد يحوج إلى "أو" ثم يحدث ما يحوج إليها فتذكر، وتعرض2 مشاركة ما قبله لما بعدها فيما يقتضيه.
وإنما يتبع لفظا دون معنى "بل" و"لا" و"لكن"، وذلك "ليس" على مذهب الكوفيين.
فأما الواو فإنها تعطف ما بعدها على ما قبلها جامعة بينهما في الحكم دون تعرض لتقدم أو تأخر، أو مصاحبة.
__________
1 ع، ك، "أو، وأم".
2 هـ "ويعرض".(3/1203)
فلذلك يصح أن يقال: "جاء زيد، وعمرو بعده، وخالد قبله، وبشر معه".
ولو دلت على الترتيب لم يجز أن يقال "قبله"، ولا "معه" كما لا يقالان مع المعطوف1 بالفاء، أو "ثم".
ولو دلت على الترتيب لامتنع أن يقال: "اصطلح زيد وعمرو" كما امتنع أن يقال ذلك مع الفاء و"ثم".
وإلى نحو2 هذا أشرت بقولي:
واخصص بها عطف الذي لا يغني ... متبوعه.........................
وكذا خصت بعطف سببي على أجنبي رفع بصفة أو شبهها نحو:
.............."أتى امرؤ حذر ... بنوك وابنه"................
وخصت الواو بهذا؛ لأن المعطوف بها لا يمتنع جعله معطوفا عليه بخلاف المعطوف بغيرها.
ومن عطف السابق على اللاحق بالواو3 قوله تعالى: {وَعِيسَى وَأَيُّوبَ} 4.
وقوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا
__________
1 ع ك، هـ "مع العطف".
2 هـ سقط "نحو".
3 هـ سقط "على اللاحق بالواو".
4 من الآية رقم "162" من سورة المائدة.(3/1204)
نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} 1. ومنه قول الشاعر:
779-
أغلي السباء بكل أدكن عاتق ... أو جونة قدحت وفض خاتمها
وقال آخر:
780-
حتى إذا رجب تولى فانقضى ... وجماديان وجاء شهر مقبل
وقال آخر:
781-
"2 فملتنا أننا المسلمون ... على دين صديقنا والنبي3
وقال آخر:
782-
فقلت له لما تمطي بجوزه ... وأردف أعجازا وناء بكلكل
__________
1 من الآية رقم "37" من سورة "المؤمنون".
2 بداية سقط كبير من هـ.
3 سقط هذا البيت من الأصل.
779- من الكامل من المعلقة لبيد بن ربيعة "الديوان ص175".
أغلي: اشترى غاليا، السباء: اشتراء الخمر، ولا يستعمل في غيرها، الأدكن: الزق الأغبر، العاتق: من صفة الخمر، وقيل من صفة الزق، الجونة: الخابية، قدحت: بالنباء للمجهول -مزجت، فض: كسر، ختامها طينها.
وفي تقديم وتأخير: أي فض خاتمها وقدحت؛ لأنه ما لم يكسرختامها لا يمكن مزجها.
780- من الكامل. قال العيني 4/ 128 لم أقف على اسم قائله.
تولى: أدبر، جماديان: مثنى جمادى. وهما شهران معروفان. والجواب في بيت بعده.
781- من المتقارب لم أعثر على قائله.
782- من الطويل من معلقة امرئ القيس "الديوان ص36".
تمطى: امتد، الجوز: الوسط، الاعجاز: الأواخر، الكلكل: الصدر.(3/1205)
وزعم بعض أهل الكوفة أن الواو للترتيب، وليس بمصيب لما تقدم من الدلائل.
وأئمة الكوفيين برآء من هذا القول. لكن مقول.
وأما الفاء فالأصل في استعمالها أن يعطف بها لاحق مرتب متصل بلا مهلة كقوله تعالى: {خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ} 1.
والأكثر كون المعطوف بها متسببا، والمعطوف عليه سببا كقولك: "أملته فمال" و"أقمته فقام" و"عطفته فانعطف".
"وقد يعطف بها غير مسبب ومنه قوله تعالى:2 {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ} 3".
وقد يعطف بها مفصل على مجمل هما في المعنى واحد "كقوله تعالى:4 {فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} 5".
__________
1 من الآية رقم "7" من سورة الانفطار.
2 من الآيتين "15-16" من سور "المزمل".
3 سقط ما بين القوسين من الأصل.
4 من الآية رقم "153" من سورة النساء.
5 سقط ما بين القوسين من الأصل.(3/1206)
وقد يعطف بما لمجرد التشريك فيحسن في موضعها الواو كقول امرئ القيس:
783-
.......................... ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وتختص بجواز عطف ما لا يصلح كونه صلة على ما هو صلة كقولك: "الذي يطير فيغضب زيد الذباب".
فلو جعلت موضع الفاء من "فيغضب زيد" واوا أو غيرها لم تجز المسألة.
لأن "يغضب زيد" جملة لا عائد فيها على "الذي" فلا يعطف على الصلة؛ لأن شرط ما عطف على الصلة أن يصلح1 وقوعه صلة.
فإن كان العطف بالفاء لم يشترط ذلك؛ لأنها تجعل ما بعدها مع ما قبلها في حكم جملة واحدة لإشعارها بالسببية فكأنك قلت: "الذي إن يطر يغضب زيد الذباب".
__________
1 ع "ما عطف على الصلوات يصلح ... ".
783- عجز بيت من الطويل من معلقة امرئ القيس وصدره.
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... ...........................
"الديوان ص29".
السقط: مثلث السين: منقطع الرمل، اللوى: حيث يلتوي وينقطع ويرق. وإنما خص منقطع الرمل وملتواه؛ لأنهم كانوا لا ينزلون إلا في صلابة من الأرض ليكون ذلك أثبت لأوتاد الأبنية، والدخول وحومل: موضعان.(3/1207)
وحق المعطوف بـ"ثم" إن يكون وقته متراخيا عن وقت المعطوف عليه.
وفي الحديث:
"أن جبريل نزل فصلى فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم1.
ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم2.
ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم3.
ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم4.
ثم قال: بهذا أمرت"5.
وقد يكون وقت المعطوف بالفاء متراخيا:
إما لتقدير غيره قبله.
وإما لحمل الفاء على "ثم"، لاشتراكهما في الترتيب.
وقد يتعاقبان كقوله تعالى: {فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ} 6.
__________
1 2، 3، 4 سقط في الأصل -"صلى الله عليه وسلم".
5 أخرجه مسلم في المساجد 167، وأحمد 5/ 274.
6 من الآية رقم "5" من سورة "الحج".(3/1208)
فعطف المضغة هنا بـ"ثم". وعطفها في سورة1 "المؤمنين"2 بالفاء.
وقد أوقع "ثم" موقع الفاء من قال:
784-
كهز الرديني تحت العجاج ... جرى في الأنابيب ثم اضطرب
ومن المتبعات لفظات ومعنى "حتى" إلا أن المعطوف بها لا يكون إلا بعضا أو كبعض3. وغاية للمعطوف عليه إما في نقص، وإما في زيادة.
فيدخل4 فيما هو غاية في نقص: الأضعف، والأصغر، والأقل.
وفيما هو غاية في زيادة: الأقوى، والأعظم، والأكثر.
نحو: "غلبك الناس حتى النساء" و"أخصيت الأشياء حتى مثاقيل الذر".
__________
1 سقط من الأصل "سورة".
2 الآية رقم "14".
3 سقط من الأصل "أو كبعض".
4 ع، ك "ويدخل".
784- من المتقارب جاء في ديوان حميد بن ثور ص43، كما ينسب لأبي داود الإيادي، وهو في ديوانه ص492.
الرديني: من صفات الرمح نسبة إلى امرأة اسمها ردينة كانت تقوم الرماح.
العجاج: الغبار، الأنابيب: جمع أنبوبة وهي ما بين كل عقدتين من القصب، والمشبه فرس كانت تحته.(3/1209)
ومن كلام العرب: "استنت الفصال حتى القرعى"1.
وقد اجتمع العطف بـ"حتى" على غاية القوة وغاية الضعف في قول الشاعر:
785-
قهرناكم حتى الكماة فإنكم ... لتخشوننا حتى بنينا الأصاغرا.
وجعلت المعطوف بـ"حتى" بعضا أوشبهه تنبيها على نحو: "أعجبتني الجارية حتى حديثها".
فإن "حديثها" ليس بعضا ولكنه كالعبض؛ لأنه معنى من معانيها2".
وقد لا يكون المعطوف بها بعض ما قبلها إلا بتأويل كقول الشاعر3:
__________
1 مجمع الأمثال للميداني 1/ 333 يضرب للذي يتكلم مع من لا ينبغي أن يتكلم بين يديه لجلالة قدره. والقرعى: جمع قريع، وهو الذي به قرع، وهو بثر أبيض يخرج بالفصال.
2 سقط من الأصل ما بين القوسين.
3ع، ك "وقد يكون المعطوف بحتى مباينا فتقدر بعضيته كقول الشاعر:
785- من الطويل استشهد به المصنف في شرح عمدة الحافظ ص 122 وفي شرح التسهيل 2/ 195 ولم يعزه إلى قائل في الموضعين وروايته هناك.
...............فكلكم ... يحاذرنا................
"المغني 1/ 133، همع 2/ 136، الأزهار الزينية 127، الأشموني 3/ 97 الدرر 2/ 188".(3/1210)
786-
ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ... والزاد حتى نعله ألقاها
فعطف "النعل"، وليست بعضيتها لما قبلها صريحة، ولكنها بالتأويل؛ لأن المعنى: ألقى ما يثقله حتى نعله.
وهي بالنسبة إلى الترتيب كالواو. فجائز كون المعطوف بها مصاحبا كقولك: "قدم الحجاج حتى المشاة في يوم كذا أو ساعة كذا".
وجائز كونه سابقا كقولك: "قدموا حتى المشاة متقدمين".
ومن زعم/ أنها تقتضي الترتيب في الزمان فقد ادعى ما لا دليل عليه. وفي الحديث:
__________
= 786- هذا بيت من الكامل أنشده سيبويه 1/ 50، ونسب في الكتاب إلى ابن مروان النحوي قاله في قصة المتلمس. حكى ذلك الأخفش عن عيسى بن عمر فيما ذكره أبو علي الفارسي. وبعد البيت:
ومضى يظن بريد عمرو خلفه ... خوفا وفارق أرضه وقلاها
وكان عمرو بن هند كتب كتابا للمتلمس، وكتابا لطرفة إلى عامله بالبحرين يريهما أنه أمر لهما بصلة. فأما المتلمس فدفع كتابه إلى من قرأه له فأخبره بأن الملك أمر بقتله، ففر إلى الشام ونجا وأما طرفه فقتل.
ومن العلماء من نسب الشاهد إلى المتلمس نفسه.
ونسبه ياقوت في معجم الأدباء 19/ 146 إلى مراون بن سعيد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة أحد أصحاب الخليل المتقدمين المبرزين في النحو، وترجمته في بغية الوعاة ص290.(3/1211)
"كل شيء بقضاء وقدر، حتى العجز والكيس" 1.
وليس في القضاء ترتيب، وإنما الترتيب في ظهور المقضيات.
"وقال الشاعر:
787-
رجالي حتى الأقدمون تمالئوا ... على كل أمر يورث المجد والحمدا"2
وأما "أم" المعتمد عليها في العطف فهي المتصلة.
وسميت متصلة؛ لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغني أحدهما عن الآخر.
وشرط ذلك أن يقرن ما يعطف بها عليه بهمزة التسوية، أو بهمزة يطلب بها، وبـ"أم" ما يطلب بـ"أي"، وعلامة ذلك صلاحية الاستغناء بها عنهما.
__________
1 أخرجه مسلم في باب القدر18، ومالك في الموطأ باب القدر 4، وأحمد 2/ 11.
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
787- من الطويل من شواهد المصنف في شرح التسهيل 2/ 196، وشرح عمدة الحافظ ص112، ولم ينسبه هناك كما لم ينسبه هنا، ولن أعثر على من عزاه لقائل:
تمالئوا على الأمر: تعاونوا عليه، وقال ابن السكيت، اجتمعوا عليه.
"همع الهوامع 2/ 136، الدرر 2/ 188، الأشموني 3/ 98".(3/1212)
فمن لوازم ذلك كون الناطق بـ"أم" المذكورة مدعيا العلم بنسبة الحكم إلى أحد المذكورين دون تعيين.
وقد يكون مصحوباها اسمين نحو: "أزيد عندك أم عمرو".
أو فعلين لفاعل واحد من المعنى نحو: "أقام زيد أم قعد".
أو فعلين لفاعلين متباينين كقول الشاعر:
788-
ما أبالي أنب بالحزن تيس ... أم جفاني بظهر غيب لئيم
ولا يمنع كونهما جملتين ابتدائيتين إذا كان معنى الكلام معنى"أي" كقولك: "ما أبالي أبعض التيوس ناب، أم بعض اللئام ساب". ومنه قول الشاعر:
789-
لعمرك ما أدري وإن كنت درايا ... شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر
__________
788- من الخفيف قاله حسان بن ثابت -رضي الله عنه- "الديوان 378" وهو من شواهد سيبويه 1/ 488".
نب التيس: صاح عند الهياج: الحزن: ما غلظ من الأرض، وقيل: هي بلاد للعرب.
789- من الطويل واحد من أبيات ثلاث وردت في دوان أوس بن حجر ص 49، والرواية هناك:
لعمرك ما أدري أمن حزن محجن ... شعيث بن سهم أم لحزن بن منقر
شعيث: حي من تميم، سهم: حي من قيس.
والنحاة ينسبون هذا البيت للأسود بن يعفر "سيبويه 1/ 485، الكامل 380، المحتسب 1/ 50، همع 2/ 132، الدرر 2/ 175".(3/1213)
أراد: ما أدري أشعيث1 بن سهم أم شعيث2 بن منقر.
ففي هذا البيت حجة على وقوع "أم" المتصلة بين جلمتين ابتدائيتين؛ لأن المعنى معنى "أي" كأنه قال: "ما أدري أي النسبين هو الصحيح".
و"ابن سهم" و"ابن منقر" خبران لا صفتان.
وحذف التنوين من "شعيث"3 على حد حذفه من "عمرو" في قول القائل:
790-
عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف
ومن وقوع "أم" المتصلة بين جلمتين ابتدائيتين قول الآخر:
791-
ولست أبالي بعد فقدي مالكًا ... أموتي ناء أم هو الآن واقع
__________
1، 2، 3 ع شعيب.
790- من الكامل قاله عبد الله بن الزبعري "سيرة ابن هشام 87، نوادر أبي زيد 167، الكامل 1/ 148، اللسان "سنت".
رجل سنت: قليل الخير. وأسنتوا فهم مسنتون: أصابتهم سنة وقحط وأجدبوا، العجف: ذهاب السمنة.
791- من الطويل قال العيني 4/ 136، لم أقف على قائله "شرح الشواهد للسيوطي 49، همع 2/ 132، الدرر 2/ 175، الأشموني 3/ 99، التصريح 2/ 142.(3/1214)
وأشرت بقولي:
وربما أسقطت الهمزة ... .....................
إلى أن "أم" المتصلة ق تسقط الهمة التي قبلها فيتكفى بتقديرها، وكون موضعها مشعرا بها1، كقول الشاعر:
792-
فأصبحت فيهم آمنا لا كمعشر ... أتوني فقالوا: من ربيعة أم مضر؟
"أي: أمن ربيعة أم مضر؟ 2".
وكقول الآخر:
793-
لعمرك ما أدري وإن كنت داريا ... بسبع رمين الجمر أم بثمان؟
__________
1 سقط من الأصل "بها".
2 ع، ك سقط ما بين القوسين.
792- من الطويل قائله عمران بن حطان ورواية ابن الشجري 1/ 267، 317.
وأصبحت................. ... ............................
"الخصائص 2/ 181، المحتسب 1/ 50".
793- من الطويل من قصيدة لعمر بن أبي ربيعة يتغزل فيها بعائشة بنت طلحة والرواية في الديوان ص269.
فوالله ما أدري وإني لحاسب ... ...............................
والضمير في قوله "رمين" عائد على عائشة وصواحبها، أو على البنان وفي رواية "رميت" بالتاء العائدة على المتكلم يعني أنه من دهشته لم يدر عدد الحصى الذي رماه.(3/1215)
ومنه قراءة ابن محيص1، {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} 2.
فهذا وأمثاله من مواضع حذف الهمزة المعطوف على محصوبها بـ"أم" جائز بعد صلاحية المكان لـ"أي".
وقد أجاز الأخفش حذف الهمزة في الاختيار، وإن لم يكن بعدها "أم" وجعل من ذلك قوله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ} 3.
ومنه قول الشاعر:
794-
أفرح أن أرزأ الكرام وأن ... أورث ذودا شصائصا نبلا؟
__________
1 محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي، والمكي مقرئ أهل مكة، ثقة، كان نحويا وعالما بالعربية، له اختيار في القراءة على مذهب العربية، فرغب الناس عن قراءته، واتجهوا إلى ابن كثير لاتباعه في القراءة.
2 من الآية رقم "6" من سورة "البقرة، وينظر توجيه هذه القراءة في المحتسب 1/ 50.
3 من الآية رقم "22" من سورة الشعراء:
794- هذا ثالث أبيات ثلاث قالها حضرمي بن عامر، وأوردها ابن السيد البطليوسي في شرح شواهد أداب الكاتب، وقد ذكر أبو علي القالي مع هذا الشاهد خمسة أبيات في الأمالي 1/ 67 وهي في الخزانة 3/ 393 وإن كان صاحب اللسان اكتفى بما ذكر ابن السيد في مادة "شصص" و"جزأ" وذكر قصة الأبيات.
رزأه ماله: أصاب منه شيئا. الذود: من الابل من دون العشر.
الشصائص: التي لا ألبان لها الواحد شصوص.
النبل: بفتح النون -الصغار.(3/1216)
وقول الآخر:
795-
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب؟
أراد في الأول: أأفرح أن أرزأ؟
وأراد في الثاني: أو ذو الشيب يلعب؟.
[وأقوى الاحتجاج على ما ذهب إليه الأخفش قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لجبريل -عليه السلام: "وإن زنى، وإن سرق"؟ فقال: "وإن زنى وإن سرق" 1.
أراد: أو إن زنى وإن سرق؟ لأنه من هذا التقدير.
وأشرت بقولي:
وما عليه عطفت "أم" لا يجب ... إيلاؤه الهمزة...................
__________
1 أخرجه البخاري في الجنائز1، وبدء الخلق6، واللباس24، والاستئذان30، والرقاق 13، 14، والتوحيد33، 35.
ومسلم في باب الإيمان 153، 154، الزكاة 32، 33، والترمذي في الإيمان18، وأحمد 5/ 152، 159، 161، 285، 6/ 166، 442.
795- سبق الحديث عن هذا الشاهد في باب كان.(3/1217)
إلى أنه يجوز أن يفصل بين الهمزة، وبين ما عطفت عليه "أم" نحو: "أرأيت زيدا أم عمرا"؟
ولكن عدم الفضل أكثر.
ومن شواهد الفصل قول الشاعر:
796-
ليت شعري سعا أترضين من يهـ ... واك أم من يغريك بالشنآن1"؟
وأشرت بقولي:
وفصل "أم" مما عليه عطفت ... أولى....................
إلى أن قول القائل: "أزيد عندك أم عمرو"؟ بفصل "أم" من "زيد" بـ"عندك" أولى من قوله: "أزيد أم عمرو عندك"؟ بموصالة "أم" لـ"زيد".
وأن المواصلة لا تمنع.
هذا مذهب سيبويه ومن يراعي مذهبه من المحققين.
وهكذا -أيضا- يفعل إذا كان المعطوف فعلا على فعل كقولك: "أقعد زيد أم قام"؟ هذا أجود من أن يقال: "أقعد أم قام زيد"؟ وكلاهما جائز.
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل وهـ.
796- من الخفيف لم أعثر على من عزاه لقائله، ولا على من استدل به قبل المصنف الشآن: البغض.(3/1218)
فإن وقعت "أم" غير مسبوقة بالهمزة لفظا ولا تقديرا فهي منطقعة كقوله تعالى: {لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاه} 1.
وكذا إن كانت مسبوقة بالهمزة، وليس في الكلام معنى "أي" كقوله تعالى: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا} 2.
ولا بد3 في المنقطعة من معنى الإضراب.
والأكثر اقتضاؤها مع الإضراب استفهاما.
- وإلى هذا أشرت بقولي:
ومع الاستفهام إضرابا جلت ... ......................
ومنه قول بعض العرب: "إنها لإبل أم شاء"4؟ أراد: بل أهي شاء.
وقد يتجرد بها الإضراب كقول الشاعر:
797-
وليت سليمى في المنام ضجيعتي ... هنالك أم في جنة أم جهنم
__________
1 من الآية رقم 1، 2 من سورة "السجدة".
2 من الآية "195" من سورة "الأعراف".
3 ع سقط "بد".
4 ينظر المحتسب لابن جني 1/ 99.
797- من الطويل من أبيات ثلاثة في ملحقات ديوان عمر بن أبي ربيعة والرواية في الديوان ص501:
................................. ... لدى الجنة الخضراء أو في جهنم.
وعلى هذا لا شاهد فيه.
قال العيني 4/ 143: "والرواية الصحيحة "في الممات" بدليل قوله: في جنة أم جهنم".(3/1219)
وإلى هذا أشرت بقولي:
................. وقد ترى ... كـ"بل" لإضراب موال خبرا
وأما العطف بـ"أو":
فتخيير نحو: "خذ هذا أو هذا".
أو إباحة نحو: "جالس الحسن1، أو ابن سيرين"2.
أو تبيين قسمة نحو: "الاسم نكرة أو معرفة".
أو إبهام كقوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} 3.
أو شك نحو: "قام4، زيد أو عمرو".
وأجاز الكوفيون موافقتها "بل" في الإضراب.
__________
1 أبو سعيد الحسن البصري إمام أهل البصرة كان جامعا عالما فقيها عابدا توفي سنة 110هـ "شذرات الذهب 1/ 136".
2 أبو بكر بن أبي عمرة البصري مولى أنس بن مالك رضي الله عنهما- إمام البصرة توفي سنة 110هـ.
3 من الأية رقم "24" من سورة "سبأ".
4 ع "أقام".(3/1220)
وحكى الفراء: "اذهب إلى زبد أو دفع ذلك فلا نبرح اليوم"، فالظاهر أن هذا إضراب صريح.
ووافق الكوفيين أبو علي وابن برهان، وقال ابن برهان في شرح اللمع: قال أبو علي:
"أو" حرف يستعمل على ضربين:
أحدهما: أن يكون لأحد الشيئين أو الأشياء والآخر: أن يكون للإضراب".
وقال ابن برهان:
"وأما الضرب الثاني فنحو: "أنا أخرج ثم تقول، أو أقيم". أضربت عن الخروج، وأثبت الإقامة كأنك قلت: لا بل أقيم".
وهذا معنى قولي:
............................. ... والإضراب عن قوم نمي
ومن مجيء "أو" للإضراب قول جرير يخاطب هشام بن عبد الملك:
798-
ماذا ترى في عيال قد برمت بهم ... لم أحص عدتهم إلا بعداد
799-
كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية ... لولا رجاؤك قد قتلت أولادي
__________
798-799- من البسيط قالهما جرير من قصيدة في مدح معاوية بن هشام بن عبد الملك والرواية في الديوان ص156.
.................... ... لم تحص.............
برمت: ضجرت.(3/1221)
ثم نبهت بقولي:
وربما عاقبت الواو............. ... ............................
على أن "أو" قد تقع1 موضع الواو/ وذلك إذا أمن اللبس كقول الشاعر:
800-
جاء الخلافة أو كانت له قدرا ... كما أتى ربه موسى على قدر
وكقول الآخر:
801-
قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم ... ما بين ملجم مهره أو سافع
__________
1 ع "قد يقع".
800- من البسيط قاله جرير بن عطية والرواية في الديوان ص275.
نال الخلافة إذا كانت له قدرا ... .........................
وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت.
801- من الكامل قاله حميد بن ثور الهلالي "الديوان ص111"، وفي البيت روايات منها رواية التبريزي 1/ 16: إذا هتف الصريخ.
ورواية الأساس 212: إذا نقع الصريخ.
السافع: الآخذ بناصية فرسه، ومن عادة العرب أن يفعلوا ذلك عند انتظار من يجيء باللجام.
قال المصنف في شرح التسهيل 1/ 52.
"وقوع "أو" موقع الواو حيث تتعين الجمعية" ثم مثل بالشاهد.(3/1222)
ومثله قول امرئ القيس:
802-
فظل طهاة ما بين منضج ... صفيف شواء أو قدير معجل
ومن المواضع التي يتعاقب فيها "أو" والواو والإباحة نحو: "جالس الحسن أو ابن سيرين".
[أي: جالس الصنف الذين منهم الحسن وابن سيرين] 1.
فلو جالسهما معا أو أفرد أحدهما بالمجالسة لم يخالف ما أبيح له.
والاعتماد في فهم المراد من مثل هذا الخطاب على القرائن، وفلذلك لو جيء، بالواو مكان "أو" لم يختلف المعنى.
وأكثر ورود "أو" للإباحة في تشبيه أو تقدير.
__________
1 سقط من الأصل ما بين القوسين.
802- من الطويل من معلقة امرئ القيس "الديوان ص38".
الصفيف من اللحم: ما صف على الجمر ليشوى، القدير: ما طبخ في القدر.(3/1223)
فالتشبيه نحو: {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} 1 و {كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} 2.
والتقدير نحو: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} 3 و {إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} 4. فلو جيء بالواو في مثل هذا من الكلام لم يختلف المعنى.
ولذلك قرأ بعض القراء5: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} 6 بالواو7.
__________
1 من الآية رقم "74" من سورة البقرة، ينظر شرح هذه الآية في تفسير الطبري 2/ 334 بتحقيق محمود شاكر -دار المعارف مصر.
2 من الآية رقم "77" من سورة "النحل".
3 من الآية رقم "9" من سورة "النجم".
4 من الآية رقم "147" من سورة "الصافات"، وتنظر هذه الآية في تفسير الطبري 2/ 237، وما بعدها.
5 هو جعفر بن محمد.
6 تنظر هذه القراءة في المحتسب لابن جني 2/ 226 ومما قاله ابن جني:
"في هذه الآية إعراب حسن، وصنعة صالحة، وذلك أن يقال: هل لقوله: "ويزيدون" موضع من الإعراب؟ أو هو مرفوع اللفظ لوقوعه موقع الاسم حسب كقولنا مبتدأ "يزيدون"؟
والجواب أن له موضعا من الإعراب، هو الرفع؛ لأنه خبر مبتدأ محذوف أي: هم يزيدون على المائة، والواو لعطف جملة على جملة ... "
7 ع، ك سقط "بالواو".(3/1224)
ومن مواضع تعاقب "أو" والواو التقسيم كقول الشاعر:
803-
وننصر مولانا ونعلم أنه ... -كما الناس- مجروم عليه وجارم
أي: بعضهم مجروم عليه، وبعضهم جارم، أو منهم مجروم عليه، ومنهم جارم.
فلو جيء بـ"أو" لجاز وكان التقدير: الملقي منهم مجرور عليه أو جارم.
ومثل هذا البيت قول الآخر:
804-
فقالوا لنا: ثنتان لابد منهما ... صدور رماح أشرعت أو سلاسل
فلو جيء بالواو هنا1 لكان جائزًا، ولكان أوفق لقوله: "سان لا بد منهما" إلا أنه يسامح لوضوح المعنى.
__________
1 ع، ك سقط "هنا".
803- سبق الحديث عن هذا الشاهد في باب حروف الجر.
804- من الطويل من قصيدة لجعفر بن علبة الحاريث أثبتها له صاحب ديوان الحماسة 1/ 25، وهي في شرح المرزوقي 1/ 45.
والضمير في قوله فقالوا: للأعداء الذين مر ذكرهم في البيت السابق.
أشرعت: صوبت للطعن، ومعنى: لابد منهما أي: على سبيل التعاقب، فلا بد من أحدهما -وقيل غير ذلك.(3/1225)
"و"إما" المسبوقة بمثلها عاطفة عند أكثر النحويين.
ومذهب ابن كيسان، وأبي علي1 أن العاطف إنما هو الواو التي قبلها، وهي جائية لمعنى من المعاني المفادة بـ"أو".
وبقولهما أقول في ذلك تخلصا من دخول عاطف على عاطف.
ولأن وقوعها بعد الواو مسبوقة بمثلها شبيه2 بوقوع "لا" بعد الواو مسبوقة بمثلها في مثل: "لا زيد ولا عمرو فيها".
و"لا" هذه غير عاطفة بإجماع فلتكن "إما" مثلها، إلحاقا للنظير بالنظير، وعملا بمقتضى الأولوية.
وذلك أن "لا" قبل مقارنة الواو صالحة للعطفية بإجماع ومع ذلك حكم بعدم عطفيتها عند مقارنتها، فلأن يحكم بعدم عطفية "إما" عند مقارنة الواو أحق وأولى. وفتح همزتها لغة تميمية.
وقد تغني عنها "أو" فيقال: "قام إما زيد وإما عمرو" وغلى هذا أشرت بقولي:
........................ ... وقد تجيء "إما" قبل "أو".
__________
1 قال الزمخشري في المفصل:
"ولم يعد الشيخ أبو علي الفارسي "إما" في حروف العطف لدخول العاطف عليها، ووقوعها قبل المعطوف عليه.
2 ع "شبيهة".(3/1226)
وأصلها "إن" فضمت إليها "ما".
وقد يستغنى عن "ما" في الشعر كقول الشاعر:
805-
وقد كذبتك نفسك فاكذبنها ... فإن جزعا وإن إجمال صبر
أراد: فإما جزعا، وإما إجمال صبر
وقد يستغنى عن "وإما" بـ"ولا" كقول الشاعر:
__________
805- من الوافر قاله دريد بن الصمة في رثاء صديقه معاوية بن عمرو بن الشريد أخي الخنساء، وقد سها الأعلم حين قال: إن دريد بن الصمة كان يرثي أخاه عبد الله.
ونبه البغدادي في الخزانة على أن صواب الرواية فاكذبينها "الخزانة 4/ 444".
وقد تنبه لهذا من قبله السيرافي -رحمه الله- في شرحه لكتاب سيبويه؛ لأن الخطاب للمؤنث قبل هذا البيت وهو:
أسرك أن يكون الدهر وجها ... عليك بسيبه يغدو ويسري
وألا ترزئي أهلا ومالا ... يضرك هلكه ويطول عمري
قال سيبويه 1/ 134 وما بعدها.
وأما قول الشاعر: لقد كذبتك ...
فهذا على "إما" وليس على "إن" الجزاء كقولك: "إن حقا وإن كذبا" ...
ألا ترى أنك تدخل الفاء، ولو كانت على "إن" الجزاء، وقد استقبلت الكلام لاحتجت إلى الجواب: ثم قال سيبويه:
ولو قلت: فإن جزع إن إجمال صبر كان جائزا، كأنك قلت: فإما أمري جزع وإما إجمال صبر(3/1227)
806-
فإما أن تكون أخي بصدق ... فأعرف منك غثى من سميني
807-
وإلا فاطرحني واتخذني ... عدوا أتقيك وتتقيني
وقد يستغنى بالثانية عن الأولى ومنه قول الشاعر:
808-
نهاض بدار قد تقادم عهدها ... وإما بأموات ألم خيالها
__________
806- 807- من الوافر قالهما المثقب العبدي من قصيدة يخاطب فيها ابن عم له "الديوان ص 211، 212، المفضليات 292، أمالي ابن الشجري 2/ 344".
الغث: الرديء قال العيني 4/ 139 يزيد أعراف منك ما يفسد مما يصلح.
808- من الطويل يتداوله العلماء مع بيت قبله هو:
فكيف بنفس كلما قلت أشرفت ... على البرء من دهماء هيض اندمالها
وقد نسب المصنف هذين البيتين لذي الرمة في شرح عمدة الحافظ ص117، وفي شرح التسهيل 2/ 197، وتبعه على هذه النسبة كثير من العلماء كالمرادي في شرح التسهيل، وأبي حيان في التذييل والتكميل، والعيني في المقاصد النحوية 4/ 150 وهما في ديوان ذي الرمة 756 وروايته:
نلم بدار..................... ... ..........................
وعرثت على هذين البيتين في ديوان الفرزدق 618 قالهما في قصيدة يمدح بها سليمان بن عبد الملك، ويهجو الحجاج بن يوسف.
هيض العظم: كسر بعد الجبر.(3/1228)
ومثله قول النمر بن تولب:
809-
سقته الرواعد من صيف ... وإن من خريف فلن يعدما
قال سيبويه1:
"أراد: إما من صيف، وإما من خريف فحذف "إما" الأولى، واقتصر على الثانية بعد حذف "ما"2.
وقد تجيء الثانية عارية من الواو كقول الشاعر:
810-
يا ليتما أمنا شالت نعامتها ... أيما إلى جنة أيما إلى نار
__________
1 قال سيبويه 1/ 135.
ولا يجوز طرح "ما" من "إما" إلا في الشعر قال النمر بن تولب:..........
أراد إما من صيف وإما من خريف....." وقد رد المبرد رأي سيبويه "ابن يعيش 8/ 102".
2 في الأصل "فحذف ما من الأولى والثانية واقتصر على الثانية".
809- من المتقارب قاله النمر بن تولب "الديوان 104" وروايته سقتها ... والضمير يعود إلى مسجورة في بيت سابق.
810- من البسيط قاله سعد بن قرط أحد بني جذيمة يهجو أمه، وكان عاقا لها، وعزاه الجوهري إلى الأحوص قال العيني 4/ 153، وليس بصحيح "ديوان الحماسة 2/ 561، المحتسب 1/ 284، شرح أبيات المغني للبغدادي 2/ 3
شرح التسهيل 2/ 193، اللسان 18/ 49، همع 2/ 185، الخزانة 4/ 431، التصريح 2/ 146، الأشموني 3/ 19 الدرر 2/ 182".
شالت نعامتها؛ كناية عن موتها.(3/1229)
وروى قطرب:
811-
لا تفسدوا آبالكم
812-
أيما لنا أيما لكم
أراد: إما لنا، وإما لكم، ففتح الهمزة وهي لغة بني تميم، وأبدل الميم الأولى ياء، وحذف الواو.
- وأما المعطوف بـ"لكن" فمحكوم له بالثبوت بعد نفي كقولك: "ما قام زيد لكن عمرو".
أو بعد نهي كقولك: "لا تضرب زيدا لكن عمرا".
فإن دخلت عليها الواو كقوله تعالى: {َلَكِنْ رَسُولَ اللَّه} 1 عريت "لكن" من العطف، وقدر ما بعدها جملة معطوفة على ما قبلها بالواو؛ لأن بقاء "لكن" بعد الواو عاطفة ممتنع لامتناع دخول عاطف على عاطف.
وجعل الواو عاطفة وحدها مع كون ما بعد "لكن" مفردا
__________
1 من الآية رقم "40" من سورة "الأحزاب".
811- 812- رجز رواه أبو الفتح بن جني في المحتسب 1/ 284 عن قطرب ولم يعزه كذلك لم يعزه البغدادي في الخزانة 4/ 432 ولا غيره ممن استشهدوا به.
آبال: جمع إبل والإبل: اسم جمع.(3/1230)
ممنوع لمخالفته في الحكم للمعطوف عليه، وحق المعطوف بالواو إن كان مفردا أن يستوي هو والمعطوف عليه في الحكم.
فإن كانا جملتين اغتفر تخالفهما في الحكم كقولك: "قام زيد ولم يقم عمرو" و"أكرم خالد وأهين بشر" و"أطع الله ولا تتبع الهوى".
وزعم ابن خروف أن المعطوف بعد "لكن" لم يستعمل إلا مع الواو.
وذكر بعض الأئمة أن يونس لا يرى "لكن" عاطفة، وكأنه إنما لم يعدها من حروف العطف لعدم استعمالها غير مسبوقة بواو.
ولم يمثل سيبويه1 للعطف بها2 إلا بعد واو فقال3: "ما مررت بصالح ولكن طالح"4.
وسمي المعطوف بها وبـ"بل" بدلا.
وأما "لا" فيعطف بها بعد خبر مثبت أو أمر نحو: "هذا زيد لا عمرو". و"أقصد محمدا لا بشرا".
وبعد نداء كقولك: "يا زيد لا عمرو"5 و"يا ابن لا ابن عم"6.
__________
1 ينظر الكتاب 1/ 216 وما بعدها.
2 ع، ك "العطف".
3 ع، ك "فيقال".
4 ع، ك "بطالح".
5 ع، "لا عمر".
6 في الأصل "العم".(3/1231)
ومنع أبو القاسم الزجاجي في كتاب "معاني الحروف" أن يعطف بـ"لا" بعد الفعل الماضي.
وليس منع ذلك صحيحا لقول العرب: "جدك" لا كدك"1 وقيل في تفسيره: معناه/ نفعك جدك لا كدك.
ومثله في العطف على معمول فعل ماض قول امرئ القيس:
813-
كأن دثار حلقت بلبونه ... عقاب تنوفى لا عقاب القواعل
وجعل الكوفيون من حروف العطف "ليس"، ومن حججهم قول الشاعر2:]
__________
1 ينظر مجمع الأمثال للميداني 1/ 172 -رواه بالرفع والنصب، وذكر وجهة ذلك.
2 إلى هنا ينتهي سقط هـ الذي نبه عليه فيما مضى.
813- من الطويل قاله امرؤ القيس "الديوان 94".
دثار: راعي إبل امرئ القيس وهو دثر بن فقعس بن طريف من بني أسد.
حلقت: علت في الجو. قال ابن دريد: العقاب كلما علت في الجبل كان أسرع لانقضاضها، اللبون: التي لها ألبان، تنوفى: جبل من جبال طيئ، القواعل: أسماء جبال شوامخ، وهي -أيضا- الجبال الطوال.(3/1232)
814-
أين المفر والإله الطالب
815-
والأشرم المغلوب ليس الغالب؟
وتوجيه هذا على مذهب البصريين أن يجعل "الغالب" اسم "ليس". ويجعل خبرها ضميرا متصلا عائدا على الأشرم، ثم حذف لاتصاله كما تقول: "الصديق كانه زيد"1.
تحذف الهاء تخفيفا كما تحذفها من نحو: "زيد شربه عمرو" فيصير: "زيد ضرب عمرو".
وأما "بل" فللإضراب، وحالها فيه2 مختلف.
فإن كان الواقع بعدها جملة فهي للتنبيه على انتهاء غرض واستئناف غيره، ولا تكون3 في القرآن إلا على هذا الوجه.
وإن وقع بعدها مفردا وليس قبله نفي، ولا نهي فهي لإزالة حكم ما قبلها وجعله لما بعدها نحو: "جاء زيد بل عمرو"، و"خذ هذا بل ذلك"4.
__________
1 في الأصل "كأنه".
2 هـ سقط "فيه".
3 في الأصل "يكون".
4 ع، ك "خذ ذا بل ذاك".
814- 815- من رجز ينسب لنفيل بن حبيب "سيرة بن هشام 36، العيني 4/ 123". الأشرم. المقصود به أبرهة الأشرم. ولهذا الرجز قصة في كتاب السيرة، وحكاها العيني.(3/1233)
فإن كان قبل المفرد نفى أو نهي آذنت بتقرير حكمه، ويجعل ضده لما بعده.
فـ"زيد" من قولك "ما قام زيد بل عمرو" قد قرر نفي قيامه، و"عمرو" قد أثبت"1 قيامه، و"خالدا" من قولك: "لا نضرب خالدا بل بشرا"، قد قرر النهي عن ضربه، "بشر" قد أمر بضربه، هذا هو الصحيح.
ولذلك2 لم يجز في المعطوف بـ"بل": و"لكن" على خبر "ما" إلا الرفع؛ لأن "ما" لا تعمل إلا في منفي، والمبرد الموافق3 في هذا الحكم.
ويجوز مع ذلك أن تكون "بل" ناقلة حكم النفي والنهي لما بعدها4. وما جوزه مخالف لاستعمال العرب كقول الشاعر:
816-
لو اعتصمت بنا لم تعتصم بعدا ... بل أولياء كفاة غير أوغاد
__________
1 هـ سقط "قد".
2 في الأصل وهـ "ولأجل ذلك".
3 في الأصل: هـ "موافق".
4 ينظر الكتاب المقتضب للمبرد 1/ 12، 4/ 298، وتحقيق هذه المسألة في شرح المفصل لابن يعيش. 8/ 105 في تعليق الفرائد للدماميني 1/ 234، وفي شرح الكافية الرضي 2/ 352".
816- من البسيط لم ينسب إلى قائل معين "شرح عمدة الحافظ 155، شرح التسهيل 2/ 197 المقاصد النحوية 4/ 156.
همع 2/ 136، الدرر 2/ 186.
أوغاد: جمع وغد وهو الذي يخدم بطعام بطنه، ويروى موضعه "أوكال" بمعنى عاجزين.(3/1234)
وكقول الآخر:
817-
وما انتميت إلى خور ولا كشف ... ولا لئام غداة الروع أوزاع
818-
بل ضاربين حبيك البيض إن لحقوا ... شم العرانين عند الموت لذاع
[وكقول الآخر:
819-
لا تلق ضيفا إذا أملقت معتذرا ... بعسرة بل غني النفس جذلانا] 1
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل ومن هـ.
817-818- بيتان من البسيط قالهما ضرار بن الخطاب من قصيدة في يوم أحد "سيرة بن هشام 2/ 145، العيني 4/ 157، همع 2/ 136، الدرر 2/ 186" رواية ابن هشام.
... غداة البأس إن لحقوا ... ......................
الخور: الضعفاء، الكشف: جمع أكشف، وهو الذي لا يترس معه -أوراع: جبناء وروي: أوزاع أي: متفرقون الحبيك: المحبوك القوي من كل شيء، والبيض السيوف، شم العرانين: مرتفعوا الأنوف "كناية عن العزة".
819- من البسيط استشهد به المصنف في شرح عمدة الحافظ 115- ولم ينسبه إلى قائل. أملقت: افتقرت.(3/1235)
"ص"
وفصل عاطف بحرف جر أو ... ظرف أجز مخالفا قوما أبوا
نحو "اكسني اليوم قميصا وغدا ... بردا" وفي نثر ونظم وردا
وفصل غير الواو وألفا بالقسم ... قد يستبيح ناثر1، ومن نظم2
وأعد العامل بعد ما فصل ... إن كان خافضا توافق من عدل
كـ"امرر بذا وبعد بابني" واغتفر ... نحو "لذا شهد وخالد صبر"
وجر "خالد" بلام قد حذف ... أولى من العطف على ذا فاعترف
ومثل ظاهر ضمير منفصل ... في العطف والعطف عليه قد جعل
وإن على مضمر3 رفع متصل ... تعطف فقبل العطف جيء بالمنفصل
أو بسواه افصل، وربما ورد ... عطف بلا فصل كـ"سرنا والمدد"
__________
1 ع "يستبيح بامرئ".
2 سقط هذا البيت من ش وط، وجاء الشطر الثاني في س كما يلي:
........................ ... قد يستبيح في نثر وفي قول نظم
3 س، ط "ضمير".(3/1236)
وعود1 حرف الجر في عطف على ... ضمير جر، أو بعيد فضلا
وحيث لا يعاد فالنصب أحق ... وقد يرى للرفع عند ذاك حق
وإن يك المجرور مرفوع المحل ... فالنصب في حكم النحاة لن يحل
وذو اتصال من ضمير النصب لا ... حجر لدى2 عطف عليه بولا
والأخفش الواو و "ثم" والفا ... زاد وحذف عاطف قد يلفى
والفاء قد تحذف مع ما عطفت ... والواو إذ لا لبس وهي انفردت
بعطف عامل مزال قد بقي ... معموله دفعا لوهم اتقي
وقد يسوغ حذف متبوع هنا ... إن كان تحصيل المراد ممكنا
ومتبع بالواو قد يقدم ... موسطا إن يلتزم ما يلزم
__________
1 ع "وبعود".
2 ع "لذا".(3/1237)
وعطفوا فعلا على فعل كـ"من ... يجمع ويمنع فهو غير مؤتمن"
وألزمنهما اتفاقا في الزمن ... واغتفر اختلاف لفظ حيث عن
واعطف على اسم شبه فعل فعلا ... وعكسا استعمل تجده سهلا
كـ"رب بيضاء من العواهج ... أم صبي قد حبا أو دارج"
كذا1 "يعيشها بعضب باتر ... يقصد في أسواقها وجائر"2
منع أبو علي الفصل بين العاطف والمعطوف بظرف أو جار أو مجرور، وجعل من الضرورات قول الشاعر:
820-
يوما تراها كشبه أردية الـ ... ـعصب ويما أديمها نغلا
__________
1 ع "فذا".
2 في الأصل وهـ وس وش لا يوجد هذا البيت.
820- من المنسرح من قصدية الأعشى في مدح سلامة ذا فائش، والرواية في الديوان ص 170 "كشبه أردية الخمس".
العصب: ضرب من البرود.
النغل: الفساد، ونغل وجه الأرض تهشم من الجدوبة.
والضمير في "تراها" "وأديمها" يعودان إلى الأرض في البيت قبلة وهو:
والأرض حمالة لما حمل الله وما أن ترد ما فعلا.(3/1238)
وليس الأمر كما زعم.
بل الفصل بين العاطف والمعطوف بالظرف والجار والمجرور جائز في الاختيار إن لم يكن المعطوف فعلا ولا اسما1 مجرورا، وهو في القرآن كثير كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} 2.
ففصل بـ"إذا" وما أضيفت3 إليه بين الواو و"أن تحكموا" وهو معطوف على "أن تؤدوا".
وكقوله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} 4.
ففصل بـ"في الآخرة" بين الواو و"حسنة".
وكقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا} 5.
ففصل بـ"من خلفهم" بين الواو و"سدا".
__________
1 هـ سقط "ولا اسما".
2 من الآية رقم "58" من سورة النساء.
3 ع، ك "أضيف".
4 من الآية رقم "201" من سورة البقرة.
5 من الآية رقم "9" من سورة "يس".(3/1239)
وكقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} 1.
ففصل بـ"من الأرض" بين الواو و"مثلهن".
فإلى2 هذا أشرت بقولي:
................... ... ....وفي نثر ونظم وردا
ثم بينت أن غير الفاء والواو من حروف العطف قد يحال بينه وبين المعطوف بالقسم نحو: "قام زيد ثم والله عمرو" و"مالك دينارا بل والله درهما".
فلو كان العاطف فاء أو واوًا3 لم يجز هذا الفصل؛ لأن الفاء والواو4 أشد افتقار إلى ما يتصل بهما من غيرهما.
ثم بينت إن المفصول من العاطف إن كان معطوفا على مجرور أعيد معه الجار كقولي.
..امرر بذا وبعد بابني................... ... فلو حذفت الجار لم يجز.
بخلاف الرافع والناصب فالاستغناء عن إعادتهما بعد الفصل جائز نحو: "يقوم اليوم زيد، وغدا عمرو" و"رأيت زيدا
__________
1 من الآية رقم "12" من سورة "الطلاق".
2 ع، ك "وإلى".
3 ع، ك هـ "واوا أو فاء".
4 ع، ك "الواو والفاء".(3/1240)
وقبله عمرا" ثم بينت أنه لا يمتنع نحو:
.................... ... لذا شهد وخالد صبر
لكن في جوازه مذهبان:
أحدهما: أن يكون جر "خالد" بالعطف1 على "ذا"، و"صبر" معطوف على "شهد" فيكون عطفا على عاملين، وهو عند أبي الحسن في مثل هذا2 جائز.
والثاني: أن يكون جر "خالد" بلام محذوفة دل عليها اللام المتقدمة.
ولا يلزم من هذا عطف على عاملين، فإن الجار والمجرور خبر مقدم و"صبر": مبتدأ، والجملة معطوفة على الجملة المتقدمة.
وهذا أقرب من عطف على عاملين، إذ ليس في هذا التوجيه ما يستبعد إلا حذف3 حرف الجر، وبقاء عمله، ومثل هذا لوجود ما يدل على المحذوف جائز بإجماع.
ولذلك جروا4 بـ"من" محذوفة بعد "كم" إذا دخل عليها حرف جر.
وقد أجاز الأخفش والسيرافي وغيرهما من
__________
1 هـ سقط "بالعطف".
2 ع، ك سقط "مثل".
3 ع سقط "حذف".
4 هـ "جزا".(3/1241)
المحققين جر المجاب به بحرف محذوف إذا كان حرف الجر ظاهرا في السؤال نحو أن تقول: "زيد" لمن قال: "بمن مررت"؟.
وإذا1 كان معنى حرف الجر في السؤال قد سوغ للمجيب أن يجر بحرف محذوف كقول رؤبة: "خير" -بالجر- لمن قال: "كيف أصبحت"2؟ فلأن يسوغ ظهور حرف الجر في السؤال إعمال الجار والمحذوف أحق وأولى. فهذا يقوي ما أشرت إليه من صحة قولي:
...................... ... .........لذا شهد وخالد صبر
والأصل المصحح لقولي:
.................... ... لذا شهد وخالد صبر
ولقول النحويين: "في الدار زيد، والحجرة عمرو".
قوله تعالى: {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ، وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} .3
__________
1 هـ "فإذا".
2 قال ابن جني في الخصائص 2/ 218 يتحدث عن جواز حذف الحروف.
"ومن ذلك ما كان يعتاده رؤبة إذا قيل له: كيف أصبحت؟ فيقول: خير عافاك الله. أي، بخير".
وذكر مثل ذلك في سر صناعة الإعراب 1/ 149.
3 الآيتان من "4، 5" من سورة "الجاثية".(3/1242)
فالواو من: "واختلاف الليل" عاطفة جملة على جملة، كما تقرر في توجيه: "لذا شهد وخالد صبر".
وحذف خافض "اختلاف الليل والنهار" لدلالة خافض "خلقكم" عليه.
ومثل ذلك قول الشاعر، وأنشده الفراء:
821-
ألا يا لقوم كل ما حم واقع ... وللطير مجرى والجنوب مصارع
وقراءة1 حمزة والكسائي: "آيات" على تقدير "إن" و"في" لدلالة المتقدمين عليهما.
أو على جعل "آيات" الثاني، والثالث توكيدين لـ"آيات" الأول"2.
والتوكيد بعد التوكيد، وحذف ما دل عليه دليل ليس ببدع. بخلاف العطف على عاملين فإنه بمنزلة تعديتين بمعد واحد، فلا يجوز.
__________
1 الأصل "وقرأ".
2 هكذا في "الأصل وهـ. أما في ع، ك "الأولى".
821- من الطويل نسبه العيني 2/ 352 إلى قيس بن ذريح، وليس في ديوانه وإنما هو مطلع قصيدة للبعيث "خداش بن بشر الدارمي" ذكرها له ياقوت في معجم الأدباء.
ما حم: ما قدر.
المصارع: جمع مصرع من صرعه صرعًا.(3/1243)
ثم بينت أن الضمير المنفصل في عطفه على غيره، وعطف غيره عليه بمنزلة الظاهرة.
فيقال: "أنت وزيد صديقان" و"عمرو وأنتما متفقون" و"إياك وخالدًا أكرمت". و"لا تصحب إلا أخاك وإياي".
فإن كان المعطوف عليه ضميرا متصلا مرفوعا فالجيد الكثير1.
أن يؤكد قبل العطف بضمير منفصل كقوله تعالى: [ {لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} 2.
أو يفصل بينه وبين العاطف بمفعول أو غيره كقوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ] 3 يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ} 4.
وقد يغني عن الفصل في الجملة المنفية وقوع "لا" بين العاطف والمعطوف كقوله تعالى: {مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا} 5.
ولا يمتنع العطف عليه دون فصل [6 ومنه ما حكى
__________
1 ع "الكبير".
2 من الآية رقم "54" من سورة "الأنبياء".
3 هـ سقط ما بين القوسين.
4 من الآية رقم "23" من سورة "الرعد".
5 من الآية رقم "148" من سورة الأنعام.
6 بداية سقط هـ.(3/1244)
سيبويه1 من قول بعضهم: "مررت برجل سواء [والعدم"2.
فعطف "العدم" دون فصل، ودون ضرورة على ضمير الرفع المستتر في "سواء"3] . ومثله4 قول جرير:
822-
ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه ... ما لم يكن وأب له لينالا
وهذا -أيضًا- فعل مختار غير مضطر5 لتمكن الشاعر من نصب "وأب" على أن يكون مفعولا معه.
ومثله في عدم الاضطرار والتكلم وبالاختيار6 قول عمر7 بن أبي ربيعة:
823-
قلت إذ أقبلت وزهر تهادى ... كنعاج الملا تعسفن8 رملا
__________
1 الكتاب 1/ 232.
2 بداية سقط الأصل.
3 نهاية سقط هـ والأصل.
4 هـ "ومنه".
5 ع، ك سقط "غير مضطر".
6 ع "الأخيار".
7 ع، ك سقط "عمر".
8 هـ "تعشقن".
822- من الكامل من قصيدة لجرير في هجاء الأخطل "الديوان 451".
823- من الخفيف واحد من بيتين ذكرا في ديوان عمر بن أبي ربيعة "498".
زهر: جمع زهراء، وهي المرأة الحسناء والبيضاء.
تهادى: تتمايل وتتبختر.
نعاج: جمع نعجة والمراد بها هنا بقر الوحش.
الملا: الفلاة الواسعة.
ومعنى تعسفن: ركبن وإذا مشت في الرمل كان أسكن لمشيها لصعوبة المشي فيه وقال العيني 4/ 161 تعسفن: أخذن غير الطريق.(3/1245)
فرفع "زهرا" عطفا على الضمير المستكن في "أقبلت" مع التمكن من جعله معفولا معه.
وإذا كان المعطوف عليه ضمير جر لزم عند جميع النوحيين إلا يونس، والفراء وإعادة الجار1 كقوله تعالى: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْض} 2 , و [قوله] {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْك} 3 و [قوله] {يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ} 4.
وللملتزمين إعادة الجار حجتان:
إحداهما: أن ضمير الجر شبيه بالتنوين، ومعاقب له فلم
__________
1 هكذا في الأصل وهو يخالف ما جاء في ع، ك وما جاء في هـ. فقد جاء في ع، ك ما يلي: "وإذا كان المعطوف عليه ضمير جر لزم عند غير يونس والأخفش وقطرب، والكوفيين، ووافقهم أبو علي الشلوبين -وهو اختياري إعادة الجار.
وجاء في هـ "وإذا كان المعطوف عليه ضمير جر لزم عند يونس والأخفش، وقطرب والكوفيين ووافقهم أبي علي الشلوبين وهو اختياري إعادة الجار.
2 من الآية رقم "11" من سورة "فصلت".
3 من الآية رقم "12" من سورة "المؤمنون".
4 من الآية رقم "64" من سورة الأنعام.(3/1246)
يجز العطف عليه كما لم يجز العطف على التنوين.
الثانية: أن حق المعطوف والمعطوف عليه أن يصلحا لحلول كل واحد منهما محل الآخر، وضمير الجر غير صالح لحوله محل ما يعطف عليه فامتنع العطف إلا مع إعادة الجار. وكلتا الحجتين ضعيفة.
أما الأولى: فيدل على ضعفها أن شبه ضمير الجر بالتونين لو منع من العطف عليه لمنع من توكيده، والإبدال منه.
لأنا لتنوين لا يؤكد ولا يبدل منه، وضمير الجر يؤكد ويبدل منه بإجماع فللعطف أسوة بهما.
وأما الثانية، فيدل على ضعفها أنه لو كان حلول كل واحد من المعطوف، والمعطوف عليه -يعني في محل الآخر-1 شرطا في صحة العطف لم يجز "رب رجل وأخيه" [ولا:
824-
أي فتى هيجاء أنت وجارها ... ............................
ولا "كل شاة وسخلتها بدرهم"2] ولا:
__________
1 ع، ك، هـ سقط "يعني في محل الآخر".
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
824- صدر بيت رواه المصنف بالخرم، وعجزه.
........................ ... إذا ما رحال بالرجال استقلت
الهيجاء: الحرب، فتاها: القائم بهما المبلي فيها.
جارها: المجير منها الكافي لها، استقلت: نهضت.
"سيبويه 1/ 244، 305".(3/1247)
825-
الواهب المائة الهجان وعبدها ... ............................
ولاك "لا رجل وامرأة في الدار".
وأمثال ذلك من المعطوفات الممتنع تقديمها وتأخيرها ما عطفت عليه كثيرة1.
فكما لم يمتنع فيها العطف لا2 يمتنع في نحو: "مررت بك وزيد".
وإذا بطل كون ما تعللوا به مانعا وجب الاعتراف بصحة الجواز.
ومن مؤيدات الجواز "قوله تعالى: {وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} 3 بالعطف على الهاء لا بالعطف على
__________
1 سقط من الأصل "كثيرة".
2 الأصل "لم يمتنع".
3 من الآية رقم "217" من سورة "البقرة".
825- صدر بيت من الكامل من قصيدة الأعشى في مدح قيس بن معد يكرب الكندي "الديوان ص152"، وهذا البيت ينسب لبشر بن أبي خازم وهو في ديوانه ص39، كما ينسب لأوس بن حجر وهو في ديوانه ص25، وعجز البيت.
...................... ... وعوذا تزجى حولها أطفالها
عوذا: جمع عائد، وهي الناقة إذا وضعت ومر عليها أيام يقوى خلالها ولدها، وقال ابن خلف: هي الناقة الحديثة النتاج.
قال الأعلم في شرح شواهد سيبويه 1/ 94: سميت عائذا؛ لأن ولدها يعوذ بها لصغره.(3/1248)
"سبيل" لاستلزامه الفصل بأجنبي بين جزأي الصلة.
وتوفي هذا المحذور حمل أبا علي الشلوبين على موافقة الكوفيين في هذه المسألة. وقد غفل الزمخشري وغيره عن هذا.
ومن مؤيدات الجواز -أيضا] 1- قراءة حمزة2: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} 3 -بخفض الأرحام.
وهي -أيضا- قراءة ابن عباس4، والحسن البصري ومجاهد5، وقتادة6، والنخعي7، والأعمش8، ويحيى بن
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل.
2 حمزة بن حبيب الزيات أحد القراء السبعة -سبق التعريف به.
3 من الآية رقم "1" من سورة "النساء" قال عن هذه القراءة الزمخشري في المفصل: وقراءة حمزة "والأرحام" ليست بتلك القوية.
وقد ورد أبو العباس محمد بن يزيد هذه القراءة وقال: لا تحل القراءة بها "ابن يعيش 3/ 78".
4 عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم. توفي بالطائف وقد كف بصره سنة 68هـ.
5 مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي أحد الأعلام من التابعين مات سنة 103هـ على الراجح.
6 قتادة بن دعامة أبو الخطاب السدوسي البصري الأعمى، توفي سنة 117هـ.
7 إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود أبو عمران الكوفي توفي سنة 90 تقريبًا.
8 سليمان بن مهران الأعمش أبو محمد الأسدي الكاهلي الكوفي، ولد سنة 60هـ وتوفي سنة 148هـ.(3/1249)
وثاب1، وأبي رزين2.
ومثل هذه القراءة قول بعض العرب: "ما فيها غيره وفرسه" رواه قطرب3 بجر "فرسه".
ومثله ما أنشده سيبويه4 من قول الشاعر:
826-
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك والأيام من عجب
وأنشد5 أيضا:
__________
1 يحيى بن وثاب الأسدي الكوفي، تابعي ثقة كبير مقرئ أهل الكوفة توفي سنة 103هـ.
2 مسعود بن مالك، ويقال: ابن عبد الله أبو رزين الكوفي لم يحفظ ابن الجزري 2/ 296، زمن وفاته.
3 أبو علي محمد بن المستنير مات سنة 206.
4 الكتاب 1/ 392.
5 الكتاب 1/ 391.
826- من البسيط استشهد به سيبويه، ولم يعزه أحد لقائله "الإنصاف 464، شرح المفصل لابن يعيش 3/ 78-79، الكامل 451، الخزانة 2/ 338، العيني 4/ 163، همع 1/ 120، 2/ 139".
قربت: أخذت وشرعت. ويؤيد هذا رواية الكوفيين.
فاليوم أنشأت......... ... ......................
وقد حرفنت الكلمة في بعض الروايات إلى "قد بت".(3/1250)
827-
آبك أيه بي أو مصدر
828-
من حمر الجلة جأب حشور
وأنشد الفراء:
829-
نعلق في مثل السواري سيوفنا ... وما بينها والكعب غوط نفانف
وأنشد الفراء1 أيضا:
__________
1 سقط من الأصل "الفراء" -وقد أنشد الفراء البيتين في معاني القرآن 2/ 86.
827-828- رجز لا يعلم له قائل، وقد استشهد به المصنف في شرح عمدته ص 120، وشرح التسهيل 2/ 198، وشواهد التوضيح والتصحيح ص55 ولم ينسبه، وهو من شواهد سيبويه. آبك: ويحك وويلك، التأييه: الدعاء، المصدر: العظيم الصدر، الجأب: الغليظ، الحشور: الخفيف.
829- من الطويل ينسب لمسكين الدرامي "الديوان 53" أنشده الفراء 2/ 86 معاني القرآن، ولم يعزه كذلك لم يعزه المصنف في شرح عمدة الحافظ 120، ولا في شرح التسهيل 2/ 198.
السواري: جمع سارية وهي الإسطوانة.
الغوط: جمع غائط وهو المطمئن من الأرض. نفانف: جمع نفنف وهو الهواء بين الساريتين: يريد أنهم طوال القامات.
وفي البيت روايات أخرى منها رواية الديوان "تفائف"، وهي رواية الجاحظ في الحيوان 6/ 494.(3/1251)
830-
هلا سألت بذي الجماجم عنهم ... وأبي نعيم ذي اللواء المحرق
وأجاز الفراء أن يكون من هذا قوله تعالى: {وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِين} 1 ثم قال:
"وما أقل ما ترد العرب حرفا مخفوضا على مخفوض قد كني عنه"2، وقال العباس بن مرداس:
831-
أكر على الكتيبة لا أبالي ... أحتفي كان فيها أم سواها
__________
1 من الآية رقم "20" من سورة "الحجر".
2 ينظر معاني القرآن للفراء 2/ 86.
830- من الكامل أنشده الفراء في معاني القرآن 2/ 86 ولم يعزه، كما لم يعزه المصنف في شرح عمدة الحافظ/ 120، ولا في الشرح التسهيل 2/ 198، وصاحب اللسان 2/ 469.
ذو الجماجم: -بضم الجيم الأولى- قال ياقوت: هو من مياه العمق على مسيرة يوم منه، وقال ابن منظور: الجماجم موضع بين الدهناء ومتالع في ديار تميم، ويوم الجماجم من وقائع العرب في الإسلام.
قال ياقوت: وقد يقال فيه بالفتح أيضا.
831- من الوافر من جملة أبيات قالها العباس بن مرداس السلمي لخفاف بن ندبة في أمر شجر بينهما. قيل: لم يقل في الشجاعة أبلغ من هذا البيت "الديوان ص110، الحماسة الشجرية 1/ 133، الاستعياب 3/ 103، الإنصاف 296". وقبل الشاهد
ولي نفس تتوق إلى المعالي ... ستتلف أو أبلغها مناها(3/1252)
وقال آخر:
832-
إذا أوقدوا نار لحرب عدوهم ... قد خاب من يصلي بها وسعيرها1
وقال آخر:
833-
بنا أبدا لا غيرنا تدرك المنى ... وتكشف غماء الخطوب الفوادح
وقال آخر2:
834-
لو كان لي وزهير ثالث وردتْ ... من الحمام عدانا شر مورود
__________
1 في الأصل "وسعيرا".
2 ع، ك "ومثله".
832- من الكامل استشهد به المصنف في شرح عمدته 120، ولم يعزه لقائل صلى بالنار: وجد حرها.
"شواهد التوضيح والتصحيح 56، شرح التسهيل 2/ 199، المقاصد النحوية 4/ 166".
833- من الطويل لم ينسبه أحد لقائل "شرح عمدة الحافظ 120، شرح التسهيل 2/ 199، شواهد التوضيح والتصحيح 56، المقاصد النحوية 4/ 166".
الخطوب: الأمور العظيمة.
الفوادح: جمع فادحة من فدح الشيء، إذا ثقل ويروى: القوادح من القدح والطعن، ويروى البوارح من البرح وهو الشدة والأذى.
834- من البسيط استشهد به المصنف هنا، وفي شرح التسهيل 2/ 199، وشواهد التوضيح والتصحيح 56 وفي شرح عمدة الحافظ، ولم ينسبه في كل هذه المؤلفات.(3/1253)
[وأجاز الأخفش جر "الضحاك" من قول الشاعر:
835-
فحسبك والضحاك سيفا مهندا1]
ولأجل القراءة المذكورة، والشواهد لم أمنع العطف على ضمير الجر، بل نبهت على أن عود حرف الجر مع المعطوف مفضل على عدمه عوده.
وكذا حكم المعطوف على ظاهر مجرور بعيد.
والنصب فيهما "عند عدم العود، وعدم رفع المحل أجود من الحر، ولذلك2 قرأ3 الأكثرون بنصب: "والأرحام"4.
وأجمع على نصب: {مُنَجُّوكَ وَأَهْلَك} 5، وعلى نصب
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل.
2 ع، ك "وكذلك".
3 هـ "قول الأكثرون".
4 ع "أو الأرحام".
5 من الآية "33" من سورة "العنكبوت".
835- هذا عجز بيت من الطويل وصدره:
إذا كانت اليهجاء وانشقت العصا ... ...................................
وقد نسب في ذيل الأمالي ص 140، وفي سمط اللالي 2/ 899 إلى جرير، ولم أعثر عليه في ديوانه. حسبك: كافيك، مهند. سيف قاطع من قولهم هند السيف: أرهف حده.(3/1254)
{وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُم} 1مع أنه من جهة المعنى معطوف على الموحي إليهم، إلا أنه بعد إذ فصل بـ {وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} 2.
فنصب حملا على المعنى.
ولو جر لجاز كما جر: {وَقَوْمَ نُوح} 3 في "الذاريات" أبو عمرو وحمزة والكسائي مع أن بعده من المعطوف عليه أشد.
ومع ذلك فالنصب فيه وفي "الأرحام" أحق.
وقرأ أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد4 "والأرحام" بالرفع على الابتداء.
أي: والأرحام مما يجب أن تتقوه وتحتاطوا لأنفسكم فيه.
وعلى هذه القراءة5 وشببها نبهت بقولي:
...................... ... وقد يرى للرفع عند ذلك حق
وأشرت بقولي:
__________
1 من الآية "164" من سورة "النساء".
2 من الآية "163" من سورة "النساء".
3 من الآية رقم "46" من سورة "الذاريات".
4 عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن القرشي، المقرئ، القصير، البصري، ثم المكي إمام كبير في الحديث ومشهور في القراءات، وله اختيار في القراءة مات في رجب سنة 213هـ. "تنظر قراءة عبد الله بن يزيد بالرفع وتخريجها في المحتسب 1/ 179، وما بعدها".
5 هـ سقط القراءة.(3/1255)
وإن يكن المجرور مرفوع المحل ... فالنصب في حكم النحاة لن يحل
إلى قوله تعالى:1 {وَمَا تَسْقُطُ 2 مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ} 3.
وقرئ بالرفع4 عطفا على موضع "من ورقة".
ثم بينت أنه لا حجر5 في العطف على ضمير النصب المتصل.
أي: لا يشترط في العطف عليه ما اشترط في ضمير6 الرفع والجر.
ثم بينت أن الأخفش يرى زيادة الواو والفاء و"ثم". وقال ابن برهان: "واعلم أن الفاء تكون زائدة عند أصحابنا جميعا نحو قوله7:
__________
1 من الآية رقم "59" من سورة "الأنعام".
2 في الأصل "يسقط".
3 سقط من الأصل وهـ "في ظلمات الأرض".
4 هذه قراءة ابن أبي إسحاق "مختصر ابن خالويه ص "37".
وهو عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي البصري، المتوفى سنة 117 هـ "طبقات ابن الجزري 410".
5 ع "لا حجز".
6 ع "ضمير".
7 ع، ك، هـ سقط "وقوله".(3/1256)
836-
لا تجزعي إن منفسا أهكلته ... فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي"
وكذا قال أبو عثمان، وأبو الحسن، في [قوله تعالى] : {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ} 1.
ومن زيادة القاء قول الشاعر:
837-
يموت إياس أو يشب فتاهم ... ويحدث ناش والصغير فيكبر
ومنه قول الآخر:
838-
وحتى تركن العائدات يعدنني ... وقلن: فلا تبعد، فقلت: ألا ابعد.
__________
1 من الآية رقم "8" من سورة "الجمعة".
836- من الكامل قاله النمر بن تولب.
المنفس: النفيس.
"سيبويه 1/ 67، الخزانة 1/ 152، العيني 2/ 535، أمالي ابن الشجري 1/ 332-2/ 346، وقد سبق الحديث عن هذا الشاهد في باب اشتغال العامل عن المعمول.
837- من الطويل استشهد به المصنف في شرح عمدة الحافظ 118- وفي شرح التسهيل 2/ 195 ولم ينسبه هنا ولا هناك كما لم ينسبه أحد ممن استشهدنا به بعده "الخزانة 3/ 588، 4/ 421، همع 2/ 131، الدرر 2/ 172".
838- من الطويل لم أعثر على من استشهد به أو من عزاه لقائل.(3/1257)
قال أبو الحسن:
"وقد زادوا "ثم" وأنشد:
839-
أزاني إذا ما بت بت على هوى ... فثم إذا أصبحت غاديا".
وعليه تأول [قوله تعالى] {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} 1.
وهذا قول الكوفيين، وهم يرون زيادة الواو مع ذلك وينشدون.
__________
1 من الآية رقم "118" من سورة "يونس".
839 - من الطويل ينسب إلى زهير بن أبي سلمى، وهو في ديوانه ص 285، من قصيدة يذكر فيها قصة النعمان بن المنذر لما خاف سرى، وذهب يستجير بقبائل العرب فلم يجره أحد، فرجع إلى كسرى حيث ألقاه تحت أرجل الفيلة فقتله.
قال الأصمعي: القصيدة لصرمة بن أنس الأنصاري، ولا تشبه كلام زهير.
والرواية التي ذكرها المصنف هنا هي الرواية المشهورة وهي روايته في شواهد التوضيح 194، وشرح التسهيل 2/ 195، وروراية ابن جني في سر صناعة الإعراب 1/ 266، ورواية أبي حيان في التذييل والتكميل، ورواية السيوطي في همع الهوامع 2/ 131.
أما رواية المصنف في شرح عمدة الحافظ 118:
أراني إذا أصبحت أصبحت ذا هوى ... فثم إذا أمسيت أمسيت عاديا(3/1258)
840-
حتى إذا قملت بطونكم ... ورأيتم أبناءكم شبوا
841-
وقلبتم ظهر المجن لنا ... إن اللئيم الفاجر الخب
أراد: قلبتم، فزاد الواو، وأنشد أبو الحسن في زيادة لواو:
842-
فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن ... إلا كلمة حالم بخيال
ومثله قول أبي كبير1.
__________
1 في الأصل "أبي كثير" وفي هـ "أبي بكر".
840-841- من الكامل قالهما الأسود بن يعفر "الديوان ص19". قملت بطونكم: شبعتم "كانية عن كثرة القبائل" المجن: الترس. الخب: الرجل الخداع.
ورواية ابن يعيش في شرح المفصل:
.............................. ... ورأيتم أبناءكم سبوا
بالسين.
842- قاله تميم بن مقبل العجلاني، والرواية في الديوان 259.
.......................... ... إلا كحلمة...............
لكن رواية المصنف هنا وفي شرح عمدة الحافظ 118، وفي شرح التسهيل 2/ 195 هي رواية الصحاح، واللسان.
ألم الرجل بالقوم: أتاهم فنزل بهم، ومنه قيل: ألم بالمعنى إذا عرفه.(3/1259)
843-
فإذا وذلك ليس إلا حينه ... وإذا مضى شيء كأن لم يفعل
وأشرت بقولي:
.......................... ... وحذف عاطف قد يلفى
إلى مواضع قصد فيها العطف مع حذف العاطف، منها قول النبي -عليه السلام1.
"تصدق رجل من ديناره، من درهمه، ومن صاع بره، من صاع تمره" 2.
وحكى أبو عثمان عن أبي زيد أنه سمع: "أكلت خبزا لحما تمرا"3 أراد: ولحما وتمرا. ومثله قول الشاعر:
844-
كيف أصبحت؟ كيف أمسيت؟ مما ... يغرس الود في فؤاد الكريم
__________
1 ع، ك "صلى الله عليه وسلم".
2 أخرجه مسلم في باب الزكاة 70، والنسائي في الزكاة 64، وأحمد 4/ 356.
3 عبارة ابن جني في الخصائص 2/ 280.
أما حذفها -يعني أحرف العطف- فكنحو ما حكاه أبو عثمان عن أبي زيد من حذف حرف العطف في نحو قولهم "أكلت لحما سمكا تمرا".
843- من الكامل نسبه المصنف لقائله، والقصيدة في ديوان الهذليين 2/ 100 لأبي كبير الهذلي.
844- من الخفيف رواه الأخفش وذكره ابن جني في الخصائص 1/ 190 غير معزو وأنشده العسكري في ديوان المعاني 2/ 225 عن أبي زيد وروايته "يثبت" مكان "يزرع" شرح عمدة الحافظ ص116، شرح التسهيل 2/ 199، شرح التبريزي على الحماسة 2/ 323، همع 2/ 140، الأشموني 3/ 116، الدرر 2/ 193.(3/1260)
أراد: قول كيف أصبحت؟ وكيف أمسيت؟. فحذف المضاف، وحذف العاطف.
وأشرت بقولي:
والفاء قد تحذف مع ما عطفت ... والواو.......................
إلى نحول قوله تعالى1: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ ... } 2.
فإن تقديره عند الأكثرين: فأفطر فعدة.
وهذا مثال حذف الفاء وما عطفت.
[وأما أمثال حذف الواو وما عطفت] 3 فقوله تعالى: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ4 مِنْ رُسُلِهِ} 5. أي: بين أحد وأحد من رسله.
__________
1 من الآية رقم "185" من سورة "البقرة".
2 ع، ك "فعدة من أيام أخر".
3 سقط ما بين القوسين من الأصل.
4 هـ سقط "أحد".
5 من الآية رقم "285" من سورة "البقرة".(3/1261)
ومنه قول1 النابغة الذبياني:
845-
فما كان بين الخير لو جاء سالما ... أبو حجر إلا ليال قلائل
أي: فما كان بين الخير، وبيني إلا ليال قلائل.
ويمكن أن يكون هذا من قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} 2. قيل معناه: تفيكم الحر، والبرد. ومنه قول امرئ القيس:
846-
كأن الحصى من خلفها وأمامها ... إذا نجلته رجلها خذف أعسرا
__________
1 ع ك هـ "ومثله قول النابغة".
2 من الآية رقم "81" من سورة "النحل".
845- من الطويل قاله النابغة الذبياني من قصيدة في رثاء النعمان بن الحارث الغساني "الديوان ص119".
أبو حجر: كنية النعمان.
846- من الطويل من قصيدة لامرئ القيس "الديوان ص66".
نجلته: فرقته، والضمير في رجلها يعود إلى الناقة.
الخذف: الرمي بالحصى ونحوه، فإن كان بالعصا ونحوها فهو حذف.
الأعسر: الذي يرمي بيده اليسرى، خصه الشاعر؛ لأن رميه -غالبا- لا يذهب مستقيما، وكذلك الحصى إذا رمت به رجل الناقة.(3/1262)
أراد: إذا نجلته رجلها ويدها1.
ومنه قول الآخر يصف أتانا وحمارا يتبعها:
847-
تواهق رجلاها يداها ورأسه ... لها قتب خلف الحقيبة رادف
أي: تواهق رجلاها يديها، ويداها رجليها، فحذف الواو والمفعولين2.
ومنه قول الراجز يصف رجلا خشن3 القدم صبورا:
848-
قد سالم الحياة منه القدما
849-
الأفعوان والشجاع الشجعما4
850-
وذات قرنين ضموزا ضرزما
__________
1 ع "ويديها".
2 ع سقط "والمفعولين" -ينظر هذا الموضع مفصلا في الخصائص لابن جني 2/ 425.
3 هـ "حسن".
4 ع "الشجعا".
874- من الطويل قاله أوس بن حجر من قصيدة طويلة "الديوان 73" ورواية الديوان:
تواهق رجلاها يديه ورأسه ... لها قتب فوق الحقيبة رادف
التواهق: الموافقة في السير والتباري فيه. الحقيبة: العجز.
يريد: هذا الحمار يضع رأسه خلف الأتان في سيره، فكأنه حقب لها.
848-850- من أرجوزة طويلة نسبت إلى غير واحد فقط نسب هذا =(3/1263)
أراد: قد سالم الحيات منه القدم، والقدم الأفعوان.
ثم نبهت بقولي:
........... ... وهي انفردت
بعطف عامل مزال قد بقي ... معموله.................
على مثل1 قوله تعالى2: {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْإيمَانَ ... } 3.
[فإن "الإيمان" منصوب فعل معطوف على "تبوأوا"4] .
والتقدير -والله أعلم- تبوأوا الدار، واعتقدوا الإيمان.
وكذا قول الشاعر:
__________
= الرجز في الكتاب 1/ 145 لعبد بني عبس، ونسبه الشنتمري إلى العجاج، وسبه العيني 4/ 80 إلى أبي حيان الفقعسي، وذكر أنه ينسب إلى مساور بن هند، وأيد البغدادي في الخزانة 4/ 570 هذه النسبة واعتمدها صاحب اللسان "ضرزم".
الشجاع: ذكر الحيات.
الشجعم: الطويل، الضمور: الساكنة لا تصفر لشدة خبثها لتفاجئ فريستها، الضرزم: المسنة من الحيات.
1 هـ "مثال".
2 سقط من الأصل "تعالى".
3 من الآية رقم "9" من سورة "الحشر".
4 هـ سقط ما بين القوسين.(3/1264)
851-
تراه كأن الله يجدع أنفه ... وعينه إن مولاه ثاب له دثر
والتقدير: يجدع1 أنفه ويفقأ عينيه.
ومثله قول الآخر:
852-
إذا ما الغانيات برزن يومًا ... وزججن الحواجب والعيونا
والتقدير: وكحلن2 العيون. ومثله:
__________
1 ع "يجذع".
2 ع "كحلنا".
851- من الطويل رواه ابن الشجري في مختارته في شعر الحطيئة ص111 نسبه الجاحظ في الحيوان 6/ 40 لخالد بن الطيفان. ونسبه العيني 4/ 171 إلى الزبرقان بن بدر "الخصائص 2/ 431، الشريف المرتضى في الأمالي 2/ 259، 375"، يجدع: يقطع ثاب: رجع، الدثر، المال الكثير، وفي رواية "وفر وهي بمعنى الدثر".
852- من الوافر قاله الراعي النميري، ويزعم أبن بري أن صواب الرواية.
وهزة نسوة من حي صدق ... يزججن الحواجب والعيونا
أنخن جمالهن بذات غسل ... سراة اليوم يمهدن الكدونا
زججن الحواجب: دققنها وأطلنها.
الإنصاف 2/ 610، شرح التسهيل 1/ 109، 2/ 194، المغني 2/ 32، اللسان 1/ 406، 3/ 11 همع 1/ 222، العيني 3/ 91، 4/ 173، 392، الدرر 1/ 191.(3/1265)
853-
فعلا فروع الأيقهان1، وأطفلت ... بالجلهتين ظباؤها ونعامها.
[أي: وباضت نعامها؛ لأن النعام تبيض ولا تطفل2] .
ومثله:
854-
حديثا أضعناه كلانا فلن أرى ... وأنت نجيا آخر الدهر أجمعا
فليس "أنت" معطوفا على مرفوع "أرى"، بل هو مرفوع بفعل مضمر؛ لأن ذا همزة المتكلم لا يعمل في غير ضميره.
وقد يحذف المتبوع في هذا الباب، ويترك التابع دليلا عليه، كقولك: لمن قال: أضربت زيدا؟: "نعم، وعمرًا".
تريد: ضربت زيدا وعمرا.
__________
1 هـ "الغانيات".
2 سقط ما بين القوسين من ع، هـ والأصل.
853- من الكامل من معلقة لبيد بن ربيعة العامري "الديوان 164".
الأيهقان: جرجير البر.
أطفلت: ولدت فصار معها أطفالها.
الجلهتان: جانبا الوادي.
854- من قصيدة من الطويل لأبي الأسود الدؤلي "الديوان 116-الخزانة 1/ 257".(3/1266)
وكقول بعض العرب: "وبك1 وأهلا وسهلًا" لمن قال مرحبا وأهلا بك"2.
والتقدير: وبك مرحبا وأهلًا، فحذف "مرحبا"، وعطف عليه "أهلا وسهلا".
ومن ذلك -والله أعلم- قوله تعالى: {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} 3 أي: لو ملكه، ولو4 افتدى به.
ومثله: "ولتصنع على عيني"5. [أي: لترحم ولتصنع على عيني6] .
[ومن7 حذف ما عطف عليه بالفاء قوله تعالى: {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} 8.
وقوله تعالى: {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ} 9.
__________
1 ع، ك، هـ سقطت الواو.
2 هـ والأصل سقط "بك".
3 من الآية رقم "91" من سورة "آل عمران".
4 ع، ك سقط "لو".
5 من الآية رقم "41" من سورة "طه".
6 هـ سقط ما بين القوسين.
7 بداية سقط من الأصل.
8 من الآية رقم "60" من سورة "البقرة".
9 من الآية رقم "63" من سورة "الشعراء".(3/1267)
[1 أي: فضرب فانفجرت ... فضرب فانفلق2] .
وقال الزمخشري في قوله تعالى: {أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ} 3.
المعنى: ألم يأتكم4، فلم تكن آياتي5 تتلى عليكم6. فحذف المعطوف عليه.
وإلى هذا وأمثاله أشرت بقولي:
وقد يسوغ حذف متبوع هنا ... .........................
ثم بينت بقولي:
ومتبع بالواو قد يقدم: ... ..................
أن المعطوف بالواو قد يقع قبل المعطوف عليه إن لم يخرجه التقديم إلى التصدر، أو إلى مباشرة عام لا يتصرف، أو تقدم عليه.
__________
1 بداية سقط هـ.
2 نهاية سقط هـ والأصل.
3 من الآية رقم "31" من سورة "الجاثية".
4 ع، ك "يأتكم".
5 ع، ك سقط "آياتي".
6 قال الزمخشري في الكشاف 3/ 513.
{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ} .
جواب أما محذوف تقديره: وأما الذين كفروا فيقال لهم: أفلم تكن آياتي تتلى عليكم والمعنى: ألم يأتكم رسلي، فلم تكن آياتي تتلى عليكم، فحذف المعطوف عليه".(3/1268)
فذلك قلت:
..................... ... موسطا إن يلتزم ما يلزم
فلا يجوز: "وعمرو زيد قائمان" لتصدر المعطوف، وفوات توسطيه، ولا "ما أحسن وعمرو زيدا"، ولا "ما وعمرا أحسن زيدا"، لعدم تصف العامل.
ومثال التقديم الجائز قول ذي الرمة:
855-
كأنا على أولاد أحقب لاحها ... ورمي السفا أنفاسها بسهام
856-
جنوب ذوت عنها التناهي وأنزلت ... بها يوم ذباب السبيب صيام
أراد1: لاحها جنوب، ورمي السفا.
ومثله قول الآخر:
__________
1 هـ "أناد".
855- 856- من الطويل قالهما ذو الرمة "الديوان 610".
أولاد أحقب: حمير وحش في حقويها بياض.
لاحها: أضمرها وغيرها.
السفا: شوك البهمى.
أنفاسها: أنوفها.
السهام: ريح حارة.
دوت: يبست التناهي: موضع ينتهي إليه الماء.
السبيب: الذنب، الصيام: القائمة.(3/1269)
857-
وأنت الغريم1 لا أظن2 قضاءه ... ولا العنزي القارظ الدهر جائيا
أراد: لا أظن قضاءه جائيا هو ولا العنزي.
ثم نبهت على عطف الفعل بقولي:
وعطفوا فعلا على فعل كـ"من ... يجمع ويمنع فهو غير مؤتمن"
ثم نبهت3 على أن الفعلين المعطوف أحدهما على الآخر لا يكونان إلا متفقين في الزمان.
فلا يعطف ماض على مستقبل، ولا مستقبل على ماض.
فإن اختلفا في اللفط دون الزمان جاز4 كقوله تعالى: [ {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} 5.
__________
1 ع ك، هـ "غريم".
2 هكذا في ع، ك، هـ وفي الأصل "لا أريد"، وهو ما لا يتفق مع كلام المصنف حين عقب على البيت.
3 ع- سقط "نبهت".
4 ع، ك سقط "جاز".
5 من الآية رقم "98" من سوردة "هود".
857- من الطويل من شواهد الأشموني 3/ 119.
العنزي: رجل من عنيزة خرج يبتغي القرظ فلم يعد فضرب به المثل.(3/1270)
وكقوله تعالى] 1: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا} 2.
وكقول الشاعر:
858-
ولقد أمر على اللئيم يسبني ... فمضيت ثمت؟ قلت: لا3 يعنيني
ثم نبهت على أن الفعل قد يعطف على الاسم المشابه للفعل، وأن4 الاسم المشابه للفعل قد يعطف على الفعل.
فمثال الأول قوله تعالى5: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} 6.
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل.
2 من الآية رقم "10" من سورة "الفرقان" -ينظر معاني القرآن للفراء 2/ 279 في هذه الآية. والمحتسب 2/ 118.
3 ع "ما يعنيني".
4 في الأصل "فإن".
5 من الآية رقم "18". من سورة "الحديد".
6 ع، ك سقط "الله قرضا حسنا".
858- هذا بيت من الكامل أول بيتين لرجل من بني سلول وثانيهما:
غضبان ممتلئا على إهابه
إني وحقك سخطه يرضيني
وهو من شواهد سيبويه الخمسين 1/ 416، الخصائص 3/ 330، الخزانة 1/ 173، 528، 2/ 161، المغني 1/ 102 العيني 4/ 58، التصريح 2/ 111، همع 1/ 9، 2/ 140، الدرر 1/ 4، 2/ 192.(3/1271)
وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ} 1.
وقوله تعالى: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} 2.
ومثال الثاني قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} 3.
وقول الراجز:
859-
يا رب بيضاء من العواهج
860-
أم صبي قد حبا أو دارج
وكذا قول الآخر:
861-
بات يعشيها بعضب باتر
862-
يقصد في أسواقها4 وجائر
__________
1 من الآية رقم "19" من سورة "الملك".
2 الآيتان رقم "3، 4" من سورة "العاديات".
3 من الآية رقم "95" من سورة "الأنعام".
4 ك هـ "أسواقها" ع"سواقها".
859-860 - رجز أنشده المبرد، ولم يعزه هو ولا غيره "أمالي الشجري 2/ 167، العيني 4/ 173، اللسان "عهج" التصريح 1/ 142، 2/ 152، الأشموني "3/ 20".
العواهج: جمع عوهج وهي المرأة الطويلة العنق، وأراد بها هنا التامة الخلقة، حبا: زحف. دارج: قارب بين خطاه لكون طفلا لم يستحكم قوته.
861-862- من الرجز المسدس أنشده أبو علي في الإيضاح ولم يعزه لقائل "الخزانة 2/ 345، أمالي الشجري 2/ 167، العيني 4/ 174".
العضب: السيف: باتر: قاطع: يقصد: من القصد ضد الجور.(3/1272)
فعطف "دارجا" على "قد صبا". و"جائزا" على "يقصد"؛ لأن "دارجا" بمعنى: درج و"جائرا"1 بمعنى: يجور.
__________
1 ع "وجائر".(3/1273)
باب البدل:
"ص"
التابع المقصود بالحكم بلا ... واسطة هو المسمى بدلا
مطابقا، أو بعضا، أن ما يشتمل ... عليه يلفى أو كمعطوف بـ"بل"
وذا اعز للإضراب إن قصدا صحب ... وغيره1 لغلط قدما نسب
كـ"هجرة إساءة حق المسي" ... و"هو من الذم معرى مكتسي"
وذو اشتمال شرطه إمكان إن ... يبين في حذف، وحذفه حسن
وكون ذي اشتمال أو بعض صحب ... بمضمر أولى، ولكن لا يجب
__________
1 س، ش، ط "ودونه".(3/1274)
كل لمتبوع في الإظهار وفي ... تعريف أو نقيض ذين يقتفي
وظاهرا من مضمر الحاضر لا ... يبدل إذا من شرط الإبدال خلا
والشرط توكيد به أو كشف ما ... أريد من مضمون ما تقدما
كـ"جئتم الصغير والكبير لي ... بيتي، وإني باطني ذو وجل"1
ونحو "مستلئم" اثر "بي" ندر ... الأخفش القياس في هذا اعتبر
واقرن2 بالاستفهام ما أبدل من ... ما فيه معناه فإنه قمن
كـ"من أتى؟ أعامر أم معمر"؟ ... و"ما له؟ أدرهم أم أكثر؟ "
وبدل كمستقل جعلا ... لذا أعادوا معه ما عملا
نحن "لمن" مع "للذين استضعفوا" ... وقد حوت نظير هذا "الزخرف"
__________
1 جاء هذا البيت في ط، ع، وك، وس، وش، كما يلي:
كعجتم الصغير والكبير بي ... بيتي وأني باطني ذو رهب
2 ط "فاقرن".(3/1275)
والفعل قد يبدل من فعل كما ... قد قال بعض الراجزين القدما
"إن على الله أن تبايعا ... تؤخذ كرها، أو تجيء طائعا"
صدرت باب البدل بـ
التابع............... ... .....................
لأنه يعم المحدود وشركاءه الثلاثة، وذكرت.
.........المقصود بالحكم ... ......................
لأنه يخرج النعت والتوكيد وعطف البيان، فإنهن توابع تكمل المقصود بالحكم1.
وقلت:
...........بلا ... واسطة...............
ليخرج المعطوف بـ"بل" و"لكن" فإنهما مقصودان بالحكم.
ثم أشرت إلى أقسام البدل فذكرت منها "المطابق".
والمراد به ما يريد النحويون بقولهم "بدل الكل من الكل".
وذكر المطابقة أولى؛ لأنها عبارة صالحة لكل بدل يساوي
__________
1 سقط من الأصل "بالحكم".(3/1276)
المبدل منه في المعنى.
بخلاف العبارة الأخرى، فإنها لا تصدق إلى على ذي أجزاء، وذلك غير مشترط، للإجماع على صحة البدلية في أسماء الله -تعالى- كقراءة غير نافع1 وابن عامر2: {إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، اللَّهِ} 3.
وأشرت بـ"بعض" إلى نحو: "من" من قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} 4.
وبـ...."ما يشتمل ... عليه"...............
إلى نحو: "قتال" من قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} 5.
وبقولي:
................... ... ......كمعطوف بـ"بل"
إلى أن من البدل ما يباين المبدل منه وهو على ضربين:
أحدهما: ما يذكر متبوعه بقصد، ويسمى بدل البداء، وبدل الإضراب، ومن أجله مثلت بـ
__________
1 نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، أحد القراء السبعة -سبق التعريف به.
2 عبد الله بن عامر اليحصبي أحد القراء السبعة -سبق التعريف به.
3 من الآيتين "1، 2" من سورة "إبراهيم".
4 من الآية رقم "97" من سورة "آل عمران".
5 من الآية رقم "217" من سورة "البقرة".(3/1277)
هجرة إساءة حق المسي ... .......................
فـ"حق المسيء" مبتدأ، و"هجرة": خبر، و"إساءة":
بدل إضراب.
فمثل هذا يرد في الكلام الفصيح؛ لأنه مساو للمعطوف بـ"بل". ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم:
$"إن الرجل ليصلي الصلاة، وما كتب له نصفها، ثلثها....إلى العشر"1.
وإلى هذا أشرت بقولي:
وذا أعز للإضراب إن قصد صحب ... .......................
والثاني من ضربي البدل: المباين كقولك: "المسيء من الذم معرى مكتس".
أردت أن تقول: "المسيء2 من الذم مكتس"، فغلطت بذكر "معرى"، فأبدلت منه الذي كان مرادا.
فهذا النوع لا يرد في كلام فصيح، ولا يذكر متبوعه إلى غلطا أو نسيانا.
ثم أشرت بقولي:
__________
1 أخرجه أبو داود في الصلاة 124.
2 سقط من ع، ك "المسيء".(3/1278)
وذو اشتمال شرطه إمكان أن ... يبين في حذف، وحذفه حسن
إلى نحو: "أعجبتني الجارية حسنها" فإنه جائز.
لأن الحسن مشتمل عليه ذكر الجارية اشتمالا مصححا للبدلية، فإنه يفهم معناه في الحذف مع كون الاقتصار على متبوعة حسنا في الكلام.
وكذا نحو قولك: "خلع ابني ابنك ثوبه".
بخلاف ما يفهم معناه في الحذف مع كونه1 لا يحسن التكلم به نحو قولك: "أسرجت زيدا فرسه".
فإن هذا لا يستجاز؛ لأنه وإن فهم معناه في الحذف فلا يستعمل مثله، ولا يحسن.
فلو ورد مثل هذا في كلام كان بدل غلط.
واشتراط أكثر النحويين مصاحبة بدل البعض، والاشتمال ضميرا عائدا على المبدل منه.
والصحيح عدم اشتراطه.
لكن وجوده أكثر من عدمه كقوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} 2.
__________
1 ع، ك "مع أنه".
2 من الآية رقم "217" من سورة "البقرة".(3/1279)
كقول الراجز:
863-
وذكرت تقتد برد مائها
864-
وعتك البول على أنسائها
ومن الشواهد على الاستغناء عن الضمير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} 1.
فهذا بدل بعض من كل.
ومن بدل الاشتمال المستغني عن ضمير قوله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ، النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ} 2.
__________
1 من الآية رقم "97" من سورة "آل عمران".
2 الآيتان "4، 5" من سورة "البروج".
863-864- رجز ذكر في كتاب سبيويه، ولم ينسبه 1/ 75 ونسبه ياقوت في معجم البلدان "تقتد" إلى أبي وجزة السعدي في تسعة أبيات، وروى ياقوت هذا الشاهد هكذا:
حتى إذا ما تم من أظمائها
وعتك البول على أنسائها
تذكرت تقتد برد مائها
تقتد: ركية في شق الحجاز من مياه بني سعد بن بكر.
عتك البول: أن يضرب البول إلى الحمرة، وهذا يحدث إذا قل ورود الإبل الماء.
الأنساء: جمع نسا، وهو عرق يستبطن الفخذ والساق.(3/1280)
ومنه قول الشاعر:
865-
هل تدنينك من أجارع واسط ... أوبات يعملة الدين حضار
866-
من خالد أهل السماحة والندى ... ملك العراق إلى رمال وبار
فـ"من خالد بدل من "واسط".
ثم أشرت إلى أن كل بدل يساوي المبدل منه، أو يخالفه في التعريف والتنكير، والإظهار والإضمار بقولي:
كل لمتبوع في الإظهار وفي ... تعريف أو نقيض دين يقتفي
ثم بينت أن الظاهر لا يبدل من مضمر الحاضر، إلا إذا أفاد توكيدا كقولي:
__________
865-866- من الكامل قالهما الطرماح "الديوان 148".
الأجارع جمع أجرع، وهو الكثيب جانب من رمل وجانب حجارة.
واسط: موضع بين البصرة والكوفة.
الأوب: سرعة تقليب اليدين والرجلين في السير.
اليعملة من الإبل: النجيبة المعتملة المطبوعة على العمل.
الحضار: البيضاء من الإبل الواحد والجمع في ذلك سواء.
رمال وبار: أرض كانت من محال عاد بين اليمن ويبرين.(3/1281)
جئتم1 الصغير، والكبير ... ...................
وكقول عبدية بن لحارث -رضي الله عنه:
867-
فما برحت أقدامنا في مكاننا ... ثلاثتنا حتى أزيروا المنائيا
أو كان بعضا كقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ} 2.
ومنه قول الراجز:
868-
أوعدني بالسجن والأداهم
869-
رجلي فرجلي شثنة المناسم
__________
1 ع، ك، هـ "عجتم".
2 من الآية رقم "21" من سورة "الأحزاب".
867- من الطويل، قاله عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عم النبي -صلى الله عليه سلم- من قصيدة قالها في مبارزته هو وحمزة، وعلى -رضي الله عنهم- يوم بدر. والقصيدة كاملة في سيرة ابن هشام 527 "الروض الأنف 2/ 112، المقاصد النحوية 45/ 188، 572، شواهد التوضيح 207".
868-869- بيتان من الرجز المسدس قال ياقوت في حاشية الصحاح، وتبعه العيني 4/ 190 قائله العديل بن الفرخ -بضم الفاء وسكون الراء.
قال ابن قتيبة في كتاب الشعر والشعراء: العديل بن الفرخ لقبه العباب -بفتح العين المهملة، وتشديد الموحدة الأولى- وهو من رهط أبي النجم العجلي.
والضمير في أوعدني يعود للحجاج، وكان قد توعده "الخزانة 2/ 366".
الششنة: الغليظة الخشنة. المناسم: جمع منسم وهو طرف خف البعير، وأراد الشاعر به طرف رجله وأسفلها.(3/1282)
871- أو كان كبعض وعنيت به بدل الاشتمال كقولي:
.......................... ... ... وإني باطني ذو وجل
أو كان بدل اشتمال كقولي:
.............لي1 ... بيتي................
فـ"بيتي" بدل اشتمال، والمبدل منه الياء من "لي"2.
ومثله قوله الشاعر:
870-
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فـ"مجدنا" بدل اشتمال، والمبدل منه فاعل "بلغنا".
__________
1 ع، ك، هـ "بي".
2 ع، ك، هـ "بي".
870- من الطويل قاله النابغة الجعدي من أبيات أنشدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "الديوان 51، 73، والرواية في ص51. مجدنا وجدودنا.
وبعض هذه الأبيات وردت في زهر الآداب 2/ 19، مجموعة المعاني 87، الجمحي 35، أمالي المرتضى 1/ 87 الإصابة 3/ 508، الاستعياب 3/ 554، جمهرة أشعار العرب 148.(3/1283)
ومثله -أيضا-1 قول الآخر:
871-
ذريني إن أمرك لن يطاعا ... وما ألفيتني حلمي مضاعا
فـ"حلمي" بدل من ياء "ألفيتني".
وأجاز الأخفش، والكوفيون أن يبدل من ضمير الحاضر ظاهر لا توكيد فيه، ولا تبعيض ولا اشتمال.
وعلى مذهبه ومذهبهم في ذلك جاء قول الشاعر:
872-
وشوهاء تعدو بي إلى صارخ الوغى ... بمستلئم مثل الفنيق المرحل
يريد بـ"مستلئم": متدرعا، ولا يعني إلا نفسه.
وعلى هذا حمل الأخفش "الذين" من قوله تعالى2.
__________
1 ع، ك، هـ سقط "أيضًا".
2 من الآية رقم "12" من سورة "الأنعام".
871- من الوافر قاله عدي بن زيد "الديوان 35"، ونسب في الكتاب إلى رجل من بجلية 1/ 78، وتابع الأعلم هذه النسبة، ومحمد عبد الباقي في تحقيق كتاب شواهد التوضيح للمصنف 207.
872- من الطويل قاله ذو الرمة "الديوان ص 605"، وروايته "مثل البعير" فرس شوهاء: طويلة مشرقة، وهي صفة محمودة. تعدو: تجري. الوغى: الحرب، المستلئم: لابس اللأمة، وهي الدرع الحصينة والمرد أنه يحمل سلاحه الفنيق: الفحل الكريم.(3/1284)
{لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} 1.
وأنشد الكوفيون:
873-
فلأحشأنك مشقصا ... أوسا أويس من الهبالة
وجعلوا "أوسا" بدلا من كاف "لأحشأنك"؛ لأن الذئب يقال له: أوس، وأويس.
وجعل البصريون "أوسا" مصدر آس أوسة بمعنى: عوضة.
ثم بينت أن المبدل من اسم استفهام لابد من اقترانه بهمزة الاستفهام كقولي:
..............من أتى؟ أعامر أم معمر؟ ... وما له؟ أدرهم أم أكثر؟
__________
1 جعل الأخفش "الذين خسروا أنفسهم" بدلا من الكاف والميم، وهو ضمير المخاطبين، ولا دليل قاطع في ذلك؛ لأنه يحتمل أن يكون "الذين خسروا أنفسهم مبتدأ مستأنفا، وخبره "فهم لا يؤمنون".
873- من مجزوء الكامل من أبيات قالها الكميت بن زيد الأسدي "الديوان 3/ 34"، ونسبها في اللسان إلى أسماء بن خارجة، والأبيات يصف فيها الشاعر ذئبا طمع في ناقته وتسمى "هبالة"، ورأيت هذا البيت مع بيتين آخرين في ديوان الفرزدق 2/ 607 مع قصتها أحشأنك: أدخل في أحشائك، المشقص السهم العريض. أوسا: مصدر على رأي البصريين كما بينه المصنف بمعنى عوضا. الهبالة: ناقة الشاعر.(3/1285)
ومثله -أيضا: "كيف أصبحت؟ أفرحا أم ترحا"؟.
و"متى سفرك؟ أغدا أم بعده؟، و"كم مالك؟. أمائة أم مائتان"؟.
ثم أشرت بقولي:
وبدل كمستقل جعلا. ... .........................
إلى أن البدل هو الذي قص بما نسب إلى المبدل منه، وأن المبدل منه ذكر توطئة له.
ومن أجل ذلك تكثر إعادة العامل مع البدل دون سائر التوابع، ومنه قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ} 1.
وكذا قوله2 تعالى: {لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ} 3.
فـ"لبيوتهم" بدل اشتمال من: "لمن يكفر".
و"لمن/ آمن" بدل بعض من "للذين استضعفوا".
ومع كون البدل كمستقل: عامله هو عامل المبدل منه عند سيبويه، وإن زعم بعض الناس خلاف ذلك.
__________
1 من الآية رقم "75" من سورة "الأعراف".
2 في الأصل "وكذي".
3 "من الآية رقم "23" من سورة "الزخرف".(3/1286)
من نصوص سيبويه الدالة على ما قلته قوله1:
"هذا باب من الفعل المستعمل في الاسم ثم يبدل مكان ذلك الاسم اسم آخر، فيعمل فيه كما عمل في الأول.
وذلك قولك: رأيت قومك أكثرهم"، فصرح باتحاد عامل البدل، والمبدل منه.
ثم بينت أن الفعل قد يبدل من الفعل، فيشتركان في الإعراب كقوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ} 2. فـ"يضاعف" بدل من "يلق" ولذلك جزم.
ومثله قول الراجز:
874-
إن علي الله أن تبايعا
875-
تؤخذ كرها أو تجيء طائعا
فأبدل "تؤخذ" من "تبايع"، فاشتركا في النصب.
__________
1 كتاب سيبويه 1/ 75.
2 من الآية رقم "68" من سورة "الفرقان".
874-875- رجز من شواهد سيبويه المجهولة القائل "سيبويه 1/ 78، الخزانة 2/ 373، العيني 4/ 199، شرح عمدة الحافظ 106، شرح التسهيل 2/ 193.(3/1287)
باب النداء
مدخل
...
باب النداء: 1
"ص"
وللمنادى الناء أو كالناء "يا" ... وهكذا "أي" و"هيا" ثم"أيا"
وهمزة مفتوحة لمن دنا ... و"وا" بمندوب خصوصا قرنا2
"ش"
حروف التي ينبه بها المنادى عند البصريين خمسة: "يا" و"أيا" و"هيا" و"أيْ" الهمزة:
فمذهب سيبويه3أن الهمزة وحدها للقريب4 المصغي، وغيرها للبعيد مسافة، أو حكمًا.
__________
1سقط العنوان من هـ.
2 هكذا ورد هذا البيت في الأصل أما في باقي النسخ، فقد جاء كما يلي:
والدان همزا ذا انفتاح أعطيا ... وألزم المندوب "وا" أو لفظ "يا"
3 ينظر الكتاب 1/ 325.
4 هـ "للقرب".(3/1288)
ومذهب المبرد1، ومن وافقه أن "أيا" و"هيا" للبعيد، و"أي" والهمزة للقريب، و"يا" لهما.
وزعم ابن برهان أن "أيا" و"هيا" للبعيد، والهمزة للقريب و"أي" للمتوسط، و"يا" للجميع.
وأجمعوا على جواز نداء القريب بما للبعيد على سبيل التوكيد، ومنعوا العكس.
وخصوا "وا"2 بالمندوب، وأجاز المبرد3 استعمالها في نداء البعيد، وزاد الكوفيون في نداء البعيد "آ" و"آي".
"ص"
و"يا" مع "الله"، ومضمر لزم ... ومع ذي استغاثة -أيضًا- حتم
واسم إشارة، وجنس يفرد ... والجنس في التعيين قد يجرد
وذو إشارة كـ"ثوبي حجر" ... و"ذا ارعواء" نحو ذين يندر4
__________
1 ينظر المتقضب 4/ 233.
2 هـ سقط "وا".
3 المقتضب 4/ 233.
4 هكذا ورد هذا البيت في جميع النسخ ما عدا الأصل، فقد جاء هذا البيت في الحاشية، وجاء موضعه في صلب النسخة بيت آخر هو:
كافتد مخنوق، وثوبي حجر ... وقصر ذا على سماع ينصر
وهذا من المواضع التي اختلف رأي المصنف فيها في كتاب واحد، فجاء الأصل برأي وجاءت باقي النسخ برأي آخر.(3/1289)
وغير ذي الخمسة ناده بـ"يا" ... أو غيرها أو أوله تعريا
"ش" يجوز الاستغناء عن حروف النداء إن لم يكن المنادى "الله" ولا مضمرا، ولامستغاثا به، ولا سم إشارة1، ولا اسم جنس مفردا غير معين.
فإن كان أحد هذه الخمسة2 لزمه "يا" نحو: "يا الله" و"يا إياك" و:
876-
يا لبكر انشروا لي كليبا ... .........................
و"يا هذا" [و "يا رجلا" إذا لم يتعين.
فإن قصدت واحد معينا، فالأكثر ألا يحذف الحرف.
وقد يحذف الكلام الفصيح كقول النبي -صلى الله عليه وسلم- مترجما عن موسى -صلى الله عليه وسلم3:
__________
1 هـ سقط "ولا اسم إشارة".
2 هـ "هذه الأربعة".
3 أخرجه مسلم في كتاب الفضائل باب فضائل موسى -صلى الله عليه وسلم- كما أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق.
876- صدر بيت من المديد قاله مهلهل "الأغاني 4/ 194، سيبويه 1/ 318، الخصائص 3/ 229، الخزانة 1/ 300، العقد الفريد 5/ 478، حديث البسوس 52". وعجز البيت:
........................... ... يا لبكر أين أين الفرار
النشر: الإحياء.(3/1290)
"ثوبي حجر".
وكقوله -صلى الله عليه وسلم1:
"اشتدي أزمة تنفرجي".
وفي هذين الحديثين غنى عن غيرهما من الشواهد نثرًا ونظما.
والبصريون يرون هذا شاذا لا يقاس عليه.
الكوفيون يقيسون عليه -وقولهم في هذا أصح.
وكذا2 يجيزون نداء اسم الإشارة بحذف حرف النداء، ويشهد لصحة قولهم قول ذي الرمة:
877-
إذا هملت عيني لها قال صاحبي ... بمثلك هذا لوعة وغرام
__________
1 أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- كما أخرجه في الجامع الصغير ص38. الأزمة: الشدة والقحط.
2 هـ "وكذلك".
877- من الطويل نسبه المصنف لذي الرمة، وهو في ديوانه ص 563 والرواية فيه:
......................... ... هذا فتنة................
هملت عينه: فاض دمعها، اللوعة: وجع القلب من المرض والحب والحزن. والغرام: الحب والشوق، وقال الزجاج: الغرام: أشد العذاب.(3/1291)
ومثله قول الآخر:
878-
إن الأولى وصفوا قومي لهم فبهم ... هذا اعتصم تلق من عاداك مخذولا
ومثله:
879-
ذا ارعواء فليس بعد اشتعال الـ ... ـرأس شيبا إلى الصبا من سبيل] 1
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل وجاء موضعه.
"ويا رجل إذا قصدت واحدا بعينه.
وقد يجاء بهذا الآخر دون "يا" نحو قولهم "أصبح ليل" و"افتد مخنوق". وفي الحديث: ثوبي حجر.
والكوفيون يقيسون على هذا، فيجيزون "غلام هلم" و"هذا تعال".
البصريون لا يقسيون عليه بل يقصرونه على السماع، وقولهم أصح لقلة ما ورد من ذلك، وتابع المتنبي الكوفيين بقوله:
هذي برزت لنا فهجت رسيسا ... ...............................
فاستثقله المحققون من أهل العربية وأنكروه، وحمله بعض متعصبية على أنه أراد هذه البرزة برزت فلم يأت بشيء؛ لأن العرب لا تشير إلى المصدر إلا متبوعا بلفظ المصدر، كقولك: "ضربته ذلك الضرب" و"أهنته تلك الإهانة"، ولا يوجد في كلامهم "ضربته ذلك" و"لا أهنته تلك".
878- من الشواهد المجهولة القائل، وهو من البحر البسيط وقد نسبه المصنف في شرح التسهيل 1/ 100 لرجل من طيئ، ولم ينسبه في شرح عمدة الحافظ، ولا في شواهد التوضيح والتصحيح.
879- من الخفيف قال العيني 4/ 230 لم أقف على اسم قائله. وهو من شواهد الأشموني 3/ 136.
الارعواء: الرجوع. يقال: ارعوى يرعوى ارعواء: نزع وحسن رجوعه.(3/1292)
فإن لم يكن المنادى بعد الخمسة المذكورة فلك بإجماع أن تصبحه "يا" أو غيرها من حروف النداء.
ولك أن تأتي به1 عاريا منها كقوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} 2. و {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي} 3. [و {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي 4 إِلَيْهِ} 5] و {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلان} 6.
"ص" وابن المعرف المنادى المفردا ... على الذي في رفعه قد عهدا
كـ"يا ابن" "يا زيدان" "يا عبدان" "يا ... زيدون" "يا بنون"7 "يا زيد ائتيا"8
__________
1 هـ "تأتي ذو".
2 من الآية رقم "29" من سورة "يوسف".
3 من الآية رقم "151" من سورة "الأعراف".
4 من الآية رقم "33" من سورة "يوسف".
5 هكذا في هـ وسقط ما بين القوسين من باقي النسخ.
6 من الآية رقم "31" من سورة "الرحمن"، الثقلان: الجن والإنس.
7 ط "ينون".
8 هكذا في الأصل وفي ط "يا عيسى عيا"، وفي س ع ك هـ "يا موسى عيا" وفي س، "يا موسى ائتيا".(3/1293)
والمفرد المنكور والمضاف مع ... شبه المضاف النصب فيها يتبع1
كـ"يا فتى خذ بيدي" و"يا أبا2 ... زيد" و"يا مراعيا ما وجبا"3
وكمضاف ما به سميت ذا ... عطف كـ"يا زيدا وعمرا ابن ذا"
المفرد4 المعروف يعم ما كان له تعريف قبل النداء، وما حدث تعريفه في النداء بالقصد إليه.
والمراد هنا بالمفرد5: ما ليس مضافا، ولا شبيها به.
فيدخل في المفرد6 نحو: "يا رجال" و"يا معد يكرب" لعدم الإضافة وشبهها.
والحاصل أن استحقاق المنادى البناء7 بتعريفه وإفراده8.
__________
1 هكذا في الأصل وهـ -وفي س ش ط ع ك "متبع".
2 ط "وأ ي أيا".
3 ط "وجب".
4 هـ سقط "المفرد".
5 هـ "بالمفرد البناء".
6 ع ك "فيدخل في المفرد".
7 هـ سقط "البناء".
8 هـ سقط "وإفراده".(3/1294)
ويبنى على ما كان يرفع به قبل أن ينادي فيقال: "يا زيد". و"يا زيدان". و"يا زيدون" و"يا بنون"1.
كما كان يقال في الرفع2: "جاء زيد" و"ذهب3 الزيدان والزيدون".
ومثلت بـ"يا ابن"4 و"يا زيد"5 و"يا عبدان" و"يا زيدان"6، و"يا زيدون" ويا بنون" ليعلم7 تساوي 8 [الحادث التعريف والسابقة في البناء9] على ما كانا يرفعان به.
وتعريف نحو10: "يا رجل" عند سبيويه11 كتعريف أسماء12 الإشارة؛ لأنه قال: "وصار كالأسماء التي هي للإشارة"13.
__________
1 هـ والأصل سقط "يا بنون".
2 الأصل، وهي "كما كان يقال في رفعه".
3 ع ك سقط "ذهب".
4 ع سقطت الألف من "ابن".
5 ع ك "يا موسى".
6 ع ك سقط "يا زيدان".
7 ع ك "ليعم".
8 في الأصل "ليعلم تساوي المعرفين في بنائهما".
9 سقط ما بين القوسين من الأصل.
10 ع ك سقط "نحو".
11سقط من الأصل "عند سيبويه".
12 ع ك "اسم".
13 ينظر كتاب سيبويه 1/ 309.(3/1295)
وجعل الاستغناء بـ"يا رجل" عن "يا أيها الرجل" نظير الاستغناء بـ"اضرب" عن "لتضرب"1.
ثم بينت أن المنادى إذا لم يجتمع فيه التعريف، والإفراد فحقه النصب وذلك:
إما مفرد نكرة كقول الأعمى، "يا رجلا خذ بيدي".
وإما مضاف نحو: "يا أبانا"2.
وإما شبيه3 بمضاف لكون ما يليه متمما له، بعمل نحو: "يا لطيفا بالعباد"، أو بعطف نحو قولك لمن سمي بـ"زيد وعمرو": "يا زيدا وعمرًا"4.
"ص"
والعلم المضموم قد يفتح في ... نحو: "يا مجاشع بين حنتف"
والضم حتم إن يكن غير علم ... تال "ابن" أو متلوه فيلتزم
كذا إذا لم يل الابن العلما ... كـ"يا سعيد المحسن بن خضما"
__________
1 نفس المرجع والصفحة.
2 من الآية رقم "63" من سورة "يوسف".
3 ع ك هـ "وإما مشبه بمضاف".
4 في الأصل "نحو قولك فيمن سمي بمعطوف ومعطوف عليه: يا زيدا وعمرا".(3/1296)
وألف "ابن" واقع كذا حذف ... خطا وذا دون الندا -أيضا- عرف
مع حذف تنوين الذي قبل "ابن" ... وكـ"ابن": "ابنة" ولا أستثني
وفي الذي يوصف بالبنت ثبت ... وجهان في غير الندا بلا عنت
وقد يعامل الذي "ابن" خبره ... بما لمنعوت ونظم أكثره
وقوله: "من قيس بن ثعلبه" ... ضرورة في سعة مجتنبه
"ش" يجوز في العلم المضموم في النداء أن يفتح إذا وصف بـ"ابن" متصل، مضاف إلى علم نحو: "يا زيد بن عمرو".
ولا يمتنع الضم، وهو عند المبرد أولى من الفتح؛ لأنه أنشد1 بالفتح2:
880-
يا حكم بن المنذر بن الجارود
881-
سرادق المجد عليك ممدود
__________
1ع وك "وأنشد".
2 هـ سقط "بالفتح".
880-881- رجز ينسب إلى رؤبة بن العجاج، وهو في زيادات الديوان ص 172. وينظر: سيبويه 1/ 313، شرح المفصل 2/ 5، العيني 4/ 210، التصريح 2/ 169. اللسان "سردق".
الحكم هذا هو أحد بني المنذر بن الجارود العبدي من عبد القيس بن أقصى بن دعمي.
السرادق: ما أحاط بالشيء من حائط أو مضرب، أو خباء.(3/1297)
ثم قال: "ولو1 قال: "يا حكم بن المنذر" كان أجود"2.
فلو فصل "ابن" أو كان الموصوف به، أو المضاف هو إليه غير علم تعين الضم.
فالفضل نحو: "يا سعيد المحسن بن خضم". وعدم علمية الموصوف نحو: "يا غلام ابن زيد". وعدم علمية المضاف إليه نحو: "يا زيد ابن أخينا".
[ثم نبهت على أن ألف "ابن" تحذف خطا إذا وقع بين علمين على الوجه الذي دعا إليه الفتح3] .
ثم نبهت على أن حذف تنوين منعوت "ابن" لفظا، وألفه خطا لازم في غير النداء إذ كان المنعوت علما متصلا بـ"ابن" [و "ابن" مضافا إلى علم نحو: "جاء زيد بن عمرو".
ثم نبهت على أن كل ما نشأ عن النعت بـ4 "ابن"] ينشأ عن النعت بـ"ابنة"، فيقال: "يا هند بنة قيس" و"جاءت هند بنة قيس" في لغة من يصرف.
__________
1 في الأصل "فلو".
2 ينظر المقتضب 4/ 232.
3 سقط ما بين القوسين من ع.
4 هـ سقط ما بين القوسين.(3/1298)
كما يقال: "يا بن عمرو" و"جاء زيد بن عمرو".
ولا يقال: "يا هند ابنة أخينا". ولا "جاءت هند ابنة أخينا". إلا في لغة من لا يصرف.
كما لا يقال: "يا زيد بن أخينا"، ولا "جاء زيد بن أخينا"؛ لأن شرط ذلك مفقود.
وفي النعت بـ"بنت" في غير النداء وجهان حكاهما سيبويه.
فيقال: "هذه1 هند بنت عمرو" و"هند بنت عمرو" سمع ذلك ممن يصرف "هندا"2.
وأما النعت بـ"بنت" في النداء فلا أثر له.
ثم نبهت على أن المخبر عنه بـ"ابن" قد يعامل معاملة المنعوت فيسقط تنوينه، وأكثر ما يقع ذلك في الشعر كقوله:
__________
1 ع سقط "هذه".
2 قال سيبويه في الكتاب 2/ 148.
"قال يونس: من صرف "هندا" قال: "هذه هند بنت زيد" فنون "هندا"؛ لأن هذا موضع لا يتغير فيه الساكن، ولم تدركه علة، وهكذا سمعت من العرب.
وكان أبو عمرو يقول: "هذه هند بنت عبد الله"، فيمن صرف ويقول: لما كثر في كلامهم حذفوه كما حذفوا "لا أدر" و"لم يك" و"لم أبل" و"خذ" و"كل" وأشباه ذلك. وهو كثير.(3/1299)
882-
لعمرك ما أدري وإن كانت داريا ... شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر
ومما جاء في نثر قراءة غير عاصم والكسائي1: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} 2.
فإنه متبدأ وخبر، و"عزير" منصرف فحذف تنوينه لالتقاء الساكنين، ولشبهه بتنوين3 العلم المنعوت بـ"ابن".
وحذف التنوين هنا أحسن من حذف التنوين في قراءة عبد الوارث4: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ} 5 من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن اتصال "عزير" بـ"ابن"؛ لأنهما جزءا6 جملة
__________
1 هم نافع وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة.
2 من الآية رقم "30" من سورة "التوبة".
3 ع، ك "ولشبه تنوين العلم".
4 عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان أبو عبيدة التنوري العنبري، البصري، إمام حافظ مقرئ، متقن، ثقة ولد سنة 102هـ، وعرض القرآن على أبي عمرو ورافقه، ومات بالبصرة سنة 180هـ "طبقات القراء 1/ 478".
5 الآيتان 1، 2 من سورة "الإخلاص".
وقد نسب هذه القراءة -أيضا- ابن خالويه إلى نصر بن عاصم، وأبو عمرو ص182.
6 ع "جزء".
882- من الطويل واحد من أبيات ثلاث، وردت في ديوان أوس بن حجر ص49، والنحاة ينسبون البيت للأسود بن يعفر.
وقد سبق الحديث مفصلا عن هذا البيت في باب العطف.(3/1300)
واحدة ألزم من اتصال "أحد" بـ"الله"؛ لأنهما من جملتين.
الثاني: أن حذف تنوين1 "عزير" في الإخبار عنه بـ"ابن" شبيه" بحذفه في النعت به.
بخلاف حذف تنوين "أحد".
[الثالث: أن حذف تنوين "عزير" يخلص من ثقل لا يلزم مثله من ثبوت تنوين "أحد"2] .
وذلك أن تنوين "عزير" إذا لم يحذف تحرك لالتقاء الساكنين، فيلزم من تحريكه وقوع كسرة بين ضمتين.
أولاهما في حرف تكرار قبله ياء ساكنة.
ولا يلزم ذلك ولا قريب منه إذا لم يحذف تنوين "أحد".
فكان حذف تنوين "عزير" أحسن وأولى.
وإنما حكمت بإنصراف "عزير"؛ لأن عاصما والكسائي قرآ به، فصح كونه منصرفا.
إما؛ لأنه عربي الأصل، وإما؛ لأن أصله "عازر" أو "عيزار"، ثم صغر تصغير الترخيم حين عرب فصرف لصيرورته ثلاثيا.
ولا اعتداد بياء التصغير؛ لأن "نوحا" لو صغر لبقي مصروفا.
__________
1 هـ سقط "تنوين".
2 هـ سقط ما بين القوسين.(3/1301)
ولأن سيبويه حكى في تصغير إبراهيم" و"إسماعيل" "بريها"1، "سمعيا" مصروفين"2.
ثم بينت أن تنوني العلم المنعوت بـ"ابن" متصل مضاف إلى علم قد ثبت في الضرورة كقول الراجز:
883-
جارية من قيس بن ثعلبه
884-
كأنها حلية سيف مذهبه
"ص"
واضمم أو انصب ما اضطرارا3 نونا ... مما له استحقاق ضم بينا
__________
1 هـ سقط "بريها" ع "بريهما".
2 قال سيبويه في الكتاب 2/ 134 -يتحدث عن الخليل:
"وزعم أنه سمع في "إبراهيم" و"إسماعيل": "بريه" و"سميع".
3 ط "اضطرار".
883-884- هذا رجز ينسب للأغلب العجلي من أرجوزة يذكر فيها امرأة كان يهاجيها تسمى "كلبة"، وقد عناها بقوله "جارية".
وورد البيت الثاني بروايات مختلفة منها ما ذكر المصنف هنا.
ومنها: تزوجت شيخا غليظ الرقبة.
ومنها: كريمة أنسابها والعصبة.
ومنها: كرمية أخوالها والعصبة.
ومنها: بيضاء ذات سرة مقببة.
وقيس بن ثعلبة بن عكابة قبيلة عظيمة معروفة.
"سيبويه 2/ 148، المقتضب 2/ 315، الخصائص 2/ 391 ابن الشجري 1/ 382، ابن يعيش 2/ 6، المقرب 147، الخزانة 1/ 332، همع الهوامع 1/ 176".(3/1302)
والضم فيما كان منه علما ... أولى، وغيره بعكس فاعلما1
قد تقدم أن المنادى المستحق للضم ضربان:
أحدهما: علم.
والآخر: اسم جنس قصد تعينه2.
والمراد هنا التنبيه على ما يعاملان به إذا اضطر إلى تنوينهما. فأشرت إلى أن فيهما وجهين:
أحدهما: الضم تشبيها بمرفوع اضطر إلى تنوينه، وهو مستحق لمنع الصرف.
والثاني: النصب تشبيها بالمضاف لطوله بالتنوين.
وبقاء الضم في العلم أولى من النصب، والنصب في غير العلم أولى من الضم؛ لأن سبب البناء في العلم أقوى منه في اسم الجنس المعين.
ولأن نصب العرب العلم المضطر إلى تنوينه قليل، ونصبهم اسم الجنس المضطر إلى تنوينه كثير.
ولم يسمع سيبويه3 في قول الشاعر:
__________
1 س، ش، ع، ك "علما".
2 ع ك "تعيينه".
3 ينظر الكتاب 1/ 313 قال سيبويه: "وكان عيسى بن عمر يقول: "يا مطرا" يشبهه بقوله: "يا رجلا" ولم نسمع عربيا يقوله، وله وجه من القياس إذا نون وطال كالنكرة".(3/1303)
885-
سلام الله يا مطر عليها ... وليس عليك يا مطر السلام
إلا الرفع. وروي قول الشاعر:
886-
ضربت صدرها إلي وقالت: ... يا عديا لقد وقتك الأواقي
بالنصب ومثله قول الآخر:
__________
885- من الوافر من قصيدة للأحوص الأنصاري "عبد الله بن محمد" "الديوان 173"، وقد ذكر العيني القصيدة التي منها الشاهد.
قال الأعلم في شرح أبيات سيبويه:
وهذا مذهب الخليل وأصحابه.
"وأبو عمرو، ومن تابعه يختارون النصب مع التنوين.
لمضارعته النكرة بالتنوين ...
وكلا المذهبين مسموع من العرب".
886- من الخفيف ينسب إلى عدي بن ربيعة، وهو المهلهل "أمالي الشجري 2/ 9، جمل الزجاجي 166، الأغاني 4/ 147، المقتضب 4/ 214، الخزانة 2/ 143، العيني 4/ 211"، ورواه القالي في الأمالي 1/ 300،
رفعت رأسها............. ... .........................
وقال الصاغاني في التكملة: ليس البيت لمهلهل، وإنما هو لأخيه عدي.(3/1304)
887-
......................... ... يا عديا لقلبك المهتاج
وأما1 اسم الجنس المعين2 بالقصد، فقلما ورد إلا منصوبا كقول الشاعر:
888-
أعبدا حل في شعبي غريبا ... ألؤما لا أبا لك واغترابا
ومن الوارد مضموما قول الشاعر:
889-
ليت3 التحية كانت لي فأشكرها ... مكان "يا جمل": "حييت يا رجل"
__________
1 هـ سقط "وأما".
2 ع سقط "المعين".
3 هـ سقط "ليت"، وترك الكاتب فراغا مكان الكلمة، لعل النسخة التي اعتمد عليها الناسخ كانت مخرومة.
887- شطر بيت من الخفيف، استشهد به المبرد في المقتضب 4/ 215، ولم يعزه لقائل، ولم يذكر له تتمة، وسار المصنف على نهجه.
وقد نسب في حاشيته على النسخة ك إلى المثقب العبدي، ولم أجده في ديوانه، المهتاج: الثائر.
888- من الوافر قاله جرير "الديوان 62" يعير العباس بن يزيد الكندي بحوله في "شعبي"؛ لأنه كان حليفا لبني فزارة، وشعبي من بلادهم "معجم البلدان، شعبي".
وقد مر الحديث عن هذا البيت في "باب المفعول المطلق".
889- من البسيط من قصيدة لكثير عزة "الديوان 1/ 159 سببها أن محبوبته هجرته، وحلفت لا تكلمه، فلما تفرق الناس من "منى" لقيته فحيت جمله، ولم تحيه فقال:
حيتك عزة بعد الهجر وانصرفت ... فحي -ويحك- من حياك يا جمل
ليت التحية ... ... ويروى "يا جملا" -بالنصب.(3/1305)
هكذا الرواية المشهورة "يا جمل"1 -بالضم- والله أعلم2.
"ص"
وباضطرار خص جمع "يا" و"آل" ... إلا مع "الله" ففيه يحتمل3
والأكثر "اللهم" بالتعويض ... وشذ "يا اللهم" في قريض
نحو: "إذا ما حدث ألما ... أقول: يا اللهم يا اللهم"4
وفي الذي كـ"الشهم زيد" علما ... عمور بجمع "يا" و"آل" قد حكما
لا يجتمع "يا" والألف واللام في غير الاضطرار إلا مع "الله" خاصة؛ لأن الألف واللام لا يفارقانه بوجه ما فكانتا فيه بمنزلة
__________
1 ع ك هـ سقط "يا جمل".
2 سقط "والله أعلم" من الأصل وهـ.
3 س، ش، ع، ك "محتمل".
4 سقط هذا البيت من س، ش، ط، هـ والأصل، وورد فقط في ع، ك.(3/1306)
الحروف الأصلية، وإذا دخلت عليهما "يا" قيل: "يا الله"، -بالوصل- و"يا ألله" -بالقطع.
والأكثر أن يقال: "اللهم" فتجعل الميم المشددة عوضا من "يا".
ولكونها عوضا منها لم يجمع بينهما1 إلَّا في اضطرار2 كقول الراجز3:
890-
إني إذا ما حدث ألما
891-
أقول يا اللهم يا اللهما
__________
1 هـ "بينها".
2 هـ "في الاضطرار".
3 في الأصل "كقول الشاعر الراجز".
890-891- هذا رجز اختلف في نسبته وروايته، فقد نسبه قوم إلى أبي خراش وليس في شعره، ونسبه آخروه إلى أمية بن أبي الصلت، وليس في ديوانه.
واضطراب البغدادي ففي 3/ 229 نسبه لأبي خراش، وفي 1/ 358 أنكر ذلك وقال: "هذا البيت المتداول في كتب العربية لا يعرف قائله ولا بقيته"، ثم قال: وعم العيني 4/ 216، أنه لأبي خراش الهذلي وقال: وقبله:
إن تغفر الله تغفر جما
وأي عبد لك لا ألما
قال البغدادي: وهذا خطأ...."
أما عن روايته فقد روي بروايات منها "دعوت اللهما"، وهي رواية المبرد في المقتضب 4/ 242.
وروي "إني إذا ما مطعم ألما"، وهي رواية قطرب أثبتها صاحب اللسان 17/ 392.(3/1307)
وقد شبه الألف واللام للزومهما1 في "التي" بالألف واللام في "الله" من قال:
892-
من أجلك يا التي تيمت قلبي ... وأنت بخيلة بالوصل عني
وأما قول الآخر:
893-
فيا الغلامان اللذان فرا
894-
إياكما أن تكسبانا شرا
فمحمول على أنه أراد: "فيأيها الغلامان"؛ لأن الألف واللام في "الغلامان"2 لا يشبهان الألف واللام في "الله".
والبغداديون [يقيسون على هذا فيجزون "يا الرجل".
ويقولون: "لم نر موضعا يدخله التنوين3] يمتنع من
__________
1 ع، ك "في لزومهما".
