كتاب العلم للعثيمين - (ج 1 / ص 45)
القرآن هو حبل الله المتين ، وهو أساس العلوم، وقد كان السلف يحرصون عليه غاية الحرص فيذكر عنهم الشيء العجيب من حرصهم على القرآن ، فتجد أحدهم حفظ القرآن وعمره سبع سنوات، وبعضهم حفظ القرآن في أقل من شهر، وفي هذا دلالة على حرص السلف - رضوان الله عليهم - على القرآن ، فيجب على طالب العلم الحرص عليه وحفظه على يد أحد المعلمين؛ لأن القرآن يؤخذ عن طريق التلقي.
وإنه مما يؤسف له أن تجد بعض طلبة العلم لا يحفظ القرآن ، بل بعضهم لا يحسن القراءة، وهذا خلل كبير في منهج طلب العلم. لذلك أكرر أنه يجب على طلبة العلم الحرص على حفظ القرآن والعمل به والدعوة إليه وفهمه فهمًا مطابقًا لفهم السلف الصالح.
معجم البلدان - (ج 4 / ص 96)(1/1)
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله أبو بكر القفال المروزي وحيد زمانه فقهاً وعلماً رحل إلى الناس وصنف وظهرت بركته وهو أحد أركان مذهب الشافعي وتخرج به جماعة وانتشر علمه في الآفاق وكان ابتداءُ اشتغاله بالفقه على كبر السن حدثني بعض فقهاء مرو بفَنينَ من قراها أن القفال الشاشي صنع قفلاً ومفتاحاً وزنه دانق واحد فأعجب الناس به جدًا وصار ذكره وبلغ خبره إلى القفال هذا فصنع قفلاً مع مفتاحه وزنه طسوج وأراه الناس فاستحسنوه ولم يشع له ذكر فقال يوماً لبعض من يأنس إليه ألا ترى فيَ شيء يفتقر إلى الحظ عمل الشاشي قفلاً وزنه دانق وطنت به البلاد وعملت أنا قفلاً بمقدار رُبعه ما ذكرني أحد فقال له إنما الذكر بالعلم لا بالأقفال فرغب في العلم واشتغل به وقد بلغ من عمره أربعين سنة وجاءَ إلى شيخ من أهل مرو وعرفه رغبته فيما رغب فيه فلقنه أول كتاب المُزَني وهو هذا كتاب اختصرته فرَقِيَ إلى سَطحه وكرر على هذه الثلاثة ألفاظ من العشاءِ إلى أن طلع الفجر فحملته عينه فنام ثم انتبه وقد نسيها فضاق صدره وقال أيش أقول للشيخ وخرج من بيته فقالت له امرأة من جيرانه يا أبا بكر لقد أسهرتنا البارحة في قولك هذا كتاب اختصرته فتلقنها منها وعاد إلى شيخه وأخبره بما كان منه فقال له لا يَصدنك هذا عن الاشتغال فإنك إذا لازمت الحفظ والاشتغال صار لك عادة فجذ ولازم الاشتغال حتى كان منه ما كان فعاش ثمانين سنة أربعين جاهلاً وأربعين عالماً وقال أبو المظفر السمعاني عاش تسعين سنة ومات سنة 417 ورأيت قبره بمرو وزرته رحمه الله تعالى، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسحاق المروزي أحد أئمة الفقهاءِ الشافعية ومقدم عصره في الفتوى والتدريس رحل إلى أبي العباس بن شريح وأقام عنده وحصل الفقه عليه وشرح مختصر المزني شرحين وصنف في أصول الفقه والشروط وانتهت إليه رياسة هذا المذهب بالعراق بعد ابن شريح ثم انتقل في آخر عمره إلى مصر وتوفي بها لسبع خلون من رجب سنة(1/2)
340 ودُفن عند قبر الشافعي رضي الله عنه.
شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 398)
( عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير قَالَ : لَا يُسْتَطَاع الْعِلْم بِرَاحَةِ الْجِسْم )
جَرَتْ عَادَة الْفُضَلَاء بِالسُّؤَالِ عَنْ إِدْخَال مُسْلِم هَذِهِ الْحِكَايَة عَنْ يَحْيَى مَعَ أَنَّهُ لَا يَذْكُر فِي كِتَابه إِلَّا أَحَادِيث النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَحْضَة ، مَعَ أَنَّ هَذِهِ الْحِكَايَة لَا تَتَعَلَّق بِأَحَادِيث مَوَاقِيت الصَّلَاة ، فَكَيْفَ أَدْخَلَهَا بَيْنهَا ؟ وَحَكَى الْقَاضِي عِيَاض - رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى - عَنْ بَعْض الْأَئِمَّة أَنَّهُ قَالَ : سَبَبه أَنَّ مُسْلِمًا - رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى - أَعْجَبَهُ حُسْن سِيَاق هَذِهِ الطُّرُق الَّتِي ذَكَرَهَا لِحَدِيثِ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو ، وَكَثْرَة فَوَائِدهَا ، وَتَلْخِيص مَقَاصِدهَا ، وَمَا اِشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْفَوَائِد فِي الْأَحْكَام وَغَيْرهَا ، وَلَا نَعْلَم أَحَدًا شَارَكَهُ فِيهَا ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَرَادَ أَنْ يُنَبِّه مَنْ رَغِبَ فِي تَحْصِيل الرُّتْبَة الَّتِي يَنَال بِهَا مَعْرِفَة مِثْل هَذَا فَقَالَ : طَرِيقه أَنْ يُكْثِر اِشْتِغَاله وَإِتْعَابه جِسْمه فِي الِاعْتِنَاء بِتَحْصِيلِ الْعِلْم ، هَذَا شَرْح مَا حَكَاهُ الْقَاضِي .
الطرق الحكمية - (ج 1 / ص 69)(1/3)
قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ : أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِامْرَأَةٍ قَدْ تَعَلَّقَتْ بِشَابٍّ مِنْ الْأَنْصَارِ ، وَكَانَتْ تَهْوَاهُ ، فَلَمَّا لَمْ يُسَاعِدْهَا احْتَالَتْ عَلَيْهِ ، فَأَخَذَتْ بَيْضَةً فَأَلْقَتْ صُفَارَهَا ، وَصَبَّتْ الْبَيَاضَ عَلَى ثَوْبِهَا وَبَيْنَ فَخْذَيْهَا ، ثُمَّ جَاءَتْ إلَى عُمَرَ صَارِخَةً ، فَقَالَتْ : هَذَا الرَّجُلُ غَلَبَنِي عَلَى نَفْسِي ، وَفَضَحَنِي فِي أَهْلِي ، وَهَذَا أَثَرُ فِعَالِهِ .
فَسَأَلَ عُمَرُ النِّسَاءَ فَقُلْنَ لَهُ : إنَّ بِبَدَنِهَا وَثَوْبِهَا أَثَرَ الْمَنِيِّ .
فَهَمَّ بِعُقُوبَةِ الشَّابِّ فَجَعَلَ يَسْتَغِيثُ ، وَيَقُولُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، تَثَبَّتْ فِي أَمْرِي ، فَوَاَللَّهِ مَا أَتَيْت فَاحِشَةً وَمَا هَمَمْت بِهَا ، فَلَقَدْ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي فَاعْتَصَمْت ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَرَى فِي أَمْرِهِمَا ، فَنَظَرَ عَلِيٌّ إلَى مَا عَلَى الثَّوْبِ .
ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ حَارٍّ شَدِيدِ الْغَلَيَانِ ، فَصَبَّ عَلَى الثَّوْبِ فَجَمَدَ ذَلِكَ الْبَيَاضُ ، ثُمَّ أَخَذَهُ وَاشْتَمَّهُ وَذَاقَهُ ، فَعَرَفَ طَعْمَ الْبَيْضِ وَزَجَرَ الْمَرْأَةَ ، فَاعْتَرَفَتْ .
قُلْت : وَيُشْبِهُ هَذَا مَا ذَكَرَهُ الْخِرَقِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ أَحْمَدَ : أَنَّ الْمَرْأَةَ إذَا ادَّعَتْ أَنَّ زَوْجَهَا عِنِّينٌ ، وَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَهِيَ ثَيِّبٌ ، فَإِنَّهُ يُخْلَى مَعَهَا فِي بَيْتٍ ، وَيُقَالُ لَهُ : أَخْرِجْ مَاءَك عَلَى شَيْءٍ ، فَإِنْ ادَّعَتْ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَنِيٍّ جُعِلَ عَلَى النَّارِ ، فَإِنْ ذَابَ فَهُوَ مَنِيٌّ ،
حياة الحيوان الكبرى - (ج 1 / ص 368)(1/4)
وفي تاريخ ابن النجار عن وهب بن منبه قال: بينما امرأة من بني إسرائيل، على ساحل البحر تغسل ثيابها، وصبي لها يدب بين يديها، إذ جاء سائل فأعطته لقمة من رغيف كان معها، فما كان بأسرع من أن جاء ذئب فالتقم الصبي، فجعلت تعدو خلفه وتقول: يا ذئب ابني يا ذئب ابني، فبعث الله ملكا فنزع الصبي من فم الذئب ورمى به إليها. وقال: لقمة بلقمة. وهو في الحلية عن مالك بن دينار وقال: أخذ السبع صبياً لامرأة فتصدقت بلقمة فرماه السبع فنوديت لقمة بلقمة. وروى الإمام أحمد في الزهد عن سالم بن أبي الجعد، قال: خرجت امرأة وكان معها صبي لها، فجاء الذئب فاختلسه منها فخرجت في أثره وكان معها رغيف، فعرض لها سائل فأعطته الرغيف، فجاء الذئب بصبيها فرده عليها وقد تقدم نظير ذلك عنه في باب الهمزة في الأسود السالخ. قال ابن سعد كان موسى بن أعين راعياً بكرمان في خلافة عمر بن عبد العزيز فكانت الذئاب والشاه والوحش ترعى في موضع واحد فبينما نحن ذات ليلة إذ عرض الذئاب لشاة، فقلنا ما نرى الرجل الصالح إلا قد مات، فنظرنا فإذا عمر بن عبد العزيز قد مات تلك الليلة، وذلك لعشر بقين من شهر رجب سنة إحدى ومائة كما تقدم في الأوز وكانت مدة خلافته سنتين وخمسة أشهر. وروى الإمام أحمد في الزهد أيضاً عن مالك بن دينار قال: لما استعمل عمر بن عبد العزيز على الناس، قال رعاة الشاة: من هذا العبد الصالح الذي قام على الناس؟ قيل لهم: وما أعلمكم بذلك قالوا إنه إذا ولي على الناس خليفة عدل كفت الذئاب والأسد عن شياهنا.
فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)(1/5)
فِي مُسْنَد أَحْمَد مِنْ حَدِيث أَنَس بِإِسْنَادٍ حَسَن مَرْفُوعًا " إِنَّ الْمَلَائِكَة قَالَتْ : يَا رَبِّ هَلْ مِنْ خَلْقك شَيْء أَشَدّ مِنْ الْجِبَال ؟ قَالَ : نَعَمْ الْحَدِيد . قَالَتْ : فَهَلْ أَشَدّ مِنْ الْحَدِيد ؟ قَالَ : نَعَمْ النَّار . قَالَتْ : فَهَلْ أَشَدّ مِنْ النَّار ؟ قَالَ : نَعَمْ الْمَاء . قَالَتْ : فَهَلْ أَشَدّ مِنْ الْمَاء ؟ قَالَ : نَعَمْ الرِّيح . قَالَتْ : فَهَلْ أَشَدّ مِنْ الرِّيح ؟ قَالَ . نَعَمْ اِبْن آدَم يَتَصَدَّق بِيَمِينِهِ فَيُخْفِيهَا عَنْ شِمَاله " ثُمَّ إِنَّ الْمَقْصُود مِنْهُ الْمُبَالَغَة فِي إِخْفَاء الصَّدَقَة بِحَيْثُ إنَّ شِمَاله مَعَ قُرْبِهَا مِنْ يَمِينه وَتَلَازُمِهِمَا لَوْ تَصَوَّرَ أَنَّهَا تَعْلَم لَمَا عَلِمَتْ مَا فَعَلَتْ الْيَمِين لِشِدَّةِ إِخْفَائِهَا ، فَهُوَ عَلَى هَذَا مِنْ مَجَاز التَّشْبِيه .
الفرج بعد الشدة للتنوخي - (ج 1 / ص 161)
حدثني أبي، قال: بلغني أن أبا يوسف صحب أبا حنيفة، ليتعلم العلم، على فقر وشدة، وكانت أمه تحتال له فيما يتقوته يوماً بيوم، فطلب يوماً ما يأكل، فجاءته بغضارة مغطاة، فكشفها، فإذا فيها دفاتر.
فقال: ما هذا ؟.
فقالت: هذا الذي أنت مشتغل به نهارك أجمع، فكل منه.
فبكى، وبات جائعاً، وتأخر عن المجلس من الغد، حتى احتال فيما أكله، ثم مضى إلى أبي حنيفة، فسأله عن سبب تأخره، فصدقه.
فقال له: ألا عرفتني فكنت أمدك ؟ ولا يجب أن تغتم، فإنه إن طال عمرك، فستأكل اللوزينج بالفستق.
قال: فلما خدمت الرشيد، واختصصت به، قدم بحضرته يوماً، جام فيه لوزينج بفستق، فدعاني إليه، فحين أكلت منه، ذكرت أبا حنيفة، فبكيت، وحمدت الله تعالى، فسألني الرشيد عن قصتي، فأخبرته.
الشيخ الخياط وأذانه في غير وقت الأذان
الفرج بعد الشدة للتنوخي - (ج 1 / ص 161)(1/6)
حدثني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمي: أن شيخاً من التجار، كان له على بعض القواد، مال جليل ببغداد، فماطله به، وجحده إياه، واستخف به.
قال: فعزمت على التظلم إلى المعتضد، لأني كنت تظلمت إلى عبيد الله بن سليمان الوزير، فلم ينفعني ذلك.
فقال لي بعض إخواني: علي أن آخذ لك المال، ولا تحتاج إلى أن تتظلم إلى الخليفة، قم معي الساعة، فقمت معه.
فجاء بي إلى خياط في سوق الثلاثاء، يخيط، ويقرىء القرآن في مسجد، فقص عليه قصتي، فقام معنا.
فلما مشينا، تأخرت، وقلت لصديقي: لقد عرضت هذا الشيخ، وإيانا، لمكروه عظيم، هذا إذا حصل على باب الرجل، صفع، وصفعنا معه، هذا لم يلتفت إلى شفاعة فلان، وفلان، ولم يفكر في الوزير، فكيف يفكر في هذا الفقير ؟ فضحك، وقال: لا عليك، إمش، واسكت.
فجئنا إلى باب القائد، فحين رأى غلمانه الخياط، أعظموه وأهووا التقبيل يده، فمنعهم من ذلك، وقالوا: ما جاء بك أيها الشيخ، فإن صاحبنا راكب، فإن كان لك أمر يتم بنا بادرنا إليه وإلا فادخل، واجلس إلى أن يجيء، فقويت نفسي بذلك، ودخلنا وجلسنا.
وجاء القائد، فلما رأى الشيخ أعظمه إعظاماً تاماً، وقال: لست أنزع ثيابي، أو تأمرني بأمرك.
فخاطبه في أمري، فقال: والله، ما عندي إلا خمسة آلاف درهم تسأله أن يأخذها، وأعطيه رهناً في باقي ماله.
فبادرت إلى الإجابة، فأحضر الدراهم، وحلياً بقيمة الباقي، فقبضت ذلك منه، وأشهدت عليه الرجل، وصديقي، أن الرهن عندي إلى أجل، فإن حل الأجل ولم يعطني، فقد وكلني في بيعه، وقبض مالي من ثمنه، فخرجنا، وقد أجاب إلى ذلك.
فلما بلغنا مسجد الخياط، قلت له: قد رد الله تعالى علي هذا المال بسببك، فأحب أن تأخذ منه ما أحببت، بطيبة من قلبي.
فقال: ما أسرع ما كافأتني على الجميل بالقبيح، إنصرف، بارك الله لك في مالك.
فقلت: قد بقيت لي حاجة.
قال: قل.
قلت: تخبرني عن سبب طاعته لك، مع تهاونه بأكثر أهل الدولة.(1/7)
فقال: قد بلغت مرادك، فلا تقطعني عن شغلي، وما أعيش به.
فألححت عليه، فقال: أنا رجل أصلي بالناس في هذا المسجد، وأقرىء القرآن، منذ أربعين سنة، ومعاشي من هذه الخياطة، لا أعرف غيرها. وكنت منذ دهر، قد صليت المغرب، وخرجت أريد منزلي، فاجتزت بتركي كان في هذه الدار، وامرأة جميلة مجتازة، وقد تعلق بها وهو سكران، ليدخلها داره، وهي ممتنعة تستغيث، وليس من أحد يغيثها، أو يمنعه منها، وتقول في جملة كلامها: إن زوجي قد حلف علي بالطلاق، أن لا أبيت برا، فإن بيتني، خرب بيتي، مع ما يرتكبه مني من الفاحشة.
قال: فرفقت به وسألته تركها، فضرب رأسي بدبوس كان في يده، فشجني، ولكمني، وأدخل المرأة بيته.فصرت إلى منزلي، وغسلت الدم، وشددت الشجة، واسترحت، وخرجت لصلاة العشاء الآخرة.فلما صلينا، قلت لمن معي في المسجد: قوموا بنا إلى عدو الله، هذا التركي، لننكر عليه، ولا نبرح، أو نخرج المرأة.
فقاموا، وجئنا فضججنا على بابه، فخرج إلينا في عدة غلمان، فأوقع بنا، وقصدني من بين الجماعة، فضربني ضرباً عظيماً كدت أتلف منه، فحملني الجيران إلى منزلي كالتالف، فعالجني أهلي، ونمت نوماً قليلاً، وقمت نصف الليل، فما حملني النوم، للألم، والفكر في القصة.
فقلت: هذا قد شرب طول ليلته، ولا يعرف الأوقات، فلو أذنت، لوقع له أن الفجر قد طلع، وأطلق المرأة، فلحقت بيتها قبل الفجر، فسلمت من أحد المكروهين.
فخرجت إلى المسجد متحاملاً، وصعدت المنارة، فأذنت، وجلست أطلع منها إلى الطريق، أترقب خروج المرأة، فإن خرجت، وإلا أقمت الصلاة، لئلا يشك في الصباح، فيخرجها.
فما مضت إلا ساعة، والمرأة عنده، حتى رأيت الشارع قد امتلأ خيلاً، ورجالاً، ومشاعل، وهم يقولون: من أذن الساعة ؟ ففزعت، وسكت.ثم قلت: أخاطبهم، لعلي أستعين بهم على إخراج المرأة، فصحت من المنارة: أنا أذنت.فقالوا لي: إنزل، وأجب أمير المؤمنين.(1/8)
فقلت: دنا الفرج، فنزلت، فإذا بدر، وعدة غلمان، فحملني، وأدخلني على المعتضد، فلما رأيته، هبته، وارتعت، فسكن مني.
وقال: ما حملك على أن تغر المسلمين بأذانك في غير وقته، فيخرج ذو الحاجة في غير وقتها، ويمسك المريد للصوم، في وقت قد أباح الله له الأكل فيه، وينقطع العسس والحرس عن الطواف ؟ فقلت: يؤمنني أمير المؤمنين، لأصدقه.
فقال: أنت آمن.فقصصت عليه قصة التركي، وأريته الآثار.فقال: يا بدر، علي بالغلام الساعة والمرأة، وعزلت في موضع.فمضى بدر، وأحضر الغلام والمرأة، فسألها المعتضد عن الصورة، فأخبرته بمثل ما أخبرته.فقال لبدر: بادر بها الساعة إلى زوجها، مع ثقة يدخلها دارها، ويشرح لزوجها القصة، وبأمره عني بالتمسك بها، والإحسان إليها.ثم استدعاني، فوقفت بازائه، فجعل يخاطب الغلام، وأنا واقف أسمع.
فقال له: كم جرايتك ؟ قال: كذا وكذا.قال: وكم عادتك ؟ قال: كذا وكذا.قال: وكم صلاتك ؟ قال: كذا وكذا.قال: وكم جارية لك ؟ قال: كذا وكذا، فذكر عدة جواري.
قال: أفما كان فيهن، وفي هذه النعمة العريضة، كفاية عن ارتكاب معصية الله تعالى، وخرق هيبة السلطان، حتى استعملت ذلك، وجاوزته إلى الوثوب بمن أمرك بالمعروف ؟ فأسقط الغلام في يده، ولم يحر جواباً.فقال: هاتوا جوالقاً، ومداق الجص، وأدخلوه الجوالق، ففعلوا ذلك به.(1/9)
وقال للفراشين، دقوه، فدقوه، وأنا أسمع صياحه، إلى أن مات، فأمر به، فطرح في دجلة، وتقدم إلى بدر، أن يحمل ما في داره.ثم قال لي: يا شيخ، أي شيء رأيت من أجناس المنكر، كبيراً كان أو صغيراً، أو أي أمر عن لك، فمر به، وأنكر المنكر، ولو على هذا - وأومأ إلى بدر - فإن جرى عليك شيء، أو لم يقبل منك، فالعلامة بيننا أن تؤذن في مثل الوقت الذي أذنت فيه، فإني أسمع صوتك، وأستدعيك، وأفعل هذا بمن لا يقبل منك.فدعوت له، وانصرفت.وانتشر الخبر في الأولياء والغلمان، فما خاطبت أحداً بعدها في إنصاف أحداً، أو كف عن قبيح إلا أطاعني كما رأيت، خوفاً من المعتضد.وما احتجت إلى الأذان في مثل ذلك الوقت.
الفرج بعد الشدة للتنوخي - (ج 1 / ص 279)
حدثنا الأصمعي، قال: حدثنا أبو عمرو بن العلاء، قال: خرجت هارباً من الحجاج إلى مكة، فبينا أنا أطوف بالبيت، إذا أعرابي ينشد:
يا قليل العزاء في الأحوال ... وكثير الهموم والأوجال
لا تضيقنّ في الأمور فقد يك ... شف غماؤها بغير احتيال
صبّر النفس عند كلّ ملمّ ... إنّ في الصبر راحة المحتال
ربّما تجزع النفوس من الأم ... ر له فرجةٌ كحلّ العقال
فقلت: مه ؟ فقال: مات الحجاج.
قال: فلا أدري بأي القولين كنت أسر، بقوله: فرجة، بفتح الفاء، أو بموت الحجاج.
الفرج بعد الشدة للتنوخي - (ج 1 / ص 349)
وجدت في بعض الكتب: أن عيسى بن موسى، كان يحب زوجته حباً شديداً، فقال لها يوماً: أنت طالق، إن لم تكوني أحسن من القمر.
فنهضت، واحتجبت عنه، وقالت: قد طلقتني، فبات بليلة عظيمة.
فلما أصبح غدا إلى المنصور، وأخبره الخبر، وقال: يا أمير المؤمنين، إن تم طلاقها، تلفت نفسي غماً، وكان الموت أحب إلي من الحياة.وظهر للمنصور منه جزع شديد، فأحضر الفقهاء، واستفتاهم، فقال جميع من حضر، قد طلقت، إلا رجلاً من أصحاب أبي حنيفة، فإنه سكت.
فقال له المنصور: ما لك لا تتكلم ؟.(1/10)
فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، والتين والزيتون، وطور سنين، وهذا البلد الأمين، لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، فلا شيء أحسن من الإنسان.
فقال المنصور لعيسى بن موسى: قد فرج الله تعالى عنك، والأمر كما قال، فأقم على زوجتك.وراسلها أن أطيعي زوجك، فما طلقت.