2 هـ والأصل "في الغلام".
3 هـ سقط ما بين القوسين.
892- من الوافر لا يعلم له قائل ولا ضميمة "سيبويه 1/ 310 الخزانة 1/ 358، الإنصاف 209 ابن يعيش 2/ 8، همع 1/ 174، الخزانة 1/ 358".
893-894- رجز لا يعلم قائله "أسرار العربية 230، شرح التسهيل 2/ 202، شرح المفصل 2/ 9، همع الهوامع 1/ 174، العيني 4/ 215، الخزانة 1/ 358، البهجة المرضية 133، المكودي وابن حمدون 2/ 37".(3/1308)
الألف واللام.
[وأجاز سيبويه اجتماع "يا" و"ال" فيما سمي به من نحو: "الرجل ينطلق"1.
وإليه أشرت بقولي:
وفي الذي كـ"الشهم زيد" علما ... ...................2]
__________
1 قال سيبويه 2/ 68.
"وإذا سميت رجلا "الذي رأيته" أو"الذي رأيت" لم تغيره عن حاله قبل أن يكون اسما.
ولو سميته "الرجل منطلق" جاز أن تناديه تقول: "يا الرجل منطلق".
لأنك سميته بشيئين كل واحد منهما اسم تام.
والذي مع صلته بمنزلة اسم واحد نحو "الحارث".
وأما "الرجل منطلق" فبمنزلة "تأبط شرا"؛ لأنه لا يتغير عن حاله؛ لأنه قد عمل بعضه في بعض".
وكان سيبوبه قد قال 1/ 309.
"وزعم الخليل -رحمه الله- أن الألف واللام إنما معنهما أن يدخلا في النداء من قبل أن كل اسم في النداء مرفوع معرفة، وذلك أنه إذا قال: "يا رجل" و"يا فاسق"، فمعناه كمعنى "يأيها الفاسق" و"يأيها الرجل".
وصار معرفة؛ لأنك أشرت إليه وقصدت قصده، واكتفيت بهذا عن الألف واللام، وصار كالأسماء التي هي للإشارة نحو "هذا" وما أشبه ذلك، وصار معرفة بغير ألف ولام؛ لأنك إنما قصدت شيء بعينه، وصار هذا بدلا في النداء من الألف واللام، واستغنى به عنهما".
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.(3/1309)
فصل:
"ص"
تابع ذي الضم المضاف دون "ال" ... ألزمه نصبا، واعص من رفعا نقل
وما سواه ارفع أو انصب، واجعلا ... كمستقل نسقا1 وبدلا
وإن يك المنسوق2 مقرونا بـ"أل" ... فهو برفع أو بنصب يحتمل
وسيبويه3 والخليل فضلا ... رفعا، ونصبا يونس وابن العلا
كـ"يونس": "محمد" في كـ"الصنع" ... وهو كسيبويه فيما كـ"اليسع"
ونحو "زيد" في النداء إن نسقا4 ... ينصب عند المازني مطلقا
وتابع المضاف غير البدل ... والنسق5 الذي كـ"عمرو وعلي"
ينصب حتما6 نحو: "يا ابني الشهم يا ... فتاي نفسه" وبالكاف ائتيا
__________
1 ط "أو".
2 ط "المسبوق".
3 هـ سقط الواو من "والخليل".
4 هـ "إن سبقا".
5 هـ "والسبق".
6 هـ سقط "حتما".(3/1310)
إن شئت فالحضور في أمثال ذا ... والغيب جائزان فادر المأخذا1
"ش" حق تابع المنادى المضموم أن ينصب، مفردا كان أو غير مفرد؛ لأن متبوعه مبني اللفظ منصوب المحل.
فما نصب منه فعلى الأصل.
وما رفع فلشبه متبوعه بمرفوع في اطراد الهيئة.
ولا يرفع إلا وهو مفرد، أو مضاف يشبه2 المفرد لكون إضافته غير محضة نحو: "يا زيد الحسن الوجه".
ولأصالة نصب التابع في هذا الباب فضل على الرفع بأن اشترك معه في التابع المفرد والشبيه به.
وخص بالتابع المضاف إضافة محضة، وإلى هذا الاختصاص أشرت بقولي:
تابع ذي الضم المضاف دون "أًلْ" ... ألزمه نصبا...................
__________
1 هكذا في الأصل فقط أما باقي النسخ، فقد سقط هذان البيتان وجاء موضعهما:
ينصب حتما نحو "يا ابني الأكبرا" ... وأعط غيبا أو حضورا مضمرا
يلي مؤكد الندا كـ"يا مضر ... كلهم" أو "كلكم" فادر الصور
وقد أثبت هذان البيتان في الحاشية من نسخة الأصل.
2 هـ "شبه".(3/1311)
وأشرت بقولي:
....وأعص من رفعا نقل
إلى ما يراه أبو بكر بن الأنباري من جواز رفع صفة المضموم إذا كانت مضافة، وإلى ما روى1 ابن خالويه من أن الأخفش حكى: "يا زيد بن عمرو" -بضم النون.
فهذه من الشاذ الذي لا يلتفت إليه، ولا يعرج عليه.
ثم قلت:
وما سواه ارفع أو2 انصب ... ..........................
أي: ما سوى المضاف المجرد من "أل".
فدخل في ذلك المفرد، والمضاف والمقرون بـ"ال" فلهما النصب حملا على المواضع، والرفع حملًا على اللفظ لشبهه بالمرفوع.
فيقال: "يا زيد الحسن، والكريم الأب" -بالرفع3.
و"يا زيد الحسن، والكريم الأب" -بالنصب.
وإنما لحق هذا المضاف بالمفرد في جواز الرفع؛ لأن إضافته غير محضة فعومل المفرد. وقد تناول التابع من
__________
1 ع ك "ما رواه".
2 هـ "وانصب".
3 هـ سقط "بالرفع".(3/1312)
قولي:
تابع ذي الضم....... ... ...................
ما قصد من نعت نحو: "يا زيد الحسن والحسن".
ومن توكيد نحو: "يا تميم أجمعون، وأجمعين".
1 ومن عطف بيان نحو: "يا غلام بشر، وبشرا".
وأوهم تناول ما لم يقصد، وهو البدل، والمعطوف نسقًا. فإنهما مفتقران إلى كلام يخصهما.
وذلك أن البدل كله، والمنسوق الخالي من "ال" حكمهما 2 في الإتباع حكمهما في الاستقلال.
ولا فرق في ذلك بين الواقع بعد مضموم، والواقع بعد منصوب.
فما كان منهما مفردا ضم كما يضم لو وقع بعد "يا".
وما كان منهما مضافا نصب كما ينصب بعد "يا".
وإنما كانا كذلك؛ لأن البدل يقدر معه مثل عامل المبدل منه.
والمعطوف بحرف شبيه به لصحة تقدير العامل قبله، ولاستحسان ظهوره توكيدا، كما يظهر مع البدل.
__________
1 ع ك "أو من عطف بيان".
2 هـ "حكمها".(3/1313)
فإن قرن المعطوف بـ "ال" امتنع تقدير حرف النداء قبله، أشبه النعت، وجاز يه الرفلع والنصب 1، كما يجوز في النت المفرد، واختلف في المختار منهما.
فقال الخليل، وسيبويه2، والمازني: هو الرفع.
وال أبو عمرو، وعيسى بن عمر، ويونس، والجرمي:
النصب وقال محمد بن زيد المبرد3: إن كانت "ال" معرفة كما هي ي "الصنع"4 فالمختار: النصب؛ لأن المعرف باألف والام يشبه5 المضاف.
__________
1 ع ك "وجاز فيه النصب والرفع".
2 ينظر الكتاب 1/ 305.
3 جاء في المقتضب 4/ 12، وما بعدها:
فإن عطفت اسما فيه ألف ولام على مضاف أو مفرد فإن فيه اختلافًا:
أما اخليل وسيبويه والمازني فيخارون ارفع فيقولون: "يا زيد والحارث أقبلا".
أبو عمرو، وعيسى بنعمر، ويونس، وأبو عمر الجرمي فيختارون النصب ...
ثم قال المبرد؛ وكلا القولين حسن. والنصب عندي حسن على قراءة الناس ...
وبهذا يعلم أن المبرد لم يفصل التفصيل الذي ذكره الصنف، وإنما الذي أورده هذا: ابن يعيش في شرح المفلصل 2/3، وابن السراج في الأصول 1/ 409.
وينظر في هذه المسألة: شرح الكافية للرضي 1/ 127.
4 الرجل الصنع: الحاذق الدرب بالصع.
5 ع "شبيه".(3/1314)
وإن كنت غير معروفة كما هي في "اليسع" فالمختار: الرفع؛ لأن الألف واللام إذا لم تعرف1 لم يشبه ما هي فيه المضاف.
ثم أشرت بقولي:
ونحو "زيد" في الندا إن نسقا ... ينصب عند المازني مطلقا
إلى أن المازني يجيز أن يقال: "يا زيد وعمرا" و"يا عبد الله" وزيد". [وهذا مذهب الكوفيين.
قال ابن السراج:
"وزعم أبو عثمان أنه يجوز: "يا زيد وعمرا2] أقبلا" على الموضع- كما جاز: "يا زيد زيدا أقبل" -بعطف "زيدا" الثاني على الموضع عطف بيان"3.
ثم أشرت إلى أن المنادى المضاف يجب نصب تابعه؛ لأن رفع التابع إنما جاز إذا كان لفظ متبوعه شبيها4 بالمرفوع.
واستثنيت البدل؛ لأنه لا ينصب إلا إذا5 كان مضافا.
والمعطوف الذي كـ"عمرو"؛ لأنه لا ينصب إلا عند
__________
1 الأصل "يعرف".
2 هـ سقط ما بين القوسين.
3 أصول ابن السراج 1/ 454.
4 هـ "شبها".
5 ع ك "إن كان مضافا".(3/1315)
المازني، والكوفيين كما سبق.
ثم أشرت إلى أن للمنادى اعتبار حضور من قبل ما عرض له من المواجهة، واعتبار غيبة؛ لأنها الأصل.
فباعتبار العارض يقال: "يا تميم1 كلكم" و"يا زيد نفسك".
وباعتبار الأصل يقال: "يا تميم2 كلهم" و"يا زيد نفسه". وقد اجتمع الاعتباران في قول الشاعر:
895-
فيأيها المهدي الخنا من كلامه ... كأنك يضعو في إزارك خرنق
"ص"
و"أيها" وصل ندا ما فيه "أل" ... والتاء في التأنيث زد تكف العذل
و"ها" لتنبيه وما بعد صفه ... يلزمها الرفع لدى ذي المعرفه
__________
1 هـ "يا مضر".
2 ع ك هـ "مضر".
895- من الطويل لم ينسب إلى قائل معين، ورواية السيوطي في الهمع 2/ 134.
.................... ... .........في ثيابك ...
يضغو: يصوت.
خرنق: بكسر الخاء المعجمة، والنون: ولد الثعلب.(3/1316)
والمازني نصبها أجاز1 لا ... نقلا، ولكن بقياس عملا
وهي لدى الأخفش تكميل صله ... و"أي" موصول حر بالتكمله2
و"أيهذا" "أيها الذي" ورد ... ووصف "أي"بسوى هذا يرد
ومثل "أي" ما به أشرت في ... لزوم رفع صفة لا تكتفي
بدونها، وما بدون الوصف تم ... حين ينادى انعته نعتك العلم
وتابع التابع محمول على ... ما جازه في لفظه محصلا
كـ"أيها الجاهل ذو التنزي ... لا توعدني حية3 بالنكز"
"ش" إذا قلت: "أيها الرجل" فـ"أي"4 و"الرجل" كاسم واحد.
__________
1 س ش ط ع ك "جوز".
2 سقط هذا البيت من الأصل، ومن س وش وط وهـ.
3 ع "حبة".
4 هـ "وأي".(3/1317)
و"أي" مدعو، والرجل" نعت له ملازم؛ لأن "أيا" مبهم لا يستعمل بغير صلة إلا في الجزاء1 أو الاستفهام.
فلما لم يوصل ألزم الصفة لتبينه كما تبينه2 الصلة.
و"ها": حرف تنبيه.
فإذا قلت: "أيها3 الرجل" لم يصلح في "الرجل" إلا الرفع؛ لأنه المنادى حقيقة، و"أي" متوصل به إليه.
وإن قصد مؤنث زيدت التاء كقوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} 4.
وأجاز المازني، والزجاج نصب صفة "أي" قياسا على صفة غيره من المناديات المضمومة.
وقد يوصف "أي" باسم إشارة أو موصول فيه الألف، واللام كقوله تعالى:5 {وَقَالُوا 6 يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} 7.
__________
1 هـ "في الخبر".
2 ع ك "بينته".
3 هـ "يأيها".
4 الآية رقم "27" من سورة "الفجر".
5 الآية رقم "6" من سورة الحجر.
6 سقط من الأصل "قالوا".
7 سقط من الأصل "إنك لمجنون".(3/1318)
وكقول الشاعر:
896-
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه ... لأمر نحته عن يديه المقادر
ومن وصف "أيا" بغير ما أشرت إليه فقد أخطأ.
وإلى ذا1 أشرت بقولي:
..................... ... ووصف "أي" بسوى هذا يرد
ويجوز أن توصف2 صفتها، ولا تكون إلا مرفوعة: مفردة كانت أو مضافة كقول الراجز:
897-
يأيها الجاهل ذو التنزي
898-
[لا توعدني حية بالنكز] 3
ومثل "أي" في لزوم رفع صفتها، وعدم الاستغناء عنها صفة اسم الإرشاة إذا جعل سببا إلى نداء ما فيه الألف واللام،
__________
1 ع ك "ذلك".
2 في الأصل "يوصف".
3 سقط من ع وك.
896 - هذا بيت من الطويل قاله ذو الرمة "الديوان 338" الباخع: القاتل، نحته المقادر: حرفته.
897-898- هذا رجز لرؤبة "الديوان ص 63".
التنزي: التسرع والتوثب. وقيل في الشر خاصة.
النكز: نكزته الحية لسعته بأنفها، فإذا عضته قيل: نشطته.(3/1319)
كما فعل بـ"أي". فتقول: "يا هذا الرجل" -بالرفع لا غير- إذا أردت ما أردت بقولك: "يأيها الرجل".
فإن قدرت الوقف على هذا ولم تجعله وصلة، وكان مستغنيا بإفراده جاز نصب صفته ورفعها.
وهذا أردت بقولي:
............. وما بدون الوصف تم ... حين تنادي انعته نعتك العلم1
"ص"
وبانتصاب الثان فه والأول ... من "زيد زيد اليعملات الذبل"
ونحوه وإن ضممت الأولا ... والثاني منصوب فعلت الأمثلا
"ش" إذا كرر2 اسم مضاف في النداء نحو قول الراجز:
899-
يا زيد زيد اليعملات الذبل
900-
تطاول الليل عليك فانزل
__________
1 حاشة في الأصل:
"واستغنى عن صفة اسم الإرشاة في النداء في قول الشاعر:
أيهذان كلا زاديكما ... ودعاني واغلا فيمن وغل
تمت".
2 ع ك "تكرر".
899-900- هذا رجز ينسب إلى عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- "الديوان ص99-100". =(3/1320)
فلا بد من نصب الثاني.
وفي الأول وجهان: الضم، والفتح.
فإن ضم؛ فلأنه منادى مفرد معرفة، ونصب الثاني حينذ؛ لأنه منادى مضاف، أو توكيد، أو عطف بيان، أو بدل، أو منصوب بإضمار "أعني".
وإن فتح الأول فهو على مذهب سيبويه1: منادى مضاف إلى ما بعد الثاني، والثاني مقحم بين المضاف والمضاف إليه.
ومذهب المبرد2 أن الأول منادى مضاف إلى محذوف دل عليه الآخر.
__________
= ولكنه نسب في كتاب سيبويه 1/ 315 إلى بعض ولد جرير، ونسب في الكامل 7/ 146 لعمر بن لجأ.
زيد: قيل هو زيد بن أرقم، وكان في حجر عبد الله بن رواحة يتيمًا.
اليعملات: الإبل القوية على العمل.
الذبل: الضامرة من طول السفر.
1 ينظر الكتاب 1/ 314.
2 قال المبرد في المقتضب 4/ 227 وما بعدها:
"هذا باب الاسمين اللذين لفظهما واحد والآخر مضاف، وذلك قولك: "يا زيد زيد عمرو" و"يا تيم تيم عدي".
فالأجود في هذا أن تقول: "يا تيم تيم عدي" فترفع الأول؛ لأنه مفرد، وتنصب الثاني؛ لأنه مضاف، وإن شئت كان بدلا من الأول، وإن شئت كان عطفا، عليه عطف البيان. فهذا أحسن الوجهين. والوجه الآخر أن تقول: يا تيم تيم عدي، ويا زيد زيد عمرو ...
ثم قال المبرد: وينشدون هذا البيت لجرير على الوجهين وهو قوله:
يا تيم تيم عدي لا أبا لكم ... لا يلقينكم في سوأة عمر
والأجود يا تيم تيم عدي -لأنه لا ضرورة فيه ولا حذف، ولا إزالة شيء عن موضعه".(3/1321)
والثاني مضاف إلى الآخر، ونصبه من خسمة أوجه -كما سبق".
ومن النحويين من جعل الاسمين عند فتح الأول مركبين تركيب "خمسة عشر"1.
__________
1 يقصد المصنف بذلك السيرافي، فقد قال عند شرحه لقول سيبويه "هذا باب يكرر فيه الاسم في حال الإضافة، ويكون الأول بمنزلة الآخر....".
قال السيرافي.
"وعندي وجه ثالث لم أعلم أحد ذكره، وهو قوي في نفسي، وذلك أن تجعل أصله: "يا زيد زيد عمرو"، فيكون زيد عمر الثاني نعتا للأول مثل قولنا: "يا زيد بن عمرو" ثم تتبع حركة الأول المبني حركة الثاني المعرب".(3/1322)
فصل في: المنادى المضاف إلى ياء المتكل م 1
"ص"
واجعل2 منادى إن أضفته لـ"يا" ... كـ"عبد" "عبدي" "عبد" "عبدا" "عبديا"
والضم مع نية ياء النفس قد ... رووا كـ"رب السجن" فاحفظ3 ما ورد
و"يا بني" "يا بني" في "بني" ... قل وسوى هذين ممنوع لدي
"ش" حذف الياء التي أضيف إليها المنادى أكثر من ثبوتها، وثبوتها ساكنة أكثر من ثبوتها متحركة، وقلبها ألفا أكثر من حذف الألف، وإبقاء الفتحة دليلا عليها.
فهذه خمسة أوجه.
وذكروا -أيضا- وجها سادسا وهو الاكتفاء من الإضافة بنيتها، وجعل الاسم مضوما كالمنادى المفرد، ومنه قراءة بعض القراء4: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ} 5.
وحكى يونس عن بعض العرب: "يا أم لا تفعلي"6.
وبعض العرب يقول: "يا رب اغفر لي" و"يا قوم لا تفعلوا".
وإذا كان آخر المضاف إلى ياء المتكلم ياء مشددة كـ
__________
1 هـ "سقط العنوان".
2 ط "فاجعل".
3 س ش ط ع ك "فاعرف".
4 لم أعثر على سم هذا القارئ، وإن كان ابن جني في المحتسب نسب قراءة مثلها إلى أبي جعفر في الآية رقم "112" من سورة "الأنبياء"، وهو قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} .
5 من الآية رقم "33" من سورة "يوسف".
6 ينظر كتاب سيبويه 2/ 317، 318.(3/1323)
"بني" قيل: "يا بني" و"يا بني" -لا غير:
فالكسر على التزام حذف ياء المتكلم فرارا من توالي الياءات مع أن الثالثة كان يختار حذفها قبل وجود1 الثنتين، وليس بعد اختيار الشيء إلا لزومه.
والفتح على وجهين:
أحدهما: أن تكون ياء المتكلم أبدلت ألفا ثم التزم حذفها؛ لأنها بدل مستثقل2.
الثاني: أن تكون3 ثانية ياءي "بني" حذفت4، ثم أدغمت أولاهما في ياء المتكلم ففتحت؛ لأن أصلها الفتح، كما فتحت5 في "يدي"، ونحوه. والله أعلم6.
"ص"
وفتح أو كسر وحذف اليا اشتهر7 ... في "يا ابن أمي" "يا ابن عمي" وندر
كسر وفتح مع ياء أو ألف ... كـ"يا ابن أمي" "ابنة عما" فاعترف
"ش" إذا نودي المضاف إلى مضاف إلى ياء المتكلم لم تحذف الياء، كما تحذف إذا نودي المضاف إليها؛ لأنها إذا نودي
__________
1 ع، ك "دخول الثنتين".
2 هـ "مستقل".
3 في الأصل "يكون".
4 سقط "حذفت" من الأصل.
5 هـ "حذفت".
6 هـ والأصل سقط "والله أعلم".
7 هـ "استمر".(3/1324)
المضاف إليها أشبهت التنوين لوقوعها موقعه1، فحذفت كما يحذف2؟
فإذا كان المنادى مضافا إلى مضاف إليه لم تحذف لعدم وقوعها موقع تنوين منادي. فيقال: "يا ابن أخي" و"يا ابن خالي".
وكان أصل "ابن الأم"3 و"ابن العم" إن يقال فيهما4: "يا ابن أمي" و"يا ابن عمي" إلا أنهما كثر5 استعمالهما في النداء، فخصا بحذف الياء، وبقاء الكسرة دليلا عليها في قول من قال: "يا ابن أم" و"يا ابن عم".
وبإبدال الياء ألفا وحذفها، وبقاء الفتحة دليلا عليها في قول من قال: "يا ابن أم" و"يا ابن عم".
ولا يكادون يثبوت الياء والألف6 إلا في ضرورة كقول الشاعر:
901-
يا ابن أمي ويا شقيق نفسي ... أنت خليتني لدهر شديد
__________
1 هـ "لوقوعه موقعه".
2 الأصل "تحذف".
3 هـ "اللام".
4 ع ك "فيها".
5 هـ "لم يكثر".
6 هـ سقط "والألف".
901- هذا بيت من الخفيف قاله أبو زبيد الطائي "الديوان ص48"، والرواية في الديوان. =(3/1325)
وكقول الراجز:
902-
يا ابنة1 عما لا تلومي واهجعي
"ص"
"أبت" أو2 "أبت" في "أبي" شهر ... والتاء للتعويض من ذي3 اليا ذكر
لذا4 أبوا "يا أبتي" و"أبتا" ... ما فيه من مد لبعض ثبتا
ومثل هذا قد فشا مطردا ... في كل ما ناديته إن بعدا
__________
=
يا ابن حسناء شق نفسي يالجـ ... لاج خليتني لدهر شديد
وهو من قصيدة قالها أبو زبيد في رثاء ابن أخته اللجلاج الذي مات عطشا في طريق مكة.
ورواية المصنف هي رواية سيبويه 1/ 319، والزجاجي في الجمل 173، والشجري في الأمالي 2/ 20، وصاحب اللسان "شقق"، وفرائد القلائد 312، وهمع الهوامع 2/ 54، والتاج "شقق" والدر اللوامع 2/ 70.
خليتني: تركتني وحيدا.
1 ع "يا بنت".
2 ع "وأبت".
3 س ش ك "ذا اليا".
4 هو "كذا".
902- من أرجوزة لأبي النجم العجلي "النوادر 19، ابن يعيش 2/ 12، 13 العيني 4/ 224، همع الهوامع 2/ 54. الهجوع: النوم ليلا. كأنها كانت تلومه بالليل.(3/1326)
ومثل "يا أبت" يا أمت"1 جا ... في كل ما ذكرت فادر المنهجا
التاء في "يا أبت"2 تاء تأنيث3 عوضت من ياء المتكلم، وكسرها أكثر من فتحها، وبفتحها قرأ ابن عامر. وقرأ الباقون بكسرها.
ولكونها تاء تأنيث وقف بإبدالها هاء ابن كثير وابن عامر.
ووقف الباقون بالتاء4 مراعاة للرسم، ولكونها عوضا من الياء لم يجمع بينهما لفظا.
وقولهم: "يا أبتا": الألف فيه هي الألف التي يوصل5 بها آخر المنادى إذا كان بعيدا، أو مستغاثا به، أو مندوبا.
وليست بدلا من ياء المتكلم كما هي في، "يا حسرتى"6 "ويا أسفى"7؛ لأن ياء8 المتكلم لا تجامع هذه التاء فلا تجامع9 بدلها.
وقالوا -أيضا- في الأم: "يا أمت" كما قالوا في الأب "يا أبت".
__________
1 س ش ك "يا أبت".
2 من الآية رقم "4" من سورة "يوسف".
3 هـ سقط "تاء تأنيث".
4 في الأصل "بالياء".
5 هـ "توصل".
6 من الآية رقم "56" من سورة "الزمر".
7 من الآية رقم "84" من سورة "يوسف".
8 هـ سقط "ياء".
9 هـ "لا تحتاج".(3/1327)
فصل: الأسماء المختصة بالنداء
"ص"
وخص بالنداء أسماء فقل ... "فلة" للأنثى1 وفي التذكير "فل"
و"ملأم" لؤمان"2 "ملأمان" ... كذاك "نومان" و"مكرمان"
كذا الذي إلى "فعال" عدلا ... في سب الأنثى3 وقياسا جعلا
عند أبي بشر كـ"يا خباث" ... والأمر هكذا من الثلاثي
والكسر حتم فيها و"فعل" ... سب مذكر منادى يجعل
نقلا وبعض ما مضى قد يرد ... غير منادى مثل ما قد أنشدوا
__________
1 ط "في الأنثى".
2 ط "لومان".
3 س ش ع ك "أنثى".(3/1328)
"في لجة أمسك فلانا عن فل" ... ونحو ذا اخصص باضطرار تعدل
وقيل: "يا هن" و"يا هناه" ... كذاك "يا هنت" و"يا هنتاه"
وأصل ذا الهاء سكون وكسر ... وضم -أيضا- بشذوذ اغتفر
"هنان" "هنتان" المثنى وجمع ... "هنون" مع "هنات" فاسمع وأطع
والحركات أشبع إن شئت وزد ... ها السكت ساكنا وفي وقف1 يرد
"ش" خصوا بالنداء أسماء لا تستعمل في غيره إلا في ضرورة2.
فمن ذلك قولهم للرجل: "يا فل" -بمعنى يا فلان.
وللمرأة "يا فلة" -بمعنى يا فلانة.
وقولهم: "يا فلة" دليل على أن "يا فل" ليس ترخيم "يا3 فلان". مع أنه لو كان ترخيما لوجب أن يقال فيه: "يا فلا" كما يقال في "عماد": "يا عما"؛ لأن الترخيم لا يحذف فيه مدة ثالثة.
__________
1 ط "الوقف".
2 ع ك "في الضرورة".
3 سقط من الأصل "يا".(3/1329)
ومما خصوه بالنداء فلا يستعمل في غيره قولهم: "يا ملأم" و1"يا لؤمان" و"يا ملأمان"2 -بمعنى يا عظيم اللؤم- و"يا مكرمان" بمعنى يا عظيم الكرم- و"يا نومان" -بمعنى يا كثير النوم.
وهذه صفات مقصورة3 على السمع بإجماع.
ومثلها في الاختصاص بالنداء والقصر على السماع: ما عدل إلى "فعل" في ذم الرجال نحو: "يا غدر" و"يا فسق".
وأما ما عدل إلى "فعال" في ذم النساء نحو: "يا خباث" و"يا لكاع".
فهو و"فعال" بمعنى الأمر كـ"نزال" عند سيبويه مقيسان في الثلاثي.
وهما مبنيان على الكسر بلا خلاف ما لم ينقلا إلى العلمية.
فإن نقلا إليها فهما عند بني تميم معربان غير منصرفين4.
وعند الحجازيين مبنيان كما كانا.
__________
1 ك "يا ملأمان ويا لؤمان".
2 ع سقط "يا لومان".
3 هـ "مقصورات".
4 هـ "مصروفين".(3/1330)
1ونظير اختصاص هذه الأسماء بالنداء اختصاص الترخيم به، فكما أن الضرورة تبيح ترخيم ما ليس منادى كذلك تبيح وقوع بعض هذه الأسماء في غير نداء كقول الراجز:
903-
في لجة أمسك فلان عن فل
[وكقول الشاعر:
904-
أطوف ما أطوف ثم آوي ... إلى بيت قعيدته لكاع"2
ويقال في نداء المجهول والمجهولة: "يا هن" و"يا هنت".
__________
1 ع سقط الواو من "ونظير".
2 هـ سقط ما بين القوسين.
903- هذا بيت من مشطور الرجز من أرجوزة طويلة لأبي النجم العجلي، وصف فيها أشياء كثيرة يقال: إنه أنشدها هشام بن عبد الملك، فجعل يصفق لها استحسانا "الخزانة 1/ 177 شرح شواهد المغني 154، العيني 4/ 228، أمالي الشجري 2/ 101، سمط اللائي 257".
اللجة -بفتح اللام وتشديد الجيم: كثرة الأصوات واختلاطها.
أمسك فلانا عن فل: أي: احجز بينهم.
904- بيت مفرد ورد في ديوان الحيطئة قاله من البحر الطويل في هجاء امرأته "تكلمة ديوان الحطيئة ص256".
قعيدة الرجل: امرأته. لكاع: خبيثة، أو سيئة الخلق.(3/1331)
وفي التثنية والجمع: "يا هنان" و"يا هنتان" و"يا هنون"1 و"يا هنات". ويقال -أيضا- "يا هناه" و"يا هنتاه" بضم الهاء وكسرها.
وفي التثنية والجمع: "يا هنا نيه" و"يا هنتانيه" و"ياهنوناه" و"يا2 هناتوه"3.
__________
1 سقط "يا هنون" من الأصل هـ.
2 ع ك هـ "هنانوه".
3 جاء في الورقة 61 أفي الأصل ما يلي:
حاشية:
"ذكر نداءهن بوجوهه ابن السراج والجوهري، وعزوا ذلك إلى الأخفش" تمت.(3/1332)
باب الاستغاثة:
"ص"
باللام ذي الفتح منادى اخفضا ... إن استغثته كـ"يا للمرتضى"
واللام إن عطفت مكسور كـ"يا ... لخالد، وللمجير الأشقيا"
وافتحه في عطف إذا "يا" كررا ... كـ"يا لعامر، ويا ليعمرا"1
واللام فاكسر خافضا بعد الذي ... به2 استغثت نحو: يا لذا لذي"3
وإن تلا "يا" اللام مكسورا فما ... نودي محذوف كـ"يا للكرما".
ولام ذا المدعو عاقبت ألف ... في آخر كـ"يا يزيدا للأسف"
__________
1 ط "لعمرا".
2 هـ سقط "به".
3 ع "كذا لذي" س ش ط "لذي لذي".(3/1333)
وقد يجيء دون لام وألف ... كمثل: "يا زيد لعمرو والصلف"
وربما استغنوا عن اللام بـ"من" ... فيما من أجله تعجب يعن
وكالذي استغيث ما تعجبا ... منه كـ"يا للما ويا للأربى"1
"ش" إذا نودي المنادى ليخلص من شدة، أو يعين على مشقة فنداؤه استغاثة. وهو مستغاث، أو متسغاث به.
وتدخل2 عليه لام الجر، فتفتح فرقا بين المستغاث به، والمستغاث من أجله.
ويصير بلحاقها معربا بعد أن كان مبنيا؛ لأن تركيب اللام معه أعطاه شبها بالمضاف والمضاف إليه.
ولأن موضعه صالح لـ"إياك" إن لم يقدر ظهور الفعل، وصالح للكاف إن قدر ظهور الفعل.
فلما دخلت للام امتنع أحد التقديرين فنقصت مناسبة3.
الضمير الموجبة للبناء، فعاد الإعراب.
وإذا عطف4 عليه ولم تعد "يا" كسرت لام المعطوف،
__________
1 ع "للأدبا".
2 هـ "يدخل".
3 ع ك "مشابهة".
4 ع ك "عطفت".(3/1334)
لأن عطف مصحوبها على المستغاث به يدل على أنه مستغاث به، فأغنى عن فتح اللام الداخلة عليه.
فإن1 أعيدت2 "يا" فلا بد من الفتح، قال الشاعر3 في الكسر لأجل عدم4 الإعادة في العطف:
905-
يبكيك ناء بعيد الدار مغترب ... يا للكهول، وللشبان للعجب5
وقال آخر في الفتح لأجل الإعادة في العطف:
906-
يا لقومي ويا لأمثال قومي ... لأناس عتوهم في ازدياد
__________
1 ع ك "وإن".
2 ع ك "أعيدت عليه".
3 هـ "الراجز".
4 ع سقط "عدم".
5 ع "للتعجب".
905- من البسيط نسبه القيسي في إيضاح شواهد الإيضاح ص 48 إلى أبي الأسود الدؤلي -ولم أجده في ديوانه- ولم يعزه غيره ممن استشهد به "العيني 4/ 257، جمل الزجاجي 180، المقرب 38، المقتضب 4/ 256".
قال صاحب الخزانة 1/ 296" قال ابن حبيب:
زمان الغلومية سبع عشرة سنة منذ يولد الإنسان إلى أن يستكملها، ثم زمان الشبابية سبع عشرة إلى أن يستكمل أربعا وثلاثين، ثم هو كهل سبع عشرة سنة إلى أن يستكمل إحدى وخمسين، ثم هو شيخ إلى أن يموت".
906- من الخفيف قال العيني 4/ 256، أقول: أنشده الفراء ولم يعزه إلى قائله.
عتوهم: من عتا يعتو إذا استكبر.(3/1335)
ولام المستغاث من أجله1 لا تكون مع غير الضمير2 إلا مكسورة كقول الشاعر:
907-
تكنفني الوشاة فأزعجوني ... فيما للناس للواشي المطاع
وقد تلي3 "يا" اللام المكسورة، فيتسدل بكسرها على أن4 المستغاث به محذوف، وأن مصحوبها مستغاث من أجله.
فمن ذلك قول العرب: "يا للعجب" و"يا للماء" -بالكسر.
والتقدير: يا للناس للعجب، ويا للرجال الماء.
وجاز حذف المنادى المستغاث به للعلم به، كما جاز
__________
1 ع "لأجله".
2 ع ك "ضمير" هـ "المضمر".
3 ع ك "يلي".
4 ع سقط "إن".
907- من الوافر ينسب لحسان -ولم أجده في ديوانه- قال العيني 4/ 259: قائله حسان بن ثابت كذا في شرح الجزولية، وقال ابن هشام اللخمي في شرح الجمل هو لقيس بن ذريح، وكذا قال النحاس في شرح أبيات الكتاب.
ثم ذكر العيني قصيدة طويلة منسوبة لقيس بن ذريح منها الشاهد. "سيبويه 1/ 319، 320، جمل الزجاجي 179 شرح المفصل 1/ 131".
تكنفني: أحاطوا بي. الوشاة: النمامون. أزعجوني: أقلقوني.(3/1336)
حذف المنادي غير المستغاث من أجله1 كقول الشاعر:
908-
يا لعنة الله والأقوام كلهم ... والصالحين على سمعان من جار
ومن العرب من يقول: "يا للعجب" و"يا للماء" -بفتح اللام- على تقدير: يا عجب ويا ماء هذا أوانك.
ويعاقب2 لام الاستغاثة ألف تلي آخر المستغاث به، إذا وجدت عدمت3 اللام، وإذا وجدت اللام عدمت هي:
فمثال4 وجود الألف وعدم اللام قول5 الشاعر:
909-
يا يزيدا6 لآمل نيل عز ... وغنى بعد فاقة وهوان
ووجود اللام وعدم الألف كثير، وفيما مضى كفاية.
__________
1 ع ك "غير المستغاث به".
2 ع ك "وتعاقب".
3 ع ك "عدم".
4 الأصل "فوجود".
5 الأصل "كقول".
6 ع "يا يزيد".
908- من البسيط لم أقف على من نسبه لقائل.
قال سيبويه 1/ 320: "فيا: لغير اللعنة" وهو ما ذهب إليه المصنف من أن المنادى محذوف "سمط اللآلي 546، أمالي الشجري 1/ 325، 2/ 154، الإنصاف 118، شرح ابن يعيش 2/ 24، 8/ 120، العيني 4/ 26، همع الهوامع 1/ 74، 2/ 20، شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 1593".
909- من الخفيف، قال العيني 4/ 262، لم أقف على اسم قائله.
الفاقة: الحاجة والفقر.(3/1337)
وقد يخلو المستغاث به من اللام، ومن اللألف كقول الشاعر:
910-
ألا يا قوم للعجب العجيب ... وللغفلات تعرض للأريب
وقد تغني1 "من" عن اللام الثانية إذا كان في الاستغاثة معنى التعجب كقول الشاعر:
911-
لخطاب ليلى يا لبرثن منكم2 ... أدل وأمضى من سليك المقانب
__________
1 ع ك "يغني".
2 هـ سقط "منكم".
910- من الوافر لم يعزه أحد ممن استشهدوا به "العيني 4/ 263، التصريح 2/ 181 الأشموني 3/ 166".
الأريب: العالم بالأمور.
911- من الطويل ينسب للمجنون، وهو في ديوانه ص86.
وفي اللسان 16/ 195 "برثن" قبيلة، أنشد سيبويه لقيس بن الملوح:
لخطاب ليلى يال برثن منكم ... أدل وأمضى من سليك المقانب
غيره: برثن. حي من بني أسد، قال: وقال قران الأسدي ...
وأنشد البيت برواية مختلفة ومعه آخر.
وفي كتاب سيبويه 1/ 319 نسب إلى فرار الأسدي، وعلى هذا سار ابن يعيش في شرح المفصل 1/ 131.
وليلى: امرأة الشاعر، وكان آل برثن قد داخلوها، وأفسدوها على زوجها. سليك المقانب: هو سليك بن السلكة أحد عدائي العرب. والمقانب: جمع مقنب، والمقنب: جماعة الخيل.(3/1338)
باب الندبة:
"ص"
مثل الندا الندبة لكن ما ندب ... مفقود، أو مقارب فقدا رهب1
وإنما يندب معروف لكي ... يعذر نادب لذا لم يندب "أي"
ويندب الموصول بالذي اشتهر ... كـ"بئر زمزم" يلي: "وا من حفر"2
وربما أغنى عن اسم من ندب ... "رزية" أو نحوها فابحث تصب
وكمنادى اجعل المندوب في ... حكم، وقسم غي ما عنه نفي
ومنتهى ذا افتح وصله بألف3 ... متلوها إن كان مثلها حذف
__________
1 ط "فقدا ذهب".
2 سقط هذا البيت من س.
3 ع ك بالألف.(3/1339)
كذاك تنوين الذي به كمل ... من صلة أو غيرها نلت الأمل
وجائز إيلاؤها النعت لدى ... يونس1 نحو: "واعلي السيدا"
وفاتح أو ابق2 شكلة اللذ ما فتح ... إن لم يكن بشكله معنى يصح3
كـ"وارقاشا" "واغلام الرجلا" ... واكسر وجئ باليا وفتحا فضلا
والشكل حتما أوله مجانسا ... إن يكن الفتح بوهم لابسا
كـ"وافتاكي" "وأفتاهو" فهنا ... بالكسر والضم المراد بينا
والكسر في التنوين والفتح ألف ... في المذهب الكوفي قبل ذي الألف
كـ"واغلام زيدني وزيدنا" ... وإن4 وقفت فأت بالها معلنا
لكلهم وهمز نحو "عفرا"5 ... مع ما يلي: يحذف عند الفرا
__________
1 ع "ونسق نحو".
2 هـ "ابن".
3 ط "يضح".
4 ط "فإن".
5 ع "غفرا".(3/1340)
وغيره الهمزة يوليها الألف1 ... والفتح للكوفي مغن عن ألف
وألف الندبة ليس يلتزم ... إذا التباسا أمنوا كـ"واحكم"
"ش" الندبة: إعلان المتفجع باسم من فقده بموت، أو غيبة كأنه يناديه نحو: "وازيداه".
والقصد الإعلام بعظمة المصاب، ولذلك لا يندب إلا باسم علم، أو مضاف غضافة يتضح2 بها المندوب كما يتضح بالعلم.
ولا يندب"أي" ولا اسم الإشارة، ولا اسم جنس مفرد -أي: غير مضاف.
لأنها غير دالة على المندوب دلالة يتبين3 بها عذر النادب.
ويجوز أن يندب الموصول إذا اشتهرت صلته شهرة تنزيل إبهامه كقولهم: "وامن حفر بئر زمزماه".
وأشرت بقولي:
وربما أغنى عن اسم من ندب ... "رزية" أو نحوها ...
__________
1 ع ك "ألف".
2 ع "يفضح".
3 الأصل "تبين".(3/1341)
إلى نحو قولهم: وا انقطاع ظهرياه"1.
وقول الشاعر:
912-
تبكيهم دهماء معولة ... وتقول سلمى وارزيتيه2]
وأردت بقولي:
وكمنادى اجعل المندوب في ... حكم وقسم...............
أن المندوب إذا لم يحلقه3 الألف، فإنه يبنى على الضم إن كان مفردًا، وينصب إن كان مضافا كما يفعل بالمنادى.
وإذا اضطر إلى تنوينه جاز نصبه، وضمه كما يجوز ذلك في المنادى.
فمن شواهد النصب قول الراجز:
913-
وإفقعسا وأين مني فقعس
__________
1 ك "وانقطاع ظهراه".
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 ع ك "تلحقه".
912- من الكامل من قصيدة قالها عبيد الله بن قيس الرقيات في رثاء أخويه ورواية الديوان ص99.
تبكي لهم أسماء معولة ... وتقول ليلى: وا رزيتيه
ورواية المصنف هي رواية سيبويه 1/ 279، ورواية العيني 4/ 274، وتقول سلمى، وفي الموشح 187 تبكيكم. ومعنى معولة: صائحة باكية.
913- بيت من مشطور الرجز قال الكسائي: إنه لرجل من بني أسد وذكر بعده بيتا آخر هو
أإبلي يأخذها كروس
وفقعس: اسم حي من أسد، وكروس: اسم رجل وهو في الأصل الغليظ.
"مجالس ثعلب 542، العيني 4/ 272".(3/1342)
فله حكمان: بناء وإعراب.
وهو على قسمين: مفرد ومضاف.
لكنه لا يكون في إفراده وإضافته إلا معرفة.
وإلى هذا أشرت بقولي:
.................. ... .........غير ما عنه نفي
فإنه قد تقدم الإعلام بأن1 المندوب لا يكون إلا معروفا، فانتفت مشاركته للمنادى في التنكير، نبهت على لحاق ألف الندبة بقولي:
ومنتهى ذا افتح وصلة بألف2 ... .........................
فيقال في "زيد": وازيدا، وفي "عبد الملك: واعبد الملكا، وفي "من حفر بئر زمزم": وامن حفر بئر زمزما.
فيجاء بألف3 بعد فتح دال "زيد"، وكاف "عبد الملك" وميم "زمزم"؛ لأن آخر المضاف إليه منتهى المضاف، وآخر الصلة منتهى الموصول كما أن آخر المفقود منتهاه.
__________
1 هـ "بأنه لا يكون المندوب إلا معروفا".
2 ع ك "بالألف".
3 ع ك "بالألف".(3/1343)
ومن الندبة بألف دون هاء قول الشاعر:
914-
حملت أمرا عظيما فاصطبرت له ... وقمت فيه بأمر الله يا عمرا
والهاء من قولي:
................. ... متلوها.................
عائدة على ألف الندبة.
أي: إن كان منتهى المندوب ألفا حذفت1 لاتصالها2 بألف الندبة، فيقال في "موسى": واموساه.
ثم قلت:
كذاك تنوين الذي به كمل ... .......................
أي: كما يحذف ما منتهاه ألف كذلك يحذف تنوين ما منتهاه تنوين، من صلة وغيرها.
وقد تناول غير الصلة: آخر المفرد، وآخر المركب بإضافة وغيرها، ونحو قولك في "زيد" و"ابن عمرو" و"معد يكرب":
__________
1 في الأصل "حذف".
2 ع ك "حذف لاتصاله".
914- من البسيط قاله جرير راثيا عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه "الديوان 304".
حملت: كلفت، أمرا عظيما: يقصد الخلافة.(3/1344)
"وازيداه" و"ابن عمراه"1 و"وامعد يكرباه".
ومثال حذف تنوين آخر الصلة: وامن نصر محمداه.
وأجاز يونس وصل ألف الندبة بآخر الصفة2 نحو: "وازيد الظريفاه".
ويعضده قول بعض العرب:
"واجمجمتي الشاميتيناه"3.
ثم أشرت إلى ما حكى ابن السراج4: أن قوما من النحويين يجيزون فيما آخره كسر أو ضم لا يفرق بين شيء، وشيء إبقاء الكسرة والضمة، وقلب ألف الندبة ياء بعد الكسرة وواوا بعد الضمة.
ويجيزون -أيضا- فتح المكسور والمضموم وسلامة الألف.
فيقولون في "رقاش": "وارقاشيه"5، و"وارقاشاه".
وفي "عبد الملك": "واعبد الملكيه" و"واعبد الملكاه".
__________
1 ع ك سقط الواو.
2 ينظر كتاب سيبويه 1/ 323، 324.
3 قال السيرافي: يقال: إن الجمجمة هي القدح، وإن إنسانا ضاع له قدحان فندبهما.
4 ينظر كتاب الأصول لابن السراج 1/ 435.
5 ع "وارقاشه".(3/1345)
وكذا يقولون فيمن سمي بـ"قام الرجل": "واقام الرجلوه"، و"واقام الرجلاه".
والمحافظة على الفتح وسلامة الألف1 أولى، ولذا قلت:
..................... ... .........وفتحا فضلا
وإنما حكمت بجواز الاتباع لما حكى الأخفش2 من قولهم: "واهنانيه أقبلا" و"يا هناتوه أقبلن".
وأكثر البصريين لا يجيزون الإتباع إلا عند خوف اللبس نحو قولك في ندبة "فتى" مضاف إلى مخاطبة: "وافتاكيه".
وفي ندبة "فتى" مضاف إلى غائب: "وافتاهوه".
فإبقاء كسرة الكاف، واتباع الألف، إياها أزال توهم [الإضافة إلى مذكر.
__________
1 ع "ألف".
2 قال ابن السراج في الأصول 1/ 424 وما بعدها.
"قال الأخفش: تقول: يا هناه أقبل، ويا هنانيه أقبلا، ويا هنوناه أقبلوا. وإن شئت قلت: يا هن، ويا هنان أقبلا، ويا هنون أقبلوا. وإن أضفت إلى نفسك لم يكن فيه إلا شيء واحد يأتي فيما بعد ...
وقال الأخفش: تقول: يا هنتاه أقبلي ويا هنتانيه أقبلا ويا هناتوه أقبلن. وتقول للمرأة بغير زيادة، يا هنت أقبلي ويا هنتان أقبلا، ويا هنات أقبلن".(3/1346)
وإبقاء1 ضمة الهاء، وإتباع الألف إياها أزال توهم2] الإضافة إلى غائبة.
فهذا الإتباع متفق على التزامه؛ لأن تركه موقع في لبس.
ثم أشرت إلى ما يراه الكوفيون من كسر التنوين وقلب ألف الندبة ياء، وفتحه مراعاة لسلامة الألف نحو: "واغلام زيدنيه، وزيدناه".
ولا يجيز البصريون إلا حذف التنوين والفتح.
ثم نبهت على زيادة هاء السكت بعد الألف أو بدلها، وأن ذلك لا يكون3 إلا في وقف. فإن4 ثبت في وصل عد ذلك من الضرورات كقول الشاعر:
915-
ألا يا عمرو عمراه ... وعمرو بن الربيراه
وبينت أن هذا حكم غير مختلف فيه بقولي:
لكلهم........... ... ...................
أي: لكل النحويين. ثم نبهت على أن الفراء يحذف من
__________
1 الأصل "فإبقاء".
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 ع ك "وإن كان ذلك لا يكون".
4 هـ "وإن".
915- من الهزج المخزوم، لم يعزه أحد لقائل وأراد بعمرو: عمرو بن الزبير بن العوام "العيني 4/ 273 المقرب 1/ 39، الأشموني 3/ 171".(3/1347)
أجل ألف1 الندبة الألف والهمزمة من كل ما فيه ألف التأنيث الممدودة، فيقول في "عفراء": "واعفراه"، وفي "زكرياء": "وازكرياه"، وغيره يقول: "واعفراءاه"2، و"وازكرياءاه"3.
ثم نبهت على أن الكوفيين يجيزون الاستغناء بالفتحة عن ألف الندبة، فيقولون في ندبة "زيد": "وازيد"، وليس لهم دليل على ذلك.
ثم نبهت على أنَّ4 ألف الندبة لا تلتزم5 إذا أمن التباس الندبة بالنداء.
وذلك بأن يكون الحرف المستعمل "وا" أو يعلم النادب عدم مشاركة بعض السامعين للمندوب في اسمه.
فإن علم مشاركته في اسمه والحرف "يا" فلا بد من الألف.
"ص"
وقائل "واعبديا" "واعبدا" ... من في الندا اليا ذا سكون أبدى
ومن ينادي حاذفا أو مبدلا ... فما بـ"واعبدا" يرى مستبدلا
__________
1 ع ك سقط "ألف".
2 ع "واعفراه".
3 ع "وازكرياه".
4 ع سقط "أن".
5 هـ "يلزم".(3/1348)
وحذف "يا" النفس امنعن في نحو "وا ... غلام أهلي" وانه من حذفا نوى
"ش" إذا ندب المضاف إلى ياء المتكلم على لغة من أثبتها مفتوحة زيدت الألف، ولم يحتج1 إلى عمل ثان؛ لأن الياء مهيأة لمباشرة الألف بفتحها.
وإذا ندب على لغة من حذف الياء مكتفيا بالكسرة جعل بدل الكسرة2 فتحة وزيدت الألف.
وإذا ندب3 على لغة من يبدل الياء ألفا حذفت الألف المبدلة، وزيدت ألف الندبة كما يفعل بالمقصور.
وإذا ندب على لغة من يثبت الياء ساكنة جاز حذف الياء وفتحها.
وإذا ندب مضاف إلى مضاف إلى الياء لزمت الياء؛ لأن المضاف إليها غير مندوب.
__________
1 الأصل "تحتج".
2 ع سقط "جعل بدل الكسرة".
3 هـ سقط "ندب".(3/1349)
باب: الترخيم في النداء
"ص"
ترخيم الاسم في الندا أن يحذفا ... آخره كـ"يا يزي" و"يا خفا"
وجوزته -مطلقًا- في كل ما ... أنث بالها وبه اخصص علما
إن يخل من إضافة مجاوزا ... حد الثلاثي كمثل: "يا نزا"1
ويكتفى بحذف ها التأنيث من ... كما حازه كمثل: "يا مرجان إن"
واحذف مع آخر الذي منه خلا ... ما قبل ذا لين مزيدا إن تلا
ثلاثة أو فوقها، وسكنا ... ولا شبه ما2 "فرعون" قد تضمنا
__________
1 س ش ع ك "بزا".
2 ع "شبهها".(3/1350)
"ش" احترزت بقولي:
ترخيم الاسم1 في النداء ... .......................
من ترخيم غير المنادى في ضرورة كقوله:
916-
........................ ... وأضحت منك شاسعة2 أماما
أراد: أمامة
ومن ترخيم التصغير3 كقولهم في "أسود": "سويد".
و..................... ... .................."يزي" و"خفا"
مرخما "يزيد" و"خفاف".
ولا يشترط في ترخيم ما فيه هاء التأنيث إلا التعيين، وعدم الإضافة.
فيستوي فيه علم وغيره، وما هاؤه ثالثة، وغير ثالثة.
__________
1 ع "ترخيم الألف".
2 ع "ساسعة".
3 هـ "تصغير الترخيم".
916- عجز بيت من الوافر لجرير ورواية الديوان ص502.
أأصبح حبل وصلكم رماما ... وما عهدي كعهدك يا أماما
وهي رواية أبي الحسن في النوادر عن المبرد عن عمارة ص3.
الرمام: جمع رميم هو الخلق البالي. وقال ابن النحاس: هو جمع رمة وهي القطعة البالية من الحبل، وهو قول الأعلم الشنتمري.
والمصنف هنا يؤيد قول سيبويه مخالفا لقوله الآتي: والإنصاف يقتضي تقرير الروايتين.(3/1351)
فلذا قيل في "شاة": "يا شا ارجني" كما قيل في "جارية":
917-
جاري لا تستنكري عذيري1
وعلى هذا نبهت بقولي:
وجوزنه مطلقا في كل ما ... أنث بالهاء...............
ثم بينت أنه لا يرخم ما خلا من هاء التأنيث إلا بشرط العملية، وكونه خاليا من إضافة، ومجاوزا حد الثلاثي كـ"نزار".
فيتناول2 الخالي من الإضافة: المفرد، والمركب تركيب مزج كـ"معد يكرب" و"سيبويه".
وتركيب إسناد كـ"تأبط شرا"، فإنه سيبويه حكى عن بعض العرب ترخيمه3.
__________
1 ع "غديري".
2 ع ك "فتناول".
3 قال سيبويه 2/ 88:
"إذا أضفت إلى الحكاية حذفت، وتركت الصدر بمنزلة "عبد القيس" و"خمسة عشر" حيث لزمه الحذف كما لزمها، وذلك قولك في "تأبط شرًّا" "تأبطي".
ويدلك على ذلك أن من العرب من يفرد فيقول: "يا تأبط أقبل"، فيجعل الأول مفردًا، فكذلك تفرد في الإضافة".
917- رجز للعجاج "الديوان ص26".
العذير: الأمر الذي يحاوله الإنسان فيعذر فيه.(3/1352)
ثم بينت أن ما فيه هاء التأنيث لا يحذف في ترخيمه غيرها، فيقال في "مرجانه": يا مرجان.
و.................. ... .................إن
أمر لمؤنث مؤكد بالنون الخفيفة من وأي: يئي بمعنى: وعد.
ثم بينت أن الخالي من هاء التأنيث إذا استوفى شروط الترخيم، وتضمن خمسة أحرف فصاعدا يحذف في ترخيمه مع الآخر ما قبله من حرف لين زائدٍ1، وساكن، وغير مشابه لواو "فرعون" في انفتاح ما قبلها، وعدم دلالتها على معنى.
فدخل في ذلك نحو "عمران" و"حماد" و"أسماء" و"مسلمات" و"زيدان" -علمين.
ودخل في ذلك -[أيضا- "حمدون" و"منصور"، و"زيدون" و"مصطفون" و"ملكوت" -أعلاما.
__________
= وفي الديوان: العذير: الحال وكذا قال الأعلم "سيبويه 1/ 325".
وفي الخزانة 1/ 293 قال علي بن سليمان الأخفش: العذير: الصوت، كأنه كان يرجز في عمله لحلسه، فأنكرت عليه ذلك.
"وينظر: اللسان "شقر" و"عذر"، وشرح المفصل لابن يعيش 2/ 16، 20 وأمالي ابن الشجري 2/ 88، والمقاصد النحوية للعيني 4/ 277".
1 ع "زيد".(3/1353)
ودخل في ذلك] 1 -أيضًا-: "جعفي"2 و"مسكين" و "غسلين"3 و"عفريت" -أعلاما.
وخرج بذكر الزيادة نحو: "مختار" -علما- فإن ألفه بدل من ياء أصلية، وخرج بقولي:
..................... ... .................تلا
ثلاثة أو فوقها...... ... ........................
نحو: "عماد" و"سعيد" و"ثمود"؛ لأن حرف اللين فيها تالي حرفين. وخرج بالسوك نحو: "هبيخ"4.
وخرج بنفي مشابهة واو "فرعون" ما قبل آخره واو، أو ياء ساكنة مفتوح ما قبلها كـ"فردوس"5 و"غرنيق"6 -علمين.
ولا يخرج "مصطفون" علما، فإن واوه زيدت لمعنى.
"ص"
وليس هذا النوع مستثنى لدى ... يحيى مع الجرمي، ويحيى انفردا
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 جعفي: أبو قبيلة من اليمن.
3 ما يسيل من جلود أهل النار. وقيل: هو شجر في النار كالضريع.
4 الوادي العظيم، والرجل لا خير فيه، والغلام.
5 الفردوس: البستان، قال الفراء: هو عربي "لسان".
6 الغرنيق: الذكر من طيور الماء.(3/1354)
بحذف1 ساكن تلا اثنين كـ يا ... "يزيد" أو واو "ثمود" فادريا
وليس شرطا2 لين ساكن حذف ... لديه بل منه العموم قد عرف
ففي "قمطر": "قم" قال، و"يا يزي" ... مع "يز" في "يزيد" للفرا عزي
ولا يجيز3 في "ثمود": أي: "ثمو" ... بل حذف واوه لديه يلزم
وعنده يجوز ترخيم "حكم" ... ونحوه من الثلاثي العلم
ووافق الكسائي أهل البصرة ... في منع هذا ظافرا بالنصرة
ولم يرخم نحو: "بكر" أحد ... إذ بزوال الرا النظير يفقد
والعجز احذف من مركب وفي ... مضمن الإسناد نزرا ذا اقتفي
وألف "اثنا عشر" احذف مع "عشر" ... مرخما علم أنثى أو ذكر
__________
1 هـ "بحرف".
2 ع "شرط".
3 س ش ع ك "تجيز".(3/1355)
و"صاح" في "الصاحب" قالوا و"كرا". ... في "كروان" وهما قد ندرا
ورخم المضاف أهل الكوفه ... كذا لهم مقالة معروفه
ترخيم "فعلايا" بحذف اليا وما ... من بعدها مع ألفا تقدما1
الإشارة بقولي:
وليس هذا النوع.... ... ...................
إلى ما قبل آخره واو أو2 ياء ساكنة مفتوح ما قبلها غير دالة على معنى كـ"فرعون" و"غرنيق" -علما3.
فإن الفراء والجرمي لا يفرقان بين واو "فرعون"، وواو "منصور" ولا بين ياء غرنيق" وياء "مسكين"، بل يعمان جميعها بالحذف في الترخيم.
وغيرهما لا يرى ذلك بل يقولون: "يا فرعو" و"يا غرني".
وانفرد الفراء بأن يعامل الرباعي معاملة الخماسي وغيره.
__________
1 هكذا في الأصل وفي س ش ط ع ك هـ:
ترخيم "فعلايا" بحذف الثاني من شطريه، واستعماله ذا رأي يهن.
2 هـ سقط "أوياء".
3 ع ك "علمين".(3/1356)
فيقول في "عماد ,"يزيد" و"ثمود": "يا عم" و"يا يز" و"يا ثم".
ويجيز -أيضا- إبقاء الألف والياء، ولا يجيز إبقاء الواو؛ لأن بقاءها يستلزم عدم النظير.
إذ ليس في الأسماء ما آخره واو مضوم ما قبلها إلا "هو"، و "ذو" الطائية1.
ولا يشترط الفراء في الساكن الذي يحذف مع الآخر كونه ذا لين، بل يسوي في ذلك بين ذي اللين وغيره.
فيقول في "قمطر" -علما: يا قم، فقال: لأنه إذا قيل: "يا قمط" -بسكون الطاء- لزم من ذلك عدم النظير، إذ ليس في الأسماء ما آخره حرف صحيح ساكن إلا ما أشبه الحرف2 نحو: "من" و"كم".
ومما انفرد به الفراء ترخيم الثلاثي المحرك الوسط كـ
__________
1 قال ابن السراج في الأصول 1/ 445، وما بعدها:
"والفراء إذا رخم "قمطر" حذف الطاء مع الراء؛ لأنها حرف ساكن، والنحويون على خلافه في حذف الطاء، وما أشبهها من السواكن الواقعة ثالثة.
ويجيز الفراء في حمار يا حما أقبل يصير مثل "رضا"، وفي "سعيد" "يا سعي" ولا يجيز "يا ثمو"؛ لأنه ليس له في الأسماء نظير".
2 ع ك "الحروف".(3/1357)
"حكم" فإنه إذا قيل في ترخيمه: "يا حك" لم يلز منه عدم النظير.
إذ في الأسماء المتمكنة ما هو على حرفين ثانيهما متحرك كـ"غد" و"يد"1 فلو كان الثلاثي ساكن الثاني كـ"بكر" لم يجز ترخميه بإجماع؛ لأن ترخيمه موقع في عدم النظير.
ويتناول2 المركب من قولي:
والعجز احذف من مركب ... ........................
نحو: "معد يكرب" و"بختنصر" و"سيبويه" و"تأبط شرًّا".
ولا يتناول نحو: "امرئ القيس" و"عبد الله"؛ لأنه قد تقدم التنبيه على أن الخلو من الإضافة من شروط الترخيم.
وأكثر النحويين لا يجيزون ترخيم المركب المضمن إسنادا كـ"تأبط شرا"، وهو جائز.
__________
1 قال السيرافي عند شرحه لقول سيبويه في الكتاب 1/ 382، واعلم أنه ليس من اسم لا تكون فيه هاء التأنيث يحذف منه شيء إذا لم يكن اسما ... " قال السيرافي.
"وقال الفراء: يجوز ترخيم ما كان على ثلاثة أحرف أوسطها متحرك تقول في نحو "حجر" و"قدم": "يا حج" "ويا قد" وكذلك في "عنق" "يا عن" وفي "كتف" "يا كت".
قال: لأن في الأسماء نحو "يد" و"دم".
2 في الأصل "وتناول".(3/1358)
لأن سيبويه حكى ذلك في بعض أبواب النسب فقال1:
"تقول في النسب إلى "تأبط شرا": "تأبطي"؛ لأن من العرب2 من يقول: "يا تأبط". ومنع ترخميه في "باب الترخيم"3. فعلم بذلك أن منع ترخيمه كثير، وجواز ترخيمه قليل.
وقد نبهت على ذلك بقولي:
................وفي ... مضمن الإسناد نزرا ذا اقتفي
يقال: قفوت الشيء، واقتفيته بمعنى: تتبعته.
ثم نبهت على أن "اثنا عشر" إذا كان علما يقال في ترخيمه: "يا اثن" بحذف الألف مع "عَشَر".
قال سيبويه4:
"وأما "اثنا عشر"، فإذا رخمته حذفت "عشر" مع الألف؛ لأن "عشر" بمنزلة نون "مسلمين"، هذا نصه.
وكثر دعاء بعضهم بعضا بـ"الصاحب"، فأشبه العلم فرخم
__________
1 الكتاب 2/ 88، وقد تصرف المصنف في عبارة سيبويه، لكنه لم يخرج عما أراده سيبويه.
2 هـ "من المعرب".
3 قال سيبويه 1/ 342 "واعلم أن الحكاية لا ترخم؛ لأنك لا تريد أن ترخم غير منادى ... وذلك نحو "تأبط شرا".
4 الكتاب 1/ 342.(3/1359)
بحذف بائه كقول الشاعر:
918-
يا صاح يا ذا الضامر العنس ... والرحل والأقتاب والحلس
أراد: يا صاحب.
ومثل شذوذ قولهم في "صاحب" "يا صاح": قولهم في "الكروان"1 "أطرق كرا"2. وفي هذا شذوذان آخران:
أحدهما: حذف حرف النداء مما يوصف به "أيٌّ".
والثاني: ترخميه على تقدير الاستقلال، ولذلك أبدلت3.
__________
1 بكسر الكاف وسكون الراء: جمع كروان.
2 ينظر الأمثال للميداني 1/ 431 يضرب لمن ليس عنده غناء.
3 هـ "ابدل".
918- من الكامل نسبه ابن يعيش في شرح المفصل 2/ 8 تبعا لبعض شراح الكتاب إلى خزز بن لوذان السدوسي.
قال الأصفهاني في ترجمة علية بنت المهدي: خزز شاعر يقال: إنه قبل امرئ القيس. ولم ينسب إليه الشاهد. لكنه نسبه إلى خالد بن المهاجر وأورد بعده بيتا آخر ورواهما هكذا:
يا صاح يا ذا الضامر العنس ... والرحل والأنساع والحلس
تسري النهار ولست مدركه ... وتجد سيرا كلما تمسي
"الأغاني 10/ 102، 103، 129، 16/ 199".
الضامر: الذي دق لحمه، العنس: الناقة الشديدة. الأقتاب: جمع قتب رحل صغير على قدر السنام. الحلس: كساء يجعل على ظهر البعير تحت رحله.(3/1360)
واوه ألفًا.
ولو رخم على لغة من ينو1 المحذوف لقيل: "كرو"، وزعم بعض أهل اللغة2 إن ذكر الكروان يقال له: كرا.
فعلى هذا ليس في قولهم: "أطرق كرا" إلا حذف حرف3 النداء.
وأجاز الكوفيون ترخيم العلم المضاف كقول الشاعر:
919-
أبا عرو لا تبعد فكل ابن حرة ... سيدعوه داعي ميتة فيجيب
وهذا وأمثاله عند البصريين مثل قول الآخر:
__________
1 ع "بنوا".
2 هو الخليل بن أحمد كما في مجمع الأمثال للميداني 1/ 431.
3 ع "حذف ألف النداء".
919- من الطويل لم يعزه أحد إلى قائل، ورواية المصنف في شرح عمدة الحافظة أنا عرو..
ورواه ابن السكيت في المذكر والمؤنث كما رواه الفراء في معاني القرآن عند شرحه قوله تعالى: {إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ} "ستدعوه داعي ميتة" على أن المضاف اكتسب التأنيث من المضاف إليه.
"الإنصاف 1/ 348، شرح المفصل لابن يعيش 2/ 20، المقاصد النحوية 4/ 287، الخزانة 1/ 377، 378، التصريح 1/ 184".(3/1361)
...................... ... وأضحت منك شاسعة أماما1
فرخم "أمامة" مضطرا، فكذا2 رخم الآخر "عروة" مضطرا؛ لأن النداء وقاع3 على المضاف لا على المضاف إليه.
وأجاز الكوفيون -أيضًا- ترخيم "فعلايا" بحذف الياء4 والألفين اللذين اكتنفاها.
"ص"
وإن نويت بعد حذف ما حذف ... فالباقي استعمل بما له عرف
واجعله إن لم ينو ساقط كما ... لو كان بالآخر وضعا تمما
فقل5 على الأول في "ثمود": "يا ... ثمو" و"يا ثمي" على الثاني بيا
و"صميان": "صمى" اجعل و"صما" ... يقول: من لم ينو ما قد عدما
وفي "علاوة": "علاو" اذكر و"يا ... علاء إن لم يكن التا نويا6
__________
1 سبق هذا الشاهد قريبا.
2 ع ك "هكذا".
3 ع ك "وقع".
4 ع ك "حذف الياء والألف والألفين".
5 ع " فعل على ... ".
6 حاشية في الأصل الورقة 63أ.
"يعني إن لم تنو تاء "علاوة" المحذوفة همزت" تمت.(3/1362)
والتزم الأول في كـ"مسلمه" ... وجوز الوجهين في كـ"مسلمه"
كذلك الأول لازم إذا ... يعدم بالثاني نظير يحتذى
كـ"حبلوي" وكـ"طيلسان" ... بالكسر حين اسمين يجعلان
ونحو "قاضين" على الوجهين ما ... عن رد لامه غنى إن رخما
وإن ترخم ما بشد ختما ... من بعد مد فاجعل المدغما
محركا كأصله، وإن عدم ... تحريكا اصليا ففتحه التزم
وإن نوي المحذوف والمدغم لم ... يسبقه مد فالسكون ملتزم
ومن يقل: "يا حار"1 ضم -مطلقا- ... وقد ترى 2 الوجهين لن يفترقا
"ش" الأكثر في الترخيم أن يحذف ما يحذف، وينوى ثبوته فلا يغير ما بقي.
__________
1 ط "يا جار".
2 ع "يرى".(3/1363)
قد يحذف ما يحذف، ولا ينوى ثبوته1 فيعطى آخر ما بقي ما يحق لمثله الكائن آخرا في أصل الوضع2.
فيقال على الوجه الأول في "حارث" و"جعفر" و"قمطر": ["يا حار" و"يا جعف" و"يا قمط".
وعلى الوجه الثاني: "يا حار" و"يا جعف" و"يا قمط"3] .
وكذا يقال على الوجه الأول في "ثمود" و"صميان"4 و"علاوة"5 -علمين: "يا ثمو"6 و"يا صمي" و"يا علاو".
وعلى الوجه الثاني: "يا ثمي" و"يا صما" و"يا علاء".
كما يقال في جمع "جرو": أجر وجراء7، والأصل: أجرو وجراو.
وترك على الوجه الأول ما قبل المحذوف على ما كان عليه؛ لأن المحذوف منوي الثبوت.
__________
1 ع ك "وينوي عدم ثبوته".
2 هـ "أصل الموضع".
3 ع سقط ما بين القوسين.
4 الصميان: الرجل السيد.
5 العلاوة: أعلى الرأس وقيل: أعلى العنق.
6 هـ "ثمود".
7 ع "كما يقال في جمع جرو: أجراء".(3/1364)
ولا يقال في "مسلمة": "يا مسلم"، لئلا يتوهم أن المقصود مذكر، وإنما يقال: "يا مسلم" -بتفح الميم، فإن ذلك يمنع التوهم.
فلو كان المؤنث بالتاء علما كـ"مسلمة" جاز ترخيمه -مطلقا- لعدم المانع.
ويتعين الترخيم على تقدير ثبوت المحذوف إن أوقع تقدير الاستقلال [في عدم النظير كـ"حبلوى" -علما.
فإنه لا يجوز ترخميه على تقدير الاستقلال1] ، لاستلزام ذلك قلب واوه ألفا لتحركها2، وانفتاح ما قبلها.
وليس في الكلام "فعلى" إلا وألفه مزيدة للتأنيث غير منقلبة من واو ولا ياء، فوجب منع الوجه المؤدي إلى ذلك، وتعين الوجه الآخر الذي ينوي فيه ثبوت المحذوف؛ لأن ذلك فيه مأمون، فيقال: "يا حبلو".
وهذا الوجه -أيضا- متعين في "طيلسان"3 -بكسر اللام- لو كان علما، فيقال: "يا طيلس". ولا يقال: "يا طيلس"؛ لأن ذلك موقع في عدم النظير، -أيضا- إذ ليس في الكلام اسم على "فيعل" صحيح العين، ولا على "فيعل"
__________
1 هـ سقط ما بين القوسين.
2 هـ "لتحرها".
3 ضرب من الأكسية.(3/1365)
معتلها، بل التزم في الصحيح الفتح كـ"ضيغم"1، وفي المعتل الكسر كـ"سيد".
ولا اعتداد بالنادر. فلو سمي بـ"هيبان"2 ثم رخم لم يرخم إلا على نية المحذوف؛ لأن ترخيمه على تقدير الاستقلال موقع في عدم النظير.
وكذا لو سمي بـ"هذريان"3 أو"حذرية"4 لم يرخم إلا على نية المحذوف؛ لأن ترخميه على تقدير الاستقلال موقع في بناء مهمل وهو "فعلى".
ولو سمي بـ"قاضين" ونحوه من جمع المعتل اللام لقيل في ترخيمه "يا قاضي" -على الوجهين".
لأن الياء التي هي لام الكلمة حذفت لملاقاة ياء الجمع.
فلما حذفت ياء الجمع، ونونه ترخيما عادت الياء الأصلية لزوال سبب حذفها، لا فرق في هذا بين لغة من نوى، ولغة من لم ينو، إلا أن5 من لم ينو يقدر/ ضمة الياء، ومن نوى لا6 يقدرها.
__________
1 الضيغم: الأسد.
2 الهيبان: الراعي، أو الكثير من كل شيء.
3 الهذريان: الغث الكلام الكثيره.
4 الحذرية: الأرض الخشنة.
5 هـ "أن لغة من ... ".
6 ع ك "ومن نوى لم يقدرها".(3/1366)
ومثل "قاضين" مسمى به: "قاضي" -مسمى به.
وأشرت بقولي:
وإن ترخم ما بشد ختما ... من بعد مد............
إلى نحو "محاج" و"تحاج". فإن "محاجا"1 إن كان اسم مفعول قيل في ترخيمه: "يا محاج".
وإن كان اسم فاعل قيل في ترخيمه "يا محاج".
هذا على لغة من نوى المحذوف، لأنه لما حذف ثاني المثلين بقي الأول ساكنا بعد سكان، فلجئ إلى التحريك فرارا من التقاء ساكنين، فكان أولى الحركات ما كان الساكن متحركا به في الأصل.
وأما "تحاج" فأصله: "تحاجج". فإن سمي به ورخم لم يقل إلا "يا تحاج" -بالضم- لأنه الأصل.
وكذا يقال في لغة من لا ينوي المحذوف إلا أن الضمة غير الضمة، وإلى هذا ونحوه أشرت بقولي:
.......................... ... [2 وقد ترى3 الوجهين لن يفترقا
أي: لن يفترقا لفظا، وإن افترقا حكما.
وأشرت بقولي:
__________
1 ع "مجاجا".
2 الأصل "يرى".
3 بداية سقط من هـ.(3/1367)
............................... ... وإن عدم تحريكا أصليا ففتحه التزم
إلى "إسحار"، وهو اسم بقلة -فإن وزنه "إفعال"- بمثلين أولهما ساكن لاحظ له في حركة.
فإذا سمي به ورخم على لغة من ينوي قيل: يا إسحار -بالفتح- فتحركه بحركة أقرب المتحركات إليه، وهو الحاء، وبالحركة المجانسة للألف.
كما قالوا في جزم "يضار": "لم يضار" -بالفتح- إتباعا للألف مع أن بينها وبين المفتوح ساكنا.
بخلاف "يا إسحار" [فإن المفتوح فيه متصل بالألف، فهو بالإتباع أحق.
فلو لم يكن قبل المدغم مدة1] كـ"محمر" بقي على سكونه إذا نوي المحذوف فقيل: "يا محمر". فإن لم ينو المحذوف قيل: "يا محمر".
وكذا يقال في "إسحار" و"محاج": "يا إسحار" و"يا محاج".
وإليه أشرت بقولي2] :
ومن يقل "يا حار" ضم -مطلقا ... .............................
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 نهاية سقط هـ.(3/1368)
"ص"
وحذف تا1 "أميمة" انو فاتحا ... بعد "كليني" تنح أمرا واضحا
ولاضطرار رخموا دون ندا ... ما للندا يصلح نحو: "أحمدا"
وفيه بالوجهين عمرو قد حكم ... والثاني منهما المبرد التزم
"ش" نداء ما فيه هاء التأنيث بترخيم أكثر من ندائه دون [ترخيم2، فلذلك قد يقحمون هاء التأنيث مفتوحة كأنها الحرف الذي قبلها كقول النابغة3] 4.
920-
كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب
قال سيبويه5: "واعلم أن ناسا من العرب قد يثبتون التاء
__________
1 ط "تال ميمه".
2 الكتاب 1/ 330.
3 ع ك "كقول الشاعر".
4 ع سقط ما بين القوسين.
5 ينظر الكتاب 1/ 330، وعبارة سيبويه:
"واعلم أن ناسا من العرب يثبتون الهاء، فيقولون: يا سلمة أقبل".
920- مطلع قصيدة للنابغة الذبيان يمدح عمر بن الحارث الأعرج "الديوان ص 54" ناصب: بمعنى منصب من النصب وهو التعب، وحمله سيبويه على النسب أي: ذي نصب أقاسيه: أكابده.(3/1369)
فيقولون: "يا مسلمة أقبل"1. فهذا قد رخمه أولا فصار في التقدير "يا مسلم"، ثم أقحم التاء غير متعد بها ثم فتحها إتباعا لفتحة ما قبلها، قال أبو علي في الجامع.
تاء الإقحام2 لا تكون إلا مفتوحة؛ لأنها وقعت آخر الاسم الذي لا يكون إلا مفتوحا بعد حذف التاء، فعوملت معاملة الآخر:
فهذا منتهى3 ما يحتاج إليه من الكلام على ترخيم المنادى.
وقد يضطر الشاعر فيرخم ما ليس منادى4، لكن بشرط كونه صالحا؛ لأن ينادى، فمن ذلك قول امرئ القيس:
921-
لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره ... طريف بن مال ليلة الجوع والخصر
أراد: "طريف بن مالك، فحذف الكاف، وجعل ما بقي بمنزلة اسم لم يحذف منه شيء.
__________
1 ع ك سقط "أقبل".
2 ع ك "قال أبو علي: الحاء مع تاء الإقحام ... ".
3 ع ك "نهاية".
4 ع ك "بمنادى".
921- من الطويل "ديوان امرئ القيس 142".
طريف بن مالك: هو الذي أجار امرأ القيس حين استجار به، وكانت القبائل تتحاماه خوفا مما كان يطالب به من الملك.(3/1370)
وهذا الوجه في الضرورة مجمع على جوازه.
وأجاز سيبويه -أيضا- للمضطر1 أن يرخم وينوي المحذوف، فيدع الحرف الذي قبله على ما كان عليه قبل الحذف، كما قال الشاعر:
922-
ألا أضحت حبالكم2 رماما ... وأضحت منك ساشعة أماما
هكذا3 رواه سيبويه، ورواه المبرد:4
......................... ... وما عهد كعهدك يا أماما
والإنصاف يقتضي تقدير الروايتين، ولا تدافع إحداهما بالأخرى، واستشهد سيوبيه -أيضًا- بقول الشاعر:
923-
إن ابن حارث إن أشتق لرؤيته ... أو أمتدحه فإن الناس قد علموا5
__________
1 هـ سقط "للمضطر".
2 ع "جبا لكم".
3 هـ "كذا"، وانظر كتاب سيبويه 1/ 342.
4 ينظر النوادر 31 حيث رواه عن المبرد علي بن سليمان الأخفش.
5 هـ "عملوا".
922- سبق الحديث في هذا الشاهد وأنه لجرير، وقد خالف المصنف هنا رأيه في أول الباب عندما سار على رأي سيبويه.
923- من البسيط ينسب للمغيرة بن حبناء "وحبناء: اسم أمه". "سيبويه 1/ 343، أمالي الشجري، 1/ 226، 2/ 92، العيني 4/ 283، همع الهوامع 2/ 283، الإنصاف 354".(3/1371)
أراد:1 إن ابن حارثة.
فجاز للمضطر أن يرخم في غير نداء: "مالكًا" و"أمامة" و"حارثة"؛ لأنها2 أسماء صالحة للنداء. بخلاف اسم عروف بالألف واللام، فلا يرخم في غير نداء3، لعدم صلاحيته للنداء.
ولذلك خطئ من جعل من ترخيم الضرورة قول الراجز:
924-
أوالفا مكة من ورق الحمى
ذكر هذا أبو الفتح بن جني في المحتسب4.
__________
1 الأصل سقط "إن".
2 الأصل "لأنهما".
3 هـ "في غير النداء".
4 قال ابن جني في المحتسب 1/ 78.
"وما فيه لام التعريف لا يجوز نداؤه أصلا، فهو من الترخيم أبعد.
وهذا يفسد قول من قال في قول العجاج.
أوالفا مكة من ورق الحمى
أنه أراد الترخيم؛ لأن ما فيه لام التعريف لا ينادى أصلًا، فكيف يرخم؟
وقد خرج ابن جني هذا البيت في الخصائص 3/ 135 فقال:
"يريد "الحمام" فحذف الألف، فالتقت الميمان فغير ما ترى".
وقال الأعلم في شرح أبيات سيبويه "الكتاب 1/ 8".
ووجه آخر: أن يكون حذف الألف من زيادتها فبقي "الحمم"، فأبدل من الميم الثانية ياء استثقالا للتضعيف كما قالوا في "تظننت"، ثم كسر ما قبل الياء لتسلم من الانقلاب إلى الألف، فقال "الحمى".
924- سبق الاستشهاد بهذا الرجز، وهو للعجاج "الديوان ص59".(3/1372)
باب: الاختصاص المشابه للنداء
"ص"
والاختصاص كالندا لفظا وما ... يعني به ذو النطق شخصا كلما
بل نفسه مشاركا أو مفردا ... لكن أبوا إيلاءه حرف ندا
كـ"اغفر لنا أيتها العصابه" ... و"أنا أيها الفتى نسابه"
ومنه قول راجز1 قد ارتجل2 ... "نحن بني ضبة أصحاب الجمل"
925-
__________
1 ع "رجل".
2 ع ك "ارتحل".
925- هذا بيت من الرجز نسب في ديوان الحماسة مع أبيات أخرى إلى الأعرج المعنى قالها في موقعة الجمل "شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 291" والرواية:
نحن بنو ضبة أصحاب الجمل(3/1373)
وقد يلي المخاطب اختصاص1 ... نحو "بك الله لنا الخلاص"2
"ش" قد يجاء بكلام على صورة هي لغيره توسعا عند امن الالتباس فمن ذلك:
ورود الخبر بصورة الأمر.
ورود الأمر بصورة الخبر.
ورود الخبر بصورة الاستفهام.
ورود الاستفهام بصورة الخبر.
ومن ذلك ورود الاختصاص بصورة النداء كقولهم: "اللهم اغفر لنا أيتها العصابة".
و"نحن معاشر الأنبياء لا نورث" 3 و"أنا أيها الفتى أفعل كذا"4 ومراد الناطق بـ: "أيها الفتى" نفسه.
__________
1 ع "اختصاصا".
2 ع "الخلاصا".
3 أخرجه البخاري خمس1، فضائل أصحاب النبي 12، المغازي 14، 38، النفقات3، الفرائض3، الاعتصام5.
ومسلم في الجهاد 49، 52-54-56.
وأبو داود في الإمارة 19، والترمذي سير، والنسائي الفيء 9، 16، والموطأ كلام 27.
وأحمد 1/ 4، 6، 9، 10، 25، 47، 48، 49.. 2/ 463، 6/ 145، 262.
4 ع ك سقط "كذا".(3/1374)
ومراد الناطق بـ"أيتها العصابة" نفسه وعشيرته.
ولم يقع المختص مبنيا إلا بلفظ "أيها" و"أيتها". وإنما وقع منصوبا مضافا، أو معرفا بالألف واللام نحو:
"نحن معشر1 الصعاليك لا قوة بنا على المروءة" و"نحن العرب/ أقرو الناس للضيف".
فمع موافقته للمنادى في اللفظ قد خالفه فيه من ثلاثة أوجه.
أحدها: أنه لا يستعمل مبدوءا به.
الثاني: أنه لا يستعمل معه "يا"، ولا غيرها من حروف النداء.
الثالث: أنه استعمل معرفا بالألف واللام.
وقد يقع مرادا به المخاطب كقولهم: "بك الله نرجوا2 الفضل".
__________
1 ع "معاشر".
2 هـ "يرجو".(3/1375)
باب التحذير والإغراء:
"ص"
تحذيرا "إيا" استعملن مردفا ... بالكاف طبقا للذي قد خوفا
وستر ما ينصبه الزم مفردا ... أو عاطفا بالواو محذورا بدا
كقولنا: "إياك والشر" وقد ... يقال "إياي" و"إياه" ورد
ونحو: "رأسك" كـ"إياك" جعل ... إذا الذي يحذر معطوفا وصل
ودون عطف قد يبين ما نصب ... كـ"نفسك1 احذار" و"احذر" إن شئت احتجب
ويذكر المحذور -وحده- فإن ... كرر فالناصب حتما يستكن
__________
1 ع "لنفسك".(3/1376)
كـ"القسور القسور" والناصب قد ... يبدو1 إذا المحذور مفردا2 ورد3
والعطف كالتكرار في التزام أن ... لا يجعل الناصب إلا ما بطن
وينصب المغرى به مكررا ... وما به انتصابه لن يظهرا
كذاك إن يعطف عليه وإذا ... أفرد فالتخيير فيه يحتذى
وربما استعمل في التكرير ... رفع لدى الإغراء والتحذير
"ش" التحذير إلزام المخاطب الاحتزاز4 من مكروه بـ"إياك" أو ما جرى مجراه5. كقولك: "إياك والشر".
[فإن حذرت مؤنثا أو مثنى، أو مجموعا قلت: "إياك والشر"6] ، و"إياكما والشر"، و"إياكم" و"إياكن".
وهذا عنيت بقولي:
..............مردفا ... بالكاف طبقا للذي قد خوفا
والحاصل: أن "إياك" منصوب بفعل لا يظهر في
__________
1 ط "يبدوا".
2 هـ سقط "مفردا".
3 هـ "وجد".
4 ع ك "بالاحتراز".
5 ع ك "مجراها".
6 هـ سقط ما بين القوسين.(3/1377)
إفراده1، ولا في عطف عليه؛ لأن التحذير به أكثر من التحذير بغيره. فجعل بدلا من اللفظ بالفعل، والتزم معه الإضمار مطلقا.
ولم يلتزم معه غيره إلا إذا عطف عليه المحذور منه كقولهم: "ماز رأسك والسيف". أي: مازن وق رأسك واحذر السيف.
فلو لم يذكر المعطوف جاز الإظهار والإضمار.
وإلى هذين الحكمين أشرت بقولي:
ونحو "رأسك" كـ"إياك" جعل ... إذا الذي يحذر معطوفا وصل
ودون عطف قد يبين ما نصب ... .............................
والشائع في التحذير ما يراد به المخاطب.
وقد يكون المتكلم كقول من قال: "إياي وأن يحذف أحدكم الأرنب".
أي: نحني عن حذف الأرنب، ونح حذف الأرنب عن حضرتي.
وشذ إرادة الغائب به في قول بعض العرب: "إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشواب".
__________
1 ع ك "في إفراد".(3/1378)
وقد يستغنى عن ذكر المحذر1 بذكر المحذر2 منه مكررا أو معطوفا عليه. وغير مكرر ولا معطوف عليه.
فمع التكرار أو العطف3 يلتزم إضمار الناصب كقولي:
...........القسور القسور
.........................
أي: الأسد الأسد، و"الشيطان وكيده" ومنه قوله تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} 4.
وإلى هذا أشرت بقولي:
والعطف كالتكرار في التزام أن ... لا يجعل الناصب إلا ما بطن
ثم بينت أن الإغراء كالتحذير في التزام إضمار الناصب مع التكرار والعطف، وعدم التزامه مع عدمهما.
ومعنى الإغراء: إلزام المخاطب العكوف على ما يحمد العكوف عليه من مواصلة ذوي القربى، والمحافظة على عهود المعاهدين، ونحو ذلك.
كقولك لمن تغريه "برعاية الخلة وهي المودة5: الخلة
__________
1 ع "المحذور".
2 هـ "المحذور".
3 ع ك "فمع التكرار، والمعطوف يلتزم".
4 من الآية رقم "13" من سورة "الشمس".
5 هـ سقط "برعاية الخلة وهي المودة".(3/1379)
الخلة، أي: إلزم الخلة.
والثاني من الاسمين بدل من اللفظ بالفعل.
وكذا المعطوف، كقولك لمن تغريه1] بالذب والحمية: "الأهل والولد" أي: الزم الذب عنهم.
ومنه قول الشاعر:
926-
أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كساع إلى الهيجا بغير سلاح
وقد يجاء باسم المحذر منه، والمغرى به مع التكرار مرفوعًا.
قال الفراء في "كتاب المعاني" في قوله تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} :
"نصب الناقة على التحذير، وكل تحذير فهو نصب.
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
926- من الطويل واحد من أبيات نسبت في كتاب سيبويه 1/ 129 لمسكين الدارمي وهي في ديوانه ص29.
وذكر الأعلم الشنتمري أن قائل الأبيات إبراهيم بن هرمة الفهري، وهي في محلقات ديوانه ص263.
الهيجا: الحرب تمد وتقصر.
"الأغاني 18/ 69، الخزانة 1/ 465، المقاصد النحوية للعيني 4/ 304".(3/1380)
ولو رفع على إضمار: 1هذه2 ناقة الله لجاز، فإن3 العرب قد ترفع ما فيه معنى التحذير"4. وأنشد:
927-
إن قوما منهم عمير وأشبا ... هـ عمير ومنهم السفاح
928-
لجديرون بالوفاء5 إذا قا ... ل أخو النجدة: السلاح السلاح
فرفع، وفيه معنى الأمر بلبس السلاح.
ولله الحمد -وحده6.
__________
1 هـ "إضمان هذه".
2 هـ سقط "هذه".
3 هـ "وان".
4 قال الفراء في معاني القرآن 3/ 268.
نصبت الناقة على التحذير -حذرهم إياها، وكل تحذير فهو نصب، ولو رفع على ضمير: هذه ناقة الله، فإن العرب قد ترعفه وفيه معنى التحذير، ألا ترى أن العرب تقول: "هذا العدو فاهربوا" وفيه معنى تحذير، و"هذا الليل فارتحلوا".
فلو قرأ قارئ بالرفع كان مصيبا. وأنشدني بعضهم: إن قوما ...
5 ع "اللقاء بالوفاء" ك "باللقاء".
6 ع ك سقط "لله الحمد وحده".
927-928- من الخفيف أنشدهما الفراء 3/ 268 معاني القرآن، ولم يعزهما، ولم يعزهما أحد من بعده "الخصائص 3/ 102، همع الهوامع 1/ 170، العيني 4/ 306".(3/1381)
باب أسماء الأفعال والأصوات
مدخل
...
باب أسماء الأفعال والأصوات:
"ص"
نائب فعل غير معمول ولا ... فضلة اسم الفعل والمجدي افعلا
يأتي كثيرا، وبمعنى "فعلا" ... و"أفعل" استعماله تقللا
كـ"أف" "هيهات" "نزال" "وي" و"صه" ... "شتان" "أوه" تيد" "هيا" "هيت" "مه"
"إيه" "آمين" "حيهل" "وشكانا" ... "سرعان" "ويها" "بله" "ها" "بطآنا"
"ويها"1 و"واها" كذاك و"هلم" ... في قول من تجريدها حتما يؤم
واحكم لها بحكم الأفعال التي ... تنوب عنها ذاكرا قصور "تي"
__________
1 س ش ط ع ط "واها وواها".(3/1382)
واحكم بتنكير الذي ينون ... منها وتعريف سواه بين
وأحد الحكمين بعضها لزم ... كـ"وي" وتخيير لبعضها علم1
وليس منها ما يرى محتملا ... ضمير رفع بارزا متصلا
كمثل "هات" و"تعال" و"هلم" ... عن تميم، وهي"ها" ضمت لـ"لم"
"ش"
نائب فعل................ ... ..........................
جنس يعم المصدر العامل، واسمي2 الفاعل والمفعول، والصفة المشهبة باسم الفاعل واسم الفعل، الحروف التي فيها معاني الأفعال كـ"ليت" و"لعل"3.
فخرج بقولي:
.........غير معمول.........
ما سوى اسم الفعل والحروف4؛ لأن كلا منهما غير معمول.
__________
1 ط "اعلم".
2 ع ك "واسم".
3 في الأصل: واسمي الفاعل والمفعول والحروف التي فيها معاني الأفعال كليت، ولعل والصفة المشبهة باسم الفاعل واسم الفعل.
4 ع ك "والحرف".(3/1383)
فلذلك1 جعل المحققون سبب بناء اسم الفعل شبهه بالحرف العامل في كونه مؤثرا غير متأثر.
وخرج بقولي:
..........................ولا ... فضله.......................
الحروف؛ لأن كل جملة بعض أجزائها حرف، فإنها يتم بدونه كونها جملة.
فيثبت2 كون الحرف أبدا فضلة؛ لأن غير الفضلة عمدة، والعمدة مسند3 أو مسند إليه، وذلك مناف للحرفية.
وإذا خرج الحرف خلص الحد لاسم الفعل، وهو المقصود.
ثم قلت:
.................... ... .........والمجدي "افعلا"
يأتي كثيرًا............ ... ....................
ففهم بذا4، بما بعده أن اسم الفعل الدال على أمر كثير، وأن ما سواه قليل.
ثم ذكرت أمثلة كثيرة بمعنى الأمر، وأمثلة قليلة بمعنى الماضي، وبمعنى المضارع.
وأنا أشرحها شرحا يميز بعضها من بعض.
__________
1 ع ك "ولذلك".
2 ع ك "فثبت".
3 ع "مسندا".
4 ع ك "بهذا".(3/1384)
فـ"نزال" بمعنى: انزل. "صه" بمعنى "اسكت". و"تيد" بمعنى: أمهل. "هيت" بمعنى: أسرع. و"مه" بمعنى: انكفف1. و"إيه" بمعنى: امض في حديثك. و"آمين" بمعنى: استجب، و"حيهل" بمعنى: ائت أو عجل أو أقبل. "ويها" بمعنى: اغر. "بله" بمعنى: دع. "ها" و"هاء" بمعنى: خذ، وكذاك بمعنى: قلل، و"هلم" بمعنى: احضر أو2 أقبل.
فهؤلاء بمعنى "افعل".
والتي بمعنى "فعل":
"هيهات" بمعنى: بعد. و"شتان" بمعنى: افترق. و"وشكان" و"سرعان" بمعنى: سرع. و"بطآن" بمعنى: بطؤ. والتي بمعنى "أفعل":
"أف" بمعنى: أتضجر. "وي" و"وا" و"واهَا" بمعنى: أعجب. و"أوه" بمعنى: أَتَوَجَّعُ.
فمن مجيء "وي" بمعنى: "أتعجب"3 قوله4 تعالى5: {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ} 6.
__________
1 هـ "اكفف".
2 ع "وأقبل".
3 ع ك "أعجب".
4 هـ "قول الله تعالى".
5 من الآية رقم "82" من سورة "القصص".
6 ع ك سقط "يقدر".(3/1385)
وقول الشاعر:
929-
سالتاني الطلاق أن رأتاني ... قل مالي قد جئتماني بنكر
930-
ويكأن من يكن له نشب يحـ ... ـبب ومن يفتقر يعش عيش ضر
ومن مجيء "وا" بمعنى "أعجب" قول الراجز:
931-
وا بأبي أنت وفوك الأشنب
932-
كأنما ذر عليه الزرنب
و"وي" و"واها" أكثر من "وا" وفهم من قولي:
__________
929-930- من الخفيف من جلمة أبيات تنسب إلى سعيد بن زيد الصحابي، كما تنسب لزيد بن عمرو بن نفيل، وهي على هذه النسبة في كتاب سيبويه 2/ 170، كما تنسب إلى نبيه بن الحجاج "مجالس ثعلب 389، أمالي الشجري 339، الخصائص 3/ 41، 169، ابن يعيش 4/ 76 همع 2/ 106، شرح شواهد الشافية 339، معاني القرآن للفراء 2/ 312" والنشب: المال والعقار والضمير في قوله "سألتاني" يعود إلى زوجتيه في بيت سابق هو:
تلك عرساي تنطقان على العمـ ... ـد إلى اليوم قول زور وهتر
931-932- رجز ينسب لبعض بني تميم "العيني 4/ 310".
الزرنب: نبت طيب الرائحة. الأشنب: وهو برد وعذوبة في الأسنان.(3/1386)
واحكم لها بحكم الأفعال التي ... تنوب عنها................
أن هذه الأسماء متساوية في اقتضائها مرفوعا.
وأن "شتان" لا يستغني1 بؤاحد كما لا يستغني به "افتراق".
وأن تعلق هذه الأسماء بما زاد على المرفوع مساو لتعلق2 الأفعال به.
فيعطى الاسم من ذلك ما أعطي الفعل الذي هو نائب عنه. فلذلك عدي "حيهل" بنفسه إذا ناب عن "ائت" كقولهم: "حيهل الثريد"، وعدي بالباء3 إذا ناب عن "عجل".
وعدي بـ"علي" أو"إلى"4 إذا5 ناب عن "أقبل".
ومن النائب عن "عجل": "إذا ذكر الصالحون فحيهل بعمر".
وأشرت بقولي:
....................... ... ............ذاكرا قصور"تي"
إلى أن أسماء الأفعال قاصرة عما للأفعال من التصرف في نفسها، وفي عملها، ولذا لا تعمل فيما قدم عليها.
__________
1 ع ك "لا تستغني".
2 ع "كتعلق".
3 ع "عدي بالتاء".
4 ك "بعلي وبإلى إذا ناب ... ".
5 ع "عدي بعلى وإذا ناب".(3/1387)
وبسط الكلام على1 هذا آت إن شاء الله تعالى2.
"وتي" بمعنى: ذي.
ولماكانت هذه الكلمات من قبل المعنى أفعالًا، ومن قبل اللفظ أسماء جعل لها تعريف، وتنكير.
فعلامة تعريف المعرفة منها تجرده عن التنوين.
وعلامة تنكير النكرة منها استعماله منونًا.
ولما كان من الأسماء المحضة ما يلازم التعريف كالمضمرات، وأسماء الإشارة.
وما يلازم التنكير كـ"أحد" و"عريب".
وما يعرف وقتا، وينكر وقتا كـ"رجل" و"فرس".
جعلوا هذه الأسماء كذلك، فألزموا بعضها3 التعريف كـ"نزال" و"بله" و"آمين"، وألزموا بعضها التنكير كـ"واها" و"ويها".
واستعملوا بعضها4 بوجهين: فنون مقصودا تنكيره، وجرد مقصودا تعريفه كـ"صه وصه" و"أف وأف".
ثم أشرت إلى ما يؤمن من غلط وقع فيه بعض النحويين
__________
1 ع ك "في هذا".
2 هـ سقط "تعالى".
3، 4 هـ "بعضا".(3/1388)
بقولي:
وليس منها ما يرى محتملا ... ضمير رفع بارزا1 متصلا
وذلك أن من النوحيين من جعل من أسماء الأفعال "هات" و"تعال"، وإنما هما فعلا غير2 متصرفين. والدليل على فعليتهما وجوب اتصال ضمير الرفع البارز بهما كقولك للأنثى: "هاتي" و"تعالي". وللاثنين والثنتين: هاتيا وتعاليا. وللجماعتين3: هاتوا، وتعالوا، وهاتين، وتعالين.
فعوملا هذه المعاملة الخاصة بالأفعال مع أنهما على وزنين مختصين بالأفعال، ومدلولها كمدلولات الأفعال.
فهما بالفعلية أحق من "عسى" و"ليس"؛ لأن مدلوليهما4 كمدلولي: "لعل" و"ما".
وقد ألحقا بالأفعال لاتصال الضمائر بهما.
على أن بعض العرب يصرف "هات"، فيقول: هاتى، يهاتي، مهاتاة، ذكر ذلك 5 الجوهري6.
__________
1 ع "بارز".
2 ع سقط "غير".
3 الأصل "وللجماعة".
4 الأصل "مدلولهما" وهـ "مدلولتهما".
5 الصحاح مادة "هـ ي ت" جـ2 ص 655. بتحقيق نديم وأسامة مرعشلي "دار الحضارة بيروت".
6 إسماعيل بن حماد الجوهير أبو نصر الفارابي، إمام في اللغة =(3/1389)
وأما "هلم" فاسم فعل على لغة الحجازيين. وفعل على لغة بني تميم.
لأن الحجازيين لا يبرزون فاعلها في التأنيث والتثنية والجمع.
وبنو تميم يبرزونه فيقولون: "هلمي" و"هلما" و"هلموا" "وهلممن"، ويؤكدونه بالنون نحو: "هلمن".
قال سيبويه1: "وقد تدخل الخفيفة والثقيلة -يعني في "هلم"-[في لغة بني تميم] .
قال: "لأنها عندهم بمنزلة "رد" و"ردا" و"ردي" و"ارددن" كما تقول: "هلم و"هلما" و"هلمي" و"هلممن".
وقد استعمل لها مضارعا من قيل له: "هلم" فقال: "لا أهلم".
__________
= والأدب. وخطه يضرب به المثل. فارس من فرسان الكلام والأصول توفي سنة 393هـ.
"البلغة 36، بغية الوعاة 1/ 446، انباه الرواة 1/ 194، دمية القصر 300، معجم الأدباء 6/ 151، معجم البلدان 6/ 322، المزهر 1/ 97، يتيمة الدهر 4/ 373، نزهة الألبا 418، الأعلام 1/ 309، معجم المؤلفين 2/ 267".
1 قال سبيويه في الكتاب 2/ 158.
"وقال تدخل الخفيفة، والثقيلة في "هلم" في لغة بني تميم؛ لأنها عندهم بمنزلة رد وردا وردي وارددن ... ".(3/1390)
وأصل "هلم" عند "البصريين" "ها لم"1.
وعند الكوفيين: هل أم.
وقول البصريين أقرب إلى الصواب.
"ص"
وندر اسم الأمر2 من رباعي ... مقصترا فيه على السماع
كمثل "قرقار" ومن قاس على ... ما جاء من ذا فسعيد قد تلا
وبـ"عليك": الزم عنوا كما "تنح" ... معنى إليك، "خذ" بـ"دونك" اتضح
وبـ"لديك": الزم3 عنوا و"عندكا" ... ومسلك "اثبت" بـ"مكانك" اسلكا
وبـ"أمامك" أقصدن "تقدما" ... وفي نقيضه "وراءك" الزما
و"أتنحى" قصد من قال "إلي" ... و"أولني" يعني إذا قال "علي"
__________
1 قال سيبويه يتحدث عن "هلم" 2/ 158.
"والهاء فضل، وإنما هي "ها" التي للتنبيه، ولكنهم حذفوا الألف لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم".
2 ع ك "الفعل".
3 ط "لزم".(3/1391)
وذان باليا لشذوذ عزيا ... كذا "عليه زيدا" -أيضا- رويا
ولك ذا نقل، وقائس علي ... لدى الخطاب وخلافه1 جلي
ووحده أجاز أن يقدما ... منصوب ذا الباب وإن ذا أوهما
كـ"يأيها2 الماتح دلوي3 دونكا" ... فناصبا أضمر توافق ذو ذكا
"ش" من أسماء الأفعال "قرقار" بمعنى "قرقر". وإليه أشرت بقولي:
وندر اسم الأمر4 / من رباعي ... مقتصرا فيه على السماع
وهو مع ندوره عند سعيد بن مسعدة الأخفش مقيس عليه ليكون للرباعي نصيب من صوغ اسم الفعل باطراد.
كما كان للثلاثي باتفاق منه ومن سيبويه.
والصحيح ما ذهب إليه سيبويه من كون صوغ اسم الفعل مطردا من الثلاثي خاصة بشرط كون على "فعال"5.
__________
1 هـ "وقياسه".
2 ط "أيا أيها".
3 ط "المانح".
4 ع ك "الفعل".
5 الكتاب 2/ 41 وما بعدها.(3/1392)
ثم أخذت في بيان ما جعل اسم فعل بعد أن كان ظرفا، أو حرف جر.
وهذا النوع لا يستعمل إلا متصلا بضمير مخاطب.
وقد قرنت في النظم كل واحد منهما بشرحه، فحكمه في العمل حكم الفعل الذي قرن به شارحا له.
وشذ قولهم: "عليه رجلا" بمعنى: ليلزم. و"علي الشيء" بمعنى: "أولنيه1. "وإلي" بمعنى: انتحي2.
واختلف في الضمير المتصل بهذه الكلمات:
فموضعه: رفع عند الفراء.
ونصب عند الكسائي.
وجر عند البصريين، وهو الصحيح.
لأن الأخفش روى عن عرب فصحاء: "علي عبد الله زيدا" -بجر عبد الله.
فتبين بذلك أن الضمير مجرور الموضع لا مرفوعه، ولا منصوبه.
ومع ذلك فمع كل واحد3 من هذه الأسماء ضمير مستتر مرفوع الموضع بمقتضى الفاعلية.
__________
1 الأصل وهـ "أو لينه".
2 هكذا في جميع النسخ.
3 ع ك "واحدة".(3/1393)
فلك أن تقول في التوكيد: "علكيم كلكم زيدا" -بالجر- توكيدا للموجود المجرور1، وبالرفع توكيدا للمستكن المرفوع2.
ولا3 يقاس عل هذه الظروف غيرها إلا عند الكسائي، فإنه لا يقتصر فيها على السماع، بل يقيس على ما سمع: ما لم يسمع.
ومما عزي إليه دون غيره جواز إعمال هذه الأسماء فيما تقدم عليها كقول الراجز:
933-
يأيها المائح دلوي دونكا
934-
إني رأيت القوم يحمدونكا
ولا حجة فيه لصحة تقدير "دلوي": مبتدأ، أو مفعولا بـ"دونك" مضمرا.
__________
1 ع "للموجود للضمير المجرور".
2 "ع "وعلى يقاس".
3 الأصل "للمرفوع المستكن".
933-934- هذا من رجز قالته جارية مني بني مازن، وله قصة ذكرها الصاغاني في العباب ونقلها صاحب الخزانة عنه 3/ 15، ولم يعزه أحد ممن استشهد به "أمالي القالي 2/ 244، العقد الفريد 5/ 211، الإنصاف 1/ 28، اللسان 3/ 447، المقاصد النحوية 4/ 311، همع الهوامع 2/ 105، الدرر اللوامع 2/ 139، الأشموني 3/ 206، التصريح 2/ 200".
المائح: من ماح -بالحاء المهملة- الذي ينزل البئر فيملأ الدلو -إذا قل الماء فيها.(3/1394)
فإن إضمار اسم الفعل متقدما لدلالة متأخر عليه جائز عند سيبويه1. و"ذو" من قولي:
............................ ... ............توافق ذو ذكا
بمعنى "الذي".
و"ذكا": فعل، ومعه فاعل منوي، والجملة صلة "ذو".
و"دونك" وأمثاله من الظروف المجعولة أسماء أفعال مبنية كغيرها من أسماء الأفعال.
قال أبو الفتح ابن جني:
"ولا الفتحة في نحو: "دونك زيدا" فتحة إعراب كفتحة الظرف في قولك: "جلت دونك" بل هي [فتحة بناء؛ لأن هذا الاسم بمنزلة "صه" و"مه" غير أنه بني على الحركة التي كانت له] 2 في حال3 الظرفية.
كما أن فتحة لام "رجل" من قول: "لا رجل في الدار" هي غير الحركة التي تحدثها "لا" إعرابًا.
وكذا قوله تعالى: {مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ} 4 فتحته فتحة بناء، لأنه اسم كقولك5: "اثبتوا "مكانكم"6، وليست كفتحة "إلزموا مكانكم" هذه إعراب، وتلك في الآية بناء".
__________
1 الكتاب 1/ 127 وما بعدها.
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 ع "في حالة".
4 من الآية رقم "28" من سورة "يونس".
5 الأصل وك "لقولك".
6 سقط من جميع النسخ.(3/1395)
فصل في أسماء الأصوات:
"ص"
وما به خوطب ما لا يعقل ... من مشبه اسم الفعل صوتا يجعل
كذاك ما أجدى3 حكاية كـ"قب" ... و"غاق" "ماء" ومن الأول "حب"
وكل ما يعد من ذا الباب ... مستوجب البناء لا الإعراب
"ش" أسماء الأصوت: ما وضع لخطاب ما لا يعقل، أو ما هو في حكم ما لا يعقل من صغار الآدميين. أو لحكاية الأصوات.
فمن الأول: "زجر البعير بـ: "حب" و"حل".
ودعاء الإبل بـ: "حوب" والربع4 بـ"دوه".
__________
1 الأصل وك "لقولك".
2 سقط من جميع النسخ.
3 ع "إحدى".
4 جمع: ربعي وهو الفصيل الذي نتج في الربيع، نسب على غير قياس.(3/1396)
وإناخة البعير بـ: "نخ". وتسكين صغار الإبل بـ: "هدع"، وإيراد الحمار1 بـ: "تشا"2 وبـ" تشو".
ومن الثاني: "قب" في وقع السيف و"طق" في وقع الحجارة، و"غاق" في صياح الغراب، "ماء" في صياح الظبية.
وأشرت بـ"ذا" من قولي:
وكل ما يعد من ذا الباب ... ......................
إلى "باب أسماء الأفعال والأصوات"، فإنها كلها مبنية.
أما أسماء الأفعال فإنها أشبهت الحروف العاملة في أنها عاملة. غير معمولة. مع الجمود، ولزوم طريقة واحدة.
فاستغنت عن الإعراب؛ لأن فائدته الدلالة على ما يحدث من المعاني بالعوامل.
وذلك غير موجود في أسماء الأفعال.
وأما أسماء الأصوات فهي أحق بالبناء؛ لأنها غير عاملة ولا معمولة، فأشبهت الحروف المهملة.
ولأن فائدة الإعراب: إبانة مقتضيات العوامل3، وذلك غير موجود فيها فلم يكن لها في الإعراب نصيب.
__________
1 أي عرضه على الماء.
2 في النسخ "ساء" لكن في اللسان ضبطه بـ"تشا".
3 ع ك، هـ "العامل".(3/1397)
باب نوني التوكيد
مدخل
...
باب نوني التوكيد:
"ص"
للفعل توكيد بنونين هما ... كنوني "اذهبن" و"اقصدنهما"
وإنما يؤكدان الأمر أو ... مضارعا ذا طلب كـ"لا تروا"
أو1 كان شرطا بعد "إما" أو أتى ... مستقبلا بعد يمين مثبتا
ما لم يكن معمولة2 مقدما ... كالآت بين لـ"إلى"3 و"فبما"
أو يقترن بحرف تنفيس كما ... "وربنا لسوف نلقي مغنما"4
وقد يؤكدان منفيا بـ"لا" ... متصلا، ونادرا قد فصلا
__________
1 هـ "وان".
2 هـ "معلومه".
3 ط "لا إلى".
4 سقط هذا البيت من س.(3/1398)
والشرط بعد غير "إما" أكدا ... نزرا كذا الجواب -أيضًا- وردا
والنون شذت بعد "ربما" و"لم" ... وشاعر بعد "ما" مزيدا أن يؤم
كقوله: "من عضة1 ما ينبتن ... شكيرها" وهكذا2: "ما يحمدن"
وليس توكيد بنون يلتزم ... في غير فعل مثبت بعد القسم
وتركه من بعد "إما" قلما ... تلفيه إلا في كلام نظما
وشذ توكيد مع الخلو من ... ما قد مضى كـ"أشعرن المتزن".
وشذ في اسم فاعل:3 "أقائلن" ... وبشذوذ: "أحرين"4 أيضا -قمن
"ش" للتوكيد نونان: خفيف وثقيلة. وقد تضمنهما قولي:
.................. ... كنوني "اذهبن" و"اقصدنهما"
__________
1 الأصل "عظة".
2 الأصل "وهكذا شكيرها".
3 ط "فأعلن".
4 ع "أجرين".(3/1399)
كما تضمنهما قول الله تعالى1: {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} 2.
ويؤكد بهما فعل الأمر مطلقا.
والمضارع المصاحب ما يقتضي طلبا من: لام أمر، أو "لا" نهي، أو دعاء، أو تحضيض، أو عرض3، أو تمن، أو استفهام.
قال الأعشى في توكيد الأمر والنهي، أنشده سيبويه4:
935-
وإياك والميتات لا تقربنها ... ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
وقال في توكيد ما صاحب الاستفهام5:
436-
وهل يمنعني إرتيادي البلا ... د من حذر الموت أن يأتين؟ 6
__________
1 ع ك "قوله تعالى" هـ "قول الله تبارك وتعالى".
2 من الآية رقم "33" من سورة "يوسف".
3 ع سقط "أو عرض".
4 سيبويه 2/ 149.
5 كتاب سيبويه 2/ 149.
6 ع "يأتيني".
935- من الطويل ديوان الأعشى 46"، وهو ملفق من بيتين، وهو كذلك في سيبويه والبيتان هما:
فإياك والميتات لا تأكلنها ... ولا تأخذن سهما حديدا لتفصدا
وذا النصب المنصوب لا تنسكنه ... ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
936- من المتقارب وهو في ديوان الأعشى ص 205، وقد بدى البيت في الديوان بالفاء.
الارتياد: المجيء والذهاب.(3/1400)
وقال آخر:1
937-
......................... ... أفبعد كندة تمدحن قبيلا؟
[وقال آخر2:
938-
فأقبل على رهطي ورهطك نبتحث ... مساعينا حتى نرى: كيف نفعلا3] ؟
وقال ابن رواحة4 -رضي الله عنه5- في الدعاء6:
__________
1 سيبويه 2/ 151.
2 سيبويه 2/ 151.
3 هـ سقط ما بين القوسين.
4 سيبويه 2/ 149.
5 الأصل سقط "رضي الله عنه".
6 ع ك سقط "في الدعاء".
937- هذا عجز بيت من الطويل وصدره:
قالت فطيمة حل شعرك مدحه ... ...........................
وهو من البحر الكامل، وقد نسب في كتاب سيبويه للمقنع، لكن حقق العلامة الشنقيطي في كتابه "الحماسة السنية" أن القصيدة التي منها البيت هي لامرئ القيس، وهي في ديوان امرئ القيس ص358.
حل: كف، والمحلا: المطرود.
938- من الطويل لم يعزعه أحد إلى قائل "الخزانة 4/ 558، العيني 4/ 325، همع 2/ 78".(3/1401)
939-
والله لولا الله ما اهتدينا
940-
ولا تصدقنا ولا صلينا
941-
فأنزلن سكينة علينا
942-
وثبت الأقدام إن لاقينا
وقال آخر1 في التحضيض:
943-
هلا تمنن موعد غير مخلفة ... كما عهدتك في أيام ذي سلم
وقال آخر في التمني:
944-
فليتك يوم الملتقى ترينني ... لكي تعلمي أني امرؤ بك هائم
ومثال توكيد الشرط بعد "إما" قوله تعالى: {فَإِمَّا نُرِيَنَّك
__________
1 هـ سقط "آخر".
939-942- نسب هذا الرجز لعبد الله بن رواحة في الكتاب 2/ 149، وقد ينسب لكعب بن مالك كما يروى لعامر بن الأكوع "سيرة ابن هشام 756، المقتضب 3/ 13، التصريح 3/ 202، همع 2/ 78"، وقد سبق الاستشهاد ببعض هذه الأبيات.
943- من البسيط قال العيني 4/ 322، لم أقف غلى اسم قائله، ذو سلم: موضع بالحجاز.
944- من الطويل لم يعزه أحد إلى قائل وهو في العيني 4/ 323.
يوم الملتقى: يوم لقائك. الهائم: المتحير في العشق الغريق فيه.(3/1402)
بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} 1.
ومثال المستقبل الآتي بعد يمين قوله تعالى: {تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ} 2.
فلو قدم على الفعل المقسم عليه ما يتعلق به من جار أو غيره قرن المتعلق بلام القسم، واستغنى عن النُّون كقولك: "والله لزيدًا أكرم".
وكذا لو كان مع الفعل "سوف"، أو السين كقولك: "والله لسوف أكرمك".
فمن الأول قوله تعالى: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ} 3.
ومن الثاني قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} 4.
وقد يؤكد بإحدى النونين المضارع المنفي بـ"لا" تشبيها بالنهي كقوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} 5.
__________
1 من الآية رقم"77" من سورة "غافر".
2 من الآية رقم"56" من سورة "النحل".
3 من الآية رقم"158" من سورة "آل عمران".
4 من الآية رقم"5" من سورة "الضحى".
5 من الآية رقم"25" من سورة "الأنفال".(3/1403)
وقد زعم قوم أن هذا نهي، وليس بصحيح ومثله قول الشاعر:
945-
فلا الجارة الدنيا بها تلحينها ... ولا الضيف فيها إن أناخ محول1
إلا أن توكيد2 "تصيبن" أحسن لاتصاله بـ"لا" فهو بذلك أشبه بالنهي كقوله تعالى: {لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ} .
بخلاف قول الشاعر: "تلحينها"، فإنه غير متصل بـ"لا" فبعد شبهه بالنهي.
ومع ذلك فقد سوغت [توكيده "لا"، وإن كانت منفصلة.
فتوكيد "تصيبن" لاتصاله بـ"لا"3 أحق وأولى.
ومثال4] توكيد الشرط بعد غير "إما" ما أنشد5 سيبويه6.
__________
1 هـ "محمل".
2 ع "توكد".
3 ع ك سقط "بلا".
4 هـ سقط ما بين القوسين.
5 ع ك "ما أنشده".
6 الكتاب 2/ 152.
945- من الطويل قاله النمر بن تولب في صفة الإبل "الديوان ص92" الضمير في "بها" يعود إلى أرض صاحب الإبل.
والمعنى: أن جارته لا تشتم إبله لانتفاعها بألبانها، وأن جاره وضيفه الذي يأوي إليه لا يتحول عنه لما يرى من كرمه.(3/1404)
من قول الشاعر:
946-
من تثقفن منهم فليس بآيب ... أبدا وقتل بني قتيبة شاف
وأنشد سيبويه1 -أيضا- في توكيد الجواب:
947-
نبتم نبات الخيزراني في الثرى ... حديثا متى ما يأتك الخير تنفعا
[وأنشد سيبويه2 -أيضًا:
948-
فمهما تشأ منه فزارة تعطكم ... ومهما تشأ منه فزارة تمنعا
__________
1 نفس المرجع والصفحة.
2 نفس المرجع والصفحة.
946- من الكامل واحد من ثلاثة أبيات في "الخزانة 4/ 565" تنسب إلى بنت مرة بن عاهان الحارثي ترثي أباها، والضمير في قولها "نثقفن" يعود إليها ومن معها من قومها في قولها:
إنا وباهلة بن أعصر بيننا ... داء الضرائر بغضة وتقافي
رواية سيبويه يثقفن -بالبناء للمجهول- وروي تثقفن -بالتاء- ويعند الضمير إلى باهلة، وهي رواية المصنف.
947- هذا البيت من الطويل ينسب إلى النجاشي الحارثي، وهو شاعر من شعراء صدر الإسلام. الخيزراني: كل نبت ناعم. والأولى أن تكون بداية البيت "نبت" لتتوافق مع نهايته.
948- من الطويل نسب في كتاب سيبويه إلى عوف بن الخرع، ورأيته في ديوان الكميت بن زيد الأسدي 3/ 24.
"الخزانة 4/ 559، العيني 4/ 330، التصريح 2/ 206، همع الهوامع 2/ 79".(3/1405)
ومثال التوكيد بعد "ربما" و"لم" قول الشاعر:
949-
ربما أوفيت في علم ... ترفعن ثوبي شمالات] 1
وقال الراجز2 في التوكيد بعد "لم":
950-
يحسبه الجاهل ما لم يعلما
951-
شيخا على كرسيه معمما
__________
1 هـ سقط ما بين القوسين.
2 ع ك "الراجز".
949- من المديد لجذيمة الأبرش يفتخر بأنه يصعد الجبل بنفسه يستطلع أعداءه، ولا يعتمد في ذلك إلا على نفسه، وفي النواجر لأبي زيد ص210 -لا أعراف لجذيمة غير هذا الشعر.
أوفيت: أشرفت، العلم: الجبل، الشمالات: رياح الشمال الشديدة.
"المؤتلف 34، أمالي ابن الشجري 2/ 243".
950-951- هذا من رجز أنشده أبو زيد في النوادر ص13، ولم ينسبه وقد اختلف في قائله: فقيل ابن حبابة اللص، وقيل: هو لأبي حيان الفقعسي، وقيل: هو لعبد بني عبس كما نسب إلى العجاج، وإلى مساور العبسي "سيبويه 2/ 153، أمالي ابن الشجري 1/ 384، مجالس ثعلب 621، الخزانة 4/ 569".
الضمير في "يحسبه" يعود إلى "الثمال" في بيت قبل الشاهد، والثمال هو الرغوة واحده "ثمالة" يصف الشاعر قمعا يجعل في فم الوطاب الذي تحلب فيه الإبل، وقد علا ذلك القمع رغوة شبهها بشيخ على كرسي متزمل في ثياب وبعد الشاهد:
لو أنه أبان أو تكلما
لكان إياه ولكن أعجما(3/1406)
وإنما قل التوكيد بعد "ربما"، و"لم"؛ لأن الفعل بعدها ماضي المعنى، ولاحظ للماضي في هذا التوكيد.
وهو بعد "ربما" أحسن.
وحكى سيبويه:1 "ربما تقولن2 ذاك"3.
وكثر هذا التوكيد بعد "ما" الزائدة دون "إن" كقول العرب "بعين ما أرينك"4، و"بجهد ما تبلغن"5، و"كثر ما تقولن"6، و"حيثما تكونن آتك".
وفي المثل7:
952-
........................... ... ومن عضة ما ينبتن شكيرها
__________
1 الكتاب 2/ 153.
2 ع ك "يقولن".
3 هكذا في كتاب سيبويه، وفي جميع النسخ "ذلك".
4 كتاب سيبويه 2/ 153.
5 في الأصل "ايبلغن"، وانظر سيبويه 2/ 153.
6 الأصل "يقولن"، وينظر كتاب سيبويه 2/ 153.
7 ينظر كتاب سيبويه 2/ 153.
952- هذا عجز بيت من الطويل، وصدره:
إذا مات منهم ميت سرق ابنه ... ..............................
والعضة: واحدة العضاه، وهو شجر عظام، والشكير: صغار ورقها وشوكها، أي: إنما تنبت الصغار من الكبار، يضرب مثلا في مشابهة الرجل أباه.
ولم أجد من نسب هذا البيت لقائل "سيبويه 2/ 153، ابن يعيش 7/ 103، 9/ 5، 42، الخزانة 1/ 83، 4/ 489، 566، شرح شواهد المغني 258، التصريح 2/ 250"، ولم يتعرض الأعلم لهذا الشاهد.(3/1407)
ومثله قول الشاعر:
953-
قليلا به ما يحمدنك وارث ... [إذا نال مما كنت تجمع مغنما] 1
وإنما كثر هذا التوكيد بعد "ما" الزائدة2 لشبهها بلام القسم.
قال سيبويه3 -بعد تمثيله بـ"ربما تقولن ذلك" و"كثر ما تقولن ذلك":
"ولا يقع4 بعد هذه الحروف إلا وما لازمة، فأشبهت عندهم لام القسم". هذا نصه.
ولا يلزم هذا5 التوكيد إلا بعد القسم.
__________
1 سقط عجزر البيت من الأصل، وجاء مشوها في ع كما يلي:
قليلا إذا قام مما كنت تجمع ... مقسما ما يحمدنك وارث
2 ع ك "المزيدة".
3 كتاب سيبويه 2/ 153.
4 ع ك "تقع".
5 ع ك "ولا يلزم على هذا".
953- من الطويل قاله حاتم الطائي "الديوان ص108"، والرواية فيه
....................... ... إذا ساق مما كنت تجمع مغنما(3/1408)
وإلى هذا1 أشرت بقولي:
وليس توكيد بنون يلتزم2 ... في غير فعل مثبت بعد القسم
ثم بينت أن الفعل بعد "إما" يقل وقوعه بلا نون، ولذا لم يجئ في القرآن بعدها إلا مؤكدا كقوله تعالى3: {وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى} 4.
وزعم بعضهم أن ذلك لازم، وأن5 نحو: "إما تفعل أفعل" غير جائز.
وليس بصحيح: بل هو جائز قليل، كقول الراجز:
954-
إما تريني اليوم أم حمز
955-
قاربت بين عنقي وجمزي
ومثله قول الشاعر6:
__________
1 الأصل وهـ "ذا".
2 ع ك "ملتزم".
3 من الآية رقم "68" من سورة "الأنعام".
4 ع ك سقط "فلا تقعد بعد الذكرى".
5 ع سقط "وأن".
6 ع ك تأخر هذا البيت عن البيت الذي يليه.
954-955- رجز لرؤبة الديوان ص64".
العنق: ضرب من السير. الجمز: ضرب من العدو.(3/1409)
956-
إما تري رأس تغير لونه ... شمطا فأصبح كالثغام المخلس
وقال آخر:
957-
يا صاح إما تجدني غير ذي جدة ... فما التخلي عن الخلان من شيمي
وأشرت بقولي:
وشذ توكيد مع الخلو من ... ما قد مضى..........
إلى قول الشاعر:
__________
956- نسب هذا البيت، وهو من الكامل في كتاب سيبويه 1/ 60، 283 إلى المرار الأسدي.
وقد رأيته في ديون حسان بن ثابت ص180 في قصيدة يمدح بها الحارث بن أبي شمر الغساني، والرواية في ديوان حسان:
....................... ... ..........كالثغام المحول
أي: الذي يمر عليه عام. والثغام نبت يشبه الشيب في اللون، ويكون في الجبال. المشط في الشعر اختلافه في اللون، سواد وبياض -الشعر المخلس: الذي غلب بياضه سواده.
957- من البسيط لم يعزه أحد لقائل معين "العيني 4/ 339، التصريح 2/ 204 الأشموني 3/ 216".
الجدة: الغنى، الشيمة: الخلق والطبيعة.(3/1410)
958-
ليت شعري وأشعرن إذا ما ... قربوها منشورة ودعيت.
959-
ألي الفوز أم على إذا حو ... سبت إني على الحساب مقيت
وأشذ من هذا توكيد "أفعل" في التعجب كقول الشاعر:
960-
ومستبدل من بعد غضبى صريمة ... فأحر به من طول فقر وأحريا
أراد: وأحرين. فأبدل النون للوقف أَلِفًا.
وهذا من تشيبه لفظ بلفظ، وإن اختلفا معنى.
وأشذ من هذا ما أنشد ابن جني1 من قول الراجز:
__________
958-959- بيتان من الخفيف قالهما السموأل بين عادياء العيني 4/ 332" ورواية الأصمعي 86.
للشطر الثاني من البيت الأول
....................... ... قيل: اقرأ عنوانها وقريت
على الحساب مقيت: أي موقوف على الحساب.
960- سبق الحديث عن هذا الشاهد في باب التعجب، وهو من الطويل.
1 قال ابن جني في الخصائص 1/ 136.
ومن ذلك -أعني الاستحسان- قول الشاعر:
أرأيت..........
فألحق نون التوكيد اسم الفاعل تشبيها له بالفعل المضارع.
فهذا استحسان لا عن قولة علة، ولا عن استمرار عادة، ألا تراك لا تقول: أقائمن يا زيدون، ولا "أمنطلق يا رجال".
إنما تقوله بحيث سمعته، وتعتذر له، وتنسبه إلى أنه استحسان منهم على ضعف منه، واحتمال بالشبهة له.
"وينظر -أيضا- المحتسب لابن جني 1/ 193".(3/1411)
961-
أريت إن جاءت به أملودا
962-
مرجلا ويلبس البرودا
963-
أقائلن أحضروا الشهودا
فأكد بالنون اسم الفاعل لشبهه بالفعل المضارع.
"ص"
وآخر الفعل افتحن مؤكدا ... معتلا أو ذا صحة كـ"اعتضدا".
واشكله قبل مضمر لين بما ... جانس من تحرك قد علما
والمضمر احذفنه غير الألف ... وإن يكن في آخر الفعل ألف
فاجعله منه رافعا غير اليا ... والواو ياء كـ"استعين سعيا".
__________
961-963- هذا رجز ينسب لرؤبة، وهو4 ملحقات ديوانه ص173.
الأملود: الناعم المستوي الخلق، المرجل من الجراد: من ترى آثار أجنحته في الأرض، فلعل الراجز يريد أن ابنه قوي، البرود: جمع برد وهو ثوب فيه خطوط.(3/1412)
واحذفه من رافع هاتين وفي ... واو ويا شكل مجانس قفي
نحو "اخشين يا هند" بالكسر و"يا ... قوم اخشون"، واضمم وقس مسويا1
وقدر اعراب الذي أكد إن ... يصلح لنون الرفع نحو "ترين"
وللبنا انسب غير صالح لها ... كـ"لا تكونن2 واثقا بمن لها"
ولم تقع خفيفة بعد الألف ... لكن شديدة وكسرها ألف
وألفا رد قبلها مؤكدا ... فعلا إلى نون الإناث أسندا
وكسع3 كوفي ويونس الألف ... بالنون ذات خفة حكم عرف
واحذف خفيفة لساكن ردف ... وبعد غير فتحة إذا تقف
واردد إذا حذفتها في الوقف ما ... من أجلها في الوصل كان عدما
__________
1 هـ "مستويا".
2 الأصل "يكونن".
3 الإلحاق من الآخر -يقال: كسعه: ضربه على دبره.(3/1413)
وأبدلنها بعد فتح ألفا ... وقفا كما تقول في "قفن" "قفا"
"ش" لما فرغت من الجائز التوكيد واللازمة، والممتنعة أخذت في بيان ما ينشأ عنه من التغيير.
فذكرت أن آخر المؤكد يفتح: صحيحا كـ"اعتضدن"1، أو معتلا كـ"أخشين" و"ارمين" و"اغزون"2.
[وهل بني أولا على السكون ثم حرك بالفتح لالتقاء الساكنين أو بني أولا3 على الفتح؛ لأنه ثبت له الإعراب قبل البناء؟ فيه قولان للنحويين4] .
ثم نبهت على أن آخر المؤكد قبل مضمر لين يحرك بما يجانسه، أي: يفتح قبل الألف، ويكسر قبل الياء، ويضم قبل الواو.
ثم نبهت على حذف الياء والواو، ثبوت الألف بقولي: والمضمر احذفنه غير5 الألف
..........................
فيقال: "لا تضربان" و"لا تضربن" و"لا تضربن".
__________
1 ع ك "اعتضدا".
2 ع سقط "اغزون".
3 ع سقط "أولا".
4 سقط ما بين القوسين من هـ ومن الأصل.
5 ع ك "إلا الألف".(3/1414)
ثم نبهت بقولي:
وإن يكن في آخر الفعل ألف ... ...............
على أن نحو: "يسعى" إذا لم يسند إلى ياء الضمير، ولا واوه1 تقلب ألفه ياء نحو: "لا تسعين" "ولا تسيعان".
ثم نبهت على أن الألف تحذف إذا وليها ياء الضمير أو واوه. وأن الياء والواو حينئذ تحركان2 بالمجانس، أي: بكسر الياء، وضم الواو.
نحو: "هل تخشين يا هند" و"هل تخشون يا قوم".
ثم نبهت على أن الفعل المؤكد بالنون إن3 كان مضارعا، واتصل به ألف اثنين أو واو جمع4 أوياء مخاطبة فهو معرب تقديرًا.
وإن لم يتصل به أحد الثلاثة فهو مبني.
وإنما كان الأمر كذلك؛ لأن المؤكد بالنون إما أن يكون بناؤه لتركيبه معها، وتنزله5 منها منزلة الصدر6 من العجز.
وإما أن يكون من أجل أن النون من خصائص الفعل، فضعف بلحاقها شبه الاسم، إذا لا قائل بغير7 هذين القولين.
__________
1 هـ "ولا واوا".
2 الأصل "يحركان".
3 ع ك "إذا كان مضارعا".
4 ع ك "واو جماعة".
5 هـ "وتنزيله".
6 ع "المصدر".
7 هـ "لغير".(3/1415)
والثاني باطل؛ لأنه مرتب على كون النون من خصائص الفعل.
ولو كان ذلك مقتضيا للبناء لنبي المجزوم والمقرون بحرف التنفيس، والمسند إلى ياء المخاطبة؛ لأنهن مساوية للمؤكد في الاتصال بما يخص الفعل، بل ضعف شبه هذه الثلاثة أشد من ضعف شبه المؤكد بالنون؛ لأن النون وإن لم يلق لفظها بالاسم فمعناها لائق. بخلاف "لم" وحرف التنفيس، وياء المخاطبة فإنها غير لائقة بالاسم لفظا ومعنى.
فلو كان موجب بناء المؤكد1 بالنون] كونها مختصة بالفعل لكان ما اتصل به أحد الثلاثة مبنيا؛ لأنها أمكن في الاختصاص.
وفي عدم بناء ما اتصلت2 به دلالة على أن موجب البناء3 التركيب إذ لا ثالث لهما.
وإذا ثبت أن موجب البناء هو التركيب لم يكن فيه لما اتصل به ألف اثنين4، أو واو جمع أوياء مخاطبة نصيب؛ لأن ثلاثة أشياء لا تركب.
وإذا ثبت هذا علم أن أصل قولك: "هل تفعلان" و"هل
__________
1 هـ سقط ما بين القوسين.
2 ع ك "ما اتصل".
3 هـ "هو التركيب".
4 ع "ألف الاثنين".(3/1416)
تفعلن" و"هل تفعلن":
"هل تفعلانن" و"هل تفعلونن"، و"هل تفعلينن".
فاستثقل1 توالي الأمثال، نون الرفع تخفيفا، واكتفي بتقديرها.
وأوثرت الألف بالثبوت لخفتها، وكسرت نون التوكيد بعدها لشبهها بنون التثنية في زيادتها آخرا بعد الألف2، واستثقلت الواو والياء فحذفتا، واكتفي بدلالة الضمة والكسرة عليهما3.
فإن كان آخر الفعل ألفا كـ"يخشى" و"يسعى" حذفت الألف، وحركت ياء المؤنثة واو الجمع بما يجانسها نحو: "هل تخشين يا هند" و"هل تسعون يا قوم".
ولو كانت4 النون خفيفة لقلت: "هل تخشين يا هند" "هل تسعون يا قوم"5.
ولو كان المسند إليه6 ألفا لم يجز أن يؤتى بالنون إلا مشددة هذا مذهب سيبويه، وغيره من البصريين.
إلا يونس فإنه يجيز7 أن يؤتى بعد الألف بالنون الخفيفة
__________
1 ع ك "فاستثقلت" هـ "فاستقبل".
2 ع ك "بعد ألف".
3 الأصل "عليها".
4 ع ك "كان".
5 ع ك سقط "يا قوم".
6 ع ك سقط "إليه".
7 هـ "يجيز".(3/1417)
مكسورة1.
ويعضد قوله قراءة بعد القراء2: [ {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا3 فَدَمَّرْنَاهُمْ4 تَدْمِيرًا5} . حكاها ابن جني6.
ويمكن أن يكون من هذا قراءة ابن ذكوان7: {وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} 8.
وكمذهب يونس مذهب الكوفيين في وقوع الخفيفة بعد الألف.
فإن كان المؤكد مسندا إلى نون الإناث زيدت بينها، وبين المؤكدة ألف تفصل بينهما، ولا تكون النون إلا مكسورة مشددة.
وإذا9 كانت النون خفيفة، ولقيها ساكن حذفت، سواء كان
__________
1 ينظر كتاب سيبويه 2/ 155، 156، 157.
2 علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ومسلمة بن محارب.
3 ع ك سقط ما بين القوسين.
4 في الأصل "فدمرناهم".
5 من الآية رقم "36" من سورة "الفرقان".
6 المحتسب 2/ 222.
7 عبد الله بن أحمد بن بشير الدمشقي المتوفى سنة 242 أحد رواة ابن عامر، ولذا نسب ابن خالويه هذه القراءة لابن عامر "مختصر في القراءات الشاذة ص58".
8 من الآية رقم "89" من سورة "يونس".
9 ع ك "وإن كانت".(3/1418)
وما قبلها مفتوحا أو مضموما، أو مكسورا، ومنه قول الشاعر:
964-
ولا تهين الفقير علك أن ... تركع يوما والدهر قد رفعه
وإذا وقفت على المؤكد بالنون الخفيفة1 أبدلتها ألفا إن وليت2 فتحة كقولك في قوله تعالى: {لَنَسْفَعَنْ} 3: "لنسفعا".
وكقولي:
.................... ... في "قفن" "قفا"
وكقول النابغة الجعدي:
965-
فمن يك لم يثأر لأعراض قومه ... فإني ورب الراقصات لأثأرا
__________
1 الأصل "وإذا وقفت على المؤكد بالخفيفة".
2 الأصل "أو وليت".
3 من الآية رقم "15" من سورة "العلق".
964- من المنسرح من أبيات قالها الأضبط بن قريع السعدي أحد شعراء الجاهلية من أبيات، وردت في الحماسة الشجرية 1/ 473، والشعر والشعراء 226، البيان والتبيين 3/ 341، وأمالي القالي: 1/ 108، وزهر الآداب 2/ 204، والأغاني 16/ 159، والمثل السائر 1/ 260 علك أن تركع: لعلك تفتقر بعد غنى.
965- من الطويل قاله النابغة الجعدي، كما قال المصنف "الديوان ص76" الرقص: الارتفاع والانخفاض، وقد أرقص القوم في سيرهم: إذا كانوا يرتفعون وينخفضون.(3/1419)
فإن لم تل فتحة حذفتها1 ورددت إلى الفعل ما حذف من أجلها.
فتقول في "اخرجُنْ" و"اخرجِنْ": "اخرجوا" و"اخرجي".
وفي: "هل تخرُجُنْ"2 و"هل تخرجِنْ": "هل تخرجون" و"هل تخرجين".
وهذا مما يدل على أن المسند إلى الواو والياء كان قبل الوقف معربا تقديرا، إذ لو كان قبل الوقف مبنيا3 لبقي بناؤه؛ لأن الوقف عارض فلا اعتدال بزوال ما زال4 [من أجله، كما لا اعتداد بزوال ما زال5] لالتقاء الساكنين نحو: "هل تذكر الله".
والأصل: "هل تذكرون". فحذفت النون الخفيفة لالتقاء الساكنين، وبقيت فتحة الراء الناشئة عن النون من كونها زائلة.
__________
1 في الأصل "فتحتها".
2 الأصل "يخرجن".
3 هـ "مثبتا".
4 هـ "قال".
5 هـ سقط ما بين القوسين.(3/1420)
فصل في التنوين: 1
"ص"
إن يبد لفظا دون خط نون ... كـ"ابسط يدا" فذلك التنوين
وهو لتنكير، وصرف، وعوض ... نحو "صه" "صمتا" "إذ" وم العوض
ما في "جوار" و"يعيل" وجعل ... مقابلا في "عرفات" فقبل2
وعوضا من مدة المطلق جا ... كـ"الأتحمي3 أنهجن" أي: أنهجا
وزيد في التنوين غال، وأبى ... أبو سعيد -وحده- ذا المذهبا
"ش" التونين على ضربين:
أحدهما: خاص بالاسم.
والآخر: مشترك فيه.
فالخاص بالاسم: تنوين التنكير، وتنوين الصرف وتنوين العوض، وتنوين المقابلة.
فتنوين التنكير: كتنوين "صه". فإن "صه" -بلا تنوين- بمعنى: اسكت السكوت. وبالتنوين بمعنى: اسكت سكوتا ما4.
ومن تنوين التنيكر تنوين عجز "سيبويه" [ونحوه.
__________
1 هـ سقط "في".
2 س تأخر هذا البيت عن البيت الذي يليه.
3 ط "كالأنحمي" ع "كالأحمى".
4 هـ سقط "ما".(3/1421)
تقول: "مررت بسيبويه"، فلا تنون حين تقصد المعرفة.
و"مررت بسيبويه1] آخر" فتنون حين تقصد النكرة.
وتنوين الصرف كتنوين "رجل"، وغيره من الأسماء المعربة العارية من موانع الصرف. وقد يتوهم أن تنوين "رجل" تنوين تنكير، وليس كذلك؛ لأنه لو سمي به مذكر لبقي تنوينه مع زوال التنكير، فلو كان تنوين تنكير2 لزال بزوال مدلوله.
وتنوين العوض على ضربين:
أحدهما: ما عوض من الإضافة كالذي في قوله تعالى: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} 3.
فإن أصله: فهي يوم إذا انشقت السماء واهية. فحذفت الجملة، وجيء بالتنوين فالتقى ساكنان فكسرت الذال لالتقاء الساكنين.
والثاني كالذي في نحو: "هؤلاء جوار" و"هذا يرم" في رجل سميته بـ"يرمي".
وكذاكل ما آخره ياء قبلها كسره مما لا ينصرف نظيره من الصحيح كـ"يعيل" تصغير "يعلي"، فإنه نظير "يعيمر"4 تصغير "يعمر"5.
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 ع ك "التنكير".
3 من الآية رقم "16" من سورة "الحاقة".
4 هـ "معيمر".
5 هـ "معمر".(3/1422)
وكون هذا التنوين عوضا لا تنوين صرف هو مذهب سبيويه والمبرد.
إلا أن سيبويه جعله عوضا من الياء1.
والمبرد جعله عوضا من ضمة الياء وكسرتها2.
والصحيح مذهب سيبويه؛ لأنه لو كان عوضا من الحركة لكان ذو الألف أولى به من ذي الياء؛ لأن حركة ذي الياء غير متعذرة، فهي لذلك في حكم المنطوق بها.
بخلاف حركة ذي الألف، فإنها3 متعذرة، وحاجة المتعذر إلى التعويض أشد من حاجة غير المتعذر.
وأيضا- لو كان التنوين المشار إليه عوضا من الحركة لألحق مع الألف، واللام كما ألحق معهما4 تنوين الترنم في قوله:
__________
1 قال سيبويه في الكتاب 2/ 59:
"وسألناه عن بيت أنشدناه يونس:
قد عجبت مني ومن يعيليا ... لما رأتني خلقا مقلوليا
فقال: هذا بمنزلة قوله:
...................... ... ولكن عبد الله مولى مواليا
فجاء به على الأصل".
2 هـ فكسرتها.
3 ع ك "لأنها".
4 هـ "معها".(3/1423)
966-
أقلي اللوم عاذل والعتابا ... ................................
فإن قيل: لم حذفت الياء أولا؟
قلنا: لما كانت ياء المنقوص المنصرف قد تحذف1 تخفيفا، ويكتفى بالكسرة التي قبلها، وكان المنقصو الذي لا ينصرف أثقل التزموا فيه من الحذف ما كان جائزا في الأدنى؛ ليكون لزيادة الثقل زيادة أثر.
إذ ليس بعد الجواز إلا اللزوم.
ثم جيء بعد الحذف بالعوض كما فعل في "إذ" حين حذف ما تضاف2 إليه.
ومن النحويين من يذهب إلى3 أن تنوين "جوار"، ونحوه تنوين صرف.
لأن الياء حذفت، فصار الاسم بعد حذفها شبيها بـ"جناح"4.
__________
1 الأصل "يحذف".
2 الأصل "يضاف".
3 ع ك "ومن النحويين من يرى أن".
4 هـ "شبيها بيحتاج".
966- صدر بيت من الوافر قاله جرير في مطلع قصيدة عدتها تسعة ومائة بيت يهجو الراعي النميري والفرزدق، وعجز البيت:
............................ ... وقولي إن أصبت لقد أصابن
"ديوان جرير 64".(3/1424)
وهذا قول ضعيف؛ لأن الياء حذفت تخفيفا وثبوتها1 منوي، ولذلك بقيت الكسرة دليلا عليها.
وما حذف تخفيفا ونوي ثبوته فلا اعتداد بحذفه.
ولهاذ لو سمي بـ"كتف": امرأة ثم سكن تخفيفا لم يجز صرفه جواز صرف "هند"؛ لأن الحركة منوية فلم يعتد بالسكون.
ولو قيل في "جيأل"2 -اسم رجل: "جيل" فم يجز صرفه، وإن كان في اللفظ ثلاثيا؛ لأن الهمزة منوية الثبوت، ولذلك لم تقلب الياء ألفا لتحركها، وانفتاح ما قبلها، وأمثال ذلك كثيرة.
فإن أورد جندل3 ونحوه، فإن أصله "فعالل"، فحذفت ألفه ونوي ثبوتها لئلا تتوالى4 أربع حركات في كلمة واحدة، ومع ذلك صرف اعتبارا بعارض الحذف.
والجواب أن يقال:
لا أسلم5 أن تنوين "جندل" ونحوه تنوين صرف، وإنما هو
__________
1 هـ "وتنوينها".
2 جيأل، وجيألة: الضبع -وهو معرفة بغير الألف واللام.
3 الجندل: المكان الغليظ فيه حجارة، أو هو جمع جندل -كما قال المصنف.
4 ع ك "تتوالى".
5 في الأصل "نسلم".(3/1425)
تنوين جيء به عوضا عن1 الألف كما جيء بتنوين "جوار" عوضا من الياء، فاندفع المعارض، وصح عدم الاعتداد بالعارض.
وتنوين المقابلة: تنوين "مسلمات"، ونحوه من الجمع بالألف والتاء، فإنه جمع قصد به في2 المؤنث من سلامة نظم الواحد واتحاد لفظ الجر والنصب ما قصد في "مسلمين" ونحوه. فقوبلت الياء بالكسرة، والنون بالتنوين.
ولذلك إذا سمي بـ"مسلمات" بقي تنوينه كما يبقى نون "مسلمين" إذا سمي به. ومنه قوله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَات} 3.
وقول الشاعر:
967-
تنورتها من أذرعات وأهلها ... بيثرب أدنى دارها نظر عالي
__________
1 ع ك هـ "من الألف".
2 ع ك سقط "في".
3 من الآية رقم "198" من سورة "البقرة".
967- من الطويل قاله امرؤ القيس الكندي "الديوان ص47".
قال المبرد في الكامل: المتنور الذي يلتمس ما يلوح له من النار.
وقيل: المتنور إنما هو الذي ينظر إلى النار من بعد، اراد قصدها أم لم يرد. أذرعات: موضع بالشام، يثرب: مدينة الرسول عليه السلام.
ومن هنا كان النظر إلى دارها بالقلب لا بالعين لأن ذلك ممتنع عادة.(3/1426)
فلو كان تنوين "مسلمات" تنوين صرف لزال عند العملية، كما يزول تنوين "مسلمة" إذا صار علما، فإن في كل منهما بعد التسمية من العلمية، والتأنيث ما في الآخر.
وتأنيث "مسلمات" أحق بالاعتبار لوجهين:
أحدهما: أنه تأنيث معه جمعية.
والثاني: أنه تأنيث بعلامة لا تتغير في الوقف.
بخلاف تأنيث "مسلمة". واعتبار ما1 لا يتغير وصلا، ولا وقفا أولى من اعتبار ما يتغير وقفا.
وأما التنوين المشترك فيه فهو الذي يسمى "تنوين الترنم"، وإنما هو عوض من الترنم؛ لأن الترنم مد الصوت بمدة2 تجانس حركة الراوي.
فالأصل إذا قيل تنوين الترنم: تنوين ذي الترنم. فحذغ المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه.
قال سيبويه3: "أما إذا ترنموا، فإنهم يلحقون الياء والألف، والواو؛ لأنهم أرادوا مد الصوت. وإذا أنشدوا لم يترنموا.
__________
1 هـ "ها لا بتغير".
2 هـ "بمدته".
3 الكتاب 2/ 299.(3/1427)
فأهل الحجاز يدعون القوافي على حالها في الترنيم.
وناس كثير من بين تميم يبدلون مكان المدة النون، لما لم يريدوا الترنم أبدلوا مكان المدة نونا، ولفظوا بتمام البناء -كما فعل أهل الحجاز ذلك بحروف المد. سمعناهم يقولون:
968- يا أبتا علك أو عساكا
وقال العجاج:
969-
يا صاح ما هاج الدموع الذرفا
وقال:
970-
من طلل كالأتحمي أنهجا
وكذلك يفعلون في الجر، والرفع"، هذا نص سيبويه.
فهذا التنوين مخالف لغيره بوجهين:
__________
968- ينسب هذا الرجز إلى رؤبة، وهو في ملحقات ديوانه ص 181. وفي الخزانة 2/ 441 قال: هو للعجاج أو رؤبة وقد سبق الاستشهاد بهذا الرجز.
969- هذا مطلع أرجوزة للعجاج "ملحقات الديوان 82" ورواية الديوان.
...........العيون الذرفا
ذرف الدمع: سال. وذرفت العين الدمع: أسالته
970- رجز للعجاج "الديوان ص7" وقبله:
ما هاج أحزانا وسجوا قد شجا
الأتحمي: البرد المخطط، أنهج: بلي.(3/1428)
أحدهما: أنه يلحق1 الاسم وغيره مما ينون في الأصل، وما2 لا ينون.
والثاني: أنه يلحق3 في الوقف وغيره.
وهذا4 التنوين يحذف في الوقف بعد غير الفتحة، ويبدل ألفا بعد الفتحة، ولأجل الاشتراك فيه لم يمتنع مما فيه الألف، واللام كقول الشاعر5:
أقلي اللوم عاذل والعتابا ... ...................
ولا من فعل كقوله:
................... ... وقولي: إن أصبت لقد أصابا
وذكر العروضيون تنوينا يسمونه الغالي، وهو تنوين يزاد بعد حرف6 الروي المقيد، وينشدون مستشهدين عليه قول رؤبة:
971-
وقاتم7 الأعماق خاوي المخترق
__________
1 الأصل "لحق".
2 الأصل "مما".
3 الأصل "لحق".
4 في جميع النسخ من "التنوين"، وهذا لا يتفق وسياق الحديث.
5 هذا صدر بيت من الوافر ذكر المصنف عجزه، وهو لجرير "الديوان 64" وقد سبق الاستشهاد به قريبا.
6 الأصل "حذف".
7 هـ "وخاتم".
971- مطلع قصيدة مرجزة مشهورة لرؤبة "الديوان 104".
قاتم: القتمة: الغبرة وهو صفة لموصوف محذوف تقديره ورب بلد قاتم.
الأعماق: جمع عمق -فتح العين وضمها- وهو ما بعد من أطراف المفاوز.
الخاوي: الخالي، المخترق: مكان الاحتراق.(3/1429)
- بكسر القاف وزيادة تنوين بعده.
وأنكر أبو سعيد السيرافي هذا التنوين، ونسب رواته إلى الوهم1 بأن قال:
"إنما سمع رؤبة يسرد هذا الرجز ويزيد" "إن" في آخر كل بيت، فضعف لفظه بهمزة "إن" لا نحفازه في الإيراد، فظن السامع أنه نون وكسر الروي.
وهذا الذي ذهب إليه أبو سعيد تقرير2 صحيح مخلص من زيادة ساكن على ساكن بعد تمام الوزن.
__________
1 هـ "إلى الفهم".
2 الأصل "تقدير".(3/1430)
باب ما ينصرف وما لا ينصرف:
"ص"
تنوين معرب جلا تأصلا ... تنوين صرف والذي ذا قبلا1
منصرف والضد مفهوم وما ... جر به النوعان قد تقدما
فألف التأنيث -مطلقا- منع ... مقصورا، أو ممدودا أينما وقع
وزائدا "فعلان" وصفا قابلا ... "فعلى" وما2 يلفى3 لتاء قابلا
وجهان في "فعلان" وصفا إن عدم ... في الوضع تأنيثا كآت من "رحم"4
__________
1 س ش ع ك "اقبلا".
2 س ش "فما".
3 س "وما يلغي".
4 جاء هذا البيت في ع ك، س ش:
وجهان في فعلان وصفا إن عدم ... أنثى كـ"لحيان" فحقق ما علم(3/1431)
وباب "سكران" لدى بني أسد ... مصروف إذ بالتاء عنهم اطرد
والصرف في "فعلان" ذا "فعلانه" ... ملتزم كذكر الـ"سيفانه"
وكن لجمع يشبه الـ"مفاعلا" ... أو الـ"مفاعيل" بمنع كافلا
وكل ما يشبه ذين مفردا ... حر بمنع الصرف إن تجردا
من ياء نسبة وشبهها ومن ... تقدير وزن غير ما به قرن
وكـ"مفاعل" الذي يلي1 الألف ... منه سكون ما انكساره عرف
ومنعوا انصراف وصف2 عدلا ... إلى "فعال" أو مضاه "مفعلا"3
في عدد من "واحد" صيغا إلى ... "أربعة"، و"مخمسا" زد4 ناقلا
كذا "عشارا" نقلوا و"معشرا" ... ونقل غيره أراه منكرا
__________
1 ط "تلا".
2 ط "وزن".
3 تقدم هذا البيت على الذي قبله في ش.
4 س ش ع ك "قد نقلا".(3/1432)
وقاس أهل الكوفة البواقي ... ورأيهم يرى أبو إسحاق
ومنع الوصف وعدل1 "أخرا" ... مقابلا لـ"آخرين"2 فاحصرا3
ووصف أصلي، ووزن أصلا ... في الفعل تا أنثى به لن توصلا
وقابل التاء بإجماع صرف ... كـ"أرمل" ومثله نزرا عرف
و"أجدل" و"أخيل" و4 "أفعى" ... مصروفة، وقد ينلن المنعا
وعكسهن "أبطح" والذ5 جرى ... من وصف أصلي كجامد يرى6
"ش" الاسم المنصرف: هو المعرب السالم من العلل الجاعلته كالفعل في الفرعية والثقل.
__________
1 ع ك "ومنع العدل ووصف".
2 ط "للآخرين".
3 هـ "فاحضرا".
4 س ش ط "وأخيل وأجدل" والأصل -لكن ما ذكر هو ترتيب المصنف في الشرح.
5 س ش ع ك "وما جرى".
6 ع "كجاء من برى".(3/1433)
والعلل الجاعلته كذلك يأتي ذكرها مفصلا -بعون الله وحسن تأييده:
وسمي منصرفا لانقياده إلى ما يصرفه من عدم تنوين إلى تنوين، ومن وجه من وجوه الإعراب إلى غيره.
وقيد تنوين الصرف بإضافته إلى معرب ليخرج تنوين التنكير، العوض1 من الإضافة إلى جملة، فإنهما لا يلحقان معربا.
وخرج بقولي:
........جلا تأصلا ... ..................
تنوين المقابلة، والمعوض من غير إضافة إلى جلمة، وتنوين الترنم اللاحق معربا.
وقد تقدم في باب الإعراب بيان2 كون الكسرة علامة جر3 المنصرف -مطلق. وعلامة جر ما لا ينصرف إذا أضيف، أو دخلت عليه الألف واللام.
وأن ما لا ينصرف إذا لم يضف ولم تدخل عليه الألف واللام، فعلامة جره فتحة.
فإلى4 ذلك أشرت بقولي:
__________
1 هـ "والتعويض".
2 هـ "أن الكسرة".
3 ع سقط "جر".
4 ع ك "فإلى".(3/1434)
............ وما ... جر به النوعان قد تقدما
ولما كان ما لا ينصرف على ضربين:
أحدهما: ما1 لا ينصرف في تنكير ولا تعريف.
والثاني: ما لا ينصرف في التعريف وينصرف في التنكير.
بدأت ببيان ما لا ينصرف في الحالين؛ لأنه أمكن في المنع.
وهو خمسة أنواع:
أولها: ما فيه ألف التأنيث مقصورة أو ممدوة، اسما كان ما هما فيه كـ"بهمى"2 و"حبارى"3 و"أربى"4 و"مرطى"5و"قبيطى"6 و"دعوى", "صحراء" و"خيلاء"7، و"سيراء"8،و"راهطاء"9 و"عاشوراء"10 و"بروكاء"11
__________
1 ع سقط "ما".
2 نبت يقال: هي خير أحرار البقول رطبا ويابسا "لسان".
3 قال أبن سيده: الحبارى طائر، وقال الجوهري: الحبارى طائر يقع على الذكر والأنثى.
4 الداهية.
5 ضرب من العدو، يقال: فرس مرطى: سريع. وكذلك يقال للناقة السريعة.
6 الرجل الناطف الذي يقذف بالعيب، ويلطخ به غيره "لسان".
7 الكبر.
8 ضرب من البرود.
9 التراب الذي يجعله اليربوع على فم القاصعاء "لسان".
10 اليوم العاشر من المحرم.
11 الثبات في الحرب.(3/1435)
و"قريثاء"1 و"أنصباء"2 و"قرفصاء"3، و"مأتوناء"4 و"جربياء"5.
أو صفة كـ"حبلى" و"سكرى" و"صرعى"6، و"حمراء" و"نفساء"7 "وشركاء", و"أصدقاء".
ولاسيتفاء الأوزان المتضمنة ألفي التأنيث باب يأتي -إن شاء الله تعالى.
والمقصورة أصل الممدودة.
ولذلك قيل في "صحراء": "صحار" كما قيل في "حبلى": "حبال".
ولو كانت الهمة غير مبدلة لسلمت8 من الانقلاب؛ لأن الهمزة الواقعة بعد كسرة حكمها السلامة.
[وفي تساوي "صحراء" و"حمراء" في منع الصرف دلالة على أن الوصفية فيما فيه ألف التأنيث لا أثر لها. وأن الألف
__________
1 ضرب من التمر.
2 جمع نصيب، وهو الحظ من كل شيء.
3 ضرب من القعود، يمد ويقصر "لسان".
4 الأتن، وهو اسم جمع.
5 الريح التي تهب بين الجنوب والصبا، وقيل: هي الشمال "لسان".
6 الصرع: الطرح على الأرض وخصه في التهذيب بالإنسان.
7 هـ سقط "نفساء".
8 ع ك هـ "سلمت".(3/1436)
سبب قائم مقام سببين1.
وإنما كانت كذلك دون التاء؛ لأن لحاقها شبيه بلحاق الحروف الأصلية مزجا ولزوما2، بخلاف التاء فإنها في الغالب طارئة زائلة مقدرة الانفصال، فلذلك لا يعتد بها في نسب، ولا تكسير، ولا تصغير، كما اعتد بألف التأنيث.
وإنما قلت: في الغالب: لأن من المؤنث بالتاء ما لا ينفك عنها استعمالا، ولو قدر انفكاكه3] لوجد له نظير كـ"همزة"4.
فإن التاء ملازمة له استعمالًا، ولو قدر انفكاكه عنها كان "همزا" كـ"حطم"5.
لكن "حكم" مستعمل"، و"همز" غير مستعمل6.
ومن المؤنث بالتاء/ ما لا ينفك عنها استعملا، ولو قدر انفكاكه عنها لم يوجد له نظير كـ"حذرية"7 و"عرقوة"8.
__________
1 هـ "شيئين".
2 ع "وفروقا".
3 هـ سقط ما بين القوسين.
4 رجل همزة: عياب يخلف الناس من ورائهم، ويأكل لحومهم "لسان".
5 رجل حطم: قليل الرحمة بالماشية.
6 ع ك سقط "وهمز غير مستعمل".
7 الأرض الخشنة.
8 العرقوة: الخشبة المعروضة على الدلو.(3/1437)
فلو قدر سقوط تاء "حذرية" وتاء "عرقوة" لزم وجدان ما لا نظير له، إذ ليس في كلام العرب اسم على "فعلي" ولا "فعلوا"، إلا أن وجود التاء هكذا [قليل فلا اعتداد به، بخلاف الألف، فإنها لا تكون إلا1 هكذا] . ولذلك عوملت خامسة في التصغير معاملة خامس أصلي فقيل في "قرقرى": "قريقر" كما قيل في "سفرجل": "سفيرج".
وعوملت التاء معاملة عجز المركب، "فلم ينلها تغيير التصغير كما لا ينال عجز المركب"2، فقيل في "دجاجة": "دجيجة"، كما قيل في "بعلبك"، بعيلبكط، فحكم لهما بما يحكم للمنفصل3.
وقد نبهت بقولي:
......................... ... ......................أينما وقع
على أن الألف مؤثرة منع الصرف في المفرد، والجمع من الأسماء والصفات والمعارف، والنكرات.
الثاني من الأنواع الخمسة:
كل صفة على "فعلان" لا يلحقها تاء التأنيث.
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 هـ سقط ما بين القوسين.
3 ع ك "فحكم لها بما حكم للمنفصل".(3/1438)
إما؛ لأن لها مؤنثا على "فعلى" فاستغني به كـ"سكران" و"غضبان".
وإما لكونها صفة لا مؤنث لها كـ"لحيان" -وهو الكثير1 اللحية.
فالأول لا خلاف في امتناع صرفه، كما أنه لا خلاف في صرف ما يلحقه2 تاء التأنيث [كسفيان" -وهو الرجل الطويل- والمرأة الطويلة "سفيانة".
والثاني مختلف فيه:
فمن صرف نظر إلى أن المنع بزيادتي "سكران"، إنما كان لشبههما بزيادتي "حمراء" في منع لحاق تاء التأنيث3] ، واتحاد وزن ما سبقهما في كون أولاهما ألفا، وثانيتهما4 حرفامعبرا به عن المتكلم في "أفعل" و"نفعل"، وفي5 قيام أحدهما مقام الآخر في بعض النسب كـ"صنعاني" في المنسوب إلى صنعاء.
وفي أن بناء مذكر ما هما فيه على غير بناء مؤنثة، وهذا الشبه إنما يكمل بوجود التذكير، والتأنيث على الوجه المشروح.
__________
1 ع، ك "الكبير اللحية".
2 ع ك "تلحقه".
3 هـ سقط ما بين القوسين.
4 ع ك "ثانيهما".
5 هـ "وهي قيام".(3/1439)
و"لحيان" بخلاف ذلك، فضعف داعي منعه، فكان صرفه أولى.
ومن حكم بمنع صرفه قال:
"لحيان" وإن1 لم يكن له "فعلى وجودا فله "فعلى" تقديرا.
وذلك أن معناه غير لائق بمؤنث، فلو فرض خرق العادة بوجود معناه للمرأة2 لكان إلحاقه بباب "سكران" أولى من إلحاقه بباب "سفيان"؛ لأن باب "سيفان" ضيق بقلة النظير.
وباب "سكران" واسع، فالإلحاق به أولى.
وأيضا فإن قولهم في العظيم الكمرة: "أكمر" لا مؤنث له، ولا خلاف في منع صرفه، ولو فرض له مؤنث لأمكن أن يكون كمؤنث "أرمل"، وأن يكون كمؤنث "أحمر".
لكن حمله على "أحمر" أولى لكثرة نظائره، فكذلك "لحيان" حمله على "سكران" أولى.
والتمثيل بـ"لحيان" أولى من التمثيل بـ"الرحمان" لوجهين:
أحدهما: أن "الرحمان" بغير ألف ولام دون نداء ولا
__________
1 هـ "وإنما".
2 ع ك هـ "لامرأة".(3/1440)
إضافة غير مستعمل فلا فائدة في الحكم عليه بانصراف، ولا منع.
الثاني: أن الممثل به في هذه المسألة معرض، لأن يذكر موصولا [بالتاء أو بألف "فعلى"، ومجردا منهما لينظر ما هو الأحق به، والأصلح له وتعريض1 "الرحمان"] 2 لذلك مع وجدان مندوحة عنه مخاطرة من فاعله، فلذلك مثلت بـ"لحيان"، [ولكن اضطررت فقلت:
....................... ... ..........كآت من رحم3]
ثم بينت أن بني أسد يؤنثون باب "سكران" بالتاء، فيستغنون فيه بـ"فعلانة" عن "فعلى" بخلاف غيرهم من العرب.
ولما4 ألحقوا التاء فقد الشبه بـ"حمراء"، فلم يسعهم إلا أن يصرفوا فيقولون:
"رأيت رجلا سكرانا" و"صبيا غضبانا" و"غصنا ريانا" و"إناء ملآنا". وأشباه ذلك.
وأما "سيفان" وشبهه مما أجمعت العرب على تأنيثه بالتاء، فلا خلاف في صرفه ما دام نكرة.
__________
1 ك "وتعرض".
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 هـ سقط ما بين القوسين.
4 هـ "وإنما".(3/1441)
الثالث من الأنواع الخمسة:
الجمع الموازن "مفاعيل" أو "مفاعل" لفظا أو تقديرا.
[1 والمراد بالشبه: أن يكون أوله مفتوحا، وثالثة ألفا بعدها حرفان، أو ثلاثة أوسطها ساكن.
فيدخل في ذلك ما أوله ميم أو غيرها من الحروف.
ويخرج نحو: "صياقلة"2؛ لأن وسط الثلاثة متحرك.
ودخل بذكر التقدير نحو: "دواب"؛ لأن أصله "دوابب"، فحمل على مثال مفاعل -في التقدير.
ولا يدخل نحو: "عبال" جمع "عبالة" على حد "تمرة" و"تمر"، فإن3 الساكن الذي يلي الألف في "عبال" لا حظ له في الحركة فهو منصرف.
والعبالة: الثقل -يقال: ألقى عليه 4 عبالته أي: ثقله.
وإلى دخول نحو: "دواب" وخروج نحو: "عبال" أشرت" في البيت الرابع وهو قولي:
__________
1 هـ بداية سقط كبير ينتهي في فصل "لما".
2 الصيقل: شحاذ السيوف وجلاؤها.
3 ع ك "لأن".
4 ع ك "ألقي علي".(3/1442)
وكـ"مفاعل" الذي يلي الألف ... منه سكون ما انكساره عرف
ثم نبهت على أن وزني: "مفاعل" و"مفاعيل" حقيقان بمنع الصرف، وإن فقدت الجمعية.
لكن بشرط ألا يكون بعد الألف ياء مشددة لم توجد قبل وجود الألف [كـ "حواري" -وهو الناصر، و"حوالي" -وهو المحتال.
فإن تقدم وجود الياء على وجود الألف1] ، وجب2 المنع كـ"قمري"3 و"قماري".
وإنما لم يعتد بياء نحو: "حواري"4، وإن كان "حواري"5 بها معدلا لـ" قماري"؛ لأنها بزيادتها وعدم وجودها قبل وجود الألف شبيهة بياء النسب إلى "فعال" كـ"رباحي"6 و "ظفاري"7 و"كلاعي"8.
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 ك "وحب".
3 القمري: ضرب من الحمام "ابن سيده".
4، 5 ع جواري.
6 الأصل "رياحي"، والرباحي: موضع ينسب إليه الكافور فيقال: كافور رباحي "لسان".
7 ظفار -مثل قطام- قيل: هي قرية من قرى حمير قال ابن السكيت: يقال: جزع ظفاري منسوب إلى ظفار أسد: مدينة باليمن "لسان".
8 الكلاعي -بضم الكاف: الشجاع نسبة إلى الكلاع، وهو البأس والشدة، والصبر في الحرب والكلاع -بفتح الكاف:- ووسخ يكون بالقدمين. وذو الكلاع: ملك حميري.(3/1443)
وياء النسب لا يعتد بها فكذلك ما أشبهها.
بخلاف ياء "قماري" فإنها قد وجدت في الإفراد، فوجب الاعتداد بها لمباينتها ياء النسب الحادث.
فلو سمي بـ"قماري" ثم نسب إليه لقيل: "قماري" -بالصرف- لأن الياء التي كانت قبل حدوث النسب حذفت عند حدوثه؛ لئلا يجتمع ياءان مشددتان، فصار الاسم كمنسوب1 إلى "قمار" فصرف.
ويشترط -أيضا- في منع صرف الموافق "مفاعل" وزنا لا جمعا ألا تكون2 الألف عوضا عن إحدى ياءي النسب، كما هي في "يمان" و"ثمان".
فإن أصلهما: "يمني" و"ثمني"، فحذفت إحداى الياءين، وجعلت الألف عوضا فلذلك3 صرفا.
ويشترط -أيضا- كون الكسرة غير عارضة كما هي في "توان"، فإن / أصله "تواني"، فجعل مكان الضمة كسرة.
وإلى نحو: "حواري"4 و"ظفاري"5 و"يمان"
و
__________
1 ع ك "منسوبا".
2 الأصل "يكون".
3 ع ك سقط "فلذلك".
4 ع "جواري".
5 الأصل "وإلى نحو ظفاري وحواري".(3/1444)
"ثمان"1 و"توان" أشرت بقولي:
وكل ما يشبه ذين مفردا ... حر بمنع الصرف إن تجردا
من ياء نسبة وشبهها ومن ... تقدير وزن غير ما به قرن
[وقد تناول هذا النوع -أيضًا- قولي:
........................... ... أويك عن أصل مزالا.......
وتناول -أيضًا- نحو: "تدان"2، فإن أصله "تفاعل"؛ لأنه مصدر "تفاعل". فأزيل عن الأصل بجعل المضموم مكسورا.
لأن الأسماء المتمكنة ليس فيها ما آخره حرف لين بعد ضمة، فإن أدى إلى ذلك قياس رفض3] .
الرابع من الأنواع الخمسة:
ما منع للعدل والوصفية، وهو ضربان:
أحدهما: المعدول عن العدد4.
والآخر: "أخر" المقابل لـ"آخرين".
فالمعدول في العدد من واحد إلى أربعة بلا خلاف، وهو
__________
1 ع ك سقط "وثمان".
2 التداني: التقارب.
3 ع ك سقط ما بين القوسين.
4 ع ك "عن عدد".(3/1445)
على "فعال" أو1 "مفعل" نحو: "رأيت القوم أحاد أو موحد" و"مررت بهم ثناء أو مثنى"، و"نظرت إليهم ثلاث2 أو مثلت" و"أعطيتهم دراهم3 رباع أو مربع"، وقد يقال "ربع"4 وبه قرأ ابن وثاب5.
ولم يستعمل هذه الأمثلة إلى نكرات:
إما أخبارا كقوله -عليه الصلاة6 والسلام7:
"صلاة اليل مثنى مثنى".
واما أحوالا8 كقوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ 9 مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} 10.
__________
1 ع ك "ومفعل".
2 ع "ثلاثا".
3 في الأصل "ونظرت إليهم رباع ومربع".
4 من الآيتين "3" النساء، "1" فاطر.
5 يحيى بن وثاب المتوفى سنة 103 تنظر هذه القراءة في مختصر ابن خالويه ص24.
6 الأصل "عليه السلام".
7 أخرجه مالك في الموطأ باب صلاة الليل، وأبو داود في التطوع 13، 24، 26، والترمذي الصلاة 166، وابن ماجة في الإقامة 116، وأحمد 1/ 211، 2/ 5، 9، 10، 26، 4/ 167.
8 ع ك "أحوال".
9 ع ك سقط "فانكحوا ما طاب لكم من النساء".
10 من الآية رقم "3" من سورة "النساء".(3/1446)
[وإما نعوتا لمنكرات1 كقوله تعالى2: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} 3.]
وامتناعها من الصرف عند سيبويه4، وأكثر النحويين للعدل والوصفية.
ومنهم من جعل امتناعها للعدل في اللفظ وفي المعنى: أما في اللفظ فظاهر.
وأما في المعنى؛ فلأن مفهوماتها تضعيف لأصولها5.
فأدنى6 المفهوم من "أحاد" و"موحد"7، اثنان، ومن "ثناء" و"مثنى" أربعة، وكذلك سائرها.
فصار فيها عدلان.
وروي فيها عن بعض العرب "مخمس"، و"عشار" و"معشر"8، ولم يرد غير ذلك.
__________
1 ع "لنكرات".
2 من الآية رقم "1" من سورة "فاطر".
3 سقط ما بين القوسين من الأصل.
4 الكتاب 2/ 15.
5 ع ك "تضعيف أصولها".
6 ع ك "فأذن".
7 ع ك "أو موحد".
8 الأصل "معشر وعشار".(3/1447)
وأجاز الكوفيون والزجاج أن يقال قياسا: "خماس" و"سداس"، و"مسدس" و"سباع" و"مسبع", و"ثمان" و"مثمن" و"تساع" و"متسع".
وقد نبهت على ذلك كله نظما.
وأما "أخر" المعدول فهو المقابل لـ"آخرين"، وهو جمع "أخرى" -أنثى "آخر"- لا جمع "أخرى" بمعنى: آخرة.
فإن "أخرى" قد تكون بمعنى "آخرة" كقوله تعالى: {قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ} 1.
وهذه تجمع على "أخر" مصروفا؛ لأنه غير معدول.
ذكر ذلك الفراء.
والفرق بين "أخرى" و"أخرى" أن التي هي أنثى "آخر" لا تدل على الانتهاء كما لا يدل2 عليه مذكرها، فلذلك يعطف عليهما3 أمثالهما4 في صنف واحد كقولك.
"عندي بعير وآخر، وآخر، وآخر". و"عندي ناقة وأخرى، وأخرى، وأخرى".
__________
1 من الآية رقم "38" من سورة "الأعراف".
2 ع ك "كما يدل عليه مذكرها".
3 الأصل "عليها".
4 ع "مثالهما".(3/1448)
وأما "أخرى" بمعنى "آخرة"، فتدل على الانتهاء ولا يعطف1 عليها مثلها في صنف واحد.
وإذ علم الفرق بين "أخرى" و"أخرى" و"آخر" و"آخر"، فليعلم أن مانع "آخر"
من الصرف: الوصفية والعدل.
فالوصفية ظاهرة.
والعدل -أيضا- بين. وذلك أنه من باب أفعل التفضيل، فأصله ألا يجمع إلا مقرونا بالألف واللام كـ"الكبر"، والصغر" فعدل عن أصله، وأعطي من الجمعية مجردا ما لا يعطى غيره إلا مقرونًا، فهذا عدل عن الألف واللام لفظا. ثم عدل عن معناهما2؛ لأن الموصوف به لا يكون إلا نكرة، وكان3 حقه إذا عدل عن لفظهما أن ينوى معناهما مع زيادة، كما نوي معنى "اثنين" بـ"مثنى" مع زيادة التضعيف.
وكما نوي بـ"يا فسق" معنى "يا فاسق" مع زيادة المبالغة. وكما نوي معنى "عامر" بـ"عمر" مع زيادة الوضوح.
فلما عدل "أخر"، ولم يكن في عدله زيادة كغيره من المعدولات كان بذلك معدولا عدلا ثانيا كـ"مثنى" وأخواتها.
فهذا اعتبار صحيح وأجود منه أن يقال:
__________
1 الأصل وع" تعطف".
2 يقصد الألف واللام.
3 ع ك "وذلك حقه".(3/1449)
كان أصل "أخر" لتجرده عن الألف، واللام أن يستغنى فيه بـ"أفعل" عن "فعل" كما يستغنى بـ"أكبر" عن "كبر" في نحو: "رأيتها مع نسوة أكبر منها".
لكنهم أوقعوا "فعلا" موقع "أفعل"، فكان ذلك عدل من مثال إلى مثال، وهو أولى من العدل من مصاحبة الألف واللام، ولكثرة نظائره، وقلة نظائر الآخر؛ ولأن المعدول إليه حقه أن يزيد معنى.
وذلك في هذا الوجه محقق؛ لأن تبيين الجمعية بـ"أخر" أكمل من تبيينها بـ"أخر"؛ ولأن الوجه الاول يلزم منه مساواة "أخر" بـ"سحر" في زوال العدل بالتسمية.
وقد نص سيبويه1 على أن "أخر" إذا سمي به لا ينصرف لبقاء العدل، ولا يكون ذلك إلا بالعدل عن مثال إلى مثال. بخلاف العدل عن الألف واللام.
الخامس من الأنواع الخمسة:
ما منع للوصفية ووزن الفعل:
وذلك بشرط أصالة الوصفية، وكون الوزن من الأوزان
__________
1 قال سيبويه 2/ 14:
"قلت: فما بال "أخر" لا ينصرف في معرفة، ولا نكرة؟ فقال: لأن "أخر" خالفت أخواتها وأصلها.
وإنما هي بمنزلة الطول والوسط والكبر.....".(3/1450)
التي الفعل بها أولى.
فاحترز بـ"أصالة الوصفية" من عروضها، كوضعك "أرنبا" موضع "ذليل" و"أكلبا" موضع "أخساء" فإنهما حينئذ وصفان، وهما على وزنين من الأوزان المعتبرة، لكن وصفيتهما عارضة فلا اعتداد بها.
وكذا لا اعتداد بعروض الاسمية فيما أصله الوصفية كقولهم للقيد "أدهم"، فإنه لا ينصرف للوزن وأصالة الوصفية، وإن كان الآن جاريا مجرى الأسماء الجامدة؛ لأن ذلك، عارض، والعارض لا اعتداد به إلا في نادر من الكلام.
واحترز بـ"كون الوزن من الأوزان التي الفعل بها أولى" من الأوزان المشتركة كـ"بطل" و"جذل"1، و"ندس"2، فإن كل واحد منهما أصيل في الوصفية، وعلى وزن فعل، لكنه وزن مشترك فيه ليس الفعل أولى به من الاسم، فلا اعتداد به.
بخلاف "أحمر" فإنه على وزن الفعل به أولى؛ لأن أوله، زيادة تدل على معنى في الفعل دون الاسم.
وما زيادته لمعنى أصل لما زيادته لغير معنى.
واحترزت بقولي:
__________
1 الجذل: الفرح، والأنثى جذلانة.
2 رجل ندس: وندس، وندس: فهم سريع السمع فطن.(3/1451)
...................... ... تا أنثى به لن توصلا
من نحو: "أرمل" -وهو الفقير، و"أباتر" -وهو القاطع رحمه, و"أدابر"، وهو الذي لا يقبل نصحا.
ومن "يعمل" -وهو الجمل السريع.
فكل واحد من هذه الأمثلة وصف أصيل الوصفية، وعلى1 وزن فعل مضارع.
لكنها تلحقها تاء التأنيث فيقال: "امرأة أرملة، وأباترة، وأدابرة"، و"ناقة يعملة"، فانصرفت لذلك.
وإنما بطل حكم الوزن بلحاق التاء؛ لأن لحاقها مزيل لشبه المضارع، إذ لا تلحقه تاء التأنيث.
و"أربع" أحق بالصرف من "أرمل"؛ لأن فيه ما في "أرمل" من لحاق التاء، ويزيد عليه أن وصفيته عارضة.
وأكثر العرب يصرف2 "أجدلا" -وهو الصقر- وأخيلا -هو طائر عليه نقط كـ"الخيلان"3 و"أفعى"؛ لأنها أسماء مجردة عن الوصفية وضعا.
إلا أن بعضهم لحظ فيها4 معنى الوصفية فمنعها من
__________
1 سقط من الأصل "وعلى".
2 ع "تصرف".
3 ع "كالحيلان".
4 ع ك "فيه".(3/1452)
الصرف، وذلك في "أفعى" أبعد منه في "أجدل" و"أخبل"؛ ولأنهما من الجدل -وهو الشد- ومن المخيول -وهو الكثير الخيلان.
وأما "أفعى" فلا مادة لها في الاشتقاق، لكن ذكرها يقارنه تصور إيذائها فأشبهت المشتق، وجرت مجراه على ضعف.
ونبهت بقولي:
وعكسهن أبطح......... ... ........................
على أن بعض العرب يعتد بالاسمية العارضة في "أبطح"1، فيصرفه.
واللغة المشهورة فيه، وفي أمثاله منع الصرف؛ لأنها صفات استغنى بها عن ذكر الموصوفات، فيستصحب منع صرفها كما استصحب صرف "أرنب"، و"أكلب" حين أجريا مجرى الصفات.
إلا أن الصرف لكونه أصلا ربما رجع إليه بسبب ضعيف.
بخلاف منع الصرف، فإنه خروج عن الأصل، فلا يصار إليه إلا بسبب قوي.
ومن استعمال "أجدل" غير مصروف قول الشاعر:
__________
1 المسيل فيه دقاق الحصى.(3/1453)
972-
كأن العقيليين يوم لقيتهم ... فراخ القطا لاقين أجدل بازيا
وقال آخر في "أخيل":
973-
ذريني وعلمي بالأمور وشيمتي ... فما طائري يوما عليك بأخيلا
"ص"
والعلم امنع إن يكن مركبا ... تركيب مزج نحو: "معد يكربا"
وآخر الصدر افتح إن لم يك "يا ... معدي" ونحوه فجنب "معديا"
وقد يضاف الصدر والسكون لا ... تخلل به في اليا مضيفا أولا
__________
972- من الطويل قاله القطامي "العيني 4/ 246"، ويقال قائله جعفر بن علباء الحارثي، وذكر العيني رواية أخرى للشطر الأول هي:
كأن بني الرغماء ... إذ لحقوا بنا
...........
عقيل -بالتصغير- قبيلة.
القطا -واحدته قطاة- طائر سمي بذلك لثقل مشيه من قطا يقطو: ثقل مشيه.
البازي: واحد البزاة: ضرب من الطيور التي تصيد "لسان".
973- من الطويل قائله حسان بن ثابت -رضي الله عنه- "الديوان 206" الشيمة: الخلق، الأخيل: طائر عليه نقط كالخيلاء، وقد يتشاءم منه العرب.(3/1454)
والثاني في إضافة كالمستقل ... ومنع صرف "كرب" فيها نقل1
وما لمن ركب مسندا سوى ... حكاية صرح فيه2 أو نوى
"ش" قد تقدم أن ما لا ينصرف على ضربين:
أحدهما: لا ينصرف3 في تنكير، ولا تعريف.
والثاني: لا ينصرف في التعريف وينصرف في التنكير.
وقد فرغ من الكلام على الضرب الأول، فشرع الآن4 في الضرب الثاني، وهو سبعة أقسام5:
الأول: المركب تركيب مزج نحو: "بعلبك"، و"معد يكرب".
وهذا النوع في الأصل اسمان جعلا اسما واحدا لا بإضافة، ولا بإسناد6 بل بتنزيل ثانيهما من الأول بمنزلة تاء التأنيث، ولذلك التزم فتح آخر الأول إن كان صحيحا كلام: "بعلبك".
وإن كان معتلًّا كياء "معد يكرب" التزم سكونه تأكيدًا للامتزاج.
__________
1 ع ك "يقل".
2 ط ع ك "فيها".
3 ع "يتصرف".
4 سقط من الأصل "الآن".
5 ع ك سقط "أقسام".
6 الأصل "ولا بإسناد".(3/1455)
ولأن ثقل التركيب أشد من ثقل التأنيث، فجعلوا لمزيد الثقل مزيد تخفيف بأن سكنوا ياء "معد يكرب" ونحوه، وإن كان مثلها قبل تاء التأنيث يفتح.
وقد يضاف أول جزأي المركب إلى ثانيهما، فيستصحب سكون ياء "معد يكرب"، ونحوه تشبيها بياء "در دبيس"1، فيقال: "رأيت معد يكرب".
لأن2 من العرب من يسكن مثل هذه الياء في النصب مع الإفراد تشبيها بالألف، فالتزم في التركيب لزيادة الثقل ما كان جائزا في الإفراد.
وإلى هذا أشرت بقولي:
............ والسكون لا ... تخلل3 به في اليا مضيفا
وأشرت بقولي:
والثان في إضافة كالمستقل ... .......................
إلى أن الثاني من جزأي المركب إذا أضيف الأول إليه عومل معاملته لو كان مفردا.
__________
1 الدرديس: خرزة سوداء كأن لونها لون الكبد تتحبب بها المرأة إلى زوجها، وقد تطلق ويراد منها الرجل الهرم، والمرأة العجوز.
2 ع ك "ولأن".
3 ع والأصل "تحلل".(3/1456)
فإن1 كان فيه مع التعريف سبب مؤثر منع الصرف كـ"هرمز" من "رام هرمز"2، فإن فيه مع التعريف عجمة مؤثرة فيجر بالفتحة، ويعرب الأول بما تقتضيه العوامل نحو: "جاء رام هرمز" و"رأيت رام هرمز" و"مررت برام هرمز"، ويقال في "حضرموت"3: "هذه حضرموت"، و"رأيت حضرموت" ومررت بحضرموت".
لأن "موتا" ليس فيه مع التعريف سبب ثان، وكذلك "كرب" في اللغة المشهورة.
وبعض العرب لا يصرفه فيقول في الإضافة إليه: "هذا معد يكرب" فيجعله مؤنثا.
فإن كان التركيب تركيب إسناد لزمت الحكاية، ولو كان ثاني الجزأين غير منطوق به كقول الراجز:
974-
نبئت أخوالي بني يزيد
975-
ظلما علينا لهم فديد
__________
1 ع ك "فإذا".
2 اسم بلد "لسان".
3 موضع باليمن معروف، ويقال لأهل حضرموت: "الحضارمة" "لسان".
974-975- رجز نسبه العيني 1/ 388 لرؤبة بن العجاج.
قال البغدادي 1/ 134، هذا البيت في غالب كتب النحو، ولم أظفر بقائله، ولم يعزه أحد لقائله غير العيني فإنه قال =(3/1457)
وإلى هذا1 أشرت بقولي:
....................... ... ..... صرح فيه2 أو نوى
أي: ليس للقاصد إسنادا إلا الحكاية:
صرح في الإسناد بجزأيه نحو: "برق نحره".
أو نوى ثانيهما. كـ"يزيد" فإنه فعل منطوق به، وفاعل منوي.
"ص"
وامنعه ذا3 وزن يخص الفعلا ... أو أصله للفعل4 نحو: "يعلى"
والوزن شرطه اللزوم والبقا ... ففي "امرئ" و"قيل" بالصرف انطقا
و"ألبب"5 و"يغفر" مضموم يا ... في عملية لخلف عزيا
__________
= لرؤبة بن العجاج، وقد تصفحت ديوانه فلم أجده فيه، وقال 1/ 132.
واعلم أن الرواية "يزيد" بالمثناة التحتية، ورواه ابن يعيش بالمثناه الفوقية قال ابن الحاجب في الإيضاح: ومن رواه بالفوقية فقد تنطع وتبجح.
بنو يزيد: كانوا تجارا بمكة، وإليهم تنسب البرود اليزيدية.
1 ع سقط "إلى هذا".
2 ع ك "صرح فيها".
3 ع ك "في وزن".
4 ع في الفعل".
5 ط "وأليب".(3/1458)
هكذا السكن عينا من "فعل" ... من بعد نقل فيه خلف ما جهل
وهمز وصل الفعل إن يصر سما ... يقطع ويمنع صرفه كـ"اعلما"
واستبق وصل همز ما قد نقلا ... من غير فعل كـ"اقتراب" و"اعتلا"
ووزن فعل ذا اشتراك اعتبر ... عيسى، ومن خالف رأيه انتصر
و"أفعل" التوكيط منعه التزم ... للوزن والتعريف، والمنع حتم
في العجمي الوضع والتعريف إن ... جاز ثلاثا، وهو بالصرف قمن
إن لم يجزها والأصح كون ما ... حرك عينا كسواه فاعلما
"ش" الهاء من قولي1:
وامنعه............... ... .....................
عائدة إلى العلم من قولي:
والعلم أمنع أن يكن مركبا ... .........................
فإني لما فرغت من الكلام على المركب، وهو القسم
__________
1 كل النسخ "قوله"، وهو ما لا يتفق مع قوله بعد سطر واحد "قولي".(3/1459)
الأول من السبعة، شرعت في الكلام على القسم الثاني:
وهو ما لا ينصرف1 للعلمية، ووزن الفعل الخاص به، أو الذي هو به أولى، وإن كان فيه اشتراك.
فالخاص: ما لا يوجد دون ندور في غير فعل إلا في علم، أو عجمي معرب.
فاحترزت بالندور من نحو: "دئل" لدويبة2 و"ينجلب" لخرزة3 و"تبشر" -لطائر4.
وبالعلم من نحو: "خضم" لرجل5، و"شمر" لفرس6، وبالعجمي من نحو: "بقم"7 و"استبرق"8.
فلا يمنع وجدان هذه اختصاص أوزانها بالفعل؛ لأن النادر والعجمي لا حكم لهما.
__________
1 ع "يتصرف".
2 في الصحاح هي دويبة شبيهة بابن عرس، وفي اللسان: تشبه الثعلب.
3 ذكر الأزهري هذه الخرزة في الرباعي، وقال: الينجلب هو الرجوع بعد الفرار، والعطف بعد البغض.
4 يقال لهذا الطائر "الصفارية"، وضبطه في اللسان بضم الباء وفتحها.
5 هو العنبر بن عمرو بن تميم، وقد غلب على القبيلة "صحاح".
6 قال الشاعر:
أبوك حباب سارق الضيف برده ... وجدي يا عباس فارس شمرا
7 قال الجوهري: هو صبغ معروف.
8 الديباج الغليظ "الجوهري".(3/1460)
ولأن العلم منقول من فعل، والاختصاص باق.
ومن المختص بالفعل: ما افتتح بتاء المطاوعة كـ"تعلم" أو بهمزة وصل كـ"انطلق".
وما سوى "أفعل" و"نفعل" و"تفعل"1، و"يفعل" من أوزان المضارع.
وما سلمت صيغته من مصوغ ما لم يسم فاعله.
وما صيغ للأمر من غير الثلاثي، وغير فاعل نحو: "انطلق" و"دحرج".
فإذا سمي بهما مجردين عن الضمير، قيلك "هذا انطلق ودحرج"، و"رأيت انطلق ودحرج" و"مررت بانطلق ودحرج"2.
وهكذا كل وزن من الأوزان المنبه عليها منسوبة إلى الاختصاص.
وكذلك الأوزان التي فيها اشتراك3، والفعل بها أولى.
إما لكثرته فيه، وقلته في الاسم كـ"إثمد"4، و"إصبع" وإبلم"5، فإن أوزانها تقل في الأسماء، وتكثر في فعل الأمر من الثلاثي.
__________
1 ع سقط "تفعل".
2 ع "درج".
3 ع ك "الاشتراك".
4 حجر منه الكحل "لسان".
5 الإبلم، والأُبلُم، والأَبلَم، الخوصة "لسان".(3/1461)
وإما؛ لأن أوله زيادة تدل على معنى في الفعل ودون الاسم كـ"أفكل"1، و"أكلب" فإن نظائرهما كثيرة في الأسماء والأفعال.
لكن الهمزة من "أفعل" و"إفعل" تدل على معنى في الفعل، ولا تدل على معنى في الاسم.
فكان المفتتح بأحدهما من الأفعال أصلا للمفتتح بها من الأسماء.
وقد يكون الفعل أصلا في الوزن المشترك بالوجهين اللذين ذكرا في "إثمد" و"أفكل".
مثال ذلك: "يرمع"2، و"تنضب"3 فإنهما كـ"إثمد" في كونه على وزن يكثر في الأفعال، ويقل في الأسماء.
وكـ"أفكل" في كونه مفتتحا بما يدل على معنى في الفعل دون الاسم.
فللفعل في هذين الوجهين الأصالة من وجهين:
ونبهت بقولي:
__________
1 الأفكل: الرعدة ولا يبنى منه فعل "التهذيب".
2 اليرمع: الحصى البيض تتلأ في الشمس، والواحدة، يرمعة "لسان".
3 التنضب: شجر ضخام ليس له وروق، وله سوق وأفنان كثيرة. "لسان".(3/1462)
والوزن شرطه اللزوم والبقا ... ..........................
على أن "امرأ" ولو سمي به انصرف؛ لأنه في النصب شبيه بالأمر من "علم"، وفي الجر شبيه بالأمر من "ضرب"، وفي الرفع شبيه بالأمر من "خرج".
فخالف الأفعال بكونه عينه لا يلزم حركه واحدة، فلم تعتبر فيه الموازنة.
ونبهت بذكر:
............البقا ... ................
على أن الوزن المعتبر لا يؤثر إذا كان مقدرًا غير منطوق به نحو: "رد" و"قيل".
فإن أصلهما "ردد" و"قول"، ولكن الإعلال والإغدام أخرجاهما إلى مشابهة "مد" و"ديك"، فلم يعتبر فيهما وزن "فعل"؛ لأنه غير باق لفظا.
وحكى أبو عثمان أن أبا الحسن يرى صرف "ألبب"1 -علما؛ لأنه باين الفعل بالفك.
وهذا عندي لا يكون مانعا من اعتبار الوزن؛ لأن الفك رجوع إلى أصل متروك، فهو نظير تصحيح ما الحق2 إعلاله كـ"استحوذ".
__________
1 ألبب: جمع لب وهو العقل، وقد جمع أيضا على ألباب وألب.
2 ك "ما يحق" ع"ما يصح".(3/1463)
ولا خلاف في أن الصحيح لا يمنع من اعتبار الوزن، فكذلك الفك.
وأيضا فإن الفك يقع في الأفعال أكثر منه في الأسماء، كقولهم في التعجب: "أشدد به"، ففكوا لزومًا.
وقالوا في الأمر والجزم: "اردد" و"لم يردد"، ففكوا جوازا.
وفكوا -أيضا-1 أفعالا شذت في القياس، وفصحت في الاستعمال منها: "ضبب2 البلد يضبب"، و"ألل السقاء3 يألل" و"لححت العين4 تلحح".
فعلم بذلك أن الفك في الفعل أسهل منه في الاسم.
و"ألبب"5 إذا سمي به مفكوكا لا ينقص شبهه بالأفعال، بل هو بزيادة الشبه أولى من نقصانه فهو جدير بمنع الصرف، أو أجدر من غيره.
ولا يلزم -أيضا- الرجوع إلى قياس الإدغام فيقال: "ألب".
__________
1 ع ك سقط "أيضا".
2 ضبب البلد وأضب: كثرت ضبابه، وأحد ما جاء على الأصل، والضب دويبة من الحشرات.
3 ألل السقاء: تغير ريحه.
4 لححت العين: لزقت أجفانها.
5 ع ك "فألبب".(3/1464)
كما لا يلزم في التسمية بـ"استحوذ" الرجوع إلى قياس الإعلال، فيقال فيه: "استحاذ".
لكن لو سمي بـ"يردد" من قولنا: "لم يردد"1 لرجع إلى الإدغام؛ لأن الفك كان متسببا عن الجزم، وقد زال السبب2 بالتمسية فيزول المتسبب.
وليس لفك "ألبب" وتصحيح "استحوذ" سبب زال فيزولان لزواله.
وإنما جيء بهما قبل التسمية تنبيها على الأصل المرفوض في "أكف"، و"استقام" ونحوهما من النظائر.
وذلك مطلوب بعد التسمية فوجب التسوية3.
وإذا ضمت ياء "يعفر"4 -علمًا- فبعضهم يستصحب المنع؛ لأن الضم عارض، وبعضهم يصرف؛ لأن الوزن الفعلي قد زال لفظا.
وهذا شبيه بـ"ضرب" إذا خفف بالتسكين بعد التسمية، فسيبويه5 يصرف مسويا بين التسكين العارض، واللازم؛ لأن
__________
1 ع سقط "لم".
2 ع "التسبب".
3 ع ك فوجبت التسمية.
4 يَعفُر ويُعفِر: أسماء لأشخاص، ويعفر هو الذي لا ينصرف.
5 الكتاب 2/ 15.(3/1465)
الصرف هو الأصل1 فمتى تغير سبب منعه رجع إليه.
والمبرد2 يستصحب المنع فارقا بين التسكين العارض واللازم.
فـ"يعفر" إذا ضم ياؤه بعد التسمية إتباعا بمنزلة "ضرب" إذا سكنت راؤه بعد التسمية تخفيفا.
فالصرف لازم لسيبويه، والمنع لازم للمبرد.
وإذا مسي بما أوله همزة وصل قطعت الهمزة إن كانت في منقول من فعل، وإلا استصحب وصلها.
فيقال في "اعلم" إذا سمي به: "هذا إعلم" و"رأيت" إعلم". ويقال3 "في "اخرج" إذا سمي به: "هذا أُخرج".
ويقال في المسميى بـ"اقتراب" و"اعتلاء": "هذا اقتراب"، و"رأيت اقترابا" و"هذا اعتلاء" و"رأيت اعتلاء".
لأنه منقول من اسمية إلى اسمية، فلم يتطرق إليه تغير أكثر من التعيين بعد الشياع.
بخلاف المنقول من الفعلية إلى الاسمية، فإن التسمية أحدثت فيه مع التعيين ما لم يكن فيه من إعراب، وغيره من أحوال الأسماء.
__________
1 ع ك "لأن الأصل هو الصرف".
2 ينظر الكتاب المقتضب 3/ 324.
3 سقط من الأصل "ويقال".(3/1466)
فرجع به إلى قياس الهمز في الأسماء وهو القطع.
وإذا كان الفعل المسمى به على وزن يشاركه فيه الاسم دون مزية لم يؤثر.
فلذلك يقال في المسمى بالأمر من "ضارب": "هذا ضارب"، و"رأيت ضاربًا".
كما يقال في المسمى باسم فاعل من "ضرب".
ويقال في المسمى بـ"ضرب": "هذا ضرب".
كما يقال في المسمى بـ"الضرب" -وهو العسل الأبيض.
وذهب عيسى بن عمر1 إلى أن المسمى بفعل على وزن مشترك فيه لا يصرف اسمه.
وجعل من ذلك قول الشاعر:
976-
أنا ابن جلا، وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
وهذا عند غيره2 محمول على أن قائله أراد:3 أنا ابن
__________
1 ينظر كتاب سيبويه 2/ 7.
2 ع "عنده غير".
3 الأصل "على أنه أراد قائله".
976- من الوافر مطلع قصيدة لسحيم بن وثيل بن يربوع الرياحي.(3/1467)
رجل جلا الأمور وجربها.
فـ"جلا": جملة من فعل وفاعل حذف موصوفها، وأقيمت هي مقامه.
وقد أجمعت العرب على صرف "كعسب" اسم رجل مع أنه منقول من "كعسب" -إذا أسرع:
فانتصر من خالف عيسى بن1 عمر -رحمه الله2.
والمراد بـ"أفعل" التوكيد: "أجمع" و"أكتع" و"أبصع" و"أبتع".
فإنها لا تنصرف لوزن الفعل، والتعريف.
__________
= "الأصمعيات ص17".
الثنايا: جمع ثنية قال في الأساس: هي الطريق في الجبل، والطريق في الرمل.
متى أضع العمامة تعرفوني: كناية معناها إذا حسرت اللئام للكلام أعربت عن نفسي، فعرفتموني بما كان يبلغكم عني.
1 قال سيبويه 2/ 7: "زعم يونس أنك إذا سميت رجلا بـ"ضارب". فهو مصروف.
أما عيسى فكان لا يصرف ذلك، وهو خلاف قول العرب، سمعناهم يصرفون الرجل يسمى "كعسبا"، وإنما هو فعل من الكعسبة، وهي العدو الشديد مع تداني الخطا، والعرب تنشد.
أنا ابن جلا............. ... .......................
ولا نراه على قول عيسى، ولكنه على الحكاية".
2 الأصل سقط "رحمه الله".(3/1468)
وتعريفها بنية الإضافة لا بالعلمية.
وسأبين ذلك -إن شاء الله تعالى- عند ذكر "جمع".
ثم ذكرت1 القسم الثالث: وهو ما لا ينصرف للتعريف والعجمية.
وشرطه أن يكون عجمي الوضع، عجمي التعريف، زائدا على ثلاثة أحرف كـ"إبراهيم".
فإن كان عجمي الوضع غير عجمي التعريف الصرف؛ لأن العجمة غير متمحضة.
وكذا إذا كان ثلاثيا ساكن العينن، أو متحركها فإنه منصرف قولا واحدا في لغة جميع العرب.
[وقد غلط ابن قتيبة2، والزمخشري3 في جعلهما الثلاثي العجمي الساكن العين على وجهين كالمؤنث؛ لثقل التأنيث. وأما العجمي فقد خرج من ثقل إلى خفة4] .
__________
1 ع ك "ذكر".
2 عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكوفي، الدينوري النحوي، اللغوي مات سنة 276 "طبقات ابن قاضي شبهة 245، البلغة 116، انباه الرواه 2/ 193، بغية الوعاة 2/ 63، تهذيب اللغة 1/ 15 طبقات الزبيدي 129، المزهر 2/ 409، معجم المؤلفين 6-150، الأعلام 4/ 280".
3 ينظر شرح المفصل لابن يعيش 1/ 71.
4 سقط ما بين القوسين من الأصل.(3/1469)
ولا التفات إلى من جعله ذا وجهين مع السكون، ومتحتم المنع مع الحركة؛ لأن العجمة سبب ضعيف، فلم تؤثر بدون زيادة على الثلاثة.
ومما يدل على ضعف العجمة أنها لا تعتبر مع عملية متجددة كـ"ديباج"1 إذا سمي به رجل.
ولا مع الوصفية كـ"سفسير"2.
ولا مع وزن الفعل كـ"بقم".
ولا مع الألف والنون كـ"صولجان"3.
ولا مع التأنيث كـ"صنجة"4.
وممن صرح بإلغاء عجمة الثلاثي -مطلقًا- السيرافي، وابن برهان، وابن خروف، ولا أعلم لهم من المتقدمين مخالفا.
ولو كان منع صرف العجمي الثلاثية جائزا لوجد في بعض الشواذ -كما وجد غيره من الوجوه الغريبة.
"ص"
وحيث تعريف، وزائدان ... كزائدي "عمران" يمنعان
__________
1 ضرب من الثياب. مولد "لسان".
2 السفسير: الحزمة من الرطبة التي تعلقها الإبل. فارسي معرب.
3 الصولجان: المحجن. فارسي معرب.
4 صنجة الميزان. معروفة ويقال فيها سنجة. فارسي معرب.(3/1470)
والعدل معه1 مانع نحو: "عمر" ... ومثله مسمى به نحو "غدر"2
واحكم بنفي3 العدل من4 وزن "فعل" ... إن لم يرد ممنوع صرف كـ"زحل"
ومثله عند تميم، فاعلما ... باب "رقاش" وانكساره انتمى
لغيرهم، وبكلا الوجهين5 في ... "فعال" غيره6 اسم أنثى اعترف7
وكسر ما الرا لامه أكثر من ... إعرابه عند تيم فاستبن
ولـ"فعال" كله اسم ذكر ... ما لـ"عناق" و"أتان" قد دري
وكـ"صباح" عند قوم قد جعل ... "فعال" -أيضًا- إن إلي امرئ نقل
وليس من باب "رقاش" ما عدم ... وروده منكسرا من الكلم
__________
1 ع ك "والعدل منه".
2 ط "نحو عذر".
3 ط "واحكم بغير".
4 " في وزن".
5 ط ع ك "واطرد الوجهان".
6 ط "غير".
7 ط ع ك "فاعرف".(3/1471)
و"فعل" التوكيد -أيضا- منعا
للعدل والتعريف نحو: "جمعا"
"ش" كل علم في آخره ألف ونون زائدتان على أي وزن كان، فإنه لا ينصرف للتعريف والزيادتين المضارعتين لألفي التأنيث.
وهذا هو القسم الرابع من السبعة، وتمييزه أسهل من تمييز غيره من الأقسام المتقدمة.
وعلامة زيادة الألف والنون سقوطهما1 في بعض التصاريف2.
كسقوطهما3 في رد "شنآن"4، و"نسيان" و"كفران"5 إلى: "شنأ" و"نسي" و"كفر".
فإن كانا فيما لا يصرف6 فعلامة الزيادة أن يكون قبلهما7 أكثر من حرفين.
فإن كان قبلهما8 حرفان ثانيهما مضعف فلك اعتبارن: إن قدرت أصالة التضعيف، فالألف والنون زائدان9.
__________
1 ع ك "سقوطها".
2 ع "التعاريف".
3 ع ك "كسقوطها".
4 ع "شنتان" -والشنآن البغض.
5 مصدر كفر: لم يؤمن.
6 ع ك "مما لا ينصرف".
7 ع ك "قبلها".
8 ك "قبلها" ع "قبلها حرفين".
9 ع ك "زائدتان".(3/1472)
وإن قدرت زيادة التضعيف فالنون أصلية.
مثال ذلك: "حسان" إن جعل من "الحس" فوزنه "فعلان"، وحكمه ألا ينصرف1.
وإن جعل من "الحسن" فوزنه "فعال"، وحكمه أن ينصرف، وكذلك ما أشبهه.
ثم أخذت في بيان القسم الخامس: وهو ما لا ينصرف للعدل والتعريف، وهو أقسام منها:
المعدول2 من "فاعل" علما إلى "فعل" كـ"عمر"، وعلامة عدل هذا النوع منع العرب صرفه مع انتفاء التأنيث.
فـ"زحل"3 و"زفر"4 معدولان لمساوتهما "عمر" في منع الصرف مع انتفاء التأنيث.
بخلاف "أدد"5 فإنه غير معدول؛ لأنه استعمل مصروفا.
وبخلاف "طوى"6 في لغة من لم يصرف، فإن تأنيثه
__________
1 ع ك "لا ينصرف".
2 ع "المعدل".
3 اسم كوكب من الخنس.
4 اسم رجل من زفرت الأرض ظهر نباتها.
5 أدد: أبو قبيلة من العرب.
6 قال الجوهري: طوى اسم موضع بالشام تكسر طاؤه وتضم، ويصرف ولا يصرف.(3/1473)
باعتبار كونه اسم بقعة ممكن فهو أولى من ادعاء العدل؛ لأن العدل قليل والتأنيث كثير.
ولأن ما ثبت عدله وتعريفه فمنعه لازم ما لم ينكر.
و"طوى" ذو وجهين في حال تعريفه1، فلا يكون معدولا2.
ومن الممنوع من الصرف للعدل والتعريف ما جعل علما من المعدول إلى "فعل" في النداء كـ"غدر" و"فسق" فحكمه حكم "عمر".
وهو أحق من "عمر" بمنع3 التصرف؛ لأن عدله محقق، وعدل "عمر" مقدر.
ومن الممنوع للعدل والتعريف "جمع" وتوابعه؛ فإنها لا تنصرف للعدل والتعريف.
فأما تعريفها فبالإضافة المنوية.
فإن أصل "رأيت النساء جمع": "رأيت النساء جميعهن" كما يقال: "رأيتهن كلهن".
فحذف الضمير للعلم به، واستغنى بنية الإضافة فصار4.
__________
1 سقط من الأصل "في حال تعريفه".
2 ع "تعريف في حال فلا يكون معدولا".
3 ع "يمنع".
4 ع ك "وصار".(3/1474)
"جمع" لكونه معرفة بغير علامة ملفوظ بها كأفة علم.
وليس بعلم؛ لأن العلم إما شخصي، وإما جنسي.
فالشخصي مخصوص ببعض الأشخاص فلا يصلح لغيره.
والجنسي مخصوص ببعض الأجناس فلا يصلح لغيره.
و"جمع" بحلاف ذلك، فالحكم بعلميته باطل.
ويفهم من كلامي على تعريف "جمع" الكلام على تعريف "أجمع"، فلا حاجة إلى زيادة.
وما قررته ظاهر قول سيبويه فإنه قال1:
"وسألته -يعني الخليل عن "جمع" و"كتع" فقال: هما معرفة2 بمنزلة "كلهم"، وهما معدولتان عن جميع "جمعاء" وجمع "كتعاء".
هذا نصه.
وأما العدل فعن "فعلاوات"؛ لأنه3 جمع "فعلا" مؤنث "أفعل"، وقد جمع المذكر بالواو والنون، فكان حق المؤنث أن يجمع بالألف والتاء كـ"أفعل" و"فعلى".
لكن جيء به على "فعل" فعلم أنه معدول عن "فعلاوات"، وليس معدولا عن "فعل" كما قال الأخفش4 والسيرافي.
__________
1 الكتاب 2/ 14.
2 ع ك "معرفتان".
3 ع ك "فإنه".
4 ع سقط "الأخفش".(3/1475)
لأن "أفعل" المجموع بالواو والنون لا يجمع مؤنثه على "فعل" -بسكون العين".
ولا هو معدول عن "فعالى"؛ لأن "فعلا"1 لا يجمع على "فعالى" إلا إذا لم يكن له مذكر على "أفعل"، وكان اسما محضا كـ"صحراء"2.
و"جمعاء" بخلاف ذلك فلا له في "فعالى" ولا "فعل".
وإنما أصله "جمعاوات" كما قيل في مذكرة "أجمعون".
ومن الممنوع للعدل والتعرف "رقاش"3 ونحوه من أعلام المؤنث الموزونة بهذا المثال.
فهذا النوع في لغة بني تميم معرب ممنوع من الصرف. وفي لغة الحجازيين مبني على الكسر.
ووافقهم التميميون إلا قليلا في بناء ما آخره راء كـ"ظفار" و"بار"4.
__________
1 ع ك "لأن فعلي".
2 ع ك "اسما محضا وكان كصحراء".
3 اسم امرأة: وحي من ربيعة نسبوا إلى أمهم، وترقشت المرأة تزينت "تهذيب".
4 أرض كانت لعاد غلبت عليها الجن، بين اليمن، ورمال يبرين "لسان".(3/1476)
وما التزم إعرابه من1 موازنات "فعال" فليس بمعدول كـ"دلال -اسم امرأة. ولا يكون المعدول إلا اسم مؤنث.
فإن توهم تذكير قدر تأنيث كما قدر سيبويه2 مسمى "سفار" -وهو ماء: "ماء". ومسمى "حضار" -وهو كوكب "كوكبة".
ولما سمي به مؤنث "من نحو" "نزال" و"فساق"، و"يسار" و"كفاف" [ما لـ"رقاش" من3 اللغتين:
ومن بناء على اللغة الحجازية. ومنع صرف على اللغة التميمية4] .
وهذا المراد بقولي:
...., بكلا الوجهين5 في
"فعال" غيره أمس أنثى....
أي: في6 غير باب "رقاش"، وقيدته بـ:
............................. ... .............اسم أنثى........
__________
1 سقط من الأصل "من".
2 الكتاب 2/ 41.
3 سقط من الأصل "من".
4 ع سطق ما بين القوسين.
5 ع ك "واطرد الوجهان".
6 سقط من الأصل "في".(3/1477)
لأن المسمى به مذكر من "فعال" كله لا يكون إلا معربا غير منصرف.
ولهذا جعلته كـ"عنقا"1 المسمى به مذكر، فإن حكمه أن يعرب، ويمنع من الصرف؛ لأنه مؤنث، زائد على ثلاثة أحرف.
ومن العرب من يصرف "فعال" المسمى به ذكر تشبيها بـ"صباح".
حكى سيبويه2 -رحمه الله-3، والله أعلم4.
"ص"
وامنع لتعريف وعدل "سحرا". ... ظرفا، وأوجب صرفه منكرا
تميم منع "أمس" في رفع ترى ... وعنهم في غير رفع كسرا
وبعضهم يفتح جرا ولدى5 ... غيرهم اكسر -مطلقا- إن جردا
ومع "ال" وفي إضافة وفي ... تنكير إعراب لكل اقتفي
وعدل غير "سحر" و"أمس" في ... تسمية تعرض غير منتفي
__________
1 الأنثى من المعز.
2 الكتاب 2/ 41.
3 ع ك سقط "رحمه الله".
4 سقط من الأصل "والله أعلم".
5 ع "وكذا".(3/1478)
"ش" ومما منع صرفه للعدل والتعريف "سحر"1 إذا قصد به: سحر يوم بعينه، وجعل ظرفا كقولك: "خرجت يوم الجمعة سحر".
والأصل أن يذكر معرفا بالألف واللام فعدل عن الألف واللام وقصد تعريفه، فاجتمع فيه العدل والتعريف فمنع من الصرف2.
ولا يكون هذا إلا مفعولًا فيه.
ولا يمنع قصد3 تعيينه، وظرفيته مصاحبة الألف واللام.
فلو لم تقصد4 ظرفيته، وقصد تعيينه لم يستغن عن الألف واللام، أو الإضافة كقولك: "استطبت السحر" و"طاب السحر" و"قمت عند السحر".
وزعم صدر الأفاضل أن "سحر" المشار إليه مبني على الفتح لتضمنه معنى حرف التعريف، وما ذهب إليه مردود بثلاثة أوجه:
أحدها: أن ما ادعاه ممكن، وما ادعيناه ممكن لكن ما ادعيناه أولى؛ لأنه5 خروج عن الأصل بوجه دون وجه.
__________
1 ع ك "سحرا".
2 سقط من الأصل "من".
3 ع سقط "قصد".
4 ع "لم تفصل".
5 ع ك "فإنه".(3/1479)
لأن الممنوع من الصرف باق على الإعراب، بخلاف ما ادعاه؛ لأنه خروج عن الأصل بكل وجه.
الثاني: أنه لو كان مبنيا لكان غير الفتحة به أولى1؛ لأنه في موضع نصب، فيجب اجتناب الفتحة لئلا يتوهم الإعراب، كما اجتنبت في "قبل" و"بعد" والمنادى المبني2.
الثالث: أنه لو كان مبنيا لكان جائز الإعراب جواز إعراب "حين" في قوله:
977-
على حين عاتبت المشيب على الصبا ... ...............................
لتساويهما في ضعف سبب البناء بكونه3 عارضا.
وكان يكون علامة إعرابه تنوينه في بعض المواضع، وفي عدم ذلك دليل على عدم البناء، وأن فتحته إعرابية وأن عدم التنوين إنما كان من أجل منع الصرف.
__________
1 ع ك "أولى به".
2 ع ك "والمنادى المضموم".
3 ع ك "لكونه".
977- صدر بيت من الطويل قاله النابغة الذبياني "الديوان 51" وعجزه:
............................. ... وقلت: ألما أصح والشيب وازع
وازع: يكف النفس عن هواها.(3/1480)
فلو نكر "سحر" وجب التصرف والانصراف كقوله -تعالى: {نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ، نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا} 1.
وإلى هذا أشرت بقولي:
....................... ... وأوجب صرفه منكرا
ثم بينت حكم "أمس".
وأن بني تميم يعربونه ويمنعونه من الصرف للتعريف، والعدل عن الألف واللام، وذلك في حال2 الرفع خاصة فيقولون: "ذهب أمس بما فيه".
وفي النصب والجر يبنونه على الكسر.
ومنهم من يعربه في الجر بالفتحة كقول الراجز:
978-
لقد رأيت عجبا مذ أمسا
979-
عجائز مثل السعالى خمسا
وغير بني تميم يبنيه3 على الكسر في الإعراب كله،
__________
1 من الآيتين "34، 35" من سورة "القمر".
2 سقط من الأصل "حال".
3 ع ك "تبنيه".
978-979- رجز رواه أبو زيد في نوادره "ص57" ولم يعزه، وقد ينسب إلى العجاج ويذكر بعده:
يأكلن ما في رحلهن همسا
لا ترك الله لهن ضرسا
ولا لقين الدهر إلا تعسا
"سيبويه 2/ 44، أمالي ابن الشجري 2/ 260، ابن يعيش 4/ 106، 107، الخزانة 3/ 219، العيني 4/ 357، التصريح 2/ 226، همع 1/ 175".(3/1481)
وسبب بنائه تضمين معنى حرف التعريف.
ولكون سبب البناء ضعيفا بالعروض لم تجمع العرب على بنائه، بل هو عند بني تميم في الرفع معرب.
ولا خلاف في إعرابه إذا أضيف، أو لفظ معه بالألف واللام أو نكر، أو صغر، أو كسر.
وقال ابن خروف:
"لا علة لبناء "أمس" إلا إرادة التخفيف تشبيها بالأصوات.
وبنو تميم يبنونه على الكسر في الجر والنصب، ويعربونه في الرفع من غير صرف".
وكل معدول سمي به فعدله باق إلا "سحر" و"أمس" -في لغة بني تميم- فإن عدلهما يزول بالتسمية فينصرفان.
بخلاف غيرهما من المعدولات، فإن عدله في التسمية باق فيجب منع صرفه للعدل والعلمية. عسددًا كان أو غيره. هذا كله مذهب سيبويه1، ومن عزا إليه
غير ذلك فقد أخطأ، وقوله ما لم
__________
1قال سيبويه 2/ 43: "وسألته عن "أمس" اسم رجل فقال: هو مصروف".
وقال 2/ 44:
"وكذلك "سحر" اسم رجل تصرفه، وهو في الرجل أقوى؛ لأنه لا يقع ظرفا. ولو وقع اسم شيء، وكان ظرفا صرفته، وكان كأمس لو كان "أمس" منصوبا غير ظرف ... ".(3/1482)
يقل. وإلى هذا أشرت بقولي:
وعدل غير "سحر" و"أمس" في ... تسمية تعرض غير منتفي
وذهب الأخفش وأبو علي، وابن برهان إلى صرف العلم، والمعدول مسمى به، وهو خلاف مذهب سيبويه1.
"ص"
وعلما أنث بالها مطلقا ... أو قصد أن فوق الثلاثة ارتقى
فامنع وما تأنيث2 عار يعتبر3 ... في ذي ثلاثة مسماة ذكر
__________
1 قال ابن يعيش في شرح المفصل 1/ 62 وما بعدها.
"فإن سمي رجل بـ"مثنى" و"ثلاث" و"رباع" ونظائرها انصرف في المعرفة ...
فإن نكرته لم ينصرف على قياس قول سيبويه؛ لأنه أشبه حاله قبل النقل.
وينصرف على قياس قوله أبي الحسن، لخلوه من سبب ألبتة....".
2 س ش "وما بتأنيث".
3 س ش "معتبر".(3/1483)
كذا الذي في الأصل كان ذكرا ... نحو غلام بـ"دلال" شهرا
كذاك نحو: "حائض" مسمى ... به امرؤ يصرف قولا1 حتما
وكل ما كـ"حائض" نعتا بلا ... علامة فحكمه له2 اجعلا
واسم مؤنث "هبوط" لا صفة ... فإن تعرفه فخطئ صارفه3
وكـ"هبوط" وزنه مستعملا ... في الأرضين فتقص المثلا
وكل تكسير مجرد يعد ... مذكرا فحكمه حكم "معد"
وفي "ذراع" و"كراع"4 فضلا ... منع إذا اسمي ذكرين جعلا
ويمنع التأنيث معنى العلم ... ولو يكون مثل "هند" أو "قدم"
__________
1 س ش ك "صرفا حتما".
2 س ش ع ك "كذا اجعلا".
3 جاء هذا الشرط في ط ع ك كما يلي:
..................... ... فأجره مجرى "عناق" معرفة.
4 ع وك "وفي كراع وذراع".(3/1484)
وإنما منع الثلاثي ملتزم ... إن يعز معه تأنيثه إلى العجم
أو تتحرك1 عينه كـ"سقرا"2 ... أو يسبق استعماله مذكرا
كـ"زيد" اسم امرأة وخيرا. ... في ذا أناس منهم ابن عمرا3
وما سوى ذاك كـ"جمل" يصرف ... ومنعه أولى لدى من يعرف
و"يد" اسم امرأة كـ"جمل" في ... إجازة الوجهين فامنع واصرف
و"بنتا"4 اصرف علما لذكر ... والمنع رأي ليس بالمشتهر
والأخت كالبنت وفي "هنت": "هنه" ... قل وامنعنها الصرف فهي قمنه
"ش" لما استوفيت الكلام على هذا5 القسم الخامس وهو: ما لا ينصرف للعدل والتعريف شرعت في تبيين القسم السادس6، وهو: ما لا ينصرف للتأنيث والتعريف.
__________
1 س ش "ومتحرك".
2 ع "كسقر".
3 ع "ابن عمر".
4 ط "وبيتا".
5 ع ك سقط "هذا".
6 ع سقط "السادس".(3/1485)
فمه المؤنث بالهاء كـ"عمرة" و"حمزة" و"ضباعة"1 وعكاشة"، ولا فرق بين القليل الحروف والكثيرها، والمؤنث المسمى والمذكره.
ومثله المؤنث بالقصد الزائدة حروفه على الثلاثة كـ"زينب" "وسعاد".
مذكرا كان المسمى به أو2 مؤنثا، فإن آخره منزل منزلة هاء التأنيث.
ثم بينت أن المؤنث العاري من علامة إذا كان ثلاثيا، وسمي به مذكر، فلا يعتبر تأنيثه، سواء في ذلك الساكن الثاني والمحركة.
وكذلك الزائد على ثلاثة أحرف من أسماء الإناث المذكرة الأصل كـ"دلال" "وصال"، فإنهما من أسماء النساء وأصلهما التذكير.
فإذا سمي بشيء من هذا النوع مذكر بعد أن سمي به مؤنث انصرف، ولم يعتبر تأنيثه؛ لأنه مسبوق بتذكير.
بخلاف "سعاد" وأشباهه من المؤنث الذي ليس مسبوقا بتذكير.
__________
1 اسم امرأة قال القطامي.
قفي قبل التفرق يا ضباعا ... ولا يك موقف منك الوداعا
2 ع "ومؤنثا".(3/1486)
ثم بينت أن "حائضا" ونحوه من صفات المؤنث المستعملة بلفظ التذكير إذا سمي بشيء منها مذكر انصرف؛ لأنه مذكر وصف به مؤنث لأمن اللبس.
فإذا سمي به مذكر عاد إلى أصله، ولم يعتبر فيه تأنيث فيقال في رجل اسمه "حائض": "هذا حائض" و"رأيت حائضا" و"مررت بحائض".
وكذلك1 لو سميت رجلا بـ"جنوب"2 أو "دبور"3 أو "شمال"4 أو "حرور"5 أو "سموم"6 لصرفت؛ لأنها7 بمنزلة "حائض" في الوصفية والتعري من العلامة.
وإن كانت مخصوصة في الاستعمال بالريح، وهي مؤنثة لكنها8 مذكرة9 الأصل كـ"حائض".
قال سيبويه10 -بعد أن حكى قول العرب "ريح شمال".
__________
1 سقط من الأصل "وكذلك".
2 ريح تهب عن شمال المستقبل القبلة.
3 ريح تأتي من خلف الواقف في القبلة.
4 ريح تهب من قبل الشام عن يسار القبلة "المحكم".
5 الحرور: الريح الحارة بالليل، وقد تكون بالنهار.
6 السموم: الريح الحارة بالنهار وقد تكون بالليل.
7 ع ك "لأنه".
8 ع ك "لكنها".
9 ك "مذكر".
10 الكتاب 2/ 20.(3/1487)
و"ريح سموم" و"ريح جنوب".
"سمعنا ذلك من فصحاء العرب لا يعرفون غيره".
وأنشد للأعشى:
980-
لها زجل كحفيف الحصا ... د صادف بالليل ريحا دبورا
ثم قال:
ويجعل اسما وذلك قليل، قال الشاعر:
981-
حالت وحيل بها وغير آيها ... صرف البلى يجري به الريحان
982-
ريح الجنوب مع الشمال وتارةً ... رهم1 الربيع وصائب التهتان
__________
1 ع "زهم".
980- من المتقارب "ديوان الأعشى 71".
والزجل: رفع الصوت الطرب، ومنه سمي الحمام الزاجل.
الحصاد: نبت له قضيب ينبسط في الأرض، الحفيف: صوت الشيء يسمع كالرنة أو طيران الطائر "لسان".
981-982- من الكامل لم يعزهما أحد لقائل "سيبويه 2/ 21 اللسان "جنب" "وحول" "ودبر" -والضمير يعود إلى دار تغيرت لاختلاف الرياح علهيا، وتعاقب الأمطار فيها، حالت: أتى عليها حول. حيل بها: أي أحيلت عما كانت عليه، الرهم: الأمطار اللينة، التهتان: مصدر هتنت السماء صبت أمطارها، الصائب: النازل.(3/1488)
ثم قال:
"فمن1 جعلها أسماء2 لم يصرف شيئا منها اسم رجل، وصارت بمنزلة "الصعود"3 و"الهبوط"4.
يعني: أن "الصعود" و"الهبوط" ونحوهما أسماء لا صفات، فلا غنى عن تأنيثها لتأنيث مسماها وهو5 الأرض.
فحاصل كلامه أن الواقع من أسماء الأجناس على مؤنث حقيقي، أو مجازي إذا لم تكن فيه علامة فهو إما اسم وإما صفة:
فالاسم: تأنيثه معتبر قولا واحدا كـ"هبوط" و"صعود"، والصفة: تأنيثه غير معتبر إن سمي به مذكر كـ"حائض" و"ضناك"6.
وإن كان صفة7 على لغة، واسما على لغة كـ"جنوب".
__________
1 ع ك "ومن".
2 ك "اسما".
3 الصعود من الإبل التي ولدت لغير تمام فعطفت على ولد عام أول.
4 الهبوط من الأرض: الحدور وهو الموضع الذي يهبط من أعلى إلى أسفل "الجوهري".
5 ع "وهي".
6 قال الجوهري: الضناك -بالفتح- المرأة المكتنزة، صوابه: الضناك -بالكسر.
7 ع ك "وصفا".(3/1489)
اعتبر تأنيثه إن سمي به على لغة من جعله اسما، ولم يعتبر على لغة من جملة صفة.
ثم بينت أن جمع التكسير [المجرد كواحد مذكر اللفظ.
فإذا سمي به مذكر انصرف، ولو كان جمع مؤنث حقيقي.
والمراد بكونه "مجردا":
ألا يكون على زون الفعل كـ"أكلب".
ولا على وزن منتهى التكسير1] كـ"مساجد".
ولا ذا علامة تأنيث كـ"بعولة"2 و"أولياء".
ولا مزيدا فيه ألف ونون كـ"غلمان".
ولا ذا عدل كـ"أخر".
فيقال في رجل اسمه "نساء": "هذا نساء" و"رأيت نساء" و"مررت بنساء".
وقولي:
..................... ... فحكمه حكم "معد"
أردت به أن "معدا" لو سمي به رجل انصرف.
ولو سمي به امرأة لم ينصرف.
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 البعولة: جمع البعل، والهاء فيها لتأنيث الجمع والهاء لتأكيد التأنيث عند سيبويه.(3/1490)
فكذا الجمع المجرد نحو: "رجال" لو سمي به رجل انصرف، وإذا سمي به امرأة لم ينصرف.
وإذا استعمل الاسم بتذكير وتأنيث، وزاد على ثلاثة أحراف جاز فيه إذا سمي به رجل الصرف، وتركه كـ"ذراع" و"كراع"1.
وترك الصرف أجود في هذين؛ لأن تأنيثهما أكثر.
وإذا كان المسمى مؤنثا ولا علامة في الاسم تعين منعه إن زاد على الثلاثة كـ"سعاد"، أو كان ثلاثيا محرك الوسط كـ"سقر"2.
أو ساكن الوسط عجميا كـ"حمص"3.
أو منقولا من مذكر كـ"زيد" اسم امرأة.
فإن كان الثلاثي الساكن الوسط غير أعجمي، ولا منقولا من مذكر كـ"كجمل" و"عد" جاز فيه الصرف وتركه، إلا أن ترك الصرف أجود.
__________
1 الكراع: ركن من الجبل يعرض في الطريق، والكراع من الإنسان ما دون الركبة.
2 سقر: اسم معرفة للنار، غير منصرف؛ لأنه معرفة، وكذلك "لظى" و"جهنم".
3 كورة من كور الشام أهلها يمانون "لسان".(3/1491)
وحكى السيرافي1: أن أبا إسحاق الزجاج لا يجيز في "دعد" ونحوه إلا المنع.
وأما نحو: "زيد" اسم امرأة2 فذو وجهين عند ابن عمر، وأبي زيد والجرمي، والمبرد.
ومتعين المنع عند الخليل وسيبويه، وأبي عمرو ويونس وابن أبي إسحاق3؛ لأنهم جعلوا نقل المذكر غلى المؤنث ثقلا يعادل الخفة التي بها صرف من صرف "هندًا".
__________
1 قال سيبويه 2/ 22:
"واعلم أن كل مؤنث سميته بثلاثة أحرف متوال منها حرفان بالتحرك لا ينصرف.
فإن سميته بثلاثة أحراف وكان الأوسط منها ساكنا، وكانت شيئا مؤنثا أو اسما الغالب عليه المؤنث كـ"سعاد" فأنت بالخيار، فإن شئت صرفته، وإن شئت لم تصرفه.
وترك الصرف أجود.
وتلك الأسماء نحو "قدر" و"عنز" و"دعد" و"جمل" و"نعم" "وهند".
قال السيرافي:
لا خلاف بين المتقدمين أنها يجوز فيها الصرف، ومنع الصرف ...
ثم قال:
وكان الزجاج يخالف من مضى، ولا يجيز الصرف لعدم ثبوت حجته عنده".
2 ينظر سيبويه 2/ 23، والمقتضب 3/ 351، وهمع الهوامع 1/ 34.
3 عبد الله بن أبي إسحاق أول من بعج النحو، ومد القياس، وشرح العلل. قال عنه يونس: هو والبحر سواء توفي سنة 117 وقال ابن الأثير وأبو الفداء، وابن تغر إنه توفي سنة 127 هـ.(3/1492)
وإذا سميت امرأة بـ"يد" ونحوه مما هو على حرفين جاز فيه ما جاز في "هند". ذكر ذلك سيبويه1.
وغذا سمي رجل بـ"بنت" أو "أخت" صرف عند سيبويه2 وأكثر النحويين؛ لأن تاءه قد بنيت الكلمة عليها، وسكن ما قبلها فأشبهت تاء "جبت"3 و"سحت"4.
قال ابن السراج:
ومن أصحابنا من يقول: إن تاء "بنت" و"أخت" للتأنيث. وإن كان الاسم مبنيا عليها، وقوم لا يجيزونه في المعرفة.
"ص"
وألف الإلحاق مقصورا منع ... كـ"علقى" إن ذا علمية وقع
__________
1 الكتاب 2/ 34.
2 قال سيبويه 2/ 13.
"وإن سميت رجلًا بـ"بنت" أو "أخت" صرفته؛ لأنك بنيت الاسم على هذه التاء وألحقتها ببناء الثلاثة كما ألحقوا "سنبته" بالأربعة.
ولو كانت كالهاء، لما اسكنوا الحرف الذي قبلها".
3 السحت: كسب ما لا يحل، ويقال السحت: الرشوة في الحكم "غريب القرآن للسجستاني".
4 الجبت: كل معبود سوى الله، ويقال: السحر "ص71 من غريب القرآن اللسجستاني".(3/1493)
وحكم "هابيل" كـ"حاميم" جعل ... عمرو1 إذا بصنف الأعلام اتصل
ونحو: "حمدون" لدي أبي علي ... يلي الذي اسم عجمي قد ولي
وما الذي التنكير صرفه امتنع ... فصرفه امنع علما حيث وقع2
ولا تطع مستثنيا ما عدلا ... من عدد فقول غيره اعتلى
"ش" ألف الإلحاق على ضربين:
مقصورة كألف "علقى"3.
وممودة كألف "علباء"4.
فالمقصورة تشبه ألف التأنيث المقصورة بأمرين لا يوجدان في الممدودة:
أحدهما5: أنها زيدت دون إبدال من غيرها كنظيرها من ألف التأنيث.
الثاني أنها تقع في مثال صالح لنظيرتها، فإن "علقى"
__________
1 ع "عمر".
2 تقدم هذا البيت على البيت السابق في الأصل.
3 العلقى: شجر تدوم خضرته في القيظ، وله أفنان طوال دقاق لطاف.
4 العلباء، عصب العنق، وخصه الأزهري بالغليظ منه.
5 ع "إحداهما".(3/1494)
على وزن "سكرى"، و"عزهى"1 على وزن "ذكرى".
والإلحاقية الممدودة مبدلة من ياء ولذلك صحت في "درحاية"2.
والمثال الذي تقع3 فيه لا يصلح لألف التأنيث الممدودة.
فلمخالفته ألف التأنيث لم يعتبر في منع الصرف، بخلاف المقصورة، فإنها تؤثر مع العملية.
فلو سمي بما هي فيه لم ينصرف في التعريف، وانصرف في التنكير، فيقال في رجل اسمه "علقى": "هذا علقى معه علقى آخر".
وحكم سيبويه4 لـ"حاميم" علم على مذكر بمنع الصرف تشبيها بـ"هابيل" في الوزن، وعدم لحاق الألف واللام.
__________
1 ع "عرهى" -بالراء- والعزهى: اللئيم.
2 رجل درحاية: قصير سمين بطين.
3 ع ك "يقع".
4 قال سيبويه 2/ 30.
"وأما "حم" فلا ينصرف جعلته اسما للسورة أو أضفته إليهم؛ لأنهم أنزلوه بمنزلة اسم أعجمي نحو "هابيل" و"قابيل".
وقال 2/ 31.
"ومما يدلك على أن "حم" ليس من كلام العرب أن العرب لا تدري ما معنى "حم".(3/1495)
وقال ابن برهان:
"قال أبو علي: "حمدون" يمنع صرفه للتعريف والعجمة".
وأراد بذلك أبو علي أن "حمدون" وشبهه من الأعلام المزيد في آخرها واو نون لغير جمعية لا توجد في استعمال عربي مجبول على العربية.
بل في استعمال عجمي حقيقة أو حكما، فالحق بما منع صرفه للتعريف والعجمة المحضة.
وكل ممنع الصرف في التنكير ممنوع الصرف في التعريف؛ لأنه إن كان ممنوعًا لألف التأنيث فقد تقدم أنها سبب قائم مقام سببين.
وإذا كانت كذلك في التنكير فهي في التعريف أحق بذلك؛ لأنه لا يخفف ما هي فيه بل يزيده ثقلا.
وإن كان من باب "سكران"1 فزيادتاه إما مستقلتان بالمنع لمضارعتهما ألفي التأنيث، وإما متعضدتان بالوصفية.
[فإن كانتا مستقلتين فمع العلمية أولى، وإن كانتا معتضدتين بالوصفية2] . فالعلمية تخلفها.
__________
1 ع سقط "سكران".
2 ع سقط ما بين القوسين.(3/1496)
وكذا الممنوع للوزن والوصفية، ولعدم النظير، والجمعية1.
وهكذا الممنوع للعدل والوصفية كـ"أخر" و"مثنى". صرح بذلك سيبويه2:
وخالفه الأخفش وأبو علي وابن برهان، وابن بابشاذ.
قالوا: لأن العدل يزول معناه بالتسمية، فيصرف "ثناء"، وأخواته إذا سمي بشيء منها مذكر.
__________
1 قال سيبويه 2/ 15 وما بعدها.
هذا باب ما كان على مثال "مفاعل" و"مفاعيل".
اعلم أنه ليس شيء يكون على هذا المثال إلا لم ينصرف في معرفة ولا نكرة".
2 قال سيبويه 2/ 14:
"قلت فما بال "أخر" لا ينصرف في معرفة ولا نكرة؟.
فقال: "لأن "أخر" خالفت أخواتها وأصلها".
وقال 2/ 15
"وسألته عن "أحاد" و"ثناء" و"مثنى" و"رباع" فقال: هي بمنزلة "أخر"....
قلت: "أفتصرفه في النكرة؟
قال: لا لأنه نكرة يوصف به نكرة.
ثم قال سيبويه:
وقال لي أبو عمرو: أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع صفة كأنك قلت:
أولى أجنحة اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة".(3/1497)
والصحيح ما ذهب إليه سيبويه من منع الصرف؛ لأن لفظ العدل باق. فلا أثر لزوال معناه.
كما لا أثر لزوال معنى الجمعية من "مساجد" -علمًا، ولا لزوال معنى التأنيث من "سعاد" -علم رجل.
والله -تعالى-1 أعلم2.
"ص"
وكل ما التعريف فيه أثرا ... فاصرفه إن نكر إلا "أحمرا"
وبابه ففيه خلف والأصح ... فاصرفه إن نكر إلا "أحمرا"
وبابه ففيه خلف والأصح ... منع وذو التفضيل منعه رجح
إن صاحبته "من" وإن تجردا ... فهو بالاتفاق مثل "أحمدا"
وإن ينكر بعد أن تعرفا ... نحو: "مساجد" فلن ينصرفا
إلا لدى الأخفش والمنع اعتضد ... بكون منع في "سراويل" اطرد
وهو مؤنث فحيث صغرا ... ذا علمية فصرفه احظرا
__________
1 ك سقط "تعالى".
2 سقط من الأصل "والله تعالى أعلم".(3/1498)
"ش" ما أثر فيه التعريف نحو: "طلحة" و"معد يكرب" ويزيد" و"عمران" و"عمر"1 و"إبراهيم".
فهذه وما أشبهها ما دامت معارف لا تنصرف، وإذا نكرت انصرفت لعدم جزء العلة. وفي "أحمر" وشبهه خلاف:
فمذهب سيبويه2 أنه لا ينصرف إذا نكر بعد التسمية.
وخالفه الأخفش مدة ثم وافقه في كتابه "الأوسط".
وأكثر المصنفين لا يذكرون إلا مخالفته3، وذكر موافقته أولى؛ لأنها آخر قوليه.
فإن سمي بـ"أفعل" المقصود به التفضيل مصاحبا لـ"من" فحكمه حكم "أحمر".
__________
1 ع ك سقط "عمر".
2 الكتاب 2/2 وما بعدها.
3 قال أبو إسحاق الزجاج ص7 وما بعدها في كتابه: "ما ينصرف وما لا ينصرف".
"وهذا باب أفعل الذي يكون صفة إذا سميت به رجلا نحو "أحمر" و"أسود".
زعم الخليل وسيبويه، وجماعة من أصحابهم أن هذه الصفة إذا سميت بها رجلا لم ينصرف في معرفة ولا نكرة ...
وزعم الأخفش وجماعة من البصريين، والكوفيين أن الصفة إذا سميت به رجلا نحو "أحمر" لم ينصرف في المعرفة وانصرف في النكرة ...
وأبو العباس محمد بن يزيد كان يختار مذهب الأخفش.
وكلاهما عندي مذهب".(3/1499)
فإن سمي يه مجردا من "من" ثم نكر انصرف بإجماع1؛ لأنه لا يعود إلى مثل الحال التي كان عليها إذا كان صفة، فإن وصفيته مشروطه بمصاحبة "من" لفظا أو تقديرا.
فلهذا قلت:
...............وإن تجردا ... فهو بالاتفاق مثل "أحمدا"
أي: كما لا بد من صرف "أحمد" إذا نكر كذا لا بد من صرف أفعل التفضيل المجرد من "من" إذا نكر بعد التسمية به2.
وإذا سمي بنحو: "مساجد" ثم نكر لم ينصرف عند غير الأخفش، وحكم الأخفش بصرفه بعد التنكير.
والصحيح مذهب سيبويه3.
ويدل على صحته استعمال العرب "سراويل" غير مصروف كقول ابن مقبل يصف مكانا فيه بقر الوحش:
__________
1 ع ك "بالإجماع".
2 ع ك سقط "به".
3 قال سيبويه 2/ 15 وما بعدها:
"هذا باب ما كان على مثال "مفاعل" و"مفاعيل".
اعلم أنه ليس شيء يكون على هذا المثال إلا لم ينصرف في معرفة ولا نكرة".(3/1500)
983-
يمشي به ذب الرياد كأنه ... فتى فارسي في سراويل رامح
و"سراويل" اسم مفرد نكرة، والجمعية منتفية منه في الحال والأصل.
بخلاف "مساجد" إذا نكر بعد التسيمة به1، فإن الجمعية منتفية منه في الحال ولا في الأصل، فهو أثقل من "سراويل" وأحق بمنع الصرف.
وقال فيه بعض العرب: "سروالة" فتوهم بعض الناس أنه واحد وأن "سراويل" جمع له، وهو غلط.
بل "السراويل" أعجمي مفرد، "السروالة" لغة فيه كقوله:
984-
عليه من اللؤم سروالة ... .............................
__________
1 ع ك سقط "به".
983- من الطويل من قصيدة قالها تميم بن أبي مقبل يصف الثور الوحشي "الديوان 41"، وقد نسبه أبو هلال العسكري في ديوان المعاني للراعي.
ذب الرياد: قال في الصحاح: هو الثور الوحشي، ويقال له: ذب الرياد؛ لأنه يرود أي يذهب ويجيء ولا يثبت في موضع، الرامح: ذو الرمح، ورواية الديوان:
أتى دونها................. ... ..........................
984- صدر بيت من المتقارب قال في الخزانة 1/ 113: قيل مصنوع، وقيل: قائله مجهول، وعجز البيت:
............................ ... فليس يرق لمستعطف
ومما يدل على أن "سروالة" لغة في السروايل أن الشاعر لم يرد أن هذا الشخص عليه جزء من السراويل.(3/1501)
وينبغي أن يعلم أن "السراويل" اسم مؤنث، فلو سمي به مذكر، ثم صغر لقيل "سرييل" غير مصروف للتأنيث والتعريف.
ولولات التأنيث لصرف كما يصرف: "شراحيل"1 إذا صغر فقيل: "شريحيل" لزوال صيغة منتهى التكسير.
- والله أعلم2.
"ص"
وقد يزول المنع في التصغير ... فيصرف الممنوع في الكبير
والعكس آت كـ"دنانير" علم ... فالصرف فيه إن يصغر ملتزم
ونحو: "تحلئ"3 أتاك علما ... فامنعه في التصغير، والصرف الزما
فيه مكبرا كذا "توسط" ... و"ترتب"، وهكذا "تهبط"
"ش" ما لا ينصرف بالنسبة إلى التكبير والتصغير أربعة أقسام:
__________
1 اسم رجل.
2 سقط من الأصل "والله أعلم".
3 ط "قحلئ".(3/1502)
ما لا ينصرف مكبرا ولا مصغرًا.
وما لا ينصرف مكبرا وينصرف مصغرًا.
وما لا ينصرف مصغرا وينصرف مكبرًا.
وما يجوز فيه الوجهان مكبرا ويتحتم منعه مصغرا
فالأول نحو: "بعلبك" و"طلحة" و"زينب" وحمراء" و"سكران" "وإسحاق" "وأحمر" و"يزيد" مما لا يعدم سبب المنع في تكبير ولا تصغير1.
والثاني نحو: "عمر" و"شمر"2 و"سرحان"3 و"علقى" و"جنادل"4 -أعلاما- مما يزول بتصغيره سبب المنع.
فإن تصغيرها "عمير" و"شميمر" و"سريحين" و"عليق" و"جنيدل" بزوال مثال العدل، ووزن الفعل، وألفي "سرحان" و"علقى"، وصيغة منتهى التكسير.
والثالث نحو: "تحلىء"5 و"توسط"6 و"ترتب"7
__________
1 ع ك "في تصغير ولا تكبير".
2 اسم فرس، واسم ناقة الشماخ القائل:
لما رأيت الأمر عرش هوية ... تسليت حاجات الفؤاد بشمرا
3 السرحان الذئب: وقيل: الأسد "لسان".
4 الجندل: صخرة مثل رأس الإنسان، والجمع جنادل "تهذيب".
5 التحلئ -بكسر التاء- القشر على وجه الأديم مما يلي الشعر.
6 توسط القوم توسطا -صار وسطهم.
7 الترتب: العبد يتوارثه ثلاثة، وهو الأمر الثابت، والتراب -أيضا.(3/1503)
و"تهبط"1 -أعلاما- مما يتكمل فيه بالتصغير سبب المنع. فإن تصغيرها "تحيلئ" و"تويسط" و"تريتب" و"تهيبط" على وزن مضارع "بيطر".
فالتصغير كمل لها سبب المنع فمنعت من الصرف فيه دون التكبير.
فلو جيء في التصغير بياء معوضه مما حذف تعين الصرف لعدم وزن الفعل.
[والرابع نحو: "هند" و"هنيدة" فلك فيه مكبرا وجهان.
وليس فيه مصغرا إلا منع الصرف2] .
"ص"
وبدل الذي به المنع حصل ... يمنع كالأصل الذي منه البدل
فكـ"أصيلان" "أصيلال" كذا ... "هراق" يعطى ما "أراق" أخذا
"ش" أصل الهمزة من "حمراء" ونحوه ألفا والهمزة بدل منها، فاجعل للبدل من التأثير في منع الصرف ما كان للمبدل منه.
وهكذا جعل لهاء "هراق" ما لهمزة "أراق" فيقال في
__________
1 التهبط: بلد، وقيل: طائر، وليس في الكلام على وزن تفعل غير "لسان".
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.(3/1504)
المسمى بـ"هراق": "هذا هراق" و"مررت بهراق" كما يقال في المسمى بـ"أراق": "هذا أراق" و"مررت بأراق".
وهكذا جعل للام "أصيلال" ما لنون "أصيلان"1؛ لأنها بدل منها فيقال في المسمى بـ"أصلال": "هذا أصيلال" و"مررت بأصيلال".
كما يقال في المسمى بـ"أصيلان": "هذا أصيلان" و"مررت بأصيلان".
"ص"
ونون المنقوص في رفع، وفي ... جر إذا نظيره لم يصرف
من الصحيح وله في النصب ما ... لما امتناع صرفه تحتما
كـ"جا أعيم مع يعيل" ولدى ... نصب دع التنوين وافتح أبدا
ويونس يجر منه العلما ... جر الذي آخره قد سلما
__________
1 الأصيل: العشى، وجمعه، أصل وأصلان، فإن كلا أصيلان تصغير إصلان، فهو نادر؛ لأن جموع الكثرة لا تصغر، وإن كان تصغير "أصلان" المفرد الوارد على وزن "رمان" و"قربان" فتصغيره على بابه.(3/1505)
وعند عمرو واضطرار رئيا1 ... "قد عجبت مني ومن يعيليا"
وبـ"جوار" شبهوا "ثمانيا" ... فشذ في المنع له مساويا
"ش" المنقوص الذي نظيره من الصحيح غير منصرف إن كان غير علم كـ"جوار" و"أعيم" تصغير "أعمي" -فلا خلاف أنه في الرفع والجر جار مجرى "قاض" في اللفظ.
وفي النصب جار مجى نظيره من الصحيح، فيقال: "هؤلاء جوار، وأعيم" و"مررت بجوار، وأعيم" و"رأيت جواري، وأعيمي".
كما يقال: "هذا قاض"، و"مررت بقاض".
و"رأيت صواحب وأسيد".
وكذا إن كان علما في مذهب الخليل وسيبويه2 وأبي عمرو، وابن أبي إسحاق.
وأما يونس3 وأبو زيد، وعيسى، والكسائي فيقولون في
__________
1 ط "ربيا".
2 قال سيبويه 2/ 57:
"وسألته عن "قاض" اسم امرأة فقال: مصروفه في حال الرفع والجر، تصير ههنا، بمنزلتها إذا كانت في "مفاعل" و"فواعل".
3 قال سيبويه 2/ 158: "ويقول يونس للمرأة تسمى بـ"قاض": مررت بقاضي قبل" و"مررت بأعيمي منك".(3/1506)
"قاض" -اسم امرأة: "هذه قاضي" و"رأيت قاضي" و"مررت بقاضي"1.
فلا ينونون في رفع ولا جر، بل يثبتون بالياء ساكنة في الرفع، ويفتحونها في الجر كما يفعل بالصحيح.
ومذهب الخليل هو الصحيح.
لأن نظائر "جوار" من الصحيح لا ينون في تعريف ولا تنكير وقد نون، ونظائر "قاض -اسم مرأة- لا ينون في تعريف وينون في تنكير.
فتنوينه أولى من تنوين "جوار".
وقول الراجز:
985-
قد عجبت مني ومن يعيليا
986-
لما رأتني خلقا مقلوليا
__________
1 ع ك "مررت بقاضي ورأيت قاضي".
985-986- ينسب هذا الشاهد للفرزدق، وليس في ديوانه المقلولي: الذي يتقلى على الفراش حزنا، المقلولي -أيضًا- المنتصب القائم، يعيلي: تصغير يعلى اسم رجل.
"المقتضب 1/ 142، الخصائص 1/ 6، 3/ 54 العيني 4/ 359 اللسان "علا" و"قلا".(3/1507)
من الضرورات [على مذهب الخليل، وليس من الضرورات] 1 على مذهب يونس2.
وشبه "ثمانيا" بـ"جوار" من قال:
987-
يحدو ثماني مولا بلقاحها ... حتى هممن بزيغة3 الإرتاج
"ص"
وفي اضطرار، وتناسب صرف ... ما يتسحق حكم غير المنصرف
ورأي أهل الكوفة الأخفش في ... إجازة العكس اضطرار يقتفي
وبعضهم أجازه اختيارا ... وليس بدعا فدع الإنكارا4
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 الكتاب 2/ 59.
3 ع "لزيغة".
4 سقط هذا البيت من س.
987- من الكامل قائله ابن ميادة "العيني 4/ 352، الخزانة 1/ 76، سيبويه 2/ 17".
شبه الشاعر ناقته في سرعتها بحمار وحش يحدو ثماني أتن مولعا بلقاحها حتى تحمل وهي لا تمكنه فتهرب منه؛ لأن أنثى الحيوان لا تمكن الفحل إذا حملت.
يحدو: يسوق. اللقاح: ماء الفحل. الارتاج: الإغلاق: كناية عن إسقاط ما في رحمها والضمير في البيت يعود إلى الشحاج في البيت قبله وهو:
وكأن أصل رحالها وحبالها ... علقن فوق قويرح شحاج(3/1508)
"ش" صرف الاسم المستحق منع الصرف جائز في الضرورة بلا خلاف.
ومنع صرف المستحق الصرف مختلف فيه:
فأجازه الكوفيون والأخفش وأبو علي1:
وبقولهم أقول لكثرة استعمال العرب ذلك كقول الكميت:
988-
سيوف لا تزال ظلال قوم ... يهتكن البيوت ويستبينا
989-
يرى الراءون بالشفرات منها ... وقود أبي حباحب والظبينا
ومثله قول الأخطل:
990-
طلب الأزارق بالكتائب إذا هوت ... بشبيب غائلة النفوس غدور
__________
1 ينظر تفصيل هذه المسألة في شرح المفصل لابن يعيش 1/ 68.
988-989- من الوافر "ديوان الكميت 2/ 126".
الشفرات -جمع شفرة- شفرات السيوف: حدها.
أبو حباحب: قال الجوهري: ربما قالوا نار أبي حباحب، وهو ذباب يطير بالليل كأنه نار.
الظبين: جمع ظبة وهي من السيف حده، وهو ما يلي طرف السيف، ومثله، ذباب السيف.
990- من الكامل "ديوان الأخطل ص 197".
الأزارق: هم الأزارقة، فرقة من الخوارج.
شبيب: هو ابن يزيد من رهط بني مرة خرج على بعد اللك، وكانت له وقائع شديدة مع الحجاج، مات غرقا.
الغائلة: الداهية، ويقصد بغائلة النفوس: المنية.
الأزارق: هم الأزارقة، فرقة من الخوارج.
شبيب: هو ابن يزيد من رهط بني مرة خرج على بعد اللك، وكانت له وقائع شديدة مع الحجاج، مات غرقا.
الغائلة: الداهية، ويقصد بغائلة النفوس: المنية.(3/1509)
ومثله قول ذي الإصبع:
991-
وممن ولدوا عامـ ... ـر ذو الطول وذو العرض
ومثله قول قيس الرقيات:1
992-
ومصعب حين جد الأمـ ... ـر أكثرها وأطيبها
وأنشد أبو سعيد لدوسر بن دهبل:
993- وقائلة:
ما بال دوسر بعدما ... صحا قبله عن آل ليلى وعن هند
وأنشد أحمد بن يحيى:
__________
1 ع سقط "الراقيات".
991- من الهزج "الأغاني 3/ 92، العيني 4/ 364".
992- من مجزوء الوافر "ديوان قيس الرقيات ص124، والرواية فيه
لمصعب عند جد القو ... لِ أكثرها وأطيبها
وفي الموشح 186.
ومصعب حين جد القو ... ل....................
993- من الطويل قال العيني 4/ 366: قال ابن عصفور: والجيد الصحيح عندنا في إنشاد بيت دوسر:
وقائله ما للقريعي بعدنا ... .....................(3/1510)
994-
أؤمل أن أعيش وأن يومي ... بأول أو بأهون أو جبار
995-
أو التالي دبار فإن أفته ... فمؤنس، أو عروبة أو شيار
وقال الحامض1: قلت لأبي العباس:
أؤمل أن أعيش........ ... ......................
موضوع؟ قال: لم؟ قلت: لأنه "مؤنسا" و"جبار" و"دبارا"2 تنصرف، وقد ترك صرفها، فقال: هذا جائز في
__________
994-995- بيتان من الوافر رواهما العيني 4/ 367. وصاحب الإنصاف 497 همع الهوامع 1/ 37، الدرر اللوامع 1/ 11.
قال العيني:
"قائلهما بعض شعراء الجاهلية كذا قال الجوهير، وأبو حيان ولم ينسباهما".
أولا: يوم الأحد قديما ... أهون: يوم الاثنين. جبار يوم الثلاثاء ... دبار: يوم الأربعاء ... مؤنس: يوم الخميس ... عروبة: يوم الجمعة شيار: يوم السبت. ورواية اللسان، فإن يفتني.
1 سليمان بن محمد بن أحمد، برع في النحو على مذهب الكوفيين، كما برع في اللغة مات سنة 305هـ "طبقات الزبيدي 170، نزهة الألباء 306، بغية الوعاة 1/ 601، الفهرست 117، تاريخ بغداد 9/ 61".
2 ع "ذو بارا".(3/1511)
الكلام، فكيف في الشعر؟! 1
وإلى هذا أشرت بقولي:
وبعضهم أجازه اختيارا ... ....................
وأما صرف ما لا ينصرف للتناسب فكثير:
منه قراءة نافع والكسائي [وأبو بكر عن عاصم] 2 "سلاسلا"3 و"قواريرا"4.
ومنه قراءة الأعمش: "وَلا يَغُوثًا5 ويَعُوقًا6" صرفهما ليناسب "ودا" و"سواعا" و"نسرا"7.
والله أعلم8.
__________
1 ذكر سؤال الحامض وجواب أبي العباس ابن سيدة في المحكم.
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
3 من الآية رقم "4" من سورة الإنسان.
4 من الآية رقم"15" من سورة "الإنسان".
5 ع "ولا يغوث".
6 من الآية "رقم"23" من سورة "نوح".
7 يغوت ويعوق، وود وسواع ونسر: كلها أصنام.
8 سقط من الأصل "والله أعلم".(3/1512)
باب إعراب الفعل:
"ص"
تجرد من جازم وناصب ... رافع فعل كـ"أجل صاحبي"
وهو إذا لم يل علما ينتصب ... بـ"أن" كـ"خفت أن أضيع ما يجب"
والرفع بعد ظن استجز على ... تخفيف "أن" عارية أو قبل "لا
[أو حرف تنفيس ويغني "لم" و"لن" ... عن "لا" بإثر "أن" خفيفا بعد ضن
وما لظن استجيز ملتزم ... من بعد علم بخلوص اتسم(3/1513)
وأول العلم برأي فنصب
... من بعده الفعل بـ"أن" بعض1 العرب]
وشذ رفع بعد "أن" حيث استحق ... نصب بها فاعرف شذوذه وثق
وبعد "ما لنا" رأي أبو الحسن ... نصبا بـ"أن مزيدة رأيا وهن
بل جعل "أن" موصولة قد أمكنا ... و"ما لنا" أول بـ"ما منعنا"
وبعد "لما" زيد "أن" وقبل "لو" ... وبعد كاف نادرا بها أتوا
ومثل "أي" يأتي بها من فسرا ... نحو: "أشرت لأخي أن اصبرا"
ووضعها من بعد جملة تفي ... بالقول في معناه لا في الأحرف2
__________
1 سقط كما بين القوسين، وهو ثلاثة أبيات من س وش، ط وع وك وجاء في مكانها بيت واحد وهو:
واحتم لعلم ما لظن جاز إن ... يخلص ولم يكن شذوذه زكن
وسيأتي اعتماد المصنف على هذا البيت في الشرح في النسختين ع، ك، كما اعتمد على شرح هذه الأبيات في الأصل، وقد نبهت على هذا في موضعه.
2 ط "بالأحرف".(3/1514)
وإن تلا مضارع هذي رفع ... وجزمه من بعد "لا" لن "يمتنع"1
في قصد نهي وانصب أن تقصد بـ"لا" ... نفيا، و"أن" موصولة فتعدلا
والنصب أوجب مطلقا بـ"كي" و"لن" ... وبهما استقبالا اخصص وبـ"أن"
ومن رأى النفي بـ"لن" مؤبدا2 ... فقوله اردد، وخلافه اعضدا
وأضمرت "أن" بعد "كي" إن رادفت ... لاما وأن في الاضطرار صاحبت
و"كيف" "كي" صارت لدى بعض العرب ... والفعل بعدها ارتفاعه وجب
ونصبوا بـ"إذن" المستقبلا ... إن صدرت والفعل بعد موصلا
أو قبله اليمين من بعد "إذن" ... نحو: "إذن والله أنقي الدرن"
وإن تلاها بعد حرف العطف ... فارفع وإن تنصب يجز بضعف3
__________
1 الأصل "من بعد لكن يمتنع".
2 ط "مؤيدا".
3 سقط هذا البيت من س.(3/1515)
كذا إذ تتلو1 "إذن" ذا خبر ... كقولهم في رجز مشتهر:
"لا تتركني فيهم شطيرا ... إني إذن أهلك أو أطيرا
ومع2 شروط النصب من بعد "إذن" ... يقل رفع مثله من بعد "أن"
وبين "لا" ولام جر التزم ... إظهار "أن" ناصبة، وإن عدم
"لا" فـ"أن" الفعل بها أنصب مظهرا ... أو مضمرا كـ"اعصي الهوى لتظفرا"
وبعد نفي "كان" في المشي لا ... تظهر "أن" كـ"لم أكن لأغفلا"
كذاك بعد "أو" إذ يصح في ... موضعها "إلى"3 أو "إلا" أن" خفي
وبعد "حتى" هكذا4 إضمار "أن". ... ختم5 كـ"جد حتى تستر ذا حزن"
__________
1 ع "يتلو".
2 ع "ومن شروط".
3 ط، ع، ك "حتى" في مكان "إلى".
4 ط "كذا".
5 ع ك "حتما".(3/1516)
وهي لغاية، وللتعليل قد ... تأتي كـ"جد حتى تغيظ ذا الحسد"
وإن تلاها الفعل حالا رفعا ... وقد يباح رفع ما قد وقعا
مؤولا بالحال، وهو ينتصب ... إذا للاستقبال تقديرا نسب
وبعد فا جواب نفي أو طلب ... بـ"أن" -وحتم سترها- الفعل انتصب
والواو كالفا إن تفد مفهوم مع ... وقبلها طلب، أو نفي نصع1
وقد يجي نصب الجواب بعد فا ... مع فعل استفهم عنه حذفا
وقد يجيء النصب بعد الفاء من ... بعد كلام واجب بها قرن
وبعد غير النفي جزما اعتمد ... إن تسقط ألفا والجزاء قد قصد
وشرط جزم بعد نهي أن تضع ... "إن" قبل "لا" دون تخالف يقع
وجائز جزم جواب الأمر إن ... كان بغير فعل أمر يقترن
__________
1 ط "نضع".(3/1517)
ولا يجوز نصبه بعد ألفا ... إذا لأمر1 غير فعل يلفى
وجائز عند الكسائي نحو: "لا ... تضِم تضَم" ونحو: "صه فتفضلا"
وينصب الجواب ذا ألفا بعد ما ... للأمر معنى دون لفظ انتمى
والفعل بعد الفاء في الرجا نصب ... كنصب2 ما إلى التمني ينتسب
وحمل تقليل وتشبيه على ... نفي رأى قوم نحاة فضلا
وبعد "إنما" وقول كملا ... قد ينصب الفعل الذي فاء تلا
والنصب بعد الفاء إثر "غير" إن ... أفاد نفيا عند بعضهم قمن
والجزم والرفع رووا في تلو "لا" ... إن كان ما قبل به معللا
والفعل إن يعطف على اسم ينتصب ... بـ"أن" وإن تظهر وإن تضمر تصب
وشذ حذف "أن" ونصب في سوى ... ما مر فاقبل منه ما عدل روى
__________
1 في الأصل "أو للأمر".
2 ط "كمنصب".(3/1518)
"ش" تقدم في باب الإعراب أن المعرب من الأفعال هو المضارع الذي لم يباشر نون توكيد، ولا نون إناث1.
فأغنى ذلك عن تقييد الفعل المعرب هنا، فلهذا لم أبال بالإطلاق في قولي:
........................... ... رافع فعل..................
وفي قولي:
وهو إذا لم يل علما ينتصب ... بـ"أن"...................
وينبغي أن يعلم أن رافع الفعل معنى، وهو:
إما وقوعه موقع الاسم، وهو قول البصريين.
وإما تجرده من الجازم والناصب. وهو قول حذاق الكوفيين.
وبه أقول، لسلامته من النقض.
بخلاف الأول فإنه ينتقض بنحو، "هلا تفعل" و"جعلت أفعل" و"مالك لا تفعل" و"رأيت الذي يفعل"2.
فإن الفعل في هذه المواضع مرفوع مع أن الاسم لا يقع3 فيها.
__________
1 ع "أناس".
2 الأصل "تفعل".
3 ع "تقع".(3/1519)
فلو لم يكن للفعل رافع غير وقوعه موقع الاسم، ولكان في هذه المواضع مرفوعا بلا رافع.
فبطل1 القول بأن رافعه وقوعه موقع الاسم، وصح القول بأن رافعه التجرد من الجازم والناصب.
وأما عمل النصب فيه فبـ"أن" و"لن" و"كي"، "إذن".
و"أن" هي أقواها، ولذلك تنصب ظاهرة ومقدرة.
واختصت بذلك؛ لأنها شبيهة لفظا وتأولا بأحد عوامل الأسماء وهي "أن". ولمزيتها قدمت في الذكر.
ووليتها "كي"؛ لأنها مصدرية مثلها وشبية2 بها لفظا؛ لأن كل واحدة منهما على حرفين: أولها مفتوح، وثانيهما ساكن.
وكذلك "لن" فلذلك قرنت بـ"كي" وساوتها في ملازمة الإعمال، والاختصاص بالأفعال المستقبلة فقوي شببها بـ"أن".
بخلاف "إذن" فإن لها شبها بها ومباينة لها.
فأما شبهها؛ فلأن الفعل يحدث فيه بـ"أن" أمران، وبـ"إذن" أمران:
فالأمر الحادثان [بـ"أن":
كونه بها في تأويل مصدر.
__________
1 ع ك "فيبطل".
2 ع "ومشبهه".(3/1520)
وكونه بها غير محتمل للحال.
والأمران الحادثان1] بـ"إذن":
كونه بها جوابا وجزاء.
وكونه بها مرجح الاستقبال على الحال، وكان أمره دون "إذن" بالعكس.
وأما مباينتها لها:
فبعدم اختصاصها بالأفعال، إذ قد يليها اسم2 كقوله تعالى: {وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} 3.