المنتظم - (ج 2 / ص 452)
حدَّثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، قال: كنت أطلب العلم مع أبي جعفر أمير المؤمنين قبل الخلافة، فأدخلني يوماً إلى منزله قدم طعاماً ومريقة من حبوب ليس فيها لحم، ثم قدم إلي زبيباً ثم قال: يا جارية عندك حلواء؟ قالت: لا، قال: ولا التمر؟ قالت: ولا التمر، فاستلقى ثم تلى هذه الآية: " عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون " . فما ولي الخلافة دخلت عليه، فقال: يا عبد الرحمن، بلغني أنك كنت تغد لبني أمية، قال: قلت: أجل كنت أفد لهم وأفد إليهم. قال: فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين، والله ما رأيت من سلطانهم من الجور والظلم إلا رأيته في سلطانك، تحفظ يوم أدخلتني منزلك فقدمت إلي طعاماً ومريقة من حبوب لم يكن فيها لحم، ثم قدمت إلي زبيباً ثم قلت: يا جارية عندك حلواء؟ قالت: لا، قلت: ولا التمر، قالت: ولا التمر. فاستلقيت ثم تلوت هذه الآية: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون " فقد والله أهلك الله عدوك، واستخلفك في الأرض، فانظر ما ذا تعمل، قال: يا عبد الرحمن، إنا لا نجد الأعوان، قلت: يا أمير المؤمنين، السلطان سوق نافق لو نفق عليك الصالحون لجلبوا إليك. قال: فكأني ألقمته حجراً، فلم يرد علي شيئاً.
الكامل في التاريخ - (ج 3 / ص 72)(1/11)
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، قاضي إفريقية، توفي وقد جاوز تسعين سنة، وسبب موته أنه أكل عند يزيد بن حاتم سمكاً، ثم شرب لبناً، وكان يحيى بن ماسوية الطبيب حاضراً، فقال: إن كان الطب صحيحاً، مات الشيخ الليلة، فتوفي من ليلته تلك ، والله أعلم .
ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 2 / ص 3)
ابن الكوى، مولى بني أمية، وسكن قرطبة، شيخ فقهاء الأندلس في وقته، تفقه بأبي ابراهيم وصحبه، وكان أبو إبراهيم يتفرس فيه النجابة فحرضه واعتنى به، وكان قد حبب إليه الدرس مدة عمره لا يفتر عنه ليله ونهاره، ورجعت فيه لذته، وكان أول أمره ضعيف الحفظ قليل العلم، فلم يزل أبو ابراهيم عليه بالدرب والتحريض على المطالعة وإقامة الدرس حتى فتح عليه، وكان أول طلبه ممكناً في عيشه يتجر في سوق البزازين لا يفارق أثناء ذلك المطالعة في جلوسه وحركته، فلما شهر في الناس حذقه، واحتاجوا الى فتواه قلده الحكم الشورى
وكان في أول حاله لم يأخذ نفسه بتثقيف علم اللسان فراغت في فتاويه غرائب من لحنه، بقاها عليه أصحابه ثم فطن لنفسه، فأشاع ذكر مرض حبس نفسه فيه شهراً عاكفاً على كتاب سيبويه، فخرج مكتفياً من علم النحو لقوة حفظه وتقرب فهمه، فصلحت حالاته.
ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 1 / ص 372)(1/12)
أبو العرب ...كان سبب طلبه للعلم، أنه أتى يوماً الى دار محمد بن يحيى بن سلام، فأعجبه من الطلبة. فاختلف إليه أياماً، وهو من أبناء السلاطين. قال: فقال رجل: لا تتزيا بهذا الزيّ، فليس بزي طلبة العلم. فرجعت فذكرت ذلك لأمي، فأبت علي وقالت إنما تكون مثل آبائك السلاطين. فاشتريت ثياباً ورداء، وجعلتهم عند صباغ. فإذا أتيت لبست تلك الثياب علي، في حانوته. ومضيت الى ابن سلام. فإذا انصرفت من عنده، رجعت الى حانوت الصباغ، وكشفت ما علي، ولبست ثيابي التي جئت بها، ورجعت الى دري. فقال لي رجل: أراك تلازم وتسمع، ولا تكتب. فقلت له: والديّ رغباني في هذا الأمر، والمعونة عليه، ولم يمكّناني من شيء. فقال: أعطيك جلداً تكتبه لنفسك. وتكتب لي آخر. فرضيت بذلك، وفعلته معه مدة. الى أن يسر الله لي فيما اشتريت به الرق. وقويت به على طلب العلم.
ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 1 / ص 451)
ابن التبّان، الفقيه، الإمام. ..قال: كنت أول ابتدائي أدرس الليل كله، فكانت أمي تنهاني عن القراءة بالليل. فكنت آخذ المصباح فأجعله تحت الجفنة، وأتعمد النوم، فإذا رقدت أخرجت المصباح وأقبلت على الدرس. وكان كثير الدرس. ذكر أنه درس كتاباً ألف مرة. الى أن قال لي أبي ذات يوم: يا بني ما يكون منك؟ لا تعرف صنعة، واشتغلت بالعلم ولا شيء عندك. فلما كان ذات ليلة سمعته يقول لوالدتي: عرفت أني عُرّفت اليوم بابني؟ وذلك أني حضرت أملاكاً في مسجد - سماه - فوجدته ممتلئاً بالناس، ولم أجد مجلساً، فقام لي رجل من موضعه وأجلسني فيه، فسأله إنسان عني، فقال له أسكت هذا والد الشيخ أبي محمد. وقال آخر: خرج والدي محمد بن التبان يوماً من مسجد المسند، فزلق في طين، فبادر رجل وأخذ بيده، وقال لصاحبه: هذا والد الشيخ أبي محمد الفقيه. قال: فرجع وحرّض ابنه على طلب العلم، والتزم القيام بشأنه من يومئذ.
العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية - (ج 1 / ص 73)(1/13)
الفقيه الإمام البارع أبو علي يحيى بن إبراهيم بن العمك. وكان من أعيان العلماء وكان في أول أمره رئيساً على قومه يركب الخيل ولا يشتغل بشيءٍ من طلب العلم. وكان سبب اشتغاله بطلب العلم أنه خطب امرأَة من بني خطاب هي ابنة الفقيه أبي بكر بن خطاب فامتنع الفقيه أبو بكر من تزويجه إياها وقال لهُ لست كفئا لها فانك رجل جاهل فانف من قولهِ فاشتغل بطلب العلم حتى صار إماماً واشتغل بفن الأدب وبرع في النحو واللغة والنسيب والعروض وغير ذلك.
ذم المسكر - (ج 1 / ص 83)
أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، وحدثني سويد بن سعيد ، قال : حدثني أبو الحسن ، رجل من أهل البصرة قال : أخبرني رجل ، أنه رأى في منامه أن الله قد غفر لأهل عرفات ما خلا رجل من أهل كورة كذا وكذا قال الرجل : فأتيت مضاربهم فسألت عنهم فدلوني على خباء ذلك الرجل فأتيته فأخبرته بما رأيت وقلت : أخبرني بذنبك ، قال : كنت رجلا أتعاطى الشراب وكانت والدتي تنهاني فأتيت المنزل وأنا سكران فحملت علي فحملتها حتى وضعتها في التنور وهو مسجور
تفسير الطبري - (ج 8 / ص 552)(1/14)
حدثني علي بن سهل قال، حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال، حدثنا أبو همام قال، حدثنا كثير أبو الفضل، عن مجاهد قال: كان فيمن كان قبلكم امرأة، وكان لها أجيرٌ، فولدت جارية. فقالت لأجيرها: اقتبس لنا نارًا، فخرج فوجد بالباب رجلا فقال له الرجل: ما ولدت هذه المرأة؟ قال: جارية. قال: أما إنّ هذه الجارية لا تموت حتى تبغي بمئة، ويتزوجها أجيرها، ويكون موتها بالعنكبوت. قال: فقال الأجير في نفسه: فأنا أريد هذه بعد أن تفجر بمئة!! فأخذ شفرة فدخل فشق بطن الصبية. وعولجت فبرِئت، فشبَّت، وكانت تبغي، فأتت ساحلا من سواحل البحر، فأقامت عليه تبغي. ولبث الرجل ما شاء الله، ثم قدم ذلك الساحل ومعه مال كثير، فقال لامرأة من أهل الساحل: ابغيني امرأة من أجمل امرأة في القرية أتزوجها! فقالت: ههنا امرأة من أجمل الناس، ولكنها تبغي. قال: ائتيني بها. فأتتها فقالت: قد قدم رجل له مال كثير، وقد قال لي: كذا. فقلت له: كذا. فقالت: إني قد تركت البغاء، ولكن إن أراد تزوَّجته! قال: فتزوجها، فوقعت منه موقعًا. فبينا هو يومًا عندها إذ أخبرها بأمره، فقالت: أنا تلك الجارية! -وأرته الشق في بطنها - وقد كنت بغي، فما أدري بمئة أو أقل أو أكثر! قال: فإنّه قال لي: يكون موتها بعنكبوت. قال: فبنى لها برجًا بالصحراء وشيده. فبينما هما يومًا في ذلك البرج، إذا عنكبوت في السقف، فقالت: هذا يقتلني؟ لا يقتله أحد غيري! فحركته فسقط، فأتته فوضعت إبهام رجلها عليه فشدَخَتْه، وساحَ سمه بين ظفرها واللحم، فاسودت رجلها فماتت. فنزلت هذه الآية:"أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة".
الكبائر - (ج 1 / ص 40)(1/15)
ومما حكي قال بعضهم رأيت رجلاً مقطوع اليد من الكتف وهو ينادي من رآني فلا يظلمن أحداً فتقدمت إليه فقلت له يا أخي ما قصتك قال يا أخي قصة عجيبة وذلك أني كنت من أعوان الظلمة فرأيت يوماً صياداً وقد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني فجئت إليه فقلت أعطني هذه السمكة فقال لا أعطيكها أنا آخذ بثمنها قوتاً لعيالي فضربته وأخذتها منه قهراً ومضيت بها قال فبينا أنا أمشي بها حاملها إذ عضت على إبهامي عضة قوية فلما جئت بها إلى بيتي وألقيتها من يدي ضربت على إبهامي وآلمتني ألماً شديداً حتى لم أنم من شدة الوجه والألم وورمت يدي فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم فقال هذه بدء الآكلة أقطعها وإلا تقطع يدك فقطعت إبهامي ثم ضربت على يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدة الألم فقيل لي إقطع كفك فقطعته وانتشر الألم إلى الساعد وآلمني ألماً شديداً ولم أطق القرار وجعلت أستغيث من شدة الألم فقيل لي اقطعها إلى المرفق فقطعتها فانتشر الألم إلى العضد وضربت على عضدي أشد من الألم الأول فقيل اقطع يدك من كتفك وإلا سرى إلى جسدك كله فقطعتها فقال لي بعض الناس ما سبب ألمك فذكرت قصة السمكة فقال لي لو كنت رجعت في أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قطعت من أعضائك عضوا فاذهب الآن إليه واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى بدنك. قال فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته فوقعت على رجليه أقبلها وأبكي وقلت له يا سيدي سألتك بالله ألا عفوت عني. فقال لي ومن أنت قلت أنا الذي أخذت منك السمكة غصباً وذكرت ما جرى وأريته يدي فبكى حين رآها. ثم قال يا أخي قد أحللتك منها لما قد رأيته بك من هذا البلاء فقلت يا سيدي بالله هل كنت قد دعوت علي لما أخذتها قال نعم قلت اللهم إن هذا تقوى علي بقوته على ضعفي على ما رزقتني ظلما فأرني قدرتك فيه. فقلت يا سيدي قد أراك الله قدرته في وأنا تائب إلى الله عز وجل عما كنت عليه من خدمة الظلمة ولا عدت أقف(1/16)
لهم على باب ولا أكون من أعوانهم ما دمت حياً. إن شاء الله وبالله التوفيق.
صفة الصفوة - (ج 1 / ص 248)
عن أبي بكر بن أبي الطيب قال بلغنا عن عبد الله بن الفرج العابد قال احتجت إلى صانع يصنع لي شيئا من امر الروز جاريين فأتيت السوق فجعلت ارمق الصناع فإِذا في آواخرهم شاب مصفر بين يديه زبيل كبير ومر وعليه جبة صوف ومئزر صوف فقلت له تعمل قال نعم قلت بكم قال بدرهم ودانق قلت له قم حتى تعمل قال على شريطه قلت ما هي قال إذا كان وقت الظهر واذن المؤذن خرجت وتطهرت وصليت في المسجد جماعة ثم رجعت فإِذا كان وقت العصر فكذلك قلت نعم فقام معي فجئنا المنزل فوافقته على ما ينقله من موضع إلى موضع فشد وسطه وجعل يعمل ولا يكلمني بشيء.
حتى إذا أذّن المؤذن للظهر قال يا عبد الله قد أذّن المؤذن قلت شانك.
فخرج فصلى فلما رجع عمل أيضاً عملا جيدا إلى العصر فلما أذّن المؤذن قال يا عبد الله قد أذّن المؤذن قلت شأنك فخرج فصلى ثم رجع فلم يزل يعمل إلى آخر النهار فوزنت له اجرته وانصرف.
فلما كان بعد أيام احتجت إلى عمل فقالت لي زوجتي اطلب لنا ذلك الصانع الشاب فانه قد نصحنا في عملنا فجئت السوق فلم اره فسألت عنه فقالوا تسأل عن ذلك المصفر المشؤوم الذي لا نراه إلا من سبت إلى سبت لا يجلس إلا وحده في آخر الناس فانصرفت.
فلما كان يوم السبت اتيت السوق فصادفته فقلت تعمل فقال قد عرفت الاجرة والشرط قلت استخر الله تعالى فقام فعمل على النحو الذي كان عمل.
قال فلما وزنت له الاجرة زدته فابى أن يأخذ الزيادة فألححت عليه فضجر وتركني ومضى فغمني ذلك فاتبعته وداريته حتى أخذ اجرته فقط.فلما كان بعد مدة احتجنا أيضاً إليه فمضيت في يوم السبت فلم اصادفه.
فسألت عنه فقيل لي هو عليل وقال لي من كان يخبر أمره إنما كان إلى السوق من سبت إلى سبت يعمل بدرهم ودانق يتقوت كل يوم دانقا وقد مرض.(1/17)
فسألت عن منزله فأتيته وهو في بيت عجوز فقلت لها هذا الشاب الروزجاري فقالت هو عليل منذ أيام فدخلت عليه فوجدته لما به وتحت رأسه لبنة.
فسلمت عليه وقلت لك حاجة قال نعم ان قبلت قلت اقبل ان شاء الله تعالى قال إذا أنا مت فبع هذا المر واغسل جبتي هذه الصوف وهذا المئزر وكفني بهما وافتق جيب الجبة فان فيها خاتما فخذه ثم انظر يوم يركب هارون الرشيد الخليفة فقف له في موضع يراك فكلمه واره الخاتم فانه سيدعو بك فسلم إليه الخاتم ولا يكن هذا إلا بعد دفني قلت نعم.
فلما مات فعلت ما امرني ثم نظرت اليوم الذي يركب فيه الرشيد فجلست له على الطريق فلما مر ناديته يا أمير المؤمنين لك عندي وديعة ولوحت بالخاتم فامر بي فأخذت وحملت حتى دخل إلى داره ثم دعا بي ونحى جميع من عنده وقال من أنت فقلت عبد الله بن الفرج فقال هذا الخاتم من أين لك فحدثته قصة الشاب فجعل يبكي حتى رحمته.
فلما انس الي قلت يا أمير المؤمنين من هو منك قال ابني قلت كيف سار إلى هذه الحال قال ولد لي قبل ان ابتلى بالخلافة فنشأ نشوءاً حسناً وتعلم القرآن والعلم فلما وليت الخلافة تركني ولم ينل من دنياي شيئا فدفعت إلى أمه هذا الخاتم وهو ياقوت ويساوي مالا كثيرا فدفعته إليها وقلت لها تدفعين هذا إليه وكان براً بأمه وتسأليه أن يكون معه فلعله ان يحتاج إليه يوماً من الأيام فينتفع به وتوفيت أمه فما عرفت له خبراً إلا ما أحبرتني به أنت ثم قال لي إذا كان الليل فأخرج معي إلى قبره.
فلما كان الليل خرج وحده معي يمشي حتى أتينا قبره فجلس إليه فبكى بكاء شديدا فلما طلع الفجر قمنا فرجع فقال لي تعاهدني في الأيام حتى ازور قبره.فكنت اتعاهده بالليل فيخرج حتى يزور قبره ثم يرجع.قال عبد الله بن الفرج ولم اعلم انه ابن الرشيد حتى أخبرني الرشيد انه ابنه أبو كما قال ابن أبي الطيب.قلت هذا طريق حسن والطريق الذي قبله اصح لانه متصل ورواته ثقات
التوابين - (ج 1 / ص 61)(1/18)
نا أبو العباس أحمد بن محمد بن الصباح البزاز قال: لم يرو القعنبي عن شعبة غير هذا الحديث الواحد وله شرح: حدثني بعض القضاة عن بعض ولد القعنبي بالبصرة قال: كان أبي يشرب النبيذ ويصحب الأحداث فدعاهم يوماً وقد قعد على الباب ينتظرهم فمر شعبة على حماره والناس خلفه يهرعون فقال: من هذا؟ قيل: شعبة قال: وأيش شعبة؟ قالوا: محدث.
فقام إليه وعليه إزار أحمر فقال له: حدثني فقال له: ما أنت من أصحاب الحديث فأحدثك فأشهر سكينه وقال: تحدثني أو أجرحك؟ فقال له: حدثنا منصور عن ربعي عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا لم تستحي فاصنع ما شئت " فرمى سكينه ورجع إلى منزله فقام إلى جميع ما كان عنده من الشراب فهراقه وقال لأمه: الساعة أصحابي يجيئون فأدخليهم وقدمي الطعام إليهم فإذا أكلوا فخبريهم بما صنعت بالشراب حتى ينصرفوا ومضى من وقته إلى المدينة فلزم مالك بن أنس فأثر عنه ثم رجع إلى البصرة وقد مات شعبة فما سمع منه غير هذا الحديث.
التوابين - (ج 1 / ص 57)(1/19)
روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه مر ذات يوم في موضع من نواحي الكوفة فإذا فتيان فساق قد اجتمعوا يشربون وفيهم مغن يقال له: زاذان يضرب ويغني وكان له صوت حسن فلما سمع ذلك عبد الله قال: ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله! وجعل الرداء على رأسه ومضى فسمع زاذان قوله فقال: من كان هذا؟ قالوا: عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وأي شيء قال؟ قالوا: إنه قال: ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى فقام وضرب بالعود على الأرض فكسره ثم أسرع فأدركه وجعل المنديل في عنق نفسه وجعل يبكي بين يدي عبد الله بن مسعود فاعتنقه عبد الله بن مسعود وجعل يبكي كل واحد منهما ثم قال عبد الله: كيف لا أحب من قد أحبه الله - عز وجل - فتاب إلى الله - عز وجل - من ذنوبه ولازم عبد الله بن مسعود حتى تعلم القرآن وأخذ حظاً من العلم حتى صار إماماً في العلم وروى عن عبد الله بن مسعود وسلمان وغيرهما.
التوابين - (ج 1 / ص 57)(1/20)
روى عن مالك بن دينار أنه سئل عن سبب توبته فقال: كنت شرطياً وكنت منهمكاً على شرب الخمر ثم إنني اشتريت جارية نفيسة ووقعت مني أحسن موقع فولدت لي بنتاً فشغفت بها فلما دبت على الأرض ازدادت في قلبي حباً وألفتني وألفتها قال: فكنت إذا وضعت المسكر بين يدي جاءت إلي وجاذبتني عليه وهرقته من ثوبي فلما تم لها سنتان ماتت فأكمدني حزنها فلما كانت ليلة النصف من شعبان وكانت ليلة الجمعة بت ثملاً من الخمر ولم أصل فيها عشاء الآخرة فرأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت ونفخ في الصور وبعثرت القبور وحشر الخلائق وأنا معهم فسمعت حساً من ورائي فالتفت فإذا أنا بتنين أعظم ما يكون أسود أزرق قد فتح فاه مسرعاً نحوي فمررت بين يديه هارباً فزعاً مرعوباً فمررت في طريقي بشيخ نقي الثوب طيب الرائحة فسلمت عليه فرد السلام فقلت: أيها الشيخ! أجرني من هذا التنين أجارك الله فبكى الشيخ وقال لي: أنا ضعيف وهذا أقوى مني وما أقدر عليه ولكن مر وأسرع فلعل الله أن يتيح لك ما ينجيك منه فوليت هارباً على وجهي فصعدت على شرف من شرف القيامة فأشرفت على طبقات النيران فنظرت إلى هولها وكدت أهوي فيها من فزع التنين فصاح بي صائح: ارجع فلست من أهلها! فاطمأننت إلى قوله ورجعت ورجع التنين في طلبي فأتيت الشيخ فقلت: يا شيخ! سألتك أن تجيرني من هذا التنين فلم تفعل فبكى الشيخ وقال: أنا ضعيف ولكن سر إلى هذا الجبل فإن فيه ودائع المسلمين فإن كان لك فيه وديعة فستنصرك قال: فنظرت إلى جبل مستدير من فضة وفيه كوى مخرمة وستور معلقة على كل خوخة وكوة مصراعان من الذهب الأحمر مفصلة باليواقيت مكوكبة بالدر على كل مصراع ستر من الحرير فلما نظرت إلى الجبل وليت إليه هارباً والتنين من ورائي حتى إذا قربت منه صاح بعض الملائكة: ارفعوا الستور وافتحوا المصاريع وأشرفوا! فلعل لهذا البائس فيكم وديعة تجيره من عدوه فإذا الستور قد رفعت والمصاريع قد فتحت فأشرف علي من تلك(1/21)
المخرمات أطفال بوجوه كالأقمار وقرب التنين مني فتحيرت في أمري فصاح بعض الأطفال: ويحكم! أشرفوا كلكم فقد قرب منه عدوه فأشرفوا فوجاً بعد فوج وإذا أنا بابنتي التي ماتت قد أشرفت علي معهم فلما رأتني بكت وقالت: أبي والله! ثم وثبت في كفة من نور كرمية السهم حتى مثلت بين يدي فمدت يدها الشمال إلى يدي اليمنى فتعلقت بها ومدت يدها اليمنى إلى التنين فولى هارباً.
سير أعلام النبلاء - (ج 11 / ص 428)
قال أبو بكر محمد بن سليمان الربعي: حدثنا محمد بن الفيض الغساني، سمعت هشام بن عمار، يقول: باع أبي بيتا له بعشرين دينارا، وجهزني للحج. فلما صرت إلى المدينة، أتيت مجلس مالك، ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها.فأتيته، وهو جالس في هيئة الملوك، وغلمان قيام، والناس يسألونه، وهو يجيبهم.فلما انقضى المجلس، قال لي بعض أصحاب الحديث: سل عن ما معك ؟ فقلت له: يا أبا عبدالله، ما تقول في كذا وكذا ؟ فقال: حصلنا على الصبيان، يا غلام، احمله.فحملني كما يحمل الصبي، وأنا يومئذ غلام مدرك، فضربني بدرة مثل درة المعلمين سبع عشرة درة، فوقفت أبكي، فقال لي: ما يبكيك ؟ أوجعتك هذه الدرة ؟ قلت: إن أبي باع منزله، ووجه بي أتشرف بك، وبالسماع منك، فضربتني؟ فقال: اكتب . فحدثني سبعة عشر حديثا، وسألته عما كان معي من المسائل فأجابني.