[و -أيضا- قوله تعالى:4 {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُم} 5] .
وبعدم اختصاصها بالمستقبل إذ قد يليها الحال كقولك لمن قال: أحبك: "إذن أصدقك".
فلشبهها بـ"أن" من وجه، ومباينتها من وجه افتقرت في إعمالها إلى ما يقويها من تصدير، وغيره على ما نبين6 -إن شاء الله تعالى:
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 ع، ك "يليها الاسم".
3 من الآية رقم "20" من سورة الكهف.
4 من الآية رقم "140" من سورة "النساء".
5 سقط ما بين القوسين من الأصل.
6 ع ك "على ما يتبين".(3/1521)
ومع هذا فقد عرض لـ"أن" لكون لفظها مشتركا حاجة إلى ما يميزها من مشاركاتها وهي: "أن المخففة من "أن"، و"أن" الزائدة، و"أن" المفسرة.
لكن المخففة تمتاز بأنها لا تقع غالبا1 إلا بعد علم أو ما هو في حكم العلم.
والزائدة تمتاز بأنها لا تقع إلا في موضع غير صالح2 لغيرها كقوله -تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} 3.
وكذا المفسرة تمتاز بأنها لا تقع إلا بعد ما فيه معنى القول دون حروفه نحو قوله -تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} 4.
وقد أخرجت المخففة بقولي قاصدا للفعل المعرب:
وهو إذ لم يل علما ينتصب ... بـ"أن"................
فعلم أن الواقع قبلها علم غير ناصبة.
وأخرجت الزائدة المفسرة بقولي ممثلا للناصبة:
...................... ... كـ"خفت أن أضيع"5
__________
1 سقط من الأصل "غالبا".
2 الأصل "وغير صالح".
3 من الآية رقم "96" من سورة "يوسف".
4 من الآية رقم "37" من سورة "هود".
5 ع "يضيع".(3/1522)
فإنه في1 موضع لا2 يصلح لهما ولا للمخففة.
فكأني قلت: الناصبة للفعل: هي الواقعة في موضع لا يصلح3 لغيرها، كموضع "أن" في هذا المثال، ويتحرر4 موضعها بما يذكر5 بعد ذلك؛ لأن غرض المتكلم إنما يتبين بآخر كلامه.
وبينت بقولي:
والرفع بعد ظن استجز ... ....................
أن أفعال الظن قد تحمل على أفعال العلم فتقع بعدها "أن" المخففة من "أن".
ونبهت على قلة ذلك بقولي:
.....استجز......... ... ....................
ومن أجل قلته اتفق على النصب في قوله -تعالى:
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا} 6.
واختلف في: "وحسبوا ألا تكون7 فتنة"8.
فقرأ برفع "تكون" أبو عمرو وحمزة والكسائي.
__________
1 سقط من الأصل "في".
2 سقط من لأصل "لا".
3 ع سقط "لا يصلح".
4 الأصل "ويتحدر".
5 ع "موضعها فأين بما بعد".
6 من اللآية رقم "2" من سورة العنكبوت".
7 ع "يكون".
8 من الآية رقم "71" من سورة "المائدة".(3/1523)
وقرأ الباقون بنصبه.
[ونبهت على أن الرفع بعدد "أن" لكونها مخففة من "أن"، وأنها حينئذ عارية من "لا" نحو1:
أن تهبطين.............. ... ....................
بعد:
إني زعيم يا نويـ ... ـقة............
أو مقرونة بـ"لا" نحو: {َحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ} .
وكون مباشرتها الفعل ضعيفا بالنسبة إلى عدم مباشرتها مبين في باب "إن وأخواتها".
وكذلك تبين ما يفصلها من حرف تنفيس وغيره.
فأغنى ذكر ذلك عن إعادته هنا.
وأشرت بقولي2:
واحتم3 لعلم ما لظن جاز: ... ..........................
إلى أن الفعل الذي يلي علما رفعه واجب؛ لأن "أن"
__________
1 سيأتي توضيح المنصف لهذا الشاهد.
2 سقط هذا البيت من الأصل، وقد سبق التنبيه على ذلك أول الباب، ولذلك سقط هذا الشرح من الأصل أيضا.
3 ع "واختم".(3/1524)
الناصبة لا تقع1 بعده إلا في نادر من القول.
وإنما تقع2 بعده "أن" المخففة مفصولة من الفعل الذي بعدها -غالبا- نحو [قوله تعالى] : {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} 3 و {أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} 4.
وغير مفصول قليل كقول الشاعر:
996-
علموا أن يؤملون فجادوا ... قبل أن يسألوا بأعظم سؤال
وقيدت العلم بالخلوص احتراز من إجازة سيبويه: "ما علمت إلا أن تقوم" بالنصب.
قال5: "لأنه كلام خرج مخرج الإشارة فجرى مجرى قولك: أشير عليك أن تقوم".
ثم أشرت إلى أن وقوع الناصبة بعد علم خالص قد شذ في قرءاة بعض القراء6: {أفلا يرون ألا يرجع إليهم} 7-بالنصب.
__________
1، 2 "يقع" -في الموضعين.
3 من الآية رقم "20" من سورة "المزمل".
4 من الآية رقم "89" من سورة طه.
5 الكتاب 1/ 482.
6 هو أبو حيوة "مختصر من شواذ القرآن لابن خالويه ص 170".
7 من الآية رقم "89" من سورة "طه".
996- سبق الاستشهاد بهذا البيت في باب "إن" وأخواتها.(3/1525)
وفي قول الشاعر:
997-
نرضى عن الله أن الناس قد علموا ... ألا يدانينا من خلقه بشر1]
ثم أشرت إلى أن من العرب من يجيز الرفع بعد "أن" الناصبة السالمة من سبق2 علم أو ظن.
والإشارة بذلك إلى مثل قول الشاعر:
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل وجاء في مكانه:
"ونبهت على أن المخففة لا تباشر الفعل المضارع، بل لا بد من فصلها بـ"لا" أو "لن" أو"لم" أو حرف تنفيس.
وقد مضى الكلام على ذلك.
وأشرت بقولي:
وما لظن استجيز ملتزم ... من بعد علم.........
إلى أنه لا يكون "أن" بعد "علم" وما في معناها، وما تصرف منها إلا مخففة من "أن"، ومفتقرة إلى الفصل المذكور كقوله -تعالى: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُون} و {أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} .
وقيدت العلم بالخلوص احترازا من نحو "ما أعلم ألا تفعل" -بالنصب- بمعنى: ما الرأي إلا أن تفعل -حكاه سيبويه.
ثم زدت ذلك بيانا بالبيت الذي بعده".
هذا ما ذكره المصنف شرحا للثلاثة الأبيات التي انفردت بها نسخة الأصل، ولذا اعمتدت ما جاء في خلاف الأصل.
2 ع "من عائق سبق".
997- من البسيط قاله جرير بن عطية الخطفي "الديوان ص261"، والرواية فيه
........................ ... ألا يفاخرنا من خلقه بشر(3/1526)
998-
أن تقرآن على أسماء ويحكما ... مني السلام وألا تشعرا أحدا
فـ"أن" الأولى والثانية مصدريتان، وقد أعلت إحداهما، وأهملت الأخرى تشبيها بـ"ما" المصدرية.
ومن إهمالها قول الآخر:
999-
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة ... تروي عظامي في الممات عروقها
1000-
ولا تدفنني في الفلاة فإنني ... أخاف إذا ما مت ألا أذوقها
ومنه قراءة بعضهم1: "لمن أراد أن يُتمُّ الرضاعة".
__________
1 هو مجاهد "المختصر لابن خالويه ص14".
998- هذا ثالث أبيات ثلاثة من البسيط قلما يخلوا منها كتاب من كتب النحو لم يعزها أحد إلى قائل، قال ابن جني:
قرأت على محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى قول الشاعر:
يا صاحبي فدت نفسي نفوسكما ... وحيثما كنتما لاقيتما رشدا
أن تحملا حاجة لي خف محملها ... وتصنعا نعمة عندي بها ويدا
أن تقرآن.......... ... .......................
"مجالس ثعلب 290، الإنصاف 563، الخزانة 3/ 559، شرح المفصل 7/ 15، 8/ 413، العيني 4/ 380".
999-1000 من الطويل قالها أبو محجن الثقفي، والضمير يعود في "أذوقها" إلى الخمر "ديوان أبي محجن 8".(3/1527)
- بالرفع1.
وأما ما أنشده الفراء من قول الشاعر:
1001-
إني زعيم يا نويـ ... ـقة إن نجوت من الرزاح
1002-
وأمنت من غرض المنو ... ن من الغدو إلى الرواح
1003-
أن تهبطين بلاد قو ... م يرتعون من الطلاح
فـ"أن" فيه مخففة من "أن"؛ لأن قبلها "إني زعيم" وهذا مقارب ل" [إني] عليم" في المعنى.
لكن فيه شذوذ من قبل عدم الفصل.
ثم أشرت إلى أن أبا الحسن يرى زيادة "أن" في قوله تعالى: {وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} 2.
واعتذر عن النصب بها مع زيادتها بأن الزائد قد عمل في مثل3: "ما جاء من أحد".
قلت: ما ذهب إليه أبو الحسن -رحمه الله- ضعيف؛ لأن "من"4 الزائدة مثل غير الزائدة لفظا واختصاصا فجاز أن تعمل.
__________
1 من الآية رقم "233" من سورة "البقرة".
2 من الآية "246" من سورة "البقرة".
3 ع، ك سقط "في".
4 ع سقط "من".
1001-1003- سبق الاستشهاد بهذه الأبيات في باب "إن وأخواتها" من مجزوء الكامل أنشدها الفراء عن القاسم بن معن قاضي الكوفة.(3/1528)
بخلاف "أن" الزائدة فإنها تشبه غير الزائدة لفظا لا اختصاصا؛ لأنها قد يليها الاسم كقول الشاعر1:
1004-
..................... ... كأن ظبية تعطو إلى ناضر السلم2
على رواية من جر "ظبية" بالكاف، فـ"أن" حينئذ زائدة، وقد وليها اسم فثبت عدم اختصاصها بالأفعال، فلا يصح إعمالها.
وأما "أن" في قوله تعالى: {أَلَّا نُقَاتِلَ} فمصدرية دخلت بعد "ما لنا" لتضمنه معنى: "ما منعنا".
ثم بينت أن اطراد زيادة "أن": بعد "لما" المقابلة لـ"لو" كقوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} 3.
وأنها قد تزاد قبل4 "لو" في القسم كقول الشاعر:
1005-
فأقسم أن لو التقينا وأنتم ... لكان لكم يوم من الشر مظلم
__________
1 ع، "كقولك".
2 ع، ك "إلى ناضر".
3 من الآية رقم "96" من سورة "يوسف".
4 سقط من الأصل "قبل".
1004- هذا عجز بيت من الطويل وصدره.
فيوما توافينا بوجه مقسم ... ........................
وقد سبق الاستشهاد به في باب "إن وأخواتها".
1005- من الطويل من أبيات ذكرها السيوطي في شرح شواهد المغني ص40، ونسبها إلى المسيب بن علس، ونسبة أيضا إلى المسيب، ابن يعيش في شرح المفصل 9/ 94، وصاحب الخزانة 4/ 224. إن كان الشاهد لم ينسب في كتاب سيبويه 1/ 455.(3/1529)
وأن زيادتها شذت بين كاف الجر والمجرور بها في قول الشاعر:
........................ ... كأن ظبية تعطو إلى ناضر1 السلم
ثم بينت أن "أن" تكون حرف تفسير كـ"أي" وأن2
علامتها أن تكون قبلها جملة فيها معنى القول دون حروفه كقولي:
.................... ... ... أشرت لأخي أن اصبرا
فلو كان الذي قبلها غير جملة حكم عليها بأنها مصدرية لا مفسرة نحو: "إشارتي إليه أن اصبر".
فـ"أن" هنا3 مصدرية لعدم تمام ما قبلها، ويجوز كونها بعد التمام مصدرية.
وإذا وقع بعد "أن" المفسرة مضارع رفع نحو قولك: "أشرت إليه4 أن يفعل" -بالرفع- على معنى "أي".
ويجوز النصب على كون "أن" مصدرية.
فلو كان مع الفعل "لا" جاز رفعه على النفي ومعنى "أي".
وجزمه على النهي ومعنى "أي".
ونصبه على النفي وكون "أن" مصدرية.
__________
1 ع، ك "ناضر السلم".
2 ع، ك سقط "وأن".
3 في الأصل "قلنا" في مكان "هنا".
4 ع، ك "أشرت له".(3/1530)
وقد نبهت على الأوجه الثلاثة في النظم1.
ثم بينت أن "كي" و"لن" ينصب بهما المضارع بلا شرط، وأنهما و"أن" بهن يتخلص الفعل المنصوب إلى الاستقبال2.
[ثم أشرت إلى ضعف قول من رأى تأبيد النفي بـ"لن"، وهو الزمخشري في "أنموذجه"3.
وحامله على ذلك اعتقاده أن الله -تعالى- لا يرى.
وهو اعتقاد باطل بصحة ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعني ثبوت الرؤية.
جعلنا الله من أهلها، وأعاذنا من عدم الإيمان بها4] .
ثم بينت أن "كي" على ضربين:
أحدهما: كونها حرفا مصدريا بمعنى "أن" ومساوية لها في الاستقلال بالعمل.
والثاني: كونها حرف تعليل بمعنى اللام، والنصب بعدها حينئذ بـ"أن" مضمرة غير جائزة الإظهار.
__________
1 يشير إلى قوله في النظم:
وإن تلا مضارع هذي رفع ... وجزمه من بعد "لا" لن يمتنع
في قصد نهي وانصب أن تقصد بلا ... نفيا، و"أن" موصلة فتعدلا
2 ع وك و"أنهما و"أن" الفعل المنصوب بهن يتخلص للاستقبال".
3 ينظر متن الأنموذج للزمخشري ص7.
4 سقط ما بين القوسين من الأصل.(3/1531)
والذي أحوج إلى القول بذلك قول العرب في السؤال عن العلة "كيمه"؟ كما يقولون1: لمه؟
فسووا بينهما وبين اللام في المعنى والاستعمال.
وقال أبو الحسن في قول الشاعر:
1006-
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما ... يرجى2 الفتى كيما يضر وينفع
"جعل "ما" اسما، و"يضر" و"ينفع"3 من صلته، وأوقع عليه "كي" بمنزلة اللام".
فثبت بذل أنها حرف مرادف للام.
وثبت بدخول اللام عليها في ونحو قوله -تعالى:4 {لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ} 5 أنا مصدرية؛ لأن حرف الجر لا يدخل على حرف إلا أن يكون مصدريا.
فلزم من ذلك جعل "كي" على ضربين:
__________
1 في الأصل "كما تقولون".
2 ع، ك "يراد".
3 ع، ك "وينفع ويضر".
4 من الآية رقم "37" من سورة "الأحزاب".
5 ع، ك سقط "في أزواج أدعيائهم".
1006- سبق الحديث عن هذا الشاهد في "باب حروف الجر".(3/1532)
فالمقترنة باللام مصدرية.
والداخلة على "ما" في قولهم: "كيمه"؟ جاره بوكذا الذي في قوله:
........................ ... كيما يضر، وينفع1]
والداخلة على الفعل مجردة من اللام محتملة للأمرين، ولا تظهر "أن" بعدها إلا في الضرورة كقول الشاعر:
1007-
فقالت أكل الناس أصبحت مانحا ... لسانك كيما أن تغر، وتخدعا
والأظهر في "كي"2 هذه أن تكون بمعنى اللام.
وأما قول الآخر:
1008-
أردت لكيما أن تطير بقربتي ... فتتركها شنا ببيداء بلقع
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل.
2 ع، ك سقط "كي".
1007- من الطويل من قصيدة لجميل بن معمر، والرواية في الديوان ص79.
............................ ... لسانك هذا كي تغر وخدعا
وقد نسب الشاهد للزمخشري إلى حسان بن ثابت، وليس في ديوانه.
1008- من الطويل قال العيني 5/ 405 لم أقف على اسم قائله
الشن: القربة البالية بلقع: مقفرة.
"الانصاف 580، شرح ابن يعيش 7/ 19، 9/ 16، الخزانة 3/ 585".(3/1533)
فيحتمل أن تكون1 "كي" فيه بمعنى "أن"، وشذ اجتماعهما، على سبيل التوكيد.
ويحتمل أن تكون جارة، وشذ اجتماعها مع اللام كما اجمتع اللامان2 في قوله:
1009-
............... ... ولا للما بهم أبدا دواء
وإن ولي "كي" اسم، أو فعل ماض، أو مضارع مرفوع، علم أن أصلها: "كيف" حذفت فاؤها، ومنه قول الشاعر:
1010-
كي تجنحون إلى السلم وما ثئرت ... قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم؟
وزعم أبو علي أن أصل "كما" في قول الشاعر:
__________
1 الأصل "يكون".
2 ع، ك سقط "اللامان".
1009- عجز بيت من الوافر وصدره:
فلا والله لا يلفى لما بي ... ....................
وسبق الحديث عنه في باب التوكيد.
1010- من البسيط لم يعرف قائله، وهو من شواهد العيني 4/ 378.
كي: أصلها كيف، تجنحون: تميلون، ثئرت: بالبناء للمجهول قتل قاتلها، لظى الهيجاء، نار الحرب: تضطرم: تشتغل وتلتهب.(3/1534)
1011-
وطرفك إما جئتنا فاصرفنه ... كما يحسبوا أن الهوى حيث تنظر
1"كيما".
فحذف الياء، ونصب بها كما كان ينصب لو لم ينلها حذف.
ثم بينت أن "إذن" تنصب2 المضارع المراد استقباله، لا المراد به الحال.
لأن المراد به الحال لا بد من رفعه بعدها نحو قولك لمن قال أحبك: "إذن أصدقك".
ولا تنصبه وهو مستقبل إلا إذا صدرت الجملة بها، أو كانت في حكم المصدر بها.
واتصل بها الفعل، أو توسط3 بينهما يمين نحو قولك لمن قال أزورك: "إذن أكرمك" و"إذن والله أكرمك".
__________
1 زادت كل النسخ في هذا الموضع كلمة "أي"، فأصبحت العبارة "أي كيما" ولا موضع لأي هنا.
2 ع ك "ينصب".
3 ع، ك "أو فصل" في مكان "أو توسط".
1011- ومن الطويل سبق الاستشهاد به في "باب حروف الجر".
الطرف: تحريك الجفون في النظر: اصرفنه، أبعدنه، من الصرف وهو رد الشيء عن وجهه.(3/1535)
فالقسم لا يعد هنا حاجزا1، كما لم يعد حاجزا بين المضاف والمضاف إليه كقول بعض العرب: "هذا غلام -والله زيد".
فأضاف الغلام إلى "زيد"، ولم يعتد بوقوع القسم بينهما.
حكى ذلك الكسائي:
وحكى الكسائي -أيضا- "اشتريته بو الله ألف درهم".
ذكره ابن كيسان.
وسمع أبو عبيدة من يقول: "إن الشاة لتجتر فتسمع صوت -والله- ربها"2.
واغتفر ذلك في "إذن"؛ لأنها غير ممتزجة بما تعمل فيه امتزاج غيرها.
فلو توسطت "إذن" بين ذي خبر وخبر، وأبين ذي جواب وجواب، ألغيت.
ولو قدم عليها حرف عطف جاز إلغاؤها، وإعمالها، وإلغاؤها أجود، وهي لغة القرآن3، التي قرأ بها السبعة في قوله
__________
1 ع، ك "فاصلا" في مكان "حاجزا".
2 الأصل "فتسمع والله صوتا ربها"، وليس في العبارة شاهد حينئذ واجترار الشاة: إخراجها ما في بطنها لتمضغه ثم تبلعه.
3 ع "القراءة" في مكان "القرآن".(3/1536)
-تعالى: {وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا} 1.
وفي بعض الشواذ: "لا يلبثوا" -بالنصب2.
وشذ -أيضًا- النصب بـ"إذن" بين خبر وذي خبر3 في قول الراجز:
1012-
لا تتركني فيهم شطيرا
1013-
إني إذن أهلك أو أطيرا
وحكى سيبويه4 عن بعض العرب الفصحاء5 إلغاء6 "إذن" ما استيفاء شروط العمل.
وإلى هذا أشرت بقولي:
ومع شروط النصب من بعد "إذن". ... يقل رفع مثله من بعد "أن"
__________
1 من الآية رقم "76" من سورة الإسراء.
2 هي قراءة أبي بن كعب "مختصر ابن خالويه ص172".
3 ع، ك "بين ذي خبر وخبر".
4 الكتاب 1/ 412.
5 سقط من الأصل "الفصحاء".
6 ع، ك "إهمال" في مكان "إلغاء".
1012-1013- ينسب هذا الرجز لرؤبة، وليس في ديوانه وهو في الخزانة 3/ 574. والشطير: الغريب، وقال الأصمعي: البعيد.
أطير: أذهب بسرعة.(3/1537)
أي: مثل ما يقل من بعد "أن"؛ لأنه قد تقدم التنبيه على أن "أن" قد تشبه بـ"ما" المصدرية فتلغى، وقد1 ذكرت شواهد ذلك.
ثم أشرت إلى أن لـ"أن" مع لام الجر الداخلة2 على الفعل المضارع ثلاثة أحوال:
حال إظهار دون إضمار.
وحال إضمار دون إظهار.
وحال إظهار وإضمار.
فحال الإظهار دون إضمار مع الفعل3 المقرون بـ"لا" كقوله تعالى: {لِئَلَّا 4 يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} 5.
وحال الإضمار دون إظهار6 مع الفعل المسبوق بـ"كان" منفية كقوله -تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُم} 7.
وحال8 الإظهار والإضمار: مع الفعل الواقع بخلاف
__________
1 ع، ك سقط "قد".
2 ع "الداخل" في مكان "الداخلة".
3 ع، ك سقط "الفعل".
4 الأصل "لكيلا".
5 من الآية رقم "29" من سورة "الحديد".
6 ع "الإظهار".
7 من الآية رقم "40" من سورة "العنكبوت".
8 ع، ك "ومثال" في مكان و"حال".(3/1538)
ذلك كقولي:1
.................... ... "اعص الهوى لتظفرا"
فلو أظهرت فقلت: "اعص الهوى؛ لأن تظفر" لجاز، وكذا لو وقع بعد نفي غير "كان" نحو: "ما وعظتك لتغضب، بل لترهب"2.
ولو أظهرت "أن فقلت: "ما وعظتك لأن تغضب" لجاز.
بخلاف الواقعة بعد نفي "كان"، فإن إظهار "أن" بعدها غير جائز، وتسمى3 "لام الجحود".
وإياها أردت بقولي:
وبعد نفي "كان" في المضي لا ... يظهر "أن" كـ"لم أكن لأغفلا"
ثم أشرت إلى أن الفعل ينصب -أيضا- بـ"أن" واجبة الستر بعد "أو" التي تحسن4 في موضعها "إلى"5 أو"إلا" كقولك: "لأنتظرنه أو يقدم" و"لأقتلن الكافر أو يسلم".
__________
1 ع "كقوله".
2 الأصل "لتظفر" في مكان "لترهب".
3 ع ك "ويسمى".
4 ع ك "التي يحسن".
5 ع، ك "حتى" في مكان "إلى".(3/1539)
أي: لأنتظرنه إلى أن يقدم1 ولأقتلن الكافر إلا أن يسلم، ومن الآتية بمعنى "إلى"2 قول الشاعر:
1014-
لأستهلن الصعب أو أدرك المنى ... فما انقادت الآمال إلا لصابر
ومن الآتية بمعنى "إلا" قول الشاعر:
1015-
وكنت إذا غمزت قناة قوم ... كسرت كعوبها أو تستقيما
ومثله3 قول الآخر:
__________
1 ع، ك "لأنتظرنه حتى يقدم".
2 ع، ك "حتى" في مكان "إلى".
3 ع، ك "ومنه".
1014- من الطويل لم يعزه أحد إلى قائل، وهو من شواهد العيني 4/ 384.
1015- من الوافر، قائله زياد الأعجم من قصيدة يهجو فيها المغيرة بن حبناء، والقافية مرفوعة إلا أن سيبويه سمع البيت منصوب القافية، فأثبته كما سمعه 1/ 428، وتابعه المصنف، وفي إيضاح شواهد الإيضاح للقيسي ص70 أبيات من القصيدة التي منها الشاهد، وينظر "أمالي ابن الشجري 2/ 319، وابن يعيش 5/ 15، والعيني 4/ 385، واللسان "غمز"، وشرح شواهد المغني 74".
الغمز: العصر باليد، القناة: الرمح.(3/1540)
1016-
لأجدلنك أو تملك فتيتي ... بيدي صغار طارفا وتليدا
ويحتمل الوجهين قول امرئ القيس:
1017-
فقلت له: لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
وتقدير: "إلا" و"إلى"1 في موضع "أو" تقدير لحظ فيه المعنى دون الإعراب.
والتقدير الإعرابي المرتب على اللفظ أن يقدر قبل "أو" مصدر، وبعدها2 "أن" ناصبة للفعل، وهما في تأويل مصدر معطوف بـ"أو" على المقدر قبلها.
فتقدير: "لأنتظرنه أو يقدم"3 ليكونن انتظار أو قدوم
__________
1 ع، ك "وحتى" في مكان "وإلى".
2 ع "وبعدها".
3 ع "أو تقدم".
1016- من الكامل لم يعزه أحد إلى قائل، وهو من شواهد سيبويه 1/ 427 "العيني 4/ 385".
لأجدلنك: من قولهم طعنه فجدله أي رماه على الأرض، صغار: ذلة وهوان، الطارف: المستحدث، التليد: القديم.
1017- من الطويل قاله امرؤ القيس الكندي "الديوان ص66"، والضمير في له يعود إلى صاحبه "عمرو بن قميئة" في البيت السابق وهو:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لاحقان بقيصرا(3/1541)
وتقدير: "لأقتلن الكافر أو يسلم": ليكونن قتله أو إسلامه1، وكذا2 العمل في غيرهما.
ثم بينت أن "حتى" ينتصب بعدها -أيضا- بـ"أن" واجبة الإضمار.
والغالب كون ما بعدها في النصب غاية لما قبلها كقوله تعالى: {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} 3.
وقد تكون للتعليل، وعلامتها أن يحسن في موضعها "كي" نحو [قولي] :
................... ... "جد حتى تغيظ ذا الحسد"
ولا يكون الفعل في الحالين إلا مستقبلا: حقيقة أو حكما.
فإن كان حالا أو في تقدير الحال لم يكن4 إلا مرفوعا.
فالحال5 المحقق كقولك -لمن تكلمه: "طلبت
__________
1 ع ك "أو إسلام".
2 ع، ك "وكذلك".
3 من الآية رقم "91" من سورة "طه".
4 عبارة الأصل "لم يكن الأمر إلا مرفوعا".
5 ع، ك "والحال المحقق".(3/1542)
لقاءك1 حتى أحدثك الآن". و"سألتك عنك حتى لا أحتاج إلى سواك" و"لقد رأى مني أمس شيئا حتى لا أستطيع أن أكلمه اليوم".
والحال المقدر: أن يكون الفعل قد وقع فيقدر المخبر به اتصافه بالعزم عليه فينصب؛ لأنه مستقبل2 بالنسبة إلى تلك الحال.
وقد يقدر اتصافه بالدخول فيه فيرفع؛ لأنه حال بالنسبة إلى تلك الحال.
ومنه قوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} 3.
قرأه4 نفاع بالرفع على تقدير كونه حالًا.
وقرأه5 الباقون بالنصب على تقدير الاستقبال.
ثم أشرت إلى أن نصب الفعل بـ"أن" واجبة الإضمار بعد الفاء المجاب بها نفي كقوله تعالى: {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} 6.
والمجاب بها طلب وهو: إما أمر، وإما نهي، وإما دعاء،
__________
1 الأصل "لقاك" في مكان "لقاءك".
2 ع "لأنه حال" في مكان "لأنه مستقبل".
3 من الآية رقم "214" من سورة "البقرة".
4، 5 ع، ك "قراءة" -في الموضعين.
6 من الآية رقم "36" من سورة "فاطر".(3/1543)
وإما استفهام، وإما عرض، وإما تحضيض، وإما تمن.
فالأمر كقول الراجز:
1018-
يا ناق سيري عنقا فسيحا
1019-
إلى سليمان فنستريحا
والنهي كقول الشاعر:
1020-
لا يخدعنك موتور وإن قدمت ... تراته فيحيق الحزن والندم
والدعاء كقول الشاعر:
1021-
فيا رب عجل ما أؤمل منهم ... فيدفأ1 مقرور ويشبع مرمل
__________
1ع ك "فيرقأ" في مكان "فيدفا".
1018-1019 من أرجوزة قالها أبو النجم العجلي في مدح سليمان بن عبد الملك "سيبويه 1/ 42، المقتضب2/ 14 ابن يعيش 7/ 26، همع 1/ 158، 182، 2/ 7، 10".
العنق: ضرب من السير، وأراد بالفسيح: المتسع.
سليمان: هو سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي.
1020- من البسيط لم أعثر على قائله.
الموتور: ما نزل به من غيره جناية كالقتل أو النهب أو السبي.
يحيق: ينزل، والحيق: أن ينزل بالإنسان عاقبة مكروه فعله.
1021- من الطويل لم أعثر على قائله، وهو من شواهد الأشموني "3/ 302".
المقرور: الذي نزل به البرد، المرمل: الذي نفد زاده.
وفي ع ك فيرقأ يريد: فيذهب ما به، من رقأت الدمعة: جفت وانقطعت.(3/1544)
وكقول الآخر:
1022-
رب وفقني فلا أعدل عن ... سنن الساعين1 في خير سنن
والاستفهام كقول الشاعر:
1023-
هل تعرفون لباناتي فأرجو أن ... تقضى فيرتد بعض الروح في الجسد
والعرض كقول الشاعر:
1024-
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما ... قد حدثوك فما راء كمن سمعا
__________
1 ع، ك "إلى" في مكان "في".
1022- من الرمل لم ينسبه أحد إلى قائله، وهو من شواهد العيني 4/ 388.
فلا أعدل: فلا أميل، سنن: طريقة.
1023- من البيسط أنشده الفراء، ولم يعزه إلى أحد "العيني 4/ 384، التصريح 2/ 239، الأشموني 3/ 102".
اللبانة: الحاجة من غير فاقة، تقضي: تؤدي وتحقق.
1024- من البسيط قال العيني 4/ 389 لم أقف على اسم قائله تدنو: تقترب مني.(3/1545)
والتحضيض كقول الشاعر:
1025-
لولا تعوجين يا سلمى على دنف ... فتخمدي نار وجد كاد يفنيه
والتمني1 كقوله تعالى: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} 2.
وكقول الشاعر:
1026-
يا ليت أم خليد واعدت فوفت ... ودام لي ولها عمر فنصطحبا
وقيدت الفاء المنتصب بعدها الفعل بإضافتها إلى جواب احترازا من الفاء التي لمجرد العطف كقولك: "ما تأتينا فتحدثنا".
بمعنى: ما تأتينا فما تحدثنا، أو فأنت تحدثنا.
فلو قصد المتكلم معنى: ما تأتينا محدثا، أو ما تأتينا
__________
1 ع "والنهي" في مكان و"التمني".
2 من الآية رقم "73" من سورة "النساء".
1025- من البسيط لم أعثر على من نسبه إلى قائل.
تعوجين: تعطفين من عاج يعوج: عطف ومال.
الدنف: الذي براه المرض حتى أشفى على الموت.
الوجد: الحب الشديد.
1026- من البسيط لم ينسبه أحد لقائل، وهو من شواهد العيني 4/ 389 والأشموني 3/ 303".(3/1546)
فكيف تحدثنا ثبتت الجوابية، وصح النصب.
ومعنى:
......................... ... ....................نصع
خلص.
وأشرت بذلك إلى أن النفي الذي ليس نفيا خالصا لا جواب له منصوب نحو: "ما أنت إلا تأتينا فتحدثنا" و"ما تزال تأتينا فتحدثنا" و"ما قام فيأكل1 إلا طعامه".
ومنه قول الشاعر:
1027-
وما قام منا قائم في ندينا فينطق ... إلا بالتي هي أعرف
وكذلك بعد الطلب.
فلو وقع موقع الفاء واو مقصود بها المصاحبة نصب الفعل -أيضًا- بعدها على نحو ما ينصب بعد الفاء.
فمن ذلك قول الشاعر:
1028-
لا تنه عن خلق، وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
__________
1 الأصل "فنأكل".
1027- من الطويل قاله الفرزدق "الديوان 561"، وهو من شواهد سيبويه 1/ 420".
الندى: النادي وهو مجلس القوم ومتحدثهم.
1028- من الكامل ورد في قصائد متعددة لشعراء مختلفين فاختلف =(3/1547)
ومثله قول الآخر في الأمر:
1029-
فقلت: ادعي وأدعو إن أندى ... لصوت أن ينادي داعيان
__________
= العلماء في نسبته.
فنسبه ابن سلام في أمثاله إلى المتوكل الكناني الليثي، وكذلك فعل ياقوت في معجم البلدان 7/ 384، أبو الفرج في الأغاني 12/ 160، والآمدي في المؤتلف والمختلف ص179، والزمخشري في المستقصى، والبحتري في الحماسة ص174.
ونسب في كتابه سيبويه 1/ 24 إلى الأخطل، وكذلك في شرح المفصل لابن يعيش 7/ 24.
وفي الخزانة 3/ 617، نسبه الحاتمي لسابق البربري، ونسبه اللخمي لأبي الأسود الدؤلي.
وقد رأيته في ديوان أبي الأسود الدؤلي ص130 بتحقيق محمد حسن آل ياسين.
1029- من الوافر وقد نسب في أكثر المصادر إلى دثار بن شيبان النمري، اعتمادا على ما رواه أبو السعادات بين الشجري في مختاراته ص6ق3 في مختارات شعر الحطيئة حيث أورد هذا البيت ضمن ثلاثة عشر بيتا، ونسبها إلى دثار هذا وهو أحد بني النمر بن قاسط.
وعزاه الزمخشري في المفصل إلى ربيعة بن جشم قال ابن يعيش: ويقال هو للحطيئة "شرح المفصل 7/ 33"، ونسبه القالي في الآمالي 2/ 92 إلى الفرزدق، وجزم العيني 4/ 392 بأنه للأعشى، وفي كتاب سيبويه نسب للأعشى كما نسب للحطيئة 1/ 426، وفي اللسان نسب لمدثار، ولعله تحريف لدثار 20/ 187.
وهو في ديوان الحطيئة 274، والخطاب لزوجته التي ورد ذكرها في بيت سابق هو:
تقول حليلتي لما اشتكينا ... سيدركنا بنو القرم الهجان(3/1548)
ومثله قول الآخر في النفي:
1030-
ألم أك جاركم ويكون بيني ... وبينكم المودة والإخاء
ومن النصب بعد واو الجمع الواقعة بعد نفي قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} 1.
ومن النصب بعدها في التمني قوله: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} 2 في رقراءة حمزة، وابن عامر3، وحفص.
قال ابن السراج:
"الواو تنصب ما بعدها في غير الواجب من حيث انتصب ما بعد الفاء.
__________
1 من الآية رقم "142" من سورة "آل عمران".
2 من الآية رقم "27" من سورة "الأنعام".
3 سقط من الأصل "وابن عامر".
1030- من الوافر قال الحطيئة يمدح بغيضا، ويعاتب الزبرقان بن بدر وقومه "الديوان ص 54"، والخطاب في البيت لبني عوف بن كعب بن سعد، قوم الزبرقان.(3/1549)
وإنما يكون1 كذلك إذا لم ترد الاشتراك بين الفعل، والفعل وأردت عطف الفعل على مصدر الفعل الذي قبلها -كما كان في الفاء- وأضمرت "أن". وتكون2 الواو في بمعنى3 "مع" فقط".
وهذا الذي صرح به ابن السراج قصدته بقولي:
والواو كالفا إن تفد4 مفهوم "مع". ... وقبلها طلب أو نفي نصع
وقد ينصب الفعل بـ"أن" لازمة الإضمار بعد الفاء وليس قبلها نفي، ولا طلب كقول الشاعر:
1031-
سأترك منزلي لبني تميم ... وألحق بالحجاز فأستريحا
وإلى هذا أشرت بقولي:
وقد يجيء النصب بعد الفاء من ... بعد كلام واجب بها قرن
__________
1 ع وك "تكون".
2 الأصل "يكون".
3 عبارة ع، ك "في هذا المعنى بمعنى".
4 الأصل "يفد".
1031- من الوافر ينسب إلى المغيرة بن حبناء.
"ابن يعيش 1/ 279، الخزانة 3/ 600، العيني 4/ 490، همع 1/ 77، 2/ 10 شواهد المغني 169".(3/1550)
ثم بينت أن جواب غير النفي إذا خلا من الفاء، وقصد الجزاء جزم بما هو له جواب؛ لأنه شبيه بالشرط في جواز وقوعه وعدم جواز1 وقوعه بالنسبة إلى علم2 الشخص المتكلم3 به4.
بخلاف النفي فإن الشخص المتكلم به محقق لعدم الوقوع فخالف الشرط، ولم يكن له جواب مجزوم.
وأكثر المتأخرين ينسبون جزم جواب الطلب لـ"إن" مقدرة.
والصحيح أنه لا حاجة إلى تقدير لفظ "إن" بل تضمن لفظ الطلب لمعناها معغن عن تقدير لفظها كما هو مغن5 في أسماء الشرط نحو: "من يأتني أكرمه".
وهذا هو مذهب الخليل وسيبويه6.
ولا يعل للنهي جواب مجزوم إلا إذا صح المعنى بتقدير دخول "إن" على "لا" نحو: "لا تفعل7 الشر يكن خيرًا لك".
فللنهي ههنا8 جواب مجزوم؛ لأن المعنى يصح بقولك: "إن لا تفعل الشر يكن خيرا لك".
__________
1 سقط من الأصل "جواز".
2 ع "عدم" في مكان "علم".
3 ع، ك "بالمتكلم".
4 ع سقط "به".
5 ع، ك سقط "هو مغن".
6 ينظر كتاب سيبويه 1/ 449.
7 ع "يفعل".
8 ع، ك "هنا" في مكان "ههنا".(3/1551)
بخلاف قولك: "لا تفعل الشر يكون شرا لك".
فإن الجزم فيه ممتنع لعدم صحة المعنى1 بقولك: "إن لا تفعل الشر يكن2 شرا لك".
وقد أجاز الكسائي الجزم في جواب ما لا يصح فيه دخول "إن" على "لا".
وقال: "يكتفي بتقدير "إن" داخله على الفعل دون "لا".
ويعضد ما ذهب إليه رواية من روى:
"من أكل من هذه الشجرة، فلا يقرب مسجدنا يؤذنا بريح الثوم"3.
و"يؤذينا" -بثبوت الياء- أشهر.
وإلى ما ذهب إليه الكسائي أشرت بقولي:
وجائز عند الكسائي نحو: "لا ... تَضِمْ تُضَمْ"............
__________
1 ع سقط "المعنى".
2 ع، ك "يكون".
3 أخرجه البخاري في باب الأذان 160، وأطعمة 249، ومسلم في المساجد 69، 70، 71، 72، 74، 76، الترمذي أطعمة 13، النسائي في المساجد 16، الموطأ باب الطهارة 21، وأحمد 2/ 266، 321، 429، 3/ 12، 4/ 19، 194، 5/ 26، والدارمي باب الأطعمة 40.(3/1552)
فإن جزم "تضم" بعد "لا تضم" كجزم "يؤذنا" بعد: "لا1 يقرب مسجدنا"، والجيد "تضام" و"يؤذينا" -بالرفع.
ومما انفرد الكسائي بجوازه النصب بعد الفاء المجاب بها اسم أمر نحو:
................ ... ........."ص فتفضلا"2
وانفرد -أيضا- بجواز نصب ما بعد الفاء المجاب بها خبر
بمعنى الأمر نحو: "حسبك حديث فينام الناس".
فهذه المسائل الثلاث لا يجيزها غير الكسائي.
وأما الجزم عند التعري من الفاء فجائز بإجماع.
وكذا جزم جواب الخبر الذي بمعنى الأمر كقوله -تعالى: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} 3.
لأن المعنى: آمنوا وجاهدوا.
ومنه قول العرب: "اتقى الله امرؤ فعل خير يثب عليه".
لأن المعنى: ليتق الله، وليفعل.
__________
1 ع، ك "فلا يقرب".
2 الأصل "صه منفصلا".
3 من الآيتين "11، 12" من سورة "الصف".(3/1553)
وألحق الفراء الرجاء بالتمني فجعل له جوابا منصوبا1.
وبقوله أقول لثبوت ذلك سماعا.
ومنه قراءة حفص عن عاصم: {2 لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} 3.
ومنه قول الراجز -أنشده الفراء4.
1032-
عل صروف الدهر أودولاتها
1033-
يدلننا اللمة من لماتها
1034-
فتستريح النفس من زفراتها
__________
1 قال الفراء في معاني القرآن 3/ 9.
و"قوله تعالى: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ} -بالرفع- يرده على قوله "أبلغ".
ومن جعله جوابا لـ"لعلي" نصبه، وقد قرأ به بعض القراء.
قال الفراء: وأنشدني بعض العرب:
عل صروف الدهر أودولاتها ... ... فنصب الجواب بـ"لعل".
2 من الآيتين رقم "36-37" من سورة "غافر".
3 ع، ك سقط "إلى إله موسى".
4 في معاني القرآن 3/ 9.
1032-1034- أنشد الفراء هذا الرجز غير معزو لقائل.
صروف الدهر: نوائبه، تدلننا: من الإدالة وهي الغلبة، اللمة -بفتح اللام- الشدة.
"الخصائص 1/ 316، الإنصاف 10/ 220، شرح التسهيل 2/ 168، المغني 1/ 135، اللسان 5/ 413، 13/ 500، 16، 24، المقاصد النحوية 4/ 396، 4/ 517، التصريح 2/ 3".(3/1554)
وأجاز الكوفيون الاستفهام بـ"لعل"، وإيلاء ما اتصل بها جوابا منصوبا نحو: "لعلك تشتمنا فأقوم إليك"؟.
ثم أشرت إلى إجراء التقليل مجرى النفي في إيلائه جوابا منصوبا فيقال: "قل ما تأتينا فتحدثنا"، كما يقال: "ما تأتينا فتحدثنا، فجواز هذا وأمثاله متفق عليه.
وزاد الكوفيون إجراء التشبيه مجرى النفي نحو: "كأنك أمير فنطيعك"؛ لأن فيه معنى: ما أنت أمير فنطيعك.
وكذلك1 أجروا الحصر بـ"إنما" كقولهم: "إنما هي ضربة من الأسد فتحطم ظهره".
وعليه قراءة ابن عامر: "فإنما يقول له كن فيكون"2.
ثم أشرت إلى أن "غيرا" قد تفيد نفيا، فيكون لها جواب منصوب كالنفي الصريح فيقال: "غير قائم الزيدان فنكر مهما".
أشار إلى ذلك ابن السراج ثم قال: "ولا يجوز هذا عندي".
قلت: "وهو عندي جائز". -والله أعلم.
__________
1 ع سقط "وكذلك".
2 من الآية رقم "47" من سورة "آل عمران".(3/1555)
وحكى الفراء1 عن العرب في المضارع المنفي بـ"لا"2 الجزم والرفع إذا حسن تقدير "كي" قبله، وأنهم يقولون: "ربطت الفرس لا يتفلت"3، و"أوثقت العبد لا يفر" و"لا يفرر"، وإنما جزم؛ لأن تأويله: إن لم أربطه فر، فجز على التأويل، قال4: وأنشدني بعض بني عقيل:
1035-
وحتى رأينا أحسن الفعل بيننا ... مساكتة لا يقرف الشر قارف
وقال آخر5:
1036-
لو كنت إذ جئتنا حاولت رؤيتنا ... أو جئتنا ماشيا لا يعرف الفرس
__________
1 في معاني القرآن 2/ 283.
2 ع، ك سقط "بلا".
3 ع "تنقلب" ك"تنفلت".
4 معاني القرآن للفراء 2/ 283، وقد بدأ كلام الفراء من قوله: "ربطت الفرس لا يتفلت".
5 عبارة الفراء "وقال الآخر".
1035- من الطويل أنشده الفراء معزو إلى بعض بني عقيل، ثم قال: ينشد رفعًا وجزمًا.
وهذا البيت ثاني بيتين ذكرهما أبو تمام في الحماسة 2/ 144، ولم ينسبهما وأولهما:
وما برح الواشون حتى ارتموا بنا ... وحتى قلوب عن قلوب صوادف
قارف الشر: داناه وخالطه، ولا تكون المقارفة إلا في الأشياء الدينة، كالخطيئة ونحوها.
1036- من البسيط أنشده الفراء في معاني القرآن 2/ 284 غير معزو وقال: ينشد رفعا وجزما.(3/1556)
بجزم "يقرف" و"يعرف" ورفعهما.
وإلى مثل هذا أشرت بقولي:
والجزم والرفع رووا في تلو "لا" ... إن كان ما قبل به معللا
ثم بينت انتصاب الفعل المعطوف على اسم صريح بـ"أن" مضمرة جائزة الإظهار كقول الشاعر:
1037-
للبس عباءة وتقر عيني ... أحب إلي من لبس الشفوف
__________
1037- من الوافر قالته ميسون بنت بحدل الكلابية زوجة معاوية بن أبي سفيان عندما قال لها: أنت في ملك عظيم لا تدرين قدره، وكنت قبل اليوم في العباءة، فقالت أبياتا مشهورة منها هذا الشاهد، والأبيات في الحماسة الشجرية 2/ 573، والخالديين 232، الخزانة 3/ 592، العيني 4/ 397، درة الغواص 22، الحماسة البصرية 2/ 572، وحياة الحيوان للدميري 2/ 341، أمالي الشجري 2/ 280، وشرح شواهد المغني 224، وهمع الهوامع 2/ 17".
ولم ينسب الشاهد في كتاب سيبويه 1/ 426.
الشفوف: الثياب الرقاق، تقر عيني: تصادف ما يرضيها من سرور.(3/1557)
أراد: للبس عباءة وأن تقر عيني1، فحذف "أن" وأبقى عملها دليلا عليها، ولو استقام الوزن بإظهارها2 لكان أقيس.
وليست الواو مخصوصة بهذا بل هو جائز "أو" والفاء، و"ثم"، فمثال ذلك مع "أو" قراءة السبعة إلا نافعا: "أو يرسل رسولا"3، بنصب "يرسل" عطفا على "وحيا"، والأصل: أو أن4 يرسل، ومثال ذلك مع الفاء قول الشاعر، وهو رجل من طيئ:
1038-
لولا توقع معتر فأرضيه ... ما كنت أوثر أترابا على ترب
ومثال ذلك مع "ثم" قول الشاعر:
1039-
إني وقتلي سليكا ثم أعقله ... كالثور يضرب لما عافت5 البقر
__________
1 ع، ك سقط "عيني".
2 ع، ط "باظهاره" في مكان "بإظهارها".
3 من الآية رقم "51" من سورة "الزخرف".
4 الأصل و"أن".
5 ع "عافه" في مكان "عافت".
1038- من البسيط لم يعزه أحد إلى قائل.
المعتر: المعترض للسؤال، الإتراب: الغنى، الترب: الفقر.
1039- من البسيط ثاني بيتين قالهما أنس بن مدركة الخثعمي في قتله للسليك ابن السلكة "الحيوان 1/ 18، العيني 4/ 399"، وفي اللسان "كليبا" في مكان "سليكا".
عافت البقر الشرب: كرهته -عقله: أقامه على إحدى رجليه، والعقال: الرباط الذي يعقل به.(3/1558)
أراد: ثم أن أعقله، فحذف "أن" وأبقى عملها.
فهذا وأمثاله جائز لكثرة نظائره.
وأما بقاء النصب بعد حذف "أن" في غير ذلك فضعيف قليل، ولا يقبل منه إلا ما نقله عدل، ولا يقاس عليه.
ومما نقل فقبل قول بعض العرب: "خذ اللص قبل يأخذك"1.
وقول الشاعر -أنشده سيبويه2:
1040-
فلم أر مثلها خباسة واحد ... ونهنهت نفسي بعد ما كدت أفعله
قال3 سيبويه: "أراد بعد ما كدت أن أفعله".
__________
1 أمثال الميداني 1/ 262.
2 الكتاب 1/ 155.
3 ع، ك "وقال".
1040- من الطويل قاله عامر بن جوين مع بين آخر عندما حدثته نفسه بطرد امرئ القيس، وأخذ إبله، وكان الشاعر قد أجار امرأ القيس الكندي "الأغاني 9/ 93، سيبويه 1/ 155، العيني 4/ 401، شواهد التوضيح والتصحيح 101، اللسان "خبس"، وقد وهم صاحب الإنصاف حين نسب الشاهد إلى عامر بن الطفيل ص328.
الخباسة: الغنيمة، وقال الأعلم الشنتمري: الخباسة: الظلامة، نهنهت نفسي: زجرتها وكففتها.(3/1559)
باب عوامل الجزم
مدخل
...
باب: عوامل الجزم
"ص"
بـ"لا" وباللام اجز من في الطلب ... كـ"لا تؤاخذ" و"ليعذر من غبي"
واللام قد تسكن1 بعد ألفا و"ثم" ... والواو نحو: "من يكارم فليدم"
وقل ما تجيء في الخطاب ... مع فاعل نحو: "لتعرف ما بي"
وقل أن تجزم ذي اللام و"لا" ... "أفعل" أو"نفعل" واللام اعتلى
وحذفت هذي2 اللام بعد "قل" كثر ... وبعد قول غير أمر قد نزر
ودون قول اضطرار حذفا ... نحو: "يكن للخير منك" فاعرفا
__________
1 الأصل "يسكن".
2 ط والأصل "هذا" في مكان "هذي".(3/1560)
ويجزم الفعل بـ"لم" و"لما" ... ماضي1 معنى نحو "لم2 أغتما"
وشذ رفع بعد "لم" وقد زعم ... نصب بها وبطل ذا القول علم3
وحد الانتفا بـ"لما" واتصل ... بحال، وهو -مطلقا- بـ"لم" حصل
وبعضهم مجزوم4 "لما" قد حذف ... وبعد حذفه على "لما" وقف
وفصل مجزوم5 بـ"لم"6 و"لا" الطلب ... في شعر استعمله بعض العرب
"ش" وذلك الطلب بعد "لا"، واللام الجازمتين يحصل فائدتين لا يحصلان بدونه.
إحداهما7: تمييز "لا" المرادة8 من غير المرادة9، وهي
__________
1 ع "ما مضى" في مكان "ماضي".
2 ع "لم اغتنما".
3 سقط هذا البيت من ش، ط، وجاء في س، ع، ك بعد قوله:
وحد:................ ... .................
ورواية هذه النسخ ... .................. ونقض ذا القول علم
4، 5 ط "مجذوم".
6 ع "بلما" في مكان "بلم".
7 ع، ك "أحدهما" في مكان "إحداهما".
8، 9 الأصل "المزادة" -في الموضعين.(3/1561)
النافية نحو: {لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} 1.
والزائدة نحو: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُد} 2.
وتمييز اللام المرادة3 من غير المرادة4، وهي التي ينتصب5 الفعل بعدها وقد ذكرت.
والثانية من الفائدتين: أن الطلب يعم به "لا" في النهي نحو [قوله تعالى] : {وَلا تَحْزَن} 6.
و"لا" في الدعاء نحو: "لا تَُعَذِّبْنَا" و [قوله تعالى] : {لا تُؤَاخِذْنَا} 7.
ويعم به لام الأمر نحو [قوله تعالى] : {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} 8.
ولام الدعاء نحو [قوله تعالى] : {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} 9.
__________
1 من الآية رقم "2" من سورة "الكافرون".
2 من الآية رقم "12" من سورة "الأعراف".
3، 4 الأصل "المزادة" -في الموضعين.
5 ع، ك "ينصب" في مكان "ينتصب".
6 من الآية رقم "40" من سورة "التوبة".
7 من الأية رقم "286" من سورة "البقرة".
8 من الآية رقم "7" من سورة "الطلاق".
9 من الآية رقم "77" من سورة "الزخرف".(3/1562)
بخلاف أن يقال: لام الأمر: و"لا" في النهي، فإن الدعاء لا يدخل في ذلك.
ومن ورود الدعاء مجزوما باللام قول أبي طالب:
1041-
يا رب إما تخرجن طالبي
1042-
في مقنب من تلكم المقانب
1043-
فيكن المغلوب غير الغالب
1044-
وليكن المسلوب غير السالب
وللام الطلب الأصالة في السكون من وجهين:
أحدهما مشترك فيه وهو: كون السكون متقدما1 على الحركة، إذ هي زيادة، والأصل عدمها.
__________
1 ع ك "مقدما".
1041-1044- رجز سبق للمصنف أن استشهد به، ونسبه هنا كما نسبه هناك لأبي طالب عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- لكن ابن هشام رواه في السيرة 1/ 619، هكذا:
لا هم إما يغزون طالب
في عصبة محالف محارب
في مقنب من هذه المقانب
فليكن المسلوب غير السالب
وليكن المغلوب غير الغالب
ونسبه إلى طالب بن أبي طالب
محالف: متحالفين، محارب جمع محرب: شجعان، المقنب: الجماعة من الخيل.(3/1563)
والثاني خاص، وهو: أن يكون لفظها مشاكلا لعملها كما فعل بباء الجر، لكن منع من سكونها الابتداء بها فكسرت.
وبقي للقصد تعلق بالسكون.
فإذا1 دخل عليه واو أو فاء رجع -غالبا- إلى السكون ليؤمن دوام تفويت الأصل.
وليس التسكين حملا على عين "فعل" كما زعم الأكثرون؛ لأن ذلك إجراء منفصل مجرى متصل2، ومثله لا يكاد يوجد مع قلته3 إلا في اضطرار.
وتسكين هذه اللام بعد الواو، والفاء أكثر من تحريكها، ولذلك أجمع القراء على التسكين فيما سوى [قوله تعالى] : {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُم} 4 {وَلْيَطَّوَّفُوا} 5 و {وَلِيَتَمَتَّعُوا} 6.
مما ولي واوا أو7 فاء كقوله [تعالى] : {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي} 8.
__________
1 الأصل "وإذا" في مكان "فإذا".
2 ع، ك "إجراء متصل مجرى منفصل".
3 ع، ك سقط "مع قلته".
4، 5 من الآية رقم "29" من سورة "الحج".
6 من الآية رقم "66" من سورة "العنكبوت".
7 ع، ك "وفاء".
8 من الآية رقم "186" من سورة "البقرة".(3/1564)
وكقوله تعالى: {فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ} 1.
وكقوله تعالى: {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا} 2.
وكقوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} 3.
وأيضا لو كان تسكين هذه اللام لغير سبب يخصها لشاركتها فيه دون شذوذ4 لام "كي" الواقعة بعد فاء أو واو.
ويقل دخول هذه اللام على فعل فاعل مخاطب استغناء بصيغة "افعل"، والكثير دخولها على فعل ما لم يسم فاعله -مطلقا- نحو: "لتعن بحاجتي" و"ليزه زيد علينا".
ومن دخولها على فعل فاعل مخاطب مع قلته قراءة
__________
1 من الآية رقم "282" من سورة "البقرة".
2 من الآية رقم "102" من سورة "النساء".
3 من الآية رقم "9" من سورة "النساء".
4 سقط من الأصل "دون شذوذ".(3/1565)
عثمان1 وأبي2 وأنس3 -رضي الله عنهم: 4"فبذلك فَلْتَفْرِحُوا"5.
وقول النبي6: -صلى الله عليه وسلم7:
"لتأخذوا مصافكم".
ومن دخولها على المضارع المسند على المتكلم قوله تعالى: {وَلْنَحْمِلْ 8 خَطَايَاكُمْ} 9.
وقول النبي -صلى الله عليه وسلم10.
__________
1 عثمان بن عفان بن أمية القرشي، أمير المؤمنين أحد السابقين الأولين قتل عام 35هـ.
2 أبي بن كعب بن قيس الأنصاري قرأ على النبي -صلى الله عليه وسلم- وقرأ عليه النبي -عليه السلام- للإرشاد والتعليم، اختلف في موته فقيل سنة 19، سنة 20، سنة 30هـ "طبقات ابن الجوزي 1/ 31".
3 أنس بن مالك بن النضر، خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه، روى القراءة عنه سماعا توفي سنة 91هـ "طبقات ابن الجزري 1/ 172".
4 من الآية رقم "58" من سورة "يونس".
5 وردت هذه القراءة في المحتسب لابن جني 1/ 313.
6 ع، ك "قوله صلى الله عليه وسلم".
7 أخرجه مسلم في المساجد 159، الترمذي في تفسير سورة 38، وأحمد 5/ 243.
8 ع و"لتحمل".
9 من الآية رقم "12" من سورة "العنكبوت".
10 في الأصل "وقول النبي -عليه السلام".(3/1566)
"قوموا فلأصل لكم" 1.
[وقد تسكن هذه اللام بعد "ثم" نحو: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} 2.
- وهي قراءة غير قنبل3، وأبي عمرو، وابن عامر، وورش4-] 5.
ومن دخول "لا" النهي على فعل المتكلم قول الشاعر:
1045-
إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد ... لها6 أبدا ما دام فيها الجراضم
__________
1 أخرجه البخاري في باب الصلاة 20، والأذن161، ومسلم في المساجد 268، أبو داود في الصلاة 70، والنسائي في الإمامة 19، 20، ومالك في الموطأ باب السفر 31، والدارمي في الصلاة 61.
2 من الآية رقم "29" من سورة "الحج"، التفث: الحلق والتقصير والأخذ من اللاحية والشارب.
3 محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد المخزومي المكي شيخ القراء بالحجاز توفي سنة 291هـ "طبقات ابن الجزري 2/ 166".
4 عثمان بن سعيد المصري الملقب بورش شيخ، القراء المحققين، وإمام أهل الأداء المرتلين، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه، إذا قرأ لا يمله سامعه توفي سنة 197هـ.
5 سقط ما بين القوسين من الأصل.
6 في الأصل "بها" في مكان "لها".
1045- من الطويل نسبه ابن الشجري في أماليه 2/ 226 إلى الفرزدق ولم أجده في ديوانه "العيني 4/ 420، التصريح 2/ 246".
الجراضم: العظيم البطن.
وقد نسبه في بعض المصادر إلى الوليد بن عقبة يعرض بمعاوية.(3/1567)
ومثله قول الآخر:
1046-
لا أعرفن ربربا حورا مدامعها ... مردفات على أحناء أكوار
وإلى دخول لام الأمر، و"لا" في النهي على فعل
المتكلم بقلة أشرت بقولي:
وقل ما تدخل1 ذي اللام و"لا" ... "أفعل" أو"نفعل".............
ثم قلت:
.......................... ... ................واللام اعتلى
__________
1 ع، ك "وقل أن تجزم ذي اللام".
1046- من البسيط ينسب إلى النابغة الذبياني، والرواية في ديوان النابغة ص82.
خلف العضاريط من عوذي ومن عمم ... مردفات على أحناء أكوار
الربرب: القطيع من بقر الوحش، واستعاره هنا للنساء.
الحور: أن تسود العين كلها مثل أعين الظباء والبقر، أردفه: أركبه خلفه أحناء: أطراف، الأكوار: جمع كور وهو الرحل.(3/1568)
أي: دخول اللام على "أفعل" و"نفعل" أكثر من دخول "لا" عليهما.
ثم أشرت إلى حذف لام الأمر، وبقاء عمله وهو على ثلاثة إضرب:
- كثير مطرد.
- وقليل جائز في الاختيار.
- وقليل مخصوص بالاضطرار.
فالكثير المطرد: الحذف بعد أمر بقول كقوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ} 1، أي: ليقيموا، فحذف اللام؛ لأنه بعد "قُلْ".
وليس بصحيح قول من قال: إن أصله2 "قل لهم، فإن تقل لهم يقيموا".
لأن تقدير ذلك يلزم منه ألا يتخلف أحد من المقول لهم عن الطاعة، والواقع بخلاف ذلك.
فوجب إبطال ما أفضى إليه -وإن كان قول الأكثر3.
والقليل الجائز في الاختيار بعد قول غير أمر كقول الراجز:
__________
1 من الآية رقم "31" من سورة "إبراهيم".
2 سقط من الأصل "إن أصله".
3 سقط من الأصل "وإن كان قول الأكثر".(3/1569)
1047-
قلت لبواب لديه دراهـ
1048-
تيذن فإنيب حمؤها وجارها
أراد: ليتذن فحذف اللام وأبقى عملها، وليس مضطرا لتمكنه من أن يقول:
إيذن..................
وليس لقائل أن يقول: هذا من تسكين المتحرك على أن يكون1 الفعل مستحقا للرفع فسكن اضطرارًا.
لأن الراجز لو قصد الرفع لتوصل إليه مستغنيا عن الفاء، فكان يقول:
تيذن إني حمؤها وجارها
فإذا لم يستغن عن الفاء فاللام والجزم مرادان.
والقليل المخصوص بالاضطرار: الحذف دون تقدم قول بصيغة أمر، ولا بغيرها كقول الشاعر:
1049-
فلا تستطل مني بقائي ومدتي ... ولكن يكن للخير منك نصيب
__________
1 ع، ك سقط "يكون".
1047-1048- ينسب هذا الرجز إلى منصور بن مرثد الأسدي "العيني 4/ 444".
1049- من الطويل لم يعزه أحد لقائل "العيني 4/ 420، المغني 408 الأشموني 4/ 5 قال العيني: يخاطب الشاعر ابنه لما تمنى موته.(3/1570)
أراد: ولكن ليكن، فحذف اللام مضطرا وأبقى عملها، وليس من هذا ما أنشده1 الفراء من قول2 الراجز3:
1050-
من كان لا يزعم أني شاعر
1050-
فيدن مني تنهه المزاجر
لأنه لو قصد الأمر لقال:
فليدن مني4..............
__________
1 الأصل "أنشد" في مكان "أنشده".
2 ع، ك "الآخر" في مكان "الراجز".
3 ينظر معاني القرآن للفراء 1/ 160.
4 بهذا نقض المازني رأي الفراء عندما جلس في حلقته أول مرة "ينظر الخصائص 3/ 303".
1050-1051- أنشدهما الفراء في معاني القرآن 1/ 160 ولم يعزهما، وأنشدهما صاحب اللسان مادة "زجر" ولم يعزهما، وروى البيت الثاني.
فليدن مني تنهه الزاجر
ثم قال: ويروى، "فيدن مني" أراد "فليدن مني"، فحذف اللام وذلك أن الخبن في مثل هذا خفيف على ألسنتهم، والإتمام عربي.
وما اعتمده المصنف هي رواية ابن جني عن أبي عثمان المازني عن الفراء، وقد ذكر ابن جني لذلك قصة في الخصائص 3/ 303.(3/1571)
وإنما أراد عطف "يدنو" على "يزعم"1، وحذف الواو من "يدنو" لدلالة الضمة عليها كما قال:
1052-
فيا ليت الأطبا كان حولي ... ................................
فحذف واو الضمير اكتفاء بالضمة، فواو ليست بضمير أحق أن يفعل بها ذلك، وأما "تنهه" فمجزوم؛ لأنه جواب "من".
ثم2 بينت انجزام الفعل بـ"لم" و"لما"، وأن المجزوم بهما ماضي المعنى.
وفي ذلك إشعار بأنه لا يكون في اللفظ إلا مضارعا، بخلاف مصحوب أدوات الشرط.
إلا أن مجزوم "لم" مطلق الانتفاء.
فإذا قلت: "لم يكن" جاز أن تريد انتفاء غير محدود كقوله تعالى3 [ {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} .
__________
1 ع، ك "لا يزعم".
2 ع سقط "ثم".
3 الآيتان "3، 4" من سورة "الإخلاص".
1052- هذا صدر بيت من الوافر من بيتين ذكرهما ابن عصفور، ولم ينسبهما والبيتان هما:
فلو أن الأطبا كان حوالي ... وكان مع الأطباء الأساة
إذا ما أذهبوا ألما بقلبي ... وإن قيل: الأساة هم الشفاة
والأساة -جمع آس- وهو الجراح "العيني 4/ 551".(3/1572)
وانتفاء محدودًا متصلًا بالحال كقوله تعالى] 1: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} 2.
وكقول سيبويه3: "ولما هو كائن لم ينقطع".
وانتفاء منقطعا كقوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} 4.
وكقول الراجز:
1053-
وكنت إذ كنت إلهي وحدكا
1054-
لم يك شيء يا إلهي قبلكا
ولجواز انقطاع مدلول "لم" يحسن أن يقال: "لم يكن ثم كان".
ولجواز كونه غير محدود حسن أن يقال: "لم يقض ما لا يكون".
وأما "لما" فمدلولها انتفاء محدود متصل بزمن النطق بها.
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 من الآية رقم "4" من سورة "مريم".
3 الكتاب 1/ 2.
4 الآية رقم "1" من سورة "الإنسان".
1053-1045- هذا رجز قاله عبد الله بن الأعلى القرشي "سيبويه" 1/ 316 ابن يعيش 2/ 11، العيني 3/ 397، شرح شواهد المغني 233، التصريح 2/ 36".(3/1573)
فذلك امتنع أن يقال: "لما يكن ثم كان" و"لما يقض ما لا يكون".
لأن انتفاء قضاء ما لا يكون غير محدود.
وإلى هذا أشرت بقولي:
وحد الانتفا بـ1 "لما" واتصل ... بالحال، وهو -مطلقا- بـ"لم" حصل
أي: الانتفاء2، حصل -مطلقا- مع "لم".
ولا أشترط كون المنفي بـ"لما" قريبا من الحال لقولهم:
"عصى إبليس ربه3 ولما يندم"، بل الغالب كونه قريبا من الحال4.
ثم بينت أن "لم" قد تهمل فيليها الفعل مرفوعا كقول الشاعر:
1055-
لولا فوارس من نعم وأسرتهم ... يوم الصليفاء لم يوفون بالجار
__________
1، 2 ع "الانتقال" في مكان "الانتفاء".
3 سقط من ع "ربه".
4 ع، ك سقط "من الحال".
1055- من البسيط لم أعثر على من نسبه إلى قائل، وفي الشرط الأول روايات منها:
لولا فوارس من ذهل وأسرتهم =(3/1574)
وزعم بعض الناس أن النصب بـ"لم" لغة اغترارا بقراءة بعض السلف: 1"ألم نَشْرَحَ لك صدرك"2 بفتح الحاء.
وبقول الراجز:
1056-
في أي يومي من الموت أفر
1057-
أيوم3 لم يقدر أم يوم قدر
__________
= وهي رواية الهمع 2/ 56، والأشموني 4/ 6.
ولولا فوارس من قيس وأسرتهم.
وهي رواية ابن جني في المحتسب 1/ 98.
ولولا فوارس كانوا غيرهم صبرا ... .............................
وهي رواية المصنف في شرح العمدة 1/ 124.
الصليفاء: تصغير صلفاء، وهي الأرض الصلبة، وهو يوم من أيام العرب لهوازن على فزارة، وعبس وأشجع، ويروى الصليعاء -بالعين- وهو اسم كانت فيه وقعة للعرب -ذكره ياقوت.
قال ابن جني في الخصائص 1/ 388: "فأما ما أنشده أبو الحسن "يوم الصليفاء لم يوفون بالجار"، فإنه شبه للضرورة "لمك" بـ"لا" فقد تشبه حروف النفي بعضها ببعض، وذلك لاشتراك الجميع في دلالته عليه".
1 قال أبو الفتح في المحتسب 2/ 366.
الخليل بن أسد النوشحاني قال حدثنا أبو العباس قال: سمعت أبا جعفر المنصور يقرأ: "ألم نشرحَ لك صدرك" -بالفتح.
2 الآية رقم "1" من سورة "الشرح".
3 ع "من يوم".
1056-1057- هذا رجز ينسب للحارث بن المنذر الجرمي "النوادر 13، سر الصناعة 85، العيني 4/ 447"، وقد نسبه البحتري في حماسته إلى الإمام علي -كرم الله وجهه "ص 85"، ولم ينسبه ابن جني في المحستب 2/ 366.(3/1575)
وهذا عند العلماء محمول على أن الفعل مؤكد بالنون الخفيفة ففتح لها ما قبلها، ثم حذفت، ونويت فبقيت الفتحة1كما بقيت في قول الشاعر:
1058-
اضرب عنك الهموم طارقها ... ضربك بالسيف قونس الفرس
__________
1 ما ذهب إليه المنصف فيه شذوذان:
الأول: توكيد المنفي بـ"لم".
الثاني: حذف نون التوكيد
لغير ولا ساكنين.
والأولى: أن يخرج على ما ذهب إليه أبو الفتح ابن جني في سر الصناعة ص 85 قال أبو الفتح.
الأصل: "يقدر" بالسكون، ثم لما تجاورت الهمزة المفتوحة والراء الساكنة، نقلوا الفتحة من الألف إلى الراء، ثم أبدلوا الهمزة ألفا ساكنة بعد نقل حركتها إلى ما قبلها.
1058- من المسرح ينسب إلى طرفة، وليس في ديوانه.
قال أبو زيد في نوادره ص13: قال أبو حاتم: أنشدني الأخفش بيتا مصنوعا لطرفه.
ورواية أبي زيد:
.......................... ... ضربك بالسوط............
والقونس: موضع ناصية الفرس، يقول: ادفع طارق الهموم عن نفسك عند غشيانها كما تضرب قونس الفرس عند السوق.(3/1576)
وانفردت "لما" بجواز حذف مجزومها والوقف عليها كقول الشاعر1] .
1069-
فجئت قبورهم بدءا ولما ... فناديت القبول فلم يجبنه
وانفردت "لم" بأشياء منها:
أن فصل بينها وبين مجزومها اضطرار2 كقول الشاعر:
1060-
فذاك ولم إذا نحن امترينا ... تكن في الناس يدركك3 المراء
والتقدير: ولم تكن إذا نحن امتربنا يدركك4 المراء.
__________
1 سقط ما بين القوسين من ع.
2 ع "اضطراب" في مكان "اضطرارا".
3، 4 ع، ك "يذكيك" -في الموضعين.
1059- من الوافر ينسب لذي الرمة من أبيات ذكرها صاحب الخزانة 4/ 238، ونقلها عنه الشنقيطي في الدرر اللوامع 2/ 52، 53، وهو من شواهد همع الهوامع 2/ 57، وذكره صاحب اللسان في "لمم"، والأشموني 4/ 6 -ولم أجد الأبيات في ديوان ذي الرمة، ويذكر ذو الرمة ما لقي بنو أسد من التزوج بالغربات من المصائب وأول الأبيات:
ألا يا طال بالغربات ليلى ... وما يلقى بنو أسد بهنه
1060- من الوافر لم أعثر على من نسبه إلى قائل "شواهد المغني 2/ 678، الأشموني 4/ 5".
امترى الشيء: استخرجه. اذكى النار: أوقدنا. المراء: الشك والجدل.(3/1577)
وقد فصل -أيضا- بين "لا"1، ومجزومها في الضرورة كقول الشاعر:
1061-
وقالوا: أخانا لا تخشع لظالم ... عزيز ولا ذا حق قومك تظلم
أراد: ولا تظلم ذا حق قومك.
وهذا رديء؛ لأنه شبيه بالفصل بين حرف الجر2، والمجرور.
وليس كذلك الفصل بين أداة الشرط، ومعمولها؛ لأن أداة الشرط يليها الماضي والمضارع، فأشبهت الفعل في عدم الاختصاص بالمعرب، فحملت عليه في جواز الفصل.
- والله أعلم.
"ص"
واجزم بـ"إن" و"من" و"ما" و"مهما" ... "أي" و"أين" و"متى" و"إذما"
__________
1 ع سقط "لا".
2 ع، ك "بين الجار والمجرور".
1061- من الطويل لم ينسب إلى قائل.
تخشع: رمى ببصره نحو الأرض، وغضه، وخفض صوته.(3/1578)
و"حيثما" واختم بـ"أنى" مهملا ... "كيف" وأهل الكوفة اتبع معملا1]
[وشذ جزم بـ"إذا" في الشعر ... وليس ذاك جائزا في النثر
وأدوات الشرط كلها، و"إن" ... اصل فمعناها بكل مقترن] 2
وتقتضي فعلين شرطا وجزا ... كـ"إن تزرني تعط3 ما تنجزا"
والشرط منهما الذي تقدما ... والثاني منهما جوابا وسما
وماضيين أو مضارعين ... تلفيهما أو متخالفين
وكون ماض في اختلاف سابقا ... أولى من العكس فكن موافقا
__________
1 سقط هذان البيتان من س ش ط ع ك، وجاء في مكانهما بيتان آخران هما:
واجزم بأن ومن وما ومهما ... أي متى إيان أين إذما
وحثما أنى وهذي العشر مع ... إن أدوات الشرط غير إن اتبع
2 سقط ما بين القوسين -وهو بيتان- من س، ش، ط ع، ك.
3 ع "تعطي".(3/1579)
ولا أخُصُّ العكس باضطرار ... لكنه يقل1 في اختيار
وللمضارع انجزام ظهرا ... والماضي لفظا فيه جزم قدرا
وجائز رفع مضارع سبق ... بالماضي نحو: "من زكا سعيا يثق"
وقل رفع بعد شرط جزما ... كرفع "يدرك" في جواب "أينما"
ومنه قول بعضهم: "يا أقرع" ... إنك إن يصرع أخوك تصرع"
وشذ إهمال "متى" و"إن" و"لم" ... حملا على أشباهها من الكلم2
"ش" لما انقضى الكلام على الأحرف الأربعة المقتضية مجزوما واحدا شعرت في الكلام على أدوات الشرط الجازمة، وهي التي أولها "إن"، وآخرها "أنى" نحو [قوله تعالى] :3
__________
1 س، ش، ع، ك والأصل "قل في الاختيار".
2 زدات س ط ع ك بيتا يتفق مع البيت الثالث الذي سقط منها، وهو
وشاعر جزم بإذا حملا على ... متى وذا في النثر لن يستعملا
وفي س جاء البيت الزائد كما يلي:
وبإذا في الشعر جزم ندرا ... وذاك في أشعارهم قد كثرا
3 من الآية رقم "54" من سورة "الإسراء".(3/1580)
{إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ} 1 و {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} 2، و {مَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} 3 و {مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَة} 4 و {أَيًّا مَا تَدْعُوا} 5 و {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} 6.
و [قول الشاعر] :
1062-
...................... ... ولكن متى يسترفد القوم أرفد
و [قول الآخر] :
1063-
إذا ما أتيت على الرسول فقل له ... ................................
__________
1 سقط من الأصل "وإن يشأ يعذبكم".
2 من الآية رقم "123" من سورة "النساء".
3 من الآية رقم "197" من سورة "البقرة".
4 من الآية رقم "132" من سورة "الأعراف".
5 من الآية رقم "110" من سورة "الإسراء".
6 من الآية رقم "78" من سورة "النساء".
1062- عجز بيت من الطويل من معلقة طرفة بن العبد وصدره:
ولست بحلال التلاع مخافة ... .......................
"الديوان ص29".
التلعة: ما ارتفع من مسيل الماء، وانخفض عن الجبال أو قرار الأرض.
الرفد: الإعانة، والاسترفاد: الاستعانة.
1063- صدر بيت من الكامل للعباس بن مرداس وعجزه:
.......................... ... حقا عليك إذا اطمأن المجلس
وبعده:
يا خير من ركب المطي ومن مشى ... فوق التراب إذا تعد الأنفس
إنا وفينا بالذي عادتنا ... والخيل تقدم بالكماة وتضرس
والرواية في الديوان ص72.
إما أتيت................. ... .......................(3/1581)
و [قول الشاعر] :
1064-
....................... ... وحيثما يك أمر صالح تكن
و [قول الآخر]
1065-
فأصبحت أنى تأتها تلتبس بها ... كلا مركبيها تحت رجلك شاجر1]
__________
1 سقط ما بين القوسين، وهو عبارة عن شاهدين من ع، ك وجاء موضعهما أربعة أبيات هي:
أيان نؤمنك تأمن غيرنا وإذا ... لم تدرك الأمن منا لم تزل حذرا
و: حيثما تستقم يدر لك الله ... نجاحا في غابر الأزمان
وإنك إذما تأت ما أنت أمر ... به لا تجد من أنت تامر فاعلا
و: خليلي أنى تأتياني تأتيا ... أخا غير ما يرضيكما ما يحاول
وبالموازنة بين نسخة الأصل وبين ع، ك يتضح أن المصنف لم يعد "أيان" بين الأدوات التي ذكرها في الأصل، فأهمل مثالها بينما ذكرها في ع، ك، وذكر لها شاهدًا.
1064- عجز بيت من البسيط لم أعثر على من نسبه لقائل وصدره:
جاز لك الله ما أعطاك من حسن ... .........................
قال ابن فارس: جاز العقد وغيره نفذ، ومضى على الصحة.
1065- من الطويل قاله البيد بن ربيعة العامري "الديوان ص220" من قصيدة في عتاب عمه عامر بن مالك، وكان قد ضرب جارًا للبيد.
شجر بين رجليه: إذا فرق بينهما إذا ركب.(3/1582)
[وقولي:
....... واختم بـ"أنى" مهملا ... "كيف" وأهل الكوفة اتبع معملا
أشرت به إلى أن إهمال "كيف"، وعدم الاعتداد بها في أدوات الشرط هو المذهب الصحيح.
وأن الكوفيين يجزمون بها، ويلحقونها بأدات الشرط الجازمة.
وقد جزم بـ"إذا" في الشعر كثيرا، والأصح منع ذلك في النثر لعدم وروده.
ومن الوارد منه في الشعر ما أنشد سيبويه1 من قول الشاعر:
1066-
ترفع لي خندف، والله يرفع لي ... نارا إذا أخمدت نيرانهم تقد
ومنه ما أنشده الفراء2 من قول الآخر:
__________
1 الكتاب 1/ 434.
2 معاني القرآن 3/ 158.
1066- من البسيط قاله الفرزدق "الديوان 216".
خندف: هي امرأة إلياس بن مضر بن نزار، واسمها ليلى نسب ولد إلياس إليها، وهي أمهم وسميت بها القبيلة، والخندفة: الهرولة والإسراع في المشي.(3/1583)
1067-
استغن ما أغناك ربك بالغنى ... وإذا تصبك خصاصة فتحمل
ولو قيل: إن هذا ليس بضرورة لتمكن الجازم بـ"إذا" من أن يجعل مكانها "متى" الشرطية لكان قولا لا راد له إلا بأن يقال: لو كان جائزا في غير الشعر ما عدم وردوه نثرا1] .
ولابد لأداة المجازاة من فعل يليها يسمى شرطا، وفعل بعده -أو ما يقوم مقامه- يسمى جوابا وجزاء.
وإذا كانا فعلين جاز أن يكونا مضارعين.
وأن يكونا ماضيين.
وأن يكون الشرط ماضيا، والجواب مضارعا.
وأن يكون الشرط مضارعا، والجواب ماضيا.
فالأول نحو: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} 2.
__________
1 ع، ك سقط ما بين القوسين.
2 من الآية رقم "284" من سورة "البقرة".
1067- من الكامل أنشده الفراء، ولم يعزه لكني رأيته في قصيدة قالها عبد القيس بن خفاف، والقصيدة في المفضليات 385، والأصمعيات 230، والخزانة 2/ 176، وفي اللسان مادة "كرب".
ويروى "فتجمل" في مكان "فتحمل، والتجمل: المعاملة بالجميل والخصاصة: الحاجة والشدة.(3/1584)
والثاني نحو: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} 1.
والثالث نحو: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ} 2.
ومثله3 قول الشاعر:
1068-
دست رسولا بأن القوم إن قدروا ... عليك يشفوا صدورا ذات توغير
والرابع نحو قول الشاعر:
1069-
من يكدني بسيئ كنت منه ... كالشجا بين حلقه والوريد
__________
1 من الآية رقم "8" من سورة "الإسراء".
2 من الآية رقم "15" من سورة "هود".
3 ع، ك "ونحو" في مكان "ومثله".
1068- من البسيط قاله الفرزدق "الديوان 262" من قصيدة في مدح يزيد بن عبد الله، وهجاء يزيد بن المهلب، والرواية في الديوان:
دست إلي................... ... ............................
ورواية المصنف هي رواية سيبويه 1/ 437.
التوغير: الإغراء بالحقد.
1069- من الخفيف قاله أبو زبيد الطائي "ديوان أبي زبيد ص52".
قال ابن الخباز في شرح الدرة الألفية 21: وهو رديء؛ لأن الشرط مضارع والجواب ماض، الشجا: ما اعترض في حلق الإنسان، والدابة من عظم أو عود أو غيرهما.(3/1585)
ومثله قول الآخر:
1070-
إن تصرمونا وصلناكم، وإن تصلوا ... ملأتم أنفس الأعداء إرهابا
ومثله قول الآخر:
1071-
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ... مني وما يسمعوا من صالح دفنوا
وأكثر النحويين يخصون الوجه الرابع بالضرورة، ولا أرى ذلك؛ لأن "النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:1
"من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
__________
1 أخرجه البخاري باب الإيمان 25، الصوم1، التراويح1، ومسلم بابا المسافرين 176، والنسائي الصيام 39، 40، الإيمان 22 والدارمي رمضان1.
1070- من البسيط لم ينسبه أحد لقائل، وهو من شواهد العيني 4/ 428، صرم الشيء: قطعه.
1071- من البسيط قاله قعنب بن أم صاحب الغطفاني من أبيات رواها له أبو تمام في الحماسة 2/ 267، كما ذكرها المرتضى في أماليه 1/ 32، والبحتري في أماليه 392، وجاء الشاهد في سمط اللآلي 362، وسرح العيون 3/ 84, والاقتضاب 292.
وروى الفراء "سبة" في مكان "ريبة"، وقال في معاني القرآن 2/ 279: سبة: " على مثال غية، والريبة: الشك والظن والتهمة.(3/1586)
ولأن1] قائل البيت الأول متمكن من أن يقول بدل.
..................كنت منه ... ..........................
................أك منه ... ..........................
وقائل الثاني متمكن من أن يقول بدل:
.... وصلناكم........... ... .........................
........نواصلكم......... ... ..........................
وبدل:
................. ... ملأتم............
.................... ... تملأوا...............
وقائل البيت الثالث متمكن من يقول بدل:
إن يسمعوا......... ... ...................
إن سمعوا........... ... ....................
وبدل:
.................... ... .......وما يسمعوا ...
................... ... .....وما سمعوا......
فإذ لم يقولوا ذلك مع إمكانه علم أنهم غير مضطرين.
وقد صرح بجواز ذلك في الاختيار الفراء -رحمه الله2.
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل.
2 ع، ك سقط "رحمه الله" -وينظر معاني القرآن للفراء جـ2 ص 279.(3/1587)
وجعل مثل1 ذلك قوله تعالى: 2 {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} 3.
لأن "ظلت" بلفظ الماضي، وقد عطف على "ننزل"، وحق المعطوف أن يصلح لحلوله محل المعطوف عليه.
وما كان ماضي اللفظ4 من شرط أو جواب فمجزوم تقديرًا.
وأما المضارع: فإن كان شرطا وجب جزمه لفظا، وكذا إن كان جوابًا، والشرط مضارع5 مثله.
فإن كان الجواب مضارعا والشرط ماضيا6 فالجزم مختار كقوله تعالى: {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ} 7.
وكقول الشاعر:
1072-
دست رسولا بأن القوم إن قدروا ... عليك يشفوا صدورا ذات توغير
__________
1 ع، ك "من" في مكان "مثل".
2 من الآية رقم "4" من سورة "الشعراء".
3 سقط من الأصل "لها خاضعين".
4 ع، ك "ماضيا لفظا".
5 سقط من الأصل "مضارع".
6 ع ك "والشرط ماض".
7 من الآية رقم "15" من سورة "هود" وتمامها:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَاْ} .
1072- سبق الحديث عن هذا البيت قريبا، وهو من البسيط للفرزدق.(3/1588)
والرفع جائز كثير1 كقول زهير:
1073-
وإن أتاه خليل يوم مسألة ... يقول: لا غائب مالي ولا حرم
[وكقول أبي صخر:
1074-
وليس المعنى بالذي لا يهيجه ... إلى الشوق إلا الهاتفات السواجع
1075-
ولا بالذي إن بان عنه حبيبه ... يقول -ويخفي الصبر -إني لجازع2]
ورفعه عند سيبويه على تقدير تقديمه، وكون الجواب محذوفا3.
__________
1 سقط من الأصل "كثير".
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
3 ينظر الكتاب 1/ 436.
1073- من البسيط قاله زهير بن أبي سلمى من قصيدة في مدح هرم بن سنان، والديوان 153".
الخليل هنا: الفقير.
1074-1075- من الطويل قالهما أبو صخر الهذلي "شرح أشعار الهذليين 2/ 935".
ورواية السكري للبيت الثاني:
............ بان يوما خليله ... ..........................
المعنى: من عنا عليه الأمر: شق، يهيجه، يثيره من هاج: ثار لمشقة، الهاتفات: الحمائم النائحة، هتفت الحمامة: صاحت، والهتاف، الصوت العالي الشديد. السواجع: التي تهدل على جهة واحدة، وتطرب في صوتها.(3/1589)
وعند أبي العباس على تقدير الفاء1.
[وقد يجيء الجواب مرفوعا والشرط مضارع مجزوم.
ومنه قراءة2 طلحة بن سليمان3: "أينما تكونوا يُدْرِكُمُ الموت"4.
ومثله قول الراجز:
1076-
يا أقرع بن حابس يا أقرع
1077-
إنك إن يصرع أخوك تصرع
__________
1 المقتضب 2/ 68، وقد فصل أبو العباس رأيه، بعد أن ذكر رأي سيبويه.
2 ذكرت هذه القراءة في مختصر بن خالويه ص27، كما ذكرها أبو الفتح في المحتسب 1/ 193.
3 طلحة بن سليمان السمان مقرئ متصدر، له شواذ تروى عنه "ترجمته في طبقات ابن الجزري 1/ 341".
4 من الآية رقم "78" من سورة "النساء".
1076-1077- هذان بيتان من مشطور الرجز نسبا في كتاب سيبويه 1/ 436 إلى جرير بن عبد الله البجلي الصحابي، وأقر الأعلم هذه النسبة -ونسبهما العيني 4/ 430، البغدادي في الخزانة 3/ 396، 649 4/ 170 إلى عمر بن خثارم، يخاطب الأقرع بن حابس أحد سادات العرب -هو الذي نادى الرسول -عليه السلام- من وراء الحجرات- من رجز أنشده في المنافرة التي وقعت بين جرير بن عبد الله، وخالد بن أرطأة الكلبي، وكانا قد تنافرا إلى الأقرع بن حابس ليحكم بينهما، ولهذا الرجزع قصة طويلة ذكرت في كتاب الأدب، "سيرة ابن هشام 50، أمالي الشجري 1/ 84، ابن يعيش 8/ 158، شرح شواهد المغني الشجري 1/ 84، ابن يعيش 8/ 158، شرح شواهد المغني 200، همع الهوامع 2/ 33".(3/1590)
ومثله:
1078-
فقلت تحمل فوق طوقك إنها ... مطبعة من يأتها لا يضيرها1]
[وشذ إهمال "متى" حملا على "إذا".
وإهمال "إن" حملا على "لو".
وإهمال "لم" حملا على "ما".
فالأول نحو: [قول عائشة -رضي الله عنها- مخاطبة الرسول -صلى الله عليه وسلم] .
"إن أبا بكر رجل أسيف2، وإنه متى يقوم مقامك لا يسمع الناس"3.
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل، وجاء في مكانه:
"وشذ الرفع مع كون الشرط مضارعا كقول الشاعر:
فقلت تحمل............... ... ..........................
ومثله قول الآخر: يا أقرع.........."
2 أسيف: رقيق سريع البكاء والحزن.
3 أخرجه البخاري باب الأذان 39، 67، 67، 68، 70، الأنبياء 19، وسلم باب الصلاة 95، والنسائي الإمامة 40، 45 وأحمد 6/ 159، 210، 224.
1078- من الطويل قاله أبو ذؤيب الهذلي "ديوان الهذليين 1/ 154". ورواية اللسان "ضير"، والديوان "فقيل: تحمل فوق طوقك".... والضمير يعود إلى البختي" في البيت الأول من القصيدة. الطوق: القدرة -قرية مطبعة: مملوءة طعاما، يضيرها: يضرها.(3/1591)
والثاني كقراءة طلحة: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} 1.
- بباء ساكنة ونون مفتوحة.
ذكرها ابن جني في المحتسب2.
ومنه [قوله -صلى الله عليه وسلم] :
"الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإنك إن لا تراه فإنه يراك" 3.
والثالث كقول الشاعر:
1079-
لولا فوارس من نعم وأسرتهم ... يوم الصليفاء لم يوفون4 بالجار] 5
__________
1 من الآية رقم "26" من سورة "مريم".
2 قال ابن جني في المحتسب 2/ 24:
"ومن ذلك قراءة طلحة "فإما ترين" ولست أقول: إنها لحن لثبات علم الرفع وهو النون في حال الجزم، لكن تلك لغة: أن تثبت النون في الجزم.
وأنشد أبو الحسن
لولا فوارس من قيس وإخوتهم ... يوم الصليفاء لم يوفون بالجار
كذا أنشده "يوفون" بالنون".
3 أخرجه البخاري في الإيمان 37، ومسلم في الإيمان 1، 705، وأبو داود في السنة 16، والترمذي في الإيمان 4، والنسائي في الإيمان 5، 6 وابن ماجه في المقدمة 9، وأحمد 2/ 107.
4 سقط ما بين القوسين من الأصل من أول قوله: "وشذ إهمال متى" إلى هنا.
1079- سبق الحديث عن هذا الشاهد.
5 زادت ع، ك عن الأصل ما يلي: =(3/1592)
"ص"
1وإن يك الجواب ما إيلاه "إن" ... إياه ممنوع فبالفا يقترن
حتما كـ"إن تذهب فأسرع" و"متى ... تلمم بنا فلن ترى غير فتى"
ولا يلي الفا الماضي الاتي معنى ... إلا لوعد أو وعيد يعنى
وتخلف2 الفا قبل مبتدا "إذا" ... فجاءة في ذا الجواب فادر ذا
__________
= "وشاع في الشعر الجزم بإذا حملا على "متى".
فمن ذلك إنشاد سيبويه:
ترفع لي خندف والله يرفع لي ... نارا إذا خمدت نيرانهم تقد
وكإنشاد الفراء:
استغن ما أغناك ربك بالغنى ... وإذا تصبك خصاصة فتجمل"
وقد سبق الحديث عن "إذا"، وإعمالها على نحو ما جاء في نسخة الأصل.
1 سقطت هذه الأبيات من نسخة الأصل، وجاء في مكانها بياض، وجاءت هذه الأبيات موضع الأبيات التالية، وأما الأبيات التالية فإنها سقطت نهائيا.
وزدات نخسة الأصل بيتين على هذه الأبيات من الأول هما:
وشذ إهمال "متى" وإن و"لم" ... حملا على أشباهها من الكلم
وبـ"إذا" في الشعر جزم ندرا ... وذاك في أشعارهم قد كثرا
وقد مر شرح لهذين البيتين.
2 ط "ويخلف".(3/1593)
وفي اضطرار حذف ذي الفاء وجد ... ومع صالح لإيلا إن ترد
وما لتلوها مضارعا سوى ... رفع، وقبل اسما محق قد نوى
وسبق الاسم الشرط ماضيا كثر ... من بعد "إن"، ومع سوى الماضي نزر
ومطلقا مع غير "إن" هذا يقل1 ... كـ"أينما الريح تميلها تمل"
وقد يلي الجزاء ما فيه عمل ... عند سوى الفرا وشيخه قبل2
كـ"زيدا أن تسأل يبن" وكـ"المنى ... إن تزك تبلغ" رأياه حسنا3
"ش" أصل جواب الشرط أن يكون فعلا صالحا لجعله شرطا.
فإذا جاء على الأصل لم يحتج إلى فاء يقترن بها، فإن اقترن بها فعلى خلاف الأصل.
__________
1 ع "نقل" في مكان "يقل".
2 جاء هذا البيت والذي بعده في الأصل كما يلي:
وقد يلي الجزاء ما فيه عمل ... عند الكسائي، مع الفرا قبل
سبق أداة الشرط معمول الجزا ... كـ"الخير إن تصب ابذل منجزا"
3 زاد الأصل بيتا هو:
وما يلي الواو أو ألفا والجزا ... بعد فللجزم وللنصب العزا(3/1594)
وينبغي أن يكون الفعل خبرا مبتدأ، ولولا ذلك لحكم بزيادة الفاء، وجزم الفعل إن كان مضارعا؛ لأن الفاء على ذلك التقدير زائدة، في تقدير السقوط.
لكن العرب التزمت رفع المضارع بعدها فعلم أنها غير زائدة، وأنها داخلة على مبتدأ مقدر كما تدخل على متبدأ مصرح به.
وإلى هذا أشرت بقولي:
....................... ... وقبل اسما محق قد نوى
ومن ذلك قوله تعالى: {فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا} 1.
ومثله قراءة حمزة: "إِنْ تضل إحدهما فتذكر إحداهما الأخرى"2.
وإذا كان الجواب ماضيا لفظا لا معنى لم يجز اقترانه بالفاء إلا في وعد أو وعيد؛ لأنه إذا كان وعدا أو وعيدا حسن أن يقدر ماضي المعنى، فعومل معاملة الماضي حقيقة.
ومثال الماضي حقيقة قوله تعالى:3 {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ
__________
1 من الآية رقم "13" من سورة "الجن" البخس: النقص -الرهق: المكروه.
2 من الآية رقم "282" من سورة "البقرة".
3 من الآية رقم "26" من سورة "يوسف".(3/1595)
قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} 1.
ومثال الماضي لفظا لا معنى مقرونا بالفاء [قوله تعالى] : {مَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} 2.
وإلى هذا أشرت بقولي:
ولا يلي ألفا الماضي الاتي معنى ... إلا لوعد أو وعيد يعنى
[ويجوز أن تكون الفاء عاطفة ويكون التقدير: ومن جاء بالسيئة، فكبت وجوههم في النار، فيقال لهم: هل تجزون.
كما قال [تعالى] : {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ} 3.
أي: فيقال لهم: أكفرتم4] .
وإذا كان الجواب جملة اسمية، أو فعلية لا تلي حرف الشرط وجب اقترانها بالفاء ليلعم ارتباطها بالأداة، فإن ما لا يصلح للارتباط مع الاتصال أحق بأن لا يصلح مع الانفصال، فإذا قرن بالفاء علم الارتباط.
__________
1 ع، ك سقط "وهو من الكاذبين" -القد: القطع والشق طولًا.
2 من الآية رقم "90" من سورة "النمل".
3 من الآية رقم "106" من سورة "آل عمران".
4 سقط ما بين القوسين من الأصل.(3/1596)
والفعلية التي لا تلي حرف الشرط هي التي فعلها:
غير متصرف نحو: {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ} 1.
أو ماضي لفظا، ومعنى نحو: {فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} 2.
أو مطلوب به فعل أو ترك: نحو: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} 3 ونحو: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا} 4. في رواية ابن كثير.
ومما يجب اقترانه بالفاء؛ لأنه لا يلي حرف الشرط الفعل المقرون بالسين، أو سوف.
والمنفي بـ"لن" أو"ما" أو"إن".
وقد تحذف الفاء الواجب ذكرها للضرورة كقول الشاعر:
1080-
من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشر بالشر عند الله مثلان
__________
1 من الآية رقم "40" من سورة "الكهف".
2 من الآية رقم "77" من سورة "يوسف".
3 من الآية رقم "31" من سورة "آل عمران".
4 من الآية رقم "112" من سورة "طه".
1080- من البسيط ينسب إلى حسان بن ثابت، وليس في ديوانه، ونسبه ابن هشام في المغني "الشاهد 86" إلى عبد الرحمن بن حسان "سيبويه 1/ 435، 458، النوادر 31، المتقضب 2/ 72، مجالس العلماء للزجاجي 432، المحتسب 1/ 193 الخصائص 2/ 28، الخزانة 3/ 644، 4/ 457، العيني 2/ 250، أمالي ابن الشجري 1/ 84، 290، 371".(3/1597)
وقول الآخر:
1081-
ومن لا يزل ينقاد للغي والهوى ... سيلفى على طول السلامة نادما
ويقوم مقام الفاء في الجملة الاسمية "إذا" المفاجأة نحو: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} 1.
وإنما قامت مقامها؛ لأنها مثلها في عدم الابتداء بها، فوجودها يحصل ما يحصل بالفاء من بيان الارتباط.
وكان حق أداة الشرط ألا يليها إلا معمولها كغيرها من عوامل الفعل السالمة من شذوذ.
لكنها أشبهت الفعل بالدخول على معرب ومبني، والمتعدي منه في عدم2 اكتفائها بمطلوب واحد، فجاز أن يليها الاسم.
__________
1 من الآية رقم "36" من سورة "الروم".
2 ع، ك "بعدم" في مكان "في عدم".
1081- من الطويل، قال العيني 4/ 433 لم أقف على اسم قائله، وهو من شواهد التصريح 1/ 250، والأشموني 3/ 21.(3/1598)
وخصت "إن" لكونها أصلا بكثرة ذلك فيها بشرط مضي الفعل.
ولا يجوز لك فيها مع مضارعا غير مجزوم بـ"لم"، ولا في أخواتها -مطلقا- إلا في شعر كقوله:
1082-
صعدة نابتة في حائر ... أينما الريح تميلها تمل
وكقول الآخر:
1083-
فمتى واغل ينبهم يحيو ... هـ وتعطف عليه كأس الساقي
__________
1082- من الرمل قاله كعب من جعيل من قصيدة يصف فيها امرأة شبه قدها بالقناة وقبل البيت:
فإذا قامت إلى جاراتها ... لاحت الساق بخلخال زجل
ونسبه الجوهري في مادة "صعد" إلى الحسام بن صداء الكلبي "سيبويه 1/ 458، أمالي الشجري 1/ 332، الخزانة 1/ 457، 3/ 640، 642، العيني 4/ 424، 571، اللسان "صعد".
الصعدة: القناة التي تبنت مستوية فلا تحتاج تثقيف، امرأة صعدة مستوية القامة.
الحائر: الأرض التي يستقر فيها السيل فيتحير ماؤه ولا يجري.
1083- من الخفيف من قصيدة لعدي بن زيد العبادي "الديوان ص156".
الواغل: الداخل على الشرب ولم يدع، ومعنى ينبهم: ينزل بينهم.(3/1599)
[وأشرت بقولي:
وقد يلي الجزاء ما فيه عمل ... .........................
إلى قول الشاعر:
1084-
هل أنت بائعني دمي بغلائه ... إن كنت زفرة عاشق لم ترحم
ومثله قول طفيل الغنوي:
1085-
وللخيل أيام فمن يصطبر لها ... ويعرف لها أيامها الخير يعقب
ولم يجز الفراء مثل هذا، وهو محجوج بالنقل.
وأجاز هو والكسائي تقديم معمول الجزاء على أداة الشرط نحو:
__________
1084- من الكامل لم أعثر له على قائل:
الغلاء: الارتفاع ومجاوزة القدر في كل شيء -الزفرة: التنفس.
1085- من الطويل نسبه المصنف إلى طفيل الغنوي، والبيت في ديوانه ص35.
والرواية في الديوان
......................تعقب على أن الضمير المستتر يعود إلى الخيل.
أما على رواية المصنف، فالضمير عائد على ما يعود إليه ضمير "يصطبر" و"يعرف".(3/1600)
.........."المنى ... إن تزك تبلغ"............
وأجاز الكسائي -وحده- نحو:
.. "زيدًا إن تسأل يبن". ... .....................1"
"ص"
2 واحكم بتثليث مضارع تلا ... بالفا أو الواو الجزا ممثلا
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل، وجاء موضعه ما يلي:
"وأشرت بقولي:
...............ولا أرى ... سبق الجزاء اسم.......
إلى أن سيبويه أجاز دون سماع نحو: "إن تقم زيد يقم" على تقدير: يقم زيد يقم.
ومنعه الكسائي والفراء، وبقولهما أقول؛ لأن الفصل على خلاف الأصل فلا يقبل منه إلا ما سمع وشهر.
فلو لم يكن الجواب مجزوما لم يمنع الكوفيون تقدم الاسم عليه.
ثم أشرت بقولي:
.................... ... وهو وشيخه.........
إلى أن الفراء وشيخه الكسائي يجيزان تقديم معمول الجزاء على أداة الشرط نحو "خيرًا أن تجب تصب".
وأن الكسائي وحده أجاز تقديم معمول الشرط نحو "زيدًا أن تجب محمد"، وأن ذلك ممتنع عند البصريين، ذكر ذلك ابن كيسان في المهذب".
وإنما استبعدت ما جاء في الأصل؛ لأنه شرح لبيتين مفقودين من جميع النسخ بخلاف ما جاء في ع، ك فإنه معتمد على ما ثبت من أبيات.
2 سقطت هذه الأبيات كلها من الأصل، وجاء في مكانها الأبيات السابقة أما الشرح الذي ذكر هنا في الأصل، فهو للأبيات الساقطة لا للأبيات الموجودة فيها.(3/1601)
بـ"ما يحاسبكم به الله" ردف ... ونصبه بنقل عمرو قد عرف
وهو كـ"تأخذ" بعد "يهلك" إثر "إن ... يهلك أبو قابوس" فاحفظ واستبن
وبعد نصب جزم معطوف على ... جزاء أقبل مثل ما قد قبلا
وجزم أو نصب لفعل يلفى ... قبل الجزاء إثر واو أو فا
ومثل تلو الواو والفا: تلو "ثم" ... في المذهب الكوفي فاعرف من تؤم
والعاري اجزم بدلا أو يرتفع ... مقدرا حالا، وكل قد، سمع
والشرط يغني عن جواب إن يبن ... والعكس نزر، وأزيلا بعد "إن"
في قوله "قالت وإن" من بعد ما ... قيل: "وإن كان فقيرا معدما"
وما هو في الجواب معنى إن سبق ... فشاهدا أبداه من به نطق
وهو الجواب نفسه عند أبي ... زيد، ومن ولاه ليس بالغبي(3/1602)
وربما أغنى عن الجزا خبر ... سابق، أو مؤخر قد استتر
"ش" إذا أخذت أداة الشرط جوابها، وذكر بعده مضارع بعد فاء، أو واو جاز:
جزمه عطفا على الجواب، ورفعه على الاستئناف.
ونصبه على إضمار "أن" قال سيبويه:"1
"فإذا انقضى الكلام ثم جئت بـ"ثم"، فإن شئت2 جزمت بها3.
وإن شئت رفعت. كذلك الواو والفاء.
إلا أنه قد يجوز النصب بالفاء والواو4.
وبلغنا أن بعضهم قرأ: {يحاسبكم به الله فَيَغْفِرَ لمن يشاء، ويعذب من يشاء} 5. وإلى هذا أشرت بقولي:
....................... ... ونصبه بنقل عمرو قد عرف
__________
1 ينظر الكتاب 1/ 447.
2 ع، ك سقط "فإن شئت".
3 ع، ك سقط "بها".
4 ع، ك "بالواو والفاء".
5 من الآية رقم "284" من سورة "البقرة".
ولم ينسب سيبويه قراءة النصب، ولم أعثر على من نسبها، ويظهر أن المصنف لم يعرف قارئها فاكتفى بالنقل عن سيبويه وهو ثقة فقال:
................... ... ونصبه بنقل عمورو قد عرف
أما قراءة الرفع وقراءة الجزم، فنسبها المصنف لأصحابها.(3/1603)
وقرأ بالرفع: عاصم وابن عامر.
وبالجزم: نافع وابن كثير وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي.
وروي بالأوجه الثلاثة "ونأخذ" من قول الشاعر:
1086-
فإن يهلك أبو قابوس يهلك ... ربيع الناس والبلد الحرام
1087-
ونأخذ بعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس له سنام
وجاز النصب بعد الفاء والواو إثر الجزاء؛ لأن مضمونه لم يتحقق1 وقوعه فأشبه الواقع بعده الواقع بعد الاستفهام.
وأنشد الفراء في كتاب المعاني:
__________
1 ع، ك "لا يتحقق" في مكان "لم يتحقق".
1086-1087- بيتان من الوافر يخاطب بهما النابغة مع بيتين آخرين عصامًا حاجب النعمان، وذلك أن المرض كان قد ثقل على النعمان بن المنذر، فكان يحمل على سرير فينقل به، وكان قد أمر بحجب النابغة عنه لما بلغه أمرالمتجردة "ديوان النابغة 231".
أبو قابوس: كنية النعمان بن المنذر.
ربيع الناس: كناية عن كثرة العطاء.
ذناب كل شيء: عقبة وآخره.
أجب الظهر: لا سنام له.(3/1604)
1088-
فإن يهلك النعمان تعر مطيه1 ... ويخبأ في جوف العياب قطوعها
1089-
وتنحط حصان آخر الليل نحطة ... تقضب منها أو تكاد ضلوعها
فنصب "يخبأ" وجزم "تنحط".
وإليه أشرت بقولي:
وبعد نصب جزم معطوف على ... جزاء اقبل مثل ما قد قبلا
قال سيبويه2:
__________
1 في كل النسخ "حظية" وهو مخالف لرواية الديوان، وللسياق فلعله وهم من النساخ.
2 الكتاب 1/ 447.
1088-1089- من الطويل أنشدهما الفراء ولم يعزهمان، وهما للنابغة الذبياني من أبيات قالها في مدح النعمان بن الحارث الأصغر، وكان قد خرج في متنزه له، وقال الأصمعي في غزو له وأول الأبيات:
إن يرجع النعمان نفرح ونبتهج
ويأت معدا ملكها وربيعها
ورواية الديوان "123، 124".
................. ... تعر مطيه
تعرى: تهمل، العياب جمع عيبة وهي وعاء من أدم يكون فيه المتاع، والقطوع: أداة الرحل، تنحط: صوت بكاء في توجع. تقضب الضلوع: قطعها.(3/1605)
"وسألت الخيل عن قوله: "إن تأتني فتحدثني1 أحدثك".
و"إن تأتني وتحدثني أحدثك"2 فقال: هذا يجوز والجزم الوجه".
وإلى هذا ونحوه أشرت بقولي:
وجزم أو نصب لفعل يلفى ... قبل الجزاء إثر واو أو فا
ولا يستشهد على هذه المسألة بما أنشده سيبويه3 من قول الشاعر:
1090-
ومن لا يقدم رجله مطمئنة ... فيثبتها في مستوى الأرض يزلق
__________
1 ع ك "وتحدثني" في مكان "فتحدثني".
2 ع ك "سقط أحدثك".
3 في الكتاب 1/ 447 قال سيبويه:
"وسألته عن قول ابن زهير":
ومن لا يقدم رجله مطمئنة ... فيثبتها في مستوى الأرض يزلق
فقال: النصب في هذا جيد".
1090- من الطويل نسب في كتاب سيبويه 1/ 447 إلى كعب بن زهير، وتابع الأعلم هذه النسبة، وراجعت ديوان كعب بشرح السكري، فلم أعثر عليه، لكني رأيته في ديوان زهير ص50، وفي مخطوطة دار الكتب المصرية رقم 11408 لشرح ديوان زهير، ص65. قال زهير أو كعب
ومن لا يقدم....... ... ..................(3/1606)
لأن الفعل المتقدم على الفاء منفي، وجواب النفي ينصب في مجازاة وغيرها.
وإنما يستشهد بقول الشاعر:
1091-
ومن يقترب منا ويخضع نؤوه ... ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضما
ثم نبهت على أن الفعل الواقع بعد "ثم" عند الكوفيين كالواقع بعد الواو والفاء في جواز1 نصبه.
ومنه قراءة الحسن2: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ} 3 -بالنصب.
وإن خلا الفعل المتوسط بين الشرط والجزاء من الفاء والواو جزم، وجعل بدلا من الشرط.
أو رفع4 وكان في موضع نصب على الحال.
__________
1 ع "في جواب" في مكان "في جواز".
2 ينظر كلام ابن جني في المحتسب 1/ 378.
3 من الآية رقم "100" من سورة "النساء".
4 ع، ك "ورفع".
1091- من الطويل، لم يعزه أحد ممن استشهدوا به إلى قائل نؤوه: ننزله عندنا، هضما: ظلما وضياعا.
وقابل الشاعر الظلم بالهضم اقتباسا من قوله تعالى: {فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا} .
"العيني 4/ 434، المكودي وابن حمدون 2/ 98، المغني 2/ 137، ابن عقيل 3/ 103، البهجة 57".(3/1607)
فمثال المجزوم المجعول بدلا قول الشاعر:
1092-
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطبا جزلا ونارا تأججا
ومثال المرفوع المقدر في موضع الحال قول الآخر:
1093-
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره. ... تجد خير نار عندها خير موقد
والاستغناء عن جواب الشرط للعلم به كثير، ومنه قوله تعالى: {أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ} 1, وقوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُر
__________
1 من الآية رقم "19" من سورة "يس".
1092- من الطويل ينسب إلى عبيد الله بن الحر الجعفي "سيبويه 1/ 446، ابن يعيش 7/ 53، 10/ 20، همع 2/ 128، الإنصاف 583، الخزانة 3/ 660".
حطبًا جزلا: غليظا كناية عن قوة نيرانهم، فيراها الضيوف من بعد ويقصدونها.
تلمم بنا: تنزل عندنا والإلمام، الزيارة غبا، تأججت النار: سمع صوت لهيبها.
1093- من الطويل ينسب للحطيئة "الديوان 51" من قصيدة قالها في مدح بغيض بن عامر مطلعها:
أثرت إدلاجي على ليل حرة ... هضيم الحشا حسانة المتجرد
لكني عثرت عليه في ديوان النابغة ص26-بيروت-
عشا إلى النار يعشو: رآها ليلا من بعد فقصدها، وقد روي أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال لما سمع البيت: تلك نار موسى؛ لأن موقدها الله عز وجل "سمط اللآلئ 345".(3/1608)
عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ} 1.
والاستغناء عن الشرط -وحده- أقل من الاستغناء عن الجواب ومنه قول الشاعر:
1094-
فطلقها فلست لها بكفء ... وإلا يعل مفرقك الحسام
أراد: إلا تطلقها يعل مفرقك الحسام.
ومنه قول الآخر:
1095-
متى تؤخذوا قسرا بظنة عامر ... ولا ينج إلا في الصفاد يزيد
أراد: متى تثقفوا2 تؤخذوا.
__________
1 من الآية رقم "35" من سورة "الأنعام".
2 ثقفت الرجل: ظفرت به.
1094- من الوافر قاله محمد بن عبد الله الأحوص من قصيدته التي نظمها في زوج أخت امرأته، أو في زوج امرأة كان يهواها "الديوان ص183".
الكف: النظير: المفرق: وسط الرأس، الحسام، السيف.
1095- من الطويل لم أعثر على قائله، وهو من شواهد العيني 4/ 436".
قسرا: قهرا وغصبا.
الظنة: التهمة.
الصفاد: ما يوثق به الأسير من قد وقيد وغل.(3/1609)
ومثال حذف الشرط والجزاء معا1 قول الراجز:
1096-
قالت بنت العم: يا سلمى وإن.
1097-
كان فقيرا معدما قالت: وإن
أي: قالت إن كان فقيرًا معدما هويته ورضيته.
وقال السرافي:
"يقول القائل: "لاآتي ألامير لأنه جائر".
فيقال: "أيته وإن". يراد بذلك وإن كان جائرًا فأته".
وهذا -أعني حذف الجزأين معا- لا يجوز مع غير "إن"
وهو مما يدل على أصالتها في باب المجازاة.
وما تقدم على أداة الشرط مما هو2 في معنى الجواب فهو
__________
1 سقط من الأصل "معا".
2 سط من الأصل "هو".
1096 - 1097 - هذان بيتان من مشطور الرجز يسبان إلى رؤبة بن العجاج من قطعة من الرجز المسدس موجودة في زيادات الديوان ص186 والأبيات السابقة هي:
قالت سليمى: ليت لي بعلا يمن
بغسل جلدي، ينسيني الحزن
وحاجة ما إن لها عندي ثمن
ميسورة، قضاؤها منه ومن
المعدم: الذي ليس عند شيء.(3/1610)
دليل الجواب عند أكثر النحويين، والجوب محذوف.
ومذهب أبي زيد1 أن2 الذي تقدم هو الجواب نفسه، ولذلك جاء مقرونا بالفاء في قول الشاعر:
1098-
فلم أزقه إن ينج منها وإن يمت ... فطعنة لا نكس ولا بمغمر
وقد يغني عن جواب الشرط خبر ذي خبر مقدم3 على أداة الشرط، أو خبر مبتدأ مقدر4 بعد الشرط.
فالأول كقول الله تعالى5: {وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} 6.
وكقول الشاعر:
__________
1 ينظر النوادر ص70.
2 سقط من الأصل "أن".
3 ع، ك "متقدم".
4 ع "مقدم" في مكان "مقدر".
5 ع، ك "كقوله تعالى".
6 من الآية رقم "70" من سورة "البقرة".
1098- من الطويل نسبه أبو زيد في النوادر ص70 إلى زهير بن مسعود، والضمير يعود إلى الحليس في بيت قبله هو:
عشية غادرت الحليس كأنما ... على النحر منه لون برد محبر
وروي "غس" في مكان "نكس" والغس: الضعيف، وكذلك النكس المغمر: الغمر المجهول أزقة: أقتله من قولهم أزقيت هامة فلان: قتلته.(3/1611)
1099-
وإن متى أشرف من الجانب الذي ... به أنت من بين الجوانب ناظر
وكقول الآخر:
1100-
هذا سراقة للقرآن يدرسه ... والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب
والثاني مثل قول الشاعر:
1101-
بني ثعل لا تنكعوا العنز شربها ... بني ثعل من ينكع العنز ظالم
__________
1099- من الطويل قاله ذو الرمة "الديوان ص328".
أشرف على الشيء: علاه.
1100- من البسيط من شواهد سيبويه 1/ 437. لم أعثر على من نسبه إلى قائل "أمالي الشجري 1/ 339، الخزانة 1/ 227، 2/ 283، 3/ 572، 649، 4/ 70، همع الهوامع 2/ 33 شرح شواهد المغني 200".
الرشا: جمع رشوة.
وتقدير البيت عند سيبويه: والمرء عند الرشا ذئب إن يلقها.
وتقديره عند أبي العباس المبرد: والمرء عند الرشا إن يلقها فهو ذئب.
1101- من الطويل ينسب إلى فلان الأسدي، وفي كتاب سيبويه 1/ 436 "وقال الأسدي".
بنو ثعل: قبيلة في طيئ وهم بنو عمرو بن الغوث، نكع الناقة: أجهدها حلبا -والمراد هنا بالنكع: المنع، والشرب: الحظ من الماء "المحتسب 1/ 122، العيني 4/ 448، الأشموني 4/ 21، اللسان نكع".(3/1612)
أي: فهو ظالم1.
"ص"
وأول الشرطين دون عطف ... جوابه مغن بغير2 خلف
ومع عطف الجواب لهما ... كـ"إن تؤما وتلما تكرما"
[واحكم لدى اجتماع شرط وقسم ... بكون مطلوب الأخير ذا عدم
وإن تواليا وقبل مبتدأ ... فالشرط رجح -مطلقا- فتعضدا
وربما رجح بعد قسم ... شرط بلا مبتدأ مقدم
ونية ألفا بعد شرط مع قسم ... تعطيه في رأي جوابا ملتزم] 3
وفي الجواب مثل: "إن أإن" ففي ... "أإنْ تقم أقم" بجزم تكتفي4
ويونس التقديم ينوي فرفع ... وعند سيبويه ذلك امتنع
__________
1 ع، ك سقط "أي: فهو ظالم".
2 ع "بخير" في مكان "بغير".
3 وردت هذه الأبيات في الأصل ونسخة الأسكوريال المشار إليها بالرمز س. وسقطت من ش، ط، ع، ك.
4 ط "يكتفي".(3/1613)
والشرط مع حذف1 الجواب ماض أو ... معمول "لم"، ثم النثر غير ذا أبوا
"ش" إذا توالى شرطان دون عطف، فالثاني مقيد للأول كتقييده بخال واقعة موقعه.
والجواب المذكور أو المدلول عليه للأول.
والثاني مستغنى عن جوابه لقيامه ما لا جواب له وهو الحال.
مثال ذلك قول الشاعر:
1102-
إن تستغيثوا بنا، إن تذعروا تجدوا ... منا معاقل عز زانها كرم
فهذا بمنزلة أن تقول2: إن تستغيثوا بنا مذعورين تجدوا
منا معاقل عز.
فالشرط الأول هو صاحب الجواب.
والثاني يفيد ما يفيده3 الحال من التقييد.
ومن هذا النوع4 قوله تعالى: {وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي
__________
1 ع "شرط" في مكان "حذف".
2 ع "يقول".
3 الأصل "تفيده".
4 ع، ك "ومنه قول تعالى".
1102- من البسيط قال العيني 4/ 452 لم أعثر على اسم قائله.
تذعروا: تخافوا، المعاقل: الحصون.(3/1614)
إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} 1. فـ"ولا2 ينفعكم نصحي"3 دليل الجواب المحذوف.
وصاحب الجواب أول الشرطين، والثاني مقيد له مستغن عن جواب والتقدير: إن أدرت أن أنصح لكم مرادا غيكم4 لا ينفعكم نصحي.
فإن توالى شرطان بعطف فالجواب لهما معا كقولي:
.................. ... "إن تؤما وتلما تكرما"
ومنه قوله تعالى: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ 5 أَمْوَالَكُمْ، إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا} 6.
[وإذا اجتمع شرط وقسم استغنى بجواب ما سبق منهما عن جواب الآخر:
فتقديم القسم كقولك: "والله إن/ أتيتني لأكرمنك".
وتقديم الشرط نحو: "إن تأتني -والله- أكرمك".
__________
1 من الآية رقم "34" من سورة "هود".
2 ع ك سقط الواو من "ولا" وهو الأقرب؛ لأن المصنف لم يدخلها في التقدير الآتي.
3 ع ك سقط "نصحي".
4 ع "مراد أعينكم" في مكان "مرادا غيكم".
5 ع "فسألكم".
6 من الآية رقم "36، 37" من سورة "محمد"، يحفكم: يجهدكم، من أحفيت الرجل: أجهدته.(3/1615)
ويغني عن لفظ القسم لام تقارن أداة الشرط.
لفظا نحو: {وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} 1.
أو تقديرا نحو: {وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} 2.
قال سيبويه:3.
"ولا بد من هذه اللم مظهرة أو مضمرة".
فإن توالى القسم والشرط بعد مبتدأ استغني بجواب الشرط مطلقا نحو: "زيد -والله- إن تقم يقم" و"زيد إن تقم -والله- يقم".
وقد يستغنى عند عدم المبتدأ بجواب شرط مؤخر عن جواب قسم مقدم كقوله:
1103-
لئن كان ما حدثته اليوم صادف ... أصم في نهار القيظ للشمس باديا
__________
1 من الآية رقم "7" من سورة "هود".
2 من الآية رقم "23" من سورة "الأعراف".
3 الكتاب 1/ 436.
1103- أول بيتين من الطويل أنشدهما الفراء في معاني القرآن 2/ 130، ولم يعزهما وقد سبق الاستشهاد بالبيتين في باب القسم.(3/1616)
وقول الأعشى:
1104-
لئن منيت بنا عن غب معركة ... لا تلفنا عن دماء القوم تنتفل
وقال ابن السراج:
"تقول: "إن تقم يعلم الله- أزورك" تعترض باليمين فيكون بمنزلة ما لم يذكر.
وغن جعلت الجواب للقسم أتيت بالام فقلت: "إن تقم يعلم الله لأزورنك" وتستر الفاء.
وكذلك: "إن تقم -يعلم الله - لآتينك".
تريد: فيعلم الله لأزورنك، وفيعلم الله لآتينك".
وإلى هذا ونحوه أشرت بقولي:
ونية الفا بعد شرط مع قسم ... تعطيه في رأي جوابا يلتزم1]
وإذا تقدم على الشرط استفهام نحو: "أإن تقم أقم".
__________
1 سقط ما بين القوسين من ع، ك من أول قوله: و"إذا اجتمع شرط وقسم".
1104- من البسيط "ديوان الأعشى 149"، وقد سبق الاستشهاد به في باب القسم.(3/1617)
فسيبويه يجعل الاعتماد على الشرط كأن الاستفهام لم يكن1.
ويونس يجعل الاعتماد على الاستفهام ناويا تقديم الفعل الثاني2.
وإلى هذا أشرت بقولي:
ويونس التقديم ينوي فرفع ... وعند سيبويه ذلك امتنع
ومن حجة سيبويه قوله تعالى: {أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} 3؟
وكل موضع استغنى فيه عن جواب الشرط، فلا يكون فعل الشرط فيه إلا ماضي اللفظ، أو مضارعا مجزوما بـ"لم" كقوله تعالى4: {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ} 5.
__________
1، 2 الكتاب 1/ 444.
قال سيبويه:
"هذا باب الجزاء إذا أدخلت فيه ألف الاستهفام، وذلك قولك: أإن تأتني آتك ... لا تغير الكلام عن حاله.
وذلك؛ لأنك أدخلت الألف على كلام قد عمل بعضه في بعض فلم يغيره، وإنما الألف بمنزلة الواو والفاء و"لا".
وأما يونس فيقول أإن تأتني آتيك، وهذا قبيح يكره في الجزاء".
3 من الآية رقم "34" من سورة "الأنبياء".
4 الأصل "نحو" في مكان "كقوله تعالى".
5 من الآية رقم "46" من سورة "مريم".(3/1618)
ولا يكون فعل الشرط مضارعا غير مجزوم بـ"لم" عند حذف الجواب إلا في ضرورة كقول الشاعر:
1105-
يثني عليك، وأنت أهل ثنائه ... ولديك إن هو يستزدك مزيد
وكقوله:
1106-
لئن يك1 قد ضاقت عليكم بيوتكم ... ليعلم ربي أن بيتي واسع
"ص"
ووصل "إذ" و"حيث" في الشرط بـ"ما" ... حتم، ومع غيرهما لن يحتما
وامنعه مع "أنى" و"من" و"مهما" ... والأصل "ما ما" أو "مه" أوليت "ما"
__________
1 ع، ك "تك".
1105- من الكامل ينسب إلى عبد الله بن عنمة، ورواية شرح الحماسة للمرزوقي.
................ ... ولديك إما يستزدك مزيد
والضمير في "يثني" يعود إلى السائل المتقدم ذكره في بيت قبل الشاهد.
"شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 1041، شرح ديوان الحماسة للتبريزي 2/ 429، همع 2/ 59 الدرر اللوامع 2/ 74 الخزانة 3/ 641".
1106- من الطويل سبق الاستشهاد به في باب القسم.(3/1619)
وأول "ما" "أيا" أو المجرور به ... كـ"أي ذين ما1، ونى فقد جبه"2
ونون "ايا" قبل "ما" إذا حذف ... مجرورها كما في الأسرا قد عرف
وعند سيبويه "إذا ما" حرف ... وهي عند ابن يزيد ظرف
واسم سواها غير "أن" وانسب إلى ... ظرفية ما بعد "أي" وخلا
ما قبلها منها و"أي" بحسب ... مصحوبها3 تعزى لما له انتسب
وقد أتت "مهما" و"ما" ظرفين في ... شواهد من يعتضد بها كفي
"ش" لا يجزم بـ"إذا" و"حيث" إلا مقرونتين4 بـ"ما"؛ لأنهما إذا تجردتا5 لزمتهما الإضافة إلى ما يليهما، والإضافة من خصائص الأسماء، فكانت منافية للجزم، فلما قصد جعل هاتين الكلمتين جازمتين ركبتا مع "ما" لتكفهما عن الإضافة وتهيئهما
__________
1 الأصل "عبديك" في مكان "ذين".
2 رد عن حاجته، واستقبل بالمكروه.
3 الأصل "مفهومها" في مكان "مصحوبها".
4 ع، ك "مقترنتين" في مكان "مقرونتين".
5 الأصل "تجردا".(3/1620)
لما لم يكن لهما من معنى وعمل، فصارت "ما" ملازمة لهما ما دامت المجازاة مقصودة بهما.
وزيادتها مع "من" و"أنى" و"مهما" ممنوعة.
ومع "إن" و"أي" و"أيان" و"أين" و"متى" جائزة.
وأصل "مهما": "ما ما" الأولى شرطية، والثانية زائدة فثقل اجتماعهما فأبدلت ألف1 الأولى هاء.
هذا قول البصريين.
ومذهب الكوفيين أن أصلها: "مه" بمعنى اكفف، زيدت عليها "ما"، فحدث بالتركيب معنى لم يكن.
وإذا زيدت "ما" مع "أي" والمضاف إليه مذكور فالأجود أن تتوسط2 بينهما كقوله تعالى: {أَيَّمَا 3 الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ} 4.
ويجوز أن يجاء بها بعد المضاف إليه كقول الشاعر:
1107-
فأيهما ما أتبعن فإنني ... حريص على إثر الذي أنا تابع
__________
1 ع، ك "الألف".
2 ع "يتوسط".
3 ع "أينما".
4 من الآية رقم "28" من سورة "القصص".
1107- من الطويل استشهد به الفراء في معاني القرآن 2/ 305 ولم يعزه لقائل، وروايته:
وأيهما............. ... ...................(3/1621)
ومثله قراءة ابن مسعود1 -رضي الله عنه- 2"أَيَّ الأجلين ما قضيت فلا عدوان علي".
فإن حذف ما تضاف3 إليه تؤنث ووليت "ما" كقوله تعالى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} 4.
ومذهب سيبويه أن "إذ" ركبت مع "ما" ففارقتها الاسمية، وصارت حرف شرط مثل "إن"5.
ومذهب المبرد6 وابن السراج، وأبي7 علي ومن تابعهم أن اسميتها باقية مع التركيب.
وأن مدلولها من الزمان صار مستقبلا بعد أن كان ماضيا.
والصحيح ما ذهب إليه سيبويه؛ لأنها قبل التركيب حكم باسميتها لدلالتها على وقت ماضي دون شيء آخر يدعى أنها دالة عليه.
__________
1 عبد الله بن مسعود بن الحارث الهذلي المكي، وأحد السابقين والبدريين، والعلماء الكبار من الصحابة، أول من أفشى القرآن من -في رسول الله- صلى الله عليه وسلم- توفي سنة 32هـ "ابن الجزري1/ 458".
2 من الأصل سقط "رضي الله عنه".
3 الأصل "يضاف".
4 من الآية رقم "110" من سورة "الإسراء".
5 ينظر الكتاب 1/ 431-433.
6 ينظرالمقتضب 2/ 47، 2/ 54.
7 ع "وابن علي".(3/1622)
ولمساواتها بعض الأسماء في قبول بعض علامات الاسمية كالتنوين، والإضافة إليها.
والوقوع موقع مفعول فيه نحو: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} 1.
وموقع مفعول به نحو: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} 2.
وأما بعد التركيب فمدلولها المجمع3 عليه: معنى المجازاة، وهو من معاني الحروف.
ومن ادعى أن لها مدلولا آخر زائدًا على ذلك فلا حجة له، وهي مع ذلك غير قابلة لشيء من العلامات التي كانت قابلة لها قبل التركيب فوجب انتفاء اسميتها، وثبوت حرفيتها.
كما ذهب إليه سيبويه4:
__________
1 من الآية رقم "134" من سورة "البقرة".
2 من الآية رقم "69" من سورة "الأعراف".
3 ع، ك "المجتمع".
4 قال سيبويه في الكتاب "1/ 431".
"هذا باب الجزاء فما يجازي به من الأسماء غير الظروف "من" و"ما" وأيهم.
وما يجازي به من الظروف: أي حين، ومتى، وأين، وأنى، وحثيما، ومن غيرهما إن وإذما.
ولا يكون الجزاء من "حيث" ولا في "إذ" حتى يضم إلى كل واحد منهما "ما" فتصير "إذ" مع "ما" بمنزلة "إنما"و "كأنما".
وليست "ما" فيهما بلغو ولكن كل واحد منهما مع "ما" بمنزلة حرف واحد".(3/1623)
وما سوى "إن" و"إذما" من أدوات الشرط فأسماء بإجماع المحققين.
وهي على ثلاث أضراب:
ضرب لا ظرفية فيه وهو "من" و"ما" و"مهما" [-في الأشهر-] 1.
وضرب لا يخلو من ظرفية وهو: "أين" و"متى" و"حيثما" و"أنى".
وضرب يستعمل ظرفا وغير ظرف، وهو "أي": تكون عارية من الظرفية إذا إضيفت إلى ما لا يدل على زمان ومكان.
وتكون ظرف زمان إذا2 أضيفت إلى اسم زمان.
وظرف مكان إذا3 أضيفت إلى مكان، نحو: "أَيَّهم تضرب أضرب" و"أي وقت تقم أقم" و"أي مكان تجلس أجلس".
وإلى هذا كله أشرت بقولي:
__________
1 سقط ما بين القوسين من جميع النسخ لكن سينبه المصنف في الصفحة القادمة على جوده هنا.
2، 3 في الأصل "أن" -في الموضعين.(3/1624)
.. وانسب إلى ... ظرفية ما بعد "أي" وخلا
ما قبلها منها و"أي" بحسب ... مصحوبها1، تعزى لما له انتسب
أي:
تنسب [أي] إلى الأسماء المجردة عن الظرفية إن أضيفت إلى شيء منها.
وإلى أسماء الزمان أو المكان إن أضيفت إلى شيء منها.
لأنها بعض ما تضاف2 إليه.
[وإنما قلت: و"ما" و"مهما" في الأشهر؛ لأن جميع النحويين يجعلون "ما" و"مهما" مثل "من" في لزوم التجرد عن الظرفية مع أن استعمالها ظرفين ثابت في أشعار الفصحاء من3 العرب.
كقول الفرزدق.
1108-
وما تحي لا ارهب وإن كنت جارما ... ولو عد أعدائي علي لهم دَحْلَا
__________
1 الأصل "مفهومها".
2 الأصل "يضاف".
3 ع، وك "في أشعار العرب".
1108- من الطويل "ديوان الفرزدق 2/ 686" من قصيدة في مدح الحكم بن أيوب بن أبي عقيل، وكان على البصرة.
والذحل: الثأر وقيل: هو العداوة والحقد.(3/1625)
وكقوله:
1109-
وما تك يا ابن عبد الله فينا ... فلا ظلما نخاف ولا افتقارا
وكقوله:
1110-
فما تحي لا أخش العدو ولا أزل ... على الناس أعلو من ذرى المجد مفرعا
وكقول تميم العجلاني:
1111-
ولو كحلت حواجب خيل قيس ... بتغلب بعد كلب ما قذينا
1112-
ما تسلم لكم أفراس قيس ... فلا ترجوا1 البنات ولا البنينا
__________
1 ع "نرجو" في مكان" "ترجوا".
1109- من الوافر "ديوان الفرزدق 1/ 193 قاله الفرزدق في مدح الجراح بن عبد الله، أمير البصرة.
1110- من الطويل "ديوان الفرزدق 2/ 527" والرواية في الديوان.
فما يحيى لا أخش العدو ولا أزل ... ..............................
الذرى -جمع ذروة- وهي من كل شيء أعلاه، مفرعا: صاعدا.
والبيت من قصيدة يمدح بها الفرزدق أسد بن عبد الله القسري.
1111-1112- من الوافر قالهما تميم العجلاني "الديوان 314 والرواية في الديوان
......................... ... بكلب بعد تغلب ما قذينا
القذى: ما يقع في العين، قيس بن عيلان أبو قبيلة واسمه إلياس بن مضر.
تغلب: ابن وائل بن قاسط أبو حي من العرب، كلب: حي من قضاعة.(3/1626)
وكقول عبد الله بن الزبير الأسدي:
1113-
فما تحي لا نسأم حياة، وإن تمت ... فلا خير في الدنيا ولا العيش أجمعا
وكقول طفيل الغنوي:
1114-
نبئت أن أبا شتيم يدعي ... مهما يعش يسمع بما لم يسمع
وكقول حاتم الطائي:
1115-
وإنك مهما تعط بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا] 1
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل.
1113- من الطويل وقد نسبه المصنف إلى قائله.
1114- من الكامل "ديوان طفيل الغنوي 104، 105".
1115- من الطويل من قصيدة لحاتم الطائي "الديوان ص68" والرواية في الديوان:
وإنك إن أعطيت.......... ... .........................
ولا شاهد فيه حنيئذ.
والبيت من شواهد المغني 1/ 331، وهمع الهوامع 2/ 57، والدرر 2/ 73، والأشموني 4/ 12.(3/1627)
فصل في 1 "لو":
"ص"
"لو" حرف شرط يقتضي2 امتناع ما ... يلي، وكون تلو تلو لازما
وفي المضي استعملت وربما ... أصحبها الآتي من تكلما
وجوز الجزم بها في الشعر ... ذو حجة ضعفها من يدري
وهي في الاختصاص بالفعل كـ"إن" ... وباشرت "أن" كـ"لو أني فطن"
وليس حتما كون فعل خبرا ... من بعد "لو أن" ومما أثرا
"لو أن حيا مدرك الفلاح ... أدركه ملاعب الرماح"
وقد يلي اسم "لو" وبعد فعل ... مفسر رافع الاسم قبل
ومغرب3 من بسوى ذا ينطق ... كـ"لو بغير الماء حلقي شرق"
__________
1 ع، ك سقط "في".
2 ط، ع، ك "يقتضي" في مكان "مقتضى"، وهي عبارة الأصل وس، ش.
3 ط "ومعرب".(3/1628)
وقد يلي مضارع "لو" فيجب ... مضيه معنى كـ"لو يجفو ضرب"
وهي جوابا تقتضي كـ"لم أبن" ... أو "بنت"1 والمثبت باللام قرن
ومع نفيه بـ"ما" قد توجد2 ... ومع الإثبات قليلا تفقد
ولدليل حذفه أجز كما ... أجيز في جواب "إن" إن علما
وفي "فلو في سالف الدهر" حذف ... جواب "لو" والشرط -أيضا- إذ عرف
"ش" "لو" على ضربين: موصولة، وشرطية.
فالموصولة: التي يصلح في موضعها "أن".
وأكثر ما تقع بعد "ود" أو ما في معناها.
وقد تقدم ذكرها مع الموصولات.
والشرطية مرادفة لـ"إن" كالتي في قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ} 3.
__________
1 س ش ط "جئت" ع "يثبت" في مكان "بنت".
2 ع "يوجد".
3 من الآية رقم "9" من سورة "النساء".(3/1629)
وغير مرادفة لـ "إن" وهي أكثر وقوا من غيرها.
وعبارة سيبويه عنها1 أن قال2:
"وأما "لو" فلا كان سيقع لوقوع غيره".
يعني: أنك إذا قلت: "لو قام زيد لقام عمرو" فمقتضاه:
أن القيام من عمرو كان متوقعا لحصول قيام من زيد على تقدير حصوله.
وليس يهذه الاعبرة تعرض لكون الثاني حاصلا للحصول بدون حصول الأول، أو لا.
والحق فيه أه صالح لذلك.
وأن الأول محكوم بعدم حصوله؛ لأنه قد يقال: "لو ترك العبد سؤال ربه لأعطاه".
فترك السؤال محكوم بعدم حصوله، والعطاء محكوم بحصوله على كل حال.
والمعنى: أن عطاءه3 حاصل مع ترك السؤال، فكيف مع السؤال؟
ومنه قول عمر -رضي الله عنه- في صهيب -رضي الله عنه-4:
__________
1 ع، ك سقط "عنها".
2 ينظر الكتاب 2/ 307.
3 سقط من الأصل "عطاؤه".
4 في الأصل "رضي الله عنهما".(3/1630)
"لو لم يخف الله لم يعصه".
والعبارة الجيدة في "لو" أن يقال: "حرف يدل على انتفاء تال يلزم لثبوته ثبوت تاليه".
وهذا معنى قولي:
"لو" حرف شرط يقتضي1 امتناع ما ... يلي وكون تلو تلو لازما2
فقيام زيد من قولك: "لو قام زيد لقام عمرو" معلم بانتفائه فيما مضى، وكونه مستلزما ثبوته لثبوت قيام من عمرو.
وهل لعمرو قيام آخر غير اللازم عن قيام زيد أو ليس له؟ لا تعرض لذلك، بل الأكثر كون الثاني والأول غير واقعين، فهذا حاصل قولي:
..... يقتضي3 امتناع ما ... يلي، وكون تلو تلو لازما
ثم4 نبهت على أن أكثر استعمالها في المضي، وأن استعمالها في الاستقبال قليل بقولي:
__________
1 ع، ك "يقتضي"، وفي الأصل "مقتضى".
2 ع ك سقط "وكون تلو تلو لازما".
3 ع، ك "يقتضي"، وفي الأصل "مقتضى".
4 سقط من الأصل "ثم".(3/1631)
وفي المضي استعملت، وربما ... أصحبها الآتي من تكلما
ومن استعمالها مع الآتي قول الشاعر:
1116-
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت ... علي ودوني جندل وصفائح
1117-
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا1 ... إلهيا صدى من جانب القبر صائح
وأجاز الجزم بها في الشعر قوم منهم الشجري، واحتج بقول الشاعر:
1118-
لو يشأ طار به2 ذو معية ... لاحق الآطال3 نهد ذو خصل
__________
1 ع، ك "رقي".
2 في الأصل "طار بها".
3 ع "الأبطال".
1116-1117- من الطويل قالهما توبة بن الحمير "ديوان الحماسة 2/ 157، أمالي القالي 1/ 87، شرح التبريزي للحماسة 2/ 108، وروايته "تربة" في مكان "جندل" الأضداد الأنباري ص325".
الصفائح: الحجارة العراض يغطي بها القبر، والجندل: الحجارة، زقا: صاح.
1118- من الرمل استشهد به ابن الشجري على الجزم بـ"لو" في =(3/1632)
وهذا لا حجة فيه؛ لأن من العرب من يقول: "جاء يجي"1 و"شاء يشا"2 بترك الهمزة.
[فيمكن أن يكون قائل هذا البيت من لغة ترك همزة "يشاء" فقال: "يشا" ثم أبدل الألف همزة] 3.
كما قيل في "عالم" و"خاتم": "عالم" و"خأتم".
وكما فعل ابن ذكوان4 في "تأكل منسأته"5 حين قرأ6
__________
= الضرورة ولم ينسبه "الأمالي الشجرية 1/ 333".
ونسبه البعض في علقمة ولم أعثر عليه في ديوانه، ونسبه أبو تمام في الحماسة مع بيتين آخرين إلى امرأة من بين الحارث بن كعب "شرح ديوان الحماسة للمزروقي 1108، سر الصناعة 65، الخزانة 4/ 522 همع 2/ 64 أمالي الشرجي 1/ 187، والضمير في "به" يعود إلى الفارس الذي ورد ذكره في البيت السابق وهو:
فارسا ما غادروه ملحما غير زميل ولا نكس ولك والميعة: النشاط -لاحق الآطال: ضامرها، والآطال جمع أطل وهي الخاصرة، النهد: المشرف، الخصل: لفائف الشعر.
1 ع والأصل "يجيء".
2 ع، ك "يشاء".
3 ع سقط ما بين القوسين.
4 عبد الله بن أحمد بن بشر بن ذكوان الفهري القرشي، شيخ الإقراء بالشام مات سنة242هـ "الجزري 1/ 404".
5 من الآية رقم "14" من سورة "سبأ".
6 ع سقط "قرأ".(3/1633)
"منسأته" بهمزة ساكنة1.
والأصل: "منسأة" مفعلة من نسأه، أي: زجره بالعصا ولذلك
سميت منسأة.
فأبدل الهمزة ألفا، ثم أبدل الألف همزة ساكنة.
فعلى ذلك يحمل قوله:
لو يشأ.......... ... ................
وأما قول الشاعر:
1119-
تامت فؤادك لو يحزنك ما صنعت ... إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا
فهذا من تسكين ضمة الإعراب تخفيفا كما قرأ أبو عمرو:
"ينصركم"2 "ويشعركم"3.
وكما قرأ بعض السلف4: {وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} 5.
__________
1 ينظر المحتسب 2/ 187.
2 من الآية رقم "160" من سورة "آل عمران"، ومن الآية رقم "20" من سورة "الملك".
3 من الآية رقم "109" من سورة الأنعام.
4 نسبها ابن جني إلى ابن زيد "المحتسب 1/ 109، 1/ 119، 2/ 338".
5 من الآية رقم "80" من سورة "الزخرف".
1119- من البسيط ينسب إلى لقيط بن زراره "شرح شواهد المغني 2/ 665، اللسان "تيم، الأشموني 4/ 23".
تامت: تيمت.(3/1634)
-بسكون اللام-.
ثم نبهت على أنها في الاختصاص بالفعل كـ"أن".
وذكرت1 ما تنفرد2 به من مباشرة "أن" نحو "لو أن زيدا قام لقمت".
وزعم الزمخشري أن بين "لو" و"أن"3: "ثبت مقدر4.
وهو خلاف ما ذهب إليه سيبويه، فإن سيبويه شبهها في مباشرة "أن" على سبيل الشذوذ بانتصاب "غدوة" بعد "لدن"5.
فـ"أن"6 الواقعة بعد "لو" في موضع رفع "بالابتداء، وإن كانت لا تدخل على مبتدأ غيرها.
كما أن "غدوة" بعد "لدن" تنتصب، وإن كان غيرها بعدها يجب جره.
__________
1 ع "وذكر".
2 الأصل "ينفرد".
3 ع "أن لو".
4 قال الزمخشري في الكشاف 3/ 559.
{وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ} .
أنهم صبروا في موضع الرفع على الفاعلية؛ لأن المعنى: ولو ثبت صبرهم.
5 ينظر الكتاب 1/ 388.
6 ع، ك "وأن" في موضع "فإن".(3/1635)
على أنه قد ولي" لو" اسم صريح مرفوع بالابتداء في قول الشاعر:
1120-
لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري
ولذلك وجه من النظر:
وهو أن "لو" لما لم تصحب1 -غالبًا- إلا فعلا ماضيا، وهو لازم البناء لم تكن عاملة.
ولما لم تكن عاملة لم يسلك بها سبيل2 "إن" في الاختصاص بالفعل أبدًا.
فنبه على ذلك بمباشرتها "أن" كثيرا، وبمباشرة غيرها قليلا3.
وقد زعم أبو علي أن تقدير:
لو بغير الماء حلقي شرق ... ......................
__________
1 ع، ك "يصحب".
2 ع، ك" لم تسلك سبيل".
3 ينظر سيبويه 1/ 462.
1120- من الرمل قاله علي بن زيد العبادي "الديوان ص93" يخاطب النعمان بن المنذر من أبيات لها قصة مشهورة.
الشرق: الشجا.
غص الماء وغيره: شرق.
الاعتصار: شرب الماء قليلا قليلا لتزول الغصة.(3/1636)
لو شرق بغير الماء حلقي هو شرق.
فـ"هو شرق": جملة اسمية مفسرة للفعل المضمر.
وهذا تكلف لا مزيد عليه، فلا يلتفت إليه.
وقد حمل الزمخشري أدعاؤه: إضمار/ "ثبت" بين "لو" و"أن" على التزام كون الخبر فعلا، ومنعه أن يكون اسما، ولو كان بمعنى فعل نحو: "لو أن زيدا حاضر"1.
وما منعه شائع ذائع في كلام العرب، كقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ} 2.
وكقول الراجز:
1121-
لو أن حيا مدرك الفلاح
1122-
أدركه ملاعب الرماح
__________
1 قال الزمخشري في المفصل يتحدث عن "أن" و"لو":
ولابد من أن يليهما الفعل، ونحو قوله تعالى: {لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ} ، "إن امرؤ هلك على إضمار فعل يفسره الظاهر، ولذلك لم يجز "لو زيد ذاهب"، ولا "إن عمرو خارج"، ولطلبهما الفعل وجب في "أن" الواقعة بعد "لو" أن يكون خبرها فعلا كقولك: لو أن زيدا جاءني لأكرمته" وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ} .
ولو قلت: لو أن زيدا حاضر لأكرمته لم يجز.
2 من الآية رقم "27" من سورة "لقمان".
1121-1122- البيتان من قصيدة طويلة قالها لبيد بن ربيعة "الديوان ص42". =(3/1637)
وكقول الشاعر:
1123-
ولو أن حيا فائت الموت فاته ... أخو الحرب فوق القارح العدوان
وكقول الآخر:
1124-
ولو أن ما أبقيت مني معلق ... بعود ثمام ما تأود عودها
__________
= ملاعب الرماح: هو ملاعب الأسنة عامر بن مالك بن جعفر، أحد الفرسان الذين يضرب بهم المثل في الشجاعة والإقدام.
وإنما قال لبيد: ملاعب الرماح، وإنما هو ملاعب الأسنة للضرورة.
ورواية المصنف هي رواية الديوان: نقد الشعر 179 واللسان، ورواية ابن الشجري في حماسته 1/ 329:
لو كان شيء مدرك الفلاح
1123- من الطويل من قصيدة قالها صخر بن عمرو بن الشريد السلمي "الأصمعيات 147، اللسان "عدا"، وقد ذكر القصيدة التي منها الشاهد العيني 4/ 459".
القارح: من قولهم قرح ذو الحافر: انتهت أسنانه، وإنما ينتهي في خمس سنين.
العدوان: بفتح العين والدال: شديد العدو.
1124- من الطويل ينسب لأكثر من واحد فقد نسبه المبرد في الكامل 1/ 172 إلى قيس بن معاذ مجنون ليلى ورجح العيني أن قائله أبو العوام بن كعب بن زهير 4/ 457، وقد ينسب إلى الحسين بن مطير، وكثير عزة "أمالي القالي 1/ 43، الأشموني 4/ 42".
الثمام: نبت ضعيف، ما تأود: ما تعوج.
يصف الشاعر نفسه بالضعف فلم يبق منه الحب إلا شيئا يسيرا لو علق بعود ثمام ما اعوج.(3/1638)
وكقول الآخر:
1125-
ولو أنه عصفورة لحسبتها ... مسومة تدعو عبيدا وأزنما
وقد انفردت "لو" بأن جوابها لا يكون إلا فعلا ماضيا، أو مضارع مجزوما به "لم".
وقلما يخلو من اللام إن كان مثبتا نحو: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} 1.
وخلوه من اللام في الإثبات قليل كقوله تعالى: [ {لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ} 2.
__________
1 من الآية رقم "22" من سورة "الأنفال".
2 من الآية رقم "155" من سورة "الأعراف".
1125- من الطويل من قصيدة قالها العوام بن شوذب الشيباين في أسر بسطام بن قيس يجيبه في يوم العظالي، وهو آخر وقعة كانت بين بكر بن وائل، وبني تميم في الجاهلية اللسان "أين" الخصائص 1/ 13، 2/ 180، 182، العيني 4/ 467".
مسومة: خيولا معلمة، أزنما: بطن من بني يربوع، يصف الشاعر مخاطبه بغاية الجبن.(3/1639)
وكقوله -تعالى1] {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ} 2.
وإن كان منفيا بـ"لم" امتنعت اللام.
وإن كان منفيا بـ"ما"3 جاز لحاقها والخلو منها إلا أن الخلو منها أجود. وبذلك نزل القرآن الكريم4 كقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا} 5.
وهذا كله مفهوم من قولي:
ومع نفيه بـ"ما" قد توجد ... ومع الإثبات قليلا تفقد
[وأشرت بقولي:
.... وبعد "لو" قد يكتفى ... بالمبتدا عن الجواب6
إلى قوله تعالى: 7 {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} 8] .
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل.
2 من الآية رقم "9" من سورة "النساء".
3 ع "بها" في مكان "بما".
4 سقط من الأصل "الكريم".
5 من الآية رقم "153" من سورة "البقرة".
6 هذا البيت مفقود من جميع النسخ.
7 من الآية رقم "103" من سورة "البقرة".
8 سقط ما بين القوسين من الأصل.(3/1640)
ثم بينت أن جواب "لو" يستغنى عنه لدليل، كما استغني عن جواب "إن".
فمن ذلك قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا} 1.
ومنه قوله: تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} 2.
وأنشد الأخفش بيتا حذف فيه شرط "لو"، وجوابها وهو قول الشاعر:
1126-
إن يكن طبك الدلال فلو في ... سالف الدهر والسنين الخوالي
وقال: يريد: فلو كان في سالف الدهر لكان كذا وكذا.
وإلى هذا أشرت بقولي:
وفي "فلو في سالف الدهر" حذف ... جواب "لو" والشرط..........
__________
1 من الآية رقم "31" من سورة "الرعد".
2 من الآية رقم "91" من سورة آل عمران.
1126- من الخفيف قاله عبيد بن الأبرص ورواية الديوان ص113:
................... ... .....والليالي الخوالي
الدلال: أن تري المرأة للرجل جرأة عليه في تغنج، وتشكل كأنها تخالفه وليس بها خلاف، سالف الدهر: المتقدم منه، ويقصد أيام الشباب.(3/1641)
فصل في لما وإما:
"ص"
حرف وجوب لوجوب "لما" ... أولي فعلا ماضيا كـ"اهتما"
وبعد تلوها جواب مثله ... كـ"الفضل1 لما جاء سر2 أهله"
وقد يجاب3 بابتداء مع فا ... وبـ"إذا" فجاءة قد يكتفى
ورادفت حينا لدى أبي علي ... وسيبويه ذو المقال الأول
ورادفت "إلا" بإثر قسم ... وبعد نفي ذاك -أيضا- قد نمي
وفسروا "أما" بـ"مهما يك من ... شيء وبالفا تلو تلوها قرن
__________
1 ط "الفصل".
2 ط "يسر" في مكان "سر".
3 ط "يجاء" في مكان "يجاب".(3/1642)
وتلوها اسم بعد مقرونا1 بفا ... فعل أو اسم يكمل التألفا2
وإن تلت "إن" لفظ "أما" فاجعلا ... جواب "أما" مغنيا لتعدلا
وحذف ذي ألفا مع قول صح في ... نثر، ودون القول في شعر قفي
"ش" "لما" في كلام العرب على ثلاثة أقسام:
الأول: أن تكون نافية جازمة.
وقد تقدم ذكرها، وأن الذي يليها من الأفعال مضارع اللفظ، ماضي المعنى.
والثاني: أن تكون حرفا يدل على وجوب شيء لوجوب غيره.
ولا يليها إلا فعل خالص المضي، أي: ماضي لفظا، ومعنى كقوله تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا} 3.
وهي حرف عند سيبويه4، وظرف بمعنى "حين"5
__________
1 ط ع ك "مقرون".
2 ط "التا ألفا".
3 من الآية رقم "59" من سورة "الكهف".
4 قال سيبويه 1/ 50:
5 ع، ك سقط: "بمعنى حين".
"هذا باب ما يختار فيه النصب، وليس قبله منصوب بني على الفعل ... وذلك أن من الحروف حروفا لا يذكر بعدها إلا الفعل، ولا يكون الذين يليها غيره مظهرا أو مضمرا.
فمما لا يليه الفعل إلا مظهرا: "قد" و"سوف" و"لما"، ونحوهن".(3/1643)
عند أبي علي.
والصحيح قول سيبويه؛ لأن المراد أنهم أهلكوا بسبب ظلمهم لا أنهم أهلكوا حين ظلمهم؛ لأن ظلمهم متقدم على إنذارهم، وإنذارهم متقدم على إهلاكهم.
ولأنها تقابل "لوط؛ لأن "لو" في الغالب تدل على امتناع لامتناع، و"لما" تدل على وجوب لوجوب.
ويحقق تقابلهما أنك تقول: "لو قام زيد لقام عمرو، لكنه لما لم يقم زيد1 لم يقم عمرو"2.
[ويقوي قول أبي علي أنها قد جاءت لمجرد الوقت في قول الراجز:
1127-
إني لأرجو محرزا أن ينفعا
1128-
إياي لما صرت شيخا قلعا3]
__________
1 ع، ك سقط "زيد".
2 ع، ك سقط "عمرو".
3 سقط ما بين القوسين من الأصل.
1127-1128- رجز أنشده ابن الأعرابي ولم ينسبه "اللسان 10/ 164، شواهد التوضيح والتصحيح 26".
شيخ قلع: يتقلع إذا قام.(3/1644)
والثالث: أن تكون بمعنى "إلا" في قسم كقوله: "عزمت عليك لما ضربت كاتبك سوطا".
وكقول الراجز1:
1129-
قالت له: بالله يا ذا البردين
لما غنثت نفسا أو اثنين
وقد تكون بمعنى "إلا" بعد نفي دون قسم ومنه قراءة ابن عامر2، وعاصم، وحمزة: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ} 3 و {إِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} 4.
أي: ما كل ذلك5 إلا جميع، وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدينا.
__________
1 ع، ك "الآخر" في مكان "الراجز".
2 سقط من الأصل "ابن عامر"، وهو من بين القارئين بهذه القراءة "385 إتحاف فضلاء البشر".
3 من الآية رقم "32" من سورة "يس".
4 من الآية رقم "35" من سورة "الزخرف".
5 سقط "ذلك".
1129- من السريع وليس من الرجز؛ لأن الرجز لا يكون على زنة "مستفعلن مستفعلن فعولات"، وهذا البيت لم يعزه أحد لقائل، ويحتمل أن يكون من قصيدة خطام المجاشعي التي ذكر صاحب الخزانة أبياتا منها 1/ 367.
غنث: شرب ثم تنفس. قال الأمير في حاشيته على المغني 1/ 220، كنت بهذا الفعل عن الجماع "المخصص 11/ 94، اللسان "غنث" شرح الشواهد 2/ 683".(3/1645)
ومثال وقوع جواب "لما" جملة ابتدائية قوله تعالى: {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} 1.
ومثال وقوع جوابها مقرونا بـ"إذا" المفاجأة قوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا 2 يَرْكُضُونَ} 3.
ومن المحروف اللائق ذكرها بهذا الباب "أما" وفيها معنى الشرط والتفصيل.
وتقدر بـ"مهما يك من شيء".
ولا يليها فعل؛ لأنها قائمة [مقام، حرف شرط، وفعل شرط، فلو وليها فعل لتوهم أنه فعل الشرط، ولم يعلم بقيامها4] مقامة.
وإذا5 وليها اسم بعده6 الفاء كان في7 ذلك تنبيه8 على ما قصد من كون ما وليها مع ما بعده جوابا.
والمقرون بالفاء بعد ما يليها:
__________
1 من الآية رقم "32" من سورة "لقمان".
2 هـ "منا".
3 من الآية رقم "12" من سورة "الأنبياء".
4 سقط ما بين القوسين من ع.
5 الأصل "فإذا".
6 ع "بعدها".
7 هـ سقط "في".
8 هـ "تنبيها".(3/1646)
إما مبتدأ نحو: "أما قائم فزيد".
وإما خبر نحو: "أما زيد فقائم".
وإما عامل فيما وليها أو مفسر عامل فيه نحو: "أما زيدا1 فأكرم، وأما عمرا فأعرض عنه".
وقد تليها "إن" فيغني2 جواب "أما" عن جوابها كقوله تعالى:3 {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} 4.
وقد تقدم أن الجواب الأول الشرطين المتواليين5 نحو قوله تعالى6: {إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} 7.
فإذا كان أول الشرطين "أما" كانت أحق بذلك من وجهين:
أحدهما: أن جوابها إذا انفردت لا يحذف أصلًا، وجواب غيرها إذا انفرد يحذف كثيرًا لدليل.
__________
1 ع "زيد".
2 هـ "معنى" في مكان "فيغني".
3 الآيتان رقم "88، 89" من سورة "الرحمن".
4 ع، ك سقط و"جنة نعيم".
5 ع سقط "المتواليين".
6 سقط من الأصل "قوله -تعالى-".
7 من الآية رقم "34" من سورة "هود".(3/1647)
وحذف ما عهد حذفه أولى من حذف ما لم يعهد1 حذفه.
الثاني: أن "أما" قد التزم معها حذف فعل الشرط، وقامت هي مقامه. فلو حذف جوابها لكان ذلك إجحافا.
و"إن" ليست كذلك.
ويجوز حذف الفاء بعدها إذا كان المقرون بها قولا باقيا ما هو2 محكي به كقوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} 3. الأصل: فيقال لهم: أكفرتهم.
ولا تحذف -غالبا- دون مقارنة قول إلا في ضرورة قول الشاعر:
1130-
فأما القتال: لا قتال لديكم ... ولكن سيرا في عراض المراكب
-والله أعلم-.
__________
1 ع، ك "يعلم" في مكان "يعهد".
2 هـ سقط "ما".
3 من الآية رقم "106" من سورة "آل عمران".
1130- من الطويل نسبه البغدادي في الخزانة 1/ 217، إلى الحارث بن خالد المخزومي، ونسبه القيسي في إيضاح شواهد الإيضاح ص20 إلى الوليد بن نهيك أحد بني ربيعة بن حنظلة من تميم ثم قال: =(3/1648)
فصل في "لولا" و"لوما" وما يتعلق بهما:
"ص"
على امتناع لوجود دلتا ... "ولولا" و"لوما" حيث باسم خصتا
وبعد "لم يفعل" جوابا أو "فعل" ... مصحوب لام، وسقوط اللام قل
وكجواب "إن" جواب ذين في ... حذف إذا المراد ليس بالخفي
وبهما التحضيض مز1 و"هلا" ... "ألا" كذا و2 أولهن الفعلا
__________
= وينسب للكميت بن زيد بن الكميت بن معروف، وقبل البيت:
فضحتم قريشا بالفرار وأنتم
قمدون سودان عظام المناكب
قال صاحب الأغاني: هما بيتان هجا بهما بني أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس، العراض -جمع عرض- بمعنى الناحية.
المواكب: الجماعة ركبانا أو الجماعة مشاة.
"أمالي الشجري 1/ 285 المقتضب 2/ 71، شرح المفصل 7/ 134، 9/ 12، العيني 1/ 577، 4/ 474، همع 2/ 76، الدرر 2/ 84".
1 الأصل، وس ش "من" في مكان "مز".
2 ط "أو" في مكان الواو من "وأولهن".(3/1649)
وقد يلي اسم فيه فعلا أعملا ... مؤخرا، أو مضمرا واذكر "ألا"
فهي كـ"ألا" إن بها عرض قصد ... وخصها بالفعل حيثما ترد
وذات الاستفتاح أولها الجمل ... بغير قيد كـ"ألا زيد بطل".
"ش" لـ"لولا" و"لوما" استعمالان:
أحدهما: يدلان فيه على امتناع شيء لثبوت غيره.
ويقتضيان1 حينئذ مبتدأ ملتزما حذف خبره، وجوابا مصدرا بفعل ماض لفظا ومعنى، أو بمضارع2 مجزوم بـ"لم".
ويقترن3 الأول إن كان مثبتا بلام4 مفتوحة كقوله تعالى: {لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} 5.
وإن كان منفيا لم يقترن باللام [كقوله تعالى: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} 6.
__________
1 ع ك "ويقتضيان فيه".
2 ع، ك "مضارع".
3 ع "ويعنون" في مكان "ويقترن".
4 ع ك "باللام".
5 من الآية رقم "31" من سورة "سبأ".
6 من الآية رقم "21" من سورة "النور".(3/1650)
وكقول الأنصاري -رضي الله عنه-:
1131-
والله لولا الله ما اهتدينا
1132-
ولا تصدقنا1 ولا صلينا2]
وقد يقترن بها المنفي بـ"ما" كقول الشاعر:
1133-
لولا رجاء لقاء الظاعنين لما ... ابقت نواهم لنا روحا ولا جسدا
وربما خلا3 منها المثبت كقول الشاعر4:
1134-
وكم موطن لولاي طحت كما هوى ... بإجرامه من قلة النيق منهوي
__________
1 ع ك سق قوله:
............ ... ولا تصدقنا ولاصلينا
2 سقط ما بين القوسين من الأصل وجاء موضعه: كقول الراجز:
لو ما هوى عرس كميت لم أبل
3 ع ك "وقد يخلو" في مكان "وربما خلا".
4 ع، ك "الآخر" في مكان "الشاعر".
1131-1132- سبق الحديث عن هذا الرجز في باب القسم.
1133- من البسيط استشهد به الأشموني 4/ 50 ولم ينسبه، ولم أعثر على قائله.
1134- من الطويل قاله يزيد بن الحكم، وقد سبق الاستشهاد به في باب حروف الجر "الخصائص 2/ 259، المنصف 1/ 72، أمالي الشجري 2/ 212، أمالي القالي 1/ 68، الخزانة 2/ 230، العيني 3/ 262، همع الهوامع 2/ 33، طاح: أشرف على الهلاك، هوى: سقط، قلة النيق: أعلى الجبل.(3/1651)
[وكقول الآخر:
1135-
أتطمع فينا من أراق دماءنا ... ولولا لم يعرض1 لأحسابنا حسن2]
أنشدهما3 الفراء4
والضميران عنده في موضع رفع، كما يقول الأخفش.
وإذا5 دل دليل على جواب "لولا" و"لوما" حذف كما فعل بجواب "إن".
فمن ذلك قول الله6 تعالى:7 {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} 8.
ويدلان على التحضيض فيختصان بالأفعال9 كقوله
__________
1 ع "لم يعرفوا" في مكان "لم يعرض".
2 سقط ما بين القوسين من هـ.
3 ع "أنشده".
4 في معاني القرآن 2/ 85.
5 هـ "فإذا".
6 ع، ك "قوله تعالى".
7 من الآية رقم "10" من سورة "النور".
8 الأصل و"أن الله رءوف رحيم".
9 هـ "بالدخول على الأفعال".
1135- من الطويل: سبق الاستشهاد به في باب حروف الجر، وقد أنشده الفراء في معاني القرآن 2/ 85.(3/1652)
-تعالى-: {لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ} 1 و [قوله] : {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ} 2.
ويشاركهما3 في التحضيض "هلا" و"ألا".
وقديلي حرف التحضيض اسم معمل فيه فعل متأخر أو محذوف لدلي كقول الشاعر:4.
1136-
الآن بعد لجاجتي تلحونني ... هلا التقدم والقلوب صحاح
[وكقول الآخر:
1137-
أتيت بعبد الله في القد موثقا ... فهلا سعيدا ذا الخيانة والغدر5]
__________
1 من الآية رقم "8" من سورة "الأنعام".
2 من الآية رقم "7" من سورة "الحجر".
3 الأصل و"ع "وشاركهما".
4 هـ سقط "الشاعر".
5 هـ سقط ما بين القوسين.
1136- من الكامل قال العيني 4/ 474 لم أقف على اسم قائله.
لجاجتي: غضبي، تلحونني: تلومونني.
المعنى: أنكم تلومونني الآن بعد ما وقع بيني وبينه، فهلا كان ذلك والقلوب عامرة بالمحبة -"مجالس ثعلب 75".
1137- من الطويل لم أعثر على من نسبه لقائل "أمالي الشجري" 1/ 353، العيني 4/ 475، الأشموني 4/ 15".
القد: سير من جلد يقد غير مدبوغ.(3/1653)
وكقول1 الآخر:
1138-
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم ... بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا
وربما ولي حرف التحضيض مبتدأ وخبر كقول الشاعر:
1139-
ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة ... إلي فهلا نفس ليلى شفيعها
__________
1 ع، ك "كقوله".
1138- من الطويل من قصيدة لجرير بن عطية يهجو الفرزدق والرواية في الديوان 338.
............. أفضل سعيكم ... .............هلا الكمي ...
العقر: ضرب قوائم الناقة بالسيف، النيب: الناقة المسنة.
بني ضوطري: ذم وسب والضوطري: الرجل الضخم اللئيم الذي لا غناء فيه.
الكمي: الشجاع المتكمى في سلاحه أو الجريء الشجاع المقدام.
المقنع: الذي على رأسه البيضة والمغفر.
وقد نسب البغدادي البيت في الخزانة 1/ 461 للأشهب بن رميلة.
1139- من الطويل ذكره أبو تمام في الحماسة 2/ 89 ولم ينسبه، ونسبه ابن جني في إعراب الحماسة نلصمة بن عبد الله القشيري، وفي الحماسة البصرية 183 نسب للمجنون، ونسبه العيني 3/ 416، 4/ 457، 478 إلى قيس بن الملوح، وهو في ديوانه ص195.
والشاهد موجود في ديوان ابن الدمينة 206.
وممن نسب الشاهد للمجنون السيوطي في شرح شواهد المغنى 79، وصاحب زهر الآداب 128 ونسبه ابن خلكان في وفيات الأعيان لابراهيم الصولي.(3/1654)
والأجود أن ينوى بعد "هلا": "كان" الشأنية، ويجعل نفس ليلى شفيعها" خبرًا.
وألحق بحروف التحضيض في الاختصاص بالفعل "ألا" المقصود بها العرض نحو: "ألا تزورنا".
وهي مركبة من "لا" والهمزة.
وأما "ألا" المستفتح1 بها فغير مركبة ولا مختصة.
بل جائز أن تصدر بها جملة أسمية نحو: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ} 2.
وجملة فعليه نحو: {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُم} 3.
__________
1 ع "المفتتح".
2 من الآية رقم "12" من سورة "البقرة".
3 من الآية رقم "8" من سورة "هود".(3/1655)
باب العدد
مدخل
...
باب العدد:
"ص"
بالتاء إلى الثلاثة اذكر عشره ... في عد ما آحاده مذكره
واحذف لتأنيث1 ومعدود يلي ... بالجر جمع قلة كـ"أشمل".
وناب ذو الكثرة فيما عدما ... ذا قلة نحو: "قلوب" و"دما"
و"القرء" و"الأقراء" مما يؤثر ... واستعملوا مع ذا "ثلاثة قرو"
وما من التذكير والتأنيث في ... لفظ اسم اعتبر وموصوف قفي
بالوصف نحو: "ربعة"2 وربما ... رجح معنى اسم لداع علما
__________
1 هـ "لما ثبت" في مكان "التأنيث".
2 في الأصل "ركعة".(3/1656)
و"مائة" -أيضا- أضف لكن إلى ... فرد ونادرا سوى ذا جعلا
وفرعها كمثلها، 1وما سمع ... من "مائتين عاما" احفظ واقتنع
وإن تضف2 لـ"مائة" تفرد وقد ... رووا "مئين" وقليلا ما ورد
و"الألف" مفرد مذكر فما ... لمثله صح له به احكما
و"أحد" اذكر وصلنه بـ"عشر" ... مركبا قاصد معدود ذكر
وقل لدى التأنيث: "إحدى عشره" ... والشين فيها عن تميم3 كسره
وشذ في تركيب "الاثني عشره" ... واللغة الأولى هي المشتهره
ومع غير "أحد" و"إحدى" ... ما معهما فعلت فافعل قصدا
ولـ"ثلاثة" و"تسعة" وما ... بينها إن ركبا ما قدما
__________
1 هـ "أو ما" فيم مكان "وما".
2 ط "يضف".
3 ط ع ك "لتميم".(3/1657)
[و"عشرا"1 اجعل عجزا لذي التا ... واختم بـ"بعشرة" المضاهي "استا"2]
وأول "عشرة": "اثنتي" و"عشرا" ... "اثني" إذا أنثى تشا أو ذكرا
واليا لغير الرفع، وارفع بالألف ... والفتح في جزأي سواهما ألف
وبعضهم سكن3 عين "عشر" ... من بعد فتح، ومع "اثنا" قد ندر
و"بضعة" كـ"تسعة" فما4 سفل ... ومطلقا مجراه يجري حيث حل
وافتح أو اسكن يا "ثماني عشره" ... أو احذف اثر فتحة أو كسره
وبعضهم نون "ثمان"5 جعلا ... محل إعراب كقول من خلا:
"لها ثنايا أربع حسان ... وأربع فثغرها ثمان"
__________
1 ط "وعشر".
2 سقط هذا البيت من ش، ع، ك.
3 ك ع "مسكن".
4 ع "كما" في مكان "فما".
5 ع "ثماني".(3/1658)
وبعد "تسعة" و"تسع" ركبا ... "عشرون" عم وكجمع أعربا
كذا "ثلاثون" إلى "تسعينا" ... والنيف1 اذكر قبل مستبينا
بحالتيه، واعطفن العقدا ... كـ"خمسة2 وأربعين عبدا"
وميزان ذا العقد والمركبا ... بلازم التنكير فردا نصبا
وكون ذا التمييز مقرونا بـ"أل" ... نطق به عند الكسائي يحتمل3
كذا أجاز وحده -نحو: "الأحد ... العشر4 الدرهم" في باب العدد
وكون "آل" مقترنا بالصدر لا ... سواه من غير خلاف قبلا
وكون "ال" في جزأي المركب ... فحسب واه ليس بالمستصعب
__________
1 النيف: لك ما زاد على العقد إلى أن يبلغ العقد الثاني.
2 هـ "كسته" في مكان "كخمسة".
3 ش، ع، ك، "محتمل".
4 ع ك "العشرة".(3/1659)
وإن تعرف ذا إضافة فمع ... آخر إجعل "أل" وغير ذا امتنع
وشذ نحو: "الخمسة الأثواب" ... ومن يقس يحد عن الصواب
والجنس واسم جمع افصل1 بعد "من" ... من عدد نحو: "ثلاث من لبن"2
وشذ ما له أضيف كـ"البقر"3 ... والتا لها هنا الذي قبل استقر
وحكمها رتب على المذكور لا ... واحدة إن لم يكن قد جعلا
نائب جمع نحو: "رجلة" كذا ... "أشيا" فبالتا عد ذين يحتذى
وسبق "من" وصف ينافي حكم ما ... جرت يزيل حكمه فليعلما
وما لوصف متأخر أثر ... نحو: "ذكور" بعد "ضأن" أو "بقر
والجنس4 ذو الوجهين يأتي عدده ... بحسب الوجه الذي تعتمده5
__________
1 ط "أفضل" في مكان "فصل".
2 المضروب من الطين للبناء.
3 س ش ط "النفر".
4 ع"الوجه" في مكان "والجنس".
5 ع "يعتمده".(3/1660)
فـ"الطير" بالتا، وبدونها يعد ... فهو بتذكير، وتأنيث ورد
وإن أضفت عددا مركبا ... يبقى1 البنا، وبعضهم قد أعربا
مفتوح صدر، وسوانا إن يضف ... يعرب كلا الجزأين مثل ما أصف2
أعني3 مضافا أول لآخر ... كـ"ذي4 ثلاث عشرة ابن عامر"
ولا يجوز أن يضاف5 "اثنا عشر" ... إلا إذا كان اسم انثى أو ذكر
وعند ذاك العجز احذف إن تضف ... فهو كنون اثنين حكما فاعترف
وصغ من اثنين فما فوق إلى ... "عشرة" كـ"فاعل" ومن "فعلا"
واختمه في التأنيث بالتا ومتى ... ذكرت فاذكر "فعالا" بغير تا
__________
1 س ش ط "تبق" في مكان "يبقى".
2 ع "تضيف أضف" في مكان "مثل ما أضف".
3 ط "أغنى" في مكان "أعني".
4 الأصل "كذا ثلاثة" في مكان "كذي ثلاث".
5 س ش ط "أن تضيف " في مكان "أن يضاف".(3/1661)
وإن ترد بعض الذي منه بني ... تضف إليه مثل بعض بين
وإن ترد جعل الأقل مثلما ... فوق فحكم "جاعل" له احكما
كـ"ثالث اثنين" ونون1 وانصبا ... إن شئت والتأنيث بالتا وجبا
كقولنا: "ثالثة2 اثنتين" أو ... "ثالثة ثنتين" فاقف ما قفوا
وإن أردت مثل: "ثاني اثنين" ... مركبا فجيء بتركيبين
عجزاهما مثلان، وابدأ أولا ... بـ"فاعل" من صدر ثان واجعلا
"حاديا" الواحد، والفتح التزم ... وفي الكلم الأربع والآخر سم
بالتاء في التأنيث مطلقا ومع ... "عشرين" للتسعين فاعل3 يقع
وغير "حاد" دون تنييف4 وجد ... و"الحاد" في التنييف لا غير يرد
__________
1 ط "فنون".
2 ع ك "ثلاثة اثنتين".
3 ع ك "فاعلا" في مكان "فاعل".
4 ع ك "نيف" في مكان "تنييف".(3/1662)
وشاع الاكتفاء بـ"فاعل" وما ... وركب معه لاختصار فاعلما
وربما أضيف "فاعل" إلى ... ما أصله صدرا له قد جعلا
و"فاعل" حين يضاف معرب ... وحكمه البنا إذا يركب
وربما أعرب حين يختصر ... والعجز ابن مطلقا دون حذر
وثعلب أجاز نحو: "رابع ... أربعة" وما له من تابع
"ش" تثبت تاء "ثلاثة" فما فوقها إلى "عشرة" إن كان واحد المعدود اسما مذكرا، وتسقط1 إن كان مؤنثا.
نحو: "عندي من العبيد ثلاثة ومن الإماء ثلاث"2.
فإن قصدت الإضافة إلى المعدود جيء به جمع قلة نحو: "لي ثلاثة أعبد، وثلاث آم"3.
فإن أهمل جمع القلة أضيف إلى جمع الكثرة نحو: "صدت ثلاثة ثعالب: وثلاث4 أرانب" و"شويت ثلاثة قلوب"
__________
1 هـ "أو تسقط".
2 هـ "ومن الإماء ثلاثة".
3 جمع تكسير لأمة "سيبويه 2/ 191".
4 ع "ثلاثة أرانب".(3/1663)
و"أرقت ثلاثة1 دماء".
وقد يضاف إلى جمع كثرة مع وجدان جمع قلة كقوله -تعالى: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} 2.
ويعتبر التذكير والتأنيث في غير الصفة بالفظ فتقول:
"ثلاثة أشخص" قاصد نسوة.
و"ثلاث أعين" قاصد رجال.
لأن لفظ "شخص" مذكر، ولفظ "عين" مؤنث.
فإن اتصل بالكلام ما يزاد3 به المعنى ظهورًا، أو4 يكثر معه قصد معنى التذكير جاز الوجهان.
وقد يرجح اعتبار المعنى كقول تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ5 أَسْبَاطًا6 أُمَمًا} .
فبذكر "أمم ترجح حكم التأنيث، ولولا ذلك لقيل: "أنثى عشر أسباطا"7؛ لأن السبط8 مذكر.
__________
1 ع ك "ثلاث دماء".
2 من الآية رقم "228" من سورة "البقرة".
3 ع هـ "ما يراد" في موضع "ما يزاد".
4 ع ك "ويكثر" في مكان "أو يكثر".
5 ع "عشر".
6 من الآية رقم "160" من سورة "الأعراف".
7 ع "سبطا".
8 السبط: القبيلة من اليهود "قاموس".(3/1664)
ومنه قول الشاعر:
1140-
وكان مجني دون من كنت أتقي ... ثلاث شخوص: كاعبان ومعصر
فبقوله: "كاعبان ومعصر" وترجح التأنيث، لولا ذلك لقال: "ثلاثة شخوص"؛ لأن "الشخص" مذكر.
ومثله قول الآخر:
1141-
وإن كلابا هذه عشر أبطن ... وأنت بريء من قبائلها العشر
وتغليب المعنى لكثرة قصده كقولهم: "ثلاثة أنفس" مع أن النفس مؤنثة.
لكن كثر استعمالها مقصودا بها إنسان فجعل عددها بالتاء
__________
1140- من الطويل، قاله عمر بن أبي ربيعة "الديوان ص100" من أبيات لها قصة ذكرت في الديوان، وهو من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ 91، وشرح التسهيل 2/ 134.
المجن: الترس، الكاعب: الجارية حين يبدو ثديها للنهود، المعصر: الجارية أول ما أدركت.
1141- من الطويل ينسب إلى النواح الكلابي، وهو من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ ص90، وشرح التسهيل 2/ 134، ونسب في كتاب سيبويه إلى رجل من بني كلاب.
البطن: ما دون القبيلة، وفوق الفخذ.
"المقتضب 2/ 184، الخصائص 2/ 417 الإنصاف 769، العيني 4/ 484، همع الهوامع 2/ 194".(3/1665)
على وفق القصد، قال الشاعر:
1142-
ثلاثة أنفس وثلاث ذود ... لقد جار الزمان على عيالي
وحكى يونس أن رؤبة قال: "ثلاث أنفس"، فأسقط1 التاء مراعاة لتأنيث اللفظ2.
فإن3 كان المعدود صفة لم يعتبر لفظها، لكن يعتبر لفظ موصوفها المنوي.
فتقول4: "ثلاثة ربعات"5 إذا قصدت رجالا.
وكذا6 تقول: "ثلاثة دواب" إذا قصدت ذكورا؛ لأن الدابة صفة في الأصل.
__________
1 ع "أسقط".
2 ينظر كتاب سيبويه 2/ 174، وعبارة سيبويه: "على تأنيث النفس".
3 ع ك "وأن".
4 ك "فيقول".
5 الربعة: من كان بين الطول والقصر.
6 ع سقط "كذا".
1142- من الوافر ثاني بيتين قالهما الحطيئة حين خرج في سفر، ومعه امرأته أمامه وبنته مليكة فنزلا منزلا وسرح ذودا له ثلاثا فلما قام للرواح فقد إحداهما، والبيتان في تكملة ديوان الحطيئة 270، وفي طبقات ابن سلام96.
وذكر صاحب الأغاني 2/ 173 أنه رأى البيتين ضمن أبيات لرجل من بني عامر بن صعصعة في أمالي الزجاجي الوسطى وهما في أمالي الزجاجي ص 233، وفي الخزانة 3/ 301، ونقل محقق الأمالي ما ورد في الخزانة.(3/1666)
ومن ترتيب حكم العدد على حال الموصوف المنوي قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} 1.
وتضاف "المائة" فما فوقها إلى المعدود مفردًا، كقوله تعالى: {بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ} 2.
وقد تضاف "مائة" إلى جمع كقراءة حمزة، والكسائي: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} 3.
[وقولي]
وفرعها كمثلها.......... ... ........................
أي: تثنية "المائة" يعامل مع المعدود معاملة "المائة" فيقال: "عندي مائتا درهم" بالإضاف إلى مفرد.
وفي4 شعر الربيع بن ضبع الفزاري:
1143-
إذا عاش الفتى مائتين عاما ... فقد ذهب المسرة والفتاء
__________
1 من الآية رقم "160" من سورة "الأنعام".
2 من الآية رقم "259" من سورة "البقرة".
3 من الآية رقم "25" من سورة "الكهف".
4 ك سقطت الواو من "وفي شعر".
1143- من الوافر وراوية أبي علي القالي في النوادر ص215.
...................... ... فقد أودى المسرة......
ورواه ابن الخباز في شرح الدرة ص105. =(3/1667)
فميز بمنصوب، ولم يضف. وهو شاذ، فالأولى ألا يقاس عليه.
وتحذف1 تاء العدد المضاف إلى: "مائة" لتأنيثها، وتفرد تخفيفا لثقلها بالتأنيث، والاحتياج إلى مميز بعدها.
وقد يضاف إليها مجموعة كقول الشاعر:
1144-
ثلاث مئين للملوك وفي بها ... ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم
ويضاف إلى الألف مجموعا، وتثبت تاء المضاف إليه
لتذكيره كقوله2 تعالى: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ} 3.
وإلى هذا أشرت بقولي:
__________
=
..................................... ... .....................فقد ذهب اللذاذة ...
وقد استشهد سيبويه بالبيت في موضعين 1/ 106، 1/ 293، ونسب البيت في الموضع الأول إلى الربيع بن ضبة، وفي الموضع الآخر إلى يزيد بن ضبة، وإن كان الأعلم نسبه في الموضعين إلى الربيع بن ضبة. "المقتضب 2/ 192، مجالس ثعلب 332، المعمرين7، جمل الزجاجي 246، ابن يعيش 6/ 28، الخزانة 3/ 306".
1 ع ك "ويحذف".
2 هـ "لتذكيره كذه كقوله".
3 من الآية رقم "124" من سورة "آل عمران".
1144- من الطويل قاله الفرزدق
في إحدى قصائده يمدح =(3/1668)
و"الألف" مفرد مذكر1 فما ... لمثله صح له به احكما
ثم أخذت في بيان تركيب العدد، وما يتعلق بهن فأشرت إلى أن للمذكر منه: "أحد عشر" [واثنا عشر" و"ثلاثة عشر" ...
إلى "تسعة عشر".
وللمؤنث:
"إحدى عشرة" و"اثنتا عشرة"2] و"ثلاث عشرة" ... إلى "تسع عشرة".
__________
= سليمان بن عبد الملك ويهجو جريرا، وقيسا "الديوان 853"، وهو من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ90، وشرح التسهيل 2/ 133.
وقصة رداء الفرزدق مشهورة، فقد حج سليمان بن عبد الملك فبلغه، وهو بمكة ثورة لبعض بني تميم، فخطب الناس بمسجد عرفات فذكر غدر بني تميم، ووثوبهم على سلطان الأمويين، وإسراعهم إلى الفتن.
فقام الفرزدق -وكان حاضرا- فقال وفتح رداءه:
"يا أمير المؤمنين هذا ردائ رهن لك بوفاء بني تميم، والذي بلغك كذب".
ورواية البيت في الديوان:
فدي لسيوف من تميم وفى بها ... .........................
الأهاتم: واحدها أهتم: المكسر الأسنان أو المراد: بنو الأهتم. وهو لقب سنان ابن سمي بن سنان بن خالد بن منقر؛ لأنه هتمت تنيته يوم الكلاب.
1 في الأصل "مذكر مفرد" في مكان "مفرد مذكر".
2 هـ سقط ما بين القوسين.(3/1669)
تجري أول الجزأين على ما كان له قبل التركيب من ثبوت التاء في التذكير، وسقوطها في التأنيث.
وتعكس العمل في الثاني:
إلا أن شين: "عشرة" تسكن في لغة الحجازيين، وتكسر في لغة التميميين.
وقد تترك على ما كانت عليه من الفتح، وبذلك قرأ الأعمش1 {فانفجرت منه اثنتا عَشَرة عينا} 2.
بينت ترجيح3 السكون بقولي:
........................... ... واللغة الأولى هي المشتهره
وأشرت4 بقولي:
ومع غير "أحد" و"إحدى" ... ما معهما فعلت فافعل5 قصدا
إلى أن ثاني جزأي المركب "عشر"6 في التذكير
__________
1 سليمان بن مهران الأعمش الكوفي، المتوفى سنة 148، سبق التعريف به.
2 من الآية رقم "60" من سورة "البقرة".
وتنظر قراءة الأعمش في المحتسب 1/ 85، وما بعدها.
3 هـ "جيح" في مكان "ترجيح".
4 هـ "فأشرت".
5 هـ "فاعل" في مكان "فافعل".
6 ع "عشرة".(3/1670)
"عَشَرة" في التأنيث.
ثم أكدت البيان مشيرا بقولي:
ولـ"ثلاثة" و"تسعة" وما ... بينهما إن ركبا ما قدما
إلى أن تاء صدر المركب تثبت في التذكير، وتسقط في التأنيث كما كان يفعل بهما في الإفراد.
ثم زدت ذلك بيانا بقولي:
[و"عشرا" اجعل عجزا لذي التا ... واختم بـ"عشرة" المضاهي "أستا"] 1
أي: المجرد من التاء
ثم بينت أن "اثنين" واثنتين" يقال في تركيبهما:
"اثنا عشر" و"اثنتا عشرة" في الرفع.
و"اثني عشر" و"اثنتي عشرة" في الجر والنصب.
بإعراب الصدر وبناء العجز.
وخص بالإعراب2 "اثنا"3 و"اثنتا" لوقوع العجز منهما موقع النون.
__________
1 سقط ما بين القوسين من ع، ك وجاء في مكانه.
وأول عشرة اثنتي وعشرا ... اثني إذا أنثى تشا أو ذكرا
2 هـ "بإعراب" في مكان "بالإعراب".
3 ع "اثنتى" في مكان "اثنا".(3/1671)
فكما كان الإعراب مع النون ثابتًا ثبت مع الواقع موقعها.
وقد نبهت على أنه لاحظ في الإعراب لغير "اثني" واثنتي" من جزأي المركب بقولي:
................ ... والفتح في جزأي سواهما ألف.
ثم بينت أن عين1 "أحد عشر" ونحوه قد تسكن استثقالا لتوالي الحركات، ومنه قراءة2 يزيد بن القعقاع3: "إني رأيت أحد عْشَرَ كوكبا"4.
وإياه عنيت بقولي:
وبعضهم سكن5 عين "عشرة" ... من بعد فتح.................
وقراءة6 هبيرة7 صاحب حفص8 بسكون عين: "اثنا عشرة شهرا"9.
__________
1 ع "غير".
2 ينظر المحتسب 1/ 332.
3 أحد القراء العشرة وقد سبق التعريف به.
4 من الآية رقم "4" من سورة "يوسف".
5 ع "مسكن" في مكان "سكن".
6 الأصل "وقرأ هبيرة".
7 هبيرة بن محمد التمار له ترجمة في طبقات ابن الجزري 2/ 353.
8 حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي، توفي سنة 180هـ تقريبا.
9 من الآية رقم "36" من سورة "التوبة".(3/1672)
وإليه1 أشرت بقولي:
........................... ... ومع "اثنا" قد ندر
ثم قلت:
و"بضعة" كـ"تسعة" فما2 سفل ... .............................
مشيرا إلى أن "بضعة" قد3 يراد به "واحد" فما فوقه إلى التسعة. [4 هذا قول الفراء] 5.
وأنه يجري مجرى "تسعة" مطلقا، أي: في الإفراد، والتركيب وعطف "عشرين" وأخواته عليه.
وأن تاءه6 كتاء "تسعة" في ثبوت وسقوط نحو: "لبثت بضعة أعوام، وبضع سنين" و"عندي بضعة عشر غلاما، وبضع عشرة أمة"، وبضعة وعشرون كتابا، وبضع وعشرون صحيفة".
وهذا المراد بقولي:
.............................. ... ومطلقا مجراه يجري حيث حل
__________
1 ع ك "وإلى هذا أشرت".
2 هـ "فيما" في مكان "فما".
3 ع ك هـ سقط "قد".
4 سقط ما بين القوسين من الأصل.
5 قال الفراء في معاني القرآن 2/ 46: "البضع: ما دون العشر".
6 هـ "تاؤه".(3/1673)
[1 والأولى أن يراد بـ"بضعة" من "ثلاثة" [إلى2 "تسعة".
وبـ"بضع" من "ثلاث"3] إلى "تسع".
فيحمل الثابت التاء على الثابتها، والساقطها على الساقطها4] .
ثم بينت أن في "ثمان" إذا ركبت أربع لغات: فتح الياء وسكونها، وحذفها مع كسر النون، أو فتحها كقول الشاعر:
1145-
ولقد شربت ثمانيا، وثمانيا ... وثمان عشرة اثنتين وأربعا
ثم بينت أن بعض العرب في الإفراد يجعل نونها حرف إعراب.
ومنه قول الراجز:
1146-
لها ثانيا أربع حسان
1147-
واربع فثغرها ثمان
__________
1 بداية سقط من الأصل.
2 بداية سقط من ع.
3 نهاية سقط ع.
4 نهاية سقط الأصل.
1145- من الكامل ينسب للأعشى، وليس في ديوانه "المقتضب" 2/ 67 الأشموني 4/ 72، اللسان "ثمن".
1146-1147- رجز يستشهد به النحويون، ولم أر من نسبه منهم =(3/1674)
ومثله قراءة بعض القراء1: {2 وله الجَوَارُ المنشآت [في البحر كالأعلام] } 3. بضم الراء.
ومثله -أيضا- قول بعض العرب في الرباعي: رباع، وفي الشناحي -وهو الطويل -شناح.
وأردت بقولي:
......................... ... "عشرون" عم...........
أن4 المذكر5 والمؤنث فيه سواء.
ثم بينت أن النيف6 يقدم7 على "عشرين" وأخواته
__________
= لقائل وهو في اللسان "ثمن" و"ثغر"، وفي التصريح 2/ 274، والأشموني 4/ 72، والضمير في "لها" يعود إلى "كريا" في بيت سابق قال البغدادي في الخزانة بعد أن ذكر الشاهد:
أنشده ثعلب، ولا أعرف صاحب هذا الرجز، وأنشده "المعري في شرح ديوان البتحتري بقبل هذين البيتين بيتا ثالثا هو:
إن كريا أمة ميسان
1 هم ابن مسعود، وعبد الوارث عن أبي عمرو، والحسن "مختصر ابن خالويه ص149".
2 من الآية رقم "24" من سورة "الرحمن".
3 سقط ما بين القوسين من الأصل.
4 هـ "إلى" في مكان "أن".
5 ع "المذكور" في مكان "المذكر".
6 ع "نيف" في مكان "النيف".
7 في الأصل "يقدم".(3/1675)
بحالتيه أي: بثبوت التاء في التذكير، وسقوطها في التأنيث.
ثم يذكر العقد معطوفا على النيف.
فيقال في المذكر: "ثلاثة وعشرون" وفي المؤنث "ثلاثة وعشرون" إلى تسعة وتسعين فتى" وتسع وتسعين فتاة".
ثم بينت أن المركب، و"باب عشرين" مميزان بمفراد، نكرة، منصوبة على التمييز.
[ثم أشرت إلى أن الكسائي يجيز نحو: "الأحد العشر الدرهم".
وخالفه الفراء في تعريف تمييز المركب، واتفقا على تعريف تمييز "العشرين"1] .
والصواب التزام تنكير التمييز -مطلقا-
فإن قصد تعريف العدد المركب اقتصر على تعريف
__________
1 سقط ما بين القوسين من ع، وك وهـ وجاء في موضعه:
ثم أشرت إلى أن الكسائي والفراء يجيزان نحو "الأحد العشر الدرهم والعشرين الدرهم"
،
وما ورد في هذه النسخ يتفق وما جاء في معاني القرآن 2/ 32 وما بعدها حيث قال الفراء: "ويجوز ما فعلت "الخمسة العشر".....
ثم قال:
وإن شئت أدخلت الألف واللام -أيضا- في الدرهم الذي يخرج مفسرا فتقول: ما فعلت الخمسة العشر الدرهم".(3/1676)
صدره. وقد يعرف الصدر والعجز على ضعف.
وجاز ذلك مع أنهما كاسم واحد؛ لأن الإفراد فيهما1.
ملحوظ من قبل أنه اغتفر فيهما لتولاي ست حركات في "أحد عشر". [و"أربعة عشر"2] و"ثمانية عشر".
وتوالي خمس حركات في "ثلاثة عشر" فما فوقها [سوى "أربعة عشر" و"ثمانية عشر"3] .
فكما لحظ فيهما الإفراد من هذا الوجه جاز أن يلحظ من وجه آخر.
فإن قصد تعريف عدد مضاف اكتفي بتعريف ما وقع منه آخرا وإن تباعد نحو: "ثلاثمائة ألف الدرهم".
وأجاز الكوفيون استعمال نحو: "الخمسة الأثواب"4 قياسا على ما شذ نقله عن بعض العرب.
والصحيح الاقتصار به على ما سمع، وإياه عنيت بقولي:
......................... ... ومن يقس يحد عن الصواب
ثم أشرت إلى أن المعدود إذا كان اسم جنس كـ"الغنم" أو
__________
1 ع، ك "فيها" في موضع "فيهما".
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
3 سقط ما بين القوسين من الأصل.
4 ينظر كلام الفراء في معاني القرآن 2/ 33.(3/1677)
اسم جمع كـ"رفقة" لم يضف إليه العدد. بل يفصل بينهما بـ"من" بعد ثبوت التاء إن كان مذكرا، وسقوطها إن كان مؤنثا.
ولا أثر لصفة متأخرة. فيقال: "عندي ثلاث من الغنم، وثلاثة من الغنم"1.
فلو فصلت بصفة دالة على الذكورية2، والمعدود مؤنث منعت حكم التأنيث فقلت: "عندي ثلاثة ذكور من الغنم".
وكذا لو فصلت بصفة دالة على التأنيث، والمعدود مذكر منعت حكم التذكير نحو: "عندي ثلاث لواقح3 من النعم".
وإلى هذا أشرت بقولي:
وسبق "من" وصف ينافي حكم ما ... جرت يزيل حكمه.....................
ثم قلت:
وما لوصف متأخر أثر ... .....................
أي: إن تأخر وصفيدل على الذكورية عن عدد مؤنث، أو تأخر وصف يدل على التأنيث عن معدود مذكر، فوجود ذلك الوصف كعدمه وذلك نحو: "عندي أربعة من النعم إناث، وأربع من الضأن ذكور".
__________
1 الإبل والشاء، أو هو خاص بالإبل "قاموس".
2 هـ "الذكورة".
3 لواقح جمع لاقحة وهي الناقة التي قبلت اللقاح.(3/1678)
فإن كان في اسم الجنس وجهان جاز فيه استعمالان، وذلك نحو "البقر" و"الطير"، فإن تذكير كل منهما وتأنيثه جائز فلك أن تعده بالتاء على لغة التذكيرن، وأن تعده بلا تاء على لغة التأنيث فتقول:
"عنيد ثلاثة من البقر، وثلاث1، وأربعة من الطير وأربع".
وما جاء مضافا إليه العدد [من اسم جنس، أو اسم2] جمع حفظ، ولم يقس عليه.
كقوله تعالى:3 {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ} 4.
وكقوله -عليه الصلاة5 والسلام:
"ليس فيما دون خمس ذود 6 من الإبل صدقة" 7.
__________
1 هـ "وثلاثة".
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
3 من الآية رقم "48" من سورة "النمل".
4 قوم الرجل أو ما دون العشرة من الرجال.
5 هـ "عليه السلام".
6 الذود: من الثلاثة إلى العشرة من الإبل.
7 أخرجه البخاري في الزكاة 32، 42، 56 وسلم في الزكاة، 3، 5، 7، وأبو داود في الزكاة 2/ 5، الترمذي في الزكاة 7، النسائي في الزكاة 5، 10، 18، 22، 24، ابن ماجه في الزكاة 6، الدارمي في الزكاة 11، الموطأ في الزكاة 1، 2، وأحمد 1/ 11، 2/ 2، 4، 3/ 6، 30، 45، 59، 60، 73، 74، 79، 296.(3/1679)
فثبتت تاء عدد1 الـ"رهط"؛ لأنه مذكر.
وسقطت تاء عدد الـ"ذود"؛ لأنه مؤنث
ولا يعتبر التذكير والتأنيث في هذا النوع إلا بحال المذكور.
فكان مقتضى هذا أن يقال في "الرجلة" بمعنى: "رجالة": "ثلاثا رجلة"؛ لأنه اسم جمع مؤنث.
إلا أنه جاء نائبا عن تكسير "راجل"2 على "رجال" فذكر عدده، كما كان يفعل بالمنوب3 عنه.
ومن هذا القبيل قولهم: "ثلاثة أشياء".
فإن "أشياء" اسم جمع على "فعلاء" في الأصل، ولذا لم ينصرف، فهو مؤنث اللفظ، فكان حق العدد المضاف إليه أن تسقط تاؤه.
ولكنه جيء به نائبا عن تكسير "شيء" على "أفعال"، فعومل عدده معاملة عدد "أفعال" الذي واحده مذكر.
وقولي:
__________
1 هـ "بإعداد" في مكان "تاء عدد".
2 ع ك "رجل" في مكان "راجل".
3 هـ "في المنوب عنه".(3/1680)
وإنا أضفت عددا مركبا ... يبق البنا، وبعضهم قد أعربا
أشرت به إلى قول سيبويه1:
"واعلم أن العرب تدع خمسة عشر في الإضافة، والألف واللام على حاله. كما تقول: "اضرب أيهم أفضل وكـ"الآن".
ثم قال2:
ومن العرب من يقول: "خمسة عشرك" وهي لغة رديئة".
وقولي:
........... وسوانا إن يضف ... يعرب كلا الجزأين.......
أشرت به إلى أن الكوفيين إذا أضافوا العدد المركب أعربوا صدره بحسب مقتضى العامل، وجروا العجز بإضافة الصدر3 إليه4 فيقولون: "هذه خمسة عشر زيد"، و"اقبض خمسة عشرك" و"اكفف عن خمسة عشر غيرك".
والبصريون لا يرون ذلك، بل يستصحبون البناء في الإضافة كما يستصحب مع الألف واللام بإجماع.
__________
1 الكتاب 2/ 51.
2 ع سقط "ثم قال".
3 ع، ك "العدد" في مكان "الصدر".
4 ينظر معاني القرآن للفراء 2/ 33.(3/1681)
وحجة الكوفيين [سماعهم عمن يثقون بعربيته، كقول أبي فقعس الأسدي، وأبي الهيثم العقيلي: "ما فعلت خمسة عشرك"، رواه عنهما1 الفراء سماعا2.
3 وأما] قول الراجز4:
1148-
علق5 من غنائه وشقوته
1149-
بنت ثماني عشرة من حجته
[فضرورة عند الكوفيين وغيرهم، إذ ليس فيه ما في "خمسة عشرك" من إضافة العجز6] .
[وفي احتجاجهم به ضعف بين؛ لأنه فعل مضطر لا فعل مختار7] .
__________
1 معاني القرآن 2/ 33، 34.
2 هـ سقط "سماعا".
3 سقط ما بين القوسين من الأصل.
4 عبارة الأصل: "وحجة الكوفيين قول الراجز "بنت ثماني عشرة" من قوله:
"علق من عنائه وشقوته ... "
5 هكذا في الأصل، أما رواية الفراء في معاني القرآن 2/ 34، وباقي النسخ "كلف" في مكان "علق".
6 سقط ما بين القوسين من الأصل.
7 سقط ما بين القوسين من ع، ك.
1148-1149- من رجز لنفيع بن طارق شبه فيه ركب المرأة إذا ظهر فيه الشعر، ولم يغزر بجلد القنفذ وقد ذكر البغدادي في الخزانة 3/ 105 الأرجوزة التي منها الشاهد "وينظر: الحيوان للجاحظ 6/ 493، المخصص 14/ 92، 17/ 102، الإنصاف 309، العيني 4/ 488، همع الهوامع 2/ 149، التصريح 2/ 275".(3/1682)
ثم قلت:
ولا يجوز أن يضاف "اثنا عشر"1. ... إلا إذا كان اسم أنثى أو ذكر
منبها على أنه يقال: "أحد عشرك" و"ثلاثة عشرك" ...
إلى آخر المركب.
ولا يقال: "اثنا عشرك"؛ لأن "عشر" من "اثنا عشر" بمنزلة نون اثنين.
ولا يقال: "اثناك" لئلا2 يلتبس بإضافة "اثنين" بلا تركيب.
فلو سمي بـ"اثنا عشر" لقيل3 في إضافته: "اثناك"؛ لأنك لست تريد العدد، ولا تريد أن تفرق بين عددين.
وقولي:
وصغ من "اثنين" فما فوق إلى ... "عشرة" كـ"فاعل" من فعلا
أشرت به إلى قولهم:
__________
1 ع، ك "اثنتي عشر".
2 هـ "لا" في مكان "لئلا".
3 في الأصل، هـ "قيل".(3/1683)
"ثان" و"ثانية".... إلى "عاشر" و"عاشرة".
فما استعمل منها مفردا فبين.
وما استعمل غير مفرد: فإما أن يستعمل مع ما اشتق منه [كـ"ثان" مع "اثنين".
وإما أن يستعمل مع ما سفل كـ"ثالث" مع "اثنين".
فالمستعمل ما اشتق منه] 1 تجب إضافته فيقال في المذكر: "ثاني اثنين" وفي المؤنث "ثانية اثنتين"....
إلى "عاشر عشرة" و"عاشرة عشر".
والمراد: أحد اثنين، وإحدى اثنتين، وأحد عشرة2 وإحدى عشر3.
ولا يجوز تنوينه، والنصب به، وأجاز ذلك ثعلب وحده، ولا حجة له4 في ذلك.
والمستعمل مع ما سفل يجوز أن يضاف وأن ينون، وينصب ما يليه فيقال: "هذا رابع ثلاثة، ورابع ثلاثة" و ["هذه" رابعة ثلاث، ورابعة ثلاثا".
__________
1 هـ سقط ما بين القوسين.
2 ع "عشر" في مكان "عشرة".
3 ع "عشرة" في مكان "عشر".
4 ع، ك سقط "له".(3/1684)
لأن المراد: هذا جاعل ثلاثة أربعة، فعومل معاملة ما هو معناه.
ولأنه اسم فاعل حقيقة فإنه يقال: "ثلث الرجلين"، إذا انضممت إليهما فصرتهم ثلاثة.
وكذلك "ربعت الثلاثة" ... ... إلى "عشرت التسعة".
فـ"فاعل" هذا بمعنى: جاعل، وجار مجراه لمساواته له في المعنى، والتفرع [على فعل.
بخلاف1 "فاعل" الذي يراد به معنى أحد ما يضاف إليه، فإن الذي هو في معناه لا عمل له، ولا تفرغ له] 2 على فعل.
فالتزمت إضافته كما التزمت إضافة ما هو مشتق من، وقد تضمن النظم كيفية الاستعمالين وإرادة المعنيين.
ثم أشرت إلى أن المركب قد يقصد به مثل ما قصد بـ"ثاني اثنين" وأشباهه.
والأصل فيه أن يجاء بتركيبين، وصدر أولهما "فاعل" في التذكير "وفاعلة" في التأنيث، مشتقان من صدر ثانيهما وعجزهما معا: "عشر" في التذكير، و"عشرة" في التأنيث.
__________
1 هـ سقط "بخلاف".
2 ع سقط ما بين القوسين.(3/1685)
فيقال: "ثاني عشر اثني عشر" و"ثانية عشرة اثنتي عشرة"1 ... إلى تاسع عشرة تسعة عشر" و"تاسعة عشرة تسع عشرة".
بأربع كلمات مركب أولاهن مع الثانية، وثالثتهن مع الرابعة.
والمركب الأول مضاف إلى الثاني إضافة "فاعل" إلى ما اشتق منه.
وقد يقتصر على صدر الأول فيعرب لعدم التركيب، ويضاف إلى المركب الثاني2 باقيا على بنائه فيقال:
"ثالث ثلاثة عشر" و"ثالثة ثلاث عشرة".
رقد يقتصر على المركب الأول باقيا بناؤه، وربما أعرب.
و"أولي عشرة" في التذكير، و" [أولي] عشرة" في التأنيث مبنيين3.
ذكر هذا الاستعمال مرويا عن العرب ابن السكيت، وضمنه -أيضا- ابن كيسان مهذبه.
ويقال في "أحد عشر" و"إحدى عشرة": "حادي عشر"
__________
1 زاد الأصل بعد قوله عشرة: "في التذكير اثنتي عشرة"، ولا موضع لهذه الزيادة.
2 ع، ك سقط "الثاني".
3 هكذا في كل النسخ "مبنيين" -بالنصب- والأقرب أن تكون "مبنيان".(3/1686)
و"حادية عشرة".
والأصل: واحد عشر، وواحدة عشرة، فقلب بجعل الفاء بعد اللام فصار "واحد": حاديا، و"واحدة" حادية.
ولا يستعمل هذا القلب [في "واحد"1]-[في الأجود2-] إلا في تنييف.
أي: مع "عشرة" أو مع "عشرين" وأخواته.
فيقال: "حادي وعشرون" في التذكير، و"حادية وعشرون" في التأنيث ... إلى "حادي وتسعين" و"حادية وتسعين".
وأما "ثان" فما فوقه فيستعمل3 في تنييف وغيره.
__________
1 ع، ك سقط "في واحد".
2 هـ والأصل سقط "في الأجود".
3 ع، ك "يستعمل".(3/1687)
فصل في تمييز العدد بمذكر، ومؤنث 1:
"ص"
الحكم للسابق إن يضف عدد ... لذكر، وضده، وما اتحد
كذا لدى2 تركيب معدود خلا ... من عقل إن مميزاه اتصلا
وبعد ذي تركيب كائن لما ... يعقل فالتذكير حكمه الزما
والحكم للمؤنث اجعل إن وجد ... فصل3 وكان غير ذي عقل قصد
ولا تضف ما دون "ستة" إلى ... مميزين فهو لن يستعملا
"ش" إذا كان للعدد المضاف مميزان: مذكر، ومؤنث، فالحكم لسابقهما.
أي: إن سبق الذكر4 كان العدد بلا تاء نحو: "إلى ثمانية أعبد، وآم". وإن سبق المؤنث5كان العدد بلا تاء نحو: "لي ثماني آم، وأعبد"، واحترزت بقولي:
................. ... ............... وما اتحد
من أن يعبر عن المذكر والمؤنث بلفظ واحد، وهذا
__________
1 سقط العنوان من هـ.
2 ط "الذي" في مكان "لدى".
3 س "عقل" في مكان "فصل".
4 ع، ك "مذكر" في مكان "الذكر".
5 ع، ك "مؤنث" في مكان "المؤنث".(3/1688)
الاحتراز مستغنى عنه بذكر "السابق"، فإنه مشعر بعدم الاتحاد، لكن الحاجة دعت إلى كلمة تكمل البيت، فكان ما يناسب أولى مما لا يناسب.
ثم أخذت في [بيان] المركب المميز بمذكر ومؤنث، فأشرت إلى أنهما إذا كانا مما لا يعقل، ولم يكن بينهما وبين العدد فصل فالحكم لسابقهما: مذكرا كان أو مؤنثا نحو: "لي ثلاثة عشرة جملا، وناقة، وأربع عشر نعجة وكبشا".
ثم بينت أن المركب1 المميز بمذكر، ومؤنث مما يعقل يجعل الحكم فيه للمذكر: قدم أو أخر، باتصال أو انفصال نحو:
عندي خمسة عشرة رجلًا، وامرأة، وثلاثة عشرة أمة وعبدا".
ثم بينت أن المركب المميز2 بمذكر ومؤنث مما لا يعقل إن فصل من مميزة بـ"بين"، فالحكم فيه للمؤنث تقدم أو تأخر نحو:
"نحرت خمس عشرة بين ناقة وجمل، أو بين جمل وناقة".
و"دأبت في سفري خمس عشرة بين ليلة3 ويوم، أوبين يوم وليلة".
ولا يضاف عدد أقل من "ستة" إلى مميزين: مذكر ومؤنث؛ لأن كل واحد من المميزين جمع، وأقل الجمع ثلاثة.
فلو قيل: "خمسة أعبد، وآم" لزم إطلاق الجمع في أحدهما على ما ليس جمعًا.
__________
1 سقط من الأصل "المركب".
2 ع سقط "المميز".
3 ع "له" في مكان "ليلة".(3/1689)
فصل في التأريخ 1:
"ص"
وراع في تاريخ الليالي ... لسبقها بليلة الهلال
فقل: "خلون" وخلت" و"خلتا" ... من بعد لام خافض مما أثبتا
وفوق "عشر" فضلوا2 "خلت" على ... "خلون"، واعكس في الذي قد سفلا
و"غرة الشهر" و"مستهله" ... أوله، وهكذا "مهله"
فواحدا منها انصبن بعد "كتب" ... أو قل: "لأول ليلة منه" تصب
__________
1 سقط العنوان من هـ.
2 ع "فصلوا" في موضع "فضلوا".(3/1690)
وفي انقضا الأكثر1 قالوا2: "بقيت": ... ثم "بقين" كـ"خلون" و"خلت"
و"سلخه" قل، و"انسلاخ" إذا ... ما آخر عنيت، وقيت الأذى
"ش" أول الشهر: ليلة طلوع هلاله، فلذلك أوثر في التاريخ قصد الليالي، واستغنى عن قصد الأيام؛ لأن كل ليلة من ليالي الشهر يتبعها يوم، فأغناهم قصد المتبوع عن التابع.
وليس هذا من التغليب؛ لأن التغليب هو: أن يعم كلا الصنفين بلفظ أحدهما، كقولك: "الزيدون والهندات خرجوا" فالواو قد3 عمت: "الزيدين" و"الهندوات" تغليبا للمذكر.
وقولك": "كتب لخمس خلون" لا يتناول إلا الليالي، والأيام": مستغنى عن ذكرها لكون المراد مفهوم.
وغذا تقرر هذا فليعم أن حق المؤرخ أن يقول في أول الشهر: "كتب لأول ليلة منه"4 أو"لغرته" أو"مهله" أو"مستهله".
ثم يقول:
"كتب لليلة خلت" ثم"لليلتين خلتا" ثم"لثلاث خلون" ... إلى "عشر".
ثم "لإحدى عشرة خلت" ... إلى "خمس عشرة".
ثم "لأربع عشرة بقيت منه" ... إلى "تسع عشرة".
ثم "لعشر بقين".. إلى أني يقال: "لآخره" أو"سلخه" أو"انسلاخه".
__________
1 ط "الأكثر" في مكان "الأكثر".
2 ط "قل" في مكان "قالوا".
3 في الأصل "قالوا وقد" في مكان "فالواو قد".
4 ع "لأول الليلة خلت منه".(3/1691)
فصل: فيما يركب من الأحوال والظرو ف 1
"ص"
واستعملوا استعمال "خمسة عشر" ... "كفة كفة" كذا "شذر مذر"
"صحرة بحرة" كذا "شذر مذر" ... و"بيت بيت" معه "شغر بغر"2
و"حيث بيث" حيث بيث" و"خذع ... مذع" "أخول"3بمثل متبع
"بادي بدا" "بادي بدي" "أيدي سبا" ... كلا على الحال ورووا منتصبا
وهذا الاستعمال في الظروف جا ... كـ"بين بين" ونحوا ذا المنهجا
__________
1 سقط العنوان من هـ.
2 ط "شغر بعر" في مكان "شغر بغر".
3 ط "أحول" في مكان "أخول".(3/1692)
في الوقت والنوعان قد يضاف1 ما ... قدم فيها، والإضافة الزما
فيما خلا منها عن2 الحالية ... وما خلا منها عن الظرفية
وما كـ"حيص بيص" "خاز باز" من ... خال من الأمرين هكذا3 زكن
و"صحرة" قد أعربوا و"بحره"4 ... لما أتوا بعدها بـ"نحره"5
و"كفة لكفة" رووا و"عن ... كفة" -أيضا- معربا وما وهن
"ش" أصل الاسم إذا قصد زيادة معناه أن تغير بنيته كجعل "ضارب"6: "ضروبا" و"عشرة": "عشرين" و"ثلاثة": "ثلاثين".
أو يزاد على بنيته كـ"زيدين" و"هندات".
__________
1 ط "أضيف" في مكان "يضاف".
2 هـ "على" في مكان "عن".
3 س ش ط ع ك "نادرا" في مكان "هكذا".
4 ط و"لجره" في مكان "وبجره".
5 ط "ببحره" ع"بتحره" في مكان "بنحره".
6 ع ك "ضاربا".(3/1693)
1 أو يجعل تابعا أو متبوعا كـ"خمسة وعشرين" و"مائة وخمسين".
فما سلك به هذا السبيل بقي معربا لموافقة النظائر.
وما عدل به عن ذلك بني لشبه الحرف بمباينة الأسماء والأفعال، وهذا سبب بناء "خسمة عشر" وأخواته.
أو يقال:
لما كان "خمسة عشر" مركبا من2 شيئين من جنس واحد لا عمل لأحدهما في الآخر، ولا ينفك أحدهما عن الآخر مع إرادة معناه أشبه الحروف المركبة كـ"هلا" و"لولا" و"لوما" و"أما" و"إنما" فبني لذلك.
وشبهت بـ"خمسة عشر" أحوال كـ"كفة كفة".
وظروف كـ"يوم يوم" فبنيت.
إلا أن الإضافة سائغة في هذه النوع لوجهين:
أحدهما: أنها أخف من التركيب، واستعمالها فيه لا يوقع في لبس.
بخلاف "خسمة عشر" فإنه إضافة صدره3 إلى عجزه يوقع في لبس.
__________
1 ع "ويجعل".
2 ع ك سقط "من".
3 هـ سقط "صدره".(3/1694)
الثاني: أن تركيب باب "خمسة عشر" لازم في غير الضرورة ما دام معناه مقصودا.
بخلاف تركيب باب "كفة كفة"، فإنه قد يقال: "لقيته كفة لكفة"1 و [لقيته] كفة عن كفة"، فيفهم منه ما يفهم مع التركيب.
ففرق بين البابين لجواز الإضافة في أحدهما دون الآخر.
وقد عاملوا بعض المضاف معاملة "خمسة عشر"، فقالوا في النداء: "يا ابن أم" و"يا ابن عم".
وفي هذا الباب في فعل ذلك بـ"بادي بدا" و"تفرق القوم أيدي سبا، وأيادي سبا"2.
وذلك أن المضاف، والمضاف إليه كالشيء الواحد إذا لا يكمل عنى المضاف بدون المضاف إليه، فإذا انضم إلى ذلك لزوم الإضافة، وقيام جزأيها3 مقام اسم مفرد قوي شبه الواحد، وحسن4 التركيب كما هو "بادي بدا" و"أيدي سبا".
__________
1 ع "ككفة".
2 ينظر أمثال الميداني 1/ 275.
3 ع "جزئها" في مكان "جزأيها".
4 هـ "حشن" في مكان "حسن".(3/1695)
فقام "بادي بدا" مقام: مبتدئا، و"أيدي سبا" مقام: مبتددين.
ومثل "بادي بدا": "بادي بدي" قول1 الراجز:
1150-
وقد علتني ذرأة بادي بدي
وهو من "بدأ [يبدأ" لا من "بدا2] يبدو] ؛ لأنهم قالوا في معناه: "بدءة ذي بدء".
وأصل: "تفرقوا أيدي سبا، وأيادي سبا": "تفرقوا أيدي سبأ، وأيادي سبأ".
فأبدلوا الهمزة ألفا، وسكنوا الياء تخفيفا، كما فعل بياء "معد يكرب".
وقال بعض العرب: "أيدي سبا" -بالتنوين- على الإضافة وفلك التركيب، 3 والتزام سكون الياء تشبيها بالألف، وإنهم قد
__________
1 هـ والأصل "قال" في مكان "قول".
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 ع سقطت الواو من "والتزم".
1150- من رجز ذكره أبو علي القالي في الأمالي 1/ 200 ولم ينسبه. وقد نسبه صاحب اللسان "ذرأ" إلى أبي نخيلة تابعا لصاحب الأغاني 18/ 151 حيث نسبه إلى أبي نخليلة السعدي.
الذرأة: الشمط، بادي بدا: أول كل شيء.(3/1696)
يسكنون في النصب ياء المنقوص المفرد، فأن يفعل ذلك المنقوص المركب أولى وأحق.
ومعنى "لقيته كفة كفة": لقيته ذوي كفتين، أي: كففته عن الاشتغال بغيري، وكفني عن الاشتغال بغيره.
ويقال: "لقيته صحرة بحرة"1 أي: منكشفين.
ويضم إليهما "نحرة" فيعربن"؛ لأن ثلاثة أشياء لا يركبن.
و"تفرقوا شذر مذر، [2 وشذر مذر3] أي: متشذرين متبذرين4، وميم "مذر"] 5 بدل من باء.
و"شغر بغر"6 و"خذع مذع7" بمعناه، و"تركت البلاد حيث بيث، وحيث بيث"، أي: مقلبة ظهرا لبطن.
"تساقطوا أخول أخول"، يعني: متفرقين8، أو بمعنى "بين بين".
قال الشاعر يصف ثورا يطعن الكلاب:
__________
1 ينظر القاموس "صحر".
2 ع وك سقط ما بين القوسين.
3 ينظر أمثال الميداني 1/ 279.
4 ع "متبدين" في مكان "متبذرين".
5 هـ سقط ما بين القوسين.
6، 7 أمثال الميداني 1/ 279.
8 القاموس "خول".(3/1697)
1151-
يساقط عنه روقه ضارباتها1 ... سقوط2 شرار القين أخول أخولا
ومجيء هذا التركيب في الظروف أكثر من مجيئه في الأحوال، فمن ذلك قول الشاعر:
1152-
نحمي حقيقتنا وبعـ ... ـض القوم يسقط بين بينا
أي: بين هؤلاء، وبين هؤلاء.
ومنه قول الآخر:
1153-
ومن لا يصرف الواشين3 عنه ... صباح مساء يبغوه خبالا
__________
1 في الأصل "ضارياتها".
2 هـ "ساقط" في مكان "سقوط".
3 ع، ك "الواشون" في مكان "الواشين".
1151- من الطويل واحد من أبيات أربعة ذكرها أبو زيد في النوادر145، ونسبها إلى ضابئ بن الحارث البرجمي وروايته:
.............. ضارباتها ... سقاط حديد القين......
كما ذكرت في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 1654، والشاهد في الخصائص 2/ 130، 3/ 290 المحتسب 1/ 86، همع 1/ 249، الأصمعيات 183.
1152- من مجزوء الكامل، قاله عبيد بن الأبرص "الديوان: 137".
الحقيقة: ما يحق للإنسان أن يحميه كالأهل والولد والجار، يسقط بين بين: أي ضعيفا لا يعتد به.
1153- من الوافر لم أعثر على من عزاه إلى قائل معين ورواية السيوطي في همع الهوامع 1/ 196 "يضنوه" في مكان "يبغوه" وينظر شذور الذهب 72، والدرر اللوامع 1/ 167.(3/1698)
فإن خلا شيء من هذه الأحوال، والظروف عن الحالية والظرفية تعينت الإضافة، وامتنع التركيب نحو: "جاورت زيدا ذوي بيت لبيت، وهو يأتينا كل صباح ومساء"1.
قال الشاعر:
1154-
ولولا يوم يوم ما أردنا ... جزاءك والقروض لها جزاء
وما ليس حالا ولا ظرفا مما ركب تركيب "خمسة عشر" فشاذ كقولهم: "وقعوا في حيص بيص2" أي: في شدة يعسر التخلص منها".
ومنه قول الشاعر:
__________
1 عن، ك سقط الواو من "ومساء".
2 ينظر أمثال الميداني 1/ 127.
الحيص: الفرار. البوص: التأخر.
1154- من الوافر قاله الفرزدق "الديوان ص9".
القرض: ما سلف من إساءة أو إحسان.
والبيت من شواهد سيبويه2/ 53، والسيوطي في همع الهوامع 1/ 197، وابن هشام في المغني 76، وتحدث عنه البغدادي في الخزانة 2/ 94، والشنقيطي في الدرر 1/ 168.(3/1699)
1155-
قد كنت خراجا ولوجا صيرفا ... لم تلتحصني حيص بيص لحاص
اي: لم تنشبني شدة منشبة
ومما ركب تركيب "خمسة عشر" بشذوذ: "الخاز باز" في إحدى لغاته.
وهو ذباب، وأيضا: صوت ذباب، وأيضا: نبت1، وايضا: داء في اللهازم، وأيضا السنور ويقال: الخاز باز" بكسرتين، و"الخاز بازِ" و"الخاز بازُ" والخزبازُ" و"الخازِ باءَ" [و"خازُ بازٍ"2] .
__________
1 ذكر الميداني في أمثاله 1/ 148 شاهدا على هذا المعنى قول ابن أحمر يصف روضة:
تكسر فوقها القلع السواري ... وجن الخازباز به جنونا
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
1155- من الكامل قاله أمية بن أبي عائذ الهذلي "ديوان الهذليين 2/ 192"، وهو من شواهد سيبويه 2/ 15، والفراء في معاني القرآن 2/ 396، وابن يعيش 4/ 115.
صيرافا: أتصرف في الأمور، لم تلتحصني: لم تنشب في فتثبطني، لحاص: من أسماء الداهية -يقال: وقع في حيص بيص: إذا وقع في أمر شديد لا يخرج منه.(3/1700)
فهرس الجزء الثالث:
1153 باب النعت.
1186باب التوكيد.
1190 باب العطف.
1198 باب عطف النسق.
1274 البدل.
1288 النداء.
1322 فصل في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم.
1328 فصل في الأسماء المختصة بالنداء.
1333 الاستغاثة.
1329 باب الندبة.
1350 باب الترخيم في النداء.
1373 باب الاختصاص المشابه للنداء.
1376 باب التحذير والإغراء.
1388 باب أسماء الأفعال والأصوات.
1396 فصل في أسماء الأصوات.
1398 باب نوني التوكيد.
1420 فصل في التنوين.
1431 باب ما ينصرف وما لا ينصرف.
1513 باب إعراب الفعل.(3/1701)
1560 باب عوامل الجزم.
1628 فصل في لو.
1642 فصل في لما وإما.
1649 فصل في "لولا" و"لوما" وما يتعلق بهما.
1656 باب العدد.
1692 فصل فيما يركب من الأحوال والظروف.(3/1702)
المجلد الرابع
باب: كم وكأين وكذا
...
باب 1: "كم" و"كأين" و" كذا" 2
"كم" اسم ما يعد ذا إبهام ... في خبر يأتي أو استفهام
وفيه ميز "كم" كـ"عشرين" وإن ... جرت فجرة أجز مضمر "من"
ومطلقًا يفصل ذو النصب هنا ... ولاضطرار حسب ثم استحسنا
وميزن خبرية3 بـ"ما" ... في "تسعة" "والألف" قد تقدما
كـ"كم وعول صدتها" و"كم وعل" ... والنصب عن تميم بعد ذي نقل
واجرر أو انصب في اضطرار إن فصل ... مجرور أو ظرف، وإن فصل حصل
__________
1 ط سقط "باب".
2 هـ سقط كل العنوان.
3 ط "خيرية" في مكان "خبرية".(4/1701)
بجملة فالنصب حتم نحو: "كم ... وأفاك محتاجًا فكنت ذا كرم
والجر بعدها بها وقد روي ... من الخليل "إن" من بعد نوي
ومثل "كم" هذي "كأين" و"كذا" ... فيما له تساق فادر1 المأخذا
وانصب مميزيهما، ويقترن ... بعد "كأين" غالبًا بلفظ "من"
وفي "كأين" قبل: "كائن"2 و"كان" ... وهكذا "كين"3 و"كأين"4 فاستبن
وجمع ما ميز "كم" ضد الخبر ... في المذهب5 الكوفي رأي معتبر
وكل ما أوهم ذا حالًا جعل ... عند سواهم والمميز اختزل
__________
1 ط "يساق كادر" في مكان "تساق فادر".
2 هـ "كان" في مكان "كائن".
3 هـ "كي" في مكان "كين".
4 هـ سقط "كأين" وفي س ش "كأين" و"كيء".
5 ع ك "عن علماء الكوفة" في مكان "في المذهب الكوفي".(4/1702)
فحذفهم مميزًا1 فاش لدى ... قرينة2 كـ"أسأل مغيثًا3 كم فدى"؟
و"كم" و"كأين"4 ألزمًا التصديرا ... وخص "كم" بجره تقديرا
وعلق الذي يجرها5 بما ... بعد كـ"من كم فرسخ ذاك ارتمى"
وليس حتمًا لـ"كذا"6 التصدير7 ... وقلما فارقها التكرير
وقيل: من يكني بها عن مفرد ... يفرد، لا القاصد غير المفرد
فقل: "كذا كذا" إذا مركبا ... تنوي، وقبل الثان واو جبا
في قصد ما ضمن عطفًا، وصلا ... بمثل ما المكني عنه وصلا
__________
1 ع "ميزا".
2 هـ "فرقة" في مكان "قرينة".
3 ع ك "معينا" في مكان "مغيثا".
4 ع ك "كاء" س ش ط "كائن ألزم" في مكان "كأين ألزما".
5 ع ك ط "يجره" في مكان "يجرها".
6 ط "لكذي" في مكان "لكذا".
7 ع "التقدير" في مكان "التصدير".(4/1703)
وعن حديث بـ"كذا" اكن "وكذا" ... معًا "كيت كيت" أفشى مأخذا
و"ديت ذيت" مثلها والتا رووا ... بالكسر -أيضًا- واشتداد اليا نموا1
"كم" اسم؛ لأنه يضاف إليه، ويدخل حرف الجر عليه، ويسند إليه، ويقع الفعل عليه2.
وهي في الكلام على ضربين:
استفهامية، وخبرية.
ومدلولها في الحالين عدد مبهم الجنس والمقدار، فلا بد معهما من مميز، أو3 ما يقوم مقامه.
ومميز الاستفهامية كمميز المركب، وما جرى مجراه؛ لأنها فرع على الخبرية، والمركب فرع على المفرد.
وإلى هذا أشرت بقولي:
وفي ميز "كم" كـ"عشرين".............................
لأن "العشرين" وأخواتها جارية في التمييز مجرى المركب، فاستغنى بذكرها إذ لم يتأت الوزن إلا بذلك.
__________
1 الأصل "التاء" في مكان "الياء".
2 ع سقط "عليه".
3 "وما يقوم" في مكان "أو ما يقوم".(4/1704)
ثم نبهت على جواز انجرار مميز الاستفهامية إذا دخل عليها حرف جر بقولي:
...........وإن ... جرت فجره أجز1 مضمر "من"
ومن ذلك قولك: "بكم درهم تصدقت"؟ و"بكم درهمًا تصدقت؟ "2فالنصب لأن "كم" استفهامية3، وهي محمولة على العدد المركب.
والجر بـ"من" مضمرة لا بإضافة "كم"؛ لأنه لو كان بإضافة "كم" حملًا على الخبرية كما زعم بعضهم لم يشترط في ذلك دخول حرف جر على "كم".
واشتراط ذلك دليل على أن الجر بـ"من" مقدرة عوض من اللفظ بها حرف الجر الداخل على "كم".
ثم نبهت بقولي:
ومطلقًا يفصل ذو النصب هنا4 ... .........................
على أنه يجوز دون ضرورة أن يقال: "كم عندك غلامًا؟ "
و"كم لك جاريةً؟ "
__________
1 ع سقط "أجز".
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 هـ "الاستفهامية" في مكان "استفهامية".
4 ع ك سقط "هنا".(4/1705)
ومثل هذا في العدد المركب، والجاري مجراه لا يجوز في الاختيار بل في الاضطرار كقول الشاعر:
1156-
يذكرنيك حنين العجول ... ونوح الحمامة تدعو هديلا1
1157-
على أنني بعد ما قد مضى ... ثلاثون للهجر حولا كميلا
__________
1 هـ "هذيلا".
1156، 1157- بيتان من المتقارب قالهما العباس بن مرداس "الديوان 136" وقد أنشد سيبويه البيتين في باب "كم" هكذا "1/ 290".
على أنني.................... ... ............................
يذكرنيك...................... ... ...........................
وهو الأولى ليكون الكلام تاما بذكر خبر "إن" في البيت الثاني.
الحول: العام، الكميل: الكامل، الحنين: ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها.
العجول من الإبل: الواله التي فقدت ولدها بذبح أو موت أو هبة.
الهديل: قال ابن قتيبة في أدب الكاتب: العرب مرة تجعله فخا تزعم أنه كان على عهد نوح عليه السلام فصاده جارح من جوارح الطير. قالوا: فليس من حمامة إلا وهي تبكي عليه. ومرة يجعلونه الطائر نفسه، ومرة يجعلونه الصوت.
وفي العباب: الهدي: الذكر من الحمام، وقيل. الحمام الوحشي كالقماري والدباسي.(4/1706)
ثم نبهت بقولي:
وميزن خبرية بما في ... "تسعة" والألف قد تقدما
على أنه يقال: "كم رجال صحبت" [كما يقال: "تسعة رجال صحبت".
ويقال: "كم رجل صحبت" كما يقال: "ألف رجل صحبت"1] .
لأنها جعلت بمنزلة عدد مفرد مضاف إلى مميزة، وهو على ضربين:
أحدهما: يضاف إلى جمع.
والآخر: يضاف إلى مفرد.
فاستعملت بالوجهين، وجرت مجرى الضربين.
ثم أشرت إلى أن بني تميم يجرون الخبرية مجرى الاستفهامية فينصبون مميزها، وإن كان جمعا، ومنه قول الشاعر:
1158-
كم عمة لك يا جرير وخالةً ... فدعاء قد حلبت علي عشارى
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
1158- من الكامل قاله الفرزدق من قصيدة في هجاء جرير "الديوان 451" وهو من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ 94، وشرح التسهيل 2/ 138.
فدعاء: معوجة الأصابع من كثرة الحلب.
عشاري: جمع عشراء، وهي الناقة التي أتى عليها من وضعها عشرة أشهر.
وقوله: "علي" أشار إلى أنه كان متكرها أن يحلب عشاره أمثال عمة جرير وخالته لأن منزلتهما أدنى من ذلك.(4/1707)
ويروى بالجر على اللغة المشهورة، وبالرفع على حذف المميز، ورفع "عمة" بالابتداء.
ثم بينت أن الشاعر إذا اضطر ففصل بين "كم" الخبرية ومميزها بظرف أو جار ومجرور؛ جاز له أن يبقى الجر، فإن نصب فهو أولى كقول الشاعر:
1159-
تؤم سنانا، وكم دونه ... من الأرض محدودبا غارها
__________
1159- من المتقارب استشهد به المصنف في شرح عمدة الحافظ 94، وشرح التسهيل 2/ 138، ولم يعزه وقد اختلف في قائله، فنسبه قوم إلى زهير بن أبي سلمى وهو كذلك في كتاب سيبويه 1/ 295، ونسبه آخرون إلى ابنه كعب، وجزم ابن جني في المحتسب 1/ 138، بأن قائله الأعشى -ولم أعثر على الشاهد في ديوان واحد من الثلاثة.
تؤم: تقصد. سنان: ابن حارثة المرى.
المحدودب: يقصد به المرتفع من الأرض، قال الأعلم: جعله محدودبا لما يتصل به من الآكام، الغائر: المطمئن.
"ينظر: العقد الفريد 3/ 207، الإنصاف 306، ابن يعيش 4/ 129، العيني 4/ 491".(4/1708)
ومثال الجر قول الآخر:
1160-
كم في بني سعد بن بكر سيدٍ ... ضخم الدسيعة ماجد نفاع
ومثله قول الآخر:
1161-
كم بجودٍ مقرفٍ نال العلى ... وكريمٍ بخله قد وضعه
__________
1160- من الكامل ينسب للفرزدق وليس في ديوانه "سيبويه 1/ 296، المقتضب 3/ 62، الإنصاف 304 شرح المفصل لابن يعيش 4/ 130، العيني 4/ 392، الخزانة 3/ 122".
الدسيعة: الجفنة، أو المائدة الكريمة يقال: أعطاه الدسيعة بمعنى العطية الجزيلة، الماجد: الشريف.
1161- من الرمل آخر أبيات أربعة قالها أبو الأسود الدؤلي "الديوان 37" وهذه الأبيات هي:
سل أميري ما الذي غيره ... عن وصالي اليوم حتى ودعه
لا تهني بعد إكرامك لي ... فشديد عادة منتزعه
لا يكن وعدك برقا خلبا ... إن خير البرق ما الغيث معه
كم بجود..................... ... .....................................
وجزم الأصفهاني في الأغاني أنها لأنس بن زنيم، وعلى هذه النسبة سار شراح أبيات الكتاب وشراح الجمل.
المقرف: الذي ليس له أصالة في جهة الأب.
"شرح عمدة الحافظ 93، شرح التسهيل للمصنف 2/ 138، سيبويه 1/ 296، المقتضب 3/ 66، جمل الزجاجي 147، الإنصاف 303، ابن يعيش 4/ 132، همع الهوامع 1/ 255، 2/ 156، المقرب 68، الخزانة 3/ 109، الدرر اللوامع 1/ 212، 2/ 206".(4/1709)
فلو فصل بينهما بجملة تعين النصب كقول الشاعر:
1162-
كم نالني منهم فضلا على عدم ... إذ لا أكاد من الإقتار أجتمل
ثم أشرت إلى أن جر مميز الخبرية بإضافتها إليه لا بـ"من" محذوفة على ما روي عن الخليل، وبعض الكوفيين، وهو مذهب ضعيف.
ثم بينت أن "كأين" و"كذا" تفيدان ما تفيده "كم" الخبرية من تكثير مبهم الجنس، والمقدار، والافتقار إلى مميز، لكن مميز "كأين" لا يكون إلا منصوبا وكذلك1 مميز "كذا".
وأكثر وقوع مميز "كأين" مجرورا بـ"من" الجنسية كقوله تعالى:2 {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْض} 3.
__________
1 ع، ك "وكذا" في مكان "وكذلك".
2 من الآية رقم "105" من سورة يوسف.
3 هـ سقط "والأرض".
1162- من البسيط قاله القطامي "الديوان ص6" من قصيدة مشهورة.
الإقتار: الفقر.
أجتمل: الرواية -هنا- بالجيم. أي: أجمع العظام لأخرج ودكها، وأتعلل به. ورواه المصنف في شرح العمدة 94، وشرح التسهيل 2/ 138 احتمل بالحاء أي: لم يكن لي حمولة -بفتح الحاء- احتمل عليها ويقصد بالحمولة هنا: البعير أو الفرس أو نحوها مما يحتمل عليه.(4/1710)
وبينت أن في "كأين" خمس لغات:
وأصلها "كأين" -وهي أشهرها- وبها قرأ السبعة إلا ابن كثير. ويليها "كائن" وبها قرأ ابن كثير، والبواقي لم يقرأ بشيء منها في السبع.
وقرأ الأعمش وابن محيصن1 "وكأين" بهمزة ساكنة بعد الكاف، وبعدها ياء مكسورة خفيفة بعدها نون ساكنة في وزن: "كعين"2.
ولا أعرف أحدا قرأ باللغتين الباقيتين3.
ثم أشرت إلى أن الكوفيين يجيزون أن يكون مميز الاستفهامية جمعا، وأن البصريين لا يجيزون ذلك.
فإن ورد ما يوهمه نحو: "كم4 شهودا لك؟ " حمل على أن "شهودا" حال، وأن المميز محذوف.
والتقدير: كم نفسا شهودا لك؟ 5
ثم أشرت إلى أن هذا التوجيه مرتب على ما لا خلاف في جوازه وهو حذف المميز لدليل يدل عليه.
__________
1 سبق التعريف بهما.
2 ينظر المحتسب 1/ 170.
3 في مختصر ابن خالويه ص22 عند حديث المصنف في الآية رقم "146" آل عمران "و"كين" في وزن "كعن" ابن محيصن و"كاين" قتادة".
4 ع ك "ككم" في مكان "نحوكم".
5 ع ك سقط "لك".(4/1711)
بخلاف القول بأن الجمع مميز في المثال المذكور، فإنه يلزم إجراء "كم" في تمييزها مع كونها فرعا على أسماء العدد على وجه لم يستعمل في الأصل فكان مردودا.
ثم أشرت إلى أن "كم" و"كأين" يستحقان1 التصدير فلا يعمل فيهما إلا متأخر عنهما.
وقد يضاف إلى "كم" متعلق بما بعدها، أو تجر2 بحرفٍ متعلقٍ بما بعدها كقولك:
"أبناء كم رجلٍ علمت؟ " "من كم كتابٍ نقلت؟ "
ثم نبهت على أن "كأين" لا حظ لها في هذا الجر الذي نسب إلى3 "كم".
وأن "كذا" لاحظ لها في تحتم التصدير، بل يجوز أن يعمل فيها ما قبلها مطلقا فيقال: "رأيت كذا وكذا رجلا" [و"عندي كذا وكذا درهما"4] .
وأجاز قوم أن تعامل5 معاملة ما يكنى بها عنه.
فمن كنى بها عن مفردٍ جاء بها مفردة.
__________
1 هـ "يستحق" في مكان "يستحقان".
2 هـ "وبجر" في مكان "أو تجر".
3 ع، ك "إليه كم" في مكان "إلى كم".
4 هـ سقط ما بين القوسين.
5 الأصل "يعامل" في مكان "تعامل".(4/1712)
ومن كنى بها عن مركب كررها دون واو.
ومن كنى عن معطوف ومعطوف كررها بعطف.
وجاء بالمميز1 بعدها كما يجاء به بعد ما هي كناية عنه:
فـ"كذا أعبد" كناية عن "ثلاثة" إلى "عشرة".
و"كذا عبد" كناية عن "مائة" فصاعدا.
و"كذا عبدا"2 كناية عن "عشرين" أو "ثلاثين" إلى "تسعين"3.
و"كذا كذا عبدا" كناية عن "أحد عشر" إلى "تسعة عشر".
و"كذا وكذا عبدا" كناية عن "واحد وعشرين" إلى "تسعة وتسعين".
وقد يكنى بـ"كذا وكذا" عن الحديث.
والكناية عنه بـ"كيت وكيت" و"ذيت وذيت" -بفتح التاء أو كسرها-4 والفتح أشهر. وقد تفتح التاء وتشدد الياء.
__________
1 هـ "بالتمييز" في مكان "بالمميز".
2 هـ "عبد".
3 هـ "سبعين" في مكان "تسعين".
4 ع، هـ "وكسرها".(4/1713)
باب: الحكاية
مدخل
...
باب: الحكاية
في "أي" احك ما لمنكور سئل ... عنه بها في الوقف أو1 حين تصل
كـ"أي" "اية"2 لمن قال: "ارفقا ... بابن وبنت" وبـ"أيين" انطقا
لقائل: "امرأين زر" وإن جمع ... فاجمع وفي الإعراب جيء به تبع
ووقفأ احك مالمنكورٍ بـ"من" ... والنون حرك مطلقا -وأشبعن
فقل: "منو"3 "منا" "منى" حاكي "جا ... شيخ أميرا بامرئ له رجا"
وقل: "منان" و"منين" بعد "لي ... إلفان بابنين"4 بتسكين جلي
__________
1 هـ "وحين".
2 ع ك "كأين" في مكان "كأي".
3 سقط من الأصل "منو".
4 س ش "باثنين" في مكان "بابنين".(4/1714)
وقل لمن قال: أتت بنت: منه؟ ... والنون قبل تا المثنى مسكنه
والفتح نذر وصل التا والألف ... بـ"من" بإثر "ذا بنسوة كلف"
وقل "منون" و"منين" مسكنا ... إن قيل: "جا قوم لقوم فطنا"
وإن تصل فلفظ "من" لا يختلف ... ونادر "منون" ممن لم يقف
وبعد "من" في العلم احك الذ حوى ... قبل ومن حكاه رفعه نوى
وللحجاز ذي الحكاية اعتزت ... وباتفاقٍ بعد عطفٍ منعت
وما حكى معرفةً1 غير علم ... قياساً إلا يونس، وقد حكم
في وصل "من" بصحة الحكاية ... وغيره بالمنع ذو عناية
والعلم المشرك2 مع3 غير العلم4 ... بالعطف يحكي بعضهم ولم يلم
__________
1 ع "مقرفة" في مكان "معرفة".
2 ط "المشرك" في مكان "المشترك".
3 ع ك هـ "في" في مكان "مع".
4 ع ك "علم".(4/1715)
كـ"من سعيدا وابنه" بعد "أما ... ترى سعيدا وابنه قد قدما"
والعلم الموصوف بـ"ابن" لعلم ... أضيف يُحكى كـ"يزيد بن جشم"
وإن يكن بغير ذاك وصفا ... لم يحك نحو "اقصد يزيد المنصفا"
وبـ"من" الضمير قد يُحكى1 كما ... يُحكى منكر على ما2 قدما
والرفع -أيضا- قد حكوا والنصبا ... في اسم مجردٍ تلا "من" والبا
مثاله بـ"صالح" و"دعنا ... من تمرتان" فارو وادر المعنى
وإن نسبت لأداة حكما ... فاحك أو اعرب واجعلنها إسما
وضعفن ثاني "في"3 و"لو" و"ما" ... وشبهها، وإن نويت الكلما
فأنثن وذكر إن لفظ قصد ... وصرف أو منع على ذين يرد
__________
1 ش ط ك "حكوا" في مكان "يحكى".
2 س ش ع ك "من" في مكان "ما".
3 هـ "وفي".(4/1716)
إن سئل بـ"أي"1 عن مذكر2 حُكي فيها وصلا ووقفا للمسئول عنه من إعراب، وتذكيرٍ، وتأنيثٍ، وإفرادٍ، وتثنيةٍ وجمع تصحيح موجودٍ فيه، أو صالح لوصفه كقولك لمن قال:
"رأيت رجلا" و"امرأة" و"غلامين" و"جاريتين" و"بنين" و"بنات": "أيا"؟ و"أية"؟ و"أيين"؟ و"أيتين"؟ و"أيين"؟ و"أياتٍ"؟ 3.
وإن سئل عنه بـ"من" حكي في لفظها في الوقف خاصة ما له من الحركات بإشباع كقولك لمن قال "لقيني رجل": "منو"؟ ولمن قال ["رأيت رجلا": "منا"؟ ولمن قال "مررت برجل": "مني"؟.
وتقول لمن قال "رأيت امرأة"4: "منه"؟ أو "منت"؟.
ولمن قال "رأيت رجلين": "منين"؟.
ولمن قال "رأيت رجالًا": "منين"؟.
ولمن قال "رأيت امرأتين": "مَنْتين"؟ أو "مَنَتين"؟.
ولمن قال "رأيت5] نساءً": "منات"؟.
__________
1 ع "بأبي" في مكان "بأي".
2 هـ "مذكور" في مكان "مذكر".
3 ع ك "وأيات وأيين".
4 ع "امرة" في مكان "امرأة".
5 سقط ما بين القوسين من هـ.(4/1717)
فإن وصلت قلت: "من يا فتى؟ " في الإفراد، والتثنية والجمع، والتذكير، والتأنيث.
وفي قول الشاعر:
1163-
أتوا ناري فقلت: منون أنتم؟ ... فقالوا: الجن قلت:1 عموا ظلاما
شذوذ من وجهين:
أحدهما: أنه حَكى مقدرا غير مذكور.
والثاني: أنه أثبت العلامة في الوصل، وحقها ألا تثبت إلا في الوقف.
وإن سئل بـ"من" عن علم جيء بـ"من" وبعدها العلم
__________
1 هـ فقلت.
1163- من الوافر رواه أبو زيد في النوادر ص123 مع أبيات نسبها إلى شمير بن الحارث الضبي، قال أبو الحسن الأخفش: حفظي "سمير" -بالسين- ورواية أبي زيد.
أتوا ناري فقلت منون قالوا
سراة الجن قلت عموا ظلاما
ورواه الشنقيطي في الدرر اللوامع 2/ 219:
....................... عموا صباحا
عموا: أنعموا.
ظلاما: ظرف أي: عموا في ظلامكم، وجوز بعضهم أن يكون تمييزا أي عموا من جهة ظلامكم "سيبويه 1/ 402، الحيوان 1/ 176، المقتضب 2/ 307، الخصائص 1/ 129، ابن يعيش 4/ 16".(4/1718)
المسئول عنه محركًا بضمة إن كان الأول مرفوعًا، وبفتحة إن كان الأول1 منصوبًا، وبكسرة2 إن كان مجرورًا، بشرط ألا يتقدم على "من" حرف عطفٍ.
هذا هو مذهب أهل الحجاز.
وأما غيرهم فيجيء بالعلم بعد "من" مرفوعًا سبقت "من" بعاطف أم لم تسبق.
فإن سبقت "من" بعاطفٍ فالرفع متعين عند الجميع.
وهو مقدر عند من يحكي وهم الحجازيون، وذلك كقولك:
"من زيدًا؟ " لمن قال: "رأيت زيدًا" و"من زيدٍ؟ " لمن قال: "مررت بزيدٍ".
والفتحة والكسرة للحكاية، والرفع في موضعهما مقدر؛ لأن الواقع بعد "من" مبتدأ خبره "من". أو خبرٌ مبتدؤه "من".
فإن كان المحكي مرفوعًا رفع ما بعد "من" في اللغتين.
وأجاز يونس حكاية كل معرفة قياسًا على العلم3، فيجوز
__________
1 هـ سقط "الأول".
2 هـ "وبكسرة".
3 قال يونس: "إذا قال رجل: "رأيت زيدا وعمرا" أو "رأيت زيدا وأخاه" أو "رأيت زيدا أخا عمرو" فالرفع برده إلى القياس.=(4/1719)
عنده أن يقال من قال: "رأيت غلام زيدٍ" و"مرر بصاحب عمرو" "من غلام زيدٍ؟ " و"من صاحب عمرو؟ ".
وأجاز -أيضا- حكاية النكرة بـ"من" في الوصل.
ولا أعلم له في المسألتين موافقا، وكذلك قلت:
......................... وغيره بالمنع ذو عنايةواختلف1 في حكاية العلم معطوفًا على غير العلم2، أو معطوفًا عليه غير علم.
فبعضهم أجاز، وبعضهم منع.
نحو قولك: "من سعيدًا3 وابنه" لمن قال: "رأيت سعيدًا وابنه". و"من غلام زيدٍ وعمرًا" لمن قال: "رأيت غلام زيد4 وعمرًا".
وأما حكاية العلم بصفته فجائزة إن كان الوصف بـ"ابن" مضاف إلى علم كقولك: "من زيد بن عمرو؟ " لمن قال: "مررت بزيد بن عمرو".
__________
1 هـ "فاختلف".
2 ع ك "علم" في مكان "العلم".
3 هـ "زيدًا" في مكان "سعيدا".
4 هـ "وزيدا" في مكان "وعمرا".(4/1720)
فإن وصف بغير ذلك لم يجز أن يحكي بصفته، بل إن حُكي: حُكي بدونها.
وربما حكي المضمر بـ"من" كما يحكى المنكر.
فيقال: "منين"؟ لمن قال: "مررت بهم". و"منون"؟ لمن قال: "ذهبوا".
ومن العرب من يحكي الاسم النكرة مجردةً من "أي" و"من".
ومنه قول بعضهم: "ليس بقرشيًّا" رادًّا على من قال: "إن في الدار قرشيًّا" أو نحو ذلك.
ومنه1 -أيضًا- قول من قال: "دعنا من تمرتان".
ومنه قول الشاعر:
1164-
وأجبت قائل: كيف أنت؟ بـ"صالح" ... حتى مللت، وملني عوادي
__________
1 سقط من الأصل "منه".
1164- من الكامل لم أعثر على من نسبه إلى قائل، وقد استشهد به السيوطي في همع الهوامع 1/ 157 ولم ينسبه، وكذلك فعل الشنقيطي في الدرر 1/ 139، ورواه العيني: فأجبت.. ولم ينسبه وقال 4/ 503:
يروى بجر "صالح" وهو واضح، وبرفعه على تقدير "أنا صالح".
الملالة: السأم. العواد: جمع عائد المريض، وهو الزائر الذي يسأل عنه.(4/1721)
أدخل الباء على "صالح" وتركه مرفوعًا كما يكون لو لم تدخل1 عليه الباء.
ويمكن أن يكون من هذا ما كتب بواو في خط الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين-2 "فلان بن أبو فلان".
كأنه قيل: فلان ابن المقول فيه أبو فلان.
والمختار فيه عند المحققين أن يقرأ بالياء، وإن كان مكتوبًا بالواو، كما تقرأ "الصلوة" و"الزكوة" بالألف، وإن كانا مكتوبين3 بالواو تنبيهًا4 على أن المنطوق به منقلب عن واوٍ.
وإذا نسب إلى حرف أو غيره حكم هو للفظه5 دون معناه جاز أن يحكى، وجاز أن يعرف بما تقتضيه العوامل6.
فمن الحكاية قول -النبي صلى الله عليه وسلم-7
__________
1 الأصل "يدخل".
2 سقط من الأصل ومن هـ "أجمعين".
3 هـ "مكتوبتين" في مكان "مكتوبين".
4 هـ "وتنبيهًا".
5 ع "اللفظة".
6 هـ "العامل" في مكان "العوامل".
7 الأصل هـ "عليه السلام".(4/1722)
"إياكم و"لو" فإن "لو" تفتح عمل الشيطان" 1
ومنه قول الشاعر:
1165-
بثين الزمي "لا" إن "لا" إن لزمته ... -على كثيرة الواشين- أي معون
[ومن الإعراب قول الشاعر:
1166-
ليت شعري، وأين مني ليت ... إن لوًا وإن ليتًا عناء] 2
وفي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
"وأنهاكم عن قيلَ وقالَ" 3 -على الحكاية- "وعن قيلٍ وقالٍ" -على الإعراب.
__________
1 أخرجه مسلم في القدر 34، وابن ماجه في المقدمة، وأحمد 2/ 366، 370.
2 هـ سقط ما بين القوسين.
3 أخرجه البخاري باب الرقاق 22، الزكاة 53، الاعتصام 3، الأدب 6 ومسلم في باب الأقضية 10، 11، 13، 14، والدارمي باب الرقاق 38، والموطأ كلام 20، وأحمد 2/ 327، 360، 367، 4/ 46، 49، 249، 250، 251، 255.
1165- من الطويل قاله جميل بن معمر "الديوان ص126، الاقتضاب 469، واستشهد به الفراء 2/ 152 ولم ينسبه. المعون: العون، والظهير.
1166- من الخفيف قاله أبو زبيد الطائي "الديوان ص24". العناء: التعب والنصب والمشقة.(4/1723)
وإذا كانت الكلمة على حرفين ثانيهما حرف لين1 وجعلت اسمًا ضعف ثانيهما فقيل في "لو": "لو" وفي "في":
"في" وفي "ما": "ماء"، فعل بألف "ما" من التضعيف ما فعل بواو "لو" وياء "في" فاجتمعت ألفان فقبلت الثانية همزة.
ثم إن الأداة التي يحكم لها بالاسمية في هذا الاستعمال إن أولت بـ"كلمة" منع الصرف، وجاز -أيضًا- إن كانت ثلاثية ساكنة الوسط. وإن أولت بـ"لفظ" صرفت قولًا واحدًا.
__________
1 هـ "لمن" في مكان "لين".(4/1724)
فصل: في مدتي الإنكار والتذكر 1
والحاك إثر الهمز وإنكارًا قصد ... إن يردف اخرًا محركًا بمد
أو يوله2 "إني" أو التنوين يا ... من بعد كسر ما بذي اليا تليا
ومنكر قائل ذا إن يحسبا ... مخالفًا لما إليه نسبا
أو منكر نسبته إليه ... كلاهما استدلل بذا عليه
__________
1 هـ "التذكير" في مكان "التذكر".
2 ع "قوله" في مكان "يوله".(4/1724)
وقد يقول: "أأنا1 إني" الذي ... قيل له: "أتفعل"؟ اعتبر بذي
وقد يقال: "أأنا إني" لمن ... قال: "أفا فاعل ذاك" فاعلمن
وفصل ذي الهمزة بالقول حظر ... به اتصال آخرٍ بما ذكر
كذا إذا الكلام من وقفٍ برى ... ومن تعجب، وإنكارٍ عري
ومدة الإنكار قد تلحق ما ... يتبع من نعتٍ وعطفٍ2 تمما
وأشبعن تحريك آخر لدى ... تذكر3 إن غير وقفٍ قصدا
واكسر مسكنًا صحيحًا كـ"ألي" ... في "المتقى" وكـ"قدي" في "قد" ولي
ووصل ها السكت بذا المد أبوا ... ووصلها بمد الانكار ارتضوا
حرف الإنكار: مدة زائدة تلحق المحكي بعد همزة الاستفهام متصلة بآخره، مجانسة لحركته، أو بعد كسر تنوينه إن
__________
1 ش ش "أنا" في مكان "أأنا".
2 ش ش "عطف أو نعت".
3 ط "تذكير" في مكان "تذكر".(4/1725)
كان منونًا، أبو عبد كسر نون "إن" مزيدة بعد الآخر.
كقولك في "هذا عمرو": "أعمروه"؟.
وفي "رأيت عثمان": "أعثماناه"؟.
وفي "لقيت حذام"1: "أحذاميه"2؟.
وفي "قدم زيد": "أزيد نيه"3؟ أو "أزيد إنيه"؟.
وله معنيان:
أحدهما: إنكار أن يكون الأمر على ما ذكر المخاطب.
والثاني: أن يكون على خلاف ما ذكر.
وإلى الوجهين أشرت بقولي:
ومنكر قائل ذا إن4 يحسبا ... مخالفًا لما إليه نسبا
أو منكر نسبته إليه ... ..........................................
ومنه قول رجلٍ من العرب إذ5 قيل له6: أتخرج إن
__________
1 ع "حزام".
2 ع "أحزامية".
3 ع سقط "أزيدنيه".
4 ع "ذان" في مكان "ذا إن".
5 ع ك "إذا" في مكان "إذ".
6 ع ك سقط "له".(4/1726)
أخصبت البادية؟ أأنا إنيه1؟. منكرًا لرايه أن يكون على أن يخرج.
وإلى هذا أشرت بقولي:
وقد تقول: أأنا إني الذي ... قيل له أتفعل؟ اعتبر بذي
فهذا إنكار بلا حكاية.
وكذا قولك "أأنا إني" لمن قال: أنا2 فاعل.
وإن فصلت هذه الهمزة بقول3 لم يجز لحاق مدة الإنكار كقولك لمن قال: "هذا عمرو": أتقول عمرو؟.
وكذلك إذا لم يكن المنكر واقفًا كقولك لمن قال: "هذا عمرو": "أتقول عمرو"؟.
وكذلك إذا لم يكن المنكر واقفًا كقولك لمن قال: "رأيت عثمان: "أعثمان4 يا فتى"؟. وكذا إذا لم يكن المستفهم منكرًا.
وإن كان الواقع بعد هذه الهمزة منعوتًا أو معطوفًا ومعطوفًا عليه. فموضع حرف الإنكار آخر النعت، وآخر المعطوف كقولك لمن قال "رأيت زيدًا وعمرًا": "أزيدًاوعمرنيه"؟.
ولمن قال: "ضربت5 زيدًا الطويل": "أزيدًا الطويلاه"؟.
__________
1 هـ سقط "أنيه".
2 هـ "إني" في مكان "أنا".
3 ع "تقول" في مكان "بقول".
4 الأصل سقط "أعثمان".
5 ع ك "رأيت" في مكان "ضربت".(4/1727)
من صفته "كيت وكيت".
ولا توصل مدة التذكر1 بهاء السكت؛ لأن المتذكر ليس واقفًا، وهاء السكت إنما تزاد في الوقف أو فيما يُنوى الوقف عليه.
وأما مدة الإنكار فالأجود وصلها بهاء السكت؛ لأن المنكر واقف، ولو لم يقف لم يأت بالمدة الدالة على الإنكار.
__________
1 هـ "التذكير" في مكان "التذكر".(4/1729)
باب: التذكير والتأنيث
مدخل
...
باب: التذكير والتأنيث 1
علامة التأنيث تاء2 أو ألف ... وفي أسامٍ قدروا التا كـ"الكتف"
ويعرف التقدير بالضمير ... وبإشارةٍ، وبالتصغير
وباطراد جمعه مقللا ... وهو رباعي بوزن "أفعلا"
كذا بحالٍ، أو بنعتٍ أو خبر ... يثبت تأنيث شبيهٍ3 بذكر
وهكذا التأنيث فيه ثبتا ... بأن يعد باطرادٍ دون تا
ووضعها لفصل أنثى من ذكر ... وصفًا كـ"ضخمةٍ" وفي اسم ذا ندر
__________
1 هـ سقط العنوان.
2 ع "ياء" في مكان "تاء".
3 هـ "شبه" في مكان "شبيه".(4/1730)
وفصلها الواحد من جنس كثر ... والعكس كـ"الكمأة" و"الكمء" نزر
وفصلها واحد مصنوع البشر ... يأتي قليلًا نحو "جرةٍ" و"جر"
وقد تلازم1 ما لأنثى وذكر ... وما اختصاص ذكرٍ به2 استقر
وأكدوا بالتاء تأنيث كلم ... كـ "ناقةٍ" و"نعجةٍ"3 مما علم
وبالغوا بها كـ"شخص راويه" ... وهكذا "علامة" و"داهيه"
واليا بها عوقب في "زنادقه" ... ونسبًا تبين في "أزراقة"4
وأبدت التعريب في "كيالجه" ... وهكذا "الموزج" و"الموازجه"
وعوضًا من فاءٍ أو عينٍ أتت ... ومن سوى هذين -أيضًا- عوضت
وأنث الجنس الذي بها فصل ... أهل الحجاز، وبتذكير نقل
__________
1 هـ "يلازم".
2 هـ "ته" في مكان "به".
3 ط "كنعجة وناقة".
4 ع "أرازقة" في مكان "أزارقة".(4/1731)
عن أهل نجدٍ وتميم وعلى ... ذا حكم معدودٍ قديمًا نزلا
وما من الصفات بالأنثى يخص ... عن تاءٍ استغنى لأن اللفظ نص
وحيث معنى الفعل ينوى التا ترد ... كـ"ذي1 غدًا مرضعة طفلًا ولد"
[وما اشتراك فيه من وصفٍ فقد ... يخلوا من التا -مطلقًا- حيث ورد
ومنعوا تا الفرق من "فعول" ... فاعلم و"مفعال" ومن "مفعيل"
كذاك "مفعل" وما تليه تا ... من هذه الأوزان نادرًا أتى] 2
وربما جاء بها موصولًا ... "فعول" الموافق "المفعولا"
ومنعوا ذي التاء من "فعيل" ... إن كان كـ"القتيل"3 و"الكحيل"
وربما أنث بالتا حملا ... على نظير زنة وأصلا
__________
1 الأصل وهـ "كذا" في مكان "كذى".
2 هـ سقط ما بين القوسين.
3 الأصل "المقتيل" وع ك "كالقبيل".(4/1732)
والعكس قد يأتي كما1 "رميم" ... من بعد "وهي" بعده "عليم"
"ش" لما كان التذكير أصلًا استغنى عن علامةٍ بخلاف التأنيث فإنه فرع فافتقر إلى علام، وهي: تاء أو ألف مقصورة أو ممدودة.
والتاء أظهر وأكثر2 دلالة لأنها لا تلتبس بغيرها.
بخلاف الألف فإنها قد3 تلتبس بغيرها فتحتاج4 إلى تمييزها بما أتي ذكره.
ولمزية التاء في الدلالة جعلت ظاهرة كـ"تمرة" ومقدرة كـ"كتف"، ويدل على التقدير:
الإضمار نحو: "الكتف نهشتها"5.
والإشارة نحو: "هذه كتف".
والتصغير نحو: "كتيفة".
واطراد6 الجمع في القلة على "أفعل" مع كونه رباعيًّا
__________
1 هـ "كذا" في مكان "كما".
2 الأصل وهـ "أكثر وأظهر".
3 ع ك سقط "قد".
4 هـ "فيحتاج".
5 النهش: الأخذ بالأضراس، والنهس: الأخذ بالأسنان.
6 هـ "واطرد".(4/1733)
كـ "عقاب1 وأعقب" و"ذراع وأذرع" و"يمين وأيمن" وقلت:
وباطراد................. ... .................................
احترازًا من قول بعض العرب: "غراب وأغرب" مع كونه مذكرًا والمشهور "أغربة".
ويعرف -أيضًا- تأنيث العاري من علامةٍ بحاله2 ونعته وخبره نحو: "هذه الكتف مشوية" و"الكتف المشوية لذيذة" و"يد زيد مبسوطة".
ويعرف3 -أيضًا- تأنيث العاري من علامة4 بأن يجرد عدده من التاء باطراد كـ"اشتريت ثلاث أدور" و"سقيته أربع أكؤس".
وقلت "باطراد" احترازًا من نحو "ثلاث شخوص" و"عشر أبطن".
وقد تقدم الكلام على مثل هذا في "باب العدد".
والأكثر في التاء أن يجاء بها لتمييز المؤنث من المذكر في الصفات كـ"مسلم ومسلمة" و"ضخم وضخمة".
__________
1 طائر من كواسر الطيور، قوي المخالب، مسرول، له منقار قصير، حاد البصر "لفظه مؤنث للذكر والأنثى"
2 ع "بحالته".
3 الأصل "وتعرف".
4 ع ك "العلامة".(4/1734)
ومجيئها في الأسماء غير الصفات قليل كـ"امرئ وامرأة" و"إنسان وإنسانة" و"رجل ورجلة" و"غلام وغلامة".
ويكثر مجيئها لتمييز الواحد من الجنس الذي لا يصنعه مخلوق كـ"تمر وتمرة" و"ثمر وثمرة" و"نخل ونخلة" و"شجر وشجرة".
ويقل مجيئها لتمييز الجنس من الواحد كـ"كمأة كثيرة" و"كمء1 واحد".