قال يعقوب بن إسحاق الهروي، عن صالح بن محمد الحافظ: سمعت هشام بن عمار، يقول: دخلت على مالك، فقلت له: حدثني، فقال: اقرأ، فقلت: لا. بل حدثني، فقال: اقرأ، فلما أكثرت عليه، قال: يا غلام، تعال اذهب بهذا، فاضربه خمسة عشر، فذهب بي فضربني خمس عشرة درة، ثم جاء بي إليه، فقال: قد ضربته، فقلت له: لم ظلمتني ؟ ضربتني خمس عشرة درة بغير جرم، لا أجعلك في حل، فقال مالك: فما كفارته ؟ قلت: كفارته أن تحدثني بخمسة عشر حديثا.قال: فحدثني بخمسة عشر حديثا.فقلت له: زد من الضرب، وزد في الحديث، فضحك مالك، وقال: اذهب.(1/22)
الأدب المفرد للبخاري - (ج 3 / ص 452)
أن جابر بن عبد الله حدثه ، أنه بلغه حديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فابتعت (1) بعيرا فشددت إليه رحلي شهرا ، حتى قدمت الشام ، فإذا عبد الله بن أنيس ، فبعثت إليه أن جابرا بالباب ، فرجع الرسول فقال : جابر بن عبد الله ؟ فقلت : نعم ، فخرج فاعتنقني ، قلت : حديث بلغني لم أسمعه ، خشيت أن أموت أو تموت ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « يحشر الله العباد - أو الناس - عراة غرلا (2) بهما » ، قلت : ما بهما ؟ قال : « ليس معهم شيء ، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد - أحسبه قال : كما يسمعه من قرب - : أنا الملك ، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة ، ولا ينبغي لأحد من أهل النار يدخل النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة » ، قلت : وكيف ؟ وإنما نأتي الله عراة بهما ؟ قال : « بالحسنات والسيئات » فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 127)
أَنَّهُ سَمِعَ جَابِر بْن عَبْد اللَّه يَقُول : بَلَغَنِي عَنْ رَجُل حَدِيث سَمِعَهُ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَرَيْت بَعِيرًا ثُمَّ شَدَدْت رَحْلِي فَسِرْت إِلَيْهِ شَهْرًا حَتَّى قَدِمْت الشَّام فَإِذَا عَبْد اللَّه بْن أُنَيْس ، فَقُلْت لِلْبَوَّابِ : قُلْ لَهُ جَابِر عَلَى الْبَاب . فَقَالَ : اِبْن عَبْد اللَّه ؟ قُلْت : نَعَمْ . فَخَرَجَ فَاعْتَنَقَنِي . فَقُلْت : حَدِيث بَلَغَنِي عَنْك أَنَّك سَمِعْته مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَخَشِيت أَنْ أَمُوت قَبْل أَنْ أَسْمَعهُ . فَقَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : " يَحْشُر اللَّه النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عُرَاة
المعجم الكبير للطبراني - (ج 18 / ص 402)(1/23)
أَنَّ جَابِرَ بن عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ رَجُلٍ مِنَ أَصْحَابِ ِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ، سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ، فَخَشِيتُ أَنْ يَمُوتَ، أَوْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ، فَابْتَعْتُ بَعِيرًا، فَشَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلِي، ثُمَّ سِرْتُ عَلَيْهِ شَهْرًا، حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بن أُنَيْسٍ الأَنْصَارِيَ، فَقُمْتُ، فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: جَابِرُ بن عَبْدِ اللَّهِ، فَخَرَجَ عَلَيَّ، فَعَانَقَنِي وَعَانَقْتُهُ، قَالَ: قُلْتَ: حَدِيثًا بَلَغَنِي أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَظَالِمِ، خَشِيتُ أَنْ تَمُوتَ، أَوْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:"يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ"، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ قِبَلَ الشَّامِ،"عُرَاةً حُفَاةً غُرْلا بُهْمًا". قَالَ: قُلْتُ: مَا بُهْمًا؟ قَالَ:"لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، فَيُنَادِي مُنَادِي بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الْمَلِكُ الدَّيَانُ، لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلَمَةٍ حَتَّى اللَّطْمَةٍ"، قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ، وَإِنَّمَا نَأْتِي عُرَاةً غُرْلا بُهْمًا؟ قَالَ:"الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ"
فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 127)(1/24)
وَإِسْنَاده صَالِح ...وَادَّعَى بَعْض الْمُتَأَخِّرِينَ أَنَّ هَذَا يَنْقُض الْقَاعِدَة الْمَشْهُورَة أَنَّ الْبُخَارِيّ حَيْثُ يُعَلِّق بِصِيغَةِ الْجَزْم يَكُون صَحِيحًا وَحَيْثُ يُعَلِّق بِصِيغَةِ التَّمْرِيض يَكُون فِيهِ عِلَّة ؛ لِأَنَّهُ عَلَّقَهُ بِالْجَزْمِ هُنَا ، ثُمَّ أَخْرَجَ طَرَفًا مِنْ مَتْنه فِي كِتَاب التَّوْحِيد بِصِيغَةِ التَّمْرِيض فَقَالَ : وَيُذْكَر عَنْ جَابِر عَنْ عَبْد اللَّه بْن أُنَيْس قَالَ : سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : " يَحْشُر اللَّه الْعِبَاد فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ " الْحَدِيث . وَهَذِهِ الدَّعْوَى مَرْدُودَة ، وَالْقَاعِدَة بِحَمْدِ اللَّه غَيْر مُنْتَقَضَة ، وَنَظَر الْبُخَارِيّ أَدَقّ مِنْ أَنْ يُعْتَرَض عَلَيْهِ بِمِثْلِ هَذَا فَإِنَّهُ حَيْثُ ذَكَرَ الِارْتِحَال فَقَطْ جَزَمَ بِهِ لِأَنَّ الْإِسْنَاد حَسَن وَقَدْ اُعْتُضِدَ . وَحَيْثُ ذَكَرَ طَرَفًا مِنْ الْمَتْن لَمْ يَجْزِم بِهِ لِأَنَّ لَفْظ الصَّوْت مِمَّا يُتَوَقَّف فِي إِطْلَاق نِسْبَته إِلَى الرَّبّ وَيَحْتَاج إِلَى تَأْوِيل فَلَا يَكْفِي فِيهِ مَجِيء الْحَدِيث مِنْ طَرِيق مُخْتَلَف فِيهَا وَلَوْ اُعْتُضِدَتْ . وَمِنْ هُنَا يَظْهَر شُفُوف عِلْمه وَدِقَّة نَظَره وَحُسْن تَصَرُّفه رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى . . وَرَوَى مَالِك عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب قَالَ : إِنْ كُنْت لَأَرْحَل الْأَيَّام وَاللَّيَالِي فِي طَلَب الْحَدِيث الْوَاحِد .
الوافي بالوفيات - (ج 1 / ص 475)
أبو عمر الزاهد صاحب ثعلب وتلميذه. كان آية في الحفظ للغة أملى فيها ثلاثين ألف ورقة من حفظه.(1/25)
قال الخطيب:سمعت غير واحد يحكى أن الأشراف والكتاب وأهل الأدب كانوا يحضرون عند أبي عمر الزاهد ليسمعوا منه وكان له جزء جمع فيه فضائل معاوية رضي الله عنه فلا يقرئهم شيئاًً حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء ..وله غريب الحديث صنفه على مسند أحمد.
قال ابن خلكان وغيره:قصده جماعة للأخذ عنه فتذاكروا عند قنطرة هناك إكثاره وأنه يكذب فقال أحدهم:أنا أصحف له اسم هذه القنطرة وأسأله عنها،فقال له:ما الهرطنق عند العرب؟قال:كذا وكذا،فتضاحكوا سراً وتركوه شهراً ثم تركوا شخصاً آخر سأله عن اللفظة بعينها فقال:أليس سئلت عن هذه اللفظة مذ مدة كذا وأجبت عنها كذا وكذا؟وقلد معز الدولة الشرطة لشخص اسمه خواجا وكان أبو عمر يملي كتاب الياقوتة فقال:اكتبوا ياقوتة خواجا الخواج في أصل كلام العرب الجوع،وفرع على هذا باباً وأملاه فعجبوا لذلك وتتبعوه فوجدوه كما قال.
توفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة وقيل سنة خمس وأربعين.
نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج - (ج 2 / ص 79)
قَالَ النَّوَوِيُّ فِي بُسْتَانِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَضْلٍ التَّيْمِيِّ فِي شَرْحِهِ لِمُسْلِمٍ : إنَّ بَعْضَ الْمُبْتَدِعَةِ لَمَّا سَمِعَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ مُتَهَكِّمًا : أَنَا أَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدِي ، بَاتَتْ فِي الْفِرَاشِ ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي دُبُرِهِ إلَى ذِرَاعِهِ .
قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ : فَلِيَتَّقِ امْرُؤٌ الِاسْتِخْفَافَ بِالسُّنَنِ وَمَوَاضِعِ التَّوْقِيفِ لِئَلَّا يُسْرِعَ إلَيْهِ شُؤْمُ فِعْلِهِ .(1/26)
وَقَالَ النَّوَوِيُّ أَيْضًا : وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى مَا وُجِدَ فِي زَمَنِنَا وَتَوَاتَرَتْ الْأَخْبَارُ بِهِ وَثَبَتَ عِنْدَ الْقُضَاةِ أَنَّ رَجُلًا بِقَرْيَةٍ بِبِلَادِ بِصَرَى فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ كَانَ سَيِّئَ الِاعْتِقَادِ فِي أَهْلِ الْخَيْرِ وَابْنُهُ يَعْتَقِدُهُمْ ، فَجَاءَ مِنْ عِنْدِ شَيْخٍ صَالِحٍ وَمَعَهُ مِسْوَاكٌ ، فَقَالَ لَهُ مُسْتَهْزِئًا : أَعْطَاك شَيْخُك هَذَا الْمِسْوَاكَ ؟ فَأَخَذَهُ وَأَدْخَلَهُ فِي دُبُرِهِ : أَيْ دُبُرِ نَفْسِهِ اسْتِحْقَارًا لَهُ ، فَبَقِيَ مُدَّةً ثُمَّ وَلَدَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي اسْتَدْخَلَ الْمِسْوَاكَ جِرْوًا قَرِيبَ الشَّبَهِ بِالسَّمَكَةِ فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ مَاتَ الرَّجُلُ حَالًا أَوْ بَعْدَ يَوْمَيْنِ ا هـ بِحُرُوفِهِ .
ميزان الاعتدال - (ج 3 / ص 659)
[ ونقل رفيقنا أبو الفتح اليعمرى وكان متثبتا، قال: سمعت الامام تقي الدين ابن دقيق العيد يقول: سمعت شيخنا أبا محمد بن عبد السلام السلمى يقول: وجرى ذكر أبي عبدالله بن العربي الطائي - فقال: هو شيعي سوء كذاب.فقلت له: وكذاب أيضا ؟ قال: نعم، تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن، فقال: هذا محال، لان الانس جسم كثيف والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجة، فقال: تزوجت جنية فرزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق يوما أنى أغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة، وانصرفت، فلم أرها بعد هذا...أو معناه.(1/27)
قلت: نقله لي بحروفه ابن رافع من خط أبي الفتح، وما عندي أن محيى الدين تعمد كذبا، لكن أثرت فيه تلك الخلوات والجوع فسادا وخيالا وطرف جنون ، وصنف التصانيف في تصوف الفلاسقة وأهل الوحدة، فقال أشياء منكرة، عدها طائفة من العلماء مروقا وزندقة، وعدها طائفة من العلماء من إشارات العارفين ورموز السالكين، وعدها طائفة من متشابه القول، وأن ظاهرها كفر وضلال، وباطنها حق وعرفان، وأنه صحيح في نفسه كبير القدر.
وآخرون يقولون: قد قال هذا الباطل والضلال، فمن الذي قال إنه مات عليه، فالظاهر عندهم من حاله أنه رجع وأناب إلى الله، فإنه كان عالما بالآثار والسنن، قوى المشاركة في العلوم.
وقولى أنا فيه: إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت، وختم له بالحسنى، فأما كلامه فمن فهمه وعرفه على قواعد الاتحادية وعلم محط القوم، وجمع بين أطراف عباراتهم - تبين له الحق في خلاف قولهم.وكذلك من أمعن النظر في فصوص الحكم، أو أنعم التأمل لاح له العجب، فإن الذكى إذا تأمل من ذلك الاقوال والنظائر والاشباه فهو أحد رجلين: إما من الاتحادية في الباطن، وإما من المؤمنين بالله الذين يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر. نسأل الله العفو، وأن يكتب الايمان في قلوبنا، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة.فو الله لان يعيش المسلم جاهلا خلف البقر لا يعرف من العلم شيئا سوى سور من القرآن يصلى بها الصلوات ويؤمن بالله وباليوم الآخر - خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق، ولو قرأ مائة كتاب أو عمل مائة خلوة.
الزهد لأحمد بن حنبل - (ج 5 / ص 241)(1/28)
حدثنا عبد الله ، قال وجدت في كتاب أبي ، حدثنا أبو معاوية الغلابي قال : قال رجل لهشام أخي ذي الرمة وأراد السفر إلى مكة فقال له : « وصيتك بتقوى الله عز وجل وصل الصلاة لوقتها فإنك مصليها لا محالة فصلها وهي تنفعك وإياك أن تكون كلب رفقتك فإن لكل رفقة كلبا ينبح دونهم ، فإن كان خيرا شكروه وإن كان عارا تقلده دونهم ، فإياك أن تكون كلب رفقتك »
البداية والنهاية - (ج 14 / ص 332)
ورأيت - يعنى المصنف - في ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاث وستين وسبعمائة الشيخ محيي الدنين النواوي رحمه الله فقلت له: يا سيدي الشيخ لم لا أدخلت في شرحك المهذب شيئا من مصنفات ابن حزم ؟ فقال ما معناه: إنه لا يحبه، فقلت له: أنت معذور فيه فإنه جمع بين طرفي النقيضين في أصوله وفروعه، أما هو في الفروع فظاهري جامد يابس، وفي لاصول تول مائع قرمطة القرامطة وهرس الهرائسة، ورفعت بها صوتي حتى سمعت وأنا نائم، ثم أشرت له إلى أرض خضراء تشبه النخيل بل هي أردأ شكلا منه، لا ينتفع بها في استغلال ولا رعي، فقلت له: هذه أرض ابن حزم التي زرعها قال: أنظر هل ترى فيها شجرا مثمرا أو شيئا ينتفع به، فقلت: إنما تصلح للجلوس عليها في ضوء القمر.
فهذا حاصل ما رأيته، ووقع في خلدي أن ابن حزم كان حاضرنا عندما أشرت للشيخ محيي الدين إلى الارض المنسوبة لابن حزم، وهو ساكت لا يتكلم.
بستان العارفين - (ج 1 / ص 17)(1/29)
أخبرنا الأنباري عبد الحافظ أخبرنا عبد القادر الرهاوي أخبرنا عبد الرحيم بن علي الشاهد أخبرنا محمد بن طاهر المقدسي الحافظ أخبرنا أبو الفتح المفيد أخبرنا أبو الحسن بن علي بن محمد بن طلحة حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال سمعت أبا يحيى زكريا بن يحيى الساجي رحمه الله قال كنا نمشي في أزقة البصرة إلى باب بعض المحدثين فأسرعت المشي وكان مع رجل منهم ماجن في دينه فقال ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها كالمستهزئ فما زال في موضعه حتى جفت رجلاه وسقط. وقال الحافظ عبد الحافظ إسناد هذه الحكاية كالوجد أو كرأي العين لأن رواتها أعلام أئمة.
وبالاسناد إلى المقدسي قال أخبرنا أبو الحسين يحيى بن الحسين العلوي أخبرنا ابن الحسين الضبعي: قال سمعت عبد الله بن محمد بن محمد العكبري يقول سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب المتوثي يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول كان في أصحاب الحديث رجل خليع إلى أن سمع بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع فجعل في عقبيه مسامير حديد وقال أريد أن أطأ أجنحة الملائكة فأصابه أكلة في رجليه.
وذكر الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي رحمه الله في كتابه شرح صحيح مسلم هذه الحكاية فيها وشلت رجلاه ويداه وسائر أعضائه.
قلت ومن هذا المعنى ما وجد في زمامنا هذا وتواترت به الأخبار وثبتت عند القضاة أن رجلا بقرية ببلاد بصرى في أوائل سنة خمس وستين وستمائة .....عافانا الله الكريم من بلائه ووفقنا الله لتنزيه السنن وتعظيم شعائره.(1/30)
أخبرنا الشيخ الفقيه المسدد أبو محمد عبد الرحمن بن سالم الأنباري رحمه الله أخبرنا القاضي الإمام أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري أخبرنا الإمام أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي الزاهد رضي الله تعالى عنه أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي فيما كتب إلي قال أخبرنا أحمد بن يعقوب الهروي قال حدثنا أبو عبد الله الروزبادي حدثنا عمر بن مخلد الصوفي قال قال ابن أبي الورد قال معروف الكرخي ر رعلامة مقت الله تعالى للعبد أن تراه مشتعلا بما لا يعنيه.
البداية والنهاية - (ج 1 / ص 33)
وقد حكى ابن حزم وابن المنير وأبو الفرج ابن الجوزى وغير واحد من العلماء الاجماع على أن السموات كرة مستديرة * واستدل على ذلك بقوله كل في فلك يسبحون.
المستخرج على المستدرك - (ج 1 / ص 24)(1/31)
الحافظ العراقي عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن الزين أبو الفضل الكردي ..ويعرف بالعراقي انتاسبا فيه لعراق العرب وهو القطر الأعم وإلا فهو كردي الأصل تحول والده لمصر وهو صغير .. اتجهت همته لحفظ القرآن فحفظه وهو ابن ثمان سنين واشتغل بعلم القراءات والعربية فأخذ ذلك عن جماعة منهم الشيخ ناصر الدين محمود بن شمعون وانهمك انهماكا بينا في القراءات فنهاه عن ذلك القاضي عز الدين ابن جماعة قائلا له أنه علم كثير التعب قليل الجدوى وأشار إليه بالإشتغال بعلم الحديث لما رأى من قوة ذكائه وتوقد ذهنه ..ارتحل إلى الشام في سنة أربع وخمسين وسبعمائة مكث مدة لا تخلو له سنة في الغالب من الرحلة في الحج أو طلب الحديث وفي مدة اقامته في وطنه لم يكن له هم سوى السماع والتصنيف والإفادة فتوغل في ذلك حتى أن غالب أوقاته أو جميعها لا يصرفها في غير الإشتغال في العلوم وكان له ذكاء مفرط وسرعة حافظة من الإلمام اربعمائة سطر في يوم واحد ..وحفظ القرآن وهو ابن ثمان والتنبيه وأكثر الحاوي وكان رام حفظه جميعه في شهر فمل بعد إثني عشر يوما
الوافي بالوفيات - (ج 6 / ص 6)
عبد الله بن مظاهرٍ، أبو محمد الإصبهاني الحافظ. توفي شاباً وكان آيةً في الحفظ، حفظ المسند كله وشرع في حفظ فتاوي الصحابة وحدث عن مطين، وتوفي سنة أربع وثلاثمائة.
أعيان العصر وأعوان النصر - (ج 2 / ص 244)
ابن القماح المصري الشافعي..كانت فتاويه مسدده، ولياليه وأيامه بالعدل مجدده، وهو آية في الحفظ الذي لا يحكيه فيه نظير، ولا يضبطه فيه حوزة ولا حظير.ولم يزل إلى أن بان وباد، وسكن الأرض إلى يوم المعاد. وتوفي - رحمه الله تعالى - سنة إحدى وأربعين وسبع مئة.وقد أجاز لي بالقاهرة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.(1/32)
وكان متى سئل عن آية، ذكر ما قبلها ، وهذه غاية لم يصل إليها أحد إلا من من الله عليه بها، ولعل الإنسان ما يقدر يفعل هذا في الفاتحة. ويحكى أن الحجاج بن يوسف ما كان يمتحن القراء إلا بذلك ما يسأل أحداً منهم إلا يقول له: إيش قبل الآية الفلانية، فيبهت ذلك المسكين.
تنوير الحوالك - (ج 1 / ص 6)
السيوطي ..حفظ القرآن وهو ابن ثمان سنوات، ثم حفظ: العمدة، والمنهاج الاصولي، وألفيه ابن مالك .
ذيل طبقات الحنابلة - (ج 1 / ص 356)
ابن النباس: كان آية في الحفظ، غاص في البحر ولم يعلم له خبر.قرأت عليه " مختصر الخرقي " من حفظي، وسمعت عليه أجزاء كثيرة من مصنفاته وصحبته إلى الممات، ورأى عند وفاته طيوراً بيضاء نازلة.رحمه الله تعالى.
طبقات الحفاظ - (ج 1 / ص 62)
قرطمة الحافظ الماهر أبو عبد الله محمد بن علي البغدادي. كان آية في الحفظ.
قال ابن عقدة: سمعت داود بن يحيى يقول الناس يقولون: أبو زرعة أبو حاتم في الحفظ! والله ما رأيت أحفظ من قرطمة ودخلت عليه فقال لي: ترى هذه الكتب؟ خذ أيها شئت حتى أقرأه قلت كتاب الأشربة فجعل يسرد من آخر الكتاب إلى أوله حتى قرأه كله مات سنة تسعين ومائتين.
مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج - (ج 1 / ص 46)
الشافعي ..حُمِلَ إلَى مَكَّةَ وَهُوَ ابْنُ سَنَتَيْنِ وَنَشَأَ بِهَا ، وَحَفِظَ الْقُرْآنَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَالْمُوَطَّأَ وَهُوَ ابْنُ عَشْرٍ.
الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة - (ج 1 / ص 284)
عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن اسمعيل بن أبي البركات بن مكي بن أحمد الزريراتي المولد البغدادي المنشأ الحنبلي تقي الدين ولد في جمادى الآخرة سنة 68 وحفظ القرآن وهو ابن سبع
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - (ج 1 / ص 471)
عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الرزاق ..كان معروفاً بالعقيلي العمري الشافعي الحلبي(1/33)
ولد في سنة خمس وثلاثين ومائة وألف وحفظ القرآن وهو ابن اثنتي عشرة سنة ثم حفظه الشاطبية والدره واشتغل بالطيبة في القراآت العشرة وجمع القرآن من طريق السبعة والعشرة
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - (ج 2 / ص 24)
علي الرختوان توفي سنة ثمان ومائة وألف ونشأ المترجم وحفظ القرآن وهو ابن خمس سنين وشاع أمره بالذكاء
غاية النهاية في طبقات القراء - (ج 1 / ص 120)
خلف بن هشام ..أبو محمد البزار ..أحد القراء العشرة ..ولد سنة خمسين ومائة وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وابتدأ في الطلب وهو ابن ثلاث عشرة وكان ثقة كبيراً زاهداً عابداً عالما، روينا عنه أنه قال أشكل عليَّ باب من النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته أو قال عرفته وروينا عنه أيضاً أنه كان يكره أن يقال له البزار ويقول ادعوني المقري .
غاية النهاية في طبقات القراء - (ج 1 / ص 149)
طاهر بن عرب بن إبراهيم بن أحمد الإمام الفاضل العالم المحقق المدقق المجود المرتل المقري ..ولد فيما أخبر في سابع محرم سنة ست وثمانين وسبعمائة وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين تقريبا وطلب العلم وهو ابن خمس عشرة سنة ..وكان ملازما للوالد سفرا وحضرا في الحج وغيره فافاد واستفاد واتقن ما قرأ به على الوالد وأجاد وانتفع به الناس وزال بتحقيقه وتدقيقه عن أهل هذا العلم الشريف كثير من الالتباس وكان من أخص الناس وأعزهم عند الوالد واعتنى به أشد عناية حتى صار معلمي ومنه تعلمت العروض وحفظت عليه الطيبة وكنت أعرض عليه القراآت أولاً ثم على الوالد وهو حاضر .
الضوء اللامع - (ج 1 / ص 84)(1/34)
إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود بن رضوان برهان الدين المري - بالمهملة - المقدسي ثم القاهري الشافعي أخو الكمال محمد ويعرف كل منهما بابن أبي شريف. ولد في ليلة الثلاثاء ثامن عشر ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن سبع وتلاه تجويداً بل ولابن كثير وأبي عمرو
الضوء اللامع - (ج 1 / ص 142)
أحمد بن أحمد بن محمود بن موسى الشهاب المقدسي ..ويعرف بالعجيمي وفي الشام بالمقدسي. ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالقدس ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن تسع
الضوء اللامع - (ج 1 / ص 202)
أحمد بن صدقة بن أحمد بن حسين ..ويعرف بابن الصيرفي.. نشأ فحفظ القرآن وهو ابن تسع ولم يحتج إلى إعادته والعمدة والشاطبيتين والجزرية في التجويد وألفيتي الحديث والنحو والتنبيه وجمع الجوامع وتلخيص المفتاح والخزرجية في العروض والقوافي وحاوي الحساب والبردة وبانت سعاد وانتهى حفظه لها في أواخر سنة خمس وأربعين وتزوج في التي تليها وحج مع أبويه في التي تليها
الضوء اللامع - (ج 1 / ص 268)
أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد شيخي الأستاذ إمام الأئمة الشهاب أبو الفضل الكناني العسقلاني المصري ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن حجر وهو لقب لبعض آبائه. ولد في ثاني عشري شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بمصر العتيقة ونشأ بها يتيماً في كنف أحد أوصيائه الزكي الخروبي فحفظ القرآن وهو ابن تسع عند الصدر السفطي شارح مختصر التبريزي وصلى به على العادة بمكة .