وكذلك يقل مجيئها لتمييز الواحد من الجنس الذي يصنعه المخلوق نحو: "جر وجرة"2 و"لبن ولبنة" و"قلنس قلنسوة"3 و"سفين وسفينة"
وقد تكون التاء لازمة فيما يشترك فيه المذكر والمؤنث كـ"ربعة" -وهو: المعتدل والمعتدلة من الرجال والنساء.
وقد تلازم4 ما يخص المذكر كـ"رجل بهمة" -وهو: الشجاع-5.
__________
1 فطر من الفصيلة الكمئية، وهو أرضية تنتفخ حاملات أنواعها فتجني، وتؤكل مطبوخة.
2 إناء من الخزف أو غير ذلك، وخشبية في رأسها كفة تصاد بها الضباء، وما يخرجه البعير من بطنه ليمضغه ثم يبلعه.
3 غطاء للرأس مختلف الأشكال والألوان.
4 الأصل "يلازم".
5 الشجاع الذي يستبهم على قرنه وجه غلبته.(4/1735)
[وقد تجيء في لفظٍ مخصوصٍ بالمؤنث لتأكيد تأنيثه كـ"نعجة" و"ناقة"1.
وقد تجيء للمبالغة كـ"رجل رواية ونسابة".
وقد يجاء بها معاقبة لياء "مفاعيل" كـ"زنادقة"2 و"جحاجحة" 3.
فإذا جيء بالياء لم يجأ4 بالهاء بل يقال: "زناديق" و"جحاجيح"، فالياء والهاء متعاقبان في هذه النوع.
وقد يجاء بها دلالة على النسب كقولهم: "أشعثي وأشاعثة" و"أزرقي وأزارقة"5 [و"مهلبي ومهالبة"6] .
وقد يجاء بها دلالة على تعريب الأسماء المعجمية نحو "كيلجة" و"كيالجة" [و"موزج وموازجة"7] .
والكيلجة: مقدار من الكيل معروف، [والموزج: الخف8] .
__________
1 سقط ما بين القوسين من هـ.
2 الزنديق: من يقول بالنور والظلمة، وأو من لا يؤمن بالآخرة.
3 جمع "جحجاح" وهو السيد.
4 الأصل وع "يجاء".
5 فرقة من الخوارج تنسب إلى نافع بن الأزرق.
6 هـ سقط ما بين القوسين.
7 هـ سقط ما بين القوسين.
8 هـ سقط ما بين القوسين.(4/1736)
وقد يجاء بها عوضًا من فاءٍ نحو: "عدة" أو من عين نحو "إقامة". وقد عوضت من مدة تفعيل في نحو: "تزكية".
ولاستيفاء القول في هذا موضع من التصريف هو أولى به.
وعوضت أيضًا من اللام في "لغة" و"قلة"1 ونحوهما وإلى هذين التعويضين أشرت بقولي:
........................... ... ومن سوى هذين -أيضًا- عوضت
ثم نبهت على أن لغة الحجازيين تأنيث نحو "شجر" و"نخل" من الأجناس التي تتميز آحادها منها بلحاق التاء.
ولغة أهل نجد وبني تميم التذكير.
وعلى هذا يترتب حكم العدد الواقع عليها، فمن يؤنث يقول: "ثلاث من النخل". ومن ذكر يقول: "ثلاثة".
ثم أشرت إلى أن الصفات المختصة بالإناث مستغنية عن التاء نحو "حائض" و"طامث"2 و"مرضع" و"مطفل" لأن مجرد لفظها مشعر بالتأنيث إشعارًا لا احتمال فيه.
فإن قصد معنى الفعل جيء بالتاء فقيل: "هذه مرضعة ولدًا غدًا أو الآن".
__________
1 القلة: عيدان يلعب به الصبيان.
2 الحائض أو ما تحيض.(4/1737)
فلو لم يقصد إلا أنها ذات أهلية للإرضاع دون تعرضٍ للفعل لقيل: "مرضع".
وكذا الموصوفة بالحيض، إن قصد أنها ذات حيض: قيل: "هي حائض" وإن قصد أنها تحيض الآن أو غدًا قيل: "هي حائضة غدًا أو الآن".
وقد يكون الوصف واقعًا على المذكر والمؤنث، ولا تلحقه1 التاء عند قصد التأنيث.
فمن ذلك قولهم: "رجل عانس" و"امرأة عانس"2 و"جمل ضامر"3 و"ناقة ضامر".
ثم أشرت إلى أن من أمثلة4 الصفات ما لا تلحقه5 علامة التأنيث الفاصلة بين المؤنث والمذكر، وذلك ما كان على زنة "فعول" مقصودًا به المبالغة في "فاعل".
وكذا ما كان على "مفعال" أو "مفعيل" أو "مفعل" فيقال: "رجل صبور" و"امرأة صبور".
__________
1 الأصل "يلحقه".
2 العانس من يطول مكثه في بيت أهله ولم يتزوج
3 الضامر: الذي أصابه الهزال.
4 الأصل "أن لأمثلة" في مكان "أن من أمثلة".
5 الأصل "يلحقه".(4/1738)
و"رجل [مهداء" و"امرأة مهداء"1] .
و"رجل معطير" و"امرأة معطير"2.
[و"رجل مغشم"3 و"امرأة مغشم"4] .
ولا تلحق5 التاء الفارقة شيئا من هذه الأمثلة إلا على سبيل الندور.
فمن النادر قولهم: "عدوة" و6"رجل ميقان، وامرأة ميقانة" وهما الموقنان بكل ما سمعا، و"مسكينة"7.
ومن العرب من يقول: "امرأة مسكين" على القياس، حكاه سيبويه8.
فإن كانت التاء للمبالغة لا للفرق لحقت المذكر والمؤنث نحو: "رجل ملولة، وامرأة ملولة"9.
وقد يؤنث بالتاء "فعول" بمعنى "مفعول" وهوقليل كـ
__________
1 سقط ما بين القوسين من هـ.
2 المعطير: المتطيب المحب للطيب.
3 المغشم: الجريء الماضي لا يثنيه شيء عما يريد.
4 سطق ما بين القوسين من هـ.
5 ع ك "يلحق".
6 زاد الأصل "ومسكينة".
7 سقط من الأصل "ومسكينة".
8 الكتاب 2/ 210.
9 الملالة: السأم.(4/1739)
"ركوبة" و"رغوثة"1 بمعنى: مركوبة ومرغوثة. أي: مرضوعة.
فإن كانت الصفة على "فعيل" بمعنى "مفعول" لم تلحقه التاء إلا إذا جرد عن الوصفية نحو: "ذبيحة" و"نطيحة".
فإن قصدت2 الوصفية وعلم الموصوف جرد من3 التاء نحو: "رجل قتيل" و"امرأة قتيل" و"عين كحيل"4 و"كف خضيب"5.
وقد يشبه6 "فعيل" الذي بمعنى "فاعل" بهذا، ويشبه هذا به، فيعطى كل منهما حكم الآخر.
فمن حمل الذي بمعنى "فاعل" على الذي بمعنى "مفعول" قول الله تعالى: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِين} 7.
__________
1 ع "رغوبة".
2 ع ك "قصد".
3 ع ك "عن" في مكان "من".
4 العين الكحيل: التي وضع فيها الكحل، وهو كل ما وضع في العين يشتفى به.
5 الخضيب: الملونة أو التي وضع فيها الخضاب.
6 ع ك "تشبه".
7 من الآية رقم "56" من سورة "الأعراف".(4/1740)
وقوله1: {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} 2، 3.
ومن حمل الذي بمعنى "مفعول" على الذي بمعنى "فاعل" قول العرب: "خصلة4 حميدة" و"صفة ذميمة" بمعنى: محمودة، ومذمومة.
أجروهما مجرى: جميلة وقبيحة.
__________
1 من الآية رقم "78" من سورة "يس".
2 ع ك سقط "قال".
3 البالي من كل شيء، وفي التنزيل: {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} .
4 الخلة والفضيلة والرذيلة، وقد غلب على الفضيلة.(4/1741)
فصل: "ألف التأنيث المقصورة"
"ص"
وألف التأنيث ذات قصر ... وذات مد حيزتا1 بحصر
وتعرف الأولى بوزن "حبلى" ... و"مرطى" و"شعبى" و"فعلى"
مقابلا2 "فعلان" أو مبين3 ما
يبين بـ"الدعوى" و"صرعى"
__________
1 ط "جيزتا".
2 ع "مقابل".
3 ع "لو".(4/1741)
وبـ"فعالى" "فعلا" و"فعلى" ... مصدرًا أو جمعًا كمثل "حجلى"
و"أربعا" و"أربعاوى" "فعللا" ... وشبهه مع "فعلى" مسجلا
و"حند قوقي" "إيجلى"1 "مكورى"2 ... و"رهبوتى" "قرفصى "يهيرى"3
ومع "شفصلى" و"مرقدى" حكوا ... "هبيخى" ثمت4 "بادولى" وعوا
ومع "دودرى" و"بردرايا"5 ... و"مرحيا" معه "حولايا"
ومع "شقارى" و"فوضوضى"6 أثر ... من هجر "اهجيرا" "حذرى" من حذر
ومع "عرضنى" و"عرضى" من هجر ... صيغ "الكفرى" مع "حضيضى" صدر7
__________
1 ط "اجفلى".
2 ط "مكوزي".
3 ط "يهيزى" ش س "بهيرى".
4 ط "تمت".
5 ط "يردرايا".
6 ط "فوصوصى".
7 س ش ط جاء هذا الشطر كما يلي:
............................. ... قد صيغ هجيرى وحضيضى ندر(4/1742)
ومع "خليطى" "القطبى" "المصطكى" ... "والبرحايا" واشتقق "ممصطكا"
واصرف "حبنطى" و"وكفرى"1 فالألف ... ملحقة، وعلمًا لا ينصرف
وحيث "فعلى" قبل التنوين أو ... تاء فملحق كذا "فعلى" رأوا
وما مع التنكير نونوا ولم ... ينونوا فهو بوسمين اتسم
قد تقدم في "باب ما ينصرف وما لا ينصرف" أن ألف التأنيث المقصورة أصل للمدودة.
فالغرض الآن استقصاء الأمثلة التي تتضمنها2.
فمن أمثلة المقصورة المختصة:
["فعلى" اسمًا كـ"بهمى"3، أو صفة كـ"حبلى" و"الكبرى" أو مصدرًا كـ"الرجعى".
ومن أمثلتها المختصة4] "فعلى" اسمًا كـ"بردى"5 أو
__________
1 ع "وكفى" س ش "وتغزى".
2 هـ "تضمنتها".
3 نبت تجد به الغنم وجدا شديدا ما دام أخضر.
4 هـ سقط ما بين القوسين.
5 نهر دمشق الأعظم، وجبل بالحجاز.(4/1743)
مصدرًا كـ"مرطى"1 أو صفة كـ"حيدى"2.
ومن أمثلتها المختصة "فعلى" كـ"أبى" -وهي الداهية- و"شعبى" و"أدما" وهما مكانان.
[3 وزاد أبو علي البغدادي4 "الأرنى"5 لغة في "الأرنة" حب يعقد اللبن، و"الجعبى" عظام النمل، و"جعفى"6 اسم مكان.
ذكر ذلك البطليوسي في الاقتضاب7] .
وأما "فعلى" و"فعلى" فمثالان يشترك فيهما ألف التأنيث وألف الإلحاق.
فإن كان "فعلى" مقابلًا8 لـ"فعلان" كـ"سكرى" فألفه للتأنيث.
__________
1 ضرب من العدو.
2 حمار حيدى: يحيد عن ظله نشاطًا، ولم يوصف مذكر على فعلى بغير "حيدى".
3 هـ سقط ما بين القوسين.
4 في كتابه المقصور والممدود، كما في الاقتضاب ص276.
5 ع "الأورني".
6 هكذا ضبط في جميع النسخ وفي الاقتضاب "جنفى" بالنون.
7 ينظر الاقتضاب في شرح أدب الكتاب لابن السيد البطليوسي ص276، باب شواذ الأبنية.
8 ع ك "مقابل"(4/1744)
وكذا إن كان مصدرًا كـ"دعوى" أو جمعًا كـ"صرعى".
وإن كان غير ذلك ففي ألفه احتمال.
[وإن كان "فعلى" مصدرًا كـ"الذكرى" أو جمعًا فألفه للتأنيث ولم يأت جمعًا إلا "ظربى"1 جمع "ظربان"2 و"حجلى" جمع3 "حجل"4.
وإن كان "فعلى" غير مصدرٍ ولا جمعٍ ففي ألفه احتمال5]-أيضًا.
ومن الأمثلة المختصة بألف التأنيث المقصورة "فعالى" كـ"حبارى"6 و"فعلى" كـ"سمهى" -وهو الباطل- و"الأربعا -بضم الهمزة وفتح الباء- ضرب من مشى الأرانب و"الأربعاوَى" -بفتح الهمزة وضم الباء: قعدة المتربع.
__________
1 الأصل "ضربى".
2 الأصل "ضربان" والظربان: حيوان من رتبة اللواحم والفصيلة السمورية، أصغر من السنور، أصلم الأذنين، مجتمع الرأس، طويل الخطم، قصير القوائم، منتن الرائحة.
3 سقط من هـ "وحجلى جمع حجل".
4 الحجل: الذكر من القبج، وهو جنس طيور تصاد وهو في حجم الحمام أحمر المنقار والرجلين طيب اللحم.
5 سقط ما بين القوسين من ع.
6 طائر طويل العنق رمادي اللون على شكل الإوزة في منقاره طول "الذكر والأنثى والجمع فيه سواء".(4/1745)
واشتمل قولي:
....................."فعللا" ... وشبهه......................
على نحو "قرنبلى" 1 و"خوزلى" و"خيزلى" و"خنسرى" وهو الخسارة2 و"قعولى" وهو ضرب3 من مشى الشيخ، و"هرنوى" وهو ضرب من النبت، و"الأجفلى" وهو الدعوة العامة.
واشتمل قولي:
.......................... ... ................مع "فعلى" مسجلا
على "سبطرى"4 و"دفقى"5 و"عرضنى"6 وهن أضرب من المشي.
وما قبل الألف فيما سوى "سبطرى" زائد فلذا ذكرت.
............................. ... .............................مسجلا
أي: مطلقًا.
__________
1 ع "قريثا" الأصل "فرتني" في مكان "قرنبلى".
2 هـ "الخنسارة" في مكان "الخسارة".
3 ع ك "الضرب" في مكان "وهو ضرب".
4 السبطرى: مشية فيها تبختر.
5 مشي فيه سرعة، أو مباعدة بين الخطو، أو المشي على هذا الجانب مرة، وهذا مرة.
6 مشية باعتراض.(4/1746)
و"الدفقى" -أيضًا- السريعة المشي من الإبل والخيل -عن ابن سيده-1.
و"الحندقوقى": نبت2 و"المكورى": العظيم الأرنبة و"الرهبوتى": الرهبة. و"القرفصا" بمعنى "القرفصاء". و"اليهيرى": الباطل. و"الشفصلى": حمل نبت يلتوي على الأشجار. و"المرقدى": الكثير الرقاد.
و"الهبيخى": مشية بتبختر. و"بادولى": بلد. و"الدودرى": العظيم الخصيين. و"المرحيا": المرح و"بردرايا" وحولايا": اسمان و"الشقارى":نبت3. و"الفوضوضى": المفاوضة. و"الأهجيرى" و"الهجيرى": العادة. [و"العرضى" و"العرضى" و"العرضنى"4] و"العرضنى": مشية باعتراض. و"الكفرى" و"الكفرى" و"الكفرى" و"الكفرى": وعاء الطلع5.
و"الحِضيضى" و"الحُضيضى": التَحضيض -والضم نادر- و"الخليطى: الاختلاط. و"القطبى": نبت يصنع منه حبل متين قد يباع بمائة دينار.
__________
1 المحكم 6/ 196.
2 نبت عشبي سنوي ينبت في البرية، وتعد منه الأعلاف.
3 هو شقائق النعمان، وهو نبات أحمر الزهر مبقع بنقط سود، وله أنواع وضروب.
4 سقط ما بين القوسين من هـ.
5 غلاف يشبه الكوز ينفتح عن حب منضود فيه مادة إخصاب النخلة.(4/1747)
و"المصطكى": مخفف تضم فاؤه وتفتح، وهي أصلية: لقول العرب: دواء ممصطك إذا جعل فيه المصطكى1.
و"اليرحايا": العجب.
فألفت هذه الأمثلة ألفات تأنيث.
وأما الألف "حبنطى"2 وشبهه فملحقة بـ"سفرجل"3.
وكذا ألف "فكرى" -بفتح الكاف والفاء- ولذلك4 يصرفان في التنكير.
وما كان على "فعلى" أو "فعلى" من غير ما تقدم ذكره فإن لم ينون في التنكير فألفه للتأنيث، وإن نون فألفه للإلحاق.
فإن5 سمع بتنوينٍ من قومٍ، وبعدم تنوين من قوم فألفه عند من نون للإلحاق، وعند من لم ينون للتأنيث.
فالأول كـ"ضئزى" -بالهمز-6 وهي القسمة الجائرة.
والثاني كـ"رجل كيصى" وهو المولع بالأكل وحده.
__________
1 المصطكا والمصطكاء: شجر من فصيلة البطميات ينبت بريا في سواحل الشام وبعض الجبال المنخفضة ويستخرج منه علك معروف.
2 الحبنطى: الغليظ القصير، البطين.
3 السفرجل: شجر مثمر من الفصيلة الوردية.
4 ع "وكذلك" في مكان "ولذلك".
5 الأصل "وإن سمع".
6 ع "بالهمزة".(4/1748)
والثالث كـ "ذفرى"1 فإنه ينون في لغة، ويترك تنوينه في لغة.
ومثال ما فيه وجهان من المفتوح الأول "تترى"2 نونه ابن كثير وأبو عمرو -على أن ألفه للإلحاق- ولم ينونه الباقون -على أن ألفه للتأنيث.
__________
1 الذفرى من الحيوان والإنسان: العظم الشاخص خلف الأذن.
2 من الآية رقم "44" من سورة "المؤمنون" وتمامها: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} .
والمراد بتترى: متواترين أي متتابعين.(4/1749)
فصل: في ألف التأنيث الممدودة 3
"ص"
[وألف التأنيث ذات المد ... أوردها في مثلٍ بسرد
منهن "فعلاء" و"أفعلاء"4] ... مثلث السين و5 "فعللاء"
__________
1 الذفرى من الحيوان والإنسان: العظم الشاخص خلف الأذن.
2 من الآية رقم "44" من سورة "المؤمنون" وتمامها: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} .
والمراد بتترى: متواترين أي متتابعين.
3 سقط العنوان من هـ.
4 سقط ما بين القوسين من س ش ط ع ك وجاء في مكانه:
وألف الأنثى التي تمد ... بوزن "فعلاء" يقينًا تبدو
كذاك فاعلا وافعلاء ... .....................
5 سقطت الواو من الأصل.(4/1749)
و"فعللاء" ثم "فعللاء" ... وملحقاتها و"فنعلاء"1
ومع "فعلاء" "فعيلياء"2 ... ومع "فاعولاء" "إفعيلاء"
ثم "فعولاء" و"مفعولاء" ... و"مفعلاء" و"فعاللاء"
و"فعلاء" مطلق الفا وكذا ... مطلق عينه "فعالاء" خذا
ومع "فعالاء" "يفاعلاء" ... و"فعليا" و"يفاعلاء"
ومع "فعلولاء" "فعيلاء" ... ومع "فنعلاء"3 "فعنالاء"
[وفي "فعلاء" و"فعلاء" وفي ... "فعلاء" الإلحاق بادٍ فاصرف
وبـ"السنمار" وبـ"القرطاس" قد ... ألحقن و"القرطاس" فادر4 المستند]
__________
1 ش ش "وفعللاء في مكان "وفنعلاء".
2 ع، هـ "فعلياء" في مكان "فعيلياء".
3 ط "فعنلاء" في مكان "فنعلاء".
4 سقط هذان البيتان من س ش ط ع ك وجاء في مكانهما:
كذا فِعِلاء وفِعْلاء صرف ... وهكذا فعلاء أيضًا ينصرف
فأول ألحق بالقرطاس ... والثان ألحقوه بالقرناس(4/1750)
"ش" فعلاء على ضربين: صفة وغير صفة.
والصفة على ضربين: مؤنث "أفعل" كـ"حمراء" -وهو كثير.
وما ليس كذلك كـ"ديمة1 هطلاء"2 -وهو3 قليل.
وغير الصفة مصدر، وغير مصدرٍ:
فالمصدر كـ"رغب رغباء".
وغير المصدر: جمع في المعنى كـ"طرفاء"4 و"قضباء"5 وغير جمع كـ"صحراء" و"جرعاء"6.
[7 و"فاعلاء" كـ"باقلاء"8 و"ساقياء" و"راهطاء"9] .
__________
1 الديمة: مطر يدوم في سكون بلا رعد ولا برق.
2 الهطل: تتابع المطر العظيم القطر.
3 ع ك "فهو".
4 جنس من النبات منه أشجار، وهو أربعة أصناف منها الأثل.
5 شجر كشجر الكمثرى ورقة كورقة إلا أنه أرق وأنعم، ترعى الإبل ورقه وأطرافه.
6 أرض ذات حزونة تشاكل الرمل.
7 سقط ما بين القوسين من الأصل.
8 نبات عشبي حولى من الفصيلة القرنية تؤكل قرونه مطبوخة، وكذلك بذره.
9 الراهطاء: أول حفيرة يحفرها اليربوع بين القاصعاء والنافقاء، وقيل التراب الذي يجعله اليربوع على فم القاصعاء.(4/1751)
وعم قولي:
........................و"أفعلاء" ... مثلث العين..................
نحو "أصدقاء" و"أولياء"1 و"أربعاء" -جمع ربيع- وهو النهر الصغير.
وقولهم لليوم الرابع من أيام الأسبوع "أربِعاء" و"أربَعاء" و"أربُعاء" -بكسر الباء وفتحها وضمها.
و"الأربعاء" -أيضًا- أحد أعمدة الخيمة.
وعم قولي:
........................ ... ..................و"فعلاء"2
و"فعللاء"3 ثم "فعللاء" ... وملحقاتها..................
نحو: "عقرباء: اسم مكان. و"هندباء": اسم بقلة4.
و"قرفصاء": لضرب من القعود. و"دَيكساء"5 و"دِيكساء"6 لقطيع من النعم. و"برنساء": بمعنى براساء وهم الناس.
__________
1 جمع ولي وهو كل من ولي أمرًا أو قام به، والنصير والمحب.
2 هـ سقط "وفعللاء".
3 ع "وفعلاء" في مكان "وفعللاء".
4 بقلة زراعية حولية من الفصيلة المركبة، يؤكل ورقها مطبوخًا وغير مطبوخ.
5 هـ "وديسكا، وديسكا وديسكا"
6 الأصل "وديكاء" في مكان "وديكساء".(4/1752)
و"حوصلاء" وهي الحوصلة، و"تركضاء" لضرب من المضي، و"كبرياء" للكبر1، و"إرمداء"2 للرماد، و"نفرجاء" للكثير الانكشاف.
و"عنصلاء" للعنصل3 وقد تفتح صاده وإليه أشرت بـ
........................... ... .........................."فنعلاء"
وأشير بـ"فعلاء" إلى "سلحفاء"4.
وبـ"فعيلياء"5 إلى "مزيقياء" لقب ملك باليمن6.
وبـ"فاعولاء" إلى نحو7 "عاشوراء"8.
وبـ"إفعيلاء" إلى "إهجيراء" -وهي العادة.
وبـ"فعولاء" إلى "عشوراء" بمعنى: عاشوراء.
__________
1 هـ "للكبير" في مكان "للكبر".
2 هـ "وأرمد" في مكان "وارمداء".
3 نبات معمر من الفصيلة الزنبقية له ورق كورق الكراث، ويظهر شمراخه الزهري بعد الشتاء، قبل الأوراق، وهو طري غض يسمو إلى نحو متر، وينتهي بنورة عنقودية مكتظة بأزهار بيض، وللجزء الأرضي من هذا النبات بصلة كبيرة تستعمل في الطب.
4 حيوان برمائي معمر من قسم الزواحف يحيط بجسمه صندوق عظمي مغطى بحراشيف قرنية صغير، وذكره الغيلم.
5 هـ "وبفعليا".
6 هـ سقط "باليمن".
7 ع سقط "نحو".
8 اليوم العاشر من المحرم.(4/1753)
وبـ"مفعولاء" إلى نحو "مأتوناء" جمع أتان.
وبـ"مفعلاء" إلى "مشيحاء" وهو الاختلاط، وبـ"فعاللاء" إلى "جخادباء" وهو ضرب من الجراد.
وعم قولي:
و"فعلاء" مطلق الفاء.... ... ........................
المضموم الفاء، والمفتوحها، والمكسورها.
فالمضمومها: جمع وغير جمع:
فالجمع كـ"ظرفاء"، وغير الجمع صفةً كـ"نفساء"1 وغير صفة كـ"رحضاء" وهو: عرق المحموم.
والمفتحوها "جنفاء" وهو: اسم مكان.
والمكسورها "خيلاء" لغة في الخيلاء، و"عنباء" لغة في العنب "وسيراء" وهو ثوب مخطط بحرير، وبعض أسماء الذهب.
وعم قولي:
.........................وكذا ... مطلق عينه "فعالاء".....
نحو "ثلاثاء" و"كثيراء"2 و"دبوقاء"3.
__________
1 نفست المرأة: ولدت.
2 نبات من الفصيلة القرنية.
3 ع سقط "دبوقاء" والدبوقاء: العذرة.(4/1754)
وأشرت بـ"فعالاء" إلى "القصاصاء" بمعنى القصاص.
وبـ"يُفاعلاء" و"يَفاعلاء"1 إلى "يُنابعاء" و"يَنابعاء" وهما اسما مكان. وبـ"فعلياء" إلى "زكرياء".
وبـ"فعلولاء" إلى "معكوكاء" و"بعكوكاء" وهما اسمان للشر، والجلبة.
وبـ"فعيلاء" إلى2 "الدخيلاء" وهو باطن الأمر وبـ"فعنالاء" إلى "برناساء" بمعنى "برنساء" يقال: "ما أدرى أي3 البرنساء هو"؟ و"أي البرنساء"؟. و"أي البراساء"؟ بمعنى: "أي4 الناس"؟.
وبخلوا "البراساء" من النون علمت زيادتها [في "البرنساء" و"البرناساء"5] .
[6 وكل واحدٍ من هذه الأمثلة همزته بدل من ألف التأنيث كما هي في "حمراء" فلا ينصرف شيء منها في تنكير ولا تعريف.
وأما "فعلاء" و"فعلاء" كـ"علباء"7 و"قوباء"8.
__________
1 ع سقط "يفاعلاء".
2 هـ سقط "إلى".
3 هـ سقط "أي".
4 هـ سقط "أي الناس".
5 ع سقط ما بين القوسين.
6 بداية سقط كبير من هـ.
7 العلباء: العصبة الممتدة في العنق.
8 القوباء: داء في الجسد يتقشر منه الجلد، وينجرد الشعر.(4/1755)
فمنصرفان لأنهما ملحقان بـ"قرطاس"1 و"قرطاس".
وكذلك "فعلاء" على رأيٍ كـ"زمكاء الطائر" وهو عصعصه2.
[ورواه سيبويه3 مع أمثلة التأنيث الممدودة، وهو -أيضًا- لا ينصرف نكرة، ولا معرفة4] .
وكان حقه الانصراف لأنه ملحق بـ"طرماح" وهو البناء المرتفع و"وسنمار" وهو اسم بناء بنى قصر الملك5 لم يصنع قبله مثله فجزاه بالقتل6 لئلا يصنع لغيره مثله.
وفيه يقول الشاعر:
1167-
جزى بنوه أبا الغيلان عن كبرٍ ... وحسن فعلٍ كما يُجزى سنمار
__________
1 القرطاس: الصحيفة يكتب فيها "مثلث القاف".
2 العصعص: منبت ذنب الطائر.
3 الكتاب 2/ 9.
4 سقط ما بين القوسين من الأصل.
5 ع "قصر الملك".
6 حين قال للملك: لو أني أعلم أنكم توفوني أجرتي وتصنعون بي ما أستحق لبنيته بناء يدور مع الشمس حيثما دارت "الخزانة 1/ 255".
1167- رواه الأصبهاني -وهو من البسيط- في ترجمة عدي بن زيد ونسبه إلى سليط بن سعد.
وقد سبق الحديث عن هذا الشاهد في باب الفاعل "وينظر أمالي الشجرى 1/ 101، العيني 2/ 495، همع 1/ 66، درر 1/ 45، الأشموني 2/ 59".(4/1756)
باب: المقصور والممدود
"ص"
إذا اسم استوجب من قبل الطرف ... فتحًا وكان ذا نظير كـ"الأسف"
فلنظيره المعل الآخر ... ثبوت قصرٍ بقياس ظاهر
كـ"فعل" و"فعل" في جمع ما ... كـ"فعلة" و"فعلة" نحو "الدمى"
وكاسم مفعول لزائد1 على ... ثلاثة كـ"مصطفى" و"مبتلى"
ومصدر لما يضاهى "فعلا" ... دون تعد كـ"الصدى"2 وكـ"الجلى"
وكمذكر لشبه "القصوى" ... وشبه "عمياء" وشبه عشوا
__________
1 الأصل "الزائد".
2 ط "كالعمى" في مكان "كالصدى".(4/1757)
كذاك ما من الجموع كـ"القصى" ... وما من الأجناس يشبه "الحصى"
وهكذا الـ"مفعل" مطلقًا وما ... لآلة يصاغ من نحو "رمى"
وما استحق قبل آخر ألفٍ ... فالمد في نظيره حتمًا عرف
إن كان جمعًا كـ"الظباء" و"الجرا"1 ... أو كان كـ"الأنضاء" أو كـ"النظرا"
و"الأولياء" وكـ"الأعطا" و"الولا" ... مصدر "والى" فادر واحو المثلا
وهكذا مصدر فعل قد بدي ... بهمز وصل كـ"انقضى" وكـ"اهتدي"
وهكذا ما كان كـ"التعداء" ... وما كـ"سقاء" وكـ"المعطاء"
كذا "فعال" بانضمام الفاء ... دليل صوتٍ أو دليل داء
وغير ما قدمت من قصر ومد ... فليس غير النقل فيه يعتمد
وبعض الأسماء بوجهين سمع ... كـ"زكريا" و"بكاء" في فجع
__________
1 الأصل وط "كظباء وجرا".(4/1758)
وبعض ذي الوجهين قد يغير ... نحو "روى" يقصر حين يكسر
وهو يمد عند فتح الأول ... ومثله "قرى" ومصدر "بلى"1
وقصر مضموم ومد منفتح ... نزر كـ"نعمى" وكـ"بؤسى المنتزح"
وقصر ذي المد اضطرارًا مجمع ... عليه والعكس بخلفٍ يقع2
ومن بأهل الكوفة اقتدى ارتضى ... عكسًا كقول راجزٍ ممن مضى
"يا لك من تمر ومن شيشاء ... ينشب في المسعل3 واللهاء"
المقصور من الأسماء هو المتمكن الذي آخره ألف لازمة في الإعراب كله.
فالمتمكن يخرج المبني كـ"ما" الاسمية.
واللزوم يخرج المثنى المرفوع والأسماء الستة المنصوبة فإن ألفها لا تلزم في الإعراب كله.
__________
1 ط "يلي" في مكان "بلي".
2 س ش ط "يمنع" في مكان "يقع".
3 ع "المستعمل" في مكان "المسعل".(4/1759)
والممدود من الأسماء هو المتمكن الذي آخره همزة بعد ألف زائدة.
فالمتمكن يخرج نحو "أولاء" من المبنيات.
والألف يخرج نحو "نسيء"1 و"وضوء".
والتقييد بالزيادة يخرج نحو "دواء"2 فإن أصله "دواد"3 فألفه منقلبة عن أصل، ومدها عارض.
ولا أمنع من تسمية "أولاء" و"دواء"4 ونحوهما5 ممدودًا في اللغة بل أمنعه عرفًا واصطلاحًا.
وإذا ثبت هذا فليعلم أن كل واحدٍ من المقصور والممدود على ضربين: قياسي وسماعي6.
فالمقصور القياسي: ما له من الصحيح نظير اطرد فتح ما قبل آخره كـ"مرى" جمع "مرية"7 و"مدى" جمع "مدية"8
__________
1 النسيء: التأخير.
2 ع ك "داء" في مكان "دواء".
3 ع ك "داو" في مكان "دواو".
4 الأصل ع ك "داء".
5 الأصل "ونحويهما".
6 ع ك "قياسًا وسماعًا"
7 المرية: الجدل والشك.
8 المدية: الغاية والشفرة الكبيرة.(4/1760)
فإن نظيرهما من الصحيح "قرب" جمع "قربة"1.
و"قرب" جمع "قربة"2.
وكذا اسم مفعول ما زاد على ثلاثة أحرف3 كـ"معكى و"مبتلى"4.
فإن نظيرهما "مكرم" و"محترم".
وكذا مصدر "فعل" غير المتعدى كـ"عمي، عمي" و"جلى جلا".
فإن نظيرهما من الصحيح "عمش5 عمشًا" و"صلع صلعًا6".
وكذا "أفعل" صفة لتفضيلٍ كان كـ"الأقصى"7 أو لغير تفضيل كـ"أعمى" و"أعشى" فإن نظيرهما من الصحيح "الأبعد" و"الأعمش".
وكذلك ما كان جمعًا للفعلى، أنثى الأفعل كـ"القصوى".
__________
1 القربة: ظرف من جلد يخرز من جانب واحد، وتستعمل لحفظ الماء أو اللبن أو نحوهما.
2 القربة: القرابة، وما يتقرب به إلى الله تعالى من أعمال البر والطاعة.
3 ع ك هـ سقط "أحرف".
4 ابتلاه: جربه.
5 عمش: ضعف بصره مع سيلان دمع عينه في أكثر الأوقات.
6 صلع: انحسر شعر مقدم رأسه أو وسطه.
7 الأقصى: الأبعد.(4/1761)
و"القصا" و"الدنيا" و"الدنا".
فإن نظيرهما من الصحيح: "الكبرى" و"الكبر" و"الأخرى" و"الأخر".
وكذلك ما كان من أسماء الأجناس دالا على الجمعية بالتجرد من التاء كائنًا على "فعل". وعلى الواحدة بمصاحبة التاء كـ"حصاة"1 و"حصى و"وقطاة"2 و"قطًا".
فإن نظيرهما من الصحيح "شجرة" و"شجر" و"مدرة" 3 و"مدر".
وكذلك "المفعل" مدلولًا به على مصدر أو زمان، أو مكان كـ"ملهى"4 و"مسعى"5 فإن نظيرهما من الصحيح "مذهب و"مسرح"6.
وكذا7 "المفعل" مدلولًا به على آلة كـ"مرمى"
__________
1 الحصاة: الواحدة من صغار الحجارة، والعقل: الرزانة، وحصاة اللسان: طلاقته.
2 نوع من اليمام يؤثر الحياة في الصحراء ويتخذ أفحوصه من الأرض، وبيضه مرقط.
3 المدرة: القرية المبنية بالطين واللبن.
4 الملهى: الملعب، وموضع إقامة القوم.
5 سقط من هـ "ومسعى".
6 مكان السرح. وهو الماشية التي يغدى بها ويراح.
7 ع ك "وكذلك".(4/1762)
و"مهدى"1 وهو وعاء الهدية ونظيرهما من الصحيح "مخصف"2، و"مغزل".
على أن الصحيح من هذا النوع قد يجيء3 على "مفعال" كـ"محراث" و"مقراض"4 ولا] 5 يكاد ذلك يوجد في المعتل.
فهذه ضوباط المقصور قصرًا قياسيًّا.
وأما المدود مدًّا قياسيًّا فما له من الصحيح نظير اطرد كون ما قبل آخره ألفًا كـ"ظبي" و"ظباء" و"نضو"6 و"أنضاء"7 فإن نظيرهما من الصحيح "كعب"8 و"كعاب" و"حزب"9، و"أحزاب"10.
__________
1 ع "وعندي" في مكان "ومهدى".
2 المخصف: المخرز.
3 ع ك "يأتي" في مكان "قد يجيء".
4 المقراض: المقص.
5 نهاية سقط هـ.
6 النضو: المهزول من الحيوان، والخلق من الثياب، والفاسد من السهام.
7 ع "أو تضاد" في مكان "وأنضاء".
8 الكعب: كل مفصل من العظام، والعظم النأتئ عند ملتقى الساق والقدم ومن القصب والقنا، كل عقدة بين أنبوبتين.
9 الحزب: الأرض الغليظة الشديدة، والجماعة فيها قوة وصلابة، وكل قوم تشابهت أهواؤهم وأعمالهم.
10 ع "حرب وأحراب" في مكان "حزب وأحزاب".(4/1763)
ومد "النظراء"1 وشبهه مطرد لأن قصره يجعله على "فعلى" وهو وزن مهمل في الجموع.
وشذ في الآحاد إذ لم يجئ منه إلا "أربى" وهو من أسماء الداهية و"شعبى" و"أدمى" وهما اسما2 مكانين.
ومد "أفعلاء" أشد اطرادًا لأن "أفعلا" -بالقصر- مهمل ولم يأت "أفعلاء" غير جمع إلا اسم3 اليوم.
ومن الممدود مدًّا قياسيًّا "إفعال" مصدر "أفعل" كـ"أعطى" "إعطاء".
و"فعال" مصدر "فاعل" كـ"والى"4 "ولاء" و"عادى" "عداءً".
وكذا مصدر كل ما أول ماضيه همزة وصلٍ كـ"انقضى انقضاء" و"اهتدى اهتداء".
وكذا ما صيغ من المصادر على5 "تفعال".
ومن6 الصفات على "فعال" أو "مفعال" لقصد المبالغة.
__________
1 هـ "النظر" في مكان "النظراء".
2 هـ "اسمان".
3 ع "سم".
4 والى بين الأمرين: تابع، ووالى فلانا: أحبه ونصره.
5 هـ "عن" في مكان "على".
6 هـ "ممن" في مكان "من".(4/1764)
كـ"التعداء"1 و"العداء" و"المعطاء، لأن نظائرها2 من الصحيح قد اطرد كون ما قبل آخره ألفًا، كـ"الإكرام" و"القتال"3 و"الانقسام" و"الاعتصام" و"التذكار"4 و"الختار"5 و"المهذار"6.
ومن المد القياسي مد "فعال" في الأصوات، والأمراض الصعبة كـ"الرغاء"7 و"الثغاء"8 و"المشاة"9 و"الأباء"10 فإن نظائرها من الصحيح: "البغام"11 و"الصراخ" و"الحمام"12 و"الهيام"13.
__________
1 التعداء: الجري والعداء: الشديد الجري من الناس والخيل.
2 ع ك "نظيرهما" في مكان "نظائرها".
3 ع ك سقط "القتال" وفي هـ جاء "العبال" في مكان "القتال".
4 التذكار: الحفظ والاستحضار بعد النسيان.
5 ع "المختار" هـ "الحيار" في مكان "الختار" وهو من فسدت نفسه، والغادر أقبح الغدر.
6 المهذار: من يكثر في كلامه على غيره من الأصوات.
8 الثغاء: صياح الشاة ونحوها.
9 المشاء: إسهال البطن "حاشية في الأصل".
10 الأباء: كراهة الغذاء لعدم الشهوة "حاشية في الأصل".
11 البغام: صوت الظبية.
12 الحمام: حمى جميع الدواب، أو حمى الإبل خاصة وفي هـ "الحسام" في مكان "الحمام" وسقط "الحمام" من ع.
13 الهيام: أن يشرب الشارب فلا يروى لمرض، وداء يصيب الإبل فتهيم في الأرض لا ترعى، أو الجنون من العشق.(4/1765)
ثم نبهت على أن غير ما سبق ذكره لا يقدم فيه على قصر ولا مد إلا بالنقل1 كقصر "الفتى" واحد الفتيان و"السنا" المراد به الضوء و"الثرى" المراد به التراب.
وكمد "الفتاء" المراد به حداثة السن، و"السناء" المراد به الشرف و"الثراء" المراد به كثرة المال.
ثم نبهت على أن بعض الأسماء قد يرد بالوجهين: القصر والمد. كـ"زكرياء"2، وبقصره قرأ الكوفيون إلا أبا بكر، وقرأ الباقون بالمد.
ثم بينت أن بعض ما فيه وجهان قد تتغير حركة فائه فتحرك في أحد الوجهين بغير ما تحرك به في الآخر وهو على ثلاثة أقسام:
ما يقصر مع الكسر، ويمد مع الفتح.
وما يقصر مع الفتح، ويمد مع الكسر.
وما يقصر مع الضم، ويمد مع الفتح.
فالأول: "الإنى"3 واحد "الإناء"، و"الإيا" ضوء الشمس، و"البلى" خلاف الجدة، و"الروى" الماء
__________
1 ع "بالقصر" في مكان "بالنقل".
2 ورد هذا الاسم في آيات في القرآن الكريم منها الآيات 37، 38، آل عمران، 85 الانعام، 2، 7 مريم.
3 ع ك "الإناء".(4/1766)
الكثير، و"سوى" بمعنى غير، و"قرى" مصدر قريت الضيف، و"قلى" مصدر [قليته أي: أبغضته.
والثاني:: "أضا" جمع "أضاة"، وهو الغدير، "والسحا": الخفاش، و"الصلى" مصدر1] صلي النار: قاسى حرها، و"الغرا" الذي يلزق به الريش [وغيره، و"الغمى"2: السقف و"الفدى" مصدر "فديت".
والثالث: "البؤسى"3، و"الرغبى" و"العليا"4"] و"النعمى"5 و"الضحى"6.
هذا جملة ما ذكره ابن السكيت7.
وقد وقع لي ما يكسر فيقصر ويضم عن ابن ولاد وهو "القرفصاء".
قال ابن ولاد: "يقال لها8 "القرفصى" -بالكسر-9".
__________
1 هـ سقط ما بين القوسين.
2 ع "العمى".
3 البؤسى: المشقة والفقر.
4 سقط ما بين القوسين من هـ.
5 النعمى: الخفض والدعة، والمال.
6 ضوء الشمس، وارتفاع النهار وامتداده، ووقت هذا الارتفاع أو الامتداد.
7 ينظر تهذيب الألفاظ ص672، وإصلاح المنطق ص133.
8 هـ سقط "لها" وع ك "له" في مكان "لها".
9 أحمد بن محمد بن الوليد بن محمد التميمي الملقب بابن ولاد المصري كان أستاذًا في النحو توفى سنة 332هـ.(4/1767)
فبهذا تتكمل أربعة1 أقسام.
ثم ختمت الباب بالكلام على قصر الممدود، ومد المقصور:
فأما قصر الممدود فيجوز للشاعر إذا اضطر إليه أن يستعمله بلا خلاف، وهو شبيه بصرف ما لا ينصرف.
وأما مد المقصور للضرورة فممتنع عند البصريين لا عند الكوفيين وهو شبيه بمنع صرف المنصرف.
ومما يحتج به الكوفيون قول الراجز:
1168-
يا لك من تمر ومن شيشاء
1196-
ينشب في المسعل واللهاء
__________
1 ع ك "خمسة" في مكان "أربعة".
1168، 1196- رجز استشهد به كثير من شراح الألفية، ولم يعزه أحد لقائل وهو من شواهد العيني 4/ 507، ونسبه البكري في سمط اللآلئ 874 إلى أبي المقدام الراجز وذكر الأبيات التي منها الشاهد وهي من الرجز المسدس.
الشيشاء: التمر لا يعقد نوى، وإن أنوى لم يشتد، وإن جف كان حشفا غير حلو.
ينشب: يعلق.
المسعل: موضع السعال من الحلق.
اللهاء: جمع لهاة، وهو الهنة المطبقة في أقصى الفم، أو ما بين منقطع أصل اللسان إلى منقطع القلب من أعلى الفم.
"أمالى القالي 2/ 246، الإنصاف 746 شرح المفصل 6/ 42، همع الهوامع 2/ 157، الدرر اللوامع 2/ 211 العقد الفريد 3/ 429، لسان العرب "شيش".(4/1768)
فمد " اللهاء" اضطرارا، وهو واجب القصر؛ لأنه نظير "حصى" و"قطا".(4/1769)
باب: الأخبار بالذي وفروعه
إن قيل أخبر بـ"الذي" عن بعض ما ... في جملة أخره والذ قدما
مبتدأ، وما تأخر الخبر ... ومضمر طبق مكانه يقر1
معطى من الإعراب ما أقر له2 ... وما سوى الآخر لـ"الذي" صله
وإن يباين "الذي" معنى الخبر ... بكونه ليس لواحدٍ3 ذكر
فجيء بطبقٍ من فزوعه كما ... تجيء بـ"الذي" مبينًا مفهما
وشرط الاسم مخبرًا عنه هنا ... جواز تأخيرٍ ورفع وغنى
__________
1 "استقر" في مكان "يقر".
2 ع "ما أقوله" في مكان "ما أقر له".
3 س ش "واحد" في مكان "لواحد".(4/1770)
عنه بأجنبي، أو بمضمر ... أو مثبت أو عادم التنكر
وإن يك1المخبر عنه مضمرا ... متصلا فذا انفصال أخرا
نيابة عنه كما يؤخر ... "أنا الذي" عن تا "فعلت" يخبر
وأخبروا هنا بـ"أل" عن بعض ما ... يكون فيه الفعل قد تقدما
إن صح صوغ صلة منه لـ"أل" ... ومخبر عن اسم "كان" يحتمل
بـ"أل" وغيرها ومن أخبر عن ... خبرها فقد أتى بما2 وهن
وإن يك المخبر عنه ظرفا ... فـ"في" الذي به نطق
وإن يكن ما رفعت3 صلة "ال" ... ضمير غيرها أبين وانفصل
__________
1 ع "يكن" في مكان "يك".
2 هـ "بمن" في مكان "بما".
3 ع "وقفت" في مكان "رفعت".(4/1771)
وما به المخبر عنه تمما ... فذكره من بعده قد حتما
كصلةٍ وصفةٍ1 والثان من
جزأي إضافةٍ كثاني2 ابن الزمن
المخبر عنه في هذا3 الباب هو المجعول في آخر الجملة خبر لموصول مبتدأ تصدر به الجملة.
فإذا عين لك اسم من جملةٍ، وقيل لك: كيف تخبر عنه؟ فصدر بما4 يطابقه من الذي" وفروعه مجعولًا مبتدأ، وأخر المسئول عنه مجعولًا خبرا، واجعل في موضعه ضميرًا يخلفه فيما كان له من الإعراب عائدًا إلى الموصول، مطابقًا له، وما بين الخبر والموصول صلة له.
"وإما قال النحويون أخبر عنه في اللفظ خبر لأنه في المعنى مخبر عنه".
فإن أخبرت عن التاء من قولك: "بلغت من الزيدين إلى
__________
1 ع "كصفة وكصلة" في مكان "كصلة وصفة".
2 الأصل "الثاني" في مكان "كثاني".
3 الأصل "ذا" في مكان "هذا".
4 الأصل "مما" في مكان "بما".(4/1772)
العمرين رسالة" قلت: "الذي بلغ رسالة من الزيدين إلى العمرين رسالة أنا".
فإن أخبرت عن "الزيدين" قلت: "اللذان بلغت منهما إلى العمرين إليهم رسالة الزيدان".
فإن أخبرت عن "الزيدين" قلت: "اللذين بلغت من الزيدين إليهم رسالة العمرون".
فإن أخبرت عن الرسالة قلت1:] "التي بلغتها من الزيدين إلى العمرين رسالة".
وإلى ذا ونحوه أشرت بقولي:
وإنه يباين2 "الذي" معنى الخبر ... بكونه ليس لواحد3 ذكر
فجيء بطبقٍ من فروع.....
ثم نبهت باشتراط جواز تأخير المخبر عنه على أن الواجب التقديم لا يخبر عنه كضمير الشأن.
وباشتراط جواز رفعه على أن ما لا يرفع لا يخبر عنه كغير المتصرف من الظروف والمصادر.
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 ع ك "تباين".
3 الأصل "بواحد" في مكان "لواحد".(4/1773)
وباشتراط جواز الاستغناء عنه بأجنبي على امتناع الإخبار عن ضمير عائد على بعض الجملة [كالهاء من قولك: "زيد ضربته". فإنها عائدة قبل ذكر الموصول على بعض الجملة1] ، فلو أخبر عنها لخلفها مثلها في العود إلى ما كانت تعود إليه، ولطلب الموصول عوده إليه، فيلزم من ذلك عود ضمير واحدٍ إلى شيئين في الحالين وذلك محال.
[فلو كان الضمير عائدًا إلى اسمٍ من جملةٍ أخرى جاز الإخبار عنه نحو أن يذكر إنسان فيقول: "لقيته" فيجوز الإخبار عن الهاء فيقال: "الذي لقيته هو".
نبه على ذلك الشلوبين مستدركًا على الجزولي في قوله: "وألا يكون قبل الإخبار عائدًا على شيء"2] .
ونبهت باشتراط جواز الاستغناء عنه بمضمر على أنه لا يخبر عن مصدر عامل، ولا عن موصوف [دون صفته3، ولا عن صفة دون موصوفها، ولا عن مضافٍ4] دون المضاف إليه.
ونبهت باشتراط جواز الاستغناء عنه بمثبت على أنه5 لا
__________
1 هـ سقط ما بين القوسين.
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
3 ع "صفة".
4 سقط ما بين القوسين من الأصل.
5 ع سقط "أنه".(4/1774)
يخبر عن "أحد" ولا "عريب"1 ولا "ديار"2 ونحوها من الأسماء التي لا تستعمل إلا في النفي.
ونبهت باشتراط جواز الاستغناء عنه بعادم التنكير على أنه لا يخبر عن التمييز3 ولا الحال4.
وكان في اشتراط جواز الاستغناء عنه بمضمر ما يغني عن هذا الشرط الأخير5، لكني6 ذكرته زيادة في البيان.
وإن كان المخبر عنه ضميرًا متصلًا جيء بدله بمنفصل يوافقه معنى كـ"أنا" في مسألة "الذي بلغ عن الزيدين إلى العمرين رسالة أنا".
وإلى نحو هذا أشرت بقولي:
....................... ... ..............فذا انفصال أخرا
نيابة عنه.......... ... .....................
وإن كان الموصول الألف واللام لم يجز الإخبار به إلا عن اسمٍ من جملةٍ مصدرة بفعلٍ يصاغ منه اسم فاعل.
__________
1 بمعنى أحد.
2 ديار: أحد.
3 ع ك "تمييز" في مكان "التمييز".
4 ع ك "حال" في مكان "الحال".
5 الأصل وهـ "الآخر".
6 ع ك "لكن" في مكان "لكني".(4/1775)
فلا يجوز الإخبار بالألف واللام عن "زيد" من قولك:
"زيد قائم"؛ لأن الجملة اسمية.
ولا من قولك: "كاد زيد يفعل" لأن "كاد" لا يصاغ منها اسم فاعل.
وإلى هذا أشرت بقولي:
وأخبروا هنا بـ"أل" عن بعد ما ... يكون فيه الفعل قد تقدما
إن صحج صوغ صلةٍ منه لـ"ال" ... ................................
فإن أخبرت بالألف واللام عن التاء من قولك: "بلغت من الزيدين إلى العمرين رسالة" قلت: "المبلغ من الزيدين إلى العمرين رسالة أنا"
فإن أخبرت عن "الزيدين" قلت: "المبلغ منهما أنا1 إلى العمرين رسالة الزيدان".
فإن أخبرت عن "العمرين" قلت: "المبلغ أنا من الزيدين إليهم2 رسالة العمرون".
فإن أخبرت عن "الرسالة" قلت: "المبلغ أنا من الزيدين".
__________
1 ع ك "أنا منهما" في مكان "منهما أنا"
2 الأصل "إليهما" في مكان "إليهم".(4/1776)
إلى العمرين رسالةً"، و"المبلغها"1 أجود.
فاستتر ضمير الرفع في المثال الأول؛ لأنه ضمير الألف واللام وهو، والألف2 واللام، والمخبر عنه شيء واحد فلم يحتج إلى الإبراز؛ لأن رافعه جارٍ على غير ما هو له.
بخلاف الأمثلة الأخر فإن مرفوع الصلة فيها ضمير لغير الألف واللام ورافعه جارٍ على غير ما هو3 له فوجب ابرازه وانفصاله.
وإلى هذا ونحو أشرت بقولي:
وإن يكن ما رفعت صلة "أل" ... ضمير غيرها أبين وانفصل
ثم نبهت على أن اسم كان يخبر عنه بـ"ال" وغيرها.
قال ابن السراج: "ولا خلاف في الإخبار عن اسم "كان".
فأما خبرها ففيه خلاف:
فمن الناس من يجيزه فيقول في "كان زيد أخاك": "الكائنة زيد أخوك".
__________
1 هـ "المبلغهما" في مكان "المبلغها".
2 ك سقطت الواو و"والألف".
3 الأصل "ها هو" في مكان "ما هو".(4/1777)
وإن شئت جعلته منفصلا فقلت: "الكائن زيد إياه1 أخوك" وقال قوم إن الإخبار عن المفعول في هذا الباب محال.
وإن2 كان المخبر عنه ظرفًا متصرفًا جيء مع الضمير الذي يخلفه بـ"في" كقولك مخبرًا عن "يوم الجمعة" من "صمت يوم الجمعة": "الذي صمت فيه يوم الجمعة".
فإن تقدم التوسع في الظرف وجعل مفعولًا به على المجاز جيء بخلفه مجردًا من "في".
فإن كان المخبر عنه متممًا بصلةٍ أو صفةٍ أو مضاف إليه أو غير ذلك، فلا بد له من المتمم مذكورًا بعده كما كان قبل تصوير المسألة.
فتقول إن أخبرت عن الموصول من قولك: "أعطى الذي بشر غلام زيد ثوبًا حسنًا": "الذي أعطى زيدٍ ثوبًا حسنًا الذي بشر".
[فإن أخبرت عن المضاف قلت: "الذي أعطاه الذي بشر ثوبًا حسنًا غلام زيدٍ"3] .
فإن أخبرت عن الموصوف4 قلت: "الذي أعطاه الذي بشر غلام زيد ثوب حسن". والنظم منبه على هذا وأمثاله.
__________
1 هـ "أبوه" في مكان "إياه".
2 هـ "فإن" في مكان "وإن".
3 هـ سقط ما بين القوسين.
4 ع "الموصول" في مكان "الموصوف".(4/1778)
باب: كيفية التثنية وجمعى التصحيح
مدخل
...
باب: كيفية التثنية، وجمعي التصحيح 1
"ص"
افتح أخير2 ما تثني3 موصلا ... بما على ذاك دليلًا جعلا
وألف المقصور إن زادت على ... ثلاثةٍ فالياء منها أبدلا
كذا الذي اليا أصله نحو "الفتى" ... والجامد الذي أميل كـ"متى"
كذا الذي ألفه تصير يا ... في موضع ما4 كـ"إلى" اسمًا فادر يا
في غير ذاك الواو أبدل من ألف ... وأولها ما كان قبل قد ألف
__________
1 سقط العنوان من هـ.
2 هـ "خبر" في مكان "أخير".
3 ط "يثني" في مكان "تثني".
4 ع "أما" في مكان "ما".(4/1779)
وهمزة الممدود إن تأصلت ... تسلم كـ"قراءين" فاعرف ما ثبت
وواوًا أقلب ما لإلحاقٍ1 وما ... من واوٍ أبدلت أو اليا كـ"النما"
وذات الابدال بتصحيح أحق ... والعكس للأخرى فراع المستحق
وواوًا اقلب2 همز3 نحو "شهلا" ... والياء والتصحيح شذا4 نقلا
وشذ قلب همزة أصليه ... [واوًا كـ"قراءين" في تثنيه5
وشذ "خوزلان" "قاصعان" ... وبعضهم قاس. و6 "مذروان"]
مستندر كذا "ثنايان" فلا ... تقس وللمنقول كن مستعملا
وقد يثنى اسم وتلغى التثنية ... في طبقه لخفةٍ مستدعيه
__________
1 ط "بإلحاق" في مكان "لإلحاق".
2 ع "قلب" في مكان "اقلب".
3 هـ "همزة" في مكان "همز".
4 ع "شذ" في مكان "شذا".
5 ط "ثنية" في مكان "تثنية".
6 سقط ما بين القوسين من ع.(4/1780)
فعن "سواءين" بـ"سيين" اكتفى ... أكثرهم إذ بالمراد قد وفى
؟؟؟ "أليان" و"خصيان" لما ... أسقط بعض مفردًا تاءيهما
يثنيان -أيضًا- بالتا ... على القياس فأطع من أفتى
قصدت تثنية اسمٍ ولم يكن مقصورًا، ولا ممدودًا فتح آخر؟؟؟ صل بإحدى1 العلامتين المذكورتين في باب؟؟؟.
وإلى ذلك أشرت بقولي:
......................موصولا ... بما على ذاك دليلًا جعلا
فإن كان الذي قصد تثنيته مقصورًا وكانت ألفه رابعة فصاعدًا قلبت ياءً -مطلقًا- كقولك في "مهدى" و"معطى" و"حبلى" و"حبارى"2: "مهديان" و"معطيان" و"حبليان" و"حباريان".
وإن كان الألف ثالثةً قلبت ياء إن كانت بدلًا منها3
__________
1 ع "بين" في مكان "بإحدى".
2 الحبارى: طائر طويل العنق، رمادي اللون على شكل الأوزة، في منقاره طول، "الذكر والأنثى فيه سواء".
3 سقط من الأصل "منها".(4/1781)
كألف "هدى" أو غير بدل من شيء، وأميلت كألف "متى" أو صارت ياء في موضع ما كألف "إلى".
فيقال في "هدى": "هذيان" وفي "متى" -مسمى به-؟؟؟ لأن العرب سلكت بها سبيل ذوات الياء بإمالة ألفها.
وكذا1 يقال في "إلى" مسمى به "إليان" لأن؟؟؟ قلبت ألفه ياء حين أولته ضميرًا، فالياء أولى من الواو؟؟؟
وإن كانت الألف ثالثة مبدلة من واوٍ كألف؟؟؟ أو غير بدل2 من شيء ولم تمل، ولا خلفتها الياء3 في؟؟؟ ما كألف "ألا" الاستفتاحية قلبت واوًا.
وأما الممدود: فإن كانت همزته أصلية كـ"قراء"4 صححت وقد تقلب واوًا.
وإن كانت بدلًا من ياء أو واوٍ كـ"بناء" و"كساء" جاز تصحيحها5 وقلبها واوًا.
وكذا إن كانت زائدة للإلحاق كـ"علباء" و"قوباء". إلا أن
__________
1 سقط من ع وك "وكذا".
2 هـ "مبدلة" في مكان "بدل".
3 هـ "إلى" في مكان "الياء".
4 الأصل "كبراء" في مكان "كقراء".
5 الأصل صحيحهما في مكان "تصحيحها".(4/1782)
تصحيح نحو "بناء" و"كساء" راجح على إعلاله1، وإعلال2 نحو "علباء"3 و"قوباء"4 راجح على تصحيحه.
وإلى هذا الترجيح أشرت بقولي:
وذات الابدال بتصحيح أحق ... والعكس للأخرى فراع المستحق
وإن كانت همزه الممدود بدلًا من ألف التأنيث كـ"صحراء" و"شهلاء"5، قلبت واوًا، وشذ تصحيحها، وقلبها ياء، كما شذ قلب الأصلية واوًا.
ومن العرب من يحذف ألف المقصور خامسة فصاعدًا فيقول في "حبارى": "حباران" وفي "خيزلى":6 "خيزلان".
وكذا من العرب من يثني الممدود بحذف ألفه، وهمزته إذا كان قبلهما أربعة أحرفٍ فصاعدًا فيقول في "قاصعاء"7 و"عاشوراء": "قاصعان" و"عاشوران".
__________
1 ع ك "قلبه" في مكان "إعلاله".
2 ع سقط "وإعلال" ك "وقلب" في مكان "وإعلال".
3 العلباء: العصبة الممتدة في العنق "مذكر".
4 القوباء: داء في الجسد يتقشر منه الجلد، وينجرد الشعر.
5 الشهلاء: من في عينها شهلة، وهي اختلاط لونين.
6 الخيزلي: مشية فيها تثاقل وتبختر.
7 القاصعاء: جحر يحفره اليربوع، فإذا دخل فيه سد فمه لئلا يدخل عليه حية أو دابة، أو نحوهما.(4/1783)
والجيد الجاري على القياس: "قاصعاوان" و"عاشوراوان" و"حباريان" و"خوزليان".
وقالوا لطرفي الألية، وطرفي القوس "مذروان"، والأصل: "مذريان" لأنه تثنية "مذرى"1 في التقدير.
وألف المقصور الرابعة فصاعدًا في التثنية ياءً. واويًّا كان الاسم أو غير واوي.
إلا أن "المذروين" لازمه لفظ التثنية فأشبهت واوه واو "شقاوة" وكذلك قالوا لطرفي الحبل2: "ثنايان" والأصل أن يقال "ثناءان" أو "ثناوان" لأنه في التقدير تثنية "ثنا" و"ثناء"3 نظير "بناء" وقد تقدم الكلام عليه. وإنما ترك في "ثناءين" الأصل لأن لفظ التثنية لازمه فأشبهت ياؤه ياء "نهاية".
ثم نبهت على أنه قد يستغنى عن تثنية اسم بتثنية مطابقه إذا كان أخصر كـ"سي"4 فإنه أخصر من "سواء" فأغنت تثنيته عن تثنيته؛ لأن "سيين" أخف من "سواءين".
__________
1 المذرى: خشبة ذات أطواف كالأصابع يذرى بها الحب، وينقى، والمذروان: الجانبان من كل شيء.
2 ك "الجبل" في مكان "الحبل".
3 الثناء: قيد للدابة ذو شقين تربط بكل شق رجل.
4 السي: المثل والنظير "يستوي في ذلك المذكر والمؤنث".(4/1784)
على أن أبا زيد حكى عن بعض العرب أنه يقول: "سوءان"1.
ومن الاستغناء بتثنية الأخف قولها في تثنية "ألية"2 و"خصية"3: "أليان" و"وخصيان" وذلك أن من العرب من يقول: "ألي" و"خصي" فاستغنى الأكثرون بتثنية المجرد عن التاء عن تثنية المؤنث بها.
ومنهم من لا يستغني كقول عنترة:
1170-
متى ما تلقني فردين ترجف ... روانف أليتيك وتستطارا
__________
1 قال أبو زيد في نوادره ص70 عند حديثه عن قول رافع بن هويم:
هلا كوصل ابن عمار تواصلني
ليس الرجال وإن سووا بأسواء
قال أبو زيد:
"يقال: "رجلان سواءان" و"قوم أسواء، وسواسية" و"رجلان سيان" والجمع أسواء، أي مستوون".
قال أبو الحسن الأخفش متعقبًا قول أبي زيد:
"سواءان" -كذا وقع في كتابي- وهو عندي غير جائز.
والصواب "سويان" و"سيان" لأن "أسواء" جمع "سوأ" كـ"ضلع وأضلاع" و"عنب" و"أعناب".
2 الألية: العجيزة، أو ما ركبها من شحم ولحم، والجمع "ألايا".
3 الخصي: البيضة من أعضاء التناسل والجلدة التي فيها البيضة.
1170- سبق الحديث عن هذا الشاهد في باب الحال وهو من الوافر.(4/1785)
"ص"
واختير جمع في مثنى كـ"شرح ... صدراكما"1 وفيه إفرادًا أبح
وهو من الأصل أحق، والتزم ... في نحو "قبل كف قيسٍ وهرم"
وجمع ما ليس بجزء إن أمن ... لبس أجز فليس يأباه فطن
نحو بـ"أسيافكما اضربا العدى" ... و"في عمائكما مجد بدا"
وما إضافة لجزأين اقتضت ... فلهما مميزين قد ثبت
نحو: "هما ضخما الرءوس" و"هما ... منطلقان ألسنا إن كلما"
وما لهذا2 الجمع يعزى من خبر ... وغيره مثنى أو جمعًا يقر
والعطف لا التثنية استعمل لدى3 ... تخالف اللفظ وما قد وردا
من "أبوين"، والمضاهيه فلا ... تجزه إلا بسماع قبلا
__________
1 ط "صدرًا كما".
2 هـ "لهذي" في مكان "لهذا".
3 ع "كذا" في مكان "لدى".(4/1786)
ومنع الأكثر أن يثنى ... أو يجمع المختلفان معنى
وكل شيئين مؤديين ما ... لواحدٍ فراع فيما لهما
مطلوب ذي إفراد أو ذي1 تثنيه ... ففي كليهما بقصدٍ توفيه
إذا أضيف جزآن إلى كليهما، ولم يفرق المضاف إليه جاز في المضاف أن يجمع، وأن يوحد، وأن يثنى.
والجمع أجود كقوله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} 2، 3.
وكقوله عليه [الصلاة4 و] السلام:5 "إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه".
والثاني أجود من الثالث؛ لأن الثالث لم أره في غير الشعر كقول الشاعر:
__________
1 هـ "وذي" وسقط من الأصل "ذي".
2 صغت قلوبكما: مالت.
3 من الآية رقم 4 من سورة "التحريم".
4 سقط ما بين القوسين من الأصل.
5 أخرجه مالك في الموطأ في اللباس 12، وأبو داود في اللباس 26، وأحمد 3/ 5، 6/ 31، 44، 52.(4/1787)
1711-
فتخالسا نفسيهما بنوافذٍ ... كنوافذ العبط التي لا ترقع
وأما الثاني فوارد في النثر والنظم وفي الحديث في صفة وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم1: "مسح أذنيه ظاهرهما، وباطنهما".
ومن أمثلة الفراء في كتاب المعاني: "إيتنى برأس شاتين". وإلى تفضيل الإفراد على التثنية أشرت بقولي:
وهو من الأصل أحق..... ... .........................
__________
1 أخرجه أبو داود في الطهارة 51، والترمذي في الطهارة 28، والنسائي في الطهارة 51، 58، 84، وابن ماجه في الطهارة 52، والدارمي في الوضوء 36.
1171- من الكامل قاله أبو ذؤيب الهذلي "ديوان الهذليين 1/ 20" من قصيدته المشهورة التي مطلعها:
أمن المنون وريبه تتوجع
والدهر ليس بمعتب من يجزع
تخالسا: جعل كل منهما يختلس صاحبه بالطعن، والضمير يعود إلى الشجاعين اللذين يتحدث عنهما الشاعر قبل هذا البيت.
النوافذ: جمع نافذة، وهي الطعنة تنفذ حتى يكون لها رأسان.
عبط: جمع عبيط، وأصل العبط شق الجلد الصحيح، ونحو الصحيح من غير علة. "والبيت من شواهد المصنف في شرح التسهيل ص18".(4/1788)
أي: أن الإفراد في نحو: "ايتني برأس شاتين" أحق من الأصل وهو أن يقال: "ايتني برأسي شاتين".
ولو قيل1: "برءوس شاتين" -بلفظ الجمع- لكان أجود.
ولو كان المضاف إليه مفرقًا2 لزم الإفراد كقوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} 3.
وفي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه: "حتى شرح الله صدري لما شرح له صدر أبي بكر وعمر"4 [رضي5 الله عنهما6] .
وإلى هذا ونحوه7 أشرت بقولي:
.................................والتزم ... في نحو "قبل كف قيس وهرم"
__________
1 هـ سقط "لو".
2 الأصل "معرفا" في مكان "مفرقا".
3 من الآية رقم "78" من سورة "المائدة".
4 أخرجه البخاري في فضائل القرآن 3، وأحكام 37، والترمذي تفسير سورة 9، 18، وأحمد 1/ 13، 5/ 189.
5 سقط ما بين القوسين من الأصل.
6 هـ "عنهم" في مكان "عنهما".
7 هـ سقط "ونحوه".(4/1789)
فلو لم يكن المضافان جزأى1 المضاف إليهما لم تعدل2 عن لفظ التثنية مخافة اللبس نحو قولك: "أعطهما درهميهما".
فإن أمن اللبس جاز الجمع كقولك: "قهرتما العدو بأسيافكما". وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر، وعمر [رضي الله عنهما3] : "ما أخرجكما من بيوتكما" 4.
وإن كان الجزآن مميزين لكليهما فلهما من اختيار مجيئهما بلفظ الجمع ما لهما حين يضافان نحو قولي:
....."هما ضخما الرءوس" و"هما ... منطلقان ألسنا"..............
ومنه قول الشاعر:
1172-
أقامت على ربعيهما جارتا صفا ... كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما
__________
1 ع ك "جر" في مكان "جزأى".
2 ع "يبدل" في مكان "تعدل".
3 سقط ما بين القوسين من الأصل.
4 أخرجه الإمام مالك في الموطأ باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم 28.
1172- من الطويل قاله الشماخ بن ضرار "الديوان ص86" والضمير في "ربعيهما" يعود إلى الدمنتين اللتين ورد ذكرهما في البيت السابق وهو مطلع القصيدة.=(4/1790)
فقال: كميتا الأعالي. والمراد: الأعليان.
فإلى1 هذا ونحوه أشرت بقولي:
وما إضافة لجزأين اقتضت ... فلهما مميزين قد ثبت
[أي: للجزأين في حال كونهما مميزين لكليهما ما ثبت لهما في حال إضافتهما إلى ما هما جزآن له2] .
ثم مثلت بـ"ضخما الرءوس" و"المنطلقان ألسنا".
ولك فيما لهذا الجمع من خبرٍ وغيره أن تأتي به على وفق اللفظ فتجمعه، وعلى وفق المعنى فتثنيه.
فالأول كقولك: "رءوسهما ضخام".
__________
= أمن دمنتين عرس الركب فيهما
بحقل الرخامي قد عفا طللاهما
وأراد بـ"جارتا صفا" الأثفيتين لأنهما مقطوعتان من الصفا وهو الصخر، أو لأن الأثفيتين توضعان قريبًا من الجبل لتكون أحجاره ثالثة لهما وممسكة للقدر معهما، ولذا تقول العرب: "رماه بثالثة الأثافي" يعني بالصخر أو بالجبل و"كميتا الأعالي" صفة "جارتا صفا" يريد أن أعالي الأثفيتين ظهر فيها لون الكمتة وهي الحمرة الشديد المائلة إلى السواد لأن النار لم تباشرهما، جونتا مصطلاهما:
صفة ثانية، والجونة: السوداء يريد: أن أسافل الأثافي قد اسودت من إيقاد النار بينها.
1 هـ "وإلى" في مكان "فإلى".
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.(4/1791)
والثاني كقولك: "رءوسهما ضخمان" ومثل هذا قول الشاعر:
1173-
رأوا جبلًا هذا الجبال إذا التقت ... رءوس كبيريهن1 ينتطحان
ولا يجاء بالمختلفين في اللفظ إذا اشتركا في حكم إلا معطوفًا أحدهما على الآخر نحو: "جاء زيد وعمرو" و"رأيت عمة وخالةً".
وأما نحو "أبوين" في "الأب والأم"، و"القمرين" في "الشمس والقمر" فشاذ لا يقاس عليه.
ومنع أكثر الناس التثنية والجمع في الأسماء المتفقة لفظًا لا معنى.
والذي أراه أن ذلك جائز إذا فهم المعنى كقولك: "رأيت نجمين: سماويًّا وأرضيًّا" و"لي عينان:2 منقودة3
__________
1 ك ع "كبيرهن".
2 العين: ما ضرب نقدًا من الدنانير، وينبوع الماء ينبع من الأرض ويجري.
3 نقده الدنانير: أعطاه إياها.
1173- من الطويل استشهد به المصنف في شرح التسهيل 1/ 18، ولم ينسبه كذلك لم ينسبه ابن جني في الخصائص 2/ 421، ولا البغدادي في الخزانة 2/ 201.(4/1792)
ومولاودة"1. وقد استعمل ذلك كثير من الفصحاء.
ولا خلاف في إعادة ضمير واحدٍ على مختلف المعنى كقولك: "لي عين مالٍ، وعين ماء أبيحهما2 للضيف".
فكما جاز الجمع بينهما في الإضمار يجوز الجمع بينها في الإظهار بشرط أمن اللبس.
وممن رأى ما رأيته أبو بكر بن الأنباري واحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم3: "الأيدي ثلاث: يد الله وهي العليا، ويد المعطي، ويد السائل" 4 فعبر بـ"الأيدي" عن "يد الله" [جل وتعالى، وتبارك، وتقدس5] وعن "يد المعطي، والسائل" للاشتراك6 اللفظي دون المعنوي.
وقد جمع في التثنية بين الحقيقة والمجاز كثيرًا كقولهم: "القلم أحد اللسانين" و"الخال أحد الأبوين".
__________
1 ورد الماء أشرف عليه دخله أم لم يدخله.
2 أبيحهما للضيف: أطلقهما وأظهرهما وأحلهما.
3 ع ك "بقوله عليه الصلاة والسلام".
4 أخرجه أحمد 3/ 473.
5 سقط ما بين القوسينمن هـ ع والأصل وفي مكانه جاء في هـ "تعالى".
6 ع "الاشتراك" في مكان "للاشتراك".(4/1793)
وهذا شبيه بتثنية المشتركين وضعًا
وأشرت بقولي:
كل شيئين مؤديين ما ... لواحدٍ...........................
إلى نحو1 "العينين" و"الأذنين" قد يخبر عنه بمثنى وهو الأصل، وقد يخبر عنه بمفردٍ؛ لأن "العينين" حاسة النظر و"الأذنين" حاسة السمع و"اليدين" حاسة البطش2 فإفراد ما لكل اثنين منها جائز.
وكذلك التعبير بأحدهما عن اثنيهما، فمن إفراد الخبر قول الشاعر:
1174-
سأجزيك خذلانًا بتقطيعي3 الصوى ... إليك وخفا4 زاحفٍ يقطر الدما
ومن إفراد الضمير قول الآخر:
__________
1 ع سقط "نحو".
2 البطش: الأخذ بالعنف.
3 ع "بتقطيع".
4 هـ "وخفان أخف".
1174- من الطويل استشهد به المصنف في شرح التسهيل 1/ 18 ولم يعزه لقائل: الخذلان: التخلي عن العون والنصرة، الصوى: جمع صوة، وهي ما غلظ من الأرض وارتفع، الخف: ما أصاب الأرض من باطن قدم الإنسان.(4/1794)
1175-
وكأن بالعينين حب قرنفل ... أو سنبلًا كحلت به فانهلت
ومن الاستغناء بلفظ الواحد قول امريء القيس:
1176-
وعين لها حدرة بدرة ... شقت مآقيهما من أخر
__________
1175- من الكامل من قصيدة لسليمى بن ربيعة من بني السيد بن ضبة كانت امرأته تماضر قد فارقته فقال قصيدته يتلهف فيها عليها.
وفي النوادر 120: قال سلمان بن ربيعة الضبي أو سليمى والقصيدة في ديوان الحماسة 1/ 303، وشرحه للتبريزي 1/ 112، وفي أمالي القالي رواها المصنف عن ابن دريد، وذكرت في أمالي الشجرى 1/ 212، والأصمعيات 162، وشرح المرزوقي لديوان الحماسة 547، واستشهد المصنف بالبيت في شرح التسهيل 1/ 81.
السنبل جزء النبات الذي يتكون فيه الحب، وهو أيضًا نبات يستخرج من جذور بعض أنواع أخلاط من الأدوية تؤثر في العين.
انهلت العين: سال دمعها.
1176- من المتقارب قاله امرؤ القيس "الديوان 115".
الحدرة: قرحة تخرج بجفن العين فترم وتغلظ.
البدرة: كيس فيه مقدار من المال يتعامل به ويقدم في العطايا، ويختلف باختلاف الزمن. المآقي: جمع مأق أو مؤق: وهو طرف العين مما يلي الأنف وهو مجرى الدمع وشقت مآقيهما: فتحت.
ورواية الديوان:
............................. ... شقت مآقيها من أخر(4/1795)
فصل: في كيفية التثنية، وجمعي التصحيح 1
"ص"
وما على حد2 المثنى جمعا ... في صحةٍ و3 غيرها اجعل تبعا
وشرطه وما به يعرب قد ... مضى فلا يفتك منه معتمد
وآخر المقصور أسقط موليا ... مفتوحة الواو أو أولينه "يا"
كـ"جاءني الأعلون مستدعينا ... والمرتضون في بني الأدنينا"
وحذف يا منقوصٍ الزم واشكلا ... بالضم والكسر الذي كان تلا
كـ"المهتدون قهروا الغاوينا ... وسخر المؤتون4 للآتينا"
وذا عن الكوفين5 -أيضًا- قد أثر ... في6 زائد آخره مما قصر
__________
1 سقط العنوان من هـ.
2 ع سقط "حد".
3 ع "أو غيرها".
4 ط "الآتون" في مكان "المؤتون".
5 هـ "وأفعل كوفيهم مما قصر" في مكان "وذا عن الكوفيين أيضًا قد أثر".
6 هـ سقط "في".(4/1796)
وما استحقت همزة الممدود في ... تثنية ذاك هنا1 بها اقتفي
وحركوا آخر غير ما ذكر ... بالضم قبل الواو قبل اليا كسر
وجمع تصحيح بتاءٍ وألف ... قد سبق الكلام فيه وعرف
فاجعل لما أوليت منه الألفا ... ما كان في تثنيةٍ قد ألفا
لكن تا تأنيث مفرد هنا ... يلزم حذفها2 ففي3 الثاني غنى
وبعد حذفها فللذي تلت ... ما في تطرف لمثله ثبت
ففي "فتاة" "فتيات" قل كما ... قلت: "فتى" و"فتيان" فاعلما
كذا "سماوات" يقال في "سما" ... كما يثنى بـ"السماوين" السما
والسالم العين الثلاثي اسمًا أنل ... إتباع عين فاءه بما شكل
__________
1 ع ك "بها هنا" في مكان "هنا بها".
2 في الأصل "حذفه" في مكان "حذفها".
3 هـ "ففيها جا عنى" في مكان "ففي الثاني غنى".(4/1797)
إن ساكن العين مؤنثًا بدا ... مختتمًا بالتاء أو مجردًا
وسكن التالي غير الفتح أو ... فافتحه تخفيفًا فكلا قد رووا
وبعد فتح السكون لا تجز1 ... إلا اضطرارًا مثل قول المرتجز
"يدلننا اللمة من لماتها ... فتستريح النفس من زفراتها"
ومنعوا إتباع نحو "ذروة" ... و"زبيةٍ" وشذ كسر2 "جروة"
وما كـ"بيضة" و"جوزة" فعن ... هذيل افتح، ولغيرهم سكن
والزم سكون العين في الصفات ... كـ"ضخمةٍ من نسوة ضخمات"
و"كهلات" شذ3 في "الكهلات" ... ومن يقس4 فليس ذا ثبات5
__________
1 ع ك "يجز" في مكان "تجز".
2 الأصل وس، ش "جمع" وفي ط "فتح" في مكان "كسر".
3 ع "جاء" في مكان "شذ".
4 الأصل "يقيس ليس" في مكان "يقيس فليس".
5 هـ:
"وكهلات شذ في الكهلات عن
بعضهم ومن يقس فقد وهن"(4/1798)
و"لجبة"1 و"ربعة" قد جمعا ... بالفتح إذ فتحاهما قد سمعا
فكان في جمعهم2 لـ"فعله" ... عن جمع "فعلةٍ" غنى للنقله
الجمع الذي على حد المثنى هو نحو "الزيدين" و"العمرين" وقد ذكر في باب الإعراب ما يعرب به، وما يطرد منه وما لا يطرد.
وإلى هذا أشرت بقولي:
وشرطه، وما به يعرب قد ... مضى.................
والمراد هنا تبيين ما يعرض فيه من تغيير فنبهت على أن آخر ما3 تلحقه علامته يفعل به4 ما فعل به مع علامة التثنية من صحة وغيرها.
فالصحة سلامته من حذفٍ، وقلب.
وغير الصحة حذف ألف المقصور، وياء المنقوص، وقلب همزة بعض الممدود واوًا.
ولا بد للمقصور عند حذف ألفه من بقاء الفتحة التي كانت تليها وشغل مكانها بواو في الرفع وياء في الجر والنصب كقولي:
__________
1 ط "لحية" في مكان "لجبة".
2 ط "جميعهما" في مكان "جمعهم".
3 ع "ما أحد" في مكان "آخر ما".
4 ع ك "فيه" في مكان "به".(4/1799)
جاءني الأعلوان مستدعين ... والمرتضون من بني الأدنين
وأجاز الكوفيون ضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء في المقصور الذي ألفه زائدة كقولك في "سلمى" -اسم رجل: "جاء السلمون ومررت بالسلمين".
ولا يجيز البصريون إلا "جاء السلمون" و"مررت بالسلمين".
ولا بد للمنقوص1 عند حذف يائه من ضم ما قبل الواو واستصحاب الكسرة قبل الياء كقولي:
...................... ... "سخر المؤتون للآتينا"
وأما الممدود فتعامل2 همزته في هذا الجمع معاملتها في التثنية فيقال في جمع "براء"3: "براءون" كما يقال في تثنيته "براءان".
ويقال في "زكرياء": "زكرياءون" [4 كما يقال في تثنيته "زذكرياءان"5] .
__________
1 ع "للمقصور" في مكان "للمنقوص".
2 الأصل: "فيعامل".
3 براء: مصدر ويوصف به، وهو أول ليالي الشهر، وآخرها وأول أيام الشهر وآخرها.
4 هـ سقط ما بين القوسين.
5 الأصل "زكرياوان".(4/1800)
ويقال في "عطاء" و"علباء" -اسمي رجلين- "عطاءون".
و"علباءون" و"عطاوون" و"علباوون" كما يقال في التثنية:
"عطاءان" و"علباءان" و"عطاوان" و"علباوان".
وإلى هذا أشرت بقولي:
وما استحقت همزة الممدود في ... تثنية ذاك هنا بها1 اقتفي
ثم أشرت بقولي:
وحركوا آخر غير ما ذكر ... بالضم قبل الواو قبل اليا كسر
إلى أن ما ليس مقصورًا ولا منقوصًا، ولا ممدودًا تغير همزته في التثنية فإنه لا يغير في هذا الجمع، بأكثر من تحريك آخره بضمة قبل الواو وكسرة قبل الياء كقولك في "قارئ" و"مرضي" و"مرجو": "قارئون" و"مرضيون" و"مرجوون".
وقد تقدم -أيضًا- الكلام2 على إعراب3 جمع المصحح بالألف والتاء وبين ما لا يطرد، والمراد هنا تبين ما يلحقه من تغيير.
__________
1 ع ك "بها هنا" في مكان "هنا بها".
2 هـ "الكلام أيضًا" في مكان "أيضًا الكلام".
3 ع ك "على غير إعراب" بزيادة غير ولا موضع لهذه الكلمة.(4/1801)
فنبهت على أن للحرف الذي تليه1 ألف هذا الجمع ما له مع ألف التثنية فيقال في "سعدى": "سعديات" كما يقال في التثنية "سعديان".
ويقال في "رضى" -اسم امرأة- "رضوات" كما يقال في التثنية "رضوان".
ثم نبهت على أن تاء التأنيث تحذف مما هي فيه في هذا الجمع ويلي ما قبلها الألف كما كان يليه ألف التثنية لو كان هو آخرًا دون تار فيقال في "فتاة" و"قناة": "فتيات" و"قنوات".
فيعاملان معاملة "فتى" و"قنى" -اسمي امرأتين.
ويقال في "براءة"2: "براءات" وإلى هذا أشرت بقولي:
وبعد حذفها فللذي تلت ... ما في تطرفٍ لمثله ثبت
ثم بينت أن الثلاثي الساكن العين إذا كان اسمًا غير صفةٍ.
وجمع بالألف والتاء3 حركت عينه بمثل حركه فائه.
مجردًا كان من علامة كـ"دعد" و"هند" و"جمل".
__________
1 الأصل "يليه".
2 البراءة: الإعذار والإنذار.
3 ع ك "بالألف وتاء" في مكان بالألف والتاء".(4/1802)
أو مؤنثًا بالتاء كـ"تمرة" و"كسرة" و"لقمة"1.
ويجوز في المكسور الفاء والمضمومها تسكين العين، وفتحها. واحترزت بـ:
السالم العين................... ... .............................
من المضاعف كـ"سلة"2 و"كلة"3 و"حلة"4.
ومن المعتل كـ"حوزة"5 و"ديمة" و"صورة".
ثم نبهت على أن المفتوحة الفاء لا تسكن عينه إلا في ضرورة كقول الراجز:
1177-
فتستريح النفس من زفراتها
ثم بينت أن الإتباع ممتنع في نحو: "ذروة"6 و"زبية"7 لاستثقال الكسرة قبل الواو، والضمة قبل الياء، وإذا امتنع الإتباع بقي السكون والفتح.
__________
1 اللقمة: ما يهيئه الإنسان من الطعام للالتقام.
2 السلة: السرقة، والمرة من السل، وشقوق في الأرض تسرق الماء.
3 الكلة: ستر رقيق مثقب يتوقى به من الحشرات.
4 الحلة: الثوب الجيد الجديد.
5 الحوزة،: الناحية، وحوزة الرجل ما في ملكه.
6 ذروة كل شيء: أعلاه.
7 الزبية: الرابية لا يعلوها الماء، وحفيرة يشتوى فيها ويختبز، وحفرة في موضع عالٍ تغطي فوهتها فإذا وطئها الأسد وقع فيها.
1177- سبق الحديث عن هذا الشاهد في باب إعراب الفعل.(4/1803)
فيقال: "ذورات" و"ذروات" و"زُبْيات" و"زُبَيات".
وفتح الياء والواو1 من "بيضات" و"جوزات"2 لغة هذيلية، كقول بعضهم:
1178-
أخو بيضات رائح متأوب ... رفيق بمسح المنكبين سبوح
هذا إذا كان الساكن العين اسمًا غير صفة.
فأما إن كان صفة كـ"ضخمة" فلا خلاف في تسكين عينه على أن قطربًا أجاز فتحها قياسًا على ما ليس بصفة.
__________
1 هـ "الواو والياء".
2 جمع "جوزة" وهي الواحدة من جوز الهند "النارجيل" والشربة الواحدة من الماء، ومقدار الماء الذي يجوز به المسافر من منهل إلى منهل.
1178- من الطويل نسبه العيني 4/ 517 لبعض الهذلين ولم أجده في شعرهم، الرائح: الذي يسير ليلًا، المتأوب: الذي يسير نهارًا.
الرفيق بمسح المنكبين: العالم بتحريكهما في السير.
المنكبين: تثنية منكب وهو مجتمع رأس العضد والكتف وناحية كل شيء، والموضع المرتفع من الأرض.
سبوح: ماد يديه في الجري.
يصف ظليمًا، وهو ذكر النعام شبه ناقته به فجعله يسير ليلًا ونهارًا ليصل إلى بيضاته.
ورواية ابن الخباز في شرح الدرة الألفية 17، 18 "أبو بيضات....".(4/1804)
ويعضد قوله ما حكى أبو حاتم1 من قول بعض العرب:
"كهلة"2 و"كهلات" والمشهور "كهلات".
وإلى قطربٍ أشرت بقولي:
.......................... ... ومن يقس فليس ذا ثبات3
[4 "ولا حجة في قولهم: "لجبات" و"ربعات" لأن من العرب من يقول: "لجبة"5] و"ربعة"6 فاستغنى بجمع المفتوح العين عن جميع الساكن العين.
ولهذا7 معنى قولي.
فكان في جمعهم لـ "فعلة" ... عن جمع "فعلة" غنى للنقلة
__________
1 سهل بن محمد بن عثمان بن القاسم السجستاني، النحوي اللغوي، توفي سنة 225هـ.
2 سن الكهولة ما بين الثلاثين إلى نحو الخمسين.
3 هـ جاء هذا الشطر كما يلي:
..................................... ... ....................ومن يقس فقدوهن
4 سقط ما بين القوسين من ع.
5 اللجب: الصياح واضطراب الأصوات.
6 الربعة: الوسيط القامة "للمذكر والمؤنث"، وحقة الطيب.
7 ع ك "فهذا" في مكان "وهذا".(4/1805)
"ص"
[1 وما به سمي من مثنى أو ... شبيهه2 تثنية فيه أبوا
كذاك جمعه بواوٍ أوبيا ... وثن واجمع إن كفردٍ أجريا
بجعل الإعراب على النونين ... لا حين يعربان بالحرفين
وثن نحو "مسلمات" علما ... إن شئت إذ من مانع قد سلما
إذا سمي بمثنى أو مجموع بالواو والنون [وبالياء والنون] 3 لم تجز4 تثنيته ولا جمعه لئلا يجتمع في الاسم الواحد5 إعرابان.
فلو سمي بأحدهما وجعل إعرابه في النون جاز أن يثني وأن يجمع لزوال إعرابان.
وأما نحو "مسلمات" علمًا فيجوز أن يقال فيه "مسلماتان" إذ لا محذور في ذلك. وهذا كله حاصل كلام سيبويه6] .
__________
1 سقطت هذه الأبيات وشرحها من هـ.
2 س ش "شبهة" في مكان "شبيهه".
3 ع ك سقط ما بين القوسين.
4 الأصل "يجر" في مكان "تجز".
5 ع ك "في اسم واحد" في مكان "في اسم الواحد".
6 ينظر الكتاب 2/ 95.(4/1806)
باب: جمع التكسير وما يتعلق به
مدخل
...
باب: جمع التكسير وما يتعلق به 1
"ص"
و2 الجمع إن أبانه تغيير ... تقديرًا أو لفظًا هو التكسير
فـ "أفعل"3 "أفعلة" مع "فعلة" ... ثمت "أفعال" مباني القلة4
وقيل: إن "فعلة" اسم جمع ... لأنه لم يطرد في الوضع
وجمع تصحيح لقلة وفي ... كثرة استعماله مع "أل" قفي
وبعض ذي الأربعة استغنى به ... في كثرة والعكس غير مشتبه5
__________
1 سقط العنوان من هـ.
2 سقطت الواو من "والجمع" من الأصل.
3 ع "وأفعل".
4 س ش "قلة".
5 هـ "آت فانتبه" في مكان "غير مشتبه"، ع "مشتبه" في مكان "مشتبه".(4/1807)
ومثل الكثرة: "فعل" و1 "فعل" ... "فعلان" "فعلان" و"فعلى" "فعل"
"فعال" "أفعلاء" ثم "فعل" ... "فواعل" "فعلى" "فعال" "فعل"
"فَعلة" "فعائل" و"فُعلة" ... ومع "فعالى" و"فعالى" "فعله"
ومع "فعيل" و"فعول" "فعلا" ... وبـ"فعالٍ" و"الفعالي" كملًا2
المراد بأبانه التغيير للجمع3 أن يكون معنى الجمعية لا يدرك مع تقدير السلامة منه كـ"أسد" و"فلوس"4 فإن تقدير السلامة مما عرض لهما5 في الجمعية يخل بمعناهما.
بخلاف جمع التصحيح المغير نظم واحده كـ"تمرات" فإن تقدير السلامة منه6 لا يخل بمعنى الجمعية، وإنما يوجب في اللفظ استثقالًا. والتغيير اللفظي ظاهر.
__________
1 س ش ط سقطت الواو من "وفعل".
2 ع "كهلا" في مكان "كملا".
3 هـ والأصل "الجمع" في مكان "للجمع".
4 الفلوس: جمع فلس وهو القشرة على ظهر السمكة، وعملة يتعامل بها مضروبة من غير الذهب والفضة، وتساوي اليوم جزءًا من ألف من الدينار في العراق وغيره.
5 ع ك "لها" في مكان "لهما".
6 الأصل وهـ "فيه" في مكان "منه".(4/1808)
وأما التقديري ففي "فلك"1 و"دلاص"2 ونحوهما مقصودًا بهما الجمع.
فإن "فلكًا" حينئذ نظير "رسل" في أن ضمته3 دالة على الجمعية.
و"دلاص" نظير "ظراف" في أن كسرته داله على الجمعية.
وهما في الإفراد نظيرا "قفل" و"كتاب" فقدر4 التغيير بتبدل5 الضمة والكسرة.
والحامل على ذلك دون أن يجعلا مما6 اشترك7 فيه الواحد، والجمع كـ"جنب" أن8 "جنبًا" لا يختلف لفظه في إفرادٍ ولا تثنية ولا جمع فعلم أن العرب قصدت فيه الاختصار والاشتراك.
وأما "فلك" و"دلاص" فإنهما لا يخليان من علامة التثنية
__________
1 الفلك: السفينة "للمذكر والمؤنث والواحد والجمع".
2 الدلاص: اللين البراق الأملس.
3 هـ "جمعيته" في مكان "ضمته".
4 الأصل "فتقدير" في مكان "فقدر"
5 ع "بتبديل" في مكان "بتبدل".
6 هـ "هما" في مكان "مما".
7 الأصل "أشرك" في مكان "اشترك".
8 ع ك "لأن" في مكان "أن".(4/1809)
عند قصدها فدل ذلك على انتفاء الاشتراك وقصد تغييرٍ منوي في حال الجمعية.
ونظير "فلك" و"دلاص": "عفتان" -وهو الرجل القوي الجافي- يقال: "رجل عفتان"1 و"رجلان عفتانان" و"رجال عفتان".
فهو في الإفراد بمنزلة "سرحان"2 وفي الجمع بمنزلة "غلمان".
ولجمع القلة من أبنية التكسير أربعة وهي: "أفعل" كـ"أفلس" و"وأفعال" كـ"أثواب" و"أفعلة" كـ"أرغفة" و"فعلة" كـ"غلمة".
ويشارك هذه الأبنية في الدلالة على القلة جمعا التصحيح ما لم تقترن بهما الألف واللام الدالة على الاستغراق، أو يضافا إلى ما يدل على الكثرة.
فالاقتران بالألف3 واللام كقوله تعالى4: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَات} .
__________
1 هـ "عقبان".
2 السرحان: الذئب.
3 هـ "بألف".
4 من الآية رقم "35" من سورة الأحزاب وتمامها {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} .(4/1810)
وقد تضمن القرينتين قول1 حسان [بن ثابت رضي الله عنه2:]
1179-
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
وقد يستغنى ببعض أبنية القلة عن بعض أبنية الكثرة، وببعض أبنية الكثرة عن بعض أبنية القلة.
فالأول كـ"رجل" و"أرجل" و"عنق" و"أعناق" و"فؤاد"3 و"أفئدة".
والثاني كـ"رجل" و"رجال" و"قلب" و"قلوب" و"صرد"4 و"صردان".
__________
1 ع ك "كقول" في مكان "قول".
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
3 الفؤاد: القلب.
4 الصرد: طائر أكبر من العصفور، ضخم الرأس والمنقار، يصيد صغار الحشرات، وربما صاد العصفور.
1179- من الطويل ديوان حسان "221".
الجفنات: جمع جفنة وهي القصعة.
الغر: البيض من كثرة الشحم فيها، أو المشهورة.
النجدة: الشجاعة في القتال وسرعة الإغاثة.(4/1811)
\والأبنية الموضوعة للكثرة: "فعل" كـ"حمر" و"فعل" كـ"سقف" و"فعلان" كـ"غلمان". و"فعلان" كـ"قفزان"1 و"فعلى" كـ"جرحى" و"فعل" كـ"فرق" و"فعال" كـ"صوام" و"أفعلاء" كـ"أولياء" و"فعل" [2 كـ"حجلى"3] و"فعال" كـ"رجال" و"فعل" كـ"غرف" و"فعلة" كـ"بررة" و"فعائل" كـ4 "ترائب"5 و"وفعلة" كـ"قضاة" [و"فعالى" كـ"يتامى" و"فعالى" كـ"أسارى" و"فعلة" كـ"قرطة"6 و"فعول" كـ"وجوه" و"فعيل" كـ"عبيد"7] و"فعلاء" كـ"ظرفاء" و"فعال" كـ"ظؤار"8 و"فعالي" كـ"سعالي"9 و"فعالي"
__________
1 القفزان: جمع قفيز وهو مكيال كان يكال به قديمًا ويختلف باختلاف البلاد ويعادل نحوًا من ستة عشر كيلوجرامًا في التقدير الحديث، والقفيز من الأرض: قدر مائة وأربع وأربعين ذراعًا.
2 سقط ما بين القوسين.
3 الحجلى -جمع حجل- وهو: طائر في حجم الحمام أحمر المنقار والرجلين، طيب اللحم.
4 ع "كبرايب" في مكان "كترائب".
5 الترائب: عظام الصدر مما يلي الترقوتين، وموضع القلادة.
6 جمع قرط وهو: ما يعلق في شحمة الأذن من در أو ذهب أو فضة أو نحوها.
7 سقط ما بين القوسين من ع.
8 جمع ظئر وهي: المرضعة لغير ولدها، ويطلق على زوجها -أيضًا- وركن القصر.
9 جمع سعلى وسعلاة، وهي: الغول.(4/1812)
كـ"بخاتي"1.
فهذا إجمال أبنية تكسير الثلاثي المجرد والمزيد فيه على2 الملحق، والشبيه3 به.
وسيأتي التفصيل إن شاء الله تعالى.
"ص"
لـ"فعل" -اسمًا- صح عينا "أفعل" ... وللرباعي اسمًا كذاك4 يجعل
إن كان ذا مد وتأنيث كما ... "عناق" أو "ذراع" أو شبههما
وشذ في مذكر كـ"أشهب" ... وما أعل عينه كأثوب
وقل في "فُعْلٍ" و"فِعْلٍ" و"فَعَلْ" ... وفي مؤنثٍ بتاء و"فِعَل"
و"فعلٍ" كـ"أقفل" و"أنعم" ... و"أرسنٍ" و"أذؤب" و"آكم"
[5 وغير ما "أفعل" فيه مطرد ... من الثلاثي اسمًا بـ"أفعالٍ" يرد
__________
1 البخاتي: الجمال تنتج من بين عربية وفالج، وهي جمال طوال الأعناق.
2 سقط "على" من الاصل وجاء في موضعها "غير" في هـ.
3 ع "التشبيه" في مكان "الشبيه".
4 ع ك "أيضًا" في مكان "كذاك".
5 بداية سقط كبير في هـ.(4/1813)
وغالبًا أغناهم "فعلان" ... في "فعل" كقولهم "صردان"
وجاء "أفعال" شريك "أفعلا" ... في بعض ما "أفعل" فيه أصلا
ودونه "أفعل" من ذي الواو فا ... ونحو "عم" من سمٍ تضاعفا1
وكون "أفعالٍ" لـ"فاعلٍ" صفه ... ولـ"فعيل" جمعًا احصوا أحرفه
كذا "فعول" "فَعْلة" و"فِعْله" ... "فاعلة" "فَعَلة" و"فُعْله"
كذا "فعال" "فيعل" و"فيعله" ... ومع "فعال" "أفعل" و"فِعَله"
وهكذا "فعيلة" "فعال" ... كل صحيح، وله مثال
في اسمٍ مذكر رباعي بمد ... ثالثٍ "افعلة" عنهم اطرد
في "فاعل" "فعل" "فعيل" وصفا ... "فعل" و"فعل" "فعل" قد يلفى
__________
1 جاء هذا الشطر في ع ك س ش كما يلي:
.................................. ... وفي مضاهي "العم" مما ضعفا(4/1814)
و"رمضان" "عيل" و"جزه" ... "نضيضة" جمعن كـ"الأجزه"
والزمه في "فعال" أو "فعال" ... مصاحبي تضعيف أو إعلال
و"عنن" و"حجج" قد ندرا ... ولا تقس عليهما فتزجرا
وفاق "أشهبًا" شذوذًا "أعقبه" ... جمع "عقاب" فاعذر المستغربه
واقصر على السماع باب "فعلة" ... كـ"فتية" و"غلمة" و"غزلة"
"ش" أمثلة التكسير على ضربين: أحدهما للقلة، والثاني للكثرة.
فالذي للقلة، أربعة أبنية: "أفعل" و"أفعال" و"أفعلة" و"فعلة".
وغير "فعلة" قياسي، وغير قياسي.
فالقياسي من "أفعل" ما كان جمعًا لثلاثي، مجرد، مفتوح الفاء، ساكن العين، صحيحها، غير صفة كـ"فلس" و"أفلس" و"نفس" و"أنفس".
أو جمعًا لاسمٍ، رباعي بمدةٍ ثالثةٍ، مؤنثٍ، بلا علامةٍ، خالٍ من وصفية.(4/1815)
وهذه القيود كلها مفهومة بقولي:
.............................. ... وللرباعي اسمًا كذاك يجعل
إن كان ذا مد وتأنيث كما ... "عناق"1 أو "ذراع" أو شبههما
فـ"كعب" و"أكعب" و"كلب" و"أكلب" و"ضرب" و"أضرب" قياسية لتضمنها ما في "فلس" و"نفس" من الوزن وصحة العين، وعدم الوصفية.
و"يمين" و"أيمن" و"شمال" و"أشمل" و"كراع2 و"أكرع" قياسية لتضمنها ما في "عناق" و"ذراع" من التأنيث بلا علامة والتوافق في العدد بمدةٍ ثالثةٍ زائدة، وعدم الوصفية.
فلو كان "فعل" صفة لم يجمع على "أفعل" إلا إذا كان مستعملًا استعمال الأسماء كـ"عبد" و"أعبد".
وإن كان معتل العين لم يجمع على "أفعل" إلا أن يسمع فيحكم بشذوذه كـ"أعين" و"أثوب".
وعلى الجملة متى جمع على "أفعل" غير ما ذكر أنه فيه
__________
1 العناق: الأنثى من أولاد المعز والغنم من حين ولادته إلى تمام الحول.
2 الكراع من الإنسان: ما دون الركبة إلى الكعب، ومن البقر والغنم مستدق الساق العاري من اللحم "يذكر ويؤنث".(4/1816)
مطرد علم أنه شاذ1 فلا يقاس عليه كـ"أشهب" و"أغرب" و"أعتد" في جمع "شهاب"2 و"غراب" و"عتاد"3.
ومن الشاذ "قفل" و"أقفل" و"ذئب" و"أذؤب" و"رسن"4 و"أرسن" و"أكمة"5 و"آكم" و"نعمة" و"أنعم" "ضلع"6 و"أضلع" و"ضبع" و"أضبع".
ولما تقرر المطرد جمعه على أفعل من الثلاثي نبهت على أما ما سواه من الثلاثي إذا كان اسمًا غير صفة اطرد جمعه على "أفعال" فبان بهذا أن نحو "بيت" و"أبيات" و"ثوب" و"أثواب" مطرد؛ لأن اعتلال العين مانع من جمع "فعل" على "أفعل" قياسيًّا.
وبان -أيضًا- أن الجمع على "أفعال" مطرد في غير "فعل" المقيد كـ"حزب"7 و"أحزاب" و"صلب" و"أصلاب"
__________
1 الأصل: "أنه في شاذ" بزيادة فيه.
2 الشهاب: الشعلة الساطعة من النار. والنجم المضيء اللامع.
3 العتاد: العدة.
4 الرسن: ما كان من الأزمة على الأنف.
5 الأكمة: التل.
6 الضلع: عظم من عظام قفص الصدر منحن وفيه عرض "تؤنث وتذكر".
7 الحزب: الأرض الغليظة، والجماعة فيها قوة وصلابة، وكل قوم تشاكلت أهواؤهم وأعمالهم، والنصيب.(4/1817)
و"جمل" و"أجمال" و"وعل"1 و"أوعال" و"عضد"2 و"أعضاد" و"أعناق" و"عنب" و"أعناب" و"إبل" و"آبال" و"رطب"3 و"أرطاب".
إلا أن "فعلا" يقتصر فيه على "فعلان" -غالبًا-4 كـ"صرد" و"صردان".
ثم نبهت على أن ما حقه "أفعل" قد يشترك فيه "أفعل" و"أفعال" كـ"فرخ"5 و"أفرخ" و"أفراخ" و"زند6 و"أزند"7 و"أزناد".
ثم نبهت على أن "أفعالًا" أكثر من "أفعل" في "فعل" الذي فاؤه واو كـ"وقت" و"أوقات" و"وصف" و"أوصاف" و"وقف" و"أوقاف"8 و"وكر"9 و"أوكار" و"وغر"10 و"أوغار"
__________
1 الوعل: تيس الجبل أي: ذكر الأروى، وهو جنس من المعز الجبلية له قرنان قويان منحنيان.
2 العضد: ما بين المرفق إلى الكتف.
3 الرطب: نضيج البسر قبل أن يصير تمرا.
4 الأصل "غالبًا على فعلان".
5 الفرخ: ولد كل بائض. وكل صغير من الحيوان والنبات والشجر وغيرها، والرجل الذليل.
6 الزند: العود الأعلى الذي تقدح به النار.
7 سقط من ع "وأزند".
8 سقط من الأصل "وأوقاف".
9 الوكر: عش الطائر الذي يبيض فيه ويفرخ أكان ذلك في شجر أم جبل أو غيرهما.
10 الوغر: اشتداد حر الهاجرة، وامتلاء القلب غيظًا وحقدًا.(4/1818)
و"وغد"1 و"أوغاد" و"وهم"2 و"أوهام".
استثقلوا ضم عين "أفعل" بعد الواو فعدلوا إلى "أفعال" كما عدلوا إليه فيما عينه معتلة.
وكما شذ في المعتل "أعين" و"أثوب" كذلك شذ فيما فاؤه واو "أوجه" ونحوه.
ثم نبهت على أن المضاعف من "فعل" كالذي فاؤه واو في أن "أفعالا" في جمعه أكثر من "أفعل" كـ"عم" و"أعمام" و"جد" و"أجداد" و"رب" و"أرباب" و"بر"3 و"أبرار" و"شت"4 و"أشتات" و"فن"5 و"أفنان" و"فذ"6 و"أفذاذ".
__________
1 الوغد: قدح من سهام الميسر لا نصيب له، والأحمق الدنيء الرذل، والخادم بطعام بطنه.
2 الوهم: ما يقع في الذهن من الخاطر، والطريق الواسع.
3 البر: ما انبسط من سطح الأرض ولم يغط بالماء.
4 الشت: المتفرق.
5 الفن: مهارة يحكمها الذوق والمواهب، أو هو جملة القواعدة الخاصة بحرفة أو صناعة، أو هو التطبيق العملي للنظريات العملية بالوسائل التي تتحققها، أو جملة المشاعر والعواطف التي يستعملها الإنسان لإثارة المشاعر والعواطف وبخاصة عاطفة الجمال كما في الشعر.
6 الفذ: الفرد، والمتفرد في مكانته أو كفايته، والأول من قداح الميسر.(4/1819)
وكثيرًا ما يستغنى في هذا النوع ببعض أبنية الكثرة فلا يستعمل غيره كـ"خد"1 و"خدود" و"حد"2 و"حدود" و"قد"3 و"قدود" و"حظ"4 و"حظوظ" و"خط"5 و"خطوط" "حق" و"حقوق" و"رق"6 و"رقوق" و"فص"7 و"فصوص" و"نص" و"نصوص".
ولم يسمع في شيء من هذا النوع "أفعل" إلا نادرًا كـ"كف" و"أكف".
ثن نبهت على أن "فاعلًا" و"فعيلًا" صفتين جمعا على "أفعال" في كلمات أحصيت كـ"جاهل" و"أجهال" و"بانٍ" و"أبناء" و"جانٍ" و"أجناء".
ومنه قولهم: "أبناؤهم أجناؤها"8.
__________
1 الخد: جانب الوجه، وهو ما جاوز مؤخر العين إلى منتهى الشدق.
2 الحد: الحاجز بين الشيئين، وحد الرجل: بأسه، ونفاذه في نجدته.
3 القد: المقدار، والقامة، أو القوام، وإناء من جلد، وجلد ولد الشاة ساعة يولد.
4 الحظ: النصيب.
5 الخط: السطر، وكل مكان يخطه الإنسان لنفسه ويحفره.
6 الرق: جلد رقيق يكتب فيه، والصحيفة البيضاء، والماء الرقيق.
7 الفص -بتثليث الفاء: ملتقى كل عظمتين، وما يركب في الخاتم من الحجارة الكريمة وغيرها، ومن الليمون ونحوه أو الثوم: الفلقة من فلقه، ومن العين حدقتها.
8 جمع جانٍ وهو: الذي يتناول الثمرة ونحوها من مبنبتها وفي ع "أبناؤها" في مكان "أجناؤها".(4/1820)
أي: بناتها جناتها -كذا قال أبو عبيد.
ومن "فعيل" و"أفعال": "شريف" و"أشراف" و"شيء"1 و"أشناء" و"قمير" و"أقمار" -أي مقامر، ومقامرون- عن ابن سيده2.
وقالوا: "أنصار" و"أشهاد" و"أقصاء" في جمع "ناصر" و"نصير" و"شاهد" و"شهيد" و"قاصٍ" و"قصي"3.
وقالوا "عدو" و"أعداء" و"شفرة"4 و"أشفار" قال الشاعر:
1180-
ثم طاروا إليهم بزناد ... ورايات وحدت الأشفار
وقالوا في جمع "لقوة" وهو العقاب السريعة "ألقاء"
__________
1 الشنيء: من شنأه: أبغضه وتجنبه.
2 علي بن إسماعيل بن سيده من أهل مرسية، كان أكمه ابن أكمه، ناظمًا ناثرًا، قليل النظير في اللغة توفي سنة 458هـ.
"قال في المحكم 6/ 248: قميرك الذي يقامرك عن ابن جني، وجمعه أقمار، عنه أيضًا".
3 القصي: البعيد.
4 الشفرة: ما عرض وحدد من الحديد كحد السيف والسكين.
1180- من الخفيف لم أعثر على من عزاه لقائل.
ورى الزند: خرجت ناره.
حدت الأشفار: صارت قاطعة.(4/1821)
ونظير "لقوة" و"ألقاء": "نضوة"1 و"أنضاء" عن سيبويه2.
وقالوا: "كاثبة"3 و"أكثاب"، قالوا: "أشعاف" في جمع "شعفة"4 و"أقصار" في جمع "قصرة" -وهو أصل العنق- وقيل بالذال5 أيضًا.
وحكى ابن سيده6: "أجثاثًا" في جمع "جثة"7 و"أبراكًا" في جمع "بركة" -وهو طائر من طير الماء.
وقيل: "جبان" و"أجبان" و"قماط"8 و"أقماط" و"غثاء"9 و"أغثاء" و"أغيد"10 و"أغياد" و"خريدة"11
__________
1 حيوان نضو: مهزول، ورجل نضو: مجهد، وثوب نضو: خلق.
2 الكتاب 2/ 201.
3 هو المنتبر من كاثبة الدابة عند منتهى منبت العرف تحت القربوس المقدم.
4 الشعفة: أعلى كل شيء ومنها شعفة الجبل، وشعفة الرأس.
5 الأصل: بالدال.
6 المحكم 2/ 230.
7 الجثة: الجسد.
8 القماط: الحبل ونحوه يشد به ويربط، وخرقة عريضة يلف بها المولود.
9 الغثاء: ما يحمله السيل من رغوة ومن فتات الأشياء التي على وجه الأرض.
10 الأغيد: المتثنى المتمايل في نعومة.
11 المرأة الخريدة: المحببة لزوجها، والبكر لم تمس.(4/1822)
و"أخراد" و"دوطة" و"أدواط" -لضرب من العناكب تلسع.
وقالوا: "أموات" في جمع "ميت" و"ميتة".
وكل هذه شواذ، وقد تضمن النظم التنبيه على جميعها.
وأما "أفعلة" فمطرد فيما ليس صفة من مذكر، رباعي، بمدة زائدة، ثالثة كـ"طعام" و"أطعمة" و"حمار" و"أحمرة" و"غراب" و"أغربة" و"رغيف" و"أرغفة" و"عمود" و"أعمدة".
وشذ في "فاعل" اسمًا كـ"أجوزة" في جمع1 "جائز" [2 وهو الخشبة الممتدة في أعلى السقف.
وفي "فعيل" صفة كـ"شحيح"3 و"أشحة" "ظنين"4] و"أظنة".
وفي "فعل" و"فعل" و"فعل" و"فعل" كـ"نجد"5
__________
1 ع ك سقط "جمع".
2 سقط ما بين القوسين من ع.
3 الشحيح: البخيل.
4 الظنين: كل ما لا يوثق به، والمتهم، والقليل الخير.
5 النجد: ما ارتفع من الأرض وصلب.(4/1823)
و"أنجدة" و"قدح"1 و"أقدحة" و"صلب"2 و"أصلبة" و"باب" و"أبوبة".
وقالوا: "رمضان" و"أرمضة" و"عيل"3 و"أعولة" و"جزة"4 و"أجزة" و"نضيضة"5 و"أنضة".
وقد أشرت إلى ذلك بقولي:
......................... ... ...........جمعهن كـ"الأجزة"
[لأن وزن6] "أجزة": "أفعلة"، والجزة: صوف شاة مجزوز، و"النضيضة": المطرة القليلة.
ثم نبهت على أن "أفعلة" ملتزم في جمع ما ضعف من "فَعال" و"فِعال" كـ"بتات"7 و"أبتة" و"زمام"8 و"أزمة".
__________
1 القدح: قطعة من الخشب تعرض قليلًا، وتسوى، وتكون في طول الفتر أو دونه، وتخط فيه حزوز تميز كل قدح بعدد من الحزوز، وكان يستعمل في الميسر، وقد يكتب على القدح "لا" أو "نعم" أو يغفل ليقرع به ويستقسم.
2 الصلب: الشديد القوي. وفقار الظهر وفي التنزيل "يخرج من بين الصلب والترائب".
3 العيل: أهل بيت الرجل ينفق عليهم "للمذكر والمؤنث سواء".
4 الجزة: صوف شاة في السنة.
5 النضيضة: القليلة يقال: مطرة نضيضة: قليلة، وسحابة نضيضة: ضعيفة.
6 سقط ما بين القوسين من الأصل.
7 البتات: متاع البيت، وجهاز المسافر.
8 الزمام: شسع النعل، والخيط الذي يشد في البرة أو الخشاش ثم يشد إلى طرف المقود.(4/1824)
أو أعل لامه كـ"قضاء"1 و"أقضية"2 و"بناء" و"أبنية".
ثم نبهت على ندور "عنان"3 و"عنن" و"حجاج"4 و"حجج" ذكرهما ابن سيده5.
وجمع "عقاب"- في القلة- على6 "أعقب" على القياس: لأنها مؤنثة وحكى ابن سيده أنها قد جمعت على "أعقبة"7.
وهو أشذ من "أشهب" في جمع "شهاب": لأن لـ"شهاب" و"أشهب" نظائر يسيرة كـ"غراب" و"أغرب" و"مكان" و"أمكن" ولا نظير لـ"عقاب" و"أعقبة" -فيما أعلم.
ثم نبهت على8 أن "فعلة" في مواردها كلها مقصورة على السماع لأن كل واحد جمع عليه قليل النظير نحو "صبي" و"صبية" و"خصي" و"خصية" و"فتى" و"فتية" و"ولد"
__________
1 الأصل "لفضاء" في مكان "كقضاء".
2 الأصل "وأفضيه" في مكان "وأقضية".
3 العنان سير اللجام الذي تمسك به الدابة. وهو طاقان مستويان.
4 الحجاج من كل شيء حرفه وناحيته، وعظم الحاجب.
5 ذكر ابن سيده "عنن" 1/ 48 في المحكم، و"حجج" 2/ 238 في المحكم أيضًا.
6 سقط من الأصل "على".
7 ينظر المحكم 1/ 144.
8 سقط من الأصل "على".(4/1825)
و"ولدة" و"شيخ" و"شيخة" و"ثور" و"ثيرة" و"غلام" و"غلمة" و"شجاع" و"شجعة" و"غزال" و"غزلة" و"ثنى" و"ثنية" -وهو أغربها.
والثني: الثاني في السيادة.
وأنشد1 أبو علي في "التذكرة":
1181-
طويل اليدين رهطه غير ثنية ... أشم كريم جاره لا يرهب
وقال: أبو علي: ثنية جمع ثنى، وهو مما أتى على "فعل" صفة كـ "قوم عدى".
"ص"
"فُعْل" لـ"أحمر" و"حمراء" وما ... في الوزن والوصف يرى2 مثلهما
__________
1 سقط من الأصل الواو من "وأنشد".
2 ط "ترى" وهي رواية تتناسب مع الخطاب في البيت الثاني.
1181- من الطويل قاله الأعشى "الديوان 121" ورواية المصنف هنا وفي شرح عمدة الحافظ "يرهب" ورواية الديوان "يرهق" وهي الرواية الصحيحة لأن الشاهد من قصيدة قافية قالها الأعشى في مدح المحلق مطلعها:
أرقت وما هذا السهاد المؤرق
وما بي من سقم وما بي معشق
ورهط الرجل: قومه الأقربون، قال ابن السكيت: الرهط والعشيرة بمعنى وقال أبو زيد: الرهط والنفر: ما دون العشرة من الرجال، الرهق: السفه والكذب، والأشم: رافع الرأس العزيز وهو كناية عن الرفعة والعلو والشرف.(4/1826)
ونحو "عفلاء" و"أكمر"1 اجعلا ... فيه كـ"شهلا" أبدًا و"أشهلا"
وحتم انكسار فا ذا الجمع من ... ذي الياء عينًا كـ"من البيض أمن"
واحفظه في "فعلة" وفي "فعل" ... ومطلقًا في "فعل" -أيضًا- يحتمل
وفي "فعال" و"فعول" ضعفا ... مع "فعيلة" قليلًا عرفا
وقيل في "الثني": "ثني" و"الأظل"2 ... بعضهم في جمعه "ظلا" نقل
و"فاعل" بـ"فعل" -أيضًا- جمعا ... كـ"الحج" و"البزل"3 و"عوذ"4 فاسمعا
و"فعل" أصل "فعلٍ" في كـ"الشقر" ... وباضطرار خصه ولو كثر
وعدم التضعيف والإعلال5 في ... جوازه شرط كمثال "كشف"
__________
1 ع "كمر" في مكان "أكمر".
2 في الأصل "الأضل" في مكان "الأظل".
3 ع "البذل" في مكان "البزل".
4 ط "عود" -بالدال.
5 الأصل "التعليل" في مكان "الإعلال".(4/1827)
من أمثلة الكثرة "فعل" وهو قياسي، وغير قياسي
فالقياسي: ما كان لـ"أفعل" مقابل "فعلاء" ولـ"فعلاء" مقابل "أفعل" كـ"أحمر" و"حمراء".
ولـ"أفعل" لا "فعلاء" له؛ لعدم القبول في الخلقة كـ"أكمر".
أو لعدم الاستعمال كـ"رجل أليٍ".
ولـ"فعلاء" لا "أفعل" له لعدم القبول في الخلقة كـ"عفلاء"1 أو لعدم الاستعمال كـ"امرأة عجزاء".
فيطرد "فعل" في هذا النوع [كما يطرد في النوع2] الآخر.
والأكمر: العظيم الكمرة، وهي رأس الذكر.
والآلي: العظيم الألية.
والعفلاء: المرأة التي في رحمها صلابة تعسر3 وطأها.
والعجزاء: العظيمة العجيزة.
وتكسر فاء "فعل" في جمع ما ثانية ياء كـ"أبيض" و"بيض".
__________
1 ع سقط "كعفلاء".
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 ع "يعسر".(4/1828)
ومثال "فعلة" و"فعل": "بدنة"1 و"بدن".
ومثال "فعل" و"فعل": "أسد" و"أسد".
وأشرت بقولي:
.............................. ... ومطلقًا في "فعل" -أيضًا- يحتمل
إلى أن الاسم والصفة فيه سواء كـ"سقف" و"سقف" و"ورد"2 و"ورد".
ثم أشرت إلى أن "فعلا" نادر في قولهم: "ذباب" و"ذب" و"نقوق" و"نق" و"نموم" و"نم" و"عميمة" و"عم" بقولي:
وفي "فعال" و"فعول" ضعفا ... مع "فعيلة" قليلًا عرفا
والنقوق: الضفدعة الصياحة.
والنموم: النمام.
والعميمة: النخلة الطويلة.
ومن "فعل" المستندر: "ثَني"3 و"ثُني".
__________
1 البدنة: ناقة أو بقرة تنحر بمكة قربانا، والثوب يشق فتلبسه المرأة من غير جيب ولا كم.
2 الورد: الماء الذي يورد، والقوم يردون الماء، والإبل الواردة، والنصيب من الماء، والقطيع من الطير والجيش، والنصيب من القرآن أو الذكر.
3 الثني: كل ما سقطت ثنيته، وهي إحدى الأسنان الأربع التي في مقدم الفم.(4/1829)
وأندر منه "ظل" في جمع "الأظل" -وهو باطن القدم- ومن "فعل" الذي لا يقاس عليه: "حاج" و"حج" و"بازل"1 و"بزل" و"عائد" و"عوذ".
والعائذ2: الناقة القريبة العهد بالنتاج.
وقالوا في "فعل" جمع "أفعل" و"فعلاء": "فعل" إذا اضطروا إلى ذلك ولم يكن مضاعفًا، ولا معتلًا كقول الشاعر:
1182-
[أيها الفتيان في مجلسنا] ... جردوا منها ورادًا وشقر
وكقول الآخر:
1183-
طوى الجديدان ما قد3 كنت أنشره ... وأخلفتني ذوات الأعين النجل
__________
1 البازل: البعير طلع نابه، وذلك في السنة الثامنة أو التاسعة "فهي وهو بازل" والبازل: السن تطلع في وقت البزول.
2 ع "العاذة".
3 ع سقط "قد".
1182- من المديد قائله طرفه بن العبد من قصيدته التي مطلعها:
"الديوان 82"
أصحوت اليوم أم شاقتك هو ... ومن الحب جنون مستعر
جردوا الخيل: ألقوا عنها جلالها وأسرجوها استعدادًا للقتال.
الوراد: الخيول لونها بين الأشقر والأحمر والأسود.
الفرس الأشقر: ما أشرب بياضه حمرة.
1183- من البسيط من قصيدة نسبها أبو علي القالي في الأمالي 1/ 259 إلى أبي سعيد المخزومي وذكر منها ثمانية عشر بيتًا ورواية السيوطي في همع الهوامع "وأنكرتني" في مكان "وأخلفتني". طوى الشيء: ضم بعضه على بعض، الجديدان: الليل والنهار. نشر الشيء: بسطه وفرقة وأذاعه، الأعين النجل: الواسعة.(4/1830)
اضطر إلى حركة فضم الجيم وأصلها1 السكون؛ لأنه جمع "نجلاء".
وكذا قول الآخر:
1184-
وما انتميت إلى خور ولا كشف ... ولا لئام غداة الروع أوزاع
أراد: ولا كشف؛ لأنه جمع "أكشف" -وهو الفارس الذي لا مجن له.
فلو كان مضاعفًا كـ"حم"2 أو معتلا كـ"سود" أو كـ"عشو" جمع "أعشى" لم يجز ضم العين.
__________
1 ع "وأصله".
2 ع ك "كحج" في مكان "كحم".
والحم جمع "الحم" -بفتح الحاء- وهو ما أذيب من الشحم، وما بقي من الشحم المذاب، والكريمة من الإبل، وحم الشيء: معظمه.
1184- من البسيط قاله ضرار بن الخطاب في يوم أحد. وقد سبق الاستشهاد به مع بيت آخر من القصيدة.
الخور: الضعفاء، الروع: الحرب، الأوزاع: المتفرقون.(4/1831)
"ص"
و"فعل" لاسمٍ رباعي بمد ... قد زيد قبل لام اعلالًا فقد
ما لم يضاعف في الأعم ذو الألف ... ولـ"فعول" لا كـ"مفعول"1 وصف
صحيح لامٍ واحفظنه في "فعل" ... وفي "فعيلة" بلا لامٍ أعل
واحفظه في كـ"بزل"2 و"نذر"3 ... و"خضب" و"جلد" و"ستر"
واحفظه في "فعلة" "فَعْل" "فَعَل" ... وكـ"صناع" و"كنازٍ" حيث حل
والواو عين "فعل" ذا تسكن ... وفي اضطرارٍ ضمها يستحسن
وفي المضاعف انفتاحها ورد ... كـ"جدد"، ولغة الفتح "جدد"
و"فعل" لـ"فعلة" و"فعلى" ... "أفعل" واستندره مولى "فعلى"
وشذ في "رؤيا" و"فعلة" وفي ... "تخمة" و"نفساء" فاقتفى
__________
1 ط "لمفعول" في مكان "كمفعول".
2 س ش ط "نزل" ع "بذل" في مكان "بزل".
3 ع "وندر" في مكان و"نذر".(4/1832)
و"فعل" لـ"فعلة" وجعلا ... بالرأي للـ "فعلى" وما إن نقلا
واحفظه في "فعلة" و"فعل" ... و"صمة"1 و"فغله" و"فعل"
واحفظه في "فعيلة" و"فعله" ... كـ"بنق"2 و"معد" ع3 الأمثله
وقد يرى جمعًا لما كـ"فعلة" ... كذا يجيء "فعل" لـ"فعلة"
و"هند" مثل "كسرة" في "فعل" ... و"جمل" مثل "برمةٍ" في "فعل"
من أمثلة جمع الكثرة "فعل" والقياسي منه ما كان جمعًا لـ"فعول" بمعنى "فاعل" صحيح اللام.
ولاسمٍ صحيح اللام رباعي بمدة زائدة ثالثة، مذكرًا كان كل واحدٍ من النوعين أو مؤنثًا.
فالأول كـ"صبور" و"صبر"
والثاني: كـ"قذال"4 و"قذل" و"أتان" و"أتن" و"حمار"
__________
1 الأصل "وضمة" في مكان "وصمة".
2 ط "نبق" في مكان "بنق".
3 ط "عه" في مكان "ع".
4 القذال: جماع مؤخر الرأس من الإنسان.(4/1833)
و"حمر" و"ذراع" و"ذرع" و"قراد" و"قرد" و"كراع" و"كرع" و"عمود" و"عمد" و"قلوص"1 و"قلص" و"قضيب"2 و"قضب".
وتنكبوه3 -غالبًا-4 فيما مدته ألف من المضاعف.
واحترزت بقولي في النظم:
................في الأعم........ ... ............................
وبقولي هنا: "غالبًا" من قولهم: "عنان" و"عنن" و"حجاج" و"حجج" فإنهما نادران.
ولم يتنكبوا "فعلا" فيما ضوعف ومدته غير ألف نحو "سرير" و"سرر" و"ذلول"5 و"ذلل".
ويحفظ "فعل" في "فعل" و"فعيلة" اسمًا وصفة كـ"نمر" و"نمر" و"خشن" و"خشن" و"صحيفة" و"صحف" و"خريدة" و"خرد".
ثم أشرت إلى أن "فعلا" يحفظ فيما كان صفة على
__________
1 القلوص من الإبل: الفتية المجتمعة الخلق، وذلك من حين تركب إلى التاسعة من عمرها، ثم هي ناقة، وولد النعام، وفرخ الحبارى.
2 القضيب: الغصن، أو المقطوع خاصة.
3 الأصل "وتنكيره" في مكان "وتنكبوه" والمراد بتنكبوه: تجنبوه.
4 سقط من الأصل "غالبًا".
5 الذلول: السهل الانقياد، والطريق الممهد.(4/1834)
"فاعل" كـ"نازل"1 و"نزل" أو على "فعيل" كـ"نذير" و"نذر" و"خضيب"2 و"خضب"3 عن اللحياني4.
وحكى -أيضًا- "امرأة جليدة"5 و"نسوة جلد".
وحكى أبو علي: "حدجا" جمع "حدج"6 و"سترا" جمع "ستر" وأنشد:
1185-
والمسجدان وبيت نحون عامره ... لنا وزمزم والأحواض والستر
ومثال "فعلة" و"فعل": "ثمرة" و"ثمر" و"خشبة" و"خشب".
ومثال "فعل" و"فعل": "أسد" و"أسد" و"نصف"7 و"نصف".
__________
1 ع ك "كبازك وبزل" في مكان "كنازل ونزل".
2 الأصل "خصيب وخصب" في مكان "خضيب وخضب".
3 زاد الأصل "وقضيب" بعد قوله و"خصب".
4 علي بن المبارك، وقيل ابن حازم أو أبو الحسن اللحياني نسبة إلى بني لحيان من هذيل كان أحفظ الناس للنوادر.
5 امرأة جليدة: قوية صابرة على المكروه.
6 الحدج: الحمل، ومركب من مراكب النساء.
7 النصف: الكهل.
1185- هذا بيت من البسيط أنشده المصنف نقلًا عن أبي علي ولم يعزه إلى قائل.(4/1835)
ومثال "فعل" و"فعل": "رهن" و"رهن" و"سقف" و"سقف" و"سحل"1 و"سحل".
ومن "فعل" المسموع أن يكون جمعًا لصفةٍ على "فعال" و"فعال" كـ"صناع" و"صنع" و"كناز" و"كنز".
والصناع: المراة المتقنة ما تصنعه النساء.
والكناز: الناقة المكتنزة اللحم، يقال2: ناقة كناز، وناقتان كنازان، ونوق كنز.
وحكى ابن سيده3 أن من العرب من يقول "نوق كناز" بلفظ الإفراد فيكون من باب "دلاص" -وقد تقدم الكلام عليه.
وما استحق أن يجمع على "فعل" وعينه واو وجب سكونها تخفيفًا ولم يجز ضمها إلا في ضرورةن [واستثقل نحو قوله:
__________
1 السحل: نزول الدمع من العين، والماء من السماء، وفتل الحبل طاقًًا واحدًا، سحل الدراهم: انتقادها، وسحل السورة: قراءتها قراءة متصلة.
2 سقط من الأصل "يقال".
3 قال ابن سيده في المحكم 6/ 410.
"الكناز: الناقة الصلبة اللحم والجمع كنوز، وكناز كالواحد باعتقاد اختلاف الحركتين والألفين".(4/1836)
1186-
عن مبرقاتٍ بالبرين وتبـ ... دو بالأكف اللامعات سور1]
واستثقل بعض التميميين والكلبيين ضمة عين "فُعُل" في المضاعف فجعلوا مكانها فتحة فقالوا "جُدَد"2 و"ذُلَل" بدل "جُدُد" "وذُلُل".
ومن أمثلة جمع الكثرة "فعل".
والقياسي منه ما كان لـ"فعلة -اسمًا- كـ"غرفة" و"غرف" و"عدة" و"عدد" "وعروة"3 و"عرى".
أو لـ"فعلى" أنثى "أفعل" كـ"الكبرى" و"الكبر"
__________
1 سقط ما بين القوسين من ع وهـ، والأصل.
2 الجدد: جمع الجديد وهو وجه الأرض.
3 العروة من الثوب مدخل زره، ومن القميص أو الكوز ونحوهما مقبضه، ومن الشجر ما لا يسقط ورقه في الشتاء، ومن المال: النفيس، وطوق القلادة.
1186- من السريع قاله عدى بن زيد "الديوان ص127"
المبرقات: النساء المتزينات المستعرضات.
البرون: جمع برة وهي الخلخال. السور: جمع سوار.
الأكف: أراد بها المعاصم فسماها باسمها لقربها منها.
"وهو من شواهد ابن عصفور في المقرب ص57، وسيبويه 2/ 369، وشرح الشافية 2/ 127، 3/ 146 وشرح شواهدها 121، والمنصف 1/ 338، ورسالة الغفران ص167،ابن يعيش 10/ 84".(4/1837)
و"الأولى" و"الأول" و"الأخرى" و"الآخر" و"العليا" و"العلى".
وشذ فيما سوى ذلك كـ"فُقْرٍ" و"فُقَر" و"نقوق" و"نقق" و"رجل بهمة"1 و"رجال بهم" و"رؤيا" و"رؤى" و"نوبة"2 و"نوب" و"قرية" و"قرى" و"تخمة"3 و"تخم".
وعلامة جمعية "فعل" الذي له واحد على "فعلة" ألا يستعمل إلا مؤنثًا، نص على ذلك سيبويه4 [رحمه الله تعالى5] .
فـ"رطب" عنده اسم جنس لقولهم: "هذا رطب" و"أكلت رطبًا" و"التخم" عنده جمع لأنه مؤنث.
وحكى ابن سيده في "نُفَساء": "نُفَسًا" -بالتخفيف- و"نُفَّسًا" -بالتشديد6.
__________
1 الرجل البهمة: الشجاع يستبهم على قرنه وجه غلبته.
2 النوبة: النازلة.
3 التخمة: داء يصيب الإنسان من أكل الطعام الوخيم، أو من امتلاء المعدة.
4 الكتاب 2/ 183.
5 سقط من الأصل ما بين القوسين.
6 قال ابن سيده في المخصص 1/ 21: "فإذا ولدت المرأة قيل: وضعت، ثم هي نفساء، الجمع نفساوات، ونفاس، ونُفُس، ونُفَّس، اللحياني ونُفَّاس، أبو علي ونوافس".(4/1838)
والفقر: الجانب.
ومن أمثلة الكثرة "فعل" والقياسي منه ما كان جمعًا لـ"فعلة" كـ"كسرة"1 و"كسر" و"حجة"2 و"حجج" و"مرية" و"مرى".
ورآه الفراء مطردًا في "فعلى" كـ"ذكرى" و"ذكر" لأن المؤنث بالألف شبيه بالمؤنث بالتاء إذا كان ما قبلهما على زنةٍ واحدة وقد أجرتهما العرب مجرى واحدًا في مواضع منها قولهم في "فعلة" و"فعلى": "فعل" كـ"غرفة" و"غرف" و"أخرى" و"أخر".
قولهم في "فاعلة" و"فاعلاء": "فواعل" كـ"سالفة"3 و"سوالف" و"قاصعاء"4 و"قواصع".
فإذا أجرى "فعلى" مجرى "فعلة" لم يكن بدعًا، ولم يعدم نظيرًا.
ويحفظ "فعل" في "فعلة" كـ"قامة" و"قيم" و"حاجة" و"حوج".
__________
1 الكسرة: القطعة المكسورة من الشيء، ومنه الكسرة من الخبر.
2 الحجة: السنة.
3 السالفة: جانب العنق.
4 القاصعاء، جحر يحفره اليربوع فإذا دخل فيه سد فمه لئلا يدل عليه شيء.(4/1839)
وفي "فعل"
كـ"قشع" و"قشع" -والقشع: الجلد البالي-[وفي "فعلة" كـ"قصعة" و"قصع"1]
وفي "فعلة" كـ"صمة" و"صمم" و"ذربة" و"ذرب".
وفي "فعل" كـ"هدم" و"هدم".
والصمة: الرجل الشجاع، والذربة: المرأة الحديدة اللسان والهدم: اثوب الخلق.
ويحفظ "فعل" -أيضًا- في "فعيلة" كـ"بنيقة"2 و"بنق" و"شكيكة" و"شكك" والشكيكة: الطريقة.
ومن المسموع الذي لا يقاس عليه "فعلة" و"فعل" كـ"معدة" و"معد".
وقد ينوب "فعل" عن "فعل" و"فعل" عن "فعل".
فالأول: كـ"حلية" و"حلى" و"لحية" و"لحى"
والثاني: كـ"صورة" و"صور" و"قوة" و"قوى".
ويلحق "فعل" و"وفعل" مؤنثين بـ"فعلة"3 و"فعلة".
فيقال: "هند" و"هند" و"جمل" و"جمل" كما يقال:
"كسرة" و"كسر" و"غرفة" و"غرف".
__________
1 سقط ما بين القوسين من ع.
2 البنيقة: السطر المطرد من الشجر ونحوه، والزيق يخاط في جيب القميص تثبت فيه الأزرار.
3 سقط من الأصل "فعلة".(4/1840)
"ص"
"فعلة" لـ"فاعل" وصف ذكر ... يعقل ذا لامٍ صحيح وندر
في غيره ولكـ"قاضٍ"1 "فعلة" ... وشذ في سواه فاعرف مثله
واجمع بـ"فعلى" مفهما مماتا ... أو وجعًا2 أو نائلًا شتاتا
من "فعل" أو "فاعل" أو "أفعلا" ... أو من "فعيل" فيه "معنى" "فعلا"
و"فيعل" كذا و"فعلان" وما ... سواه محفوظ كـ"جلدى" فاعلما
لـ"فعل" اسمًا صح لامًا "فعله" ... والوضع في "فعل" و"فعل" قلله
و"خطرة" و"كتف" ثم ذكر ... "فعلة" في جمعهن قد ندر
و"هادر"3 قد قيل فيه "هدره"4 ... وهكذا "هدرة"5 "هدره"6
__________
1 ع "وكقاص".
2 ع ك "أحمد شاكيا".
3 ط "هاذر" في مكان "هادر".
4 ط "هذره" ع "أهدره" في مكان "هدرة".
5، 6 ط "هذره" في الموضعين.(4/1841)
لـ"حجل" و"ظربان" مثلا ... "فعلى" وبعض ذا اسم جمعٍ جعلا
من أمثلة جمع الكثرة "فعلة" والقياس منه ما كان لـ"فاعل" صحيح اللام، صفة لمذكر، عاقل نحو "سافر"1 و"سفرة" و"بار"2 و"بررة" و"ساحر" و"سحرة" و"كافر" و"كفرة".
ويقل فيما لا يعقل كـ"ناعق" و"نعقة" -وهي الغربان- وفي غير "فاعل" كـ"سيد" و"سادة" و"خبيث" و"خبثة" و"دنغ" و"دنغة" و"أجوق" و"جوقة".
والدنغ: الرذل والأجوق: المائل الشدق.
ومن أمثلة الكثرة: "فعلة".
والقياسي منه ما كان لـ"فاعل" معتل اللام، صفة لمذكر، عاقل كـ"قاضٍ" و"قضاة" و"رام" و"رماة".
وقد تضمن هذه القيود كلها قولي:
......ولكـ "قاضٍ" "فعلة" ... ....................
لأن "قاضيًا" فاعل معتل اللام صفة لمذكر، عاقل.
__________
1 واحد الملائكة الذين يحصون الأعمال وفي التنزيل {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ، كِرَامٍ بَرَرَةٍ} .
2 البار: الموفى بوعده، والمحسن إلى الغير يقال: بر بوالديه: أحسن إليهما ووصلهما.(4/1842)
إلا أن "سووقا" شاذ لثقل الضمة على الواو.
ثم أشرت إلى أن "فعلا" إن لم يضاعف ولم يعل لم يشذ جمعه على "فعول" كـ"جند" و"جنود" و"برد"1 و"برود".
فإن ضوعف كـ"خف" أو أعل كـ"حوت" و"مدي"2، لم يجمع على "فعول" إلا ما شذ من قولهم في "الحص" -وهو الورس-3 "حصوص"4 وفي "النؤي"5: "نؤي"، وإياهما عنيت بقولي:
"فعول" "فعل" إن يضاعف أو يعل شذ...........
ثم أشرت إلى أن "فعولا" قد يكون جمعًا لـ"فاعل" على قلة نحو "راكع" و"ركوع" و"شاهد" و"شهود" و"باك" و"بكي" و"صالٍ" و"صُلي".
ثم أشرت إلى أن "فعولا" قد يكون جمعًا لصفة على "فعل" نحو "كهل" و"كهول" و"فسل"6 و"فسول".
__________
1 البرد: كساء مخطط يلتحف به.
2 في الأصل "قدى" وفي التهذيب: المدى: مكيال يأخذ جريبًا.
3 الورس: نبات من الفصيلة القرنية الفراشية ينبت في بلاد العرب والهند والحبشة يستعمل لتلوين الملابس الحريرية لاحتوائه على مادة حمراء.
4 ع "خصوص".
5 مجرى يحفر حول الخيمة أو الخباء يقيها السيل.
6 الفسل قضبان الكرم تقلع للغرس، ومن كل شيء: الرذل الرديء.(4/1843)
ولاسم على "فعلة" كـ"بدرة" و"بدور" و"صخرة" و"صخور".
وندر "فعول" في جمع "فوعل" كقول الشاعر:
1191-
أبلغ بني أود فقد أحسنوا ... أمس بضرب الهام تحت القنوس
فجمع "قونسا"1 على "قنوس".
ومما يحفظ ولا يقاس عليه ما حكاه ابن سيده2 أنه يقال للناقة القليلة اللبن: "شصوص" ويجمع على "شصائص" على القياس و"شصوصًا" -وهو نادر.
ومن المحفوظ الذي لا يقاس عليه "ظريف" و"ظروف" و"خبيث" و"خبوث" -عن أبي زيد3.
__________
1 القونس: أعلى بيضة الحديد.
2 قال ابن سيده في المخصص 7/ 46:
"الشحص والشحاصة: التي لا لبن لها، والواحدة والجميع في ذلك سواء.
والشصوص مثلها، وقد أشصت وهي شصوص شاذ على غير قياس وقد تكون الشصوص في الغنم، والجمع شصائص وشصاص".
3 قال ابن سيده في المحكم 5/ 102: الخبيث ضد الطيب من الرزق والولد والناس....وحكى أبو زيد في جمعه خبوث وهو نادر.
1191- من السريع لم أعثر على من نسبه إلى قائل
الهام: جمع هامة وهي الرأس أو أعلاه أو وسطه.
أود: اسم رجل قال الأفوه الأودي:
ملكنا ملك لقاح أول ... وأبونا من بني أود خيار(4/1844)
وندر "خطرة" في جمع ["خطرة" وهو الغصن، و"كتفة" في جمع "كتف" و"ذكرة" في جمع] 1 "ذكر" ضد الأنثى و"هدرة" جمع "هادر".
ومن أمثلة الكثرة "فعلى" ولم يسمع جمعًا إلا "حجلى" جمع "حجل" و"ظربى" جمع "ظربان" ومذهب ابن السراج أنه اسم جمع.
"ص"
و"فعل" لـ"فاعل" و"فاعله" ... وصفين نحو "عاذل" و"عاذله"
ومثله "الفعال" فيما ذكرا ... وفي الإناث قد أتى مستندرًا
ويمنع اعتلال لامٍ منهما ... إلا قليلًا بسماع علمًا
و"خرد" و"نفس" و"سخل" ... شذت كذاك "سرأ" و"عزل"
من أمثلة الكثرة "فعل"
والقياسي منه ما كان لـ"فاعل" و"فاعلة" وصفين صحيحي اللام.
ويشاركه "فعال" قياسًا في المذكر كـ"صائم" و"صوم" و"صوام".
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل.(4/1845)
وندر في المؤنث كقول الشاعر:
1188-
أبصارهن إلى الشبان مائلة ... وقد أراهن عني غير صداد
فجمع "صاده"1 على: "صداد" وهو نادر، واعتلال اللام مانع منهما استغناء في "فاعل" بـ"فعلة" كـ"رام" و"رماه" وفي "فاعلة" بـ"فواعل" كـ"رامية" و"روامٍ".
وندر: "غاز" و"غزى" و"عافٍ"2 و"عفى" وكذا "غزاء" في جمع "غازٍ" و"سراء" في جمع "سارٍ"3 كقول الشاعر:
1189-
تقرى بيوتهم سراء ليلهم4 ... ولا يبيتون دون الليل أضيافا
__________
1 الصادة: المعرضة.
2 العافي: الرائد، ووارد الماء، والضيف، وكل طالب معروف.
3 الساري: السائر في الليل.
4 الأصل: ليليهم.
1188- من البسيط قاله القطامي "الديوان 7" مجالس العلماء للزجاجي 275 ورواية للسان "صدد": "عنهم" في مكان "عنى"، وقد اعتمد العيني 4/ 521 رواية المصنف وكذلك صاحب التصريح 2/ 308، والأشموني 4/ 133.
1189- من البسيط لم أعثر له على قائل.
قرى الضيف يقريه قرى -بالكسر والقصر، والفتح والمد- أضافه(4/1846)
وحكى سيبويه1: "جانيًا" و"جناء" وهو نظير "سراء" في جمع "سار"2.
وحكى ابن سيده3: "ساقيًا"4 و"سقى" وهو نظير "غزى" في جمع "غاز".
وقالا: "خريدة" و"خرد" و"نفساء" و"نفس" و"نفس" و"رجل سخل" أي: رذل: و"رجال سخل"، و"رجل أعزل" -لا سلاح له- و"رجال عزل"، و"جرادة سرو" أي: بيوض و"جراد سرأ".
هذه كلها نوادر لا يقاس عليها.
"ص"
"فعل" و"فعلة" "فعال" لهما ... وشذ في ذي الياء عينًا منهما
نحو "ضياف" والذي الفا منه يا ... كـ"اليعر" و"اليعار" أعني الأجديا
لـ"فعل" -أيضًا- "فعال" حيث لم ... يعتل لامًا أو يضاعف كـ"قلم"
"فعلة" كـ"فعل" فيه وفي ... "فِعْل" و"فُعْل" بالقياس قد قفى
__________
1 الكتاب 2/ 230.
2 سقط من الأصل "سار".
3 المحكم 6/ 302.
4 ع "قياسًا" في مكان "ساقيا"(4/1847)
[في غير وصف والمضاهي "حوتًا" أو ... "مديًا" ففي ذين "فعالًا" قد أبوا
وقسه في وصفٍ بمعنى "فاعل" ... على "فعيل" أو بتا أنثى تلي
وشاع في وصف على "فعلانا" ... أو أنثييه أو على "فعلانا"
ومثله "فعلانة" والزمه في ... نحو "طويل" و"طويلة" تفي1]
واحفظه في كـ"فاعل" و"فاعلة" ... وصفًا و"فعلة" و"فعلى" قابله
وفي "فعالٍ" اروه و"أفعلا" ... وما يضاهي "فيعلا" أو "فيعلا"
كذاك "فعلاء" "فعول" "فعل" ... وجمع "فعلة" كذا قد يجعل
وبـ"فعول" "فعل" نحو "كبد" ... يخص -غالبًا- كذاك يطرد
في "فعلٍ" أو "فعل" سمًا وفي "فعل" ... يقل وانسب كـ"سووقٍ" للثقل
__________
1 سقط ما بين القوسين من س.(4/1848)
"فعول" "فعل" إن يضاعف أو يعل ... شذ و"فاعل" "فعول" فيه قل
[واحفظه في وصف على "فعل" وفي ... "فعلة" و"القنوس" شبهه نفي
شذ "فعول" في "شصوصٍ" و"سما" ... وفي "فعيل" والمضاهي لمما
و"فعله" "آنسة"1 "أسينه" ... في كلها ندارة مبينه2]
من أمثلة جمع الكثرة "فعال" و"فعول".
فـ"فعال" مقيس في جمع "فعل" و"فعلة" اسمين كانا أو صفتين. نحو "كعب" و"كعاب" و"صعب" و"صعاب" و"نعجة" و"نعاج" و"خدلة"3 و"خدال".
وشذ فيما فاؤه أو عينه ياء كـ"يعر"4 و"يعار" و"ضيف" و"ضياف" قال الشاعر:
__________
1 ع"أنسبه".
2 سقط ما بين القوسين من س، ش.
3 الخدلة: الممتلئة.
4 اليعر: الشاة أو الجدي أو العناق يشد ويربط عند زبية الأسد أو الذئب، ويغطي رأسه، فإذا سمع الحيوان المفترس صوته جاء في طلبه فيقع في الزبية فيؤخذ، أو الشاة والجدي عامة.(4/1849)
1190-
أنار أبينا غير أن ضيافه ... قليل وقد يؤوى [إليها فتكثر] 1
و"فعال" -أيضًا- مقيس في "فعل" و"فعلة" ما لم يضاعفا أو تعتل لأمهما وذلك نحو: "جمل" و"جمال" و"رقبة" و"رقاب".
والأكثر في "قلم" أن يستغنى فيه بـ"أقلام" عن "قلام" وقد يجمع2 على "قلام" -حكاه ابن سيده3.
و"فعال" -أيضًا- مقيس في "فعل" و"فعل" اسمين نحو "ذئب" و"ذئاب" و"رمح" و"رماح".
ما لم يكن "فعل" واوي العين كـ"حوت" أو يائي اللام كـ"مدى".
و"فعال" -أيضًا- مقيس فيما بمعنى "فاعل" و"فاعلة" من "فعيل" و"فعيلة" -وصفين- كـ"ظراف" و"كرام" في جمع "ظريف" و"ظريفة" و"كريم" و"كريمة".
وشاع دون اطراد في "فعلان" -وصفا- وفي أنثييه وهما "فعلى" و"فعلانة"، وفي "فعلان" و"فعلانة" -أوصافا.
__________
1 سقط من الأصل ما بين القوسين.
2 ع ك "جمع" في مكان "يجمع".
3 المحكم 6/ 169.
1190- من الطويل لم أعثر له على قائل.(4/1850)
نحو: "غضاب"1 و"ندام" و"خماص" في جمع "غضبان" و"غضبى" و"ندمان"2 و"ندمانة" و"خمصان"3 و"خمصانة".
ولم يجاوز "فعال" إلى غيره فيما عينه واو ولامه صحيحة من "فعيل" و"فعيلة" -وصفين- كـ"طوال" في جمع "طويل" و"طويلة".
ويحفظ "فعال" -أيضًا- في جمع "فاعل" و"فاعلة" -وصفين- نحو "قائم"4 و"قيام" و"راع" و"رعاء" و"آم"5 و"إمام" كقوله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} 6.
وكذا يقال في جمع "قائمة" و"راعية" و"آمة".
[ومن المحفوظ الذي لا يقاس عليه: "برمة"7 و"برام" و"أنثى" و"إناث"] 8.
__________
1 ع "غضبان".
2 الندم: الأسف على الأمر بعد فعله.
3 الخمص: خلو البطن وضموره.
4 الأصل "كقائم" في مكان "نحو قائم".
5 اسم فاعل من "أم القوم": تقدمهم أو صلى بهم إمامًا.
6 من الآية رقم "74" من سورة "الفرقان".
7 البرمة: القدر من الحجارة.
8 سقط ما بين القوسين من ع.(4/1851)
ومن المحفوظ -أيضًا- "أعجف"1 و"عجاف" و"جواد" و"جياد" و"خير" و"خيار" و"أيصر"2 و"إصار" و"بطحاء"3 و"بطاح" و"قلوص" و"قلاص" و"ربع"4 و"رباع" و"لقحة"5 و"لقاح".
وقد تضمن النظم هذه الأوزان كلها.
ثم نبهت على أن "فعولًا" يغنى عن "فعال" فيما كان اسمًا على "فعل" كـ "كبد" و"كبود".
ثم أشرت إلى أن فعولًا مطرد في جمع "فعل" و"فعل" -اسمين- نحو "كعب" و"كعوب" و"ضرس" و"ضروس".
[وأنه في جمع "فعل" يقل6] ، ويقتصر على سماعه كـ"أسد" و"أسود" و"شجن"7 و"شجون" و"ندب"8 و"ندوب" و"ذكر" و"وذكور" و"ساق" و"سووق".
__________
1 عجف عجفا: هزل.
2 حبيل صغير قصير يشد به أسفل الخباء إلى وتد.
3 البطحاء: المكان المتسع يمر به السيل فيترك فيه الرمل والحصى الصغار.
4 الربع: الفصيل ينتج في الربيع وهو أول النتاج.
5 اللقحة: الناقة الحلوب، الغزيرة اللبن، والنفس، والمرأة المرضع.
6 سقط من بين القوسين من الأصل.
7 الشجن: الغصن المشتبك، والشعبة من كل شيء، والهم والحزن، والحاجة الشاغلة.
8 الندب: أثر الجرح.(4/1852)
ويقل1 "فعلة" فيما لا يعقل كـ"بازٍ" و"بزاة" وفي صحيح اللام كـ"هادر" و"هدرة".
والهادر: الرجل الذي لا يعتد به.
وشذ "فعلة" -أيضًا- في جمع "غوي"2 و"عريان" و"رذي" -وهو البعير المهزول جدًّا- وإلى هذا أشرت بقولي:
....................... ... وشذ في سواه فاعرف مثله
ومن أمثلة الكثرة "فعلى".
والقياسي منه ما كان لـ"فعيل" بمعنى "مفعول" دال على هلك أو توجع، أو تشتت كـ"قتيل" و"قتلى" و"جريح" و"جرحى" و"أسير" و"أسرى".
ويحمل عليه ما أشبهه في المعنى من "فعيل" لا بمعنى "مفعول" كـ"مريض" و"مرضى" و"فعل" كـ"زمن"3 و"زمنى" و"فاعل" كـ"هالك" و"هلكى" و"فيعل" كـ"ميت" و"موتى" و"أفعل" كـ"أحمق" و"حمقى" و"فعلان" كـ"سكران" و"سكرى".
وبه قرأ حمزة والكسائي: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} 4.
__________
1 ع، ك و"تقل".
2 ع "عرى" ك "عزى" في مكان "غوى".
3 الرجل الزمن: الضعيف الفاتر وصف من الزمانة وهي مرض يدوم.
4 من الآية رقم "2" من سورة "الحج".(4/1853)
ثم قلت:
...........................وما ... سواه محفوظ..............
فأشرت إلى نحو "رجل جلد"1 و"رجال جلدى و"رجل كيس"2 و"رجال كيسى" و"سنان ذرب"3 و"أسنة [ذربى".
قال الشاعر:
1187-
إني امرؤ من عصبةٍ سعدية ... ذربى الأسنة كل يوم4 تلاق]
ومن أمثلة الكثرة "فعلة".
وكثر في "فعل" اسمًا صحيح اللام كـ"قرط" و"قرطة" و"درج"5 و"درجة" و"كوز"6 و"كوزة".
وقل في "فعل" و"فعل" كـ"غرد"7 و"غردة" و"قرد" و"قردة".
__________
1 رجل جلد: قوي صابر.
2 رجل كيس: عاقل ظريف فطن.
3 سنان ذرب: حديد ماض.
4 سقط ما بين القوسين من ع.
5 الدرج: ما تضع فيه المرأة خف متاعها وطيبها.
6 الكوز: إناء بعروة يشرب به الماء.
7 الغرد: ضرب من الفطر من الفصيلة المكئية.
1187- من الكامل استشهد به الأشموني 4/ 133 ولم يعزه.(4/1854)
ومثله: "عناق" و"عنوق" و"سماء" و"سمي".
وأشرت بقولي:
..................... ... والمضاهي لمما
إلى ما ضوعف من "فعل" كـ"طلل"1 و"طلول".
ومما يحفظ -أيضًا- جمع "فعلة" على "فعول" كـ"شعبة"2 و"شعوب" و"قنة"3 و"قنون".
وقالوا: "آنسة" و"أنؤس" و"أسينة" و"أسون" و"إسان"4 وهي: قوى الوتر. وكلها نوادر.
"ص"
[5 "فعلان" لاسم كـ"فعال" و"فعل" ... و"فعل" الواوي عينًا و"فعل"
__________
1 الطلل: ما بقي شاخصًا من آثار الديار ونحوها، وموضع مرتفع في صحن الدار يهيأ لمجلس أهلها أو يوضع عليه المأكل والمشرب، والطلل من السفينة أو السيارة أو نحوهما: غطاء تغشى به كالسقف.
2 الشعبة: الفرقة من الشيء، وفي التنزيل "إلى ظل ذي ثلاث شعب".
3 قنة كل شيء: أعلاه، والقنة: الجبل المرتفع في السماء.
4 الأصل "إنسان" في مكان "إسان".
قال في التهذيب: الأسينة: سير واحد من سيور تضفر جميعها فتجعل نسعًا، أو عنانًا وكل قوة من قوى الوتر "أسينة".
5 بداية سقط س، ش.(4/1855)
وفي "فعال" و"فعال" قد يرد ... كذا1 "فعيل" و"فعول" ووجد
في "فاعل" و"فعلة" و"فعل" ... 2 [و"فعلة" "فعلة" و"فعل"] 3
في4 "فعلان" و"فعل" قد نقل ... والثان نادر ولكن احتمل
لـ"فعل" اسمًا و"فعيل" و"فعل" ... غير معل العين "فعلان" وقل5]
في "فاعل" وما له "فعلاء" من ... "أفعل" في "فعال" -أيضًا- قد يعن
"فعلة" كذا و"فعل" واجعلا6 ... [جمع "فعيل" كـ"كريم"7 "فعلا"]
وكـ"فعيل" ذا اجمعن "فاعلا" ... في قصد مدح مثل جمعى عاقلا
__________
1 ط "كذي" في مكان "كذا".
2 بداية سقط ع.
3 نهاية سقط ع.
4 ع زادت الواو قبل "في".
5 نهاية سقط س ش.
6 ع "وافعلا" في مكان "واجعلا".
7 سقط ما بين القوسين من نوع(4/1856)
وفي "فعال" و"فعيلة" وفي ... "فعل" وفي "فعل" سماعه اقتفي
وفي "فعيل" ذو بمعنى "فعلا" ... أتى وفي "فعول" -أيضًا- نقلا
وناب عنه "أفعلاء" في المعل ... لامًا ومضعف وغير ذاك قل
وفي "نصيبٍ"1 ارو "أفعلاء" ... وفي "صديق" و"ظنين" جاء
وفي "صديقةٍ" و"قز" قبلا ... و"هين" و"أهوناء" استعملا
من أمثلة جمع الكثرة "فِعْلان" و"فُعْلان".
فـ"فعلان" مقيس فيما كان من الأسماء الجامدة على "فعال" كـ"غراب" و"غربان" و"غلام" و"غلمان".
أو على "فعل" كـ"صرد" و"رصردان" و"جرذ"2 و"جرذان" و"خزز"3 و"خزان" -وهي ذكور الأرانب.
واطرد "فعلان" -أيضًا- في جمع ما عينه واو من "فُعْل" و"فَعْل" كـ"عود" و"عيدان" و"حوت" و"حيتان" و"كوز"
__________
1 س "وفي فعيل" في مكان "وفي نصيب".
2 الجرذ: الكبير من الفئران.
3 الخزر: ذكر الأرانب.(4/1857)
و"كيزان" و"نون" و"نينان" -وهي الحيتان.
ومثال ذلك في "فعل": "تاج"1 و"تيجان" و"قاع"2 و"قيعان" و"خال"3 و"خيلان" و"جار" و"جيران".
وقد يجمع عليه "فعل" صحيح العين [كـ"خرب" و"خربان" و"أخ" و"إخوان" -والخرب: ذكر الحبارى.
وقد يجمع على "فعلان": "فعال"4] كـ"غزال" و"غزلان" و"فعال" كـ"صوار" و"صيران" -والصوار قطيع بقر الوحش.
ويجمع على "فعلان" أيضًا:
"فعيل" كـ"ظليم"5 و"ظلمان".
و"فعول" كـ"خروف" و"خرفان".
و"فاعل" كـ"حائط" و"حيطان".
__________
1 التاج: ما يوضع على رءوس الملوك من الذهب والجواهر.
2 القاع: أرض مستوية مطمئنة عما يحيط بها من الجبال والآكام تنصب إليها مياه الأمطار فتمسكها، ثم تنبت العشب.
3 الخال: داء كالظلع والغمز يكون في الدابة، والغيم، والبرق، والكبر، والسحاب لا مطر فيه، والأكمة الصغيرة، والجبل الضخم، وصاحب الشيء يقال: من خال هذا الفرس؟
4 سقط ما بين القوسين من ع.
5 الظليم: ذكر النعام.(4/1858)
و"فعل" كـ"قنو"1 و"قنوان".
"فعلة" كـ"نسوة" و"نسوان".
و"فعل" كـ"عبد" و"عبدان" و"ضيف" و"ضيفان".
و"فعلة" كـ"بركة" و"بركان" -لبعض طير الماء- و"فعلة" كـ"قضفة" و"قضفان" والقضفة: الأكمة.
وجمعوا -أيضًا- على "فعلان": "فعلان" كـ"كروان"2 و"كروان" و"صميان" و"صميان" وهو الرجل الشجاع، وقالوا: "ضفنان" في جمع "ضفن" وهو الرجل الأحمق الجسيم.
و"فعلان" مقيس فيما كان من الأسماء الجامدة والجارية مجراها على "فعل" كـ"ظهران" و"بطنان" و"عبدان" و"سقبان"3.
أو على "فعيل" كـ"قضيب" و"قضبان" و"كثيب"4 و"كثبان" و"رغيف" و"رغفان" و"قفيز" و"قفزان".
أو على "فعل" صحيح العين كـ"ذكر" و"ذكران"
__________
1 القنو: العذق بما فيه من الرطب، وفي التنزيل {وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ} .
2 الكروان: طائر طويل الرجلين، أغبر نحو "الحمامة" له صوت حسن.
3 جمع سقب وهو ولد الناقة الذكر ساعة يولد، وعمود الخباء.
4 الكثيب: الرمل المستطيل المحدودب.(4/1859)
و"جذع"1 و"جذعان" و"حمل"2 و"حملان".
وقل في "فاعل" كـ"حاجز" و"حجزان" و"راكب" و"ركبان".
وفي "أفعل" "فعلاء" كـ"أسود" و"سودان" و"أعمى" و"عميان".
وفي "فعال" كـ"حوار"3 و"حوران"4 و"زقاق" و"زقان" ذكرهما5 سيبويه6.
ويقل -أيضًا- في "فعلة" كـ"قضفة" و"قضفان" وفي "فعل" كـ"ذئب" و"ذؤبان".
ويقال -أيضًا- "قضفة" و"قضفان" والقضفة: الأكمة كحجر واحدٍ.
ومن أمثلة الكثرة "فعلاء".
__________
1 الجذع من الرجال: الشاب الحدث، ومن الإبل؛ ما دخل في السنة الخامسة، ومن الخيل والبقر ما دخل في السنة الثالثة ومن الضأن ما بلغ ثمانية أشهر أو تسعة.
2 الحمل: الصغير من الضأن.
3 ع "كجوار" في مكان "كحوار" والحوار: ولد الناقة من وقت ولادته إلى أن يفطم ويفصل.
4 ع "وجوران" في مكان "وحوران".
5 ع ك "ذكرها" في مكان "ذكرهما".
6 الكتاب 2/ 180.(4/1860)
وهو مقيس فيما كان على "فعيل" صفة لمذكر عاقل بمعنى "فاعل" غير مضاف ولا معتل اللام كـ"ظريف" و"ظرفاء" و"كريم" و"كرماء".
ويكثر فيما دل على مدح من "فاعل" كـ"صالح" و"صلحاء" و"عاقل" و"عقلاء" و"شاعر" و"شعراء".
وقد يجيء جمعًا لـ"فعال" كـ"جبان" و"جبناء".
ولـ"فعيلة" كـ"خليفة" و"خلفاء" و"سفيهة" و"سفهاء".
ولـ"فعل" كـ"سمح"1، و"سمحاء".
ولـ"فعل" كـ"خلم" و"خلماء" والخلم: الصديق.
وقد يجيء -أيضًا-2 جمعًا لـ"فعيل" بمعنى "مفعول" كـ"دفين" و"دفناء" و"سجين" و"سجناء" و"جليب"3 و"جلباء" و"ستير"4 و"ستراء" -حكاهن اللحياني.
ونقل عن العرب "ودداء" و"رسلاء" في جمع "ودود"5 و"رسول"، وإليهما أشرت بقولي:
__________
1 السمح: الجواد السخي.
2 ع ك سقط "أيضًا".
3 الجليب: المجلوب من الإبل والغنم والمتاع للتجارة.
4 الستير: من شأنه حب الستر.
5 الودود: الكثير الحب "للمذكور والمؤنث" واسم من أسماء الله تعالى ومعناه: المحب لعباده الصالحين.(4/1861)
........................ ... .........وفي "فعول" -أيضًا- نقلا
ثم نبهت على أن "أفعلاء" ينوب عن "فعلاء" [في المعتل اللام كـ"ولي" و"أولياء" وفي المضاعف كـ"شديد" و"أشداء".
ونبهت1] بقولي:
........................... ... ..............وغير ذاك قل
على قول بعض العرب: "سري"2 و"سرواء"3 و"تقي" و"تقواء" و"سخي"4 و"سخواء".
وقالوا في نصيب5: "أنصباء". وفي "صديق": "أصدقاء" وفي "ظنين": "أظناء" وفي "قز"6: "أقزاء" وفي "هين"7 "أهوناء" وكله مقصور على السماع.
وفي الحديث:
__________
1 سقط ما بين القوسين من ع.
2 السري: الجدول أو النهر الصغير.
3 ع "سراء" في مكان "سرواء".
4 السخي: الجواد الكريم.
5 النصيب: الحظ من كل شيء، والحوض.
6 القز من الرجال: المتباعد من المعاصي والمعايب ترفعا، وتنزها لا كبرا وتيها. والذي يعاف الطعام.
7 الهين: الحقير، والمتئد الوقور المتسامح، والسهل اليسير.(4/1862)
"أرسلوا إلى أصدقاء خديجة"1.
جمع "صديقة" وهو في الندور نظير "سفيهة"2 و"سفهاء" وحق "فعلاء" و"أفعلاء" أن يخصا بالمذكرين.
"ص"
"فواعل" لـ"فوعل" و"فاعل" ... و"فاعلاء" -مطلقًا- و"فاعل"
وصفًا لأنثى، أو مذكر بلا ... عقل، وشذ في ذكور العقلا
وقسه في كـ"عاتق" و"فاعله" ... واجعل لها "فوعلة" مماثله
وفي "الدخان" استندروا "دواخنًا" ... كذا "عثانًا" جمعوا "عواثنا"
و"حاجة" مع "الحجاج" و"الشجن" ... "فواعل" قد شذ فيها3 ذا علن
وبـ"فعائل" اجمعن "فعاله" ... "فعيلة" "فُعالة" "فِعاله"
__________
1 أخرجه البخاري في مناقب الأنصار 20، والترمذي في البر 69، والمناقب 61، وأحمد 6/ 279.
2 السفه: خفة الحلم، أو هو الجهل.
3 ط "منها" في مكان "فيها".(4/1863)
كذا "فعولة" وذي الخمس بلا ... تاء إناثٍ1 كذوات التا اجعلا
وفي "فعيلٍ" و"فعيلة" نقل ... إذا استبان بهما معنى "فعل"2
وشذ فيما ضعفوا من "فعلة" ... ومن مثالي "فعلة" و"فعلة"
"فوعل" و"فواعل" كـ"جوهر"3 و"جواهر" و"كوثر"4 و"كواثر" و"فاعل" و"فواعل" كـ"طابع"5 و"طوابع" و"قالب"6 و"قوالب".
و"فاعلاء" و"فواعل" كـ"قاصعاء" و"قواصع" و"راهطاء" و"رواهط".
و"فاعل" و"فواعل" في صفات الإناث كـ"حائض" و"حوائض" و"طالق" و"طوالق".
__________
1 س ش ط "اناثا".
2 ط "قبل" في مكان "فعل".
3 جوهر الشيء حقيقته وذاته، ومن الأحجار: كل ما يستخرج منه شيء ينتفع به والنفيس الذي تتخذ منه الفصوص ونحوها.
4 الكوثر: العدد الكثير، والخير العظيم، والرجل السخي.
5 الطابع: ما يطبع به أو يختم، والميسم، والخلق الغالب.
6 نعل من خشب كالقبقاب -تكسر لامه وتفتح- وكذلك ما تفرغ فيه الجواهر ليكون مثالًا لما يصاغ منها.(4/1864)
و"فاعل" و"فواعل" في صفات ذكور ما لا يعقل كـ"نجم طالع" و"نجوم طوالع" و"جبل شامخ"1 و"جبال شوامخ".
وهو مطرد. نص على ذلك سيبويه2.
وغلط كثير من المتأخرين فحكم على هذا بالشذوذ، وإنما الشاذ جمع "فاعل" صفة لمذكر، عاقل على "فواعل" كـ"فارس"3 و"فوارس".
وأما "فاعل" اسمًا كـ"عاتق"4 و"كاهل"5 فـ"فواعل"6 فيه مطرد ويستوى فيه اسم الجنس والعلم فيقال في "حاتم": "حواتم" كما يقال في "خاتم": "خواتم".
و"فواعل" -أيضًا- مطرد في جمع "فاعلة" -مطلقًا- كـ"ضوارب" و"فواطم" و"نواصٍ" في جمع "ضاربة" و"فاطمة" و"ناصية"7.
__________
1 الجبل الشامخ: المرتفع.
2 الكتاب 2/ 206.
3 الأصل "نحو فارس". في مكان "كفارس".
4 ع "عانق" في مكان "عاتق".
والعاتق هو: الخمر القديمة، وفرخ الطائر حين يسقط ريشه الأول وينبت له ريش قوي وما بين المنكب والعنق من الإنسان.
5 الكاهل من الإنسان: ما بين كتفيه، وصوت الغاضب، والفحل الهائج.
6 ع سقطت الفاء من "ففواعل".
7 الناصية: مقدم الرأس، وشعر مقدم الرأس إذا طال.(4/1865)
وكذا في جمع "فوعلة" كـ"صومعة"1 و"صوامع" و"زوبعة"2 و"زوابع".
وشذ "دخان" و"دواخن" و"عثان"3 و"عواثن"4 و"حاجة" و"حوائج" و"حجاج" و"حواجج" و"شجن" و"شواجن"5 -وهي أعالي الأودية.
ومثال "فعائل" جمعًا لـ"فعالة" وما بعده: "صحائف" و"سحائب" و"رسائل" و"ذوائب"6 و"ركائب".
ومثال "فعائل" جمعا للمجرد من التاء "شمائل"7 في جمع "شمال"8 و"شمال" و"عجائز" في جمع "عجوز" و"عقائب" جمع "عقاب".
وأما "فعائل" جمع "فعيل" من هذا القبيل فلم يأت في
__________
1 الصومعة: بيت العبادة عند النصارى، ومتعبد الناسك.
2 الزوبعة: الإعصار.
3 ع "غثان" في مكان "عثان".
والعثان: الدخان وأكثر ما يستعمل فيما يتبخر به، ويطلق على الغبار -أيضًا.
4 ع "غوائن" في مكان "عواثن".
5 ك "شجر وشواجر" ع "شخن وشواخن".
6 الذوائب جمع ذؤابة وهي من كل شيء: أعلاه، والشريف المقدم في القوم.
7 ع "اسمًا" في مكان "شمائل".
8 الريح التي تهب من الجهة التي تقابل الجنوب.(4/1866)
اسم جنس -فيما أعلم.
لكنه بمقتضى القياس لعلم مؤنث كـ"سعائد" جمع1 "سعيد" -علم امرأة.
"ص"
واجعل لـ"فعلاة"2 و"فعلية" مع ... "فعلوة" "فعاليًا" حيث تقع
وهو لما يحذف ما تقدما ... من زائدين كـ"قلاس" فاعلما
وبـ"فعالى" معه قد جمعا ... "صحراء" و"العذراء" والقيس اتبعا
وغير ذين أشركوا -أيضًا- وقد ... يغنى "فعالى" أو3 "فعالى" إن ورد
واجعل "فعالى" لغير ذي نسب ... جدد كـ"الكرسي" تفعل ما وجب
وبـ"المهاري" و"المهارى" "المهري" ... قد جمعوا، ومن قياسٍ أعري
مثال "فعالى" جمعًا [لـ"فعلاة": "سعلاة"4 و"سعالي".
__________
1 الأصل "علم" في مكان "جمع".
2 ع "فعلا" في مكان "فعلاة".
3 ك "وفعالى".
4 السعلاة: الغول.(4/1867)
ومثاله جمعًا] 1 لـ"فعلية": "هبرية"2 و"هباري".
ومثاله جمعًا لـ"فعلوة": "عرقوة"3 و"عراقي".
ومثاله جمعًا لما حذف أول زائديه: "حباطٍ" و"قلاسٍ" في جمع "حنبطى"4 و"قلنسوة" -على حذف النون.
فلو حذفت5 ألف "حنبطى" واو "قلنسوة" لقلت6:
"حبائط" و"قلانس".
ولك7 في جمع "صحراء" و"عذراء"8 أن تقول: "صحارٍ" و"عذارٍ"، و"صحارى" و"عذارى". وكذلك ما أشبههما.
وكذلك يشترك "فعالٍ" و"فعالى" فيما آخره ألف مقصورة للتأنيث أو للإلحاق نحو "حبالٍ" و"حبالى" و"ذفارٍ"9
__________
1 سقط ما بين القوسين من ع.
2 الهبرية: ما طار من زغب القطن أو الريش، وما تناثر من القصب والبردى ونحوهما فتلبد في الشعر.
3 العرقوة: الخشبة المعروضة على الدلو.
4 ع "حبطى".
5 ع ك "حذف" في مكان "حذفت".
6 ع ك "لقيل" في مكان "ولك".
7 الأصل "وكذلك" في مكان "ولك".
8 العذراء: البكر.
9 ك "دفار" في مكان "ذفار".(4/1868)
و"ذفارى"1 في جمع "حبلى" و"ذفرى"2.
وقد يغنى عن "فعالٍ"3: "فعالى" أو "فعالى"4 كـ"يتيم" و"يتامى" و"أسير" و"أسارى".
ويقال في "كرسي" و"بردي"5: "كراسي" و"برادي" وكذلك ما أشبههما في عدة الحروف وتأخر ياء مشددة زائدة لغير نسب متجدد.
وعلامة النسب المتجدد جواز سقوط6 الياء. وبقاء7 الدلالة على معنى مشعور به قبل سقوط الياء بخلاف "كرسي" و"بردي".
فـ "أناسي" على هذا ليس بجمع "إنسي" وإنما جمع "إنسان" وأصله: "أناسين" فأبدل النون ياء كما قالوا "ظربان" و"ظرابي".
ومن العرب من يقول: "أناسين" و"ظرابين" -على الأصل.
__________
1 ك "دفارى" في مكان "ذفارى".
2 ك "دفرى" في مكان "ذفرى".
والذفرى من الحيوان والإنسان: العظم الشاخص خلف الأذن.
3 ك "فعالى" في مكان "فعال".
4 الأصل "وفعالى" في مكان "أو فعالى".
5 البردى: نوع من جيد التمر.
6 ك "إسقاط" في مكان "سقوط".
7 ع "ويقال" في مكان "وبقاء".(4/1869)
ولو كان "أناسي" جمع "إنسي" لقيل في جمع "جني":
"جنائي" وفي جمع "تركي": "تراكي".
وقد تكون1 الياء في الأصل للنسب الحقيقي ثم يكثر استعمال ما هي فيه حتى يصير النسب منسيًا أو كالمنسي فيعامل الاسم معاملة ما ليس منسوبًا2 كقولهم: "مهري" و"مهاري" و"مهارٍ" و"مهاري"3.
والأصل: المهري:4 بعير منسوب إلى مهرة قبيلة من قبائل اليمن، ثم كثر استعماله حتى صار اسمًا للنجيب من الإبل.
"ص"
وبـ"فعالل" وشبهه انطقا ... في جمع ما فوق الثلاثة ارتقى
مجردًا أو بمزيد أولًا ... أو غير أول سوى الذي خلا
واحذف من المجرد الخماسي ... آخره بمقتضى القياس
والرابع الشبيه بالمزيد قد ... يحذف دون ما به تم العدد
__________
1 ك "يكون".
2 الأصل "مستويًا" في مكان "منسوبًا".
3 ع ك سقط "مهارى".
4 ع ك "مهرى" في مكان "المهرى".(4/1870)
فبـ"فرازق" اجمع "الفرزدقا" ... وبـ"فرازدٍ" وهذا المنتقى
وإن يزد بعض الذي زاد على ... أربعة فالزائد احذف إن خلا
من أن يكون رابعًا ذا لين ... كواو "عصفور" ويا "مسكين"
وبـ"مفاعيل" اجمعن ذين وما ... ضاهاهما نحو "تماثيل الدمى"
وما سوى ذا من مخل ببنا ... نهاية الجمع احذفن ليمكنا
وإن أخل زائدان حذفا ... كغير ميم المشبه المستعطفا
والميم من سواه أولى1 بالبقا ... والهمز2 واليا3 مثله إن4 سبقا
فبـ"أبارق" اجمع "الإستبرقا" ... وبـ"المطالق" اجمع "المستطلقا"
والنون من "أرندج" أزل تصب ... ومن "ألندد" وفكه اجتنب
__________
1 س ش "أولى من سواه".
2 الأصل "والميم" في مكان "والهمز".
3 ط "والتا" في مكان "واليا".
4 ط "مثلها" في مكان "مثله".(4/1871)
كذاك "ألبب" يصير علمًا ... في الجمع والتصغير حتما أدغما
وثاني الدالين من "عسود" ... يحذف1 لا المواز با2 "عربد"
والياء لا الواو3 احذف أن جمعت ما ... كـ "حيزبون"4 و"تفاعيل" الزما
في جمع "الاستفعال" و"الذرارحا"5 ... صغ لـ "ذرحرح" ودع "ذراححا"6
وألفًا لا همزًا احذفن من ... "حطائط" وشبهه إذا يعن
و"مرمريسًا" بـ"مراريس" اجمعا ... ولا تقل "مرامرًا"7 فتمنعا
وبـ"فتاعيل" "تفاعيل" جمع ... ما كـ"افتعال" و"انفعال" قد وضع
__________
1 ط "تحذف".
2 العربد: نوع من الحيات وفي ع ك "يا" في مكان "با".
3 ع "والواو لا اليا".
4 ع "لحيزبون" في مكان "كحيزبون".
5 ع "الذرارجا".
6 ع "ذراحجا"
7 ع "مرامى" في مكان "مرامرا".(4/1872)
والمازني اختار في "انفعال" ... "فعائلًا" خوف انتفا الأمثال
وما يضاهي الأصل أولى بالبقا ... إن لم يكن سواه ميمًا سبقا
فالميم بالإبقا لدى عمرو أحق1 ... والعكس عند2 ابن يزيد المستحق
فقال في "مقعنسس"3 "قعاسس" ... وسيبويه قائل "مقاعس"
وخيروا في زائدي "فعنلى" ... وشبهه إذ لم ينالا فضلا
والمضعف اللام من المدغم في ... إفراد الفك لدى جمع كفي
وبعضهم أجاز في نحو "الحدب"4 ... فكا لأنه للالحاق انتسب
وجائز تعويض يا قبل الطرف ... إن كان بعض ما جمعته انحذف
__________
1 جاء هذا الشطر في ع، ط كما يلي:
فهو لدى عمرو بالابقا أحق ... .............................
2 الأصل "عن" في مكان "عند".
3 ط "قفعنسس" في مكان "مقعنسس".
4 ع "الخزب" في مكان "الخدب".(4/1873)
فبـ"مرافيق" اجمع المرافقا ... واجمعه دون عوض "مرافقا"
"فعالل" مثال يجمع عليه كل رباعي مجرد من الزيادة كـ"جعفر" و"جعافر" و"درهم" و"دراهم" و"سبطر"1 و"سباطر" و"زبرج"2 و"زبارج" و"برثن"3 و"براثن" و"جخدب"4 و"جخادب".
وعلى زنته يجمع كل رباعي بزيادة للإلحاق كـ"جوهر" و"جواهر" و"بيطر"5 و"بياطر".
أو لغير الإلحاق كـ"مسجد" و"مساجد" و"أصبع" و"أصابع".
فإن كان ذو الزيادة كـ"أحمر" و"سكرى" مما استقر تكسيره على غير هذا البناء لم يدخل فيما نحن بسبيله، وإلى ذلك أشرت بقولي:
................. ... سوى الذي خلا
__________
1 السبطر: الماضي الذكي، والسبطرة: المرأة الجسيمة، والجمل السبطر: السريع.
2 الزبرج: الحلية والزينة من وشي أو جوهر أو نحو ذلك، والذهب والسحاب الرقيق فيه حمرة.
3 البرثن: مخلب السبع أو الطائر.
4 الجحذب: الضخم الغليظ من الرجال، أو الجمال.
5 البيطر: من يعالج الدابة.(4/1874)
أي: سوى الذي مضى مما نبه على جمعه على غير مثال "مفاعل".
فإن كان الاسم خماسيًّا دون زيادة حذف آخره، وجمع على مثال "فعالل" نحو "فرزدق"1 و"فرازد" و"جردحل" و"جرادح".
ويجوز حذف رابعه إن كان2 لفظه كلفظ ما يزاد كنون "خدرنق"3 أو مخرجه مخرج ما يزاد كدال4 "فرزدق".
فلك أن تقول في جمعهما "خدارق" و"فرازق" والأجود "خدارن" و"فرازد".
فإن كان خماسيًّا بزائد حذف الزائد آخرًا كان أو غير آخر.
كـ"سبطرى"5، و"سباط" و"فدوكس"6 و"فداكس"7 و"مدحرج" و"دحارج".
__________
1 الفرزدق: قطع العجين واحدته فرزدقه، وهو لقب الشاعر الأموي المشهور واسمه همام.
2 ع سقط "كان".
3 الخدرنق: ذكر العناكب.
4 ع "كذلك" في مكان "كدال".
5 السبطرى: مشية فيه تبختر.
6 الأصل "قدوكس" في مكان "فدوكس".
والفدوكس: الشديد أو الغليظ الجافي، أو الأسد، وحي من بني تغلب.
7 الأصل "قداكس" في مكان "فداكس".(4/1875)
فإن كان الزائد من الخمسة حرف لين رابعًا لم يحذف كـ"قرطاس"1 و"قراطيس" و"عصفور" ,"عصافير" و"قنديل"2 و"قناديل".
وإلى هذا أشرت بقولي -بعد ذكر "عصفور" و"مسكين":
وبـ"مفاعيل" اجمعن ذين وما ضاهاهما...........
ثم نبهت أن غير حرف اللين المذكور من الزوائد إذا أخل بقاؤه ببنية "مفاعل" أو "مفاعيل" حذف كميم "مدحرج" وواو "فدوكس"3.
وإن أخل بالبنية زائدان حذفا معًا كالسين والتاء من "مستفعل" فيقال في جمع "مستعد" و"مستخرج": "معاد" و"مخارج".
وإذا أغنى أحد الزائدين ولم يكن لأحدهما مزية4 فاحذف أيهما شئت كنون "حبنطى" وألفه.
__________
1 القرطاس: الصحيفة يكتب فيها، والناقة الفتية، ومن الجواري:
البيضاء المديدة القامة، ومن الدواب: الأبيض الذي لا يخالط بياضه نمنمة.
2 القنديل: مصباح كالكوب في وسطه فتيل يملأ بالماء والزيت ويشغل.
3 الأصل "قدوكس" في مكان "فدوكس".
4 ع "مزيد" في مكان "مزية".(4/1876)
فلك أن تقول في تكسيره "الحبانط" بحذف الألف و"الحباطي"1 بحذف النون.
فإن كان لأحدهما مزية أبقي وحذف الآخر، فمن ذلك قولك في "مرتقٍ": "مراقٍ" وفي "استخراج": "تخاريج" فتؤثر الميم بالبقاء لكون زيادتها مختصة بالأسماء، بخلاف التاء2 فإنها تزاد في الأفعال كما تزاد في الأسماء.
وتؤثر تاء "استخراج" بالبقاء على سينه لأن بقاءها لا يخرج إلى عدم النظير لأن "تخاريج" كـ"تماثيل"3.
بخلاف السين فإن بقاءها مع حذف التاء يخرج إلى عدم النظير لأن السين لا تزاد وحدها فلو أفردت بالبقاء في "استخراج" لقيل "سخاريج" ولا نظير له.
ومن المؤثر بالبقاء لمزية همزة "حطائط"4 فإنها أولى بالبقاء من الألف لتحركها ولشبهها بحرف أصلي؛ لأن زيادتها وسطًا شاذة بخلاف الألف.
__________
1 ع ك "الحناطي" في مكان "الحباطي".
2 في جمع النسخ "الباء" في مكان "التاء" وليس كذلك لأن الباء ليس من أحرف الزيادة.
3 التماثيل: جمع تمثال وهو ما نحت من حجر أو صنع من نحاس ونحوه كي يحاكي المخلوقات، والصورة في الثوب ونحوه.
4 الحطائط: الصغير القصير من الناس، ونملة صغيرة حمراء.(4/1877)
ويونس يؤثر الألف بالبقاء لأنها أبعد من آخر الاسم.
ومن المؤثر بالبقاء لمزية1 الهمزة والياء من "ألندد"2 و"يلندد"3 لأوليتهما، ولأنهما في موضع يقعان فيه دالين على معنى.
بخلاف النون فإنها في موضع لا تدل4 فيه على معنى أصلًا، ومثال تكسيرهما5 بعد حذف النون "ألاد" و"يلاد" -بالإدغام.
وكذلك6 "ألبب" إذا صار7 علمًا يقال8 في تكسيره "ألاب" -بالإدغام- ردًّا إلى القياس.
ومن المؤثر بالبقاء لمزية واو "حيزبون"9 فإن تكسيره "حزابين" حذفت الياء وأبقيت الواو فانقلبت ياء لانكسار ما قبلها.
وأوثرت بالبقاء لأن الياء إذا حذف أغنى حذفها عن حذف
__________
1 ع "لمزية" في مكان "لمزيد".
2، 3 الألنداد، واليلندد: الشديد الخصومة.
4 الأصل "لا يدل".
5 الأصل "تكسيريهما"
6 ع الأصل "وكذا" في مكان "وكذلك".
7 ع ك "إن كان" في مكان "إذا صار".
8 ع ك "تقول" في مكان "يقال".
9 الحيزبون: العجوز من النساء، أو السيئة الخلق.(4/1878)
الواو لبقائها رابعة قبل الآخر، فيفعل بها ما فعل بواو "عصفور" فيؤمن حذفها.
ولو حذفت الواو أولًا لم يغن حذفها عن حذف الياء لأنها ليست في موضع يؤمنها من الحذف.
ومن الإيثار بالبقاء لمزية قولهم في "ذرحرح"1: "ذرارح"2 بإبقاء الراء دون الحاء؛ لأن ذلك لا يخرج إلى الثقل اللازم بإبقاء الحاء، وحذف الراء؛ إذ لو قيل "ذراحح" لالتقى المثلان بلا فصل بخلاف "ذرارح".
وإلى هذا ونحوه أشرت بقولي:
والميم من سواه أولى بالبقا ... ...............................
إلى قولي3:
.......................... ... .............ودع "ذراححا"
ومن المزايا المرجح بها البقاء ما في راء "مرمريس"4 من5 المزية على ميمه، وذلك أن إبقاء الراءين إذا قلت
__________
1 الذرحرح: دويبة أعظم من الذباب، مبرقش بحمرة، وسواد، وصفرة لها جناحان تطير بها، وهو سام قاتل، فإذا أرادوا أن يكسروا حد سمه خلطوه بالعدس فيصير دواء لمن عضه الكلب "لسان".
2 ع سقط "ذرارح".
3 ع ك "قوله" في مكان "قولي".
4 المرمريس: الداهية من الرجال "لسان".
5 ع سقط "من".(4/1879)
"مراريس" لا يجهل معه كون الاسم ثلاثي الأصل.
بخلاف إبقاء الميمين بأن يقال "مرامر" فإنه يوهم أن الاسم رباعي الأصل.
والإشارة بـ:
"فتاعيل" و"تفاعيل" ... .........................
إلى نحو: "قتاريب" و"تطاليق" جمعي "اقتراب" "وانطلاق".
والمازني يقول في "انطلاق": "طلايق".
فإن كان أحد الزائدين بإزاء أصل ومضاعفًا1 من أصل والآخر بخلاف ذلك أوثر بالبقاء الذي بإزاء أصلٍ، ومضاعف من أصل كقولك في "عفنجج"2: "عفاجج" وإلى هذا أشرت بقولي:
وما يضاهي الأصل أولى بالبقا ... .............................
فالنون والجيم الثانية مزيدتان إلا أن الجيم تضاهي3 الأصل من وجهين:
__________
1 الأصل "أو مضاعفا".
2 العفنجج: الأخرق الجافي الذي لا يتجه لعمل، والضخم اللهازم والوجنات والألواح وهو مع ذلك ضخم الجثة ضعيف العقل.
3 الأصل "يضاهي".(4/1880)
أحدهما: أنها ليست من حروف "سألتمونيها" بل هي ضعف حرف أصلي.
والثاني: أنها بإزاء اللام من "سفرجل" بخلاف النون فإنها ليست ضعف حرفٍ أصلي.
فكان للجيم عليها مزية فأوثرت بالبقاء.
فلو كان ذلك ليس ضعف أصل متحركًا ومتصلًا1 بالأول كافأ ضعف الأصل نحو واو "كوألل"2 فلك أن تقول في جمعه "كوايل" بحذف إحدى اللامين، وإبقاء الواو، ولك أن تحذف الواو وتبقى اللام فتقول: "كآلل".
فلو كان الحرف الذي لا يضاهي أصلًا ميمًا سابقة كميم "مقعنسس"3 أوثرت بالبقاء عند سيبويه فقيل في الجمع "مقاعس"4.
والمبرد يخالف5 سيبويه فيحذف الميم ويبقي السين لمضاهاتها الأصل فيقول "قعاسس"6 واتفق على التخيير في
__________
1 الأصل "أو متصلا".
2 الكوألل: القصير مع غلظ وشدة.
3 المقعنسس: من خرج صدره ودخل ظهره خلقة، أو من تأخر ورجع إلى الخلف.
4 الكتاب: 2/ 112.
5 ع ك "بخلاف".
6 المقتضب 2/ 135(4/1881)
نحو: "حبنطى" إذ لا مزية لأحد الزائدين فيه على الآخر1.
وكذا النون والألف في "عفرنى"2 لأنهما مزيدان لإلحاق الثلاثي بالخماسي فيقال في "عفرنى": "عفارن" إن حذفت الألف، و"عفارٍ" إن حذفت النون.
ثم أشرت إلى أن المجموع على مثال "مفاعل" إن كان مضاعف اللام بإدغام استصحب3 الإدغام في جمعه نحو "مدق"4 و"مداق" و"خدب"5 و"خداب".
وأجاز بعضهم في "خدب" أن يقال "خدابب" -بالفك- لأن "خدبًا" ملحق بـ"سبطر" فيغتفر في جمعه الفك؛ لأن ياءه الثانية بإزاء راء "سباطر"6 وإلى هذا أشرت بقولي:
وبعضهم أجاز في نحو "الخدب" ... فكا لأنه للالحاق انتسب
"ص"
وليس ما واحده قد أهملا ... من مفهم الجمع بجمع كـ"الملا"
__________
1 الكتاب 2/ 115.
2 العفرنى: الأسد.
3 الأصل "استحب" في مكان "استصحب".
4 المدق: ما يدق به.
5 الخدب: الضخم من كل شيء.
6 ع ك "سبطر" في مكان "سباطر".(4/1882)
إلا إذا ما كـ"أبابيل" يرد ... مخصصًا بالجمع وزنًا مذ وجد
وما له من لفظه فرد سوى ... ما مر فاسم جمعٍ أو جنسٍ يرى
وما بتاءٍ أو بياءٍ أفرادا ... فهو اسم جنسٍ كـ"مجوسٍ" وحدا
ومن يقل فيما يكون كـ"التخم" ... من لازم التأنيث جمعًا1 لم يلم
وما سواه وزن "فعل" أو "فعل" ... فهو اسم جمع نحو "ركب" و"همل"
كذا "فعالة" و"مفعولاء" ... و"فعلة" و"فعلة" "فعلاء"
واجعل "فعيلا" اسم جمعٍ إن يرد ... مذكرًا وفي "حجيج" ذا اعتقد
واجعل "سراة"2 اسم جمعٍ إذ3 جمع ... إذ جمع4 جمع مثله5 قدمًا منع
__________
1 الأصل "جمع" في مكان "جمعا".
2 "سراء" في مكان "سراة".
3 ع "أو" في مكان "إذ".
4 الأصل "فجمع" ع "أو جمع" في مكان "إذ جمع".
5 ع "مثل" في مكان "مثله".(4/1883)
وقد يجيء جمع واحدٍ على ... سوائه مهملًا أو مستعملًا1
كل ما دل على جمع، وليس له واحد من لفظه فهو اسم جمع أو اسم جنسٍ ما لم يكن على وزن مختص بالجموع كـ"أبابيل" فإنه جمع لواحدٍ مهمل.
وما له واحد من لفظه ولم يكن على وزنٍ من الأوزان التي تقدم ذكرها فليس بجمع -أيضًا- بل هو اسم جمعٍ أو اسم جنس.
فإن كان واحده بالتاء أو بياء كياء النسب فهو اسم جنس كـ"حدأ" و"حدأة" و"مجوس"2 و"مجوسي".
وقد حكم سيبويه بالجمعية على "تخم"3 و"تهم"4 فإن العرب ألزمتها التأنيث فلم تقل5 فيهما6 إلا: "هذه تهم" و"هي التخم".
__________
1 ط "مستعملًا أو مهملًا".
2 قوم كانوا بعبدون الشمس والقمر والنار وأطلق عليهم هذا اللقب منذ القرن الثاني للميلاد.
3 التخم جمع تخمة، وهو داء يصيب الإنسان من أكل الطعام الوخيم، أو من امتلاء المعدة.
4 التهم جمع تهمة، وهي الاتهام، أو ما يتهم به.
5 الأصل "يقل".
6 ع ك سقط "فيهما".(4/1884)
بخلاف "الرطب" فإنه يقال فيه1: "وهو الرطب" و"هذا رطب". ثم قلت:
وما سواه وزن "فعل" أو "فعل" ... فهو اسم جمع2..............
أي: ما سوى المتميز3 واحده بالتاء أو بالياء مما وزنه "فعل" أو "فعل" [فهو اسم] 4 جمع كـ"ركب"5 و"همل"6 و"صحب" و"خدم".
وكذلك ما كان على وزن "فعالة" كـ"صحابة" أو "مفعولاء" كـ"معبوداء" أو "فعلة" كـ"رجلة" أو على "فعلة" كـ"صحبة" أو "فعلاء" كـ"طرفاء"7.
وما كان على وزن "فعيل" فهو جمع إن أنث كـ"عبيد" و"حمير". واسم جمع إن ذكر كـ"كليب" و"حجيج".
__________
1 ع ك سقط "فيه".
2 سقط من الأصل "جمع".
3 ع ك "المميز" في مكان "المتميز"
4 سقط من ع ما بين القوسين.
5 قال الأخفش: هو جمع وهم العشرة فما فوقهم وقال غيره بل هو اسم للجمع أصحاب الإبل في السفر "لسان".
6 الهمل: المتروك ليلًا أو نهارًا بلا رعاية ولا عناية، والماء السائل لا مانع يحجزه.
7 الطرفاء: من العضاه، وهدبه مثل هدب الأثل وليس له خشب، وإنما يخرج عصيا سمحة في السماء.(4/1885)
وما كان على وزن1 "فعلة" فهو جمع إن لم يجمع كـ"كفرة" و"بررة"، وهو اسم جمع إن جمع كـ"سراة"2 و"سروات".
وقد يجيء بعض جموع التكسير مبنيًا على غير واحده وغير واحده إما مستعمل كـ"عراة" جمع "عريان" فإنه مبني على "عارٍ".
وإما مهمل كـ"ليالٍ" جمع "ليلة" فإنه بني على تقدير "ليلات" وهو مهمل.
وقد يجيء جمع لا واحد له من حروف كـ"أبابيل" ولم يسمع له واحد.
ومن قال فيه "إبول" أو غير ذلك فإنه بالتقدير والرأي لا أنه مسموع.
__________
1 سقط من الأصل "وزن".
2 السراة: الظهر.(4/1886)
فصل 1:
قد يجمع المجموع جمع واحد
ضاهاه كـ"الأعبد" و"الأعابد"
__________
1 سقط العنوان من الأصل ومن ط.(4/1886)
وما بوزن منتهى التكسير قد ... يجمع تصحيحًا ومما قد ورد
قد1 مرت الطير أيا منينا ... كذا "صواحبات" قد روينا
وقل: "ذوات" جامع اسم صدرا ... بـ"ذي" لغير عاقبل واشتهرا
"بنات" في نحو2 "ابن عرس" كلما ... جمعته جنسًا أتى أو علما
وجمع جملة بأن يضاف3 "ذو" ... جمعًا لها كذا استقر المأخذ4
كـ"هم ذوو برق5 نحره" وفي ... تثنيةٍ جيء بـ"ذوي" وأضف
كذا المثنى، والمضاهيه إذا ... ثني أو يجمع فاعتبر بذا
تدعو الحاجة إلى جمع الجمع، كما تدعو إلى تثنيته.
__________
1 ع "أي" في مكان "قد".
2 الأصل "جمع" في مكان "نحو".
3 "يصادق" في مكان "يضاف".
4 ط "المأخذوا" في مكان "المأخذ".
5 ط "أبرق" في مكان "برق".(4/1887)
فكما يقال في جماعتين من الجمال: "جمالان" كذاك1 يقال في جماعات "جمالات".
وإذا2 قصد تكسير مكسر نظر إلى ما يشاكله من الآحاد فكسر بمثل تكسيره كقولهم في "أعبد": "أعابد" وفي "أسلحة": "أسالح".
وفي "أقوال": "أقاويل" شبهوها بـ"أسود" و"أساود" و"أجردة" و"أجارد" و"إعصار" و"أعاصير".
وقال في "مصران"3 و"حشان"4: "مصارين" و"حشاشين"5 وفي "عقبان" و"غربان": "عقابين" و"غرابين".
شبوها بـ"سلاطين" و"سراحين [الأجردة: نبت] 6.
[وكذا يقال في الجمع "ذوو زيدين" و"ذوات كلبتين"7] .
__________
1 ع ك "كذا" في مكان "كذلك".
2 ع ك "فإذا" في مكان "وإذا".
3 المصران جمع "مصير" وهي المعي على وزن فعيل، وخصه بعضهم بالطير وذوات الخف والظلف.
4 حشان: أطم من آطام المدينة على طريق قبور الشهداء.
5 الأصل "حيايين" في مكان "حشاشين".
6 ع ك سقط ما بين القوسين.
7 سقط ما بين القوسين من الأصل وهـ وهو الأول لأنه تكرر في آخر الفصل.(4/1888)
وما كان من المجموع على وزن "مفاعل" أو "مفاعيل" لم يجز تكسيره لأنه لا نظير له في الآحاد فيحمل عليه.
لكنه قد يجمع بالواو والنون كقولهم في "نواكس":
"نواكسون"1 وفي "أيامن": "أيامنون".
أو بالألف2 والتاء، كقولهم في "حدايد": "حدايدات" وفي "صواحب": "صواحبات" ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لحفصة -رضي الله عنها: "إنكن لأنتن صواحبات يوسف" 3.
وإذا قصد جمع ما صدره "ذو" و"ابن" من أسماء ما لا يعقل قيل فيه: "ذوات كذا" و"بنات كذا" كقولهم في جمع "ذي القعدة": "ذوات القعدة" وفي جمع "ابن عرس"4: "بنات عرس". ولا فرق في ذلك بين اسم الجنس غير العلم كـ"ابن لبون"5 و"بنات لبون" وبين العلم كـ"ابن آوى" و"ابن مقرض"6.
__________
1 ع ك "ناكسون".
2 ع ك "بألف" في مكان "بالألف".
3 أخرجه البخاري في الأنبياء 19، والترمذي مناقب 16، والموطأ سفر 83، النسائي الإمامة 4، وابن ماجه الإقامة 142، الدارمي في المقدمة 14، وأحمد 4/ 412، 6/ 96، 109، 202، 210، 224، 229، 270.
4 دويبة.
5 ولد الناقة إذا كان في العام الثاني وصار لها لبن، وقيل هو الذي أكمل السنتين.
6 دويبة تقتل الحمام.(4/1889)
والفرق بين العلم، وغير العلم من هذا النوع الألف واللام فإن قبلهما ثاني الجزأين كـ"ابن لبون" فليس بعلم، وإن لم يقبلهما كـ"ابن مقرض" فهو علم.
فإن قصد جمع [علم] 1 منقول من جملة كـ"برق نحره" [توصل إلى ذلك بأن يضاف إليه "ذو" مجموعًا، كقولك في جمع "برق نحره": "هم] 2 ذوو برق نحره".
وتقول في تثنيته: "ذوا برق نحره".
ويساوي الجملة في هذا المركب دون إضافة.
وما صنع بالجملة المسمى بها يصنع بالمثنى والمجموع على حده إذا ثنيا أو جمعا.
فيقال في تثنية "زيدين" مسمى به: "هذان ذوا زيدين" كما قيل في تثنية "كلبتي" الحداد: "هاتين ذواتا كلبتين".
وهكذا3 يقال في الجمع: "ذوو زيدين" و"ذوات كلبتين" [-والله4 أعلم] .
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
3 الأصل "وكذا" في مكان "وهكذا".
4 سقط من الأصل ما بين القوسين.(4/1890)
باب: التصغير
مدخل
...
باب: التصغير
"ص"
صغ الثلاثي على "فعيل" ... مصغرًا كـ"الجذل" و"الجذيل"1
وما له "مفاعل" مكسرا ... فاجعل له "فعيعلًا" مصغرا
واستعملوا "أفيعلا" في "أفعلا" ... وإن يكن "أفاعل" قد أهملا
وبـ"فعيعيل" يصغرون ما ... له مكسرًا "مفاعيل" انتمى
لكن "أفيعال" لـ"أفعال" حتم ... كما "فعيلاء" لـ"فعلاء" لزم
وما حوى زيادتي "فعلانا" ... فاجعل "فعيلان" له ميزانا
__________
1 ع "الجدل والجديل" ط "الخدل والخديل" في مكان "الجذل والجذيل" وهو: أصل الشجرة وغيرها.(4/1891)
إن لم يكن على "فعالين" جمع ... فذاك صغر بـ"فعيلين" تطع1
[وما "فعالين" لجمعه جهل ... فمثل "سكران" مصغرًا جعل] 2
وتلو يا التصغير كسره التزم ... إن لم يك اسم معرب به ختم
أو يكن إثره لتأنيث علم ... أو حرف مد بعد فتحٍ ملتزم
وشبه "فعلاء" و"فعلاء" إن صرف ... صغر بكسرٍ لازم3 قبل الألف
وفتح ما لم ينصرف حتم ففي ... "علقى" و"غوغاء" كلاهما اقتفي
وما به إلى "مفاعيل" وصل ... به إلى "فعيعلٍ" أيضًا تصل
فما هناك حذف احذفه هنا ... وأبق ما بقياه ثم استحسنا
"ش" كل اسمٍ متمكنٍ قصد تصغيره فلابد من ضم أوله، وفتح
__________
1 جاء هذا البيت في س ش ط ع ك كما يلي:
إن لم يكسر بفعالين وما ... شذ فعيلين لهذا حتما
2 سقط هذا البيت من س، ش، ط.
3 س ش "لازما" في مكان "لازم".(4/1892)
ثانية وزيادة ياء ساكنة بعده.
فإن كان ثلاثيًّا لم يغير1 بأكثر من ذلك.
وإن كان رباعيًا فصاعدًا كسر ما بعد الياء كـ"جعيفر" و"دريهم" و"برينس"2.
فإن اتصل بما ولي الياء علامة تأنيثٍ فتح كـ"تميرة" و"حبيلى" و"حميراء".
وكذا إن اتصل به ألف "أفعال" أو ألف تليها نون زائدة فيما لم3 يجمع على "فعالين" كـ"أجيمال" و"سكيران".
فإن جمع ذو الألف والنون على "فعالين" صغر على "فعيلين" كـ"سليطين" و"سريحين" و"حويمين"4 و"وريشين"5.
ولم يعلم جمعه على "فعالين" ألحق في التصغير بباب "سكران".
__________
1 الأصل "تغير" في مكان "يغير".
2 ع "برنيس" في مكان "برينيس" وهو تصغير "برنس" ويطلق على كل ثوب رأسه منه ملتزق به.
3 الأصل له في مكان "لم".
4 الحويمين تصغير "حومان" وهو نبت وقد جمع على "حوامين".
5 الوريشين: تصغير الورشان وهو طائر أكبر من الحمامة قليلًا ويستوطن أوربة، ويهاجر في جماعات إلى العراق والشام، ولا يمر بمصر، وجمعه وراشين.(4/1893)
وبين تصغير ما زاد على الثلاثة، وتكسيره مناسبة شديدة.
فما كسر على "مفاعل" وشبهه فله في التصغير "فعيعل" وشبهه ما لم يمنع مانع من كسر ما بعد ياء التصغير كـ"حبيلى" و"أجيمال".
ولقصور التصغير عن التكسير في هذا جبروا التصغير بأن أدخلوه على "أفعل" "فعلاء"1 فقالوا في تصغيره "أفيعل كـ"أحيمر" وإن لم يقولوا في تكسيره "أفاعل".
وإلى هذا أشرت بقولي:
واستعملوا "أفيعلا" في "أفعلا" ... وإن يكن "أفاعل" قد أهملا
وأشرت بقولي:
وبـ"فعيعيل" يصغرون ما ... له مكسرًا "مفاعيل" انتمى
إلى أن "عصفورًا" و"سربالًا"2 يقال في تصغيرهما "عصيفير" و"سريبيل" كما قيل في تكسيرهما "عصافير" و"سرابيل"3.
__________
1 ع "أفعلاء" في مكان "فعلاء".
2 السربال: القميص، والدرع، أو كل ما لبس.
3 في التنزيل العزيز: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} .(4/1894)
وإذا1 لم يكن ما ولي ياء التصغير حرف إعراب فحقه الكسر إن لم يمنع منه أحد الموانع التي تقدم ذكرها.
وروي في "الغوغاء" -وهي صغار الجراد- الصرف على أن يكون من باب "صلصال"2 فتصغيره على هذا "غويغي".
وروي منه صرفه على أنه "فعلاء" فتصغيره على هذا:
"غويغاء".
وروي في "علقى" الصرف على أن ألفه للإلحاق فتصغيره3 على هذا "عليق".
وروي فيه ترك الصرف على أن ألفه للتأنيث. وتصغيره على هذا "عليقى" كتصغير "سكرى".
وإلى هذا ونحوه أشرت بقولي:
وشبه "فعلاء" و"فعلى" إن صرف. [إلى آخر الكلام] 4
ويتوصل في التصغير إلى "فعيعل" و"فعيعيل" وما أشبههما بما توصل به في التكسير إلى "مفاعل" و"مفاعيل" وما أشبههما.
__________
1 ع ك "وإن" في مكان "وإذا".
2 الصلصال: الطين اليابس.
3 ع ك "وتصغيره".
4 سقط ما بين القوسين من الأصل.(4/1895)
فيقال في "حيزبون" و"استخراج" و"مدحرج"1 و"فرزدق": "حزبين" و"تخيريج" و"دحيريج" و"فريزد" و"فريزق".
كما يقال في التكسير: "حزابين" و"تخاريج" و"دحاريج" و"فرازد" و"فرازق".
وكذا يقال في تصغير "ذرحرح": "ذريرح" دون "ذريحح" كما قيل في تكسير "ذرارح" دون "ذراحح".
وقد أشير هناك إلى أن الـ"ألندد" يقال في تكسيره "ألاد". بالإدعام فليقل في تصغيره "اليد" -بالإدغام- أيضًا.
[وكذلك أشرت إلى أن جمع "مرمريس": "مراريس" فليقل في تصغيره "مريريس"2] .
وكذلك أشير إلى أن جمع "كوألل": "كوايل" و"كآلل" فليقل في تصغيره "كوييل" و"كؤيلل".
وإلى هذا أشرت بقولي:
فما هناك حذف [احذفه هنا ... وأبق ما بقياه ثم استحسنا3]
__________
1 ع "ومدرج".
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 سقط من الأصل ما بين القوسين.(4/1896)
"ص"
وألف التأنيث إن مد نسب ... للانفصال ولتاه ذا يجب
فليعط مصحوباهما حقهما ... لو صغرا دون تمامٍ بهما
وكهما يا نسب والثان من ... جزأي مركب بذا -أيضًا- قمن
وهكذا زيادتا "فعلان" ... من بعد أربعٍ كـ"زعفران"1
وفي "فعولاء" خلاف2. فلدى ... محمدٍ "فعيلاء" أيدا
واختار3 حذف الواو سيبويه ... وهو الأصح4 فاعتمد عليه
وقدر انفصال ما دل على ... تصحيحٍ أو تثنيةٍ فتعدلا5
__________
1 الزعفران: نبات بصلي معمر من الفصيلة السوسنية، منه أنواع برية، ونوع صبغي طبي، وزعفران الحديد: صدؤه.
2 ع "خلافا".
3 ط سقطت الواو من "واختار".
4 ط "الصحيح" في مكان "الأصح".
5 الأصل "فيعدلا".(4/1897)
وكـ"فعولاء"1 "ثلاثون" ما ... ضاهي "ظريفين" مقرا علما
وألف التأنيث ذو القصر متى ... زاد على أربعةٍ لن يثبتا
وخامسًا من بعد مد زيد قد ... يبقى "حبيرى" و"حبير" ورد
وإثر يا التصغير واوًا رديا ... [إن يك لامًا أو يسكن فادريا] 2
وإن يحرك وهو غير لام ... فهو على وجهين في الكلام3
فـ"بجديلٍ" وبـ"الجديول" ... تصغير "جدول" وبـ"العجيل"
صغر "عجولًا" و"العرية" التزم ... في "عروةٍ" وقس على هذي4 الكلم
لا يعتد في التصغير بألف التأنيث الممدودة، ولا بتائه، ولا بألف ونون مزيدتين بعد أربعة أحرفٍ فصاعدًا، ولا بياء النسب
__________
1 ك "ولفعولاء" في مكان "وكفعولاء".
2 جاء ما بين القوسين في ط وس وش كما يلي:
.................................... ... إن وزن لام أو سكون أعطيا
3 ع "الكلا" في مكان "الكلام".
4 ط "هذا في مكان "هذي".(4/1898)
ولا بعجز المركب، ولا بعلامة تثنية أو جمع تصحيح في غير مجعول علمًاز
بل يتركن على حالهن في التكير ويصغر ما قبلهن كما كان يصغر غير متمم بهن.
فيقال في "راهطاء" و"عقرباء"1 و"حنظلة"2 و"سفرجلة": "رويهطاء" و"عقيرباء" و"حنيظلة" و"سفيرجة"3.
كما كان يقال في "رهط" و"عقرب"4 و"حنظل"5 و"سفرجل": "رويهط" و"عقيرب" و"حنيظل" و"سفيرج".
ويقال في "جلجلان"6 و"عبقري"7 و"بعلبك":
__________
1 العقرباء: أنثى العقارب، أما الذكر فهو العقربان.
2 الحنظلة: ثمرة في حجم البرتقالة ولونها، فيها لب شديد المرارة.
3 ع ك "وسفيرجة وحنيظلة".
4 العقرب: دويبة من المعنكبات ذات سم تلسع، وعقرب البحر:
سمكة في البحار الاستوائية ضخمة الرأس لها زعنفة ظهرية كبيرة وبعض أنواعها سام، وبرج من بروج السماء.
5 الحنظل: نبت مفترش.
6 ع "جلجلا" في مكان "جلجلان" والجلجلان: السمسم في قشره قبل أن يحصد، وثمرة الكزبرة، وحبة القلب، يقال: أصبت جلجلان قلبه.
7 العبقري: نسبة إلى عبقر وهو موضع تزعم العرب أنه موطن الجن، ثم نسبوا إليه كل شيء تعجبوا من حذقه، وأو جودة صنعته، والعبقري -أيضًا- السيد، والكبير والديباج والطنافس الثخان، وفي التنزيل العزيز: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} .(4/1899)
"جليجلان"1 و"عبيقري" و"بعيلبك".
كما يقال في "جلجل"2 و"عبقر" و"بعل"3: "جليجل" و"عبيقر" و"بعيل".
ومذهب سيبويه في تصغير "فعولاء" أن يحذف واوه فيقال في "جلولاء"4: "جليلاء"5.
ومذهب المبرد [أن يقال] 6 "جليلاء" -بلا حذف-7 كما يقال في "فروقة": "فريقة".
__________
1 ع "خليخلان" في مكان "جليجلان".
2 الجلجل: الجرس الصغير، والأمر العظيم أو اليسير، ومن الغلمان: الخفيف الروح النشيط في عمله، والصافي الصوت في شدة.
3 بعل: صنم وفي التنزيل العزيز: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} .
4 قال سيبويه في الكتاب 2/ 118: "وإذا حقرت "بروكاء" أو "جلولاء" قلت "بريكاء" و"جليلاء" لأنك لا تحذف هذه الزوائد؛ لأنها بمنزلة الهاء، وهي زوائد من نفس الحرف كألف التأنيث، فلما لم يجدوا سبيلًا إلى حذفها لأنها كالهاء في أنها لا تحذف خامسة، وكانت من نفس الحرف صارت بمنزلة كاف "مبارك" وراء "عذافر" وصارت الواو كالألف التي تكون في موضع الواو، والياء التي تكون في موضع الواو".
5 جلولاء: بلدة ببغداد قرب خانقين بمرحلة.
6 سقط ما بين القوسين من الأصل.
7 قال المبرد في المقتضب 2/ 262 وما بعدها -بعد أن ذكر رأي سيبويه: "وليس هذا بصواب ولا قياس، إنما القياس ألا تحذف شيئًا؛ لأنك لست تجعل ألفي التأنيث ولا الألف والنون بمنزلة ما هو في الاسم" ثم ذكر المبرد حجة سيبويه وفندها.(4/1900)
لأن ألف التأنيث الممدودة محكوم لما هي فيه بحكم ما فيه هاء التأنيث.
وحجة سيبويه أن لألف التأنيث الممدودة شبهًا بهاء التأنيث وشبهًا بالألف المقصورة، واعتبار الشبهين أولى من إلغاء أحدهما. وقد اعتبر الشبه بالهاء من قبل مشاركة الألف الممدودة لها في عدم السقوط. وتقدير الانفصال بوجهٍ ما، فلا غنى عن اعتبار الشبه بالألف المقصورة في عدم ثبوت الواو المذكورة فإنها كألف "حبارى" الأولى، وسقوطها في التصغير متعين عند بقاء الثانية، فكذا يتعين1 سقوط الواو المذكورة في التصغير.
ويقدر انفصال علامة التثنية، وعلامتي جمعي2 التصحيح فيعامل ما قبلها في التصغير معاملته في التجرد.
فيقال في "ظريفَين" و"ظريفِين" و3 "ظريفات":
"ظريفان"4 و"ظريفون" و"ظريفات".
__________
1 في الأصل زاد لفظ "عند" بعد قوله "يتعين".
2 ع "جمع" في مكان "جمعي".
3 ع سقطت الواو من "وظريفات".
4 ع سقط "ظريفان".(4/1901)
كما يقال في "ظريف" و"ظريفة": "ظريف" و"ظريفة" لأن التثنية والجمع طارئان على لفظ المفرد بعد حصول ما يتممه1 من هيئة تكبير أو تصغير.
ويقال في تصغير2 "ثلاثين": "ثُلَيْثون" -بالتخفيف- لأن زيادته غير طارئة على لفظ مجرد، فعومل معاملة "جلولاء".
وكذا يفعل بزيادة التثنية، وجمع التصحيح فيما جعل علمًا، فيقال فيمن اسمه "جداران" و"ظريفون" و"ظريفات": "جديران" و"ظريفون" و"ظريفات".
نص على ذلك سيبويه3.
__________
1 ع ك "يتمه" في مكان "يتممه".
2 ك سقط "تصغير".
3 قال سيبويه 2/ 118: "وإذا حقرت "ظريفين" غير اسم رجل أو "ظريفات" أو "دجاجات" قلت "ظريفون" و"ظريفات" و"دجيجات" من قبل أن الياء والواو والنون لم يكسر الواحد عليهن كما كسر ألفي "جلولاء" ولكنك إنما تلحق هذه الزوائد بعدما تكسر الاسم في التحقير للجمع، وتخرجهن إذا لم ترد الجمع، كما أنك إذا قلت "ظريفون" فإنما ألحقته اسما بعد ما فرغ من بنائه ... ".
ثم قال: "ولو سميت رجلًا "جدارين" ثم حقرته لقلت "جديران"، ولم تثقل لأنك لست تريد معنى التثنية، وإنما هو اسم واحد.
كما أنك لم ترد بـ"ثلاثين" أن تضعف الثلاث.
وكذلك لو سميت بـ"دجاجات" أو "ظريفين" أو "ظريفات" خففت".(4/1902)
ويحذف في التصغير ألف التأنيث المقصورة خامسة، أو سادسة نحو قولك في "قرقرى": "قريقر" وفي "لغيزى"1: "لغيغز".
وإن كانت خامسةً وقبلها مدة زائدة جاز حذف المدة، وإبقاء ألف التأنيث، وعكس ذلك كقولهم في "حبارى": "حبيرى" و"حبير".
وإذا ولي ياء2 التصغير واو قلبت ياءً إن كانت موضع اللام أو ساكنة، وأدغم فيها الياء كقولك في "جرو"3 و"عروة"4، و"عشواء"5 و"عجوز": "جرى" و"عرية" و"عشياء" و"عجيز".
فإن تحركت، ولم تكن في موضع اللام جاز تصحيحها،
__________
1 حفرة يحفرها اليربوع في جحره تحت الأرض، وقيل هو جحر الضب، والفأر، واليربوع بين القاصعاء، والنافقاء، سمي بذلك لأن هذا الدواب تحفره مستقيمًا إلى أسفل ثم تعدل عن يمينه، وشماله عروضًا تعترضها تعمية ليخفي مكانه بذلك الإلغاز.
2 ع سقط "ياء".
3 الجرو -بتثليث الجيم- الثمر أول ما ينبت غضا، وما استدار من الثمار، والصغير من ولد الكلب والأسد والسباع.
4 العروة من الثوب: مدخل زره، ومن القميص أو الكوز أو نحوهما:
مقبضه ومن الشجر: ما لا يسقط ورقه في الشتاء، ومن المال: النفيس، وطوق القلادة.
5 العشواء: الظلمة.(4/1903)
وقلبها كقولك [1 في "جدول"2] : "جديول" و"جديل"
"ص"
وإن تلت ذي الياء ياءان3 حذف ... أخراهما وخلف "أحوى" قد عرف
نقصًا ومنع الصرف عمرو انتخب ... والنقص والصرف إلى عيسى انتسب
ولأبي عمرو عزوا "أحييا" ... ونحوه مستغنيًا عن حذف يا
وقل "أحيو" إن تقل "جديول" ... في "الغاو" -أيضًا- "الغويوي" يقبل4
ومن يقل "جديل" يقل "غوي" ... مصغرًا كمثل "مروٍ" و"مري"
واردد لأصلٍ لينا أبدل من ... ذي اللين عينًا فهو بالرد قمن
وشذ في "عييد" وحتم ... للجمع من ذا ما لتصغير علم
وبدل العين العديم اللين لا ... تورده في الحالين إلا مبدلًا
__________
1 ع ك سقط ما بين القوسين.
2 الجدول: مجرى صغير يشق في الأرض للسقيا.
3 ط "ياء إن" في مكان "ياءان".
4 ك "تقبل" في مكان "يقبل".(4/1904)
وهكذا الفاء فقل في "متعد" ... "متيعد" وعن "مويعد" فحد
ومطلقًا بدل لامٍ رد في ... جمع تصغير لموجب قفى
والألف الثاني المزيد يجعل ... واوًا كذا ما الأصل فيه1 يجهل
وأصل منقوص ثنائي أعد ... وإن يكن بتاء تأنيث عمد
نحو "دمي" و"شفيهة" وفي ... "سهٍ" "ستيهة" أحق ما اقتفي
"سنية": "سنيهة" قل في "سنه" ... فحجة الأصلين فيه بينة
وكل ما لا ثالث له عرف ... فأعطه حكم "دمٍ" أو حكم "أف"
وإن تأتت صيغة التصغير في ... ذي النقص فالقاصد خيرًا قد كفي
كـ"الهار" و"الهوير"، و"الهويئر"2 ... قد قيل، وهو عندهم مستندر
__________
1 س ش "منه" في مكان "فيه".
2 ط "الهوير" في مكان "الهويئر".(4/1905)
وقاس في "يرى" "يريئيا" أبو ... عمرو ومن سواه ذا يجتنب
و"يضع" اسمًا بـ"يضيعٍ" صغرا1 ... والمازني رد فائه يرى
وأصل مقلوب إذا صغر لا ... تردد ولكن أبقه محولا
فقل "قسي" في "قسي" علما ... كذاك في "الجاه" "جويه" علما
وكل ذي همزة وصلٍ صغرا ... فالهمزة اقصد حذفها مبتدرا
إذا وقع بعد ياء التصغير ياءان حذفت الثانية منهما استثقالًا لتوالي ثلاث ياءات كقولك في "أَتي": "أُتي".
والأصل "أُتَيِّي" -بثلاث ياءات- أولاهن ياء التصغير، والثانية والثالثة: [الموجودتان قبل التصغير، فحذفت الثالثة لتطرفها، وأدغمت الأولى في الثانية] 2.
ولا فرق بين ما كانت الياءان فيه قبل التصغير كـ"أتي"3.
__________
1 س ش "صغروا" في مكان "صغرا".
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 الأتى: السيل يأتي من بعيد، والغريب الدعي، والنافذ في الأمور الذي يتأتى لها.(4/1906)
وبين ما تجدد فيه اجتماع الياءين في حال التصغير كـ"كساء" فإن تصغيره "كسي" [وأصله كسيي] 1
الياء الأولى للتصغير، والثانية منقلبة عن الألف، والثالثة منقلبة عن واوٍ. فحذفت الثالثة وصار "كسيا" كـ"قصي"2.
وهذا الحذف مجمع عليه إن كان أول الياءين الواقعين بعد ياء التصغير زائدًا.
فإن لم يكن زائدًا كالمنقلب عن واو "أحوى" فإن أبا عمرو يرى فيه تقرير الياءات الثلاث فيقول: "هذا أحيي"3 و"رأيت أحيي"4.
وغيره لا يرى ذلك.
إلا أن سيبويه يحذف ويستصحب منع الصرف، وعيسى بن عمر يحذف ويصرف5.
__________
1 سقط ما بين القوسين من ع.
2 في الأصل "كعصى" وفي ع "كقضى" في مكان "قصى".
3 الأصل "أخى" ع "حيى" في مكان "أحيى".
4 الأصل "أخى" في مكان "أحيى".
5 فصل هذه المسألة بأدلتها سيبويه في الكتاب 2/ 132، ومما قاله:
"وأعلم أنه إذا كان بعد ياء التصغير ياءان حذفت التي هي آخر الحروف ويصير الحرف على مثال "فعيل" ويجري على وجوه العربية، ومن ذلك قولك في "عطاء": "عطي" ... وكذلك "أحوى" ثم قال: ولا تصرفه؛ لأن الزيادة ثابتة في أوله ولا يلتفت إلى قلته، كما لا يلتفت إلى قلة "يضع".
وأما عيسى فكان يقول: "أحي" ويصرف وهو خطأ....
وأما أبو عمرو فكان يقول: "أحيى"..............".(4/1907)
ومن قال في "جدول"1: "جديول" قال في "أحوى":
"أحيوٍ" و"رأيت أحيوي".
وكذا يقول في "غاوٍ": "غويو"، وفي "معاوية"2 "معيوية" والأجود الحذف والإعلال.
ويقال في تصغير "مال" و"قيل"3 و"ريان"4: "مويل" و"قويل" و"رويان" فترد العين إلى أصلها لزوال سبب انقلابها.
وكذا يفعل بالفاء نحو قولك في "ميزان": "مويزين" وفي "موقن" "مبيقن".
وهذا الرد في اللام بلا شرط وهو في العين والفاء مشروط بكون الحرف حرف لين مبدلًا من حرف لين فلو كان حرف لينٍ مبدلًا من همزة كـ"أيمة". أو غير حرف لين مبدلًا من حرف لين كـ"قائم" و"متعد" لم يرد إلى أصله في تصغير ولا تكسير.
__________
1 الجدول: مجرى صغير يشق في الأرض للسقيا.
2 ع سقط "معاوية".
3 القيل من ملوك الجاهلية في اليمن وهو دون الملك الأعظم.
4 الريان من الناس الشبعان من الماء أو من العلم أو غيرهما.(4/1908)
فتصغير "أيمة": "أييمة".
وتصغير "قائم": "قويئم".
وتصغير "متعد": "متيعد".
هذا مذهب سيبويه1.
ومذهب الجرامي أن يقال في تصغير "قائم": "قويم".
ومذهب الزجاج في تصغير "متعد": "مويعد".
والصحيح ما ذهب إليه سيبويه لأن "قويما" يوهم أن مكبره "قويم" أو "قِوام"، أو "قَوام". و"قويئم" لا إبهام فيه فكان أولى.
وكذلك إذا قيل في "متعد": "مويعد" أوهم أن مكبره "مَوْعِد" أو "مُوعَد"2 أو3 "موعد". و"متيعد" لا إبهام فيه فكان أولى4.
__________
1 ينظر تفصيل هذه المسألة في كتاب سيبويه 2/ 127، وما بعدها:
"باب تحقير الأسماء التي تثبت الأبدال فيها وتلزمها وذلك إذا كانت أبدالًا من الواوات والياءات التي هي عينات".
2 ع ك سقط "أو موعد".
3 الأصل "وموعد" -بالواو.
4 قال سيبويه 2/ 128: "تحذف التاء التي دخلت لمفتعل وتدع التي هي بدل من الواو؛ لأن هذه التاء أبدلت هنا.
ثم قال: فهذه التاء قوية إلا تراها دخلت في "التقوى" و"التقية" فلزمت، فقالوا: اتقى منه، وقالوا: "التقاة" فجرت مجرى ما هو من نفس الحرف".(4/1909)
وإذا صغر ما ثانيه ألف زائدة قلبت واوًا فقيل في "كاهل" و"دانق"1 و"قاصعاء" و"جاموس" و"هابيل" و"خاتام"2: "كويهل" و"دوينيق" و"قويصعاء" و"جويميس" و"هويبيل" و"خويتيم".
وكذا "يفعل"3 بالألف المجهولة4 الأصل كألف "عاج"5 و"صاب"6 فيقال في تصغيرهما: "عويج" و"صويب".
وإذا صغر ثنائي مجرد، أو مؤنث بالهاء كـ"شفة" رد إليه الثالث المحذوف. فيقال في "دم": "دمى" وفي "شفة" و"عدة": "شفيهة" و"وعيدة"، وفي "سه"7 "ستيهة"8.
وقد يكون المحذوف حرفًا في لغة وحرفًا آخر في لغة فيصغر تارة برد هذا، وتارة برد هذا كقولك في تصغير "سنة":
__________
1 الدانق: سدس الدرهم.
2 الخاتام: ما يختم به، وحلقة ذات فص تلبس في الأصبع.
3 ع سقط "يفعل".
4 ع ك "المجهول" في مكان "المجهولة".
5 العاج: ناب الفيل، ولا يسمى غير نابه عاجا.
6 الصاب: شجر مر له عصارة بيضاء كاللبن بالغة المرارة، إذا أصابت العين تلفت.
7 سقط من الأصل "سه" والسه: العجز، وقد يراد به حلقة الدبر.
8 ع "ستيه" في مكان "ستيهة".(4/1910)
"سنية" و"سنيهة" وفي تصغير "عضة"1: "عضية" و"عضيهة".
وإذا لم يعلم للثاني ثالث وقصد تصغيره أو تكسيره ألحق بباب "دم" فيجبر بحرف لين.
أو ألحق بالثلاثي المضاعف المحذوف بعضه كـ"أف" بمعنى: "أف".
وذلك نحو تصغير "من" مسمى به فلك أن تقول فيه: "مني" إلحاقًا بباب "دم".
ولك أن تقول فيه "منية" إلحاقًا بالمضاعف المنقوص.
وإذا أمكن في المنقوص أن يصاغ على "فعيل" بما بقي منه لم يرد إليه المحذوف كقولك في "ميت": "مييت" وفي "هارٍ"2: "هوير" وروي عن بعض العرب "هويئر".
وأجاز أبو عمرو: "يريئيًا" في تصغير "يرى" علمًا3
__________
1 العضة: الفرقة والقطعة، والكذب وفي التنزيل العزيز: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ، الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} .
2 الهاري من الرجال: الضعيف الساقط من كبر السن.
3 قال سيبويه في الكتاب 2/ 125 "باب تحقير ما حذف منه ولا يرد في التحقير ما حذف": "ومثل ذلك "مرٍ" و"يرى" قالوا "مري" و"يري" كما قلت "هوير" و"مييت".
وأما يونس فحدثني أن أبا عمرو كان يقول في "مرٍ": "مرييء" مثل "مريع" وفي "يري": "يرييء" -يهمز ويجر- لأنها بمنزلة ياء "قاض".(4/1911)
تصغير "يضع" عند المازني "يويضع".
ولا يقول سيبويه إلا "يضيع"1.
وهو الصواب لأن الصيغة ممكنة دون الرد فلا حاجة إليه ولأن "يضيع" لا يجهل معه المكبر و"يويضع" بخلاف ذلك.
وإذا صغر اسم مقلوب صغر على لفظه في الحال، ولم يرد إلى أصله، وذلك نحو: "قسي" إذا سمي به وقصد تصغيره فإنه يقال فيه "قسي" على لفظه، وأصله "قووس"2.
فلو صغر على أصله لقيل: "قويس" كما يقال "قويس"3 في "قووس" [إذا صغر] 4، مجعولًا علما.
ومن المقلوب قولهم "جاه"5 لأنه من الوجاهة فقلب، فإذا صغر [قيل "جويه" دون رجوع إلى أصل لعدم الحاجة إلى ذلك.
__________
1 قال سيبويه 2/ 125 في نفس الباب: "ومثل ذلك رجل يسمى بـ"يضع" تقول: "يضيع" وإذا حقرت "خيرا منك" و"شر منك" قلت: "خير منك" و"شرير منك". لا ترد الزيادة، كما لا ترد ما هو من نفس الحروف".
2 جمع القوس: آلة على هيئة هلال ترمي بها السهام "تذكر وتؤنث".
3 ع ك سقط "قويس".
4 ع ك سقط ما بين القوسين.
5 الجاه: المنزلة والقدر.(4/1912)
وإذا صغر] 1 ما أوله همزة وصل حذفت وضم ما جلبت من أجل سكونه كقولك في "ابن": "بني".
"ص"
واختم بتا التأنيث ما صغرت من ... مؤنث عارٍ ثلاثي كـ"سن"2
وانسب إلى الشذوذ ما منه3 خلا ... نحو "نصيف" و"ذويد" واعدلا
وشذت التا في "أمامٍ" و"ورا" ... كذلك "قدام" إذا ما صغرا
والتا4 الزمن في رباعي أعل ... آخر شطريه فلفظه يقل
وقد تزاد عوضًا من ألف ... في نحو "لغيزى" على رأي قفي
إذا كان الاسم المؤنث العاري من علامة ثلاثيًّا في الحال كـ"دار" أو في الأصل كـ"يد" صغر بالتاء فقيل في "دار": "دويرة" وفي "يد": "يدية".
ولا يستغنى عن هذه التاء إلا فيما شذ من نحو قولهم
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 ط "يعن" في مكان "سن".
3 س ش "منهما" في مكان "ما منه".
4 ط "والتاء" في مكان "والتا".(4/1913)
"نصيف" [تصغير "نصف"1] وهي المراة المتوسطة2 بين الصغر والكبر.
ونظير "نصيف" قولهم في الذود3 من الإبل: "ذويد" وفي الحرب: "حريب" وفي القوس: "قويس"، وفي العرب: "عريب" وفي الفرس: "فريس" وفي درع الحرب4: "دريع" وفي النعل: "نعيل".
وكما شذ هذا النوع بعدم التاء5 والأصل فيه لحاق التاء كذلك شذ لحاق التاء6 في بعض ما زاد على الثلاثة، والأصل فيه عدم التاء.
فقالوا7 في "وراء" و"أمام" و"قدام"8: "وريئة" و"أميمة" و"قديديمة".
وإن كان المؤنث العاري رباعيًّا9 معتل الثالث والرابع لم يصغر إلى التاء نحو "سماء" و"سمية".
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 ع "الموسطة" في مكان "المتوسطة".
3 ع "الزود" في مكان "الذود".
4 ع ك "الحديد" في مكان "الحرب".
5، 6 الأصل "الياء" في مكان "التاء".
7 ع ك "وقالوا" -بالواو.
8 ع ك "وقدام وأمام" في مكان "وأمام وقدام".
9 ع "رباعي".(4/1914)
والأصل "سميي" -بثلاث ياءات- فحذفت الواحدة على القاعدة المتقدم تقريرها في هذا الباب فبقي الاسم ثلاثيًّا، فألحقت1 التاء كما تلحق مع الثلاثي المجرد.
وإلى هذا أشرت بقولي:
............................. ... ...................فلفظه يقل
وأجاز أبو عمرو أن يقال في تصغير "حبارى" و"لغيزى"2: "حبيرة" و"لغيغزة" فيجاء3 بالتاء عوضًا من ألف التأنيث المقصورة إذا حذفت.
"ص"
وصغروا اسم الجمع والجمع الذي ... لقلة ٍ كـ "فتية" و"أوجذ"4
ولا تصغر لفظ جمع وضعا ... لكثرة كـ"شهد" و"شفعا"
بل صغرنه بعد رده إلى ... ذي قلةٍ أو أفردنه وافعلا
به الذي بـ"شهد" قد فعلا ... من قال: "ما الشويهدون بخلًا"
__________
1 ع ك "وألحقت" -بالواو.
2 قال سيبويه 2/ 115: "وأما أبو عمرو فكان يقول "حبيرة" ويجعل الهاء بدلًا من الألف التي كان علامة للتأنيث".
3 ع "فجاء" في مكان "فيجاء".
4 أوجذ -جمع وجذ: النقرة في الجبل تمسك الماء، والحوض.(4/1915)
كذا "الشويهدات" في "الشواهد" ... قل والقياس راع غير حائد
وفي "سنين" قل "سنيات" كذا ... في "أرضين" بـ"أريضات" خذا
ومن يقل: "مرت سنين" فليقل ... "سنين" "سنين" أيضا قد نقل
ومن يقل: "سنون" قصد علم ... يقل "سنيون" فإنه نمي
"ش" يصغر اسم الجمع لشبهه بالواحد فيقال في "ركب":
"ركيب" وفي "خدم": "خديم" في "سراة"1: "سرية".
وكذلك تصغير2 الجمع الذي على أحد أمثلة القلة كقولك في "أجمال": "أجيمال" وفي "أفلس": "أفيلس" وفي "فِتية": "فُتَيَّة" وفي "أنجدة"3: "أنيجدة"4.
ولا يصغر جمع على مثال من أمثلة الكثرة؛ لأن بنيته تدل على الكثرة وتصغيره يدل على القلة فتنافيا.
وأجاز الكوفيون تصغير ما له نظير من أمثلة الآحاد.
__________
1 جمع سري وهو الشريف.
2 الأصل "يصغر" في مكان "تصغير".
3 أنجدة -جمع نجد: ما ارتفع من الأرض وصلب.
4 ع "أنيجه" في مكان "أنيجدة".(4/1916)
فأجازوا أن يقال في "رغفان": "رغيفان" كما يقال في "عثمان" "عثيمان".
وجعلوا من ذلك "أصيلانًا" زعموا أنه تصغير "أصلان" و"أصلان" جمع "أصيل".
وما زعموا مردود من وجهين:
أحدهما: أن معنى "أصيلان" هو معنى "أصيل" فلا يصح كونه تصغير جمع لأن تصغير الجمع جمع في المعنى.
الثاني: أنه لو كان تصغير "أصلان" لقيل "أصيلين" لأن "فعلان" و"فعلان" إذا كسرا قيل فيهما "فعالين" كـ"مصران" و"مصارين" و"حشان"1 و"حشاشين" و"عقبان" و"عقابين" "غربان" و"غرابين".
وكل ما كسر على "فعالين" يصغر على "فعيلين".
فبطل كون "أصيلان" تصغير "أصلان" جمع "أصيل".
وإنما "أصيلان" من المصغرات التي جيء بها على غير بناء مكبره ونظيره قولهم في "إنسان": "أنيسيان" وفي "مغرب": "مغيربان".
ولا استبعاد في ورود المصغر على بنية مخالفة لبنية مكبره كما وردت جموع مخالفة لأبنية آحادها.
__________
1 آطم من آطام المدينة على طريق الشهداء.(4/1917)
والحاصل أن من قصد تصغير جمع من جموع الكثرة رده إلى واحده وصغره ثم جمعه بالواو والنون إن كان لمذكر يعقل كقولك في "غلمان"1 "غليمون" وبالألف2 والتاء إن كان لمؤنثٍ أو لمذكر لا يعقل كقولك في "جوار"3 و"دراهم": "جويريات" و"دريهمات".
وإن كان لما قصد تصغيره جمع قلةٍ جاء أن يرد إليه مصغرًا كقولك في "فتيان": "فتية".
ويقال في تصغير "سنية" على لغة من رفعها بالواو، وجرها ونصبها بالياء "سنيات".
ولا يقال "سنيون" لأن إعرابها بالواو والياء إنما كان عوضًا من اللام.
فإذا صغرت ردت اللام فلو أُبقي إعرابها بالواو والياء مع التصغير لزم اجتماع العوض والمعوض منه.
وكذا "الأرضون" لا يقال في تصغيره "أريضات" لأن إعراب جمع "الأرض" بالواو والياء إنما كان تعويضًا من التاء.
__________
1 الغلام: الطار الشارب، والصبي من حين يولد إلى أن يشب.
2 ع ك "والألف" -بسقوط الباء.
3 جمع جارية، وهي الأمة ولو كانت عجوزًا، والفتية من النساء، والشمس، والسفينة وفي التنزيل العزيز: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة} .(4/1918)
فإن حق المؤنث الثلاثي [أن يكون] 1 بعلامة.
ومعلوم أن تصغير المؤنث الثلاثي يرده ذا علامة فلو أعرب حينئذ بالواو والياء اجتماع العوض والمعوض منه.
ومن قال: "مرت سنين" فجعل الإعراب في النون2 قال في تصغيره "سنين" ويجوز: "سنين" على مذهب من يرى أن أصله "سني" -بياءين-3 أولاهما زائدة، والثانية بدل من واوٍ هي لام الكلمة، ثم أبدلت نونًا.
فكما أنه لو صغر "سنيا" لحذف الياء الزائدة وأبقى الكائنة موضع اللام كذا إذا صغر "سنينًا" معتقدًا كون النون بدلًا من الياء الآخرة يعامل الكلمة بما كان يعاملها لو لم يكن بدل4.
فإن جعل "سنون"5 علمًا وصُغِّرَ فلا يقال إلا "سنيون" -رفعًا-6 و"سنيين" -نصبًا وجرًا-7 برد اللام
ومن جعل لامها هاء قال: "سنيهون" [-والله أعلم-8] .
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 ع ك "فجعل نونه حرف إعراب" في مكان "فجعل الإعراب في النون".
3 ع سقط "بياءين".
4 ع ك "تكن بدلا" في مكان "يكن بدل".
5 ع "سنيون" في مكان "سنون".
6 سقط من الأصل "رفعا".
7 ع ك "جرا ونصبا".
8 سقط من الأصل ما بين القوسين.(4/1919)
"ص"
وشذ الاستغناء بالتصغير في ... نحو "كميت" و"كعيت" فاعرف
وقد يصغرون أسماء على ... غير بنا مكبرٍ ما أهملا1
كـ"مغربٍ" وكـ "المغيربان" ... وكـ"الأنيسيان" و"الإنسان"
وكسر في "فاعيل" أو "فعول" ... أجزه قبل الياء كـ"السيول"
وقد تصغير هذا الياء ألفا ... من قبل ما شدد مما ضعفا
كما شذت جموع لا واحد لها من لفظها كـ"أبابيل" شذت مصغرات لا مكبر لها من لفظها نحو: "الكميت" -من الخيل-2 و"الكعيت" وهو البلبل3.
ومن هذا النوع "القطيعاء" لضربٍ من التمر و"القبيطاء"
__________
1 ع "تمثلا" في مكان "ما أهملا".
2 وهو ما كان لونه بين الأسود والأحمر.
3 طائر صغير الحجم جم النشاط، لا يكف عن الحركة من أحسن الطيور تغريدًا، رأسه ورقبته وأعلى صدره سود، ويكثر في المناطق التي توجد بها الحدائق والبساتين.(4/1920)
و"السريطاء"1 لضربٍ من الحلوى2 و"القصيرى" لأحد الأضلاع3.
وكثر ذلك في الأعلام كـ"حنين"4، و"أم حبين"5 و"هذيل" و"قريظة" و"سليم" و"عزير" و"قصى" و"طهية" و"جهينة" و"بثينة".
وقد يصغرون6 بعض الأسماء على غير بناء مكبره كقولهم في "المغرب": "مغيربان" وفي "الإنسان": "أنيسيان"7 كأن مكبرهما "مغربان" و"إنسيان".
وهذان وأمثالهما8 في التصغير بمنزلة "ليالٍ" و"مذاكير"
__________
1 ع ك سقط "السريطاء".
2 وهو الفالوذج، أو طعام من تمر وسمن.
3 هو أعلى الأضلاع، أو أسفلها.
4 موضع بين الطائف ومكة.
5 دويبة على خلقة الحرباء عريضة الصدر، عظيمة البطن على قدر الضفدع، غبراء لها أربع قوائم، فإذا طردها الصبيان قالوا:
أم الحبين انشرى برديك ... إن الأمير ناظر إليك
فتقف وتنشر جناحين أغبرين فإذا زادوا في طردها نشرت أجنحة كن
تحت ذينك، ثم ترى أحسن لون منهن ما بين أصفر وأحمر وأخضر وأبيض ... "صحاح".
6 الأصل "تصغر" في مكان "يصغرون".
7 ع ك "وكأن" -بزيادة الواو.
8 ع ك "مثالهما" في مكان "وأمثالهما".(4/1921)
و"أزاهط" و"أعاريض" في تكسير: "ليلة" و"ذكر" و"رهط" و"عروض"1.
ويجوز كسر فاء "فعيل" و"فعول" مما عينه ياء كقولك، "بييت"2 و"بيوت" و"سييل"3 و"سيول" و"سييف"4 و"سيوف".
وقد تجعل5 ياء التصغير ألفًا إذا وليها حرف مشدد كقولك في "دويبة" "دوابة".
وزعم بعض النحويين أن "الهديهد" قيل فيه: "الهداهد" بإبدال الياء ألفًا، وليس ذلك بصحيح بل "الهداهد" لغة في "الهدهد"6.
__________
1 العروض: الناحية، والطريق في عرض الجبل في مضيق، وعلم موازين الشعر، ومن بيت الشعر آخره شطره الأول.
2 ع ك "بيت" في مكان "بييت".
3 ع ك "سيل" في مكان "سييل".
4 ع ك "سيف" في مكان "سييف".
5 ع ك "يجعل" في مكان "تجعل".
6 الهدهد: جنس طير من الجواثم الرقيقات المناقير له قنزعة على رأسه، وكل ما يقرر من الطير ويطلق الهدهد على الحمام الكثير الهدهدة.(4/1922)
فصل: في تصغير المبهمات والتصغير المسمى ترخيمًا
"ص"
صغر بـ"ذيا": "ذا"، "الذي": "اللذيا" ... "تيا" لـ"تا" ولـ"التي" "اللتيا"
وبـ"اللذيين" "اللتيين" ائت إن ... تثنية "الذي" مع "التي" تعن
وفي "الذين"1 جا "اللذيون" وفي ... جمع "التي" لفظ "اللتيات" اقتفي
مع "اللويتا" و"اللويين"2 اعتمد ... مصغر "اللائين" حيثما يرد
وسم ترخيمًا من التصغير ما ... يخلي الأصول من مزيدٍ علما
كقولهم في "أسودٍ" "سويد" ... ومثله في "حامد" "حميد"
__________
1 ع "الذي" في مكان "الذين".
2 الأصل وع "اللويتين" في مكان "اللويين".(4/1923)
والتاء أولها مؤنثًا ففي ... "سوداء" تا1 "سويدة" لا تحذف2
وفي "بريه" و"سميع" حذفا ... أصلان مع مدين كي يخففا
وليس في ذين قياس يتبع ... فحكم ما شذ اطراده امتنع
"ش" لما كان التصغير بعض تصايرف الأسماء المتمكنة ناسب ذلك ألا يلحق اسمًا غير متمكن.
ولما كان في "ذا" و"الذي" وفروعهما شبه بالأسماء المتمكنة بكونها توصف ويوصف بها استبيح تصغيرها لكن على وجه خولف به تصغير المتمكن.
فترك أولها على ما كان عليه قبل التصغير، وعوض من ضمه ألف مزيدة في الآخر.
ووافقت المتمكن في زيادة ساكنةٍ ثالثةٍ فقيل في "الذي" و"التي": "الذيا" و"اللتيا" وفي "ذا" و"تا": "ذيا" و"تيا".
والأصل "ذييا" و"تييا" بثلاث ياءات: الأولى عين الكلمة
__________
1 ط "أتا" في مكان "تا".
2 ع "يحذف" في مكان "تحذف".(4/1924)
والثالثة لامها، والوسطى ياء التصغير فاستثقل توالي1 ثلاث ياءات فقصد التخفيف بحذف واحدة.
فلم يجز حذف ياء التصغير لدلالتها على معنى، ولا حذف2 الثالثة لحاجة الألف إلى فتح ما قبلها فلو حذفت لزم فتح ياء التصغير وهي لا تحرك لشبهها بألف التكسير.
فتعين حذف الأولى مع أنه يلزم من ذلك وقوع ياء التصغير ثانية فاغتفر لكونه عاضدًا لما قصد من مخالفة تصغير ما لا تمكن له لتصغير ما هو متمكن.
ويقال في تثنية "الذي" و"التي": "اللذيان" و"اللتيان".
وفي تثنية "ذا" و"تا": "ذيان" و"تيان" ويجاء في الجر والنصب مكان الألف بياء.
ويقال في "ذاك": "ذياك"، وفي "ذلك"، "ذيالك" قال الراجز:
1191-
لتقعدن معقد القصي
1192-
[مني ذي القاذورة المقلي] 3
1193-
أو تحلفي بربك العلي
1194-
أني أبو ذيالك الصبي
__________
1 سقط من الأصل "توالي".
2 ع ك "بحذف" في مكان "حذف".
3 سقط ما بين القوسين من ع.
1191-1194- هذا رجز ينسب لرؤبة وهو موجود في زيادات الديوان ص188 وهو من شواهد المصنف في شرح التسهيل 1/ 68، وشرح عمدة الحافظ 31.
القصي: البعيد.
القاذورة من الناس: لسيئ الخلق الذي لا يخالط ولا يعاشر لأنه لا يبالي ما يصنع.
المقلي: المبغض وفي التنزيل العزيز: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} .(4/1925)
ويقال في تصغير "الذين": "الذيون" وفي "اللائين"1: "اللويئون"2 وفي الجر والنصب "الذيين" و"اللويئين" ولك أن تأتي بالياء في أحوالهما3 الثلاث.
وتقول في تصغير "اللاتي" و"اللائي" بمعناها: "اللويتا" و"اللويئا" و"اللتيات".
ومن التصغير ما يقال له تصغير الترخيم وهو: تصغير بتجريد4 الاسم من الزوائد.
فإن كانت أصوله5 ثلاثة رد إلى "فعيل".
وإن كانت أصوله أربعة رد إلى "فعيعل".
وإن كانت الأصول ثلاثة والمسمى مؤنث لحقت التاء6.
__________
1 ع "اللايئين" في مكان "اللائين".
2 ع ك "اللويئيون" في مكان "اللويئون".
3 ع ك "أحوالها" في مكان "أحوالهما".
4 ع "تجريد" في مكان "بتجريد".
5 ع "أصله" في مكان "أصوله".
6 الأصل "الياء" في مكان "التاء".(4/1926)
فيقال في "أسود": "سويد".
وفي "حامد" و"حمدان" و"حماد" و"محمود" و"أحمد": "حميد".
ويقال في "قرطاس" و"عصفور": "قريطيس" و"عصيفير". ويقال في "سوداء" و"حبلى": "سويدة" و"حبيلة".
وحكى سيبويه1 في تصغير "إبراهيم" و"إسماعيل": "بُرَيْهًا" و"سُمَيْعًا" بحذف الهمزة منهما، والألف والياء، وبحذف ميم "إبراهيم" ولام "إسماعيل". ولا يقاس عليهما.
__________
1 الكتاب 2/ 134.(4/1927)
باب: النسب
"ص"
ياء مشدد1 تزاد2 في النسب ... من بعد كسر آخر الذي انتسب
كـ"مذحجي" في "فتى من مذحج" ... و"منبجي" في امرىٍ من "مبنج"
وشبه ذا اليا رابعًا فصاعدًا ... تحذف حتمًا حيث كان زائدا
كذا افعلن بمشبه "المرمي" ... والقلب قد يأتي كـ"موموي"
وتاء تأنيث من المنسوب له ... تحذف كـ"المكي" فادر الأمثله
وعلمي سلامة وتثنية ... أو كهما ناسبًا الزم تنحية
__________
1 ك ع "مشد" في مكان "مشدد".
2 ط "يزاد".(4/1928)
وما كـ"غسلين" و"عمران" جرى ... فانسب إليه أبدًا موفرًا
وألف المقصور ثالثًا جعل ... واوًا1 كنحو "الفتوي" فامتثل
واحذفه حتمًا إن يجاوز أربعه ... [كذا إذا به تتم الأربعة] 2
وهو لتأنيث وما تضمنه ... في العين منه فتحة مبينة
وألف الساكن عينًا تنقلب ... كـ"حبلوي" وسقوطها انتخب
وقد يمد ثالث منه3 وفي ... "مرمى" وشبهه انقلاب اقتفي
والحذف نزر وكـ"مرمى" يجعل ... "أرطى" وما ضاهاه، هذا الأمثل
والقلب في نحو "المعلى" جوزا ... يونس والحذف لغيره اعتزى
وحذف يا المنقوص لازم إذا ... جاوز أربعًا كفاعل "اغتذى"
__________
1 ع "واو".
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 س ش "منه ثالث" في مكان "ثالث منه".(4/1929)
واختير حذف رابعٍ و"القاضوي" ... وشبهه نزر ومنه "الحانوي"
وكـ"الفتى" في نسب نحو "الشجي" ... فعينه افتح وبواو بعد جي
و"فعلي" في "فعيلة" التزم ... و"فعلي" في "فعيلة" حتم
وكـ"العميري" وكـ"الرديني" ... شذا كما قد شذ غير ذين
وفي "فعيل" و"فعيل" "فعلي" ... و"فعلي" نزرًا كـ"الهذلى"
وذان لاعتلال لامٍ وجبا ... في العار من تاءٍ وما التا صحبا
كـ"عدوي" "ضروري" "قصوي" ... وكذاك في "طهية" قل "طهوي"
وانسب "طويليا"1 إلى "طويلة" ... وانسب "جليليا" إلى "جليلة"
و"الطولي" منعوا و"الجللي"2 ... لثقل يستلزمانه جلي
__________
1 ع "طويلة" في مكان "طويليا".
2 ع "والخللي" في مكان "والجللي".(4/1930)
و"فعليا" في "فعولة" اعتقد ... عمرو، محمد "فعوليا" عضا
وبـ"فعولي" إلى "فعول" ... قد نسبا كقولهم "سلولي"
و"فعلي" قيل أيضًا في "فعل"1 ... و"فعل" و"فعل" نحو "الدئل"
و"صعقي" شذ في "بني الصعق" ... والأصل فيه "صعقي" و"صعق"
وافتح أو اكسر عين نحو "تغلبا" ... والكسر في "علبطي"2 وجبا
والياء قبل ما لنسبةٍ كسر ... إن كان ذا شد وكسر اختصر
كقولهم في "طيب" "طيبي" ... والأصل في "طائي" الطيئي"3
وفتح يا "هبيخ" محصن ... وفي "مهييمٍ" عن الحذف غنوا
__________
1 س ش ع ك جاء هذا الشطر كما يلي:
وفتح عين الزمن في "فعل" ... .........................
2 ط "عليطي" في مكان "علبطي".
3 ط "الطيئيء" في مكان "الطيئي".(4/1931)
ونحو "طي" فتح ثانيه يجب ... وإن يكن1 واوًا فصححها تصب
فـ"طووي" قيل في "طي" وفي ... "حي" بناء "حيوي" اقتفى
ونحو: "حيي"2 "أميي"3 ورد ... وقيل فيه: نادر وما اطرد
والساكن العين الثلاثي إن أعل ... لامًا فذو التا منه كالعاري جعل
ويونس يجعل ذا التا4 كـ"الفتى" ... والنقل معضود5 به ما أثبتا
لكنه عندي واهٍ رأيا ... بجعله ذا الواو مثل ذي اليا
وهمزة الممدود أعط6 في النسب ... ما كان في تثنية لها انتسب
__________
1 الأصل "تكن".
2 ط "حييى" في مكان "حيى".
3 ط "أمييى" في مكان "أميى".
4 ط "اليا" في مكان "التا".
5 ع "معضوض" ط "مقصود" في مكان "معضود".
6 ع "أعطى" في مكان "أعط".(4/1932)
من غير ما شذوذه تبينا ... نحو "كسايين"1 وذا2 اجتنب هنا
في "الماء" و"الشا" واوًا الهمز قلب ... ومن يصححه مسميًا يصب
وقال راجز شفت أبياته3 ... "لا ينفع الشاوي فيها شأته"
وبـ"السقائي" أو "السقاوي" ... إلى "السقاية" اعز و"الشقاوي"
قل في "شقاوةٍ" ويا أو همزا ... أو واوًا "آية"4 حوت إذ تعزى
وقس نظائرًا فكـ"السقاية" ... يجعل "حولايا"5 كذا "درحاية"
و"ثاية" و"طاية"6 و"غايه" ... و"راية" جميعها كـ"آية"
وكـ"الشقاوة" اجعل "العلاوة" ... وانسب "طلاويا" إلى "طلاوة"
__________
1 ط "كساءين" في مكان "كسايين".
2 س ش ط ك "فذا".
3 ع "أنبائه" في مكان "أبياته".
4 ط "ايهٍ" في مكان "آية".
5 ط "حولاي".
6 ط "ظاية".(4/1933)
وانسب إلى صدر الذي قد ركبا ... تركيب مزجٍ نحو "معد يكربا"
وصدر جملة له -أيضًا- نسب ... وشذ "كنتي"1 فمثله اجتنب
واقصر على السماع نحو "عبشمي" ... و"عبقسي" وكذاك "الحضرمي"
وإن يكن كنية المضاف أو ... عرف بالثاني فللثاني2 عزوا
وفي سوى ذين انسبن للأول ... إن لم يخف لبس كـ"عبد الأشهل"
فـ"الأشهلي" فيه شائع وفي ... "عبد مناف":3 "المنافي" اقتفي
واجبر برد اللام ما منه حذف ... جوازًا إن لم يك رده ألف
في جمعه مصححًا أو تثنيه ... وحق مجبورٍ بذين التوفيه
فـ"أبوي" "عضوي" حتما ... في "الأب" و"العضة" للذ قدما
__________
1 ط "كنثى".
2 ع "فبالثاني" في مكان "فللثاني".
3 ع "منافى" في مكان "مناف".(4/1934)
ومن يقل "يدان" قال "يدوي" ... مع "يدي" وليفه بـ"اليدوي"
ملتزمًا ذو "اليديين"1 وكـ"أب" ... "شاة" ونحوها فجبرها وجب
و"ابنيا" اذكر في "ابنٍ" أو قل "بنوي" ... وقس وفي "ذاتٍ" و"ذي" قل "ذووي"
مع "مرئي" "امرئي"2 قد نمي ... و"بنوي" و"ابنمي" في "ابنم"
وبـ"أخٍ" "أختًا" وبـ"ابنٍ" "بنتا" ... ألحق ويونس أبى حذف التا
وقال في "كلتا" -اسمًا- "الكلتي" ... و"الكلوي"3 عندنا المرضي
و"ذيت" فيه علمًا قل "ذيوي" ... إلزمهم يونس "ذيتيا"4 روي
و"الفموي" و"الفمي" انسب لـ"فم" ... كذاك "فو محمد" وهو علم
وضاعف الثاني من ثنائي ... ثانيه ذو لين كمثل "اللائي"
__________
1 ط "اليدين" في مكان "اليديين".
2 ع سقط "امرئي".
3 س ش ع ك "كلوى" في مكان "الكلوى".
4 ع "ذيبيا" في مكان "ذيتيا".(4/1935)
في "لا"، كذا، "لو" فيه "لوي" قبل1 ... لأنه كـ"الدو" صار، إذ نقل2
وشرط جبر عادم الفًا كـ"صفة"3 ... إعلال لامه فكن ذا معرفة
ولا تجد عن فتح عين ما جبر ... والرد للأصل سعيد يعتبر
وفي "رب" اسمًا سكن إن جبرتا ... فذا أبو بشر به قد أفتى
والواحد اذكر ناسبًا للجمع ... كـ"الأفرعي"4 المعتزي لـ"الفرع"5
وانسب لجمع علمًا أو كالعلم ... أو جمع ما الإهمال فيه ملتزم
وانسب إلى اسم الجمع والجنس بلا ... قيد كـ"رهطٍ" و"أنامٍ" و"ملا"
وألف "الشام" و"اليماني" ... جاء معوضًا من اليا الثاني
__________
1 في الأصل وط جاء هذا الشطر كما يلي:
في "لا" كذاك "لوويا": "لو" جعل ... .....................
2 ع "ذا" في مكان "إذ".
3 س ش ك "كالصفة".
4 ع "الأقرعي".
5 ع "للفزع".(4/1936)
وبعضهم يشدد اليا ناسبا ... إلى الخفيف اليافع المذاهبا
ألحقوا مبالغين يا النسب ... ووحدة به أبانت العرب
وزيد لازمًا كيا "الحواري" ... وعارضًا كالياء من "دواري"
وغالبًا يغنى بنا "فعال" ... عن يا في الاحتراف كـ"البقال"
و"فاعل" لصاحب1 الشيء عهد ... ومثله "فعال" -أيضًا- قد يرد
و"فعل" يُغني عن اليا كـ"الطعم" ... و"نهر" وفيه قدمًا قد نظم
"ليست بليلي ولكني نهر ... لا أدلج الليل، ولكن ابتكر"
و"البت" و"العطر" بياءٍ وصلا ... وفيهما "فعال" -أيضًا- نقلا
وكل منسوبٍ مخالف لما ... قررته فبشذوذه احكما
__________
1 س ش ط ع ك "كصاحب" في مكان "لصاحب".(4/1937)
من ذلك "الإمسي"1 و"الدهري" ... و"المرزوي" وكذا "الخرسي"
كذا "خراسي" مع "السهلي"2 ... مع "خرفي" ثمت "الخرفي"
كذا "جلولي"3 و"صنعاني" ... ثم "حروري" و"بهراني"
و"حبلي" جذمي4 "علوي" ... و"حمضي"5 "أفقي" "شتوي"6
ومع "بحراني" "الطهوي" ... و"عبدي" ثمت "الطهوي"
ومع "زباني" "عداوي" ندر ... و"أمويا" "بدويا" لا تذر
وهكذا "الإبل الطلاحيات" ... فتحًا وكسرًا و"العضاهيات"
وزائدا "فعلان" قبل يا النسب ... زيدا مبيني عظم الذي انتسب
__________
1 ط "البصري" في مكان "الإمسي".
2 ع "الشلهلي" في مكان "السهلي".
3 ط "حلولي" في مكان "جلولي".
4 ط "خذمي" في مكان "جذمي".
5 الأصل "حمصي" في مكان "حمضي".
6 الأصل "شتري" في مكان "شتوي".(4/1938)
كـ"رقباني" و"جماني" ... و"شعراني" و"لحياني"
وبـ"فعالي" يدلون على ... ذا كـ"الرؤاسي العضاوي اعتلى"
"ش": إذا قصد النسب إلى اسم حرف إعرابه ياء مشددة مكسورًا ما قبلها كقولك في "أحمد": "أحمدي".
وإن كان آخر الاسم ياء كياء النسب رابعة فصاعدًا حذفت وجعل موضعها ياء النسب فقيل في المنسوب إلى "جعفي"1: "جعفي" وفي المنسوب إلى "شافعي"2: "شافعي".
وكذا يفعل بنحو: "مرمي" -في الأصح- مع كون ثاني ياءيه3 غير زائدة4.
ومن العرب من يحذف أول ياءيه ويقلب ثانيتهما5 واوًا بعد فتح العين فيقول6 "مرموي" وكذلك7 ما أشبههه.
__________
1 جعفي بن سعد العشيرة أو حي من اليمن.
2 أبو عبد الله محمد بن إدريس من بني عبد المطلب بن عبد مناف.
3 الأصل "يائه" في مكان "ياءيه".
4 الأصل "زائد" في مكان "زائدة".
5 الأصل "ثانيهما" في مكان "ثانيتهما".
6 ك "فتقول".