الضوء اللامع - (ج 2 / ص 311)
عبد الرحيم بن عبد الكريم بن نصر الله ..الشيرازي المولد الشافعي ..ولد في ليلة الخميس ثالث صفر سنة أربع وأربعين وسبعمائة بشيراز وحفظ القرآن وهو ابن ست
الضوء اللامع - (ج 2 / ص 458)
عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن بيرم .. ويعرف بالميموني. ولد في شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بالقرافة وحفظ القرآن وهو ابن سبع وصلى به(1/35)
الضوء اللامع - (ج 2 / ص 477)
عبد الودود بن عمر بن أبي بكر ..أبو المحاسن الناشري اليماني شقيق العفيف عثمان مؤلف الناشريين. ولد سنة ست وثمانمائة وحفظ القرآن وهو ابن نحو عشرة وقام به في جملة من مدارس بني رسول بزبيد
الضوء اللامع - (ج 3 / ص 77)
علي بن عبد الكريم بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن دليم زين العابدين بن جلال الدين القرشي الزبيدي البصري نزيل مكة والتاجر ابن التاجر. ولد في ذي الحجة سنة ست وعشرين بهرموز. ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن إحدى عشرة .
الضوء اللامع - (ج 3 / ص 319)
محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد الشمس أبو عبد الله البيدموري التركي التونسي المالكي ويقال له التريكي بالتصغير..ولد سنة عشرين وثمانمائة أو قبلها تقريباً ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن سبع ثم تلاه للسبع على أبي القسم البرزلي فأتقنها وهو ابن عشر وأجازه بجميع ما اشتملت عليه فهرسته وهو في نحو ست كراريس، وحفظ الشاطبيتين .
الضوء اللامع - (ج 3 / ص 355)
محمد بن أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي بكر بن حسن الشمس البتوكي .. ويعرف بالنحريري ..ولد قبل سنة عشرين تقريباً ..فحفظ القرآن وهو ابن تسع ..وتزوج البقاعي أم زوجته فنقم عليه الطلبة كونه وصفه بزوج حماتي .
الضوء اللامع - (ج 4 / ص 9)(1/36)
محمد بن حسن بن عبد الله بن سليمان البدر أبو المعالي القرني - نسبة فيما قال لأويس - القاهري الشافعي الواعظ ويعرف بابن الشربدار حرفة والده وجده. ولد في ربيع الأول سنة سبع وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن سبع ..والأصلين وغيرهما عن العز بن جماعة ولازمه مدة طويلة في المنطق والمعاني والبيان وغيرها من المعقولات وقال أنه كان يشكر حافظته ونهاه عن كثرة الدرس ويقول له: أخشى عليك الاختلاط فلم ينته حتى اختلط في حدود سنة خمس عشرة فقال الناس أن ذلك من أكله حب البلادر، ثم تراجع ولازم التفهم في مجالس الدروس حتى برع في غالب ما تقدم من العلوم
الضوء اللامع - (ج 4 / ص 461)
محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف فتح الدين أبو الفتح بن الشمس بن الجزري الشافعي الماضي أبوه وأخوه أحمد ويعرف بابن الجزري. ولد في ثاني ربيع الأول سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدمشق .. وحفظ القرآن وهو ابن ثمان سنين والشاطبيتين والهداية نظم أبيه
الضوء اللامع - (ج 5 / ص 29)
محمد بن يعقوب .. الفيروزابادي الشيرازي اللغوي الشافعي. ولد سنة تسع وعشرين وسبعمائة بكازرون من أعمال شيراز ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن سبع
أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض - (ج 1 / ص 248)(1/37)
الفيروزابادي. أجل مصنفاته " اللامع المعلم العجاب، الجامع بين المحكم والعباب " ، وكان تمامه في ستين مجلد، ثم لخصها في مجلدين، وسمى ذلك الملخص ب " القاموس المحيط " ، وكان سريع الحفظ، وكان يقول: لا أنام حتى أحفظ مائتي سطر، وكان كثير العلم والاطلاع على المعارف العجيبة؛ وبالجملة كان آية في الحفظ والاطلاع والتصنيف.. و اقتنى كتبا كثيرة حتى نقل عنه أنَّه قال:اشتريت بخمسين ألف مثقال ذهبا كتبا . ولا يسافر إلاّ وفي صحبته منها أحمال ويخرجها من كان منزل وينظر فيها . وصنف كتبا كثيرة منها : " بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز " مجلدان و " تنوير المقباس في تفسير ابن عباس "
ومن أقواله : ولا يجمل بالمؤمن أن يمضي عليه أربع سنين ولا يتجدد له سوق وعزم إلى بيت رب العالمين وزيارة سيد المرسلين(!) . وقد ثبت في الحديث النبوي ذلك (!!) والعبد له ست سنين عن تلك المسالك وقد غلب عليه الشوق حتى جل عمره عن الطوق ومن أقضى أمنيته أن يجدد العهد بتلك المعاهد ويفوز مرة أخرى بتلك المشاهد وسؤاله من المراحم العلية الصدقة عليه بتجهيزه في هذا العام قبل اشتداد الحر وغلبة الأوام فإن الفصل أطيب والريح أزيب :
شوقا إلى الكعبة الغراء قد زادا ... فاستحمل القلص الوخادة الزادا
و من شعره مما كتبه عنه الصلاح الصفدي رحمه الله:
أحبتنا الأماجد إنْ رحلتم ... و لم ترعوا لنا عهدا وإلاّ
نودعكم ونودعكم قلوبا ... لعل الله يجمعنا وإلاّ
الوافي بالوفيات - (ج 5 / ص 11)(1/38)
زيد بن الحسن ..تاج الدين أبو اليمن الكندي النحوي اللغوي الحافظ المحدّث، وُلد ببغداد سنة عشرين وخمس مائة، وتوفّي سنة ثلاث عشرة وستّ مائة، حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وأكمل القراآت العشر وهو ابن عشر، وكان أعلى أهل الأرض إسناداً في القرآات، قال الشيخ شمس الدين( الذهبي ): فإنّي لا أعلم أحداً من الأمّة عاش بعد ما قرأ القرآن ثلاثاً وثمانين سنةً غيرَه..وكان حنبليّاً فصار حنفيّاً، تقدّم في مذهب أبي خنيفة، وأفتى، ودرّس، وصنّف، وأقرأ القرآات والنحو .
الوافي بالوفيات - (ج 7 / ص 88)
عليّ بن هبة الله بن سلامة بن المسلم بن أحمد بن علي، الإمام العلاّمة، مُسند الديار المصرية، بهاء الدين، أبو الحسن اللَّخمي المصري بن الجُمَّيْزي .. ولد سنة تسع وخمسين وخمس مائة، وتوفِّي سنة تسع وأربعين وست مائة. حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين أو أقل..وروى عنه .. الزكيَّان المنذري والبِرْزلي، وابن النجَّار، والدمياطي، وابن دقيق العيد
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر - (ج 1 / ص 441)
زين العابدين بن عبد الرؤف ..الحدادي ثم المناوى القاهري الشافعي العارف بالله تعالى الأستاذ الكبير ولد الإمام الكبير المناوى شارح الجامع الصغير .. نشأ في حجر والده وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وعدة متون وهو ابن عشر .. وكانت وفاته سنة اثنتين وعشرين وألف
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر - (ج 2 / ص 105)
عبد القادر بن محمد بن يحيى بن مكرم بن محب الدين .. الحسيني الطبري المكي الشافعي ..ولد ونشأ بمكة .. وأكمل حفظ القرآن وهو ابن اثنتى عشرة سنة وصلى به التراويح في مقام إبراهيم عليه السلام وهو في هذا السن وحفظ عدة متون منها الأربعين النووية في الحديث والإشارات عليها والعقائد النسفية وألفية ابن مالك في النحو وثلث المنهج لشيخ الإسلام زكريا في الفقه
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر - (ج 2 / ص 157)(1/39)
عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسن بروم ابن محمد بن علوي الشيبه ..حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وقرأ القراآت ..مات في سنة تسع وثلاثين وألف وقد أناف على السبعين .
ذيل طبقات الحنابلة - (ج 1 / ص 77)
القاضي أبو بكر بن أبي طاهر، ويعرف بقاضي المارستان..وُلد يوم الثلاثاء عاشر صفر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين..قال ابن السمعاني:..ما رأيت أجمع للفنون منه نظر في كل علمٍ. وسمعته يقول: تبت من كل علم تعلمته إلا الحديث وعلمه.
طبقات الشافعية - (ج 1 / ص 198)
عمر بن رسلان..الشيخ الفقيه المحدث، الحافظ المفسر، الأصولي المتكلم، النحوي اللغوي، المنطقي الجدلي، الخلافي النظار، شيخ الإسلام، بقية المجتهدين، منقطع القرين، فريد الدهر، أعجوبة الزمان، سراج الدين أبو حفص، الكناني البلقيني ..حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين في بلده، وحفظ الشاطبية، والمحرر للرافعي، والكافية الشافية لابن مالك، ومختصر ابن الحاجب .
المنتظم - (ج 4 / ص 479)
أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد، أبو صالح المؤذن النيسابوري ولد سنة ثمان وثمانين ، وحفظ القرآن وهو ابن تسع سنين .. أنبأنا زاهر بن طاهر قال : خرج أبو صالح المؤذن ألف حديث عن ألف شيخ .
المنتظم - (ج 5 / ص 148)(1/40)
محمد بن عبد الباقي بن كعب بن مالك الأنصاري ..بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري. أحد الثلاثة الذي تيب عليهم ..كنا نسأله عن مولده ، فقال: أقبلوا على شأنكم فاني سألت القاضي أبا المظفر هناد بن ابراهيم النسفي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك، فاني سألت أبا الفضل محمد بن أحمد الجارودي عن سنه، فقال لي: أقبل على شأنك، فاني سألت أبا بكر محمد بن علي بن زحر المنقري عن سنه فقال: أقبل على شأنك، فاني سألت أبا أيوب الهاشمي عن سنه، فقال لي: أقبل على شأنك، فاني سألت أبا اسمعيل الترمذي عن سنه، فقال لي: أقبل على شأنك، فاني سألت البويطي عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك، فاني سألت الشافعي عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك، فاني سألت مالك بن أنس عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك، ثم قال لي: ليس من المروءة أن يخبر الرجل عن سنه.
قال لنا شيخنا محمد بن عبد الباقي، ووجدت في طريق آخر قيل له: قال: لأنه إن كان صغيراً استحقروه وإن كان كبيراً استهرموه، ثم قال لنا: مولدي في يوم الثلائاء عاشر صفر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وذكر لنا أن منجمين حضرا حين ولدت فأجمعا أن العمر اثنتان وخمسون سنة، قال: وها أنا قد جاوزت التسعين، وأنشدني:
احفظ لسانك لاتبح بثلاثة ... سن ومال ما استطعت ومذهب
فعلى الثلاثة تبتلى بثلاثة ... بمموه ومكفر ومكذب(1/41)
وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين ...كان يقول: ما أعلم أني ضيعت من عمري ساعة في لهو أو لعب، وما من علم الأ وقد حصلت بعضه أوكله، وكان قد سافر فوقع في أيدي الروم فبقي في أسرهم سنة ونصفاً، وقيدوه وجعلوا الغل في عنقه وأرادو أن ينطق بكلمة الكفر فلم يفعل، وتعلم بينهم الخط الرومي، وسمعته يقول يجب على المعلم أن لا يعنف وعلى المتعلم أن لا يأنف. وسمعته يقول: كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العالم إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته. وسمعته يقول: من خدم المحابر خدمته المنابر.
الطبقات الكبرى للشعراني - (ج 1 / ص 53)
سفيان بن عيينة ..حفظ القرآن وهو ابن أربع سنين وكتب الحديث وهو ابن سبع سنين وكان يقول: من لا تنتفع به فلا عليك أن لا تعرفه ..وكان يقول: إذا كان نهاري نهار سفيه وليلي ليل جاهل فماذا أصنع بالعلم الذي كتبت؟! ويقول :من زيد في عقله نقص من رزقه ..ويقول: ما أنعم الله عز وجل على العباد نعمة أفضل من أن عرفهم لا إله إلا الله ، وإن لا إله إلا الله في الآخرة كالماء في الدنيا
التدوين في أخبار قزوين - (ج 1 / ص 215)
أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن العباس أبو الخير الطالقاني ..حفظ القرآن، وهو ابن سبع ..سمعت غير واحد ممن حضر عنده، بعد ما قضى نحبه، ولقيه على المغتسل قيل أن ينقل إليه أن شفتيه كانتا يتحركان كان كما كان يحركهما طول عمره
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - (ج 2 / ص 51)
الشيخ محمد بن الشيخ مصطفى بن الشيخ يوسف بن الشيخ علي الطنطاوي الأزهري ..ولد في طنطا سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، ومات أبوه وعمره أربع سنين، وماتت أمه وعمره ست سنين، وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين .
تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 10 / ص 389)(1/42)
الإمام العلامة مسند الديار المصرية، بهاء الدين أبو الحسن اللخمي، المصري، الشافعي، الخطيب، المدرس، ابن بنت أبي الفوارس الجميزي..ولد يوم عيد الأضحى سنة تسع وخمسين وخمسمائة بمصر، وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين أو أقل ..والعجب من القراء كيف لم يزحموا عليه ولا تنافسوا في الأخذ عنه، فإنه كان أعلى إسناداً من كل أحد في زمانه، فلعله كان تاركاً للفن.
فهرس الفهارس - (ج 2 / ص 728)
عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي الأنصاري الهندي أبو الحسنات: خاتمة علماء الهند وأكثرهم تأليفاً وأتمهم تحريراً واطلاعاً وإنصافاً ..ولد سنة 1264، وحفظ القرآن وهو ابن عشر، ثم اشتغل بالعلم على والده وغيره .
فهرس الفهارس - (ج 2 / ص 1079)
أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد الشعراني أو الشعراوي ..ولد سنة 898، حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين. قال تلميذه المناوي: " وحبب إليه الحديث فلازم الإشتغال به، ومع ذلك لم يكن عنده جمود المحدثين..جميع شيوخه ثلاثمائة .
فهرس الفهارس - (ج 2 / ص 1079)
فهرس الفهارس - (ج 2 / ص 1119)
ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي المحدث ولد 4 شوال عام 1114، وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وفرغ من العلوم الرسمية حين كان عمره خمس عشرة سنة..ومات سنة 1176 وقيل 1174
فهرس الفهارس - (ج 2 / ص 1132)
يحيى الشاوي هو فخر الجزائر أبو زكريا ..المتوفى على ظهر البحر عام 1096 ..يحفظ ستين كتاباً من الكتب الكبار كمختصر ابن عرفة الفقهي، وهو ستة أسفار كبار جمع فيه أكثر المذهب، حتى إنه يذكر في بعض المسائل خمسين قولاً منسوبة لقائلها وأمثال ذلك، وأما التواليف التي هي كراريس قليلة يحفظ منها ما لا يحصى، كيف لا وهو يحفظ من ثلاث عرضات لا غير فحفظ القرآن وهو ابن ثمان سنين
معجم المطبوعات - (ج 2 / ص 1231)(1/43)
(976 - 1033) عبد القادر بن محمد الحسينى الطبري المكى الشافعي امام أئمة الحجاز - ولد ونشأ بمكة وترعرع في حجر أبويه وأكمل حفظ القرآن وهو ابن اثنتى عشرة سنة وحفظ عدة متون منها الاربعين النووية في الحديث والاشارات عليها والعقائد النسفية والفية ابن مالك في النحو وثلث المنهج لشيخ الاسلام زكريا
عجائب الآثار - (ج 1 / ص 226)
عبد الرحمن وهو الجد السابع لجامعه واليه ينتهي علمنا بالأجداد، هو الذي ارتحل من بلاده ووصل إلينا خبره سلفاً عن خلف، فقدم من طريق البحر إلى جدة وانتقل إلى مكة فجاور بها..ولد في سنة عشر ومائة وألف، ومات والده وعمره شهر واحد، وسن والده إذ ذاك ست عشرة سنة..ترعرع وحفظ القرآن وعمره عشر سنين
البداية والنهاية - (ج 9 / ص 330)
أم الهذيل لها روايات كثيرة، وقد قرأت القرآن وعمرها اثنتي عشرة سنة، وكانت فقيه عالمة، من خيار النساء، عاشت سبعين سنة.
معجم المطبوعات - (ج 1 / ص 674)
(1110 - 1186) بدر الملة والدين أبو التهاني حسن بن ابراهيم بن حسن بن علي محمد بن عبد الرحمن الزيلعي الجبرتي العقيلي الحنفي - والد المؤرخ الشهير عبد الرحمن الجبرتي وبلاد الجبرت هي بلاد الزيلع من بأراضي الحبشة - حفظ القران وعمره عشر سنين
إنباء الغمر بأبناء العمر - (ج 1 / ص 7)
أحمد بن علي بن عبد الكافي بن يحيى بن تمام أبو حامد بهاء الدين السبكي ، ولد سنة سبع عشرة وسبعمائة، وكان اسمه أولاً تماماً ثم غيره أبوه بعده بعد أبن بلغ سن التمييز، وحفظ القرآن صغيراً
إنباء الغمر بأبناء العمر - (ج 2 / ص 137)
أحمد بن صلاح .. المعروف بابن المحمرة شيخ الصلاحية شهاب الدين، ولد في صفر سنة 767،وحفظ القرآن صغيراً والعمدة والمنهاج وكان ذكياً، ولازم الشيخ سراج الدين البلقيني والشيخ زين الدين العراقي
الوافي بالوفيات - (ج 2 / ص 203)(1/44)
إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس شيخ القراء ومسندهم كمال الدين أبو إسحاق ابن الوزير الصاحب .. ولد بالإسكندرية سنة ست وتسعين وخمس مائة وتوفي رحمه الله تعالى سنة ست وسبعين وست مائة، حفظ القرآن صغيراً وقرأ القراءات العشر بعدة تصانيف على الكندي
سير أعلام النبلاء - (ج 23 / ص 253)
ابن الجميزي شيخ الديار المصرية العلامة المفتي المقرئ ولد يوم النحر سنة تسع وخمسين وخمس مئة بمصر.وحفظ القرآن صغيرا وارتحل به أبوه، فسمع في سنة ثمان وستين من الحافظ ابن عساكر
النور السافر عن أخبار القرن العاشر - (ج 1 / ص 65)
الفقيه الصالح العلامة الشيخ عبد الله بن أحمد باكثير الحضرمي ثم الملكي ..ولد تقريباً في سنة ست أو سبع وأربعين وثمانمائة بحضرموت ونشأ بها سبع سنين، ونقله والده إلى غيل باوزير فحفظ القرآن في سنة وعمره ثمان سنين وحفظ المنهاج والبهجة لأبن الوردي
الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة - (ج 1 / ص 201)
الحسن بن يحيى بن عبد الخالق بن عامر الإسكندري أبو علي شرف الدين الغزولي ..ولد سنة 664 وحفظ القرآن في صباه ويقال أنه حفظ البقرة في يومين
الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة - (ج 2 / ص 112)
محمد بن النصير بن عبد الله علم الدين بن أمين الدولة المعروف بابن الصفر الأنصاري الحنفي ولد سنة 629 أو ثلاثين وحفظ القرآن في صباه
غاية النهاية في طبقات القراء - (ج 1 / ص 145)
شقيق بن سلمة أبو وائل الكوفي الأسدي إمام كبير، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وقد ذكره ابن الأثير وغيره في الصحابة، وحفظ القرآن في شهرين عرض على عبد الله بن مسعود
الضوء اللامع - (ج 5 / ص 303)(1/45)
" أبو القسم " بن محمد الأكبر بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله الشرف بن الجمال الفاكهي أخو علي وأخوته، ولد في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين بمكة وحمل وهو صغير إلى اليمن فدام حتى تميز ثم تردد به أبوه لمكة غير مرة وحفظ القرآن في أثناء ذلك القرآن، ودخل هو القاهرة في سنة ست وخمسين وحفظ فيها الحاوي في أربعة أشهر
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر - (ج 2 / ص 232)
علي بن محمد بن علي بن خليل بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن غانم بن علي بن حسن بن إبراهيم بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة سيد الخزرج الخزرجي السعدي العبادي المقدسي الأصل القاهري المولد والسكن الملقب نور الدين الحنفي العالم الكبير الحجة الرحلة القدوة رأس الحنفية في عصره ..ومن فوائده المنظومة نظم من حفظ القرآن في زمنه صلى الله عليه وسلم
وحافظ القرآن بالغيوب ... زيد أبو زيد أبو أيوب
عثمان منهم وتميم الداري ... عبادة معاذ الأنصاري
ونظمهم أيضاً وهم ثمانية
وجامع القرآن في عصر النبي ... زيد وثابت معاذ وأبي
عثمان منهم وتميم الداري ... عبادة بن الصامت الأنصاري
وله نظم من أفتى في عصره صلى الله عليه وسلم على ما في شرح المشارق للأربلي
فاز جمع في الصحب بالإفتاء ... فمعاذ مع أربع الخلفاء
وأبي ونجل مسعود زيد ... وابن عوف كذا أبو الدرداء
ثم سلمان مع حذيفة عمار مع الأشعري رب الثناء
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر - (ج 3 / ص 196)
منصور بن عبد الرزاق بن صالح المعروف بالطوخي .. انعكفت عليه أهل دمشق قاطبة ..وأحبوه حتى صار من تلامذته ومريديه خلق كثير من أهلها وكان سبباً لنشر حفظ القرآن فيها فإن الحفاظ صاروا أكثر من أربعمائة نفر
ذيل طبقات الحنابلة - (ج 1 / ص 350)(1/46)
الحسين بن يوسف بن محمد بن أبي السري الدجيلي، ثم البغدادي، الفقيه، المقرئ الفرضي، النحوي الأديب، سراج الدين أبو عبد الله: ولد سنة أربع وستين وستمائة. وحفظ القرآن في صباه. ويقال: إنه تلقن سورة البقرة في مجلسين، والحواميم في سبعة أيام.
تذكرة الحفاظ - (ج 1 / ص 343)
هشام بن الكلبي الحافظ احد المتروكين ليس بثقة فلهذا لم ادخله بين حفاظ الحديث ..ومحمد بن سعد يروى عنه انه حفظ القرآن في ثلاثة ايام وفلما يروى من المسند كان اخباريا علامة.توفى سنة ست ومائتين.
تهذيب الأسماء - (ج 1 / ص 114)
وقال البخارى فى التاريخ: قال لى إبراهيم بن المنذر، عن معن، عن ابن أخى الزهرى أنه أخذ القرآن فى ثمانين ليلة، وهذا إسناد فى نهاية من الصحة، ومعناه أن الزهرى حفظ القرآن فى ثمانين ليلة.