7 ع ك "وكذا" في مكان "وكذلك".(4/1939)
ويحذف من المنسوب -أيضًا- ما فيه من هاء التأنيث أو علامة1 تثنية أو جمع تصحيح كقولك في2 "مكة" ومن اسمه "مسلمان" أو "مسلمون" أو "مسلمات" أو "اثنان" أو "عشرون":
"مكي" و"مسلمي" و"اثني" و"عشري".
وإلى "اثنين"3 و"عشرين" أشرت بقولي.
......................... ... أوكهما..................
لأن "اثنين" كمثنى، وليس بمثنى، و"عشرين" كجمع سلامة وليس إياه والحكم واحد.
وإنما يلزم الحذف في المنسوب إليه من المثنى، والجاري مجراه، [وجمع السلامة المذكر والجاري مجراه] 4 إذا أعرب بعد التسمية بما كان يعرب قبلها.
فأما إذا جعل نونه حرف إعراب، وأعرب بالحركات فلا حذف فمن قال: "نصيبون"5 -رفعًا- و"نصيبين" -جرًّا ونصبًا- قال6 في النسب "نصيبي".
ومن قال "هذه نصيبين" و"مررت بنصيبين" قال في النسب "نصيبيني".
__________
1 الأصل "وعلامة"-بالواو.
2 ع سقط "في".
3 الأصل "اثنى" في مكان "اثنين".
4 ع سقط ما بين القوسين.
5 الأصل "نصبون".
6 ع سقط "قال".(4/1940)
ومن قال "هذا زيدان" و"مررت بزيدين" -فيمن سمي1 بمثنى- قال في النسب "زيدي".
ومن قال "هذا زيدان" و"مررت بزيدان" قال في النسب "زيداني".
وإذا نسب إلى المقصور حذفت ألفه خامسة فصاعدًا، أو2 رابعة متحرك3 ثاني ما هي فيه كـ"حباري" و"جمزي" فيمن نسب إلى "حباري" و"جمزي"4.
وإن كانت رابعة ساكنًا ثاني ما هي فيه جاز فيها الحذف، وقلبها واوًا، مباشرة للياء5، أو مفصولة بألف، كقولك في المنسوب إلى "حبلى": "حبلي" و"حبلوي" و"حبلاوي".
والأول هو المختار وقد نبهت على كونه مختارًا بقولي:
....................... ... .......وسقوطها انتخب
ثم نبهت بقولي:
........................وفي ... "مرمى" وشبهه انقلاب اقتفي
__________
1 ع ك "من مثنى" في مكان "فيمن سمى بمثنى".
2 الأصل "ورابعة" -بالواو.
3 الأصل "متحركًا".
4 الجمزى: السريع يقال: جمز الفرس جمزا وجمزي إذا سار سيرًا قريبًا من العدو.
5 الأصل "وللدم" في موضع "للياء".(4/1941)
والحذف نزر............ ... ........................
على أن الألف الرابعة إذا لم تكن زائدة يجوز حذفها على قلةٍ، وقلبها واوًا هو الكثير، تفرقة بين ما ألفه لغير التأنيث، وبين ما ألفه للتأنيث.
وما ألفه للإلحاق جارٍ مجرى ما ألفه غير زائدة.
فيقال في "مرمى" على الوجه الجيد "مرموي" وعلى الوجه النزر "مرمي".
وكذا يقال فيما ألفه للإلحاق كـ"أرطوي" و"أرطي"1 لكن "أرطيا" أشبه من "مرمى" فإن2 لألف "أرطى" شبهًا بألف "حبلى" في الزيادة، وشبهًا بألف "مرمى" في أنه بإزاء حرفٍ أصلي3.
وأجاز يونس4 في النسب إلى "معلى"5 وشبهه قلب الألف واوًا مع كونها خامسة: لأن وقوعها خامسة لم يكن إلا بتضعيف اللام والمضعف بإدغام في حكم حرف واحد فكأن
__________
1 ع ك "أرطى" و"أرطوى".
2 ع ك "لأن" في مكان "فإن".
3 الأصل "أصل".
4 ينظر بتفصيل قول يونس في كتاب سيبويه 2/ 78، 79.
5 المعلى: سابع سهام الميسر له سبعة أنصباء عند الفوز، وعليه سبعة أنصباء إن لم يفز.(4/1942)
ألف1 "معلى" وشبهه رابعة.
فلما أنهيت الكلام في المنسوب إلى المقصور أخذت في بيان النسب إلى المنقوص فنبهت على أن ياءه حذفها إن كانت خامسة فصاعدًا كقولك في النسب إلى "المعتدي": "معتدي".
فإن كانت رابعة جاز فيها الحذف كقولك في النسب إلى "القاضي"2: "قاضي"3، والقلب كقولك "قاضوي"4.
والحذف هو المختار، ومن القلب قول الشاعر:
1195-
وكيف لنا بالشرب إن لم يكن لنا ... دراهم عند الحانوي ولا نقد
__________
1 ع "الألف" في مكان "ألف".
2 الأصل "القاصى" في مكان "القاضي".
3 الاصل "قاصى" في مكان "قاضي".
4 الأصل "قاصوى" في مكان "قاضوى".
1195- بيت من الطويل من قصيدة ذكرها العيني 4/ 538 واختلف في نسبة الشاهد فنسب في اللسان والتاج مع بيت بعده هو:
أنعتان أم ندان أم ينبرى لنا
فتى مثل نصل السيف شيمته الحمد
إلى ذي الرمة ورأيتهما في ديوانه ص748 في الملحقات. ونسب الزمخشري في الأساس "عين" الشاهد إلى ابن مقبل وهما في ذيل ديوانه المقطعة 19 أثبتهما المحقق نقلا عن الأساس وقد ينسب الشاهد إلى الفرزدق.
الحانوي: نسبة إلى الحاناة وهو بيت الخمار.(4/1943)
وأما المنقوص الثلاثي فليس فيه إلا فتح عينه وقلب الياء واوًا كقولك في "شج"1: "شجوي" وهذا معنى قولي:
وكـ"الفتى" في نسب نحو "الشجي" ... ............
وينسب إلى كل اسمٍ على "فعيلة" بفتح عينه، وحذف يائه فيصير2 "فعليا" كقولك في "حنيفة": "حنفي".
وينسب إلى كل اسمٍ على "فعيلة" بحذف يائه -أيضًا- فيصير "فعليا" كقولك في "جهينة": "جهني".
وشذ نحو قولهم في "عميرة الكلب": "عميري" وفي "ردينة"3: "رديني".
والقياس أن يقال: "عمري" و"ردني".
وأما "فعيل" و"فعيل" -صحيحي اللام- فالمطرد في النسب إليهما "فَعِيلي" و"فُعَيلي" كقولك "عَقِيلي" و"عُقَيلي" [في4 النسب إلى "عقيل"5 و"عقيل"6] .
__________
1 الذي اعترض الشجا في حلقة، أو الذي اعتراه الهم والحزن، أو من اهتاج للذكرى.
2 ع ك "فتصير".
3 اسم امرأة كانت تقوم السيوف بخط هجر، ويقال إنها امرأة السمهري.
4 سقط ما بين القوسين من ع، ك.
5 عَقيل بن أبي طالب، أنسب قريش وأعلمها بأيامها.
6 عُقَيل: بلد بحوارن، واسم لأبي قبيلة.(4/1944)
وقد ينسب إليهما بـ"فعلي" و"فعلي" كـ"ثقفي" و"هذلي" وهما مطردان عند المبرد1.
واتفق على اطرادهما في المعتل اللام مذكرًا كان أو مؤنثًا بالتاء2. فالمذكر كقولك في "عدي" و"قصي": "عدوي" و"قصي".
و [المؤنث كقولك] في "ضرية" و"أمية": "ضروري" و"أموي".
وقالو في "طهية": "طهوي" على القياس، و"طُهْوي" -بضم الطاء، وسكون الهاء- و"طَهْوي" -بفتح الطاء وسكون الهاء- على غير قياس.
وقالوا -أيضًا- في "أمية": "أُمَوي" على القياس و"أَمَوي" -بفتح الهمزة- على غير قياس.
وامتنعوا من حذف الياء فيما ضوعف أو كانت عينه واوًا كـ"جليلة" و"طويلة"؛ لأنهم لو حذفوا الياء فيهما لقيل "جللي" و"طولي".
فاستثقلوا فك التضعيف بلا فصل، وتصحيح الواو متحركة مفتوحًا ما قبلها، وأبقوا الياء محصنة من ذلك.
__________
1 ينظر رأي المبرد في المقتضب 3/ 133 وما بعدها، ورأى سبيويه في هذه المسألة في الكتاب 2/ 69 وما بعدها.
2 الأصل "بالياء" في مكان "بالتاء".(4/1945)
وألحق سيبويه "فعولة" بـ"فعيلة" -صحيح اللام كان أو معتلها- فيقول في النسب إلى "فروقة" و"عدوة": "فرقي" و"عدوي".
وحجته [في ذلك] 1 قول العرب في النسب إلى "شنوءة": "شنئي"2.
وهذا عند أبي العباس من3 النسب الشاذ فلا يقيس عليه بل يقول في كل ما سواه من "فعولة": "فعولي" كما يقول4 الجميع في "فعول" صحيحًا كان كـ"سلول"5 أو معتلا كـ.
__________
1 سقط من الأصل ما بين القوسين.
2 قال سيبويه في الكتاب 2/ 70: "هذا باب ما حذف الياء والواو فيه القياس.
وذلك قولك في ربيعة: ربعي، وفي حنيفة: حنفي، وفي جذيمة: جذمي وفي جهنية: جهني وفي قتيبة: قتبي وفي شنوءة: شنئي........
ثم قال 2/ 74: فإن أضفت إلى "عدوة" قلت: "عدوى" من أجل الهاء كما قلت في شنوءة شنئي".
قال ابن يعيش في شرح المفصل 5/ 146 وما بعدها: "وأما أبو العباس فإنه يخالفه في هذا الأصل ويجعل "شنئيا" من الشاذ، فلا يجوز القياس عليه.
وقول أبي العباس متين من جهة القياس، وقول سيبويه أشد من جهة السماع.
3 ع "في".
4 الأصل "تقول".
5 فخذ من قيس، وهم بنو مرة بن صعصعة. و"سلول" أمهم.(4/1946)
"عدو" فلا يقال فيهما باتفاق إلا "سلولي" و"عدوي".
وإن كان المنسوب إليه ثلاثيًّا مكسور العين فتحت عينه وجوبًا كقولك في "نمر": "نمري" وفي "إبل": "إبلي" وفي "الدائل"1: "دؤلي".
وشذ قولهم في "الصعق"2: "صعقي".
والأصل: "صعق" فكسروا الفاء إتباعًا لكسرة العين ثم ألحقوا ياء النسب، واستصحبوا الكسرتين شذوذًا.
والجيد في النسب إلى "تغلب" ونحوه من الرباعي الساكن الثاني المكسور الثالث بقاء الكسرة.
والفتح عند أبي العباس مطرد، وعند سيبويه مقصور على السماع3.
__________
1 الدئل: دويبة من الفصيلة الكلبية وهو أصغر حجمًا من الذئب.
2 الصعق: الشديد الصوت، ومن غُشي عليه، والشخص يتوقع صاعقة.
3 قال سيبويه 2/ 172: "الذي قالوا "تغلبي" ففتحوا مغيرين كما غيروا حين قالوا سهلي وبصري في بصرى.. ولو كان هذا لازمًا كانوا سيقولون في يشكر: يشكري وفي جلهم: جلهمي.
إلا يلزم الفتح دليل على أنه تعبير كالتغيير الذي يدخل الإضافة ولا يلزم، وهذا قول يونس".
قال ابن يعيش في شرح المفصل 5/ 146: "وهو عند أبي العباس قياس مطرد".(4/1947)
ومن المقول بالفتح والكسر: -"تغلبي" و"يحصبي"1 و"يثربي".
وأما ما2 لم يسكن ثانية نحو: "علبط"3 فلا بد من كسر ثالثه في النسب فيقال "علبطي"4 لا غير.
وإذا وقع قبل الحرف المكسور من أجل النسب ياء مكسورة مدغم فيها مثلها حذفت المكسورة كقولك في "طيب": "طيبي".
وقياس المنسوب إلى "طيئ" [لا يقال فيه] 5 "طيئي" لكنهم تركوا فيه القياس فقالوا "طائي" فأبدلوا الياء ألفًا.
فإن كانت الياء المدغم فيها مفتوحة لم تحذف6 فيقال في النسب إلى "هبيخ"7: "هبيخي".
لأن موجب الحذف في "طيئي"8 إنما كان لكون9 الياء
__________
1 يحصب -بكسر الصاد- حي من اليمن.
2 ع ك "إذا" في مكان "ما".
3 الأصل "عليط" في مكان "علبط" -وهو الضخم.
4 الأصل "عليطي" في مكان "علبطي"
5 سقط من بين القوسين من الأصل.
6 ك "يحذف".
7 الهبيخ: الغلام، والرجل الذي لا خير فيه، والأحمق المسترخي.
8 ع ك "طي" في مكان "طيئي".
9 الأصل "كون" في مكان "لكون".(4/1948)
المدغم فيها مكسورة، فإن الثقل فيها ببقائها مكسورة شديد.
بخلاف بقائها مفتوحة.
وكذلك لو كانت مكسورة مفصولة1 كـ"مُهَييم" تصغير "مهيام" فالنسب إليه "مُهَييمي".
فإن كان المنسوب إليه ثلاثيًّا بياءين2 مدغمة إحداهما في الأخرى كـ"حي" و"طي" فتح ثانيه وعومل معاملة المقصور الثلاثي.
وإن كان ثانيه واوًا في الأصل ظهرت كقولك في "طي": "طووي".
وإن لم تكن واوًا في الأصل لم يزد على فتحها وقلب ما بعدها واوًا كقولك في "حي": "حيوي".
وشذ نحو "حيي" و"أميي" فلا يقاس عليه.
ولا يغير في النسب ما اعتل لامه من الثلاثي الساكن العين باتفاق إن لم يكن مضاعفًا كـ"حي" ولا مؤنثًا بالتاء3 كـ"ظبية"4 و"زنية" و"دمية"5.
__________
1 ع سقط "مفصولة".
2 الأصل "بتاءين" في مكان "بياءين".
3 سقط من الأصل "بالتاء".
4 جريب من جلد الغزال عليه شعر.
5 الصورة الممثلة من العاج وغيره يضرب بها المثل في الحسن، والصنم المزين.(4/1949)
فأما المضاعف فقد مضى الكلام فيه.
وأما المعتل بالياء1:
فإن كانت لامه ياء فمذهب سيبويه فيه ألا يغير منه إلا ما ورد تغييره عن2 العرب نحو "قروي" و"زنوي" فيما نسب إلى "القرية"3 و"بني4 زنية" -حي من العرب.
ومذهب يونس فيه وفي ذوات الواو أن تفتح5 عينه ويعامل معاملة الثلاثي المقصور6.
ولا شاهد له في تغيير ذوات الواو، وفمذهبه في ذوات الياء قوي لاعتضاده بالسماع، وهو في ذوات الواو ضعيف لعدم السماع.
وحكم همزة الممدود في النسب حكمها في التثنية القياسية. فإن كانت أصلية كهمزة "قراء" سلمت فقيل "قرائي" كما يقال في التثنية "قراءان".
__________
1 ينظر تفصيل هذه المسألة وما فيها آراء لأبي عمرو، ويونس والخليل، وسيبويه في الكتاب 2/ 74، 2/ 75.
2 الأصل "عند" في مكان "عن".
3 القرية: المصر الجامع، وكل ما اتصلت به الأبنية، واتخذ قرارًا، وتقع على المدن وغيرها.
4 سقط م ع "بني".
5 ع ك "يفتح".
6 قال سيبويه 2/ 75: "وأما يونس فجعل بنات الياء في ذا، وبنات الواو سواء".(4/1950)
وإن كانت بدلًا من ألف التأنيث قلبت واوًا فقيل "صحراوي"1 كما قيل في التثنية: "صحراوان".
وإن كانت منقلبة عن أصل أو زائدة للإلحاق جاز فيها أن تسلم وأن تقلب واوًا كما فعل في التثنية، فيقال "كسائي" و"كساوي" و"علبائي" و"علباوي" كما قيل في التثنية: "كساءان" و"كساوان" و"علباءان" و"علباوان".
وما شذ في التثنية نحو "كسايين"2 فلا يقاس عليه في النسب.
وإذا نسب إلى "ماء" و"شاء" فالمسموع قلب الهمزة واوًا كقولهم في المرأة3: "ماوية"4 وفي صاحب الشاة: "شاوي" قال5 الراجز:
1196-
لا ينفع الشاوي فيها شاته
1197-
ولا حماره، ولا أداته
__________
1 ع "سحراوي" في مكان "صحراوي".
2 ع "كساءين" في مكان "كسايين".
3 ع "الماءة" في مكان "المرأة".
4 ع "ماءويه" في مكان "ماوية".
5 الأصل "كقول" في مكان "قال".
1196، 1197- رجز ينسب لمبشر بن هذيل يصف جدب الزمان "المخصص 12/ 258 شرح المفصل لابن يعيش 5/ 156".(4/1951)
فلو سمي بـ"ماء" أو "شاء" لجرى في النسب إليه على القياس فقيل: "شائي" و"شاوي" و"مائي" و"ماوي".
وينسب إلى "شقاوة" ونحوه مما آخره واو سالمة بعد ألف بسلامة الواو.
وينسب إلى "سقاية" و"درحاية" و"حولايا"1 ونحوها مما لياء فيه غير ثالثة بإبدال الياء همزة ومعاملتها معاملة همزة "كساء".
فيقال "سقائي" و"سقاوي" و"درحائي" و"درحاوي" و"حولائي" و"حولاوي". كما يقال: "كسائي" و"كساوي" ولا يجوز "سقايي" بسلامة الياء.
ويجوز في "غاية" ونحوه مما الياء فيه ثالثة: سلامة الياء، وإبدالها همزة، وإبدال الهمزة واوًا فيقال: "غايي" -بباء سالمة- و"غائي" -بالهمزة- و"غاوي" -بالواو2.
وإذا3 كان المنسوب إليه مركبًا تركيب مزجٍ كـ"بعلبك"، و"معديكرب" حذف عجزه ونسب إلى صدره فيقال في "بعلبك": "بعلي" وفي "معديكرب": "معدي".
__________
1 بلدة من عمل النهروان.
2 ع ك "وغاوي بالواو، وغائي بالهمزة".
3 ع "وإن" في مكان "وإذا".(4/1952)
وكذلك يفعل1 بالمركب تركيب إسنادٍ فيقال في "برق نحره"، و"تأبط شرا": "برقي" و"تأبطي".
وشذ قولهم في الشيخ الكبير "كنتي"2 فنسبوا إلى الجملة دون حذف.
وقد يبنون اسمًا رباعيًّا من بعض صدر المركب وبعض عجزه وينسبون إليه كقولهم في "حضر موت"3: "حضرمي" وفي "عبد شمس" و"عبد قيس" و"تيم اللات"4: "عبشمي" و"عبقسي" و"تيملي".
وهذا النوع مقصور على السماع.
وإذا5 كان الذي نسب إليه مضافًا، وكان معرفًا صدره بعجزه أو كان كنية حذف صدره ونسب إلى عجزه كقولك في "ابن الزبير" "زبيري" وفي "أبي بكر": "بكري".
فإن لم يكن معرف الصدر بالعجز، ولا كنية حذف عجزه ونسب إلى صدره كقولك في "امريء القيس": "امرئي" و"مرئي".
__________
1 الأصل "تفعل".
2 لأنه عندما يتذكر شبابه يقول: كنت أفعل.
3 موضع في جنوب جزيرة العرب.
4 تيم اللات بن ثعلبة من بكر بن وائل.
5 ع ك "وإن" في مكان "وإذا".(4/1953)
فإن خيف لبس حذف الصدر ونسب إلى العجز كقولهم "منافي" و"أشهلي" في المنسوب إلى "عبد مناف" و"عبد الأشهل".
وإذا كان المنسوب إليه محذوف اللام، وكان مستحقًّا لرد المحذوف في التثنية كـ"أخ" و"أب" أو في الجمع بالألف والتاء كـ"أخت" و"عضة" وجب رد محذوفه في النسب كقولك في "أب"1: "أبوي" وفي "أخ" و"أخت" -معًا- "أخوي" وفي "عضة": "عضوي".
فإن لم يجبر المحذوف اللام بتثنية ولا جمع بالألف والتاء جاز فيه2 منسوبًا إليه الجبر وعدم الجبر كقولك في "غد": "غدي" و"غدوي".
ومن قال في تثنية "يد": "يدان" قال في النسب "يدي" -بعدم الجبر- و"يدوي" -بالجبر- ومن قال "يديان" لزمه أن يقول في النسب "يدوي".
وإن كان المحذوف اللام معتل العين وجب جبره في النسب كما يجب جبر "أب" ونحوه من المجبور في التثنية فيقال في "شاة"3: "شاهي" وإلى هذا أشرت بقولي:
__________
1 ع "الأب" -بالألف واللام.
2 ع ك سقط "فيه".
3 الشاة: الواحدة من الضأن والمعز والظباء، والبقر، والنعام، وحمر الوحش.(4/1954)
................. وكـ"أب" ... "شاة" ونحوها فجبرها1 وجب
ثم بينت أن المنسوب إليه المعوض من لامه همزة وصل يجوز أن يجبر في النسب وتحذف همزة الوصل كقولك في "ابن": "بنوي".
ويجوز ألا يجبر ويستصحب الهمزة كقولك "ابني".
ثم بينت أن النسب إلى "ذي" و"ذات" -معًا: "ذووي".
وإلى "امريء": "امرئي" أو "مرئي".
وغلى "ابنم": "ابنمي" أو "بنوي".
وأن النسب إلى "بنت" و"أخت" كالنسب إلى مذكريهما فيقال في المؤنثين: "بنوي" و"أخوي" كما يقال في المذكرين.
هذا مذهب سيبويه والخليل.
وأما يونس فيقول: "بنتي" و"أختي"2.
__________
1 ع ك "وجبرها".
2 قال سيبويه في الكتاب 2/ 81: "وإذا أضفت إلى "أخت" قلت "أخوي". هكذا ينبغي له أن يكون على القياس وذا القياس قول الخليل؛ من قبل أنك لما جمعت بالتاء حذفت تاء التأنيث كما تحذف الهاء، ورددت إلى الأصل.
فالإضافة تحذفه كما تحذف الهاء، وهو أرد له إلى الأصل....
وأما يونس فيقول: "أختي" وليس بقياس.
وقال في نفس الصحفة:
وأما يونس فيقول: "أختي" وليس بقياس.
وقال في نفس الصفحة:=(4/1955)
ويقول سيبويه في "كلتا": "كلوي".
ويقول يونس: "كلتي" "كلتوي".
ويقال في "ذيت" -علمًا- "ذيوي" و"ذيتي" -على المذهبين1.
ويقال في "فم": "فهمي" و"فموي".
ويقال فيمن اسمه "فو محمد": "فمي" و"فموي" كما يقال فيمن اسمه "فم".
وإذا نسب إلى ذي حرفين لا ثالث لهما ولم يكن الثاني حرف لينٍ جاز تضعيفه، وعدم تضعيفه فيقال في "كم": "كَمِي" و"كَمَّي".
وإن كان الثاني حرف لين وجب تضعيفه وعومل ذو2 الياء معاملة "حي" وذو الواو معاملة "دو"3.
__________
= وأما بنت فإنك تقول بنوي من قبل أن هذه التاء التي هي للتأنيث لا تثبت في الإضافة كما لا تثبت في الجمع بالتاء ...
وأما يونس فيقول: "بنتي".
1 قال سيبويه 2/ 82: واعلم أن "ذيت" بمنزلة "بنت" وإنما أصلها ذية، عمل بها ما عمل بينت ...
ثم قال: وتقول في الإضافة إلى "ذية" و"ذيت": "ذيوي" فيهما.
2 ع "ذي" في مكان "ذو".
3 الدو: الفلاة الواسعة، والمستوى من الأرض.(4/1956)
فيقال في المنسوب إلى "في" مسمى به "فيوي" وفي المنسوب إلى "لو": "لووي".
وإن كان حرف اللين ألفًا ضوعفت وأبدلت الثانية همزة ثم أوليت ياء النسب كقولك في "لا" -مسمى به- "لائي".
ويجوز قلب الهمزة واوًا.
وإذا نسب إلى المحذوف الفاء الصحيح اللام كـ"صفة" لم يرد إليه المحذوف، فيقال في النسب إلى صفة و"عدة": "صفي" و"عدي".
فإن كان معتل اللام كـ"شية"1 وجب الرد.
ومذهب سيبويه ألا يرد عين المجبور إلى السكون إن كان أصلها2 السكون، بل تفتح ويعامل الاسم معاملة المقصور إن كان معتلًّا، ومعاملة "جمل" و"عنب" و"صرد" إن كان صحيحًا كقولك في "شية" و"حرٍ": "وشوي" و"حرحي"3.
__________
1 العلامة، وسواد في بياض، أو بياض في سواد، وكل ما خالف اللون في جميع الجسد، وشية الفرس لونه.
2 سقط من الأصل "أصلها".
3 قال سيبويه في الكتاب 2/ 80: "وتقول في "حر": "حرحي" لأن اللام الحاء" "وقال 2/ 85: "وتقول في الإضافة إلى "شية": "شوى" لم تسكن العين كما لم تسكن الميم إذا قلت "دموي" فلما تركت الكسرة على حالها جرت مجرى "شجوى".(4/1957)
ومذهب الأخفش1 أن ترد2 عين المجبور إلى سكونها إن كانت ساكنة في الأصل، فيقال على مذهبه: "وشيي" و"حرحي".
فلو كان ما أصله السكون مضاعفًا رد إليه باتفاق كراهية لفظ المضاعف فيقال في النسب إلى "رب" مسمى به على قصد الجبر "ربي"3 ولا يقال؛ "رببي".
نص على جميع ذلك سيبويه [رحمة الله تعالى4]
وإذا قصد النسب إلى جمع باقٍ على جمعيته جيء بواحده ونسب إليه كقولك في النسب إلى "الفرائض": "فرضي" وإلى "الحمس"5 و"الفرع"6: "أحمسي" و"أفرعي".
__________
1 قال الأخفش متعقبًا قول سيبويه "مخطوطة دار الكتب المصرية 65 نحو".
"القياس إسكان العين لأنك إذا أردت الواو في "عدة" وأردت أن تبني الاسم بناء يكون عليه في الأسماء فإنما يرد إلى أصله كما ردوا "ذو" إلى "ذوا" إذ كان أصله "فعل".
وقد يجوز ألا يرد في "دم"، ولا يجوز في "شية" وأخواتها إلى الرد".
2 الأصل "يرد".
3 قال سيبويه 2/ 80: "وإذا أضفت إلى "رب" -فيمن خفف- فرددت قلت "ربي".
4 سقط ما بين القوسين من الأصل.
5 الحمس جمع أحمس وهو من اشتد وصلب وأولع بالشيء والأنثى حمساء.
6 الفرع جمع أفرع وهو ما غزر شعره والأنثى فرعاء.(4/1958)
ولا فرق في ذلك بين ما له واحد قياسي كـ"فرائض" وبين ما لا واحد له قياسي كـ"مذاكير".
خلافًا لأبي زيد في إجازة "مذاكيري" ونحوه مما جمع على تقدير واحدٍ لم يستعمل.
فإن لم يبق الجمع على جمعيته بنقله إلى العلمية كـ"أنمار" نسب إليه على لفظه فقيل "أنماري".
وكذلك إن كان باقيًا على جمعيته، وجرى مجرى العلم كـ"الأنصار".
وكذا إن كان جمعًا أهمل واحده كـ"الأعراب".
فإن كان المنسوب إليه1 اسم جمع كـ"ركب" أو اسم جنسٍ كـ"تمر" نسب إليه بلفظه كقولك "ركبي" و"تمري".
و"ركب" عند الأخفش جمع فحقه أن يقال في النسب إليه على رأيه "راكبي" كما يقال باتفاق في النسب إلى "ركبان".
وقالوا في المنسوب2 إلى "اليمن" و"الشام": "يمان" و"شآم" معوضين الألف من إحدى3 الياءين.
__________
1 سقط من الأصل "إليه".
2 ع ك "في النسب" في مكان "في المنسوب".
3 ع "أحد" في مكان "إحدى".(4/1959)
ومن العرب من يقول "يماني" و"شآمي" كأنه جمع بين العوض والمعوض منه.
والأجود أن يكون قائل هذا نسب إلى المنسوب ومن ذلك قول الشاعر:
1198-
ترهب السوط في اليمين وتنجو ... كاليماني طار عنه العفاء
وألحقوا للمبالغة ياء كياء النسب فقالوا "أحمري" و"دواري"1 كما قالوا "رواية" و"نسابة"2 إلا أن زيادة هاء التأنيث للمبالغة أكثر.
وكما أشركوا بين هاء التأنيث وياء النسب في المبالغة أشركوا بينهما في تمييز الواحد من الجمع فـ"حبشي" و"حبش"، و"زنجي" و"زنج" و"تركي" و"ترك" بمنزلة "تمرة"3 و"تمر"4 و"نخلة" و"نخل" و"بسرة" و"بسر".
وزيدت لغير معنى زائد زيادة لازمة كـ"حواري" و"بردي"
__________
1 دواري: كثير الدوران، ومنه قولهم: "الدهر بالإنسان دواري" أي يدور بأحواله.
2 النسابة: العالم بالإنساب.
3 الأصل "ثمرة" في مكان "تمرة".
4 الأصل "ثمر" في مكان "تمر".
1198- من الخفيف لم أعثر له على قائل.(4/1960)
و"كلب زيني"1.
وزيادة عارضة كقول الشاعر:
1199-
مثل الفراتي2 إذا ما طما ... يقذف بالبوصي والماهر
ومثله قول الصلتان:
1200-
أن الصلتاني الذي قد علمتم ... إذا ما يحكم3 فهو بالحكم صادع
__________
1 ع ك "زيتي" في مكان "زيني".
2 ع "العراقي" في مكان "الفراتي".
3 ع "تحكم" في مكان "يحكم".
1199- من السريع من قصيدة للأعشى ميمون يفضل عامرًا على علقمة بن علاثة وقبل البيت:
إن الذي فيه تماريتما ... بين للسامع والناظر
ما جعل الجد الظنون الذي ... جنب صوب اللجب الماطر
مثل الفراتي إذا ما طما ... يقذف بالبوصي والماهر
الجد: البئر، الظنون: التي لا يوثق بمائها، الفراتي: المنسوب إلى الفرات وهو الماء الشديد العذوبة، طما: ارتفع، البوصي: الملاح، الماهر: السابح.
1200- من الطويل من قصيدة قالها الصلتان العبدي عندما ادعى أن الفرزدق وجريرًا تحاكما إليه فقضى بينهما بتفضيل الفرزدق على جرير، وقد ذكر القصيدة أبو علي القالي في الأمالي 2/ 142 وروايته هي رواية المصنف وهي تخالف رواية أبي تمام في الحماسة 2/ 80:
أنا الصلتاني اللذ علمتم قضاءه ... متى ما يحكم فهو بالحكم صادع
صدع الأمر وبه: بينه وجهر به، وفي التنزيل العزيز {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر} والصادع: القاضي بين القوم.(4/1961)
ويستغنون ببناء "فعال" في الحرف عن إلحاق ياء النسب كقولهم "بقال" و"بزاز"1 و"حداد" و"خياط" و"جمال" و"كلاب".
وكذلك2 يستغنون ببناء "فاعل" بمعنى: صاحب كذا.
[نحو "تامر" و"لابن" و"كاسٍ" بمعنى: ذي تمر ولبن، وكسوة.
وقد يستعمل "فعال" بمعنى: صاحب كذا] 3 ومنه قول امرئ القيس:
1201-
وليس بذي رمحٍ فيطعنني به ... وليس بذي سيفٍ وليس بنبال
أي: وليس بذي نبل.
__________
1 البزاز بائع البز، وهو نوع من الثياب، والسلاح.
2 ع ك "وكذا" في مكان "وكذلك".
3 ع سقط ما بين القوسين.
1201- من الطويل "ديوان امرئ القيس 49".
والواو في أول البيت للعطف على ما في البيت السابق وهو:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال
والبيت من شواهد سيبويه 2/ 91.(4/1962)
وعلى هذا حمل المحققون قوله تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيد} 1. أي: بذي ظلم.
وقد يستغنى عن ياء النسب -أيضًا- بـ"فعل" كقولهم: "رجل طعم ولبس، وعمل" بمعنى: [ذي طعام] 2 وذي لباس، وذي عمل. منه قول الراجز -أنشده سيبويه3:
1202-
ليست بليلي ولكني نهر
1203-
لا أدلج الليل ولكن ابتكر
وأراد: ولكني نهاري، أي عامل في النهار.
وقالوا لبياع العطر4، وبياع البتوت وهي
__________
1 من الآية رقم "46" من سورة "فصلت".
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
3 ينظر الكتاب 2/ 91.
4 اسم جامع للأشياء التي يتطيب بها لحسن رائحتها.
1202، 1203- رجز مجهول القائل يكثر الاستشهاد به وتختلف روايته من كتاب لآخر فقد رواه المصنف في شرح عمدة الحافظ 175.
من يك ليليا فإنني نهر
وروى البيت الثاني أبو زيد في النوادر 249:
متى أرى الصبح فإني منتشر ...
ورواه الفراء في معاني القرآن 3/ 111
متى أرى الصبح فلا أنتظر
أَدْلج: سار أول الليل، وادّلج: سار آخره، ابتكر: أدرك النهار من أوله.(4/1963)
الأكسية1 "عطار" و"عطري" و"بتات" و"بتي".
وما جاء من المنسوب مخالفًا لما يقتضيه القياس فهو من شواذ النسب التي تحفظ ولا يقاس عليها، وبعضه أشذ من بعض.
فمن ذلك قولهم في المنسوب إلى البصرة2: "بصري" وإلى الدهر: "دهري" وإلى مرو: "مروزي" وإلى الري: "رازي" وإلى "خراسان": "خرسي" و"خراسي".
وإلى السهل من الأمكنة: "سهلي"3 وإلى الخريف4: "خرفي" و"خرفي".
وإلى "جلولاء" و"حروراء"5: "جلولي" و"حروري".
وإلى "صنعاء" و"بهراء"6: "صنعاني" و"بهراني".
وإلى بني الحبلى -حي من الأنصار- "حبلي" وإلى
__________
1 الأكسية الغليظة من صوف أو وبر.
2 البصرة: الأرض الغليظة، والحجارة الرخوة فيها بياض، واسم مدينة كبيرة في العراق.
3 ع "سهيلي".
4 الخريف: الرطب المجتنى في الخريف، وأحد فصول السنة، وأول ما يبدو من المطر أول الشتاء.
5 مكان بقرب الكوفة تنسب إليه الحرورية، إحدى طوائف الخوارج فقد كان بهذا المكان أول اجتماعهم.
6 بهراء: حي من اليمن.(4/1964)
جذيمة1: "جذمي" وإلى العالية: "علوي" وإلى الحمض2:
"حمضي" وإلى الأفق3: "أفقي" وإلى الشتاء: "شتوي".
وإلى البحرين4: "بحراني" وإلى طهية: "طهوي" و"طهوى" وإلى زبينة5: "زباني" وإلى بني عدي من مزينة6: "عداوي" وإلى أمية7: "أموي" وإلى البادية8: "بدوي".
وإلى الطلح9: "إبل طلاحية" -بالكسر والفتح.
وإلى العضاه10 -وهو ما عظم من شجر الشوك- "إبل عضاهية".
__________
1 بنو جذيمة: حي من عبد القيس، ومنازلهم البيضاء بناحية الخط من البحرين.
2 الحمص: كل نبات حامض أو مالح يقوم على ساق ولا أصل له، وهو للماشية كالفاكهة للإنسان.
3 الأفق: الناحية وجمعه آفاق وفي التنزيل العزيز: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِم} .
4 البحرين: موضع بين البصرة وعمان.
5 زبينة: أبو حي من العرب.
6 مزينة: قبيلة عربية، وأصل مزينة تصغير "مزنة" وهي المطرة.
7 أمية: مصغر الأمة، وبنو أمية بطن من قريش ينتسبون إلى أمية بن عبد شمس.
8 البادية: الفضاء الواسع فيه الماء والمرعى.
9 الطلح: شجر عظام من شجرة العضاه ترعاه الإبل، والموز، وبه فسر قوله تعالى: {وَطَلْحٍ مَنْضُود} .
10 الأصل: "العظاة".(4/1965)
ومن النسب الذي يحفظ ولا يقاس عليه قولهم: "رقباني" و"جماني" و"شعراني" و"لحياني" للعظيم الرقبة والجمة1 والشعر، واللحية.
وقد يدلون على هذا المعنى بـ"فعالي" كقولهم: "عضادي" و"رآسي" بمعنى: عظيم العضد2 والرأس.
__________
1 الجمة من الإنسان: مجتمع شعر ناصيته، وما ترامى من شعر الرأس على المنكبين.
2 ما بين المرفق إلى الكتف.(4/1966)
باب: الإمالة
"ص":
إمالة الألف جعله1 كيا ... لفتحةٍ ككسرةٍ مقتفيا2
إن كان مبدلًا من اليا ظرفا ... أو شاع3 جعل الياء منه خلفا
دون مزيدٍ، أو شذوذ ولما ... تليه4 ها التأنيث ما الها عدما
وبدل العين أمل من فعل إن ... يؤل إلى "فلت" كماضي "خف" و"بن"
وقبل ياءٍ ألف تمال ... أو بعدها، واغتفر انفصال
__________
1 ع ك "جعلها" في مكان "جعله".
2 س ش "مقتضيًا" في مكان "مقتفيًا".
3 ط "ساغ" في مكان "شاع".
4 س ش "يليه".(4/1967)
بحرفٍ أو حرفين إن بعض وقع ... هاء كـ"بينها" فخالف من منع
كذا تمال قبل مكسورٍ تلا ... أو بعده1 بحرفٍ أو منفصلا
باثنين حرف منهما تسكنا ... أو حركا والبعض هاء بينا
وما من الكسرة واليا ظهرا ... يغلبه المستعل2 لا إن3 قدرًا
إن وصل المستعل4 بعد أو فصل5 ... بحرفٍ أو حرفين كـ"الواثق6 صل"
كذا إذا قدم ما لم ينكسر ... وخير إن سكن بعد منكسر
ومثل ذي استعلاءٍ الرا إن خلت ... من كسرةٍ وهي إذا ما كسرت
غالبة مستعليًا وما لحق ... به كـ"طارد" و"مدرارٍ" فثق
__________
1 س "أو بعضه" في مكان "أو بعده".
2 ع "المستمل" في مكان "المستعل".
3 الأصل "ما" في مكان "إن".
4 ع "المستقل" في مكان "المستعل".
5 ع "وصل" في مكان "فصل".
6 الأصل "الوامق" في مكان "الواثق".(4/1968)
وليس حتمًا أن يمال ذو السبب ... بل هو حكم صح عن بعض العرب
ولا تمل لسبب لم يتصل ... والمنع قد يوجبه ما ينفصل
فلا1 تمل في نحو "بعت تابلا" ... وامنع لنحو2 قاف "ناد قابلًا"3
والكسر إن يعرض زواله ففي ... تأثيره وجهان فاقف ما اقتفي
وقد أمالوا لتناسب بلا ... داعٍ سواه كـ"عمادٍ" أو "تلا"
ولا تمل ما لم ينل تمكنا ... دون سماعٍ غير "ها" وغير "نا"
نحو "بها" "فيها" و"قد مر بنا" ... و"عج علينا" و"ادن من مجمعنا"4
ولم يميلوا نحو "إلا" و"إلى" ... مما تراه من تمكن5 خل
__________
1 الأصل "ولا".
2 ط "كنحو" في مكان "لنحو".
3 ط س ش "قائلًا" في مكان "قابلًا".
4 ع "يجمعنا" في مكانٍ "مجمعنا"
5 ع "يمكن".(4/1969)
وبسماعٍ لا قياسٍ ثبتا ... "أنى"1 ممالًا و"بلى" ثم "متى"
كذاك "را"2 وأخواته و"لا" ... من بعد "إما" في كلامٍ نقلا
و"المال" و"الناس"3 أميلا دون جر ... والعلم "الحجاج" هكذا اشتهر4
كذا "العشا" ولشذوذٍ عزيت ... هذي وأمثال لها قد رويت
وأمل المفتوح قبل الراء إن ... تطرفت مكسورة حيث تعن5
كذا الذي يليه6 ها التأنيث في ... وقفٍ إذا ما كان غير ألف
"ش": إمالة الألف أن ينحى بها نحو الياء، وبالفتحة قبلها نحو الكسرة.
ولها أسباب منها: أن تكون مبدلة7 من ياءٍ أو صائرة إلى
__________
1 ع "أن" في مكان "أني".
2 ط "تا وأخواتها" الأصل "ذا وأخواتها" في مكان "را وأخواته".
3 س "والناس والمال".
4 س ش ع ك "استقر" في مكان "اشتهر".
5 الأصل "ولا تهن" في مكان "حيث تعن".
6 ك "تليه".
7 سقط من الأصل "مبدلة".(4/1970)
الياء دون شذوذٍ، ولا زيادة، مع تطرفها لفظًا أو تقديرًا.
فالمبدلة من الياء كألف "الهدى" و"هدى" و"فتاة" و"نواة"1. والصائرة إلى الياء كألف "معزى" و"حبلى".
واحترز بعد الشذوذ من نحو "قفي"2 -في الإضافة- و"قفي" -في الوقف.
واحترز بنفي3 الزيادة من نحو قولهم في التصغير "قفي" وفي التكسير "قفي".
واحترز بالتطرف من الكائنة عينًا فإن فيها تفصيلًا ياتي [بيانه إن شاء الله تعالى4] .
وأشرت بقولي: "تقديرًا" إلى نحو "رماة" مما يلي ألفه هاء التأنيث ولهذا قلت في النظم:
...........................ولما ... يليه ها التأنيث ما الها عدما
ثم أخذت في الكلام على الألف المبدلة من عين.
__________
1 النواة: عجم التمر ونحوه، وما ينبت على النوى كالفسيلة، وما زنته خمسة دراهم.
2 القفا: مؤخر العنق، وقفا كل شيء خلفه.
3 ع ك "من نفي" في مكان "بنفي".
4 سقط ما بين القوسين من الأصل.(4/1971)
وهي تمال باطراد إن كانت في فعل يكسر فاؤه حين يسند إلى تاء1 الضمير يائيًّا كان كـ"بان"2 أو واويا كـ"خاف" فإنك تقول فيهما "بنت" و"خفت" فتصيران في اللفظ على وزن "قلت".
والأصل "فعلت" فحذفت العين وحركت الفاء بحركتها.
ومن أسباب إمالة الألف:
تقدمها3 على ياء كـ"بايع"، أو تأخرها عنها متصلة كـ"بيان" أو منفصلة بحرف كـ"شيبان، ضربت يداه"، أو بحرفين أحدهما هاء نحو: "بينها".
فلو لم يكن أحدهما هاء امتنعت الإمالة لبعد4 الياء واغتفر البعد مع الهاء لخفائها.
ومن أسباب إمالة الألف: تقديمها على كسرة تليها كـ"عالم".
أو تأخرها عنها بحرف نحو "كتاب"، أو بحرفين أولهما
__________
1 الأصل "ياء" في مكان "تاء".
2 ع "بات" في مكان "بان".
3 الأصل "تقديمها" في مكان "تقدمها".
4 ع "كبعد" في مكان "لبعد".(4/1972)
ساكن كـ"شملال"1 أو كلاهما متحرك وأحدهما هاء نحو: "يريد أن يضربها".
وإن كان سبب الإمالة كسرة ظاهرة أو ياء موجودة، وكان بعد الألف حرف استعلاء متصل أو منفصل بحرف كـ"واثق" أو بحرفين كـ"مواثيق" منع الإمالة، وغلب سببها، وكذا إن تقدم حرف الاستعلاء ولم ينكسر نحو: "غالب" فإن انكسر لم يمنع الإمالة [نحو "غلاب"2] .
فإن سكن بعد كسرة جاز أن يمنع وألا يمنع نحو: "إصلاح".
وتساوي الراء المفتوحة والمضمومة3 حرف الاستعلاء فلا يمال "عذار"4 ولا "عذاران" كما يمال "مواثق" ولا "مواثيق" ولا يمال "راشد" كما لا يمال "غالب".
وتغلب الراء المكسورة [حرف الاستعلاء وما5 يساويه في المنع من راءٍ6 مضمومةٍ، أو مفتوحةٍ، فيمال نحو [قوله تعالى]
__________
1 الشملال: السريع الخفيف، وفي ع "شملان".
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 الأصل المضمومة والمفتوحة.
4 العذار: طعام الختان، وعذار الغلام جانب لحيته، وعذار الفرس: ما سال من اللجام على خده.
5 الأصل "مما" في مكان "ما".
6 سقط من ع "من راء".(4/1973)
{أَبْصَارِهِم} 1، و [قوله] {دَارُ الْقَرَار} 2 من أجل الراء المكسورة] 3.
وإلى هذا أشرت بقولي:
ومثل ذي استعلاء الرا إن خلت ... من كسرةٍ وهي إذا ما كسرت
غالبة مستعليًا، وما لحق ... به....................
ثم بينت أن الإمالة لا تجب إذا وجد سببها دون معارض بل هي عند ذلك مستعملة عند قومٍ، غير مستعملةٍ عند قومٍ.
وإياه أردت بقولي:
وليس حتمًا أن يمال ذو السبب ... بل هو حكم صح عن بعض العرب
ثم بينت أن سبب الإمالة إذا انفصل لا يؤثر، وأن سبب المنع قد يؤثر منفصلًا، فيقال: "أتى أحمد" -بالإمالة- و"أتى قاسم" -بترك الإمالة.
__________
1 من الآية رقم "51" من سورة "القلم" ونصها: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ} .
2 من الآية رقم "39" من سورة "غافر".
3 تكرر ما بين القوسين في ع.(4/1974)
ثم بينت أن الألف المكسور ما بعدها إذا زالت الكسرة بإدغام أو قفٍ جاز أن تمال، وألا تمال.
لكن الإمالة مع الإدغام العارض أحسن من الإمالة مع الإدغام اللازم.
ثم بينت أن الألف قد تمال طلب التناسب1 كإمالة ثاني الألفين في2 نحو: "معرايا" و"رأيت عمادا".
وكإمالة ألفي3: {وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} 4 ليشاكل التلفظ بهما التلفظ بما بعدهما.
ثم إن الإمالة لم تطرد فيما لا تمكن له إلا في ألفي "نا" و"ها" نحو "مر بنا" [ونظر إلينا"5] و"مر بها، ونظر إليها، ويريد أن يضربها".
وقد جروا على القياس في ترك إمالة "ألا" و"أما" و"إلى" و"على" و"لدى".
ومما أميل على غير قياسٍ دون سبب "أنى" و"متى" و"بلى" و"يا" و"لا" في قولهم: "إما لا" ومما أميل على غير قياس "را" وما أشبهها من فواتح السور.
__________
1 الأصل "طلبا للتناسب".
2 ع ك "في" في مكان "من".
3 ع ك "وكألفي" في مكان "وكإمالة ألفي".
4 الآيتان "1، 2" من سورة "الضحى".
5 ع سقط ما بين القوسين.(4/1975)
وكذا "الحجاج" -علمًا- و"الباب" و"المال" و"الناس" -في غير جر.
وسوى بين1 إمالة "مال" و"ناس" و"باب" وإمالة "عاب" و"ناب" في2 الشذوذ.
وذلك قوله في الباب الذي ترجمته: "هذا باب ما أميل على غير قياس وإنما هو شاذ3".
"وذلك "الحجاج" -إذا كان اسمًا لرجل -وذلك لأنه4 كثر في كلامهم فحملوه على الأكثر؛ لأن الإمالة أكثر في كلامهم".
ثم قال في الباب المشار إليه: "وقال ناس5 يوثق بعربيتهم: "هذا باب" و"هذا مال" [و"هذا ناب"6] و"هذا عاب" لما كانت بدلًا من الياء كما كانت في "رميتهم" شبهت7 بها.
__________
1 ع ك سقط "بين".
2 الأصل "وفي الشذوذ" بزيادة الواو.
3 الكتاب 2/ 464 وما بعدها.
4 جميع النسخ "أنه" ولكن عبارة سيبويه "لأنه".
5 هكذا في كتاب سيبويه 2/ 464 "ناس" وفي جميع نسخ الكتاب "أناس".
6 سقط ما بين القوسين من ع. وهو غير موجود في سيبويه.
7 ع "وشبهة" في مكان "شبهت".(4/1976)
وشبهوها في "مال" و"ناب"1 بالألف التي تكون بدلًا من واو "غزوت". هذا نصه.
وقال ابن برهان في آخر شرح اللمع: "روى عبد الله بن داود2 عن أبي عمرو بن العلاء: إمالة "الناس" في جميع القرآن -مرفوعًا ومنصوبًا ومجرورًا-".
وهذا رواية لأحمد بن يزيد الحلواني3 عن أبي عمر الدوري4 عن الكسائي، ورواية نصير5 وقتيبة6 عن الكسائي.
__________
1 في سيبويه "باب ومال".
2 عبد الله بن دواد الهمذاني الخريبي، ثقة، حجة، روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء وحدث عن الأعمش وثور وهشام بن عروة توفي سنة 213هـ وله ترجمة في طبقات ابن الجزري 1/ 418.
3 أحمد بن يزيد الحلواني الصفار، إمام كبير عارف صدوق، متقن ضابط قرأ بمكة، والمدينة والعراق، وممن قرأ عليهم أبا عمر الدوري، مات بعد الخمسين والمائتين من الهجرة "ابن الجزري 1/ 150".
4 حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان أبو عمر الدوري الأزدي، البغدادي النحوي، الضرير، نزيل "سامهرا" شيخ القراء في زمانه، قرأ بسائر الحروف السبعة وبالشواذ وتوفي عام 246هـ.
وفي ع، ك "أبو عمرو" وليس كذلك.
5 نصير بن يوسف بن أبي نصر الرازي ثم البغدادي، النحوي، ثقة، أخذ القراءة عرضا عن الكسائي، وكان من جلة أصحابه وعلمائهم.
كان ضابطًا عالمًا بمعنى القراءات ونحوها ولغتها مات سنة 240هـ.
6 قتيبة بن مهران الأزاذاني -"قرية من أصبهان"- إمام مقرئ أخذ القراءة عرضًا وسماعًا عن الكسائي وسليمان بن جماز. قيل إنه توفي في أوائل القرن الثالث الهجري.(4/1977)
ومن الإمالة المطردة إمالة كل فتحة وليتها راء مكسورة نحو قوله تعالى: {تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْر} 1 و {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَر} 2.
وإمالة كل فتحةٍ وليتها تاء منقلبة3 للوقف هاء.
إلا أن إمالة هذه مخصوصة [بالوقف4] ، وإمالة التي تليها راء مكسورة جائزة في الوصل والوقف.
__________
1 من الآية رقم "22" من سورة "المرسلات".
2 من الآية رقم "95" من سورة "النساء".
3 الأصل "مثقلة" في مكان "منقلبة".
4 ع سقط ما بين القوسين.(4/1978)
باب الوقف
مدخل
...
باب: الوقف
"ص":
إن سكن الآخر وصلا وحذف ... خطا فذاك الساكن احذف إن تقف
وسكن الكائن قبله كـ"له ... مال وإني آمل أن أسأله"
كذا لدى1 ربيعة المنون ... في نصبٍ أو في غيره يسكن2
والأزد مدا تبدل التنوين من ... جنس التحرك الذي به قرن
وغير هؤلاء خص البدلا ... بما يلي الفتحة كـ"امدد طولا"3
ويستوي المعرف والمبني في ... إبدال تالي فتحةٍ بألف
__________
1 ط "الذي" في مكان "لدى".
2 ط "تسكن".
3 الطول: الحبل يربط في وتد ونحوه، ويطول للدابة فترعى مقيدة به.(4/1979)
وأشبهت "إذا منونًا1 نصب ... فنونها اجعل ألفًا وقفًا2 تصب
"ش": يتناول قولي:
إذا سكن الآخر وصلا وحذف ... خطا.........................
الواو المنطوق بها في نحو "له" والياء في نحو "به" لأن كل واحد منهما آخر ومسكن في الوصل، ومحذوف في الخط فحقه في الوقف أن يحذف، ويسكن ما قبله كقولك في ["لَهُ": "لَهْ" وفي "بِهِ": "بِهْ".
وفي الوقف على المنون ثلاثة لغات:
إحداهما: لغة ربيعة وهي أن3 يوقف] عليه بحذف التنوين، وسكن الآخر -مطلقًا- كقولك: "هذا زيدْ". و"مررت بزيدْ" و"رأيت زيدْ".
ومن شواهد هذه اللغة قول الشاعر:
1204-
ألا حبذا غنم وحسن حديثها ... لقد تركت قلبي بها هائمًا دنف
__________
1 ع "مأنونا" في مكان "منونا".
2 ك "وقف" في مكان "وقفا".
3 ع سقط ما بين القوسين.
1204- من الطويل لم يعزه أحد إلى قائل وهو من شواهد العيني 4/ 543 والسيوطي في الهمع 2/ 205، والدرر 2/ 232.
غنم: اسم امرأة.
الهائم: الذي هام على وجهه.
الدنف: بالكسر الذي به دنف، بالفتح وهو المرض المثقل الملازم.(4/1980)
والثانية: لغة الأزد وهو أن يوقف عليه بإبدال التنوين ألفًا بعد الفتحة، وواوًا بعد الضمة، وياء بعد الكسرة كقولك: "رأيت1 زيدا" و"هذا زيدو" و"مررت بزيدي".
والثالث: لغة سائر العرب وهي أن يوقف2 على المنصوب والمفتوح بإبدال التنوين ألفًا، وعلى غيرهما بالسكون وحذف التنوين بلا بدل.
والمراد بالمنصوب ما فتحته فتحة إعراب نحو: "رأيت زيدًا".
والمراد بالمفتوح ما فتحته لغير إعراب نحو "إيهًا" و"واهًا".
وشبهت "إذًا" بمنون3 فأبدلت نونه في الوقف ألفًا.
"ص":
ذو القصر والتنوين فيه المازني ... رأى4 وفاق الأزد غير واهن
__________
1 ع "هذا" في مكان "رأيت".
2 ع "توقف".
3 ع "بنون" في مكان "بمنون".
4 ط "راء" في مكان "رأى".(4/1981)
ووافق البصري والكسائي ... ربيعة، وبهما1 اقتدائي
فحذفا التنوين من دون خلف ... وأثبتا الذي من أجله انحذف
وعند سيبويه في الوقف2 على ... صحيح المقصور حتمًا حملا
وقف على عادم تنوين قصر ... كوصله والحذف في الشعر اغتفر
و3 واوًا أو همزًا أو اليا من ألف ... أبدل بعض الفصحاء إذ يقف
وقف على المنقوص غير المنتصب ... منونًا بحذف ياءيه4 تصب
وقد يباح الرد والزمه إذا ... ما عينه أو فاؤه قد أخذا
ولسوي المنون اجعل عكس ما ... له وكالصحيح منصوبهما
"ش": لا يوقف على المقصور من الأسماء إلا بالألف. منونًا كان أو غير منون.
__________
1 ط "وبهم" في مكان "وبهما".
2 ط "الوجه" في مكان "الوقف".
3 ط سقطت الواو من "وواوًا".
4 ط "يائه" في مكان "ياءيه".(4/1982)
لكن في المنون ثلاثة مذاهب:
[أحدها: مذهب1] سيبويه وهو الحكم عليه في الرفع والجر2 بأن تنوينه محذوف دون عوض، وأن الوقف فيه على الألف التي من نفس الاسم. والحكم عليه في النصب بأن تنوينه أبدل منه في الوقف ألف إجراء له مجرى الصحيح.
ومذهب المازني أن الألف الثابتة3 في الوقف هي بدل من التنوين منصوبًا كان المقصور او مرفوعًا، أو مجرورًا4.
فحكم في المقصور بما حكمت الأزد في الصحيح.
وذكر ابن برهان أن مذهب أبي عمرو والكسائي أن الألف الموقوف عليها في المقصور لا تكون أبدًا إلا الألف التي هي من نفس الاسم5 مرفوعًا كان أو مجرورًا أو منصوبًا.
وهذا المذهب أقوى من غيره، وهذا موافق لمذهب ربيعة. في حذفهم تنوين الصحيح دون بدل، والوقف عليه بالسكون -مطلقًا.
وتقوي6 هذا المذهب الرواية بإمالة الألف وقفًا،
__________
1 ع سقط ما بين القوسين.
2 ع ك "في الجر والرفع".
3 ع "الثانية" في مكان "الثابتة".
4 ينظر الخصائص 2/ 296.
5 ع ك "الكلمة" في مكان "الاسم".
6 ع "ويقوى".(4/1983)
والاعتداد1 بها رويا وبدل التنوين غير صالح لذلك.
وهذا الذي حكاه2 ابن برهان عن أبي عمرو والكسائي هو اختيار السيرافي، وبه أقول.
ولا خلاف في المقصور غير المنون أن3 لفظه في الوقف كلفظه في الوصل، وأن ألفه لا تحذف إلا في ضرورة [كقول الراجز:
1205-
رهط ابن مرحوم ورهط ابن المعل
أراد: ابن المعلى4] . وإلى هذا أشرت بقولي:
وقف على عادم تنوينٍ قصر ... كوصله والحذف في الشعر اغتفر
وناس من قيس وفزارة يبدلون الألف الموقوف عليها ياء.
وبعض طيئ يبدلونها واوًا، وبعضهم يقبلها همزة.
__________
1 الأصل "الاعتدال" في مكان "الاعتداد".
2 الأصل "حكى" في مكان "حكاه".
3 ع ك سقط "أن"
4 سقط ما بين القوسين من الأصل وجاء بعد عدة أسطر قبل قوله: "وإذا وقف على الاسم المنقوص".
1205- رجز لم أقف على قائله.(4/1984)
وإلى هذه اللغات أشرت بقولي:
وواوًا أو همزًا أو اليا من الألف ... أبدل بعض الفصحاء إذ يقف
وإذا وقف على الاسم المنقوص وكان منصوبًا أبدل من تنوينه ألف إن كان منونًا، وأثبتت ياؤه ساكنة إن لم يكن منونًا كقولك "قطعت واديا" و"أجبت الداعي".
فإن كان منونًا ولم يكن منصوبًا، ولا محذوف العين أو الفاء [فالمختار الوقف عليه بالحذف نحو "هذا قاضٍ" و"مررت بقاضٍ".
ويجوز الوقف1] برد الياء كقراءة ابن كثير: "إنا أنت منذر ولكل قوم هادي"2، و"وما لهم من دونه من والي"3, "وما لهم من الله من واقي"4، "ما عند الله باقي"5.
ولكون الوقف6 بالحذ مختارًا وافق ابن كثير الستة
__________
1 سقط ما بين القوسين من ع.
2 من الآية رقم "7" من سورة "الرعد".
3 من الآية رقم "11" من سورة "الرعد".
4 من الآية رقم "34" من سورة "الرعد".
5 من الآية رقم "96" من سورة "النحل".
6 سقط من ع "الوقف".(4/1985)
عليه فيما سوى: "هادٍ" و"وال" و"واقٍ" و"باق" نحو: "باغٍ"1، و"عادٍ"2 و"مفترٍ"3 {وفَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} 4.
و {فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ} 5 و {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ} 6 و {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} 7 و {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} 8 و {جَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} 9.
فإن كان المنقوص محذوف العين كـ"مُرٍ" اسم فاعل من "أرى" [محذوف العين10] ، أو محذوف الفاء كـ: "يف" -علمًا- لم يوقف عليه إلا بالرد. ثم نبهت بقولي:
__________
1، 2 وردت هاتان الكلمتان في ثلاثة سور من القرآن الكريم هي 173 البقرة، 145 الأنعام، 115 النحل، ونص آية البقرة: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .
3 من الآية رقم "101" من سورة النحل ونصها: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} .
4 من الآية رقم "72" من سورة "طه".
5 من الآية رقم "5" من سورة "العنكبوت".
6من الآية رقم "36" من سورة "الزمر".
7 من الآية رقم "26" من سورة "الرحمن".
8 من الآية رقم "44" من سورة "الرحمن".
9 من الآية رقم "54" من سورة "الرحمن".
10 سقط ما بين القوسين من الأصل.(4/1986)
ولسوى المنون اجعل عكس ما ... له...........................
على أن الوقف بإثبات الياء على نحو: "القاضي" مرفوعًا أو مجرورًا أجود في القياس من الوقف بحذفها.
ولما كان هذا الإطلاق يوهم تناول المنصوب نبهت على يرفع ذلك الإيهام بقولي:
................................. ... .....وكالصحيح منصوبهما
أي: منصوب المنون، وما سوى المنون من المنقوص في الوقف كالصحيح المنون فيما تعرض إليه من الحكم الذي يليق بهذا الفصل. [والله أعلم1] .
فصل:
"ص":
وغير"ها" التأنيث من محرك ... سكنه أو قفا رائم التحرك
أو أشمم المضموم2، والتسكين ... أصل وجدوى غيره تبين3
وما يلي التحريك إن لم يعتلل ... ولم يكن همزًا كآخر "الوعل"
__________
1 سقط ما بين القوسين من الأصل.
2 ع ك "الضمة" في مكان "المضموم".
3 الأصل "تبيين" في مكان "تبين".(4/1987)
فجائز تضعيفه في الوقف ... وقد أجيز نقل شكل الحرف
لساكنٍ يقبل تحريكا كما ... في قول بعض الراجزين القدما
"عجبت والدهر كثير عجبه ... من عنزي سبني لم أضربه"
ونقل فتحٍ من سوى المهموز له ... يراه بصري وكوفٍ نقلا
والنقل إن يعدم نظير ممتنع ... في غير ذي الهمز كـ"بشر" مرتفع
[وصح1 وقف لخم بالنقل إلى ... محركٍ، وغير"ها" لن يقبلا2]
ليس لهاء التأنيث نصيب من إشمام ولا روم. ولا تضعيف فلذلك قدم استثناؤها حين قصد التكلم على ذلك3، فنبه على أن غير"ها" من المحركات4 يجوز أن يوقف عليه بالتسكين وهو الأصل.
__________
1 جاء في البيت في ع ك كما يلي:
ولغة لخمية نقل إلى
محرك في الوقف فاحك المثلا
2 ص س ش "ينقلا" في مكان "يقبلا".
3 ع ك "حين قصد الكلم" في مكان "حين قصد التكلم على ذلك".
4 الأصل "الحركات" في مكان "المحركات".(4/1988)
المجلد الخامس
المخطوطات
...(5/5)
الفهارس العامة
مدخل
...
الفهارس العامة:
19-52 1- الآيات القرآنية
55- 59 2- الأحاديث النبوية
63-144 3- الأبيات الشعرية
147 -163 4- الأرجاز
167-174 5- الأساليب العربية التي أقرها المصنف
177- 179 6- الحكم والأمثال
183- 186 7- الطوائف والجماعات ونحوها
189- 193 8- القبائل والبطون ونحوها
197- 199 9- الأماكن والبلدان ونحوها
203- 232 10- الأعلام
237- 349 11- الموضوعات
353- 356 12- المراجع التي أشار إليها المصنف
359- 388 13- مراجع التحقيق(5/15)
فهرس الآيات القرآنية
...
الصفحة الآية السورة رقم الآية
172 فضرب الرقاب/ محمد/ 4
219 =
658 =
662 =
179 وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب/ النساء/ 163
180 مثل الفريقين كالأعمى والأصم/ هود/ 24
186 ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير/ الملك/ 4
188 إن هذان لساحران/ طه/ 63
192 رأيتهم لي ساجدين/ يوسف/ 4
195 =
196 كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين، وما أردك ما عليون/ المطففون/ 18، 19
204 الحج أشهر معلومات/ البقرة/ 197
204 واذكروا الله في أيام معدودات/ البقرة/ 203
205 فإذا أفضتم من عرفات/ البقرة/ 198
208 أفغير الله تأمروني أعبد/ الزمر/ 64
233 أنلزمكموها/ هود/ 28(5/19)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
235 هو الله أحد/ الإخلاص/ 1
237 فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا/ الأنبياء/ 97
237 فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور/ الحج/ 46
238 إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم/ طه/ 74
241 وجعلنا ذريته هم الباقين/ الصافات/ 77
241 إن ترني أنا أقل منك مالا وولدا/ الكهف/ 39
242 هن أطهر لكم/ هود/ 78
243 مطويات بيمينه/ الزمر/ 87
733 =
245 تجدوه عند الله هو خيرا/ المزمل/ 20
246 ولكن كانوا هم الظالمون "قراءة ابن مسعود"/ الزخرف/ 76
260 والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون/ الزمر/ 33
261 كمثل الذي استوقد نارا/ البقرة/ 17
261 كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس/ البقرة/ 275
263 تماما على الذي أحسن/ الأنعام/ 154
296 = = = =
266 ذلك الذي يبشر الله عباده/ الشورى/ 23
267 وخضتم كالذي خاضوا/ التوبة/ 69
276 فانكحوا ما طاب لكم من النساء/ النساء/ 3
276 إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم/ المؤمنون/ 6
277 ألم تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض/ النور/ 41
277 سبح لله ما في السموات والأرض/ الحديد/ 1
278 خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على(5/20)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
بطنه/ النور/ 45
279 أفمن يخلق كمن لا يخلق/ النحل/ 17
280 من يهد الله فهو المتهدي/ الكهف/ 17
283 ماذا ينفقون؟ قل: العفو/ البقرة/ 219
284 ماذا أنزل ربكم؟ قالوا: خيرا/ النحل/ 30
285 ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا/ مريم/ 69
286 أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى/ الإسراء/ 110
957 =
1581 =
1622 =
286 فأي الفريقين أحق بالأمن/ الأنعام/ 81
288 وإن منكم لمن ليبطئن/ النساء/ 72
288 فغشيهم من اليم ما غشيهم/ طه/ 78
290 ما عملته أيديهم/ يس/ 35
291 وتخفي في نفسك ما الله مبديه/ الأحزاب/ 37
292 فاقض ما أنت قاض/ طه/ 72
292 ويشرب مما تشربون/ المؤمنون/ 33
295 وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله/ الزخرف/ 84
299 فالمغيرات صبحا، فأثرن به نقعا/ العاديات/ 3، 4
303 ودوا لو تدهن فيدهنون/ القلم/ 9
303 أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض قادر/ الإسراء/ 99
303 أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر/ يس/ 81
322 فعصى فرعون الرسول/ المزمل/ 16
322 إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا/ العصر/ 2، 3(5/21)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
323 أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء/ النور/ 31
323 وآية لهم الليل نسلخ منه النهار/ يس/ 35
337 ما لكم من إله غيره/ الأعراف/ 59
337 هل من خالق غير الله/ فاطر/ 3
344 دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم: أن الحمد لله رب العالمين/ يونس/ 10
344 ولباس التقوى ذلك خير/ الأعراف/ 26
345 ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور/ الشورى/ 43
345 وكلا وعد الله الحسنى/ النساء/ 95
347 أفحكم الجاهلية يبغون/ المائدة/ 50
354 واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهم ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن/ الطلاق/ 4
363 ولعبد مؤمن خير من مشرك/ البقرة/ 221
363 كل نفس ذائقة الموت/ آل عمران/ 185
364 طاعة وقول معروف/ محمد/ 21
367 وأسروا النجوى الذين ظلموا/ الأنبياء/ 3
582 =
371 وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون/ يس/ 41
372 وهو الغفور الودود، ذو العرش المجيد، فعال لما يريد/ البروج/ 15، 17
375 وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله/ آل عمران/ 166
376 إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف/ الأحقاف/ 13
376 إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا/ آل عمران/ 91
376 إن الذين يكفرون بآيات الله، ويقتلون النبيين بغير حق، ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من(5/22)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
الناس فبشرهم بعذاب أليم/ آل عمران/ 21
377 واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه/ الأنفال/ 41
377 قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم/ الجمعة/ 8
379 واللذان يأتيانها منكم فآذوهما/ النساء/ 16
379 إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ...
فألئك مأواهم جهنم/ النساء/ 97
382 تالله تفتأ تذكر يوسف/ يوسف/ 85
384 وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا/ مريم/ 21
386 خالدين فيها ما دامت السموات والأرض/ هود/ 107
391 ألقاه على وجهه فارتد بصيرا/ يوسف/ 96
392 وفتحت السماء فكانت أبوابا، وسيرت الجبال فكانت سرابا/ النبأ/ 19، 20
393 ظل وجهه مسودا وهو كظيم/ النحل/ 58
393 والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما/ الفرقان/ 64
395 فأصبحتم بنعمته إخوانا/ آل عمران/ 104
400 وكان حقا علينا نصر المؤمنين/ الروم/ 47
409 وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة/ البقرة/ 280
422 ولا تك في ضيق مما يمكرون/ النحل/ 127
423 لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب/ البينة/ 1
430 ما هذا بشرا/ يوسف/ 31
703 =
430 ما هن أمهاتهم/ المجادلة/ 2
431 ما محمد إلا رسول/ آل عمران/ 144
433 ولات حين مناص/ ص/ 3
442 =
439 أولم يروا أن الله الذي خلق السموات(5/23)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى/ الأحقاف/ 33
448 إن الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم/ الأعراف/ 194
468 إذا أخرج يده لم يكد يراها/ النور/ 40
468 فذبحوها وما كادوا يفعلون/ البقرة/ 71
469 فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا/ النساء/ 78
472 فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك/ هود/ 12
483 وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة/ القصص/ 76
484 إنا أنزلناه في ليلة مباركة/ الدخان/ 3
484 قد نعلم إنه ليحزنك/ الأنعام/ 33
484 قل: إن ربي يقذف بالحق/ سبأ/ 48
486 وما تنفقوا من شيء فِإن الله به عليم/ آل عمران/ 92
486 ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم/ التوبة/ 63
487 دعواهم فيها سحبانك اللهم/ يونس/ 10
492 إن هذا لهو القصص الحق/ آل عمران/ 62
492 ألا إنهم ليأكلون الطعام/ الفرقان/ 20
497 والخامسة أن غضب الله عليها/ النور/ 9
498 وأن ليس للإنسان إلا ما سعى/ النجم/ 39
498 ونعلم أن قد صدقتنا/ المائدة/ 113
498 أيحسب أن لم يره أحد/ البلد/ 7
498 علم أن سيكون منكم مرضى/ المزمل/ 20
498 أن لو كانوا يعلمون الغيب/ سبأ/ 14
503 آيتك ألا يتكلم الناس/ مريم/ 10
504 وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله/ البقرة/ 43(5/24)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
505 وإن كلا لما ليوفينهم/ هود/ 111
507 إن كل نفس لما عليها حافظ/ الطارق/ 4
508 إن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا/ الزخرف/ 35
510 إن الله وملائكته يصلون على النبي/ الأحزاب/ 56
512 إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر، وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون/ المائدة/ 69
513 وآذان من الله ورسوله يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله/ التوبة/ 3
536 لا ريب فيه/ البقرة/ 2
536 لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب/ البقرة/ 32
536 يا أهل يثرب لا مقام لكم/ الأحزاب/ 13
539 لا فيها غول لا هم عنها ينزفون/ الصافات/ 47
535 توقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية/ النور/ 25
542 ويحسبون أنهم على شيء/ المجادلة/ 18
543 ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق/ سبأ/ 6
543 إنهم يرونه بعيدا/ المعارج/ 6
544 إنه ظن أن لن يحور/ الانشقاق/ 14
544 وظنوا ألا ملجأ من الله إلا إليه/ التوبة/ 118
549 وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا/ الزخرف/ 19
549 واتخذ الله إبراهيم خليلا/ النساء/ 125
550 وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض/ الكهف/ 99
550 واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون/ يس/ 12(5/25)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
552 ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا/ آل عمران/ 80
553 إن هم إلا يظنون/ الجاثية/ 24
554 أعلم أن الله على كل شيء قدير/ البقرة/ 259
554 أحسب الناس أن يتركوا/ العنكبوت/ 2
554 وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم/ البقرة/ 216
560 وتظنون إن لبثتم إلا قليلا/ الإسراء/ 52
560 لقد علمت ما هؤلاء ينطقون/ الأنبياء/ 65
562 على الأرائك ينظرون/ المطففين/ 23
562 هل ثوب الكفار/ المطففين/ 36
563 وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون/ الشعراء/ 227
564 كلا إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى/ العلق/ 6، 7
564 قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا، وقال الآخر إن أراني أحمل فوق رأسي خبزا/ يوسف/ 36
577 كفى بالله شهيدا/ الرعد/ 23
582 ثم عموا وصموا كثير منهم/ المائدة/ 71
592 يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال/ النور/ 36، 37
600 ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات/ يوسف/ 35
600 وتبين لكم كيف فعلنا بهم/ إبراهيم/ 45
601 بل ملة إبراهيم حنيفا/ البقرة/ 135
601 بلى قادرين/ القيامة/ 4
765
606 هذه بضاعتنا ردت إلينا/ يوسف/ 65
608 معاذ الله/ يوسف/ 75
609 ليجزي قوما بما كانوا يكسبون/ الجاثية/ 14
636 وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون/ المطففون/ 3(5/26)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
637 فزادهم الله مرضا/ البقرة/ 10
637 إنا أعطيناك الكوثر/ الكوثر/ 1
637 فأما من أعطى واتقى/ الليل/ 5
638 ولسوف يعطيك ربك فترضى/ الضحى/ 5
641 آتوني أفرغ عليه قطرا/ الكهف/ 96
641 هاؤم اقرأوا كتابيه/ الحاقة/ 19
656 لا أعذبه أحدا من العالمين/ المائدة/ 115
665 فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء/ محمد/ 4
672 كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها/ الحج/ 22
692 اذهب أنت وربك/ المائدة/ 24
693 واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام/ النساء/ 1
700 إلا تفعلوه/ الأنفال/ 73
701 لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا/ الأنبياء/ 22
703 ما لهم به من علم إلا اتباع الظن/ النساء/ 157
708 وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين/ البقرة/ 45
708 ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله/ آل عمران/ 112
709 ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال/ الأنفال/ 16
709 فشربوا منه إلا قليل/ البقرة/ 249
709 فمن شرب منه فليس مني/ البقرة/ 249
728 قائما بالقسط/ آل عمران/ 18
728 ادخلوها خالدين/ الزمر/ 73
732 وتنحتون الجبال بيوتا/ الأعراف/ 74
708 ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها/ الرعد/ 15
737 ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدقا/ البقرة/ 89
737 فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا/ الدخان/ 1، 2(5/27)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
737 في أربعة أيام سواء للسائلين/ فصلت/ 10
739 وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم/ الحجر/ 1
741 وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين/ الأنعام/ 48
748 خشعا أبصارهم يخرجون/ القمر/ 7
750 ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر/ الحجر/ 47
751 إن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين/ الحجر/ 66
756 ولا تعثوا في الأرض مفسدين/ هود/ 85
756 ثم وليتم مدبرين/ التوبة/ 25
756 وهو الحق مصدقا/ البقرة/ 91
758 لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى/ النساء/ 43
758 قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو/ البقرة/ 36
758 نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون/ البقرة/ 101
758 قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو/ الأعراف/ 24
759 ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة/ الزمر/ 60
759 وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام/ الفرقان/ 20
763 ما لكم لا تناصرون/ الصافات/ 25
784 لولا أنتم لكنا مؤمنين/ سبأ/ 31
790 أو كالذي مر على قرية/ البقرة/ 259
790 ليس كمثله شيء/ الشورى/ 11
812
790 واذكروه كما هداكم/ البقرة/ 82
790 ويكأنه لا يفلح الكافرون/ القصص/ 82
811 = = =(5/28)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
796 ومن الناس من يقول آمنا بالله/ البقرة/ 8
796 من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل/ المائدة/ 32
796 من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى/ الإسراء/ 1
796 لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه/ التوبة/ 108
797 ما لكم من إله غيره/ الأعراف/ 65
797 هل من خالق غير الله/ فاطر/ 3
799 فاجتنبوا الرجس من الأوثان/ الحج/ 30
799 أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء/ الأعراف/ 185
800 سلام هي حتى مطلع الفجر/ القدر/ 5
800 كل يجري لأجل مسمى/ الزمر/ 5
800 ولو نشاء لجعلنا منكم في الأرض يخلفون/ الزخرف/ 60
802 ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم/ النساء/ 2
802 لا يجليها لوقتها إلا هو/ الأعراف/ 187
802 لله ما في السموات وما في الأرض/ البقرة/ 284
802 فهب لي من لدنك وليا يرثني/ مريم/ 4، 5
803 إن كنتم للرؤيا تعبرون/ يوسف/ 43
803 هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون/ الأعراف/ 154
803 مصدق لما معهم/ البقرة/ 101
803 فعال لما يريد/ البروج/ 16
804 فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم/ النساء/ 160
804 لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم(5/29)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
عذاب عظيم/ الأنفال/ 68
804 آلم، غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين/ الروم/ 1-4
805 وإنكم لتمرون عليهم مصبحين، وبالليل/ الصافات/ 137، 138
805 ولأصلبنكم في جذوع النخل/ طه/ 71
806 فخرج على قومه في زينته/ القصص/ 79
806 جعل لكم من أنفسكم أزواجًا، ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه/ الشورى/ 11
806 ذهب الله بنورهم/ البقرة/ 17
807 ونحن نسبح بحمدك/ البقرة/ 30
808 ويوم تشقق السماء بالغمام/ الفرقان/ 25
808 سأل سائل بعذاب واقع/ المعارج/ 1
808 واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان/ البقرة/ 102
808 ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها/ القصص/ 15
808 لتركبن طبقا عن طبق/ الانشقاق/ 19
811 واذكروه كما هداكم/ البقرة/ 198
816 فبما رحمة من الله لنت لهم/ آل عمران/ 159
816 عما قليل ليصبحن نادمين/ المؤمنون/ 40
816 مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا/ نوح/ 25
824 ولا نكتم شهادة الله/ المائدة/ 106
829 وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون، واختلاف الليل والنهار، وما أنزل الله من السماء من ماء./ الجاثية/ 4، 5
835 ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من
1400 الصاغرين/ يوسف/ 32(5/30)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
836 ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون/ آل عمران/ 158
1403 =
839 تالله لقد آثرك الله علينا/ يوسف/ 91
840 ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده
845 يكفرون/ الروم/ 51
841 قتل أصحاب الأخدود/ البروج/ 4
841 قد أفلح من زكاها/ الشمس/ 9
844 إن أمسكهما من أحد من بعده/ فاطر/ 41
844 ما تبعوا قبلتك/ البقرة/ 145
845 تالله تفتأ تذكر يوسف/ يوسف/ 85
853 فلا أقسم بمواقع النجوم/ الواقعة/ 75
855 قال فالحق والحق أقول، لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين/ ص/ 84، 85
857 نشهد إنك لرسول الله/ المنافقون/ 1
857 اتخذوا أيمانهم جنة/ المنافقون/ 2
859 وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم/ البقرة/ 84
859 وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس/ آل عمران/ 187
859 وتقاسموا بالله لنبيتنه وأهله/ النمل/ 49
863 وأقسموا بالله جهد أيمانهم/ النور/ 52
863 فبعزتك لأغوينهم أجمعين/ ص/ 82
867 أليس هذا بالحق قالوا: بلى وربنا/ الأنعام/ 30
867 يوم ترجف الراجفة/ النازعات/ 6
867 ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله/ العنكبوت/ 3(5/31)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
872 عن اليمين وعن الشمال قعيد/ ق/ 17
874 لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون/ الحجر/ 72
887 لا جرم إنهم في الآخرة هم الأخسرون/ هود/ 22
889 وأقسموا بالله جهد إيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن/ النور/ 52
895 ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين/ البقرة/ 145
895 وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه/ آل عمران/ 81
895 وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها/ الأنعام/ 109
896 وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم/ المائدة/ 73
896 ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين/ الأعراف/ 23
902 وهم من بعد غلبهم سيغلبون/ الروم/ 3
907 للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر/ البقرة/ 226
907 وهو ألد الخصام/ البقرة/ 204
907 فصيام ثلاثة أيام/ البقرة/ 196
907 يا صاحبي السجن/ يوسف/ 39
907 بل مكر الليل والنهار/ سبأ/ 33
911 هديا بالغ الكعبة/ المائدة/ 95
911 ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، ثاني عطفه/ الحج/ 8، 9
916 صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم/ الفاتحة/ 7(5/32)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
920 فظلت أعناقهم لها خاضعين/ الشعراء/ 4
921 إن رحمة الله قريب من المحسنين/ الأعراف/ 56
922 ومنا دون ذلك/ الجن/ 11
922 لقد تقطع بينكم/ الأنعام/ 94
922 وإنه لحق مثل ما أنكم تنطقون/ الذاريات/ 23
924 دين القيمة/ البينة/ 5
942 إلى ربك يومئذ المساق القيامة 30
944 إذا السماء انشقت/ الانشقاق/ 1
945 يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء/ غافر/ 16
949 وكل أتوه داخرين/ النحل/ 87
951 هذا ذكر من معي وذكر من قبلي/ الأنبياء/ 24
952 لينذر بأسا من لدنه/ الكهف/ 2
957 أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي/ القصص/ 28
965 لله الأمر من قبل ومن بعد/ الروم/ 4
968 وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم/ الإسراء/ 93
970 وتلك القرى أهلكناهم/ الكهف/ 56
971 وتجعلون رزقكم أنك تكذبون/ الواقعة/ 82
971 تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت/ الأحزاب/ 19
978 فلا خوف عليهم/ البقرة/ 38
981 قتل أولادهم شركائهم/ الأنعام/ 137
988 فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله/ إبراهيم/ 47
996 على الكافرين غير يسير/ المدثر/ 10
1007 ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي/ إبراهيم/ 22
1008 قال هي عصاي/ طه/ 18
1009 نعبد إلهك وإله آبائك/ البقرة /133
1012 لا يحب الله الجهر بالسوء من القوم إلا من ظلم/ النساء/ 148(5/33)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
1013 أو إطعام في يوم ذي مسبغة يتيما/ البلد/ 14، 15
1019 وكانوا فيه من الزاهدين/ يوسف/ 20
1020 إنه على رجعه لقادر/ الطارق/ 8
1020 يوم تبلى السرائر/ الطارق/ 9
1029 ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه/ فاطر/ 28
1043 وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد الكهف/ 18
1046 فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا/ الأنعام/ 96
1079 أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا/ مريم/ 38
1105 فنعم المولى ونعم النصير/ الحج/ 78
1105 ولنعم دار المتقين/ النحل/ 30
1105 بئس للظالمين بدلا/ الكهف/ 50
1107 إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا/ التوبة/ 36
1110 ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون/ الصافات/ 75
1112 نعما هي/ البقرة/ 271
1127 سيعلمون غدا من الكذاب الأشر/ القمر/ 28
1130 والآخرة خير وأبقى/ الأعلى/ 17
1131 النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم/ الأحزاب/ 6
1131 ونحن أقرب إليه من حبل الوريد/ ق/ 16
1141 الله أعلم حيث يجعل رسالته/ الأنعام/ 124
1143 ربكم أعلم بما في نفوسكم/ الإسراء/ 25
1143 وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه/ الروم/ 37
1148 أفي الله شك فاطر السموات والأرض/ إبراهيم/ 10
1148 أفغير الله اتخد وليا فاطر السموات والأرض/ الأنعام/ 14
1149 امسحوا برءوسكم/ المائدة/ 6(5/34)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
1152 وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا/ النساء/ 73
1162 سبح اسم ربك الأعلى، الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى/ الأعلى/ 1-4
1164 الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب/ الكهف/ 1
1164 فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم/ النحل/ 98
1165 لا تتخذوا إلهين اثنين/ النحل/ 51
1165 وعندهم قاصرات الطرف/ ص/ 52
1166 تدمر كل شيء بأمر ربها/ الأحقاف/ 25
1166 وكذب به قومك وهو الحق/ الأنعام/ 66
1174 ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن/ الأحزاب/ 51
1184 وما أدراك ما يوم الدين، ثم ما أدراك ما يوم الدين/ الانفطار/ 17، 18
1184 أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى/ القيامة/ 34، 35
1184 اسكن أنت وزوجك الجنة/ الأعراف/ 19
1184 ففي رحمه الله هم فيها خالدون/ آل عمران/ 107
1189 ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا/ الفرقان/ 25
1193 يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية/ النور/ 35
1194 ويسقى من ماء صديد/ إبراهيم/ 16
1195 أو كفارة طعام مساكين/ المائدة/ 95
1204 وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب/ النساء/ 163
1205 إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين/ المؤمنون/ 37
1206 الذي خلقك فسواك فعدلك/ الانفطار/ 7
1206 أنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما(5/35)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
أرسلنا إلى فرعون رسولا، فعصى فرعون الرسول/ المزمل/ 15، 16
1206 يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا: أرنا الله جهرة/ النساء/ 153
1208 يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة/ الحج/ 5
1216 إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم/ البقرة/ 6
1216 وتلك نعمة تمنها علي/ الشعراء/ 22
1219 لا ريب فيه من رب العالمين، أم يقولون افتراه/ السجدة/ 1، 2
1219 ألهم أرجل يمشون بها، أم لهم أيد يبطشون بها/ الأعراف/ 195
1220 وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين/ سبأ/ 24
1224 ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة/ البقرة/ 74
1224 وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب/ النحل/ 77
1224 فكان قاب قوسين أو أدنى/ النجم/ 9
1224 وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون/ الصافات/ 147
1230 ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله/ الأحزاب/ 40
1239 إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل/ النساء/ 58
1239 ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة/ البقرة/ 201
1239 وجعلنا من بين أيديهم سدا من خلفهم سدا/ يس/ 9(5/36)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
1240 الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن/ الطلاق/ 12
1242 وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون، واختلاف الليل والنهار وما أنزل من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها، وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون/ الجاثية/ 4، 5
1244 لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين/ الأنبياء/ 54
1244 جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم/ الرعد/ 23
1244 سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا/ الأنعام/ 148
1246 ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا/ فصلت/ 11
1246 وعليها وعلى الفلك تحملونم/ المؤمنون/ 12
1246 قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون/ الأنعام/ 64
1248 وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام/ البقرة/ 217
1249 فاتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام/ النساء/ 1
1252 ومن لستم له برازقين/ الحجر/ 20
1254 إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك/ العنكبوت/ 33
1255 ورسلا قد قصصناهم عليك/ النساء/ 164
1255 وآتينا داود زبورا/ النساء/ 163
1255 وقوم نوح من قبل/ الذاريات/ 46
1256 وما تسقط من روقة إلا يعلمها، ولا حبة في طلمات الأرض، ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين/ الأنعام/ 59
1257 قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم/ الجمعة/ 8(5/37)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
1258 ثم تاب عليهم ليتوبوا/ يونس/ 118
1261 أيام معدودات، فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر/ البقرة/ 184
1261 لا نفرق بين أحد من رسله/ البقرة/ 285
1262 وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر/ النحل/ 81
1264 والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم/ الحشر/ 9
1267 إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به/ آل عمران/ 91
1267 ولتصنع على عيني/ طه/ 39
1267 أن اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا/ البقرة/ 60
1267 فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق/ الشعراء/ 63
1268 أفلم تكن آياتي تتلى عليكم/ الجاثية/ 31
1270 يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار/ هود/ 98
1271 تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار، ويجعل لك قصورا/ الفرقان/ 10
1271 إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم/ الحديد/ 18
1272 أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن/ الملك/ 19
1272 فالمغيرات صبحا، فأثرن به نقعا/ العاديات/ 3، 4
1272 يخرج الحي من الميت. ومخرج الميت من الحي/ الأنعام/ 95
1277 كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط مستقيم العزيز الحميد الله/ إبراهيم/ 1، 2(5/38)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
1277 ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا/ آل عمران/ 97
1279 =
1277 يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه/ البقرة/ 217
1279 = = = =
1280 قتل أصحاب الأخدود، النار ذات الوقود/ البروج/ 4، 5
1282 لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله/ الأحزاب/ 21
1284 ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم/ الأنعام/ 12
1286 قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم/ الأعراف/ 75
1286 ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجلعنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة/ الزخرف/ 33
1287 ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة/ الفرقان/ 68
1293 يوسف أعرض عن هذا/ يوسف/ 29
1293 رب اغفر لي ولأخي/ الأعراف/ 151
1293 رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه/ يوسف/ 33
1293 سنفرغ لكم أيها الثقلان/ الرحمن/ 31
1296 يا أبانا/ يوسف/ 63
1300 وقالت اليهود عزير ابن الله/ التوبة/ 30
1300 قل هو الله أحد الله الصمد/ الإخلاص/ 1، 2
2006
1318 يأيتها النفس المطمئنة/ الفجر/ 27
1318 وقالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون/ الحجر/ 6
1323 رب السجون أحب إلي/ يوسف/ 33(5/39)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
1323 يا أبت/ يوسف/ 4
1323 يا حسرتى/ الزمر/ 56
1323 يا أسفى/ يوسف/ 84
1379 ناقة الله وسقياها/ الشمس/ 13
1385 ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء/ القصص/ 82
1395 ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم/ يونس/ 28
1403 فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك/ غافر/ 77
1403 تالله لتسألن عما كنتم تفترون/ النحل/ 56
1403 ولسوف يعطيك ربك فترضى/ الضحى/ 5
1403 واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة/ الأنفال/ 25
1404 يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان/ الأعراف/ 27
1409 وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى/ الأنعام/ 68
1418 فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا/ الفرقان/ 36
1418 ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون/ يونس/ 89
1419 كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية/ العلق/ 15
1422 وانشقت السماء فهي يومئذ واهية/ الحافة/ 16
1426 فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله/ البقرة/ 198
1446 فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع/ النساء/ 3
1447 أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع/ فاطر/ 1
1448 قالت أخراهم لأولاهم/ الأعراف/ 38
1481 إلا آل لوط نجيناهم بسحر نعمة من عندنا/ القمر/ 34، 35
1512 إنا أعتدنا للكافرين سلاسل/ الإنسان/ 4(5/40)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
1512 ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا/ الإنسان/ 15
1512 وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا، ولا سواعا، ولا يغوث ويعوق ونسرا/ نوح/ 23
1521 ولن تفلحوا إذا أبدا/ الكهف/ 20
1521 إنكم إذا مثلهم/ النساء/ 140
1522 فلما أن جاء البشير/ يوسف/ 96
1529 =
1522 فأوحينا إليه أن اصنع الفلك/ هود/ 37
1523 أحسب الناس أن يتركوا/ العنكبوت/ 2
1523 وحسبوا ألا تكون فتنة/ المائدة/ 71
1525 علم أن سيكون منكم مرضى/ المزمل/ 20
1525 أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا/ طه/ 89
1528 والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة/ البقرة/ 233
1528 وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله/ البقرة/ 246
1532 لكيلا يكون على المؤمنين حرج/ الأحزاب/ 37
1537 وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا/ الإسراء/ 76
1538 لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله/ الحديد/ 29
1538 وما كان الله ليظلمهم/ العنكبوت/ 40
1542 لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى/ طه/ 91
1543 وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله/ البقرة/ 214
1546 لا يقضي عليهم فيموتوا/ فاطر/ 36
1546 يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما/ النساء/ 73(5/41)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
1549 أم حسبتم أن تدخلوا الجنة، ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين/ آل عمران/ 142
1549 ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين/ الأنعام/ 27
1553 تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم/ الصف/ 11، 12
1554 لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى/ غافر/ 36، 37
1555 إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون/ آل عمران/ 47
1558 وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا/ الشورى/ 51
1562 لا أعبد ما تعبدون/ الكافرون/ 2
1562 ما منعك ألا تسجد/ الأعراف/ 12
1562 لا تحزن إن الله معنا/ التوبة/ 40
1562 لا تؤاخذنا/ البقرة/ 286
1562 لينفق ذو سعة من سعته/ الطلاق/ 7
1562 ليقض علينا ربك/ الزخرف/ 77
1564 وليوفوا نذورهم. وليطوفوا بالبيت العتيق/ الحج/ 29
1564 ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا/ العنكبوت/ 66
1564 فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي/ البقرة/ 186
1565 فليكتب وليملل الذي عليه الحق، وليتق الله ربه/ البقرة/ 282
1565 وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم، فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة(5/42)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم/ النساء/ 102
1565 وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا/ النساء/ 9
1566 قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا/ يونس/ 58
1566 اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم/ العنكبوت/ 12
1567 ثم ليقضوا تفثهم/ الحج/ 29
1569 قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة/ إبراهيم/ 31
1572 لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد/ الإخلاص/ 3، 4
1573 ولم أكن بدعائك رب شقيا/ مريم/ 4
1573 هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا/ الإنسان/ 1
1575 ألم نشرح لك صدرك/ الشرح/ 1
1580 إن يشأ يرحمكم وإن يشأ يعذبكم/ الإسراء/ 54
1581 ومن يعمل سوءا يجز به/ النساء/ 123
1581 ما تفعلوا من خير يعلمه الله/ البقرة/ 197
1581 مهما تأتنا من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين/ الأعراف/ 132
1581 أينما تكونوا يدرككم الموت/ النساء/ 78
1590
1584 وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله/ البقرة/ 284
1585 وإن عدتم عدنا/ الإسراء/ 8
1588 من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها/ هود/ 15(5/43)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
1588 إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين/ الشعراء/ 4
1592 فإما ترين من البشر أحد فقولي إني نذرت للرحمن صوما/ مريم/ 26
1595 فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا/ الجن/ 13
1595 فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر أحدهما الأخرى/ البقرة/ 282
1595 إن كان قميصه قد من قبل فصدقت/ يوسف/ 26
1596 ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار/ النمل/ 90
1596 وأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم/ آل عمران/ 106
1647 =
1597 فعسى ربي أن يؤتيني خير من جنتك/ الكهف/ 40
1597 فقد سرق أخ له من قبل/ يوسف/ 77
1597 إن كنتم تحبون الله فاتبعوني/ آل عمران/ 31
1597 ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما/ طه/ 112
1598 وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون/ الروم/ 36
1603 وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء/ البقرة/ 284
1607 ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت/ النساء/ 100
1608 قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم/ يس/ 19
1609 وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء(5/44)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
فتأتيهم بآية/ الأنعام/ 35
1611 وإنا إن شاء الله لمهتدون/ البقرة/ 70
1615 ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم/ هود/ 34
1615 وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم، إن يسألكموها يحفكم تبخلوا/ محمد/ 36، 37
1616 ولئن قلت إنكم مبعثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين/ هود/ 7
1616 وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين/ الأعراف/ 23
1618 وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون/ الأنبياء/ 34
1618 لئن لم تنته لأرجمنك/ مريم/ 46
1621 أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي/ القصص/ 28
1623 وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما/ البقرة/ 124
1623 واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح/ الأعراف/ 69
1629 وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم/ النساء/ 9
1633 فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته/ سبأ/ 14
1634 إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده/ آل عمران/ 160
1634 أم من هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن/ الملك/ 20
1634 وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون/ الأنعام/ 109
1634 ورسلنا لديهم يكتبون/ الزخرف/ 80(5/45)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
1637 ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله/ لقمان/ 27
1639 ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون/ الأنفال/ 22
1639 لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي الأعراف/ 155
1640 وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم/ النساء/ 9
1640 ولو شاء الله ما اقتتلوا/ البقرة/ 153
1640 ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون/ البقرة/ 103
1641 ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا/ الرعد/ 31
1641 إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به/ آل عمران/ 91
1643 وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا/ الكهف/ 59
1645 وإن كل لما جميع لدينا محضرون/ يس/ 32
1645 وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا/ الزخرف/ 35
1646 فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد/ لقمان/ 32
1646 لما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون/ الأنبياء/ 12
1647 فأما إن كان من المقربين فروح وريحان/ الرحمن/ 88، 89
1647 إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون/ هود/ 34
1650 لولا أنتم لكنا مؤمنين/ سبأ/ 31
1650 ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا/ النور/ 21(5/46)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
1652 ولولا فضل الله عليكم ورحمته وإن الله تواب حكيم/ النور/ 10
1653 وقالوا لولا أنزل عليه ملك/ الأنعام/ 8
1653 لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين/ الحجر/ 7
1655 ألا إنهم هم المفسدون/ البقرة/ 12
1655 ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم/ هود/ 8
1664 والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء/ البقرة/ 228
1664 وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما/ الأعراف/ 160
1667 من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها/ الأنعام/ 160
1667 بل لبثت مائة عام/ البقرة/ 259
1667 ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين/ الكهف/ 25
1668 ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة/ آل عمران/ 124
1670 فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا/ البقرة/ 60
1672 إني رأيت أحد عشر كوكبا/ يوسف/ 4
1672 إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا/ البقرة/ 36
1675 وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام/ الرحمن/ 24
1679 وكان في المدينة تسعة رهط/ النمل/ 48
1710 وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون/ يوسف/ 105
1740 إن رحمة الله قريب من المحسنين/ الأعراف/ 56
1741 من يحيي العظام وهي رميم/ يس/ 78
1749 ثم أرسلنا رسلنا تترى/ المؤمنون/ 44
1766 وكفلها زكريا/ آل عمران/ 37
1787 فقد صغت قلوبكما/ التحريم/ 4
1789 لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان(5/47)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
داود وعيسى بن مريم/ المائدة/ 78
1810 إن المسلمين والمسلمات/ الأحزاب/ 35
1843 وترى الناس سكارى وما هم بسكارى/ الحج/ 2
1851 واجعلنا للمتقين إماما/ الفرقان/ 74
1963 وما ربك بظلام للعبيد فصلت 46
1974 وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم/ القلم/ 51
1974 إنما هذه الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار/ غافر/ 39
1975 والضحى والليل إذا سجى/ الضحى/ 1، 2
1978 ترمي بشرر كالقصر/ المرسلات/ 22
1978 لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر/ النساء/ 95
1985 إنما أنت منذر ولكل قوم هاد/ الرعد/ 7
1985 وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له، وما لهم من دونه من وال/ الرعد/ 11
1985 لهم عذاب في الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق/ الرعد/ 34
1985 ما عندكم ينفد وما عند باق/ النحل/ 96
1986 فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم/ النحل/ 115
1986 وإذا بدلنا آية مكان آية -والله أعلم بما تنزل- قالوا إنما أنت مفتر/ النحل/ 101
1986 قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض/ طه/ 72
1986 من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت/ العنكبوت/ 5
1986 أليس الله بكاف عبده/ الزمر/ 36(5/48)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
1986 كل من عليها فان/ الرحمن/ 26
1986 هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بيها وبين حميم آن/ الرحمن/ 44
1986 وجنى الجنتين دان/ الرحمن/ 54
1996 إن شجرة الزقوم/ الدخان/ 43
1996 ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط/ التحريم/ 10
1996 ولات حين مناص/ ص/ 3
1998 هاؤم اقرأوا كتابيه/ الحاقة/ 19
1998 فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه/ البقرة/ 259
1999 أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتداه، قل لا أسألكم عليه أجرا/ الأنعام/ 90
2005 وما الله بغافل عما تعملون/ آل عمران/ 99
2005 يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد، واتقوا الله/ الحشر/ 18
2005 قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض/ إبراهيم/ 10
2007 مريب، الذي/ ق/ 25، 26
2007 الم، الله لا إله إلا هو الحي القيوم/ آل عمران/ 1، 2
2007 فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم/ المائدة/ 3
2008 ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون/ الأنبياء/ 41
2008 قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى/ الإسراء/ 110
2008 من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط(5/49)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
مستقيم/ الأنعام/ 39
2008 أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم/ المائدة/ 41
2008 لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة/ البينة/ 1
2010 أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم/ البقرة/ 16
2021 والسماء ذات الحبك/ الذاريات/ 7
2092 لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف/ قريش/ 1، 2
2100 وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات/ الأنبياء/ 73
2102 وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني/ القصص/ 34
2106 لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم/ التوبة/ 128
2106 واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهم ثلاثة أشهر/ الطلاق/ 4
2107 نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم/ البقرة/ 223
2108 سأل سائل بعذاب واقع/ المعارج/ 1
2110
2108 يأيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور/ الممتحنة/ 13
2108 وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم(5/50)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
فتاب عليكم/ البقرة/ 54
2108 أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل/ البقرة/ 108
2108 أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه/ الإسراء/ 93
2108 سنقرئك فلا تنسى/ الأعلى/ 6
2142 رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة/ النور/ 37
2145 ارجعي إلى ربك راضية مرضية/ الفجر/ 28
2160 وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم/ البقرة/ 248
2170 وقرن في بيوتكن/ الأحزاب/ 33
2174 ولا تنابزوا بالألقاب/ الحجرات/ 11
2175 ما ليه هلك/ الحاقة/ 28، 29
2175 الذي يوسوس/ الناس/ 5
2187 تنزل الملائكة والروح فيها/ القدر/ 4
2187 ونزل الملائكة تنزيلا/ الفرقان/ 25
2191 يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه/ المائدة/ 54
2191 إن تمسسكم حسنة تسؤهم/ آل عمران/ 120
2191 ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى/ طه/ 81
2191 ولا تمنن تستكثر/ المدثر/ 6
2191 واغضض من صوتك/ لقمان/ 19
2191 يمددكم بأموال وبنين/ نوح/ 12
2191 ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فإن له نار(5/51)
الصفحة/ الآية/ السورة/ رقم الآية
جهنم خالدا فيها/ التوبة/ 63
2191 ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب/ الحشر/ 4
2193 وآتيناه في الدنيا حسنة/ النحل/ 122
2193 وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان/ الرعد/ 4
2194 قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم/ البقرة/ 33
2231 إياك نعبد وإياك نستعين/ الفاتحة/ 5
2247 باسم الله مجراها ومرساها/ هود/ 41
2248 وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق/ سبأ/ 19
2248 إلى ربك يومئذ المستقر/ القيامة/ 12(5/52)
2- فهرس الأحاديث النبوية:
الأحاديث النبوية:
الحديث
ليس من امبر امصيام في السفر 164
من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا 183
والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا. 210
إن يكنه فلن تسلط عليه، وإلا يكنه فلا خير لك في قتله 231
إياك أن تكونيها يا حمراء. 231
إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون. 236
وأبنوهم بمن -والله- ما علمت عليه من سوء قط. 309
ألا أخبركم بأشد من حرا يوم القيامة هذينك الرجلين. 317
أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله 344
488
لولا قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة
على قواعد إبراهيم 355
أمر بمعروف صدقة. 363
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. 371
فاستحالت غربا. 390
لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. 390
لرزقتم كما ترزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا 392
ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. 408(5/55)
الحديث
التمس ولو خاتما 417
المرء مجزي بعمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر. 418
فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا 452
ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب 455
يوشك الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله. 456
من تأنى أصاب أو كاد، ومن عجل أخطأ أو كاد. 462
فإذا استغنى أو كرب استعف. 462
إن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب التيامن في طهوره إذا تطهر، وفي ترجله إذا ترجل، وفي انتعاله إذا انتعل. 507
إن قعر جهنم سبعين خريفا. 517
إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده. 532
971
لا أحد أغير من الله. 536
لا إله غيرك. 536
لقد رأيتنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما لنا طعام إلا أسودان. 564
يتعاقبون فيكم ملائكة الليل، وملائكة بالنهار. 581
سألت ربي ألا يسلط على أمتي عدوا من سوى أنفسهم. 717
ما أنتم في سواكم من الأمم إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود. 717
يطبع المؤمن على كل خلق، ليس الخيانة والكذب. 721
إذا قتلتم فأحسنوا القتلة. 726
إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين(5/56)
الحديث:
عظيمتين من المسلمين. 742
لا يسرني بها حمر النعم. 801
فوالله لنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الصبح فأناخ. 840
أمرت بالسواك حتى خفت لأدردن. 858
وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال: "إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون. 880
ليمنك لئن ابتليت لقد عافيت. 880
إن هذين حرام على ذكور أمتي. 969
هل أنتم تاركو لي صاحبي. 992
صفر وشاحها. 1069
أعور عينه اليمنى. 1069
شثن أصابعه. 1069
سبحان الله إن المؤمن لا ينجس. 1077
من توضأ يوم الجمعة فيها ونعمت. 1106
فهو لما سواها أضيع. 124
أبيض من اللبن وأحلى من العسل. 1125
ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجالس يوم القيامة: أحاسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون. 1137
ما من أيام أحب إلى الله فيها الصوم من أيام العشر. 1140
إن جبريل نزل فصلى، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم صلى، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم صلى، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم صلى، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم صلى، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: "بهذا أمرت" 1208
كل شيء بقضاء وقدر، حتى العجز والكيس 1212(5/57)
الحديث
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لجبريل -عليه السلام-: "وإن زنى وإن سرق"، قال جبريل: "وإن زنى وإن سرق". 1217
تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من صاع بره، من صاع تمره. 1260
أن الرجل ليصلي الصلاة، وما يكتب له نصفها. ثلثها -إلى العشر. 1278
قول النبي -صلى الله عليه وسلم- مترجما عن موسى -عليه السلام: "ثوبي حجر". 1291
اشتدي أزمة تنفرجي. 1291
نحن معاشر الأنبياء لا نورث. 1374
صلاة الليل مثنى مثنى. 1446
من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مسجدنا يؤذنا بريح الثوم. 1552
لتأخذوا مصافكم. 1566
قوموا فلأصل لكم. 1567
من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. 1586
إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى يقوم مقامك لا يسمع الناس. 1591
الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإنك إلا تره فإنه يراك. 1592
ليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة. 1679
إياكم و"لو" فإن "لو" تفتح عمل الشيطان. 1723
وأنهاكم عن "قيل" و"قال". 1723
إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقية. 1787(5/58)
الحديث
مسح أذنيه ظاهرهما وباطنهما. 1788
في حديث زيد بن ثابت -رضي الله عنه- "حتى شرح الله صدري لما شرح له صدر أبي بكر وعمره". 1789
حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- "ما أخرجكما من بيوتكما". 1790
الأيدي ثلاث: يد الله وهي العليا، ويد المعطي ويد السائل. 1793
أرسلوا إلى أصدقاء خديجة. 1863
إنكن لأنتن صواحبات يوسف. 1889(5/59)
3- فهرس الأبيات الشعرية:
الهمزة المضمومة البحر الرقم الصفحة
إذا عاش الفتى مائتين عاما
فقد ذهب المسرة والفتاء الوافر 1143 1667
ألم أك جاركم ويكون بيني
وبينكم المودة، والإخاء الوافر 1030 1549
فذاك لوم إذا نحن امترينا
تكن في الناس يذكيك المراء الوافر 1060 577
ولولا يوم يوم ما أردنا
جزاءك والقروض لها جزاء الوافر 1154 1699
أو منعتم ما تسألون فمن حد
دثتموه له علينا العلاء الخفيف 301 571
ترهب السوط في اليمين وتنجو
كاليماني طار عنه العفاء الخفيف 1198 1960
أبيت أمني النفس أن سوف نلتقي
وهل هو مقدور لنفسي لقاؤها الطويل 234 499
ليت مني، وأين مني ليت
إن لوا وإن ليتا عناء الخفيف 1166 1723(5/63)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
فلا والله لا يلفى لما بي الوافر 771 1188
ولا لما بهم أبدا دواء 1009 1534
فمن يهجو رسول الله منكم الوافر 94 313
ويمدحه وينصره سواء الوافر
الهمزة المكسورة
غافلا تعرض المنية للمر
ء فيدعى ولات حين إباء الخفيف 392 747
طلبوا صلحنا ولات أوان
فأجبنا أن ليس حين بقاء الخفيف 190 444
الباء المضمومة
فمن يك لم ينجب أبوه وأمه
فإن لنا الأم النجيبة والأب الطويل 251 511
فلما جلاها بالأيام تميزت
ثباتا عليها ذلها، واكتئابها الطويل 25 406
حتى إذا قملت بطونكم
ورأيتم أبناءكم شبوا مجزوء الكامل 840 1259
وقلبتم ظهر المجن لنا
إن اللئيم الفاجر الخب 841 1259
لئن كان برد الماء هيمان صاديا
إلى حبيبا إنها لحبيب الطويل 390 745
أهابك إجلالا وما بك قدرة
علي ولكن ملء عين حبيبها الطويل 120 371
215 474(5/64)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
فإن تسألوني بالنساء فإنني
خبير بأدواء النساء طبيب الطويل 773 1189
بني الأرض قد كانوا بني فعزني
عليهم لآجال المنايا كتابها الطويل 308 582
بين البرامكة الذين من الندى
خلقوا، وإن دعيوا إليه أجابوا الكامل 1240 2149
أبا عرو لا تبعد فكل ابن حرة
سيدعوه داعي ميتة فيجيب الطويل 919 1361
"كذاك أدبت حتى صار من خلقي"
أني رأيت ملاك الشيمة الأدب البسيط 284 558
هذا سراقة للقرآن يدرسه
والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب البسيط 1100 1612
وكل من ظن أن الموت مخطئه
معلل بسواء الحق مكذوب البسيط 369 717
لا كعبة الله ما هجرتكم
إلا وفي النفس منكم أرب المنسرح 512 861
وربيته حتى إذا ما تركته
أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه الطويل 136 388
290 550
وبالمحض حتى آض جعدا عنطنطا
إذا قام ساوى غارب الفحل غاربه الطويل 137 388
أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد
كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه الطويل 458 818
ذكرت أخا لأواء يحمد يومه
كريم رءوس الدارعين ضروب الطويل 668 1032(5/65)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
فمن يك أمس بالمدينة رحله
فإني وقيار بها لغريب الطويل 254 512
حثثنا مطايانا فلم ندركم لوى
قطعنا، فهل يقضى لنا بعد ذا قرب الطويل 404 768
عسى الكرب الذي أمسيت فيه
يكون وراءه فرج قريب الوافر 199 455
وقد جعلت قلوص بني سهيل
من الأكوار مرتعها قريب الوافر 197 452
مقزع أطلس الأطمار ليس له
إلا الضراء والإ صيدها نشب البسيط 362 705
منا الذي هو ما إن طر شاربه
والعانسون ومنا المرد والشيب البسيط 14 192
فلا تستطل مني بقائي ومدتي
ولكن يكن للخير منك نصيب الطويل 1049 1570
أتهجر ليلى للفراق حبيبها
وما كان نفسا بالفراق تطيب الطويل 409 778
فلئن صرت لا تحير جوابا
لبما قد ترى وأنت خطيب الخفيف 486 842
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب
ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب الطويل 149 399
795 1217
على أحوذيين استقلت عشية
فما هي إلا لمحة وتغيب الطويل 22 99
لئن بل لي أرضي بلال بدفقة
من الغيث في يمنى يديه انسكابها الطويل 541 890(5/66)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
أكن كالذي صاب الحيا أرضه التي
سقاها وقد كانت جديبا جنابها الطويل 542 890
وما زرت ليلى أن تكون حبيبة
إلي ولا دين بها أنا طالبه الطويل 333 634
لدن بهز الكف يعسل متنه
فيه كما عسل الطريق الثعلب الكامل 334 635
فلما رأوا أن أحكمتهم ولم يكن
يحل لهم إكراهها وغلابها الطويل 241 501
دعاني إليها القلب إني لأمره
سميع فما أدري أشد طلابها الطويل 242 501
فراشة الحلم فرعون العذاب وإن
تطلب نداه فكلب دونه كلب البسيط 702 1073
فآخ لحال السلم من شئت واعلمن
بأن سوى مولاك في الحرب أجنب الطويل 372 718
لدم ضائع تغيب عنه
أقربوه إلا الصبا والجنوب الخفيف 365 710
واصل خليلك ما التواصل ممكن
فلأنت أو هو عن قريب ذاهب الكامل 83 306
طويل اليدين رهطه غير ثنية
أشم كريم جاره لا يرهب الطويل 1181 1826
فكان لها ودي وريقة ميعتي
وليدا إلى أن رأسي اليوم أشيب الطويل 236 500
فقالت لنا: أهلا وسهلا وزودت
جنى النحل بل ما زودت من أطيب الطويل 743 1133(5/67)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
ومصعب حين جد الأمـ
ـر أكثرها وأطيبها مجزوء الوافر 992 1510
هل الدهر إلا ليلة، ونهارها
وإلا طلوع الشمس ثم غيابها الطويل 368 712
الباء المفتوحة
فموشكة أرضنا أن تعود
خلاف الخليط وحوشا يبابا المتقارب 206 461
قلما يبرح اللبيب إلى ما
يورث المجد داعيا أو مجيبا الخفيف 132 384
يا ليت أم خليد واعدت فوفت
ودام لي ولها عمر فنصطحبا البسيط 1026 1546
يا عمرك الله إلا قلت صادقه
أصادقا وصف المجنون أم كذبا البسيط 518 869
أعبدا حل في شعبي غريبا
ألؤما لا أبا لك واغترابا الوافر 348 664
888 1305
أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا
أعيذكما بالله أن تحدثا حربا الطويل 778 1197
أقلي اللوم عاذل والعتابا
وقولي إن أصبت لقد أصابا الوافر 966 1424
1429
فصدت وقالت: بل تريد فضيحتي
وأحبب إلى قلبي بها متعضبا الطويل 712 1097(5/68)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
فما قومي بثعلبة بن سعد
ولا بفزارة الشعر الرقابا الوافر 693 1065
أكنيه حين أناديه لأكرمه
ولا ألقبه والسوأة اللقبا البسيط 360 697
إن تصرمونا وصلناكم وإن تصلوا
ملأتم أنفس الأعداء إرهابا البسيط 1070 1586
وواردة كأنها عصب القطا
تثير عجاجا بالسنابك أصهبا الطويل 407 777
رددت بمثل السيد نهد مقلص
كميش إذا عطفاه ماء تحلبا الطويل 408 777
إن امرأ غير منفك معين حجا
على هوى فاتح للمجد أبوابا البسيط 131 383
فأصبحن لا يسألنه عن بما به
أصعد في علو الهوى أم تصوبا الطويل 772 1188
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
محطوطة جدلت شنباء أنيابا البسيط 687 1062
الباء المكسورة
يمرون بالدهنا خفافا عيوبهم
ويرجعن من دارين بجر الحقائب الطويل 345 659
على حين ألهى الناس جل أمورهم
فندلا زريق المال ندل الثعالب الطويل 346 659
590 942
663 1025(5/69)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا
فاذهب فما بك والأيام من عجب البسيط 357 694
826 1250
يبكيك ناء بعيد الدار مغترب
يا للكهول وللشبان للعجب البسيط 905 1335
ألا يا قوم للعجب العجيب
وللغفلات تعرض للأريب الوافر 910 1338
لولا توقع معتر فأرضيه
ما كنت أوثر إترابا على ترب البسيط 1038 1558
تخيرن من أزمان يوم حليمة
إلى اليوم قد جربن كل التجارب الطويل 427 797
فإن تنأ عنها حقبة لاتلاقها
فإنك مما أحدثت بالمجرب الطويل 186 439
سراة بني أبي بكر تسامى
على كان المسومة العراب الوافر 162 412
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة
بمغن فتيلا عن سواد بن قارب الطويل 187 440
591 945
فوالله ما نلتم وما نيل منكم
بمعتدل وفق ولا متقارب الطويل 490 846
ألا حبذا لولا الحياء وربما
منحت الهوى ما ليس بالمتقارب الطويل 732 1116
علي لعمرو نعمة بع نعمة
لوالده ليست بذات عقارب الطويل 647 1008(5/70)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
يرجون عفوي ولا يرجوك بادرثي
لا جير لا جير والغربان لم تشب البسيط 534 884
قعيدك رب الناس يا أم مالك
ألم تعلمينا نعم مثوى المعصب الطويل 521 873
واه رأبت وشيكا صدع أعظمه
وربه عطبا أنقذت من عطبه البسيط 426 794
وللخيل أيام فمن يصطبر لها
ويعرف لها أيامها الخير يعقب الطويل 1085 1600
وما أنت باليقظان ناظره إذا
نسيت بمن تهواه ذكر العواقب الطويل 6 180
يحابي بها الجلد الذي هو حازم
بضربة كفيه الملأ نفس راكب الطويل 655 1015
كليني لهم يا أميمة ناصب
وليل أقاسيه بطيء الكواكب الطويل 920 1369
فأما القتال لا قتال لديكم
ولكن سيرا في عراض المواكب الطويل 1130 1648
نجوت وقد بل المرادي سيفه
من ابن أبي شيخ الأباطح طالب الطويل 632 990
أما والذي لو شاء لم يخلق النوى
لئن غبت عن عيني لما غبت عن قلبي الطويل 493 849
أحلامكم لسقام الجهل شافية
كما دماؤكم تشفي من الكلب البسيط 84 306
ألا ليت شعري هل يلومن قومه
زهيرا على ما جر من كل جانب الطويل 312 586(5/71)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
أعاذل قولي ما هويت فأوبي
كثيرا أرى أمسي لديك ذنوبي الطويل 166 414
لخطاب ليلى يا لبرثن منكم
أذل وأمضي من سليك المقانب الطويل 911 1338
فلولا الله والمهر المفدى
لرحت وأنت غربال والإهاب الوافر 703 1074
الباء الساكنة
كهز الرديني تحت العجاج
سرى في الأنابيب ثم اضطراب المتقارب 784 1209
ليس بين الحي والميت نسب
إنما للحي م الميت النصب الرمل 1221 2009
التاء المضمومة
شهدت بأن قد خط ما هو كائن
وأنك تمحو ما تشاء وتثبت الطويل 232 498
ألا رجلا جزاه الله خيرا
يدل على محصلة تبيت الوافر 269 533
فيا ليت الأطبا كان حولي
"وكان مع الأطباء الأساة" الوافر 1052 1572
ليت شعري وأشعرن إذا ما
قربوها منشورة ودعيت الخفيف 958 1411
إلي الفضل أم علي إذا حو
سبت إني على الحساب مقيت الخفيف 959 1411(5/72)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
ربما أوفيت في علم
ترفعن ثوبي شمالات المديد 949 1406
قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة
حتى ألمت بنا يوما ملمات البسيط 275 543
فإن الماء ماء أبي وجدي
وبئري ذو حفرت وذو طويت الوافر 61 274
التاء المكسورة
خبير بنو لهب فلاتك ملغيا
مقالة لهبي إذا الطير مرت الطويل 101 333
أفي الولائم أولادا لواحدة
وفي العيادة أولادا لعلات البسيط 403 766
أي فتى هيجاء أنت وجارها
"إذا ما رحال بالرجال استقلت" الطويل 824 1247
ولقد رأبت ثأي العشيرة كلها
وكفيت جانيها اللتيا والتي الكامل 89 311
وكأن بالعينين حب قرنفل
أو سنبلا كحلت به فانهلت الكامل 1175 1795
كلا أخي وخليلي واجدي عضدا
في النائبات وإلمام الملمات البسيط 580 931
حنت نوار ولات هنا حنت
وبدا الذي كانت نوار أجنت الكامل 191 445
أرى عيني ما لم ترأياه
كلانا عالم بالترهات الوافر 1236 2105(5/73)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
الثاء
فعادى بين هاديتين فيها
وأولى أن يزيد على الثلاث الوافر 198 453
الجيم المضمومة
شربن بماء البحر ثم ترفعت
متى لجج خضر لهن نئيج الطويل 416 784
439 807
عشية ليلى لو تراءت لراهب
بدومة تجر عنده وحجيج الطويل 670 1033
قلا دينه واهتاج للشوق إنها
إلى الشوق إخوان العزاء هيوج الطويل 671 1033
الجيم المفتوحة
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا
تجد حطبا جزلا ونارا تأججا الطويل 1092 1608
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن القرع للأبواب أن يلجا البسيط 468 829
نجوت ولم تمنن عليك طلاقة
سوى ربذ التقريب من آل أعوجا الطويل 598 955
الجيم المكسورة
ما زال يوقن من يؤمك بالغنى
وسواك مانع فضله المحتاج الكامل 630 988
يحدو ثماني مولعا بلقاحها
حتى هممن بزيغة الإرتاج الكامل 987 1508(5/74)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
.............
يا عديا لقلبك المهتاج الخفيف 887 1305
فلثمت فاها آخذا بقرونها
شرب النزيف ببرد ماء الحشرج الكامل 438 807
كان أصوات من إيغالهن بنا
أواخر الميس أصوات الفراريج البسيط 619 980
الحاء المضمومة
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت
علي ودوني جندل وصفائح الطويل 1116 1632
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا
إليها صدى من جانب القبر صائح الطويل 1117 1632
ليبك يزيد ضارع لخصومة
ومختبط مما تطيح الطوائح الطويل 316 593
أخو بيضات رائح متأوب
رفيق بمسح المنكبين سبوح الطويل 1378 1804
الآن بعد لجاجتي تلحونني
هلا التقدم والقلوب صحاح الكامل 1136 1653
نهيتك عن طلابك أم عمرو
بعاقبة وأنت إذ صحيح الوافر 589 940
إذا غير النأي المحبين لم يكد
رسيس الهوى من حب مية يبرح الطويل 214 468
يا بؤس للحرب "التي
وضعت أراهط فاستراحوا" مجزوء الكامل 559 903(5/75)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
لقد كان لي عن ضرتين عدمتني
وعما أقاسي منهما متزحزح الطويل 296 565
إن قوما منهم عمير وأشبا
هـ عمير ومنهم السفاح الخفيف 927 1381
لجديرون باللقا إذا قا
ل أخو النجدة السلاح السلاح الخفيف 928 1381
يمشي بها ذب الرياد كأنه
فتى فارسي في سراويل رامح الطويل 983 1501
لئن كانت الدنيا علي كما أرى
تباريح من مي فللموت أروح الطويل 543 890
الحاء المفتوحة
سأترك منزلي لبني تميم
وألحق بالحجاز فأستريحا الوافر 1031 1550
مرت بنا في نسوة خولة
والمسك من أردانها نافحه السريع 609 969
الحاء المكسورة
بنا أبدا لا غيرنا تدرك المنى
وتكشف غماء الخطوب الفوادح الطويل 833 1253
إن امرأ أمن الحوادث جاهل
ورجا الخلود كضارب بقداح الكامل 748 1150
إني زعيم يا نويقة إن نجوت من الرزاح مجزوء الكامل 238 501
1001 1528(5/76)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
وأمنت من غرض المنون من الغدو إلى الرواح مجزوء الكامل 239 501
1002 158
إن تهبطين بلاد قوم يرتعون من الطلاح مجزوء الكامل 240 501
1003 1528
أخاك أخاك إن من لا أخا له
كساع إلى الهيجا بغير سلاح الطويل 926 1380
تبكي على زيد ولا زيد مثله
بريء من الحمى سليم الجوانح الطويل 268 531
الدال المضمومة
لقد طوفت في الآفاق حتى
بليت وقد أنى لي لو أبيد الوافر 81 304
وبالصريمة منهم منزل خلق
عاف تغير إلا النؤي والوتد البسيط 364 709
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا
فمطلبها كهلا عليه شديد الطويل 391 746
أتاني أنهم مزقون عرضي
جحاش الكرملين لها فديد الوافر 677 1040
إذا ما الخبز تأدمه بلحم
فذاك أمانة الله الثريد الوافر 467 824
511 861
لله يبقى على الأيام مبتقل
جون السراة رباع سنه غرد البسيط 516 864
يثني عليك وأنت أهل ثنائه
ولديك إن هو يستزدك مزيد الكامل 1105 1619(5/77)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
متة تؤخذوا قسرا بظنة عامر
ولا ينج إلا في الصفاد يزيد الطويل 1095 1609
ورج الفتى للخير ما إن رأيته
على السن خيرا لا يزال يزيد الطويل 148 398
عزمت على إقامة ذي صباح
لأمر ما يسود من يسود الوافر 351 681
وخبرت سوداء الغميم مريضة
فأقبلت من أهلي بمصر أعودها الطويل 303 572
إن الخليط أجدوا البين وانجردوا
وأخلفوك عدا الأمر الذي وعدوا البسيط 558 901
ولو أن ما أبقيت مني معلق
بعود ثمام ما تأود عودها الطويل 1124 1638
وكيف لنا بالشرب إن لم يكن لنا
دراهم عند الحانوي ولا نقد الطويل 1195 1943
سبحانه ثم سبحانا نعوذ به
وقلنا سبح الجودي والجمد البسيط 600 959
دريت الوفي العهد يا عرو فاغتبط
فإن اغتباطا بالوفاء حميد الطويل 278 545
رأيتك أحييت الندى بعد موته
فعاش الندى من بعد أن هو خامد الطويل 235 500
.......................................
ولكنني من حبها لعميد الطويل 223 492
ألا هل أتاها على نأيها
بما فضحت قومها غامد المتقارب 344 649(5/78)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
وكدت وقد سالت من العين عبرة
سما عاند فيها وأسبل عاند الطويل 202 459
أموت أسى يوم الرجام وإنني
يقينا لرهن بالذي أنا كائد الطويل 203 459
إني علمت على ما كان من خلق
لقد زاد هواني اليوم داود البسيط 508 857
تألى ابن أوس حلفة ليردني
إلى نسوة كأنهن مفائد الطويل 476 837
الدال المفتوحة
وإياك والميتات لا تقربنها
ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا الطويل 935 1400
جزى الله عنا بختريا وأهله
بني عبد عمرو ما أعف وأمجدا الطويل 709 1080
وما كل من يبدي البشاشة كائنا
أخاك إذا لم تلفه لك منجدا الطويل 134 387
أن تقرآن على أسماء ويحكما
مني السلام وألا تشعرا أحدا البسيط 998 1527
قسما لأصطبرن على ما سمتني
ما لم تسومي هجرة وصدودا الكامل 498 854
دعاني من نجد فإن سنينه
لعبن بناشيبا وشيبننا مردا الطويل 16 194
تزود مثل زاد أبيك فينا
فنعم الزاد زاد أبيك زادا الوافر 723 1107(5/79)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
فزججته بمزجة
زج القلوص أبي مزادة مجزوء الكامل 621 985
إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن
خطاك خفافًا إن حراسنا أسدا الطويل 262 518
لولا رجاء لقاء الظاعنين لما
أبقت نواهم لنا روحا ولا جسدا البسيط 1133 1651
وحتى تركن العائدات يعدنني
وقلن فلا تبعد فقلت ألا بعدا الطويل 838 1257
ألمم بزينب إن البين قد أفدا
قل الثواء لئن كان الرحيل غدا البسيط 553 896
لئن أمست ربوعهم يبابا
لقد تدعو الوفود لها وفودا الوافر 483 842
وإذا ما سعمت من نحو أرض
بمجب قد مات أو قيل كادا الخفيف 207 462
فاعلمي غير علم شك بأني
ذاك وابكي لمقصد لن يقادا الخفيف 208 462
لأجدلنك أو تملك فتيتي
بيدي صغار طارفا وتليدا الكامل 1016 1541
رجالي حتى الأقدمون تمالئوا
على كل أمر يورث المجد والحمدا الطويل 787 1212
رمى الحدثان نسوة آل حرب
بمقدار سمدن له سمودا الوافر 286 548
فرد شعورهن السود بيضا
ورد وجوههن البيض سودا الوافر 287 549(5/80)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
ما كان أسعد من أجابك آخذا
بهداك مجتنبا هوى وعنادا الكامل 714 1099
"إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا"
فحسبك والضحاك سيفا مهندا الطويل 835 1254
مروا عجالى فقالوا: كيف سيدكم
فقال من سئلوا أمسى لمجهودا البسيط 225 493
قنافذ هداجون حول بيوتهم
بما كان إياهم عطية عودا الطويل 152 403
الدال المكسورة
أمست خلاء وأمسى أهلها احتملوا
أخنى عليها الذي أخنى على لبد البسيط 147 395
كسا حلمه ذا الحلم أثواب سؤدد
ورقى نداه ذا الندى في ذرا المجد الطويل 314 587
قد جربوه فألفوه المغيث إذا
ما الروع عم فلا يلوي على أحد البسيط 285 547
رأيت بني غبراء لا ينكرونني
ولا أهل هاتيك الطراف الممدد الطويل 96 317
أبصارهن إلى الشبان مائلة
وقد أراهن عني غير صداد البسيط 1188 1846
ماذا ترى في عيال قد برمت بهم
لم أحص عدتهم إلا بعداد البسيط 798 1221
كانوا ثمانين بل زادوا ثمانية
لولا رجاؤك قد قتلت أولادي البسيط 799 1221(5/81)
الأبيات البحر الرقم الصفحة
يا ابن أمي ويا شقيق نفسي
أنت خلفتني لدهر شديد الخفيف 901 1325
دعاني أخي والخيل بيني وبينه
فلما دعاني لم يجدني بقعدد الطويل 177 424
من القوم الرسول الله منهم
لهم دانت رقاب بني معد الوافر 80 301
إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب
جهارا فكن للغيب أحفظ للود الطويل 342 649
وألغ أحاديث الوشاة فقلما
يحاول واش غير هجران ذي ود الطويل 343 649
وما زلت من ليلى لدن أن عرفتها
لكالهائم المقصى بكل مراد الطويل 226 493
لو كان لي وزهير ثالث وردت
من الحمام عدانا شر مورود البسيط 834 1253
من يكدني بسيئ كنت منه
كالشجا بين خلقه والوريد الخفيف 1069 1585
يا من رأى عارضا أكفكفه
بين ذراعي وجبهة الأسد المنسرح 99 328
لعل الله يمكنني عليها
جهارا من زهير أو أسيد الوافر 414 783
هل تعرفون لب