المنتظم - (ج 4 / ص 322)
محمد بن الحسين بن ... علي بن أبي طالب أبو الحسن العلوي ولد سنة تسع وخمسين وثلثمائة، ولقبه بهاء الدولة بالرضي ذي الحسبين، ولقب أخاه بالمرتضى ذي المجدين، وكان الرضي نقيب الطالبيين ببغداد، حفظ القرآن في مدة يسيرة بعد أن جاوز ثلاثين سنة(1/47)
معجم البلدان - (ج 4 / ص 96)
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله أبو بكر القفال المروزي وحيد زمانه فقهاً وعلماً رحل إلى الناس وصنف وظهرت بركته وهو أحد أركان مذهب الشافعي وتخرج به جماعة وانتشر علمه في الآفاق وكان ابتداءُ اشتغاله بالفقه على كبر السن حدثني بعض فقهاء مرو بفَنينَ من قراها أن القفال الشاشي صنع قفلاً ومفتاحاً وزنه دانق واحد فأعجب الناس به جدًا وصار ذكره وبلغ خبره إلى القفال هذا فصنع قفلاً مع مفتاحه وزنه طسوج وأراه الناس فاستحسنوه ولم يشع له ذكر فقال يوماً لبعض من يأنس إليه ألا ترى فيَ شيء يفتقر إلى الحظ عمل الشاشي قفلاً وزنه دانق وطنت به البلاد وعملت أنا قفلاً بمقدار رُبعه ما ذكرني أحد فقال له إنما الذكر بالعلم لا بالأقفال فرغب في العلم واشتغل به وقد بلغ من عمره أربعين سنة وجاءَ إلى شيخ من أهل مرو وعرفه رغبته فيما رغب فيه فلقنه أول كتاب المُزَني وهو هذا كتاب اختصرته فرَقِيَ إلى سَطحه وكرر على هذه الثلاثة ألفاظ من العشاءِ إلى أن طلع الفجر فحملته عينه فنام ثم انتبه وقد نسيها فضاق صدره وقال أيش أقول للشيخ وخرج من بيته فقالت له امرأة من جيرانه يا أبا بكر لقد أسهرتنا البارحة في قولك هذا كتاب اختصرته فتلقنها منها وعاد إلى شيخه وأخبره بما كان منه فقال له لا يَصدنك هذا عن الاشتغال فإنك إذا لازمت الحفظ والاشتغال صار لك عادة فجذ ولازم الاشتغال حتى كان منه ما كان فعاش ثمانين سنة أربعين جاهلاً وأربعين عالماً وقال أبو المظفر السمعاني عاش تسعين سنة ومات سنة 417 ورأيت قبره بمرو وزرته رحمه الله تعالى، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسحاق المروزي أحد أئمة الفقهاءِ الشافعية ومقدم عصره في الفتوى والتدريس رحل إلى أبي العباس بن شريح وأقام عنده وحصل الفقه عليه وشرح مختصر المزني شرحين وصنف في أصول الفقه والشروط وانتهت إليه رياسة هذا المذهب بالعراق بعد ابن شريح ثم انتقل في آخر عمره إلى مصر(2/1)
وتوفي بها لسبع خلون من رجب سنة 340 ودُفن عند قبر الشافعي رضي الله عنه.
وروى الإمام أحمد في الزهد عن سالم بن أبي الجعد، قال: خرجت امرأة وكان معها صبي لها، فجاء الذئب فاختلسه منها فخرجت في أثره وكان معها رغيف، فعرض لها سائل فأعطته الرغيف، فجاء الذئب بصبيها فرده عليها وقد تقدم نظير ذلك عنه في باب الهمزة في الأسود السالخ. قال ابن سعد كان موسى بن أعين راعياً بكرمان في خلافة عمر بن عبد العزيز فكانت الذئاب والشاه والوحش ترعى في موضع واحد فبينما نحن ذات ليلة إذ عرض الذئاب لشاة، فقلنا ما نرى الرجل الصالح إلا قد مات، فنظرنا فإذا عمر بن عبد العزيز قد مات تلك الليلة، وذلك لعشر بقين من شهر رجب سنة إحدى ومائة كما تقدم في الأوز وكانت مدة خلافته سنتين وخمسة أشهر. وروى الإمام أحمد في الزهد أيضاً عن مالك بن دينار قال: لما استعمل عمر بن عبد العزيز على الناس، قال رعاة الشاة: من هذا العبد الصالح الذي قام على الناس؟ قيل لهم: وما أعلمكم بذلك قالوا إنه إذا ولي على الناس خليفة عدل كفت الذئاب والأسد عن شياهنا.
الفرج بعد الشدة للتنوخي - (ج 1 / ص 161)
حدثني أبي، قال: بلغني أن أبا يوسف صحب أبا حنيفة، ليتعلم العلم، على فقر وشدة، وكانت أمه تحتال له فيما يتقوته يوماً بيوم، فطلب يوماً ما يأكل، فجاءته بغضارة مغطاة، فكشفها، فإذا فيها دفاتر.
فقال: ما هذا ؟.
فقالت: هذا الذي أنت مشتغل به نهارك أجمع، فكل منه.
فبكى، وبات جائعاً، وتأخر عن المجلس من الغد، حتى احتال فيما أكله، ثم مضى إلى أبي حنيفة، فسأله عن سبب تأخره، فصدقه.
فقال له: ألا عرفتني فكنت أمدك ؟ ولا يجب أن تغتم، فإنه إن طال عمرك، فستأكل اللوزينج بالفستق.
قال: فلما خدمت الرشيد، واختصصت به، قدم بحضرته يوماً، جام فيه لوزينج بفستق، فدعاني إليه، فحين أكلت منه، ذكرت أبا حنيفة، فبكيت، وحمدت الله تعالى، فسألني الرشيد عن قصتي، فأخبرته.(2/2)
الشيخ الخياط وأذانه في غير وقت الأذان ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 1 / ص 451)
ابن التبّان، الفقيه، الإمام. ..قال: كنت أول ابتدائي أدرس الليل كله، فكانت أمي تنهاني عن القراءة بالليل. فكنت آخذ المصباح فأجعله تحت الجفنة، وأتعمد النوم، فإذا رقدت أخرجت المصباح وأقبلت على الدرس. وكان كثير الدرس. ذكر أنه درس كتاباً ألف مرة. الى أن قال لي أبي ذات يوم: يا بني ما يكون منك؟ لا تعرف صنعة، واشتغلت بالعلم ولا شيء عندك. فلما كان ذات ليلة سمعته يقول لوالدتي: عرفت أني عُرّفت اليوم بابني؟ وذلك أني حضرت أملاكاً في مسجد - سماه - فوجدته ممتلئاً بالناس، ولم أجد مجلساً، فقام لي رجل من موضعه وأجلسني فيه، فسأله إنسان عني، فقال له أسكت هذا والد الشيخ أبي محمد. وقال آخر: خرج والدي محمد بن التبان يوماً من مسجد المسند، فزلق في طين، فبادر رجل وأخذ بيده، وقال لصاحبه: هذا والد الشيخ أبي محمد الفقيه. قال: فرجع وحرّض ابنه على طلب العلم، والتزم القيام بشأنه من يومئذ.
ذم المسكر - (ج 1 / ص 83)
أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، وحدثني سويد بن سعيد ، قال : حدثني أبو الحسن ، رجل من أهل البصرة قال : أخبرني رجل ، أنه رأى في منامه أن الله قد غفر لأهل عرفات ما خلا رجل من أهل كورة كذا وكذا قال الرجل : فأتيت مضاربهم فسألت عنهم فدلوني على خباء ذلك الرجل فأتيته فأخبرته بما رأيت وقلت : أخبرني بذنبك ، قال : كنت رجلا أتعاطى الشراب وكانت والدتي تنهاني فأتيت المنزل وأنا سكران فحملت علي فحملتها حتى وضعتها في التنور وهو مسجور
صفة الصفوة - (ج 1 / ص 248)(2/3)
عن أبي بكر بن أبي الطيب قال بلغنا عن عبد الله بن الفرج العابد قال احتجت إلى صانع يصنع لي شيئا من امر الروز جاريين فأتيت السوق فجعلت ارمق الصناع فإِذا في آواخرهم شاب مصفر بين يديه زبيل كبير ومر وعليه جبة صوف ومئزر صوف فقلت له تعمل قال نعم قلت بكم قال بدرهم ودانق قلت له قم حتى تعمل قال على شريطه قلت ما هي قال إذا كان وقت الظهر واذن المؤذن خرجت وتطهرت وصليت في المسجد جماعة ثم رجعت فإِذا كان وقت العصر فكذلك قلت نعم فقام معي فجئنا المنزل فوافقته على ما ينقله من موضع إلى موضع فشد وسطه وجعل يعمل ولا يكلمني بشيء.
حتى إذا أذّن المؤذن للظهر قال يا عبد الله قد أذّن المؤذن قلت شانك.
فخرج فصلى فلما رجع عمل أيضاً عملا جيدا إلى العصر فلما أذّن المؤذن قال يا عبد الله قد أذّن المؤذن قلت شأنك فخرج فصلى ثم رجع فلم يزل يعمل إلى آخر النهار فوزنت له اجرته وانصرف.
فلما كان بعد أيام احتجت إلى عمل فقالت لي زوجتي اطلب لنا ذلك الصانع الشاب فانه قد نصحنا في عملنا فجئت السوق فلم اره فسألت عنه فقالوا تسأل عن ذلك المصفر المشؤوم الذي لا نراه إلا من سبت إلى سبت لا يجلس إلا وحده في آخر الناس فانصرفت.
فلما كان يوم السبت اتيت السوق فصادفته فقلت تعمل فقال قد عرفت الاجرة والشرط قلت استخر الله تعالى فقام فعمل على النحو الذي كان عمل.
قال فلما وزنت له الاجرة زدته فابى أن يأخذ الزيادة فألححت عليه فضجر وتركني ومضى فغمني ذلك فاتبعته وداريته حتى أخذ اجرته فقط.فلما كان بعد مدة احتجنا أيضاً إليه فمضيت في يوم السبت فلم اصادفه.
فسألت عنه فقيل لي هو عليل وقال لي من كان يخبر أمره إنما كان إلى السوق من سبت إلى سبت يعمل بدرهم ودانق يتقوت كل يوم دانقا وقد مرض.
فسألت عن منزله فأتيته وهو في بيت عجوز فقلت لها هذا الشاب الروزجاري فقالت هو عليل منذ أيام فدخلت عليه فوجدته لما به وتحت رأسه لبنة.(2/4)
فسلمت عليه وقلت لك حاجة قال نعم ان قبلت قلت اقبل ان شاء الله تعالى قال إذا أنا مت فبع هذا المر واغسل جبتي هذه الصوف وهذا المئزر وكفني بهما وافتق جيب الجبة فان فيها خاتما فخذه ثم انظر يوم يركب هارون الرشيد الخليفة فقف له في موضع يراك فكلمه واره الخاتم فانه سيدعو بك فسلم إليه الخاتم ولا يكن هذا إلا بعد دفني قلت نعم.
فلما مات فعلت ما امرني ثم نظرت اليوم الذي يركب فيه الرشيد فجلست له على الطريق فلما مر ناديته يا أمير المؤمنين لك عندي وديعة ولوحت بالخاتم فامر بي فأخذت وحملت حتى دخل إلى داره ثم دعا بي ونحى جميع من عنده وقال من أنت فقلت عبد الله بن الفرج فقال هذا الخاتم من أين لك فحدثته قصة الشاب فجعل يبكي حتى رحمته.
فلما انس الي قلت يا أمير المؤمنين من هو منك قال ابني قلت كيف سار إلى هذه الحال قال ولد لي قبل ان ابتلى بالخلافة فنشأ نشوءاً حسناً وتعلم القرآن والعلم فلما وليت الخلافة تركني ولم ينل من دنياي شيئا فدفعت إلى أمه هذا الخاتم وهو ياقوت ويساوي مالا كثيرا فدفعته إليها وقلت لها تدفعين هذا إليه وكان براً بأمه وتسأليه أن يكون معه فلعله ان يحتاج إليه يوماً من الأيام فينتفع به وتوفيت أمه فما عرفت له خبراً إلا ما أحبرتني به أنت ثم قال لي إذا كان الليل فأخرج معي إلى قبره.
فلما كان الليل خرج وحده معي يمشي حتى أتينا قبره فجلس إليه فبكى بكاء شديدا فلما طلع الفجر قمنا فرجع فقال لي تعاهدني في الأيام حتى ازور قبره.فكنت اتعاهده بالليل فيخرج حتى يزور قبره ثم يرجع.قال عبد الله بن الفرج ولم اعلم انه ابن الرشيد حتى أخبرني الرشيد انه ابنه أبو كما قال ابن أبي الطيب.قلت هذا طريق حسن والطريق الذي قبله اصح لانه متصل ورواته ثقات
التوابين - (ج 1 / ص 57)(2/5)
روى عن مالك بن دينار أنه سئل عن سبب توبته فقال: كنت شرطياً وكنت منهمكاً على شرب الخمر ثم إنني اشتريت جارية نفيسة ووقعت مني أحسن موقع فولدت لي بنتاً فشغفت بها فلما دبت على الأرض ازدادت في قلبي حباً وألفتني وألفتها قال: فكنت إذا وضعت المسكر بين يدي جاءت إلي وجاذبتني عليه وهرقته من ثوبي فلما تم لها سنتان ماتت فأكمدني حزنها فلما كانت ليلة النصف من شعبان وكانت ليلة الجمعة بت ثملاً من الخمر ولم أصل فيها عشاء الآخرة فرأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت ونفخ في الصور وبعثرت القبور وحشر الخلائق وأنا معهم فسمعت حساً من ورائي فالتفت فإذا أنا بتنين أعظم ما يكون أسود أزرق قد فتح فاه مسرعاً نحوي فمررت بين يديه هارباً فزعاً مرعوباً فمررت في طريقي بشيخ نقي الثوب طيب الرائحة فسلمت عليه فرد السلام فقلت: أيها الشيخ! أجرني من هذا التنين أجارك الله فبكى الشيخ وقال لي: أنا ضعيف وهذا أقوى مني وما أقدر عليه ولكن مر وأسرع فلعل الله أن يتيح لك ما ينجيك منه فوليت هارباً على وجهي فصعدت على شرف من شرف القيامة فأشرفت على طبقات النيران فنظرت إلى هولها وكدت أهوي فيها من فزع التنين فصاح بي صائح: ارجع فلست من أهلها! فاطمأننت إلى قوله ورجعت ورجع التنين في طلبي فأتيت الشيخ فقلت: يا شيخ! سألتك أن تجيرني من هذا التنين فلم تفعل فبكى الشيخ وقال: أنا ضعيف ولكن سر إلى هذا الجبل فإن فيه ودائع المسلمين فإن كان لك فيه وديعة فستنصرك قال: فنظرت إلى جبل مستدير من فضة وفيه كوى مخرمة وستور معلقة على كل خوخة وكوة مصراعان من الذهب الأحمر مفصلة باليواقيت مكوكبة بالدر على كل مصراع ستر من الحرير فلما نظرت إلى الجبل وليت إليه هارباً والتنين من ورائي حتى إذا قربت منه صاح بعض الملائكة: ارفعوا الستور وافتحوا المصاريع وأشرفوا! فلعل لهذا البائس فيكم وديعة تجيره من عدوه فإذا الستور قد رفعت والمصاريع قد فتحت فأشرف علي من تلك(2/6)
المخرمات أطفال بوجوه كالأقمار وقرب التنين مني فتحيرت في أمري فصاح بعض الأطفال: ويحكم! أشرفوا كلكم فقد قرب منه عدوه فأشرفوا فوجاً بعد فوج وإذا أنا بابنتي التي ماتت قد أشرفت علي معهم فلما رأتني بكت وقالت: أبي والله! ثم وثبت في كفة من نور كرمية السهم حتى مثلت بين يدي فمدت يدها الشمال إلى يدي اليمنى فتعلقت بها ومدت يدها اليمنى إلى التنين فولى هارباً.(2/7)
الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 1 / ص 75)
وروى ضمرة عن أصبغ بن زيد قال أسلم أويس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن منعه من القدوم بره بأمه. الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 1 / ص 202)
روى النسائي من طريق الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " دخلت الجنة فسمعت قراءة " فقلت: من هذا؟ فقيل: حارثة بن النعمان " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " " كذلكم البر " .
وكان براً بأمه وهو عند أحمد من طريق معمر عن الزهري عن عروة أو غيره ولفظه كان أبر الناس بأمه.
إسناده صحيح.
الوافي بالوفيات - (ج 7 / ص 288)
كهمس بن الحسن التيمي الحنفي البصري العابد: أحد الثقات الأعلام. قال أحمد بن حنبل: ثقة وزيادة.
وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة باراً بأمه. سير أعلام النبلاء - (ج 6 / ص 317)
وكان رحمه الله برا بأمه، فلما ماتت، حج وأقام بمكة حتى مات.
سير أعلام النبلاء - (ج 12 / ص 144)
بندار * (ع) محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان، الامام الحافظ، راوية الاسلام
وجمع حديث البصرة، ولم يرحل، برا بأمه، ثم رحل بعدها. وفيات الأعيان - (ج 3 / ص 268)
كان زين العابدين كثير البر بأمه، حتى قيل له: إنك أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها فأكون قد عققتها، وهذا ضد قصة أبي المخش مع ابنه، فإنه قال (3) : كانت لي ابنة تجلس معي على المائدة فتبرز كفاً كأنها طلعة في ذراع كأنه جمارة فما تقع عينها على لقمة نفيسة إلا خصتني بها، فزوجتها، فصار يجلس معي على المائدة ابن لي فيبرز كفاً كأنها كرنافة (4) في ذراع كأنه كربة،وفيات الأعيان - (ج 3 / ص 269)
فوالله ما تسبق عيني إلى لقمة طيبة إلا سبقت يده إليها. تهذيب الكمال - (ج 13 / ص 453)
طلق بن حبيب كان من(3/1)
العباد، وكان برا بأمه، وأنه دخل عليها يوما، فإذا هي تبكي من امرأته، فقال لها: ما يبكيك ؟ قالت له: يا بني أنا أظلم منها، وأنا بدأتها وظلمتها، فقال لها: صدقت، ولكن لا تطيب نفسي أن أحتبس امرأة بكيت منها. تاريخ دمشق - (ج 61 / ص 162)
قال بعضهم إنه كان شاب في بني إسرائيل على عهد موسى بارا بأمه عابدا يصلي ثلث الليل وينام ثلث الليل ويجلس ثلث الليل عند رأس أمه يلقنها التسبيح والتهليل فإذا أصبح خرج إلى البرية فيحتطب ثم يدخله محلة بني إسرائيل فيبيعه فيتصدق بثلثه ويشتري بثلثه طعاما يكفيه وأمه يومهما ثم يأتي بالثلث الثالث إلى أمه فتصدق به فغبر بذلك ما شاء الله ثم قالت له أمه ذات يوم أي بني إن لي بقرة ورثتها عن أبي وإني ( 2 ) أرسلها في البرية ترعى يحفظها علي إله بني إسرائيل فاذهب في طلبها قال فذهب الفتى في طلبها ووصفتها له وأوعزت إليه أن لا يركبها ولا يحدث ( 3 ) فيها أمرا قال وأنا إسحاق عن أبي روق الهمداني عن عكرمة عن ابن عباس أن تلك البقرة كانت لغلام يتيم وهي التي وصفها الله في كتابه قال وأنا إسحاق عن مضارب بن عبد الله وعثمان بن الساج يرفعانه إلى وهب بن منبه أنه قال إن أم الفتى بعثت الفتى في طلب البقرة فلما أن أصابها ناداها فقال أيتها البقرة بإذن الله فقالت يا فتى لو سألت الله ربك أن يسير معك الجبال لفعل لبرك بأمك ولطواعيتك ( 4تاريخ دمشق - (ج 61 / ص 163)(3/2)
لها فمضى بالبقرة فتعرض له إبليس لعنه الله ليركبها ويعصي أمه فأبى فلما عصمه الله من معصية أمه عرض له إبليس ليخدعه عنها فيشتريها منه فسأله أن يبيعها منه ويعطيه ما سأل فأبى فجاء بها إلى أمه فقالت يا بني اذهب بها فبعها قال بكم قالت بستة دنانير على رضاي قال فقيض الله له ملكا أعطاه بها اثني عشر دينارا على أن لا يستأمر أمه فأبى فردها إلى أمه فأخبرها الخبر فقالت اذهب فبعها باثني عشر دينارا على أن تستأمرني فيها قال فانطلق بها إلى السوق فجاء الملك فأعطاه أربعة وعشرين على أن لا يستأمر أمه فقال لو أعطيتني ملء مسكها ذهب ما بعناكها إلا برضا أمي فقال له الملك إنك لا تبيعها حتى تعطى ملء مسكها ذهبا لبرك بأمك وطواعيتك لها ونظر الملك خير للفتى فقال حتى قتل رجل في بني إسرائيل وذلك أنه كان رجلا فيهم كثير المال لم يكن له ولد عمد ( 1 ) إخوان من بني إسرائيل وهما ابنا أخيه فقتلاه كي يرثانه ( 2 ) فألقياه إلى جانب قرية أهلها برآء منه فأصبح القتيل بين أظهرهم فأخذوا به فعمي عليهم شأنه ومن قتله قال أهل القرية للذين وجدوا القتيل عندهم لموسى ادع الله يا رسول الله لنا أن يطلعك على قاتل هذا قال أفعل ففعل قالوا له ماذا أجابك ربك قال " إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة "المنتظم - (ج 1 / ص 176)
" اشترى رجل من رجل عقاراً، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك، إنما اشتريت منك ولم ابتع ذهباً. وقال له: الذي له الأرض : إنما بعتك الأرض وما فيها فتحاكما إلى رجل، فقال: الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جاريِة. قال: أنكحوا الغلام الجارية، وانفقوا على أنفسهما منَّة وتصدقاً .(3/3)
ومن ذلك: المستسلف المال: أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: حدَثني أبي قال: أخبرنا يونس بن محمد قال: حدثنا ليث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلي الله علية وسلم " أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يُسلفه ألف دينار قال: ائتني بشهود أشهدهم. قال: كفى بالله شهيداً. قال: ائتني بكفيل. قال: كفى بالله وكيلاً. قال: صدقت. فدفعها إليه إلى أجل، فخرج في البحر، فقضى حاجته ثم التمس مركبأ يقم عليه لأجل الذي أجله، ولم يجد مركبأ، فأخذ خشبة فنقرها وأدخل فيها ألف دينار، وصحيفة منه إلى صاحبها ثم رجح موضعها، ثم رمى بها في البحر فقال: اللهم إنك قد علمت أني استسلفت من فلان ألف دينار فسألني كفيلَاَ، فقلت كفى باللّه وكيلاً، فرضي بذلك ، وسألني شهيداً، فقلت كفى بالله شهيداً، فرض بك، وإني قد جهدت أني أجد مركباً أبعث إليه بالذي له، فلم أجد مركبا، وإني قد إستودعتها. فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف. وقال: وهو في ذلك يطلب مركباً يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبأ قد بماله فإذا الخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطبأ، فلما كسرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الرجل الذي كان تسلف منه فأتاه بألف دينار، وقال: والله ما زلى جاهداً في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركباً قبل هذا الذي جئت فيه قال: بل كنت بعثت إليّ بشيء، قال: ألم أخبرك بأني لم أجد مركباً قبل هذا الذي جئت فيه فإن الله عز وجل قد أدى عنك الذي بعثت به في الخشبة، فانصرف بمالك راشداً ومن ذلك: حديث العجوزتين : أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا أبو علي عيسى بن مد الطوماري قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء قال: أخبرنا(3/4)
عبد المنعم ابن أدريس، عن أبيه قال: ذكر وهب بن منبه قال : قال أبو هريرة: قال النبي صلي الله علية وسلم " كل الأعاجيب كانت في بني إسرائيل، حدثوا عنهم ولا حرج، فلو حدثتكم حديث العجوزتين لعجبتم، قالوا: حدَّثنا يا رسول الله. قال: كان في بني إسرائيل رجل له امرأة يحبها ومعه أم عجوز كبيرة امرأة صدق، ومع امرأته أم لها عجوز كبيرة امرأة سوء، وكانت تغري ابنتها بأمِ زوجها، وكان زوجها يسمع منها وكان يحبها ، فقالت لزوجها: لا أرضى عنك أبداَ، حتى تخرج عني أمك وكلتا العجوزتين، قد ذهب بصرهما، فلم تدعه حتى خرج بأمه فوضعها في فلاة من الأرض، ليس معها طعام ولا شراب ليأكلها السباع، ثم انصرف عنها، فلما أمست غشيتها السباع فجاءها ملك من الملائكة، فقال لها: ما هذه الأصوات التي أسمع حولك قالت: خير، هذه أصوات بقر وإبل وغنم، قال: خيراً فليكن، ثم انصرف عنها وتركها، فلما أصبحت أصبح الوادي ممتلئاً إبلاً وبقراً وغنمأ، فقال ابنها: لو جئت أمي فنظرت ما فعلت، فجاء فإذا الوادي ممتلىء إبلأ وغنمأ و بقرأ، قال: أي أماه ما هذا. قالت: أي بُني هذا رزق الله وعطاؤه إذ عققَتني وأطعت امرأتك في، فاحتمل أمه وساق معها ما أعطاها الله تعالى من الإبل والبقر والغنم، فلما رجع بها إلى امرأته وبمالها قالت له امرأته والله لا أرضى عنك أو تذهب بأمي فتضعها حيث وضعت أمك فيصيبها مثل ما أصاب أمك، فانطلق بالعجوز فوضعها حيث وضع أمه، ثم انصرف عنها، فلما أمست غشيها السباع وجاءها الملك الذي أرسله الله إلى العجوز قبلها، فقال: أيتها العجوز ما هذه الأصوات التيِ أسمع حولك؟ قالت: شر، والله وعُر، هذه أصوات سباع تريد أن تأكلني، قال: شر فليكن، ثم انصرف عنها فأتاها سَبْع فأكلها، فلما أصبح قالت له امرأته: اذهب فانظر ما فعلت أمي، فذهب لينظر فلم يجد منها إلا فضل ما ترك السبع، فرجع إلى امرأته، فأخبرها، فحزنت على أمها حزنأ شديداً، وحمل عظامها في كساء حتى(3/5)
وضعها بين يدي ابنتها فماتت كمدأ . المنتظم - (ج 2 / ص 231)
فقال لذريح: أقسمت عليك إلا ما خطبت لبنى على قيس، فقال: السمع والطاعة لأمرك، فخرج معه في وجوه قومه حتى أتوا حي لبنى، فخطبها ذريح على ابنه إلى أبيها، فزوجه إياها، وزفت إليه، فأقام معها مدة، وكان أبر الناس بأمه، فألهته لبنى وعكوفه عليها عن بعض ذلك، فوجدت أمه وأخذت في نفسها، وقالت: لقد شغلت هذه المرأة ابني عن بري. المنتظم - (ج 2 / ص 232)
ومرض قيس، فقالت أمه لأبيه: لقد خشيت أن يموت ولم يترك خلفاً وقد حرم الولد من هذه المرأة، وأنت ذو مال فيصير مالك إلى الكلالة، فزوجه غيرها لعل الله أن يرزقه ولداً، وألحت عليه في ذلك، فلما اجتمع قومه دعاه فقال: يا قيس، إنك اعتللت فخفت عليك ولا ولد لي سواك، وهذه المرأة ليست بولود فتزوج إحدى بنات عمك لعل الله أن يرزقك ولداً تقر به عينك وأعيننا، فقال قيس: لست متزوجاً غيرها أبداً، قال أبوه: فتسر بالإماء، قال: ولا أسوءها بشيء والله أبداً، قال أبوه: فإني أقسم عليك إلا طلقتها، فأبى وقال: الموت عندي والله أسهل من ذلك، ولكني أخيرك خصلة من ثلاث خصال: قال: وما هي؟ قال: تتزوج أنت فلعل الله يرزقك ولداً غيري، قال: ما في فضلة لذلك، قال: فدعني أترحل عنك بأهلي واصنع ما كنت صانعاً لو مت في علتي هذه، قال: ولا هذه، قال: فأدع لبني عندك وارتحل عنك فلعلي أسلوها فإني ما أحب بعد أن تكون نفسي طيبة فإنها في خيالي، قال: لا أرضى أو تطلقها، وحلف لا يكنه سقف أبداً حتى يطلق لبنى. وكان يخرج فيقف في حر الشمس، فيجيء قيس فيقف إلى جانبه فيظله بردائه ويصطلي هو بحر الشمس ثم يدخل إلى لبنى فيعانقها ويبكي وتبكي هي معه، وتقول له: يا قيس: لا تطع أباك فتهلك وتهلكني، فيقول: ما كنت لأطيع فيك أحداً أبداً.(3/6)
فيقال: إنه مكث كذلك سنة، وقيل: عشرين سنة، وهجره أبواه لا يكلمانه، فطلقها، فلما طلقها استطير عقله، ولحقه مثل الجنون، وجعل يبكي، فبلغها الخبر فأرسلت إلى أبيها ليحتملها، فأقبل أبوها بهودج وإبل، فقال قيس: ما هذا؟ فقالوا: لبنى ترحل الليلة أو غداً، فسقط مغشياً عليه ثم أفاق، وجعل يقول:
وإني لمفن دمع عيني بالبكا ... حذار الذي قد كان أو هو كائن
وقالوا غداً أو بعد ذاك بليلة ... فراق حبيب لم يبن وهو بائن
وما كنت أخشى أن تكون منيتي ... بكفيك إلا أن ما حان حائنعيون الأخبار - (ج 1 / ص 159)
قيل لأعرابي: كيف برك بأمك؟ قال: ما قرعتها سوطاً قط.
أيضاً لأعرابي ضرب أمه وقيل لآخر وهو يضرب أمه: ويحك؛ تضرب أمك! فقال: أحب أن تنشأ على أدبي. مختصر تاريخ دمشق - (ج 7 / ص 210)
مالك بن ناعمة قدم من اليمن بأمة - يعني أم الأشقر - فكان يعقر عليها الوحش في طريقه، فإذا نزل الناس حل عنها، ومرحها في عشب الأودية حتى يرحل، فبينا هو ذات يوم قاعد في أصحابه إذ قيل له: أدرك فرسك؛ فنظر فإذا بفحل قد خرج إليها من ذلك الوادي، طويل أهلب، لم ير مثله أوثق خلقاً، فنزاها؛ وبادر ليطرده عنها، وكره عقاقها وهو في سفر، فلم يلحقه حتى نزل عنها وقد اشتملت على الأشقر. بغية الطلب في تاريخ حلب - (ج 1 / ص 298)
أحمد بن عبد الله بن علوان:
وكان سار من حلب صحبة والدته، وكانت امرأة صالحة، وصحبه أخيه الشيخ علوان إلى الحج، فجاور بمكة مع أخيه ووالدته يخدمهما إلى أن مات أخوه علوان، فأقام بمكة يخدم والدته إلى أن ماتت، فكانت إقامته بمكة عشرين سنة متوالية يخدم والدته، ثم عاد إلى حلب الحروسة من مكة بأخت له كانت مع والدته، وكان بعد ذلك يتردد من حلب حاجاً إلى مكة في بعض السنين، ..كان الشيخ ربيع بن محمود المارديني - وكان أحد الأولياء - يقول: لو صعد أحد إلى السماء بخدمة والدته لصعد الشيخ أحمد، فإنه لم يخدم أحد والدته مثل خدمته.(3/7)
قال: وبلغني أنه طاف ليلة بأمه من العشاء إلى الصباح ويدها على كتفه لضعفها ومعه إبريق فيه ماء، وهو يطوف والماء معه معد لأمه إن عرضت لها حاجة إليه. الطبقات الكبرى للشعراني - (ج 1 / ص 42)
كان رضي الله عنه يكره صيد البر أيام فراخه رحمة بأمه وبه وكان يقول: تبارك من خلقك وجعلك تنظر بشحم وتسمع بعظم وتتكلم بلحم، وكان رضي الله عنه يقول: ليس ساعة من ساعات الدنيا إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة يوماً يوماً، وساعة ساعة، فالساعة التي لا يذكر الله تعالى فيها تتقطع نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت عليه ساعة مع ساعة ويوم مع يوم، وكان رضي الله عنه يقول: أدركنا الناس وهم أول ما يستيقظون ويصلون الصبح يتفكرون في أمر معادهم وما هم صائرون إليه، ثم يفيضون بعد ذلك في الفقه والقرآن. ولد رحمه الله سنة ثمان وثمانين، ومات سنة سبع وخمسين ومائة، وكان مولده ببعلبك، ومات في حمام بيروت دخل الحمام فذهب الحمامي في جماعة وأغلق عليه الباب ثم جاء فوجده ميتاً متوسداً بيمينه مستقبل القبلة. تاريخ بغداد - (ج 6 / ص 331)
عن بن عباس قال ما صرف سليمان عن الهدهد أن يذبحه إلا ببر الهدهد بامهالبداية والنهاية - (ج 8 / ص 55)
حجر بن عدي وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أخيه هانئ بن عدي، وكان هذا الرجل من عباد الناس وزهادهم، وكان بارا بأمه، وكان كثير الصلاة والصيام، قال أبو معشر: ما أحدث قط إلا توضأ، ولا توضأ إلا صلى ركعتين. ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 1 / ص 409)
إسحاق بن ابراهيم بن مرسة(3/8)
أبو ابراهيم التجيبي. مولاهم.وكان شديد البرّ بوالدته. ذُكر أنه كان له أخ، قد اشتدت به الحال في بعض السنين الشديدة. فشكا إليه ضعفه. فتوجع له ودعا وانصرف الى أمه. وذكر لها ما به. وقال لها: أتيت الفقيه أخي، فما زاد على الدعاء. وانصرف أبو ابراهيم آخر النهار وقد اتّجر في سوقه، وباع كتّاناً ربح فيها ما اشترى به قوته: ربع دقيق، وثُمن زيت. فجاء بذلك الى داره، فاستقبلته أمه وعاتبته على منع أخيه من مؤاساته. فاعتذر لها بقلة ذات يده، وأنه ما كان يملك إذ جاءه، قطعة يواسيه بها. وما اشترى ما اشترى إلا من كتان باعه. فقالت له: سخطي عليك، لتحملن ما جئت به على رأسك، الى دار أخيك. تكفّر ردك له، ففعل. خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر - (ج 2 / ص 447)
محمد بن عبد المنعم الطائفي الفقيه الشافعي .. وكان حسن الأخلاق بارا بوالدته لا يخالفها في كل ما أمرت به وترك الزواج خوفا من أن يتكدر خاطرها
الطبقات السنية في تراجم الحنفية - (ج 1 / ص 36)
كان أبو حنيفة، رحمه الله، كثير البر بوالدته، والقيام بواجب حقها، وإدخال السرور عليها، وعدم المخالفة لها.
حدث حجر بن عبد الجبار الحضرمي، رحمه الله تعالى، قال: كان في مسجدنا قاض يُقال له زرعة، ينسب مسجدنا إليه، وهو مسجد الحضرميين، فأردت أم أبي حنيفة أن تستفتي في شيء، فأفتاها أبو حنيفة، فلم تقبل، وقالت: ما أقبل إلا ما يقوله زرعة القاص.
فجاء بها أبو حنيفة إلى زرعة، فقال: هذه أمي تستفتيك في كذا وكذا.
فقال: أنت أعلم مني وأفقه، فأفتها أنت.
فقال أبو حنيفة: قد أفتيتها بكذا وكذا.
فقال زرعة: القول كما قال أبو حنيفة.
فرضيت وانصرفت.
وفي رواية، أن زرعة قال لها: أفتيك ومعك فقيه الكوفة! فقال أبو حنيفة: أفتها بكذا وكذا. فأفتاها فرضيت.
وفي بره بوالديه وتعظيمه لشيخه حماد يقول بعضهم:
نُعمَانُ كان أبرَّ الناسِ كُلِّهمُ ... بوَالدَيْه وبالأُسْتاذ حَمَّادِ(3/9)
مَا مَدَّ رِجْليْهِ يوماً نحْو منزلِه ... ودُونَه سِكَكٌ سَبْعٌ كأطْوَادِ
روى أن أبا حنيفة قال: ما مددت رجلي نحو دار أستاذي حماد؛ إجلالاً له. وكان بين داره وداره سبع سِكك.
سير أعلام النبلاء - (ج 2 / ص 296)
عن أبي الصديق الناجي: أن الحجاج دخل على أسماء، فقال ك إن ابنك ألحد في هذا البيت، وإن الله أذاقة من عذاب أليم.
قالت: كذبت ! كان برا بوالدته، صواما، قواما، ولكن قد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنه سيخرج من ثقيف كذابان: الآخر منهما شر من الاول، وهو مبير (1) ".
مسندها ثمانية وخمسون حديثا.
اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثا.
وانفرد البخاري بخمسة أحاديث، ومسلم بأربعة. المنتظم - (ج 1 / ص 90)
عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهباً يقول: إن فتى من بني إسرائيل كان براً بوالدته، وكان يقوم ثلث الليل يصلي ويجلس عند رأس والدته ثلث الليل، فيذكرها التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد، ويقول: يا أماه إن كنت ضعفت عن قيام الليل فكبري اللهّ وسبحيه وهلليه، وكان ذلك عملهما الدهر كله، فإذا أصبح أتى الجبل فاحتطب على ظهره، فيأتي به السوق فيبيعه بما شاء اللهّ أن يبيعه، فيتصدق بثلثه، ويبقي لعبادته ثلثاً، ويعطي الثلث أمه، فكانت أمه تأكل النصف وتتصدق بالنصف، فكان ذلك عملهما الدهر.
فلما طال ذلك عليهما، قالت: يا بني اعلم إني ورثت من أبيك بقرة وختمت عنقها وتركتها في البقر على اسم اللهّ إله ابراهيم واسحاق ويعقوب وسأبين لك ما لونها وهيئتها فادعها باسم إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، وإن علامتها أنها ليست بهرمة ولا فتية غير أنها بينهما، وهي صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، إذا نظرت إلى جلدها خيل إليك ان شعاع الشمس يخرج من جلدها، وليست بالذلول لونها واحد، فإذا رأيتها فخذ عنقها فأزلها تتبعك بإذن إله إسرائيل. المنتظم - (ج 1 / ص 91)(3/10)
فانطلق الفتى وحفظ وصية والدته، وسار في البرية يومين أوثلاثة، ثم صاح بها، وقال: بإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعَقوب إلا ما أتيتيني، فأقبلت البقرة إليه وتركت الرعي وقامت بين يدي الفتى. فأخذ بعنقها، فتكلمت البقرة وقالت: يا أيها الفتى البر بوالدته اركبني، فقال الفتى: لم تأمرني والدتي أن أركب عليك ولكنها أمرتني أن أسوقك، فأحب أن أتبع قولها، قالت: وإله إسرائيل لو ركبتني ما كنت لتقدر علي، فانطلق أيها الفتى البر بوالدته، فإنك لو أمرت هذا الجبل أن ينقلع من أصله لاقتلع لبرك بوالدتك وطاعتك إلهك.(3/11)
فانطلق فطار طائر من بين يديه فاختلس البقرة، فدعاها بإله إبراهيم فأقبلت وقالت: إن الطائر إبليس اختلسني فلما ناديتني جاء ملك من الملائكة فانتزعني منه فردني إليك لبرك بوالدتك وطاعتك إلهك. فدخل الفتى إلى أمه فأخبرها بالخبر، فقالت: يا بني إني آراك تحتطب على ظهرك فاذهب بهذه البقرة فبعها وخذ ثمنها وتقوبه فقال: بكم أبيعها. قالت: بثلاثة دنانير على رضى مني. فانطلق إلى السوق فبعث اللهّ ملكاً من الملائكة فقال للفتى: بكم تبيعها. قال: بثلاثة دنانير على رضى من والدتي، قال: لك ستة دنانير ولا تستأمر والدتك، قال: لو أعطيتني زنتها لم أبيعها حتى أستأمرها. فخرج الفتى فأخبر والدته الخبر فقالت: بعها بستة دنانير على رضى مني. فانطلق فأتاه الملك وقال: ما فعلت. فقال: أبيعها بستة دنانير على رضى من والدتي، فقال: فخذ اثني عشر ديناراً ولا تستأمرها، قال: لا. فانطلق إلى أمه، فقالت: يا بني إن الذي يأتيك ملك من الملائكة في صورة آدمي، فإذا أتاك فقل له: إن والدتي تقرأ عليك السلام وتقول: بكم تأمرني أن أبيع هذه البقرة. فقال له الملك: أيها الفتى يشتري بقرتك هذه موسى بن عمران لقتيل يقتل في بني إسرائيل، فاشتروها منه على أن يملأوا له جلدها دنانير، فعمدوا إلى جلدها فملأوه دنانير ثم دفعوه إلى الفتى. فعمد الفتى فتصمق بالثلثين على الفقراء من بني إسرائيل، وتقوّى بالثلث.
فصل في ذكر أن بني إسرائيل آذوا موسى فنسبوه إلى الآدر(3/12)
إن قوماً من بني إسرائيل عابوا موسى لكونه يغتسل مؤتزراً، فقالوا إنه آدر. والآدر: العظيم الخصيتين. حدثنا عبد الأول بن عيسى، قال: أخبرنا الداودي، قال: أخبرنا ابن أعين السرخسي، قال: حدثنا الفربري، حدثنا البخاري، قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى بعض، وكان موسى يغتسل وحده، فقالوا: واللّه ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر. فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه، فجمع موسى في أثره يقول: ثوبي يا حجر، ثوبي يا حجر، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى عليه السلام، وقالوا: والله ما بموسى من بأس، وأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضرباً " .
قال أبوهريرة: واللّه إنه لندب بالحجر ستة أو سبعة ضرباً بالحجر. أخرجاه في الصحيحين.
فإن قيل: كيف خرج موسى عرياناً حتى رآه الناس. فيحتمل وجهين، أحدهما: انه خرج وليس هناك أحد فرأوه.
والثاني: انه كان عليه مئزر، والإزرة تبين تحت الثوب المبتل بالماء.
ذكر الملوك في زمان موسى عليه السلام،
إن أول ملك من ملوك اليمن ملك كان لهم في زمان موسى من حمير يقال له: شميربن الأهلوك. وهو الذي بنى مدينة ظفار باليمن، وأخرج من كان بها من العماليق، وإن هذا الملك الحميري كان من عمال ملوك الفرس يومئذ على اليمن ونواحيها.
ومن الحوادث في زمانه احتراق ابني هارون
قال وهب بن منبه:. كان يسرج في بيت المقدس ألف قنديل وكان يخرج زيتاً من طور سيناء مثل عنق البعيرحتى يصب في القنديل، ولا يمس بالأيدي، وكانت تنحدر نار من السماء بيضاء فيسرج بها، وكان يلي السراج ابنا هارون. فأوحى اللّه تعالى إليهما: أن لا تسرجا بنار الدنيا، فابطأت النار عنهما عشية، فعمدا إلى نار من نار الدنيا فأسرجا بها، فانحدرت النار فأحرقتهما.(3/13)
فخرج الصريخ إلى موسى فخرج إلى الموضع الذي كان يناجي فيه ربه، فقال: أي رب ابنا هارون أخي، قد علمت منزلتهما مني فانحدرت النار فاحرقتهما، وناداه: يا موسى هكذا أفعل بأوليائي إذا عصوني، فكيف أفعل بأعدائي.
ومن الحوادثالطبقات الكبرى للشعراني - (ج 1 / ص 338)
وسمعت شيخنا شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رضي الله عنه يقول: كان جدك من إخواني في الجامع الأزهر، وكان يضرب بي وبه المثل في شدة الاجتهاد، وصيام النهار، وقيام الليل بنصف القرآن كل ليلة، وكان يفوقني في الورع فإنه لم يأكل من طعام مصر قط، ويقول: سمعت أخي إبراهيم المتبولي رضي الله عنه يقول: طعام مصر سم في الأبدان وكذلك كان لا يشرب من ماء محمول على يد غيره من البحر أبداً بل كان يأخذ له جرة، ويذهب إلى بحر النيل فيملؤها، ويشرب منها حتى تفرغ، وكنا نتعامل عليه، ونحن شباب فنشربها جميعاً في الليل ونقول: حتى ننظر أيش يعمل إذا عطش، فيجس الجرة بيده فيجد فارغة فيتبسم، ويضحك، ويسكت وكان كتابه المنهاج، والقاطبية، والمنحة، وحل الثلاث كتب، وصار يقرأ بالسبع، وغيره، وعمره نحو العشرين سنة وكنت لا أفارقه، ولا يفارقني فجاءته والدته بالكعيكات التي كان يتقوت منها على عادته فأخذت قميصه تغسله فوجدت فيه أثر احتلام، فقالت إني أخاف عليك من أهل هذا البلد فإن كنت في طاعة فسافر معي أزوجك في بلدي، وتقعد عندي فشاورني، فقلت استخر ربك فقال: لا أستخير في طاعة والدتي، وكان رحمه الله تعالى باراً بوالدته، وكانت امرأة لها قوة تحمل الأردب وحدها وتضعه على ظهر الحمارة قال: وكان جدك رضي الله عنه يقول: علمتني أمي، وأنا صغير انتهى ما سمعته من شيخي شيخ الإسلام رضي الله عنه،الوافي بالوفيات - (ج 3 / ص 97)(3/14)
عن عبد الله بن الفرج العابد، قال: احتجت إلى صانع يصنع لي شيئاً من أمر الروزجاريين فأتيت السوق فإذا في آخرهم شاب مصفر بين يديه زنبيل كبير ومرو وعليه جبة صوف ومئزر صوف فقلت له: تعمل؟ قال: نعم. قلت: بكم؟ قال: بدرهم ودانق. فقلت له: قم حتى تعمل، قال: على شريطة إذا كان وقت الظهر تطهرت وصليت في المسجد جماعة ثم أعود وكذلك العصر قلت: نعم؛ فجئنا المنزل ووافقته على ما ينقله فجعل يعمل ولا يكلمني بشيء حتى أذّن الظهر فاستأذنني فأذنت له فصلى ورجع وعمل عملاً جيداً إلى العصر فلما أذن الظهر فعل كالظهر ولم يزل يعمل إلى آخر النهار فأعطيته أجرته وانصرف فلما كان بعد أيام احتجنا إلى عملٍ فقالت زوجتي: اطلب ذلك الصانع الشاب فإنه نصحنا. فجئت إلى السوق فلم أره فسألت عنه فقالوا: لا نراه إلا من السبت إلى يوم السبت فأتيت يوم السبت وصادفته فقلت: تعمل؟ فقال: قد عرفت الأجرة والشرط، قلت: نعم، فقام وعمل في اليوم الأول فلما وزنت الأجرة زدته فأبى يأخذ الزيادة فألححت عليه فضجر وتركني ومضى. فغمني ذلك وتبعته وداريته حتى أخذ أجرته فقط. فلما كان بعد مدةٍ احتجنا إليه فمضيت يوم السبت فلم أصادفه فسألت عنه فقيل: هو عليل. فأتيته وهو في بيت عجوز فاستأذنت ودخلت عليه فسلمت وقلت: ألك حاجة؟ قال: نعم إن قبلت. قلت: نعم. قال إذا أنا متّ فبع هذا المر واغسل جبتي هذه الصوف وهذا المئرز وكفّنّي بهما وافتق جيب الجبّة فإن فيها خاتماً فخذه وقف للخليفة الرشيد في موضع يراك وأره الخاتم وسلمه إليه ولا يكون هذا إلا بعد دفني، فقلت: نعم. ولما مات فعلت ما أمرني ورصدت الرشيد في يوم ركوبه وجلست على الطريق له فلما دنا قلت يا أمير المؤمنين لك عندي وديعة ولوحت بالخاتم. فأخذت وحملت حتى دخل داره ثم دعاني خلوةّ وقال: من أنت؟ قلت: عبد الله. قال: هذا الخاتم من أين لك؟ فحدثته قصة الشاب فجعل يبكي حتى رحمته فلما أنس بي قلت: يا أمير المؤمنين من هو لك؟ قال:(3/15)
ابني ولد قبل أن ألي الخلافة ونشأ نشأ حسناً وتعلم القرآن والعلم ولّما وليت الخلافة تركني ولم يتل شيئاً فدفعت إلى أمه هذا الخاتم وهو ياقوت له قيمة كبيرة وقلت: ادفعي هذا إليه، وكان بها بارّاً، لعله يحتاج إليه ينتفع به. وتوفيت أمه فما عرفت له خبراً إلا ما أخبرتني به أنت ثم قال: إذا كان الليل اخرج معي إلى قبره. فلما كان الليل مشي معي وحده وجلس على قبره وبكى بكاءً شديداً فلما طلع الفجر رجعنا ثم قال لي: تعاهدني في بعض الأيام حتى أزوره قبره فكنت أتعاهده. الوافي بالوفيات - (ج 7 / ص 184)
قيل: إن الفضل مر بعمرو بن جميل وهو يطعم الناس فقال: ينبغي أن نعين هذا على مروءته، فبعث إليه بألف ألف درهم، وكانت عطاياه من هذه النسبة.
وكان باراً بأبيه، وكان يحيى لا يستطيع أن يشرب الماء البارد في السجن، وكان الفضل يدع آنية الماء في عبه دائماً ليسخن الماء لأجل والده. الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 5 / ص 417)
ان محمد بن عبد الرحمن قد لقي رجال أبيه علقمة وشريك بن عبد الله بن أبي نمر وكل رجال أبيه غير أبي الزناد، وكان يسأل أن يحدث فيأبى ويقول: أحدث وأبي حي؟ إلا الخاصة به في الحديث بعد الحديث. وكان بارا بأبيه معظما له هائبا له. قال رأيته يوما وقد أصابته الخاصرة وإنه على الباب لجالس ينتظر أن يأذن له أبوه فينصرف، وإنه لمبلغ من الخاصرة حتى خرج رسول أبيه فقال: انصرف، فانصرف. قال فقلت له: لو ذهبت. قال: سبحان الله إذا جاء حد الضرورة. قال: لو مكثت كم ما شاء الله لا يأذن لي ما ذهبت حتى يأذن لي. بغية الطلب في تاريخ حلب - (ج 4 / ص 122)(3/16)
عبد الله - يعني - بن أحمد ابن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثني زياد بن أبي حسان أنه شهد عمر بن عبد العزيز حيث دفن ابنه عبد الملك قال: لما دفنه وسوى عليه، وقبره بالأرض، وضعوا عنده خشبتين من زيتون إحداهما عند رأسه والأخرى عند رجليه، ثم جعل قبره بينه وبين القبلة، واستوى قائماً وأحاط به الناس فقال: رحمك الله يا بني لقد كنت باراً بأبيك، والله ما زلت منذ وهبك الله لي مسروراً بك، ولا والله ما كنت باراً بأبيك، والله ما زلت منذ وهبك الله لي مسروراً بك، ولا والله ما كنت قط أشد بك سروراً، أو لأرجى لحظي من الله فيك منذ وضعتك في هذا المنزل الذي صيرك الله إليه، فرحمك الله وغفر لك ذنبك، وجزال بأحسن عملك، ورحم الله كل شافع يشفع لك بخير من شاهد أو غائب، رضينا بقضاء الله، وسلمنا لأمره والحمد لله رب العالمين، ثم انصرف. الطبقات الكبرى للشعراني - (ج 1 / ص 62)
ان ابن مهدي رضي الله عنه يقول: صحبت عبد الله بن عون أربعاً وعشرين سنة فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة واحدة، وكان باراً بوالديه لم يأكل معهما قط في وعاء فقيل له في ذلك فقال أخاف أن يسبق بصرهما إلى لقمة فآخذها ودعته أمه يوماً في حاجة فأجابها برفع الصوت، فأعتق ذلك اليوم رقبتين كفارة لرفع صوته على صوتها، وكان له ثور كثيرة يبيحها للسكان ولا يكريها لأحد من المسلمين خشية أن يروعهم عند طلب الأجرة.
توفي رضي الله عنه سنة إحدى وخمسين ومائة رضي الله عنه.
ذيل مرآة الزمان - (ج 1 / ص 150)(3/17)
قال رضي الله عنه كانت الأحوال تطرقني في بداية أمري فكنت أخبر بها شيخي رضي الله عنه فينهاني عن الكلام فيها وكان عنده سوط يقول متى تكلمت في شيء من هذا ضربتك بهذا السوط ويأمرني بالعمل ويقول لا تلتفت إلى شيء من هذه الأحوال فما زلت معه كذلك حتى كنت عنده في بعض الليالي وكانت لي أم ضريرة وكنت باراً بها ولم يكن لها من يخدمها غيري فاستأذنت الشيخ في المضي إليها فأذن لي وقال أنه سيحدث لك في هذه الليلة أمر عجيب فاثبت له ولا تجزع فلما خرجت من عنده وأن مار إلى جهة أمي سمعت صوتاً من جهة السماء فرفعت رأسي فإذا نور كأنه سلسلة متداخل بعضه في بعض فالتفت على ظهري حتى أحسست ببردها في صدري فرجعت إلى الشيخ فأخبرته بما وقع لي فقال الحمد لله وقبلني بين عيني وقال يا بني الآن تمت النعمة عليك أتعلم يا بني ما هذه السلسلة فقلت لا فقال هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذن لي في الكلام وكان قبل ينهاني عنه. المعرفة والتاريخ - (ج 1 / ص 289)
سمعت ابن وهب يقول: كان حيوه عندنا بمنزلة ابن عون عندكم، وكان باراً بوالديه. قال: جالس عطاء بن أبي رباح وطبقته، وكان لا ينبسط في العلم حتى مات أبواه فانبسط.
تاريخ دمشق - (ج 45 / ص 31)(3/18)
لما مات ذر بن عمر بن ذر قال أصحابه الآن يضيع الشيخ لأنه كان برا بوالديه فسمعه الشيخ فبقي متعجبا إني أضيع الله حتى لا يموت فسكت حتى واراه التراب فلما واراه التراب وقف على قبره يسمعهم فقال رحمك الله يا ذر ما علينا بعدك من خصاصة وما بنا إلى أحد من الله حاجة وما يسرني أن أكون المقدم قبلك لولا هول المطلع لتمنيت أن أكون مكانك لقد شغلني الحزن بك من الحزن عليك فيا ليت شعري ماذا قيل لك يعني منكرا ونكيرا وما قلت ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم إني قد وهبت حقي فيما بيني وبينه له اللهم فهب حقك فيما بينك وبينه له قال فبقي القوم متعجبين مما جاء منهم ومما جاء منه من الرضا والتسليم لأمر الله عز وجلتاريخ دمشق - (ج 45 / ص 31)
نا صالح بن أحمد حدثني أبي أحمد حدثني أبي عبد الله قال ( 3 ) قام ( 4 ) عمر بن ذر القاضي ( 5 ) على ابنه فقال رحمك الله يا ذرلقد شغلنا الحزن لك عن الحزن لأنا لا ندري ماذا قلت وماذا قيل لك اللهم إني قوهبت له ما ضيع فيما افترضت عليه من برى فهب له ما ضيع مما افترضت عليه من طاعتكتاريخ دمشق - (ج 45 / ص 32)
لما دفن عمر ابنه وقف على قبره فقال قد شغلنا الحزن لك عن الحزن عليك ليت شعري ماذا تقول وماذا يقال لك لولا هول المطلع لتمنيت اللحاق بك اللهم إني قد وهبت له ما قصر فيه من بري فاغفر له ما قصر فيه من طاعتكتاريخ دمشق - (ج 61 / ص 132)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أحمد بن خلف الصوفي نا أبو سعيد محمد بن إبراهيم الواعظ ثنا أبو بكر محمد بن محمد ( 1 ) بن رجاء نا أبو همام الوليد بن شجاع الكوفي نا مخلد بن الحسين أنه سمع موسى بن سعيد قال لما قرب الله موسى نجيا رأى عبدا تحت العرش فقال يا رب من هذا العبد لعلي أعمل بمثل عمله فقيل يا موسى هذا عبد كان برا بوالديه وكان لا يحسد الناس ولا يمشي بالنميمةمختصر تاريخ دمشق - (ج 1 / ص 348)(3/19)
حدث بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مثل الولد البر بوالديه كمثل بلدة طيبة يزكو نباتها، يفرح حاصدها. يا طوبى لمن ضرب له هذا المثل. تاريخ ابن خلدون - (ج 7 / ص 243)
ان للسلطان أبى سعيد اثنان من الولد أكبرهما لامته الحبشية وهو على الاصغر لمملوكة من سبى النصارى وهو عمر وكان هذا الاصغر آثر هما لديه وأعلقهما بقلبه منذ نشأ فكان عليه حدبا وبه مشغوفا ولما استولى على ملك المغرب رشحه بولاية عهده وهو شاب لم يطر شاربه ووضع له ألقاب الامارة وصير معه الجلساء والخاصة والكتائب وأمره باتخاذ العلامة في كتبه وعقد على وزارته لابراهيم بن عيسى اليرنيانى من صنائع دولتهم وكبار المرشحين بها ولما رآه أخوه الاكبر أبو الحسن صاغية أبيه إليه وكان شديد البرور بوالديه انحاش إليه وصار في جملته وخلط نفسه بحاشيته طاعة لابيه واستمرت حال الامير أبى على على هذا وخاطبه الملوك من النواحى وخاطبهم وهادوه وعقد الرايات وأثبت في الديوان ومحا وزاد في العطاء ونقص وكاد أن يستبد ولما قفل السلطان أبو سعيد من غزاته إلى تلمسان سنة أربع عشرة أقام بتازى وبعث ولديه إلى فاس
حلية الأولياء - (ج 2 / ص 463)
عن سعيد بن أبي هلال، أن كعباً، قال: والذي نفسي بيده إن الله ليعجل حين العبد إذا كان عاقاً بوالديه، ويزيد في عمر العبد إذا كان باراً بوالديه ليزداد براً وخيراً، قال كعب: أجد في كتاب الله أنه إذا دعاه فلم يجبه فقد عقه، وإذا ألجأه أن يدعو عليه فقد عقه، وإذا ائتمنه فخانه فقد عقه، وإذا سأله ما يقدر عليه فقد عقه. صفة الصفوة - (ج 2 / ص 21)(3/20)
الأصمعي قال: مات ابن لأعرابية فما زالت تبكي حتى خد الدمع في خدها. ثم استرجعت فقالت: اللهم إنك قد علمت فرط حنو الوالدين على ولدهما فلذلك لم تأمرهما ببره، وقد علمت قدر عقوق الولد لوالديه من أجل ذلك حضضته على طاعتهما، وألزمته برهما. وقد كان ولدي من البر بوالديه على ما يكون الوالدان بولدهما، فأجره بذلك مني صلاة ولقه سروراً ونضرة. فقال لها أعرابي: نعم ما دعوت له، لولا أنك شبته من الجزع بما لا يجدي عليه. فقالت: إذا وقعت الضرورات لم يجر عليها حكم المكتسبات، وجزعي على ابني غير ممكن في الطاقة صرفه، ولا في القدرة منعه، والله ولي عذري بفضله فقد قال عز وجل: " فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم " سورة البقرة آية 173.
بر الوالدين - (ج 1 / ص 5)
افيكم وجرة؟ قالوا: نعم. قال: فإن الله تعالى أدخلها الجنة ببر والدتها وهي مشركة - يعني الأم - أغير على حيها، فاحتملت أمها تشتد بها في الرمضاء، فإذا احترقت قدماها جلست وأجلست أمها في حجرها، وأظلتها من الشمس، فإذا استراحت حملتها). بر الوالدين - (ج 1 / ص 4)
وعن ابن عباس، قال: بينهما استسقى في حوضه، إذا راكب قد جاء ظمآن، فقال: رد وأورد. قال: فنزل قريباً وعقل ناقته، فلما رأت الماء دنت إلى الحوض حتى فجرته، فقام الرجل فأخذ سيفاً فضربه حتى قتله، ثم خرج يسأل فلقي رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألهم، فكلهم يوئسه، حتى أتى رجلاً منهم كان يعني نفسه فقال: هل تستطيع أن تصدره كما أوردته؟ قال: لا. قال: تستطيع أن تبغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء؟ قال: لا. قال تستطيع أن تحيا ولا تموت؟ فقام الرجل فمشى غير بعيد، فقال: هل لك والدين؟ قال: أمي حية. قال: (فاحملها وبرها، فإن دخل الآخر النار فأبعد الله من أبعد).
وعن الحسن، قال: (للوالدة الثلثان من البر، وللوالد الثلث).(3/21)
وعن يعقوب العجلي، قال: قلت لعطاء: تحبسني أمي في الليلة المطيرة عن الصلاة في الجماعة، فقال: (أطعها).
وعن عطاء أن رجلاً أقسمت عليه أمه ألا يصلي إلا الفريضة، ولا يصوم إلا شهر رمضان. قال: (يطيعها).
وسئل الحسن في رجل حلف عليه أبوه بكذا، وحلفت عليه أمه بكذا - بخلافه؟ قال: (يطيع أمه).
وعن رفاعة بن إياس، قال: رأيت الحارس العكلي في جنازة أمه يبكي، فقيل له: تبكي؟ قال: (ولم لا أبكي وقد أغلق عن باب من أبواب الجنة)؟ وعن رفاعة بن أياس، قال: لما ماتت أم أياس بن معاوية بكى، فقيل: ما بيكيك؟ قال: (يا رب أوصني. قال: أوصيتك بأمك، فإنها حملتك وهناً على وهن. قال: ثم بمن؟ قال: بأمك ثم بمن؟ قال: بأمك ثم بأبيك).
وقال هشام بن حسان: قلت للحسن: إني أتعلم القرأن، وإن أمي تنتظرني بالعشاء، قال الحسن: (تعش العشاء مع أمك تقر به عينها، أحب إلي من حجة تحجها تطوعاً).
وعن الحسن بن عمرو، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: (الولد بالقرب من أمه حيث تسمع أفضل من الذي يضرب بسيفه في سبيل الله عز وجل، والنظر إليها أفضل من كل شيء).
وعن أبي حازم، قال: قال عمارة: سمعت أبي يقول: (ويحك، أما شعرت أن نظرك إلى والدتك عبادة، فكيف البر بها؟).
ما يجزي به الولد والديه
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لا يجزي ولد والديه إلا أن يجدهما مملوكين فيشتريهما فيعتقهما).
قال الشيخ: ثبت أن الولد إذا اشترى أباه عتق عليه بنفس الشراء، إلا أنه يتلفظ بعتقه هذا مذهب العلماء ما خلا داود.
فللحديث معنيان: أحدهما: أنه أضاف العتق إليه لأنه ثبت بالشراء. والثاني أدق معنى، وهو: أن يكون المراد أن مجازاة الوالد لا تتصور، لأن عتق الإبن له لا يتصور، لأنه بنفس شرائه للأب يعتق، فصار هذا لقوله تعالى: (وَلا يَدخُلونَ الجَنَّةَ حَتّى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاطِ).
ثواب بر الوالدين(3/22)
وعن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينما ثلاثة رهط يتماشون فأخذهم المطر، فأووا إلى غار في جبل، فبينما هم كذلك إذا انحطت عليهم صخرة، فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعضه: أنظروا إلى افضل أعمال عملتموها، فاسألوه بها لعله يفرج عنكم.
فقال أحدهم: اللهم أنه كان لي والدان كبيران، وكانت لي امرأة وأولاد صغار، وكنت أرعى عليهم فإذا أرحت غنمي بدأت بأبوي فسقيتهما فلم آت حتى نام أبوي، فطيبت الإناء ثم حلبت، ثم قمت بحلابي عند رأس أبوي، والصبية يتضاغون - يبكون - عند رجلي أكره أن أبدأ بهم قبل أبوي، وكره أن أوقظهما من نومهما، فلم أزل كذلك قائماً حتى أضاء الفجر.
اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج لنا فرجة نرى منها السماء، ففرج الله لهم فرجة فرأوا منها السماء، وذكر باقي الحديث.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نمت فرأيتني في الجنة، فسمعت قارئاً يقرأ، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلك البر، فكان أبر الناس بأمه).
وعن مكحول، قال: قدم وفد الأشعرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب - (ج 2 / ص 118)
الَ عِكْرِمَةُ : إنَّمَا صَرَفَ سُلَيْمَانُ عَنْ ذَبَحَ الْهُدْهُدِ أَنَّهُ كَانَ بَارًّا بِوَالِدِيهِ يَنْقُلُ الطَّعَامَ إلَيْهِمَا فَيَزُقُّهُمَا .
ذَكَرَهُ فِي حَيَاةِ الْحَيَوَانِ .
بر الوالدين - (ج 1 / ص 5)
(افيكم وجرة؟ قالوا: نعم. قال: فإن الله تعالى أدخلها الجنة ببر والدتها وهي مشركة - يعني الأم - أغير على حيها، فاحتملت أمها تشتد بها في الرمضاء، فإذا احترقت قدماها جلست وأجلست أمها في حجرها، وأظلتها من الشمس، فإذا استراحت حملتها).(3/23)
وعن عبد الرحمن بن سمرة، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن في مسجد المدينة، فقال: (رأيت رجلاً من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه، فجاءه بره بوالديه فرده عنه).
وعن أبي الدرداء، قال: قال عمر رضي الله عنهما: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل، فأشرفنا على واد، فرأيت شاباً أعجبني شبابه، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي شاب لو كان شبابه في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (يا عمر فلعله في سبيل الله وأنت لا تشعر) ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا شاب، هل لك من تعول؟ قال: نعم. قال: من؟ قال: أمي. فقال: إلزمها فإن عند رجليها الجنة).
وعن مورق العجلي، قال: قال صلى الله عليه وسلم: (هل تعلمون نفقة أفضل من نفقة في سبيل الله تعالى)؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: (نفقة الولد على الوالدين أفضل).
من كان يبالغ في بر الوالدين
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبر من كانا في هذه الأمة بأمهما: عثمان بن عفان، وحارثة بن النعمان رضي الله عنهما.
فأما عثمان فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أسلمت.
وأما حارثة فأنه كان يفلي رأس أمه ويطعمها بيده، ولم يستفهمها كلاماً قط تأمر به حتى يسأل من عندها بعد أن يخرج: ما أرادت أمي؟.
وعن أبي هريرة أنه كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه، فقال: (السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته. فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً. فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيراً).
وإذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك.
وعن أبي أمامة أن أبا هريرة رضي الله عنه كانيلي حمل أمه إلى المرفق وينزلها عنه، وكانت مكفوفة.(3/24)
وعن ابن سيرين، قال: (بلغت النخلة ألف درهم، فنقرت نخلة من جمارها. فقيل لي: عقرت نخلة تبلغ كذا، وجماره بدرهمين؟ قلت: (قد سألتني أمي، ولو سألتني أكثر من ذلك لفعلت).
وعن سفيان الثوري، قال: (كان ابن الحنفية يغسل رأس أمه بالخطمى ويمشطها ويخضبها).
وعن الزهري، قال: كان الحسن بن علي لا يأكل مع أمه، وكان أبر الناس بها، فقيل له في ذلك، فقال: (أخاف أن آكل معها، فتسبق عينها إلى شيء من الطعام وأنا لا أدري، فآكله، فأكون قد عققتها).
وفي رواية: (أخاف أن تسبق يدي يدها).
وعن إسماعيل بن عون، قال: دخل رجل على ابن سيرين وعنده أمه، فقال: ما شأن محمد يشتكي؟ قالوا: لا، ولكنه هكذا يكون إذا كان عند أمه.
وعن هشام، قال: كانت حفصة تترحم على هذيل، وتقول: كان يعمد إلى القصب فيقشره ويجففه في الصيف، لئلا يكون له دخان، فإذا كان الشتاء جاء حتى قعد خلفي وأنا أصلي، فيوقد وقوداً رفيقاً ينالني حره ولا يؤذيني دخانه، وكنت أقول له: يا بني، الليلة اذهب إلى أهلك، فيقول: يا أماه أنا أعلم ما يريدون، فأدعه فربما كان ذلك حتى يصبح.
وكان يبعث إلي بحلبة الغداة، فأقول، يا بني تعلم أني لا أشرب نهاراً فيقول: أطيب اللبن ما بات في الضرع، فلا أحب أن أؤثر عليك، فابعثي به إلى من أحببت.
فمات هذيل، فوجدت عليه وجداً شديداً، وكنت أجد مع ذلك حرارة في صدري لا تكاد تسكن. قالت: فقمت ليلة أصلي، فاستفتحت النحل، فأتيت إلى قوله تعالى: (ما عِندَكُم يَنفَدُ وَما عِندَ اللَهِ باقٍ وَلنَجزِيَنَّ الَّذينَ صَبَروا أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلُون).
فذهب عن ما كنت أجد.
وعن أنس بن النضر الأشجعي: استقت أم ابن مسعود ماء في بعض الليالي، فذهب فجاءها بشربة، فوجدها قد ذهب بها النوم، فثبت بالشربة عند رأسها حتى أصبح.(3/25)
وعن ظبيان بن علي الثوري - وكان من أبر الناس بأمه - قال: (لقد نامت لليلة وفي صدرها عليه شيء، فقام على رجليه يكره أن يوقظها، ويكره، أن يقعد، حتى إذا ضعف جاء غلامان من غلمانه، فما زال معتمداً عليهما حتى استيقظت).
الوابل الصيب [ جزء 1 - صفحة 111 ]
وفي هذا الحديث العظيم الشريف القدر الذي ينبغي لكل مسلم أن يحفظه فنذكره بطوله لعموم فائدته وحاجة الخلق إليه وهو حديث سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة بن جندب قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وكنا في صفه بالمدينة فقام علينا فقال : [ إني رأيت البارحة عجبا : رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره والديه فرد ملك الموت عنهالوابل الصيب [ جزء 1 - صفحة 111 ]
رواه الحافظ أبو موسى المديني في كتاب الترغيب في الخصال المنجية والترهيب من الخلال المردية وبنى كتابه عليه وجعله شرحا له وقال : هذا حديث حسن جدا رواه عن سعيد بن المسيب عمرو بن آزر وعلي بن زيد بن جدعان وهلال أبو جبلة وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يعظم شأن هذا الحديث وبلغني عنه أنه كان يقول : شواهد الصحة عليهالكبائر - (ج 1 / ص 13)
وسئل كعب الأحبار عن عقوق الوالدين ما هو؟ قال: هو إذا أقسم عليه أبوه أو أمه لم يبر قسمهما وإذا أمره بأمر لم يطع أمرهما وإذا سألاه شيئاً لم يعطهما وإذا ائتمناه خانهما. الفتوحات المكية - (ج 2 / ص 475)
وأخبرت ان واحداً منهم بوكأ من جملة العوانية من أهل أرزن الروم أعرف ذلك الشخص بعينه وصحبته وكان يعظمني ويراني كثيراً واجتمعت به في دمشق وفي سيواس وفي مالطة وفي قيصرية وخدمني مدة وكانت له والدة كان برابها اجتمعت به في حران في خدمة والدته فما رأيت في فما رأيت فيمن رأيت يبر أمه مثله وكان ذا مال ولي سنون فقدته من دمشق فما أدري هل عاش أم مات
الزواجر عن اقتراف الكبائر - (ج 2 / ص 400)(3/26)
قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ : إنَّ اللَّهَ لَيُعَجِّلُ هَلَاكَ الْعَبْدِ إذَا كَانَ عَاقًّا لِوَالِدَيْهِ لِيُعَجِّلَ لَهُ الْعَذَابَ وَإِنَّ اللَّهَ لَيَزِيدُ فِي عُمُرِ الْعَبْدِ إذَا كَانَ بَارًّا بِوَالِدَيْهِ لِيَزِيدَهُ بِرًّا وَخَيْرًا .
وَسُئِلَ عَنْ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ مَا هُوَ ؟ قَالَ : إذَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ أَبُوهُ أَوْ أُمُّهُ لَمْ يَبَرَّ قَسَمَهُ ، وَإِذَا أَمَرَهُ بِأَمْرٍ لَمْ يُطِعْهُ ، وَإِذَا ائْتَمَنَهُ خَانَهُ . الزواجر عن اقتراف الكبائر - (ج 2 / ص 400)
وَقَالَ بِشْرٌ : أَيُّمَا رَجُلٍ يَقْرَبُ مِنْ أُمِّهِ بِحَيْثُ يَسْمَعُ كَلَامَهَا أَفْضَلُ مِنْ الَّذِي يَضْرِبُ بِسَيْفِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَالنَّظَرُ إلَيْهَا أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ . الزواجر عن اقتراف الكبائر - (ج 2 / ص 400)
وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ بَعْضِهِمْ إغْرَاءً عَلَى الْبِرِّ وَتَحْذِيرًا عَنْ الْعُقُوقِ وَوَبَالِهِ وَإِعْلَامًا بِمَا يُدْحِضُ الْعَاقَّ إلَى حَضِيضِ سَفَالِهِ وَيَحُطُّهُ عَنْ كَمَالِهِ : أَيُّهَا الْمُضَيِّعُ لِأَوْكَدِ الْحُقُوقِ الْمُعْتَاضُ عَنْ الْبِرِّ بِالْعُقُوقِ النَّاسِي لِمَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْغَافِلُ عَمَّا بَيْنَالزواجر عن اقتراف الكبائر - (ج 2 / ص 401)(3/27)
يَدَيْهِ ، بِرُّ الْوَالِدَيْنِ عَلَيْك دَيْنٌ وَأَنْتَ تَتَعَاطَاهُ بِاتِّبَاعِ الشَّيْنِ ، تَطْلُبُ الْجَنَّةَ بِزَعْمِك وَهِيَ تَحْتَ أَقْدَامِ أُمِّك ، حَمَلَتْك فِي بَطْنِهَا تِسْعَةَ أَشْهُرٍ كَأَنَّهَا تِسْعُ حِجَجٍ وَكَابَدَتْ عِنْدَ وَضْعِك مَا يُذِيبُ الْمُهَجَ ، وَأَرْضَعَتْك مِنْ ثَدْيِهَا لَبَنًا وَأَطَارَتْ لِأَجْلِك وَسَنًا ، وَغَسَلَتْ بِيَمِينِهَا عَنْك الْأَذَى وَآثَرَتْك عَلَى نَفْسِهَا بِالْغِذَاءِ ، وَصَيَّرَتْ حِجْرَهَا لَك مَهْدًا وَأَنَالَتْك إحْسَانًا وَرَفْدًا ، فَإِنْ أَصَابَك مَرَضٌ أَوْ شِكَايَةٌ أَظْهَرَتْ مِنْ الْأَسَفِ فَوْقَ النِّهَايَةِ ، وَأَطَالَتْ الْحُزْنَ وَالنَّحِيبَ وَبَذَلَتْ مَالَهَا لِلطَّبِيبِ ، وَلَوْ خُيِّرَتْ بَيْنَ حَيَاتِك وَمَوْتِهَا لَآثَرَتْ حَيَاتَك بِأَعْلَى صَوْتِهَا ، هَذَا وَكَمْ عَامَلْتهَا بِسُوءِ الْخُلُقِ مِرَارًا فَدَعَتْ لَك بِالتَّوْفِيقِ سِرًّا وَجِهَارًا ، فَلَمَّا احْتَاجَتْ عِنْدَ الْكِبَرِ إلَيْك جَعَلْتهَا مِنْ أَهْوَنِ الْأَشْيَاءِ عَلَيْك ، فَشَبِعْت وَهِيَ جَائِعَةٌ وَرُوِيت وَهِيَ ضَائِعَةٌ ، وَقَدَّمْت عَلَيْهَا أَهْلَك وَأَوْلَادَك فِي الْإِحْسَانِ وَقَابَلْت أَيَادِيهَا بِالنِّسْيَانِ ، وَصَعُبَ لَدَيْك أَمْرُهَا وَهُوَ يَسِيرٌ وَطَالَ عَلَيْك عُمُرُهَا وَهُوَ قَصِيرٌ ، وَهَجَرْتهَا وَمَا لَهَا سِوَاك نَصِيرٌ .
هَذَا ، وَمَوْلَاك قَدْ نَهَاك عَنْ التَّأْفِيفِ وَعَاتَبَك فِي حَقِّهَا بِعِتَابٍ لَطِيفٍ ، سَتُعَاقَبُ فِي دُنْيَاك بِعُقُوقِ الْبَنِينَ وَفِي أُخْرَاك بِالْبُعْدِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ يُنَادِيك بِلِسَانِ التَّوْبِيخِ وَالتَّهْدِيدِ : { ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } .(3/28)
لِأُمِّك حَقٌّ لَوْ عَلِمْت كَبِيرُ كَثِيرُك يَا هَذَا لَدَيْهِ يَسِيرُ فَكَمْ لَيْلَةٍ بَاتَتْ بِثِقَلِك تَشْتَكِي لَهَا مِنْ جَوَاهَا أَنَّةٌ وَزَفِيرُ وَفِي الْوَضْعِ لَوْ تَدْرِي عَلَيْهَا مَشَقَّةٌ فَمِنْ غُصَصٍ مِنْهَا الْفُؤَادُ يَطِيرُ وَكَمْ غَسَلَتْ عَنْك الْأَذَى بِيَمِينِهَا وَمَا حِجْرُهَا إلَّا لَدَيْك سَرِيرُ وَتَفْدِيك مِمَّا تَشْتَكِيهِ بِنَفْسِهَا وَمِنْ ثَدْيِهَا شُرْبٌ لَدَيْك نَمِيرُ وَكَمْ مَرَّةٍ جَاعَتْ وَأَعْطَتْك قُوتَهَا حُنُوًّا
التاريخ الكبير - (ج 4 / ص 62)
عن سعد رجل منهم سمع ابن عباس: يبر والديه وإن ظلماه.
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 5 / ص 324)
عن ابن سيرين قال : على الولد أن يبر والده ، وكل إنسان أحق بالذي له. تفسير البغوي - (ج 6 / ص 233)
له عز وجل: { وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا } أي: برًا بهما وعطفًا عليهما، معناه: ووصَيّنا الإنسان أن يفعل بوالديه ما يحسن. نزلت هذه الآية، والتي في سورة لقمان( الآية 15)، والأحقاف( الآية 15 ) في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه -وهو سعد بن مالك أبو إسحاق الزهري، وأمه حمنة بنت أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس -لما أسلم، وكان من السابقين الأولين، وكان بارًا بأمه، قالت له أمه: ما هذا الدين الذي أحدثت؟ والله لا آكل ولا أشرب حتى ترجع إلى ما كنتَ عليه، أو أموت فتعيّر بذلك أبد الدهر، ويقال: يا قاتل أمه. ثم إنها مكثت يومًا وليلة لم تأكل ولم تشرب [ولم
سنن أبي داود - (ج 13 / ص 349)
4472 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي خَالِي الْحَارِثُ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ(3/29)
كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ وَكُنْتُ أُحِبُّهَا وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا فَقَالَ لِي طَلِّقْهَا فَأَبَيْتُ فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلِّقْهَامصنف ابن أبي شيبة - (ج 6 / ص 99)
عن الحسن قال : للام ثلثا البر وللاب الثلث.
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 6 / ص 99)
عن يونس بن عبيد قال : يرجى للمرهق بالبر الجنة ، ويخاف على المسلم بالعقوق النار. مصنف ابن أبي شيبة - (ج 6 / ص 99)
عن ابن عباس قال : ما من مسلم له أبوان فيصبح وهو محسن إليهما إلا فتح الله له بابين من الجنة ،مصنف ابن أبي شيبة - (ج 6 / ص 100)
ولا يمسي وهو مسئ إليهما الا فتح الله له بابين من النار ، ولا سخط عليه واحد منهما فيرضى الله عنه حتى يرضى عنه ، قال : قلت : وإن كانا ظالمين ؟ قال : وان كانا ظالمين. مصنف ابن أبي شيبة - (ج 6 / ص 100)
عن عروة بن الزبير قال : ما بر والده من شد الطرف إليه. مصنف عبد الرزاق - (ج 5 / ص 176)
عن مسلم بن يسار قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية ، وعنده شاب كان يأخذ بيده إذا قام ، فسأله أن يبعثه في السرية ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل تركت في أهلك من كهل ؟ قال : لا ، إلا صبية صغارا ، قال : فارجع إليهم ، فإن فيهم مجاهدا حسنا. مصنف عبد الرزاق - (ج 11 / ص 133)(3/30)
عن يحيى بن أبي كثير قال : لما قدم أبو موسى الاشعري وأبو عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبايعوه وأسلموا ، قال : ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا ؟ قالوا : تركناها في أهلها ، قال : فإنه قد غفر لها ، قالوا : بما يا رسول الله ! قال : ببرها والدتها ، قال : كانت لها أم عجوز كبيرة ، فجاءهم النذير أن العدو يريدون أن يغيروا عليكم الليلة ، فارتحلوا لتلحقوا بعظيم قومهم ، ولم يكن معها ما تحتمل عليه ، فعمدت إلى أمها فجعلت تحملها على ظهرها.
فإذا أعيت وضعتها ، ثم ألزقت بطنها ببطن أمها ، وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء حتى نجت.
(20125) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أن عمر بن الخطاب رد رجلا من الطريق أراد الغزو بغير إذن أبويه ، قال : وكان أبوه (1) حين خرج قد قال قولا ، فبلغ ذلك عمر ، قال :
تركت أباك مرعشة يداه * وأمك ما تسيغ لها شرابا أتاه مهاجران تكنفاه * ليترك شيخة خطئا وخابا إذا يبكي (2) الحمام ببطن وج * على بيضاته دعيا (3) كلابا (4) مصنف عبد الرزاق - (ج 11 / ص 137)
عن ابن طاووس عن أبيه قال : من السنة أن يوقر أربعة : العالم ، وذو الشيبة ، والسلطان والوالد ، قال : ويقال إن من الجفاء أن يدعو الرجل والده باسمه. مصنف عبد الرزاق - (ج 11 / ص 138)
عن هشام بن عروة عن رجل أن أبا هريرة رأى رجلا يمشي بين يدي (1) ، فقال : ما هذا
منك ؟ قال : أبي ، قال : فلا تمش بين يديه ، ولا تجلس حتى يجلس ، ولا تدعه باسمه ، ولا تستسب له (2). مصنف عبد الرزاق - (ج 11 / ص 467)
عن ابن طاووس عن أبيه قال : كان رجل له أربع بنون ، فمرض ، فقال أحدهم : مصنف عبد الرزاق - (ج 11 / ص 468)(3/31)
إما أن تمرضوه وليس لكم من ميراثه شئ ، وإما أن أمرضه وليس لي من ميراثه شئ ، قالوا : بل مرضه وليس لك من ميراثه شئ ، قال : فمرضه حتى مات ، ولم يأخذ من ماله شيئا ، قال : فأتي في النوم ، فقيل له : ايت مكان كذا وكذا فخذ منه مئة دينار ، فقال في نومه : أفيها بركة ؟ قالوا : لا ، قال : فأصبح فذكر ذلك لامرأته ، فقالت : خذها ، فإن من بركتها أن تكتسي ونعيش فيها ، قال : فأبى ، فلما أمسى أتي في النوم ، فقيل له : ايت مكان كذا وكذا فخذ منه عشرة دنانير ، فقال : أفيها بركة ؟ قالوا : لا ، فلما أصبح
ذكر ذلك لامرأته ، فقالت مثل مقالتها الاولى ، فأبى أن يأخذها ، فأتي في النوم في الليلة الثالثة أن ايت مكان كذا وكذا ، فخذ منه دينارا ، قال : أفيه بركة ؟ قالوا : نعم ، قال : فذهب فأخذ الدينار ، ثم خرج به إلى السوق فإذا هو برجل يحمل حوتين ، فقال : بكم هما ؟ فقال : بدينار ، فأخذهما منه بالدينار ، ثم انطلق بهما ، فلما دخل بيته شق الحوتين ، فيجدت في بطن كل واحد منهما درة لم ير الناس مثلها ، قال : فبعث الملك لدرة يشتريها ، فلم توجد إلا عنده ، فباعها بوقر ثلاثين بغلا ذهبا ، فلما رآها الملك قال : ما تصلح هذه إلا بأخت ، اطلبوا مثلها وإن أضعفتم ، فجاءوه وقالوا : عندك أختها ؟ ونعطيك ضعف ما أعطيناك ، قال : وتفعلون ؟ قالوا : نعم ، قال : فأعطاهم إياها بضعف ما أخذوا الاولى (1).
الزهد لأحمد بن حنبل - (ج 4 / ص 47)
عن عمار قال : قلت للحسن : يا أبا سعيد ، ما البر ؟ قال : البذل واللطف ، قلت : فما العقوق ؟ قال : أن تحرمهما وتهجرهما ، قال : أما علمت أن نظرك في وجه والديك أو والدتك عبادةالبر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 61)
سمعت هشاما ، يحدث عن الحسن ، أن رجلا قال له : إني قد حججت وإن أمي قد أذنت لي في الحج . فقال له : « لقعدة معها تقعدها على مائدتها أحب إلي من حجتك »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 63)(3/32)
عن الحسن في الرجل تقول له : أفطر - يعني أمه - قال : « ليفطر ، وليس عليه قضاء ، وله أجر الصوم والبر ، وإذا قالت : لا تخرج إلى الصلاة ، فليس لها في هذا طاعة هذه فريضة »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 66)
عن معاوية ، قال : قلت لعطاء أنه تحبسني أمي في الليلة المطيرة عن الصلاة في الجماعة ، قال : « أطعها »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 67)
عن العوام بن حوشب ، قال : قلت لمجاهد : يدعوني والدي وتقام الصلاة ؟ قال : « أجب والدك »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 20)
حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، أن مورقا ، « كان يفلي رأس أمه »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 21)
حدثنا ابن جريج ، عن عطاء ، قال : « لا يؤم الرجل أباه وإن كان أفقه منه »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 15)
ابن عون ، قال : « دخل داخل على محمد بن سيرين وهو عند أمه فقال : ما شأن محمد أيشتكي شيئا ؟ قالوا : لا ، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه »الزهد لأحمد بن حنبل - (ج 4 / ص 341)
عن ابن عون قال : نبئت أن رجلا دخل على محمد وهو عند أمه فقال : ما شأن محمد أيشتكي شيئا ؟ فقالوا : لا ولكنه هكذا يكون إذا كان عند أمهالزهد لأحمد بن حنبل - (ج 4 / ص 47)
عن عمار قال : قلت للحسن : يا أبا سعيد ، ما البر ؟ قال : البذل واللطف ، قلت : فما العقوق ؟ قال : أن تحرمهما وتهجرهما ، قال : أما علمت أن نظرك في وجه والديك أو والدتك عبادةالبر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 61)
سمعت هشاما ، يحدث عن الحسن ، أن رجلا قال له : إني قد حججت وإن أمي قد أذنت لي في الحج . فقال له : « لقعدة معها تقعدها على مائدتها أحب إلي من حجتك »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 63)(3/33)
عن الحسن في الرجل تقول له : أفطر - يعني أمه - قال : « ليفطر ، وليس عليه قضاء ، وله أجر الصوم والبر ، وإذا قالت : لا تخرج إلى الصلاة ، فليس لها في هذا طاعة هذه فريضة »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 66)
عن معاوية ، قال : قلت لعطاء أنه تحبسني أمي في الليلة المطيرة عن الصلاة في الجماعة ، قال : « أطعها »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 67)
عن العوام بن حوشب ، قال : قلت لمجاهد : يدعوني والدي وتقام الصلاة ؟ قال : « أجب والدك »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 20)
حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، أن مورقا ، « كان يفلي رأس أمه »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 21)
حدثنا ابن جريج ، عن عطاء ، قال : « لا يؤم الرجل أباه وإن كان أفقه منه »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 15)
ابن عون ، قال : « دخل داخل على محمد بن سيرين وهو عند أمه فقال : ما شأن محمد أيشتكي شيئا ؟ قالوا : لا ، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه »الزهد لأحمد بن حنبل - (ج 4 / ص 47)
عن عمار قال : قلت للحسن : يا أبا سعيد ، ما البر ؟ قال : البذل واللطف ، قلت : فما العقوق ؟ قال : أن تحرمهما وتهجرهما ، قال : أما علمت أن نظرك في وجه والديك أو والدتك عبادةالبر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 61)
سمعت هشاما ، يحدث عن الحسن ، أن رجلا قال له : إني قد حججت وإن أمي قد أذنت لي في الحج . فقال له : « لقعدة معها تقعدها على مائدتها أحب إلي من حجتك »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 63)
عن الحسن في الرجل تقول له : أفطر - يعني أمه - قال : « ليفطر ، وليس عليه قضاء ، وله أجر الصوم والبر ، وإذا قالت : لا تخرج إلى الصلاة ، فليس لها في هذا طاعة هذه فريضة »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 66)(3/34)
عن معاوية ، قال : قلت لعطاء أنه تحبسني أمي في الليلة المطيرة عن الصلاة في الجماعة ، قال : « أطعها »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 67)
عن العوام بن حوشب ، قال : قلت لمجاهد : يدعوني والدي وتقام الصلاة ؟ قال : « أجب والدك »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 20)
حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، أن مورقا ، « كان يفلي رأس أمه »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 21)
حدثنا ابن جريج ، عن عطاء ، قال : « لا يؤم الرجل أباه وإن كان أفقه منه »البر والصلة للحسين بن حرب - (ج 1 / ص 15)
ابن عون ، قال : « دخل داخل على محمد بن سيرين وهو عند أمه فقال : ما شأن محمد أيشتكي شيئا ؟ قالوا : لا ، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه »
الفتوحات المكية - (ج 2 / ص 400)(3/35)
قال أبو يزيد في هذا الباب كنت أظنّ في برّي بأمي أني ما أقوم فيه لهوى نفسي بل لتعظيم الشريعة حيث أمرتني ببرّها فكنت أجد في نفسي لذة عظيمة كنت أتخيل أن تلك اللذة من تعظيم الحق عندي لا من موافقة نفسي فقالت لي في ليلة باردة اسقني يا أبا يزيد ماء فثقل عليّ التحرّك لذلك فقلت والله ما خفف عليّ ما كانت تكلفني فعله إلا الموافقة كان في نفسي من حيث لا أشعر فأبطل عمله وما سلم لها قال أبو يزيد فقمت بمجاهدة وجئت بالكوز إليها فوجدتها قد سارع إليها النوم ونامت فوقفت بالكوز على رأسها حتى استيقظت فناولتها الكوز وقد بقي في أذن الكوز قطعة من جلد أصبعي لشدة البرد انقرضت فتألمت الوالدة لذلك قال أبو يزيد فرجعت إلى نفسي وقلت لها حبط عملك في كونك كنت تدعين النشاط في عبادتك والاتباع إن ذلك من محتبك الله فإنه ما كلفك ولا ندبك وأوجب عليك إلا ما هو محبوب له وكل ما يأمر به المحبوب عند المحب محبوب ومما أمرك الله به يا نفسي البرّ بوالدتك والإحسان إليها والمحب يفرح ويبادر لما يحبه حبيبه ورأيتك قد تكاسلت وتثاقلت وصعب عليك أمر الوالدة حين طلبت الماء فقمت بكسل وكراهة فعلمت أنه كل ما نشطت فيه من أعمال البرّ وفعلته لا عن كسل ولا تثاقل بل عن فرح والتذاذ به إنما كان ذلك لهوى كان لك فيه لا لأجل الله إذ لو كان لله ما صعب عليك الإحسان لوالدتك وهو فعل يحبه الله منك وأمرك به وأنت تدعين حبه وإن حبه أورثك النشاط واللذة في عبادته فلم يسلم لنفسه هذا القدر وكذلك غير أبي يزيد من أهل الله كان يحافظ على الصف الأوّل دائماً منذ سبعين سنة وهو يزعم أنه يفعل ذلك رغبة فيما رغبه الله فيه موافقة لله فاتفق له عائق عن المشي إلى الصف الأوّل فخطر له خاطر أن الجماعة التي تصلي في الصف الأول إذا لم يروه يقولون أين فلان فبكى وقال لنفسه خدعتني منذ سبعين سنة أتخيل أني لله وأنا في هواك وماذا عليك إذا فقدوك فتاب وما رؤي بعد ذلك يلزم في المسجد(3/36)
مكاناً واحداً معيناً ولا مسجداً معيناً فهكذا حاسب القوم نفوسهم ومن كانت حالته هذه ما يستوي مع من هو فاقد لهذه الصفة كذلك من وقف مع الإمام لأنها عبادة يشترط فيها الإمام إلى أن يدفع معه ما يستوي في الاتباع مثل من دفع قبله. الأدب المفرد للبخاري - (ج 1 / ص 7)
عن ابن عباس ، أنه أتاه رجل فقال : إني خطبت امرأة ، فأبت أن تنكحني ، وخطبها غيري ، فأحبت أن تنكحه ، فغرت عليها فقتلتها ، فهل لي من توبة ؟ قال : أمك حية ؟ قال : لا ، قال : تب إلى الله عز وجل ، وتقرب إليه ما استطعت . فذهبت فسألت ابن عباس : لم سألته عن حياة أمه ؟ فقال : إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدةالأدب المفرد للبخاري - (ج 1 / ص 14)
طيسلة بن مياس قال : كنت مع النجدات ، فأصبت ذنوبا لا أراها إلا من الكبائر ، فذكرت ذلك لابن عمر قال : ما هي ؟ قلت : كذا وكذا ، قال : ليست هذه من الكبائر ، هن تسع : الإشراك بالله ، وقتل نسمة ، والفرار من الزحف ، وقذف المحصنة ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، وإلحاد في المسجد ، والذي يستسخر ، وبكاء الوالدين من العقوق . قال لي ابن عمر : أتفرق النار ، وتحب أن تدخل الجنة ؟ قلت : إي والله ، قال : أحي والدك ؟ قلت : عندي أمي ، قال : فوالله لو ألنت لها الكلام ، وأطعمتها الطعام ، لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائرالأدب المفرد للبخاري - (ج 1 / ص 15)
عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة (1) ) ، قال : لا تمتنع من شيء أحباه
الأدب المفرد للبخاري - (ج 1 / ص 18)
سعيد بن أبي بردة قال : سمعت أبي يحدث ، أنه شهد ابن عمر ورجل يماني يطوف بالبيت ، حمل أمه وراء ظهره ، يقول : إني لها بعيرها المذلل إن أذعرت ركابها لم أذعر . ثم قال : يا ابن عمر أتراني جزيتها ؟ قال : لا ، ولا بزفرة واحدةالأدب المفرد للبخاري - (ج 1 / ص 20)(3/37)
عن أبي مرة مولى عقيل ، أن أبا هريرة كان يستخلفه مروان ، وكان يكون بذي الحليفة ، فكانت أمه في بيت وهو في آخر . قال : فإذا أراد أن يخرج وقف على بابها فقال : السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته ، فتقول : وعليك السلام يا بني ورحمة الله وبركاته ، فيقول : رحمك الله كما ربيتني صغيرا ، فتقول : رحمك الله كما بررتني كبيرا ، ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثلهالأدب المفرد للبخاري - (ج 1 / ص 22)
ن أبي حازم ، أن أبا مرة ، مولى أم هانئ ابنة أبي طالب أخبره ، أنه ركب مع أبي هريرة إلى أرضه بالعقيق فإذا دخل أرضه صاح بأعلى صوته : عليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمتاه ، تقول : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، يقول : رحمك الله ربيتني صغيرا ، فتقول : يا بني ، وأنت فجزاك الله خيرا ورضي عنك كما بررتني كبيرا قال موسى : كان اسم أبي هريرة : عبد الله بن عمروالأدب المفرد للبخاري - (ج 1 / ص 49)
عن طيسلة ، أنه سمع ابن عمر يقول : بكاء الوالدين من العقوق والكبائرالأدب المفرد للبخاري - (ج 1 / ص 58)
عن غالب قال : قال محمد بن سيرين : كنا عند أبي هريرة ليلة ، فقال : اللهم اغفر لأبي هريرة ، ولأمي ، ولمن استغفر لهما قال لي محمد : فنحن نستغفر لهما حتى ندخل في دعوة أبي هريرةالأدب المفرد للبخاري - (ج 1 / ص 65)
سعد بن عبادة الزرقي ، أن أباه قال : كنت جالسا في مسجد المدينة مع عمرو بن عثمان ، فمر بنا عبد الله بن سلام متكئا على ابن أخيه ، فنفذ عن المجلس ، ثم عطف عليه ، فرجع عليهم فقال : ما شئت عمرو بن عثمان ؟ مرتين أو ثلاثا ، فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ، إنه لفي كتاب الله عز وجل ، مرتين : لا تقطع من كان يصل أباك فيطفأ بذلك نورك(3/38)